You are on page 1of 4

‫تحديات الحكامة والتمويل ف ر‬

‫مشوع الحماية االجتماعية‬ ‫ي‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫الت يعيشها المواطن داخل وطنه‪ ،‬فقد أضحت اليوم حقا من‬
‫تعتب الحماية االجتماعية بمثابة حصن ضد تقلبات الحياة ي‬
‫ر‬
‫وغبه من بقاع العالم عمال‬
‫تعتب لزمن طويل من حيث المفهوم والممارسة يف المغرب ر‬
‫حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬بعدما كانت ر‬
‫القواني وخلق‬
‫ر‬ ‫عب إصدار‬
‫توفب هذه الحماية ر‬
‫الخبي‪ ،‬لذا تعمل جل الدول عىل ر‬
‫إنسان وشكال من أشكال العمل ر‬
‫ي‬ ‫ذا بعد‬
‫المؤسسات الكفيلة بالرعاية والحماية االجتماعية‪ ،‬وقد تكرس هذا الحق بموجب اتفاقيات األمم المتحدة ومنظمة العمل‬
‫الدولية ومنظمة الصحة العالمية‪.‬‬

‫وه تكافح من أجل تعميم الحماية االجتماعية عىل كل فئات‬


‫كغبها من الدول ومنذ االستقالل إىل اآلن ي‬
‫والدولة المغربية ر‬
‫الت يقودها الملك محمد السادس عىل ضوء النموذج التنموي الجديد‪ ،‬بغاية حفظ‬
‫الكبى ي‬
‫المجتمع‪ ،‬وهو ورش من األوراش ر‬
‫كرامة المواطن وعدم تركه عرضة لألخطار والظروف الحياتية الصعبة‪ ،‬والنهوض بالعنرص ر‬
‫البشي وبناء مجتمع تسوده‬
‫العدالة االجتماعية والمجالية‪ .‬وهو ما تم بالفعل بعد إصدار القانون‪-‬اإلطار رقم ‪ 09.21‬المتعلق بالحماية االجتماعية بتاري خ‬
‫التشارك واالرتقاء به‪.‬‬ ‫االجتماع‬ ‫قواني ومراسيم تطبيقية من أجل استكمال هذا ر‬
‫المشوع‬ ‫ر‬ ‫‪ 23‬مارس ‪ ،2021‬تلته‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تمكن األفراد أو األرس من مجابهة اآلثار المالية‬
‫الجماع ي‬
‫ي‬ ‫ويقصد بالحماية االجتماعية جميع آليات االحتياط‬
‫االجتماع والمساعدة االجتماعية‪.‬‬
‫ي‬ ‫التأمي‬
‫ر‬ ‫المبتبة عن المخاطر االجتماعية‪ .‬وترتكز عىل ر‬
‫آليتي هما‬
‫ويكتس موضوع الحماية االجتماعية أهمية بالغة للنهوض بالعنرص ر‬
‫البشي‪ ،‬ولبناء مجتمع تسوده العدالة االجتماعية‬ ‫ي‬
‫والتسيب المعقلن للموارد‪.‬‬
‫ر‬ ‫والمجالية‪ ،‬يف إطار برنامج يعتمد عىل الحكامة الجيدة‬

‫الت اتخذتها الحكومة لتحقيق العدالة‬


‫التدابب واإلجراءات ي‬
‫ر‬ ‫لمعالجة هذا الموضوع ال بد أن نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما ي‬
‫ه‬
‫االجتماعية والمجالية يف إطار تبيل ورش الحماية االجتماعية؟‬

‫التاىل‪:‬‬
‫لتحليل ومناقشة هذا الموضوع واإلجابة عىل اإلشكالية المطروحة سنعتمد التصميم ي‬
‫التدابب ر‬
‫التشيعية والمؤسساتية للحماية االجتماعية‬ ‫ر‬ ‫المطلب األول‪:‬‬

‫التدابب ر‬
‫التشيعية‬ ‫ر‬ ‫الفقرة األوىل‪:‬‬

‫المؤسسان‬
‫ي‬ ‫التدبب‬
‫ر‬ ‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫المطلب الثان‪ :‬آليات الحكامة والتمويل ف ر‬


‫مشوع الحماية االجتماعية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬آليات الحكامة وسؤال النجاعة يف تحقيق أهداف الحماية االجتماعية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات التمويل لنظام الحماية االجتماعية‬


