You are on page 1of 7

‫قسم العلوم اإلنسانية‬

‫المقياس‪ :‬الحوكمة وأخالقيات المهنة‬

‫األستاذ‪ :‬شيخ لعرج‬

‫البريد اإللكتروني‪laredj.chikh@univ-mascara.dz :‬‬

‫المحاضرة األولى‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫مع نهاية القرن ‪19‬م وبداية القرن ‪ 20‬عرف العالم مظاهر شتى من االنهيار االقتصادي وانتشار الفساد‬
‫بكامل أنواعه‪ ،‬وقلة االستقرار السياسي في غالبية البلدان النتسار مظاهر التسلط وشمولية الحكم واإلفالس‬
‫المالي لمؤسسات الدولة‪،‬وما انجر عن ذلك من انهيار اجتماعي وانتشار البطالة والفقر لدى غالبية أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬وبالتالي كان أمام هذه الظروف الصعبة لزاما على دول العالم اللجوء لتطبيق ما أصبح يعرف‬
‫بالحكم الراشد أو الحوكمة‪.‬‬

‫الحوكمة ليست بالضرورة مرتبطة بالدول المتخلفة أو بالمؤسسات العمومية التابعة للدولة بقدر ما أصبحت‬
‫ضرورية لكل الدول ولكل القطاعات لضمان التسيير الناجع والفعال‪ ،‬فهو يضمن الصرامة في التسيير‬
‫والكفاءة ورؤية استراتيجية كما يضمن حقوق اإلنسان وبالتالي االستقرار االجتماعي والتنمية المستدامة‪.‬‬

‫مفهوم الحوكمة‪:‬‬

‫يعتري تعريف الحوكمة عدة إشكاالت فالترجمة الحرفية باللغة العربية لما ورد عن المصطلح باللغة‬
‫الفرنسية أو اللغة االنجليزية ال تعكس المعنى الحقيقي للكلمة‪ ،‬حيث هناك عدة دالالت للمفهوم منها‪ :‬الحكم‬
‫الراشد‪ -‬أسلوب الحكم – الحاكمية – إدارة شؤون الدولة والمجتمع‪...‬كما ال يوجد تعريف موحد للمصطلح‬
‫يعبر عن معناه الدقيق‪ ،‬وكن المتفق عليه أنه أصبح شرطا ضروريا للتنمية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التعريف اللغوي للحكم الراشد‪:‬‬

‫الحكم‪ :‬ورد في قواميس اللغة العربية على النحو التالي‪ :‬الحكم ( بضم الحاء وتسكين الكاف) هو العلم‬
‫والتفقه‬

‫الراشد‪ :‬السن التي إذا بلغها المرء استقل بتصرفاته وأصبح مسؤوال عن تصرفاته سواء من وجهة نظر‬
‫القانون أو من وجهة نظر المجتمع‪.‬‬

‫الرشيد‪ :‬من أسماء هللا الحسنى‪ ،‬وتعني حسن التقدير‪ ،‬ومن هنا فالحكم الراشد من خالل المعنى اللغوي‬
‫يؤكد على معاني االستقامة وحسن التقدير‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫مصطلح غير محدد االستخدام وهو منذ شيوعه أكثر بدءا من سنة ‪1989‬م وهو يشير إلى معاني عديدة‪،‬‬
‫فالبنك الدولي مثال يعتبر أن جودة الحكم ال ترتبط بالدولة وحدها والتي ليست –حسبه‪ -‬الفاعل الرئيسي‬
‫في صنع وتنفيذ السياسات العامة‪ ،‬بل أصبح هناك فاعلون آخرون مثل المنظمات‪ -‬المؤسسات الدولية‪-‬‬
‫القطاع الخاص‪ -‬ومؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬

‫أما الحكم الرشيد من منظور التنمية اإلنسانية فيُقصد به الحكم الذي يعزز ويدعم‪ ،‬ويصون رفاه‬
‫اإلنسان‪ ،‬ويقوم على ت وسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم وحرياتهم االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية‪ ،‬السيما بالنسبة ألكثر أفراد المجتمع فقرا‪.‬‬

