You are on page 1of 142

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬


‫قسم علوم التسيير‬
‫تخصص إدارة مالية‬

‫مذكرة ضمن متطلبات لنيل شهادة الماستر في اإلدارة المالية‬

‫تحت عنوان‬

‫إدارة مخاطر سعر الصرف في البنوك المركزية‬


‫دراسة حالة بنك الجزائر المركزي‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫أ‪ .‬بليل حسيبة‬ ‫بلعباس نصيرة‬
‫شيخي فتيحة‬

‫السنة الجامعية‪2023 / 2022 :‬‬


‫شكــر‬
‫هلل امحلد واملنة أوال و أخريا اذلي أعاننا ابلعمل والصرب والعافية‬
‫عىل امتام هذه ادلراسة‪ ،‬فامحلد هلل محدا كثريا طيبا مباراك فيه‬
‫عىل نعمة ظاهرها وابطهنا‪.‬‬
‫نتقدم بشكران وتقديران العميقني اىل األستاذة ادلكتورة‬
‫بليل حسيبة لتفضلها بقبول ا إلرشاف‬
‫عىل هذه املذكرة‪ ،‬وعىل لك ما قدمته من مالحظات ونقد‬
‫وتوجيه علنا أسهمنا يف اغناء و اثراء هذه ادلراسة‬
‫فالشكر لها دامئ وموصول‪ ،‬و املؤطرة الفاضةل السيدة شيخ صبيحة‬
‫كام نتقدم خبالص الشكر والتقدير اىل من قدم لنا يد املساعدة يف بنك اجلزائر املركزي‬
‫و إىل مجيع أساتذة لكية العلوم الاقتصادية‬
‫اهداء‬
‫أهدي مثرة هجدي هدا إىل أعز و أغىل انسانة يف حيايت‪ ،‬اليت أانرت دريب بنصاحئها‪،‬‬
‫واكنت حبرا صافيا جيري بفيض احلب و البسمة‬
‫إىل من زينت حيايت بضياء البدر و مشوع الفرح‬
‫إىل من منحتين القوة والعزمية ملواصةل ادلرب واكنت سببا يف مواصةل دراسيت‬
‫إىل من علمتين الصرب والاجهتاد‬
‫إىل الغالية عىل قليب أيم‬
‫إىل روح أيب الطيبة وذكراه احلية رمحه هللا واسكنه الفردوس األعىل‬
‫إىل زويج العزيز اذلي قدم يل ادلمع والتحفزي اثناء رحليت ادلراسية‪ ،‬واكن ركزية قوية‬
‫يف حيايت ومصدر ثقة ودمع‪ ،‬اذلي اكن حضوره وتشجيعه دور كبري يف حتقيق هدا‬
‫الاجناز‬
‫إىل إخواين وأخوايت حفظهم هللا عز وجل‬
‫إىل سبب سعاديت وخفري أبنايئ وقرة عيين أمين ايرس يوسف معاد حفظهم هللا يل و‬
‫رعامه‬
‫إىل صديقيت الغالية فتيحة شيخي‬
‫إىل لك األشخاص ادلي امحل هلم احملبة والتقدير‬
‫إىل لك من نسيه القمل وحفظه القلب‬
‫بلعباس نصيرة‬
‫اهداء‬
‫إىل اليت محلتين وهنا عىل وهن و أحاطتين بعطفها وحناهنا‬
‫و وفرت يل رشوط الراحة التامة‪ ،‬إىل أ عز ما أمكل يف الوجود و أبر الناس بصحبيت‪.‬‬
‫إىل اليت تعجز اللكامت عن الوفاء حبقها‪.‬‬
‫إىل من محلت الشقاء يرسا‪ ،‬منبع احلنان واحلب ومثيل‬
‫األعىل يف احلياة‬
‫أيم العزيزة‬
‫إىل من علمين الكفاح والصرب إىل من تعب كثريا من أ جل‬
‫راحيت وتعلميي‪ ،‬إىل ذكل الرجل الكرمي‬
‫أيب العزيز‬
‫إىل من اكن سندي طيةل مشواري زويج حفضه هللا‬
‫إىل عائةل زويج اليت اكنت تشجعين دامئا‬
‫إىل أبنايئ األعزاء وقرة عيين محمد أمني و أمحد وسمي‬
‫واخيت و توأم رويح اداهما هللا دوما سندا يل مرمي‬
‫إىل اخويت عبد الرحامن وفاحت وزوجاهتم و أوالدمه‬
‫دون ان أنىس العزيزة وفاء‬
‫إىل صديقيت العزيزة ومن شاركتين يف هدا العمل بلعباس نصرية‬
‫إىل صديقايت دالل ومسرية وهجرية‬
‫شيخي فتيحة‬
‫الفهرس‬

‫شكر‬
‫اهداء‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫تمهيد ‪02 ...........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهي ‪44‬ة س ‪44‬عر الص ‪44‬رف ‪...............................................................‬‬


‫‪03‬‬

‫المطلب األول‪ :‬س‪$$ $ $‬عر الص‪$$ $ $‬رف ‪..................................................................‬‬


‫‪03‬‬

‫المطلب الث ‪$$ $‬اني‪ :‬س ‪$$ $‬وق الص ‪$$ $‬رف ‪.................................................................‬‬
‫‪06‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬الث‪ :‬أنظم ‪$$‬ة س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ‪...........................................................‬‬


‫‪12‬‬

‫المبحث الث‪44‬اني‪ :‬مخ‪44‬اطر س‪44‬عر الص‪44‬رف و تقني‪44‬ات التغطي‪44‬ة منه‪44‬ا ‪......................................‬‬


‫‪20‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سياس‪$$‬ات س‪$$‬عر الص‪$$‬رف و أه‪$$‬دافها ‪................................................‬‬


‫‪20‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬اني‪ :‬ماهي ‪$$‬ة خط ‪$$‬ر س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ‪.....................................................‬‬
‫‪24‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬الث‪ :‬إدارة خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف ‪............................................................‬‬


‫‪32‬‬

‫المبحث الث‪44‬الث‪ :‬تق‪44‬ييم خط‪44‬ر الص‪44‬رف و ط‪44‬رق التغطي‪44‬ة من‪44‬ه ‪..........................................‬‬


‫‪37‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وض ‪$$‬عية الص ‪$$‬رف و ط ‪$$‬رق قياس ‪$$‬ه ‪.................................................‬‬
‫‪37‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطرق أو التقني‪$$‬ات الداخلي‪$$‬ة للتح‪$$‬وط من خط‪$$‬ر س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ‪......................‬‬
‫‪42‬‬

‫المطلب الث‪$$‬الث‪ :‬الط‪$$‬رق الخارجي‪$$‬ة للتح‪$$‬وط من خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف ‪.....................................‬‬


‫‪50‬‬

‫خالص ‪$$ $ $ $‬ة الفص ‪$$ $ $ $‬ل ‪..................................................................................‬‬


‫‪54‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تمهيد ‪57 ...........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬البن ‪44 4‬ك المرك ‪44 4‬زي ‪....................................................................‬‬


‫‪58‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهي ‪$$‬ة البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي ‪...........................................................‬‬


‫‪58‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬اني‪ :‬وظ ‪$$‬ائف البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي ‪.........................................................‬‬
‫‪62‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سياسات البنك المركزي في إدارة خطر س‪44‬عر الص‪44‬رف ‪...............................‬‬
‫‪69‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تخفيض العمل‪$$ $ $ $ $ $ $ $ $‬ة ‪................................................................‬‬


‫‪69‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬اني‪ :‬رف ‪$$‬ع قيم ‪$$‬ة العمل ‪$$‬ة ‪................................................................‬‬
‫‪75‬‬

‫المطلب الث‪$$‬الث‪ :‬الرقاب‪$$‬ة على س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ‪......................................................‬‬


‫‪79‬‬

‫خالص ‪$$ $ $ $‬ة الفص ‪$$ $ $ $‬ل ‪..................................................................................‬‬


‫‪84‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تمهيد ‪86 ...........................................................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬ماهية بن‪44‬ك الجزائ‪44‬ر المرك‪44‬زي ‪........................................................‬‬
‫‪87‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تق‪$$ $‬ديم بن‪$$ $‬ك الجزائ‪$$ $‬ر ‪..............................................................‬‬


‫‪87‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬اني‪ :‬الهيك ‪$$‬ل التنظيمي لبن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر ‪..................................................‬‬
‫‪88‬‬

‫المطلب الث‪$$‬الث‪ :‬مه‪$$‬ام وص‪$$‬الحيات بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر ‪..................................................‬‬


‫‪92‬‬

‫المبحث الث‪44‬اني‪ :‬س‪44‬عر الص‪44‬رف في الجزائ‪44‬ر ‪..........................................................‬‬


‫‪94‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سياس‪$$‬ة تس‪$$‬عير ال‪$$‬دينار والص‪$$‬رف من‪$$‬ذ االس‪$$‬تقالل ‪...................................‬‬


‫‪94‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬اني‪ :‬تط ‪$$‬ور س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف في الجزائ ‪$$‬ر ‪...............................................‬‬
‫‪97‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور بنك الجزائ‪$‬ر المرك‪$‬زي في إدارة مخ‪$‬اطر س‪$‬عر الص‪$$‬رف ‪.........................‬‬
‫‪105‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر في إدارة سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف في ظ‪$$‬ل التع‪$$‬ويم الم‪$$‬دار ‪..........‬‬
‫‪105‬‬

‫المطلب الث‪$$‬اني‪ :‬تغطي‪$$‬ة خط‪$$‬ر س‪$$‬عر الص‪$$‬رف من قب‪$$‬ل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر ‪................................‬‬
‫‪107‬‬

‫المطلب الث ‪$$‬الث‪ :‬اس ‪$$‬تحداث أدوات التغطي ‪$$‬ة من مخ ‪$$‬اطر تقلب أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف ‪.....................‬‬
‫‪109‬‬

‫خالص ‪$$ $ $ $ $ $‬ة الفص‪$$ $ $ $ $ $ $‬ل ‪................................................................................‬‬


‫‪112‬‬

‫خاتمة ‪114 .........................................................................................‬‬


‫قائم‪$$ $ $ $ $ $‬ة المراج‪$$ $ $ $ $ $‬ع ‪..................................................................................‬‬
‫‪118‬‬

‫قائم‪$$ $ $ $ $ $ $‬ة المالح‪$$ $ $ $ $ $ $‬ق ‪.................................................................................‬‬


‫‪122‬‬

‫فهرس الجداول و األشكال‬

‫قائمة الجداول‬

‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫الجدول‬
‫‪26‬‬ ‫مخاطر الصرف على العمليات التجارية‬ ‫‪01‬‬
‫‪27‬‬ ‫مخاطر الصرف على العمليات المالية‬ ‫‪02‬‬
‫‪47‬‬ ‫تسيير اآلجال حسب حالة سعر الصرف‬ ‫‪03‬‬
‫تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الفترة ‪- 2000‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪100‬‬ ‫تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الفترة ‪2020‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪102‬‬ ‫تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الفترة ‪2021‬‬ ‫‪06‬‬

‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪22‬‬ ‫الحلقة الفاضلة للعملة القوية‬ ‫‪01‬‬
‫‪48‬‬ ‫تبسيط العالقات والتدفقات في المقاصة متعددة األطراف‬ ‫‪02‬‬
‫‪49‬‬ ‫حركة األموال بدون مقاصة‬ ‫‪03‬‬
‫‪49‬‬ ‫حركة األموال بعد المقاصة‬ ‫‪04‬‬
‫‪52‬‬ ‫آلية التعامل وفق عقود المبادلة‬ ‫‪05‬‬
‫‪53‬‬ ‫مخطط آللية التعامل وفقا للعقود المستقبلية‬ ‫‪06‬‬
‫‪98‬‬ ‫تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الفترة ‪– 2000‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪101‬‬ ‫تغيرات أسعار صرف الدوالر مقابل الدينار الجزائري سنة ‪2020‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪101‬‬ ‫تغيرات أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر سنة ‪2020‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪103‬‬ ‫تغيرات أسعار صرف الدوالر مقابل الدينار الجزائري سنة ‪2021‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪103‬‬ ‫تغيرات أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر سنة ‪2021‬‬ ‫‪11‬‬
‫مـقـدمـــــــة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يحت ‪$$‬ل س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ح ‪$$‬يزا كب ‪$$‬يرا في الدراس ‪$$‬ات االقتص ‪$$‬ادية‪ ،‬حيث يعت ‪$$‬بر األداة الرئيس ‪$$‬ية ذات الت ‪$$‬أثير‬
‫المباش‪$$‬ر على العالق‪$$‬ة بين األس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة واألس‪$$‬عار الخارجي‪$$‬ة‪ ،‬فه‪$$‬و يح‪$$‬دد ق‪$$‬وة العمل‪$$‬ة وأهميته‪$$‬ا الدولي‪$$‬ة‬
‫من خالل كونها تتمتع باالستقرار النسبي وتحتل مكانة كبيرة في التجارة الدولية وتحظى بالقبول ال‪$$‬دولي‬
‫عند تسوية المعامالت الخارجية بها‪ ،‬ويعد هذا المقياس من المتضمنات الرئيسية لسياسة االقتص‪$$‬اد الكلي‬
‫في ال‪$$‬دول النامي‪$$‬ة والمتقدم‪$$‬ة على ح‪$$‬د س‪$$‬واء‪ ،‬وبم‪$$‬ا أن معظم االقتص‪$$‬اديات مفتوح‪$$‬ة على الع‪$$‬الم الخ‪$$‬ارجي‬
‫ف ‪$$‬ان ه ‪$$‬ذا تطلب إنش ‪$$‬اء إط ‪$$‬ار يتم في ‪$$‬ه تحدي ‪$$‬د س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف من خالل التب ‪$$‬ادل بين وح ‪$$‬دات النق ‪$$‬د المحلي‬
‫ووحدات النقد األجنبي وبذلك ظهر مفهوم سوق الص‪$‬رف األجن‪$‬بي ال‪$‬ذي يتح‪$‬دد في‪$‬ه س‪$‬عر العمل‪$‬ة بوص‪$‬فها‬
‫سلعة تب‪$‬اع وتش‪$‬ترى حس‪$‬ب ق‪$‬انون الع‪$‬رض والطلب‪ ،‬فبوج‪$‬ود ه‪$‬ذه الس‪$‬وق أص‪$‬بح س‪$‬عر الص‪$‬رف يتع‪$‬رض‬
‫للعديد من التقلبات الناتجة مبدئيا عن مرونة نظام الصرف‪.‬‬

‫تعتبر ظاهرة تقلبات سعر الصرف أحد المشاكل المطروحة بالنسبة لألطراف االقتصادية التي تنش‪$‬ط في‬
‫المجال الدولي حيث ينجر عنها خسائر وتكاليف مالية ومخاطر صرف العملة األجنبية‪ ،‬مما يكون لزام‪$$‬ا‬
‫تبني العديد من اإلجراءات واتخاذ مجموعة من التدابير الالزمة س‪$‬واء من التقني‪$‬ات الداخلي‪$‬ة‪ ،‬أو ب‪$‬اللجوء‬
‫إلى التقني‪$‬ات الخارجي‪$‬ة المت‪$‬وفرة على مس‪$‬توى أس‪$‬واق الص‪$$‬رف واألس‪$‬واق المالي‪$‬ة على اختالفه‪$‬ا من أج‪$‬ل‬
‫تجنب خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‪ ،‬وفي ه‪$$‬ذا الش‪$$‬أن ف‪$$‬إن بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر ال‪$$‬ذي يعت‪$$‬بر قم‪$$‬ة الجه‪$$‬از المص‪$$‬رفي يت‪$$‬دخل في‬
‫س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف من خالل تنظيم ‪$$‬ه وتحكم ‪$$‬ه في العملي ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي تتم في ه ‪$$‬ذه الس ‪$$‬وق‪ ،‬ناهي ‪$$‬ك عن الرقاب ‪$$‬ة‬
‫المس‪$$‬تمرة للص‪$$‬رف والعمالت وم‪$$‬ا يخص‪$$‬ها من ت‪$$‬دهور في قيمته‪$$‬ا‪ ،‬إض‪$$‬افة غلى تب‪$$‬ني نظ‪$$‬ام التع‪$$‬ويم وك‪$$‬ذا‬
‫العمل على رقابة حركة رؤوس األموال وتحويالتها إلى الخارج‪.‬‬

‫و بدراسة كلية لبنك الجزائر من حيث تدخله بفضل المهام والوظائف المنوطة إليه‪ ،‬وك‪$‬ذا من خالل بني‪$‬ة‬
‫هيكل‪$‬ه التنظيمي في العم‪$‬ل على التخفي‪$‬ف من ح‪$‬دة تقلب‪$‬ات س‪$‬عر الص‪$$‬رف ومواجه‪$‬ة مش‪$‬اكله العويص‪$$‬ة من‬
‫خالل التدخل في سوق الصرف والعمل على تنظيم كاف‪$‬ة العملي‪$‬ات ال‪$‬تي تتم في‪$‬ه‪ ،‬إض‪$‬افة إلى إدخ‪$‬ال نم‪$‬ط‬
‫الص‪$$ $‬رف الع‪$$ $‬ائم في الجزائ‪$$ $‬ر بع‪$$ $‬دما تم تخفيض قيم‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬دينار ال‪$$ $‬ذي أص‪$$ $‬بح ض‪$$ $‬روريا في ظ‪$$ $‬ل الوض‪$$ $‬ع‬
‫االقتص‪$$ $‬ادي الحقيقي والنق‪$$ $‬دي ال‪$$ $‬ذي أدى إلى ع‪$$ $‬دة ص‪$$ $‬دمات وذل‪$$ $‬ك قص‪$$ $‬د تص‪$$ $‬حيح وتحقي‪$$ $‬ق االس‪$$ $‬تقرار‬
‫االقتص‪$$ $‬ادي داخلي‪$$ $‬ا وخارجي‪$$ $‬ا‪ ،‬وه‪$$ $‬ذا م‪$$ $‬ا عرفت‪$$ $‬ه الجزائ‪$$ $‬ر‪ ،‬حيث عملت على إيج‪$$ $‬اد آلي‪$$ $‬ات تس‪$$ $‬اعد على‬
‫استقرار سعر الصرف في المدى الطويل‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫‪ .1‬مشكلة الدراسة‬

‫بناء على ما تقدم تبرز معالم إشكالية الموضوع في السؤال الجوهري التالي‪:‬‬

‫"م ‪44‬ا هي اآللي ‪44‬ات واإلج ‪44‬راءات المتبن ‪44‬اة من ط ‪44‬رف البن ‪44‬ك المرك ‪44‬زي الجزائ ‪44‬ري للتحكم في تقلب ‪44‬ات س ‪44‬عر‬
‫الصرف ؟ "‬

‫األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫ينتج عن السؤال الجوهري لإلشكالية المطروحة جملة من التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫ماذا يقصد بسعر الصرف؟ فيم تتمثل مختلف العوامل المؤثرة فيه؟ وكيف يتم تحديده؟‬ ‫‪-‬‬
‫فيم تتمثل مخاطر الصرف وكيف يتم تجنبها ؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما هي مختلف اآلليات التي يتبعها البنك المركزي للحد من تقلبات سعر الصرف ؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .2‬الغرض من الدراسة‬

‫يكمن الغرض من الدراسة فيما يلي‪:‬‬

‫التأصيل النظ‪$‬ري لمتغ‪$‬يرات للدراس‪$‬ة والمتمثل‪$‬ة أس‪$‬اس في س‪$‬عر الص‪$$‬رف‪ ،‬خط‪$‬ر س‪$‬عر الص‪$$‬رف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقنيات التحوط من خطر سعر الصرف‪ ،‬البنك المركزي‪.‬‬
‫تبيان دور سياسة الصرف في تحقيق النمو االقتصادي ومعرفة أهم العوامل التي تؤثر في سعر‬ ‫‪-‬‬
‫الصرف في المدى الطويل‪.‬‬
‫التعرف على اإلجراءات والتدابير المتخذة من طرف البنك المركزي الجزائ‪$$‬ري في التح‪$$‬وط من‬ ‫‪-‬‬
‫خط ‪$$‬ر س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف‪ ،‬إض ‪$$‬افة إلى إب ‪$$‬راز ال ‪$$‬دور اله ‪$$‬ام لبن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي يح ‪$$‬اول التخفي ‪$$‬ف من‬
‫التقلبات المستمرة في أسعار صرف العمالت‪.‬‬
‫تقديم اقتراحات من شأنها تعزيز اإلجراءات المتخذة من طرف البنك المركزي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .3‬بناء فرضيات الدراسة‬

‫الفرض‪$$‬ية األولى‪ :‬تنش‪$$‬أ مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف عن طري‪$$‬ق تقلبات‪$$‬ه المس‪$$‬تمرة وال‪$$‬تي ت‪$$‬ؤثر على ودائ‪$$‬ع وق‪$$‬روض‬
‫المتعاملين بمختلف العمالت في البنوك‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬سياسة التخفيض إجراء السترجاع القيمة الحقيقية للعملة‪.‬‬

‫الفرض‪$$‬ية الثالث‪$$‬ة‪ :‬ت‪$$‬دخل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف للح‪$$‬د من تقلب‪$$‬ات س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ض‪$$‬عيف وغ‪$$‬ير‬
‫فعال‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ .4‬أهمية ونطاق الدراسة‬

‫تتمحور أهمية هذه الدراسة في العناصر التالية ‪:‬‬

‫يعتبر سعر الصرف متغيرا اقتصاديا شديد الحساس‪$$‬ية ب‪$$‬المؤثرات الداخلي‪$$‬ة والخارجي‪$$‬ة الس‪$$‬يما أم‪$$‬ام اتس‪$$‬اع‬
‫دور التجارة الخارجية في التنمية االقتصادية وتطور األس‪$$‬واق المالي‪$$‬ة الدولي‪$$‬ة وتع‪$$‬دد العمالت‪ ،‬باإلض‪$$‬افة‬
‫إلى المساعدة في اتخاذ كل التقنيات الالزمة لمواجهة تغيرات وتقلبات أسعار الصرف على مر الزمان‪.‬‬

‫لذلك فقد قمنا بدراس‪$‬ة حال‪$‬ة البن‪$‬ك المرك‪$‬زي الجزائ‪$‬ري إلدارة خط‪$‬ر الص‪$$‬رف في الف‪$‬ترة الممت‪$‬دة من س‪$‬نة‬
‫‪ 2000‬إلى غاية ‪ ،2021‬وذلك بالوقوف على التقنيات التي يتبعها في تسيير سعر الص‪$$‬رف للتح‪$$‬وط من‬
‫مخاطره‪.‬‬

‫‪ .5‬المفاهيم األساسية للدراسة‬

‫لقد تضمنت الدراسة عدة مفاهيم أساسية والمتمثلة في‪:‬‬

‫سعر الصرف‪ :‬هو نسبة أو معدل يسمح لنا بمبادلة عمل‪$‬ة دول‪$‬ة م‪$‬ا بعمل‪$‬ة دول‪$‬ة أخ‪$‬رى‪ ،‬أي تحوي‪$‬ل العمل‪$‬ة‬
‫المحلية إلى العملة األجنبية‪.‬‬

‫خطر الص‪$‬رف‪ :‬الخط‪$‬ر المش‪$‬ارك أو المص‪$‬احب لك‪$‬ل العملي‪$‬ات ب‪$‬العمالت األجنبي‪$‬ة نتيج‪$‬ة أس‪$‬عار الص‪$‬رف‬
‫له‪$$‬ذه األخ‪$$‬يرة‪ ،‬وتتع‪$$‬رض ل‪$$‬ه البن‪$$‬وك والمؤسس‪$$‬ات ذات النش‪$$‬اط ال‪$$‬دولي‪ ،‬وق‪$$‬د ي‪$$‬ترتب علي‪$$‬ه ربح أو خس‪$$‬ارة‬
‫جراء تقلبات أسعار صرف عمالت الفوترة مقابل العملة المحلية‪.‬‬

‫إدارة خط‪$$ $‬ر الص‪$$ $‬رف‪ :‬هي محاول‪$$ $‬ة التع‪$$ $‬ايش م‪$$ $‬ع تقلب‪$$ $‬ات س‪$$ $‬عر الص‪$$ $‬رف ح‪$$ $‬تى ال ت‪$$ $‬ؤثر على الوض‪$$ $‬ع‬
‫االقتص ‪$$‬ادي للدول ‪$$‬ة وذل ‪$$‬ك عن طري ‪$$‬ق اس ‪$$‬تخدام مجموع‪$$‬ة من التقني ‪$$‬ات والط ‪$$‬رق ال ‪$$‬تي تس ‪$$‬اعد على تس ‪$$‬يير‬
‫وتغطية خطر الصرف‪.‬‬

‫البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي‪ :‬عب ‪$$‬ارة عن هيئ ‪$$‬ة نقدي ‪$$‬ة حكومي ‪$$‬ة‪ ،‬تق ‪$$‬وم باإلش ‪$$‬راف وتنظيم السياس ‪$$‬ة النقدي ‪$$‬ة‪ ،‬االئتماني ‪$$‬ة‪،‬‬
‫والمص‪$$‬رفية للدول‪$$‬ة‪ ،‬بم‪$$‬ا يكف‪$$‬ل االس‪$$‬تقرار في النظ‪$$‬ام النق‪$$‬دي والمص‪$$‬رفي‪ ،‬وتحقي‪$$‬ق أفض‪$$‬ل مع‪$$‬دالت النم‪$$‬و‬
‫االقتصادي الممكنة‪.‬‬

‫‪ .6‬هيكل الدراسة‬

‫بناء على األهداف األساسية للموضوع واستنادا لإلشكالية المطروحة تم تقسيم الدراسة كما يلي ‪:‬‬

‫ت‬
‫مقدمة‬

‫تم التع‪$$‬رض في الج‪$$‬انب النظ‪$$‬ري إلى س‪$$‬عر الص‪$$‬رف من خالل تعريف‪$$‬ه‪ ،‬محددات‪$$‬ه‪ ،‬العوام‪$$‬ل الم‪$$‬ؤثرة في‪$$‬ه‬
‫باإلضافة إلى خطر الصرف؛ تعريفه‪ ،‬وأنواعه‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا تعرض‪$$‬نا إلى مف‪$$‬اهيم أساس‪$$‬ية ح‪$$‬ول البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة) تعريفه‪$$‬ا‪ ،‬نش‪$$‬أتها‪ ،(..‬كم‪$$‬ا س‪$$‬لطنا الض‪$$‬وء على‬
‫أهم تقنيات البنوك المركزية في تغطية خطر سعر الصرف‪.‬‬

‫لنأتي إلى الج‪$‬انب المي‪$‬داني‪ ،‬وال‪$‬ذي تعرض‪$$‬نا في‪$‬ه أو قمن‪$‬ا بإس‪$‬قاط الدراس‪$‬ة النظري‪$‬ة على بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر من‬
‫خالل تحليل مختلف اإلحصائيات لميزان المدفوعات‪ ،‬االستثمار لمعرفة مدى تأثير خطر الصرف عليها‬
‫باإلضافة إلى أهم التقنيات التي يعتمدها البنك المركزي الجزائري في تسيير خطر الصرف‪.‬‬

‫‪ .7‬منهج الدراسة‬

‫من أجل المعالجة الجيدة للموضوع وبغية اإلجابة على التساؤالت المطروحة واختب‪$‬ار ص‪$$‬حة الفرض‪$$‬يات‬
‫تم االعتم‪$$ $‬اد على المنهج االس‪$$ $‬تقرائي‪ ،‬وذل‪$$ $‬ك بإتب‪$$ $‬اع األس‪$$ $‬لوب الوص‪$$ $‬في التحليلي من خالل اس‪$$ $‬تعراض‬
‫الج‪$$‬انب النظ‪$$‬ري لس‪$$‬عر الص‪$$‬رف و مخ‪$$‬اطره و تقني‪$$‬ات التغطي‪$$‬ة منه‪$$‬ا‪ ،‬و اس‪$$‬تعراض أس‪$$‬اليب و سياس‪$$‬ات‬
‫البنك المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‪.‬‬

‫إضافة إلى اس‪$‬تخدام المنهج القياس‪$‬ي التجري‪$‬بي من خالل دراس‪$‬ة تط‪$‬ور س‪$‬عر الص‪$‬رف في الجزائ‪$‬ر خالل‬
‫(‪.)2021 – 2000‬‬

‫‪ .8‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫خالل قيامن‪$$‬ا به‪$$‬ذه الدراس‪$$‬ة‪ ،‬واجهتن‪$$‬ا ع‪$$‬دة ص‪$$‬عوبات‪ ،‬من بينه‪$$‬ا ص‪$$‬عوبة الحص‪$$‬ول على المراج‪$$‬ع المتعلق‪$$‬ة‬
‫بموض‪$$‬وع إدارة مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف من قب‪$$‬ل البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة بس‪$$‬بب ن‪$$‬درتها‪ ،‬فالمت‪$$‬اح منه‪$$‬ا متعلق‪$$‬ة بمف‪$$‬اهيم‬
‫عامة حول سعر الصرف‪ ،‬وقد انحص‪$$‬رت على الملتقي‪$$‬ات‪ ،‬المجالت و بعض الم‪$$‬ذكرات و األطروح‪$$‬ات‪،‬‬
‫و من جه‪$$‬ة أخ‪$$‬رى ص‪$$‬عوبة الوص‪$$‬ول إلى بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر و الحص‪$$‬ول على المعطي‪$$‬ات و المعلوم‪$$‬ات مح‪$$‬ل‬
‫الدراس ‪$$‬ة و الالزم ‪$$‬ة لألوض ‪$$‬اع االقتص ‪$$‬ادية الم ‪$$‬ؤثرة في س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف‪ .‬باإلض ‪$$‬افة إلى نقص الخ ‪$$‬برة في‬
‫المجال التطبيقي‪.‬‬

‫ث‬
‫الفصل األول‬
‫عموميات حول سعر الصرف و‬
‫مخاطره‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يلعب س‪$$‬عر الص‪$$‬رف دورا ب‪$$‬ارز األهمي‪$$‬ة س‪$$‬واء على الص‪$$‬عيد ال‪$$‬داخلي أو الخ‪$$‬ارجي‪ ،‬كم‪$$‬ا يعت‪$$‬بر متغ‪$$‬يرا‬
‫اقتصاديا شديد الحساسية للمؤثرات الداخلية و الخارجية السيما أمام التطور الذي شهدته معدالت التبادل‬
‫الدولي‪$$‬ة و تط‪$$‬ور أس‪$$‬واق الم‪$$‬ال الدولي‪$$‬ة‪ ،‬ل‪$$‬ذلك ي‪$$‬برز ه‪$$‬ذا المتغ‪$$‬ير مختلف‪$$‬ا في مض‪$$‬مونه و مدلول‪$$‬ه عن ب‪$$‬اقي‬
‫المتغيرات االقتصادية األخرى باعتباره مقياسا لحجم المبادالت و حلق‪$‬ة وص‪$$‬ل بين مختل‪$‬ف االقتص‪$$‬اديات‬
‫الدولية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك فإن آثارا هامة على التوازن االقتصادي الكمي من خالل عالقت‪$$‬ه ب‪$$‬المتغيرات‬
‫االقتصادية الكمية‪ ،‬لذلك أصيح س‪$‬عر الص‪$‬رف يكتس‪$‬ب أهمي‪$‬ة بالغ‪$‬ة ك‪$‬أداة من أدوات السياس‪$‬ة االقتص‪$‬ادية‬
‫الكمية‪.‬‬

‫تعتبر سياسة سعر الصرف من ض‪$‬من أهم السياس‪$‬ات المتع‪$‬ددة إلى ج‪$‬انب السياس‪$‬ات االقتص‪$‬ادية األخ‪$‬رى‬
‫ال ‪$$‬تي تلج ‪$$‬أ إليه ‪$$‬ا الس ‪$$‬لطات النقدي ‪$$‬ة به ‪$$‬دف إدارة االقتص ‪$$‬اد الوط ‪$$‬ني و حمايت ‪$$‬ه من الص ‪$$‬دمات الداخلي ‪$$‬ة و‬
‫الخارجي‪$$‬ة‪ ،‬و تختل‪$$‬ف درج‪$$‬ة ت‪$$‬أثير سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف عمى م‪$$‬دى اس‪$$‬تقراره ال‪$$‬ذي يتوق‪$$‬ف ب‪$$‬دوره على‬
‫طبيعة نظام الصرف المتبع‪.‬‬

‫و لق ‪$$‬د تع ‪$$‬ددت المن ‪$$‬اهج) الم ‪$$‬داخل (ال ‪$$‬تي تح ‪$$‬دد س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف و ال ‪$$‬تي يمكن إجمالي ‪$$‬ا في ثالث ‪$$‬ة اتجاه ‪$$‬ات‬
‫رئيس ‪$$‬ية‪ :‬منهج المرون ‪$$‬ات‪ ،‬منهج االس ‪$$‬تيعاب و المنهج النق ‪$$‬دي‪ ،‬وقب ‪$$‬ل التط ‪$$‬رق إليهم س ‪$$‬وف نع ‪$$‬رج ع ‪$$‬بر‬
‫نظرة شاملة على مختلف المفاهيم األساسية الخاصة بأسعار صرف العمالت و سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف و‬
‫ترتيب‪$$‬ات أنظم‪$$‬ة أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف الحديث‪$$‬ة‪ ،‬ل‪$$‬نركز بع‪$$‬دها على بعض الدراس‪$$‬ات التجريبي‪$$‬ة المتعمق‪$$‬ة بس‪$$‬عر‬
‫الصرف و األداء االقتصادي الكمي‪.‬‬

‫يعتبر الصرف أحد أهم المتغيرات المؤثرة على العمليات االقتصادية المحلية و الخارجية‪ ،‬مم‪$‬ا جعل‪$‬ه ذو‬
‫أهمي ‪$$‬ة كب ‪$$‬يرة ل ‪$$‬دى االقتص ‪$$‬اديين‪ ،‬ل ‪$$‬ذا تم وض ‪$$‬ع العدي ‪$$‬د من األس ‪$$‬اليب و التقني ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي من ش ‪$$‬أنها التقليص‬
‫التع‪$‬رض لتقلب‪$‬ات العمالت‪ ،‬و يتم اس‪$‬تخدام ه‪$‬ذه األس‪$‬اليب حس‪$‬ب ن‪$‬وع التع‪$‬رض للخط‪$‬ر ال‪$‬ذي يتع‪$‬رض ل‪$‬ه‬
‫البنك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية سعر الصرف‬

‫في األسواق المالية الدولية‪ ،‬تعامل عملة أي دولة مثل سلعة من السلع ال‪$$‬تي يمكن بيعه‪$$‬ا و ش‪$$‬رائها مقاب‪$$‬ل‬
‫أي عمل‪$$‬ة أخ‪$$‬رى‪ ،‬و يس‪$$‬مي س‪$$‬عر التب‪$$‬ادل بين عمل‪$$‬ة و أخ‪$$‬ري بس‪$$‬عر الص‪$$‬رف أي أن س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ه‪$$‬و‬
‫الكمية أو المقدار من عملة معينة الذي يجب دفعة للحصول على وحدة واحدة من عملة أخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سعر الصرف‬

‫إذا كانت أسعار الص‪$‬رف بين العمل‪$‬ة المحلي‪$‬ة ال‪$‬تي على أساس‪$‬ها تمس‪$‬ك المنش‪$‬أة حس‪$‬اباتها و تع‪$‬د تقاريره‪$‬ا‬
‫و العمالت التي تتم به‪$‬ا العملي‪$‬ات األجنبي‪$‬ة ثابت‪$‬ة نس‪$‬بيًا ف‪$$‬إن عملي‪$‬ة ترجم‪$‬ة و تس‪$‬جيل ه‪$‬ذه العملي‪$‬ات س‪$‬وف‬
‫تكون دقيقة إلي حد كبير و لكنن‪$‬ا‪ ،‬نج‪$‬د أن أس‪$‬عار عمالت معظم ال‪$‬دول تتغ‪$‬ير بحري‪$‬ة في األس‪$‬واق المالي‪$‬ة‬
‫باستثناء بعض التدخالت الحكومية مم‪$‬ا ي‪$‬ؤدي إلي التذب‪$‬ذب الكب‪$‬ير و المس‪$‬تمر في أس‪$‬عار الص‪$‬رف و ه‪$‬ذا‬
‫يؤدي بالتالي إلي صعوبات في تسجيل العمليات األجنبية و إعداد التقارير المالية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف سعر الصرف و طرق ترميزه‬

‫أ‪ /‬تعريف سعر الصرف‪ :‬يعت‪$$‬بر س‪$$‬عر الص‪$$‬رف العنص‪$$‬ر المح‪$$‬وري في االقتص‪$$‬ادات المالي‪$$‬ة الدولي‪$$‬ة‪ ،‬كم‪$$‬ا‬
‫يعت‪$$‬بر عنص‪$$‬ر القطب في الفك‪$$‬ر الم‪$$‬الي الح‪$$‬ديث‪ ،‬ول‪$$‬ه أهمي‪$$‬ة بالغ‪$$‬ة في تع‪$$‬ديل وتس‪$$‬وية م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات‬
‫للدولة وخصوصا البلدان النامية‪.‬‬
‫هو مصطلح له العديد من التعاريف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫سعر الصرف هو النسبة التي يحصل على أساسها مبادلة النقد األجنبي بالنقد الوطني‪.‬‬ ‫•‬
‫س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ه ‪$$‬و ع ‪$$‬دد الوح ‪$$‬دات النقدي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تب ‪$$‬دل ب ‪$$‬ه وح ‪$$‬دة من العمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة إلى أخ ‪$$‬رى‬ ‫•‬
‫أجنبية‪.‬‬
‫أداة رب‪$$‬ط بين أس‪$$‬عار الس‪$$‬لع في االقتص‪$$‬اد المحلي وأس‪$$‬عارها في الس‪$$‬وق الع‪$$‬المي والس‪$$‬عر المحلي‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫للسلع مرتبطان من خالل سعر الصرف‪.‬‬

‫ب‪ /‬طرق ترميزه‪ :‬أي كيف يتم اإلعالن عن السعر‪ ،‬و هناك ثالثة أساليب هي‪:‬‬

‫األسلوب األول (التسعير المباشر)‪ :‬يعبر عن الوح‪$‬دات النقدي‪$‬ة الوطني‪$‬ة الض‪$‬رورية للحص‪$‬ول على وح‪$‬دة‬
‫نقدي‪$$‬ة أجنبي‪$$‬ة‪ ،‬ففي الجزائ‪$$‬ر مثال يتم الح‪$$‬ديث عن ع‪$$‬دد الوح‪$$‬دات النقدي‪$$‬ة (ال‪$$‬دنانير) الض‪$$‬رورية للحص‪$$‬ول‬
‫على دوالر واحد أو يورو واحد‪.‬‬

‫ماهر محسن سلمان‪ ،‬التنبؤ باحتماالت تغير سعر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار الع‪$$‬راقي مقاب‪$$‬ل ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي باس‪$$‬تعمال سالس‪$$‬ل‬ ‫‪1‬‬

‫ماركوف للفترة (‪ ،)2014-2008‬ص ‪.4‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫‪1‬‬
‫األسلوب الثاني (التسعير الغير مباشر)‪ :‬و يتم التعبير عن سعر وحدة نقدية وطنية بالعملة األجنبية‪.‬‬

‫األسلوب الثالث (التسعير المقاطع)‪ :‬لو أن مستثمرا أمريكيا يرغب في ش‪$‬راء جنيه‪$‬ات إس‪$‬ترلينية ب‪$‬دنانير‬
‫جزائري‪$$ $‬ة مثال فح‪$$ $‬تى يتع‪$$ $‬رف على ع‪$$ $‬دد الجنيه‪$$ $‬ات اإلس‪$$ $‬ترلينية ال‪$$ $‬تي يمكن الحص‪$$ $‬ول عليه‪$$ $‬ا في مقاب‪$$ $‬ل‬
‫‪2‬‬
‫الدنانير الجزائرية البد و أن يكون ذلك من خالل الدوالر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع سعر الصرف و وظائفه‬

‫أ‪ /‬أنواع سعر الصرف‪ :‬لسعر الصرف أربعة أنواع‪:‬‬

‫‪ .1‬سعر الصرف االس‪4‬مي‪ :‬ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي يع‪$$‬بر عن معي‪$$‬ار أو مقي‪$$‬اس العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة لدول‪$$‬ة م‪$$‬ا يمكن تبادله‪$$‬ا‬
‫بقيمة عملة بلد آخر‪ ،‬و س‪$‬عر الص‪$‬رف االس‪$‬مي غالب‪$‬ا م‪$‬ا يتم تحدي‪$‬ده وفق‪$‬ا لمع‪$‬ايير الع‪$‬رض و الطلب على‬
‫تل‪$‬ك العمل‪$‬ة في س‪$‬وق الص‪$‬رف في لحظ‪$‬ة من اللحظ‪$‬ات‪ ،‬و ه‪$‬ذا يع‪$‬ني أن س‪$‬عر ص‪$‬رف العمالت ق‪$‬د يتغ‪$‬ير‬
‫من آن آلخر وفق كم العرض و الطلب‪ ،‬و سعر الصرف االسمي ينقسم إلى نوعين هما‪ :‬سعر الص‪$$‬رف‬
‫الرس‪$$‬مي (الس‪$$‬عر المع‪$$‬ترف ب‪$$‬ه رس‪$$‬ميا في المؤسس‪$$‬ات الوطني‪$$‬ة و التب‪$$‬ادالت التجاري‪$$‬ة الرس‪$$‬مية)‪ ،‬و س‪$$‬عر‬
‫الصرف الموازي (السعر المعمول و المعترف به فقط في شركات الصرافة و في األس‪$$‬واق الموازي‪$$‬ة أو‬
‫السوداء)‪.‬‬

‫‪ .2‬سعر الصرف الحقيقي‪ :‬سعر الصرف الحقيقي ه‪$$‬و ذاك الس‪$$‬عر ال‪$$‬ذي ورد في التعري‪$$‬ف المبس‪$$‬ط ل‪$$‬ه و‬
‫الذي يعبر عن عدد الوحدات من أية سلعة أجنبية الزمة لشراء وحدة واح‪$‬دة من س‪$‬لعة محلي‪$‬ة‪ ،‬و ه‪$‬ذا م‪$‬ا‬
‫يحدد المنافسة التجارية بين مختلف الشركات حول العالم‪.‬‬

‫‪ .3‬س‪44‬عر الص‪44‬رف الفعلي‪ :‬يع ‪$$‬بر س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الفعلي عن المقي ‪$$‬اس أو المؤش ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي على أساس ‪$$‬ه يتم‬
‫احتساب متوسط التغير في سعر صرف العمالت األخرى و في فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫‪ .4‬سعر الصرف الفعلي الحقيقي‪ :‬هو سعر يجمع بين النوعين الثاني و الث‪$$‬الث و ه‪$$‬و عب‪$$‬ارة عن الس‪$$‬عر‬
‫المتوسط لعدة أسعار صرف ثنائية‪ ،‬و من أجل أن يكون سعر الصرف هذا مؤشرا ذا داللة مالئمة على‬
‫تنافس‪$$‬ية البل‪$$‬د تج‪$$‬اه الخ‪$$‬ارج فإن‪$$‬ه ال ب‪$$‬د و أن يخض‪$$‬ع ه‪$$‬ذا المع‪$$‬دل االس‪$$‬مي إلى التص‪$$‬حيح بإزال‪$$‬ة تغ‪$$‬يرات‬
‫األسعار النسبية‪.‬‬

‫عب ‪$$‬د المجي ‪$$‬د ق ‪$$‬دي‪ ،‬الم ‪$$‬دخل إلى السياس ‪$$‬ات االقتص ‪$$‬ادية الكلي ‪$$‬ة دراس ‪$$‬ة تحليلي ‪$$‬ة تقييمي ‪$$‬ة‪ ،‬دي ‪$$‬وان المطبوع ‪$$‬ات الجامعي ‪$$‬ة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.122‬‬


‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل‪ ،‬توزيع منشأة المع‪$$‬ارف‪ ،‬اإلس‪$$‬كندرية – مص‪$$‬ر‪،1998 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.436‬‬
‫علي س‪$$‬يد إس‪$$‬ماعيل‪ ،‬معجم المص‪$$‬طلحات المص‪$$‬رفية اإلس‪$$‬المية و المع‪$$‬امالت المالي‪$$‬ة المعاص‪$$‬رة‪ ،‬دار حمي‪$$‬ثرا للنش‪$$‬ر و‬ ‫‪3‬‬

‫الترجمة‪ ،‬مصر‪ ،2019 ،‬ص ‪.183‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ب‪ /‬وظائف سعر الصرف‪ 1:‬يقوم سعر الصرف بوظائف عدة نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬وظيفة قياسية‪ :‬حيث يعتمد المنتجون المحلي‪$‬ون على س‪$‬عر الص‪$‬رف لغ‪$‬رض قي‪$‬اس ومقارن‪$‬ة األس‪$‬عار‬
‫المحلي‪$$‬ة لس‪$$‬لعة معين‪$$‬ة م‪$$‬ع أس‪$$‬عار الس‪$$‬وق العالمي‪$$‬ة‪ ،‬وهك‪$$‬ذا يمث‪$$‬ل س‪$$‬عر الص‪$$‬رف له‪$$‬ؤالء حلق‪$$‬ة الوص‪$$‬ل بين‬
‫األسعار المحلية واألسعار العالمية‪.‬‬

‫‪ .2‬وظيفة تطويرية‪ :‬أي يستخدم سعر الصرف في تطوير صادرات معين‪$$‬ة إلى من‪$$‬اطق معين‪$$‬ة من خالل‬
‫دوره في تش‪$$$‬جيع تل‪$$$‬ك الص‪$$ $‬ادرات‪ ،‬ويمكن أن ي‪$$$‬ؤدي من جه‪$$$‬ة أخ ‪$$‬رى إلى االس ‪$$‬تغناء أو تعطي‪$$$‬ل ف‪$$ $‬روع‬
‫صناعية معينة أو استبدالها باالستيراد حيث تكون أسعار هذه السلع المستوردة أقل من األسعار المحلية‪،‬‬
‫وبالتالي يؤثر سعر الصرف على التركيب السلعي والجغرافي للتجارة الخارجية للدول‪.‬‬

‫‪ .3‬وظيفة توزيعية‪ :‬يمارس س‪$‬عر الص‪$‬رف وظيف‪$‬ة توزيعي‪$‬ة على مس‪$‬توى االقتص‪$‬اد ال‪$‬دولي‪ ،‬وذل‪$‬ك بفع‪$‬ل‬
‫ارتباطه بالتجارة الخارجية‪ ،‬حيث تقوم هذه األخيرة بإعادة توزيع الدخل الع‪$$‬المي وال‪$$‬ثروات الوطني‪$$‬ة بين‬
‫دول العالم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف سعر الصرف‬

‫أ‪ /‬مقاومة التض‪4‬خم‪ :‬ي‪$$‬ؤدي تحس‪$$‬ن س‪$$‬عر الص‪$$‬رف إلى انخف‪$$‬اض مس‪$$‬توى التض‪$$‬خم المس‪$$‬تورد وتحس‪$$‬ن في‬
‫مس‪$$‬توى تنافس‪$$‬ية المؤسس‪$$‬ات‪ .‬وعلى الم‪$$‬دى القص‪$$‬ير يك‪$$‬ون االنخف‪$$‬اض في تك‪$$‬اليف االس‪$$‬تيراد أث‪$$‬ر إيج‪$$‬ابي‬
‫على انخفاض مستوى التضخم المستورد‪.‬‬
‫ب‪ /‬تخصيص الموارد‪ :‬ي‪$$‬ؤدي س‪$$‬عر الص‪$$‬رف إلى تحوي‪$$‬ل الم‪$$‬وارد إلى قط‪$$‬اع الس‪$$‬لع الدولي‪$$‬ة الموجه‪$$‬ة إلى‬
‫التص‪$$ $‬دير‪ ،‬وه‪$$ $‬ذا م‪$$ $‬ا يعم‪$$ $‬ل على توس‪$$ $‬يع قاع‪$$$‬دة الس‪$$ $‬لع للدول‪$$ $‬ة بحيث يص‪$$ $‬بح ع ‪$$‬دد كب‪$$ $‬ير من الس‪$$ $‬لع قاب‪$$ $‬ل‬
‫للتصدير‪.‬‬
‫ت‪ /‬توزيع الدخل‪ :‬ي‪$$‬ؤدي س‪$$‬عر الص‪$$‬رف دورًا هام‪ً$‬ا في توزي‪$$‬ع ال‪$$‬دخل بين الفئ‪$$‬ات أو القطاع‪$$‬ات المحلي‪$$‬ة‪،‬‬
‫فعن‪$$‬د ارتف‪$$‬اع الق‪$$‬درة التنافس‪$$‬ية لقط‪$$‬اع التص ‪$$‬دير التقلي‪$$‬دي (م‪$$‬واد أولي‪$$‬ة أو زراعي‪$$‬ة) نتيج‪$$‬ة انخف‪$$‬اض س‪$$‬عر‬
‫الصرف الحقيقي‪ ،‬فإن ذلك يجعله أآثر ربحية‪ ،‬ويعود الربح على أصحاب رؤوس األم‪$$‬وال بينم‪$$‬ا تخفض‬
‫الق‪$$$‬درة الش‪$$ $‬رائية للعم‪$$ $‬ال‪ .‬والعكس عن‪$$ $‬د انخف‪$$$‬اض س‪$$ $‬عر الص‪$$ $‬رف‪ ،‬ف‪$$ $‬إن ذل‪$$ $‬ك ي‪$$ $‬ؤدي إلى ارتف‪$$$‬اع الق‪$$$‬درة‬
‫الشرائية‪.‬‬

‫أويابة ص‪$$‬الح‪ ،‬أث‪$$‬ر التغ‪$$‬ير في س‪$$‬عر الص‪$$‬رف على الت‪$$‬وازن االقتص‪$$‬ادي دراس‪$$‬ة حال‪$$‬ة الجزائ‪$$‬ر ‪ ،2009-1990‬م‪$$‬ذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫لنيل شهادة الماجيستير‪ ،‬المركز الجامعي بغرداية‪ ،2010/2011 ،‬ص ‪.14‬‬


‫ماهر محسن سلمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ث‪ /‬تنمية الصناعات المحلية‪ :‬يمكن للبن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي تخفيض س‪$$‬عر الص‪$$‬رف من أج‪$$‬ل تش‪$$‬جيع الص‪$$‬ناعة‬
‫الوطني‪$$‬ة‪ ،‬آم‪$$‬ا إن تخفيض العمل‪$$‬ة من قب‪$$‬ل البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي يحمي الس‪$$‬وق المحلي من المنافس‪$$‬ة الخارجي‪$$‬ة‬
‫وتشجيع الصادرات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬العوامل المؤثرة على سعر الصرف‬

‫أ‪ /‬مستويات األسعار النسبية‪ :‬حس‪$$‬ب نظري‪$$‬ة تع‪$$‬ادل الق‪$$‬وة الش‪$$‬رائية‪ ،‬عن‪$$‬دما ترتف‪$$‬ع أس‪$$‬عار الس‪$$‬لع المحلي‪$$‬ة‬
‫ينخفض الطلب على الس‪$$‬لع المحلي‪$$‬ة ويتج‪$$‬ه س‪$$‬عر العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة نح‪$$‬و االنخف‪$$‬اض حيث يمكن االس‪$$‬تمرار‬
‫في بيع السلع المحلية بطريقة جيدة‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫ب‪ /‬التعريفات الجمركية و الحصص‪ :‬ت‪$$‬ؤثر في س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ك‪$$‬ل من التعريف‪$$‬ات الجمركي‪$$‬ة (الض‪$$‬رائب‬
‫على الس‪$$‬لع المس‪$$‬توردة مثال) والحص‪$$‬ص (القي‪$$‬ود على كمي‪$$‬ة الس‪$$‬لع ال‪$$‬تي يمكن اس‪$$‬تيرادها)‪ ،‬ألن ذل‪$$‬ك يزي‪$$‬د‬
‫من الطلب على السلعة المحلية‪.‬‬

‫ت‪ /‬تفضيل السلع األجنبية على السلع المحلية‪ :‬زيادة الطلب على صادرات دولة م‪$‬ا يتس‪$‬بب في ارتف‪$‬اع‬
‫عملتها على المدى الطويل‪ ،‬وزيادة الطلب على الواردات تسبب في انخفاض قيمة العملة الوطنية‪.‬‬

‫ث‪ /‬اإلنتاجية‪ :‬في ح‪$$‬ال ك‪$$‬انت الدول‪$$‬ة أك‪$$‬ثر إنتاجي‪$$‬ة من غيره‪$$‬ا من ال‪$$‬دول‪ ،‬يمكن أن تخفض أس‪$$‬عار الس‪$$‬لع‬
‫المحلي ‪$$‬ة بالنس ‪$$‬بة ألس ‪$$‬عار الس ‪$$‬لع األجنبي ‪$$‬ة و تظ ‪$$‬ل تحق‪$$‬ق أرباح ‪ً$‬ا‪ ،‬و النتيج ‪$$‬ة هي زي ‪$$‬ادة الطلب على الس ‪$$‬لع‬
‫المحلية و ميل سعر العملة المحلية إلى االرتفاع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سوق الصرف‬

‫ه‪$$‬و مص‪$$‬طلح اقتص‪$$‬ادي يش‪$$‬ير إلى س‪$$‬وق يختص بت‪$$‬داول العمالت األجنبّي ة‪ ،‬ويع‪$$‬رف اقتص‪$$‬ادّيًا بالبورص‪$$‬ة‬
‫العالمّية للعمالت األجنبّية‪.‬‬

‫يشار إلى أّن سوق صرف العمالت يش‪$$‬مل كاف‪$$‬ة دول الع‪$$‬الم‪ ،‬وتق‪$‬ع مس‪$$‬ؤولّية ص‪$$‬رف العمالت على ع‪$‬اتق‬
‫ع ‪$$‬دد من الجه ‪$$‬ات الدولّي ة ك ‪$$‬البنوك العالمّي ة والمؤسس ‪$$‬ات واألس ‪$$‬واق المالّي ة‪ ،‬ويعت ‪$$‬بر األف ‪$$‬راد هم الج ‪$$‬زء‬
‫المحّر ك للسوق‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف سوق الصرف و خصائصه‬

‫أ‪ /‬تعريف سوق الصرف‪ :‬يعرف سعر الص‪$$‬رف بأن‪$$‬ه س‪$$‬عر الوح‪$$‬دة من النق‪$‬د األجن‪$$‬بي مق‪$‬درا بوح‪$$‬دات من‬
‫العملة الوطنية‪.‬‬

‫أو هو السعر الذي يتم به تحويل العملة المحلية إلى العملة األجنبية‪.‬‬

‫ماهر محسن سلمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫إذن فسعر الصرف هو سعر عملة بعملة أخرى أو ه‪$‬و نس‪$‬بة مبادل‪$‬ة عمل‪$‬تين فأح‪$‬د العمل‪$‬تين تك‪$‬ون الس‪$‬لعة‬
‫و العملة األخرى ثمنا لها‪.‬‬

‫يعرف سوق الصرف األجنبي على أنه اإلط‪$$‬ار المؤسس‪$$‬ي ال‪$$‬ذي يتم من خالل‪$$‬ه بي‪$$‬ع إح‪$$‬دى العمالت مقاب‪$$‬ل‬
‫شراء عملة أخرى‪.‬‬

‫أي ان ‪$$ $‬ه ش ‪$$ $‬بكة العالق ‪$$ $‬ات الموج ‪$$ $‬ودة بين وكالء الص ‪$$ $‬رف و ذل ‪$$ $‬ك في ك ‪$$ $‬ل البن ‪$$ $‬وك المنتش ‪$$ $‬رة في الع ‪$$ $‬الم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى اللقاءات الفعلية بين وكالء الصرف‪.‬‬

‫أي أن‪$$‬ه الس‪$$‬وق ال‪$$‬ذي يق‪$$‬وم في‪$$‬ه األف‪$$‬راد و المنش‪$$‬آت و البن‪$$‬وك بش‪$$‬راء و بي‪$$‬ع العمالت األجنبي‪$$‬ة و ذل‪$$‬ك عن‬
‫طريق التقاء عارضي هذه العمالت و طالبي هذه العمالت (التقاء العرض و الطلب)‪ ،‬و هذا االلتقاء هو‬
‫‪1‬‬
‫الذي يساهم في تحديد سعر الصرف‪.‬‬

‫ب‪ /‬أنواعه‪ :2‬يوجد نوعان من أسواق الصرف األجنبي هما السوق اآلني والسوق اآلجل‪:‬‬

‫‪ .1‬سوق الصرف اآلني‪ :‬إن العملية ال‪$$‬تي تتم طبق‪$‬ا للس‪$$‬عر اآلني تتض‪$$‬من دف‪$$‬ع واس‪$$‬تالم الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي‬
‫خالل ي‪$$‬ومي عم‪$$‬ل‪ ،‬وتع‪$$‬د العملي‪$$‬ات اآلني‪$$‬ة هي األك‪$$‬ثر أهمي‪$$‬ة في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف وتس‪$$‬تحوذ على االهتم‪$$‬ام‬
‫األكبر‪ ،‬ألن تحركاتها مستمرة‪ ،‬فضال عن أهميتها الكب‪$‬يرة في إجم‪$‬الي التع‪$‬امالت‪ ،‬وتع‪$‬د أس‪$‬عار العملي‪$‬ات‬
‫اآلني ‪$$‬ة هي األس ‪$$‬عار األساس ‪$$‬ية ‪ Base Rates‬ال ‪$$‬تي تحس ‪$$‬ب على أساس ‪$$‬ها المع ‪$$‬امالت اآلجل ‪$$‬ة‪ ،‬و إن ك ‪$$‬ان‬
‫هن‪$$ $‬اك ت‪$$ $‬أثير متب‪$$ $‬ادل بين األس‪$$ $‬عار في الس‪$$ $‬وقين اآلني واآلج‪$$ $‬ل وتس‪$$ $‬تخدم س‪$$ $‬وق الص‪$$ $‬رف اآلني كأس‪$$ $‬اس‬
‫للتسويات الدولية وكذلك كجهاز لالئتمان الدولي‪.‬‬

‫‪ .2‬سوق الصرف اآلجل‪ :‬وه‪$$‬و الس‪$$‬وق ال‪$$‬ذي يتم في‪$$‬ه بي‪$$‬ع وش‪$$‬راء عمالت مح‪$$‬ددة على أن يتم التس‪$$‬ليم في‬
‫استحقاقات محددة مستقبال تكاد تكون نمطية) شهر‪ ،‬شهرين‪ ،‬ثالثة أشهر‪ ،‬س‪$‬تة أش‪$‬هر‪ ،‬وس‪$‬نة (والعملي‪$‬ات‬
‫التي تقل عن ستة أش‪$‬هر هي األك‪$‬ثر ت‪$‬داوال وس‪$‬وقيا دائم‪$‬ا نش‪$‬طة وعميق‪$‬ة‪ .‬ولق‪$‬د تط‪$‬ورت أس‪$‬واق الص‪$$‬رف‬
‫اآلجل كثيرا منذ انتشار أس‪$‬عار الص‪$‬رف العائم‪$‬ة في بم‪$‬دان الع‪$‬الم بس‪$‬بب ت‪$‬دويل األس‪$‬واق المالي‪$‬ة من أج‪$‬ل‬
‫التحوط من مخاطر الصرف في المعامالت الدولية‪.‬‬

‫وتتح‪$$‬دد األس‪$$‬عار اآلجل‪$$‬ة لتب‪$$‬ادل عملي‪$$‬تين بمق‪$$‬دار الف‪$$‬رق بين أس‪$$‬عار الفائ‪$$‬دة الس‪$$‬ائدة في البل‪$$‬دين‪ ،‬وق‪$$‬د تك‪$$‬ون‬
‫األسعار اآلجلة المعلنة أعلى وهنا يسمى الفرق عالوة أو أقل من األسعار اآلنية السائدة وفي هذه الحال‪$$‬ة‬

‫شقيري نوري موسى‪ ،‬األسواق المالية و آليات التداول‪ ،‬دار حامد للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2019 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.266‬‬
‫ساليمية ظريفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35 – 34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫يس‪$$‬مى الف‪$$‬رق خص‪$$‬ما‪ .‬كم‪$$‬ا يتح‪$$‬دد الس‪$$‬عر اآلج‪$$‬ل بتفاع‪$$‬ل الطلب اآلج‪$$‬ل م‪$$‬ع الع‪$$‬رض اآلج‪$$‬ل من العمالت‬
‫األجنبية نتيجة عمليات التغطية والمضاربة والمراجحة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ت‪ /‬خصائصه‪:‬‬

‫يتم‪$$‬يز س‪$$‬وق الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي بأن‪$$‬ه غ‪$$‬ير مح‪$$‬دد بإط‪$$‬ار جغ‪$$‬رافي‪ ،‬و يغتم‪$$‬د على ش‪$$‬بكة اتص‪$$‬االت‬ ‫‪-‬‬
‫واس‪$$‬عة و س‪$$‬ريعة من خالل أجه‪$$‬زة التلف‪$$‬ون و األجه‪$$‬زة االلكتروني‪$$‬ة و الحاس‪$$‬ب اآللي و المنتش‪$$‬رة‬
‫في كافة أنحاء العالم‬
‫يك‪$$‬ون س‪$$‬وق الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي ح‪$$‬را إذا تع‪$$‬ددت في‪$$‬ه األس‪$$‬عار وفق‪$$‬ا للتفاع‪$$‬ل الح‪$$‬ر بين الب‪$$‬ائعين و‬ ‫‪-‬‬
‫المش‪$$‬ترين للعمالت‪ ،‬و ق‪$$‬د يك‪$$‬ون مقي‪$$‬دا بسياس‪$$‬ات الت‪$$‬دخل الحك‪$$‬ومي الهادف‪$$‬ة إلى التث‪$$‬بيت الكلي أو‬
‫الجزئي ألسعار الصرف‪.‬‬
‫حساسية سوق الصرف المفرطة للظروف االقتصادية و السياسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف سوق الصرف و المتعاملون معه‬

‫أ‪ /‬وظائف س‪4‬وق الص‪4‬رف األجن‪4‬بي‪ :‬ينحص‪$$‬ر أداء النق‪$$‬د لوظائف‪$$‬ه في إط‪$$‬ار النش‪$$‬اط االقتص‪$$‬ادي في ح‪$$‬دود‬
‫دولت‪$$‬ه ويعج‪$$‬ز عن أدائه‪$$‬ا في ال‪$$‬دول األخ‪$$‬رى‪ ،‬ولكن األداة ال‪$$‬تي تمكن مختل‪$$‬ف العمالت من أداء وظائفي‪$$‬ا‬
‫خارج حدودها الوطنية في سوق الصرف األجنبي‪ ،‬وعليه فإن هذا السوق يقوم بالوظائف اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬تسوية المدفوعات الدولية‪ :‬يس‪$$‬مح س‪$$‬وق الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي بنق‪$$‬ل الق‪$$‬وة الش‪$$‬رائية من دول‪$$‬ة إلى أخ‪$$‬رى‬
‫ويسهل تسوية المدفوعات الدولية الناجمة عن المعامالت االقتص‪$$‬ادية عن طري‪$$‬ق مختل‪$$‬ف أس‪$$‬واق التعام‪$$‬ل‬
‫بالعمالت األجنبية‪ ،‬كالكمبياالت‪ ،‬والحواالت وغيرها‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد أسعار الصرف للعمالت المختلفة ‪ :‬و يتم تحديد أسعار العمالت األجنبية من خالل تالقي قوى‬
‫العرض و الطلب وتكوين نقطة لتوازن‪.‬‬

‫‪ .3‬الصرف واالئتمان‪ :‬يقوم سوق الصرف بتوفير وس‪$‬يمة لالئتم‪$‬ان في العالق‪$‬ات االقتص‪$$‬ادية الدولي‪$‬ة من‬
‫خالل البن ‪$$‬وك ال ‪$$‬تي تق ‪$$‬دم قروض ‪$$‬ا للمص ‪$$‬درين والمس ‪$$‬توردين‪ ،‬فض ‪$$‬ال عن تمويله ‪$$‬ا لتحرك ‪$$‬ات رأس الم ‪$$‬ال‬
‫الطويل األجل والقصير‪.‬‬

‫شقيري نوري موسى‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.276‬‬ ‫‪1‬‬

‫س‪$‬اليمية ظريف‪$‬ة‪ ،‬محاض‪$‬رات في اقتص‪$‬اد أس‪$‬عار الص‪$‬رف‪ ،‬جامع‪$$‬ة ‪ 8‬م‪$$‬اي ‪ ،1945‬قالم‪$$‬ة‪ ،2016/2017 ،‬ص ‪– 36‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.39‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫‪ .4‬عمليات المراجح‪4‬ة‪ :‬تتمث‪$$‬ل الوظيف‪$$‬ة األساس‪$$‬ية لعملي‪$$‬ات المراجح‪$$‬ة في تض‪$$‬ييق الفروق‪$$‬ات في األس‪$$‬عار‬
‫وتحقي‪$$‬ق أرب‪$$‬اح فوري‪$$‬ة من وراء ذل‪$$‬ك‪ ،‬وب‪$$‬ذلك يمكن تعريفي‪$$‬ا بأنه‪$$‬ا العملي‪$$‬ة ال‪$$‬تي يتم من خالله‪$$‬ا الحص‪$$‬ول‬
‫على الربح دون التعرض إلى خطر انحراف موجود بين األسعار المحددة‪.‬‬

‫وت‪$$‬ؤدي المراجح‪$$‬ة إلى اس‪$$‬تقرار أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف ألن‪$$‬ه بتك‪$$‬رار ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة ي‪$$‬زداد طلب الم‪$$‬رجحين على‬
‫العملة منخفضة السعر مما يؤدي إلى ارتفاع‪$‬ه في س‪$‬وق معين‪$‬ة وبالمقاب‪$‬ل س‪$‬يزداد ع‪$‬رض ه‪$‬ذه العمل‪$‬ة في‬
‫الس‪$$‬وق ذات الس‪$$‬عر المرتف‪$$‬ع ح‪$$‬تى يتس‪$$‬اوى س‪$$‬عر ص‪$$‬رفيا في الس‪$$‬وقيين‪ ،‬وتس‪$$‬مى ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة بالمراجح‪$$‬ة‬
‫المزدوجة‪ ،‬وهناك المراجحة الثالثية والتي تتطلب وجود ثالث عمالت‪ ،‬ومراجحة أسعار الفائدة‪ ،‬وبذلك‬
‫تعم‪$$‬ل المراجح‪$$‬ة على تكام‪$$‬ل األس‪$$‬واق وتق‪$$‬ارب األس‪$$‬عار فيه‪$$‬ا‪ ،‬وق‪$$‬د أدى التط‪$$‬ور في وس‪$$‬ائل االتص‪$$‬ال و‬
‫وقوف المتعاملين جميعهم في آن واحد على مختلف التطورات السعرية واالقتصادية إلى تضييق ف‪$$‬رص‬
‫تحقيق األرباح‪.‬‬

‫‪ .5‬التغطي‪44 4‬ة‪ :‬تتم‪$$ $ $‬يز أس‪$$ $ $‬عار الص‪$$ $ $‬رف بتعرض‪$$ $ $‬ها للتقلب والتغ‪$$ $ $‬ير المس‪$$ $ $‬تمر وب‪$$ $ $‬ذلك س‪$$ $ $‬يواجه األف‪$$ $ $‬راد‬
‫والمش‪$‬روعات خط‪$‬ر ال‪$‬دفع أك‪$‬ثر أو االس‪$‬تالم أق‪$$‬ل من العمالت األجنبي‪$‬ة‪ ،‬ولتجنب مث‪$‬ل ه‪$‬ذه المخ‪$‬اطر‪ ،‬فيم‬
‫يلجؤون إلى ما يسمى بالتحوط أو التغطية مستخدمين مختلف أساليب التغطية‪ ،‬مثل العقود اآلجلة‪.‬‬

‫‪ .6‬المضاربة‪ :‬وتعني في لغة الصرف االحتفاظ بمرك‪$$‬ز مفت‪$$‬وح بعمل‪$$‬ة أجنبي‪$$‬ة مع‪$$‬رض ألخط‪$$‬ار الص‪$$‬رف‬
‫لتحقيق أرباح مع القبول باحتمال الخسارة وتعني شراء أو بي‪$‬ع آج‪$‬ل للعمالت بقص‪$‬د االس‪$‬تفادة من الف‪$‬رق‬
‫بين الس‪$$‬عر اآلج‪$$‬ل ي‪$$‬وم التعاق‪$$‬د والس‪$$‬عر اآلني ي‪$$‬وم االس‪$$‬تحقاق‪ ،‬ويمكن التمي‪$$‬يز بين ن‪$$‬وعين من المض‪$$‬اربين‬
‫‪1‬‬
‫في سوق الصرف األجنبي‪:‬‬

‫مضارب الصعود‪ :‬و هو الذي يتوقع ارتفاع سعر صرف العملة في المستقبل فيدخل مشتريا لها‬ ‫‪‬‬
‫بالسعر الفوري متخذا بذلك مركزا طويال أو مركزا دائنا (بمعنى أن أصوله من العمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة‬
‫تكون أكبر من التزاماته منها‪.‬‬
‫مضارب الهبوط‪ :‬و هو الذي يتوقع انخف‪$‬اض س‪$‬عر ص‪$‬رف العمل‪$‬ة في المس‪$‬تقبل في‪$‬دخل بائع‪$‬ا له‪$‬ا‬ ‫‪‬‬
‫بالسعر الفوري متخذا بذلك مركزا قصيرا أو مركزا مدينا بمعنى أن أصوله من العملة األجنبي‪$$‬ة‬
‫تكون أقل من التزاماته منه‪.‬‬

‫ب‪ /‬المتعاملون في سوق الصرف‪ :‬و تتمثل هذه األطراف في‪:‬‬

‫محمود يونس محمد ‪ -‬علي عبد الوهاب نجا‪ ،‬االقتصاد الدولي والتجارة الخارجية‪ ،‬دار التعميم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2016‬ص ‪.276‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫‪ .1‬البن‪44‬ك المرك‪44‬زي‪ :‬ته‪$$‬دف البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة من وراء ت‪$$‬دخلها في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي إلى الت‪$$‬أثير‬
‫على سعر الصرف والمحافظة عمى استقراره وذلك من خالل عمليات الس‪$‬وق المفتوح‪$‬ة عن طري‪$‬ق بي‪$‬ع‬
‫و ش ‪$$‬راء العمالت المختلف ‪$$‬ة من أج ‪$$‬ل الت ‪$$‬أثير على مس ‪$$‬توى الع ‪$$‬رض و الطلب له ‪$$‬ذه العمالت‪ ،‬حيث تلعب‬
‫البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة دور المنظم لس‪$$‬وق الص‪$$‬رف للحف‪$$‬اظ على الص‪$$‬رف في ح‪$$‬دود معين‪$$‬ة‪ ،‬من خالل مس‪$$‬ار‬
‫شراء أو بيع العمالت حسب االتجاه الذي تريده ألسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ .2‬البنوك التجارية والمؤسسات المالية‪ :‬وتعتبر من أهم المؤسسات المساهمة في عمليات الصرف‬

‫األجنبي سواء بالنسبة لعمالئها أو لحساباتها الخاصة‪.‬‬

‫‪ .3‬المؤسس ‪44‬ات المالي ‪44‬ة غ ‪44‬ير المص ‪44‬رفية‪ :‬و ه‪$$ $‬ؤالء يتع‪$$ $‬املون بمب‪$$ $‬الغ ض‪$$ $‬خمة مث‪$$ $‬ل ش‪$$ $‬ركات الت‪$$ $‬أمين‪،‬‬
‫الشركات العالمية‪.‬‬

‫‪ .4‬السماسرة‪ :‬يقوم‪$$‬ون ب‪$$‬دور الوس‪$$‬يط بين األط‪$$‬راف البائع‪$$‬ة و المش‪$$‬ترية لمص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي‪ ،‬ويعتم‪$$‬دون‬
‫على ممارس‪$$‬تهم وخ‪$$‬برتهم ومع‪$$‬رفتهم بظ‪$$‬روف الس‪$$‬وق وحجم المخ‪$$‬اطر ال‪$$‬تي تنجم عن عملي‪$$‬ات الص‪$$‬رف‪،‬‬
‫حيث يقوم ‪$$‬ون بتجمي ‪$$‬ع أوام ‪$$‬ر الش ‪$$‬راء وال ‪$$‬بيع للعمالت لص ‪$$‬الح بن ‪$$‬وك أو متع ‪$$‬املين آخ ‪$$‬رين‪ ،‬كم ‪$$‬ا يقوم ‪$$‬ون‬
‫بضمان االتصال بين البنوك واعطاء التسعيرة المعمول بها في ال‪$$‬بيع والش‪$$‬راء دون اإلفص‪$$‬اح عن أس‪$$‬ماء‬
‫المؤسسات البائعة أو المشترية لهذه العملة‪.‬‬

‫‪ .5‬المستخدمين التقليديين‪ :‬و مثال ذلك المستوردين والمصدرين والس‪$$‬ياح والمس‪$$‬تثمرين ال‪$$‬ذين يتب‪$$‬ادلون‬
‫العمل‪$$ $‬ة المحلي‪$$ $‬ة ب‪$$ $‬العمالت األجنبي‪$$ $‬ة بغي‪$$ $‬ة تس‪$$ $‬وية مع‪$$ $‬امالتهم الدولي‪$$ $‬ة إض‪$$ $‬افة إلى المض‪$$ $‬اربين ب‪$$ $‬العمالت‬
‫األجنبية الذين يبحثون عن تحقيق أرباح في األجل القصير‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حجم سوق الصرف و أهم المراكز المالية‬

‫يعت‪$$‬بر س‪$$‬وق الص‪$$‬رف من أض‪$$‬خم األس‪$$‬واق على المس‪$$‬توى ال‪$$‬دولي وأس‪$$‬رعها نم‪$$‬وا على اإلطالق‪ ،‬ونتيج‪$$‬ة‬
‫للحجم الكبير من التداول فإن اإلحصائيات تعطى على أساس التداول اليومي‪.‬‬

‫ويت‪$$$‬وزع نش‪$$$‬اط س‪$$$‬وق الص‪$$ $‬رف على العدي‪$$$‬د من المراك‪$$$‬ز المالي ‪$$‬ة الدولي ‪$$‬ة وال ‪$$‬تي جعلت بس‪$$$‬بب تباع‪$$$‬دها‬
‫الجغرافي سوق الصرف مستمر النشاط على مدار الساعة‪.‬‬

‫حسب التحقيقات التي يجريها بنك التسوية الدولي كل ثالث سنوات م‪$$‬ع أك‪$$‬ثر من ‪ 50‬بن‪$$‬ك مرك‪$$‬زي‪ ،‬ف‪$$‬إن‬
‫حجم سوق الصرف قد نمى بأكثر من ‪.% 34‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬العمليات في سوق الصرف‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫يمكن التمييز بين ثالثة عمليات ضمن النشاطات التي يقوم بها المتعاملون في سوق الصرف‪.‬‬

‫النشاط األول يتمث‪$‬ل في التح‪$‬وط ال‪$‬ذي يه‪$‬دف إلى التحكم في مخ‪$‬اطر الص‪$‬رف‪ ،‬الث‪$‬اني المجازف‪$‬ة من أج‪$‬ل‬
‫تعظيم األرباح‪ ،‬وأخيرا المراجحة لالستفادة اآلنية من فروقات األسعار بين األسواق‪.‬‬

‫أ‪ /‬التحوط ‪ :‬يمثل التحوط أحد األدوات المستخدمة في تقليل وتحييد المخاطر النظامية‪ ،‬وق‪$$‬د ع‪$$‬رف بش‪$$‬كل‬
‫ع‪$$‬ام بان‪$$‬ه اإلج‪$$‬راءات المتخ‪$$‬ذة لتقلي‪$$‬ل أو الغ‪$$‬اء المراك‪$$‬ز المعرض‪$$‬ة للخط‪$$‬ر‪ ،‬وه‪$$‬و م‪$$‬ا يع‪$$‬ني اتخ‪$$‬اذ مرك‪$$‬زين‬
‫مختلفين بحيث ان الخس‪$$‬ائر المحقق‪$$‬ة ألح‪$$‬د المراك‪$$‬ز ينبغي أن ت‪$$‬وازن أرب‪$$‬اح المرك‪$$‬ز اآلخ‪$$‬ر‪ ،‬وه‪$$‬و يع‪$$‬رف‬
‫بأنه اتخاذ مركزا معاكسا للمركز األصلي بالعملة األجنبي‪$‬ة ال‪$‬تي تتس‪$‬بب ب‪$‬الخطر وأن أي ربح أو خس‪$‬ارة‬
‫من المرك ‪$$‬ز األول تع ‪$$‬وض كامل ‪$$‬ة من المرك ‪$$‬ز الث ‪$$‬اني‪ ،‬وبغض النظ ‪$$‬ر عم ‪$$‬ا يحص ‪$$‬ل لس ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف في‬
‫المس‪$$‬تقبل‪ ،‬ف‪$$‬إن التح‪$$‬وط يثبت قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة و ه‪$$‬ذه الطريق‪$$‬ة يحمي المؤسس‪$$‬ات من تحرك‪$$‬ات العمل‪$$‬ة‬
‫غير المتوقعة‪ ،‬ف‪$‬الفكرة األساس‪$‬ية للتح‪$‬وط من مخ‪$‬اطر أس‪$‬عار الص‪$‬رف بش‪$‬كل أساس‪$‬ي ه‪$‬و تخفيض تقلب‪$‬ات‬
‫الت ‪$$ $‬دفقات النقدي ‪$$ $‬ة وبالت ‪$$ $‬الي تحس ‪$$ $‬ين أداء المؤسس ‪$$ $‬ات‪ .‬ونتيج ‪$$ $‬ة الس ‪$$ $‬تخدام المتح ‪$$ $‬وط ع ‪$$ $‬ادة مجموع ‪$$ $‬ة من‬
‫المنتج ‪$$‬ات مث ‪$$‬ل الص ‪$$‬رف اآلج ‪$$‬ل‪ ،‬الخي ‪$$‬ارات‪ ،‬المس ‪$$‬تقبليات وعق ‪$$‬ود المبادل ‪$$‬ة‪ ،‬نج ‪$$‬د من يعرف ‪$$‬ه بعملي ‪$$‬ة بي ‪$$‬ع‬
‫وشراء العمالت األجنبية أو التعاقد على بيعها أو ش‪$‬رائها مس‪$‬تقبال دون ال‪$‬دخول في اتفاقي‪$‬ات مالي‪$‬ة معين‪$‬ة‬
‫بقصد التخلص من أرباح وخسائر غير محسوبة ناجمة عن التقلبات في أسعار الصرف لتلك العمالت‬

‫ب‪ /‬عملي‪44‬ات المراجح‪44‬ة أو الموازن‪44‬ة‪ :‬ت‪$$‬ؤدي ع‪$$‬دم كف‪$$‬اءة س‪$$‬وق الص‪$$‬رف إلى ح‪$$‬دوث فروق‪$$‬ات في أس‪$$‬عار‬
‫ص ‪$$‬رف نفس العمالت في المراك ‪$$‬ز والمواق ‪$$‬ع المختلف ‪$$‬ة‪ ،‬وبالت ‪$$‬الي ت ‪$$‬تيح ه ‪$$‬ذه الفروق ‪$$‬ات للمتع ‪$$‬املين ف ‪$$‬رص‬
‫لتحقيق أرباح‪.‬‬