‫التدابي ر‬
‫التشيعية والمؤسساتية للحماية االجتماعية‬ ‫ر‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫يعتب تحقيق الحماية االجتماعية مدخال رئيسيا ال محيد عنه للنهوض بالعنرص ر‬
‫البشي‪ ،‬باعتباره حلقة أساسية يف التنمية‬ ‫ر‬
‫وبناء مجتمع تسوده العدالة االجتماعية والمجالية‪ ،‬الت ما ئ‬
‫فت الملك محمد السادس يصبو إليها من خالل خطاباته‪ .‬ومن‬ ‫ي‬
‫تبت‬
‫الت تم وضع لبناته من خالل القانون اإلطار رقم ‪ ،09.21‬تم ي‬‫أجل تبيل المخطط المتمثل يف تعميم الحماية االجتماعية ي‬
‫يع (فقرة أوىل)‪ ،‬ومنها ما هو ذو طابع مؤسسا ين (فقرة ثانية)‪.‬‬ ‫ر‬
‫والتدابب منها ما هو ذو طابع تش ي‬
‫ر‬ ‫مجموعة من اآلليات‬
‫التدابي ر‬
‫التشيعية‬ ‫ر‬ ‫الفقرة األوىل‪:‬‬

‫قواني ذات صلة بالتنمية‬


‫ر‬ ‫قامت الدولة من أجل تعزيز مختلف المكاسب الت رصدت للنهوض بالعنرص ر‬
‫البشي‪ ،‬بسن‬ ‫ي‬
‫البامج والمخططات االجتماعية‪.‬‬ ‫ر‬
‫البشية والنهوض بمستوى معيشتها من خالل مختلف ر‬

‫وف هذا اإلطار وبناء عىل الفصل ‪ 31‬من دستور ‪ 2011‬الذي كرس الحق يف الحماية االجتماعية والتغطية الصحية‪،‬‬
‫ي‬
‫الدوىل الخاص‬
‫ي‬ ‫إضافة إىل االسبشاد بااللبامات الدولية للمملكة المغربية يف مجال الحماية االجتماعية‪ ،‬خاصة العهد‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬واالتفاقية رقم ‪ 102‬بشأن األرضيات الوطنية للحماية االجتماعية الصادرة عن‬
‫االجتماع وتتميمها‪ ،‬وكذا خطة األمم المتحدة من‬
‫ي‬ ‫هذه المنظمة‪ ،‬والتوصية رقم ‪ 202‬من أجل توسيع نطاق أنظمة الضمان‬
‫وف ظل تعدد‬
‫تعتب توسيع الحماية االجتماعية من ربي غاياتها الرئيسية‪ ،‬ي‬
‫الت ر‬
‫أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬ي‬
‫الت لم تكن تشمل كل فئات المجتمع يف مجال الحماية‪،‬‬
‫القواني والمراسيم واالتفاقيات الدولية المنظمة للحماية االجتماعية ي‬
‫ر‬
‫القواني‪ ،‬جاء القانون اإلطار رقم ‪ 09.21‬لتوحيد الرؤية وضمان اسباتيجية اإلصالح‬
‫ر‬ ‫وبعد دراسة كل جوانب الضعف يف هذه‬
‫وطت‬
‫ي‬ ‫القواني السابقة مع ما استجد من مقتضيات قانونية‪ ،‬إلقرار نظام‬
‫ر‬ ‫ويرم هذا القانون اإلطار إىل ضورة مالئمة‬
‫ي‬ ‫الشامل‪.‬‬
‫الت اعباها النقصان والتشتت‪ ،‬ال سيما منها المتعلقة بالتغطية الصحية‬
‫موحد وشامل لمجموعة من األنظمة االجتماعية ي‬
‫األساسية ونظام التقاعد‪.‬‬

‫التدريج لدعم الدولة عىل بعض المواد‪ ،‬بهدف‬


‫ر ي‬ ‫كما تبت القانون اإلطار مسألة إصالح نظام المقاصة عن طريق الرفع‬
‫تخصيص الهوامش الناتجة عن هذا الرفع لتمويل التعويضات المتعلقة بالحماية من المخاطر المرتبطة بالطفولة‪،‬‬
‫قانون آخر يتمثل‬
‫ي‬ ‫والتعويضات الجزافية المنصوص عليها يف المادة ‪ 4‬من هذا القانون اإلطار ‪ .09.21‬وقامت الدولة بإجراء‬
‫االجتماع‪ ،‬وبإحداث الوكالة‬
‫ي‬ ‫يف إعداد القانون رقم ‪ 72.18‬الذي يتعلق بمنظومة استهداف المستفيدين من برامج الدعم‬
‫الوطنية للسجالت سنة ‪.2020‬‬