‫وتعرف منظمة الشفافية الدولية الحكم الرشيد بأنه‪" :‬هو الغاية الحاصلة من تكاتف جهود كل من‬
‫الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومختلف ا لمواطنين في مكافحة ظاهرة الفساد‪ ،‬بداية من جمع‬
‫المعلومات وتحليلها ونشرها لزيادة الوعي العام حول الظاهرة‪ ،‬وخلق آليات تمكن هذه األطراف من‬
‫القضاء على الظاهرة أو على األقل التقليص منها‪.‬‬

‫كما وضع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي (‪ )1997‬مفهوما أكثر شموال للحكم الراشد كما يلي" ‪:‬هو‬
‫ممارسة السلطة االقتصادية والسياسية واإلدارية إلدارة شؤون الدولة على كافة المستويات‪ ،‬ويشمل‬
‫اآلليات والعمليات والمؤسسات التي من خاللها يعبّر المواطنون والمجموعات عن مصالحهم ويمارسون‬
‫حقوقهم القانونية ويوفون بالتزاماتهم ويقبلون الوساطة لحل خالفاتهم‪.‬‬
‫ووفقا لتقرير التنمية اإلنسانية العربية) تقرير سنة ‪ ، (2002‬فان الحكم الراشد أو الصالح‪" :‬هو الحكم الذي‬
‫وحرياتهم‬
‫ّ‬ ‫يعزز ويدعم ويصون رفاه اإلنسان‪ ،‬ويقوم على توسيع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬ويسعى إلى تمثيل كافة فئات الشعب تمثيال كامال ‪ ،‬السيما األكثر فقرا‬
‫وتهميشا‪ ،‬وتكون مسؤولة أمامه لضمان مصالح جميع أفراد الشعب‪".‬‬
‫إذا ظهر االختالف والجدل في هذه التعاريف حول مفهوم الحكم الراشد‪ ،‬بين الباحثين األكاديميين وخبراء‬
‫المنظمات العالمية للتنمية والمالية واإلدارة واالقتصاد وغيرهم‪ ،‬سواء من خالل التسميات المتعددة أو‬
‫الترجمات المختلفة للمفهوم؛ حيث اعتمدوا الكثير من المصطلحات مثل ‪:‬الحكم الجديد‪ ،‬الحكم الصالح‪،‬‬
‫التطبيق السليم لممارسة السلطة‪ ،‬ادارة شؤون الدولة والمجتمع‪ ،‬الحوكمة‪ ،‬اإلدارة المجتمعية‪ ،‬أسلوب‬
‫الحكم الموسع‪ ،‬الحكمانية‪ ،‬الحاكمية‪ ،‬النظام السليم للحكم واإلدارة‪ ،‬الحكم الراشد أو الحكم الرشيد‪.‬‬
‫ومرد هذا االختالف إيديولوجي أساسا‪ ،‬ينطلق من دور الدولة في التسيير‪ ،‬أو المدى الذي يمكنها فيه أن‬
‫تتخلى عن التأثير على مجريات القرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪...‬‬

‫للمزيد ينظر‪:‬‬
‫‪ -‬راوية توفيق‪ ،‬الحكم الرشيد والتنمية في افريقيا‪ ،‬معهد البحوث والدراسات اإلفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ط ‪. 2005 ،1‬‬

‫‪ -‬ابراهيم العيسوي‪ ،‬التنمية في عالم متغير‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2000 ،1‬‬