‫إن عملي‪$$‬ة ش‪$$‬راء العمل‪$$‬ة في س‪$$‬وق يك‪$$‬ون في‪$$‬ه س‪$$‬عرها منخفض‪ ،‬وإ ع‪$$‬ادة بيعه‪$$‬ا في س‪$$‬وق آخ‪$$‬ر يك‪$$‬ون في‪$$‬ه‬
‫سعرها مرتفع‪ ،‬تسمى بعملية المراجعة أو الموازنة‪ .‬وينتج عن هذه العملية بالنسبة للعميل الذي ق‪$$‬ام به‪$$‬ا‪،‬‬
‫أرب‪$‬اح ب‪$‬دون مخ‪$‬اطرة‪ ،‬أم‪$‬ا بالنس‪$‬بة للس‪$‬وق‪ ،‬فس‪$‬وف تعي‪$‬د توازن‪$‬ه من خالل إع‪$‬ادة ض‪$‬بط الع‪$‬رض والطلب‬
‫بحيث ينتج عنهما سعرا مساويا أو قريبا من األسعار المتداولة في األسواق األخرى‪ .‬ويمكن التمييز بين‬
‫نوعين من المراجحة‪:‬‬

‫المراجح ‪$$‬ة المزدوج ‪$$‬ة‪ :‬تنج ‪$$‬ز ه ‪$$‬ذه العملي ‪$$‬ة في س ‪$$‬وقين مختلفين‪ ،‬وت ‪$$‬ؤدي إلى زي ‪$$‬ادة الطلب على‬ ‫‪‬‬
‫العرض في السوق (منخفض السعر( و زيادة العرض في الس‪$$‬وق )مرتف‪$$‬ع الس‪$$‬عر) و ي‪$$‬ؤدي ذل‪$$‬ك‬
‫في النهاية إلى إعادة التوازن في السوقين‪.‬‬
‫المراجح‪$$‬ة المتع‪$$‬ددة‪ :‬تنج‪$$‬ز ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة في ثالث‪$$‬ة أس‪$$‬واق أو أك‪$$‬ثر‪ ،‬أي أنه‪$$‬ا تح‪$$‬دث م‪$$‬ا بين أس‪$$‬عار‬ ‫‪‬‬
‫ثالث عمالت فما أكثر‪ ،‬وتعتبر ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة أك‪$$‬ثر تعقي‪$$‬دا عن العملي‪$$‬ة األولى باعتب‪$$‬ار أنه‪$$‬ا تتطلب‬
‫اس‪$‬تخدام م‪$‬ا يع‪$‬رف باألس‪$‬عار المتقاطع‪$‬ة( أي خل‪$‬ق أس‪$‬عار افتراض‪$‬ية على أس‪$‬اس أس‪$‬عار الص‪$‬رف‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫الناتجة عن العرض والطلب) ال يتحمل المراجح س‪$‬واء في عملي‪$‬ة المراجح‪$‬ة الثنائي‪$‬ة أو المتع‪$‬ددة‬
‫أي خطر مهما كان نوع‪$‬ه‪ ،‬باعتب‪$‬ار أن‪$‬ه يتعام‪$‬ل على أس‪$‬اس أس‪$‬عار ص‪$$‬رف معلوم‪$‬ة ومعلن‪$‬ة‪ .‬كم‪$‬ا‬
‫أنه ال يتخذ أي وضعية مفتوحة‪ ،‬فالوضعية الناش‪$‬ئة عن عملي‪$‬ة الش‪$‬راء في أح‪$‬د الس‪$‬وقين‪ ،‬س‪$‬تغلق‬
‫في نفس اللحظة في سوق الثاني عندما يقوم بإعادة بيع العملة‪.‬‬

‫و ال تقتص‪$$ $‬ر المراجع‪$$ $‬ة على س‪$$ $‬وق بعين‪$$ $‬ه‪ ،‬وإ نم‪$$ $‬ا ق‪$$ $‬د تحص‪$$ $‬ل على ك‪$$ $‬ل المنتج‪$$ $‬ات المت‪$$ $‬وفرة في س‪$$ $‬وق‬
‫الصرف‪.‬‬

‫ت‪ /‬عمليات المجازفة) المضاربة (في مفهومه‪$$‬ا عكس التح‪$$‬وط‪ ،‬وتع‪$$‬ني تع‪$$‬رض المتعام‪$$‬ل ارادي‪$$‬ا للخط‪$$‬ر‬
‫نظير أرباح كبيرة يتوقعها في المستقبل‪ ،‬تعرف بأنها تحم‪$$‬ل درج‪$$‬ة عالي‪$$‬ة من المخ‪$$‬اطرة ولكنه‪$$‬ا مدروس‪$$‬ة‬
‫يش ‪$$‬كل أو ب ‪$$‬آخر أمال في تحقي ‪$$‬ق أرب ‪$$‬اح رأس ‪$$‬مالية‪ .‬وغالب ‪$$‬ا م ‪$$‬ا يرتب ‪$$‬ط س ‪$$‬لوك المجازف ‪$$‬ة بالتوقع ‪$$‬ات‪ ،‬فيق ‪$$‬وم‬
‫اعتم ‪$$‬ادا على ذل ‪$$‬ك بفتح مرك ‪$$‬ز بعمل ‪$$‬ة م ‪$$‬ا في س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف على أم ‪$$‬ل أن يح ‪$$‬دث تغ ‪$$‬ير مالئم في س ‪$$‬عر‬
‫الصرف فيحقق أرباح‪ ،‬وفي الوقت نفسه يقبل باحتم‪$‬ال تحقي‪$‬ق الخس‪$‬ارة‪ .‬بمع‪$‬نى آخ‪$‬ر‪ ،‬أن المجازف‪$$‬ة على‬
‫الصعود على سبيل المثال‪ ،‬يقوم بشراء العملة األجنبية على أمل أن يرتفع سعر صرفها) قيمته‪$$‬ا(‪ ،‬فيق‪$$‬وم‬
‫بيعها‪ ،‬ويحقق من وراء ذلك أرباح‪ ،‬وفي حالة عدم تحقق توقعاته‪ ،‬سوف يحقق خسارة ‪.‬‬

‫وبالمطابق‪$$‬ة‪ ،‬نج‪$$‬د أن المج‪$$‬ازف على االنخف‪$$‬اض س‪$$‬وف يق‪$$‬وم ب‪$$‬بيع العمل‪$$‬ة‪ ،‬ثم يق‪$$‬وم بش‪$$‬رائها عن‪$$‬د انخف‪$$‬اض‬
‫س‪$$‬عرها‪ .‬و تج‪$$‬در اإلش‪$$‬ارة إلى ض‪$$‬رورة تم‪$$‬يز المج‪$$‬ازف بالفطن‪$$‬ة واليقظ‪$$‬ة ح‪$$‬تى ال يج‪$$‬د نفس‪$$‬ه في وض‪$$‬عية‬
‫س‪$$‬يئة‪ ،‬فاتخ‪$$‬اذ الق‪$$‬رار الس‪$$‬ليم في ال‪$$‬وقت المناس‪$$‬ب يعت‪$$‬بر من أهم خط‪$$‬وط دف‪$$‬اع المج‪$$‬ازف‪ .‬وغالب‪$$‬ا م‪$$‬ا يجب‬
‫على المجازف اتخاذ بعض القرارات ضمن ما يعرف استراتيجية إيقاف الخس‪$‬ارة‪ ،‬ففي حال‪$‬ة ع‪$‬دم تحق‪$‬ق‬
‫توقعات‪$$‬ه‪ ،‬علي‪$$‬ه أال يح‪$$‬اول تص‪$$‬حيح مس‪$$‬ار الس‪$$‬عر‪ ،‬ألن تل‪$$‬ك المح‪$$‬اوالت ستض‪$$‬اعف من وض‪$$‬عيته األساس‪$$‬ية‬
‫وبالت‪$$ $‬الي ت‪$$ $‬ؤدي إلى مض‪$$ $‬اعفة خس‪$$ $‬ائره‪ ،‬فالتص‪$$ $‬رف الس‪$$ $‬ليم في ه‪$$ $‬ذه الحال‪$$ $‬ة ه‪$$ $‬و التخلص من الوض‪$$ $‬عية‬
‫بخسائر معينة معلومة‪ .‬ويتميز المجازفون بمجموعة من الخصائص نلخصها في النقاط التالية‪:‬‬

‫استعدادهم لتحمل درجة عالية من المخاطرة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫محاولة تحقيق أكبر قدر من االرباح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتمدون على التنبؤ والتوقع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معامالتهم قصيرة األجل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنظمة سعر الصرف‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫تعت‪$$‬بر آلي‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف هي العنص‪$$‬ر المح‪$$‬وري في اقتص‪$$‬اد المالي‪$$‬ة الدولي‪$$‬ة‪ ،‬كم‪$$‬ا تعت‪$$‬بر عنص‪$$‬ر القطب‬
‫في الفكر المالي الحديث‪ ،‬ولها أهمية بالغ‪$‬ة في تع‪$‬ديل وتس‪$‬وية م‪$‬يزان الم‪$‬دفوعات للدول‪$‬ة وخصوص‪$$‬ا تل‪$‬ك‬
‫البلدان النامية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية أنظمة سعر الصرف و أنواعها‬


‫‪1‬‬
‫أ‪ /‬أنظمة سعر الصرف‪:‬‬
‫نظام الصرف هو تلك الكيفية ال‪$‬تي ح‪$‬ددت على أساس‪$‬ها أس‪$‬عار ص‪$$‬رف العمالت و ه‪$‬و مجموع‪$‬ة القواع‪$‬د‬
‫ال ‪$$‬تي تح ‪$$‬دد ت ‪$$‬دخل الس ‪$$‬لطات النقدي ‪$$‬ة في س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف‪ ،‬و بالت ‪$$‬الي س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف‪ ،‬و يمكن تقس ‪$$‬يم نظم‬
‫الص ‪$$‬رف في الع ‪$$‬الم إلى نظم األس ‪$$‬عار الثابت ‪$$‬ة و نظم األس ‪$$‬عار المعوم ‪$$‬ة‪ ،‬حيث يت ‪$$‬وزع بين ه ‪$$‬ذين القط ‪$$‬بين‬
‫عدة صور مختلفة‪.‬‬

‫ب‪ /‬أنواع أنظمة س‪4‬عر الص‪4‬رف‪ 2:‬نظ‪$$‬را للتط‪$$‬ور ال‪$$‬ذي ش‪$$‬هده النظ‪$$‬ام النق‪$$‬دي ال‪$$‬دولي‪ ،‬ظه‪$$‬رت ع‪$$‬دة أن‪$$‬واع‬
‫ألنظم ‪$$‬ة الص ‪$$‬رف‪ ،‬وال ‪$$‬تي يمكن حص ‪$$‬رها بين أنظم ‪$$‬ة الص ‪$$‬رف الثابت ‪$$‬ة وأنظم ‪$$‬ة التع ‪$$‬ويم‪ ،‬م ‪$$‬ع اإلش ‪$$‬ارة إلى‬
‫األنظمة التي تتوسطها‪ .‬وسنحاول إجمال هذه األنظمة فيما يلي‪:‬‬

‫أنظمة الصرف الثابتة (‪ :)Fixed exchange Rates‬تق‪$$‬وم أنظم‪$$‬ة الص‪$$‬رف الثابت‪$$‬ة على ثب‪$$‬ات س‪$$‬عر‬
‫ص‪$$‬رف العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة‪ ،‬م‪$$‬ع الس‪$$‬ماح له‪$$‬ذه العمل‪$$‬ة ب‪$$‬التقلب ض‪$$‬من ه‪$$‬امش ض‪$$‬يق (‪ )% 1 ±‬لكن في حال‪$$‬ة‬
‫حدوث انح‪$‬راف الس‪$‬عر عن المس‪$‬توى المس‪$‬موح ب‪$‬ه‪ ،‬يق‪$‬وم البن‪$‬ك المرك‪$‬زي بالت‪$‬دخل من خالل بي‪$‬ع وش‪$‬راء‬
‫العملة األجنبية للحف‪$‬اظ على س‪$‬عر التع‪$‬ادل‪ ،‬األم‪$‬ر ال‪$‬ذي يس‪$‬توجب علي‪$‬ه امتالك احتي‪$‬اطي بالعمل‪$‬ة األجنبي‪$‬ة‬
‫والذي يضمن له التدخل في أسواق العمالت الدولية و تشتمل أنظمة الصرف الثابتة على ما يلي‪:‬‬

‫الدولرة (‪ :)Dollarisation‬تكون العملة القانونية الوحي‪$‬دة هي عمل‪$‬ة بل‪$‬د آخ‪$‬ر (الدول‪$‬ة الرس‪$‬مية)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫باإلض ‪$$ $‬افة إلى القط ‪$$ $‬ع المتداول ‪$$ $‬ة النقدي ‪$$ $‬ة المص ‪$$ $‬درة محلي ‪$$ $‬ا‪ ،‬حيث تك ‪$$ $‬ون السياس ‪$$ $‬ة النقدي ‪$$ $‬ة تابع ‪$$ $‬ة‬
‫ومرتبط‪$$‬ة بالبل‪$$‬د األجن‪$$‬بي ال‪$$‬ذي تس‪$$‬تخدم عملت‪$$‬ه‪ .‬كم‪$$‬ا يعرفه‪$$‬ا أن‪$$‬درو ب‪$$‬يرغ وإ دواردو بورنزس‪$$‬تاين(‬
‫‪ )Andrew Berg et Edwardo Boreneztein‬على أنه‪$$ $‬ا االس‪$$ $‬تخدام التلق‪$$ $‬ائي في بل‪$$ $‬د م‪$$ $‬ا‬
‫للدوالر األمريكي إلى جانب عملته المحلية في معامالته المالية ‪.‬‬

‫بوصبيع صالح رحيمة‪ ،‬سياسات و إدارة مخاطر الص‪$‬رف‪ ،‬ملخص مطبوع‪$‬ة موجه‪$‬ة لطبل‪$‬ة الس‪$‬نة األولى ماس‪$‬تر مالي‪$‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫و تجارة دولية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،2021/2022 ،‬ص ‪.8 – 6‬‬
‫بوادي س‪$‬ليمة‪ ،‬محاول‪$‬ة نمذج‪$‬ة س‪$‬لوك س‪$‬عرف ص‪$‬رف ال‪$‬دوالر ‪ /‬أورو دراس‪$‬ة قياس‪$‬ية (‪ ،)2010 – 2000‬م‪$‬ذكرة لني‪$‬ل‬ ‫‪2‬‬

‫شهادة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2012/2013 ،3‬ص ‪.39 – 35‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫مجلس العمل ‪$$‬ة‪ :‬ه ‪$$‬و نظ ‪$$‬ام يق ‪$$‬وم على ال ‪$$‬تزام ق ‪$$‬انوني ص ‪$$‬ريح بمبادل ‪$$‬ة العمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة مقاب ‪$$‬ل عمل ‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫أجنبي‪$‬ة مح‪$‬ددة بس‪$‬عر ص‪$‬رف ث‪$‬ابت‪ ،‬م‪$‬ع ف‪$‬رض قي‪$‬ود ملزم‪$‬ة على س‪$‬لطة اإلص‪$‬دار لض‪$‬مان وفائه‪$‬ا‬
‫بالتزاماتها القانونية‪ ،‬مما يترتب عليه إلغاء وظائف البنك المركزي التقليدية‪.‬‬
‫االتح‪$$‬اد النق‪$$‬دي‪ :‬تثبت أس‪$$‬عار ص‪$$‬رف البل‪$$‬دان األعض‪$$‬اء في االتح‪$$‬اد النق‪$$‬دي (اتح‪$$‬اد العمل‪$$‬ة) بص‪$$‬فة‬ ‫‪‬‬
‫نهائية‪ ،‬أي تشترك هذه األعضاء في عملة قانونية موح‪$‬دة؛ تص‪$‬در عن بن‪$‬ك مرك‪$‬زي واح‪$‬د (مث‪$‬ل‬
‫البنك المركزي األوروبي في االتحاد النقدي األوروبي)‪.‬‬

‫حسب إحصائيات صندوق النقد الدولي فإن البلدان التي اعتم‪$‬دت أنظم‪$‬ة الص‪$$‬رف الثابت‪$‬ة بل‪$‬غ ‪89‬‬
‫بلد عام ‪.2004‬‬

‫أنظم‪$$‬ة أخ‪$$‬رى من ن‪$$‬وع الرب‪$$‬ط الث‪$$‬ابت‪ :‬هي األنظم‪$$‬ة ال‪$$‬تي تق‪$$‬وم برب‪$$‬ط العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة (رس‪$$‬ميا أو‬ ‫‪‬‬
‫بحكم الواقع) بسعر ثابت سواءا بعملة بلد آخر أو بّس لة من العمالت‪ ،‬حيث يقوم البنك المرك‪$$‬زي‬
‫باختي‪$$‬ار عمل‪$$‬ة أو مجموع‪$$‬ة من عمالت أهم ش‪$$‬ركائه التج‪$$‬اريين أو الم‪$$‬اليين‪ ،‬أين يتم رب‪$$‬ط العمل‪$$‬ة‬
‫الوطنية بأحدهما‪ .‬في الحالة األولى يتم تع‪$‬ديل قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة دوري‪$‬ا في حال‪$‬ة ح‪$‬دوث خل‪$‬ل م‪$‬ا‪ ،‬لكن‬
‫وب‪$$‬رغم أهمي‪$$‬ة دور االحتياط‪$$‬ات في ه‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام إال أنه‪$$‬ا تبقى غ‪$$‬ير كافي‪$$‬ة لتغطي‪$$‬ة القاع‪$$‬دة النقدي‪$$‬ة‬
‫المتداول ‪$$‬ة داخ ‪$$‬ل االقتص ‪$$‬اد‪ ،‬أم ‪$$‬ا الحال ‪$$‬ة الثاني ‪$$‬ة فهي تض ‪$$‬من الحف ‪$$‬اظ على س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الحقيقي‬
‫باإلضافة إلى تحقيق االستقرار النسبي في سعر الصرف‪.‬‬

‫نظ‪44‬ام الص‪44‬رف المع‪44‬وم ( ‪ :)Flexeble exchange Rate‬ويع ‪$$‬رف أيض ‪$$‬ا ب ‪$$‬التعويم الح ‪$$‬ر أو التع ‪$$‬ويم‬
‫النظيف‪ ،‬في ظل هذا النظام تتحدد أس‪$‬عار الص‪$$‬رف بحري‪$‬ة تام‪$‬ة على مس‪$‬توى س‪$‬وق تنافس‪$‬ي‪ ،‬عن طري‪$‬ق‬
‫تالقي منحن ‪$$‬يي الع ‪$$‬رض والطلب‪ ،‬و ه ‪$$‬ذا دون أي ت ‪$$‬دخل من الس ‪$$‬لطات النقدي ‪$$‬ة من خالل السياس ‪$$‬ة النقدي ‪$$‬ة‬
‫باس ‪$$‬تثناء السياس ‪$$‬ة غ ‪$$‬ير المباش ‪$$‬رة؛ ال ‪$$‬تي ت ‪$$‬ؤثر على أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف عن طري ‪$$‬ق أس ‪$$‬عار الفائ ‪$$‬دة‪.‬وتتح ‪$$‬رك‬
‫أس‪$‬عار الص‪$$‬رف ب‪$‬الموازاة م‪$‬ع التغ‪$‬يرات الحاص‪$‬لة فلي منحن‪$‬يي الع‪$‬رض والطلب؛ وال‪$‬تي تعكس التغ‪$‬يرات‬
‫في العوامل المؤثرة على هذين األخيرين‪ .‬حسب صندوق النقد الدولي فإن ‪ 35‬دولة قامت بتبّني التع‪$$‬ويم‬
‫الحر في عام ‪.2004‬‬

‫لكن رغم تب ‪$$‬ني أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف المرن ‪$$‬ة‪ ،‬لم تس ‪$$‬تطع الحكوم ‪$$‬ات مقاوم ‪$$‬ة الرغب ‪$$‬ة في الت ‪$$‬دخل في أس ‪$$‬واق‬
‫الصرف األجنبية من أجل تطبيق سياسة معينة وتحقيق أهدافها‪ ،‬نتيجة لذلك فإنن‪$‬ا نج‪$‬د أنفس‪$‬نا أم‪$‬ام أنظم‪$‬ة‬
‫الصرف الوسيطة بواقع أّن ها تقع في منطقة وسط بين أنظمة صرف ثابتة‪ ،‬وأنظمة صرف معومة‪.‬‬

‫أنظمة الصرف الوسيطة ( ‪ :)Intermediate Exchanges Rate‬تش‪$$‬تمل أنظم‪$$‬ة الص‪$$‬رف الوس‪$$‬يطة‬


‫على أنظمة صرف شبه ثابتة وشبه معومة ونستطيع إجمالها فيما يلي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫نظ‪$$‬ام الرب‪$$‬ط ض‪$$‬من نطاق‪$$‬ات تقلب أفقي‪$$‬ة‪ :‬تتم المحافظ‪$$‬ة على قيم‪$$‬ة أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف ض‪$$‬من نط‪$$‬اق‬ ‫‪‬‬
‫تقلب ال يق‪$$ $‬ل عن (‪ )% 1 ±‬ح‪$$ $‬ول الس‪$$ $‬عر المرك‪$$ $‬زي الرس‪$$ $‬مي‪ ،‬أو ه‪$$ $‬امش أك‪$$ $‬ثر من ‪ % 2‬بين‬
‫القيم‪$$‬تين القص‪$$‬وى وال‪$$‬دنيا ألس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‪ ،‬حيث يت‪$$‬ولى البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي ه‪$$‬ذه المهم‪$$‬ة من خالل‬
‫تدّخ ل‪$$‬ه في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي وتحدي‪$$‬د أس‪$$‬عار الفائ‪$$‬دة على تس‪$$‬هيالته‪ .‬وتتب‪$$‬اين درج‪$$‬ة االل‪$$‬تزام‬
‫الرس‪$$‬مي بنطاق‪$$‬ات التقلب ع‪$$‬بر البل‪$$‬دان‪ .‬كمث‪$$‬ال ن‪$$‬ذكر آلي‪$$‬ة الص‪$$‬رف األوروبي‪$$‬ة الثاني‪$$‬ة (‪)ERM II‬‬
‫في النظام النقدي األوروبي التي دخلت في هذا النوع من الربط ابتداءا من ‪ 1‬جانفي ‪.1999‬‬
‫نظم التثبيت الزاحف‪ :‬يخض‪$‬ع س‪$‬عر الص‪$‬رف في ظ‪$‬ل ه‪$‬ذا النظ‪$‬ام للتع‪$‬ديل‪ ،‬ق‪$‬د يك‪$‬ون ه‪$‬ذا التع‪$‬ديل‬ ‫‪‬‬
‫دوري ‪$$‬ا وف ‪$$‬ق س ‪$$‬عر ث ‪$$‬ابت مص ‪$$‬رح ب ‪$$‬ه مس ‪$$‬بًقا‪ ،‬أو اس ‪$$‬تجابة للتغ ‪$$‬يرات الحاص ‪$$‬لة في ع ‪$$‬دة متغ ‪$$‬يرات‬
‫(مع ‪$$‬دالت التض ‪$$‬خم‪ ،‬رص ‪$$‬يد م ‪$$‬يزان الم ‪$$‬دفوعات‪ ،‬مع ‪$$‬دل نم ‪$$‬و الكتل ‪$$‬ة النقدي ‪$$‬ة ‪ ...‬إلخ)‪ .‬وق ‪$$‬د يك ‪$$‬ون‬
‫التعديل أيض‪$$‬ا وف‪$$‬ق معطي‪$‬ات ماض‪$$‬ية‪ ،‬أو وف‪$$‬ق أه‪$‬داف مس‪$‬تقبلية مرج‪$‬وة كاس‪$‬تهداف مع‪$‬دل تض‪ّ$‬خ م‬
‫معين‪.‬‬
‫نظ ‪$$‬ام الرب ‪$$‬ط ض ‪$$‬من نطاق ‪$$‬ات تقلب متحرك ‪$$‬ة‪ :‬يحاف ‪$$‬ظ البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي على س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف العمل ‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫ض ‪$$‬من نطاق ‪$$‬ات تقلب معلن ‪$$‬ة س ‪$$‬لًفا ت ‪$$‬دور ح ‪$$‬ول الس ‪$$‬عر المرك ‪$$‬زي‪ ،‬ال ‪$$‬ذي يع ‪$$‬دل وف ‪$$‬ق س ‪$$‬عر ث ‪$$‬ابت‬
‫مصرح به مسبقا‪ ،‬أو استجابة لتغيرات بعض المؤش‪$$‬رات االقتص‪$$‬ادية‪ .‬وق‪$$‬د اتبعت ه‪$$‬ذا الن‪$$‬وع من‬
‫األنظمة ‪ 5‬بلدان حسب إحصائيات صندوق النقد الدولي لعام ‪.2004‬‬
‫نظ‪$$‬ام التع‪$$‬ويم الم‪$$‬دار‪ :‬يق‪$$‬وم ه‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام على بن‪$$‬اء آلي‪$$‬ة لت‪$$‬دخل البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي في تع‪$$‬ويم العمالت‬ ‫‪‬‬
‫األجنبية‪ ،‬وهنا توضع حدود لتقلبات أسعار الصرف وبالتالي يتأثر ج‪$$‬زء من االحتياط‪$$‬ات النقدي‪$$‬ة‬
‫الدولية عند تدخل البنك المركزي في سوق الصرف األجنبي كم‪$‬ا يطل‪$‬ق علي‪$‬ه اس‪$‬م "التع‪$‬ويم غ‪$‬ير‬
‫النظيف" أو "التعويم الموجه" ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مزايا و عيوب أنظمة الصرف‬

‫أ‪ /‬مزايا نظام الصرف الثابت‪ :‬إن اعتماد نظام صرف ثابت يقدم الفوائد التالية‪:‬‬

‫إعطاء ثقة بالعملة الوطنية لكونها مربوطة بعملة أخرى قوية أو بسلة عمالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يس‪$$‬مح نظ‪$$‬ام الص‪$$‬رف الث‪$$‬ابت بتف‪$$‬ادي التقلب‪$$‬ات الكب‪$$‬يرة ألس‪$$‬عار الص‪$$‬رف ال‪$$‬تي ع‪$$‬ادة م‪$$‬ا تك‪$$‬ون له‪$$‬ا‬ ‫‪-‬‬
‫ع‪$$‬واقب س‪$$‬لبية‪ ،‬و ذل‪$$‬ك بالت‪$$‬دخل ال‪$$‬دائم للبن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي في أس‪$$‬واق الص‪$$‬رف ش‪$$‬راء أو بيع‪$$‬ا للعمل‪$$‬ة‬
‫المحلية أو العملة األجنبية ح‪$$‬تى يبقى س‪$$‬عر الص‪$$‬رف للعمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة محافظ‪$$‬ا على قيمت‪$$‬ه المح‪$$‬ددة‬
‫أو ال يتجاوز الهامش المحدد‪.‬‬

‫برياطي حسين – زيدان محمد‪ ،‬خيارات نظم سعر الصرف و مدى تأثيرها على اقتصاديات الدول دراسة حال‪$$‬ة ال‪$$‬دول‬ ‫‪1‬‬

‫العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.41 – 39‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫درج‪$‬ة الخط‪$‬ر تمي‪$‬ل إلى االنخف‪$‬اض فيم‪$‬ا يتعل‪$‬ق ب‪$‬العقود المالي‪$‬ة و التجاري‪$‬ة‪ ،‬فه‪$‬و يعطي نوع‪$‬ا من‬ ‫‪-‬‬
‫الضمان للمصدرين و المستوردين إلبرام صفقات أو عقود على المدى الطويل و المتوس‪$$‬ط ض‪$$‬د‬
‫مخ‪$$‬اطر تقلب أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‪ ،‬فق‪$$‬د س‪$$‬اهم في زي‪$$‬ادة و تط‪$$‬ور نم‪$$‬و وت‪$$‬يرة التج‪$$‬ارة الدولي‪$$‬ة بص‪$$‬فة‬
‫كبيرة حتى نهاية الستينات‪.‬‬
‫انخف ‪$$‬اض تك ‪$$‬اليف المب ‪$$‬ادالت أو التح ‪$$‬ويالت (‪ )couts de transaction‬بالنس ‪$$‬بة لالس ‪$$‬تثمار و‬ ‫‪-‬‬
‫العملي‪$$‬ات التجاري‪$$‬ة الدولي‪$$‬ة‪ ،‬فالمس‪$$‬تثمرين و المتع‪$$‬املون االقتص‪$$‬اديون ليس‪$$‬وا بحاج‪$$‬ة إلى التغطي‪$$‬ة‬
‫ضد مخاطر الصرف‪.‬‬
‫يس‪$$‬مح بتحقي‪$$‬ق مع‪$$‬دل منخفض للتض‪$$‬خم خاص‪$$‬ة إذا تم رب‪$$‬ط العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة بعمل‪$$‬ة دولي‪$$‬ة ال نس‪$$‬بة‬ ‫‪-‬‬
‫تضخم منخفضة و على الدولة اتباع سياسات نقدية و ضريبية انكماشية‪.‬‬
‫زي‪$‬ادة النزع‪$‬ة إلى الس‪$‬يطرة على المؤش‪$‬رات االقتص‪$‬ادية األساس‪$‬ية‪ ،‬وج‪$‬ود إرادة حقيقي‪$‬ة عن‪$‬د ه‪$‬ذه‬ ‫‪-‬‬
‫الدول التي تعتمد نظام صرف ث‪$$‬ابت ته‪$$‬دف إلى تق‪$$‬ارب و تالقي مؤش‪$$‬راتها االقتص‪$$‬ادية األساس‪$$‬ية‬
‫(أس ‪$$‬عار‪ ،‬عج ‪$$‬ز الميزاني ‪$$‬ة) م ‪$$‬ع المؤش ‪$$‬رات االقتص ‪$$‬ادية األساس ‪$$‬ية لل ‪$$‬دول ال ‪$$‬تي تم اتخ ‪$$‬اذ عملته ‪$$‬ا‬
‫كمرجع للتثبيت‪.‬‬

‫ب‪ /‬عيوب نظام الصرف الثابت‪ :‬اعتماد نظام الصرف الثابت له كذلك نتائج سلبية أهمها‪:‬‬

‫خسارة اس‪$‬تقاللية السياس‪$‬ة النقدي‪$‬ة‪ ،‬فالدول‪$‬ة تص‪$‬بح خاض‪$‬عة للسياس‪$‬ة النقدي‪$‬ة للدول‪$‬ة ص‪$‬احبة العمل‪$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫المرجعية‪ ،‬و تفقد السلطات النقدية التحكم في أسعار الفائدة للتأثير على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫في ظل ه‪$‬ذا النظ‪$‬ام يجب على البن‪$‬ك المرك‪$‬زي االحتف‪$‬اظ باحتياط‪$‬ات كب‪$‬يرة من العمالت الص‪$$‬عبة‬ ‫‪-‬‬
‫من أج‪$$‬ل الت‪$$‬دخل لحماي‪$$‬ة والحف‪$$‬اظ على قيم‪$$‬ة تع‪$$‬ادل العمل‪$$‬ة المثبت‪$$‬ة الحف‪$$‬اظ على قيم‪$$‬ة تع‪$$‬ادل ثابت‪$$‬ة‬
‫للعملة قد ال يعكس غالبا الواقع االقتص‪$$‬ادي وبالت‪$‬الي تك‪$‬ون الدول‪$‬ة المتبع‪$‬ة لنظ‪$‬ام الص‪$$‬رف الث‪$‬ابت‬
‫معرضة ألزمات نقدية‪.‬‬
‫إن االحتفاظ باحتياطات صرف كبيرة يكون له تكاليف فه‪$‬ذا يع‪$‬ني تس‪$‬خير إي‪$‬رادات التص‪$‬دير إلى‬ ‫‪-‬‬
‫اس‪$$‬تثمارات ض‪$$‬عيفة المردودي‪$$‬ة (س‪$$‬ندات الخزين‪$$‬ة األمريكي‪$$‬ة غالب‪$$‬ا) وه‪$$‬و م‪$$‬ا ينقص من االس‪$$‬تهالك‬
‫واالس ‪$$‬تثمار المحلي‪ ،‬وت ‪$$‬دفع الدول ‪$$‬ة س ‪$$‬عر فائ ‪$$‬دة ع ‪$$‬الي على الس ‪$$‬ندات ال ‪$$‬تي تبيعه ‪$$‬ا للحص ‪$$‬ول على‬
‫العملة الصعبة‪.‬‬
‫م‪$$‬دة التع‪$$‬ديل‪ ،‬بحيث أن الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة ال تلج‪$$‬أ في حال‪$$‬ة اختالل م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات إلى عملي‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫التخفيض للتع ‪$$‬ديل‪ ،‬وإ نم ‪$$‬ا تلج ‪$$‬أ إلى التخفيض‪ ،‬و إنم ‪$$‬ا تض ‪$$‬ع سياس ‪$$‬ة ميزاني ‪$$‬ة انكماش ‪$$‬ية أو تطب ‪$$‬ق‬
‫مراقب‪$$ $‬ة الص‪$$ $‬رف ثم إذا لم تنجح ه‪$$ $‬ذه السياس‪$$ $‬ات فإنه‪$$ $‬ا تلج‪$$ $‬أ إلى التخفيض ف‪$$ $‬إذا خفض‪$$ $‬ت س‪$$ $‬عر‬
‫ص ‪$$‬رف عملته ‪$$‬ا مت ‪$$‬أخرة فه ‪$$‬ذا التخفيض س ‪$$‬يزيد من ح ‪$$‬دة االختالل وتزي ‪$$‬د من ح ‪$$‬دة التض ‪$$‬خم إلى‬
‫جانب أنها تؤثر كثيرا على احتياطات الصرف نتيجة زي‪$$‬ادة المب‪$$‬الغ المخصص‪$$‬ة لل‪$$‬دفاع عن قيم‪$$‬ة‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫تع‪$$ $‬ادل العمل‪$$ $‬ة‪ ،‬و في نظ‪$$ $‬ام ص‪$$ $‬رف ث‪$$ $‬ابت الص‪$$ $‬دمات الخارجي‪$$ $‬ة تمتص عن طري‪$$ $‬ق التغ‪$$ $‬ير في‬
‫األسعار واألجور‪.‬‬

‫ت‪ /‬مزايا نظام الصرف المرن‪ :‬إن اعتماد نظام صرف مرن يقدم الفوائد التالية‪:‬‬

‫تعويم العملة يسمح بإعطاء صورة حقيقية عن االقتصاد ويسمح بالوصول إلى سعر التوازن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البنك المركزي غير مجبر باالحتفاظ باحتياطات صرف كبيرة ألن تقلبات س‪$$‬عر الص‪$$‬رف تس‪$$‬مح‬ ‫‪-‬‬
‫بتنق‪$$‬ل وحركي‪$$‬ة ل‪$$‬رؤوس األم‪$$‬وال ال‪$$‬تي تع‪$$‬دل آلي‪$$‬ا م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات‪ ،‬وبالت‪$$‬الي ع‪$$‬دم ت‪$$‬دخل البن‪$$‬ك‬
‫المركزي من أجل مساندة سعر صرف العملة المحلية‪.‬‬
‫ال يشجع على المضاربة لكونه يجعلها معتمدة أكثر على المصادفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنتق ‪$$‬ال ال ‪$$‬دولي لموج ‪$$‬ات التض ‪$$‬خم يص ‪$$‬بح مح ‪$$‬دودا فارتف ‪$$‬اع المس ‪$$‬توى الع ‪$$‬ام لألس ‪$$‬عار ألي دول ‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫ك‪$$‬انت يس‪$$‬مح بانخف‪$$‬اض عملته‪$$‬ا و ه‪$$‬ذا االنخف‪$$‬اض يس‪$$‬مح بتغطي‪$$‬ة التض‪$$‬خم ويس‪$$‬مح بالحف‪$$‬اظ على‬
‫التوازن التجاري‪.‬‬
‫يعطي للدولة استقاللية في السياسة النقدية المتبعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فهذه اإليجابيات تجعلنا نقول أن نظام الصرف المرن هو النظام األمثل ولكن هو كذلك له سلبياته‪.‬‬

‫ث‪ /‬عيوب نظام الصرف المرن‪ :‬حسب فريدمان هناك ثالثة انتق‪$‬ادات أساس‪$‬ية وجهت إلى نظ‪$‬ام الص‪$$‬رف‬
‫المرن هي‪:‬‬

‫أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف المرن ‪$$‬ة تزي ‪$$‬د من درج ‪$$‬ة ع ‪$$‬دم التأك ‪$$‬د أي ع ‪$$‬دم االس ‪$$‬تقرار‪ :‬إن أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف‬ ‫‪-‬‬
‫المرن ‪$$‬ة تتم ‪$$‬يز بع ‪$$‬دم االس ‪$$‬تقرار وك ‪$$‬ثرة التذب ‪$$‬ذب‪ ،‬وبالت ‪$$‬الي ال يمكن اتخ ‪$$‬اذ ق ‪$$‬رارات مس ‪$$‬تقبلية إلى‬
‫جانب زيادة مخاطر الصرف بالنس‪$‬بة للمس‪$‬توردين والمص‪$‬درين مم‪$‬ا ي‪$‬دفعهم إلى تغطي‪$‬ة ص‪$‬فقاتهم‬
‫ضد المخاطر وذلك باللجوء إلى مختلف أس‪$‬واق الص‪$‬رف اآلجل‪$‬ة مم‪$‬ا يج‪$‬برهم على تحم‪$‬ل نفق‪$‬ات‬
‫إضافية مقابل التغطية ضد مخاطر الصرف إلى جانب الصعوبات ال‪$$‬تي تج‪$$‬دها ال‪$$‬دول ذات نظ‪$$‬ام‬
‫صرف مرن في اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة التضخم‪.‬‬
‫أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف المرن‪$$‬ة واألس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة‪ :‬ت‪$$‬ؤثر أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف المرن‪$$‬ة على األس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫بحيث أن‪$$‬ه ل‪$$‬و حص‪$$‬ل للدول‪$$‬ة أن حققت عج‪$$‬زا في م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات فه‪$$‬ذا م‪$$‬ا ي‪$$‬ؤدي إلى انخف‪$‬اض‬
‫س‪$$‬عر ص‪$$‬رفها حس‪$$‬ب آلي‪$$‬ة عم‪$$‬ل أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف المرن‪$$‬ة وه‪$$‬و م‪$$‬ا يجع‪$$‬ل أس‪$$‬عار الس‪$$‬لع المس‪$$‬توردة‬
‫مرتفع ‪$$‬ة مقارن ‪$$‬ة بأس ‪$$‬عار الس ‪$$‬لع المحلي ‪$$‬ة وه ‪$$‬و م ‪$$‬ا ي ‪$$‬دفع إلى تحف ‪$$‬يز الص ‪$$‬ادرات وتقلي ‪$$‬ل ال ‪$$‬واردات‬
‫الرتف‪$$‬اع أس‪$$‬عارها‪ ،‬ولكن ق‪$$‬د ال تس‪$$‬تطيع الدول‪$$‬ة في بعض األحي‪$$‬ان االس‪$$‬تغناء أو التقلي‪$$‬ل من الس‪$$‬لع‬
‫المس‪$$‬توردة لع‪$$‬دة أس‪$$‬باب فه‪$$‬ذه الزي‪$$‬ادة في أس‪$$‬عار الس‪$$‬لع المس‪$$‬توردة تزي‪$$‬د في التكلف‪$$‬ة المعيش‪$$‬ية أو‬
‫تخفض من الق ‪$$‬درة الش ‪$$‬رائية للمواط ‪$$‬نين وه ‪$$‬ذا م ‪$$‬ا ي ‪$$‬دفع للمطالب ‪$$‬ة بزي ‪$$‬ادة األج ‪$$‬ور وال ‪$$‬دخول فيم ‪$$‬ا‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫يع‪$$‬رف بج‪$$‬دال "أس‪$$‬عار‪ ،‬أج‪$$‬ور"‪ ،‬فزي‪$$‬ادة األج‪$$‬ور ت‪$$‬ؤدي إلى زي‪$$‬ادة األس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة وربم‪$$‬ا تف‪$$‬وق‬
‫زيادة أسعار السلع المستوردة مما يؤثر على تنافسية المنتوجات المحلية‪.‬‬
‫أسعار الصرف المرنة وم‪$‬دة التع‪$‬ديل‪ :‬االنتق‪$‬اد الث‪$‬الث و ه‪$‬و الم‪$‬دة الالزم‪$‬ة ال‪$‬تي تس‪$‬تغرقها أس‪$‬عار‬ ‫‪-‬‬
‫الصرف المرنة لتع‪$‬ديل االختالل وفق‪$‬ا آللي‪$‬ة عمل‪$‬ه‪ ،‬بحيث في حال‪$‬ة أس‪$‬عار الس‪$‬لع المس‪$‬توردة فإن‪$‬ه‬
‫يلزم وقت للمس‪$‬تهلك لتغي‪$‬ير س‪$‬لوكه االس‪$‬تهالكي وإ حالل الس‪$‬لع األجنبي‪$‬ة بالس‪$‬لع المحلي‪$‬ة ال‪$‬تي هي‬
‫منخفضة األسعار حتى يتم تقليل الواردات‪ ،‬ولكن هذا الوقت يختلف من س‪$‬لعة الى أخ‪$‬رى بحيث‬
‫تختل ‪$$ $‬ف أذواق المس ‪$$ $‬تهلكين ورغب ‪$$ $‬اتهم‪ ،‬إلى ج ‪$$ $‬انب نوعي ‪$$ $‬ة الس ‪$$ $‬لعة ه ‪$$ $‬ذا من جه ‪$$ $‬ة أو في حال ‪$$ $‬ة‬
‫انخفاض سعر صرف العملة المحلية ومن جهة أخرى فإن تحويل م‪$‬وارد اإلنت‪$‬اج من االس‪$‬تهالك‬
‫المحلي إلى اإلنتاج لغرض التصدير يستغرق وقت‪ ،‬بحيث يلزم زيادة الموارد اإلنتاجية والبحث‬
‫عن أس‪$$ $ $‬واق خارجي‪$$ $ $‬ة لتص‪$$ $ $‬ريف المنتج‪$$ $ $‬ات المحلي‪$$ $ $‬ة وإ قن‪$$ $ $‬اع الزب‪$$ $ $‬ائن الج‪$$ $ $‬دد بتغي‪$$ $ $‬ير س‪$$ $ $‬لوكهم‬
‫االس‪$$‬تهالكي‪ ،‬ونفس الش‪$$‬يء يح‪$$‬دث بالنس‪$$‬بة إلحالل الس‪$$‬لع المس‪$$‬توردة فيل‪$$‬زم وقت لكي تنتج دول‪$$‬ة‬
‫سلع كانت تستوردها من قبل بحيث تستغرق وقت إلقامة قطاع صناعي جديد‪.‬‬

‫الف‪44‬رع الث‪44‬الث‪ :‬مح‪44‬ددات و عوام‪44‬ل اختي‪44‬ار نظ‪44‬ام الص‪44‬رف و ط‪44‬رق تحدي‪44‬د س‪44‬عر الص‪44‬رف في مختل‪44‬ف‬
‫‪1‬‬
‫األنظمة‬

‫يعتبر اختيار نظام مالئم لسعر الصرف من القرارات المتشابكة ال‪$$‬تي يجب أن تأخ‪$$‬ذ بعين االعتب‪$$‬ار ع‪$‬ددا‬
‫كب ‪$$‬ير من العوام ‪$$‬ل ذات الص ‪$$‬لة فيم ‪$$‬ا بينه ‪$$‬ا‪ ،‬فلق ‪$$‬د تط ‪$$‬ور اختي ‪$$‬ار نظ ‪$$‬ام س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف تط ‪$$‬ورا كب ‪$$‬يرا في‬
‫الس ‪$$‬نوات األخ ‪$$‬يرة ففي بداي ‪$$‬ة الق ‪$$‬رن ‪ 20‬ك ‪$$‬ان االختي ‪$$‬ار واض ‪$$‬ح وه ‪$$‬و ثب ‪$$‬ات أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف أم ‪$$‬ا الي ‪$$‬وم‬
‫فاالختيار هو أكثر تعقيدا بحيث أص‪$$‬ب ح أم‪$$‬ام ال‪$$‬دول خي‪$$‬ارات عدي‪$$‬دة ألنظم‪$$‬ة الص‪$$‬رف‪ ،‬ويك‪$$‬ون االختي‪$$‬ار‬
‫حسب األهداف االقتصادية المسطرة من طرف الدولة وقدرة تحملها للصدمات التي تتعرض لها‪.‬‬

‫وهن‪$$‬اك ع‪$$‬دة دراس‪$$‬ات ح‪$$‬اولت حص‪$$‬ر أهم العوام‪$$‬ل الداخل‪$$‬ة في تب‪$$‬ني نظ‪$$‬ام الص‪$$‬رف المالئم وتق‪$$‬دير م‪$$‬دى‬
‫فعاليتها ومن أهم العوامل التي يتم على أساسها اختيار نظام لسعر الصرف ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬مص ‪44‬ادر الص ‪44‬دمات ودرج ‪44‬ة حركي ‪44‬ة رؤوس األم ‪44‬وال‪ :‬فحس‪$$ $‬ب تحلي‪$$ $‬ل من‪$$ $‬دل فلمنج (‪ )1963‬ف‪$$ $‬يرجع‬
‫االختي ‪$$‬ار بين س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الث ‪$$‬ابت وس ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الم ‪$$‬رن إلى مص ‪$$‬ادر الص ‪$$‬دمات‪ ،‬حقيقي ‪$$‬ة ك ‪$$‬انت أو‬
‫اس ‪$$‬مية‪ ،‬ودرج ‪$$‬ة حركي ‪$$‬ة رؤوس األم ‪$$‬وال‪ .‬ففي االقتص ‪$$‬اد المفت ‪$$‬وح ال ‪$$‬ذي يتس ‪$$‬م بحركي ‪$$‬ة رؤوس األم ‪$$‬وال‪،‬‬
‫يوفر سعر الصرف المرن الحماية من الصدمات الحقيقة‪ ،‬مث‪$‬ل التغ‪$‬ير في الطلب على الص‪$$‬ادرات أو في‬
‫مع‪$$‬دالت التب‪$$‬ادل التج‪$$‬اري‪ ،‬وذل‪$$‬ك ألن س‪$$‬عر الص‪$$‬رف الم‪$$‬رن يس‪$$‬هل المالئم‪$$‬ة بين الن‪$$‬اتج الحقيقي اإلجم‪$$‬الي‬
‫(والقط‪$$ $‬اعي) والص‪$$ $‬دمات الخارجي‪$$ $‬ة‪ ،‬خاص‪$$ $‬ة عن‪$$ $‬دما تك‪$$ $‬ون األج‪$$ $‬ور واألس‪$$ $‬عار المحلي‪$$ $‬ة بطيئ‪$$ $‬ة التغ‪$$ $‬ير‪،‬‬

‫برياطي حسين – زيدان محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47 – 44‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫وبالمثل‪ ،‬يمكن أن ت‪$‬ؤدي أس‪$‬عار الص‪$‬رف الحقيقي‪$‬ة المرن‪$‬ة إلى تغ‪$‬يرات في خي‪$‬ارات االس‪$‬تهالك واالدخ‪$‬ار‬
‫واإلنت‪$$ $‬اج وتحوي‪$$ $‬ل اإلنف‪$$ $‬اق‪ ،‬فمثال‪( ،‬عن‪$$ $‬د انخف‪$$ $‬اض أس‪$$ $‬عار النف‪$$ $‬ط العالمي‪$$ $‬ة) يمكن أن ي‪$$ $‬ؤدي االنخف‪$$ $‬اض‬
‫االس ‪$$‬مي إلى زي ‪$$‬ادة في األس ‪$$‬عار المحلي ‪$$‬ة للس ‪$$‬لع المص ‪$$‬درة والمس ‪$$‬توردة‪ ،‬وتخفيض األج ‪$$‬ور الحقيقي ‪$$‬ة بم ‪$$‬ا‬
‫يتالءم مع االنخفاض في الطلب على العمالة‪ ،‬وفي مقاب‪$$‬ل ذل‪$$‬ك ففي البل‪$$‬دان ال‪$$‬تي به‪$$‬ا أس‪$$‬عار ص‪$$‬رف غ‪$‬ير‬
‫مرن‪$$‬ة وال‪$$‬تي تم‪$$‬ر به‪$$‬ذه الص‪$$‬دمات الس‪$$‬لبية الحقيقي‪$$‬ة فإنه‪$$‬ا تمتص عن طري‪$$‬ق التغ‪$$‬ير في األس‪$$‬عار واألج‪$$‬ور‬
‫ولكن في بعض األحيان ال تتغير األج‪$‬ور وبالت‪$‬الي ال يمكن تخفيض‪$‬ها وذل‪$‬ك تحت ت‪$‬أثير النقاب‪$‬ات العمالي‪$‬ة‬
‫وبالتالي تظهر اختالالت تؤدي إلى ظهور عمليات مضاربة على العملة‪.‬‬

‫ويتم اختيار نظ‪$‬ام الص‪$‬رف الث‪$‬ابت في حال‪$‬ة تع‪$‬رض الدول‪$‬ة لص‪$‬دمات اس‪$‬مية مث‪$‬ل‪ :‬تح‪$‬ول في الطلب على‬
‫النق‪$$‬د‪ ،‬فأس‪$$‬عار الص‪$$‬رف الثابت‪$$‬ة تس‪$$‬مح بتع‪$$‬ديل الكمي‪$$‬ات‪ ،‬مث‪$$‬ل التغ‪$$‬يرات في االحتياط‪$$‬ات الدول‪$$‬ة ال‪$$‬تي ينجم‬
‫عنها تغيرات في عرض األموال‪ ،‬بوصفها نمطا من التكييف للصدمات االسمية الخارجية أو الداخلية‪.‬‬

‫إن اختي‪$$‬ار نظ‪$$‬ام مالئم لس‪$$‬عر الص‪$$‬رف حس‪$$‬ب معي‪$$‬ار مص‪$$‬در الص‪$$‬دمات و درج‪$$‬ة حركي‪$$‬ة رؤوس األم‪$$‬وال‬
‫معيار غير واضح وذلك لعدم ق‪$‬درة الس‪$‬لطات النقدي‪$‬ة والمالي‪$‬ة على تحدي‪$‬د مص‪$‬در وطبيع‪$‬ة الص‪$‬دمات إلى‬
‫ج ‪$$‬انب أنهم يفتق ‪$$‬رون على معلوم ‪$$‬ات عن ط ‪$$‬ابع و اس ‪$$‬تمرار المص ‪$$‬در المحلي مقاب ‪$$‬ل المص ‪$$‬در الخ ‪$$‬ارجي‬
‫للصدمات وعن التفاعل بين أوجه التشوه المحلي والخارجي فإن الخيارات ال تكون واضحة‪.‬‬

‫ب‪ /‬حجم البلد‪ :‬فحسب هذا المعيار فنجد أن البلدان التي قد تس‪$$‬مح لعمالته‪$$‬ا ب‪$$‬التعويم المس‪$$‬تقل هي البل‪$$‬دان‬
‫ذات الحجم االقتص‪$$‬ادي الكب‪$$‬ير وال‪$$‬تي ع‪$$‬ادة م‪$$‬ا تحت‪$$‬ل التج‪$$‬ارة الخارجي‪$$‬ة فيه‪$$‬ا قطاع‪$$‬ا ص‪$$‬غيرا نس‪$$‬بيا‪ ،‬وله‪$$‬ا‬
‫درج‪$$‬ة عالي‪$$‬ة من التراب‪$$‬ط ال‪$$‬دولي‪ ،‬أم‪$$‬ا إذا ك‪$$‬ان حجم البل‪$$‬د االقتص‪$$‬ادي ص‪$$‬غيرا‪ ،‬فم‪$$‬ا عليه‪$$‬ا إال تب‪$$‬ني نظ‪$$‬ام‬
‫ص‪$$ $‬رف ث‪$$ $‬ابت‪ ،‬و يتم رب‪$$ $‬ط عمالت ه‪$$ $‬ذه ال‪$$ $‬دول ذات الحجم االقتص‪$$ $‬ادي الص‪$$ $‬غير بعمالت أهم الش‪$$ $‬ركاء‬
‫التجاريين لها‪ ،‬فإذا كانت تتعامل أكثر مع الواليات المتحدة األمريكية فيتم ربط العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة بال‪$$‬دوالر‪،‬‬
‫أم‪$$‬ا إذا ك‪$$‬انت تتعام‪$$‬ل تجاري‪$$‬ا بنس‪$$‬بة كب‪$$‬يرة م‪$$‬ع دول االتح‪$$‬اد األوروبي فيتم رب‪$$‬ط العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة ب‪$$‬اليورو‪،‬‬
‫أم‪$$‬ا البل‪$$‬دان ال‪$$‬تي تتم‪$$‬يز بنم‪$$‬ط متن‪$$‬وع للتج‪$$‬ارة فتمي‪$$‬ل إلى رب‪$$‬ط عملته‪$$‬ا بس‪$$‬لة من العمالت لألهم ش‪$$‬ركائها‬
‫التجاريين أو بسلة الحقوق السحب الخاصة‪.‬‬

‫ت‪ /‬التضخم‪ :‬و ه‪$$‬و ك‪$$‬ذلك من أهم العوام‪$$‬ل األساس‪$$‬ية في اختي‪$$‬ار نظ‪$$‬ام س‪$$‬عر الص‪$$‬رف‪ ،‬فق‪$$‬د دلت تج‪$$‬ارب‬
‫بعض الدول التي عرفت مستوى تضخم ع‪$‬الي‪ ،‬أن تث‪$‬بيت س‪$‬عر ص‪$‬رفها أي إتب‪$‬اع نظ‪$‬ام ص‪$‬رف ث‪$‬ابت ق‪$‬د‬
‫نجح في تخفيض مستوى التضخم الذي عانت منه هذه الدول‪ ،‬مثل (دول أمريكا الجنوبية)‪.‬‬

‫ففي بيئة يسودها التضخم الشديد مثلما كان عليه الح‪$$‬ال في معظم البل‪$$‬دان في التس‪$$‬عينات والثمانين‪$$‬ات ك‪$$‬ان‬
‫ينظ‪$$$‬ر إلى الرب‪$$$‬ط بعمل‪$$$‬ة بل‪$$$‬د ينخفض في‪$$$‬ه مس‪$$$‬توى التض‪$$ $‬خم على أن ‪$$‬ه آلي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تزام مس ‪$$‬بق ترتك‪$$$‬ز عليه‪$$$‬ا‬
‫التوقع ‪$$ $‬ات التض ‪$$ $‬خمية‪ ،‬وق ‪$$ $‬د بينت دراس ‪$$ $‬ة أجراه ‪$$ $‬ا (‪ Levy-yeyati and sturznegger )lys‬م ‪$$ $‬ع‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫التص ‪$$‬نيف على أس ‪$$‬اس ق ‪$$‬انوني خ ‪$$‬اص بص ‪$$‬ندوق النق ‪$$‬د ال ‪$$‬دولي لثالث فئ ‪$$‬ات عام ‪$$‬ة‪ :‬نظ ‪$$‬ام التع ‪$$‬ويم‪ ،‬نظ ‪$$‬ام‬
‫وس‪$$‬يطي‪ ،‬نظ‪$$‬ام الرب‪$$‬ط‪ ،‬فوفق‪$$‬ا للتص‪$$‬نيف على أس‪$$‬اس ق‪$$‬انوني توج‪$$‬د في البل‪$$‬دان ال‪$$‬تي تأخ‪$$‬ذ بنظ‪$$‬ام التع‪$$‬ويم‬
‫مع ‪$$‬دالت تض ‪$$‬خم عالي ‪$$‬ة تليه ‪$$‬ا في ذل ‪$$‬ك البل ‪$$‬دان ال ‪$$‬تي تأخ ‪$$‬ذ بنظ ‪$$‬ام الرب ‪$$‬ط ال ‪$$‬تي يوج ‪$$‬د فيه ‪$$‬ا أدنى مع ‪$$‬دالت‬
‫التض‪$$‬خم‪ ،‬أم‪$$‬ا البل‪$$‬دان ال‪$$‬تي تأخ‪$$‬ذ بنظ‪$$‬ام وس‪$$‬يطي فهي ال‪$$‬تي يوج‪$$‬د فيه‪$$‬ا أك‪$$‬بر مع‪$$‬دالت التض‪$$‬خم عن البل‪$$‬دان‬
‫التي تأخذ بنظام التعويم ونظام الربط‪ ،‬و ه‪$$‬و م‪$$‬ا يجعلن‪$$‬ا نس‪$$‬تنتج أن نظ‪$$‬ام الرب‪$$‬ط أو ثب‪$$‬ات أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‬
‫يؤدي إلى تضخم أقل‪.‬‬

‫وحسب دراسة أخرى قام بها )‪Reinhardt and Rogoff (RR‬مع التصنيف على أساس فعلي توصلوا‬
‫إلى أن نظ‪$$‬ام ص‪$$‬رف م‪$$‬رن ال يق‪$$‬ترن بارتف‪$$‬اع مع‪$$‬دل التض‪$$‬خم مث‪$$‬ل م‪$$‬ا توص‪$$‬ل إلي‪$$‬ه ( ‪ )Lys‬م‪$$‬ع التص‪$$‬نيف‬
‫على أساس قانوني‪ ،‬فقد لقيت قضية التعويم الدعم من عدة دراسات بشأن فعاليتها وذلك من خالل وضع‬
‫سياس ‪$$‬ات محلي ‪$$‬ة ت ‪$$‬ؤدي إلى تخفيض التض ‪$$‬خم وإ لى توقع ‪$$‬ات طويل ‪$$‬ة األج ‪$$‬ل بتض ‪$$‬خم منخفض و ذل ‪$$‬ك عن‬
‫طريق وضع أهداف لتخفيض التضخم كاستراتيجية محلية لاللتزام المسبق‪.‬‬

‫ث‪ /‬النم‪44‬و االقتص‪44‬ادي‪ :‬فحس‪$$$‬ب دراس‪$$$‬ة (‪ )Lys‬ت‪$$$‬بين أن البل‪$$$‬دان ال ‪$$‬تي تأخ ‪$$‬ذ بنظ ‪$$‬ام التع ‪$$‬ويم حققت أعلى‬
‫معدالت النمو االقتصادي تم تليها البلدان ال‪$‬تي تأخ‪$‬ذ بنظ‪$‬ام الرب‪$‬ط‪ ،‬وبع‪$‬د ذل‪$‬ك في األخ‪$‬ير يح‪$‬دث نم‪$‬و أق‪$‬ل‬
‫في البلدان التي تأخذ بنظام وسيطي‪ ،‬أما حسب تص‪$$‬نيف خ‪$‬اص بص‪$$‬ندوق النق‪$‬د ال‪$‬دولي فه‪$‬و يش‪$‬ير إلى أن‬
‫البل‪$$‬دان ال‪$$‬تي تأخ‪$$‬ذ بنظ‪$$‬ام وس‪$$‬يطي يح‪$$‬دث به‪$$‬ا أعلى نم‪$$‬و‪ ،‬وأن البل‪$$‬دان ال‪$$‬تي تأخ‪$$‬ذ ب‪$$‬التعويم يح‪$$‬دث به‪$$‬ا نم‪$$‬و‬
‫أقل‪.‬‬

‫ج‪ /‬النضج المالي‪ :‬ويقص‪$$‬د بالنض‪$$‬ج الم‪$$‬الي أن يك‪$$‬ون للبل‪$$‬د أس‪$$‬واق مالي‪$$‬ة مفتوح‪$$‬ة وعميق‪$$‬ة وعمل‪$$‬ة مس‪$$‬تقرة‬
‫وس‪$$‬المة مالي‪$$‬ة‪ ،‬فعن‪$$‬د تحلي‪$$‬ل تط‪$$‬ور النظ‪$$‬ام النق‪$$‬دي ال‪$$‬دول توص‪$$‬ل االقتص‪$$‬اديون إلى أهمي‪$$‬ة الض‪$$‬عف الم‪$$‬الي‬
‫واألزم‪$$‬ات المالي‪$$‬ة في الت‪$$‬أثير على نظ‪$$‬ام س‪$$‬عر الص‪$$‬رف‪ ،‬ف‪$$‬الكثير من البل‪$$‬دان الناش‪$$‬ئة تع‪$$‬اني من الض‪$$‬عف‬
‫المالي وقد يكون لها تاريخ من التضخم المرتفع والتسيب المالي‪ ،‬فال يكون بوسعها أن تقترض بعمالته‪$$‬ا‬
‫على األجل أو أن تقترض على الصعيد الخارجي إال بعمالت أجنبية مثل الدوالر‪ .‬وهذا ما يع‪$$‬رض ه‪$$‬ذه‬
‫البلدان إلى مشاكل خط‪$‬يرة فيم‪$‬ا يتعل‪$‬ق بآج‪$‬ال االس‪$‬تحقاق و ع‪$‬دم تناس‪$‬ب العمالت‪ ،‬مم‪$‬ا يعرض‪$$‬ها ألزم‪$‬ات‬
‫سواء التي تأخذ بنظام التعويم أو تلك التي تأخذ بثبات نظام سعر الصرف‪.‬‬

‫فالفارق المميز الرئيسي فيما يتعل‪$‬ق باختي‪$‬ار نظ‪$‬ام س‪$‬عر الص‪$‬رف بين البل‪$‬دان األساس‪$‬ية والبل‪$‬دان الهامش‪$‬ية‬
‫في الماض ‪$$‬ي‪ ،‬أو البل ‪$$‬دان المتقدم ‪$$‬ة والبل ‪$$‬دان الناش ‪$$‬ئة في ال ‪$$‬وقت الحاض ‪$$‬ر ه ‪$$‬و النض ‪$$‬ج الم ‪$$‬الي ويع ‪$$‬ني ذل ‪$$‬ك‬
‫الق ‪$$‬درة على إص ‪$$‬دار أوراق مالي ‪$$‬ة دولي ‪$$‬ة بالعمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة‪ ،‬فمعظم البل ‪$$‬دان ال ‪$$‬تي نجحت في األخ ‪$$‬ذ بنظ ‪$$‬ام‬
‫التع ‪$$‬ويم ك ‪$$‬انت أك ‪$$‬ثر تق ‪$$‬دما مالي ‪$$‬ا من تل ‪$$‬ك ال ‪$$‬تي لم تنجح في التع ‪$$‬ويم‪ .‬و على بقي ‪$$‬ة البل ‪$$‬دان تحقي ‪$$‬ق النض ‪$$‬ج‬
‫المالي وما لم تحقق ذلك فستتبع ترتيبات صرف وسيطية مع مراقبة حركية رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫فحسب توصيات صندوق النقد الدولي إضافة إلى العوامل الرئيسية المؤثرة في اختيار نظام مالئم لسعر‬
‫الص ‪$$‬رف الم ‪$$‬ذكورة‪ ،‬هن ‪$$‬اك درج ‪$$‬ة تن ‪$$‬وع الص ‪$$‬ادرات وال ‪$$‬واردات وهيكل ‪$$‬ة االقتص ‪$$‬اد‪ ،‬فمهم ‪$$‬ا يكن النظ ‪$$‬ام‬
‫المخت‪$$ $‬ار لس‪$$ $‬عر الص‪$$ $‬رف فإن‪$$ $‬ه يجب أن يتماش‪$$ $‬ى م‪$$ $‬ع السياس‪$$ $‬ات االقتص‪$$ $‬ادية الكلي‪$$ $‬ة والهيكلي‪$$ $‬ة وأن تعلن‬
‫السلطات بشفافية أهداف سياساتها والوسائل والطرق المتبعة للوصول إلى تحقيق هذه األهداف‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مخاطر سعر الصرف و تقنيات التغطية منها‬

‫يعت‪$‬بر خط‪$‬ر س‪$‬عر الص‪$$‬رف ن‪$‬وع من المخ‪$‬اطر المالي‪$‬ة ال‪$‬تي ته‪$‬دد قيم‪$‬ة المؤسس‪$‬ة في المس‪$‬تقبل‪ ،‬لم‪$‬ا تس‪$‬ببه‬
‫من تذبذب في نتائجها المالية واالقتصادية‪ ،‬وتشويه مركزها المالي‪ .‬تتولى الوظيفة المالية إدارة مخ‪$$‬اطر‬
‫الصرف في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬كمجال من مج‪$‬االت إدارة المخ‪$‬اطر ال‪$‬تي تتم‪$‬يز ببع‪$‬دها االس‪$‬تراتيجي‪،‬‬
‫حيث تض‪$$‬ع وتنف‪$$‬ذ ه‪$$‬ذه الوظيف‪$$‬ة االس‪$$‬تراتيجيات والوس‪$$‬ائل المالئم‪$$‬ة من أج‪$$‬ل تدني‪$$‬ة أو الح‪$$‬د ‪ -‬إن أمكن ‪-‬‬
‫من مخاطر تذبذب أسعار صرف العمالت المستخدمة من طرف المؤسس‪$‬ة‪ ،‬وذل‪$‬ك بمراع‪$‬اة خصوص‪$$‬يات‬
‫المؤسسة‪ ،‬والقطاع الذي تنشط فيه‪ ،‬وضعيتها الحالية والمستقبلية‪ ،‬وكذلك الق‪$$‬وانين والتش‪$$‬ريعات المعم‪$$‬ول‬
‫بها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المطلب األول‪ :‬سياسات سعر الصرف و أهدافها‬

‫تحت ‪$$‬ل سياس ‪$$‬ات الص ‪$$‬رف مكان ‪$$‬ة مهم ‪$$‬ة في االقتص ‪$$‬اد كك ‪$$‬ل‪ ،‬بحيث أن ‪$$‬ه تتم تس ‪$$‬وية ك ‪$$‬ل المب ‪$$‬ادالت بالعمل ‪$$‬ة‬
‫األجنبية أو العملة الوطنية‪ ،‬وك‪$‬ذلك لم‪$‬ا له‪$‬ا من دور فع‪$‬ال في تنمي‪$‬ة اقتص‪$$‬اديات ال‪$‬دول من خالل مختل‪$‬ف‬
‫صيغ التمويل في التجارة الخارجية وكذا تحسين موازين مدفوعات الدول‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬سياسة سعر الصرف‬

‫تع‪$$‬بر سياس‪$$‬ة الص‪$$‬رف عن مختل‪$$‬ف اإلج‪$$‬راءات ال‪$$‬تي يمكن للس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة أن تتخ‪$$‬ذها في ظ‪$$‬ل أي نظ‪$$‬ام‬
‫تعتمده قصد توجيه عمليتها المحلية‪ ،‬خدمة القتصادها وبرامجها التنموية‪.‬‬

‫إن سياس‪$$ $‬ة الص‪$$ $‬رف بين ي‪$$ $‬دي االقتص‪$$ $‬اديين النق‪$$ $‬ديين تس‪$$ $‬تقل وتمي‪$$ $‬ل إلى ع‪$$ $‬دم الس‪$$ $‬عي إلى أه‪$$ $‬داف أخ‪$$ $‬ر‬
‫للحص‪$$‬ول على عمل‪$$‬ة قوي‪$$‬ة‪ ،‬فسياس‪$$‬ة الص‪$$‬رف كسياس‪$$‬ة اقتص‪$$‬ادية تظه‪$$‬ر من ي‪$$‬وم إلى ي‪$$‬وم آخ‪$$‬ر أهميته‪$$‬ا و‬
‫استقالليتها عن السياسة النقدية من خالل تميزها بأهدافها وأدواتها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف سياسة سعر الصرف‬

‫تسعى سياسة الصرف إلى تحقيق جملة من األهداف من أبرزها‪:‬‬

‫أ‪ /‬مقاومة التضخم‪ :‬ي‪$$‬ؤدي التحس‪$$‬ن في س‪$$‬عر الص‪$$‬رف إلى انخف‪$$‬اض مس‪$$‬توى التض‪$$‬خم المس‪$$‬تورد وتحس‪$$‬ن‬
‫في مستوى تنافسية المؤسسات‪ ،‬ففي الم‪$‬دى القص‪$‬ير يك‪$‬ون النخف‪$‬اض تك‪$‬اليف االس‪$‬تيراد أث‪$‬ر ايج‪$‬ابي على‬
‫المس ‪$$‬توى الع ‪$$‬ام لألس ‪$$‬عار و تتض ‪$$‬اعف أرب ‪$$‬اح المؤسس ‪$$‬ات بم ‪$$‬ا يمكنه ‪$$‬ا من ترش ‪$$‬يد أداة اإلنت ‪$$‬اج في الم ‪$$‬دى‬
‫المتوس‪$$‬ط‪ ،‬وهك‪$$‬ذا تحق‪$$‬ق المؤسس‪$$‬ات عوائ‪$$‬د إنتاجي‪$$‬ة‪ ،‬و تتمكن من إنت‪$$‬اج س‪$$‬لع ذات ج‪$$‬ودة عالي‪$$‬ة بم‪$$‬ا يع‪$$‬ني‬
‫تحسن تنافسية المنتج المحلي‪ ،‬وتسمى هذه الظ‪$$‬اهرة بالحلق‪$$‬ة الفاض‪$$‬لة للعمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة (‪ )Vertueux‬و تم‬
‫اعتمادها كأساس للسياسة المناهضة للتضخم التي تبنتها فرنسا انطالقًا من سنة ‪.1983‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬الحلقة الفاضلة للعملة القوية‬

‫سيد اعمر زهرة‪ ،‬انعكاسات سياسات صرف الدينار الجزائري على تحقيق االستقرار النقدي في الجزائ‪$$‬ر خالل الف‪$$‬ترة‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ ،)2016 – 1986‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،2017/2018 ،‬ص ‪.37‬‬
‫سيد اعمر زهرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.39 – 37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ب‪ /‬تخص‪44‬يص الم‪44‬وارد‪ :‬ي ‪$$‬ؤدي س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الحقيقي ال ‪$$‬ذي يجع ‪$$‬ل االقتص ‪$$‬اد أك ‪$$‬ثر تنافس ‪$$‬ية إلى تحوي ‪$$‬ل‬
‫الم‪$‬وارد إلى قط‪$‬اع الس‪$‬لع الدولي‪$‬ة (الموجه‪$‬ة للتص‪$$‬دير) و ه‪$‬ذا م‪$‬ا يعم‪$‬ل على توس‪$‬يع قاع‪$‬دة الس‪$‬لع الدولي‪$‬ة‪،‬‬
‫بحيث يص‪$$‬بح ع‪$$‬دد كب‪$$‬ير من الس‪$$‬لع ق‪$$‬ابًال للتص‪$$‬دير وبالت‪$$‬الي يق‪$$‬ل ع‪$$‬دد الس‪$$‬لع ال‪$$‬تي يتم اس‪$$‬تيرادها‪ ،‬و يزي‪$$‬د‬
‫إنتاج السلع التي كانت تستورد محلي‪ً$‬ا (إحالل ال‪$‬واردات) و الس‪$‬لع ال‪$‬تي يمكن تص‪$‬ديرها‪ ،‬كم‪$‬ا ينعكس أث‪$‬ر‬
‫تغيير سعر الصرف الحقيقي في إعادة تخصيص الموارد في أسواق عوامل اإلنتاج‪ ،‬إذ يؤدي انخفاضها‬
‫إلى زي‪$$ $ $‬ادة اس‪$$ $ $‬تخدام عنص‪$$ $ $‬ري العم‪$$ $ $‬ل و رأس الم‪$$ $ $‬ال في قط‪$$ $ $‬اع التص‪$$ $ $‬دير وفي الص‪$$ $ $‬ناعات المنافس‪$$ $ $‬ة‬
‫لالستيراد‪.‬‬

‫ت‪ /‬توزي‪44‬ع ال‪44‬دخل‪ :‬يم ‪$$‬ارس س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف دورا هام‪ً$ $‬ا في توزي ‪$$‬ع ال ‪$$‬دخل بين الفئ ‪$$‬ات أو بين القطاع ‪$$‬ات‬
‫المحلي‪$$‬ة فعن‪$$‬د ارتف‪$$‬اع الق‪$$‬درة التنافس‪$$‬ية لقط‪$$‬اع التص‪$$‬دير التقلي‪$$‬دي (م‪$$‬وارد أولي‪$$‬ة‪ ،‬زراع‪$$‬ة) نتيج‪$$‬ة انخف‪$$‬اض‬
‫س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الحقيقي ف ‪$$‬إن ذل ‪$$‬ك يجعل ‪$$‬ه أك ‪$$‬ثر ربحي ‪$$‬ة ويع ‪$$‬ود ال ‪$$‬ربح من ه ‪$$‬ذا الوض ‪$$‬ع ألص ‪$$‬حاب رؤوس‬
‫األم‪$$‬وال في ال‪$$‬وقت ال‪$$‬ذي تنخفض في‪$$‬ه الق‪$$‬درة الش‪$$‬رائية للعم‪$$‬ال‪ ،‬و عن‪$$‬د انخف‪$$‬اض الق‪$$‬درة التنافس‪$$‬ية الناجم‪$$‬ة‬
‫عن انخفاض سعر الصرف االسمي (ارتفاع سعر الصرف الحقيقي)‪ ،‬فإن ذل‪$$‬ك ي‪$$‬ؤدي إلى ارتف‪$$‬اع الق‪$$‬درة‬
‫الش‪$$‬رائية لألج‪$$‬ور في ال‪$$‬وقت ال‪$$‬ذي تنخفض في‪$$‬ه ربحي‪$$‬ة الش‪$$‬ركات العامل‪$$‬ة في قط‪$$‬اع الس‪$$‬لع الدولي‪$$‬ة في‪$$‬ؤدي‬
‫ذل‪$$‬ك إلى تقلص اس‪$$‬تثماراتها‪ ،‬وبه‪$$‬دف تقليص اآلث‪$$‬ار الس‪$$‬لبية الناجم‪$$‬ة عن س‪$$‬عر الص‪$$‬رف التنافس‪$$‬ي‪ ،‬يلج‪$$‬أ‬
‫أص‪$$‬حاب الق‪$$‬رار أحيان‪ً$‬ا إلى اعتم‪$$‬اد أس‪$$‬عار ص‪$$‬رف متع‪$$‬ددة مث‪$$‬ل س‪$$‬عر ص‪$$‬رف للص‪$$‬ادرات التقليدي‪$$‬ة‪ ،‬س‪$$‬عر‬
‫صرف للواردات الغذائية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ث‪ /‬تنمية الصناعات المحلي‪44‬ة‪ :‬يمكن للبن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي اعتم‪$$‬اد سياس‪$$‬ة لتخفيض أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف من أج‪$$‬ل‬
‫تشجيع الصناعة الوطنية لتوجيه قطاع التجارة الخارجية وجلب رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬

‫فق‪$$‬د ق‪$$‬ام البن‪$$‬ك الف‪$$‬درالي األلم‪$$‬اني ع‪$$‬ام ‪ 1948‬بتخفيض ه‪$$‬ام للعمل‪$$‬ة مم‪$$‬ا ش‪$$‬جع الص‪$$‬ادرات‪ ،‬و في مرحل‪$$‬ة‬
‫ثانية اعتمد سياسة العملة القوية‪ ،‬كم‪$$‬ا اعتم‪$$‬دت الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة الياباني‪$$‬ة سياس‪$$‬ة التخفيض لحماي‪$$‬ة الس‪$$‬وق‬
‫المحلي من المنافس‪$‬ة الخارجي‪$‬ة وتش‪$‬جيع الص‪$$‬ادرات‪ ،‬و م‪$‬ا بين ‪ 1999-1970‬و تحت ض‪$$‬غط الوالي‪$‬ات‬
‫المتحدة األمريكية غيرت هذه السلطات سياس‪$‬تها بإع‪$‬ادة تق‪$‬ييم س‪$‬عر الين‪ ،‬إال أن الف‪$‬ائض التج‪$‬اري اس‪$‬تمر‬
‫في التزايد‪ ،‬و ساهم هذا التحسن للين في اعتبار االستثمارات اليابانية هي األفضل في الخارج‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أدوات سعر الصرف‬

‫لتنفيذ هذه السياسة و تحقيق أهدافها تستعمل السلطات العديد من األدوات و الوسائل‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫أ‪ /‬تعديل سعر صرف العمل‪44‬ة‪ :‬لم‪$$‬ا ت‪$$‬رغب الس‪$$‬لطات في تع‪$$‬ديل ت‪$$‬وازن م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات تق‪$$‬وم بتخفيض‬
‫العملة أو إعادة تقويمها لما تدخل في ظ‪$‬ل نظ‪$‬ام س‪$‬عر ص‪$‬رف ث‪$‬ابت أم‪$‬ا عن‪$‬دما ت‪$‬دخل في ظ‪$‬ل نظ‪$‬ام س‪$‬عر‬
‫صرف عائم فتعمل على التأثير على تحسن أو تدهور العملة‪.‬‬

‫و تستخدم سياسة التخفيض على نطاق واسع لتشجيع الصادرات‪ ،‬إال أن نجاح هذه السياس‪$$‬ة يتوق‪$$‬ف على‬
‫توفر مجموعة من الشروط‪:‬‬

‫اتس‪$$‬ام الطلب الع‪$$‬المي على منتج‪$$‬ات الدول‪$$‬ة بق‪$$‬در كب‪$$‬ير من المرون‪$$‬ة بحيث ي‪$$‬ؤدي تخفيض العلم‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫إلى زيادة أكبر في اإلنتاج العالمي‪.‬‬
‫ض‪$$‬رورة اتس‪$$‬ام الع‪$$‬رض المحلي لس‪$$‬لع التص‪$$‬دير بق‪$$‬در ك‪$$‬اف من المرون‪$$‬ة بحيث يس‪$$‬تجيب الجه‪$$‬از‬ ‫‪‬‬
‫اإلنتاجي لالرتفاع في الطلب أو الطلب الجديد الناجم عن ارتفاع الصادرات‪.‬‬
‫ضرورة توفر استقرار في األسعار المحلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم قيام الدول المنافسة األخرى بإجراءات مماثلة لتخفيض عمالتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استجابة السلع المصدرة لمواصفات الجودة و المعايير الصحية الضرورية للتصدير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االس ‪$$‬تجابة لش ‪$$‬روط مارش ‪$$‬ال – ل ‪$$‬يرنر و القاض ‪$$‬ي ب ‪$$‬أن تك ‪$$‬ون > ‪ e m +e 'm 1‬أي مجم ‪$$‬وع مرون ‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫الطلب و مرونة الصادرات أكبر من الواحد الصحيح‪.‬‬

‫رواء زكي الطوي‪$$‬ل‪ ،‬محاض‪$$‬رات في االقتص‪$$‬اد السياس‪$$‬ي‪ ،‬دار زه‪$$‬ران للنش‪$$‬ر و التوزي‪$$‬ع‪ ،‬عم‪$$‬ان‪ ،2013 ،‬ص ‪– 222‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.224‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ب‪ /‬استخدام احتياطات الصرف‪ :‬في ظ‪$$‬ل أس‪$$‬عار ص‪$$‬رف ثابت‪$$‬ة أو ش‪$$‬به م‪$$‬دارة تلج‪$$‬أ الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة إلى‬
‫المحافظة على س‪$‬عر ص‪$‬رف عملته‪$‬ا‪ ،‬فعن‪$‬د انهي‪$‬ار عملته‪$‬ا تق‪$‬وم ب‪$‬بيع العمالت الص‪$‬عبة ل‪$‬ديها مقاب‪$‬ل العمل‪$‬ة‬
‫المحلي‪$$‬ة‪ ،‬و عن‪$$‬دما تتحس‪$$‬ن العمل‪$$‬ة تق‪$$‬وم بش‪$$‬راء العمالت األجنبي‪$$‬ة مقاب‪$$‬ل العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة‪ ،‬و عن‪$$‬دما تك‪$$‬ون‬
‫االحتياطات غير كافية يقوم البنك المركزي بتخفيض العملة المحلية‪.‬‬