‫المؤسسات‪:‬‬
‫ي‬ ‫التدبي‬
‫ر‬ ‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫بالتدابب المؤسساتية‬
‫ر‬ ‫البامج‪ ،‬لذا البد من تكملتها ومواكبتها‬
‫غبكافية لتبيل مختلف ر‬
‫القواني مهما كانت متطورة ر‬
‫ر‬ ‫تعتب قوة‬
‫ر‬
‫والبامج‪ ،‬وف هذا اإلطار تم مؤخرا تعزيز منظومة الحماية االجتماعية بمؤسسة ر‬
‫لإلرساف‪،‬‬ ‫القواني ر‬
‫ر‬ ‫الت تسهر عىل تطبيق هذه‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫والت تسىم بهيئة مراقبة التأمينات‬
‫ي‬ ‫لتحقيق الغاية والمبتع الذي من أجله تم تبيل هذا النوع من السياسة االجتماعية‪،‬‬
‫المغرن لتحقيق التنسيق ربي مختلف‬ ‫ر‬
‫المشع‬ ‫االجتماع المحدثة بموجب القانون رقم ‪ ،64.12‬ووعيا من‬ ‫واالحتياط‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫البامج والسياسات العمومية من أجل التبيل األمثل رلبامج الحماية االجتماعية وتعميمها‪،‬‬
‫المتدخلي‪ ،‬وتحقيق التناغم ربي ر‬
‫ر‬
‫يتعي‬
‫فقد نص من خالل المادة ‪ 9‬من القانون اإلطار ‪ 09.21‬عىل أنه من أجل بلوغ الهدف المنصوص عليه يف المادة ‪ ،4‬ر‬
‫المعنيي بتعميم الحماية االجتماعية‪ ،‬وتطوير الجوانب‬
‫ر‬ ‫المتدخلي‬
‫ر‬ ‫عىل السلطات العمومية السهر عىل تنسيق عمل كافة‬
‫والماىل‬ ‫والمؤسسان‬ ‫يع‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫التدابب ذات الطابع التش ي‬
‫ر‬ ‫االجتماع‪ ،‬واتخاذ جميع‬
‫ي‬ ‫التدببية وكذلك المتعلقة بحكامة هيئات الضمان‬
‫ر‬
‫اعتبت المادة ‪ 10‬من نفس القانون‪ ،‬أن تعميم الحماية االجتماعية‬
‫الت تمكن من تفعيل تعميم الحماية االجتماعية‪ ،‬كما ر‬
‫ي‬
‫أولوية وطنية ومسؤولية مشبكة ربي الدولة والجماعات البابية والمؤسسات والمقاوالت العمومية والقطاع الخاص‬
‫والمواطني‪.‬‬
‫ر‬ ‫المدن ومختلف الهيئات العامة والخاصة األخرى‬
‫ي‬ ‫والمجتمع‬

‫ليتي للحكامة‪ ،‬األوىل تتمثل يف اعتماد هيئة موحدة‬


‫كما أضاف القانون اإلطار رقم ‪ 09.21‬من خالل بابه الثالث اعتماد آ ر‬
‫وتالف التشتت وغياب التنسيق فيما بينها‪.‬‬
‫ي‬ ‫لتدبب مختلف أنظمة الحماية االجتماعية‪ ،‬بغرض ضمان التقائية هذه األنظمة‬
‫ر‬
‫الجتماع وتنسيق تدخالت مختلف‬
‫ي‬ ‫والثانية تتمثل يف إحداث آلية للقيادة مهمتها السهر عىل تتبع تنفيذ هذا اإلصالح ا‬
‫األطراف المعنية‪.‬‬

‫المطلب الثات‪ :‬آليات الحكامة والتمويل ف ر‬


‫مشوع الحماية االجتماعية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫شكل دستور المملكة المغربية لسنة ‪ 2011‬ثورة هادئة يف مسار بناء دولة الحق والقانون‪ ،‬والذي خىط فيه المغرب‬
‫المواطني‪،‬‬
‫ر‬ ‫تحسي مستوى وظروف عيش‬
‫ر‬ ‫خطوات ملموسة‪ ،‬من خالل ما أقره هذا الدستور من مبادئ وآليات تهدف إىل‬
‫بما يضمن وجودهم المعنوي وكرامتهم وإنسانيتهم‪ .‬ولعل أبرز ما جاء به القانون اإلطار ‪ 09.21‬يف بابه الثالث آليات الحكامة‬
‫(فقرة أوىل)‪ ،‬وآليات التمويل (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬آليات الحكامة وسؤال النجاعة يف تحقيق أهداف الحماية االجتماعية‬