‫المقياس‪ :‬الحوكمة وأخالقيات المهنة‬

‫األستاذ‪ :‬شيخ لعرج‬

‫البريد اإللكتروني‪laredj.chikh@univ-mascara.dz :‬‬

‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫أبعاد الحكم الراشد‪:‬‬
‫تتفاعل ثالثة أبعاد أساسية فيما بينها وترتبط ارتباطا وثيقا‪ ،‬لتحقيق وتجسيد نموذج فعال للحكم الراشد‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬البعد السياسي‪:‬‬
‫ويتعلق بطبيعة السلطة السياسية أو النظام السياسي وشرعيته؛ من حيث اختيار ممثلي الشعب والمسؤولين‬
‫عبر االنتخابات الحرة والنزيهة والديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد االقتصادي واالجتماعي‪:‬‬
‫ويتعلق من جهة بطبيعة السياسات العامة في المجال االقتصادى واالجتماعى‪ ،‬وبخصائص المجتمع المدني‬
‫وحيويته وارتباطه أو استقالله عن الدولة‪ ،‬وتأثير ذلك على الموطنين‪ ،‬من حيث مستوى المعيشة مثل‬
‫العدالة االجتماعية في التنمية أو الفقر والتهميش‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -3‬البعد التقني أو الفني‪:‬‬
‫ويتعلق بأداء االدا ا رت المختلفة وكفاءتها وفاعليتها وطرق تسييرها‪ ،‬ومدى اعتمادها على‬
‫معايير الن ا زهة واالستحقاق والشفافية والمحاسبة وتطبيق مبادئ حوكمة المؤسسات ‪...‬الخ‪.‬‬
‫أطراف الحكم الراشد‪:‬‬
‫للحكم الراشد ثالث أطراف منظمة ومهيكلة في شكل تنظيمات وهيئات‪ ،‬تتكفل بتجسيد وتفعيل تلك القواعد‬
‫واألسس التي بني عليها الحكم الراشد‪ ،‬كشركاء في عقد اجتماعي ثالثي‪ ،‬وهذه الفواعل هي‪:‬‬
‫‪ -‬الحكومة‪:‬‬
‫أو المؤسسات السياسية والقانونية وأجهزة الدولة االدارية المختلفة المستويات‪ ،‬كالوزارات وما يتبعها‬
‫والبرلمان وجهاز العدالة والوالية والبلدية ومجالسهما ‪...‬لكن مع ضمان الحد المطلوب من االستقاللية‬
‫والفصل بين السلطات‪ ،‬وتوفير المناخ الديمقراطي والعدالة والمساواة أمام القانون‬
‫والشفافية ‪...‬وبالتالي فهذا الفاعل األول يمثل البعد السياسي في الحكم الراشد‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع الخاص ‪:‬‬
‫يتمثل في مجمل المؤسسات والشركات االقتصادية والتجارية والخدماتية‪ ،‬التي تضمن عملية‬
‫إنتاج السلع وتوفير الخدمات المختلفة التي يحتاجها المجتمع ‪.‬والقطاع الخاص مكمل هام‬
‫للقطاع العام‪ ،‬يقوم على حرية الفرد وروح المبادرة في إنشاء المشاريع‪ ،‬وبالتالي فهذا الفاعل‬
‫يمثل البعدين االقتصادي والتقني) االداري) في الحكم الراشد‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمع المدني‪:‬‬
‫وهو مجموعة التنظيمات واالتحادات والجمعيات التي تمثل المواطنين‪ ،‬وتجمعهم في إطار‬
‫منظم واحد له اهتمامات وأهداف مشتركة‪ ،‬من خاللها تعمل على الدفاع على حقوقهم‬
‫وتفاوض من أجلها‪ ،‬وهي اللسان الناطق باسمهم‪ ،‬كما تمثل أداة المشاركة واالقتراح سواء‬
‫أمام السلطات العمومية أو قوى السوق ‪.‬وهذا الفاعل هو الذي يجسد البعد االجتماعي في‬
‫الحكم الراشد‪.‬‬

‫للمزيد ينظر‪:‬‬
‫زهرة السيد‪ )،‬الفساد والحكم الصالح في البالد العربية(‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد ‪، 316‬‬
‫يونيو ‪.2006‬‬