‫ت‪ /‬استخدام سعر الفائدة‪ :‬عندما تكون العملة ض‪$$‬عيفة يق‪$‬وم البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي باعتم‪$$‬اد سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الفائ‪$$‬دة‬
‫المرتفع‪$$‬ة لتع‪$$‬ويض خط‪$$‬ر انهي‪$$‬ار العمل‪$$‬ة‪ ،‬في النظ‪$$‬ام النق‪$$‬دي األوروبي عن‪$$‬دما اعت‪$$‬بر الفرن‪$$‬ك أض‪$$‬عف من‬
‫الم‪$$‬ارك األلم‪$$‬اني عم‪$$‬د بن‪$$‬ك ف‪$$‬را إلى تحدي‪$$‬د أس‪$$‬عار فائ‪$$‬دة أعلى من أس‪$$‬عار الفائ‪$$‬دة األلماني‪$$‬ة‪ ،‬إال أن التكلف‪$$‬ة‬
‫المرتفعة للقرض تهدد النمو‪.‬‬

‫ث‪ /‬مراقبة الصرف ‪ :‬تقضي سياسة مراقبة الصرف بإخضاع المشتريات و المبيعات للعمل‪$‬ة الص‪$‬عبة إلى‬
‫رخص ‪$$‬ة خاص ‪$$‬ة و يتم اس ‪$$‬تخدامها لمقاوم ‪$$‬ة خ ‪$$‬روج رؤوس األم ‪$$‬وال خاص ‪$$‬ة الخ ‪$$‬روج المض ‪$$‬اربي‪ ،‬و من‬
‫التدابير التي تعتمدها السلطات النقدية‪:‬‬

‫منع التسوية القبلية للواردات‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫االلتزام بإعادة العمالت األجنبي‪$‬ة المحص‪$‬ل عليه‪$‬ا في الخ‪$‬ارج نتيج‪$‬ة التص‪$‬دير ض‪$‬من ف‪$‬ترة زمني‪$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫محددة‪.‬‬
‫تقسيم الحسابات البنكية إلى حسابات لغير المقيمين تستفيد من التحويل الخارجي للعملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حسابات للمقيمين ال يمكن عن طريقها تسوية المعامالت مع الخارج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ /‬توزي ‪44‬ع ال ‪44‬دخل‪ :‬ي‪$$ $‬ؤدي س‪$$ $‬عر الص‪$$ $‬رف دورا هام‪$$ $‬ا في توزي‪$$ $‬ع ال‪$$ $‬دخل بين الفئ‪$$ $‬ات أو بين القطاع‪$$ $‬ات‬
‫المحلية‪ ،‬فعند ارتفاع القدرة التنافسية لقطاع التصدير التقلي‪$‬دي‪( ....‬م‪$‬واد أولي‪$‬ة‪ ،‬زراعي‪$‬ة) نتيج‪$‬ة اخف‪$‬اض‬
‫سعر الصرف الحقيقي فإن ذل‪$‬ك يجعل‪$‬ه أك‪$‬ثر ربحي‪$‬ة و يع‪$‬ود ال‪$‬ربح من ه‪$‬ذا الوض‪$‬ع إلى أص‪$‬حاب رؤوس‬
‫األم‪$$‬وال في ال‪$$‬وقت ال‪$$‬ذي تنخفض في‪$$‬ه الق‪$$‬درة الش‪$$‬رائية للعم‪$$‬ال‪ ،‬و عن‪$$‬د انخف‪$$‬اض الق‪$$‬درة التنافس‪$$‬ية الناجم‪$$‬ة‬
‫عن انخفاض سعر الصرف االسمي فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع القدرة الشرائية لألجور‪.‬‬

‫ح‪ /‬تنمي‪44‬ة الص‪44‬ناعة المحلي‪44‬ة‪ :‬يمكن للبنكن المرك‪$$‬زي اعتم‪$$‬اد سياس‪$$‬ة لتخفيض أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف من أج‪$$‬ل‬
‫تش‪$‬جيع الص‪$$‬ناعة الوطني‪$‬ة‪ ،‬فلق‪$‬د ق‪$$‬ام البن‪$‬ك الفي‪$‬درالي األلم‪$‬اني ع‪$‬ام ‪ 1948‬بتخفيض ه‪$‬ام للعمل‪$‬ة مم‪$‬ا ش‪$‬جع‬
‫الص‪$$‬ادرات و في مرحل‪$$‬ة ثاني‪$$‬ة ق‪$$‬ام باعتم‪$$‬اد سياس‪$$‬ة العمل‪$$‬ة القوي‪$$‬ة‪ ،‬كم‪$$‬ا اعتم‪$$‬دت الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة سياس‪$$‬ة‬
‫التخفيض لحماية السوق المحلي من المنافسة الخارجية و تشجيع الصادرات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ماهية خطر سعر الصرف‬

‫يعـرف خطـر الصـرف بـذلك الخطـر المـرتبط بتطـور مسـتقبلي لسـعر صـرف عملـة أجنبيـة يتحملـه مالـك‬
‫أصـل أو صـاحب ديـون أو حقـوق مقيمـة بتلـك العملـة (العملـة األجنبيـة)‪ ،‬و تـؤدي التقلبـات الـتي تعرفهـا‬
‫أسـعار الصـرف ب ‪$$‬البنوك إلى نت ‪$$‬ائج يمكن أن تك ‪$$‬ون إيجابي ‪$$‬ة أو سـلبية‪ ،‬ففـي حالـة زيـادة سـعر صـرف‬
‫العمـالت فـإن البنـك يحقـق أرباحـا (فوائـد أكـبر علـى القـرض)‪ ،‬و بـالعكس يمكنـه تحمـل خسـارة في حالـة‬
‫انخفاض سـعر تلـك العملـة عـن السـعر الـذي استدان به‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف خطر سعر الصرف و ظروف نشأته‬

‫أ‪ /‬تعري‪4‬ف خط‪4‬ر س‪4‬عر الص‪4‬رف‪ :‬يعـرف خطـر الصـرف بـذلك الخطـر المـرتبط بتطـور مسـتقبلي لسـعر‬
‫صـرف عملـة أجنبيـة يتحملـه مالـك أصـل أو صـاحب ديـون أو حقـوق مقيمـة بتلـك العملـة (العملـة‬
‫األجنبيـة(‪ ،‬و تـؤدي التقلبـات الـتي تعرفهـا أسـعار الصـرف ب‪$‬البنوك إلى نت‪$‬ائج يمكن أن تك‪$‬ون إيجابي‪$‬ة أو‬
‫سـلبية‪ ،‬ففـي حالـة زيـادة سـعر صـرف العمـالت فـإن البنـك يحقـق أرباحـا (فوائـد أكـبر علـى القـرض)‪ ،‬و‬
‫بـالعكس يمكنـه تحمـل خسـارة في حالـة انخفاض سـعر تلـك العملـة عـن السـعر الـذي استدان به‪.‬‬

‫ومخ‪$$‬اطر الص ‪$$‬رف هي المخ‪$$‬اطر الحالي‪$$‬ة و المس‪$$‬تقبلية ال‪$$‬تي ق ‪$$‬د تت‪$$‬أثر ب‪$$‬إيرادات البن‪$$‬ك و رأس‪$$‬ماله نتيج‪$$‬ة‬
‫للتغيرات الغير المتوقعة في حركة سعر الصرف‪ .‬و ينتج عن عملية سعر الص‪$$‬رف العدي‪$$‬د من المخ‪$$‬اطر‬
‫تؤثر على البنك و على المستثمرين على سواء‪.‬‬

‫ب‪ /‬ظ‪44‬روف نش‪44‬أته‪ :2‬تنش‪$$‬أ مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف عن‪$$‬د قي‪$$‬ام المؤسس‪$$‬ة في إط‪$$‬ار نش‪$$‬اطها االقتص‪$$‬ادي بعملي‪$$‬ات‬
‫خارجي‪$$‬ة مختلف‪$$‬ة‪ ،‬تتمث‪$$‬ل في القي‪$$‬ام بص‪$$‬فقات تجاري‪$$‬ة أو مالي‪$$‬ة تك‪$$‬ون مح‪$$‬ررة بالعمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة وك‪$$‬ذلك عن‪$$‬د‬
‫القيام بعمليات استثمارية في الخارج‪.‬‬

‫‪ .1‬مخاطر الصرف المرتبط‪4‬ة بالعملي‪4‬ات التجاري‪4‬ة‪ :‬ك‪$$‬ل مؤسس‪$$‬ة تق‪$$‬وم بعملي‪$$‬ات تجاري‪$$‬ة مح‪$$‬ررة بعمالت‬
‫أجنبية تخضع لمخاطر الصرف‪ ،‬إذ أن التسوية المالية له‪$‬ذه العملي‪$‬ات يمكن أن تتحق‪$‬ق بس‪$‬عر يختل‪$‬ف عن‬
‫السعر السائد لحظة إبرام العقد‪ ،‬وبالتالي تنجم مخاطر الصرف عن الفارق الزم‪$‬ني ال‪$‬ذي يمكن أن يك‪$‬ون‬
‫بين تاريخ إبرام العقد وتاريخ تنفيذ تعليمات السداد‪.‬‬

‫دون اس ‪$$ $ $ $ $ $‬م‪ ،‬بحث منش ‪$$ $ $ $ $ $‬ور على الرب ‪$$ $ $ $ $ $‬ط ?‪https://e-learning.univ-saida.dz/mod/page/view.php‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪id=27459‬‬
‫لعراب سارة‪ ،‬أثر مخاطر الصرف على المؤسسة االقتصادية و طرق تغطيتها دراسة حالة شركة حمود ب‪$$‬وعالم لس‪$$‬نة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2012‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجيستير في مالية المؤسسات‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2013/2014 ،3‬ص ‪.48 – 45‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫مخ‪$$ $‬اطر الص‪$$ $‬رف المرتبط‪$$ $‬ة بعملي‪$$ $‬ة التص‪$$ $‬دير‪ :‬المؤسس‪$$ $‬ة المص‪$$ $‬درة تص‪$$ $‬بح معرض‪$$ $‬ة لمخ‪$$ $‬اطر‬ ‫‪‬‬
‫الصرف بمجرد تحريره‪$‬ا لعق‪$‬ود تص‪$‬دير بعمل‪$‬ة تختل‪$‬ف عن عملته‪$‬ا المحلي‪$‬ة‪ ،‬بحيث إذا انخفض‪$‬ت‬
‫قيم ‪$$‬ة عمل ‪$$‬ة الف ‪$$‬وترة مقاب ‪$$‬ل العمل ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة ستحص ‪$$‬ل المؤسس ‪$$‬ة المص ‪$$‬درة عن ‪$$‬د االس ‪$$‬تحقاق على‬
‫وح‪$$‬دات أق‪$$‬ل من العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة عن‪$$‬د القي‪$$‬ام بتحوي‪$$‬ل العمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة المتحص‪$$‬ل عليه‪$$‬ا في س‪$$‬وق‬
‫الصرف العاجل‪.‬‬
‫مخاطر الصرف المرتبطة بعملية االستيراد‪ :‬تكمن مخاطر الصرف ال‪$$‬تي تتع‪$$‬رض له‪$$‬ا المؤسس‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫المستوردة في احتمال ارتفاع قيمة عملة الفوترة مقارنة بالعملة الوطنية بين تاريخ إبرام العقد و‬
‫ت‪$$‬اريخ تس‪$$‬وية مبل‪$$‬غ ال‪$$‬واردات بالعمل‪$$‬ة الص‪$$‬عبة‪ ،‬مم‪$$‬ا يجع‪$$‬ل المؤسس‪$$‬ة المس‪$$‬توردة عن‪$$‬د االس‪$$‬تحقاق‬
‫تدفع وحدات أكثر من عملتها المحلية للحصول على الوح‪$‬دات األجنبي‪$‬ة الض‪$$‬رورية للقي‪$‬ام بعملي‪$‬ة‬
‫التسديد‪.‬‬

‫يمكن تلخيص مخاطر الصرف المرتبطة بالعمليات التجارية في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :01‬مخاطر الصرف على العمليات التجارية‬

‫ارتفاع مستقبلي في سعر العملة األجنبية‬ ‫انخفاض مستقبلي في سعر العملة األجنبية‬

‫مخاطرة‪ :‬خسارة الصرف‬ ‫ربح الصرف‬ ‫المستورد‬

‫ربح الصرف‬ ‫مخاطرة‪ :‬خسارة الصرف‬ ‫المصدر‬


‫المصدر‪Sauvageot Georges, Précis de finance, édition Nathan, Paris, 1997, p126 :‬‬

‫‪ .2‬مخاطر الصرف المرتبطة بالعروض والمناقصات الدولي‪44‬ة‪ :‬المؤسس‪$$‬ات ال‪$$‬تي تش‪$$‬ارك في المناقص‪$$‬ات‬
‫الدولي‪$‬ة تتع‪$‬رض لمخ‪$‬اطر معت‪$‬برة ترتب‪$‬ط بش‪$‬روط عملي‪$‬ة المناقص‪$‬ة من جه‪$‬ة و بتط‪$‬ورات أس‪$‬عار العمالت‬
‫األجنبية من جهة أخرى‪ ،‬فالمناقصة هي عملية غير أكيدة حيث يمكن أن يقبل ع‪$‬رض المؤسس‪$‬ة و يمكن‬
‫أن يرفض وبالتالي تقدير احتماالت حدوثها صعب جدا‪.‬‬

‫‪ .3‬مخاطر الصرف المرتبطة بالعمليات المالية‪ :‬كل المؤسسات التي تق‪$‬وم بالعملي‪$‬ات المالي‪$‬ة المتمثل‪$‬ة في‬
‫اإلق‪$$ $‬راض أو االق‪$$ $‬تراض بالعمل‪$$ $‬ة األجنبي‪$$ $‬ة س‪$$ $‬واء على الم‪$$ $‬دى القص‪$$ $‬ير‪ ،‬المتوس‪$$ $‬ط أو الطوي‪$$ $‬ل تتع‪$$ $‬رض‬
‫لمخاطر الصرف‪.‬‬

‫مخاطر الصرف المرتبطة بعملية اإلقراض‪ :‬تتعرض المؤسسة المقرضة لمخاطر الص‪$$‬رف عن‪$$‬د‬ ‫‪‬‬
‫انخفاض قيمة العملة األجنبية التي أقرضتها وذلك عند تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف المرتبط‪$$‬ة بعملي‪$$‬ة االق‪$$‬تراض‪ :‬تتع‪$$‬رض المؤسس‪$$‬ة المقترض‪$$‬ة لمخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف‬ ‫‪‬‬
‫في حالة ارتفاع قيمة العملة األجنبية التي اقترضتها وذلك عند تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫يمكن توضيح مخاطر الصرف على العمليات المالية من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :02‬مخاطر الصرف على العمليات المالية‬

‫ارتفاع مستقبلي في سعر العملة‬ ‫انخفاض مستقبلي في سعر العملة‬


‫األجنبية‬ ‫األجنبية‬
‫مخاطرة‪ :‬خسارة الصرف‬ ‫ربح الصرف‬ ‫مبالغ مقترضة بالعملة األجنبية‬
‫ربح الصرف‬ ‫مخاطرة‪ :‬خسارة الصرف‬ ‫مبالغ مقرضة بالعملة األجنبية‬
‫المصدر‪Sauvageot Georges, Op.cit, p126 :‬‬

‫‪ .4‬مخاطر الصرف المرتبطة باالستثمارات الدولية‪ :‬يعرف االستثمار الدولي المباشر بأنه تكوين منش‪$$‬أة‬
‫أعمال جديدة أو التوسع في منشأة قائمة‪ ،‬وذلك بواسطة مستثمري دولة معينة داخ‪$$‬ل ح‪$$‬دود دول‪$$‬ة أخ‪$$‬رى‪،‬‬
‫وفي ه ‪$$‬ذا الن ‪$$‬وع من االس ‪$$‬تثمار يحتف ‪$$‬ظ المس ‪$$‬تثمرون بملكي ‪$$‬ة المنش ‪$$‬أة إلى ج ‪$$‬انب احتف ‪$$‬اظهم بح ‪$$‬ق اإلدارة‬
‫والتحكم في عمليات المنشأة وقد يطلق عليه كذلك االستثمار المباشر‪.‬‬

‫أما االستثمار الدولي غير المباش‪$‬ر‪ ،‬فه‪$‬و يطل‪$‬ق على الحال‪$‬ة ال‪$‬تي يتم فيه‪$‬ا توجي‪$‬ه األم‪$‬وال إلى حص‪$$‬ة فق‪$‬ط‬
‫في رأس مال المنش‪$‬أة و ذل‪$‬ك عن طري‪$‬ق ش‪$‬راء أس‪$‬هم أو س‪$‬ندات‪ ،‬وفي ه‪$‬ذه الحال‪$‬ة يطل‪$‬ق علي‪$‬ه االس‪$‬تثمار‬
‫في محفظة األوراق المالية‪ ،‬ويهدف ه‪$‬ذا الن‪$‬وع من االس‪$‬تثمار إلى ش‪$‬راء أص‪$$‬ول من أج‪$‬ل الحص‪$$‬ول على‬
‫معدل عائد مرض‪$$‬ي بالنس‪$‬بة لق‪$‬در معين من المخ‪$‬اطر‪ ،‬وفي ه‪$‬ذه الحال‪$‬ة ال يوج‪$‬د ح‪$‬ق مكتس‪$‬ب في الرقاب‪$‬ة‬
‫على الهيئة أو المنشأة التي تصدر تلك األصول‪.‬‬

‫و ال شك أن االستثمار في دول‪$‬ة أجنبي‪$‬ة ينط‪$‬وي على ق‪$‬در من المخ‪$‬اطر من بينه‪$‬ا مخ‪$‬اطر س‪$‬عر الص‪$‬رف‬
‫والتي تنتج عن تغير س‪$‬عر الص‪$$‬رف لغ‪$‬ير ص‪$$‬الح المس‪$‬تثمر وبالت‪$‬الي تحمل‪$‬ه خس‪$‬ارة رأس‪$‬مالية‪ ،‬تظه‪$‬ر ه‪$‬ذه‬
‫المخاطر في عدة مستويات من بينها‪:‬‬

‫قيمة األصول والخصوم لفروع الش‪$$‬ركة األم المح‪$$‬ررة ب‪$$‬العمالت األجنبي‪$$‬ة والمعرض‪$$‬ة للتغ‪$$‬يرات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ال سيما وأن معدالت التضخم للشركة وفروعها يمكن أن تختلف في تطوراتها‪.‬‬
‫التدفقات التي تتداول بين الشركة األم وفروعها في الخارج والتي تأخذ أحد الشكلين التاليين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التدفقات المالية‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫من الش‪$$ $ $ $ $‬ركة األم باتج‪$$ $ $ $ $‬اه فروعه‪$$ $ $ $ $‬ا كالمش‪$$ $ $ $ $‬اركة في رأس الم‪$$ $ $ $ $‬ال‪ ،‬تق‪$$ $ $ $ $‬ديم تس‪$$ $ $ $ $‬بيقات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قروض‪...‬إلخ‪.‬‬
‫من الف ‪$$ $ $ $‬روع باتج ‪$$ $ $ $‬اه الش ‪$$ $ $ $‬ركة األم كتق ‪$$ $ $ $‬ديم إت ‪$$ $ $ $‬اوات‪ ،‬أرب ‪$$ $ $ $‬اح األس ‪$$ $ $ $‬هم‪ ،‬الفوائ ‪$$ $ $ $‬د على‬ ‫‪-‬‬
‫القروض‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫الت ‪$$‬دفقات التجاري ‪$$‬ة‪ :‬و هي الناتج ‪$$‬ة عن عملي ‪$$‬ات االس ‪$$‬تيراد و التص ‪$$‬دير بين الش ‪$$‬ركة األم و‬ ‫‪o‬‬
‫فروعه‪$‬ا في الخ‪$‬ارج‪ ،‬كالش‪$‬ركة ال‪$‬تي تحق‪$‬ق عن طري‪$‬ق فروعه‪$‬ا في الخ‪$‬ارج منتج‪$‬ات نص‪$‬ف‬
‫مصنعة‪ ،‬ثم تقوم باستيرادها لتدخلها في صناعة منتجات تامة الصنع‪ ،‬أو الشركة التي تق‪$$‬وم‬
‫بصنع منتجات تامة الصنع عن طري‪$‬ق فروعه‪$‬ا في الخ‪$‬ارج و تك‪$‬ون ه‪$‬ذه المنتج‪$‬ات موجه‪$‬ة‬
‫للبيع في البلد األصلي للشركة األم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب خطر الصرف‬

‫أ‪ /‬أسباب خطر الصرف‪ 1:‬هناك عدة أسباب تدعو إلى تحويل العمالت وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬المعامالت التجارية‪ :‬ظهور الصادرات و ال‪$$‬واردات من الس‪$$‬لع المختلف‪$‬ة بالنس‪$$‬بة لك‪$$‬ل دول‪$$‬ة راج‪$$‬ع إلى‬
‫قي ‪$$‬ام التعام ‪$$‬ل التج ‪$$‬اري بين األف ‪$$‬راد في ال ‪$$‬دول المختلف ‪$$‬ة‪ ،‬فعن ‪$$‬دما يق ‪$$‬وم المص ‪$$‬درون بتص ‪$$‬دير س ‪$$‬لعهم إلى‬
‫الخ‪$$‬ارج يص‪$$‬بح لهم الح‪$$‬ق في المطالب‪$$‬ة بعمالت أجنبي‪$$‬ة بقيم‪$$‬ة ه‪$$‬ذه المبيع‪$$‬ات‪ ،‬و هم ال يس‪$$‬عون للحص‪$$‬ول‬
‫على ه ‪$$‬ذه العمالت في ح ‪$$‬د ذاته ‪$$‬ا وإنم ‪$$‬ا ألن ‪$$‬ه يمكن تحويله ‪$$‬ا في س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف إلى عمالت محلي ‪$$‬ة على‬
‫أساس سعر الصرف الس‪$‬ائد ذل‪$‬ك أن العمالت األجنبي‪$‬ة غ‪$‬ير مقبول‪$‬ة في المع‪$‬امالت الداخلي‪$‬ة‪ ،‬ك‪$‬ذلك الح‪$‬ال‬
‫بالنس‪$$ $‬بة للمس‪$$ $‬توردين ال‪$$ $‬ذين ال يملك‪$$ $‬ون إال العمالت المحلي‪$$ $‬ة فيس‪$$ $‬عون للحص‪$$ $‬ول على العمالت األجنبي‪$$ $‬ة‬
‫ليتمكنوا من شراء السلع من الخارج‪ ،‬هذا ما أدى إلى ظهور سوق للصرف الخارجي للتعامل في بيع و‬
‫شراء النقود األجنبية أو بمعنى آخر للتعامل في أسعار الصرف الدولية‪.‬‬

‫‪ .2‬االستثمارات األجنبية‪ :‬قيام االستثمارات األجنبي‪$‬ة في بل‪$‬د م‪$‬ا ي‪$‬ؤدي إلى زي‪$‬ادة الطلب على عمل‪$‬ة ذل‪$‬ك‬
‫البل‪$$‬د من أج‪$$‬ل اإلنف‪$$‬اق االس‪$$‬تثماري ب‪$$‬ه‪ ،‬وي‪$$‬ؤدي بي‪$$‬ع ه‪$$‬ذه االس‪$$‬تثمارات داخ‪$$‬ل ذل‪$$‬ك البل‪$$‬د إلى زي‪$$‬ادة الطلب‬
‫على العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪ .3‬دف‪44‬ع الفوائ‪44‬د و األرب‪44‬اح‪ :‬تتح‪$$$‬ول األم‪$$$‬وال من دول‪$$$‬ة إلى أخ ‪$$‬رى وذل ‪$$‬ك ل ‪$$‬دفع قيم ‪$$‬ة ال ‪$$‬ديون و أرب‪$$$‬اح‬
‫الس‪$$‬ندات حس‪$$‬ب االتف‪$$‬اق بين ال‪$$‬دائن في دول‪$$‬ة م‪$$‬ا والم‪$$‬دين في دول‪$$‬ة أخ‪$$‬رى‪ ،‬فعلى س‪$$‬بيل المث‪$$‬ال‪ :‬في حال‪$$‬ة‬
‫استدانة حكومة ما من الحكومة األمريكي‪$‬ة‪ ،‬يجب على تل‪$‬ك الحكوم‪$‬ة أن تش‪$‬تري بعملته‪$‬ا الوطني‪$‬ة ال‪$‬دوالر‬
‫األمريكي لدفع فوائد هذا القرض إلى الحكومة األمريكية‪.‬‬

‫‪ .4‬المساعدات األجنبية‪ :‬كثيرا ما تق‪$‬دم إح‪$$‬دى ال‪$$‬دول الغني‪$$‬ة مس‪$$‬اعدات مادي‪$$‬ة لبعض ال‪$$‬دول المتخلف‪$‬ة‪ ،‬في‬
‫ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة تح‪$$‬ول عمل‪$$‬ة الدول‪$$‬ة األولى إلى الدول‪$$‬ة الثاني‪$$‬ة‪ ،‬فعلى س‪$$‬بيل المث‪$$‬ال‪ :‬المس‪$$‬اعدات ال‪$$‬تي تق‪$$‬دمها‬
‫أمريك‪$$ $‬ا لبعض ال‪$$ $‬دول تس‪$$ $‬تلزم تحوي‪$$ $‬ل ال‪$$ $‬دوالر األم‪$$ $‬ريكي إلى العمالت الوطني‪$$ $‬ة له‪$$ $‬ذه ال‪$$ $‬دول‪ ،‬ولكن في‬

‫لعراب سارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17 – 16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫الغالب تمنح هذه المساعدات على شكل اعتمادات في البنوك األمريكية لشراء ما تحتاج‪$$‬ه ه‪$$‬ذه ال‪$$‬دول من‬
‫السوق األمريكية‪.‬‬

‫‪ .5‬نفق‪44‬ات الس‪44‬فر والس‪44‬ياحة‪ :‬يس ‪$$‬تلزم الس ‪$$‬فر واإلقام ‪$$‬ة في دول ‪$$‬ة أجنبي ‪$$‬ة الحص ‪$$‬ول على العمل ‪$$‬ة األجنبي ‪$$‬ة‬
‫لتسهيل اإلنفاق على المستلزمات‪.‬‬

‫‪ .6‬بعض األسباب األخرى‪ :‬هناك أسباب أخرى تقتض‪$$‬ي تغي‪$‬ير النق‪$‬ود من عمل‪$‬ة وطني‪$‬ة إلى عمل‪$‬ة أجنبي‪$‬ة‬
‫كاإلنف‪$$ $‬اق على مس‪$$ $‬تلزمات الش‪$$ $‬حن والت‪$$ $‬أمين وغ‪$$ $‬ير ذل‪$$ $‬ك من الخ‪$$ $‬دمات ال‪$$ $‬تي يجب أن ت‪$$ $‬دفع ب‪$$ $‬العمالت‬
‫األجنبي‪$‬ة‪ ،‬ك‪$‬ذلك نفق‪$‬ات تعليم الطالب المبع‪$‬وثين إلى دول‪$‬ة أجنبي‪$‬ة ونفق‪$‬ات الجي‪$‬وش المتحالف‪$‬ة ال‪$‬تي تقيم في‬
‫دولة أجنبية وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ب‪ /‬أث‪44‬ر خط‪44‬ر الص‪44‬رف ‪ :1‬إن دراس‪$$‬ة أث‪$$‬ر خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف يع‪$$‬ني في حقيق‪$$‬ة األم‪$$‬ر دراس‪$$‬ة أث‪$$‬ر حال‪$$‬ة ع‪$$‬دم‬
‫التأك ‪$$‬د ال ‪$$‬تي زادت م ‪$$‬ع تع ‪$$‬ويم أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف‪ ،‬بمع ‪$$‬نى آخ ‪$$‬ر محاول ‪$$‬ة معرف ‪$$‬ة الس ‪$$‬لوك الجدي ‪$$‬د للمتع ‪$$‬املين‬
‫االقتصاديين والعمليات الجديدة التي زادت أهميتها في سوق الصرف‪.‬‬

‫‪ .1‬أث ‪44‬ر خط ‪44‬ر الص ‪44‬رف على الش ‪44‬ركات‪ :‬تع‪$$ $‬د الش‪$$ $‬ركات دولي‪$$ $‬ة النش‪$$ $‬اط س‪$$ $‬واء ك‪$$ $‬انت تجاري‪$$ $‬ة مالي‪$$ $‬ة أو‬
‫استثمارية من بين أكثر المتعاملين تأثرا بمخاطر الصرف‪ ،‬ولقد أبدت هذه الشركات رد فعل سريع إزاء‬
‫التغ‪$$‬يرات المتس‪$$‬ارعة في منظوم‪$$‬ة العالق‪$$‬ات النقدي‪$$‬ة الدولي‪$$‬ة‪ ،‬من خالل تغ‪$$‬ير س‪$$‬لوكياتهم و تط‪$$‬ور ط‪$$‬رق‬
‫وتقنيات إدارة المخاطر‪ .‬ومن أبرز هذه التغيرات نذكر‪:‬‬

‫إقام ‪$$‬ة نظ ‪$$‬ام لتس ‪$$‬يير خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف وابتك ‪$$‬ار بعض التقني ‪$$‬ات المس ‪$$‬اعدة في تقلي ‪$$‬ل حجم المب ‪$$‬الغ المعرض ‪$$‬ة‬
‫لخطر الصرف‪ ،‬نذكر منه‪$‬ا على س‪$‬بيل المث‪$‬ال‪ ،‬تغي‪$‬ير آج‪$‬ال التس‪$‬وية لالس‪$‬تفادة من التغ‪$‬يرات المالئم‪$‬ة في‬
‫أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف واالش‪$$‬تراك في الش‪$$‬بكات المعلوماتي‪$$‬ة لالس‪$$‬تعالم عن أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف قب‪$$‬ل التف‪$$‬اوض في‬
‫تفاصيل العمليات الدولية‪ .‬مثل هذا النظ‪$‬ام لم يكن ل‪$‬ه وج‪$‬ود في الماض‪$$‬ي على أس‪$‬اس أن أس‪$‬عار الص‪$$‬رف‬
‫كانت ثابتة وال تمثل أي تهديد بالنسبة للشركة و معامالتها‪.‬‬

‫التردد في القيام ب‪$‬دورات إنت‪$‬اج طويل‪$‬ة نس‪$‬بيا‪ :‬بس‪$‬بب ص‪$$‬عوبة التنب‪$‬ؤ بس‪$‬عر التكلف‪$‬ة وس‪$‬عر ال‪$‬بيع في الم‪$‬دى‬
‫الطويل‪.‬‬

‫تأثر تنافسية الش‪$‬ركات غ‪$‬ير األمريكي‪$‬ة‪ :‬إن الش‪$‬ركات ال‪$‬تي تص‪$‬نع منتج‪$‬ات عالمي‪$‬ة يح‪$‬دد س‪$‬عرها بال‪$‬دوالر‬
‫وجدت صعوبات جمة في منافسة مثيالتها في الوالي‪$‬ات المتح‪$‬دة األمريكي‪$‬ة بس‪$‬بب انخف‪$‬اض قيم‪$‬ة ال‪$‬دوالر‬
‫األمريكي ومن أحسن األمثلة على ذلك نذكر صناعة الطائرات الفرنسية‪.‬‬

‫زي‪$$‬ات ع‪$$‬ادل‪ ،‬إدارة خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف و س‪$$‬بل تط‪$$‬وير تقني‪$$‬ات التح‪$$‬وط في البل‪$$‬دان الناش‪$$‬ئة‪ ،‬أطروح‪$$‬ة دكت‪$$‬وراه في العل‪$$‬وم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2016/2017 ،1‬ص ‪.98 – 96‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫على ربحية العقود والمع‪$‬امالت‪ :‬إن تقلب أس‪$‬عار الص‪$$‬رف ق‪$$‬د تزي‪$‬د أو تخفض في ربحي‪$‬ة الش‪$‬ركات‪ ،‬كم‪$‬ا‬
‫أنه‪$$‬ا ق‪$$‬د ت‪$$‬ؤدي إلى مح‪$$‬و األرب‪$$‬اح المتوقع‪$$‬ة من العق‪$$‬ود الموقع‪$$‬ة‪ ،‬فإح‪$$‬دى الدراس‪$$‬ات في الوالي‪$$‬ات المتح‪$$‬دة‬
‫األمريكي ‪$$‬ة أثبتت من خالل اس ‪$$‬تبيان مق ‪$$‬دم إلى مس ‪$$‬يري الش ‪$$‬ركات المص ‪$$‬درة والمس ‪$$‬توردة‪ ،‬أن تغ ‪$$‬ير غ ‪$$‬ير‬
‫مالئم في سعر الصرف بـ ‪ 10‬بالمئة يؤدي إلى إلغاء األرباح المتوقعة لتل‪$$‬ك الش‪$$‬ركات بش‪$$‬كل كام‪$$‬ل‪ .‬كم‪$$‬ا‬
‫أن اعتم‪$$‬اد ه‪$$‬امش ربح يزي‪$$‬د عن ‪ 10‬بالمئ‪$$‬ة يض‪$$‬عف تنافس‪$$‬يتها أم‪$$‬ام الش‪$$‬ركات األخ‪$$‬رى غ‪$$‬ير المقيم‪$$‬ة في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مما يجعل من إدارة خطر الصرف الحل الوحيد للبقاء والمنافسة‪.‬‬

‫‪ .2‬خطر الصرف على البنوك‪ :‬بع‪$$‬د فش‪$$‬ل البن‪$$‬ك األلم‪$$‬اني ‪ Herstatt‬في عملي‪$$‬ات المجازف‪$$‬ة ال‪$$‬تي ق‪$$‬ام به‪$$‬ا‬
‫في س‪$$ $‬وق الص‪$$ $‬رف و إفالس‪$$ $‬ه نتيج‪$$ $‬ة ل‪$$ $‬ذلك‪ ،‬ت‪$$ $‬بين أن ك‪$$ $‬ل المتع‪$$ $‬املين االقتص‪$$ $‬اديين م‪$$ $‬ع ذل‪$$ $‬ك البن‪$$ $‬ك من‬
‫مؤسس‪$$‬ات و أف‪$$‬راد و بن‪$$‬وك تكب‪$$‬دوا خس‪$$‬ائر كب‪$$‬يرة ب‪$$‬الرغم من ع‪$$‬دم مش‪$$‬اركتهم ل‪$$‬ه في عملي‪$$‬ات المجازف‪$$‬ة‪.‬‬
‫ولق‪$$‬د أك‪$$‬دت ه‪$$‬ذه التجرب‪$$‬ة‪ ،‬أهمي‪$$‬ة البن‪$$‬وك ووض‪$$‬عها المتم‪$$‬يز في المنظوم‪$$‬ة التمويلي‪$$‬ة واالقتص‪$$‬ادية‪ .‬ونظ‪$$‬را‬
‫لتغ‪$$‬ير قواع‪$$‬د اللعب‪$$‬ة في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف‪ ،‬والحساس‪$$‬ية العالي‪$$‬ة للمتع‪$$‬املين لك‪$$‬ل م‪$$‬ا يمكن أن يح‪$$‬دث للبن‪$$‬وك‪،‬‬
‫اتخ‪$$‬ذت الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة في ك‪$$‬ل ال‪$$‬دول حزم‪$$‬ة من اإلج‪$$‬راءات الرقابي‪$$‬ة والعقابي‪$$‬ة لتف‪$$‬ادي تك‪$$‬رار تجرب‪$$‬ة‬
‫البنك األلماني‪ ،‬ومن بين هذه اإلجراءات نذكر‪:‬‬

‫تحدي ‪44‬د وض ‪44‬عية الص ‪44‬رف القص ‪44‬وى‪ :‬إن ش‪$$ $‬راء وبي‪$$ $‬ع العمالت األجنبي‪$$ $‬ة في س‪$$ $‬وق الص‪$$ $‬رف تعت‪$$ $‬بر من‬
‫النشاطات‬

‫الرئيس ‪$$‬ية في البن ‪$$‬وك ومص ‪$$‬در دخ ‪$$‬ل ال يس ‪$$‬تهان ب ‪$$‬ه‪ ،‬ولتف ‪$$‬ادي تم ‪$$‬ادي البن ‪$$‬وك في ه ‪$$‬ذه المع ‪$$‬امالت واتخ ‪$$‬اذ‬
‫ق‪$$‬رارات عالي‪$$‬ة الخط‪$$‬ورة‪ ،‬ح‪$$‬ددت الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة وض‪$$‬عية الص‪$$‬رف القص‪$$‬وى المس‪$$‬موح للبن‪$$‬وك اتخاذه‪$$‬ا‬
‫في سوق الصرف‪ ،‬ويهدف هذا اإلج‪$‬راء إلى تقليص المب‪$‬الغ المعرض‪$‬ة لتغ‪$‬يرات الص‪$‬رف و بالت‪$‬الي الح‪$‬د‬
‫من الخس ‪$$‬ائر المحتم ‪$$‬ل ح ‪$$‬دوثها ل ‪$$‬دى البن ‪$$‬ك‪ .‬ولم تكتفي البن ‪$$‬وك بالمح ‪$$‬اذير‪ ،‬والترتيب ‪$$‬ات المعتم ‪$$‬دة من قب ‪$$‬ل‬
‫الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة ب‪$$‬ل أن إج‪$$‬راءات احترازي‪$$‬ة اعتم‪$$‬دت من قب‪$$‬ل إدارة البن‪$$‬ك والص ‪$$‬يارفة‪ .‬على أس‪$$‬اس م‪$$‬ا‬
‫سبق يمكن أن نميز بين ثالث مستويات تتدخل في تحديد وضعية الصرف‪:‬‬

‫المس‪$$‬توى األول‪ :‬يتمث‪$$‬ل في الق‪$$‬وانين والتش‪$$‬ريعات الص‪$$‬ادرة عن الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة لتحدي‪$$‬د وض‪$$‬عية‬ ‫‪-‬‬
‫الص‪$$‬رف القص‪$$‬وى‪ ،‬فعلى س‪$$‬بيل المث‪$$‬ال نج‪$$‬د في ألماني‪$$‬ا أن ه‪$$‬ذه الوض‪$$‬عية ح‪$$‬ددت بـ ‪ 1/5‬األم‪$$‬وال‬
‫الخاصة و حددت هذه النسبة في الجزائر بـ ‪ % 30‬من األموال الخاصة‪.‬‬
‫المس ‪$$‬توى الث ‪$$‬اني‪ :‬تق ‪$$‬وم اإلدارة العام ‪$$‬ة للبن ‪$$‬ك في إط ‪$$‬ار م ‪$$‬ا يس ‪$$‬مح ب ‪$$‬ه التش ‪$$‬ريع‪ ،‬بتحدي ‪$$‬د وض ‪$$‬عية‬ ‫‪-‬‬
‫الصرف القصوى المسموح بها بالبنك والتي تكون بطبيعة الح‪$‬ال أق‪$$‬ل أو مس‪$‬اوية لتل‪$‬ك الوض‪$$‬عية‬
‫المسموحبها في التشريع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المستوى الثالث‪ :‬الوضعية األخيرة يتم تحديدها من قبل المتداول والذي يأخذ بعين االعتبار عن‪$$‬د‬ ‫‪-‬‬
‫تحديدها كل من وضعية الصرف المحددة من قبل اإلدارة العامة‪ ،‬حالة السوق وإ مكانيات البنك‪.‬‬

‫التشدد في اختيار المت‪4‬داولين‪ :‬لق‪$$‬د أص‪$$‬بحت البن‪$$‬وك تض‪$$‬ع مع‪$$‬ايير مختلف‪$$‬ة الختي‪$$‬ار المت‪$$‬داولين‪ ،‬من بينه‪$$‬ا‬
‫التحكم في التقنيات المختلفة المت‪$‬وفرة في س‪$‬وق الص‪$‬رف والمعرف‪$‬ة الجي‪$‬دة بخباي‪$‬ا ه‪$‬ذا الس‪$‬وق‪ ،‬إلى ج‪$‬انب‬
‫إلمام‪$$$‬ه بتش‪$$$‬ريعات الص‪$$$‬رف المطبق ‪$$‬ة في ال‪$$$‬دول ال‪$$$‬تي يتعام‪$$$‬ل معه ‪$$‬ا البن ‪$$‬ك‪ .‬بص ‪$$‬يغة أخ ‪$$‬رى‪ ،‬يجب على‬
‫المرش‪$$‬ح للمت‪$$‬اجرة بالعمل‪$‬ة األجنبي‪$$‬ة لحس‪$$‬اب البن‪$$‬ك وزبائن‪$$‬ه‪ ،‬أن يك‪$$‬ون ل‪$$‬ه تك‪$$‬وين في العل‪$$‬وم المالي‪$$‬ة ويتمت‪$$‬ع‬
‫بمعلومات اقتصادية كبيرة‪ ،‬إضافة إلى اكتسابه خ‪$‬برة ال ب‪$‬أس به‪$‬ا في أس‪$‬واق الص‪$$‬رف‪ ،‬وأن يك‪$‬ون ق‪$$‬ادرا‬
‫على التحليل و االستنتاج‪ ،‬ويتحلى بالجرأة والفعالية في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪ .3‬أثر خطر الصرف على سوق الصرف‪ :‬لق‪$$‬د أص‪$$‬بحت إدارة المخ‪$$‬اطر المرتبط‪$$‬ة ب‪$$‬التغيرات في أس‪$$‬عار‬
‫الصرف‪ ،‬معدالت الفائدة ومؤشرات البورصة من المه‪$$‬ام الرئيس‪$$‬ية في الش‪$$‬ركة‪ ،‬وأدت إلى خل‪$$‬ق حاج‪$$‬ات‬
‫متزايدة من األدوات المالية المس‪$‬تخدمة في التح‪$‬وط‪ ،‬وهن‪$‬ا ب‪$‬رز دور الهندس‪$‬ة المالي‪$‬ة‪ ،‬ال‪$‬تي ق‪$$‬امت بابتك‪$‬ار‬
‫حزم‪$$‬ة من المنتج‪$$‬ات ال‪$$‬تي لم يكن له‪$$‬ا وج‪$$‬ود قب‪$$‬ل ش‪$$‬يوع ه‪$$‬ذه المخ‪$$‬اطر‪ .‬ونخص بال‪$$‬ذكر خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‪،‬‬
‫فبعد انهيار نظام بريتون وودز‪ ،‬ظهرت أولى عقود المس‪$$‬تقبليات على العمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة‪ ،‬وفي س‪$$‬نة ‪1982‬‬
‫أدرجت العمالت األجنبية في سوق الخيارات‪ .‬كم‪$‬ا أن عق‪$‬ود المبادل‪$‬ة ال‪$‬تي ك‪$‬ان يقتص‪$‬ر التعام‪$‬ل فيم‪$‬ا بين‬
‫البنوك المركزية‪ ،‬أص‪$$‬بحت بفع‪$‬ل زي‪$‬ادة ح‪$‬دة خط‪$‬ر الص‪$$‬رف من أهم األدوات المس‪$‬تعملة فيم‪$‬ا بين البن‪$‬وك‬
‫والشركات‪.‬‬

‫وي‪$$‬رى بعض االقتص‪$$‬اديين‪ ،‬ومن بينهم ‪ Gille Nancy‬أن نظ‪$$‬ام التع‪$$‬ويم ب‪$$‬الرغم من مس‪$$‬اهمته في زي‪$$‬ادة‬
‫حال‪$$‬ة ع‪$$‬دم االس‪$$‬تقرار في األس‪$$‬واق و بالت‪$$‬الي في المخ‪$$‬اطر‪ ،‬إال أن وج‪$$‬ود س‪$$‬وق الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل وظه‪$$‬ور‬
‫أسواق أخرى تعرف باألسواق المشتقة قد خفف من هذا العيب على الشركات من ثم ف‪$$‬إن اق‪$$‬تران ظه‪$$‬ور‬
‫هذه األسواق بزيادة خطر الصرف ساهمت في طمأنة الشركات وحسنت قدراتهم في إدارة هذا الخطر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع مخاطر سعر الصرف‬

‫يمكن تلخيص أنواع مخاطر الصرف كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬خطر العملة االقتصادي‪ :‬يح‪$$‬دث نتيج‪$$‬ة التغ‪$$‬يرات في أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف الحقيقي‪$$‬ة‪ ،‬و هن‪$$‬اك عوام‪$$‬ل تق‪$$‬ود‬
‫إلى خط ‪$$‬ر العملي ‪$$‬ة هي عمل ‪$$‬ة المنافس ‪$$‬ين و الكلف ‪$$‬ة و األس ‪$$‬عار النس ‪$$‬بية و هياك ‪$$‬ل العم ‪$$‬ل في ك ‪$$‬ل بل ‪$$‬د و هي‬
‫تتجلى من خالل التغ ‪$$‬يرات في رقم األعم ‪$$‬ال أو ه ‪$$‬امش المؤسس ‪$$‬ة و هي تت ‪$$‬أثر كله ‪$$‬ا س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف في‬
‫معظم األسواق‪.‬‬

‫بن عيني رحيمة‪ ،‬سياسة سعر الصرف و تحديده دراسة قياسية للدينار الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2013/2014 ،‬ص ‪.148 – 147‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫‪ .2‬خطر الصرف االقتصادي‪ :‬هو خطر غير مباش‪$$‬ر و مخ‪$$‬ادع لكن ل‪$$‬ه نت‪$$‬ائج مهم‪$$‬ة في بعض األحي‪$$‬ان و‬
‫ثابتة في األجل الطويل‪ ،‬و تكون متكاملة مع سياسة عامة لشراء المنتجات و بيعها لمؤسسة في وض‪$$‬عية‬
‫منافسة و ال يتم تغطيته بطرق مألوفة و مستعملة‪.‬‬

‫يح ‪$$‬دث ه ‪$$‬ذا الخط ‪$$‬ر في حال ‪$$‬ة ارتف ‪$$‬اع أو انخف ‪$$‬اض في قيم ‪$$‬ة العمل ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يتم ال ‪$$‬بيع أو الش ‪$$‬راء به ‪$$‬ا‪ ،‬ف ‪$$‬إذا‬
‫ارتفعت قيمة عملة البلد المستوردة يعود هذا على المص‪$$‬در ب‪$‬الربح‪ ،‬و تح‪$‬دث مخ‪$‬اطر التج‪$‬ارة إم‪$‬ا بس‪$‬بب‬
‫أن العملة التي تم بموجبها تقديم األسعار هي غير تلك ال‪$‬تي تم حس‪$‬اب التكلف‪$‬ة به‪$‬ا أو ألن س‪$‬عر الص‪$$‬رف‬
‫المس‪$$‬تقبلي ال‪$$‬ذي اس‪$$‬تخدم وقت اتخ‪$$‬اذ ق‪$$‬رار التس‪$$‬عيرة ق‪$$‬د تغ‪$$‬ير بس‪$$‬بب م‪$$‬رور ال‪$$‬وقت بين ق‪$$‬رار التس‪$$‬عير و‬
‫قرار تحويل عوائد البيع إلى العملة التي حسبت التكلفة على أساسها حيث يمكن أن يكون السعر المتوقع‬
‫مختلف عن السعر الحقيقي‪.‬‬

‫‪ .3‬الخط‪44‬ر االئتم‪44‬اني‪ :‬عملي ‪$$‬ة الص ‪$$‬رف تتم في الغ ‪$$‬الب بعق ‪$$‬ود ينص فيه ‪$$‬ا على تب ‪$$‬يين العمل ‪$$‬ة المش ‪$$‬تراة و‬
‫العمل‪$$‬ة المباع‪$$‬ة و س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ال‪$$‬ذي تم االتف‪$$‬اق علي‪$$‬ه و ت‪$$‬اريخ التس‪$$‬ليم و المخ‪$$‬اطر تنش‪$$‬أ في ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة‬
‫من احتمال عدم وفاء أي من الطرفين بالتزامه‪ ،‬فقد يحدث أن يفقد المتعاقد قدرت‪$$‬ه على ال‪$$‬دفع عن‪$$‬د موع‪$‬د‬
‫االس‪$$‬تحقاق كم‪$$‬ا في ح‪$$‬االت اإلفالس‪ ،‬و أش‪$$‬هر عملي‪$$‬ة من ه‪$$‬ذا الن‪$$‬وع ح‪$$‬ديث ع‪$$‬ام ‪ 1974‬عن‪$$‬دما أعلن أح‪$$‬د‬
‫البن ‪$$‬وك الخاص ‪$$‬ة ‪ Herstat Bank‬في ألماني ‪$$‬ا الغربي ‪$$‬ة إفالس ‪$$‬ه‪ ،‬و ه ‪$$‬ذا الن ‪$$‬وع من الخط ‪$$‬ر يماث ‪$$‬ل خط ‪$$‬ر‬
‫التوقف عن الدفع أو الخطر الرأسمالي‪ ،‬و يعتبر هذا الخطر كبيرا بالنسبة لسوق رأس المال‪.‬‬

‫‪ .4‬خطر السيولة‪ :‬تنش‪$$‬أ مخ‪$$‬اطر الس‪$$‬يولة من ع‪$$‬دم الق‪$$‬درة على الس‪$$‬داد بس‪$$‬بب ع‪$$‬دم ت‪$$‬وفر الس‪$$‬يولة الالزم‪$$‬ة‬
‫للوف‪$$‬اء ب‪$$‬االلتزام في ال‪$$‬وقت المح‪$$‬دد و ليس بع‪$$‬دم الق‪$‬درة المطلق‪$‬ة على الس‪$$‬داد و تنتج غالب‪$$‬ا من ع‪$‬دم تواف‪$$‬ق‬
‫آجال االستحقاق و آجال الدفع مثال‪ :‬لعدم تنفيذ األطراف األخرى للعقود في مواعيدها المحددة أو لسبب‬
‫نقص عام للسيولة في السوق أو عن عدم تنظيم التدفقات النقدية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إدارة خطر الصرف‬

‫إن خطر سعر الصرف المرتب‪$$‬ط بتقلب او ت‪$$‬دهور قيم‪$$‬ة ارص‪$$‬دة البن‪$$‬وك من العمالت األجنبي‪$$‬ة من جه‪$$‬ة و‬
‫ك ‪$$‬ذا تقلب قيم ‪$$‬ة العمالت ال ‪$$‬تي تم بواس ‪$$‬طتها تق ‪$$‬ديم الق ‪$$‬روض و ه ‪$$‬ذا م ‪$$‬ا ي ‪$$‬ؤثر س ‪$$‬لبا على القيم ‪$$‬ة الحقيقي ‪$$‬ة‬
‫للق‪$$‬رض عن‪$$‬د حل‪$$‬ول آجال‪$$‬ه كم‪$$‬ا يمكن ان ينتج ه‪$$‬ذا الخط‪$$‬ر عن بعض السياس‪$$‬ات والت‪$$‬دابير ال‪$$‬تي تس‪$$‬تخدمها‬
‫الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة و ال‪$$‬تي ت‪$$‬ؤثر على القيم‪$$‬ة الحقيقي‪$$‬ة للق‪$$‬روض الممنوح‪$$‬ة كتخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة ه‪$$‬ذا ال‪$$‬ذي‬
‫يمثل خطر حقيقي بالنسبة للبنك على اعتبار انه يؤدي الى فقدان القيمة الحقيقية بسبب انهيار قيم الوح‪$$‬دة‬
‫النقدي‪$‬ة اداة تق‪$‬ييم الق‪$‬روض و هن‪$‬ا نج‪$‬د ان العمي‪$‬ل ه‪$‬و ال‪$‬ذي يتحم‪$‬ل بالدرج‪$‬ة االولى مس‪$‬ؤولية التعام‪$‬ل م‪$‬ع‬
‫هذه المخاطر و محاولة تجنبها او التقليل من حدتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم و مبادئ و إدارة خطر سعر الصرف‬


‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫أ‪ /‬مفهوم إدارة خطر الصرف‪ :1‬ويتضمن القيام بأنشطة خاصة بتحديد المخاطر التي تتعرض لها‬
‫المنش‪$$‬أة وقياس‪$$‬ها والتعام‪$$‬ل م‪$$‬ع مس‪$$‬بباتها واآلث‪$$‬ار المترتب‪$$‬ة عليه‪$$‬ا ويتمث‪$$‬ل الغ‪$$‬رض الرئيس‪$$‬ي إلدارة‬
‫خطر الصرف في تمكين المؤسسة من التطور وتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالي‪$$‬ة وكف‪$$‬اءة‪ ،‬وإ دارة‬
‫خطر الصرف ال يعني الغاء الخطر إنما تدنيته‪.‬‬

‫ب‪ /‬مبادئ إدارة خطر الص‪44‬رف‪ 2:‬يتعين على إدارة المخ‪$$‬اطر أن تح‪$$‬ترم مجموع‪$$‬ة من المب‪$$‬ادئ من خالل‬
‫جهاز شامل إلدارة المخاطر تحدد من خالل‪$‬ه كاف‪$$‬ة العملي‪$‬ات واألدوات والم‪$‬وارد والمس‪$‬ئوليات المطلوب‪$‬ة‪،‬‬
‫وفي ه‪$$‬ذا اإلط‪$$‬ار نج‪$$‬د أن المنظم‪$$‬ة العالمي‪$$‬ة للمع‪$$‬ايير ض‪$$‬من المعي‪$$‬ار ‪ 31000‬ح‪$$‬ددت إح‪$$‬دى عش‪$$‬ر مب‪$$‬دأ‬
‫يس‪$$ $‬توجب على المؤسس‪$$ $‬ات أخ‪$$ $‬ذها بعين االعتب‪$$ $‬ار في إط‪$$ $‬ار إدارة المخ‪$$ $‬اطر ح‪$$ $‬تى تض‪$$ $‬من فعالي‪$$ $‬ة ه‪$$ $‬ذه‬
‫األخيرة‪:‬‬

‫إدارة المخاطر تخلق القيمة وتحافظ عليها‪ ،‬بمع‪$‬نى أن مجم‪$‬ل النش‪$‬اطات المعتم‪$‬دة في إط‪$‬ار إدارة‬ ‫‪‬‬
‫المخ ‪$$‬اطر يجب أن تس ‪$$‬اهم بش ‪$$‬كل ملم ‪$$‬وس في تحقي ‪$$‬ق األه ‪$$‬داف وتحس ‪$$‬ين أداء المنظم ‪$$‬ة‪ ،‬وه ‪$$‬و م ‪$$‬ا‬
‫ذهب إلي ‪$$‬ه ‪Morlay‬في س ‪$$‬نة ‪ 2006‬عن ‪$$‬دما اعت ‪$$‬بر إدارة المخ ‪$$‬اطر بأنه ‪$$‬ا عملي ‪$$‬ة عرض ‪$$‬ية لخل ‪$$‬ق‬
‫القيمة في المؤسسة‪.‬‬
‫إدم‪$$ $‬اج إدارة المخ‪$$ $‬اطر في العملي‪$$ $‬ة التنظيمي‪$$ $‬ة‪ ،‬ه‪$$ $‬ذا يع‪$$ $‬ني أن‪$$ $‬ه يجب ان ي‪$$ $‬دمج في نظ‪$$ $‬ام اإلدارة‬ ‫‪‬‬
‫الحالي وعدم محاولة فصله عنها أو تطويرها خارج هذا اإلطار أو موازي له‪.‬‬
‫دمج إدارة المخاطر في عملية صنع القرار‪ ،‬واعتبار مستوى الخطر عامل مهم في تلك‬ ‫‪‬‬
‫العملية‪.‬‬
‫تتن‪$$‬اول إدارة المخ‪$$‬اطر وتتعام‪$$‬ل بش‪$$‬كل ص‪$$‬ريح م‪$$‬ع حال‪$$‬ة ع‪$$‬دم التأك‪$$‬د‪ ،‬و بالت‪$$‬الي ف‪$$‬إن ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫يجب أن تؤخذ بعين االعتبار في كل مراحل اإلدارة تقييم‪ ،‬قياس‪ ،‬وطريقة التعامل‪.‬‬
‫إدارة المخ‪$$‬اطر عملي‪$$‬ة منتظم‪$$‬ة‪ ،‬مهيكل‪$$‬ة وتس‪$$‬تخدم في ال‪$$‬وقت المناس‪$$‬ب من أج‪$$‬ل ض ‪$$‬مان فعالي‪$$‬ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أهمية‪ ،‬تناسق و موثوقية النتائج‪.‬‬
‫تعتم‪$$‬د إدارة المخ‪$$‬اطر على أحس‪$$‬ن المعلوم‪$$‬ات المت‪$$‬وفرة س‪$$‬واء المس‪$$‬تخدمة في تحلي‪$$‬ل العملي‪$$‬ات أو‬ ‫‪‬‬
‫تلك المتعلقة بالبيانات و النماذج المستخدمة‪.‬‬
‫يجب مواءم‪$$ $‬ة إدارة المخ‪$$ $‬اطر م‪$$ $‬ع مس‪$$ $‬توى المخ‪$$ $‬اطرة والق‪$$ $‬درات البش‪$$ $‬رية واإلمكاني‪$$ $‬ات المالي‪$$ $‬ة‬ ‫‪‬‬
‫المتوفرة‪.‬‬
‫إدارة المخاطر تأخذ بعين االعتبار العوامل اإلنسانية والثقافية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بوصبيع صالح رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪1‬‬

‫زيات عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110 – 109‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫إدارة المخ‪$$‬اطر يجب أن تتص‪$$‬ف بالش‪$$‬فافية‪ ،‬و أن تش‪$$‬رك ك‪$$‬ل األط‪$$‬راف ذات العالق‪$$‬ة س‪$$‬واء ك‪$$‬انت‬ ‫‪‬‬
‫داخل أو خارج المنظمة وعلى وجه الخص‪$‬وص في مرحل‪$‬ة التق‪$‬ييم‪ ،‬لتحدي‪$‬د م‪$‬دى مقبولي‪$‬ة الخط‪$‬ر‬
‫من عدمه‪.‬‬
‫إدارة المخ‪$$‬اطر عملي‪$$‬ة ديناميكي‪$$‬ة‪ ،‬متك‪$$‬ررة ومتفاعل‪$$‬ة م‪$$‬ع التغ‪$$‬يرات ال‪$$‬تي تح‪$$‬دث س‪$$‬واء في طبيع‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر التي تهدد المؤسسة أو األدوات المتاحة إلدارته‪.‬‬
‫تسهل إدارة المخاطر التحسين المستمر في أداء المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ونش‪$$‬ير في النهاي‪$$‬ة أن المعي‪$$‬ار الخ‪$$‬اص ب‪$$‬إدارة المخ‪$$‬اطر ج‪$$‬اء لت‪$$‬دعيم وظيف‪$$‬ة إدارة المخ‪$$‬اطر بحيث يمكن‬
‫تطبيقها‬
‫بس‪$$‬هولة في أي منظم‪$$‬ة س‪$$‬واء تتب‪$$‬ع القط‪$$‬اع الع‪$$‬ام أو الخ‪$$‬اص‪ ،‬محلي‪$$‬ة ك‪$$‬انت أو دولي‪$$‬ة‪ ،‬ومهم‪$$‬ا يكن النش‪$$‬اط‬
‫الذي تمارسه والقطاع الذي تنتمي إليه‪ .‬و بالتالي فإن هذا المعيار هو عبارة عن توجيهات عام‪$‬ة يأخ‪$‬ذها‬
‫المكلف‬
‫بإدارة المخاطر بعين االعتبار عند تصميم وتطبيق خط‪$$‬ط ونظم إدارة المخ‪$$‬اطر إض‪$$‬افة لخص‪$$‬ائص البيئ‪$$‬ة‬
‫الداخلية والخارجية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل إدارة خطر الصرف‬

‫تحت‪$$ $‬اج إدارة خط‪$$ $‬ر الص‪$$ $‬رف إلى خط‪$$ $‬ة علمي‪$$ $‬ة ومنهجي‪$$ $‬ة قائم‪$$ $‬ة على التحدي‪$$ $‬د ال‪$$ $‬دقيق أله‪$$ $‬داف اإلدارة‬
‫المطل‪$$‬وب الوص‪$$‬ول إليه‪$$‬ا‪ ،‬كم‪$$‬ا تحت‪$$‬اج إلى وج‪$$‬ود فري‪$$‬ق عم‪$$‬ل متفاع‪$$‬ل تس‪$$‬تند إلي‪$$‬ه وتس‪$$‬تفيد من خبرات‪$$‬ه‪ ،‬و‬
‫مؤهالت‪$$ $‬ه‪ .‬و لق‪$$ $‬د ك‪$$ $‬ان و م‪$$ $‬ازال للعدي‪$$ $‬د من المؤسس‪$$ $‬ات‪ ،‬أنم‪$$ $‬اط إداري‪$$ $‬ة متنوع‪$$ $‬ة وفعال‪$$ $‬ة لتس‪$$ $‬يير خط‪$$ $‬ر‬
‫الصرف‪ ،‬حققت من خاللها الكثير من النجاحات المتوالية‪ .‬و بالرغم من أهمية هذه التجارب‪ ،‬وثرائه‪$$‬ا‪،‬‬
‫إال أنها ال تعتبر ق‪$‬والب نمطي‪$‬ة ج‪$‬اهزة‪ ،‬أو وص‪$‬فات يمكن اقتراحه‪$‬ا‪ ،‬ب‪$‬ل تبقى تج‪$‬ارب خاص‪$‬ة استرش‪$‬اديه‬
‫يمكن البناء عليها لتحديد معالم إدارة خطر الصرف ومراحلها المختلفة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬هناك العديد من البحوث والدراسات التي ح‪$‬اولت الخ‪$‬وض في تج‪$‬ارب ه‪$‬ذه المؤسس‪$‬ات‬
‫واستخالص طرقها وأدواتها وانتهت بتحدي‪$‬د س‪$‬تة مراح‪$‬ل أساس‪$‬ية في إدارة خط‪$‬ر الص‪$‬رف نوجزه‪$‬ا فيم‪$‬ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬تحديد أهداف إدارة خطر الصرف‪ :‬ترتب‪$$‬ط أه‪$$‬داف إدارة خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف بتحدي‪$$‬د طبيع‪$$‬ة الخط‪$$‬ر الم‪$$‬راد‬
‫إدارته‪ ،‬المستويات المقبولة من المخاطر من وجهة نظ‪$‬ر اإلدارة العلي‪$‬ا والم‪$‬دى الزم‪$‬ني ال‪$‬ذي تغطي‪$‬ه ه‪$‬ذه‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫زيات عادل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.118 – 116‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ب‪ /‬التنب‪44‬ؤ بأس‪44‬عار الص‪44‬رف‪ :‬يح ‪$$‬اول م ‪$$‬دير المخ ‪$$‬اطر ع ‪$$‬ادة التنب ‪$$‬ؤ بمس ‪$$‬ار س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف وتغيرات ‪$$‬ه في‬
‫المستقبل‪ ،‬تلبي‪$‬ة لمتطلب‪$‬ات اس‪$‬تراتيجية التح‪$‬وط االختي‪$‬اري بغ‪$‬رض تحدي‪$‬د المراك‪$‬ز ال‪$‬واجب التح‪$‬وط منه‪$‬ا‪،‬‬
‫وتلك التي تترك مفتوحة‪.‬‬

‫ف ‪$$‬إذا ك ‪$$‬انت نت ‪$$‬ائج التنب ‪$$‬ؤ تش ‪$$‬ير إلى تغ ‪$$‬يرات في ص ‪$$‬الحه‪ ،‬اتخ ‪$$‬ذ اإلج ‪$$‬راءات الالزم ‪$$‬ة لالس ‪$$‬تفادة من ه ‪$$‬ذه‬
‫التغيرات لتحقي‪$‬ق مكاس‪$‬ب ص‪$‬رف‪ .‬وفي حال‪$‬ة أن نت‪$‬ائج التنب‪$‬ؤ ت‪$‬دل على تغ‪$‬يرات في غ‪$‬ير ص‪$‬الحه‪ ،‬وجب‬
‫عليه القيام باختيار إحدى تقنيات التحوط المتوفرة‪.‬‬

‫ت‪ /‬قياس الوض‪44‬عيات المفتوح‪44‬ة بالعمل‪4‬ة األجنبي‪44‬ة‪ :‬من أج‪$$‬ل قي‪$$‬اس خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف يجب معرف‪$$‬ة وتحدي‪$$‬د‬
‫العملة المرجعية‪ ،‬تحديد ومعرفة خطر الصرف وأخيرا تحديد وضعية الصرف‪:‬‬

‫تحدي‪$$‬د العمل‪$$‬ة المرجعي‪$$‬ة‪ :‬يعت‪$$‬بر تحدي‪$$‬د العمل‪$$‬ة المرجعي‪$$‬ة أم‪$$‬را أساس‪$$‬يا باعتب‪$$‬ار أن خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‬ ‫‪‬‬
‫سوف يحدث نتيجة لتغير قيمة العمالت األخرى مع هذه العملة‪.‬‬
‫تحدي ‪$$‬د خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف‪ :‬نقص ‪$$‬د بتحدي ‪$$‬د خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف تحدي ‪$$‬د مختل ‪$$‬ف العملي ‪$$‬ات المس ‪$$‬ببة لخط ‪$$‬ر‬ ‫‪‬‬
‫الصرف ومحاولة التنبؤ بأسعار الصرف‪.‬‬
‫تحديد وضعية الصرف‪ :‬ونقصد به‪$‬ا ع‪$‬رض المب‪$‬الغ المعرض‪$‬ة لخط‪$‬ر الص‪$‬رف في ش‪$‬كل ج‪$‬داول‬ ‫‪‬‬
‫موجزة لمختلف العمليات والعمالت وآلجال مختلفة‪.‬‬

‫ث‪ /‬تحديد استراتيجية إلدارة خطر الصرف‪ :‬في هذه المرحلة يتم تحديد الكيفية ال‪$$‬تي يتم التعام‪$$‬ل به‪$$‬ا م‪$$‬ع‬
‫ه ‪$$‬ذا الخط ‪$$‬ر‪ ،‬ومن أج ‪$$‬ل اختي ‪$$‬ار االس ‪$$‬تراتيجية المالئم ‪$$‬ة‪ ،‬على م ‪$$‬دير المخ ‪$$‬اطر أن يس ‪$$‬هر على أن تك ‪$$‬ون‬
‫متناغم‪$‬ة م‪$‬ع االس‪$‬تراتيجية العام‪$‬ة للمؤسس‪$‬ة‪ ،‬وأن يأخ‪$‬ذ بعين االعتب‪$‬ار بعض العوام‪$‬ل الم‪$‬ؤثرة على نج‪$‬اح‬
‫إدارة خطر الصرف‪.‬‬

‫و على العم ‪$$‬وم يمكن تص ‪$$‬نيف ه ‪$$‬ذه االس ‪$$‬تراتيجيات في ثالث ‪$$‬ة مجموع ‪$$‬ات أساس ‪$$‬ية‪ ،‬اس ‪$$‬تراتيجية التغطي ‪$$‬ة‬
‫األجلية‪،‬‬

‫استراتيجية المضاربة واالستراتيجية االختيارية‪.‬‬

‫الرقابة الداخلية‪ :‬يتمثل دور الرقابة الداخلية في التأكد من قانونية األعم‪$‬ال ال‪$‬تي ينجزه‪$‬ا م‪$‬دير المخ‪$‬اطر‪،‬‬
‫وخياراته خصوصا ما تعلق منه‪$‬ا بالمش‪$‬تقات المالي‪$‬ة ال‪$‬تي تس‪$‬تطيع أن تخل‪$‬ق مخ‪$‬اطر أخ‪$‬رى إذا م‪$‬ا أس‪$‬يء‬
‫استخدامها‪.‬‬

‫كم ‪$$ $‬ا أنه ‪$$ $‬ا تراج ‪$$ $‬ع طريق ‪$$ $‬ة إع ‪$$ $‬داد التق ‪$$ $‬ارير وم ‪$$ $‬دى مطابقته ‪$$ $‬ا للواق ‪$$ $‬ع واحترامه ‪$$ $‬ا للدوري ‪$$ $‬ة‪ ،‬والمع ‪$$ $‬ايير‬
‫واالستمرارية‪ .‬فرغم أهمية جرأة المسير وفعاليت‪$‬ه في إدارة خط‪$‬ر الص‪$‬رف‪ ،‬إال أنه‪$‬ا تحت‪$‬اج إلى ض‪$‬وابط‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫حاكمة وقيود متحكمة حتى ال تحدث تأثيرات سلبية غير محمودة العواقب وهو م‪$$‬ا تح‪$$‬اول تفادي‪$$‬ه الرقاب‪$$‬ة‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫تقييم فعالية إدارة خطر الصرف‪ :‬تحت‪$‬اج الق‪$‬رارات المتخ‪$‬ذة في إط‪$‬ار إدارة خط‪$‬ر الص‪$$‬رف من وقت إلى‬
‫آخ‪$$‬ر‪ ،‬إلى مراجع‪$$‬ة وتق‪$$‬ييم‪ ،‬وبم‪$$‬ا أن ه‪$$‬ذه الق‪$$‬رارات ك‪$$‬انت تعم‪$$‬ل للوص‪$$‬ول إلى نت‪$$‬ائج معين‪$$‬ة‪ ،‬تص‪$$‬بح ه‪$$‬ذه‬
‫األخيرة أساسا للحكم عليها إن كانت سليمة وصائبة أم غير ذلك‪ ،‬ويحتاج األم‪$$‬ر إلى تحلي‪$$‬ل علمي فع‪$$‬ال‪،‬‬
‫يأخذ في معطياته ما طلب و ما خصص لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫على أساس ذلك‪ ،‬فإن تقييم كفاءة إدارة خطر الص‪$‬رف وفعاليته‪$‬ا‪ ،‬وم‪$‬دى تحقيقه‪$‬ا لأله‪$‬داف المعلن‪$‬ة‪ ،‬يجب‬
‫أن يب‪$$‬دأ بتحدي‪$$‬د الزاوي‪$$‬ة ال‪$$‬تي تنظ‪$$‬ر اإلدارة العلي‪$$‬ا من خالله‪$$‬ا لمص‪$$‬لحة إدارة خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‪ .‬ف‪$$‬إن ك‪$$‬انت‬
‫تعتبر هذه المصلحة مركزا للربح‪ ،‬فإنها عادة تحدد لها سقف معين من المكاسب الواجب الوص‪$$‬ول إلي‪$$‬ه‪،‬‬
‫وتسمح للمسؤول عن اإلدارة باستخدام منتجات متطورة وقبول مخ‪$$‬اطر نوع‪$$‬ا م‪$$‬ا مرتفع‪$$‬ة‪ .‬ف‪$$‬إذا تمكن من‬
‫تحقيق ذلك السقف‪ ،‬بعد خصم تكاليف التشغيل (مصاريف العاملين‪ ،‬تكاليف االتصال‪ ....‬الخ)‪ ،‬اعت‪$$‬برت‬
‫اإلدارة كفؤة والعكس صحيح في حالة عدم تمكنها من تحقيق تلك األرباح‪.‬‬

‫أم‪$$‬ا إذا ك‪$$‬ان يُنظ ‪ُ$‬ر للمص‪$$‬لحة على أنه‪$$‬ا مرك‪$$‬ز تكلف‪$$‬ة‪ ،‬يص‪$$‬بح الحكم على فعالي‪$$‬ة اإلدارة بع‪$$‬د المقارن‪$$‬ة بين‬
‫التك‪$$‬اليف الناجم‪$$‬ة عن ه‪$$‬ذه المص‪$$‬لحة م‪$$‬ع مص‪$$‬لحة أخ‪$$‬رى غ‪$$‬ير منتج‪$$‬ة في المؤسس‪$$‬ة‪ ،‬ف‪$$‬إذا ك‪$$‬انت تكاليفه‪$$‬ا‬
‫أعلى اعتبرت اإلدارة غير كفؤة‪ ،‬والعكس في حالة إن كانت تكاليفها أقل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية إدارة خطر الصرف‬
‫تعدد التدفقات المالية والنقدية لمواجهة متطلبات التجارة واالستثمار في الدول الناشئة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقلب ‪$$‬ات س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ي ‪$$‬ؤثر على الوض ‪$$‬عية المالي ‪$$‬ة للمؤسس ‪$$‬ات دولي ‪$$‬ة النش ‪$$‬اط وق ‪$$‬د يمت ‪$$‬د ت ‪$$‬أثيره‬ ‫‪‬‬
‫ليشمل التنمية االقتصادية في الدول المعنية‪.‬‬
‫انعك ‪$$‬اس تقلب ‪$$‬ات س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف على مختل ‪$$‬ف وظ ‪$$‬ائف المؤسس ‪$$‬ة (من تخطي ‪$$‬ط‪ ،‬تم ‪$$‬وين‪ ،‬انت ‪$$‬اج‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تسويق‪ ( ...،‬وما ينجر عن ذلك من أثار سلبية‪.‬‬
‫إدارة المخاطر تحسن من الق‪$‬درة التنافس‪$‬ية للمؤسس‪$‬ة )في مج‪$‬ال الس‪$‬عر خاص‪$‬ة(‪ ،‬على اعتب‪$‬ار أن‬ ‫‪‬‬
‫هذا الخطر يعتبر عامال هاما ومحددا ألسعار التكلفة‪.‬‬
‫استمرارية نشاط المؤسسة و نموها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استقرار األرباح والمكاسب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقليل أثار الخسارة عن األشخاص فمنع الخسارة تجنب الموظفين والمالك من خسائر فادحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بوصبيع صالح رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26 – 25‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم خطر الصرف و طرق التغطية منه‬

‫إن هدف التغطي‪$‬ة ض‪$‬د خط‪$‬ر الص‪$‬رف ه‪$‬و الحماي‪$‬ة ض‪$‬د التقلب‪$‬ات الغ‪$‬ير متوقع‪$‬ة في أس‪$‬عار الص‪$‬رف‪ ،‬مم‪$‬ا‬
‫يسمح بمعرفة دقيقة حاليا للجهة المعاكس‪$‬ة للنق‪$‬ود المرجعي‪$‬ة للت‪$‬دفقات ب‪$‬العمالت المس‪$‬تقبلية‪ ،‬به‪$‬دف الوقاي‪$‬ة‬
‫من الخسارة وتخفيف خطر العملة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وضعية الصرف و طرق قياسه‬

‫تح‪$$‬دد وض‪$$‬عية ص‪$$‬رف المب‪$$‬الغ المعرض‪$$‬ة لخط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‪ ،‬وتس‪$$‬مح لم‪$$‬دير المخ‪$$‬اطر بتحدي‪$$‬د مص‪$$‬در ه‪$$‬ذا‬
‫الخطر‪ ،‬إال أنه‪$‬ا ال تعت‪$‬بر تقييم‪$‬ا جي‪$‬دا لدرج‪$‬ة الخط‪$‬ر ال‪$‬ذي يه‪$‬دده على أس‪$‬اس أنه‪$‬ا تهم‪$‬ل أح‪$‬د أهم عوام‪$‬ل‬
‫خطر الصرف والمتمثل في تقلب‪$‬ات أس‪$‬عار الص‪$‬رف‪ .‬على أس‪$‬اس م‪$‬ا س‪$‬بق‪ ،‬ولتق‪$‬ييم الخط‪$‬ر بطريق‪$‬ة جي‪$‬دة‬
‫تسمح لمدير المخاطر بتسطير منهجية واضحة للتعام‪$$‬ل م‪$$‬ع الخط‪$$‬ر واس‪$$‬تخدام األدوات المالئم‪$$‬ة للتخفي‪$$‬ف‬
‫من وطأته‪ ،‬يجب تقدير كل من الحجم المحتمل للخسارة واحتمال وقوع الحدث‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم وضعية الصرف و طرق قياسه‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫أ‪ /‬وضعية الص‪4‬رف‪ :‬يقص‪$$‬د بوض‪$$‬عية الص‪$$‬رف األرص‪$$‬دة ب‪$$‬العمالت األجنبي‪$$‬ة ال‪$$‬واجب تحص‪$$‬يلها أو دفعه‪$$‬ا‬
‫الخاض‪$$‬عة لخط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‪ ،‬كم‪$$‬ا تع‪$$‬رف وض‪$$‬عية الص‪$$‬رف بالنس‪$$‬بة لع‪$$‬ون م‪$$‬ا وفي لحظ‪$$‬ة معين‪$$‬ة على أنه‪$$‬ا‬
‫مساوية المجموع التالي‪:‬‬

‫وضعية الصرف = عمالت أجنبية مملوكة أو موجودات ‪ +‬عمالت مستحقة ‪ -‬عمالت مستحقة الدفع‬

‫و يمكن ظهور حالتين ‪ ........‬الصرف‪:‬‬

‫‪ .1‬وضعية الصرف المفتوحة‪ : ouverte‬وتظهر في حالة عدم تساوي مب‪$‬الغ الموج‪$‬ودات والمطلوب‪$‬ات‬
‫للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي س‪$‬يظهر خط‪$‬ر الص‪$‬رف على ه‪$‬ذا الرص‪$‬يد‪ ،‬ويمكن أن تك‪$‬ون ه‪$‬ذه الوض‪$‬عية طويل‪$‬ة أو‬
‫قصيرة‪.‬‬

‫وضعية الصرف الطويلة (‪ :)long position‬إذا كانت المطلوبات (‪ )les créances‬بالعمالت‬ ‫‪‬‬
‫األجنبي‪$$ $‬ة أك‪$$ $‬بر من ال‪$$ $‬ديون ب‪$$ $‬العمالت األجنبي‪$$ $‬ة‪ ،‬وتخص ه‪$$ $‬ذه الوض‪$$ $‬عية المؤسس‪$$ $‬ات المص‪$$ $‬درة‪،‬‬
‫وك‪$$‬ذلك المقرض‪$$‬ين ب‪$$‬العمالت األجنبي‪$$‬ة والمس‪$$‬تثمرين األج‪$$‬انب‪ ،‬إن البق‪$$‬اء في وض‪$$‬عية طويل‪$$‬ة فيم‪$$‬ا‬
‫يتعلق بعملة معينة يعكس توقع )ارتقاب( ارتفاع قيمة العملة المذكورة‪.‬‬
‫وضعية الصرف القصير (‪ :)courte position‬إذا كانت المطلوبات بالعمالت األجنبية أقل من‬ ‫‪‬‬
‫ال‪$$ $‬ديون ب‪$$ $‬العمالت األجنبي‪$$ $‬ة وذل‪$$ $‬ك لنفس آج‪$$ $‬ال االس‪$$ $‬تحقاق‪ ،‬وتخص ه‪$$ $‬ذه الوض‪$$ $‬عية المؤسس‪$$ $‬ات‬
‫المس ‪$$‬توردة وك ‪$$‬ذا المقترض ‪$$‬ين ب ‪$$‬العمالت األجنبي ‪$$‬ة وتعكس توق ‪$$‬ع انخف ‪$$‬اض قيم ‪$$‬ة العمل ‪$$‬ة الم ‪$$‬أخوذة‬
‫باالعتبار‪.‬‬

‫‪ .2‬وضعية الصرف المغلقة ‪ :Fermée‬وتظه‪$$‬ر في حال‪$$‬ة تع‪$$‬ادل المب‪$$‬الغ المس‪$$‬تحقة وال‪$$‬ديون ألج‪$$‬ل عمل‪$$‬ة‬
‫معينة‪ ،‬والوضعية المغلقة تظهر غياب خطر الصرف‪.‬‬

‫إن وضعية الصرف بالنسب لعملة معينة تتأثر بتقلب‪$$‬ات أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف وه‪$$‬ذا يع‪$$‬ني أن وض‪$$‬عية الص‪$$‬رف‬
‫س ‪$$‬واء ك ‪$$‬انت قص ‪$$‬يرة أو طويل ‪$$‬ة ق ‪$$‬د ال تك ‪$$‬ون في ص ‪$$‬الح المؤسس ‪$$‬ة في بعض األحي ‪$$‬ان‪ ،‬وه ‪$$‬ذا تبع ‪$$‬ا آلث ‪$$‬ار‬
‫ومخاطر أسعار صرف العمالت‪.‬‬

‫ب‪ /‬طرق قياسه ‪ :‬من أجل قياس خطر الصرف بالنسبة للمؤسسة يستلزم األمر‪:‬‬

‫‪ .1‬معرفة وحدة القياس) العملة المرجعية)‪ :‬يع‪$$‬ني العمل‪$$‬ة المرجعي‪$$‬ة بالنس‪$$‬بة للف‪$$‬رد أي العمل‪$$‬ة ال‪$$‬تي ت‪$$‬تيح‬
‫ل‪$$‬ه القي‪$$‬ام بعملي‪$$‬ة االس‪$$‬تهالك‪ ،‬أم‪$$‬ا بالنس‪$$‬بة للمؤسس‪$$‬ة فالعمل‪$$‬ة المرجعي‪$$‬ة نفس العمل‪$$‬ة ال‪$$‬تي على أساس‪$$‬ها يتم‬
‫تقييم هذه المؤسسة‪ ،‬وال تطرح أية إشكاالت لقياس خطر الصرف بالنسبة للمؤسسة التي تتخذ قيمتها في‬
‫سوق واحد ألن عملتها المرجعية هي العملة التي تقيم بها المؤسسة في هذه الس‪$‬وق‪ ،‬ولكن ت‪$‬زداد األم‪$‬ور‬
‫تعقي‪$$‬دا عن‪$$‬دما تتح‪$$‬دد قيم‪$$‬ة المؤسس‪$$‬ة في ع‪$$‬دة أس‪$$‬واق‪ ،‬وتنص القاع‪$$‬دة من ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة على اعتم‪$$‬اد عمل‪$$‬ة‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المس‪$$‬اهمين ال‪$$‬ذين يمارس‪$$‬ون الرقاب‪$$‬ة على المؤسس‪$$‬ة كعمل‪$$‬ة مرجعي‪$$‬ة للقي‪$$‬اس وتتوق‪$$‬ف عملي‪$$‬ة تحدي‪$$‬د العمل‪$$‬ة‬
‫المرجعية على حساب ما يسمى مرجعية الصرف حيث يالحظ‪:‬‬

‫بالنس‪$‬بة للمؤسس‪$‬ات ال‪$‬تي تنش‪$‬ط في مج‪$‬ال التص‪$$‬دير واالس‪$‬تيراد ف‪$$‬إن عملته‪$‬ا المرجعي‪$‬ة هي العمل‪$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫بالنس‪$‬بة للمؤسس‪$‬ات دولي‪$‬ة النش‪$‬اط وك‪$‬ذلك المجمع‪$‬ات ف‪$‬إن العمل‪$‬ة المرجعي‪$‬ة هي عمل‪$‬ة الدول‪$‬ة ال‪$‬تي‬ ‫‪‬‬
‫تقيم بها المؤسسة األم أو عملة الشركة القابضة بالنسبة للمجمعات‪.‬‬

‫‪ .2‬تحدي‪44‬د ومعرف‪44‬ة خط‪44‬ر الص‪44‬رف )الف‪44‬ترة الزمني‪44‬ة(‪ :‬يمكن توض‪$$‬يح التع‪$$‬رض لخط‪$$‬ر الص‪$$‬رف المرتب‪$$‬ط‬
‫بآجال التسديد كما يلي‪:‬‬

‫حال‪$$‬ة خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف مح‪$$‬دد بدق‪$$‬ة‪ :‬و يتحق‪$$‬ق بالمعرف‪$$‬ة الدقيق‪$$‬ة لقيم‪$$‬ة وت‪$$‬اريخ تس‪$$‬ديد الص‪$$‬فقة‪ ،‬ك‪$$‬أن‬ ‫‪‬‬
‫تتفاوض المؤسسة في الفترة ‪ t0‬على بيع آلة بقيمة معلومة في الفترة ‪.t1‬‬
‫حالة خطر صرف غير محدد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم معرفة ت‪$‬اريخ التس‪$‬ديد‪ :‬حيث يتم التف‪$‬اوض في الف‪$‬ترة ‪ t0‬وتتح‪$‬دد قيم‪$‬ة الص‪$$‬فقة و لكن ال‬ ‫‪o‬‬
‫تتم تحديد تاريخ التسديد‪.‬‬
‫حالة عدم معرف‪$‬ة القيم‪$‬ة‪ :‬في ه‪$‬ذه الحال‪$‬ة المؤسس‪$‬ة تتعام‪$‬ل م‪$‬ع زبائنه‪$‬ا و يتم بي‪$‬ع الس‪$‬لع دون‬ ‫‪o‬‬
‫أن يتم تحدي ‪$$‬د القيم ‪$$‬ة‪ ،‬كم ‪$$‬ا ه ‪$$‬و الح ‪$$‬ال بالنس ‪$$‬بة للمؤسس ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي تربطه ‪$$‬ا عالق ‪$$‬ات أو عق ‪$$‬ود‬
‫تجاري ‪$$‬ة طويل ‪$$‬ة يتع ‪$$‬ذر عليه ‪$$‬ا تحدي ‪$$‬د وتع ‪$$‬ديل أس ‪$$‬عار بي ‪$$‬ع منتجاته ‪$$‬ا بالعمل ‪$$‬ة األجنبي ‪$$‬ة في ك ‪$$‬ل‬
‫لحظ‪$‬ة و بالت‪$‬الي ليس في مق‪$‬دورها معرف‪$‬ة قيم‪$‬ة مبيعاته‪$‬ا‪ ،‬فتلج‪$‬أ إلى وض‪$‬ع قيم تقديري‪$‬ة على‬
‫الفترة الزمنية التي لم تتمكن منها من تحديد أسعار منتجاتها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق التنبؤ بخطر سعر الصرف‬

‫إن عملي‪$$‬ة التنب‪$$‬ؤ بأس‪$$‬عار الص‪$$‬رف تع‪$$‬د من العملي‪$$‬ات الص‪$$‬عبة‪ ،‬حيث ي‪$$‬ذهب بعض االقتص‪$$‬اديين باس‪$$‬تحالة‬
‫التنب‪$$‬ؤ بأس‪$$‬عار الص‪$$‬رف نظ‪$$‬ار لص‪$$‬عوبتها‪ ،‬و تختل‪$$‬ف وجه‪$$‬ة نظ‪$$‬ر االقتص‪$$‬اديين فيم‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق ب‪$$‬أدوات التنب‪$$‬ؤ‬
‫بخطر الصرف‪ ،‬فمنهم من يعتمد على المؤشرات االقتصادية من ميزان المدفوعات و سعر الفائ‪$$‬دة و م‪$$‬ا‬
‫يعرف بالتحليل األساسي‪ ،‬و منهم من يعتمد على سلوك سعر الصرف و ما يطلق عليه بالتحليل الفني‪:‬‬

‫أ‪ /‬التنب‪44‬ؤ بأس‪44‬عار الص‪44‬رف باالعتم‪44‬اد على التحلي‪44‬ل األساس‪44‬ي‪ :‬من المع ‪$$‬روف أن األوض ‪$$‬اع االقتص ‪$$‬ادية‬
‫للدول‪$‬ة ت‪$‬أثر بش‪$‬كل مباش‪$‬ر أو غ‪$‬ير مباش‪$‬ر على قيم‪$‬ة عملته‪$‬ا‪ ،‬بم‪$‬ا فيه‪$‬ا التغ‪$‬يرات ال‪$‬تي تش‪$‬هدها المؤش‪$‬رات‬

‫ق‪$$‬دور حن‪$$‬ان‪ ،‬اتجاه‪$$‬ات البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة في غ‪$$‬دارة مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي‪ ،‬أطروح‪$$‬ة دكت‪$$‬وراه في عل‪$$‬وم التس‪$$‬يير‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الجزائر ‪ ،2021/2022 ،3‬ص ‪.76 – 69‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫االقتص ‪$$‬ادية الكلي ‪$$‬ة‪ ،‬و له ‪$$‬ذا ف ‪$$‬إن األخ ‪$$‬ذ بعين االعتب ‪$$‬ار أس ‪$$‬اليب التحلي ‪$$‬ل األساس ‪$$‬ي في الم ‪$$‬دى المتوس ‪$$‬ط و‬
‫الطويل يعد عامال أساسيا للتنبؤ بأسعار الصرف المستقبلية‪.‬‬

‫ل‪$$‬ذا نج‪$$‬د أن غالبي‪$$‬ة المتع‪$$‬املون في األس‪$$‬واق على دراي‪$$‬ة ب‪$$‬التغيرات االقتص‪$$‬ادية و السياس‪$$‬ية للبالد‪ ،‬نظ‪$$‬را‬
‫لثبات‬

‫تأثيرها على كل من قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة و س‪$‬عرها في الس‪$‬وق‪ ،‬و من أهمه‪$‬ا نج‪$‬د‪ :‬مع‪$‬دل التض‪$‬خم‪ ،‬س‪$‬عر الفائ‪$‬دة‪،‬‬
‫الكتلة النقدية‪ ،‬معدل نمو الناتج الداخلي الخام‪ .‬فمن المهم األخ‪$‬ذ بمجموع‪$‬ة من التغ‪$‬يرات االقتص‪$‬ادية عن‪$‬د‬
‫بناء نموذج التنبؤ‪.‬‬

‫ب‪ /‬التنب‪44‬ؤ بأس‪44‬عار الص‪44‬رف باالعتم‪44‬اد على التحلي‪44‬ل الف‪44‬ني‪ :‬يق‪$$‬وم التحلي‪$$‬ل الف‪$$‬ني على فرض ‪$$‬ية أن جمي‪$$‬ع‬
‫العوام‪$$ $‬ل ال‪$$ $‬تي ت‪$$ $‬ؤثر على الس‪$$ $‬عر معكوس‪$$ $‬ة في األس‪$$ $‬عار التاريخي‪$$ $‬ة‪ ،‬و ال يتم اس‪$$ $‬تغالل ك‪$$ $‬ل المعلوم‪$$ $‬ات‬
‫المتض‪$$ $‬منة في ه‪$$ $‬ذه األس‪$$ $‬عار فيتجاه‪$$ $‬ل المتع‪$$ $‬املين في الس‪$$ $‬وق بعض المعلوم‪$$ $‬ات األساس‪$$ $‬ية و يرك‪$$ $‬زون‬
‫بص‪$$‬ورة كب‪$$‬يرة على الرس‪$$‬م البي‪$$‬اني لألس‪$$‬عار‪ ،‬حيث أن هن‪$$‬اك اختالف في آراء المتع‪$$‬املين في الس‪$$‬وق ل‪$$‬ذا‬
‫نجد أن منهم من يقبلون على البيع لسبب ما و منهم من يقبلون على الشراء‪.‬‬

‫فالتحليل الفني ينظر إلى السوق عل ى أنه الوعاء ال‪$$‬ذي يح‪$$‬وي ك‪$$‬ل العوام‪$$‬ل الم‪$$‬ؤثرة لينتج عنه‪$$‬ا في الن‪$$‬ه‬
‫اية السعر‪ ،‬بدل من األخذ بعين االعتبار العوامل المسبب في تحرك سعر الصرف‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم التحليل الفني إلى طريقتين حسب ما جاءت به الواليات المتحدة‪:‬‬

‫الرسوم البياني‪4‬ة‪ :‬يع‪$$‬د االعتم‪$$‬اد على طريق‪$$‬ة الرس‪$$‬وم البياني‪$$‬ة عنص‪$$‬را أساس‪$$‬يا في التحلي‪$$‬ل الف‪$$‬ني‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والقائم‪$$‬ة على نظري‪$$‬ة ش‪$$‬داونز المطبق‪$$‬ة على مؤش‪$$‬رات البورص‪$$‬ة‪ .‬حيث تق‪$$‬وم ه‪$$‬ذه الطريق‪$$‬ة على‬
‫ثالث ركائز أساسيا في التحليل‪:‬‬
‫أن كل العوامل المؤثرة على حركة العملة موجودة في السعر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاولة التنبؤ بحركة سعر الصرف‪ ،‬إذا ما كانت ستتجه نحو الصعود أو الهبوط أو الثبات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سلوك المتعاملين المتكرر بتكرر العامل المؤثر‪ ،‬أي أن التاريخ يعيد نفسه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إن التنبؤ بأسعار الصرف باالعتماد على الطرق البيانية يمر بالمراحل التالية‪:‬‬

‫اختي ‪$$‬ار طريق ‪$$‬ة الع ‪$$‬رض البي ‪$$‬اني‪ :‬حيث نج ‪$$‬د أن هن ‪$$‬اك ثالث ط ‪$$‬رق يمكن اعتماده ‪$$‬ا لع ‪$$‬رض‬ ‫‪o‬‬
‫أسعار الصرف‪:‬‬
‫طريق ‪$$‬ة المنحني ‪$$‬ات‪ :‬تع ‪$$‬د طريق ‪$$‬ة المنحني ‪$$‬ات بس ‪$$‬يطة ج ‪$$‬دا مع ‪$$‬بر عنه ‪$$‬ا بسلس ‪$$‬ة زمني ‪$$‬ة ألس ‪$$‬عار‬ ‫‪-‬‬
‫الصرف مع إهمال المعلومات االقتصادية كحالة السوق خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫طريق‪$$‬ة األعم‪$$‬دة‪ :‬و تس‪$$‬مى ك‪$$‬ذلك بالمخطط‪$$‬ات الش‪$$‬ريطية‪ ،‬حيث تع‪$$‬د ه‪$$‬ذه الطريق‪$$‬ة من أك‪$$‬ثر‬ ‫‪-‬‬
‫الطرق استخداًم ا على مستوى التحليل المالي الفني‪ ،‬و تتم‪$‬يز بالبس‪$‬اطة نوع‪$‬ا م‪$‬ا من حي ث‬
‫تخطيطه ‪$$‬ا‪ .‬فهي تش ‪$$‬ير إلى النق ‪$$‬اط ال ‪$$‬تي بلغه ‪$$‬ا س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف المرتفع ‪$$‬ة و المنخفض ‪$$‬ة خالل‬
‫فترة زمنية محّد دة بحيث أن معلومات األسعار تظهر في شكل عمود‪.‬‬
‫طريقة الشموع اليابانية‪ :‬وهي الطريقة األك‪$$‬ثر ش‪$$‬يوعا ل‪$$‬دى المحللين الفن‪$$‬يين‪ ،‬و هي تس‪$$‬تخدم‬ ‫‪-‬‬
‫لتتبع األصول كاألسهم و األسعار‪ ،‬كما تعرض معلوم‪$$‬ات إض‪$$‬افّية مقارن‪ً$‬ة بالرس‪$$‬وم البياني‪$$‬ة‪،‬‬
‫ويعود أصلها إلى اليابان منذ القرن الثامن عشر‪ ،‬لتنشهر بعد ذلك في أنحاء العالم‪.‬‬

‫إن بن‪$‬اء مخط‪$‬ط الش‪$‬موع اليابانّي ة ق‪$‬ائم على إب‪$‬راز نق‪$‬اط بيان‪$‬ات مختلف‪$‬ة مث‪$‬ل س‪$‬عر االفتت‪$‬اح و‬
‫س‪$$ $‬عر اإلغالق‪ ،‬أدنى نقط‪$$ $‬ة وأعلى نقط‪$$ $‬ة لس‪$$ $‬عر الص‪$$ $‬رف‪ ،‬فهي على ن‪$$ $‬وعين‪ ،‬المخطط‪$$ $‬ات‬
‫الصاعدة والهابطة‪ ،‬حيث تشير الشموع الصاعدة و التي تأخ‪$‬ذ الل‪$‬ون األخض‪$‬ر إلى أّن س‪$‬عر‬
‫اإلغالق أعلى من س‪$$‬عر االفتت‪$$‬اح‪ ،‬بينم‪$$‬ا تظه‪$$‬ر الش‪$$‬موع الهابط‪$$‬ة ب‪$$‬اللون األحم‪$$‬ر و تش‪$$‬ير إلى‬
‫أن سعر اإلغالق أقل من سعر االفتتاح‪.‬‬

‫الط‪44‬رق اإلحص‪44‬ائية‪ :‬هن‪$$‬اك ع‪$$‬دة ط‪$$‬رق تس‪$$‬تخدم للتنب‪$$‬ؤ بأس‪$$‬عار الص ‪$$‬رف ن‪$$‬ذكر منه‪$$‬ا المتوس‪$$‬طات‬ ‫‪‬‬
‫المتحركة‪ ،‬المذبذبات‪ ،‬و مؤشر القوة النسبية‪.‬‬
‫المتوسطات المتحرك‪$‬ة‪ :‬تس‪$‬تند ه‪$‬ذه المتوس‪$‬طات إلى األس‪$‬عار‪ ،‬فهي وس‪$‬يلة جي‪$‬دة لتأكي‪$‬د اتج‪$‬اه‬ ‫‪o‬‬
‫األس‪$$‬عار من أج‪$$‬ل تحدي‪$$‬د مج‪$$‬ال ال‪$$‬دعم و المقاوم‪$$‬ة‪ ،‬حيث تع‪$$‬رض متوس‪$$‬ط الس‪$$‬عر خالل ف‪$$‬ترة‬
‫زمني‪$$‬ة مح‪$$‬ددة‪ ،‬فه‪$$‬و يتفاع‪$$‬ل م‪$$‬ع األح‪$$‬داث ال‪$$‬تي وقعت و بالت‪$$‬الي يع‪$$‬د كمؤش‪$$‬ر تفس‪$$‬يري لتأكي‪$$‬د‬
‫التوقعات المحتملة لحركات أسعار الصرف‪.‬‬

‫ومن أكثر المتوسطات المستخدمة هي ‪ 20 ،50 ،89 ،150 ،200‬يوم‪ ،‬و من أجل تحديد‬
‫مي‪$$‬ل الس‪$$‬وق يتم ع‪$$‬ادة حس‪$$‬اب ن‪$$‬وعين من المتوس‪$$‬طات المتحرك‪$$‬ة‪ ،‬أح‪$$‬دهما يك‪$$‬ون في الم‪$$‬دى‬
‫القصير والث‪$‬اني في الم‪$‬دى الطوي‪$‬ل‪ ،‬و يتم تمثي‪$‬ل األس‪$$‬عار ومنحني‪$‬ات المتوس‪$‬طات المتحرك‪$‬ة‬
‫في نفس الش‪$$$‬كل البي‪$$$‬اني‪ ،‬وعن‪$$$‬دما يقط‪$$$‬ع منح‪$$$‬نى المتوس ‪$$‬طة المتحرك ‪$$‬ة قص‪$$ $‬يرة األج‪$$$‬ل م‪$$$‬ع‬
‫منح ‪$$‬نى المتوس ‪$$‬طة المتحرك ‪$$‬ة متوس ‪$$‬طة األج ‪$$‬ل ويتج ‪$$‬اوزه ص ‪$$‬عودا‪ ،‬فيمكن ترجم ‪$$‬ة ذل ‪$$‬ك ب ‪$$‬أن‬
‫السوق يتجه صعودا والعكس صحيح‪.‬‬

‫المذبذبات‪ :‬تسمح هذه الطريق‪$‬ة بتحدي‪$‬د فيم‪$‬ا إذا ك‪$‬ان الس‪$‬وق ب‪$‬ائع أو مش‪$‬تري أك‪$‬ثر مم‪$‬ا يجب‬ ‫‪o‬‬
‫ويتم حساب الذبذبات باالعتماد على الصيغة التالية ‪:‬‬
‫عدد أيام الصعود‬
‫‪ * 100‬عدد أيام الهبوط = المذبذبات‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫يكون السوق بائع أكثر مما يجب إذا كانت النسبة أقل من ‪ ،% 100‬و العكس صحيح‪.‬‬

‫مؤشر القوة النسبية‪ :‬و الذي يقارن ما بين الهبوط و قوة الصعود في فترة زمنية محددة‪ ،‬و‬ ‫‪o‬‬
‫يتم حسابه بالعالقة التالية‪:‬‬

‫وعلى أس ‪$$‬اس نتيج ‪$$‬ة المؤش ‪$$‬ر ال ‪$$‬تي ت ‪$$‬تراوح بين ‪ 0‬و‪ ،% 100‬يتم معرف ‪$$‬ة وض ‪$$‬عية الس ‪$$‬وق فيم ‪$$‬ا إذا ك ‪$$‬ان‬
‫مش‪$‬تري أو ب‪$‬ائع أك‪$‬ثر من الالزم ف‪$‬إذا ك‪$‬انت النس‪$‬بة أك‪$‬بر من ‪ % 70‬فه‪$‬ذا معن‪$‬اه أن الس‪$‬وق مش‪$‬تري أك‪$‬ثر‬
‫من الالزم‪ ،‬وإ ذا كانت أقل من ‪ % 30‬فالسوق يعد بائع أكثر من االزم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطرق أو التقنيات الداخلية للتحوط من خطر سعر الصرف‬

‫من بين الحل ‪$$ $‬ول ال ‪$$ $‬تي يمكن أن يس ‪$$ $‬تخدمها م ‪$$ $‬دير المخ ‪$$ $‬اطر للت ‪$$ $‬أثير على ح ‪$$ $‬دة خط ‪$$ $‬ر الص ‪$$ $‬رف‪ ،‬نج ‪$$ $‬د‬
‫التقني‪$$‬ات الداخلي‪$$‬ة ال‪$$‬تي تع‪$$‬ني اس‪$$‬تخدام اإلمكاني‪$$‬ات الداخلي‪$$‬ة لتقليص المب‪$$‬الغ المعرض‪$$‬ة لخط‪$$‬ر الص‪$$‬رف أو‬
‫للحص‪$$‬ول على خط‪$$‬ر مقب‪$$‬ول من حيث االحتم‪$$‬ال‪ ،‬التوقع‪$$‬ات والمب‪$$‬الغ‪ .‬فاس‪$$‬تخدام التقني‪$$‬ات الداخلي‪$$‬ة ي‪$$‬ؤدي‬
‫أوال إلى تقليص المب‪$$‬الغ المعرض‪$$‬ة لخط‪$$‬ر الص‪$$‬رف أي وض‪$$‬عية الص‪$$‬رف‪ ،‬ويتم الوص‪$$‬ول إلى ه‪$$‬ذا اله‪$$‬دف‬
‫بعد وضع آلية نظام المقاصة‪ ،‬وثانيا التأثير على نوعية الخط‪$‬ر من خالل اختي‪$‬ار العمل‪$‬ة المناس‪$‬بة‪ ،‬وثالث‪$‬ا‬
‫قد تسمح تقنيات التحوط الداخلية من االستفادة من تغيرات أسعار الصرف المالئمة لتحقيق المكاسب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اختيار عملة الفوترة‬

‫كلم‪$$‬ا ك‪$$‬انت درج‪$$‬ة تقلب‪$$‬ات العمالت الص‪$$‬عبة كب‪$$‬يرة كلم‪$$‬ا ك‪$$‬انت مخ‪$$‬اطر ص‪$$‬رف كب‪$$‬يرة‪ ،‬وللتقلي‪$$‬ل منه‪$$‬ا فإن‪$$‬ه‬
‫باإلمك‪$$‬ان اختي‪$$‬ار عمالت ص‪$$‬عبة قليل‪$$‬ة التقلب لتس‪$$‬وية المب‪$$‬ادالت ال‪$$‬تي تتم به‪$$‬ا إن ت‪$$‬وفرت الفرص‪$$‬ة ل‪$$‬ذلك‪.‬‬
‫فالمؤسسات دولية النشاط يمكنها الفوترة بعملة قليلة التقلب أو سلة من العمالت‪.‬‬

‫رشام كهينة‪ ،‬ساسا و إدارة مخاطر الصرف‪ ،‬محاضرات موجهة لطلبة السنة أولى ماستر في العلوم التجاري‪$$‬ة‪ ،‬جامع‪$$‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫آكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،2019/2020 ،‬ص ‪.134 – 125‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫أ‪ /‬الف‪44‬وترة بالعمل‪44‬ة الوطني‪44‬ة‪ :‬عمل‪$$‬ة الف‪$$‬وترة هي العمل‪$$‬ة ال‪$$‬تي يتم به‪$$‬ا تحري‪$$‬ر عق‪$$‬ود ال‪$$‬بيع وعق‪$$‬ود الش‪$$‬راء‬
‫الدولية‪ .‬ولتفادي خطر الص‪$$‬رف‪ ،‬ف‪$$‬إن العدي‪$‬د من المؤسس‪$‬ات‪ ،‬خاص‪$$‬ة المؤسس‪$‬ات الص‪$$‬غيرة والمتوس‪$‬طة‬
‫تخت‪$$‬ار تحري‪$$‬ر ص‪$$‬ادراتها بالعمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة وتح‪$$‬اول الحص‪$$‬ول من مورديه‪$$‬ا األج‪$$‬انب على إمكاني‪$$‬ة التس‪$$‬ديد‬
‫لهم بالعمل ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة وخاص ‪$$‬ة عن ‪$$‬دما تك ‪$$‬ون قابل ‪$$‬ة للتحوي ‪$$‬ل‪ .‬وب ‪$$‬ذلك ف ‪$$‬إن المس ‪$$‬تورد ال ‪$$‬ذي يتعاق ‪$$‬د بعملت ‪$$‬ه‬
‫الوطنية يصبح يعرف تماما القيمة ال‪$‬تي س‪$‬يدفعها عن‪$‬د ت‪$‬اريخ االس‪$‬تحقاق‪ .‬ولتجنب ك‪$‬ل خط‪$‬ر‪ ،‬يجب أن ال‬
‫يحت ‪$$‬وي العق ‪$$‬د المح ‪$$‬رر بالعمل ‪$$‬ة على بن ‪$$‬د تص ‪$$‬حيح األس ‪$$‬عار مؤش ‪$$‬ر بالنس ‪$$‬بة لعمل ‪$$‬ة ص ‪$$‬عبة مرجعي ‪$$‬ة‪ .‬ف ‪$$‬إذا‬
‫أض‪$$‬اف الزب‪$‬ون أو الم‪$‬ورد بن‪$‬دا م‪$‬ا‪ ،‬ف‪$$‬إن العملي‪$‬ة المح‪$‬ررة بالعمل‪$‬ة المحلي‪$‬ة تص‪$$‬بح مرتبط‪$‬ة بتقلب‪$‬ات أس‪$‬عار‬
‫العملة الصعبة المرجعية‪.‬‬

‫ب‪ /‬الفوترة بعمل‪44‬ة ص‪44‬عبة قليل‪44‬ة التقلب أو س‪44‬لة من العمالت‪ :‬في ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة ك‪$$‬ل من الط‪$$‬رفين يتحمالن‬
‫مخاطر الصرف بالنسبة للعملة المفوترة بها‪ ،‬مثل الدوالر األمريكي في شراء المواد األولية والبتر ول‪،‬‬
‫أو األورو الذي يعرف استقرارا نسبيا‪.‬‬

‫ت‪ /‬مع‪44‬ايير اختي‪44‬ار العمل‪44‬ة األجنبي‪44‬ة‪ :‬إن ت‪$$‬أثير تغ‪$$‬يرات أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف يختل‪$$‬ف حس‪$$‬ب وض‪$$‬عية ص‪$$‬رف‬
‫المؤسس ‪$$‬ة‪ ،‬فارتف ‪$$‬اع س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف مثال ي ‪$$‬ؤدي إلى تحقي ‪$$‬ق مكاس ‪$$‬ب ص ‪$$‬رف لص ‪$$‬احب الوض ‪$$‬عية الطويل ‪$$‬ة‬
‫وخس ‪$$‬ائر لص ‪$$‬احب الوض ‪$$‬عية القص ‪$$‬يرة‪ .‬وبص ‪$$‬فة عام ‪$$‬ة فالمؤسس ‪$$‬ة أثن ‪$$‬اء القي ‪$$‬ام بممارس ‪$$‬ة نش ‪$$‬اط عليه ‪$$‬ا أن‬
‫تختار العملة‪ ،‬حيث‪:‬‬

‫مع‪$‬ايير اختي‪$‬ار العمل‪$‬ة األجنبي‪$‬ة عن‪$‬د المص‪$‬ريين‪ :‬يعتم‪$‬د م‪$‬دير المخ‪$‬اطر على ع‪$‬دة مع‪$‬ايير الختي‪$‬ار‬ ‫‪‬‬
‫عملة تحرير الفاتورة وهي‪:‬‬
‫عملة قوية‪ :‬عرفت بأنها عملة ينتج عن حيازتها إمكانية الحصول على عدد أكبر من السلع‬ ‫‪o‬‬
‫والخ‪$$‬دمات‪ ،‬كم‪$$‬ا ع‪$$‬رفت بأنه‪$$‬ا ك‪$$‬ل عمل‪$$‬ة قابل‪$$‬ة للتحوي‪$$‬ل ومس‪$$‬تخدمة كث‪$$‬ير في التس‪$$‬وية الدولي‪$$‬ة‬
‫ويتم تداولها في سوق الصرف اآلجل‪.‬‬

‫من وجهة نظر إدارة خطر الصرف‪ ،‬نجد أن التعريف الثاني هو المقصود‪ ،‬ألنه يتماثل م‪$‬ع‬
‫تص ‪$$‬ور م‪$$‬دير المخ‪$$‬اطر للعمل‪$$‬ة القوي‪$$‬ة‪ ،‬ال‪$$‬تي يجب أن تك‪$$‬ون قابل‪$$‬ة للتحوي‪$$‬ل‪ ،‬مت‪$$‬وفرة) تكلف‪$$‬ة‬
‫معامل ‪$$‬ة أق ‪$$‬ل (و أخ ‪$$‬يرا يتم التعام ‪$$‬ل به ‪$$‬ا في س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف اآلج ‪$$‬ل على األق ‪$$‬ل‪ ،‬وهي النق ‪$$‬اط‬
‫التي يرتكز عليها الختيار أو استبعاد عملة معينة‪.‬‬

‫مع ‪$$‬دل فائ ‪$$‬دة منخفض‪ :‬يح ‪$$‬اول المص ‪$$‬در أن يخت ‪$$‬ار عمل ‪$$‬ة ذات مع ‪$$‬دل فائ ‪$$‬دة منخفض مقارن ‪$$‬ة‬ ‫‪o‬‬
‫بعملت ‪$$‬ه المحلي ‪$$‬ة لس ‪$$‬ببين رئيس ‪$$‬يين‪ :‬األول يتمث ‪$$‬ل في االس ‪$$‬تفادة من عالوة التق ‪$$‬ديم عن ‪$$‬د قيام ‪$$‬ه‬
‫بعملية التحوط‪ ،‬والثاني الحصول على تمويل بأدنى تكلف‪$‬ة) التس‪$‬بيقات بالعمل‪$‬ة األجنبي‪$‬ة (كم‪$‬ا‬
‫يمكنه أن يستفيد من معدل الفائدة المتدني لتقوية عرضه و زيادة تنافسيته‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫المقاص‪$$‬ة‪ :‬يجب على الش‪$$‬ركة أن تح‪$$‬اول تحري‪$$‬ر فوات‪$$‬ير ص‪$$‬ادراتها بنفس العمل‪$$‬ة أو العمالت‬ ‫‪o‬‬
‫المس‪$$ $‬تخدمة في ال‪$$ $‬واردات ح‪$$ $‬تى يتمكن م‪$$ $‬دير المخ‪$$ $‬اطر بع‪$$ $‬د ت‪$$ $‬رتيب آج‪$$ $‬ال االس‪$$ $‬تحقاق من‬
‫استخدام إيرادات المؤسسة بعملة معينة لتسوية دين بنفس العملة‪.‬‬
‫ع ‪$$‬دد قلي ‪$$‬ل من العمالت‪ :‬اله ‪$$‬دف األساس ‪$$‬ي من محاول ‪$$‬ة حص ‪$$‬ر ع ‪$$‬دد العمالت األجنبي ‪$$‬ة ه ‪$$‬و‬ ‫‪o‬‬
‫تس ‪$$‬هيل عملي ‪$$‬ة إدارة الخزين ‪$$‬ة‪ ،‬فع ‪$$‬دم متابع ‪$$‬ة م ‪$$‬دير المخ ‪$$‬اطر لع ‪$$‬دد كب ‪$$‬ير من العمالت يجعل ‪$$‬ه‬
‫أك‪$$‬ثر فعالي‪$$‬ة في إدارة الخزين‪$$‬ة والتعام‪$$‬ل م‪$$‬ع ه‪$$‬ذا الخط‪$$‬ر‪ .‬كم‪$$‬ا أن ع‪$$‬دم تش‪$$‬تت المب‪$$‬الغ على‬
‫عدد كب‪$‬ير من العمالت‪ ،‬يجع‪$‬ل المؤسس‪$‬ة تتحص‪$‬ل على خ‪$‬دمات أحس‪$‬ن من قب‪$‬ل البن‪$‬وك‪ ،‬ه‪$‬ذا‬
‫ناهيك على أن إقامة نظام المقاصة في ظل عدد محدود من العمالت يكون أسهل وأنجع‪.‬‬
‫معايير اختيار العملة األجنبية عند المستوردين‪ :‬نفس المعايير السابقة يأخ‪$$‬ذها المس‪$$‬تورد الختي‪$$‬ار‬ ‫‪‬‬
‫عملة تحرير الفاتورة‪.‬‬
‫عملة قوي‪$‬ة‪ :‬ق‪$$‬د يخت‪$‬ار المس‪$‬تورد عمل‪$‬ة قوي‪$‬ة لالس‪$‬تفادة من إمكاني‪$‬ات التح‪$‬وط وتنوعه‪$‬ا‪ ،‬غ‪$‬ير‬ ‫‪o‬‬
‫أنه في بعض األحيان قد يختار عمل‪$‬ة ض‪$‬عيفة من أج‪$‬ل االس‪$‬تفادة من انخف‪$‬اض قيمته‪$‬ا وال‪$‬تي‬
‫تعني بالنسبة له انخفاض المبلغ الذي سيدفعه بالعملة المحلية عند حلول األجل‪.‬‬
‫معدل فائدة مرتف‪$‬ع‪ :‬يخت‪$‬ار المس‪$‬تورد عمل‪$‬ة يك‪$‬ون مع‪$‬دل فائ‪$‬دتها أعلى من مع‪$‬دل الفائ‪$‬دة على‬ ‫‪o‬‬
‫العملة المحلية لالستفادة من خصم التأجيل‪.‬‬
‫المقاص ‪$$ $‬ة‪ :‬يجب على المؤسس ‪$$ $‬ة أن تخت ‪$$ $‬ار نفس العمالت المس ‪$$ $‬تخدمة في ف ‪$$ $‬وترة المبيع ‪$$ $‬ات‬ ‫‪o‬‬
‫للخارج‪.‬‬
‫عدد قليل من العمالت‪ :‬ال يختلف هذا العنصر عند المستورد والمصدر‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫وكخالصة لما سبق‪ ،‬يمكن القول أن اختيار عملة أجنبية مناسبة لفوترة المبيعات والمش‪$$‬تريات يس‪$$‬اهم في‬
‫تقليل حدة خطر الصرف من خالل تقليص المبلغ المعرض لهذا الخطر بفضل نظام المقاصة‪.‬‬

‫كما أن اختي‪$‬ار عمل‪$‬ة قوي‪$‬ة مس‪$‬تقرة‪ ،‬س‪$‬يجنبها التقلب‪$‬ات الح‪$‬ادة ال‪$‬تي تم‪$‬يز ع‪$‬دد ال ب‪$‬أس ب‪$‬ه من العمالت في‬
‫العالم‪ ،‬ويعطيها إمكانية استخدام األدوات المالية الموجهة للتحوط من هذا الخطر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الملزمة للعقد التجاري‬

‫يمكن تعري‪$$‬ف الش‪$$‬روط الملحق‪$$‬ة تل‪$$‬ك الش‪$$‬روط ال‪$$‬تي تس‪$$‬مح بتث‪$$‬بيت الس‪$$‬عر بدالل‪$$‬ة التغ‪$$‬يرات ال‪$$‬تي تح‪$$‬دث في‬
‫بعض المؤشرات أو األحداث‪ .‬و ال توجد قوالب ج‪$$‬اهزة أو وص‪$$‬فات مح‪$$‬ددة للتط‪$$‬بيق عن‪$$‬دما يتعل‪$$‬ق األم‪$$‬ر‬
‫بالعق‪$$‬د التج‪$$‬اري‪ ،‬ف‪$$‬األمر يبقى منوط‪$$‬ا بم‪$$‬ا ينتج عن المفاوض‪$$‬ات بين الط‪$$‬رفين‪ .‬فك‪$$‬ل ط‪$$‬رف يح‪$$‬اول إدراج‬
‫بعض الشروط‪ ،‬حتى يتفادى جزء من خطر الص‪$$‬رف أو كل‪$$‬ه لش‪$$‬روط الملحق‪$‬ة‪ .‬و لق‪$‬د أس‪$$‬فرت ممارس‪$$‬ات‬
‫المؤسسات العديد من األمثلة التي يمكن أن نذكر بعضها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫أ‪ /‬ش‪44‬رط تك‪44‬ييف األس‪44‬عار بدالل‪44‬ة تقلب‪44‬ات س‪44‬عر الص‪44‬رف‪ :‬عن‪$$‬دما تك‪$$‬ون عمل‪$$‬ة الف‪$$‬اتورة مختلف‪$$‬ة عن العمل‪$$‬ة‬
‫المرجعي‪$$‬ة‪ ،‬ف‪$$‬إن ه‪$$‬ذا األخ‪$$‬ير يق‪$$‬وم في بعض الح‪$$‬االت ب‪$$‬إد ا رج ش‪$$‬رط تك‪$$‬ييف الس‪$$‬عر على أس‪$$‬اس التغ‪$$‬ير‬
‫الحاصل في س‪$‬عر الص‪$‬رف عن‪$‬د التس‪$‬وية‪ .‬ف‪$‬إذا ارتف‪$‬ع أو انخفض س‪$‬عر الص‪$‬رف عن‪$‬د التس‪$‬وية عن الس‪$‬عر‬
‫الذي كان مسجال عن‪$‬د تحري‪$‬ر الف‪$‬اتورة‪ ،‬يتم تع‪$‬ديل س‪$‬عر ال‪$‬بيع بحيث يص‪$‬بح يع‪$‬بر عن القيم‪$‬ة األولي‪$‬ة عن‪$‬د‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫بمع‪$$‬نى آخ‪$$‬ر‪ ،‬أن المص‪$$‬در يص‪$$‬بح غ‪$$‬ير مع‪$$‬رض لخط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‪ ،‬على أس‪$$‬اس أن‪$$‬ه يعلم يقين‪$$‬ا المبل‪$$‬غ ال‪$$‬ذي‬
‫سيحصل عليه بفضل الشرط المدرج‪ .‬في المقابل نجد المستورد) الذي كان نظريا بسبب استعمال عملته‬
‫المرجعية غير معرض لخطر الصرف(‪ ،‬أصبح بس‪$‬بب نفس الش‪$‬رط مع‪$‬رض لخط‪$‬ر الص‪$‬رف‪ .‬وق‪$‬د يأخ‪$‬ذ‬
‫هذا الشرط شكال آخر ال يتم فيه تعديل سعر البيع إال إذا تعدى سعر الصرف حدين معينين وت‪$$‬دعى ه‪$$‬ذه‬
‫الطريقة بشرط النفق‪.‬‬

‫ب‪ /‬تك‪4‬ييف األس‪4‬عار نس‪4‬بة لتقلب‪4‬ات الص‪4‬رف م‪4‬ع إعف‪4‬اء‪ :‬من خالل ه‪$$‬ذه التقني‪$$‬ة يتف‪$$‬ق ك‪$$‬ل من المص‪$$‬در و‬
‫المس ‪$$‬تورد على أن التقلب ‪$$‬ات في أس ‪$$‬عار عمل ‪$$‬ة الف ‪$$‬وترة تحم ‪$$‬ل إلى المبل ‪$$‬غ‪ ،‬لكن في ح ‪$$‬دود اإلعف ‪$$‬اء المتف ‪$$‬ق‬
‫عليه‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نف‪$‬ترض أن مص‪$‬در أوروبي عق‪$‬د اتفاق‪$‬ا تجاري‪$‬ا بـ ‪ 100000‬دوالر على أس‪$‬اس ‪ 1‬دوالر = ‪0.89‬‬
‫أورو‪ ،‬مع إضافة إعفاء بمقدار ‪ + 0.03‬أو – أورو‪.‬‬

‫في هذه الحالة فإن تعديل األسعار يبدأ فقط عندما يرتفع سعر الدوالر بمقدار ‪ + 0.03‬أي يصبح‬

‫س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف ال ‪$$‬دوالر ‪ 1‬دوالر = ‪ )0.89 + 0.03( 0.92‬أو عن ‪$$‬دما ينخفض ال ‪$$‬دوالر بنفس المق ‪$$‬دار‬
‫‪-0.03‬‬

‫أي ‪ 1‬دوالر = ‪.)0.89 – 0.03( 0.86‬‬

‫ت‪ /‬شرط اقتسام المخاطرة‪ :‬يتم وفق‪$$‬ا له‪$$‬ذا الش‪$$‬رط اقتس‪$$‬ام خس‪$$‬ائر الص‪$$‬رف وق‪$$‬د تك‪$$‬ون ه‪$$‬ذه القس‪$$‬مة عادل‪$$‬ة‬
‫أي لمناص ‪$$‬فة أو ق ‪$$‬د تك ‪$$‬ون بنس ‪$$‬ب مختلف ‪$$‬ة تح ‪$$‬ددها الق ‪$$‬وة التفاوض ‪$$‬ية للط ‪$$‬رفين‪ .‬أو يتف ‪$$‬ق ك ‪$$‬ل من المص ‪$$‬در‬
‫والمستورد على التقاسم بالتس‪$‬اوي لج‪$‬زء من تقلب‪$‬ات س‪$‬عر الص‪$$‬رف بين ت‪$‬اريخ الف‪$‬وترة) إع‪$‬داد الف‪$‬اتورة(‪،‬‬
‫وتاريخ الدفع )التسديد)‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا عقد مستورد أوروبي اتفاقا تجاريا مع مصدر أمريكي على أساس ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬دوالر= ‪ 0.86‬أورو‪.‬‬
‫تقاسم الخطر بمقدار ‪% 50‬‬
‫التسديد يتم على ‪ 5‬دفعات متساوية‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫فإذا كان سعر الصرف أثناء تسديد الدفعات الخمس كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسديد الدفعة األولى على أساس ‪ 1‬دوالر ‪ =0.88‬أورو‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد الدفعة الثانية على أساس ‪ 1‬دوالر ‪ =0.90‬أورو‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد الدفعة الثالثة على أساس ‪ 1‬دوالر ‪ =0.92‬أورو‪.‬‬
‫‪ -‬تسديد الدفعة الرابعة على أساس ‪ 1‬دوالر ‪= 0.94‬أورو‪.‬‬
‫ومن ‪$$‬ه ف ‪$$‬إن متوس ‪$$‬ط س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف يك ‪$$‬ون على أس ‪$$‬اس ‪ 1‬دوالر ‪ =0.92‬اورو‪ .‬ف ‪$$‬إذا تع ‪$$‬رض المس ‪$$‬تورد‬
‫لخس‪$‬ائر الص‪$‬رف تع‪$‬ادل ‪ 0.06‬اورو لك‪$‬ل ‪ 1‬دوالر‪ ،‬فإن‪$‬ه بن‪$‬اء على ش‪$‬رط تقاس‪$‬م الخط‪$‬ر‪ ،‬يتحم‪$‬ل فق‪$‬ط م‪$‬ا‬
‫مقداره ‪ 0.03‬أورو لكل ‪ 1‬دوالر‪.‬‬

‫ث‪ /‬ش‪44‬رط العمالت المتع‪44‬ددة‪ :‬يس‪$$‬مى ك‪$$‬ذلك بالص ‪$$‬رف المتع‪$$‬دد‪ ،‬وال‪$$‬ذي يس‪$$‬مح بص ‪$$‬ياغة العق‪$$‬د بالعدي‪$$‬د من‬
‫العمالت‪ ،‬حيث يتم ه ‪$$‬ذا فق ‪$$‬ط عن ‪$$‬د بل ‪$$‬وغ االس ‪$$‬تحقاق‪ ،‬أين يخت ‪$$‬ار أح ‪$$‬د أط ‪$$‬راف العق ‪$$‬د العمل ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يتم به ‪$$‬ا‬
‫التسديد‪.‬‬

‫فبناءا على هذا الشرط بإمكان المصدر أو المستورد استعمال أو اختيار وفق شروط محددة عملة أخ‪$$‬رى‬
‫تختل‪$$‬ف عن عمل‪$$‬ة الف‪$‬وترة‪ ،‬ك‪$$‬أن يطلب مثال مص‪$$‬در أوروبي التس‪$$‬ديد بالفرن‪$$‬ك السويس‪$$‬ري في حال‪$$‬ة م‪$$‬ا إذا‬
‫انخفض سعر صرف الدوالر مقابل األورو إلى ‪ 1‬دوالر ‪ =0.98‬عوض ‪ 1‬دوالر ‪=0.86‬‬

‫ج‪ /‬إدخال شرط الص‪4‬رف في العق‪4‬د‪ :‬يتم ف‪$$‬رض ه‪$$‬ذا الش‪$$‬رط في عق‪$$‬د ال‪$$‬بيع‪ ،‬لتث‪$$‬بيت س‪$$‬عر التع‪$$‬ادل م‪$$‬ا بين‬
‫عمل ‪$$‬تين أو تحدي ‪$$‬ده ض ‪$$‬من عتب ‪$$‬ة معين ‪$$‬ة ال يج ‪$$‬وز تع ‪$$‬ديها‪ .‬كم ‪$$‬ا يمكن أن يأخ ‪$$‬ذ ش ‪$$‬كال آخ ‪$$‬ر يتم من خالل ‪$$‬ه‬
‫التمييز بين نوعين من العمالت في العقد الواحد‪ ،‬العملة المرجعي‪$$‬ة من جه‪$$‬ة وعمل‪$$‬ة أو عمالت ال‪$$‬دفع من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫وعند أج‪$‬ل االس‪$‬تحقاق يخت‪$‬ار أح‪$‬د ط‪$‬رفي العق‪$‬د العمل‪$‬ة ال‪$‬تي تس‪$‬تخدم للتس‪$‬وية غ‪$‬ير أن ه‪$‬ذه الطريق‪$‬ة تعت‪$‬بر‬
‫قليلة االستخدام بسبب التقلبات الحادة وعدم إتاحتها االستفادة من التغيرات المالئم‪$$‬ة في أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‪،‬‬
‫كم‪$$‬ا أنه‪$$‬ا ال ت‪$$‬وفر الحماي‪$$‬ة المثالي‪$$‬ة بس‪$$‬بب اش‪$$‬تراط أال ي‪$$‬ؤدي الش‪$$‬رط دوره‪ ،‬إال إذا تج‪$$‬اوز االنخف‪$$‬اض في‬
‫سعر الصرف حدا معينا متفق عليه في العقد‪.‬‬

‫ح‪ /‬التقييس على عملة معينة أو سلة من العمالت‪ :‬يربط المتعاقدون المبلغ الممكن دفعه بعملة ثالث‪$$‬ة أو‬
‫سلة من العمالت مثل حقوق السحب الخاص‪$$‬ة بش‪$‬كل ع‪$‬ام‪ .‬ويعكس ه‪$‬ذا الش‪$‬رط مخ‪$‬اطرة أس‪$‬عار الص‪$$‬رف‬
‫على الطرفين في العقد‪ .‬وكما أن االرتفاع أو االنخفاض المتوقع في س‪$$‬عر قائم‪$$‬ة الحس‪$$‬اب ق‪$$‬د ال ي‪$$‬ؤثر إال‬
‫على نسبة معينة من المبلغ‪ .‬مثال ذلك ارتفاع) أو انخفاض (أعلى من ‪ %3‬أو ‪%5‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسيير اآلجال‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫إن اإلج‪$$‬راء المس‪$$‬مى بـ (‪ Termaillge )LEADS and LAGS‬يتمث‪$$‬ل في تنوي‪$$‬ع آج‪$$‬ال ال‪$$‬دفع من أج‪$$‬ل‬
‫االستفادة من التطورات الحاصلة في أسعار الصرف‪:‬‬

‫‪ : LEADS‬هي عبارة المدفوعات المسبقة‪.‬‬


‫‪ : LAGS‬هي المدفوعات المؤجلة‪.‬‬

‫ه‪$$‬ذه التقني‪$$‬ة تعتم‪$$‬د على مب‪$$‬دأ التغي‪$$‬ير في آج‪$$‬ال أو ت‪$$‬اريخ التس‪$$‬ديد‪ ،‬وذل‪$$‬ك س‪$$‬واء بتعجي‪$$‬ل أو تأجي‪$$‬ل آج‪$$‬ال‬
‫المدفوعات أو المقبوضات‪ .‬والتحصيل بطريقة تسمح باالستفادة من التغيرات في أسعار الصرف‪.‬‬

‫وتع‪$$‬رف ك‪$$‬ذلك ه‪$$‬ذه التقني‪$$‬ة على أنه‪$$‬ا تع‪$$‬ديل ت‪$$‬اريخ ال‪$$‬دفع أو الس‪$$‬حب لعمل‪$$‬ة ص‪$$‬عبة تبع‪$$‬ا لتطوره‪$$‬ا مقارن‪$$‬ة‬
‫بالعملة المرجعية المستعملة من طرف المؤسسة‪.‬‬

‫ويمكن تسمية ه‪$‬ذه التقني‪$‬ة أيض‪$‬ا بأس‪$‬لوب التعجي‪$‬ل والتلك‪$‬ؤ أو التب‪$‬اطؤ الرتب‪$‬اط المص‪$‬طلح بتع‪$‬ديل الش‪$‬روط‬
‫االئتمانية الس‪$‬ارية بين الش‪$‬ركات‪ .‬فالتعجي‪$‬ل يقص‪$‬د ب‪$‬ه س‪$‬داد االلت ا زم قب‪$‬ل ت‪$‬اريخ اس‪$‬تحقاقه‪ ،‬أم‪$‬ا التب‪$‬اطؤ‬
‫فهو سداد االلتزام بعد فترة من تاريخ استحقاقه‪ .‬بمعنى آخر هذه التقنية تهتم بالفترة الزمنية ال‪$$‬تي ستس‪$$‬دد‬
‫الف‪$$‬اتورة خالله‪$$‬ا‪ ،‬وتتمث‪$$‬ل في مجموع‪$$‬ة اإلج‪$$‬راءات و الق‪$$‬رارات ال‪$$‬تي يح‪$$‬اول من خالله‪$$‬ا م‪$$‬دير المخ‪$$‬اطر‬
‫التأثير على آجال التسوية‪ ،‬بتغييرها وتعديلها من أجل االستفادة من التغيرات في أسعار الصرف‪.‬‬

‫ويختلف سلوك مدير المخ‪$‬اطر وتتب‪$‬اين ممارس‪$‬اته حس‪$‬ب الوض‪$$‬عية ال‪$‬تي يك‪$‬ون فيه‪$‬ا‪ ،‬والعملي‪$‬ات ال‪$‬تي ي‪$‬ود‬
‫تعديل آجالها وفقا للتغيرات المرتقبة في أسعار الصرف‪ .‬وعموما ما يمكن التمييز بين حالتين‪:‬‬

‫الحال‪$$‬ة األولى تتعل‪$$‬ق بارتف‪$$‬اع قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة‪ ،‬والحال‪$$‬ة الثاني‪$$‬ة انخف‪$$‬اض قيمته‪$$‬ا كم‪$$‬ا يوض‪$$‬حه الج‪$$‬دول‬
‫الموالي‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :03‬تسيير اآلجال حسب حالة سعر الصرف‬

‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫العملة المحلية مقابل عملة تحرير الفاتورة‬

‫تأجيل الدفع‬ ‫تسريع التحصيل‬ ‫عند االرتفاع‬

‫تسريع الدفع‬ ‫تأجيل التحصيل‬ ‫عند االنخفاض‬


‫المصدر‪ :‬مريم أيت بارة‪ ،‬محمد صاري‪ ،‬تسيير خطر الصرف في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬دراسة حالة شركة أرسلو‬
‫رميتال‪ ،‬فرع عنابة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬ورقلة‪ ، 2014 ،‬ص ‪246‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫إذا ك‪$‬انت التوقع‪$‬ات تش‪$‬ير إلى انخف‪$‬اض قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة المحلي‪$‬ة‪ ،‬ف‪$‬إن م‪$‬دير المخ‪$‬اطر س‪$‬وف يعج‪$‬ل مدفوعات‪$‬ه‬
‫بالعمالت األجنبية وي‪$‬ؤخر مقبوض‪$$‬اته‪ ،‬أم‪$‬ا إذا ك‪$‬انت تش‪$‬ير إلى ارتف‪$‬اع قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة المحلي‪$‬ة فس‪$‬وف يبطئ‬
‫مدفوعاته بالعمالت األجنبية ويحاول تسريع عملية التحصيل‪ ،‬والغرض من ذل‪$‬ك ه‪$‬و إم‪$‬ا تف‪$‬ادي الخس‪$‬ائر‬
‫نتيجة التغيرات غير المرغوبة أو محاولة االستفادة من أرباح محتملة إذا كانت التغيرات مالئمة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬المقاصة و الخصم من أجل الدفع‬

‫تعتبر المقاصة من األس‪$‬اليب األك‪$‬ثر ت‪$‬أثيرا على حجم الت‪$‬دفقات النقدي‪$‬ة‪ ،‬وتتم المقاص‪$$‬ة عن طري‪$‬ق تص‪$$‬فية‬
‫الحقوق وااللتزامات المشتركة لطرفين أو أكثر وبعمالت مماثلة وتأخذ المقاصة أشكاال متنوعة‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا أنه‪$$‬ا عب‪$$‬ارة إج‪$$‬راء يس‪$$‬مح لمتعام‪$$‬ل معين بحوزت‪$$‬ه عمل‪$$‬ة ص‪$$‬عبة على اس‪$$‬تخدامها لتس‪$$‬وية ال‪$$‬تزام بنفس‬
‫العملة‪.‬‬

‫أ‪ /‬المقاصة الداخلية‪ :‬تك‪$$‬ون المقاص‪$$‬ة داخلي‪$$‬ة‪ ،‬عن‪$$‬د م‪$$‬ا يتم اس‪$$‬تعمال المقبوض‪$$‬ات بالعمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة لتس‪$$‬وية‬
‫االلتزامات أو المدفوعات من نفس العملة ولنفس اآلجال‪ ،‬بدون الحاجة الشتراك جهة أخرى في العملة‪.‬‬

‫وتع‪$$$‬رف ه‪$$$‬ذه الطريق‪$$$‬ة ب‪$$$‬التحوط الط‪$$$‬بيعي ال‪$$$‬ذي ال يحت‪$$$‬اج اللج ‪$$‬وء إلى أقس ‪$$‬ام س ‪$$‬وق الص‪$$ $‬رف المختلف‪$$$‬ة‬
‫ولتقنيات التحوط‪ ،‬وبالتالي فإن المقاصة الداخلية تعتبر تقنية مجانية تهدف إلى تجنيب المؤسسة تهديدات‬
‫تقلبات أسعار الصرف من خالل تخفيض المبالغ المعرضة لهذا الخطر‪.‬‬

‫يجب على مدير المخاطر الذي يرغب في استعمال المقاصة الداخلي‪$‬ة أن ي‪$‬وفر له‪$‬ا الش‪$‬روط الموض‪$$‬وعية‬
‫من خالل استعمال نفس العمالت في عمليات التص‪$‬دير واالس‪$‬تيراد‪ ،‬ومحاول‪$‬ة مطابق‪$‬ة ت‪$‬واريخ االس‪$‬تحقاق‬
‫للعملي ‪$$‬ات المتقابل ‪$$‬ة‪ ،‬بحيث تق ‪$$‬وم بمنح م ‪$$‬دد االئتم ‪$$‬ان التج ‪$$‬اري مس ‪$$‬اوية م ‪$$‬ع تل ‪$$‬ك ال ‪$$‬تي تحص ‪$$‬لت عليه ‪$$‬ا من‬
‫مورديها‪.‬‬

‫ب‪ /‬المقاص‪44‬ة الثنائي‪44‬ة‪ :‬مب ‪$$‬دأ المقاص ‪$$‬ة ه ‪$$‬و القي ‪$$‬ام بمقاص ‪$$‬ة وض ‪$$‬عيات الص ‪$$‬رف لف‪$$‬رعين ينتمي ‪$$‬ان إلى نفس‬
‫المجمع متعدد الجنسيات‪ ،‬بما يؤدي إلى إظهار الوضعية الصافية ألحد الفرعين مقارنة باآلخر‪.‬‬

‫مث‪$‬ال‪ :‬إذا ك‪$‬ان الف‪$‬رع األلم‪$‬اني لش‪$‬ركة أمريكي‪$‬ة متع‪$‬ددة الجنس‪$‬يات يمل‪$‬ك حق‪$‬وق بمق‪$‬دار ‪ 500.000‬دوالر‬
‫على الفرع البريطاني لنفس الشركة متعددة الجنسيات‪ ،‬والذي بدوره يمل‪$$‬ك ه‪$$‬و اآلخ‪$$‬ر حق‪$‬وق على الف‪$‬رع‬
‫األلم‪$$ $‬اني ‪ 400.000‬دوالر‪ ،‬ف‪$$ $‬إن الوض‪$$ $‬عية الص‪$$ $‬افية بينهم‪$$ $‬ا تق‪$$ $‬در بـ ‪ 100.000‬دوالر لص‪$$ $‬الح الف‪$$ $‬رع‬
‫األلماني‪ ،‬والتي تتطلب من الفرع البريطاني التحوط من خطر الصرف‪.‬‬

‫ت‪ /‬المقاصة المتعددة األطراف ‪ :‬و هذه التقنية تطبق بشكل خاص على المؤسسات ذات الفروع المتعددة‬
‫والمتواجدة في دول أجنبية وتكون بينهما روابط مالية أو تجارية‪ ،‬وبموجبها يتم تنظيم مقاصة بين دي‪$$‬ون‬
‫ومستحقات هذه الفرع ويسمح ذلك بتقليص عدد ومب‪$‬الغ التح‪$‬ويالت فيم‪$‬ا بينهم‪$‬ا ويقتص‪$$‬ر األم‪$‬ر على دف‪$$‬ع‬
‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫ف‪$$‬وراق ال‪$$‬ديون‪ .‬وهن‪$$‬ا يجب االتف‪$$‬اق على ت‪$$‬اريخ م‪$$‬رجعي لعملي‪$$‬ات التس‪$$‬ديد بين مختل‪$$‬ف ه‪$$‬ذه الف‪$$‬روع وك‪$$‬ذا‬
‫العمل‪$$‬ة المس‪$$‬تعملة وس‪$$‬عر الص ‪$$‬رف المتف‪$$‬ق تطبيق‪$$‬ه‪ .‬وأنس‪$$‬ب أس‪$$‬لوب إلى تط‪$$‬بيق ه‪$$‬ذه الطريق‪$$‬ة ه‪$$‬و إع‪$$‬داد‬
‫بمصفوفه الدفع من طرف بنك أو مؤسسة مالية متخصصة‪ .‬ومن نتائج هذه المقاص‪$$‬ة المتع‪$$‬ددة األط‪$$‬راف‬
‫تخفيض حجم المبالغ المحولة وما نتج عنه من اقتصاد في العموالت المصرفية المرتبطة بها‪.‬‬

‫باإلضافة إلى تفادي اللجوء إلى العمليات الخاصة بتغطية خطر الصرف والتي تك‪$‬ون في بعض األحي‪$‬ان‬
‫ج ‪$$ $‬د مكلف ‪$$ $‬ة‪ .‬باإلض ‪$$ $‬افة إلى أن وج ‪$$ $‬ود نظ ‪$$ $‬ام مقاص ‪$$ $‬ة مرك ‪$$ $‬زي يس ‪$$ $‬اهم في تقليص الت ‪$$ $‬دفقات النقدي ‪$$ $‬ة في‬
‫المجموعة‪.‬‬

‫شكل رقم ‪ :02‬تبسيط العالقات والتدفقات في المقاصة متعددة األطراف‬

‫المصدر‪ :‬عبد الباسط وفاء محمد‪ ،‬المخطر الناشئة عن تقلبات األسعار في سوق الصرف األجنبي‪ ،‬أسبابها‪ ،‬أنواعها‪،‬‬
‫أساليب تالقيها‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ، 1998،‬ص ‪58‬‬

‫من الش‪$$‬كل نالح‪$$‬ظ أن وج‪$$‬ود مرك‪$$‬ز للمقاص‪$$‬ة ‪ center meting‬يس‪$$‬مح بتقليص الت‪$$‬دفقات النقدي‪$$‬ة البيني‪$$‬ة‬
‫بحيث ال يتم تحويل إال الرصيد‪ .‬وبعبارة أخرى ال يظهر بعد إجراء المقاص‪$$‬ة إلى الرص‪$$‬يد الص‪$$‬افي لك‪$‬ل‬
‫مؤسسة في مواجهة المؤسسات األخرى داخل المجموعة‪.‬‬

‫لتوض‪$$‬يح الفك‪$$‬رة نف‪$$‬ترض مؤسس‪$$‬ة أم له‪$$‬ا ف‪$$‬روع في ثالث‪$$‬ة في دول أ‪.‬ب‪.‬ج وك‪$$‬انت التزام‪$$‬اتهم البيني‪$$‬ة كم‪$$‬ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ :03‬حركة األموال بدون مقاصة‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫‪Source : Josette peyrard, Gestion financière internationale, 5ème édition vuibert, paris,‬‬
‫‪2003, p108.‬‬

‫في حال‪$$‬ة ع‪$$‬دم اعتم‪$$‬اد المجموع‪$$‬ة على مرك‪$$‬ز للمقاص‪$$‬ة‪ ،‬ف‪$$‬إن هن‪$$‬اك مب‪$$‬الغ كب‪$$‬يرة ومتع‪$$‬ددة يتم تبادله‪$$‬ا وك‪$$‬ل‬
‫مبل‪$$‬غ منه‪$$‬ا يخل‪$$‬ق للمؤسس‪$$‬ة وض‪$$‬عية ص‪$$‬رف‪ ،‬أم‪$$‬ا إذا ك‪$$‬ان هن‪$$‬اك مرك‪$$‬ز مقاص‪$$‬ة ف‪$$‬إن حجم المب‪$$‬الغ المتبادل‪$$‬ة‬
‫سينخفض‪.‬‬

‫شكل رقم‪ :04‬حركة األموال بعد المقاصة‬

‫‪Source : Josette Peyrard, opcit, p 108.‬‬

‫من الش ‪$$‬كل نالح ‪$$‬ظ أنحكم المب ‪$$‬الغ ال ‪$$‬تي يتم تحويله ‪$$‬ا فيم ‪$$‬ا بين المؤسس ‪$$‬ة األم وفروعه ‪$$‬ا تقلص بع ‪$$‬د تط ‪$$‬بيق‬
‫نظام المقاصة‪ .‬كما أن عدد التحويالت أصبح أربعة بعدما كان اثني عشر تحويال‪.‬‬

‫فالمؤسسة األم بعد تط‪$‬بيق نظ‪$‬ام المقاص‪$$‬ة س‪$‬وف ت‪$‬دفع ‪ 9‬و ن الف‪$‬رع البل‪$‬د أ و ‪ 8‬و ن لف‪$‬رع البل‪$‬د ج ف‪$$‬رع‬
‫البلد ب سيدفع ‪ 6‬و ن لفرع البلد أ و ‪ 4‬و ن لفرع البلد ج‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫و يق‪$$ $‬وم مرك‪$$ $‬ز المقاص‪$$ $‬ة بتنظيم دورة المقاص‪$$ $‬ة وتحدي‪$$ $‬د طرقه‪$$ $‬ا واجراءاته‪$$ $‬ا ومواعي‪$$ $‬دها وت‪$$ $‬تركز في‪$$ $‬ه‬
‫المعلوم‪$‬ات ويج‪$‬ري الحس‪$‬ابات الخاص‪$$‬ة بالمقاص‪$$‬ة‪ ،‬ويحق‪$‬ق أس‪$‬لوب المقاص‪$$‬ة الجماعي‪$‬ة أو المتع‪$‬ددة العدي‪$‬د‬
‫من المزايا أهمها‪:‬‬

‫إنقاص العموالت التي تتحصل عليها البنوك من عملية تحويل المبالغ من جهة إلى أخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنقاص العموالت البنكية في عمليات الصرف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحص‪$$‬ول على أحس‪$‬ن األس‪$‬عار خصوص‪$$‬ا إذا علمن‪$‬ا أن مرك‪$‬ز المقاص‪$$‬ة يعه‪$‬د مهم‪$‬ة ش‪$‬راء العمل‪$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫األجنبية لجهة محددة وموحدة تتميز بحسن األداء‪.‬‬
‫إنق‪$‬اص أث‪$‬ر خط‪$‬ر الص‪$$‬رف من خالل األث‪$‬ر المباش‪$‬ر لعملي‪$‬ة المقاص‪$$‬ة في ح‪$‬د ذاته‪$‬ا ه‪$‬ذا من جه‪$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يس‪$‬تطيع مرك‪$‬ز المقاص‪$$‬ة أن يح‪$‬دد من خالل االس‪$‬تحقاقات المتبادل‪$‬ة‪ ،‬األوض‪$$‬اع‬
‫المتوقعة للعملة‪ ،‬وأن يهيئ المعلومات الكافية لتفادي أخطارها‪.‬‬

‫و رغم المزاي‪$$‬ا المتع‪$$‬ددة له‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام‪ ،‬إال أن تطبيق‪$$‬ه يبقى متوقع‪$$‬ا على م‪$$‬دى ق‪$$‬درة المؤسس‪$$‬ة على مطابق‪$$‬ة‬
‫مواعي‪$$‬د االس‪$$‬تحقاق وعلى م‪$$‬ا يس‪$$‬مح ب‪$$‬ه الق‪$$‬انون في إط‪$$‬ار تش‪$$‬ريعات الص‪$$‬رف‪ ،‬حيث أن العدي‪$$‬د من ال‪$$‬دول‬
‫تمنع مثل هذه العمليات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الطرق الخارجية للتحوط من خطر الصرف‬

‫عندما تعجز اإلجراءات التي تتخذها المؤسسةعلى مستواها من تفادي خطر الصرف‪ ،‬يمكن لها أن تلج‪$$‬أ‬
‫إلى تقنيات أخرى للتغطية‪ ،‬سواء ك‪$‬ان ذل‪$‬ك من خالل اللج‪$‬وء إلى الس‪$‬وق أو التعام‪$‬ل م‪$‬ع مؤسس‪$‬ات مالي‪$‬ة‬
‫متخصصة في هذا المجال‪.‬‬

‫أ‪ /‬الصرف اآلجل‪ :‬وه‪$$‬و اتف‪$$‬اق على ش‪$$‬راء أو بي‪$$‬ع مبل‪$$‬غ بالعمل‪$$‬ة مقاب‪$$‬ل عمل‪$$‬ة أخ‪$$‬رى بس‪$$‬عر ص‪$$‬رف مح‪$$‬دد‬
‫غير قابل للمراجعة ونهائي في تاريخ الحق متفق علي‪$‬ه‪ ،‬من خالل ه‪$‬ذا العق‪$‬د يمكن تث‪$‬بيت س‪$‬عر الص‪$$‬رف‬
‫المس‪$$‬تقبلي مم‪$$‬ا يلغي خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف من خالل تحدي‪$$‬ده تكلف‪$$‬ة الص‪$$‬فقة التجاري‪$$‬ة وه‪$$‬ذا الس‪$$‬عر ع‪$$‬ادة مختل‪$$‬ف‬
‫عن سعر الصرف العاجل‪.‬‬

‫ب‪ /‬االقتراض قصير األجل) التسبيقات بالعملة الص‪4‬عبة)‪ :‬إذا ك‪$$‬ان ألح‪$$‬د المص‪$$‬درين مب‪$$‬الغ بعمل‪$$‬ة أجنبي‪$$‬ة‬
‫تستحق بعد ثالثة أشهر فإنه يقوم بالحص‪$$‬ول على ق‪$$‬رض بنفس العمل‪$‬ة لنفس الم‪$‬دة بحيث تغطي مس‪$‬تحقاته‬
‫المالية اآلجلة) ما سيتحص‪$‬ل علي‪$‬ه من المس‪$‬تورد (قيم‪$‬ة الق‪$‬رض وفوائ‪$‬ده‪ ،‬ثم علي‪$‬ه في نفس ال‪$‬وقت تحوي‪$‬ل‬
‫قيم‪$$‬ة الق‪$$‬رض إلى عملت‪$$‬ه طبق‪$$‬ا لس‪$$‬عر الص‪$$‬رف الف‪$$‬وري ثم اي‪$$‬داع الحص‪$$‬يلة في وديع‪$$‬ة لم‪$$‬دة ثالث‪$$‬ة أش‪$$‬هر‪،‬‬

‫العرابي مصطفى‪ ،‬محاضرات في التمويل الدولي‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،2020/2021 ،‬ص ‪.77 – 74‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫وعن ‪$$‬د تحص ‪$$‬يل مس ‪$$‬تحقاته من المس ‪$$‬تورد يق ‪$$‬وم بتس ‪$$‬ديد الق ‪$$‬رض المتحص ‪$$‬ل علي ‪$$‬ه وفوائ ‪$$‬ده‪ ،‬أم ‪$$‬ا المس ‪$$‬تورد‬
‫فيشتري المبلغ ويوظفه إلى حين االستحقاق‪.‬‬

‫ت‪ /‬خصم الكمبيالت المسحوبة بالعملة األجنبية‪ :‬في حال‪$$‬ة تس‪$$‬هيالت الم‪$$‬وردين يق‪$$‬وم المس‪$$‬تورد بإص‪$$‬دار‬
‫كمبيالت لصالح المصدر قصد تسديد قيمة السلعة المستوردة االستحقاقات أجلة ما يمنح المصدر امكانية‬
‫خصم الكم‪$‬بيالت ل‪$‬دى أح‪$‬د البن‪$‬وك في دول‪$‬ة المس‪$‬تورد والحص‪$$‬ول على قيمته‪$‬ا ف‪$$‬ورا مقاب‪$‬ل عمول‪$‬ة ي‪$‬دفعها‬
‫للبنك‪.‬‬

‫ث‪ /‬اللج‪44‬وء لش‪44‬ركات تحص‪44‬يل ال‪44‬ديون‪ :‬حيث تق ‪$$‬وم الش ‪$$‬ركة المص ‪$$‬درة ب ‪$$‬بيع مس ‪$$‬تحقاتها المالي ‪$$‬ة بالعمل ‪$$‬ة‬
‫االجنبية إلحدى شركات تحصيل الدين مقابل التنازل عن نس‪$‬بة من ه‪$‬ذه المس‪$‬تحقات له‪$‬ا وتص‪$‬بح الش‪$‬ركة‬
‫في هذه الحالة دائنا أصيال في مواجهة المدين وتحصل مستحقاتها منه دون الرجوع للبائع‪.‬‬

‫ج‪ /‬الحصول على ضمان حكومي لتغطية خطر الصرف‪ :‬قصد تشجيع الصادرات تعمل بعض الوك‪$$‬االت‬
‫الحكومي ‪$$‬ة في كث ‪$$‬ير من البل ‪$$‬دان على تق ‪$$‬ديم ض ‪$$‬مانات لتغطي ‪$$‬ة مخ ‪$$‬اطر تقلب ‪$$‬ات س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف مقاب ‪$$‬ل قي ‪$$‬ام‬
‫المص ‪$$‬در بتس ‪$$‬ديد عمول ‪$$‬ة بس ‪$$‬يطة للوكال ‪$$‬ة كي تتحم ‪$$‬ل الخس ‪$$‬ائر ال ‪$$‬تي تنجم عن الت ‪$$‬أخير عن ال ‪$$‬دفع أو تقلب‬
‫س‪$$ $‬عر الص‪$$ $‬رف في غ‪$$ $‬ير ص‪$$ $‬الح المص‪$$ $‬در‪ ،‬كم‪$$ $‬ا يمكن للمص‪$$ $‬در في ح‪$$ $‬ال حص‪$$ $‬وله على ه‪$$ $‬ذا الض‪$$ $‬مان‬
‫الحصول على قروض ميسرة من البنوك‪.‬‬

‫ح‪ /‬تغطي‪44‬ة خط‪44‬ر الص‪44‬رف عن طري‪44‬ق ش‪44‬ركات الت‪44‬أمين على التج‪44‬ارة الخارجي‪44‬ة‪ :‬تق ‪$$‬دم بعض ش‪$$$‬ركات‬
‫الت ‪$$‬أمين المتخصص ‪$$‬ة خ ‪$$‬دمات الت ‪$$‬أمين على العملي ‪$$‬ات المتعلق ‪$$‬ة بالتج ‪$$‬ارة الخارجي ‪$$‬ة مم ‪$$‬ا ي ‪$$‬وفر لمس ‪$$‬تعمليها‬
‫حماي ‪$$‬ة ال تق ‪$$‬ل أهمي ‪$$‬ة عن س ‪$$‬ابقاتها من العملي ‪$$‬ات إذ تعم ‪$$‬ل الفك ‪$$‬رة األساس ‪$$‬ية على ض ‪$$‬مان س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف‬
‫اآلج ‪$$‬ل ويتم اللج ‪$$‬وء له ‪$$‬ذه الش ‪$$‬ركات في ح ‪$$‬ال ع ‪$$‬دم تمكن المؤسس ‪$$‬ة من اس ‪$$‬تخدام الط ‪$$‬رق األخ ‪$$‬رى بس ‪$$‬بب‬
‫وجود رقابة صارمة على الصرف أو محدودية أو استحالة التغطية لبعض العمالت‪.‬‬

‫خ‪ /‬تغطية خطر الصرف بعق‪44‬ود الخي‪44‬ارات المالي‪44‬ة‪ :‬يع‪$$‬رف عق‪$$‬د الخي‪$$‬ار على أن‪$$‬ه اتف‪$$‬اق بين ط‪$$‬رفين ب‪$$‬ائع‬
‫ومش‪$‬تري يخ‪$‬ول لحامل‪$‬ه ش‪$‬راء أو بي‪$‬ع أص‪$$‬ل معين وبت‪$‬اريخ مس‪$‬تقبلي مح‪$‬دد مقاب‪$‬ل دفع‪$‬ه لمبل‪$‬غ يس‪$‬مى ثمن‬
‫الخيار‪ ،‬يحتوى عقد الخيار على سعر التنفيذ أو الممارسة و تاريخ مستقبلي يس‪$‬مى ت‪$‬اريخ نهاي‪$‬ة ص‪$$‬الحية‬
‫العقد‪.‬‬

‫د‪ /‬تغطية خطر الصرف بعقود المبادل‪4‬ة) الق‪4‬روض المتقاطع‪4‬ة بالعمل‪4‬ة)‪ :‬هي مب‪$$‬ادالت تق‪$$‬وم على أص‪$$‬ول‬
‫افتراض‪$‬ية يواف‪$$‬ق فيه‪$‬ا الطرف‪$$‬ان على تب‪$‬ادل عمل‪$‬تين عن‪$‬د س‪$‬عر الص‪$$‬رف الس‪$‬ائد الح‪$‬الي‪ Spot‬مقاب‪$‬ل س‪$‬عر‬
‫الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل‪ Foward‬أي في وقت الح‪$$‬ق يح‪$$‬دد مس‪$$‬بقا‪ ،‬حيث يقب‪$$‬ل أح‪$$‬د الط‪$$‬رفين باألس‪$$‬عار الثابت‪$$‬ة‬
‫يكسب من استقرار هذه األسعار وفي المقابل يوافق الطرف اآلخر على تغيير األسعار المعنية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫و تتلخص هذه التقنية في قرضين متبادلين بنفس المبلغ وبعملتين مختلف‪$‬تين م‪$$‬ا يع‪$$‬ني ال‪$$‬دفع الفعلي للمب‪$$‬الغ‬
‫المتف‪$$‬ق بش‪$$‬أنها واس‪$$‬ترجاعها في ت‪$$‬اريخ االس‪$$‬تحقاق وعملي‪$$‬ة الـ‪ SWAP‬الخ‪$$‬اص بالعمل‪$$‬ة يمكن أن يك‪$$‬ون‬
‫مح‪$$‬ل تعاق‪$$‬د بين مؤسس‪$$‬تين في نفس الدول‪$$‬ة) مص‪$$‬در ومس‪$$‬تورد( لهم‪$$‬ا نفس الحاج‪$$‬ة المتن‪$$‬اظرة لكنهم‪$$‬ا حال‪$$‬ة‬
‫نادرة وأغلب هذه العمليات تتم في البنك وزبائنه‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :05‬آلية التعامل وفق عقود المبادلة‬

‫المصدر‪ :‬بوصبيع صالح رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫ذ‪ /‬تغطية خطر الصرف ب‪4‬العقود المس‪4‬تقبلية ‪ :‬هي عق‪$$‬ود قانوني‪$$‬ة ملزم‪$$‬ة تعطي لحامله‪$$‬ا الح‪$$‬ق في ش‪$$‬راء‬
‫أو بي‪$$‬ع كمي‪$$‬ة نمطي‪$$‬ة من عمل‪$$‬ة م‪$$‬ا بس‪$$‬عر مح‪$$‬دد وقت اب‪$$‬رام العق‪$$‬د على أن يتم التس‪$$‬ليم في ت‪$$‬اريخ الح‪$$‬ق‪ ،‬و‬
‫أس‪$$‬عارها تختل‪$$‬ف عن الس‪$$‬عر العاج‪$$‬ل واآلج‪$$‬ل وأك‪$$‬ثر قرب‪$$‬ا للس‪$$‬عر األج‪$$‬ل‪ ،‬وفك‪$$‬رة التغطي‪$$‬ة تك‪$$‬ون بمحاول‪$$‬ة‬
‫الوصول إلى وضعية صرف مستقبلية في العقد مناقضة لوضعية الصرف في السوق‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫الشكل رقم ‪ :06‬مخطط آللية التعامل وفقا للعقود المستقبلية‬

‫المصدر‪ :‬بوصبيع صالح رحيمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪27‬‬

‫وبقص‪$$‬د التع‪$$‬رف على آلي‪$$‬ة اس‪$$‬تخدام العق‪$$‬ود المس‪$$‬تقبلية لغ‪$$‬رض التح‪$$‬وط من تقلب أس‪$$‬عار ص‪$$‬رف العمالت‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫حاولن‪$$‬ا في ه‪$$‬ذا الفص‪$$‬ل اإلحاط‪$$‬ة بالج‪$$‬انب النظ‪$$‬ري لس‪$$‬عر الص‪$$‬رف‪ ،‬وال‪$$‬ذي يتمث‪$$‬ل في نس‪$$‬بة مبادل‪$$‬ة العمل‪$$‬ة‬
‫األولى بالعملة األخرى‪ ،‬حيث يقوم بثالث وظائف‪ ،‬قياسية‪ ،‬تطويرية وتوزيعية‪.‬‬

‫ومن أهم العوام‪$$‬ل الم‪$$‬ؤثرة في س‪$$‬عر الص‪$$‬رف‪ :‬التغ‪$$‬يرات في قيم‪$$‬ة الص‪$$‬ادرات وال‪$$‬واردات‪ ،‬تغ‪$$‬ير مع‪$$‬دالت‬
‫التض ‪$$‬خم‪ ،‬التغ ‪$$‬ير في مع ‪$$‬دالت الفائ ‪$$‬دة‪ ،‬المض ‪$$‬اربة‪ ،‬ظ ‪$$‬روف الس ‪$$‬وق‪ ،‬التغ ‪$$‬يرات الهيكلي ‪$$‬ة وحرك ‪$$‬ة رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬

‫وق‪$‬د ع‪$‬رف س‪$‬عر الص‪$‬رف نظري‪$‬ات مفس‪$‬رة ل‪$‬ه وع‪$‬دة أنظم‪$‬ة‪ ،‬حيث ظه‪$‬رت ع‪$‬دة نظري‪$‬ات تفس‪$‬ر لن‪$‬ا كيفي‪$‬ة‬
‫تحديد سعر الصرف للعملة وقد أخذت أشكاال مختلفة منها‪ :‬نظرية تعادل الق‪$$‬وى الش‪$$‬رائية‪ ،‬نظري‪$$‬ة تع‪$$‬ادل‬
‫مع ‪$$‬دالت الفائ ‪$$‬دة‪ ،‬نظري ‪$$‬ة كف ‪$$‬اءة الس ‪$$‬وق‪ ،‬نظري ‪$$‬ة األرص ‪$$‬دة وأث ‪$$‬ر فيش ‪$$‬ر‪ .‬كم ‪$$‬ا نم ‪$$‬يز بين ثالث أن ‪$$‬واع من‬
‫األنظم‪$$$‬ة؛ نظ‪$$$‬ام ص‪$$$‬رف ث‪$$$‬ابت (قاع ‪$$‬دة ال‪$$$‬ذهب) و نظ‪$$$‬ام م‪$$$‬رن ي ‪$$‬تيح لس ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف أن يتح‪$$$‬دد ب‪$$$‬الطلب‬
‫والعرض في السوق ونظام الرقابة على الصرف‪.‬‬

‫وتوص‪$$‬لنا إلى أن المتع‪$$‬املون يقوم‪$$‬ون بتحدي‪$$‬د س‪$$‬عر التع‪$$‬ادل ألس‪$$‬عار الص‪$$‬رف وتب‪$$‬ادل العمالت في مك‪$$‬ان‬
‫يطل ‪$$‬ق علي ‪$$‬ه اس ‪$$‬م س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف وال ‪$$‬ذي يع ‪$$‬بر عن الس ‪$$‬وق ال ‪$$‬تي تنف ‪$$‬ذ في ‪$$‬ه عملي ‪$$‬ات ش ‪$$‬راء وبي ‪$$‬ع العمالت‬
‫األجنبي‪$$ $‬ة‪ ،‬حيث ينقس‪$$ $‬م إلى أرب‪$$ $‬ع أس‪$$ $‬واق رئيس‪$$ $‬ية؛ أس‪$$ $‬واق الش‪$$ $‬رق األقص‪$$ $‬ى‪ ،‬أس‪$$ $‬واق الش‪$$ $‬رق األوس‪$$ $‬ط‪،‬‬
‫األسواق األوروبية وأسواق شمال أمريكا‪.‬‬

‫وتشهد هذه األسواق مخاطر سيولة‪ ،‬مخاطر مالية ومخاطر تمويل ناتجة عن تقلب‪$$‬ات أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‪ ،‬و‬
‫إلدارة هذه المخاطر وتغطيتها يلجأ المتعاملون لتقنيات داخلية وأخرى خارجية‪.‬‬

‫وأخ‪$‬يرا تم اس‪$‬تهداف سياس‪$‬ة س‪$‬عر الص‪$‬رف ال‪$‬تي تلج‪$‬أ له‪$‬ا الس‪$‬لطات النقدي‪$‬ة من أج‪$‬ل تحقي‪$‬ق مجموع‪$‬ة من‬
‫األه‪$$ $‬داف أهمه‪$$ $‬ا اس‪$$ $‬تهداف التض‪$$ $‬خم‪ ،‬تخص‪$$ $‬يص الم‪$$ $‬وارد‪ ،‬توزي‪$$ $‬ع ال‪$$ $‬دخل وتنمي‪$$ $‬ة الص‪$$ $‬ناعات المحلي‪$$ $‬ة‪،‬‬
‫ولتحقيق هذه األهداف تسعى الدول إلى اتباع أحد السياسات‪ :‬سياسة التخفيض وهي األكثر اس‪$$‬تعماال من‬
‫طرف الدول النامية لتش‪$‬جيع ص‪$‬ادراتها والتقلي‪$‬ل من وارداته‪$‬ا‪ ،‬وسياس‪$‬ة الرف‪$‬ع وذل‪$‬ك االس‪$‬تعانة بمجموع‪$‬ة‬
‫أدوات من بينه ‪$$‬ا‪ :‬تع ‪$$‬ديل س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف العمل ‪$$‬ة‪ ،‬إقام ‪$$‬ة س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف متع ‪$$‬دد‪ ،‬اس ‪$$‬تخدام احتي ‪$$‬اطي الص ‪$$‬رف‬
‫وسعر الفائدة‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس خلصنا إلى أن سعر الصرف تعتبر األداة األكثر فاعلية عن‪$$‬دما يقتض‪$$‬ي األم‪$$‬ر تش‪$$‬جيع‬
‫الص‪$$ $‬ادرات عام‪$$ $‬ة وتخفيض ال‪$$ $‬واردات خاص‪$$ $‬ة‪ .‬وه‪$$ $‬و م‪$$ $‬ا ي‪$$ $‬دفعنا إلى دراس‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬واردات باعتب‪$$ $‬اره أح‪$$ $‬د‬
‫المتغيرات األساسية التي تتأثر بتقلبات سعر الصرف‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ :‬عموميات حول سعر الصرف و مخاطره‬

‫بم‪$$‬ا أن جمي‪$$‬ع التع‪$$‬امالت الخاص‪$$‬ة بس‪$$‬عر الص‪$$‬رف تتم في األس‪$$‬واق الخاص‪$$‬ة به‪$$‬ا‪ ،‬أال و هي س‪$$‬وق تب‪$$‬ادل‬
‫العمالت األجنبي ‪$$‬ة‪ ،‬و نتيج ‪$$‬ة للتط ‪$$‬ور الملح ‪$$‬وظ و الهائ ‪$$‬ل له ‪$$‬ذه األس ‪$$‬واق انبثقت منه ‪$$‬ا مخ ‪$$‬اطر عدي ‪$$‬دة من‬
‫مص ‪$$‬ادر مختلف ‪$$‬ة‪ ،‬نتيج ‪$$‬ة للطبيع ‪$$‬ة المتغ ‪$$‬يرة و المس ‪$$‬تمرة ألس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف‪ ،‬مم ‪$$‬ا يجع ‪$$‬ل متع ‪$$‬املي أس ‪$$‬واق‬
‫العمالت األجنبي‪$$‬ة يتعرض‪$$‬ون إلى خس‪$$‬ائر ناتج‪$$‬ة عن انخف‪$$‬اض أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‪ ،‬ل‪$$‬ذلك وجب تس‪$$‬يير خط‪$$‬ر‬
‫الص‪$$‬رف المتوق‪$$‬ع و التحكم في‪$$‬ه من ط‪$$‬رف البن‪$$‬ك ال‪$$‬ذي يحس‪$$‬ب وض‪$$‬عيتها من الص‪$$‬رف المتعل‪$$‬ق بالعملي‪$$‬ة‬
‫التجارية أو المالية التي تقوم بها‪.‬‬

‫و لمواجه‪$$‬ة مخ‪$$‬اطر س‪$$‬عر اجته‪$$‬د ب‪$$‬احثوا اإلدارة المالي‪$$‬ة بوض‪$$‬ع ط‪$$‬رق و تقني‪$$‬ات للحماي‪$$‬ة و تغطي‪$$‬ة هات‪$$‬ه‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫البنك المركزي و دوره في إدارة خطر‬
‫سعر الصرف‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر البنوك المركزية في مختلف دول العالم بمثابة العمود الفقري للقطاع المصرفي‪ ،‬حيث أنها تلعب‬

‫دورا هام‪$$‬ا في األس‪$$‬واق المالي‪$$‬ة والنش‪$$‬اط االقتص‪$$‬ادي بص‪$$‬فة عام‪$$‬ة‪ ،‬وق‪$$‬د س‪$$‬ميت البن‪$$‬وك ب‪$$‬البنوك المركزي‪$$‬ة‬
‫نظرا ألنها تعتبر مركز الجهاز المصرفي وتقوم بدور القائد في هذا الجهاز‪.‬‬

‫ش‪$$‬هدت البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة من‪$$‬ذ نش‪$$‬أتها وح‪$$‬تى ال‪$$‬وقت ال ا رهن العدي‪$$‬د من التط‪$$‬ورات وخصوص‪$$‬ا في ظ‪$$‬ل‬
‫التط‪$$‬ورات االقتص‪$$‬ادية والمالي‪$$‬ة ال‪$$‬تي ش‪$$‬هدها الع‪$$‬الم‪ .‬وق‪$$‬د أدت تل‪$$‬ك التط‪$$‬ورات إلى زي‪$$‬ادة وظ‪$$‬ائف البن‪$$‬وك‬
‫المركزي ‪$$‬ة‪ ،‬فبع ‪$$‬د أن ك ‪$$‬انت الوظيف ‪$$‬ة الرئيس ‪$$‬ية له ‪$$‬ا وقت إنش ‪$$‬اءها هي إص ‪$$‬دار النق ‪$$‬د باإلض ‪$$‬افة إلى تق ‪$$‬ديم‬
‫الق ‪$$‬روض للحكوم ‪$$‬ات‪ ،‬أص ‪$$‬بحت تق ‪$$‬وم اآلن بالعدي ‪$$‬د من الوظ ‪$$‬ائف مث ‪$$‬ل إص ‪$$‬دار النق ‪$$‬د وبن ‪$$‬ك البن ‪$$‬وك وبن ‪$$‬ك‬
‫الحكومة‪ ،‬الرقابة على االئتم‪$‬ان‪ .‬أدت التط‪$‬ورات االقتص‪$‬ادية والمالي‪$‬ة إلى ظه‪$‬ور أهمي‪$‬ة اس‪$‬تقاللية البن‪$‬وك‬
‫المركزي ‪$$‬ة في بعض ال ‪$$‬دول‪ ،‬ل ‪$$‬ذا ف ‪$$‬إن اله ‪$$‬دف الرئيس ‪$$‬ي الس ‪$$‬تقاللية البن ‪$$‬وك المركزي ‪$$‬ة يتمث ‪$$‬ل في اس ‪$$‬تقاللية‬
‫البنوك المركزية في إدارة السياسة النقدية بحيث تك‪$‬ون أك‪$‬ثر فعالي‪$‬ة وتعم‪$‬ل على المحافظ‪$‬ة على اس‪$‬تقرار‬
‫المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫ويعت ‪$$‬بر المحافظ ‪$$‬ة على اس ‪$$‬تقرار األس ‪$$‬عار من أهم األدوار ال ‪$$‬تي يلعبه ‪$$‬ا البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي‪ ،‬وال ‪$$‬ذي يرتب ‪$$‬ط‬
‫به‪$$‬دف تحقي‪$$‬ق اس‪$$‬تقرار أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف من خالل تدخل‪$$‬ه في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا س‪$$‬نتطرق إلي‪$$‬ه في‬
‫الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫المبحث األول‪ :‬البنك المركزي‬

‫يتك‪$‬ون الجه‪$‬از المص‪$$‬رفي في أي مجتم‪$‬ع من ع‪$‬دد من المص‪$$‬ارف‪ ،‬تختل‪$‬ف وفق‪$‬ا لتخصص‪$$‬ها وال‪$‬دور ال‪$‬ذي‬
‫تؤدي‪$$‬ه في المجتم‪$$‬ع‪ ،‬و يتص‪$$‬در الجه‪$$‬از المص‪$$‬رفي في الدول‪$$‬ة المص‪$$‬ارف المركزي‪$$‬ة‪ ،‬نظ‪$$‬را ألهمي‪$$‬ة ال‪$$‬دور‬
‫ال‪$$$‬ذي تق ‪$$‬وم ب‪$$$‬ه في العص‪$$$‬ر الح‪$$$‬ديث‪ ،‬إذ تش‪$$$‬غل مكان‪$$$‬ا رئيس‪$$$‬يا في س ‪$$‬وق النق ‪$$‬د‪ ،‬وتق ‪$$‬ف على قم‪$$$‬ة النظ‪$$$‬ام‬
‫المص‪$$‬رفي‪ ،‬وته‪$$‬دف إلى ت‪$$‬دعيم النظ‪$$‬ام النق‪$$‬دي واالقتص‪$$‬ادي في الدول‪$$‬ة‪ ،‬فض‪$$‬ال عن كونه‪$$‬ا أداة إش‪$$‬رافية و‬
‫رقابية على الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية البنك المركزي‬

‫المصرف المركزي أو البنك المرك‪$‬زي و هي المؤسس‪$‬ة المس‪$‬ؤولة عن مراقب‪$‬ة وتوجي‪$‬ه النظ‪$‬ام المص‪$$‬رفي‬
‫في الدول‪$$ $‬ة (أو في مجموع‪$$ $‬ة دول)‪ ،‬وته‪$$ $‬دف بش‪$$ $‬كل ع‪$$ $‬ام إلى الحف‪$$ $‬اظ على االس‪$$ $‬تقرار النق‪$$ $‬دي والم‪$$ $‬الي‬
‫في الدولة و اإلسهام في تعزيز النمو االقتصادي والسيطرة على التضخم وتخفيض البطالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة البنك المركزي و تطوره‬

‫إن نش‪$‬أة البن‪$‬وك المركزي‪$‬ة له‪$‬ا ج‪$‬ذور تاريخي‪$‬ة قديم‪$‬ة تمت‪$‬د الى منتص‪$‬ف الق‪$‬رن التاس‪$‬ع عش‪$‬ر‪ ،‬وتع‪$‬ود نش‪$‬أة‬
‫البنوك المركزية في االساس كمصارف تجارية تقوم باألعمال المصرفية كافة ال‪$‬تي تق‪$‬وم به‪$‬ا المص‪$$‬ارف‬
‫التجارية وفي مرحلة تاريخية الحقه تركزت في هذه المصارف الت نشأت في االساس كونه‪$$‬ا مص‪$$‬ارف‬
‫تجارية على احتكار االصدار النقدي‪ ،‬وق‪$$‬د تط‪$‬ورت بع‪$‬د ذل‪$‬ك وظ‪$‬ائف ه‪$‬ذه المص‪$$‬ارف بحيث جعلت منه‪$‬ا‬
‫الس‪$$‬لطة المش‪$$‬رفة على ش‪$$‬ؤون النق‪$$‬د واالئتم‪$$‬ان‪ ،‬وان هن‪$$‬اك تش‪$$‬ابه في طبيع‪$$‬ة ال‪$$‬دور ال‪$$‬ذي تمارس‪$$‬ه البن‪$$‬وك‬
‫المركزية في مختلف النظم النقدية والمصرفية وهذا ادى الى التماثل بين الوظائف االساسية التي تؤديه‪$$‬ا‬
‫والمسؤوليات الكبرى التي تقوم بها في معظم انحاء العالم‪.‬‬

‫و أن أول بنك مركزي في السويد أنشئ عام ‪ 1688‬لتمويل خزانة الملك فأصبح بنك الدولة‪.‬‬

‫أم‪$$‬ا في انكل‪$$‬ترا فق‪$$‬د ك‪$$‬ان الس‪$$‬بب في أنش‪$$‬اء اول بن‪$$‬ك مرك‪$$‬زي ‪ 1694‬لس‪$$‬د حاجته‪$$‬ا لألم‪$$‬وال ال‪$$‬تي ت‪$$‬رتبت‬
‫عليه‪$$‬ا عقب حربه‪$$‬ا م‪$$‬ع فرنس‪$$‬ا ل‪$$‬ذلك ق‪$$‬امت الحكوم‪$$‬ة آن‪$$‬ذاك ب‪$$‬اقتراض الم‪$$‬ال من اغني‪$$‬اء التج‪$$‬ار‪ ،‬ونتيج‪$$‬ة‬
‫خ‪$$‬وف التج‪$$‬ار من الخ‪$$‬وض في غم‪$$‬ار الح‪$$‬رب ق‪$$‬ام المل‪$$‬ك ويلي‪$$‬ام بأنش‪$$‬اء ش‪$$‬ركة مس‪$$‬اهمة س‪$$‬ميت (مص‪$$‬رف‬
‫انكل‪$‬ترا) س‪$‬مح ل‪$‬ه بإص‪$‬دار النق‪$‬ود بح‪$‬د أقص‪$‬ى يس‪$‬اوي راس الم‪$‬ال ومن‪$‬ذ ذل‪$‬ك ال‪$‬وقت أص‪$‬بح المص‪$‬رف ه‪$‬و‬
‫القائ‪$$ $‬د و في س‪$$ $‬نة ‪ 1697‬ص‪$$ $‬در ق‪$$ $‬انون منح‪$$ $‬ه م‪$$ $‬يزة االحتك‪$$ $‬ار ثم اس‪$$ $‬تمر المص‪$$ $‬رف في حماي‪$$ $‬ة العمل‪$$ $‬ة‬
‫البريطانية وحماية النظام المصرفي واداء دوره في رسم السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫أم ‪$$‬ا في الوالي ‪$$‬ات المتح ‪$$‬دة االمريكي ‪$$‬ة فق ‪$$‬د تم تأس ‪$$‬يس الص ‪$$‬يرفة المركزي ‪$$‬ة ‪ 1914‬وال ‪$$‬تي تمثلت بتأس ‪$$‬يس‬
‫مجلس االحتياطي الفيدرالي يتكون من (‪ )12‬بنك يمارسون مسؤولية ادارة العرض النقدي في الدولة‪.‬‬

‫وفي م‪$$‬ؤتمر دولي عق‪$$‬د في بلجيك‪$$‬ا بروكس‪$$‬ل س‪$$‬نة ‪ 1920‬تم إص‪$$‬دار توص‪$$‬ية مفاده‪$$‬ا ان على ك‪$$‬ل البل‪$$‬دان‬
‫التي لم تؤسس مصرفا مركزيا‪ ،‬عليه‪$‬ا بع‪$‬د ان تب‪$‬دأ في أنش‪$‬اء مص‪$‬رفَا مركزي‪$‬ا ليس فق‪$‬ط من اج‪$‬ل تس‪$‬هيل‬
‫اع‪$$‬ادة االس‪$$‬تقرار لعمالته‪$$‬ا ونظامه‪$$‬ا المص‪$$‬رفي وانم‪$$‬ا من اج‪$$‬ل مص‪$$‬لحة التع‪$$‬اون ال‪$$‬دولي ومن‪$$‬ذ ذل‪$$‬ك ال‪$$‬وقت‬
‫جرى بوتيرة عالية تأسيس بنوك مركزية لجميع الدول واخذت تنتشر و بدأت الص‪$‬يرفة المركزي‪$‬ة تباش‪$‬ر‬
‫وظائفها في تحديد السياسة المالية واالقتصادية‪.‬‬

‫أما في البلدان العربية‪ :‬كانت البدايات االولية مشجعة للنش‪$‬اطات المص‪$$‬رفية في البل‪$‬دان العربي‪$‬ة وامت‪$‬ددت‬
‫الى العه ‪$$‬د الب ‪$$‬ابلي‪ ،‬ونتيج ‪$$‬ة للس ‪$$‬يطرة االجنبي ‪$$‬ة العثماني ‪$$‬ة على مختل ‪$$‬ف ال ‪$$‬دول العربي ‪$$‬ة في الق‪$$‬رن الخ ‪$$‬امس‬
‫عش ‪$$‬ر وامت ‪$$‬دت ه ‪$$‬ذه الس ‪$$‬يطرة ح ‪$$‬تى نهاي ‪$$‬ة الح ‪$$‬رب العالمي ‪$$‬ة االولى ومن ثم خض ‪$$‬وعها في مطل ‪$$‬ع الق ‪$$‬رن‬
‫العشرين لسيطرة االنكليز والفرنس‪$$‬يين وااليط‪$$‬اليين فق‪$‬د تم افتت‪$$‬اح اولى المص‪$$‬ارف في ه‪$$‬ذه البل‪$$‬دان لحاج‪$$‬ة‬
‫ال‪$$‬دول المس‪$$‬تعمرة في ادارة مص‪$$‬الحها ع‪$‬بر فتح ف‪$$‬روع لمص‪$$‬ارفها في المس‪$$‬تعمرات وبقى الح‪$$‬ال على م‪$$‬ا‬
‫هو عليه حتى الحرب العالمي‪$$‬ة الثاني‪$$‬ة ‪ ,‬ثم حص‪$$‬لت معظم ال‪$$‬دول العربي‪$$‬ة على اس‪$$‬تقاللها السياس‪$$‬ي وق‪$$‬امت‬
‫بأنش ‪$$‬اء مؤسس ‪$$‬ات نقدي ‪$$‬ة تحتك ‪$$‬ر االص ‪$$‬دار النق‪$$‬دي والقي ‪$$‬ام بوظ ‪$$‬ائف البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي‪ .‬ولق‪$$‬د وض ‪$$‬ع م ‪$$‬ؤتمر‬
‫بروكسل أساس‪$‬ا و عرف‪$‬ا لك‪$‬ل ال‪$‬دول من خالل توص‪$‬يته بتأس‪$‬يس بن‪$‬وك مركزي‪$‬ة فيه‪$‬ا ليك‪$‬ون نقط‪$‬ة انطالق‬
‫في االصالحات النقدية والمصرفية فضال عن محافظتها على تثبيت القيمة االسمية لعمالته‪$$‬ا لإلس‪$$‬هام في‬
‫تحقيق التعاون الدولي‪.‬‬

‫وفي الع‪$$‬راق وبع‪$$‬د انته‪$$‬اء العالمي‪$$‬ة الثاني‪$$‬ة ظه‪$$‬رت مس‪$$‬اعي لتحقي‪$$‬ق االص‪$$‬الحات االقتص‪$$‬ادية واالجتماعي‪$$‬ة‪،‬‬
‫وخاصة بعدما صدر ق‪$$‬انون رقم (‪ )33‬لس‪$$‬نة (‪ )1941‬بش‪$$‬أن تأس‪$$‬يس المص‪$$‬رف الراف‪$$‬دين وتخوي‪$$‬ل وزي‪$$‬ر‬
‫المالية أن يسلف المصرف مبلغا ال يتج‪$‬اوز ملي‪$‬ون دين‪$‬ار ع‪$‬راقي وفي ع‪$‬ام (‪ )1947‬ص‪$‬در ق‪$‬انون رقم (‬
‫‪ )43‬وال‪$$‬ذي بموجب‪$$‬ه تم تأس‪$$‬يس المص‪$$‬رف الوط‪$$‬ني الع‪$$‬راقي ب‪$$‬راس م‪$$‬ال ق‪$$‬دره (‪ )5‬ملي‪$$‬ون دين‪$$‬ار‪ ،‬و ب‪$$‬دأ‬
‫المص‪$$‬رف يم‪$$‬ارس مهم‪$$‬ة اص‪$$‬دار اول وجب‪$$‬ة من االوراق النقدي‪$$‬ة تحم‪$$‬ل اس‪$$‬مه في ‪ 17‬ايل‪$$‬ول ‪ 1950‬وفي‬
‫ع‪$‬ام ‪ 1956‬تم تغي‪$$‬ير اس‪$$‬م المص‪$$‬رف الوط‪$$‬ني الع‪$$‬راق الى البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي الع‪$$‬راقي و برأس‪$$‬مال مق‪$‬داره (‬
‫‪ )25‬خمسه وعشرون مليون دينار‪ .‬وبذلك يعد العراق اول بلد عربي أنشأ فيه بنك مركزي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف البنك المركزي‬

‫اختلفت تسمية و تع‪$‬اريف المص‪$‬ارف تبع‪$‬ا الختالف المفه‪$‬وم ح‪$‬ول أهمي‪$‬ة و وظ‪$‬ائف تل‪$‬ك المص‪$‬ارف‪ ،‬فق‪$‬د‬
‫أطل‪$$‬ق على البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة أس‪$$‬ماء مختلف‪$$‬ة في دول الع‪$$‬الم‪ ،‬ففي الوالي‪$$‬ات المتح‪$$‬دة أطلقت تس‪$$‬مية (نظ‪$$‬ام‬
‫االحتي‪$$‬اط الفي‪$$‬درالي)‪ ،‬و في الهن‪$$‬د أطل‪$$‬ق علي‪$$‬ه تس‪$$‬مية البن‪$$‬ك االحتي‪$$‬اطي‪ ،‬في حين في فرنس‪$$‬ا أطل‪$$‬ق علي‪$$‬ه‬
‫تس‪$$ $‬مية بن‪$$ $‬ك فرنس‪$$ $‬ا‪ ،‬و في بعض ال‪$$ $‬دول ج‪$$ $‬اء تحت تس‪$$ $‬مية مؤسس‪$$ $‬ة النق‪$$ $‬د‪ ،‬و على ال‪$$ $‬رغم من اختالف‬
‫التسميات إال أن االسم الغالب في معظم الدول هو البنك المركزي‪.‬‬

‫ق‪$$‬دم بعض االقتص‪$$‬اديين تع‪$$‬اريف مختلف‪$$‬ة للمص‪$$‬ارف المركزي‪$$‬ة‪ ،‬ترتب‪$$‬ط تل‪$$‬ك التع‪$$‬اريف م‪$$‬ع الوظ‪$$‬ائف ال‪$$‬تي‬
‫تقوم بها البنوك المركزية‪ ،‬و من أهم التعريفات الشائعة للمصارف المركزية هي‪:‬‬

‫ع ‪$$‬رفت ف ‪$$‬يرا س ‪$$‬ميث (‪ )Vera Smith‬البن ‪$$‬وك المركزي ‪$$‬ة بأنه ‪$$‬ا هي النظ ‪$$‬ام المص ‪$$‬رفي ال ‪$$‬ذي يوج ‪$$‬د في ‪$$‬ه‬
‫مصرف واحد له الس‪$‬لطة الكامل‪$‬ة على إص‪$$‬دار النق‪$‬د‪ .‬أك‪$‬دت ف‪$$‬يرا س‪$‬ميث في تعريفه‪$‬ا على وظيف‪$‬ة إص‪$$‬دار‬
‫النقد‪.‬‬

‫أم ‪$$‬ا ش ‪$$‬او (‪ )W. Shaw‬فق ‪$$‬د رك ‪$$‬ز على وظيف ‪$$‬ة البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي في كيفي ‪$$‬ة التحكم في حجم االئتم ‪$$‬ان و‬
‫تنظيمه بتعريفه هو البنك الذي يتحكم في االئتمان و ينظمه‪.‬‬

‫و عرفه ‪ A. Day‬بأنه الذي ينظم السياسة النقدية و يعمل على استقرار النظام المصرفي‪ ،‬و يالحظ بأن‬
‫داي اهتم بالساس ‪$$‬ة النقدي ‪$$‬ة باعتباره ‪$$‬ا من أهم وظ ‪$$‬ائف البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي‪ ،‬ب ‪$$‬األخص الحف ‪$$‬اظ على اس ‪$$‬تقرار‬
‫الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫و جاء تعريف سايرز (‪ )Sayers‬بأن البنك المرك‪$$‬زي ه‪$$‬و عض‪$$‬و أو ج‪$$‬زء من الحكوم‪$$‬ة ال‪$$‬ذي يأخ‪$$‬ذ على‬
‫عاتق ‪$$‬ه إدارة العملي ‪$$‬ات يس ‪$$‬تطيع الت ‪$$‬أثير في س ‪$$‬لوك المؤسس ‪$$‬ات المالي ‪$$‬ة‪ ،‬بم ‪$$‬ا يجعله ‪$$‬ا تتواف ‪$$‬ق م ‪$$‬ع السياس ‪$$‬ة‬
‫االقتص‪$$‬ادية للدول‪$$‬ة‪ ،‬و ه‪$$‬ذا التعري‪$$‬ف رك‪$$‬ز على وظيف‪$$‬ة البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي كبن‪$$‬ك الحكوم‪$$‬ة‪ .‬و ج‪$$‬اء تعري‪$$‬ف‬
‫سامويلس‪$$‬ون (‪ )Samualson‬ل‪$$‬يركز على وظيف‪$$‬ة أخ‪$$‬رى للمص‪$$‬ارف باعتب‪$$‬اره البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي ه‪$$‬و بن‪$$‬ك‬
‫البنوك و وزيفته هي التحكم في القاعدة النقدية التي من خاللها يستطيع أن يتحكم في عرض النقود‪.‬‬

‫و ن‪$$‬رى أن جونس‪$$‬ي (‪ )Jauncy‬ق‪$$‬د ع‪$‬رف البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة أنه‪$$‬ا البن‪$$‬ك ال‪$$‬ذي يعت‪$$‬بر المقاص‪$$‬ة هي العملي‪$$‬ة‬
‫الرئيسية له‪ .‬يتضح أن وظيفة إجراء التسويات بين حسابات البنوك هي األساس لتعريف حونسي‪.‬‬

‫زكيا الدوري – يسرا السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية و السياسات النقدية‪ ،‬دار يازوري العلمية‪ ،‬عمان – األردن‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2013‬ص ‪.24 – 23‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫في حين ع‪$$‬رف دي ك‪$$‬وك (‪ )Di Kock‬البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة بأنه‪$$‬ا البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي ه‪$$‬و البن‪$$‬ك ال‪$$‬ذي يقنن و‬
‫يح‪$$‬دد الهيك‪$$‬ل النق‪$$‬دي و المص‪$$‬رفي بحيث يحق‪$$‬ق أك‪$$‬بر منفع‪$$‬ة لالقتص‪$$‬اد الوط‪$$‬ني‪ ،‬من خالل قيام‪$$‬ه بوظ‪$$‬ائف‬
‫متعددة كتقنين العملة‪ ،‬و القيام بإدارة العمليات المالية‪.‬‬

‫يتض ‪$$‬ح من التع ‪$$‬اريف أعاله أن التعري ‪$$‬ف ال ‪$$‬ذي قدم ‪$$‬ه دي ك ‪$$‬وك (‪ )Di kock‬ه ‪$$‬و جامع ‪$$‬ا ش ‪$$‬امال لوظ ‪$$‬ائف‬
‫البنك المركزي بخالف التعاريف األخرى التي ركزت على وظيفة واحدة أو وظيفتين من وظائف البنك‬
‫المركزي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص البنك المركزي‬

‫إن من أهم خصائص البنوك المركزية في الدول النامية هي‪:‬‬

‫ض‪$$‬عف ال‪$$‬وعي المص‪$$‬رفي الن‪$$‬اتج عن ت‪$$‬دني مس‪$$‬توى إدراك األف‪$$‬راد ب‪$$‬دور و أهمي‪$$‬ة المص‪$$‬ارف‪ ،‬و‬ ‫‪‬‬
‫ال ‪$$‬ذي ي ‪$$‬ؤثر س ‪$$‬لبا في التعام ‪$$‬ل م ‪$$‬ع المص ‪$$‬ارف‪ ،‬مم ‪$$‬ا يس ‪$$‬بب انخف ‪$$‬اض قيم ‪$$‬ة الودائ ‪$$‬ع قياس ‪$$‬ا بالكتل ‪$$‬ة‬
‫النقدي ‪$$‬ة‪ ،‬و بالت ‪$$‬الي ت ‪$$‬ؤدي إلى الح ‪$$‬د من ق ‪$$‬درة و فاعلي ‪$$‬ة الجه ‪$$‬از المص ‪$$‬رفي على خل ‪$$‬ق الودائ ‪$$‬ع و‬
‫التوسع في االئتمان‪.‬‬
‫محدودي‪$$‬ة مس‪$$‬احة الس‪$$‬وق النقدي‪$$‬ة و الس‪$$‬بب في المحدودي‪$$‬ة يع‪$$‬ود إلى ن‪$$‬درة المقترض‪$$‬ين و ض‪$$‬عف‬ ‫‪‬‬
‫المؤسس‪$$‬ات المالي‪$$‬ة و النقدي‪$$‬ة ال‪$$‬تي تتعام‪$$‬ل بالوس‪$$‬اطة‪ ،‬مم‪$$‬ا أدى إلى ض‪$$‬عف تعام‪$$‬ل المص‪$$‬ارف م‪$$‬ع‬
‫تلك األسواق بشكل عام‪.‬‬
‫تواج‪$$‬د لف‪$$‬روع المص‪$$‬ارف األجنبي‪$$‬ة بش‪$$‬كل كب‪$$‬ير في معظم ال‪$$‬دول النامي‪$$‬ة مم‪$$‬ا يجعله‪$$‬ا تعتم‪$$‬د على‬ ‫‪‬‬
‫مراكزها الرئيسية في دولها عندما تحاول البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة ف‪$$‬رض السياس‪$$‬ة النقدي‪$$‬ة في البل‪$$‬د عن‬
‫طري‪$$‬ق الرقاب‪$$‬ة على االئتم‪$$‬ان أو التغي‪$$‬ير في نس‪$$‬بة االحتي‪$$‬اطي‪ ،‬أو الزي‪$$‬ادة في مع‪$$‬دالت الس‪$$‬يولة‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى تحجيم دور البنوك المركزية بالضغط على تلك المصارف األجنبية‪.‬‬
‫االزدواجي‪$$‬ة في القط‪$$‬اع المص‪$$‬رفي في من‪$$‬اطق مح‪$$‬دودة و ال تنتش‪$$‬ر في ش‪$$‬تى أنح‪$$‬اء البالد‪ .‬و ه‪$$‬ذا‬ ‫‪‬‬
‫الترك ‪$$‬يز في من ‪$$‬اطق مح ‪$$‬ددة و خصوص ‪$$‬ا تل ‪$$‬ك ال ‪$$‬تي تنتش ‪$$‬ر فيه ‪$$‬ا المنش ‪$$‬آت الص ‪$$‬ناعية و التجاري ‪$$‬ة‬
‫جعله ‪$$‬ا تش ‪$$‬هد أس ‪$$‬واق نقدي ‪$$‬ة متقدم ‪$$‬ة قياس ‪$$‬ا في المن ‪$$‬اطق ال ‪$$‬تي ال تتواج ‪$$‬د فيه ‪$$‬ا ف ‪$$‬روع للمص ‪$$‬ارف‪.‬‬
‫االزدواجية تعني وجود مناطق ذات أجهزة مصرفية متقدمة تكون فيها األجه‪$$‬زة غ‪$‬ير متقدم‪$$‬ة أو‬
‫غير موجودة‪.‬‬
‫السيولة الكبيرة‪ ،‬تقل المدخرات كثيرا عن المع‪$‬دالت المطلوب‪$‬ة ل‪$‬تراكم رؤوس األم‪$‬وال في ال‪$‬دول‬ ‫‪‬‬
‫النامية و يع‪$‬ود الس‪$‬بب في انخف‪$‬اض ال‪$‬دخل الحقيقي من ناحي‪$‬ة و ارتف‪$‬اع الج‪$‬زء المقتط‪$‬ع من ذل‪$‬ك‬
‫ال ‪$$‬دخل و الموج ‪$$‬ه للن ‪$$‬واحي االس ‪$$‬تهالكية‪ ،‬و ال ‪$$‬ذي ي ‪$$‬ؤدي إلى ظه ‪$$‬ور مش ‪$$‬كلة ش ‪$$‬به مزمن ‪$$‬ة و هي‬

‫زكيا الدوري – يسرا السامرائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تموي‪$$ $‬ل العج‪$$ $‬ز في الموازن‪$$ $‬ة العام‪$$ $‬ة‪ .‬و ه‪$$ $‬ذا يع‪$$ $‬ني أن النفق‪$$ $‬ات المص‪$$ $‬روفة أك‪$$ $‬ثر من اإلي‪$$ $‬رادات‬
‫المتحقق‪$$‬ة‪ ،‬مم‪$$‬ا يجعله‪$$‬ا تق‪$$‬وم ب‪$$‬االقتراض من المص‪$$‬رف لتموي‪$$‬ل ه‪$$‬ذا العج‪$$‬ز مم‪$$‬ا يق‪$$‬ود إلى إص‪$$‬دار‬
‫نقود لمواجهة القروض الحكومية و الذي يولد سيولة كبيرة في الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف البنك المركزي‬

‫بس‪$$‬بب األهمي‪$$‬ة ال‪$$‬تي اكتس‪$$‬بتها البن‪$$‬وك في الحي‪$$‬اة التجاري‪$$‬ة و المالي‪$$‬ة‪ ،‬اض‪$$‬طرت الدول‪$$‬ة إلى تنظيم عمله‪$$‬ا‪،‬‬
‫فجعلت على رأس الجهاز المصرفي بنكا يسمى البنك المرك‪$$‬زي وظيفت‪$$‬ه اإلش‪$$‬راف على البن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة‬
‫و ض ‪$$‬بط س ‪$$‬يرورتها لكي تخ ‪$$‬دم االقتص ‪$$‬اد الوط ‪$$‬ني نتيج ‪$$‬ة لل ‪$$‬دور ال ‪$$‬ذي يلعب ‪$$‬ه البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي في جمي ‪$$‬ع‬
‫مناحي الحياة االقتصادية و المالية و النقدية و الصالحيات القانونية التي يتمتع بها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬وظيفة االصدار‬

‫إن إص ‪$$‬دار أوراق البنكن ‪$$‬وت هي أول وظيف ‪$$‬ة للبن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي‪ ،‬إذ إن البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي ع ‪$$‬رف باس ‪$$‬م بن ‪$$‬ك‬
‫اإلصدار‪ ،‬إذ ال يس‪$‬مح الق‪$‬انون ألي بن‪$‬ك آخ‪$‬ر أن يق‪$‬وم به‪$‬ذه الوظيف‪$‬ة‪ ،‬وتع‪$‬د وظيف‪$‬ة اإلص‪$$‬دار ال‪$‬تي س‪$‬ارت‬
‫س‪$$‬وي ا م‪$$‬ع التط‪$$‬ور الحاص‪$$‬ل في نظم البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة األس‪$$‬اس لتم‪$$‬يز ه‪$$‬ذه البن‪$$‬وك عن غيره‪$$‬ا‪ ،‬فالبن‪$$‬ك‬
‫المركزي هو المحتكر الوحيد لهذه العملية) أي عملي‪$$‬ة اإلص‪$$‬دار النق‪$‬دي(‪ ،‬وه‪$$‬ذا ال يع‪$$‬ني ب‪$$‬الطبع أن البن‪$$‬ك‬
‫المركزي له الحرية المطلقة في إصدار البنكنوت كما تشاء‪ ،‬بل أن ذلك يخضع لقوانين وقيود الغ‪$$‬ر منه‪$$‬ا‬
‫تنظيم عملية اإلصدار بحسب حاجة المع‪$‬امالت لتحقي‪$‬ق االس‪$‬تقرار االقتص‪$$‬ادي بش‪$‬كل ع‪$‬ام والنق‪$‬دي بش‪$‬كل‬
‫خاص ‪.‬‬

‫إن امتياز إصدار األوراق النقدية مرتبط بنشوء وتطور البنوك المركزية إذ إنها كانت تسمى حتى أوائل‬
‫القرن العشرين ببنوك اإلصدار‪ ،‬وتطورت عملية اإلصدار النق‪$‬دي بحس‪$‬ب العالق‪$‬ة ال‪$‬تي تربطه‪$‬ا بال‪$‬ذهب‪،‬‬
‫إذ يتم تحدي‪$‬د مق‪$‬دار النق‪$‬ود الورقي‪$‬ة بحس‪$‬ب مق‪$‬دار الرص‪$$‬يد من ال‪$‬ذهب الالزم والموج‪$‬ود لتغطيته‪$‬ا‪ ،‬فحري‪$‬ة‬
‫اإلصدار ظهرت مرافقة مع األوضاع التجارية وعلى وفق م‪$$‬ا م‪$$‬رت ب‪$$‬ه عملي‪$$‬ة اإلص‪$$‬دار من تط‪$$‬ور وفق‪$‬ا‬
‫للمراحل التي مرت بها كاآلتي‪:‬‬

‫أ‪ /‬نظ‪44‬ام الغط‪44‬اء ال‪44‬ذهبي الكام‪44‬ل‪ :‬يع ‪$$‬د ه ‪$$‬ذا النظ ‪$$‬ام الش ‪$$‬كل األول لإلص ‪$$‬دار‪ ،‬فه ‪$$‬و يمث ‪$$‬ل الغط ‪$$‬اء ال ‪$$‬ذهبي‬
‫لألوراق المص ‪$$‬درة ‪ ،% 100‬إذ يتم تحدي ‪$$‬د حجم النق ‪$$‬ود المص ‪$$‬درة في ه ‪$$‬ذا النظ ‪$$‬ام بحس ‪$$‬ب حجم الغط ‪$$‬اء‬
‫ال‪$$‬ذهبي ومع‪$$‬دل تغ‪$$‬يره‪ ،‬ويتص‪$$‬ف ه‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام ب‪$$‬الركود‪ ،‬إذ أن اإلص‪$$‬دار النق‪$$‬دي ارتب‪$$‬ط كلي‪$$‬ا بحجم ال‪$$‬ذهب‬
‫الموج ‪$$‬ود في البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي‪ ،‬مم ‪$$‬ا ي ‪$$‬ؤدي إلى ع ‪$$‬دم تحق ‪$$‬ق الطلب اإلض ‪$$‬افي للنق ‪$$‬ود في ح ‪$$‬ال ع ‪$$‬دم زي ‪$$‬ادة‬
‫خزين البنك المركزي من الذهب‪ ،‬لذلك أجبرت الدول إلى تغيير هذا النظام بنظام آخر أكثر مرونة‪.‬‬

‫نعيمة سعيد موسى‪ ،‬أثر استقاللية البنك المركزي على فعالية السياسة النقدية في حالة البنك المركزي الجيبوتي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة كارابوك‪ ،‬تركيا‪ ،2020 ،‬ص ‪.21 – 19‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫ب‪ /‬نظام اإلصدار الجزئي الوثيق‪ :‬تم اتب‪$$‬اع ه‪$$‬ذه الطريق‪$$‬ة في إنجل‪$$‬ترا في ع‪$$‬ام ‪ 1844‬م وتبعته‪$$‬ا البل‪$$‬دان‬
‫األخرى من بعدها‪ ،‬إذ يقوم البنك المرك‪$‬زي وف‪$$‬ق ه‪$‬ذا النظ‪$‬ام بإص‪$$‬دار أوراق نقدي‪$‬ة مغط‪$‬اة بال‪$‬ذهب بنس‪$‬بة‬
‫‪ % 100‬و أوراق نقدية أخرى من دون رصيد ذهبي‪ ،‬إذ يتم إصدار س‪$$‬ندات حكومي‪$$‬ة تع‪$$‬د غط‪$$‬اء لمق‪$‬دار‬
‫معين و ثابت من األوراق النقدية‪ ،‬و هذا النظام ه‪$‬و أك‪$‬ثر مرون‪$‬ة من النظ‪$‬ام الس‪$‬ابق إذ تس‪$‬تطيع الحكوم‪$‬ة‬
‫زي ‪$$‬ادة أو تقلي ‪$$‬ل حجم الس ‪$$‬ندات الحكومي ‪$$‬ة‪ ،‬إال أن البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي ال يس ‪$$‬تطيع تج ‪$$‬اوز ه ‪$$‬ذا المق ‪$$‬دار إذا لم‬
‫يس‪$$ $ $‬تطع الحص‪$$ $ $‬ول على ال‪$$ $ $‬ذهب‪ ،‬وه‪$$ $ $‬ذا ي‪$$ $ $‬ؤدي إلى ع‪$$ $ $‬دم التج‪$$ $ $‬اوب بين حجم االئتم‪$$ $ $‬ان وحجم النش‪$$ $ $‬اط‬
‫االقتص‪$$‬ادي‪ ،‬وم‪$$‬ع ذل‪$$‬ك ف‪$$‬إن ال‪$$‬ذين يؤي‪$$‬دون ه‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام ينظ‪$$‬رون إلى ه‪$$‬ذه الطريق‪$$‬ة على أنه‪$$‬ا ك‪$$‬ابح لجم‪$$‬اح‬
‫البنك المركزي إذا ما أراد التوسع في عملية اإلصدار النقدي‪.‬‬

‫ت‪ /‬نظ‪44‬ام غط‪44‬اء ال‪44‬ذهب النس‪44‬بي‪ :‬تعطي الحكوم ‪$$‬ة للبن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي في ه ‪$$‬ذا النظ ‪$$‬ام حري ‪$$‬ة مح ‪$$‬دودة في‬
‫إصدار النقود بحدود معينة في مقاب‪$‬ل س‪$‬ندات حكومي‪$‬ة وم‪$‬ا يزي‪$‬د عن ح‪$‬د الس‪$‬ندات يجب أن يك‪$‬ون مغطى‬
‫بال‪$‬ذهب‪ ،‬لق‪$‬د طبقت إنجل‪$‬ترا ه‪$‬ذا النظ‪$‬ام بع‪$‬د ص‪$$‬دور ق‪$$‬انون ‪ Peele‬في ع‪$‬ام ‪ 1844‬م إال أنه‪$‬ا تخلت عن‪$‬ه‬
‫بعد أن اتضح أنه يتمتع بالجمود‪.‬‬

‫ث‪ /‬نظ‪44‬ام الح‪44‬د األقص‪44‬ى لإلص‪44‬دار‪ :‬في ه ‪$$‬ذا النظ ‪$$‬ام يتم التخلي عن أهمي ‪$$‬ة العالق ‪$$‬ة األساس ‪$$‬ية والثابت ‪$$‬ة بين‬
‫األوراق النقدية المصدرة وبين مقدار االحتياط الذهبي الموجود‪ ،‬إذ يتم إيجاد قانون يح‪$‬دد الق‪$‬در األقص‪$$‬ى‬
‫لألوراق النقدي‪$$‬ة ال‪$$‬تي يمكن للبن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي أن يص‪$$‬درها‪ ،‬ويك‪$$‬ون ه‪$$‬ذا الح‪$$‬د ق‪$$‬ابال للتغي‪$$‬ير طبق‪$$‬ا للظ‪$$‬روف‬
‫الس‪$$‬ائدة‪ ،‬ويع‪$$‬د ه‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام أك‪$$‬ثر مرون‪$$‬ة من األنظم‪$$‬ة ال‪$$‬تي م‪$$‬رت علين‪$$‬ا آنف‪$$‬ا ‪ ،‬إال أن‪$$‬ه ال يخل‪$$‬و من الجم‪$$‬ود‬
‫عن ‪$$‬دما يص ‪$$‬ل اإلص ‪$$‬دار النق ‪$$‬دي إلى الح ‪$$‬د األقص ‪$$‬ى‪ ،‬فتغي ‪$$‬ير ه ‪$$‬ذا الح ‪$$‬د يحت ‪$$‬اج إلى تش ‪$$‬ريع ق ‪$$‬انون جدي ‪$$‬د أو‬
‫إض‪$$‬افة تع‪$$‬ديالت على الق‪$$‬انون الس‪$$‬ابق و ربم‪$$‬ا ال يخ‪$$‬دم ه‪$$‬ذا التغي‪$$‬ير بالس‪$$‬رعة الممكن‪$$‬ة والالزم‪$$‬ة وبالت‪$$‬الي‬
‫يؤدي إلى انكماش في سوق األوراق النقدية‪ ،‬وغالبا ما يتم رفع الحد األعلى لإلصدار النقدي كلما كانت‬
‫الحكومة في حاجة إلى مزيد من النقود‪.‬‬

‫إن أول من اعتمد هذا القانون هي الحكومة الفرنس‪$$‬ية في ع‪$‬ام ‪ 1870‬م‪ ،‬تلته‪$$‬ا إنجل‪$$‬ترا في ع‪$‬ام ‪ 1939‬م‬
‫ثم اليابان في عام ‪ 1941‬م‪.‬‬

‫ج‪ /‬نظام اإلصدار الحر ‪ :‬يتم رفع كل القيود القانونية الخاصة بنوعية الغطاء النقدي في ظل هذا القانون‪،‬‬
‫إذ تتغ‪$$ $‬ير قيم‪$$ $‬ة اإلص‪$$ $‬دار النق‪$$ $‬دي‪ ،‬وتخض‪$$ $‬ع ك‪$$ $‬ل التغي‪$$ $‬يرات إلى تق‪$$ $‬دير الس‪$$ $‬لطة النقدي‪$$ $‬ة لتحقي‪$$ $‬ق أه‪$$ $‬دافها‬
‫وسياس‪$$‬اتها النقدي‪$$‬ة والمالي‪$$‬ة‪ ،‬ل‪$$‬ذا يتمت‪$$‬ع ه‪$$‬ذا النظ‪$$‬ام بمرون‪$$‬ة عالي‪$$‬ة ج‪$$‬دا‪ ،‬وله‪$$‬ذا يتح‪$$‬رر اإلص‪$$‬دار النق‪$‬دي من‬
‫القيود الكمية التي تحيط به المتمثلة بالغطاء الذهبي والسندات الحكومية‪ ،‬إن هذا النظام يطب‪$$‬ق في ال‪$$‬وقت‬
‫الراهن في البنوك المركزية كافة فهو يعد أكثر نظام نقدي متطور‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بنك البنوك‬

‫إن البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي ال يمكن ل‪$$‬ه أن ي‪$$‬دخل كمن‪$$‬افس للبن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة وبالت‪$$‬الي يق‪$$‬ل ت‪$$‬أثيره على عم‪$$‬ل ه‪$$‬ذه‬
‫البن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة‪ ،‬وذل‪$$‬ك من خالل ع‪$$‬دم قيام‪$$‬ه بالتعام‪$$‬ل م‪$$‬ع األف‪$$‬راد بش‪$$‬كل كب‪$$‬ير‪ ،‬ألن اله‪$$‬دف ال‪$$‬رئيس ل‪$$‬ه‬
‫ليس ال ‪$$‬ربح وإ نم ‪$$‬ا إدارة السياس ‪$$‬ات النقدي ‪$$‬ة والمالي ‪$$‬ة للحكوم ‪$$‬ة به ‪$$‬دف تحقي ‪$$‬ق الص ‪$$‬الح الع ‪$$‬ام‪ ،‬وبه ‪$$‬ذا ي ‪$$‬ؤدي‬
‫وظيفة كبنك للبنوك‪ ،‬إذ إن البنك المركزي يتربع على أعلى هرم الجهاز المص‪$$‬رفي ول‪$‬ه هيمن‪$‬ة على ك‪$‬ل‬
‫البن‪$$‬وك العامل‪$$‬ة في الدول‪$$‬ة ال‪$$‬تي يتب‪$$‬ع له‪$$‬ا‪ ،‬فه‪$$‬و يق‪$$‬وم بالتعام‪$$‬ل م‪$$‬ع البن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة‪ ،‬ويتلقى منهم الودائ‪$$‬ع‪،‬‬
‫ويمنحهم الق‪$$‬روض‪ ،‬وخص ‪$$‬م األوراق التجاري‪$$‬ة‪ ،‬وتحص ‪$$‬يل الش‪$$‬يكات‪ ،‬واإلش‪$$‬راف على عملي‪$$‬ات المقاص ‪$$‬ة‬
‫بين البنوك التجارية التي ل‪$‬ديها احتياط‪$‬ات نقدي‪$‬ة لدي‪$‬ه‪ ،‬وه‪$‬و ال‪$‬دور نفس‪$‬ه ال‪$‬ذي تؤدي‪$‬ه البن‪$‬وك التجاري‪$‬ة م‪$‬ع‬
‫األفراد والمؤسسات‪ ،‬ويقوم البنك المركزي بوصفه بنك البنوك بأربع وظائف رئيسة هي‪:‬‬

‫االحتفاظ باألرصدة النقدية وودائع البنوك التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫القيام بعمليات المقاصة بين البنوك وتسويتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الملجأ األخير لإلقراض‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إدارة السياسات النقدية واالئتمانية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفيما يأتي توضيح لهذه الوظائف‪:‬‬

‫‪ .1‬االحتفاظ باألرصدة النقدية و ودائع البن‪44‬وك التجاري‪44‬ة‪ :‬للبن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة أرص‪$$‬دة نقدي‪$$‬ة مودوع‪$$‬ة ل‪$$‬دى‬
‫البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي على ش ‪$$‬كل احتياط ‪$$‬ات نقدي ‪$$‬ة تع ‪$$‬ادل نس ‪$$‬بة معين ‪$$‬ة من التزاماته ‪$$‬ا يتم تحدي ‪$$‬دها من خالل‬
‫الق‪$$‬انون‪ ،‬وال يمكن للبن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة في ه‪$$‬ذه األرص‪$$‬دة‪ ،‬و ال ت‪$$‬در ه‪$$‬ذه األرص‪$$‬دة أي عوائ‪$$‬د مالي‪$$‬ة بالنس‪$$‬بة‬
‫إلى البن‪$‬وك التجاري‪$‬ة كم‪$‬ا ه‪$‬و متع‪$‬ارف علي‪$‬ه في الودائ‪$‬ع الجاري‪$‬ة‪ ،‬الموض‪$‬وعة بحس‪$‬ابات البن‪$‬وك التجاري‪$‬ة‬
‫لص ‪$$‬الح عمالئه ‪$$‬ا‪ ،‬إذ إن إي ‪$$‬داع االحتياط ‪$$‬ات النقدي ‪$$‬ة ل ‪$$‬دى البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي يع ‪$$‬د مص ‪$$‬در ق ‪$$‬وة كب ‪$$‬ير للنظ ‪$$‬ام‬
‫المص ‪$$ $‬رفي والبن ‪$$ $‬وك التجاري ‪$$ $‬ة إذ أن ترك ‪$$ $‬يز األم ‪$$ $‬وال في مك ‪$$ $‬ان واح ‪$$ $‬د يع ‪$$ $‬د األس ‪$$ $‬اس لتعزي ‪$$ $‬ز االئتم ‪$$ $‬ان‬
‫المص‪$$‬رفي وجعل‪$$‬ه أك‪$$‬ثر مرون‪$$‬ة‪ ،‬فترك‪$$‬يز األم‪$$‬وال في مؤسس‪$$‬ة واح‪$$‬دة يس‪$$‬اعد على عملي‪$$‬ة انتقاله‪$$‬ا بس‪$$‬رعه‬
‫وأك ‪$$‬ثر كف ‪$$‬اءة لتحقي ‪$$‬ق األه ‪$$‬داف ال ‪$$‬تي تص ‪$$‬بو لتحقيقه ‪$$‬ا ب ‪$$‬األخص في ح ‪$$‬االت األزم ‪$$‬ات المالي ‪$$‬ة والظ ‪$$‬روف‬
‫الطارئ‪$$‬ة‪ ،‬فض‪$$‬ال عن أ ن نس‪$$‬بة الرص‪$$‬يد النق‪$‬دي تع‪$$‬د أح‪$$‬د أدوات البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي ال‪$$‬تي يس‪$$‬تخدمها لتنفي‪$$‬ذ أو‬
‫توسيع االئتمان وهي أحد أدواته للرقابة عليه‪.‬‬

‫نعيمة سعيد موسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26 - 23‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪ .2‬القي‪44‬ام بعملي‪44‬ات المقاص‪44‬ة بين البن‪44‬وك وتس‪44‬ويتها‪ :‬يحتف ‪$$‬ظ البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي بحس ‪$$‬ابات جاري ‪$$‬ة للبن ‪$$‬وك‬
‫التجاري‪$$‬ة تمكن‪$$‬ه من تنفي‪$$‬ذ عملي‪$$‬ات المقاص‪$$‬ة بين حس‪$$‬ابات تل‪$$‬ك البن‪$$‬وك ال‪$$‬تي تظه‪$$‬ر نتيج‪$$‬ة للتع‪$$‬امالت فيم‪$$‬ا‬
‫بينه‪$$$‬ا‪ ،‬إذ تتم المقاص‪$$$‬ة من خالل خص‪$$$‬م الحس‪$$$‬ابات المدين‪$$$‬ة من الحس ‪$$‬ابات الدائن ‪$$‬ة لك ‪$$‬ل بن ‪$$‬ك من البن‪$$$‬وك‬
‫التجاري‪$‬ة المتعامل‪$‬ة فيم‪$‬ا بينه‪$‬ا‪ ،‬وإ ذا م‪$‬ا ظه‪$‬ر رص‪$$‬يد م‪$‬دين مس‪$‬تحق لبن‪$‬ك ث‪$‬ان يق‪$‬وم البن‪$‬ك التج‪$‬اري الم‪$‬دين‬
‫بتحرير شيك ألمر البنك التجاري الدائن ب‪$$‬المبلغ عن‪$$‬د البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي فيزي‪$$‬د حس‪$$‬اب البن‪$$‬ك ال‪$$‬دائن وينقص‬
‫حساب البنك المدين ويبقى المجموع الكلي للبنوك التجارية من الودائع كما هو لدى البنك المرك‪$$‬زي‪ ،‬أي‬
‫أن عملية تسويات الحسابات بين المصارف التجارية تتم من خالل القيود الدفتري‪$‬ة من حس‪$‬اب إلى آخ‪$‬ر‪،‬‬
‫فضال عن أن نظام المقاصة نظام منظم إلى أعلى حد وال يعد وسيلة توفر النقد ورأس المال فحس‪$$‬ب ب‪$$‬ل‬
‫يعد وسيلة الختيار درجة السيولة وتحديدها في أي وقت وهذه وسيلة ال بد أن يعرفها البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ .3‬الملجأ األخير لإلقراض‪ :‬تق‪$‬ع مس‪$‬ؤولية تق‪$‬ديم التس‪$‬هيالت المالي‪$‬ة للبن‪$‬وك التجاري‪$‬ة ومؤسس‪$‬ات االئتم‪$‬ان‬
‫على البنك المركزي بوصفه آخر ملجأ لإلقراض بص‪$$‬ورة مباش‪$‬رة وبش‪$‬روط معين‪$‬ة تح‪$‬دد من قب‪$‬ل سياس‪$‬ة‬
‫البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي‪ ،‬إن أهمي‪$$‬ة ه‪$$‬ذه الوظيف‪$$‬ة تكمن في اس‪$$‬تقرار الجه‪$$‬از المص‪$$‬رفي ب‪$$‬األخص في األزم‪$$‬ات إذ‬
‫البد من جاهزية البنك المركزي في ك‪$‬ل األوق‪$$‬ات لمس‪$‬اعدة الس‪$‬وق االئتماني‪$‬ة في ح‪$‬االت األزم‪$‬ات المالي‪$‬ة‬
‫أو عند الضرورة من خالل وضع ما يلزم من أرصدة نقدية تحت تصرفها‪ ،‬وهن‪$$‬ا الب‪$$‬د من التع‪$$‬ريج على‬
‫عمليات االئتمان العادية وعمليات االئتمان االستثنائية وبيان الفروقات بينها‪:‬‬

‫عملي‪$$‬ات االئتم‪$$‬ان العادي‪$$‬ة‪ :‬وتتم على طريق‪$$‬تين‪ ،‬الخص‪$$‬م وإ ع‪$$‬ادة الخص‪$$‬م‪ ،‬أو اإلق‪$$‬راض بض‪$$‬مانات‬ ‫‪‬‬
‫محددة‪.‬‬

‫إن سعر إعادة الخص‪$$‬م يمث‪$‬ل مق‪$‬دار الفائ‪$‬دة ال‪$‬تي يتحص‪$$‬ل عليه‪$‬ا البن‪$‬ك المرك‪$‬زي من البن‪$‬ك البن‪$‬وك‬
‫التجارية عند قيام البن‪$‬وك التجاري‪$‬ة بإع‪$‬ادة خص‪$$‬م م‪$‬ا تقدم‪$‬ه له‪$‬ا البن‪$‬وك المركزي‪$‬ة من س‪$‬ندات أي)‬
‫ببيع أصولها المالية للبنك المركزي للحص‪$‬ول على الم‪$‬وارد المالي‪$‬ة النقدي‪$‬ة من البن‪$‬ك المرك‪$‬زي(‪،‬‬
‫إن هذه اإلدارة مهمة جدا للبنك المركزية من ناحية التحكم بمق‪$$‬دار االئتم‪$$‬ان ففي ح‪$$‬االت التض‪$$‬خم‬
‫يتم رف‪$$‬ع س‪$‬عر إع‪$‬ادة الخص‪$$‬م لي‪$‬دفع البن‪$‬وك التجاري‪$‬ة الى االق‪$‬تراض من‪$‬ه أو إع‪$‬ادة خص‪$$‬م األوراق‬
‫التجارية الخاص‪$‬ة به‪$‬ا مم‪$‬ا ي‪$‬ؤدي الى رف‪$‬ع س‪$‬عر اإلق‪$‬راض للجمه‪$‬ور‪ ،‬وعن‪$‬د الكس‪$‬اد يخفض البن‪$‬ك‬
‫المركزي سعر إعادة الخصم بهدف التأثير العكسي للحالة المذكورة آنفا‪.‬‬

‫ويع ‪$$‬د الخص ‪$$‬م من األدوات المهم ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي يعتم ‪$$‬د عليه ‪$$‬ا البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي به ‪$$‬دف الت ‪$$‬أثير على حجم‬
‫المع ‪$$‬روض النق ‪$$‬دي من خالل الت ‪$$‬أثير على حجم االئتم ‪$$‬ان المص ‪$$‬رفي‪ ،‬وذل ‪$$‬ك في إط ‪$$‬ار األه ‪$$‬داف‬
‫المرسومة للسياسات النقدية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫إن البن‪$$ $‬وك التجاري‪$$ $‬ة في الغ‪$$ $‬الب تفض‪$$ $‬ل حص‪$$ $‬ولها على احتياجاته‪$$ $‬ا النقدي‪$$ $‬ة من خالل اإلق‪$$ $‬راض‬
‫المباش ‪$$‬ر لبس ‪$$‬اطة إجراءات ‪$$‬ه‪ ،‬وتف ‪$$‬رض البن ‪$$‬وك المركزي ‪$$‬ة على م ‪$$‬ا تقدم ‪$$‬ه من تس ‪$$‬هيالت من خالل‬
‫اإلقراض أو إعادة خصم الفائدة‪.‬‬

‫عملي‪$$‬ات االئتم‪$$‬ان االس‪$$‬تثنائية‪ :‬وه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة ش‪$$‬رط ا الزم ا لنج‪$$‬اح مح‪$$‬اوالت البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي في‬ ‫‪‬‬
‫ت‪$‬دعيم وتث‪$‬بيت السياس‪$‬ة النقدي‪$‬ة واالئتماني‪$‬ة وتطويره‪$‬ا‪ ،‬ويقص‪$$‬د به‪$‬ذه العملي‪$‬ة قي‪$‬ام البن‪$‬ك المرك‪$‬زي‬
‫بإعط‪$$ $‬اء االئتم‪$$ $‬ان للبن‪$$ $‬وك التجاري‪$$ $‬ة في األزم‪$$ $‬ات المالي‪$$ $‬ة‪ ،‬ويح‪$$ $‬دد البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي ش‪$$ $‬رو ط ا‬
‫وظروف ا يتدخل وفقها إلقراض البنوك التجارية عند اللزوم‪.‬‬

‫‪ .4‬إدارة السياسات المالية واالئتمانية‪ :‬وهي من أهم الوظ‪$$‬ائف ال‪$$‬تي تق‪$$‬وم به‪$$‬ا البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة ويع‪$$‬ود‬
‫الس ‪$$‬بب في ذل ‪$$‬ك ألهمي ‪$$‬ة السياس ‪$$‬ة النقدي ‪$$‬ة في مج ‪$$‬رى االقتص ‪$$‬اد‪ ،‬ويع ‪$$‬ود س ‪$$‬بب قي ‪$$‬ام البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي به ‪$$‬ذه‬
‫الوظيف ‪$$‬ة إلى أن البن ‪$$‬وك التجاري ‪$$‬ة له ‪$$‬ا الق ‪$$‬درة على توف ‪$$‬ير االئتم ‪$$‬ان‪ ،‬وبه ‪$$‬ذا ت ‪$$‬ؤثر على ع ‪$$‬رض النق ‪$$‬ود في‬
‫الس ‪$$‬وق ومن ثم الت ‪$$‬أثير على مس ‪$$‬يرة النش ‪$$‬اط االقتص ‪$$‬ادي‪ ،‬إذ ال يمكن للبن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي أن ي ‪$$‬ترك البن ‪$$‬وك‬
‫التجارية اتباع سياسة ائتمانية كما تشاء بمفرده‪$‬ا‪ ،‬فالتوس‪$‬ع ال‪$‬ذي تق‪$‬وم ب‪$‬ه البن‪$‬وك التجاري‪$‬ة من الممكن أن‬
‫ال يالئم الظروف االقتصادية فيتدخل البنك المركزي للحد من التوس‪$$‬ع في االئتم‪$$‬ان ال‪$$‬ذي تق‪$‬وم ب‪$$‬ه البن‪$$‬وك‬
‫التجارية والعكس صحيح‪.‬‬

‫ال يمكن للبنك المركزي أن ي‪$‬ؤدي وظيفت‪$‬ه بش‪$‬كل منف‪$‬رد على أنه‪$‬ا أهم وظيف‪$‬ة‪ ،‬فه‪$‬و يق‪$‬وم بالوظ‪$‬ائف وف‪$$‬ق‬
‫م‪$$‬ا تح‪$$‬دده الق‪$$‬وانين؛ ألن ك‪$$‬ل الوظ‪$$‬ائف ال‪$$‬تي يق‪$$‬وم به‪$$‬ا البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي مترابط‪$$‬ة‪ ،‬تكم‪$$‬ل إح‪$$‬داها األخ‪$$‬رى‬
‫والعامل المش‪$‬ترك بينه‪$‬ا ه‪$‬و توف‪$‬ير المص‪$‬لحة العام‪$‬ة للمجتم‪$‬ع من دون االهتم‪$‬ام باألرب‪$‬اح بوص‪$‬فها اله‪$‬دف‬
‫الرئيس لها‪.‬‬

‫إن أهمي‪$$‬ة ه‪$$‬ذه الوظيف‪$$‬ة لم تظه‪$$‬ر إال في الس‪$$‬نوات األخ‪$$‬يرة إذ أن أغلب الدراس‪$$‬ات االقتص‪$$‬ادية لم تتط‪$$‬رق‬
‫إليه ‪$$‬ا‪ ،‬فم ‪$$‬ع التط ‪$$‬ورات االقتص ‪$$‬ادية ال ‪$$‬تي ش ‪$$‬هدها الع ‪$$‬الم وظه ‪$$‬ور العولم ‪$$‬ة المالي ‪$$‬ة وبزوغه ‪$$‬ا نهاي ‪$$‬ة الق ‪$$‬رن‬
‫العشرين أدت هذه التطورات المتسارعة إلى تنامي أهمية ه‪$‬ذه الوظيف‪$‬ة ب‪$‬األخص بع‪$‬دما تعرض‪$$‬ت البن‪$‬وك‬
‫التجاري‪$$ $ $‬ة إلى ع‪$$ $ $‬د ة أزم‪$$ $ $‬ات أدت إلى إعالن الكث‪$$ $ $‬ير منه‪$$ $ $‬ا اإلفالس‪ ،‬تحدي‪$$ $ $‬د ا في الوالي‪$$ $ $‬ات المتح‪$$ $ $‬دة‬
‫األمريكي‪$$‬ة‪ ،‬وأدى ذل‪$$‬ك إلى إعالن الكث‪$$‬ير من دول الع‪$$‬الم عن تع‪$$‬ديل ق‪$$‬وانين بنوكه‪$$‬ا المركزي‪$$‬ة إذ أعطته‪$$‬ا‬
‫ص‪$$‬الحيات أوس‪$$‬ع في مج‪$$‬ال الرقاب‪$$‬ة واإلش‪$$‬راف على البن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة للتأك‪$$‬د من وض‪$$‬عها الم‪$$‬الي وق‪$$‬درتها‬
‫على الوفاء بالتزاماتها من خالل عدة أساليب وإ جراءات تم ذكرها سابقا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬بنك الحكومة‬

‫نعيمة سعيد موسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23 – 22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫للبنوك المركزية وظائف متعددة في مختلف البلدان والدول ال تقف عند ح‪$‬دود إص‪$$‬دار النق‪$‬ود فحس‪$‬ب‪ ،‬إذ‬
‫أنها تكون مستشارا للدولة و وكيال لها في األمور المالية من خالل كونها بنك الحكومة‪ ،‬وعندما تمارس‬
‫البنوك المركزية دور بنك الحكومة فهذا ال يدل على أنها ملكية عامة‪ ،‬إذ أن البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي يق‪$‬وم ب‪$$‬دور‬
‫بن‪$$‬ك الحكوم‪$$‬ة في ال‪$$‬دول ال‪$$‬تي يك‪$$‬ون بنكه‪$$‬ا المرك‪$$‬زي ملكي‪$$‬ة خاص‪$$‬ة‪ ،‬فعم‪$$‬ل البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة الرئيس‪$$‬ة ه‪$$‬و‬
‫تنفيذ السياسات النقدية ال‪$‬تي تض‪$$‬عها الحكوم‪$‬ة‪ ،‬و من هن‪$‬ا نش‪$‬أت العالق‪$$‬ة الوثيق‪$‬ة ج‪$‬دا بين الحكوم‪$‬ة والبن‪$‬ك‬
‫المركزي في البلدان كافة‪ ،‬لذا فإنه في حال كان البنك المركزي ملكية خاصة ‪ -‬كما في بعض ال‪$$‬دول ‪-‬‬
‫يك ‪$$‬ون للحكوم ‪$$‬ة الح ‪$$‬ق في تع ‪$$‬يين محاف ‪$$‬ظ البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي لم ‪$$‬ا ل ‪$$‬ه من دور مهم ج ‪$$‬دا وأساس ‪$$‬ي في الحي ‪$$‬اة‬
‫االقتص ‪$$‬ادية كم ‪$$‬ا ه ‪$$‬و الح ‪$$‬ال في الع ‪$$‬راق وتركي ‪$$‬ا‪ ،‬وي ‪$$‬رى فري ‪$$‬ق من االقتص ‪$$‬اديين وج ‪$$‬وب أن يك ‪$$‬ون البن ‪$$‬ك‬
‫المركزي ملكية خاص‪$‬ة مس‪$‬تقل تمام‪$‬ا عن الحكوم‪$‬ة‪ ،‬وأن الس‪$‬بب في ذل‪$‬ك ه‪$‬و إبع‪$‬اد ه‪$‬ذه المؤسس‪$‬ة المهم‪$‬ة‬
‫ج‪$$ $‬دا عن الت‪$$ $‬أثر بالمن‪$$ $‬اخ السياس‪$$ $‬ي للبل‪$$ $‬د بحيث يتمكن البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي من تق‪$$ $‬ديم المش‪$$ $‬ورة االقتص‪$$ $‬ادية‬
‫للحكوم ‪$$‬ة من دون الخض ‪$$‬وع ألي ض ‪$$‬غوطات‪ ،‬وي ‪$$‬رى آخ ‪$$‬رون ض ‪$$‬رورة أن يك ‪$$‬ون البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي ت ‪$$‬ابع‬
‫للحكوم‪$$‬ة وتحت تص‪$$‬رفها‪ ،‬ويك‪$$‬ون ارتباط‪$$‬ه مباش‪$$‬را برئيس‪$$‬ها على اعتب‪$$‬ار أن‪$$‬ه ج‪$$‬زء منه‪$$‬ا وينف‪$$‬ذ سياس‪$$‬اتها‬
‫النقدية والمالية‪ ،‬مما يجعله يحدد طبيعة النظام االقتص‪$‬ادي‪ ،‬والب‪$‬د من اإلش‪$‬ارة إلى أن المؤسس‪$‬ات المالي‪$‬ة‬
‫القديم‪$$‬ة قب‪$$‬ل نش‪$$‬وء البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة ق‪$$‬امت به‪$$‬ذه الوظيف‪$$‬ة اآلنف‪$$‬ة ال‪$$‬ذكر‪ ،‬ه‪$$‬ذا ويع‪$$‬د البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي أداة‬
‫الحكوم ‪$$‬ة في تنفي ‪$$‬ذ السياس ‪$$‬ات النقدي ‪$$‬ة الموض ‪$$‬وعة من قبله ‪$$‬ا وتنس ‪$$‬جم بش ‪$$‬كل كام ‪$$‬ل م ‪$$‬ع السياس ‪$$‬ة المالي ‪$$‬ة‬
‫للحكومة واأله‪$‬داف االقتص‪$‬ادية ال‪$‬تي تتطل‪$‬ع للوص‪$‬ول اليه‪$‬ا‪ .‬ويق‪$‬وم البن‪$‬ك المرك‪$‬زي باإلض‪$‬افة إلى عالقت‪$‬ه‬
‫التقليدية مع الحكومة بالخدمات اآلتية‪:‬‬

‫تنظيم الحسابات الحكومية التي تضع ودائعها فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫إص‪$$‬دار الق‪$$‬روض نياب‪$$‬ة عن الحكوم‪$$‬ة‪ ،‬وإ ج‪$$‬راء عملي‪$$‬ة االكتت‪$$‬اب‪ ،‬وإ ص‪$$‬دار الس‪$$‬ندات‪ ،‬ودف‪$$‬ع فوائ‪$$‬د‬ ‫‪‬‬
‫السندات‪ ،‬وأخذ أقساط استهالك القروض بأمر من الحكومة‪.‬‬
‫إعطاء القروض للحكوم‪$‬ة والخزين‪$‬ة العام‪$‬ة للدول‪$‬ة في ح‪$‬ال احتي‪$‬اجهم له‪$‬ذه الق‪$‬روض‪ ،‬وذل‪$‬ك عن‪$‬د‬ ‫‪‬‬
‫عدم توازن اإليرادات والنفقات )عدم توازن الميزانية(‬
‫يعد البنك المركزي مستشارا للحكومة‪ ،‬إذ تقوم الحكومة بالتشاور مع البنك المرك‪$‬زي قب‪$‬ل اتخ‪$‬اذ‬ ‫‪‬‬
‫أي ق‪$$ $‬رار خ‪$$ $‬اص بالش‪$$ $‬ؤون النقدي‪$$ $‬ة واالئتم‪$$ $‬ان‪ ،‬ويض‪$$ $‬ع البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي إمكانات‪$$ $‬ه كاف‪$$ $‬ة لخدم‪$$ $‬ة‬
‫الحكومة لتحقيق أهدافها االقتصادية‪.‬‬
‫يتولى البنك المركزي التعامالت الحكومية الخارجية‪ ،‬إذ إنه يحتفظ باألرصدة الخاصة بالعمالت‬ ‫‪‬‬
‫األجنبي ‪$$‬ة من خالل التح ‪$$‬ويالت األجنبي ‪$$‬ة وك ‪$$‬ذلك يت ‪$$‬ولى الرقاب ‪$$‬ة على الص ‪$$‬رف واإلش ‪$$‬راف على‬
‫جهاز الرقابة على النقد‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الرقابة على االئتمان و العمل على استقرار سعر الصرف‬

‫إن ه‪$$‬ذه الوظيف‪$$‬ة مش‪$$‬تقة بش‪$$‬كل مباش‪$$‬ر من وظيف‪$$‬ة البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي بوص‪$$‬فه بن‪$$‬ك إص‪$$‬دار‪ ،‬وبوص‪$$‬فه أيض‪$$‬ا‬
‫مشرفا على احتياط النقد الخاص بالمص‪$‬ارف التجاري‪$‬ة‪ ،‬إذ إن التحكم في قيم‪$‬ة العمالت األجنبي‪$‬ة وتحقي‪$‬ق‬
‫االستقرار يعد من وظائف البنك المركزي الرئيسة‪ ،‬وألجل ذلك يت‪$$‬دخل البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي بص‪$$‬ورة مباش‪$$‬رة‬
‫في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي لغ‪$$‬رض تحدي‪$$‬د س‪$$‬عر الص‪$$‬رف س‪$$‬واء بش‪$$‬كل منف‪$$‬رد أو م‪$$‬ع بن‪$$‬ك مرك‪$$‬زي آخ‪$$‬ر‬
‫ألجل دعم عملية معينة‪ ،‬إذ يقوم بشرائها مقابل بيع عمالت أجنبية أخرى إذا أراد رفع قيمة ه‪$$‬ذه العمل‪$$‬ة‪،‬‬
‫أم‪$$‬ا إذا أراد تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة) س‪$$‬عر الص‪$$‬رف (فيق‪$$‬وم بش‪$$‬راء عمالت أجنبي‪$$‬ة مقاب‪$$‬ل بي‪$$‬ع العمل‪$$‬ة الم‪$$‬راد‬
‫تخفيض سعر الصرف الخ‪$‬اص به‪$‬ا‪ ،‬ولكي يتمكن البن‪$‬ك المرك‪$‬زي من التحكم في س‪$‬عر الص‪$‬رف الخ‪$‬اص‬
‫ب‪$$$‬العمالت األجنبي‪$$$‬ة الب‪$$$‬د أن يت‪$$$‬وافر لدي‪$$$‬ه مخ‪$$$‬زون من االحتياط ‪$$‬ات النقدي ‪$$‬ة األجنبي ‪$$‬ة‪ ،‬وع ‪$$‬ادة م‪$$$‬ا تت‪$$$‬ألف‬
‫االحتياطات النقدي‪$‬ة للبل‪$‬د المتمثل‪$‬ة ب‪$‬الموجودات األجنبي‪$‬ة من ال‪$‬ذهب‪ ،‬العمالت القابل‪$‬ة للتحوي‪$‬ل إلى عمالت‬
‫أخرى‪ ،‬وحقوق الس‪$‬حب الخاص‪$$‬ة‪ .‬فال‪$‬ذهب ح‪$‬تى قي‪$‬ام الح‪$‬رب العالمي‪$‬ة األولى ك‪$‬ان يمث‪$‬ل أغلب احتياط‪$‬ات‬
‫الدول‪ ،‬إال أن عدم إمكانية تحويل النقد إلى ذهب في ثالثينيات القرن الماضي واقتص‪$‬ار اس‪$‬تعمال ال‪$‬ذهب‬
‫على نظام الصرف بالذهب فقط أصبحت العمالت األجنبية ذات القابلية على التح‪$$‬ول إلى عمالت أخ‪$$‬رى‬
‫ال ‪$$‬تي تقب ‪$$‬ل من البل ‪$$‬دان في تس ‪$$‬وية التع ‪$$‬امالت الدولي ‪$$‬ة تتش ‪$$‬ارك م ‪$$‬ع ال ‪$$‬ذهب في تك ‪$$‬وين وخل ‪$$‬ق االحتياط ‪$$‬ات‬
‫الرس‪$‬مية لل‪$‬دول‪ ،‬وتت‪$‬ولى البن‪$‬وك المركزي‪$‬ة إدارة ه‪$‬ذه العمالت لل‪$‬دول عن طري‪$‬ق ال‪$‬بيع أو الش‪$‬راء‪ ،‬فض‪$‬ال‬
‫عن أنه‪$$‬ا تق‪$$‬وم بتوف‪$$‬ير العمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة للحكوم‪$$‬ة لألغ‪$$‬راض التجاري‪$$‬ة بين ال‪$$‬دول والمحافظ‪$$‬ة على اس‪$$‬تقرار‬
‫سعر الصرف للعملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية األخرى‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن تنظيم االئتمان والرقابة عليه من أهم العمليات ال‪$‬تي تق‪$‬وم به‪$‬ا البن‪$‬وك المركزي‪$‬ة لم‪$‬ا له‪$‬ا‬
‫من مخ‪$$ $‬اطر كب‪$$ $‬يرة على البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي نفس‪$$ $‬ه وك‪$$ $‬ذلك على الم‪$$ $‬ودعين‪ ،‬مم‪$$ $‬ا يس‪$$ $‬بب ت‪$$ $‬أثيرا بالغ‪$$ $‬ا على‬
‫االقتص‪$$‬اد‪ ،‬وله‪$$‬ذا توج‪$$‬د سياس‪$$‬ة مدروس‪$$‬ة وواض‪$$‬حة ل‪$$‬دى البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة في رقابته‪$$‬ا على االئتم‪$$‬ان ال‪$$‬تي‬
‫يقص‪$$‬د به‪$$‬ا قي‪$$‬ام البن‪$$‬وك المركزي‪$$‬ة باس‪$$‬تخدام واس‪$$‬تعمال أس‪$$‬اليب واض‪$$‬حة وأدوات مح‪$$‬ددة لغ‪$$‬رض الس‪$$‬يطرة‬
‫على االس‪$$‬تثمارات والتس‪$$‬هيالت المص‪$$‬رفية ال‪$$‬تي تؤديه‪$$‬ا البن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة تحت ق‪$$‬وانين معين‪$$‬ة معم‪$$‬ول به‪$$‬ا‬
‫ألج ‪$$‬ل تحقي ‪$$‬ق األه ‪$$‬داف االقتص ‪$$‬ادية المرس ‪$$‬ومة‪ ،‬إذ الب ‪$$‬د من تنظيم النش ‪$$‬اط للجه ‪$$‬از المص ‪$$‬رفي‪ ،‬وتوجيه ‪$$‬ه‬
‫بشكل سليم ومناسب‪ ،‬ووضع سياسة نقدية واضحة للدولة لتحقيق المنفعة العامة‪.‬‬