‫المقياس‪ :‬الحوكمة وأخالقيات المهنة‬

‫األستاذ‪ :‬شيخ لعرج‬

‫البريد اإللكتروني‪laredj.chikh@univ-mascara.dz :‬‬

‫أسس الحكم الراشد‬ ‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬


‫يؤكد الخبراء أن الحكم الراشد لن يحقق أهدافه وغاياته إال إذا تم مراعاة األسس التي يبنى عليها والتي‬
‫نذكر من أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬الحرية‪:‬‬
‫الحريات العامة جزء من حقوق اإلنسان الطبيعية التي خلق بها ‪ ،‬ونظمتها الكثير من القوانين‪ ،‬وكذلك الشرائع‬
‫السماوية وعلى رأسها اإلسالم‪ ،‬والحرية هي أساس التنمية السياسية والضامن للحفاظ على الدولة والمجتمع‬
‫من االنهيار وهي ضرورية للفرد واألسرة والمجتمع والت نظيمات والنقابات بكل أشكالها‪ ،‬وهي تشمل حرية‬
‫االعتقاد والرأي والسكن والعمل ‪ ،‬وحرية التجمع‪ ،‬وحرية تشكيل األحزاب والنقابات‪ ،‬وحرية الصحافة‬
‫واإلعالم‪ ..‬على أال تتعدى حريات اآلخرين وال تخل باألمن العام للمجتمع وقيمه األساسية األخالقية المتعارف‬
‫عليها‪ ،‬وبالتالي فهناك عالقة وطيدة بين الحرية والحكم الراشد‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل بين السلطات‪:‬‬
‫إن احتكار السلطة ومركزتها في يد الملك أو الحاكم أهم العوامل المؤدية للدكتاتورية‪ ،‬فجاء‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات بعدما كانت مجمعة في يد واحدة كرد فعل على إساءة استخدام السلطة واحتكار‬
‫القرار‪ ،‬بسبب تركيز السلطة في يد الملك أو الحاكم وتنعدم في هذه الحالة فكرة الرقابة‬
‫والمحاسبة‪.‬ويرى الخبراء أن تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات هو أساس بناء نظام‬
‫ديمقراطي‪ ،‬وأن هذا الفصل هو " ‪:‬عدم الجمع بين السلطات وعدم تركيزها لدى هيئة‬
‫واحدة"‪ .‬إن الدولة الحديثة ذات النظام الديمقراطي تتضمن سلطات ثالث ال قطيعة بينها‪،‬‬
‫وإنما هناك تعاون وتكامل ورقابة متبادلة‪ ،‬تؤدي إلى المحاسبة والمساءلة على أداء الوظائف‬
‫الدستورية وفق منظور الحكم الراشد ولكل سلطة دور ووظيفة محددة كما يلي‪:‬‬
‫‪‬السلطة التنفيذية ‪:‬تتكون من جميع الموظفين‪ ،‬من الرئيس إلى أصغر موظف في‬
‫الهيئات المحلية والمؤسسات‪ ،‬وتتكفل بتنفيذ القرارات والقوانين‪.‬‬
‫‪‬السلطة التشريعية ‪:‬وتتمثل في أعضاء المجلس التشريعي او البرلمان‪ ،‬الذين يختارون‬
‫من طرف الشعب بواسطة االنتخابات الحرة والنزيهة‪ ،‬ودورها هو صياغة القوانين التي‬
‫تكون عامة ومجردة في المجاالت المختلفة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪‬السلطة القضائية ‪:‬وتتمثل في القضاة وأعضاء النيابة ومعاونيهم وتقوم بتفسير القوانين‬
‫والسهر على مراقبة مدى تطبيقها كما تفصل بين المتنازعين وبعض خصوماتهم وخالفاتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬الشفافية‪:‬‬
‫الشفافية تتمثل في سهولة تدفق المعلومات وتداولها وتبادلها بكل حرية بين المؤسسات العامة‬
‫أو الخاصة ومختلف األطراف والمتعاملين معها‪ ،‬في كل األمور التي تهمهم‪ ،‬مثل المعامالت‬
‫والموازنة واألهداف والمصاريف وغيرها‪ ،‬أو بشكل آخر أن تعلم جمهورها والمواطنين‬
‫عموما بكل الحقائق والمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫الرقابة هي متابعة والتأكد من مدى سير وتنفيذ األعمال والبرامج طبقا لما خطط له‪،‬‬
‫ووفقا للقوانين والتعليمات والقرارات الموضوعة مسبقا‪ ،‬والهدف من ذلك هو كشف األخطاء‬
‫واالنحرافات والتبليغ عنها للهيئات المعنية التخاذ التدابير الضرورية لتصحيحها ومحاسبة‬
‫مرتكبيها‪ ،‬وبالتالي تفادي تكرار وقوعها مرة أخرى‪ ،‬وتحسين األداء الوظيفي في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬سيادة القانون‪:‬‬

‫عندما يتعلق األمر بسيادة القانون‪ ،‬فإن مبادرات الحكم الراشد التي تراعي حقوق اإلنسان تحقق‬
‫إصالح التشريعات وتساعد المؤسسات‪ ،‬بهدف تحسين تنفيذ هذه التشريعات‪ ،‬وقد تتضمن مبادرات الحكم‬
‫الراشد الدعوة إلى اإلصالح القانوني ورفع مستوى التوعية العامة بشأن اإلطار القانوني الوطني والدولي‬
‫وبناء القدرات وإصالح المؤسسات‪.‬‬