‫نعيمة سعيد موسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27 – 26‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سياسات البنك المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫يحت‪$‬ل البن‪$‬ك المرك‪$‬زي الص‪$$‬دارة في قم‪$‬ة الجه‪$‬از المص‪$$‬رفي لكون‪$‬ه يتمت‪$‬ع بس‪$‬لطة رقابي‪$‬ة على البن‪$‬وك‪ ،‬ول‪$‬ه‬
‫دور متع‪$$‬دد األبع‪$$‬اد ال يقتص‪$$‬ر لتموي‪$$‬ل المؤسس‪$$‬ات المالي‪$$‬ة ب‪$$‬ل يتع‪$$‬دى ذل‪$$‬ك إلى إص‪$$‬دار العمل‪$$‬ة ومراقبته‪$$‬ا‬
‫وتحدي ‪$$‬د قيمته ‪$$‬ا وض ‪$$‬بط العالق‪$$‬ة المالي ‪$$‬ة الداخلي ‪$$‬ة والخارجي ‪$$‬ة للدول ‪$$‬ة وك ‪$$‬ذا اإلش ‪$$‬راف عليه ‪$$‬ا‪ ،‬ويعم ‪$$‬ل البن ‪$$‬ك‬
‫المرك ‪$$‬زي على المحافظ ‪$$‬ة على اس ‪$$‬تقرار أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف ال ‪$$‬ذي يعت ‪$$‬بر من أهم العوام ‪$$‬ل ال ‪$$‬تي ت ‪$$‬ؤثر على‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تخفيض العملة‬

‫إن تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة هي واح‪$$‬دة من السياس‪$$‬ات االقتص‪$$‬ادية األك‪$$‬ثر ش‪$$‬يوعا عن‪$$‬دما يواج‪$$‬ه البل‪$$‬د اختالال‬
‫في الم‪$$$‬يزان التج‪$$$‬اري‪ ،‬عن طري‪$$$‬ق جع‪$$$‬ل الص‪$$$‬ادرات أك‪$$$‬ثر ق‪$$$‬درة على المنافس ‪$$‬ة في األس ‪$$‬واق العالمي‪$$$‬ة‪،‬‬
‫والواردات أكثر تكلفة من حيث العملة المحلية ‪ ،‬ومن المتوقع أن يؤدي تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة إلى تحوي‪$$‬ل‬
‫اإلنفاق من قبل المستهلكين‪ ،‬مماُ يؤدي إلى تحسن في االقتصاد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم تخفيض قيمة العملة و أسبابها‬

‫أ‪ /‬مفهوم تخفيض قيمة العملة‪ :‬يس‪$$‬تخدم تعب‪$$‬ير تخفيض س‪$$‬عر الص‪$$‬رف للدالل‪$$‬ة على م‪$$‬ا يح‪$$‬دث من نقص‬
‫في سعر صرف العملة الوطنية مقوما ب‪$‬العمالت األجنبي‪$‬ة‪ ،‬و ذل‪$‬ك في ظ‪$‬ل حري‪$‬ة س‪$‬عر الص‪$$‬رف ال‪$‬ذي ال‬
‫تتدخل في الدولة في سوق الصرف األجنبي حيث يسمح لسعر الص‪$$‬رف ب‪$$‬التقلب وفق‪$‬ا لحرك‪$$‬ة الع‪$$‬رض و‬
‫صبحي حسون الساعدي – اياد حماد عبد‪ ،‬أث‪$‬ر تخفيض س‪$‬عر الص‪$‬رف على بعض المتغ‪$‬يرات االقتص‪$‬ادية م‪$‬ع الترك‪$‬يز‬ ‫‪1‬‬

‫على انتق‪$$‬ال رؤوس األم‪$$‬وال في بل‪$$‬دان مخت‪$$‬ارة‪ ،‬مجل‪$$‬ة جامع‪$$‬ة االنب‪$$‬ار للعل‪$$‬وم االقتص‪$$‬ادية و اإلداري‪$$‬ة‪ ،‬المجل‪$$‬د ‪ ،4‬الع‪$$‬دد ‪،7‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.91 – 90‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الطلب على النق‪$‬د األجن‪$‬بي‪ ،‬و هك‪$‬ذا ف‪$‬إن انخف‪$‬اض س‪$‬عر الص‪$‬رف إنم‪$‬ا يف‪$‬ترض ع‪$‬دم قي‪$‬ام الس‪$‬لطات العام‪$‬ة‬
‫بأي إجراء من جانبها بهدف تحديد سعر الصرف عن‪$$‬د مس‪$$‬توى جدي‪$$‬د معين‪ ،‬و من الواض‪$$‬ح أن انخف‪$$‬اض‬
‫سعر صرف عملة معينة إنم‪$‬ا يع‪$‬ني بذات‪$‬ه ارتف‪$‬اع أس‪$‬عار ص‪$‬رف كاف‪$‬ة العمالت األخ‪$‬رى بالنس‪$‬بة إلى ه‪$‬ذه‬
‫العملة‪.‬‬

‫أم‪$$‬ا تعب‪$$‬ير التخفيض في س‪$$‬عر الص‪$$‬رف فإن‪$$‬ه يس‪$$‬تخدم للدالل‪$$‬ة على م‪$$‬ا تق‪$$‬وم ب‪$$‬ه الس‪$$‬لطات العام‪$$‬ة عم‪$$‬دا من‬
‫إح ‪$$‬داث تغي ‪$$‬ير في س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف‪ ،‬أي في س ‪$$‬عر العمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة مقوم ‪$$‬ة بال ‪$$‬ذهب عن طري ‪$$‬ق تغي ‪$$‬ير وزن‬
‫الوحدة من العملة الوطنية من الذهب أو مقومة بالعمالت األجنبية المقومة هي نفسها بالذهب عن طريق‬
‫تغيير مقدار ما تس‪$‬اويه الوح‪$‬دة الم‪$‬ذكورة من ه‪$‬ذه العمالت‪ ،‬و ان اس‪$‬تخدام تعب‪$‬ير تخفيض س‪$‬عر الص‪$‬رف‬
‫كان مقصورا على تغيير سعر الصرف في ظل قاعدة الذهب عندما كان يتخذ مظهر ه‪$$‬ذا التغ‪$$‬ير ص‪$$‬ورة‬
‫نقص في وزن الوح‪$$‬دة من العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة من ال‪$$‬ذهب أو في مق‪$$‬دار م‪$$‬ا تس‪$$‬اويه ه‪$$‬ذه الوح‪$$‬دة من عمالت‬
‫أجنبي‪$‬ة مقوم‪$‬ة بال‪$‬ذهب‪ ،‬و في نط‪$‬اق ه‪$‬ذا االس‪$‬تخدام فإن‪$‬ه من المتص‪$‬ور أن يح‪$‬دث تخفيض أس‪$‬عار ص‪$‬رف‬
‫كل العمالت في وقت واحد و ذلك إذا ما قررت كافة الدول إنق‪$‬اص أوزان وح‪$‬دات عمالته‪$‬ا من ال‪$‬ذهب‪،‬‬
‫أي زيادة سعر الذهب‪.‬‬

‫إال أن تعب‪$‬ير تخفيض س‪$‬عر الص‪$‬رف ق‪$‬د بقي يس‪$‬تخدم للدالل‪$‬ة على إنق‪$‬اص الس‪$‬لطات العام‪$‬ة لس‪$‬عر ص‪$‬رف‬
‫العمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة ب ‪$$‬العمالت األجنبي ‪$$‬ة و ذل ‪$$‬ك ح ‪$$‬تى بع ‪$$‬د انته ‪$$‬اء العم ‪$$‬ل بقاع ‪$$‬دة ال ‪$$‬ذهب‪ ،‬أي في ظ ‪$$‬ل حري ‪$$‬ة‬
‫الصرف مع تدخل الدول‪$‬ة للتخفي‪$‬ف من تقلب س‪$‬عر الص‪$‬رف بواس‪$‬طة ص‪$‬ندوق اس‪$‬تقرار الص‪$‬رف و ك‪$‬ذلك‬
‫في ظل نظام استقرار سعر الصرف الذي أتى به صندوق النقد الدولي‪.‬‬

‫و ظه ‪$$‬رت ع ‪$$‬دة مف ‪$$‬اهيم أخ ‪$$‬رى للتخفيض بع ‪$$‬د منتص ‪$$‬ف الق ‪$$‬رن العش ‪$$‬رين و في كث ‪$$‬ير من الكتاب ‪$$‬ات ح ‪$$‬ول‬
‫العالقات النقدية الدولية و من هذه المفاهيم للتخفيض هي‪:‬‬

‫التخفيض هو تقليص المحتوى الذهبي الرسمي المحدد لوحدة النقد‪.‬‬


‫التخفيض هو تقليل المحتوى الذهبي للعملة الوطنية‪.‬‬
‫التخفيض هو كمية أقل من العملة األجنبية أصبحت الزمة لش‪$‬راء نفس الكمي‪$‬ة من العمل‪$‬ة الوطني‪$‬ة أو أن‪$‬ه‬
‫كمية أعلى من العملة الوطنية أصبحت الزمة لشراء نفس الكمية من العملة األجنبية‪.‬‬

‫ب‪ /‬أسباب تخفيض قيمة العملة‪ :‬نظ‪$$‬را ألهمي‪$$‬ة تخفيض القيم‪$$‬ة الخارجي‪$$‬ة للعمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة في المع‪$$‬امالت‬
‫الدولية و عالقتها الواضحة مع العديد من العمالت األخرى‪ ،‬فقد ارتأينا دراس‪$$‬ة أهم األس‪$$‬باب ال‪$‬تي تجع‪$$‬ل‬
‫الدول‪$$‬ة تلج‪$$‬أ إلى ه‪$$‬ذه السياس‪$$‬ة‪ ،‬و هنال‪$$‬ك أس‪$$‬باب عدي‪$$‬دة بعض‪$$‬ها رئيس‪$$‬ة و البعض اآلخ‪$$‬ر منه‪$$‬ا ثانوي‪$$‬ة‪ ،‬و‬
‫تتلخص تلك األسباب على النحو التالي‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫األسباب الرئيسة‪ :‬إن تحسين ميزان الحساب الجاري و إزال‪$$‬ة الخل‪$$‬ل في‪$$‬ه ه‪$$‬و الس‪$$‬بب ال‪$$‬رئيس وراء اتب‪$$‬اع‬
‫ه‪$$‬ذه السياس‪$$‬ة‪ ،‬و تفس‪$$‬ير ذل‪$$‬ك ه‪$$‬و أن تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة يجعله‪$$‬ا رخيص‪$$‬ة أم‪$$‬ام العمالت األخ‪$$‬رى‪ ،‬األم‪$$‬ر‬
‫الذي يجعل السلع المحلية رخيصة بالمقارنة مع السلع األجنبية األخرى‪ ،‬مما ي‪$$‬ؤدي إلى تش‪$$‬جيع األج‪$$‬انب‬
‫على ش ‪$$‬راء الس ‪$$‬لع الوطني ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي أص ‪$$‬بحت رخيص ‪$$‬ة الثمن بس ‪$$‬بب انخف ‪$$‬اض قيم ‪$$‬ة العمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة ف ‪$$‬ترتفع‬
‫صادرات البلد و تنخفض استيراداته من السلع األجنبية‪.‬‬

‫األسباب الثانوية‪:‬‬

‫االرتباط بكتلة نقدية معينة‪ ،‬أي أن هذا االرتباط سوف يعرض العملة المحلية لالنخفاض بمجرد‬ ‫‪‬‬
‫حصول أي انخفاض في العملة الرئيسية‪.‬‬
‫إيج‪$$‬اد العالق‪$$‬ة الواقعي‪$$‬ة للعمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة م‪$$‬ع العمالت األجنبي‪$$‬ة‪ ،‬و تعتم‪$$‬د ه‪$$‬ذه العالق‪$$‬ة على أس‪$$‬اس‬ ‫‪‬‬
‫معرف‪$$‬ة تط‪$$‬ور مس‪$$‬توى األس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة‪ ،‬ألن مس‪$$‬توى األس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة س‪$$‬وف ينعكس على الق‪$‬وة‬
‫الش‪$$‬رائية المحلي‪$$‬ة للعمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة‪ ،‬ل‪$$‬ذلك ف‪$$‬إن س‪$$‬عر ص‪$$‬رف عمل‪$$‬ة معين‪$$‬ة إزاء عمل‪$$‬ة أخ‪$$‬رى يعتم‪$$‬د‬
‫على مقارنة التغيرات في مستويات األسعار المحلية في كال البلدين‬
‫تنش ‪$$‬يط القطاع ‪$$‬ات التص‪$$$‬ديرية و بقي ‪$$‬ة القطاع ‪$$‬ات ال ‪$$‬تي تعتم ‪$$‬د عليه ‪$$‬ا الدول ‪$$‬ة‪ ،‬و ذل ‪$$‬ك ألن الس ‪$$‬لع‬ ‫‪‬‬
‫المصدرة أو أي سلع أخرى تعتمد على قطاعات تكميلية أخ‪$‬رى‪ ،‬ف‪$$‬إن تط‪$‬وير القط‪$‬اع التص‪$$‬ديري‬
‫ي‪$‬ؤدي إلى تط‪$‬وير بقي‪$‬ة القطاع‪$‬ات الس‪$‬ابقة س‪$‬واء من ناحي‪$‬ة اس‪$‬تغالل الطاق‪$‬ة اإلنتاجي‪$‬ة أو اس‪$‬تخدام‬
‫المزيد من اليد العاملة‪.‬‬

‫و بإيج‪$$‬از أن الس‪$$‬بب الرئيس‪$$‬ي ال‪$$‬ذي ي‪$$‬دفع الدول‪$$‬ة إلى تخفيض عملته‪$$‬ا ه‪$$‬و العج‪$$‬ز في م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات‬
‫ككل‪ ،‬أو إحدى مكوناته‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفرق بين تخفيض العملة و انخفاض قيمتها‬

‫االنخفاض ‪dépréciation‬‬ ‫التخفيض ‪Dévaluation‬‬


‫عب‪$$ $‬ارة عن عملي‪$$ $‬ة إرادي‪$$ $‬ة و مقص‪$$ $‬ودة تطب‪$$ $‬ق من عب ‪$$ $‬ارة عن حرك ‪$$ $‬ة تلقائي ‪$$ $‬ة و عفوي ‪$$ $‬ة دون ت ‪$$ $‬دخل‬
‫ط ‪$$ $‬رف الس ‪$$ $‬لطات النقدي ‪$$ $‬ة تحت ض‪$$ $ $‬غط ظ ‪$$ $‬روف الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة‪ ،‬و إنم‪$$‬ا يح‪$$‬دث نتيج‪$$‬ة لتحرك‪$$‬ات‬
‫العرض و الطلب على العمالت األجنبية‬ ‫معينة‪ ،‬و يتم بقرار رسمي لتحقيق أهداف معينة‪.‬‬
‫يتطلب من الس ‪$$ $ $ $‬لطات النقدي ‪$$ $ $ $‬ة اختي ‪$$ $ $ $‬ار ال ‪$$ $ $ $‬وقت ق‪$$ $‬د يح‪$$ $‬دث في أي وقت نتيج‪$$ $‬ة زي‪$$ $‬ادة الطلب عن‬
‫ع‪$$ $ $‬رض العمالت األجنبي‪$$ $ $‬ة‪ ،‬أي نتيج‪$$ $ $‬ة تض‪$$ $ $‬ارب‬ ‫المناسب للقيام بهذه العملية‬

‫بل‪$$‬بيوض خديج‪$$‬ة‪ ،‬أث‪$$‬ر تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة على الت‪$$‬وازن االقتص‪$$‬ادي الجزائ‪$$‬ري دراس‪$$‬ة قياس‪$$‬ية (‪،)2014 – 1990‬‬ ‫‪1‬‬

‫م‪$$‬ذكرة مقدم‪$$‬ة لني‪$$‬ل ش‪$$‬هادة الماجيس‪$$‬تير في عل‪$$‬وم التس‪$$‬يير‪ ،‬جامع‪$$‬ة عب‪$$‬د الحمي‪$$‬د بن ب‪$$‬اديس‪ ،‬مس‪$$‬تغانم‪ ،2016/2017 ،‬ص‬
‫‪.24-23‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫قوى السوق‬
‫ق‪$$ $‬د يح‪$$ $‬دث في س‪$$ $‬وق الص‪$$ $‬رف األجن‪$$ $‬بي كم‪$$ $‬ا ق‪$$ $‬د‬ ‫يحدث فقط في سوق الصرف األجنبي‬
‫يحدث في سوق السلع و الخدمات الداخلية‬
‫ال يمكن القي ‪$$‬ام به ‪$$‬ذه العملي ‪$$‬ة إال في اقتص ‪$$‬اد يمكن يحدث في ظل اقتصاد حر‪ ،‬ينتج آللي‪$$‬ة الع‪$$‬رض و‬
‫للس ‪$$‬لطات النقدي ‪$$‬ة في ‪$$‬ه الت ‪$$‬دخل في س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف الطلب العم‪$$ $ $ $‬ل بكف‪$$ $ $ $‬اءة من أج‪$$ $ $ $‬ل تس‪$$ $ $ $‬ديد س‪$$ $ $ $‬عر‬
‫لتعديل‪$$ $‬ه في االتج‪$$ $‬اه المرغ‪$$ $‬وب (أنظم‪$$ $‬ة الص‪$$ $‬رف الص ‪$$ $‬رف ال ‪$$ $‬ذي نج ‪$$ $‬ده في ظ ‪$$ $‬ل أس ‪$$ $‬عار الص ‪$$ $‬رف‬
‫العائمة‬ ‫الثابتة و التعويم المدار)‬
‫االنخفاض ال يكون في حدود معينة‬ ‫يكون في حدود معينة‬
‫يقاب‪$$ $ $‬ل التخفيض عملي‪$$ $ $‬ة رف‪$$ $ $‬ع في قيم‪$$ $ $‬ة العمل‪$$ $ $‬ة‪ ،‬يقابل االنخف‪$‬اض ارتف‪$‬اع في قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة‪،‬‬
‫التع ‪$$‬ويم ال ‪$$‬ذي يح ‪$$‬دث عن ‪$$‬دما تقيم العمل ‪$$‬ة بأق ‪$$‬ل من أي زي ‪$$‬ادة المع ‪$$‬روض عن المطل ‪$$‬وب من العمالت‬
‫األجنبية‬ ‫قيمتها الختالل بين العرض و الطلب‬
‫التع‪$$‬ديل لس‪$$‬عر الص‪$$‬رف يك‪$$‬ون وق‪$$‬تي خالل الف‪$$‬ترة التع‪$$ $ $‬ديل لس‪$$ $ $‬عر الص‪$$ $ $‬رف يك‪$$ $ $‬ون مس‪$$ $ $‬تمر نتيج‪$$ $ $‬ة‬
‫ال‪$$ $ $ $‬تي تق‪$$ $ $ $‬رر فيه‪$$ $ $ $‬ا الس‪$$ $ $ $‬لطات النقدي‪$$ $ $ $‬ة التخفيض المس ‪$$ $ $ $‬تمرة لق ‪$$ $ $ $‬وى الع ‪$$ $ $ $‬رض و الطلب (ظ ‪$$ $ $ $‬اهرة‬
‫مستمرة)‬ ‫(ظاهرة مؤقتة)‬
‫االنخف‪$$ $ $‬اض يع‪$$ $ $‬ني االرتف‪$$ $ $‬اع في س‪$$ $ $‬عر الص‪$$ $ $‬رف‬ ‫التخفيض يعني رفع في سعر الصرف األجنبي‬
‫األجنبي‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف و أهمية تخفيض العملة‬

‫أ‪ /‬أهداف تخفيض العملة‪ 1:‬يمكن تمييز نوعين من األهداف لسياس‪$$‬ة تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة‪ ،‬أه‪$$‬داف علني‪$$‬ة‬
‫مباش‪$$‬رة مرتبط‪$$‬ة باآللي‪$$‬ة المس‪$$‬تخدمة في ح‪$$‬د ذاته‪$$‬ا و أه‪$$‬داف أخ‪$$‬رى خفي‪$$‬ة غ‪$$‬ير مباش‪$$‬رة مرتبط‪$$‬ة بالفلس‪$$‬فة‬
‫االقتص‪$$‬ادية‪ ،‬على اعتب‪$$‬ار أن سياس‪$$‬ة تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة ت‪$$‬دخل ض‪$$‬من مش‪$$‬روطية ص‪$$‬ندوق النق‪$$‬د ال‪$$‬دولي‬
‫الممول للبرنامج المتضمن لزومية هذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪ .1‬األه‪44‬داف المباش‪44‬رة‪ :‬إن مطالب‪$$‬ة ص‪$$‬ندوق النق‪$$‬د ال‪$$‬دولي بتخفيض قيم‪$$‬ة النق‪$$‬د الوط‪$$‬ني بالنس‪$$‬بة للعمالت‬
‫األجنبية تس‪$‬تند من وجه‪$‬ة نظ‪$‬ره إلى أن ه‪$‬ذا االج‪$‬راء يرف‪$‬ع من تكلف‪$‬ة االس‪$‬تيراد فينخفض حجم‪$‬ه و يجع‪$‬ل‬
‫صادرات البلد المعني أرخص في نظر األجانب فيقبلون على شرائها و هكذا تتحق‪$$‬ق ع‪$$‬دة أه‪$$‬داف في آن‬
‫واحد‪:‬‬

‫توجيه هيكل اإلنتاج نحو الخارج بإنتاج سلع تصديرية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫الحصول على نقد أجنبي يمكن من الوفاء بمستحقات الدين الخارجي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بلبيوض خديجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31 – 30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تخفيض عجز م‪$‬يزان الم‪$‬دفوعات الجاري‪$‬ة‪ ،‬و ه‪$‬و اله‪$‬دف األساس‪$‬ي بزي‪$‬ادة الص‪$‬ادرات و تخفيض‬ ‫‪‬‬
‫ال‪$$ $‬واردات‪ ،‬حيث أن تخفيض س‪$$ $‬عر العمل‪$$ $‬ة نظري‪$$ $‬ا ي‪$$ $‬ؤدي إلى زي‪$$ $‬ادة الص‪$$ $‬ادرات نتيج‪$$ $‬ة لزي‪$$ $‬ادة‬
‫الطاق‪$$‬ات اإلنتاجي‪$$‬ة و اس‪$$‬تخدام الطاق‪$$‬ات العاطل‪$$‬ة أو تحوي‪$$‬ل الم‪$$‬وارد اإلنتاجي‪$$‬ة من قطاع‪$$‬ات ب‪$$‬دائل‬
‫ال ‪$$‬واردات و الس ‪$$‬لع غ ‪$$‬ير القابل ‪$$‬ة للتب ‪$$‬ادل إلى قطاع ‪$$‬ات الس ‪$$‬لع التص ‪$$‬ديرية‪ ،‬و تمي ‪$$‬ل الطاق ‪$$‬ات إلى‬
‫الزي ‪$$‬ادة في رص ‪$$‬يد رأس الم ‪$$‬ال المت ‪$$‬دفق و الم ‪$$‬ترتب عن تط ‪$$‬بيق ه ‪$$‬ذه السياس ‪$$‬ة أو نتيج ‪$$‬ة دخ ‪$$‬ول‬
‫ادخار وطني و كذا تحسين الكفاءة في االستثمار الوطني‪.‬‬
‫زيادة القدرة التنافسية للسلع الوطنية في السوق الخارجي و ذلك عن طريق تخفيض التك‪$$‬اليف و‬ ‫‪‬‬
‫األس‪$$‬عار المحلي‪$$‬ة بالنس‪$$‬بة للتك‪$$‬اليف و األس‪$$‬عار الس‪$$‬ائدة في الخ‪$$‬ارج مم‪$$‬ا يزي‪$$‬د من ربحي‪$$‬ة و إنت‪$$‬اج‬
‫السلع القابلة للتصدير‪.‬‬
‫السعي إلى زيادة النمو االقتصادي و منه تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تيس‪$$ $‬ير التوس‪$$ $‬ع الس‪$$ $‬ريع للص ‪$$ $‬ادرات و زي‪$$ $‬ادة النفق‪$$ $‬ات المالي‪$$ $‬ة األجنبي‪$$ $‬ة بالنس‪$$ $‬بة للن‪$$ $‬اتج المحلي‬ ‫‪‬‬
‫اإلجمالي و كذا تشجيع االستثمار األجنبي في الداخل أي في البالد المخفضة لقيمة نقدها‪.‬‬

‫‪ .2‬األه‪44‬داف المرتبط‪44‬ة بالفلس‪44‬فة االقتص‪44‬ادية‪ :‬انطالق‪$$‬ا من أن ه‪$$‬ذا اإلج‪$$‬راء اتب‪$$‬ع من ج‪$$‬راء الض‪$$‬غوطات‬
‫الخارجي‪$$ $‬ة فيم‪$$ $‬ا ال ش‪$$ $‬ك في‪$$ $‬ه أن يك‪$$ $‬ون هن‪$$ $‬اك س‪$$ $‬بب ق‪$$ $‬وي يكمن وراء ف‪$$ $‬رض مث‪$$ $‬ل ه‪$$ $‬ذه السياس‪$$ $‬ة على‬
‫اقتصاديات العالم الن‪$‬امين‪ ،‬فالوق‪$‬ائع االقتص‪$‬ادية المعاص‪$‬رة أثبتت أن التوص‪$‬يات االقتص‪$‬ادية الص‪$‬ادرة عن‬
‫أص ‪$$‬حاب الق ‪$$‬رار ذوي مراك ‪$$‬ز الق ‪$$‬وى إلى م ‪$$‬ا دونهم مس ‪$$‬توى أو ت ‪$$‬ابعيهم ع ‪$$‬ادة م ‪$$‬ا تك ‪$$‬ون ذات انعكاس ‪$$‬ات‬
‫إيجابية على البلد صانع القرار أكثر منها بالنسبة للبل‪$‬د المنف‪$‬ذ لمث‪$‬ل ه‪$‬ذه التوص‪$‬يات (التوص‪$‬ية التابع‪$‬ة عن‬
‫الضغط تتحول إلى قرار يتطلب التنفيذ الفوري)‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا أن ه‪$$‬ذه األداة هي أداة ض‪$$‬ارة بالبل‪$$‬دان الخارجي‪$$‬ة‪ ،‬فزي‪$$‬ادة ص‪$$‬ادرات البل‪$$‬د المخفض لقيم‪$$‬ة نق‪$$‬ده ت‪$$‬ؤدي‬
‫إلى زي ‪$$‬ادة واردات البل ‪$$‬دان الخارجي ‪$$‬ة من ‪$$‬ه و إلى تن ‪$$‬اقص واردات البل ‪$$‬د المخفض من ه ‪$$‬ذه األخ ‪$$‬يرة‪ ،‬مم ‪$$‬ا‬
‫ي ‪$$‬ؤدي إلى إح ‪$$‬داث عج ‪$$‬ز في م ‪$$‬وازين م ‪$$‬دفوعات البل ‪$$‬دان الخارجي ‪$$‬ة و هك ‪$$‬ذا‪ ،‬فالنتيج ‪$$‬ة أن البل ‪$$‬د المخفض‬
‫اس‪$$‬تطاع – نظري‪$$‬ا – ب‪$$‬دون أي عن‪$$‬اء تص‪$$‬دير عج‪$$‬زه إلى الخ‪$$‬ارج‪ ،‬و علي‪$$‬ه فسياس‪$$‬ة التخفيض ته‪$$‬دف إلى‬
‫تحقيق أهداف استراتيجية (طويلة المدى)‪ ،‬من هذه األهداف‪:‬‬

‫ت ‪$$‬دعيم المس ‪$$‬ار الرأس ‪$$‬مالي و جع ‪$$‬ل الع ‪$$‬الم كل ‪$$‬ه في مرحل ‪$$‬ة انتق ‪$$‬ال إلى الرأس ‪$$‬مالية من أج ‪$$‬ل نظ ‪$$‬ام‬ ‫‪‬‬
‫احادي القطب تهيمن عليه القلة من الدول الرأسمالية الصناعية الكبرى‪.‬‬
‫تكييف البالد النامية مع االزمة االقتصادية العالمية بم‪$$‬ا يتناس‪$$‬ب و متطلب‪$$‬ات خ‪$$‬روج بالد المرك‪$$‬ز‬ ‫‪‬‬
‫منها‪.‬‬
‫توجيه السياسة االقتصادية للبالد بما يخدم االقتصاد الرأسمالي العالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫ت‪$$‬دعيم أواص‪$$‬ر التبعي‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة و جع‪$$‬ل بل‪$$‬دان الع‪$$‬الم الث‪$$‬الث في قبض‪$$‬ة الع‪$$‬الم المتق‪$$‬دم باس‪$$‬تمرار و‬ ‫‪‬‬
‫إال فماذا تجني الدول المتقدمة من تنمية الدول المتخلفة سوى منافس مستقبلي لها‪.‬‬

‫لكي تتحق‪$$‬ق ه‪$$‬ذه األه‪$$‬داف‪ ،‬ف‪$$‬إن الدول‪$$‬ة المخفض‪$$‬ة تق‪$$‬وم بتص‪$$‬دير مش‪$$‬اكلها ال‪$$‬تي لم تس‪$$‬تطع حله‪$$‬ا بطاقاته‪$$‬ا‬
‫الخاص ‪$$‬ة و تنقله ‪$$‬ا إلى البل ‪$$‬دان الخارجي ‪$$‬ة‪ ،‬ألن ‪$$‬ه ي ‪$$‬ؤدي إلى تخفيض ص ‪$$‬ادراتها‪ ،‬و من غ ‪$$‬ير المعق ‪$$‬ول أن‬
‫تتحمل هذه الدول نفقات التخفيض بدون مقابل‪ ،‬و يتمثل هذا المقابل في تدعيم التبعية األجنبية‪.‬‬

‫ب‪ /‬أهمي‪44‬ة تخفيض العمل‪44‬ة‪ 1:‬إن التخفيض يجع ‪$$‬ل من أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬ادرات تنخفض من منظ ‪$$‬ور األج ‪$$‬انب‬
‫بالتالي فإن الطلب األجنبي على المنتجات المحلية يميل إلى االرتفاع‪ ،‬أما بالنسبة للواردات ترتفع قيمتها‬
‫بالنس‪$$‬بة للعمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة‪ ،‬ه‪$$‬ذا م‪$$‬ا يجع‪$$‬ل من حجم ال‪$$‬واردات تمي‪$$‬ل إلى االنخف‪$$‬اض‪ ،‬و في ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة ف‪$$‬إن‬
‫المنتجين يقومون بتحويل أو نقل عوامل اإلنتاج إلى القطاعات التي تسمح لهم بتحقيق مردودي‪$$‬ة أك‪$$‬ثر‪ ،‬و‬
‫له‪$$‬ذا يفض‪$$‬لون اإلنت‪$$‬اج في قط‪$$‬اعي التص‪$$‬دير و إحالل ال‪$$‬واردات‪ ،‬و في ه‪$$‬ذا اإلط‪$$‬ار يمكن أن يك‪$$‬ون س‪$$‬عر‬
‫الصرف أداة تسيير للعرض و الطلب كذلك التخصيص الفعال للم‪$‬وارد‪ ،‬و ال ي‪$‬ؤثر التخفيض في حس‪$‬اب‬
‫التج‪$$ $‬ارة المنظ‪$$ $‬ورة فحس‪$$ $‬ب‪ ،‬حيث يس‪$$ $‬اهم في تحس‪$$ $‬ين من جه‪$$ $‬ة أخ‪$$ $‬رى وض‪$$ $‬عية حس‪$$ $‬اب التج‪$$ $‬ارة غ‪$$ $‬ير‬
‫المنظورة الراجع إلى زيادة إقبال الطرف األجنبي على الخدمات المحلية التي يراها منخفضة التكلف‪$$‬ة‪ ،‬و‬
‫يح ‪$$‬د من جه ‪$$‬ة أخ ‪$$‬رى إقب ‪$$‬ال الط ‪$$‬رف المحلي على الخ ‪$$‬دمات األجنبي ‪$$‬ة‪ ،‬كم ‪$$‬ا يح ‪$$‬دث ه ‪$$‬ذا م ‪$$‬ع رأس الم ‪$$‬ال‬
‫األجنبي الذي من دوره أن يساهم في تحسين و انتعاش حساب رأس المال‪.‬‬

‫باإلض‪$$‬افة إلى الت‪$$‬أثير المباش‪$$‬ر على م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات ق‪$$‬د يك‪$$‬ون للتخفيض ش‪$$‬أن في زي‪$$‬ادة دخ‪$$‬ل الفئ‪$$‬ات‬
‫المنتج‪$$‬ة و تخفي‪$$‬ف عبء م‪$$‬ديونيتها‪ ،‬و ذل‪$$‬ك لتس‪$$‬هيل تص‪$$‬ريف منتج‪$$‬اتهم في األس‪$$‬واق الخارجي‪$$‬ة أو ارتف‪$‬اع‬
‫أثمانه ‪$$‬ا في األس ‪$$‬واق العالمي ‪$$‬ة‪ ،‬و باإلض ‪$$‬افة إلى حماي ‪$$‬ة الص ‪$$‬ناعة الناش ‪$$‬ئة ق ‪$$‬د يه ‪$$‬دف التخفيض إلى عالج‬
‫مشكلة البطالة في االقتصاد الوطني‪ ،‬حيث ينتج عنه التوس‪$$‬ع في الص‪$$‬ناعات التص‪$$‬ديرية‪ ،‬و ق‪$$‬د يقص‪$$‬د من‬
‫التخفيض أحيان‪$$‬ا زي‪$$‬ادة م‪$$‬وارد الخزان‪$$‬ة العام‪$$‬ة للدول‪$$‬ة بم‪$$‬ا يتض‪$$‬منه من إع‪$$‬ادة تق‪$$‬ويم رص‪$$‬يد ال‪$$‬ذهب المت‪$$‬اح‬
‫لديها وفقا للسعر الجديد‪.‬‬

‫خاض‪$$ $‬ت لبن‪$$ $‬ان تجربته‪$$ $‬ا فيم‪$$ $‬ا يخص تخفي قيم‪$$ $‬ة عملته‪$$ $‬ا ع‪$$ $‬ام ‪ 1982‬و نتج عنه‪$$ $‬ا تض‪$$ $‬خم هائ‪$$ $‬ل‪ ،‬حيث‬
‫انخفض ‪$$‬ت قيم ‪$$‬ة الل ‪$$‬يرة اللبناني ‪$$‬ة مقاب ‪$$‬ل ال ‪$$‬دوالر نح ‪$$‬و ‪ 68‬ل ‪$$‬يرة لبن ‪$$‬اني ‪ /‬دوالر لتص ‪$$‬ل نح ‪$$‬و ‪ 1838‬ل ‪$$‬يرة‬
‫لبن‪$$‬اني‪ /‬دوالر في نهاي‪$$‬ة ‪ ،1984‬و ق‪$$‬د ارتفعت األس‪$$‬عار ‪ % 11‬ض‪$$‬عفا في نهاي‪$$‬ة ع‪$$‬ام ‪ 1992‬و انخفض‬
‫الحد األدنى لألجور من ما يعادل ‪ 242‬دوالر في ‪ 1983‬إلى ‪ 64‬دوالر في ‪ ،1992‬بعد ذلك تم تث‪$$‬بيت‬
‫سعر الصرف االس‪$‬مي للعمل‪$‬ة اللبناني‪$‬ة في نهاي‪$‬ة ع‪$‬ام ‪ 1992‬لينخفض متوس‪$‬ط مع‪$‬دل التض‪$‬خم لنح‪$‬و ‪5.3‬‬
‫‪ %‬خالل الف‪$$ $‬ترة ‪ ،2001-1994‬حيث تعطي عملي‪$$ $‬ة خفض س‪$$ $‬عر ص‪$$ $‬رف العملي‪$$ $‬ة اللبناني‪$$ $‬ة دليال على‬

‫بلبيوض خديجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27 – 26‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫العالق ‪$$‬ة القائم ‪$$‬ة بين تط ‪$$‬ور س ‪$$‬عر ص‪$$$‬رف العمل ‪$$‬ة اللبناني ‪$$‬ة و بين مس ‪$$‬توى األج ‪$$‬ر الحقيقي‪ ،‬و يالح ‪$$‬ظ أن‬
‫المب‪$$‬ادرة األولى لخفض س‪$$‬عر ص‪$$‬رف الل‪$$‬يرة اللبناني‪$$‬ة ال‪$$‬تي تمت آن‪$$‬ذاك ك‪$$‬ان اله‪$$‬دف منه‪$$‬ا خفض مس‪$$‬توى‬
‫األج ‪$$‬ر الحقيقي في لبن ‪$$‬ان‪ ،‬كم ‪$$‬ا نتج عن تخفيض س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف الل ‪$$‬يرة تراج ‪$$‬ع قيم ‪$$‬ة ال ‪$$‬واردات خالل ع ‪$$‬ام‬
‫‪ 1987‬بح‪$$‬والي ‪ % 50‬مقاب‪$$‬ل ع‪$‬ام ‪ ،1983‬و كنتيج‪$$‬ة له‪$$‬ذه التط‪$$‬ورات اس‪$$‬تعاد م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات فائض‪$$‬ه‬
‫ابتداء من العام ‪ 1985‬فائضه المعتاد ليبل‪$‬غ ‪ 648‬ملي‪$‬ون دوالر و س‪$‬جل فائض‪$$‬ا خالل أغلب س‪$‬نوات ه‪$‬ذه‬
‫الفترة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬شروط تخفيض العملة‬

‫حتى تتحقق أهداف تخفيض قيمة العملة المحلية ال بد من توافر مجموعة من الشروط أهمها‪:‬‬

‫درجة مرونة االنت‪$‬اج المحلي من الس‪$‬لع و الخ‪$‬دمات القابل‪$‬ة للتص‪$‬دير بمع‪$‬نى يس‪$‬تطيع ذل‪$‬ك االنت‪$‬اج‬ ‫‪‬‬
‫أن يتزايد بنسبة تساير انخفاض سعر العملة المحلية‪.‬‬
‫درجة مرونة الطلب من الخارج على االنتاج المحلي من السلع و الخدمات القابلة للتصدير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫درجة مرونة الطلب الداخلي على السلع و الخدمات المستوردة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استجابة السلع المصدرة لمواصفات الجودة و المعايير الصحية و األمنية الضرورية للتصدير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كم‪$$‬ا أن تخفيض الص‪$$‬رف األجن‪$$‬بي غالب‪$$‬ا م‪$$‬ا ين‪$$‬اقش بص‪$$‬يغ " مارش‪$$‬ال – ل‪$$‬يرنر " ال‪$$‬تي تنص على‬ ‫‪‬‬
‫أن تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة س‪$$‬يؤدي إلى جع‪$$‬ل م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات ل‪$$‬ذلك البل‪$$‬د المخفض في‬
‫وض‪$$‬ع أس‪$$‬وأ إذا ك‪$$‬ان مجم‪$$‬وع القيم المطلق‪$$‬ة لمرون‪$$‬ات الطلب على ص‪$$‬ادرات البل‪$$‬د و مس‪$$‬تورداته‬
‫أكبر من واحد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رفع قيمة العملة‬

‫تعت ‪$$‬بر سياس ‪$$‬ة رف ‪$$‬ع القيم ‪$$‬ة الخارجي ‪$$‬ة للعمل ‪$$‬ة أعلى من قيمته ‪$$‬ا الحقيقي ‪$$‬ة من المش ‪$$‬اكل الخط ‪$$‬يرة ال ‪$$‬تي تم ‪$$‬يز‬
‫اقتص‪$$ $‬اديات ال‪$$ $‬دول النامي‪$$ $‬ة إذ أن الرف‪$$ $‬ع ال ي‪$$ $‬ؤدي فق‪$$ $‬ط إلى خفض مص‪$$ $‬طنع ألس‪$$ $‬عار ال‪$$ $‬واردات بالنس‪$$ $‬بة‬
‫للمس ‪$$‬تهلكين و زي ‪$$‬ادة أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬ادرات بالنس ‪$$‬بة للمنتجين قب ‪$$‬ل أن يتنق ‪$$‬ل إلى الت ‪$$‬أثير على النم ‪$$‬و واألداء‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫عب‪$$‬د الوه‪$$‬اب دادن – زاوي‪$$‬ة رش‪$$‬يدة‪ ،‬تخفيض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة بين إش‪$$‬كالية ت‪$$‬وازن و اختالل م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات في الم‪$$‬دى‬ ‫‪1‬‬

‫الطوي ‪$$‬ل دراس ‪$$‬ة تحليلي ‪$$‬ة لحال ‪$$‬ة الجزائ ‪$$‬ر خالل الف ‪$$‬ترة ‪ ،2013-1990‬المجل ‪$$‬ة الجزائري ‪$$‬ة للدراس ‪$$‬ات المحاس ‪$$‬بية و المالي ‪$$‬ة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2016 ،3‬ص ‪.10‬‬
‫سيد اعمر زهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56 – 51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سياسة رفع قيمة العملة‬

‫قبل التط‪$‬رق لمفه‪$‬وم سياس‪$‬ة رف‪$‬ع القيم‪$‬ة الخارجي‪$‬ة للعمل‪$‬ة ال ب‪$‬د من توض‪$‬يح الف‪$‬رق بين ك‪$‬ل رف‪$‬ع وارتف‪$‬اع‬
‫قيمة العملة‪.‬‬

‫أ‪ /‬ارتفاع قيم‪44‬ة العمل‪4‬ة‪ : Appréciation‬يع‪$$‬بر عن ارتف‪$$‬اع س‪$$‬عر العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة لبل‪$$‬د م‪$$‬ا إزاء العمالت‬
‫األجنبي‪$$‬ة األخ‪$$‬رى وال ش‪$$‬ك أن العوام‪$$‬ل المؤدي‪$$‬ة إلى ارتف‪$$‬اع قيم‪$$‬ة عمل‪$$‬ة م‪$$‬ا في س‪$$‬وق الص ‪$$‬رف األجن‪$$‬بي‬
‫س‪$$‬تعاكس تل‪$$‬ك المؤدي‪$$‬ة إلى انخف‪$$‬اض قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة‪ ،‬و ه‪$$‬ذا ا رج‪$$‬ع إلى ق‪$$‬وى الع‪$$‬رض والطلب في الس‪$$‬وق‬
‫وليس للدولة أي دخل في هذا االرتفاع الحاصل‪.‬‬

‫ب‪ /‬رف‪44‬ع قيم‪44‬ة العمل‪44‬ة الخارجي‪44‬ة‪ : Révolution‬هي سياس ‪$$‬ة يعتم ‪$$‬دها البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي حيث تش ‪$$‬ير إلى‬
‫زي‪$$‬ادة ع‪$$‬دد الوح‪$$‬دات من العمالت األجنبي‪$$‬ة مقاب‪$$‬ل الوح‪$$‬دة النقدي‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة الواح‪$$‬دة وهي عملي‪$$‬ة معاكس‪$$‬ة‬
‫لعملية تخفيض قيمة العملة‪.‬‬

‫تهدف هذه العملية إلى تخفيض الفائض التجاري بعد رفع سعر النواتج المصدرة وتخفيض س‪$$‬عر الن‪$$‬واتج‬
‫المستوردة‪ ،‬ففائض ميزان الم‪$‬دفوعات المس‪$‬تمر ألم‪$‬د طوي‪$‬ل نس‪$‬بيًا يمث‪$‬ل فعلي‪ً$‬ا بالنس‪$‬بة للدول‪$‬ة ال‪$‬تي تس‪$‬جله‬
‫مساوئ عدة نظرًا لكونه يسبب ت‪$‬دفقًا للس‪$‬يولة ال‪$‬تي تعت‪$‬بر ض‪$‬من العوام‪$‬ل التض‪$‬خمية‪ ،‬إض‪$‬افة إلى م‪$‬ا تق‪$‬دم‬
‫إن الخطورة تتفاقم عندما تقود المضاربة في أسواق الصرف إلى جذب رؤوس األموال القص‪$$‬يرة األج‪$$‬ل‬
‫نحو البلدان ذات العمالت التي تقيم على أنها دون قيمتها الحقيقية بانتظار رفع تلك القيمة الحقا‪.‬‬

‫ترتك‪$$‬ز سياس‪$$‬ة رف‪$$‬ع قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة ال‪$$‬تي ينتهجه‪$$‬ا البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي على الت‪$$‬دخل المس‪$$‬تمر في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف‬
‫والتوظيف الضخم للصرف األجنبي القائم على بيع العملة األجنبية و شراء العملة المحلية‪.‬‬

‫ونقول عن عملة ما أنها أكبر من قيمتها الحقيقي‪$‬ة عن‪$‬دما يك‪$‬ون س‪$‬عرها الرس‪$‬مي يف‪$‬وق س‪$‬عرها في الس‪$‬وق‬
‫الح ‪$$ $‬ر‪ ،‬وفي ه ‪$$ $‬ذه الحال ‪$$ $‬ة تنش ‪$$ $‬ط عملي ‪$$ $‬ة المض ‪$$ $‬اربة‪ ،‬حيث ال يمكن أن نتكلم عن تج ‪$$ $‬اوز العمل‪$$ $‬ة لقيمته ‪$$ $‬ا‬
‫الحقيقي ‪$$‬ة إال إذا ك ‪$$‬ان الس ‪$$‬عر الرس ‪$$‬مي ال ينعكس على الس ‪$$‬عر الت ‪$$‬وازني ال ‪$$‬ذي يح ‪$$‬د من العج ‪$$‬ز في م ‪$$‬يزان‬
‫المدفوعات في المدى الطويل‪.‬‬

‫إن الرف‪$$‬ع من قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة يض‪$$‬ر بمص‪$$‬الح القطاع‪$$‬ات التص‪$$‬ديرية في االقتص‪$$‬اد بالنس‪$$‬بة لل‪$$‬دول ال‪$$‬تي تق‪$$‬وم‬
‫برفع قيمة عملتها‪ ،‬ألن هذا اإلجراء يؤدي إلى تخفيض ما يحصل عليه المصدرون بالعملة الوطنية لق‪$$‬اء‬
‫السلع المستوردة بالمقارنة مع عائداتهم قبل إعادة التعويم‪.‬‬

‫بالمقابل فإن إعادة تقويم العملة يتناسب ومصالح المستوردين ألنها تؤدي إلى ارتف‪$$‬اع عائ‪$$‬داتهم‪ ،‬حيث أن‬
‫السلع المستوردة ستصبح أسعارها أقل بالمقارنة مع السلع المنتجة محليا‪ ،‬فالدولة تتوق‪$$‬ع من المس‪$$‬توردين‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫ونظ‪$$‬را النتق‪$$‬اداتهم من انخف‪$$‬اض أس‪$$‬عار الس‪$$‬لع المس‪$$‬توردة س‪$$‬وف يقوم‪$$‬ون بتخفيض األس‪$$‬عار ال‪$$‬تي ي‪$$‬بيعون‬
‫بها‪ ،‬وعلى هذا األساس يكون اعتبار رفع قيمة العملة إجراء ايجابي ومضاد للتضخم‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا ق‪$$‬د تلج‪$$‬ا الدول‪$$‬ة لسياس‪$$‬ة رف‪$$‬ع قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة لتقلي‪$$‬ل أعب‪$$‬اء المديوني‪$$‬ة أو لزي‪$$‬ادة قيم‪$$‬ة الص‪$$‬ادرات وبالت‪$$‬الي‬
‫دخ‪$$‬ول المص‪$$‬درين المحل‪$$‬يين لبعض الس‪$$‬لع الهام‪$$‬ة به‪$$‬دف إع‪$$‬ادة الت‪$$‬وازن‪ ،‬كم‪$$‬ا ق‪$$‬د تلج‪$$‬أ إليه‪$$‬ا لتقلي‪$$‬ل أعب‪$$‬اء‬
‫وارداته ‪$$‬ا على الم ‪$$‬يزان التج ‪$$‬اري أو تحقي ‪$$‬ق أث ‪$$‬ر ارتف ‪$$‬اع األس ‪$$‬عار العالمي ‪$$‬ة له ‪$$‬ذه ال ‪$$‬واردات على األس ‪$$‬عار‬
‫المحلية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب رفع القيمة الخارجية للعملة و شروط نجاحها‬

‫أ‪ /‬أس‪44‬باب رف‪44‬ع القيم‪44‬ة الخارجي‪44‬ة للعمل‪44‬ة‪ :‬يمكن أن تغ‪$$‬ير الدول‪$$‬ة س‪$$‬عر ص‪$$‬رف عملته‪$$‬ا ص‪$$‬عودًا وهبوط ‪ً$‬ا‬
‫كوسيلة للتغلب على بعض المش‪$$‬كالت االقتص‪$$‬ادية‪ ،‬ولع‪$$‬ل من أهم األس‪$$‬باب ال‪$$‬تي ت‪$$‬دفع الس‪$$‬لطة النقدي‪$$‬ة إلى‬
‫رفع القيمة الخارجية لعملتها هي‪:‬‬

‫وج ‪$$‬ود ف ‪$$‬ائض في م ‪$$‬يزان الم ‪$$‬دفوعات‪ :‬ف ‪$$‬الغرض من التخلص من ه ‪$$‬ذا الف ‪$$‬ائض ال ‪$$‬ذي ع ‪$$‬ادة م ‪$$‬ا‬ ‫‪‬‬
‫يحتفظ به في الداخل تقوم الس‪$‬لطة العام‪$‬ة بإص‪$$‬دار عمل‪$‬ة وطني‪$‬ة مقاب‪$‬ل ه‪$‬ذا الف‪$‬ائض‪ ،‬فيحص‪$$‬ل في‬
‫األمد البعيد تفاوت بين األرصدة النقدية واألرصدة الس‪$‬لعية لالقتص‪$$‬اد الوط‪$‬ني‪ ،‬مؤدي‪ً$‬ا ب‪$‬دوره إلى‬
‫ارتف‪$$ $‬اع التض‪$$ $‬خم وبالت‪$$ $‬الي التزاي‪$$ $‬د في االس‪$$ $‬تيراد مقاب‪$$ $‬ل انخف‪$$ $‬اض الص‪$$ $‬ادرات و هك‪$$ $‬ذا يحص‪$$ $‬ل‬
‫التوازن في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫معادلة االرتفاع الحاصل في األسعار العالمي‪$‬ة‪ :‬لس‪$‬لعة اس‪$‬تراتيجية (النف‪$‬ط مثال) كم‪$‬ا فعلت فرنس‪$‬ا‬ ‫‪‬‬
‫حينم ‪$$‬ا عملت على رف ‪$$‬ع قيم ‪$$‬ة الفرن ‪$$‬ك الفرنس ‪$$‬ي لمواجه ‪$$‬ة االرتف ‪$$‬اع في أس ‪$$‬عار النف ‪$$‬ط خالل ف ‪$$‬ترة‬
‫السبعينات‪.‬‬
‫من أجل تدعيم العمالت األجنبية األخ‪$‬رى‪ :‬كم‪$‬ا فعلت ألماني‪$‬ا والياب‪$‬ان حينم‪$‬ا رفعت‪$‬ا قيم‪$‬ة عملتهم‪$‬ا‬ ‫‪‬‬
‫ل‪$$‬دعم ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي عن‪$$‬دما امتنعت الوالي‪$$‬ات المتح‪$$‬دة تخفيض قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دوالر ألس‪$$‬باب معنوي‪$$‬ة‬
‫تتعلق بسمعتها‪.‬‬
‫انخف‪$$‬اض الق‪$$‬درة التنافس‪$$‬ية لس‪$$‬لع البل‪$$‬د ال‪$$‬ذي ق‪$$‬ام برف‪$$‬ع عملت‪$$‬ه وذل‪$$‬ك بس‪$$‬بب انخف‪$$‬اض الص‪$$‬ادرات و‬ ‫‪‬‬
‫زيادة الواردات‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تخفيض أس ‪$$‬عار الس ‪$$‬لع المس ‪$$‬توردة‪ :‬مم ‪$$‬ا ي ‪$$‬ؤدي إلى تخفيض األس ‪$$‬عار المحلي ‪$$‬ة وبالت ‪$$‬الي الح ‪$$‬د من‬ ‫‪‬‬
‫التضخم‪.‬‬

‫إن سياسة رفع قيمة العملة ال تقوم به‪$‬ا س‪$‬وى البل‪$‬دان ال‪$‬تي له‪$‬ا مواق‪$$‬ع هام‪$‬ة في األس‪$‬واق الدولي‪$‬ة و تمتل‪$‬ك‬
‫احتياطات ضخمة من احتياطات العمالت األجنبية و لها قدرة تنافسية جد كبيرة‪.‬‬

‫ب‪ /‬شروط نجاح سياسة رفع قيم‪4‬ة العمل‪4‬ة‪ :‬ح‪$$‬تى تنجح سياس‪$$‬ة رف‪$$‬ع القيم‪$$‬ة الخارجي‪$$‬ة للعمل‪$$‬ة في تحقي‪$$‬ق‬
‫أهداف التوازن ال بد من توافر جملة من الشروط تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫يجب أن يك ‪$$‬ون مجم ‪$$‬وع مرون ‪$$‬ات الس ‪$$‬عر للطلب الخ ‪$$‬ارجي على الص ‪$$‬اد ا رت والطلب ال ‪$$‬داخلي‬ ‫‪‬‬
‫على ال‪$$‬واردات أك‪$$‬بر من الواح‪$$‬د‪ ،‬في ه‪$$‬ذه الحال‪$$‬ة ف‪$$‬إن ارتف‪$$‬اع أس‪$$‬عار الص‪$$‬ادرات يرافق‪$$‬ه انخف‪$$‬اض‬
‫الطلب الخ ‪$$‬ارجي بنفس النس ‪$$‬بة‪ ،‬أم ‪$$‬ا ال ‪$$‬واردات فهي على العكس من ذل ‪$$‬ك يجب أن ترتف ‪$$‬ع نتيج ‪$$‬ة‬
‫انخفاض أسعارها‪.‬‬
‫إذا ك‪$$‬انت عملي‪$$‬ة التص‪$$‬حيح ه‪$$‬ذه بواس‪$$‬طة األس‪$$‬عار تتواف‪$$‬ق م‪$$‬ع عملي‪$$‬ة تخفيض الن‪$$‬اتج الق‪$$‬ومي من‬ ‫‪‬‬
‫خالل تقليص االستثمارات عندها يصبح نجاح عملية رفع قيمة النقد مؤكدا‪.‬‬
‫نجاح عملي‪$‬ة رف‪$‬ع قيم‪$‬ة النق‪$‬د يرتب‪$‬ط أيض‪$‬ا وبش‪$‬كل أس‪$‬اس بإمكاني‪$‬ة تقليص أو ح‪$‬تى إلغ‪$‬اء الف‪$‬وارق‬ ‫‪‬‬
‫مقارن ‪$$‬ة م ‪$$‬ع الخ ‪$$‬ارج‪ ،‬على ص ‪$$‬عيد اإلنتاجي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي تجع ‪$$‬ل البل ‪$$‬د المحق ‪$$‬ق للف ‪$$‬ائض أك ‪$$‬ثر ق ‪$$‬درة على‬
‫المنافسة مع شركائه التجاريين‪.‬‬

‫في ظ‪$$‬ل ت‪$$‬وفر ه‪$$‬ذه الش‪$$‬روط تك‪$$‬ون سياس‪$$‬ة رف‪$$‬ع قيم‪$$‬ة العمل‪$$‬ة ذات أهمي‪$$‬ة بالنس‪$$‬بة للدول‪$$‬ة المدين‪$$‬ة‪ ،‬ذل‪$$‬ك أن‬
‫فوائد سداد الديون المحلية ستتجه نحو االنخفاض نظرا لوجود ض‪$$‬غوط انكماش‪$‬ية في االقتص‪$$‬اد الق‪$‬ومي و‬
‫اتجاه معدالت الفائ‪$‬دة المحلي‪$‬ة نح‪$‬و االنخف‪$‬اض‪ ،‬أم‪$‬ا بالنس‪$‬بة لفوائ‪$‬د س‪$‬داد ال‪$‬ديون الخارجي‪$‬ة فغالب‪$‬ا م‪$‬ا تك‪$‬ون‬
‫اقل ضررا على الموازنة العامة نتيجة لهبوط قيمة الدفعة المسددة بالعملة المحلية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار رفع القيمة الخارجية للعملة‬

‫تتعد آثار رفع القيمة الخارجية للعملة على االقتصاد الوطني والتي تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ /‬األثر على الصادرات والواردات‪ :‬إن تقييم عملة ما‪ ،‬بأعلى من قيمتها ال يعني بالضرورة التأثير س‪$$‬لبا‬
‫على صادراتها‪ ،‬ولكن يكون التأثير السلبي عندما يكون تقييم العملة بأعلى من قيمتها أعلى نسبيًا مقارن‪$‬ة‬
‫م‪$$‬ع منافس‪$$‬يها‪ ،‬ف‪$$‬التقييم المرتف‪$$‬ع لس‪$$‬عر الص‪$$‬رف ي‪$$‬ؤدي إلى ض‪$$‬عف الح‪$$‬افز على اإلنت‪$$‬اج من أج‪$$‬ل التص‪$$‬دير‬
‫وذل‪$$‬ك ألن الص‪$$‬ادرات س‪$$‬وف تفق‪$$‬د ق‪$$‬درتها التنافس‪$$‬ية وتص‪$$‬بح ال‪$$‬واردات أرخص من إنت‪$$‬اج الس‪$$‬لع المحلي‪$$‬ة‬
‫خصوص‪ً$‬ا بالنس‪$$‬بة للس‪$$‬لع ال‪$$‬تي يمكن اس‪$$‬تيرادها بالس‪$$‬عر الرس‪$$‬مي‪ ،‬كم‪$$‬ا أن رف‪$$‬ع س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ي‪$$‬ؤثر س‪$$‬لبا‬
‫على محص ‪$$‬الت العمل ‪$$‬ة األجنبي ‪$$‬ة‪ ،‬ك ‪$$‬ون ج ‪$$‬زءًا هام ‪ً$‬ا من تك ‪$$‬اليف اإلنت ‪$$‬اج تس ‪$$‬دد بالعمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة بينم ‪$$‬ا يتم‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الحصول على العمالت األجنبية نتيجة للتص‪$$‬دير فعملي‪$‬ة الرف‪$$‬ع في قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة تقل‪$‬ل من ق‪$$‬درة المص‪$$‬درين‬
‫على المنافسة واالستمرار في اإلنتاج لألسواق الخارجي‪$$‬ة باإلض‪$$‬افة إلى تخفيض أس‪$$‬عار ال‪$$‬واردات مقوم‪$$‬ة‬
‫بالعملة المحلية‪.‬‬

‫ب‪ /‬انخف‪4‬اض مع‪4‬دالت نم‪4‬و اإلنتاجي‪4‬ة في االقتص‪4‬اد‪ :‬إن لتق‪$$‬ييم العمل‪$$‬ة الوطني‪$$‬ة ب‪$$‬أعلى من قيمته‪$$‬ا الحقيقي‪$$‬ة‬
‫آث‪$$ $‬ار س‪$$ $‬لبية على تنافس‪$$ $‬ية قطاع‪$$ $‬ات الس‪$$ $‬لع اإلنتاجي‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬تي تس‪$$ $‬تطيع منافس‪$$ $‬ة ال‪$$ $‬واردات‪ ،‬حيث تتج‪$$ $‬ه إلى‬
‫تخفيض اإلنتاج مبدئيا نتيجة الرفع من قيمة العملة‪ ،‬و ٕاذا استمر الرفع في سعر الص‪$$‬رف س‪$$‬وف تض‪$$‬طر‬
‫إلى اتخاذ قرار بتوقف اإلنتاج‪. .‬‬

‫ت‪ /‬ضعف مركز الدولة التنافسي على الصعيد الدولي‪ :‬ي‪$$‬ؤثر تق‪$$‬ييم العمل‪$$‬ة ب‪$$‬أعلى من قيمته‪$$‬ا على س‪$$‬لوك‬
‫المستهلك الذي س‪$‬يتجه للحص‪$‬ول ع‪$‬ل ال‪$‬واردات ذات الثمن المنخفض ب‪$‬دال من الص‪$‬ادرات مرتفع‪$‬ة الثمن‪،‬‬
‫مما يؤثر على ميزان المدفوعات ومعدل التبادل الدولي واألسعار محليًا مما يؤثر على المرك‪$‬ز التنافس‪$‬ي‬
‫للدول ‪$$‬ة‪ ،‬كم ‪$$‬ا ي ‪$$‬ؤدي إلى انخف ‪$$‬اض الكف ‪$$‬اءة االقتص ‪$$‬ادية و ه ‪$$‬روب رؤوس األم ‪$$‬وال إلى الخ ‪$$‬ارج وبالت ‪$$‬الي‬
‫التأثير سلبًا على االستثمار في أسواق المال المحلية‪.‬‬

‫ث‪ /‬األث‪44‬ر على األس‪44‬واق المالي‪44‬ة المحلي‪44‬ة‪ :‬إن لرف ‪$$‬ع القيم ‪$$‬ة الخارجي ‪$$‬ة للعمل ‪$$‬ة ت ‪$$‬أثير س ‪$$‬لبي على األس ‪$$‬واق‬
‫المالية المحلية من خالل تش‪$‬جيع المض‪$‬اربة ض‪$‬د العمل‪$‬ة المحلي‪$‬ة في األس‪$‬واق المالي‪$‬ة الرتف‪$‬اع ربحيته‪$‬ا م‪$‬ا‬
‫يزيد من حصيلة الدولة من العمالت األجنبي‪$‬ة مم‪$‬ا ي‪$‬ترتب على الحكوم‪$‬ة تحص‪$$‬يل نفق‪$‬ات وتك‪$‬اليف باهظ‪$‬ة‬
‫لتوف ‪$$ $‬ير االس ‪$$ $‬تقرار في النظ ‪$$ $‬ام الم ‪$$ $‬الي‪ ،‬ك ‪$$ $‬ون عملي ‪$$ $‬ات المض ‪$$ $‬اربة ت ‪$$ $‬ؤثر على أداء البن ‪$$ $‬وك والكث ‪$$ $‬ير من‬
‫القطاع ‪$$‬ات الص ‪$$‬ناعية نتيج ‪$$‬ة لرف ‪$$‬ع قيم ‪$$‬ة العمل ‪$$‬ة‪ ،‬مم ‪$$‬ا ي ‪$$‬ؤدي إلى اتج ‪$$‬اه التج ‪$$‬ار إلى مح ‪$$‬اوالت لالق ‪$$‬تراض‬
‫بالعملة المحلية توقعًا النخفاض قيمتها في المستقبل‪ ،‬وذلك من اجل تمويل الواردات والذي يؤدي ب‪$$‬دوره‬
‫إلى حصول اضطرابات قطاع الصادرات‪ ،‬ويترتب على ذلك ارتفاع معدالت الفائدة المحلية األمر ال‪$$‬ذي‬
‫ينعكس س‪$‬لبًا على قط‪$‬اع االس‪$‬تثمار‪ ،‬وه‪$‬ذه اآلث‪$‬ار من رف‪$$‬ع قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة ق‪$$‬د ت‪$‬ترتب علي‪$‬ه ض‪$$‬غوط تض‪$$‬خمية‬
‫نتيجة زيادة حصيلة الدول‪$‬ة من االحتياط‪$‬ات والعمالت األجنبي‪$‬ة‪ ،‬غ‪$‬ير أن ه‪$‬ذا األث‪$‬ر ال يحص‪$‬ل في األج‪$‬ل‬
‫القصير بل بعد مرور فترة زمنية قد تصل إلى ‪ 4‬أو ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫ج‪ /‬تف‪44‬اقم أعب‪44‬اء ال‪44‬دين الع‪44‬ام ال‪44‬داخلي‪ :‬إن التق ‪$$‬ييم المرتف ‪$$‬ع للعمل ‪$$‬ة يحت ‪$$‬اج التزام ‪$$‬ات مالي ‪$$‬ة‪ ،‬يت ‪$$‬وجب على‬
‫الدولة سدادها إلعادة سعر الصرف إلى وضعه الطبيعي فالكتل‪$‬ة النقدي‪$‬ة المتداول‪$‬ة في اقتص‪$‬اد البل‪$‬د وال‪$‬تي‬
‫تمث ‪$$‬ل دين ‪$$‬ا داخلي ‪$$‬ا على الدول ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي وض ‪$$‬عت قيم ‪$$‬ة عملته ‪$$‬ا الخارجي ‪$$‬ة اتج ‪$$‬اه الع ‪$$‬الم الخ ‪$$‬ارجي ال يمكن أن‬
‫تنخفض قيمته ‪$$‬ا إلى المس ‪$$‬توى ال ‪$$‬ذي يعي ‪$$‬د الت ‪$$‬وازن بين الس ‪$$‬عر الرس ‪$$‬مي والس ‪$$‬عر الحقيقي‪ ،‬إال إذا ق‪$$$‬امت‬
‫الدولة بسداد التزاماتها بالنقد األجنبي‪ ،‬وهذا يتطلب مبالغ كبيرة من العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫ح‪ /‬ظهور سوق موازية‪ :‬يراف‪$$‬ق التق‪$$‬ييم المرتف‪$$‬ع للعمل‪$$‬ة ظه‪$$‬ور س‪$$‬وق موازي‪$$‬ة حيث تك‪$$‬ون األس‪$$‬عار أك‪$$‬ثر‬
‫ارتفاع‪ً$$‬ا من األس ‪$$‬عار الرس ‪$$‬مية‪ ،‬حيث يج ‪$$‬د أص ‪$$‬حاب العمالت األجنبي ‪$$‬ة فرص ‪$$‬ة إلع ‪$$‬ادة بيعه ‪$$‬ا في الس ‪$$‬وق‬
‫الموازي‪$$‬ة ب‪$$‬دال من بيعه‪$$‬ا إلى البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي‪ ،‬وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا ي‪$$‬دفع بالمس‪$$‬توردين إلى دف‪$$‬ع أس‪$$‬عار أعلى بالعمل‪$$‬ة‬
‫المحلي‪$$‬ة في س‪$$‬بيل الحص‪$$‬ول على العمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة ال‪$$‬تي ال يس‪$$‬تطيعون الحص‪$$‬ول عليه‪$$‬ا نتيج‪$$‬ة ع‪$$‬دم ق‪$$‬درة‬
‫البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي على تلبي‪$$ $‬ة طلب‪$$ $‬ات االس‪$$ $‬تيراد فت‪$$ $‬ؤدي الس‪$$ $‬وق الموازي‪$$ $‬ة إلى انخف‪$$ $‬اض فعلي في س‪$$ $‬عر‬
‫الصرف رغم بقاء سعر الصرف المعلن على حاله‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رقابة البنك المركزي على سعر الصرف‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة على سعر الصرف‬

‫أ‪ /‬مفه‪44‬وم على س‪44‬عر الص‪44‬رف‪ :‬و نقص ‪$$‬د بالرقاب ‪$$‬ة على الص ‪$$‬رف األجن ‪$$‬بي عملي ‪$$‬ة تقيي ‪$$‬د المع ‪$$‬امالت ال ‪$$‬تي‬
‫تنطوي على العمالت األجنبية سواء من قبل الحكوم‪$‬ة أو البن‪$‬ك المرك‪$‬زي‪ ،‬فتفعي‪$‬ل الرقاب‪$‬ة على الص‪$$‬رف‬
‫األجنبي يمنع قوى السوق من العمل بحرية بسبب القيود المفروضة عليها ‪.‬‬

‫تمي‪$$ $‬ل االقتص‪$$ $‬اديات الض‪$$ $‬عيفة ع‪$$$‬ادة لتفعي‪$$ $‬ل الرقاب‪$$ $‬ة على أس‪$$ $‬عار الص‪$$ $‬رف رغب‪$$ $‬ة في تحقي‪$$ $‬ق االس‪$$ $‬تقرار‬
‫االقتص‪$$‬ادي‪ ،‬و ق‪$$‬د وض‪$$‬ع ص‪$$‬ندوق النق‪$$‬د ال‪$$‬دولي نص‪$$‬ا في الم‪$$‬ادة ‪ 14‬يس‪$$‬مح من خالل‪$$‬ه لالقتص‪$$‬اديات ال‪$$‬تي‬
‫تم‪$$‬ر بعملي‪$$‬ات تح‪$$‬ول وح‪$$‬دها بالرقاب‪$$‬ة على أس‪$$‬عار الص‪$$‬رف‪ ،‬و لكن رغم ذل‪$$‬ك تس‪$$‬تخدم ش‪$$‬كال أو آخ‪$$‬ر من‬
‫أش ‪$$‬كال ض ‪$$‬وابط الرقاب ‪$$‬ة على أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف لحماي ‪$$‬ة االقتص ‪$$‬اد من التقلب ‪$$‬ات غ ‪$$‬ير المتوقع ‪$$‬ة في أس ‪$$‬عار‬
‫صرف العمالت‪.‬‬

‫ب‪ /‬مالمح الرقابة على أسعار الصرف ‪:‬‬

‫عندما تعمد الحكومة أو البنك المركزي إلى تنظيم التدفقات الداخلة و الخارجة للنقد األجنبي‪ ،‬فإن النظ‪$$‬ام‬
‫االقتصادي السائد يتميز بالمالمح اآلتية‪:‬‬

‫معالجة جميع المعامالت الدولية التي تنطوي على عمالت أجنبية مركزيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احتكار البنك المركزي لشراء و بيع العمالت في سوق الصرف األجنبي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاجة المتعاملين في سوق الصرف األجنبي إلى ترخيص من قبل البنك المركزي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احتفاظ بنك المركزي بحق تحديد أولويات توزيع النقد األجنبي للوفاء بمختلف االلتزامات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يق‪$$ $‬وم البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي بش‪$$ $‬راء التح‪$$ $‬ويالت ال‪$$ $‬واردة عن جمي‪$$ $‬ع المع‪$$ $‬امالت الدولي‪$$ $‬ة) التص‪$$ $‬دير و‬ ‫‪-‬‬
‫التحويالت الواردة)‪ ،‬و يقدم العملة المحلية مقابلها‪.‬‬
‫يحدد البنك المركزي سعر الصرف الرسمي و إدارته‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫ال‪$$‬تزام المس‪$$‬توردين بتق‪$$‬ديم قائم‪$$‬ة المس‪$$‬تندات المناس‪$$‬بة‪ ،‬للتمكن من ش‪$$‬راء عمل‪$$‬ة أجنبي‪$$‬ة من البن‪$$‬ك‬ ‫‪-‬‬
‫المركزي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مميزات و أهداف الرقابة على الصرف ‪:‬‬

‫أ‪ /‬مميزات الرقابة على الص‪4‬رف‪ :‬من خص‪$$‬ائص الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف هي ك‪$$‬ون الس‪$$‬لطة المش‪$$‬رفة على‬
‫القطاع االجنبي تمارس صفة المحتكر الوحيد لبيعه وشرائه للمقيمين‪.‬‬

‫وباعتب‪$$‬ار ان عملي‪$$‬ات المض‪$$‬اربة تنع‪$$‬دم في ظ‪$$‬ل الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف ف‪$$‬ان الس‪$$‬لطة المش‪$$‬رفة تس‪$$‬تطيع ان‬
‫تم‪$‬يز بين اس‪$‬عار العمالت األجنبي‪$‬ة المختلف‪$‬ة‪ ،‬كم‪$‬ا انه‪$‬ا تلج‪$‬ا الى ش‪$‬راء النق‪$‬د االجن‪$‬بي بس‪$‬عر ص‪$‬رف معين‬
‫‪1‬‬
‫وتبيعه بسعر اخر‪ ،‬وقد تطبق الدولة احيانا عدة اسعار للصرف بغية تحقيق اهداف اقتصادية وسياسية‪.‬‬

‫ب‪ /‬أهداف الرقابة على الصرف األجنبي‪:‬‬

‫‪ .1‬معالج‪4‬ة العج‪4‬ز في م‪4‬يزان الم‪4‬دفوعات‪ :‬يتحق‪$$‬ق ذل‪$$‬ك عن طري‪$$‬ق تقيي‪$$‬د ال‪$$‬واردات او الح‪$$‬د من تص‪$$‬دير‬
‫رؤوس االموال وتعتبر الرقابة على الصرف بهدف الحد من تصدير رؤوس االموال أك‪$$‬ثر فاعلي‪$$‬ة نظ‪$$‬را‬
‫ألن ‪$$‬ه يمكن تقيي ‪$$‬د ال ‪$$‬واردات عن طري ‪$$‬ق السياس ‪$$‬ات الحمائي ‪$$‬ة) رس ‪$$‬وم جمركي ‪$$‬ة‪ ،‬نظ ‪$$‬ام حص ‪$$‬ص (وتنتش ‪$$‬ر‬
‫الرقاب‪$‬ة ع‪$‬ادة في مواجه‪$‬ة حرك‪$‬ات رؤوس االم‪$‬وال قص‪$‬يرة االج‪$‬ل‪ ،‬ال‪$‬تي تنتق‪$‬ل بقص‪$‬د المض‪$‬اربة ع‪$‬ادة او‬
‫خوفا من تقلبات سعر الصرف‪ .‬وتتدخل الدولة بهدف القضاء على التقلبات في قيم‪$$‬ة عملته‪$$‬ا وم‪$$‬ا ي‪$$‬ترتب‬
‫على هذه التقلبات من ت‪$$‬أثيرات على اوض‪$$‬اعها االقتص‪$$‬ادية ويمكن ان ت‪$$‬ؤثر الدول‪$$‬ة على تحرك‪$$‬ات رؤوس‬
‫االموال المفاجئة من خالل اسعار الفائدة‪.‬‬

‫‪ .2‬زيادة موارد الدول‪4‬ة من العمالت االجنبي‪4‬ة‪ :‬تس‪$$‬تهدف الدول‪$$‬ة احيان‪$$‬ا من ف‪$$‬رض الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف‬
‫زي‪$$‬ادة موارده‪$$‬ا من العمالت االجنبي‪$$‬ة فتل‪$$‬زم من يحص‪$$‬ل على عمالت اجنبي‪$$‬ة بيعه‪$$‬ا بالس‪$$‬عر ال‪$$‬ذي تح‪$$‬دده‬
‫وذلك عندما تعجز موارد الدولة من هذه العمالت عن مواجهة احتياجاتها كما تلجأ الى فرض الض‪$$‬رائب‬
‫على المشتغلين بالتجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ .3‬حماية القيمة الخارجية للعملة الوطنية من التدهور‪ :‬تهدف الرقابة الى حماية العمل‪$‬ة من االنخف‪$‬اض‬
‫اذ ي‪$$‬ؤدي التخفيض الى التض‪$$‬خم وم‪$$‬ا يتب‪$$‬ع ذل‪$$‬ك من مت‪$$‬اعب وص‪$$‬عوبات اقتص‪$$‬ادية فانخف‪$$‬اض س‪$$‬عر العمل‪$$‬ة‬
‫يؤدي الى فقدان الثقة في مركز العمل‪$‬ة الوطني‪$‬ة وه‪$‬و م‪$‬ا ي‪$‬ؤدي الى زي‪$‬ادة عرض‪$$‬ها للتخلص منه‪$‬ا وتفادي‪$‬ا‬
‫لحدوث انخفاض اخر في قيمتها‪.‬‬

‫قدور حنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.102 – 101‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫وق‪$$‬د ي‪$$‬ؤدي انخف‪$$‬اض س‪$$‬عر العمل‪$$‬ة الى تنش‪$$‬يط الص‪$$‬ادرات وتقيي‪$$‬د ال‪$$‬واردات ب‪$$‬ل ق‪$$‬د يح‪$$‬دث العكس اذ تق‪$$‬ل‬
‫الص ‪$$‬ادرات على اعتب ‪$$‬ار ان المس ‪$$‬تورد االجن ‪$$‬بي يفض ‪$$‬ل ان ينتظ ‪$$‬ر ح ‪$$‬تى تنخفض العمل ‪$$‬ة من جدي ‪$$‬د بينم ‪$$‬ا‬
‫تزداد الواردات نظرا الن التجار يخشون تحمل عبء انخفاض العملة فيما بعد‪.‬‬

‫‪ . 4‬حماية الصناعات المحلية والحد من استيراد السلع غير الضرورية‪ :‬يمكن عن طري‪$$‬ق الرقاب‪$$‬ة على‬
‫الص ‪$$ $‬رف توف ‪$$ $‬ير الحماي ‪$$ $‬ة للص ‪$$ $‬ناعات المحلي ‪$$ $‬ة في مواجه ‪$$ $‬ة الص ‪$$ $‬ناعات االجنبي ‪$$ $‬ة من خالل التحكم في‬
‫الواردات من السلع التي تن‪$‬افس مثيالته‪$‬ا المحلي‪$‬ة كم‪$‬ا يمكن ان تقيي‪$‬د من ال‪$‬واردات غ‪$‬ير الض‪$$‬رورية مث‪$‬ل‬
‫السلع الترفيهية او السلع الضارة وقد تمنح تراخيص الستيراد السلع الضرورية فقط‪.‬‬

‫‪ .5‬توجيه االقتصاد القومي وفقا لخط‪4‬ة مرس‪4‬ومة‪ :‬تعت‪$$‬بر الرقاب‪$$‬ة ج‪$$‬زء ال يتج‪$$‬زأ من سياس‪$$‬ات التخطي‪$$‬ط‬
‫المركزي اذ ان وضع الخطة االقتصادية وتنفي‪$‬ذها يتطلب‪$‬ان احك‪$‬ام الرقاب‪$‬ة على الص‪$$‬رف االجن‪$‬بي فالدول‪$‬ة‬
‫قد تضع سياسة لتحقيق العمالة الكاملة فتستعين بالرقاب‪$‬ة على الص‪$$‬رف لزي‪$‬ادة ص‪$$‬ادراتها وتقيي‪$‬د وارداته‪$‬ا‬
‫مما يؤدي الى ايجاد فرص جديدة للعمل‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا ان خط‪$$‬ة التنمي‪$$‬ة االقتص‪$$‬ادية تتطلب ف‪$$‬رض الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف لتس‪$$‬تطيع الدول‪$$‬ة ان تمن‪$$‬ع او تقي‪$$‬د‬
‫اس‪$$‬تيراد س‪$$‬لع ليس‪$$‬ت ض‪$$‬رورية لعملي‪$$‬ة التص‪$$‬نيع او ان تش‪$$‬جع على اس‪$$‬تيراد الس‪$$‬لع الالزم‪$$‬ة لبن‪$$‬اء اقتص‪$$‬اد‬
‫صناعي‪.‬‬

‫‪ .6‬زيادة القيمة الخارجية للعملة أو تخفيض‪44‬ها‪ :‬احيان‪$$‬ا تثبت الدول‪$$‬ة قيم‪$$‬ة خارجي‪$$‬ة لعملته‪$$‬ا عن‪$$‬د مس‪$$‬توى‬
‫اعلى من ال‪$$‬ذي تح‪$$‬دده ق‪$$‬وى الس‪$$‬وق وذل‪$$‬ك ألس‪$$‬باب مختلف‪$$‬ة منه‪$$‬ا ان ه‪$$‬ذه الدول‪$$‬ة ق‪$$‬د تك‪$$‬ون في حال‪$$‬ة ح‪$$‬رب‬
‫وتحت‪$‬اج الى كمي‪$‬ات كب‪$‬يرة من ال‪$‬واردات او تحت‪$‬اج الى اس‪$‬تيراد التجه‪$‬يزات الالزم‪$‬ة لتنفي‪$‬ذ ب‪$‬رامج التنمي‪$‬ة‬
‫وعن‪$$‬دما تقيم الدول‪$$‬ة عملته‪$$‬ا ب‪$$‬أعلى مم‪$$‬ا يجب تص‪$$‬بح عملته‪$$‬ا اعلى بالنس‪$$‬بة للعمالت االجنبي‪$$‬ة ول‪$$‬ذلك ت‪$$‬دفع‬
‫ه‪$‬ذه الدول‪$‬ة مب‪$‬الغ اق‪$‬ل لل‪$‬دول االخ‪$‬رى من عملته‪$‬ا مقاب‪$‬ل اس‪$‬تيراد الس‪$‬لع او ال‪$‬ديون الخارجي‪$‬ة وبالمقاب‪$‬ل ق‪$‬د‬
‫تحاف‪$$‬ظ الدول‪$$‬ة على قيم‪$$‬ة منخفض‪$$‬ة لعملته‪$$‬ا في الخ‪$$‬ارج به‪$$‬دف تش‪$$‬جيع الص‪$$‬ادرات وتقلي‪$$‬ل ال‪$$‬واردات وق‪$$‬د‬
‫تنجح مث‪$$‬ل ه‪$$‬ذه السياس‪$$‬ة في ال‪$$‬دول الص‪$$‬غير وتفش‪$$‬ل اذا م‪$$‬ا طبقت من قب‪$$‬ل دول كب‪$$‬يرة ألنه‪$$‬ا س‪$$‬تدفع ال‪$$‬دول‬
‫االخرى الى اتباع سياسة مماثلة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وسائل الرقابة على الصرف‪:‬‬

‫هناك وسائل مباشرة للرقابة على الصرف االجنبي و وسائل غير مباشرة‪:‬‬

‫أ‪ /‬الوسائل المباشرة‪ :‬يستخدم البن‪$‬ك المرك‪$‬زي في الدول‪$‬ة وال‪$‬ذي يمث‪$‬ل اعلى س‪$‬لطة رقابي‪$‬ة على الص‪$‬رف‬
‫االجنبي عدة وسائل مباشرة لتقييد كمية واستخدامات الصرف االجنبي منها‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الت‪$$‬دخل المباش‪$$‬ر‪ :‬ويقص‪$$‬د ب‪$$‬ه الت‪$$‬دخل لتث‪$$‬بيت س‪$$‬عر الص‪$$‬رف عن‪$$‬د مس‪$$‬توى اعلى او اق‪$$‬ل من س‪$$‬عر‬ ‫‪‬‬
‫الص‪$$‬رف الس‪$$‬ائد في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف االجن‪$$‬بي‪ .‬ويتض‪$$‬من الت‪$$‬دخل قي‪$$‬ام الدول‪$$‬ة ب‪$$‬بيع او ش‪$$‬راء العمل‪$$‬ة‬
‫المحلية مقابل العمالت االجنبية عند االسعار المحددة‪.‬‬

‫إن عمليات التدخل لموازنة اسعار الصرف تتميز بـ‪:‬‬

‫تف‪$$‬ترض عملي‪$$‬ة موازن‪$$‬ة الص‪$$‬رف وج‪$$‬ود س‪$$‬وق للص‪$$‬رف يتعام‪$$‬ل في‪$$‬ه االف‪$$‬راد بغ‪$$‬ير قي‪$$‬ود‪ ،‬كم‪$$‬ا‬ ‫‪-‬‬
‫تف‪$$‬ترض ان س‪$$‬عر الص‪$$‬رف يتح‪$$‬دد وفق‪$$‬ا لتفاع‪$$‬ل ق‪$$‬وى الع‪$$‬رض والطلب وه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة ال وج‪$$‬ود‬
‫لها في ظل الرقابة على الصرف الذي يفترض الغاء سوق الصرف الحر‪.‬‬
‫ته‪$$‬دف عملي‪$$‬ات موازن‪$$‬ة الص‪$$‬رف الى تث‪$$‬بيت س‪$$‬عر الص‪$$‬رف عن‪$$‬د مس‪$$‬توى معين مرغ‪$$‬وب في‪$$‬ه‬ ‫‪-‬‬
‫بحيث ال يرتفع و ال ينخفض عن المستوى المحدد‪.‬‬
‫إن عمليات موازنة الصرف تشوبها مخاطر كثيرة فق‪$‬د تس‪$$‬فر ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ات عن خس‪$$‬ائر مالي‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫فادح‪$$‬ة وذل‪$$‬ك عن‪$$‬دما يق‪$‬وم البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي بش‪$$‬راء عمالت اجنبي‪$$‬ة بس‪$$‬عر مرتف‪$‬ع ثم يض‪$$‬طر الى‬
‫بيعه ‪$$‬ا بس ‪$$‬عر منخفض كم ‪$$‬ا ان زي ‪$$‬ادة الع ‪$$‬رض من العمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة يك ‪$$‬ون على حس ‪$$‬اب االث ‪$$‬ار‬
‫التضخمية التي قد يواجها االقتصاد القومي‪.‬‬
‫تقييد الصرف االجنبي‪ :‬و من اهم الوسائل المتبعة في هذا المجال ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التخص ‪$$‬يص وفق ‪$$‬ا لألولوي ‪$$‬ات‪ :‬توجي ‪$$‬ه التج ‪$$‬ارة الخارجي ‪$$‬ة وفق ‪$$‬ا الحتياج ‪$$‬ات و متطلب ‪$$‬ات البل ‪$$‬د‬ ‫‪-‬‬
‫التنموية واالستهالكية وكذلك بالنسبة للصادرات‪.‬‬
‫اجبار المقيمين على بيع ما في حوزتهم من عمالت اجنبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اسعار الصرف المتعدد‬ ‫‪-‬‬
‫الحسابات المجمدة‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيض القيمة الخارجية للعملة‬ ‫‪-‬‬

‫ب‪ /‬الوسائل غير المباشرة للرقابة على الصرف االجنبي‪:‬‬

‫القيود الكمية‬ ‫‪-‬‬


‫تقديم إعانات للتصدير‬ ‫‪-‬‬
‫رفع اسعار الفائدة‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬عيوب الرقابة على الصرف االجنبي‪:‬‬

‫إن نظ‪$$‬ام الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف االجن‪$$‬بي اس‪$$‬تخدم في اوق‪$$‬ات عدي‪$$‬دة وفي دول مختلف‪$‬ة وخاص‪$$‬ة في ح‪$$‬االت‬
‫الحروب او في اوقات تحقيق الدولة لبرامج التنمية االقتصادية ولهذا النظام عيوب كثيرة اهمها‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫قد يؤدي اتباع هذا النظام الى تقليل حجم وقيمة التجارة الدولية فعندما تقيد دولة ما وارداتها من‬ ‫‪‬‬
‫دول‪$$‬ة اخ‪$$‬رى ق‪$$‬د تق‪$$‬وم الدول‪$$‬ة االخ‪$$‬يرة باتب‪$$‬اع سياس‪$$‬ة المعامل‪$$‬ة بالمث‪$$‬ل وي‪$$‬ترتب على ذل‪$$‬ك انكم‪$$‬اش‬
‫حجم التجارة الدولية ويؤدي الى ضرر الجميع‪.‬‬
‫ان مج ‪$$‬رد ف ‪$$‬رض القي ‪$$‬ود الكمي ‪$$‬ة على الص ‪$$‬رف يلقي ظالال من الش ‪$$‬ك بمكان ‪$$‬ة عمل ‪$$‬ة البل ‪$$‬د مم ‪$$‬ا ق ‪$$‬د‬ ‫‪‬‬
‫يؤثر سلبا على تدفق رؤوس االموال االجنبية مهما حاول البلد تقديم ضمانات قانونية‪.‬‬
‫من المحتم‪$‬ل ان ي‪$‬ترتب على نظ‪$‬ام الرقاب‪$‬ة نوع‪$‬ا من االس‪$‬تخدام غ‪$‬ير الكفء للم‪$‬وارد وال‪$‬ذي ينتج‬ ‫‪‬‬
‫من ضعف المنافسة االجنبية للمنتجات المحلية‪.‬‬
‫يؤخ‪$$‬ذ على نظ‪$$‬ام الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف بان‪$$‬ه نظ‪$$‬ام مكل‪$$‬ف حيث يحت‪$$‬اج تط‪$$‬بيق بفاعلي‪$$‬ة الى اف‪$$‬راد‬ ‫‪‬‬
‫متخصصين‪.‬‬
‫هن‪$$‬اك احتم‪$$‬ال كب‪$$‬ير بقي‪$$‬ام الس‪$$‬وق الس‪$$‬وداء للص‪$$‬رف االجن‪$$‬بي كم‪$$‬ا ان هن‪$$‬اك احتم‪$$‬ال كب‪$$‬ير لته‪$$‬ريب‬ ‫‪‬‬
‫العملة‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إن موض‪$$‬وع س‪$$‬عر الص‪$$‬رف والعوام‪$$‬ل الم‪$$‬ؤثرة في‪$$‬ه من أهم موض‪$$‬وعات العدي‪$$‬د من األبح‪$$‬اث االقتص‪$$‬ادية‬
‫ال ‪$$‬تي تناوله ‪$$‬ا العدي ‪$$‬د من الب ‪$$‬احثين في العق ‪$$‬ود األخ ‪$$‬يرة‪ ،‬فعلى ال ‪$$‬رغم من اس ‪$$‬تخدام األس ‪$$‬اليب المختلف ‪$$‬ة في‬
‫القي‪$$ $‬اس االقتص‪$$ $‬ادي إال أن العدي‪$$ $‬د من البح‪$$ $‬وث فش‪$$ $‬لت في تحدي‪$$ $‬د عالق‪$$ $‬ة واض‪$$ $‬حة بين المتغ‪$$ $‬يرات ال‪$$ $‬تي‬
‫يس ‪$$‬تخدمها البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي في توجي ‪$$‬ه س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف وبالت ‪$$‬الي تظ ‪$$‬ل نتائجه ‪$$‬ا مبهم ‪$$‬ة‪ ،‬فم ‪$$‬ع التوج ‪$$‬ه نح ‪$$‬و‬
‫استقاللية البنوك المركزية لم تعد دور ه‪$‬ذه األخ‪$‬يرة ينحص‪$‬ر فق‪$‬ط في اإلص‪$‬دار النق‪$‬دي‪ ،‬إذ تت‪$‬دخل البن‪$‬وك‬
‫المركزية في أسواق الصرف لتحقيق أهداف معينة كمعالجة اضطراب السوق‪ ،‬تصحيح انحراف‪$$‬ات س‪$$‬عر‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬البنك المركزي و دوره في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الص ‪$$‬رف عن قيم ‪$$‬ه الحقيقي ‪$$‬ة التوازني ‪$$‬ة‪ ،‬موازن ‪$$‬ة التقلب ‪$$‬ات في س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف االس ‪$$‬مي‪ ،‬ال ‪$$‬دفاع عن س ‪$$‬عر‬
‫الصرف المستهدف‪ ،‬حيث تسعى‬
‫البنوك المركزية في جميع أنح‪$$‬اء الع‪$$‬الم إلى العم‪$$‬ل على اس‪$$‬تقرارية س‪$$‬عر الص‪$$‬رف من أج‪$$‬ل التخفي‪$$‬ف من‬
‫تكاليف التكيف وعدم اليقين التي يفرضها سعر الصرف المتقلب على االقتصاد‪.‬‬

‫يعتبر س‪$‬عر الص‪$‬رف متغ‪$‬ير ش‪$‬ديد الحساس‪$‬ية ف‪$‬أي اض‪$‬طراب أو تذب‪$‬ذب في س‪$‬عر الص‪$‬رف من ش‪$‬أنه خل‪$‬ق‬
‫مض ‪$$‬اعفات اقتص ‪$$‬ادية كلي ‪$$‬ة غ ‪$$‬ير مرغوب ‪$$‬ة على مختل ‪$$‬ف المتغ ‪$$‬يرات االقتص ‪$$‬ادية الكلي ‪$$‬ة كالن ‪$$‬اتج اإلجم ‪$$‬الي‬
‫والقط‪$$‬اعي ومس‪$$‬توى الس‪$$‬عر وحجم التج‪$$‬ارة الدولي‪$$‬ة واالس‪$$‬تثمار األجن‪$$‬بي وبالت‪$$‬الي الت‪$$‬أثير على االقتص‪$$‬اد‬
‫كك‪$$‬ل‪ ،‬وعلي‪$$‬ه يس‪$$‬عى البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي بص‪$$‬فة دائم‪$$‬ة إلى المحافظ‪$$‬ة على اس‪$$‬تقرار العمل‪$$‬ة المحلي‪$$‬ة من خالل‬
‫التدخل في سوق الصرف مستخدما عدة تقنيات‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫دور بنك الجزائر المركزي في إدارة‬
‫خطر سعر الصرف‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يع‪$$‬د البن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر من أهم المؤسس‪$$‬ات المالي‪$$‬ة في الجزائ‪$$‬ر حيث ي‪$$‬أتي على أ رأس النظ‪$$‬ام المص‪$$‬رفي‪ ،‬و‬
‫يعتبر بمثابة الدعامة األساسية للهيكل المالي والنقدي في ال‪$‬وطن‪ ،‬خاص‪$‬ة بع‪$‬د اإلص‪$‬الحات ال‪$‬تي أجراه‪$‬ا‪،‬‬
‫فوجوده ضروري لتنفيذ السياسة المالية للحكومة‪ ،‬لذا بلعب دورا مهم‪$$‬ا في تنفي‪$$‬ذ السياس‪$$‬ة االقتص‪$$‬ادية في‬
‫الدولة إلى جانب المهام و الص‪$‬الحيات الموكل‪$‬ة ل‪$‬ه وال‪$‬تي جعلت‪$‬ه مم‪$‬يزا عن ب‪$‬اقي البن‪$‬وك األخ‪$‬رى‪ ،‬ض‪$‬ف‬
‫إلى ذلك هيكله التنظيمي المساعد في استمرار وسيرورة عمله‪.‬‬

‫و يق‪$$‬وم بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر بالرقاب‪$$‬ة على س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري من أج‪$$‬ل تحدي‪$$‬د س‪$$‬عر الص‪$$‬رف من‬
‫خالل ع‪$$‬دة إج‪$$‬راءات منه‪$$‬ا تخفيض قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار‪ ،‬الرقاب‪$$‬ة على حرك‪$$‬ة رؤوس األم‪$$‬وال‪ ،‬ودراس‪$$‬ة ظ‪$$‬اهرة‬
‫التعويم للدينار الجزائري‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية بنك الجزائر المركزي‬

‫بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر ه‪$$‬و المؤسس‪$$‬ة المس‪$$‬ؤولة عن الوظيف‪$$‬ة الس‪$$‬يادية إلص‪$$‬دار األم‪$$‬وال‪ .‬إن‪$$‬ه بن‪$$‬ك مرك‪$$‬زي بمعن‪$$‬اه‬
‫األوس‪$$‬ع‪ ،‬يحكم‪$$‬ه األم‪$$‬ر رقم ‪ 11-03‬الم‪$$‬ؤرخ ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعل‪$$‬ق بالنق‪$$‬د والق‪$$‬رض‪ ،‬وال‪$$‬ذي يعرف ‪$$‬ه‬
‫بأنه مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي‪ ،‬وتعتبر تجارية مع أطراف ثالثة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقديم بنك الجزائر‬

‫مباش‪$$ $‬رة بع‪$$ $‬د االس‪$$ $‬تقالل عملت الجزائ‪$$ $‬ر على القي‪$$ $‬ام بإص‪$$ $‬الح المنظوم‪$$ $‬ة المص‪$$ $‬رفية ع‪$$ $‬بر مجموع‪$$ $‬ة من‬
‫المحط‪$‬ات‪ ،‬وذل‪$‬ك بإص‪$‬دار مجموع‪$‬ة من الق‪$‬وانين حكمت تأس‪$‬يس البن‪$‬ك الجزائ‪$‬ري وتحدي‪$‬د مهام‪$‬ه‪ ،‬آخره‪$‬ا‬
‫األمر ‪ 11-03‬الصادر سنة ‪ 2003‬المتعلق بالنقد و القرض‪.‬‬

‫ه ‪$$‬ذا األخ ‪$$‬ير ال ‪$$‬ذي يعت ‪$$‬بر أهم خط ‪$$‬وة في إص ‪$$‬الح المنظوم ‪$$‬ة المص ‪$$‬رفية في الجزائ ‪$$‬ر ج ‪$$‬اء بع ‪$$‬د مالحظ ‪$$‬ة‬
‫السلطات للضعف الذي كان يتخبط فيه أداء الجهاز المصرفي و الذي أبان وكش‪$$‬ف حقيق‪$$‬ة الض‪$$‬عف ال‪$$‬ذي‬
‫ك‪$$‬ان يغش‪$$‬ى القط‪$$‬اع س‪$$‬يما في مج‪$$‬ال آلي‪$$‬ات الرقاب‪$$‬ة والتحكم من ط‪$$‬رف البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي باعتب‪$$‬اره المس‪$$‬ئول‬
‫األول كسلطة نقدية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة البنك المركزي‬

‫أنشئ البنك المرك‪$‬زي الجزائ‪$‬ري بمقتض‪$$‬ى الق‪$‬انون رقم ‪ 62/144‬الم‪$‬ؤرخ في ‪ 13‬ديس‪$‬مبر‪ ، 1962‬على‬
‫ش‪$$‬كل مؤسس‪$$‬ة عمومي‪$$‬ة وطني‪$$‬ة تتمت‪$$‬ع بالشخص‪$$‬ية المعنوي‪$$‬ة واالس‪$$‬تقالل الم‪$$‬الي‪ ،‬ويعت‪$$‬بر أول مؤسس‪$$‬ة نقدي‪$$‬ة‬
‫يتم تأسيس‪$$‬ها في الجزائ‪$$‬ر المس‪$$‬تقلة‪ ،‬زاول بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر نش‪$$‬اطه من‪$$‬ذ نش‪$$‬أته كبن‪$$‬ك إص‪$$‬دار وبن‪$$‬ك ائتم‪$$‬ان في‬
‫آن واح‪$$‬د‪ ،‬وبع‪$$‬د نص‪$$‬ف ق‪$$‬رن من نش‪$$‬أته ب‪$$‬دأت وظيفت‪$$‬ه تتقلص ش‪$$‬يئا فش‪$$‬يئا إلى أن تخص‪$$‬ص بع‪$$‬د ق‪$$‬رن من‬
‫ت ‪$$‬اريخ تأسيس ‪$$‬ه كبن ‪$$‬ك مرك ‪$$‬زي‪ ،‬ورث البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي الجزائ ‪$$‬ري اختصاص ‪$$‬ات بن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي تم‬
‫تأسيسه في عهد االستعمار‪ ،‬وبتأسيسه أرادت الجزائر أن تبرز نيتها ال‪$$‬تي تع‪$$‬بر عن س‪$$‬يادتها واس‪$$‬تقاللها‪،‬‬
‫ومن‪$$‬ذ ص‪$$‬دور ق‪$$‬انون النق‪$$‬د والق‪$$‬رض في أفري‪$$‬ل‪ ، 1990‬أص‪$$‬بح البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي يس‪$$‬مى في تعامالت‪$$‬ه م‪$$‬ع‬
‫الغير بنك الجزائر‪ ،‬ويتواجد المقر االجتماعي للبنك بالجزائر العاصمة‪.‬‬

‫الع‪$$‬ايب أم‪$$‬ال‪ ،‬البن‪$$‬ك لمرك‪$$‬زي و دوره في اس‪$$‬تقرار س‪$$‬عر الص‪$$‬رف دراس‪$$‬ة حال‪$$‬ة الجزائ‪$$‬ر ‪ ،2013-2000‬م‪$$‬ذكرة لني‪$$‬ل‬ ‫‪1‬‬

‫شهادة الماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2014/2015 ،‬ص ‪.55 – 50‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف بنك الجزائر‬

‫يعرف األمر رقم‪ 04-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬يع‪$$‬دل ويتمم األم‪$$‬ر رقم ‪ 11-03‬الص‪$$‬ادر في –‬
‫‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬و ‪10 - 03‬والمتعلق بالنقد والقرض في مواده رقم ‪13 – 12 – 11 – 10 – 9‬‬
‫بنك الجزائر بأنه‪:‬‬

‫المادة ‪ :9‬مؤسس‪$$‬ة وطني‪$$‬ة تتمت‪$$‬ع بالشخص‪$$‬ية المعنوي‪$$‬ة واالس‪$$‬تقالل الم‪$$‬الي‪ ،‬ويعت‪$$‬بر ت‪$$‬اجرا في عالقت‪$$‬ه م‪$$‬ع‬
‫الغ‪$$‬ير‪ ،‬ويحكم‪$$‬ه التش‪$$‬ريع التج‪$$‬اري م‪$$‬ا لم يخ‪$$‬الف ذل‪$$‬ك أحك‪$$‬ام ه‪$$‬ذا األم‪$$‬ر‪ .‬ويتب‪$$‬ع قواع‪$$‬د المحاس‪$$‬بة التجاري‪$$‬ة‬
‫وال يخض‪$$ $‬ع إلج‪$$ $‬راءات المحاس‪$$ $‬بة العمومي‪$$ $‬ة ومراقب‪$$ $‬ة مجلس المحاس‪$$ $‬بة‪ .‬كم‪$$ $‬ا ال يخض‪$$ $‬ع إلى التزام‪$$ $‬ات‬
‫التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬

‫المادة ‪ :10‬تمتلك الدولة رأسمال بنك الجزائر كلية‪.‬‬

‫المادة ‪ :11‬يقع مقر بنك الجزائر في مدينة الجزائر‪ .‬يفتح بنك الجزائر فروعا أو وكاالت في كل المدن‬
‫حيث يرى ضرورة لذلك‪.‬‬

‫المادة ‪ :12‬ال يمكن أن يصدر حل بنك الجزائر إال بموجب قانون يحدد كيفيات تصفيته‪.‬‬

‫الم‪4‬ادة ‪ :13‬يت‪$$‬ولى إدارة البن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي الجزائ‪$$‬ري محاف‪$$‬ظ يس‪$$‬اعده ثالث ن‪$$‬واب محاف‪$$‬ظ‪ ،‬يعين جميعهم‬
‫بمرسوم من رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لبنك الجزائر‬

‫لدى البنك الجزائري ما يقرب من ‪ 3400‬موظ‪$$‬ف يعمل‪$$‬ون ك‪$$‬ل ي‪$$‬وم لتحقي‪$$‬ق أه‪$$‬داف المؤسس‪$$‬ة‪ .‬ومن أج‪$$‬ل‬
‫القيام بمهامه‪ ،‬بنك الجزائر منظم على المستوى المركزي في م‪$‬ديريات عام‪$‬ة متكلف‪$‬ة ب‪$‬إدارات الدراس‪$‬ات‬
‫والتف‪$$‬تيش واألنش‪$$‬طة المص‪$$‬رفية‪ .‬يتك‪$$‬ون تنظيم بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر أيًض ا من م‪$$‬ديريتين ع‪$$‬امتين ت‪$$‬ديران ج‪$$‬وانب‬
‫محددة تتعلق بإصدار األوراق النقدية والتكوين المصرفي‪.‬‬

‫لبن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر ش ‪$$‬بكة مكون ‪$$‬ة من ‪ 49‬وكال ‪$$‬ة وفرًع ا‪ ،‬تض ‪$$‬من ل ‪$$‬ه تواج ‪$$‬دا فع ‪$$‬اال في ك ‪$$‬ل والي ‪$$‬ة من والي ‪$$‬ات‬
‫ال‪$$‬وطن‪ :‬التنس‪$$‬يق بين الوك‪$$‬االت والف‪$$‬روع تت‪$$‬واله ثالث م‪$$‬ديريات إقليمي‪$$‬ة تق‪$$‬ع في م‪$$‬دن الجزائ‪$$‬ر العاص‪$$‬مة‬
‫وهران وعنابة‪.‬‬

‫‪91‬‬
92
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫حس‪$$‬ب األم‪$$‬ر رقم ‪ 04-10‬الم‪$$‬ؤرخ في ‪ 16‬رمض‪$$‬ان ع‪$$‬ام ‪ 1431‬المواف‪$$‬ق ‪ 26‬أوت س‪$$‬نة ‪ ،2010‬يع‪$$‬دل‬
‫ويتمم األم‪$$‬ر رقم ‪ 11- 03‬الم‪$$‬ؤرخ في ‪ 27‬جم‪$$‬ادى الثاني‪$$‬ة ع‪$$‬ام ‪ 1424‬المواف‪$$‬ق ‪ 26‬أوت س‪$$‬نة ‪2003‬‬
‫والمتعلق بالنقد والقرض‪ .‬والذي يبين الهيكل التنظيمي لبنك الجزائر كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إدارة بنك الجزائر‬

‫المادة ‪ :18‬يتكون مجلس اإلدارة من‪:‬‬

‫المحافظ رئيسا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫نواب المحافظ الثالثة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالث‪$$‬ة م‪$$‬وظفين ذوي أعلى درج‪$$‬ة معي‪$$‬نين بم‪$$‬وجب مرس‪$$‬وم من رئيس الجمهوري‪$$‬ة بحكم كف‪$$‬اءتهم‬ ‫‪-‬‬
‫في المجالين االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫المادة ‪ :19‬يدير بنك الجزائر مجلس إدارة يخول السلطات اآلتية‪:‬‬

‫يتداول بشأن التنظيم العام لبنك الجزائر وكذا فتح الوكاالت والفروع أو إلغائها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يضبط اللوائح المطبقة في بنك الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يوافق على القانون األساسي للمستخدمين ونظام رواتب أعوان بنك الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتداول بمبادرة من المحافظ بشأن جميع االتفاقيات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يفصل في شراء العقارات وفي التصرف فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يبت في ج‪$$‬دوى ال‪$$‬دعاوى القض‪$$‬ائية ال‪$$‬تي ترف‪$$‬ع باس‪$$‬م بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر وي‪$$‬رخص ب‪$$‬إجراء المص‪$$‬الحات‬ ‫‪-‬‬
‫والمعامالت‪.‬‬
‫يحدد ميزانية بنك الجزائر لكل سنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحدد الشروط والشكل اللذين يعد بنك الجزائر بموجبها حساباته ويضبطها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يض ‪$$‬بط توزي ‪$$‬ع األرب ‪$$‬اح ويواف ‪$$‬ق على مش ‪$$‬روع التقري ‪$$‬ر ال ‪$$‬ذي يرفع ‪$$‬ه المحاف ‪$$‬ظ باس ‪$$‬مه إلى رئيس‬ ‫‪-‬‬
‫الجمهورية‪.‬‬
‫يطلع بجميع الشؤون التي تخص تسيير بنك الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الفرع الثاني‪ :‬هيئة المراقبة‬

‫المادة ‪ :26‬تتولى حراسة بنك الجزائ‪$‬ر هيئ‪$‬ة مراقب‪$‬ة تت‪$‬ألف من مراق‪$$‬بين (‪ )2‬يعين‪$‬ان بمرس‪$‬وم من رئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫يم‪$$‬ارس المراقب‪$$‬ان وظائفهم‪$$‬ا بال‪$$‬دوام الكام‪$$‬ل ويكون‪$$‬ان في وض‪$$‬عية انت‪$$‬داب من إدارتهم‪$$‬ا األص‪$$‬لية‪ .‬وتنهى‬
‫مهامهما حسب األشكال نفسها‪.‬‬

‫يجب أن تك‪$$‬ون للمراق‪$$‬بين مع‪$$‬ارف الس‪$$‬يما المالي‪$$‬ة منه‪$$‬ا وفي مج‪$$‬ال المحاس‪$$‬بة المتص‪$$‬لة ب‪$$‬البنوك المركزي‪$$‬ة‬
‫تؤهلهما ألداء مهمتهما‪.‬‬

‫تحدد كيفيات دفع مرتبيهما عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫يحدد مجلس اإلدارة تنظيم هيئة المراقبة والوسائل البشرية والمادية الموضوعة تحت تصرفها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مجلس النقد والقرض‬

‫المادة ‪ :58‬يتكون مجلس النقد والقرض الذي يدعى في صلب النص" المجلس "من‪:‬‬

‫أعضاء مجلس إدارة بنك الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫شخصيتين تختاران بحكم كفاءتهما في المسائل االقتصادية والنقدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المادة ‪ :59‬تعين الشخصيتان عضوين في المجلس بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫يتداول عضوا المجلس هذان ويشاركان في التصويت داخل المجلس بحرية كاملة‪.‬‬

‫المادة ‪ :60‬يرأس المجلس محافظ بنك الجزائر الذي يستدعيه لالجتماع ويحدد جدول أعماله‪.‬‬

‫ويح‪$$‬دد المجلس نظام‪$$‬ه ال‪$$‬داخلي‪ ،‬وتتخ‪$$‬ذ الق‪$$‬رارات باألغلبي‪$$‬ة البس‪$$‬يطة لألص‪$$‬وات‪ ،‬وفي حال‪$$‬ة تس‪$$‬اوي ع‪$$‬دد‬
‫األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا‪.‬‬

‫المادة ‪ :62‬ويتخذ المجلس القرارات الفردية اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬الترخيص بفتح البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وتعديل قوانينها األساسي‪ ،‬وسحب االعتماد‪.‬‬

‫ب‪ .‬الترخيص بفتح مكاتب تمثيل للبنوك األجنبية‪.‬‬

‫ج‪ .‬تفويض الصالحيات في مجال تطبيق التنظيم الخاص بالصرف‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫د‪ .‬القرارات المتعلقة بتطبيق األنظمة التي يسنها المجلس‪.‬‬

‫يمارس المجلس سلطته‪ ،‬في إطار هذا األمر‪ ،‬عن طريق األنظمة‪.‬‬

‫يستمع المجلس إلى الوزير المكل‪$‬ف بالمالي‪$‬ة بن‪$‬اء على طلب من ه‪$‬ذا األخ‪$‬ير‪ .‬وتستش‪$‬ير الحكوم‪$‬ة المجلس‬
‫كلما تداولت في مسائل تتعلق بالنقد أو القرض أو مسائل يمكن أن تنعكس على الوضع النقدي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مهام وصالحيات بنك الجزائر‬

‫يض ‪$$‬طلع البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي بوظ ‪$$‬ائف متع ‪$$‬ددة تكف ‪$$‬ل في النهاي ‪$$‬ة ع ‪$$‬دم ح ‪$$‬دوث اض ‪$$‬طراب اقتص ‪$$‬ادي أو س ‪$$‬وء‬
‫توازن في البالد قد ينجم عن العمليات المالية للدولة‪ ،‬لذا برزت للبنك المركزي وظائف أساس‪$‬ية متش‪$‬عبة‬
‫تمس كل الجوانب المالية واالقتصادية المختلفة للدولة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مهام بنك الجزائر‬

‫تتمثل مهام بنك الجزائر في إطار قانون ‪ 90/10‬فيما يلي‪:‬‬

‫أن يق ‪$$‬وم بك ‪$$‬ل العملي ‪$$‬ات على ال ‪$$‬ذهب وال س ‪$$‬يما بالش ‪$$‬راء وال ‪$$‬بيع االق ‪$$‬تراض وال ‪$$‬رهن وذل ‪$$‬ك نق ‪$$‬دا‬ ‫‪-‬‬
‫وألجل‪.‬‬
‫يمكن ‪$$‬ه أن يمنح تس ‪$$‬بيقات للبن ‪$$‬وك من العمالء وس ‪$$‬بائك ال ‪$$‬ذهب والعمالت األجنبي ‪$$‬ة ومن الس ‪$$‬ندات‬ ‫‪-‬‬
‫العمومية والخاصة‪.‬‬
‫يمكن‪$$‬ه منح ق‪$$‬روض بالحس‪$$‬اب الج‪$$‬اري للبن‪$$‬وك لم‪$$‬دة س‪$$‬نة على األك‪$$‬ثر‪ ،‬ويجب أن تك‪$$‬ون مكفول‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫بضمانات من سندات الخزينة أو ال‪$‬ذهب أو العمالت األجنبي‪$‬ة‪ ...‬بم‪$‬وجب األنظم‪$‬ة المتخ‪$‬ذة به‪$‬ذا‬
‫الخصوص من مجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫يمكن‪$$‬ه إج‪$$‬راء ك‪$$‬ل العملي‪$$‬ات المص‪$$‬رفية م‪$$‬ع البن‪$$‬وك والمؤسس‪$$‬ات المالي‪$$‬ة العامل‪$$‬ة في الجزائ‪$$‬ر وم‪$$‬ع‬ ‫‪-‬‬
‫كل بنك مركزي أجنبي‪.‬‬
‫يمكنه ولتلبية حاجاته الخاصة شراء عقارات أو يكلف من بينها أن يبيعه‪$$‬ا أو يس‪$$‬تبدلها‪ ،‬وتخض‪$$‬ع‬ ‫‪-‬‬
‫هذه العمليات لرخصة من مجلس اإلدارة وال يمكن أن تتم إال باألموال الخاصة‪.‬‬
‫يق‪$$ $‬وم بمنح الخزين‪$$ $‬ة مكش‪$$ $‬وفات بالحس‪$$ $‬اب الج‪$$ $‬اري وال يمكن أن تتج‪$$ $‬اوز م‪$$ $‬دتها ‪ 240‬ي‪$$ $‬وم وفي‬ ‫‪-‬‬
‫حدود حد أقصى ‪ % 10‬من اإليرادات العامة للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات بنك الجزائر‬

‫ج‪$$‬اءت ص‪$$‬الحيات البن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ري في الكت‪$$‬اب الث‪$$‬الث من ق‪$$‬انون النق‪$‬د والق‪$‬رض تحت عن‪$$‬وان ص‪$$‬الحيات‬
‫بنك الجزائر وعملياته‪ ،‬يعتبر بنك الجزائر أساس الجه‪$$‬از المص‪$$‬رفي‪ ،‬فه‪$$‬و يش‪$$‬رف على جه‪$$‬از المص‪$$‬رفي‬
‫ويق‪$$‬وم على إص‪$$‬دار النق‪$$‬ود ويعم‪$$‬ل على محافظ‪$$‬ة على اس‪$$‬تقرار النق‪$$‬دي‪ ،‬فه‪$$‬و بن‪$$‬ك الحكوم‪$$‬ة‪ ،‬حيث يت‪$$‬ولى‬
‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫القي ‪$$‬ام بالخ ‪$$‬دمات المص ‪$$‬رفية للحكوم ‪$$‬ة‪ ،‬ويش ‪$$‬اركها في إع ‪$$‬داد السياس ‪$$‬ات النقدي ‪$$‬ة والمالي ‪$$‬ة وه ‪$$‬و أيض ‪$$‬ا بن ‪$$‬ك‬
‫البنوك‪ ...‬حيث تتمثل صالحياته فيما يلي‪:‬‬

‫تتمث ‪$$‬ل مهم ‪$$‬ة البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي في مي ‪$$‬دان النق ‪$$‬د والق ‪$$‬رض والص ‪$$‬رف في توف ‪$$‬ير أفض ‪$$‬ل الش ‪$$‬روط‬ ‫‪-‬‬
‫والحفاظ عليها لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار الداخلي والخارجي للنقد‪.‬‬
‫تستشير الحكومة في كل شرع قانون ونص تنظيمي يتعلقان بالمسائل المالية النقدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن للبنك المركزي أن يقترح على الحكومة كل ت‪$$‬دابير من ش‪$$‬أنه أن يحس‪$$‬ن م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات‬ ‫‪-‬‬
‫وحرك‪$$‬ة األس‪$$‬عار وأح‪$$‬وال المالي‪$$‬ة العام‪$$‬ة وبش‪$$‬كل ع‪$$‬ام تنمي‪$$‬ة االقتص‪$$‬اد‪ ،‬ويطل‪$$‬ع الحكوم‪$$‬ة على ك‪$$‬ل‬
‫طارئ من شأنه المساس باستقرار النقد‪.‬‬
‫يساعد الحكومة في عالقاتها مع المؤسسات المالية المتعددة األطراف والدولية‪ ،‬وعن‪$$‬د الض‪$$‬رورة‬ ‫‪-‬‬
‫يمكنه تمثيل الحكومة لدى هذه المؤسسات في المؤتمرات الدولية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سعر الصرف في الجزائر‬

‫يعت‪$$‬بر س‪$$‬عر الص‪$$‬رف في الجزائ‪$$‬ر من‪$$‬وط بعوام‪$$‬ل متغ‪$$‬يرة أهمه‪$$‬ا الن‪$$‬اتج المحلي االجم‪$$‬الي‪ ،‬وال‪$$‬ذي يس‪$$‬تند‬
‫بدرج ‪$$‬ة كب ‪$$‬يرة على ص ‪$$‬ادرات الب ‪$$‬ترول‪ ،‬وأيض ‪$$‬ا من بين العوام ‪$$‬ل الم ‪$$‬ؤثرة على س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف حص ‪$$‬يلة‬
‫الميزان التجاري حيث قامت الدول‪$‬ة بع‪$‬دة ت‪$‬دخالت لتص‪$$‬حيح اختالالت‪$‬ه مم‪$‬ا يظه‪$‬ر لن‪$‬ا م‪$‬دى هشاش‪$‬ة البني‪$‬ة‬
‫االقتص‪$$‬ادية الجزائري‪$$‬ة أم‪$$‬ام المتغ‪$$‬يرات االقتص‪$$‬ادية العالمي‪$$‬ة وع‪$$‬دم مرون‪$$‬ة ص‪$$‬ادراتها وع‪$$‬دم ق‪$$‬درتها على‬
‫منافسة المنتوج الدولي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬سياسة تسعير الدينار والصرف منذ االستقالل‬

‫لقد عرفت أنظمة تسعير الدينار الجزائري و الصرف عّد ة تغيرات يمكن إدراجها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬المرحل‪44‬ة األولى ‪ 1962‬إلى‪ : 1970‬في بداي ‪$$‬ة االس ‪$$‬تقالل أمنت الجزائ ‪$$‬ر لعملته ‪$$‬ا حري ‪$$‬ة التب ‪$$‬ادل و‬
‫التحويل الكلي داخل منطقة الفرنك‪ ،‬و لقد كان النظام النقدي في هذه الحالة المرحل‪$$‬ة أو على األق‪$$‬ل ح‪$$‬تى‬
‫سنة ‪ 1970‬مسيرا باتفاقيات بريتن وودز ‪.‬فلقد حددت الجزائر آنذاك سعر الصرف الدينار بما يعادل ‪0‬‬
‫‪ ,18‬غ من ال‪$$ $‬ذهب أي بنفس التك‪$$ $‬افؤ م‪$$ $‬ع الفرن‪$$ $‬ك الفرنس‪$$ $‬ي خالل س‪$$ $‬نة‪ ، 1964‬ت‪$$ $‬اريخ إنش‪$$ $‬اء العمل‪$$ $‬ة‬
‫الوطني‪$$‬ة‪ ،‬وظ‪$$‬ل على حال‪$$‬ه إلى غاي‪$$‬ة‪ 1969‬ت‪$$‬اريخ انخف‪$$‬اض العمل‪$$‬ة الفرنس‪$$‬ية س‪$$‬بب ض‪$$‬عفها م‪$$‬ا أدى إلى‬
‫االنخف‪$$‬اض المس‪$$‬تمر لل‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري مقاب‪$$‬ل مختل‪$$‬ف العمالت و ه‪$$‬و م‪$$‬ا ت‪$$‬رتب عن‪$$‬ه إع‪$$‬ادة تق‪$$‬ييم تك‪$$‬اليف‬
‫المش‪$$‬اريع المس‪$$‬تمرة ال‪$$‬تي انطلقت في إط‪$$‬ار المخطط‪$$‬ات الرب‪$$‬اعي األول‪ 1970-1973‬و بع‪$$‬د خ‪$$‬روج‬
‫الجزائر من هذه المنطقة اتبعت‬

‫نظ‪$$‬ام الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف ال‪$$‬ذي ك‪$$‬ان مطبق‪$$‬ا في ك‪$$‬ل دول الع‪$$‬الم الث‪$$‬الث‪ ،‬وتع‪$$‬ني الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف‬
‫ت ‪$$‬أمين اس ‪$$‬تخدام الم ‪$$‬وارد من العمالت األجنبي ‪$$‬ة المت ‪$$‬وفرة و المرتقب ‪$$‬ة طبق ‪$$‬ا للمص ‪$$‬الح الوطني ‪$$‬ة‪ ،‬كم ‪$$‬ا أنه ‪$$‬ا‬
‫تتط ‪$$‬ور وفق ‪$$‬ا للتغ ‪$$‬يرات المالي ‪$$‬ة و النقدي ‪$$‬ة في م ‪$$‬يزان الم ‪$$‬دفوعات واالحتي ‪$$‬اطي من العمل ‪$$‬ة األجنبي ‪$$‬ة‪ .‬ه ‪$$‬ذه‬
‫الحقب‪$$‬ة الزمني‪$$‬ة ك‪$$‬انت أول مرحل‪$$‬ة من مراح‪$$‬ل تط‪$$‬ور نظ‪$$‬ام الرقاب‪$$‬ة على الص‪$$‬رف و ال‪$$‬تي تم‪$$‬يزت باتخ‪$$‬اذ‬
‫إجراءات تحمي االقتصاد الوطني الناشئ من المنافسة األجنبية‪ ،‬و قد اعتم‪$$‬دت في ذل‪$$‬ك على ع‪ّ$‬د ة أدوات‬
‫أهمها‪ :‬الحرية‪ ،‬النظام الحصص‪ ،‬االحتكار‪ ،‬إبرام االتفاقيات الثنائية مع مختلف البلدان‪.‬‬

‫ب‪ /‬المرحلة الثانية ‪ 1971‬إلى‪ : 1987‬تم‪$‬يزت ه‪$‬ذه المرحل‪$‬ة بأهمي‪$‬ة كب‪$‬يرة س‪$‬جلت تط‪$‬بيق نظ‪$‬ام جدي‪$‬د‬
‫للتس‪$$‬يّير م‪$$‬ع انطالق المخط‪$$‬ط االقتص‪$$‬ادي للتنمي‪$$‬ة و أم‪$$‬ام ه‪$$‬ذه الوض‪$$‬عية ال‪$$‬تي اق‪$$‬ترنت ب‪$$‬التخلي عن أس‪$$‬عار‬

‫ش‪$$‬عيب بون ‪$$‬وة – خي ‪$$‬اط رحم ‪$$‬ة‪ ،‬سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ب ‪$$‬الجزائر نمذج‪$$‬ة قياس‪$$‬ية لل‪$$‬دينار الجزائ ‪$$‬ري‪ ،‬مجل‪$$‬ة ا ألكاديمي ‪$$‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬عدد ‪ ،2011 ،5‬ص ‪.123 – 122‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الص ‪$$‬رف الثابت ‪$$‬ة و المثبت ‪$$‬ة عن اتفاقي ‪$$‬ة ب ‪$$‬ريتن وودز و عن تع ‪$$‬ويم أس ‪$$‬عار الص ‪$$‬رف تم اتخ ‪$$‬اذ ق ‪$$‬رار تغ ‪$$‬يّير‬
‫نظام التسعير الدينار الجزائري عشية انطالق المخطط الرباعي الثاني ‪ 1977- 1974‬و ق‪$$‬د س‪$$‬عى ه‪$$‬ذا‬
‫النظام الجديد للتسعير إلى تحقيق هدف مزدوج هو‪:‬‬

‫توفير دعم مقنع للمؤسسات الجزائرية بواسطة قيمة الدينار تفوق القيمة الحقيقية‪ ،‬و هذا بغ‪$$‬رض‬ ‫‪-‬‬
‫تخفي‪$$‬ف عبء تكلف‪$$‬ة التجه‪$$‬يزات و الم‪$$‬واد األولي‪$$‬ة المس‪$$‬توردة من ط‪$$‬رف المؤسس‪$$‬ات و خصوص‪$$‬ا‬
‫أنها مؤسسات ناشئة‪.‬‬
‫الس‪$$ $‬ماح للمؤسس‪$$ $‬ات الوطني‪$$ $‬ة بالقي‪$$ $‬ام بتنبؤاته‪$$ $‬ا على الم‪$$ $‬دى الطوي‪$$ $‬ل دون أن تتع‪$$ $‬رض لتغٍّي رات‬ ‫‪-‬‬
‫تنازلية لسعر الصرف و هذا عن طريق استقرار القيمة الخارجية للدينار‪.‬‬

‫فب ‪$$‬التخلي عن الحص ‪$$‬ص الثابت ‪$$‬ة في م ‪$$‬ارس ‪ 1973‬و ظه ‪$$‬ور مع ‪$$‬دل م ‪$$‬رن للص ‪$$‬رف‪ ،‬ك ‪$$‬ان على الجزائ ‪$$‬ر‬
‫تحدي‪$$‬د قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار على أس‪$$‬اس س‪$$‬لة مكون‪$$‬ة من ‪ 14‬عمل‪$$‬ة‪ .‬حيث منحت لك‪$$‬ل عمل‪$$‬ة منه‪$$‬ا ترجيح‪$$‬ا مح‪ّ$‬د دا‬
‫على أس‪$$ $‬اس وزنه‪$$ $‬ا في التس‪$$ $‬ديدات الخارجي‪$$ $‬ة بالنس‪$$ $‬بة إلى العمالت المس‪$$ $‬عرة من قب‪$$ $‬ل البن‪$$ $‬ك المرك‪$$ $‬زي‬
‫الجزائري وبارتباط الجزائر بهذه السلسلة من العمالت سمح لها بالخروج نهائيا من منطقة الفرن‪$$‬ك حيث‬
‫قيمته تتحّد د بالنسبة لهذه السلة الخاصة‪.‬‬

‫إن الرقاب‪$$‬ة الص ‪$$‬ارمة و المس‪$$‬تمرة على التج‪$$‬ارة الخارجي‪$$‬ة س‪$$‬اهمت في كبح عملي‪$$‬ة التص ‪$$‬دير والرف ‪$$‬ع من‬
‫مس‪$$‬توى التض‪$$‬خم‪ ،‬كم‪$$‬ا م‪$$‬ارس التق‪$$‬يّيم الزائ‪$$‬د لل‪$$‬دينار آث‪$$‬ار س‪$$‬لبية على االقتص‪$$‬اد مجمله‪$$‬ا مناقض‪$$‬ة للتط‪$$‬ور‬
‫الص‪$$‬ناعي المش‪$$‬روع في ‪ 1966‬فق‪$$‬د وص‪$$‬ل إلى ح‪ّ$‬د مرتف‪$$‬ع بين ‪ 1983‬و ‪1986‬أين ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي‬
‫كسب قوة كبيرة في أسواق المالية العالمية‪ ،‬و بعد ‪ 1986‬أعلن تعديل طفيف على حساب معدل صرف‬
‫الدينار الجزائري‪.‬‬

‫فأص‪$$‬بح التغ‪$$‬يّير النس‪$$‬بي لك‪$$‬ل عملي‪$$‬ة ت‪$$‬دخل في س‪$$‬لة ال‪$$‬دينار يحس‪$$‬ب على أس‪$$‬اس مع‪$$‬دل الص‪$$‬رف الس‪$$‬ائد في‬
‫سنة ‪ 1974‬و هذا ما اعتبر تمهيدا لسياسة التسيّير الحركي لمعدل صرف ال‪$‬دينار الجزائ‪$‬ري ال‪$‬تي ش‪$‬رع‬
‫في العمل بها انطالقا من مارس‪. 1987‬‬

‫ت‪ /‬المرحلة الثالثة‪ : 1994 - 1988‬لق‪$‬د أدى الت‪$‬دهور المف‪$‬اجئ لس‪$‬عر الب‪$‬ترول‪ ، 1986‬وك‪$‬ذا تض‪$‬خم‬
‫مواعيد االستحقاق للديون الخارجية إلى دخول االقتصاد الجزائري في أزمة حادة تمّيزت بعجز م‪$$‬زدوج‬
‫في ميزاني ‪$$ $‬ة الدول ‪$$ $‬ة‪ .‬وخاص ‪$$ $‬ة م ‪$$ $‬يزات الم ‪$$ $‬دفوعات‪ ،‬كم ‪$$ $‬ا س ‪$$ $‬اهمت االختالالت السياس ‪$$ $‬ية و االقتص ‪$$ $‬ادية‬
‫والعالمي‪$$ $‬ة لس‪$$ $‬نوات ‪ 1988‬و ال‪$$ $‬تي مس‪$$ $‬ت بالض‪$$ $‬رورة البل‪$$ $‬دان ذات االقتص‪$$ $‬اد اإلداري في ظه‪$$ $‬ور آث‪$$ $‬ار‬
‫مباش ‪$$‬رة على االقتص ‪$$‬اد الجزائ ‪$$‬ري وعلى الوض ‪$$‬عية االجتماعي ‪$$‬ة مم ‪$$‬ا أح ‪$$‬دث مظ ‪$$‬اهرات ش ‪$$‬عبية كب ‪$$‬يرة في‬
‫أكت ‪$$‬وبر‪ 1988‬و ال ‪$$‬تي أعطت عه ‪$$‬دا جدي ‪$$‬دا لتالش ‪$$‬ي نظ ‪$$‬ام التس ‪$$‬يّير االش ‪$$‬تراكي‪ .‬مم ‪$$‬ا اس ‪$$‬توجب إدخ ‪$$‬ال‬
‫إصالحات جذرية على مختلف مجاالت االقتصاد الوطني تهدف إلى االنتقال التدريجي و بخطى س‪$$‬ريعة‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫من االقتص‪$$‬اد المخط‪$$‬ط و المس ‪ّ$‬ير مركزي‪$$‬ا إلى اقتص‪$$‬اد توجه‪$$‬ه آلي‪$$‬ات الس‪$$‬وق الح ‪ّ$‬ر ة‪ ،‬حيث يأخ‪$$‬ذ الج‪$$‬انب‬
‫النقدي و المالي من هذه اإلصالحات مكانة معتبرة محاولين اس‪$$‬تعادة القيم‪$$‬ة الحقيقي‪$$‬ة الداخلي‪$$‬ة والخارجي‪$$‬ة‬
‫لل‪$$‬دينار‪ ،‬ومن أج‪$$‬ل ه‪$$‬ذا فق‪$$‬د أعلنت الس‪$$‬لطات النقدي‪$$‬ة من‪$$‬ذ منتص‪$$‬ف ‪ 1990‬عن رغبته‪$$‬ا في التوص‪$$‬ل إلى‬
‫قابلية تحويل الدينار بالنسبة للمعامالت الجارية بعد ‪ 3‬سنوات وفي هذه األثناء ثم البدء في جع‪$$‬ل ال‪$$‬دينار‬
‫الجزائ‪$$‬ري ق‪$$‬ابال للتحوي‪$$‬ل في المع‪$$‬امالت الجاري‪$$‬ة في الخ‪$$‬ارج‪ ،‬حيث تمت عملي‪$$‬ة تع‪$$‬ديل ص ‪$$‬رف ال‪$$‬دينار‬
‫وفق‪$$‬ا لتنظيم ان‪$$‬زالق ت‪$$‬دريجي و م‪$$‬راقب طّب ق من‪$$‬ذ نهاي‪$$‬ة ‪ 1987‬إلى غاي‪$$‬ة س‪$$‬بتمبر ‪ ،1992‬حيث انتق‪$$‬ل‬
‫معدل صرف الدينار من ‪ 4.9‬دج‪ $ /‬في نهاية ‪ 1987‬إلى ‪ 7.17‬دج ‪ $ /‬في نهاية مارس ‪.1991‬‬

‫و استقر على هذا الحال إلى أن تم اتخاذ قرار التخفيض بنس‪$$‬بة ‪ ٪ 22‬بت‪$$‬اريخ ‪ 30/09/91‬وفق‪$‬ا التفاقي‪$$‬ة‬
‫‪ FMI‬وبهذا التخفيض بلغ معدل سعر صرف الدينار ‪ 22,5‬دج ‪ $ /‬و استقر ح‪$‬ول ه‪$‬ذه القيم‪$‬ة إلى غاي‪$‬ة‬
‫‪ 1994‬و يمكن أن تبين مراحل االنزالق التدريجي التي مريها الدينار خالل الف‪$‬ترة الممت‪ّ$‬د ة من ‪1987‬‬
‫إلى ‪:1994‬‬

‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫السنة‬


‫‪17.7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7.61‬‬ ‫‪5.91‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫القيمة‬
‫‪Source : Rapport 2001. Banque d'Algérie évolution économique et monétaire en Algérie,‬‬
‫‪juillet 2002 p97.‬‬

‫في ظ‪$$‬ل االنفت‪$$‬اح على اقتص‪$$‬اد الس‪$$‬وق بع‪$$‬د س‪$$‬قوط االش‪$$‬تراكية ق‪$$‬دمت الس‪$$‬لطات العمومي‪$$‬ة للبن‪$$‬ك المرك‪$$‬زي‬
‫وظيف ‪$$‬تين أساس ‪$$‬يتين هم ‪$$‬ا‪ :‬الرقاب ‪$$‬ة على الص ‪$$‬رف وتع ‪$$‬ديل االقتص ‪$$‬اد‪ ،‬وفي ه ‪$$‬ذا الص ‪$$‬دد نج ‪$$‬د أن الس ‪$$‬لطات‬
‫العمومي ‪$$‬ة حرص ‪$$‬ت على تخص ‪$$‬يص الم ‪$$‬وارد بعقالني ‪$$‬ة وعلى التحكم في التض ‪$$‬خم بغ ‪$$‬رض اس ‪$$‬تقرار قيم ‪$$‬ة‬
‫الدينار كما ح‪$‬اولت التخفي‪$‬ف من الف‪$‬وارق ال‪$‬تي يع‪$‬اني منه‪$‬ا ال‪$‬دينار الجزائ‪$‬ري بتق‪$‬ريب قيمت‪$‬ه الّر س‪$‬مية من‬
‫قيمته الحقيقية‪.‬‬

‫ث‪ /‬المرحلة الرابعة ‪ 1994‬إلى يومنا‪ :1‬تم إلغاء كل القيود المتعلق‪$‬ة باالس‪$‬تيراد في أفري‪$‬ل ‪ 1994‬وذل‪$‬ك‬
‫على مراحل ويتعلق األمر بتمويل الم‪$‬واد االس‪$‬تهالكية المس‪$‬توردة بالعمل‪$‬ة الص‪$$‬عبة وك‪$‬ذلك القي‪$‬ود المتعلق‪$‬ة‬
‫باستيراد المع‪$‬دات الص‪$‬ناعية وك‪$‬ذا إزال‪$‬ة الح‪$‬دود المفروض‪$‬ة على آج‪$‬ال س‪$‬داد ائتمان‪$‬ات المس‪$‬توردين ومن‪$‬ه‬
‫الس‪$$‬ماح باس‪$$‬تيراد ك‪$$‬ل الس‪$$‬لع ع‪$$‬دا المحظ‪$$‬ورة منه‪$$‬ا‪ ،‬وفي إط‪$$‬ار االنفت‪$$‬اح االقتص‪$$‬ادي واالن‪$$‬دماج الجه‪$$‬وي تم‬
‫تخفيف الحماية الجمركية حيث تم تخفيض الحد األقصى للرس‪$‬وم الجمركي‪$‬ة من ‪ % 60‬إلى ‪ 50 %‬س‪$‬نة‬
‫‪ ، 1996‬و في ج‪$$‬انفي ‪ 1997‬تم تخفيض‪$$‬ه إلى ‪ 45%‬وق‪$$‬د تم حص‪$$‬ر الم‪$$‬واد الممنوع‪$$‬ة من االس‪$$‬تيراد في‬
‫ثالث‪$$ $‬ة فق‪$$ $‬ط وتم إلغائه‪$$ $‬ا منتص‪$$ $‬ف‪ ، 1995‬أم‪$$ $‬ا في ج‪$$ $‬انب الص‪$$ $‬ادرات ف‪$$ $‬إن قائم‪$$ $‬ة الم‪$$ $‬واد الممنوع‪$$ $‬ة من‬

‫سارة بوسيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.126 – 125‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫التصدير و التي ك‪$‬انت تض‪$$‬م ‪ 20‬م‪$‬ادة تم إلغائه‪$‬ا‪ ،‬فبحل‪$‬ول ج‪$‬وان ‪ 1996‬أص‪$$‬بح نظ‪$‬ام التج‪$‬ارة الخارجي‪$‬ة‬
‫للجزائ ‪$$‬ر خالي ‪$$‬ا من القي ‪$$‬ود الكمي ‪$$‬ة وبع ‪$$‬د ذل ‪$$‬ك تم تخفيض الحماي ‪$$‬ة الجمركي ‪$$‬ة والح ‪$$‬دود القص ‪$$‬وى للتعريف ‪$$‬ة‬
‫الجمركي‪$$‬ة على ال‪$$‬واردات )أص‪$$‬بحت من‪$$‬ذ س‪$$‬نة ‪ % 20025‬بالنس‪$$‬بة للم‪$$‬واد األولي‪$$‬ة وم‪$$‬واد التجه‪$$‬يز‪% ،‬‬
‫‪ 15‬بالنسبة للمواد الوسيطية و ‪ 30 %‬بالنسبة للمواد االستهالكية النهائية‪.‬‬

‫و تم إص‪$$‬دار األم‪$$‬ر رقم ‪ 02 / 01‬الم‪$$‬ؤرخ في ‪ 20‬أوث ‪ 2001‬المتعل‪$$‬ق بإنش‪$$‬اء تعريف‪$$‬ة جمركي‪$$‬ة تش‪$$‬مل‬
‫التعريفة العامة المطبقة على البضائع التي يكون منشؤها البلدان التي تمنع الجزائر معاملة الدولة األكثر‬
‫تفضيال‪ ،‬تحدد نسبها كما يلي‪:‬‬

‫االعفاء الخاص بالحبوب وبعض المنتوجات الصيدالنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫معدل منخفض ‪ %5‬يخص المواد األولية وبعض السلع االستهالكية أو سلع التجهيز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معدل أقصى ‪ %30‬يخص كل المنتجات نصف المصنعة ومختلف السلع الوسيطية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معدل أقصى ‪ %30‬يخص كل المنتجات االستهالكية النهائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ونظرا لالنتقادات التي وجهت إلى هذه التعريفة‪ ،‬كونها تعريفة معاقبة لإلنتاج الوط‪$‬ني ع‪$‬وض حمايت‪$‬ه تم‬
‫تعديل األمر بموجب المرسوم ‪ 02 / 02‬بتاريخ ‪ 25‬فيفري ‪ ،2002‬حيث تم تخفيض الحقوق الجمركية‬
‫و مست ‪264‬وضعية‪ ،‬كما تم تخفيض المع‪$$‬دل المف‪$$‬روض على المنتج‪$$‬ات النص‪$$‬ف المص‪$$‬نعة كوس‪$$‬يط في‬
‫الفروع الصناعية إلى ‪.% 5‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطور سعر الصرف في الجزائر‬

‫ع‪$$‬رف المجتم‪$$‬ع الجزائ‪$$‬ري من‪$$‬ذ االس‪$$‬تقالل تحدي‪$$‬دا تط‪$$‬ورات و تغ‪$$‬يرات هيكلي‪$$‬ة مس‪$$‬ت تركيبت‪$$‬ه األساس‪$$‬ية‬
‫بص‪$$‬ورة مباش‪$$‬رة‪ ،‬و ألن االقتص‪$$‬اد ج‪$$‬زء أساس‪$$‬ي من مكون‪$$‬ات المجتم‪$$‬ع األساس‪$$‬ية فق‪$$‬د ت‪$$‬أثر االقتص‪$$‬اد بم‪$$‬ا‬
‫أصاب المجتمع من تحوالت و تغيرات‪ ،‬فبعد خروج االستعمار الفرنسي وجد االقتص‪$‬اد الجزائ‪$‬ري نفس‪$‬ه‬
‫في حالة يرثى لها‪ ،‬هذا ما أج‪$‬بر األط‪$$‬راف الفاعل‪$‬ة إلى ب‪$‬ذل مجه‪$‬ودات كب‪$‬يرة قص‪$$‬د النه‪$‬وض ب‪$‬ه و إع‪$‬ادة‬
‫هيكل ‪$$‬ة أسس ‪$$‬ه‪ ،‬فش ‪$$‬هد تط ‪$$‬بيق ع ‪$$‬دة نظم لس ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ارتبطت ارتباط ‪$$‬ا وثيق ‪$$‬ا بك ‪$$‬ل مرحل ‪$$‬ة من مراح ‪$$‬ل‬
‫التنمية االقتصادية بداية من سعر الصرف الثابت وصوال إلى سعر الصرف المرن‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تطور سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪ 2000‬الى ‪2019‬‬

‫ش‪$$‬هد ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري تقلب‪$$‬ات خالل الف‪$$‬ترة (‪ )2019 – 2000‬ويمكن توض‪$$‬يح ذل‪$$‬ك من خالل الج‪$$‬دو‬
‫التالي‪:‬‬

‫س‪$$‬ارة بوس‪$$‬يس‪ ،‬أث‪$$‬ر تقلب‪$$‬ات س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري على ال‪$$‬واردات خالل الف‪$$‬ترة (‪ ،)2019-2000‬أطروح‪$$‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،2020/2021 ،‬ص ‪.120 – 118‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الجدول رقم ‪ :04‬تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الف‪$$‬ترة ‪- 2000‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫سعر صرف‬
‫الدوالر األمريكي‬
‫‪72.65‬‬ ‫‪64.57‬‬ ‫‪69.37‬‬ ‫‪72.65‬‬ ‫‪73.36‬‬ ‫‪72.07‬‬ ‫‪77.39‬‬ ‫‪79.68‬‬ ‫‪77.22‬‬ ‫‪75.26‬‬
‫مقابل الدينار‬
‫الجزائري‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫سعر صرف‬
‫‪116.6‬‬ ‫‪100.4‬‬ ‫الدوالر األمريكي‬
‫‪123‬‬ ‫‪110.96 109.47‬‬ ‫‪80.56‬‬ ‫‪79.38‬‬ ‫‪77.55‬‬ ‫‪72.85‬‬ ‫‪74.4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مقابل الدينار‬
‫الجزائري‬
‫المصدر‪ :‬صندوق النقد الدولي (‪ ،)2000-2004‬بنك الجزائر (‪)2019-2005‬‬

‫الشكل رقم ‪ :07‬تطور سعر صرف ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري مقاب‪$$‬ل ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي خالل الف‪$‬ترة ‪- 2000‬‬
‫‪2019‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحليل تطور سعر الصرف خالل الفترة ‪ 2000‬إلى ‪2019‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫إن تط ‪$$‬ور س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف ال ‪$$‬دوالر األم ‪$$‬ريكي ال ‪$$‬دينار الجزائ ‪$$‬ري مقاب ‪$$‬ل خالل الف ‪$$‬ترة (‪)2019 – 2000‬‬
‫ع‪$$‬رف اتج‪$$‬اه تص‪$$‬اعدي وه‪$$‬و م‪$$‬ا ي‪$$‬دل على ت‪$$‬دهور قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري أم‪$$‬ام ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي خالل‬
‫فترة الدراسة‪.‬‬

‫حيث ق‪$$‬ام بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر بتخفيض قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري خالل الف‪$$‬ترة (‪ )2002 – 2000‬بنس‪$$‬بة ‪% 5‬‬
‫لتقلي ‪$$‬ل الف ‪$$‬ارق بين س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الرس ‪$$‬مي وس ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الم ‪$$‬وازي ومن ‪$$‬ه تقلي ‪$$‬ل نم ‪$$‬و الكتل ‪$$‬ة المالي ‪$$‬ة‬
‫المتداول ‪$$‬ة في الس ‪$$‬وق الموازي ‪$$‬ة‪ ،‬ثم ارتف ‪$$‬ع خالل الف ‪$$‬ترة (‪ )2008 – 2003‬نتيج ‪$$‬ة تحس ‪$$‬ن س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف‬
‫ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي أم‪$$‬ام العمالت القيادي‪$$‬ة بس‪$$‬بب انتع‪$$‬اش أس‪$$‬عار النف‪$$‬ط‪ ،‬باس‪$$‬تثناء س‪$$‬نة ‪ 2005‬ال‪$$‬ذي س‪$$‬جل‬
‫فيه ‪$$‬ا انخفاض ‪$$‬ا بنس ‪$$‬بة ‪ ،%1.8‬ليش ‪$$‬هد بع ‪$$‬دها تخفيض ‪$$‬ا س ‪$$‬نتي‪ 2009‬و ‪ 2010‬بنس ‪$$‬بة ‪ %12.5‬و ‪%2.4‬‬
‫كإجراء لحماية االقتصاد الجزائري من آثار أزمة الرهن العقاري‪.‬‬

‫و سجل سعر صرف الدينار الجزائري ارتفاعا مؤقتا س‪$$‬نة ‪ 2011‬بس‪$$‬عر متوس‪$$‬ط ‪ 72.85‬دين‪$$‬ار لل‪$$‬دوالر‬
‫األم ‪$$‬ريكي الواح ‪$$‬د‪ ،‬ليأخ ‪$$‬ذ بع ‪$$‬دها منحى مع ‪$$‬اكس طيل ‪$$‬ة الف ‪$$‬ترة (‪ )2018 – 2012‬حيث ع ‪$$‬رف ت ‪$$‬دهورا‬
‫بحوالي ‪ % 20‬سنة ‪ 2015‬مقارنة بس‪$‬نة‪ ، 2014‬ويرج‪$‬ع ذل‪$‬ك لرغب‪$‬ة الس‪$‬لطات النقدي‪$‬ة في رف‪$‬ع حص‪$‬يلة‬
‫الص‪$$‬ادرات المتأتي‪$$‬ة من المحروق‪$$‬ات والمقوم‪$$‬ة بال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي ومن‪$$‬ه ربح الف‪$$‬ارق بال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري‬
‫عند تحويلها للدينار الجزائ‪$‬ري‪ ،‬وه‪$‬و م‪$‬ا يس‪$‬اهم حس‪$‬ب خ‪$‬براء اقتص‪$$‬اديين في تقلي‪$‬ل نس‪$‬بة العج‪$‬ز المس‪$‬جل‬
‫في الميزان التجاري‪ ،‬وهذا على خلفية انهيار أسعار النفط من‪$‬ذ منتص‪$$‬ف ‪ ، 2014‬ليواص‪$$‬ل تراجع‪$‬ه س‪$‬نة‬
‫‪ 2016‬بنس ‪$$‬بة ‪ %9.5‬الس ‪$$‬تمرار انخف ‪$$‬اض أس ‪$$‬عار النف ‪$$‬ط ومحاول ‪$$‬ة من بن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر في الح ‪$$‬د من عج ‪$$‬ز‬
‫الميزان التجاري‪ ،‬وبنسبة ‪ %1.4‬سنة ‪ 2017‬و ذلك المتصاص السيولة الض‪$$‬خمة في الس‪$$‬وق الموازي‪$$‬ة‪،‬‬
‫ثم بنس‪$$‬بة ‪ %5.1‬س‪$$‬نة ‪ 2018‬نتيج‪$$‬ة اللج‪$$‬وء للتموي‪$$‬ل غ‪$$‬ير التقلي‪$$‬دي‪ ،‬أين تم طباع‪$$‬ة ‪ 5000‬ملي‪$$‬ار دين‪$$‬ار‬
‫جزائري حس‪$‬ب محاف‪$$‬ظ بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر دون مقاب‪$‬ل إنت‪$‬اجي‪ ،‬وه‪$‬و م‪$‬ا س‪$‬اهم في ت‪$‬دهور قيم‪$‬ة العمل‪$‬ة المحلي‪$‬ة‬
‫لي‪$$‬تراجع س‪$$‬نة ‪ 2019‬بنس‪$$‬بة ‪ %5.5‬و يرج‪$$‬ع ذل‪$$‬ك إلى ارتف‪$$‬اع الطلب على العمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة مقاب‪$$‬ل العمل‪$$‬ة‬
‫الوطني‪$$‬ة بس‪$$‬بب ع‪$$‬دم االس‪$$‬تقرار السياس‪$$‬ي‪ ،‬م‪$$‬ا أعطى مؤش‪$$‬را من الناحي‪$$‬ة االقتص‪$$‬ادية على وج‪$$‬ود مخ‪$$‬اوف‬
‫على من يكتنزون أموالهم نقدا و هو ما جعلهم يستبدلونها بالعملة الصعبة والذهب‪.‬‬

‫و ق‪$$ $‬د اختل‪$$ $‬ف الخ‪$$ $‬براء االقتص‪$$ $‬اديون في تفس‪$$ $‬ير ه‪$$ $‬ذا الت‪$$ $‬دهور‪ ،‬فمنهم من يس‪$$ $‬ميه "انخفاض‪$$ $‬ا" و يرجع‪$$ $‬ه‬
‫النهي‪$$ $‬ار أس‪$$ $‬عار النف‪$$ $‬ط في األس‪$$ $‬واق الدولي‪$$ $‬ة ويع‪$$ $‬ززون حججهم باألزم‪$$ $‬ة المالي‪$$ $‬ة العالمي‪$$ $‬ة س‪$$ $‬نة ‪2008‬‬
‫واألزمة النفطية سنة ‪ 2014‬وعدم وجود االستقرار السياسي سنة ‪.2019‬‬

‫حيث تراج ‪$$‬ع س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف ال ‪$$‬دينار الجزائ ‪$$‬ري أم ‪$$‬ام ال ‪$$‬دوالر بنس ‪$$‬بة ‪ %12.5‬س ‪$$‬نة ‪ 2009‬مقارن ‪$$‬ة بس ‪$$‬نة‬
‫‪ 2008‬نتيج ‪$$‬ة انهي ‪$$‬ار أس ‪$$‬عار النف ‪$$‬ط بنس ‪$$‬بة ‪ ،%35.3‬ليش ‪$$‬هد بع ‪$$‬دها تحس ‪$$‬ن س ‪$$‬نة ‪ 2011‬بس ‪$$‬عر متوس ‪$$‬ط‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪ 72.85‬دين‪$$‬ار لل‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي الواح‪$$‬د ك‪$$‬رد فع‪$$‬ل لتع‪$$‬افي االقتص‪$$‬اد من األزم‪$$‬ة المالي‪$$‬ة و ع‪$$‬ودة ارتف‪$$‬اع‬
‫أسعار النفط‪.‬‬

‫ت ‪$$‬دهور س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف ال ‪$$‬دينار الجزائ ‪$$‬ري أم ‪$$‬ام ال ‪$$‬دوالر األم ‪$$‬ريكي س ‪$$‬نة ‪ 2015‬بنس ‪$$‬بة ‪ %24.7‬على إث ‪$$‬ر‬
‫انهي‪$$‬ار أس‪$$‬عار النف‪$$‬ط من‪$$‬ذ منتص‪$$‬ف ‪ 2014‬بنس‪$$‬بة ‪ %48.6‬و واص‪$$‬ل تراجع‪$$‬ه الس‪$$‬تمرار انخف‪$$‬اض أس‪$$‬عار‬
‫النفط‪.‬‬

‫تراج‪$$‬ع س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري أم‪$$‬ام العمالت األجنبي‪$$‬ة بس‪$$‬بب ع‪$$‬دم االس‪$$‬تقرار السياس‪$$‬ي و ه‪$$‬و م‪$$‬ا‬
‫أدى إلى ارتفاع الطلب على العملة األجنبية مقابل العملة الوطنية‪.‬‬

‫و منهم من يسميه "تخفيضا" و يرجعه إلى تدخل السلطات النقدية بهدف‪:‬‬

‫تقلي ‪$$‬ل الف ‪$$‬ارق بين س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الرس ‪$$‬مي و س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف الم ‪$$‬وازي ومن ‪$$‬ه امتص ‪$$‬اص الكتل ‪$$‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫النقدي‪$$‬ة المتداول‪$$‬ة في الس‪$$‬وق الموازي‪$$‬ة حيث وحس‪$$‬ب آخ‪$$‬ر اإلحص‪$$‬ائيات ف‪$$‬إن ‪ %40‬من االقتص‪$$‬اد‬
‫الجزائري هو اقتصاد موازي‪.‬‬
‫حماي ‪$$‬ة االقتص ‪$$‬اد الجزائ ‪$$‬ري بكبح الطلب على ال ‪$$‬واردات من المنتج ‪$$‬ات األولي ‪$$‬ة و الغذائي ‪$$‬ة ال ‪$$‬تي‬ ‫‪-‬‬
‫انخفضت أسعارها في السوق الدولية‪.‬‬
‫رف‪$$‬ع حص‪$$‬يلة الص‪$$‬ادرات المتأتي‪$$‬ة من النف‪$$‬ط والمقوم‪$$‬ة بال‪$$‬دوالر عن‪$$‬د تحويله‪$$‬ا لل‪$$‬دينار و من‪$$‬ه ربح‬ ‫‪-‬‬
‫الفارق بالدينار خاصة في فترات انهيار أسعار النفط‪.‬‬
‫الحد من عجز الميزان التجاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫بينم‪$$‬ا يفس‪$$‬رون االرتف‪$$‬اع ال‪$$‬ذي ش‪$$‬هده ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري أم‪$$‬ام ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي خالل الس‪$$‬نوات ‪، 2003‬‬
‫‪ 2007 ،2005‬و ‪ 2011‬على أنه حال‪$‬ة ارتف‪$‬اع مؤقت‪$‬ة تع‪$‬زى إلى االس‪$‬تقرار النس‪$‬بي ال‪$‬ذي عرف‪$$‬ه الطلب‬
‫على العملة األجنبية‪.‬‬

‫و انطالقا مما سبق يمكننا الخروج بنتيجة أن هناك فترات يك‪$$‬ون فيه‪$$‬ا انخف‪$$‬اض في س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار‬
‫الجزائري أمام الدوالر األمريكي كرد فعل النهيار أو حتى انخفاض في أس‪$$‬عار النف‪$$‬ط‪ ،‬ف‪$$‬الجزائر متص‪$$‬لة‬
‫بالع‪$$‬الم الخ‪$$‬ارجي وط‪$$‬بيعي ه‪$$‬و الت‪$$‬أثر بالص ‪$$‬دمات الخارجي‪$$‬ة و من‪$$‬ه انخف‪$$‬اض س‪$$‬عر ص ‪$$‬رف عملته‪$$‬ا أم‪$$‬ام‬
‫ال‪$$‬دوالر األم‪$$‬ريكي وبقي‪$$‬ة العمالت األجنبي‪$$‬ة )خاص‪$$‬ة في ظ‪$$‬ل االعتم‪$$‬اد الش‪$$‬به كلي القتص‪$$‬اد الجزائ‪$$‬ر على‬
‫المحروق‪$$‬ات(‪ ،‬و هن‪$$‬اك ف‪$$‬ترات أخ‪$$‬رى يت‪$$‬دخل فيه‪$$‬ا بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر لتخفيض ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ر مقاب‪$$‬ل العمالت‬
‫األجنبي‪$$‬ة حس‪$$‬ب الظ‪$$‬روف االقتص‪$$‬ادية‪ ،‬و ه‪$$‬و م‪$$‬ا يثبت أن نظ‪$$‬ام س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ال‪$$‬ذي تتبع‪$$‬ه الجزائ‪$$‬ر ه‪$$‬و‬
‫نظام التعويم المدار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطور سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2020‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الجدول رقم ‪ :05‬تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الفترة ‪2020‬‬

‫الدينار الجزائري مقابل الدوالر‬ ‫الدوالر مقابل الدينار الجزائري‬


‫‪0.008399‬‬ ‫‪119.06‬‬ ‫‪2020/01/01‬‬
‫‪0.008345‬‬ ‫‪119.83‬‬ ‫‪2020/02/01‬‬
‫‪0.008371‬‬ ‫‪119.46‬‬ ‫‪2020/03/01‬‬
‫‪0.007985‬‬ ‫‪125.24‬‬ ‫‪2020/04/01‬‬
‫‪0.007796‬‬ ‫‪128.27‬‬ ‫‪2020/05/01‬‬
‫‪0.007792‬‬ ‫‪128.33‬‬ ‫‪2020/06/01‬‬
‫‪0.007750‬‬ ‫‪129.03‬‬ ‫‪2020/07/01‬‬
‫‪0.007767‬‬ ‫‪128.75‬‬ ‫‪2020/08/01‬‬
‫‪0.007838‬‬ ‫‪127.58‬‬ ‫‪2020/09/01‬‬
‫‪0.007747‬‬ ‫‪129.08‬‬ ‫‪2020/10/01‬‬
‫‪0.007732‬‬ ‫‪129.34‬‬ ‫‪2020/11/01‬‬
‫‪0.007750‬‬ ‫‪129.04‬‬ ‫‪01/12/2020‬‬
‫المصدر‪ :‬بن الجزائر‪ ،www.bank-of-algeria.dz ،‬بتاريخ ‪19:00 ،08/05/2022‬‬

‫الشكل رقم ‪ :08‬تغيرات أسعار صرف الدوالر مقابل الدينار الجزائري سنة ‪2020‬‬

‫الشكل رقم ‪ :09‬تغيرات أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر سنة ‪2020‬‬
‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫من خالل الشكلين السابقين نالحظ من شهر جانفي إلى شهر م‪$$‬ارس س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دوالر مقاب‪$$‬ل ال‪$$‬دينار‬
‫الجزائ‪$$‬ري منخفض و س‪$$‬جل أدنى ح‪$$‬د بـ ‪ ،119.06‬أم‪$$‬ا س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار مقاب‪$$‬ل ال‪$$‬دوالر الجزائ‪$$‬ري‬
‫فبلغ أقصى قيمة له خالل هذه الفترة بـ ‪0.008399‬‬

‫من ش‪$$$‬هر م‪$$$‬ارس إلى غاي‪$$$‬ة نهاي‪$$$‬ة س‪$$$‬نة ‪ 2020‬ش‪$$$‬هر ديس‪$$$‬مبر نالح ‪$$‬ظ أن س ‪$$‬عر ال ‪$$‬دوالر مقاب‪$$$‬ل ال‪$$$‬دينار‬
‫الجزائري‬
‫ارتف‪$$‬ع و س‪$$‬جل أعلى قيم‪$$‬ة ل‪$$‬ه في ش‪$$‬هر نوفم‪$$‬بر ‪ 129.32‬في المقاب‪$$‬ل انخفض‪$$‬ت قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري‬
‫مقابل‬
‫الدوالر و بلغت أدنى قيمة في شهر نوفمبر بـ ‪0.007732‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تطور سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2021‬‬

‫الجدول رقم ‪ :06‬تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي خالل الفترة ‪2021‬‬