‫القدرة على التغيير‪:‬‬


‫وهو األساس المهم لتحقيق العدل والمساواة والحرية ‪ ،‬فهو يجعل الحاكم في حالة بحث مستمر عن تطوير‬
‫أدائه بما يرضي الشعب ويحقق مصالحه‪ ،‬ويحاسب حال حياده عن الصواب أو عجزه عن القيام بمهامه على‬
‫أكمل وجه في سبيل تحقيق حاجات األمة‪.‬‬

‫‪ -‬المشاركة ‪:‬‬
‫يرتبط الحكم الراشد بالمشاركة الشعبية إلى حد كبير‪ ،‬فال حكم راشد مع األوتوقراطية أو الحكم الفردي‬
‫مهما كان أو مع الحكم الشمولي‪ ،‬مهما كان النموذج مثاليا‪.‬‬
‫إن مسألة الشراكة بين مختلف أطراف المجتمع؛ الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني هي مسألة‬
‫أساسية ومهمة للغاية لتحقيق الحكم الراشد‪ ،‬من خالل التعاون والتنسيق والعمل المتجانس على تعبئة‬
‫الموارد بشكل أفضل وتوزيعها بعدالة في الجانبين االقتصادي واالجتماعي عامة‪.‬‬
‫‪ -‬المساواة‪:‬‬
‫تستند المساواة في المجتمع إلى أن المواطنة هي القاعدة المنظمة لحياة المجتمع على الصعيدين القطري‬
‫والوحدوي القومي ‪ ،‬وهي بذلك تؤسس لبيئة اجتماعية مستقرة ‪ ،‬وتؤسس فكرا اجتماعيا وسياسيا مستقرا يمكن‬
‫البناء عليه الكثير من فرص النجاح االقتصادي والسياسي والثقافي ‪ ،‬والمساواة تمنع النعرات الطائفية‬
‫وا لصراعات الداخلية‪ ،‬وتجنب إعاقة حركة المجتمع في مجاالت التنمية والحضارة والتقدم ‪ ،‬مما يسمح‬
‫باستثمار أقصى االمكانات المتاحة‪ ،‬وتلغي التهميش واالقصاء و المساواة بين الناس هي من قواعد الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫العـــدل ‪:‬‬

‫الحكم غير العادل مصيره محفوف بالمخاطر ‪ ،‬وتعتبر قاعدة العدل من قواعد الدين والعقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وهي‬
‫كذلك الجزء القيم من التاريخ الثقافي البشري ‪ ،‬والدول القادرة على تحقيق العدل في الحكم والقضاء هي الدول‬
‫التي بإمكانها تحقيق االستقرار والنمو‪ ،‬والعدل يكون في إدارة المال وتوزيع الثروة‪ ،‬كما في تقديم الخدمات‬
‫ا ألساسية‪ ،‬كما في التعليم والصحة ‪ ،‬كما في العالقات الخارجية ‪ ،‬واتخاذ المواقف بين الدول واألمم االخرى‪،‬‬
‫والحكم الذي يبنى على العدل يعد حكما راشدا مع التكامل مع بقية الركائز‪.‬‬

‫المساءلة‪ :‬تعد المساءلة بدورها من األسس الهامة لتحقيق مقاصد الحكم في رعاية شئون الناس والقيام عليها‬
‫وتحقيق حاجاتهم وتنميتهم وتقدمهم ‪ ،‬وتوفير كافة الفرص لهم جميعا للقيام بشئون حياتهم ‪ ،‬وبذلك يقف الحاكم‬
‫في الحكم الراشد أمام الشعب ليتحمل مسئولية الفشل كما يقف ليقطف ثمار النجاح‪.‬‬

‫للمزيد ينظر‪:‬‬
‫ابراهيم العيسوي‪ ،‬التنمية في عالم متغير‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة ‪،‬ط ‪2003 ،3‬‬
‫األخضر عزي‪ ،‬غانم جلطي‪ )،‬قياس قوة الدولة من خالل الحكم ال ا رشد(‪ ،‬مجلة علوم إنسانية‪،‬‬
‫‪http //www .uluminsania . net/a34 . htm‬‬
.

You might also like