‫الدينار الجزائري مقابل الدوالر‬ ‫الدوالر مقابل الدينار الجزائري‬


‫‪0.006199‬‬ ‫‪161.32‬‬ ‫‪2021/01/01‬‬
‫‪0.006208‬‬ ‫‪160.67‬‬ ‫‪2021/02/01‬‬
‫‪0.006266‬‬ ‫‪159.58‬‬ ‫‪2021/03/01‬‬
‫‪0.006361‬‬ ‫‪156.93‬‬ ‫‪01/04/2021‬‬
‫‪0.006225‬‬ ‫‪161.20‬‬ ‫‪2021/05/01‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪0.006132‬‬ ‫‪163.09‬‬ ‫‪2021/06/01‬‬


‫‪0.006262‬‬ ‫‪159.69‬‬ ‫‪2021/07/01‬‬
‫‪0.006254‬‬ ‫‪159.90‬‬ ‫‪2021/08/01‬‬
‫‪0.006247‬‬ ‫‪160.07‬‬ ‫‪2021/09/01‬‬
‫‪0.006273‬‬ ‫‪159.40‬‬ ‫‪2021/10/01‬‬
‫‪0.006276‬‬ ‫‪159.33‬‬ ‫‪2021/11/01‬‬
‫‪0.006344‬‬ ‫‪157.64‬‬ ‫‪01/12/2021‬‬
‫المصدر‪ :‬بن الجزائر‪ ،www.bank-of-algeria.dz ،‬بتاريخ ‪09:00 ،09/05/2022‬‬

‫الشكل رقم ‪ :10‬تغيرات أسعار صرف الدوالر مقابل الدينار الجزائري سنة ‪2021‬‬

‫الشكل رقم ‪ :11‬تغيرات أسعار صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر سنة ‪2021‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫من خالل الشكلين السابقين نالحظ أن من شهر جانفي إلى شهر ج‪$$‬وان ك‪$$‬ان س‪$$‬عر ص‪$$‬رف ال‪$$‬دوالر مقاب‪$$‬ل‬
‫ال‪$$ $‬دينار الجزائ‪$$ $‬ري منخفض و مس‪$$ $‬تقر حيث س‪$$ $‬جل أدنى ح‪$$ $‬د ل‪$$ $‬ه خالل ه‪$$ $‬ذه الف‪$$ $‬ترة في ش‪$$ $‬هر م‪$$ $‬ارس بـ‬
‫‪ ،132.42‬كذلك بالنسبة لسعر صرف الدينار مقابل الدوالر ك‪$$‬ان مس‪$$‬تقر مرتف‪$‬ع حيث بل‪$$‬غ أقص‪$$‬ى ح‪$$‬د ل‪$$‬ه‬
‫في شهر مارس بـ ‪0.007552‬‬

‫من ش‪$$‬هر ج‪$$‬وان إلى نهاي‪$$‬ة س‪$$‬نة ‪ 2021‬ش‪$$‬هر ديس‪$$‬مبر تحس‪$$‬ن و ارتف‪$$‬اع في قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دوالر مقاب‪$$‬ل ال‪$$‬دينار‬
‫حيث بل‪$$‬غ أقص‪$$‬ى ح‪$$‬د في ش‪$$‬هر ديس‪$$‬مبر بـ ‪ 139.08‬في المقاب‪$$‬ل ت‪$$‬راجعت قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري مقاب‪$$‬ل‬
‫الدوالر و بلغت أدنى حد بـ ‪.0.0071900‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫المبحث الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة مخاطر سعر الصرف‬
‫‪1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دور بنك الجزائر في إدارة سياسة سعر الصرف في ظل التعويم المدار‬

‫يعت‪$$‬بر تحقي‪$$‬ق اس‪$$‬تقرار س‪$$‬عر الص‪$$‬رف الفعلي الحقيقي) تق‪$$‬ريب س‪$$‬عر الص‪$$‬رف الحقيقي الفعلي من الس‪$$‬عر‬
‫الص‪$‬رف اإلس‪$‬مي (من أهم األه‪$‬داف ال‪$‬تي يس‪$‬عى بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر اُف تحقيقه‪$‬ا وذل‪$‬ك من خالل أهم العملي‪$‬ات‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬التنظيم القانوني لسوق الص‪44‬رف‪ :‬تم اس‪$$‬تحداث س‪$$‬وق م‪$$‬ا بين البن‪$$‬وك في الجزائ‪$$‬ر في ج‪$$‬انفي ‪،1996‬‬
‫حيث سمح للبنوك التجاري‪$‬ة والمؤسس‪$‬ات المالي‪$‬ة ب‪$‬أن تحتف‪$‬ظ بمراك‪$‬ز عمالت األجنبي‪$‬ة والتج‪$‬ارة فيه‪$‬ا فيم‪$‬ا‬
‫بينها‪.‬‬

‫والسوق البينية للصرف هي سوق ما بين البنوك والمؤسسات المالي‪$$‬ة‪ ،‬حيث تع‪$$‬الج ك‪$$‬ل عملي‪$$‬ات الص‪$$‬رف‬
‫(بيع ‪$$‬ا وش ‪$$‬راء) العاجل ‪$$‬ة واآلجل ‪$$‬ة للعمل ‪$$‬ة المحلي ‪$$‬ة مقاب ‪$$‬ل عمالت اجنبي ‪$$‬ة وبك ‪$$‬ل حري ‪$$‬ة في التحوي ‪$$‬ل وس ‪$$‬وق‬

‫رنان راضية‪ ،‬دور بنك الجزائر في إدارة سياسة سعر الصرف في ظل التعويم المدار خالل الفترة ( ‪،)2013-2000‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.283 – 281‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫الص ‪$$‬رف م ‪$$‬ا بين البن ‪$$‬وك نوع ‪$$‬ان س ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف م ‪$$‬ا بين البن ‪$$‬وك االج ‪$$‬ل وس ‪$$‬وق الص ‪$$‬رف م ‪$$‬ا بين البن ‪$$‬وك‬
‫العاجل‪.‬‬

‫تندرج عملية الرقابة على الص‪$$‬رف ض‪$$‬من الي‪$$‬ات تنظيم س‪$$‬وق الص‪$$‬رف والعم‪$$‬ل على اس‪$$‬تقراره‪ ،‬حيث تتم‬
‫ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة من خالل وض ‪$$‬ع مجموع‪$$‬ة من التعليم‪$$‬ات وااللي‪$$‬ات من قب‪$$‬ل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر للتحكم في جمي‪$$‬ع‬
‫الت‪$$‬دفقات المالي‪$$‬ة بين الجزائ‪$$‬ر والخ‪$$‬ارج‪ ،‬ومن أبرزه‪$$‬ا ض‪$$‬رورة أن تتم عملي‪$$‬ة تحوي‪$$‬ل األم‪$$‬وال من و إلى‬
‫الجزائر عن طريق إحدى الوسائط المالية المعتمدة او المرخص العمل بها في الجزائر‪.‬‬

‫وق‪$$‬د ح‪$$‬دد النظ‪$$‬ام رقم ‪ 04 _ 92‬الم‪$$‬ؤرخ في ‪ 22‬م‪$$‬ارس ‪ 1992‬فيم‪$$‬ا تتعل‪$$‬ق بمراقب‪$$‬ة الص‪$$‬رف ش‪$$‬روط‬
‫وض‪$$‬وابط تنفي‪$$‬ذ ه‪$$‬ذه المراقب‪$$‬ة و إنجازه‪$$‬ا‪ ،‬و ال يمكن تف‪$$‬ويض ح‪$$‬ق تس‪$$‬يير الص‪$$‬رف وخاص‪$$‬ة فيم‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق‬
‫بتس‪$$‬يير وس‪$$‬ائل ال‪$$‬دفع ب‪$$‬العمالت االجنبي‪$$‬ة الناتج‪$$‬ة عن اي‪$$‬رادات المحروق‪$$‬ات إلى الوس‪$$‬ائط المالي‪$$‬ة المعتم‪$$‬دة‪،‬‬
‫ومن أهم العناصر الداخلة في هذا التفويض نذكر التالي‪:‬‬

‫ودائع الزبائن من حسابات العملة الصعبة لدى الوسائط‬ ‫‪-‬‬


‫عوائد الصادرات خارج المحروقات والعوائد المنجمية‬ ‫‪-‬‬
‫المبالغ الناتجة عن عمليات الشراء في سوق الصرف‬ ‫‪-‬‬
‫االموال الناتجة عن االقتراض بالعملة الصعبة المتعاقد عليها من قبل الوسائط المالية المعتمدة‬ ‫‪-‬‬

‫ب‪ /‬تفعيل لدور البنوك في السوق الصرف البينية‪ :‬اتخ‪$$‬ذ بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر في س‪$$‬نة ‪ 2011‬إج‪$$‬راءات جدي‪$$‬دة‬
‫قصد تفعيل أكبر لدور المصارف في الس‪$$‬وق البيني‪$$‬ة الس‪$$‬يما فيم‪$$‬ا يتعل‪$$‬ق بتغطي‪$$‬ة مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف لص‪$$‬الح‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫فتم تطوير أدوات تغطية مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل س‪$$‬نة ‪ 2012‬حيث مكنت ه‪$$‬ذه الت‪$$‬دابير البن‪$$‬وك التجاري‪$$‬ة‬
‫من تغطية خطر الصرف الذي يمكن ان تواجه‪$‬ه زبائنه‪$‬ا‪ ،‬م‪$‬ع ابق‪$‬اء ه‪$‬ذه البن‪$‬وك نش‪$‬طة في الس‪$‬وق البيني‪$‬ة‬
‫للص ‪$$‬رف‪ ،‬ونظ ‪$$‬را لآلج ‪$$‬ال القص ‪$$‬يرة ج ‪$$‬دا الخاص ‪$$‬ة بتس ‪$$‬وية عملي ‪$$‬ات التج ‪$$‬ارة الخارجي ‪$$‬ة للجزائ ‪$$‬ر م ‪$$‬ع بقي ‪$$‬ة‬
‫العاَف ‪ ،‬بما في ذلك تس‪$‬وية ال‪$‬واردات من م‪$‬واد التجه‪$‬يز ف‪$$‬إن مخ‪$‬اطر الص‪$$‬رف هي منخفض‪$$‬ة نس‪$‬بيا‪ ،‬ك‪$‬ون‬
‫تسديدات الخارجية تتم غالبا فورا‬

‫ت‪ /‬ضبط سوق البيني‪4‬ة للص‪4‬رف‪ :‬في إط‪$$‬ار دوره في ض‪$$‬بط س‪$$‬وق البيني‪$$‬ة للص‪$$‬رف‪ ،‬ع‪$$‬زز بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر‬
‫بص ‪$$‬فة خاص ‪$$‬ة س ‪$$‬نة ‪ 2012‬المتابع ‪$$‬ة اليومي ‪$$‬ة لتط ‪$$‬ور س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف االس ‪$$‬مي انس ‪$$‬جاما م ‪$$‬ع أف ‪$$‬اق تط ‪$$‬ور‬
‫األسعار النسبية للصرف‪ ،‬حيث اس‪$$‬تقر س‪$$‬عر الص‪$$‬رف الفعلي االس‪$$‬مي لل‪$$‬دينار في س‪$$‬نة ‪ ، 2012‬في حين‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫س‪$$$‬جل س‪$$$‬عر الص‪$$$‬رف الفعلي الحقيقي ارتفاع ‪$$‬ا في قيمت‪$$$‬ه ق‪$$$‬دره ‪% 5.8‬كمتوس ‪$$‬ط س ‪$$‬نوي نتيج‪$$$‬ة لتوس‪$$$‬ع‬
‫فوارق التضخم بين الجزائر وشركائها التجاريين‪.‬‬

‫ث‪ /‬الحفاظ على احتياطات الصرف‪ :‬تعود مسؤولية إدارة وتسيير احتياطات الص‪$$‬رف إلى بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر‪،‬‬
‫فه‪$$ $‬و يعم‪$$ $‬ل على المحافظ‪$$ $‬ة على قيمته‪$$ $‬ا الحقيقي‪$$ $‬ة وحمايته‪$$ $‬ا من االس‪$$ $‬تنزاف والتآك‪$$ $‬ل و هي تس‪$$ $‬تعمل في‬
‫معالج‪$$‬ة الكث‪$$‬ير من المش‪$$‬اكل االقتص‪$$‬ادية مث‪$$‬ل تس‪$$‬ديد ال‪$$‬دين الخ‪$$‬ارجي‪ ،‬تنوي‪$$‬ع الص‪$$‬ادرات‪ ،‬رف‪$$‬ع مس‪$$‬تواها‬
‫الخ ‪$$‬ارجي المحروق ‪$$‬ات‪ ،‬معالج ‪$$‬ة العج ‪$$‬ز في م ‪$$‬يزان الم ‪$$‬دفوعات والتص ‪$$‬دي لألزم ‪$$‬ات المالي ‪$$‬ة‪...‬الخ‪ .‬بلغت‬
‫احتياطات الصرف للجزائر‪ 190.7‬مليار دوالر في سنة ‪ 2012‬لتصل إلى ‪ 194.4‬سنة ‪2013‬‬

‫و المالحظ أن احتياطات الصرف في الجزائ‪$$‬ر لم تع‪$$‬رف انخفاض‪$$‬ا خالل الف‪$‬ترة ‪ 2000‬و ‪ 2013‬ويع‪$$‬ود‬
‫ذلك إلى التسيير الحذر من قبل بنك الجزائر الحتياطات الصرف وذلك بقيام بنك الجزائر بما يلي‪:‬‬

‫إدارة االحتياطات من العملة االجنبية القابلة للتحويل وذلك بيعا او ش‪$‬راء به‪$‬دف اح‪$‬داث اس‪$‬تقرار‬ ‫‪-‬‬
‫في س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ال‪$$‬دينار ويتم ذل‪$$‬ك من خالل اس‪$$‬تثمار في ص‪$$‬ناديق االوراق الدالي‪$$‬ة خاص‪$$‬ة في‬
‫الخ‪$$‬ارج بمع‪$$‬دل عائ‪$$‬د ‪ ،% 2‬وك‪$$‬ذلك اس‪$$‬تثماريا في ش‪$$‬كل س‪$$‬ندات ل‪$$‬ذا به‪$$‬امش كب‪$$‬ير من الض‪$$‬مانات‬
‫المقدم‪$$‬ة للجزائ‪$$‬ر‪ ،‬ويعم‪$$‬ل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر على تحقي‪$$‬ق ه‪$$‬دف تع‪$$‬ويض تكلف‪$$‬ة الفرص‪$$‬ة لبديل‪$$‬ة ب‪$$‬إدارة‬
‫حافظة االوراق الدالية ادارة مربح‪$‬ة دون ان يع‪$‬رض احتياطات‪$‬ه للخط‪$‬ر من خالل ض‪$$‬مان س‪$‬ليمة‬
‫رأس المال‪.‬‬
‫تنوي ‪$$‬ع العمالت المش ‪$$‬كلة لالحتياط ‪$$‬ات لتف ‪$$‬ادي المخ ‪$$‬اطر الناتج ‪$$‬ة عن تقلب ‪$$‬ات اس ‪$$‬عار العمالت في‬ ‫‪-‬‬
‫سوق الصرف الدولية باختيار العمالت يتم استعمالها في الساحة الدولية‬
‫اتخاذ اجراءات ادارة الحواف‪$$‬ظ الدالي‪$‬ة بزي‪$‬ادة العائ‪$‬دات عن ك‪$‬ل عمل‪$‬ة إلى اقص‪$$‬ى ح‪$‬د م‪$‬ع مراع‪$‬اة‬ ‫‪-‬‬
‫التقليل من المخاطر إلى حد أدنى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تغطية خطر سعر الصرف من قبل بنك الجزائر‬

‫منذ صدور قانون النقد و القرض في ‪ 1990‬و الجزائر تحاول التغطية ضد مخطر الصرف‪.‬‬

‫‪ .1‬الش‪4‬راء العاج‪4‬ل للعمل‪4‬ة الص‪4‬عبة مقاب‪4‬ل ال‪4‬دينار‪ :‬على أس‪$$‬اس ه‪$$‬ذه التقني‪$$‬ة تق‪$$‬وم المؤسس‪$$‬ة بش‪$$‬راء ف‪$$‬ورا‬
‫مبلغا من العملة الصعبة يكون مساويا إلى المبلغ المدفوع سابقا بعملة أجنبية أخرى عند االستحقاق‪.‬‬

‫الص‪$$‬رف األج‪$$‬ل‪ :‬إن عملي‪$$‬ات الص‪$$‬رف اآلجل‪$$‬ة هي ال‪$$‬تي تخص الش‪$$‬راء األج‪$$‬ل للعمل‪$$‬ة الص‪$$‬عبة و‬ ‫‪‬‬
‫تأخذ شكلين‪ :‬شراء أجل للعملة الص‪$$‬عبة م‪$$‬ع تحص‪$$‬يل ال‪$$‬دينار عن‪$$‬د ت‪$$‬اريخ االس‪$$‬تحقاق أو التحص‪$$‬يل‬
‫الف‪$$‬وري لل‪$$‬دينار‪ ،‬كم‪$$‬ا يمكن أن تأخ‪$$‬ذ ه‪$$‬ذه العملي‪$$‬ة ش‪$$‬كل الختي‪$$‬ارات الص‪$$‬رف أو ش‪$$‬كل عق‪$$‬ود غ‪$$‬ير‬

‫قدور حنان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133 – 130‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫قابلة للرجوع فيها و المسماة بعملي‪$$‬ات الص‪$$‬رف اآلجل‪$$‬ة‪ ،‬إن اختي‪$$‬ارات الص‪$$‬رف هي تقني‪$$‬ة تتطلب‬
‫إدخال معلوماتية باستعمال وسائل تكنولوجية جد متطورة ‪.‬‬
‫الشراء األجل للعملة الصعبة مع تحصيل ال‪$‬دينار عن‪$‬د االس‪$$‬تحقاق‪ :‬يوج‪$‬ه الش‪$‬راء األج‪$‬ل للعمالت‬ ‫‪‬‬
‫الص‪$$‬عبة لتغطي‪$‬ة التزام‪$‬ات التس‪$‬ديد الخارجي‪$‬ة وف‪$$‬ق للتنظيم المعم‪$‬ول ب‪$‬ه من‪$‬ذ ديس‪$‬مبر‪ 1992‬كتقني‪$‬ة‬
‫وحيدة لتغطية المس‪$$‬تورد ض‪$$‬د تكاليف‪$‬ه‪ ،‬و ق‪$$‬د ح‪$$‬اول بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر من‪$$‬ذ ‪ 1991‬و إلى غاي‪$$‬ة ‪1994‬‬
‫إيج‪$$ $ $ $‬اد طريق‪$$ $ $ $‬ة للش‪$$ $ $ $‬راء األج‪$$ $ $ $‬ل للعمل‪$$ $ $ $‬ة الص‪$$ $ $ $‬عبة في إط‪$$ $ $ $‬ار الق‪$$ $ $ $‬انون ‪ 91/07‬الم‪$$ $ $ $‬ؤرخ في‬
‫‪ 1991/09/14‬لمجلس النقد و الق‪$‬رض و المتض‪$$‬من للش‪$‬روط و الق‪$‬وانين الخاص‪$$‬ة بش‪$‬راء األج‪$‬ل‬
‫للعمالت الص ‪$$‬عبة‪ ،‬و تحت أي طلب من المقيم‪ ،‬ف ‪$$‬إن الش ‪$$‬راء يمكن أن يك ‪$$‬ون في أي وقت و عن‬
‫طري‪$$‬ق وس‪$$‬اطة البن‪$$‬ك المعتم‪$$‬د ل‪$$‬دى بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر‪ ،‬و يتحق‪$$‬ق الش‪$$‬راء انطالق‪$$‬ا من ت‪$$‬اريخ االل‪$$‬تزام‬
‫الفعلي بالتس‪$$‬ديد و ت‪$$‬تراوح م‪$$‬دة األج‪$$‬ل بين ‪3‬و ‪ 36‬ش‪$$‬هرا‪ ،‬و يطب‪$$‬ق الس‪$$‬عر الن‪$$‬اتج عن التس‪$$‬عيرة‬
‫المعمول بها أثناء تقديم طلب الشراء لبنك الجزائر الذي يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية ‪:‬‬
‫تحق‪$$‬ق عملي‪$$‬ة الش‪$$‬راء اآلجل‪$$‬ة من قب‪$$‬ل متعام‪$$‬ل مقيم‪ ،‬و أن تق‪$$‬وم على عمالت مس‪$$‬عرة أجال من‬ ‫‪o‬‬
‫طرف بنك الجزائ‪$‬ر و أن تخص مديوني‪$‬ة خارجي‪$‬ة مبرم‪$‬ة وفق‪$‬ا لتنظيم‪$‬ات الص‪$$‬رف و التج‪$‬ارة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫أن يك‪$$‬ون له‪$$‬ا ت‪$$‬اريخ اس‪$$‬تحقاق مع‪$$‬روف حس‪$$‬ب قيم‪$$‬ة الق‪$$‬رض المس‪$$‬تعملة و العملي‪$$‬ة و الفوائ‪$$‬د و‬ ‫‪o‬‬
‫أن يك‪$$‬ون مغطى عن طري‪$$‬ق تص‪$$‬ريح الق‪$$‬رض المح‪$$‬رر من قب‪$$‬ل هيئ‪$$‬ة كف‪$$‬أه و أن تق‪$$‬ل المؤون‪$$‬ة‬
‫عن ‪ 20‬سنة من القيمة المقابلة للصفقة‪.‬‬

‫‪ . 2‬سير عملية الشراء األجل للعملة الصعبة و حاالت التعديل و اإللغاء‪:‬‬

‫س‪$$‬ير عملي‪$$‬ة الش‪$$‬راء األج‪$$‬ل للعمل‪$$‬ة الص‪$$‬عبة‪ :‬يتق‪$$‬دم المتعام‪$$‬ل االقتص‪$$‬ادي ال‪$$‬ذي ي‪$$‬رغب في عملي‪$$‬ة‬ ‫‪‬‬
‫شراء لدى وكالة بنكه التج‪$‬اري ال‪$‬ذي تكف‪$‬ل بتنفي‪$‬ذه بع‪$‬د تفحص‪$‬ه‪ ،‬ثم يلج‪$‬أ إلى بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر لتق‪$‬ديم‬
‫كشفا يبين فيه السعر المطبق و يرج‪$‬ع ل‪$‬ه نس‪$‬خة قب‪$‬ل ‪ 10‬أي‪$‬ام‪ ،‬يق‪$‬دم البن‪$‬ك التج‪$‬اري المعتم‪$‬د ل‪$‬دى‬
‫بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر مل‪$$‬ف طلب منح‪$$‬ة بالعمل‪$$‬ة الص‪$$‬عبة و بت‪$$‬اريخ االس‪$$‬تحقاق مرفق‪$$‬ا ذل‪$$‬ك بكش‪$$‬ف ملخص‬
‫لعق ‪$$‬ود الش ‪$$‬راء اآلجل ‪$$‬ة ليق ‪$$‬وم بع ‪$$‬دها بن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر بجع ‪$$‬ل حس ‪$$‬اب البن ‪$$‬ك التج ‪$$‬اري دائن ‪$$‬ا ل ‪$$‬دى بن ‪$$‬ك‬
‫األجنبي بمبلغ العملة الصعبة و يجعل حس‪$‬ابه م‪$‬دينا في دف‪$$‬اتره بالقيم‪$‬ة المقابل‪$‬ة لل‪$‬دينار‪ ،‬كم‪$‬ا يق‪$‬وم‬
‫البن‪$$‬ك التج‪$$‬اري بجع‪$$‬ل حس‪$$‬اب زبون‪$$‬ه م‪$$‬دينا بالقيم‪$$‬ة المقابل‪$$‬ة لل‪$$‬دينار و يرج‪$$‬ع المؤون‪$$‬ة و الفوائ‪$$‬د و‬
‫يقتطع عمولة بنسبة ‪ 0.25%‬بالدينار الجزائري‬
‫التعديل و اإللغاء‪ :‬قد يتقدم المتعامل بطلب من بنكه التجاري لتع‪$‬ديل عملي‪$‬ة الش‪$‬راء اآلجل‪$‬ة ح‪$‬ول‬ ‫‪‬‬
‫المبل‪$$$‬غ بالعمل‪$$$‬ة الص‪$$$‬عبة أو ت‪$$$‬اريخ االس‪$$$‬تحقاق‪ ،‬و بع‪$$$‬د مراقب ‪$$‬ة الطلب يعلم البن ‪$$‬ك التج‪$$$‬اري بن‪$$$‬ك‬
‫الجزائر بإرسال ملف تسوية مبل‪$‬غ المؤون‪$‬ة في حال‪$‬ة البن‪$‬ك التج‪$‬اري على الموافق‪$‬ة و على أس‪$‬اس‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫المع ‪$$‬دل الجدي ‪$$‬د‪ ،‬و إذا تعل ‪$$‬ق األم‪$$‬ر بع ‪$$‬دم كفاي ‪$$‬ة التغطي ‪$$‬ة تك ‪$$‬ون هن ‪$$‬اك مؤون ‪$$‬ة إض ‪$$‬افية بعمول ‪$$‬ة ‪%‬‬
‫‪ 0.25‬من المبل‪$‬غ الجدي‪$‬د و المح‪$‬ددة من قب‪$‬ل بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر‪ ،‬و يق‪$‬وم بإع‪$‬ادة تس‪$‬ديد الزب‪$‬ون بف‪$‬ائض‬
‫المؤونة الباقية عن التغطية‪.‬‬

‫و في حال ‪$$‬ة اإللغ ‪$$‬اء‪ ،‬و بمج ‪$$‬رد تق‪$$‬ديم طلب اإللغ ‪$$‬اء يق‪$$‬وم البن ‪$$‬ك ب ‪$$‬إعالم البن ‪$$‬ك المرك ‪$$‬زي في أج ‪$$‬ل‬
‫أقص ‪$$‬اه‪ 15‬يوم ‪$$‬ا قب ‪$$‬ل ت ‪$$‬اريخ اس ‪$$‬تحقاق العق ‪$$‬د‪ ،‬و في حال ‪$$‬ة الموافق ‪$$‬ة يعلم الزب ‪$$‬ون و يق ‪$$‬وم بإلغ ‪$$‬اء‬
‫االل‪$$‬تزام و إرج‪$$‬اع المؤون‪$$‬ة و اقتط‪$$‬اع عمول‪$$‬ة من البن‪$$‬ك التج‪$$‬اري و بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر‪ ،‬وال يجب أن‬
‫تكون العمولة أقل من الفرق بين سعر العاجل و يوم اإللغاء و السعر األجل ‪.‬‬

‫‪ .3‬العملي‪44‬ات المس‪44‬تفيدة من تغطي‪44‬ة الص‪44‬رف و التحص‪44‬يل الف‪44‬وري‪ :‬الش‪$$‬راء األج‪$$‬ل للعمالت الص‪$$‬عبة م‪$$‬ع‬
‫التحص‪$$$‬يل الف‪$$$‬وري‪ :‬التحص‪$$ $‬يل الف‪$$$‬وري ه‪$$$‬و ال‪$$$‬تزام بش‪$$$‬راء عمال ت ص‪$$ $‬عبة موجه ‪$$‬ة لتغطي‪$$$‬ة التس‪$$$‬ديدات‬
‫الخارجي‪$$‬ة و يك‪$$‬ون التحص‪$$‬يل مس‪$$‬بقا‪ ،‬أم‪$$‬ا تس‪$$‬ليم العمالت الص‪$$‬عبة فيك‪$$‬ون عن‪$$‬د أج‪$$‬ال االس‪$$‬تحقاق و يك‪$$‬ون‬
‫موج‪$‬ه بم‪$‬ا فيه‪$‬ا المص‪$‬اريف المس‪$‬تحقة بالص‪$‬فقة التجاري‪$‬ة كم‪$‬ا يمكن أن يح‪$‬دث في أي وقت من قب‪$‬ل البن‪$‬ك‬
‫التج‪$‬اري حس‪$‬ب طلب المس‪$‬تورد بين ‪3‬و ‪ 36‬ش‪$‬هرا‪ ،‬و يمكن أن يج‪$‬ري في أي وقت ابت‪$‬داءا من ت‪$‬اريخ‬
‫االل‪$$ $‬تزام الفعلي بالتس‪$$ $‬ديد ‪،‬إن الس‪$$ $‬عر المطب‪$$ $‬ق ه‪$$$‬و الس‪$$ $‬عر الموج‪$$ $‬ود عن‪$$ $‬د ت‪$$ $‬اريخ تق ‪$$‬ديم الطلب من البن‪$$ $‬ك‬
‫التج‪$‬اري إلى بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر‪ ،‬أي الس‪$‬عر الن‪$‬اتج عن التس‪$‬عير الرس‪$‬مي لبن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر المعم‪$‬ول ب‪$‬ه عن‪$‬د تنفي‪$‬ذ‬
‫أوام‪$$‬ر الش‪$$‬راء اآلجل‪$$‬ة للعمل‪$$‬ة الص‪$$‬عبة و ال‪$$‬ذي يخص ك‪$$‬ل العمالت المس‪$$‬عرة من قب‪$$‬ل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر‪ ،‬و في‬
‫حالة طلب المستورد لتعديل أو إلغاء عملية يخصم عمولة يحددها بنك الجزائر ‪.‬‬

‫‪ .4‬العملي ‪44‬ات المس ‪44‬تفيدة من تغطي ‪44‬ة الص ‪44‬رف‪ :‬إن الص‪$$ $‬فقات التجاري‪$$ $‬ة المحتم‪$$ $‬ل تغطيته‪$$ $‬ا ض‪$$ $‬د مخط‪$$ $‬ر‬
‫الص ‪$$‬رف هي تل ‪$$‬ك المحقق ‪$$‬ة في إط ‪$$‬ار اس ‪$$‬تغالل و عم ‪$$‬ل المؤسس ‪$$‬ات‪ ،‬فالش ‪$$‬راء األج ‪$$‬ل ال يك ‪$$‬ون إال على‬
‫الص ‪$$ $‬فقات التجاري ‪$$ $‬ة المنتظم ‪$$ $‬ة وف ‪$$ $‬ق للتش ‪$$ $‬ريعات المعم ‪$$ $‬ول به ‪$$ $‬ا و الموافق‪$$ $‬ة للتموي ‪$$ $‬ل الخ ‪$$ $‬ارجي و وف ‪$$ $‬ق‬
‫للتنظيم‪$$‬ات الجاري‪$$‬ة ض‪$$‬من التعليم‪$$‬ة رقم ‪ 2893‬الص‪$$‬ادرة في‪ 1993/04/01‬لكن م‪$$‬ع ت‪$$‬دهور األوض‪$$‬اع‬
‫االقتصادية و سعر ص‪$‬رف ال‪$‬دينار مقاب‪$‬ل العمالت األخ‪$‬رى‪ ،‬أج‪$‬بر بن‪$‬ك الجزائ‪$‬ر على إلغ‪$‬اء ه‪$‬ذه العملي‪$‬ة‪،‬‬
‫و تم تق ‪$$‬ديرها بمالي ‪$$‬ير ال ‪$$‬دوالرات كخس ‪$$‬ارة ص ‪$$‬رف‪ ،‬لتهم ‪$$‬ل العملي ‪$$‬ات اآلجل ‪$$‬ة و لتص ‪$$‬بح مهم ‪$$‬ة التغطي ‪$$‬ة‬
‫خاصة بالبنوك التجارية ‪.‬‬

‫‪ .5‬االس‪44‬تعانة بعمل‪44‬ة الجني‪44‬ه اإلس‪44‬ترليني لتغطي‪44‬ة مخ‪44‬اطر الص‪44‬رف الناتج‪44‬ة عن تقلب‪44‬ات أس‪44‬عار ص‪44‬رف‬
‫األورو و الدوالر‪ :‬يعتمد بنك الجزائر على عملة الجني‪$$‬ه اإلس‪$$‬ترليني في االس‪$$‬تثمارات بص‪$$‬فة رئيس‪$$‬ية‪ ،‬إال‬
‫أنه و بطريقة غير مباشرة يستعين بهذه العملة من أجل تغطية المخاطر التي تولدها التغيرات في أسعار‬
‫صرف كل من عملة الدوالر األمريكي و األورو‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬استحداث أدوات التغطية من مخاطر تقلب أسعار الصرف‬

‫على الرغم من أن خط‪$‬ر الص‪$‬رف ق‪$‬د ظه‪$‬ر م‪$‬ع انهي‪$‬ار نظ‪$‬ام بریت‪$‬ون وودز ألس‪$‬عار الص‪$‬رف الثابت‪$‬ة ع‪$‬ام‬
‫‪ 1973‬و تع‪$$‬ويم مختل‪$$‬ف العمالت الرئيس‪$$‬ية تبع‪$$‬ا ل‪$$‬ذلك‪ ،‬إال أن وظيف‪$$‬ة إدارة خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف ك‪$$‬انت مهمل‪$$‬ة‬
‫في البنوك والمؤسسات الجزائرية وذلك خالل فترة تطبيق نظام الصرف الثابت‪.‬‬

‫لكن مع التخلي عن هذا األخير والتحول نحو النظام الم‪$$‬رن ب‪$$‬رز خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف إلى الوج‪$$‬ود‪ ،‬و في ه‪$$‬ذا‬
‫اإلط‪$$‬ار ق‪$$‬ام بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر باس‪$$‬تحداث بعض اآللي‪$$‬ات لفائ‪$$‬دة األع‪$$‬وان االقتص‪$$‬اديين الس‪$$‬تخدامها في التغطي‬
‫من ه‪$$‬ذا الخط‪$$‬ر‪ .‬ففي ع‪$$‬ام ‪ 1991‬أنش‪$$‬أت " آلي‪$$‬ة الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل" من خالل التنظيم ‪ 07/91‬الم‪$$‬ؤرخ‬
‫في ‪ 14‬أوت ‪ 1991‬و المتض‪$$ $‬من قواع‪$$ $‬د وش‪$$ $‬روط الص‪$$ $‬رف‪ .‬و ق‪$$ $‬د ج‪$$ $‬اءت ه‪$$ $‬ذه اآللي‪$$ $‬ة بغي‪$$ $‬ة الس‪$$ $‬ماح‬
‫للمتع‪$$‬املين االقتص‪$$‬اديين في الجزائ‪$$‬ر من اس‪$$‬تخدام "س‪$$‬وق الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل" للتغطي ض‪$$‬د خط‪$$‬ر الص‪$$‬رف‬
‫الذي تزايد بشكل واضح مع التخفيضات واالنخفاضات التي شهدتها قيمة الدينار‪.‬‬

‫و يتك‪$$‬ون ه‪$$‬ذا التنظيم ال‪$$‬ذي أرس‪$$‬ى "آلي‪$$‬ة الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل" من ‪ 36‬م‪$$‬ادة يمكن اس‪$$‬تعراض مض‪$$‬مونها كم‪$$‬ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫الم ‪$$‬واد الس ‪$$‬بعة األولى من ‪$$‬ه عب ‪$$‬ارة عن "أحك ‪$$‬ام عام ‪$$‬ة" تض ‪$$‬منت تعريف ‪$$‬ا لعملي ‪$$‬ات الص ‪$$‬رف‪ ،‬وأن‬ ‫‪‬‬
‫المتع ‪$$ $‬املين االقتص ‪$$ $‬اديين المقيمين هم من يح ‪$$ $‬ق لهم االس ‪$$ $‬تفادة من العمالت األجنبي ‪$$ $‬ة ل ‪$$ $‬دى بن ‪$$ $‬ك‬
‫الجزائر لتغطية معامالتهم وسداد التزاماتهم وم‪$$‬دفوعاتهم الدولي‪$$‬ة‪ .‬كم‪$$‬ا أن عملي‪$$‬ات الص‪$$‬رف الب‪$$‬د‬
‫أن تتم ع‪$‬بر وس‪$‬يط معتم‪$‬د وه‪$‬و البن‪$‬ك التج‪$‬ار‪ .‬إض‪$‬افة ل‪$‬ذلك فق‪$‬د ح‪$‬ددت ن‪$‬وعين لعملي‪$‬ات الص‪$$‬رف‬
‫هما الفورية واآلجلة‪.‬‬
‫الم ‪$$‬واد من ‪ 8‬إلى ‪ 15‬هي أحك ‪$$‬ام خاص ‪$$‬ة "بالص ‪$$‬رف الف ‪$$‬ور" تض ‪$$‬منت ك ‪$$‬ل م ‪$$‬ا يتعل ‪$$‬ق بعملي ‪$$‬ات‬ ‫‪‬‬
‫الصرف الفورية من تعريف‪ ،‬تنفيذ‪ ،‬السعر المطبق‪ ،‬أوامر الشراء والبيع وتنفيذها‪.‬‬
‫الم ‪$$‬واد من ‪ 16‬إلى ‪ 33‬تض ‪$$‬م أحك ‪$$‬ام خاص ‪$$‬ة "بالص ‪$$‬رف اآلج ‪$$‬ل" اش ‪$$‬تملت على ك ‪$$‬ل م ‪$$‬ا يتعل ‪$$‬ق‬ ‫‪‬‬
‫بعملي‪$$‬ات الص‪$$‬رف اآلجل‪$$‬ة من تعري‪$$‬ف‪ ،‬أوام‪$$‬ر الش‪$$‬راء وال‪$$‬بيع‪ ،‬أن‪$$‬واع الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل (الخي‪$$‬ارات‬
‫والعقود اآلجلة) و كل ما يتعلق بهما‪ ،‬تنفيذ عمليات الصرف اآلجل والسعر المطّبق‪.‬‬

‫إال أن "آلي‪$$‬ة الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل" لم تس‪$$‬تمر ط‪$$‬ويال‪ ،‬حيث تم إلغاؤه‪$$‬ا في أفري‪$$‬ل ‪ 1994‬وذل‪$$‬ك غ‪$$‬داة‬
‫الشروع في تطبيق برنامج التعديل الهيكل‪ .‬وذلك راجع لسببين اثنين وهما ‪:‬‬

‫عبد الحميد مرغيت‪ ،‬إدارة سعر الصرف في الجزائر على ضوء التحول نحو نظام الصرف المرن‪ ،‬دراس‪$‬ة تحليلي‪$$‬ة و‬ ‫‪1‬‬

‫تقييمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪ ،1‬سطيف‪ ،2017/2018 ،‬ص ‪.185 – 182‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫ندرة الموارد بالعملة األجنبية (وسائل الدفع الدولية) التي م‪$$‬يزت النص‪$$‬ف األول من عش‪$$‬رية‬ ‫‪o‬‬
‫التسعينيات‪ ،‬مما دفع بنك الجزائر إلى اتخاذ قرار يلزم المستوردين (الخواص والعموميين)‬
‫بالبحث عن التمويل الخارجي ألنشطتهم‪.‬‬
‫استحالة استمرار "آلية الصرف اآلجل" في ظل غياب س‪$$‬وق الص‪$$‬رف البيني‪$$‬ة للبن‪$$‬وك‪ ،‬ألن‬ ‫‪o‬‬
‫اس‪$$‬تمرارها يع‪$$‬ني أن بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر ه‪$$‬و ال‪$$‬ذي تق‪$$‬ع على عاتق‪$$‬ه مس‪$$‬ؤولية الط‪$$‬رف المقاب‪$$‬ل من‬
‫أج ‪$$ $ $‬ل س ‪$$ $ $‬ير عملي ‪$$ $ $‬ة التغطي ‪$$ $ $‬ة ألج ‪$$ $ $‬ل ب ‪$$ $ $‬دال من البن ‪$$ $ $‬وك والمؤسس ‪$$ $ $‬ات المالي ‪$$ $ $‬ة والوس ‪$$ $ $‬طاء‬
‫المتخصصين‪ ،‬الذين يفترض توليهم لهذه المهمة‪.‬‬

‫بع‪$$‬د إلغ‪$$‬اء ه‪$$‬ذا اآللي‪$$‬ة في أفریل ‪ 1994‬تم تعويض‪$$‬ها بإنش‪$$‬اء س‪$$‬وق الص‪$$‬رف اآلج‪$$‬ل‪ ،‬إال أن ه‪$$‬ذا األخ‪$$‬ير‬
‫وعلى الرغم من تحديد ت‪$$‬اريخ ‪ 02‬ج‪$$‬انفي ‪ 1996‬النطالق العملي‪$$‬ات في‪$$‬ه‪ ،‬ال ي‪$$‬زال ه‪$$‬ذا الس‪$$‬وق غائب‪$$‬ا عن‬
‫الوجود وذلك على الرغم من أهميته في التغطية من خطر الصرف‪.‬‬

‫بحل ‪$$ $‬ول ع ‪$$ $‬ام ‪ 2007‬ق ‪$$ $‬ام بن ‪$$ $‬ك الجزائ ‪$$ $‬ر بإص ‪$$ $‬دار التنظيم رقم ‪ 07/01‬الم ‪$$ $‬ؤرخ في ‪ 03‬فيف ‪$$ $‬ري ‪2007‬‬
‫والمتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع الخ‪$‬ارج والحس‪$‬ابات بالعمل‪$‬ة األجنبي‪$‬ة‪ ،‬حيث ُس مح‬
‫للبن ‪$$‬وك التجاري ‪$$‬ة بممارس ‪$$‬ة الش ‪$$‬راء وال ‪$$‬بيع ألج ‪$$‬ل للعمالت الص ‪$$‬عبة م ‪$$‬ع اش ‪$$‬تراط وج ‪$$‬ود ب ‪$$‬ائعين للعمالت‬
‫األجنبية ألجل‪.‬‬

‫ومن أجل تدارك التأخر المسجل ف مجال إدارة خطر الصرف‪ ،‬فقد قام بنك الجزائر في أكتوبر ‪2011‬‬
‫باتخاذ إجراءات جديدة من أجل تفعيل وتنشيط دور البنوك في سوق الصرف وخاصة ما تعلق بالتغطي‪$$‬ة‬
‫من خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف لفائ ‪$$‬دة المؤسس ‪$$‬ات الس ‪$$‬يما الص ‪$$‬غيرة والمتوس ‪$$‬طة‪ ،‬فق ‪$$‬د أص ‪$$‬در مجلس النق ‪$$‬د والق ‪$$‬رض‬
‫التنظيم ‪ 06/2011‬ال ‪$$‬ذي بموجب ‪$$‬ه انتق‪$$‬ل أج ‪$$‬ل ترحي ‪$$‬ل (تحوي ‪$$‬ل) إي ‪$$‬رادات الص ‪$$‬ادرات من ‪ 120‬يوم ‪$$‬ا إلى‬
‫‪ 180‬يوما‪.‬‬

‫كم‪$$‬ا ق‪$$‬ام مجلس النق‪$$‬د والق‪$$‬رض بتع‪$$‬ديل تعليم‪$$‬تين واح‪$$‬دة تتعل‪$$‬ق بس‪$$‬وق الص‪$$‬رف البيني‪$$‬ة للبن‪$$‬وك واألخ‪$$‬رى‬
‫بنس‪$$$‬بة ترحي‪$$$‬ل إي‪$$$‬رادات التص‪$$$‬دير خ‪$$$‬ارج المحروق‪$$$‬ات‪ ،‬حيث ي ‪$$‬رّخ ص بن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر من خالل التعليم‪$$$‬ة‬
‫األولى للبن‪$$‬وك ب‪$$‬أن تج‪$$‬ر فيم‪$$‬ا بينه‪$$‬ا عملي‪$$‬ات الق‪$$‬رض واالق‪$$‬تراض بالعمل‪$$‬ة األجنبي‪$$‬ة والقابل‪$$‬ة للتحوي‪$$‬ل بك‪$$‬ل‬
‫حرية في سوق الصرف البينية للبنوك ولمدة يمكن أن تصل إلى ‪ 180‬يوما‪ ،‬ولكن شريطة أن تخص‪$$‬ص‬
‫وتوّج ه بش ‪$$‬كل أساس ‪$$‬ي إلى تغطي ‪$$‬ة خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف على عملي ‪$$‬ات اس ‪$$‬تيراد وتص ‪$$‬دير الس ‪$$‬لع‪ .‬أم ‪$$‬ا بم ‪$$‬وجب‬
‫التعليم ‪$$ $‬ة الثاني ‪$$ $‬ة فباالعتم ‪$$ $‬اد على اإلثبات ‪$$ $‬ات الض ‪$$ $‬رورية بإمك ‪$$ $‬ان المص ‪$$ $‬درين االس ‪$$ $‬تفادة من ‪ % 40‬من‬
‫إيرادات التصدير خارج المحروقات أو المواد المنجمية الستخدامه في ترقية صادراتهم‪.‬‬

‫أما في عام ‪ 2016‬وفي سياق مواجهة تداعيات صدمة انهيار أسعار النفط‪ ،‬فقد قام بنك الجزائ‪$$‬ر بتع‪$$‬ديل‬
‫التنظيم رقم ‪ 07/01‬لع‪$$ $ $‬ام ‪ 2007‬المتعل‪$$ $ $‬ق بالقواع‪$$ $ $‬د المطبق‪$$ $ $‬ة على المع‪$$ $ $‬امالت الجاري‪$$ $ $‬ة م‪$$ $ $‬ع الخ‪$$ $ $‬ارج‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫والحس‪$$ $‬ابات بالعمل‪$$ $‬ة األجنبي‪$$ $‬ة‪ ،‬ب‪$$ $‬التنظيم الجدي‪$$ $‬د رقم ‪ 16/04‬الم‪$$ $‬ؤرخ في ‪ 17‬نوفم‪$$ $‬بر ‪ 2016‬و ال‪$$ $‬ذي‬
‫تض‪$$‬من ت‪$‬دابير جدي‪$‬دة لتس‪$‬هيل عملي‪$‬ة التص‪$$‬دير خ‪$‬ارج المحروق‪$$‬ات وتمدي‪$‬د آج‪$‬ال ترحي‪$‬ل عائ‪$‬دات التص‪$$‬دير‬
‫من ‪ 180‬يوم إلى ‪ 360‬يوم‪ ،‬مع إدراج إلزامية اكتتاب عقد تأمين التصدير لّم ا تتجاوز هذه اآلج‪$$‬ال س‪$$‬تة‬
‫أشهر‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إن البنك المركزي الجزائ‪$‬ري ل‪$‬ه أهمي‪$‬ة كب‪$‬يرة في الدول‪$‬ة من حيث تولي‪$‬ه مهم‪$‬ة اإلص‪$‬دار النق‪$‬دي‪ ،‬ومهم‪$‬ة‬
‫إدارة السياسة النقدية ويقوم أيضا بمختلف األعمال المصرفية التي تحتاج إليها الحكومة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور بنك الجزائر المركزي في إدارة خطر سعر الصرف‬

‫تحس ‪$$ $‬نت المؤش ‪$$ $‬رات االقتص ‪$$ $‬ادية في الجزائ ‪$$ $‬ر من ‪$$ $‬ذ منتص ‪$$ $‬ف التس ‪$$ $‬عينات‪ ،‬ويع ‪$$ $‬ود ذل ‪$$ $‬ك إلى السياس ‪$$ $‬ات‬
‫اإلصالحية المعتمدة‪ ،‬وتحرير سعر صرف الدينار بع‪$$‬د تخفيض قيمت‪$$‬ه وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا ك‪$$‬ان ل‪$$‬ه أث‪$$‬ر إيج‪$$‬ابي على‬
‫تحسن الوضع االقتصادي وعودة تحقيق التوازن الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫لق‪$$‬د ح‪$$‬اولت الحكوم‪$$‬ة الجزائري‪$$‬ة من‪$$‬ذ مطل‪$$‬ع التس‪$$‬عينات معالج‪$$‬ة المش‪$$‬اكل االقتص‪$$‬ادية ال‪$$‬تي م‪$$‬رت به‪$$‬ا وال‬
‫زالت‪ ،‬وال‪$$‬تي ت‪$$‬ركت آثاره‪$$‬ا على مختل‪$$‬ف القطاع‪$$‬ات االقتص‪$$‬ادية وتجس‪$$‬دت محاوالته‪$$‬ا في ذل‪$$‬ك من خالل‬
‫إتب‪$$‬اع سياس‪$$‬ة نقدي‪$$‬ة تتض‪$$‬من تخفيض قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار‪ ،‬حيث عم‪$$‬ل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر من خالل تدخل‪$$‬ه في س‪$$‬وق‬
‫الص ‪$$‬رف على ت ‪$$‬دعيم العمل ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة ومحاول ‪$$‬ة الحف ‪$$‬اظ على اس ‪$$‬تقرارها ق ‪$$‬در اإلمك ‪$$‬ان وذل ‪$$‬ك عن طري ‪$$‬ق‬
‫وضع القواعد والتعليمات القانونية المنظمة لعملية الصرف وحركات رؤوس األموال من والى الخارج‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫خــــــــــاتـمـة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن البنك المركزي الجزائ‪$‬ري ل‪$‬ه أهمي‪$‬ة كب‪$‬يرة في الدول‪$‬ة من حيث تولي‪$‬ه مهم‪$‬ة اإلص‪$‬دار النق‪$‬دي‪ ،‬ومهم‪$‬ة‬
‫إدارة السياسة النقدية ويقوم أيضا بمختلف األعمال المصرفية التي تحتاج إليها الحكومة‪.‬‬

‫تحس ‪$$ $‬نت المؤش ‪$$ $‬رات االقتص ‪$$ $‬ادية في الجزائ ‪$$ $‬ر من ‪$$ $‬ذ منتص ‪$$ $‬ف التس ‪$$ $‬عينات‪ ،‬ويع ‪$$ $‬ود ذل ‪$$ $‬ك إلى السياس ‪$$ $‬ات‬
‫اإلصالحية المعتمدة‪ ،‬وتحرير سعر صرف الدينار بع‪$$‬د تخفيض قيمت‪$$‬ه وه‪$$‬ذا م‪$$‬ا ك‪$$‬ان ل‪$$‬ه أث‪$$‬ر إيج‪$$‬ابي على‬
‫تحسن الوضع االقتصادي وعودة تحقيق التوازن الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫لق‪$$‬د ح‪$$‬اولت الحكوم‪$$‬ة الجزائري‪$$‬ة من‪$$‬ذ مطل‪$$‬ع التس‪$$‬عينات معالج‪$$‬ة المش‪$$‬اكل االقتص‪$$‬ادية ال‪$$‬تي م‪$$‬رت به‪$$‬ا وال‬
‫زالت‪ ،‬وال‪$$‬تي ت‪$$‬ركت آثاره‪$$‬ا على مختل‪$$‬ف القطاع‪$$‬ات االقتص‪$$‬ادية وتجس‪$$‬دت محاوالته‪$$‬ا في ذل‪$$‬ك من خالل‬
‫إتب‪$$‬اع سياس‪$$‬ة نقدي‪$$‬ة تتض‪$$‬من تخفيض قيم‪$$‬ة ال‪$$‬دينار‪ ،‬حيث عم‪$$‬ل بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر من خالل تدخل‪$$‬ه في س‪$$‬وق‬
‫الص ‪$$‬رف على ت ‪$$‬دعيم العمل ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة ومحاول ‪$$‬ة الحف ‪$$‬اظ على اس ‪$$‬تقرارها ق ‪$$‬در اإلمك ‪$$‬ان وذل ‪$$‬ك عن طري ‪$$‬ق‬
‫وضع القواعد والتعليمات القانونية المنظمة لعملية الصرف وحركات رؤوس األموال من والى الخارج‪.‬‬

‫إن البنك المركزي هو المؤسسة النقدية الحكومية التي تهيمن على النظام النقدي والمص‪$$‬رفي للبل‪$$‬د‪ ،‬وتق‪$$‬ع‬
‫على مس ‪$$‬ؤوليته إص ‪$$‬دار النق ‪$$‬د‪ ،‬والعم ‪$$‬ل كوكي ‪$$‬ل م ‪$$‬الي للحكوم ‪$$‬ة ومراقب ‪$$‬ة األجه ‪$$‬زة المص ‪$$‬رفية األخ ‪$$‬رى‪،‬‬
‫ومراقبة عملي‪$‬ة االئتم‪$‬ان لت‪$‬دعيم النم‪$‬و االقتص‪$‬ادي‪ ،‬وه‪$‬و المس‪$‬ؤول على االس‪$‬تقرار النق‪$‬دي للبل‪$‬د من خالل‬
‫ق‪$$‬درتها في التحكم بتوف‪$$‬ير الكمي‪$$‬ات النقدي‪$$‬ة الكفيل‪$$‬ة بخل‪$$‬ق حال‪$$‬ة االس‪$$‬تقرار والت‪$$‬وازن بين حاج‪$$‬ات النش‪$$‬اط‬
‫االقتص‪$$‬ادي واس‪$$‬تقرار السياس‪$$‬ة النقدي‪$$‬ة للبل‪$$‬د‪ ،‬وتعت‪$$‬بر المحافظ‪$$‬ة على اس‪$$‬تقرار األس‪$$‬عار من أهم العوام‪$$‬ل‬
‫التي تؤثر على النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫يعرف سعر الصرف على أنه سعر عملة ما مقوما بعملة أخ‪$$‬رى كعنص‪$$‬ر مهم في اقتص‪$$‬اديات ال‪$$‬دول لم‪$$‬ا‬
‫له من تأثير على مستوى النشاط االقتصادي من جوانب عديدة‪.‬‬

‫يعت ‪$$‬بر س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف من أهم المتغ ‪$$‬يرات االقتص ‪$$‬ادية ال ‪$$‬تي ت ‪$$‬ؤثر على فعالي ‪$$‬ة التج ‪$$‬ارة الخارجي ‪$$‬ة بص ‪$$‬فة‬
‫خاص ‪$$‬ة‪ ،‬وه ‪$$‬ذا م ‪$$‬ا يعطي ‪$$‬ه الق ‪$$‬درة في المس ‪$$‬اهمة على تحقي ‪$$‬ق ت ‪$$‬وازن االقتص ‪$$‬اد الكلي‪ ،‬فه ‪$$‬و أداة رب ‪$$‬ط بين‬
‫االقتص‪$$‬اد المحلي وب‪$$‬اقي اقتص‪$$‬اديات الع‪$$‬الم‪ ،‬كم‪$$‬ا أن‪$$‬ه يلعب دور كب‪$$‬ير في ق‪$$‬درة االقتص‪$$‬اد التنافس‪$$‬ية‪ ،‬حيث‬
‫ت‪$‬زداد أهميت‪$‬ه في أن التقلب‪$‬ات ال‪$‬تي تمس‪$‬ه ق‪$$‬د ت‪$‬ؤدي إلى انهي‪$‬ار االقتص‪$$‬اد كك‪$‬ل من خالل عالقت‪$‬ه المباش‪$‬رة‬
‫وغير المباشر بالمتغيرات االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ .1‬نتائج البحث‪:‬‬

‫لقد أفضت دراسة هذا الموضوع إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫يظه‪$$‬ر س‪$$‬عر الص‪$$‬رف عن‪$$‬دما يتم تب‪$$‬ادل مختل‪$$‬ف العمالت فيم‪$$‬ا بينه‪$$‬ا‪ ،‬ويتخ‪$$‬ذ ع‪$$‬دة أش‪$$‬كال للتعام‪$$‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫حيث يتم تحديده كأي سلعة أخرى بناء على قوى العرض والطلب‪.‬‬
‫يمكن الق ‪$$ $‬ول أن س ‪$$ $‬عر الص ‪$$ $‬رف ه ‪$$ $‬و متغ ‪$$ $‬ير اقتص ‪$$ $‬ادي ش ‪$$ $‬ديد الحساس ‪$$ $‬ية للم ‪$$ $‬ؤثرات الداخلي ‪$$ $‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫والخارجي‪$$‬ة الس‪$$‬يما أم‪$$‬ام اتس‪$$‬اع دورة التج‪$$‬ارة الخارجي‪$$‬ة في التنمي‪$$‬ة االقتص‪$$‬ادية‪ ،‬وتط‪$$‬ور أس‪$$‬واق‬
‫المال الدولية‪ ،‬لذلك يظهر هذا السعر مختلفا اختالفا جذريا في مضمونه ومدلوله عن المتغ‪$$‬يرات‬
‫االقتص‪$$ $‬ادية األخ‪$$ $‬رى‪ ،‬باعتب‪$$ $‬اره حلق‪$$ $‬ة الوص‪$$ $‬ل بين االقتص‪$$ $‬اديات الدولي‪$$ $‬ة‪ ،‬ومقياس‪$$ $‬ا هام‪$$ $‬ا لحجم‬
‫المع ‪$$‬امالت باإلض ‪$$‬افة إلى ذل ‪$$‬ك‪ ،‬فس ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف ل ‪$$‬ه أث ‪$$‬ر واس ‪$$‬ع على ت ‪$$‬وازن االقتص ‪$$‬اد الكلي من‬
‫خالل عالقته المباشرة وغير المباشرة بالمؤشرات االقتصادية الكلية‪.‬‬
‫تس ‪$$‬اعد التقني ‪$$‬ات المتخ ‪$$‬ذة لتغطي ‪$$‬ة خط ‪$$‬ر الص ‪$$‬رف في تف ‪$$‬ادي تك ‪$$‬وين وض ‪$$‬عيات ص ‪$$‬رف وظه ‪$$‬ور‬ ‫‪-‬‬
‫خطر‪ ،‬حيث تعمل على التحوط من الخطر قبل ظهوره‪ ،‬ومواجهته أثناء تحققه والوقاية منه‪.‬‬
‫ض‪$$‬عف السياس‪$$‬ات المنتهج‪$$‬ة من ط‪$$‬رف بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر ال‪$$‬ذي يت‪$$‬دخل من خالله‪$$‬ا في س‪$$‬وق الص‪$$‬رف‬ ‫‪-‬‬
‫لبي‪$$‬ني في ظ‪$$‬ل التح‪$$‬ول نح‪$$‬و نظ‪$$‬ام ص‪$$‬رف م‪$$‬رن من أج‪$$‬ل الحف‪$$‬اظ على اس‪$$‬تقرار القيم‪$$‬ة الخارجي‪$$‬ة‬
‫لل‪$$‬دينار‪ ،‬وه‪$$‬ذا في ظ‪$$‬ل االنخف‪$$‬اض المس‪$$‬تمر له‪$$‬ذا األخ‪$$‬ير مقاب‪$$‬ل العمالت األخ‪$$‬رى‪ ،‬وه‪$$‬و م‪$$‬ا ينص‬
‫علي ‪$$‬ه ق ‪$$‬انون النق ‪$$‬د و الق ‪$$‬رض ‪ 10-90‬بوج ‪$$‬وب ال ‪$$‬تزام وح ‪$$‬رص بن ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر باس ‪$$‬تقرار القيم ‪$$‬ة‬
‫الداخلية والخارجية للدينار‪.‬‬
‫تمل ‪$$‬ك الجزائ ‪$$‬ر من االحتياط ‪$$‬ات الدولي ‪$$‬ة م ‪$$‬ا يقيه ‪$$‬ا من الص ‪$$‬دمات الطارئ ‪$$‬ة‪ ،‬وم ‪$$‬ا يف ‪$$‬وق ذل ‪$$‬ك‪ ،‬وق ‪$$‬د‬ ‫‪-‬‬
‫اس‪$$‬تغلت تل‪$$‬ك الف‪$‬وائض للتقلي‪$$‬ل من م‪$$‬ديونتها‪ ،‬تموي‪$$‬ل مش‪$$‬اريعها التنموي‪$$‬ة‪ ،‬وتعزي‪$$‬ز ص‪$$‬ندوق ض‪$$‬بط‬
‫اإليرادات‪.‬‬
‫ع‪$$‬رف نظ‪$$‬ام الص‪$$‬رف لل‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري ع‪$$‬دة تط‪$$‬ورات بداي‪$$‬ة بتث‪$$‬بيت س‪$$‬عر ال‪$$‬دينار للحف‪$$‬اظ على‬ ‫‪-‬‬
‫قيمته واستقراره في إطار البرنامج العام للواردات‪ ،‬أي أن العمل‪$‬ة هن‪$‬ا ليس‪$‬ت مرتبط‪$‬ة بالوض‪$‬عية‬
‫االقتص‪$$ $‬ادية والمالي‪$$ $‬ة الداخلي‪$$ $‬ة وبكف‪$$ $‬اءة االقتص‪$$ $‬اد الوط‪$$ $‬ني لينتهي بنظ‪$$ $‬ام الص‪$$ $‬رف الم‪$$ $‬رن من‪$$ $‬ذ‬
‫‪.1995‬‬
‫زيادة تدخالت بنك الجزائر في سوق الصرف باستخدام احتياطاته من الصرف‪ ،‬فكما هو معلوم‬ ‫‪-‬‬
‫تش ‪$$‬كل احتياط ‪$$‬ات الص ‪$$‬رف غط ‪$$‬اء العمل ‪$$‬ة الوطني ‪$$‬ة واس ‪$$‬تقرارها‪ ،‬ومن ثم اس ‪$$‬تخدامها في تحس ‪$$‬ين‬
‫القيم ‪$$‬ة الخارجي ‪$$‬ة لل ‪$$‬دينار الجزائ ‪$$‬ري أم ‪$$‬ام ب ‪$$‬اقي العمالت الرئيس ‪$$‬ية الس ‪$$‬يما المس ‪$$‬تخدمة في ف ‪$$‬وترة‬
‫الواردات‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫خاتمة‬

‫من ‪$$ $‬ذ تح ‪$$ $‬ول الجزائ ‪$$ $‬ر إلى اقتص ‪$$ $‬اد الس ‪$$ $‬وق‪ ،‬يمكن اس ‪$$ $‬تنتاج أن الجزائ ‪$$ $‬ر ق ‪$$ $‬د فتحت الب ‪$$ $‬اب على‬ ‫‪-‬‬
‫مص‪$$$‬رعيه وذل‪$$$‬ك بإعط‪$$$‬اء العدي‪$$$‬د من المزاي‪$$$‬ا واإلعف ‪$$‬اءات والض ‪$$‬مانات لألج ‪$$‬انب لالس‪$$$‬تثمار في‬
‫الجزائ‪$$‬ر‪ ،‬وبالت‪$$‬الي فق‪$$‬د تج‪$$‬اوزت الجزائ‪$$‬ر من الناحي‪$$‬ة القانوني‪$$‬ة خط‪$$‬وة كب‪$$‬يرة في مج‪$$‬ال االنفت‪$$‬اح‬
‫المالي وتحفيز رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬

‫‪ .2‬اقتراحات البحث‪:‬‬

‫من خالل اس ‪$$ $‬تعراض جمل ‪$$ $‬ة النت ‪$$ $‬ائج المس ‪$$ $‬تقاة من بحث موض ‪$$ $‬وع الدراس ‪$$ $‬ة س ‪$$ $‬يتم من تق ‪$$ $‬ديم جمل ‪$$ $‬ة من‬
‫االقتراحات المتمثلة في‪:‬‬

‫ضرورة االهتمام بإدارة أسعار الصرف في الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫يجب إتباع سياسة مناسبة بشكل يضمن استقرار سعر الصرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫على بنك الجزائر التنويع من احتياطاته وذلك حسب توزيع التج‪$$‬ارة الخارجي‪$$‬ة للج ا زئ‪$$‬ر للتقلي‪$$‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫من مخاطر الصرف‪.‬‬
‫على الجزائ ‪$$‬ر اس ‪$$‬تخدام احتياط ‪$$‬ات ص ‪$$‬رفها بش ‪$$‬كل عقالني وأمث ‪$$‬ل واإلدارة الرش ‪$$‬يدة له ‪$$‬ذه ال ‪$$‬وفرة‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك المزيج األمثل بين العمالت الصعبة‪ ،‬باإلضافة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني‪.‬‬
‫ينبغي أن يلقى النش‪$$ $‬اط االس‪$$ $‬تثماري الخ‪$$ $‬اص ق‪$$ $‬در من المزاي‪$$ $‬ا المالي‪$$ $‬ة واالقتص ‪$$ $‬ادية بم‪$$ $‬ا يكف‪$$ $‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫النهوض ب‪$‬ه عن طري‪$‬ق تفعي‪$‬ل الق‪$‬وانين واألنظم‪$‬ة والتعليم‪$‬ات الس‪$‬ائدة وم‪$‬ا يمكن أن يض‪$$‬اف إليه‪$‬ا‬
‫من تحديات تخدم مناخ االستثمار‪.‬‬
‫التحكم في الزي ‪$$‬ادة المفرط ‪$$‬ة لل ‪$$‬واردات من الس ‪$$‬لع والخ ‪$$‬دمات‪ ،‬فعلى الحكوم ‪$$‬ة اتخ ‪$$‬اذ اإلج ‪$$‬راءات‬ ‫‪-‬‬
‫المناس‪$$‬بة لج‪$$‬ذب المس‪$$‬تثمرين لالس‪$$‬تثمار في الجزائ‪$$‬ر ولتش‪$$‬جيع اإلنت‪$$‬اج الوط‪$$‬ني ب‪$$‬دال من إغراقه‪$$‬ا‬
‫بالس ‪$$ $‬لع األجنبي ‪$$ $‬ة والتقليص من اللج ‪$$ $‬وء إلى االس ‪$$ $‬تيراد ال ‪$$ $‬ذي ي ‪$$ $‬ؤدي إلى اس ‪$$ $‬تنزاف احتياط ‪$$ $‬ات‬
‫الصرف ويعيق استقرار القيمة الخارجية للعملة الوطنية‪.‬‬

‫‪ .3‬آفاق البحث‪:‬‬

‫هناك بعض المواضيع الجديدة التي تستحق أن تكون محل أبحاث ودراسات مستقبلية تتمثل في‪:‬‬

‫سياسة التحرير التدريجي للدينار وانعكاساته على تطور سعر صرف الدينار الجزائري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سعر الصرف ومحدداته في الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أثر تقلبات أسعار البترول على سعر صرف الدينار الجزائري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السياسة المالية المناسبة للحد من تفاقم تدهور قيمة الدينار الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪120‬‬
‫المــــــــــــراجـع‬
‫المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ )1‬بري ‪$$‬اطي حس ‪$$‬ين – زي ‪$$‬دان محم ‪$$‬د‪ ،‬خي ‪$$‬ارات نظم س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف و م ‪$$‬دى تأثيره ‪$$‬ا على اقتص ‪$$‬اديات ال ‪$$‬دول‬
‫دراسة حالة الدول العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬دون سنة‪.‬‬

‫‪ )2‬رن‪$$‬ان راض‪$$‬ية‪ ،‬دور بن‪$$‬ك الجزائ‪$$‬ر في إدارة سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف في ظ‪$$‬ل التع‪$$‬ويم الم‪$$‬دار خالل الف‪$‬ترة (‬
‫‪.)2013-2000‬‬

‫‪ )3‬رواء زكي الطويل‪ ،‬محاضرات في االقتصاد السياسي‪ ،‬دار زهران للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪.2013 ،‬‬

‫‪ )4‬زكيا الدوري – يسرا السامرائي‪ ،‬البنوك المركزية و السياسات النقدية‪ ،‬دار يازوري العلمية‪ ،‬عمان –‬
‫األردن‪.2013 ،‬‬

‫‪ )5‬ش‪$$‬قيري ن‪$$‬وري موس‪$$‬ى‪ ،‬األس‪$$‬واق المالي‪$$‬ة و آلي‪$$‬ات الت‪$$‬داول‪ ،‬دار حام‪$$‬د للنش‪$$‬ر و التوزي‪$$‬ع‪ ،‬الطبع‪$$‬ة األولى‪،‬‬
‫‪.2019‬‬

‫‪ )6‬عب‪$$‬د المجي‪$$‬د ق‪$$‬دي‪ ،‬الم‪$$‬دخل إلى السياس‪$$‬ات االقتص‪$$‬ادية الكلي‪$$‬ة دراس‪$$‬ة تحليلي‪$$‬ة تقييمي‪$$‬ة‪ ،‬دي‪$$‬وان المطبوع‪$$‬ات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪ )7‬م ‪$$‬اهر محس ‪$$‬ن س ‪$$‬لمان‪ ،‬التنب ‪$$‬ؤ باحتم ‪$$‬االت تغ ‪$$‬ير س ‪$$‬عر ص ‪$$‬رف ال ‪$$‬دينار الع ‪$$‬راقي مقاب ‪$$‬ل ال ‪$$‬دوالر األم ‪$$‬ريكي‬
‫باستعمال سالسل ماركوف للفترة (‪.)2014-2008‬‬

‫‪ )8‬محم ‪$$‬د غي ‪$$‬اث ش ‪$$‬يخة‪ ،‬التموي ‪$$‬ل المب ‪$$‬ادئ السياس ‪$$‬ات التوجيه ‪$$‬ات الحديث ‪$$‬ة‪ ،‬دار رس ‪$$‬الن للطباع ‪$$‬ة و النش ‪$$‬ر و‬
‫التوزيع‪ ،‬سوريا‪.2021 ،‬‬

‫‪ )9‬محم‪$$ $‬ود ي‪$$ $‬ونس محم‪$$ $‬د ‪ -‬علي عب‪$$ $‬د الوه‪$$ $‬اب نج‪$$ $‬ا‪ ،‬االقتص‪$$ $‬اد ال‪$$ $‬دولي والتج‪$$ $‬ارة الخارجي‪$$ $‬ة‪ ،‬دار التعميم‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2016 ،‬‬

‫‪ )10‬من‪$$‬ير إب‪$$‬راهيم هن‪$$‬دي‪ ،‬الفك‪$$‬ر الح‪$$‬ديث في مج‪$$‬ال مص‪$$‬ادر التموي‪$$‬ل‪ ،‬توزي‪$$‬ع منش‪$$‬أة المع‪$$‬ارف‪ ،‬اإلس‪$$‬كندرية –‬
‫مصر‪.1998 ،‬‬

‫‪ )11‬علي س‪$$ $‬يد إس‪$$ $‬ماعيل‪ ،‬معجم المص‪$$ $‬طلحات المص‪$$ $‬رفية اإلس‪$$ $‬المية و المع‪$$ $‬امالت المالي‪$$ $‬ة المعاص‪$$ $‬رة‪ ،‬دار‬
‫حميثرا للنشر و الترجمة‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬

‫‪122‬‬
‫المراجع‬

‫المذكرات الجامعية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ )1‬العايب أمال‪ ،‬البن‪$‬ك لمرك‪$‬زي و دوره في اس‪$‬تقرار س‪$‬عر الص‪$$‬رف دراس‪$‬ة حال‪$‬ة الجزائ‪$‬ر ‪،2013-2000‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2014/2015 ،‬‬

‫‪ )2‬أوياب ‪$$‬ة ص ‪$$‬الح‪ ،‬أث ‪$$‬ر التغ ‪$$‬ير في س ‪$$‬عر الص ‪$$‬رف على الت ‪$$‬وازن االقتص ‪$$‬ادي دراس ‪$$‬ة حال ‪$$‬ة الجزائ ‪$$‬ر ‪-1990‬‬
‫‪ ،2009‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪ ،‬المركز الجامعي بغرداية‪.2010/2011 ،‬‬

‫‪ )3‬بلبيوض خديجة‪ ،‬أثر تخفيض قيمة العملة على التوازن االقتص‪$$‬ادي الجزائ‪$‬ري دراس‪$‬ة قياس‪$‬ية (‪– 1990‬‬
‫‪ ،)2014‬م ‪$$‬ذكرة مقدم ‪$$‬ة لني ‪$$‬ل ش ‪$$‬هادة الماجيس ‪$$‬تير في عل ‪$$‬وم التس ‪$$‬يير‪ ،‬جامع ‪$$‬ة عب ‪$$‬د الحمي ‪$$‬د بن ب ‪$$‬اديس‪،‬‬
‫مستغانم‪.2016/2017 ،‬‬

‫‪ )4‬بن عي‪$$‬ني رحيم‪$$‬ة‪ ،‬سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف و تحدي‪$$‬ده دراس‪$$‬ة قياس‪$$‬ية لل‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري‪ ،‬أطروح‪$$‬ة دكت‪$$‬وراه‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2013/2014 ،‬‬

‫‪ )5‬بوادي سليمة‪ ،‬محاولة نمذجة سلوك سعرف صرف الدوالر ‪ /‬أورو دراس‪$‬ة قياس‪$‬ية (‪،)2010 – 2000‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012/2013 ،3‬‬

‫‪ )6‬زيات عادل‪ ،‬إدارة خط‪$‬ر الص‪$‬رف و س‪$‬بل تط‪$‬وير تقني‪$‬ات التح‪$‬وط في البل‪$‬دان الناش‪$‬ئة‪ ،‬أطروح‪$‬ة دكت‪$‬وراه‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪.2016/2017 ،1‬‬

‫‪ )7‬س‪$$ $‬ارة بوس‪$$ $‬يس‪ ،‬أث‪$$ $‬ر تقلب‪$$ $‬ات س‪$$ $‬عر ص‪$$ $‬رف ال‪$$ $‬دينار الجزائ‪$$ $‬ري على ال‪$$ $‬واردات خالل الف‪$$ $‬ترة (‪-2000‬‬
‫‪ ،)2019‬أطروح‪$$ $ $ $‬ة دكت‪$$ $ $ $‬وراه في العل‪$$ $ $ $‬وم االقتص‪$$ $ $ $‬ادية‪ ،‬جامع‪$$ $ $ $‬ة أكلي محن‪$$ $ $ $‬د أولح‪$$ $ $ $‬اج‪ ،‬الب‪$$ $ $ $‬ويرة‪،‬‬
‫‪.2020/2021‬‬

‫‪ )8‬س ‪$$‬يد اعم ‪$$‬ر زه ‪$$‬رة‪ ،‬انعكاس ‪$$‬ات سياس ‪$$‬ات ص‪$$$‬رف ال ‪$$‬دينار الجزائ ‪$$‬ري على تحقي ‪$$‬ق االس ‪$$‬تقرار النق ‪$$‬دي في‬
‫الجزائ ‪$$‬ر خالل الف ‪$$‬ترة (‪ ،)2016 – 1986‬أطروح ‪$$‬ة دكت ‪$$‬وراه في العل ‪$$‬وم االقتص ‪$$‬ادية‪ ،‬جامع ‪$$‬ة أحم ‪$$‬د‬
‫دراية‪ ،‬أدرار‪.2017/2018 ،‬‬

‫‪ )9‬عب‪$$‬د الحمي‪$$‬د م‪$$‬رغيت‪ ،‬إدارة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف في الجزائ‪$$‬ر على ض‪$$‬وء التح‪$$‬ول نح‪$$‬و نظ‪$$‬ام الص‪$$‬رف الم‪$$‬رن‪،‬‬
‫دراس‪$$ $‬ة تحليلي‪$$ $‬ة و تقييمي‪$$ $‬ة‪ ،‬أطروح‪$$ $‬ة دكت‪$$ $‬وراه في العل‪$$ $‬وم االقتص‪$$ $‬ادية‪ ،‬جامع‪$$ $‬ة فرح‪$$ $‬ات عب‪$$ $‬اس ‪،1‬‬
‫سطيف‪.2017/2018 ،‬‬

‫‪ )10‬نعيمة سعيد موسى‪ ،‬أثر استقاللية البنك المركزي على فعالية السياسة النقدية في حالة البنك المركزي‬
‫الجيبوتي‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة كارابوك‪ ،‬تركيا‪.2020 ،‬‬
‫‪123‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )11‬قدور حنان‪ ،‬اتجاهات البنوك المركزية في غدارة مخاطر الصرف األجنبي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في عل‪$‬وم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2021/2022 ،3‬‬

‫‪ )12‬لع ‪$$‬راب س ‪$$‬ارة‪ ،‬أث ‪$$‬ر مخ ‪$$‬اطر الص ‪$$‬رف على المؤسس ‪$$‬ة االقتص ‪$$‬ادية و ط ‪$$‬رق تغطيته ‪$$‬ا دراس ‪$$‬ة حال ‪$$‬ة ش ‪$$‬ركة‬
‫حم‪$$ $‬ود ب‪$$ $‬وعالم لس‪$$ $‬نة ‪ ،2012‬م‪$$ $‬ذكرة مقدم‪$$ $‬ة لني‪$$ $‬ل ش‪$$ $‬هادة ماجيس‪$$ $‬تير في مالي‪$$ $‬ة المؤسس‪$$ $‬ات‪ ،‬جامع‪$$ $‬ة‬
‫الجزائر ‪.2013/2014 ،3‬‬

‫الدروس و المحاضرات‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ )1‬بوصبيع صالح رحيمة‪ ،‬سياسات و إدارة مخاطر الصرف‪ ،‬ملخص مطبوعة موجهة لطبلة الس‪$$‬نة األولى‬
‫ماستر مالية و تجارة دولية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪.2021/2022 ،‬‬

‫‪ )2‬رش‪$$‬ام كهين‪$$‬ة‪ ،‬ساس‪$$‬ا و إدارة مخ‪$$‬اطر الص‪$$‬رف‪ ،‬محاض‪$$‬رات موجه‪$$‬ة لطلب‪$$‬ة الس‪$$‬نة أولى ماس‪$$‬تر في العل‪$$‬وم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة آكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪.2019/2020 ،‬‬

‫‪ )3‬ساليمية ظريفة‪ ،‬محاضرات في اقتصاد أسعار الصرف‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪.2016/2017 ،‬‬

‫‪ )4‬العرابي مصطفى‪ ،‬محاضرات في التمويل الدولي‪ ،‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪.2020/2021 ،‬‬

‫المقاالت‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ )1‬ش‪$$‬عيب بون‪$$‬وة – خي‪$$‬اط رحم‪$$‬ة‪ ،‬سياس‪$$‬ة س‪$$‬عر الص‪$$‬رف ب‪$$‬الجزائر نمذج‪$$‬ة قياس‪$$‬ية لل‪$$‬دينار الجزائ‪$$‬ري‪ ،‬مجل‪$$‬ة‬
‫األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬عدد ‪.2011 ،5‬‬

‫‪ )2‬ص ‪$$ $‬بحي حس ‪$$ $‬ون الس ‪$$ $‬اعدي – اي ‪$$ $‬اد حم ‪$$ $‬اد عب ‪$$ $‬د‪ ،‬أث ‪$$ $‬ر تخفيض س ‪$$ $‬عر الص ‪$$ $‬رف على بعض المتغ ‪$$ $‬يرات‬
‫االقتص‪$$‬ادية م‪$$‬ع الترك‪$$‬يز على انتق‪$$‬ال رؤوس األم‪$$‬وال في بل‪$$‬دان مخت‪$$‬ارة‪ ،‬مجل‪$$‬ة جامع‪$$‬ة االنب‪$$‬ار للعل‪$$‬وم‬
‫االقتصادية و اإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪.2011 ،7‬‬

‫‪ )3‬عبد الوهاب دادن – زاوية رشيدة‪ ،‬تخفيض قيمة العملة بين إشكالية توازن و اختالل م‪$$‬يزان الم‪$$‬دفوعات‬
‫في الم ‪$$‬دى الطوي ‪$$‬ل دراس ‪$$‬ة تحليلي ‪$$‬ة لحال ‪$$‬ة الجزائ ‪$$‬ر خالل الف ‪$$‬ترة ‪ ،2013-1990‬المجل ‪$$‬ة الجزائري ‪$$‬ة‬
‫للدراسات المحاسبية و المالية‪ ،‬العدد ‪.2016 ،3‬‬

‫المواقع االلكترونية‪:‬‬ ‫‪.5‬‬


‫‪ )1‬دون اسم‪ ،‬بحث منشور على الربط‬
‫‪https://e-learning.univ-saida.dz/mod/page/view.php?id=27459‬‬

‫‪124‬‬
‫المـالحــــــــــــــق‬
‫المالحق‬

‫‪126‬‬
‫المالحق‬

‫‪127‬‬
‫المالحق‬

‫‪128‬‬

You might also like