‫أساسيي فيما يتعلق بالحكامة‪ ،‬األول يمكن من‬


‫ر‬ ‫مبدئي‬
‫ر‬ ‫حسب المادة ‪ 15‬من القانون اإلطار ‪ ،09.21‬تم التنصيص عىل‬
‫والثان يعتمد آلية للقيادة تسهر‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬عىل تتبع تنفيذ هذ‬
‫ي‬ ‫ضمان التقائية مختلف أنظمة الحماية االجتماعية‪،‬‬
‫اإلصالح وتنسيق تدخالت مختلف األطراف المعنية‪ .‬وأمام التباين والتداخل الحاصل يف أنظمة الحماية االجتماعية سواء‬
‫عىل مستوى البكيبة أو المهام أو أجهزة ر‬
‫اإلرساف‪ ،‬فقد حرص ر‬
‫المشع يف ظل القانون اإلطار عىل ضورة اتخاد اإلجراءات‬
‫الالزمة لوضع إطار للحكامة يمكن من ضمان التقائية مختلف أنظمة الحماية االجتماعية السيما من خالل اعتماد هيئة‬
‫لتدبب هذه األنظمة‪ ،‬دون القيام بإصالحات قانونية‪.‬‬
‫ر‬ ‫والبامج‪ .‬وال يتست اعتماد هيئة موحدة‬
‫لتدبب هذه األنظمة ر‬
‫ر‬ ‫موحدة‬

‫مشوع الحماية االجتماعية‪.‬‬‫التدببية‪ ،‬والت تعد الوسيلة الوحيدة لنجاح ر‬


‫ر‬ ‫يقتض االلبام بمبدأ الحكامة‬ ‫مشوع‬‫إن نجاح أي ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫فتنوع الفاعلي ر‬
‫وف هذا الصدد‪ ،‬صدر‬ ‫الوطت‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫وكبتهم يشكل عائقا يحول دون الوصول إىل الهدف المنشود من هذا الورش‬ ‫ر‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.21.532‬المتعلق بإحداث اللجنة الوزارية لقيادة إصالح منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬بناء عىل القانون‬
‫اإلطار رقم ‪ 21.09‬المتعلق بالحماية االجتماعية‪ ،‬وتسهر هذه اللجنة الوزارية عىل ضمان تكامل وتناسق اإلجراءات المتخذة‬
‫الفعىل إلصالح‬
‫ي‬ ‫إلصالح منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬وضمان التقائية أنظمتها‪ ،‬حيث تقوم‪ ،‬عىل الخصوص‪ ،‬بتتبع التبيل‬
‫منظومة الحماية االجتماعية‪ ،‬وتنسيق تدخالت مختلف األطراف المعنية بهذا اإلصالح‪ ،‬إضافة إىل تحديد قائمة مشاري ع‬
‫النصوص ر‬
‫التشيعية والتنظيمية الالزمة لتعميم الحماية االجتماعية‪ .‬كما تسهر عىل تبيل اإلصالحات المواكبة لورش تعميم‬
‫التدببية وللحفاظ عىل الديمومة المالية لمنظومة‬
‫ر‬ ‫الحماية االجتماعية‪ ،‬وتحديد اإلجراءات واألدوات الالزمة لتطوير الجوانب‬
‫مؤسسان متناسق وفعال حول ورش تعميم الحماية االجتماعية‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحماية االجتماعية‪ ،‬وكذا العمل عىل إرساء تواصل‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات التمويل لنظام الحماية االجتماعية‬

‫حددت وزارة المالية مبلغ ‪ 51‬مليار درهم كتكلفة أولية لتعميم الحماية االجتماعية يف أفق ‪ ،2025‬وحسب المادة ‪11‬‬
‫آليتي للتمويل‪ :‬آلية قائمة عىل االشباك بالنسبة لألشخاص القادرين عىل المساهمة‪،‬‬
‫يرتكز تعميم الحماية االجتماعية عىل ر‬
‫غب القادرين عىل تحمل واجبات االشباك‪.‬‬
‫وآلية قائمة عىل التضامن لفائدة األشخاص ر‬
‫نوعي‪ :‬االشباكات المستحقة تطبيقا للنصوص ر‬
‫التشيعية والتنظيمية‪ ،‬والواجبات التكميلية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ترتكز آلية االشباك عىل‬
‫الت تفرضها الدولة عىل بعض الفئات يف إطار نظام المساهمة المهنية الموحدة‪ .‬ويقصد باالشباكات المستحقة تطبيقا‬
‫ي‬
‫تدبب االشباكات المستحقة‪ ،‬خالل‬ ‫للنصوص ر‬
‫التشيعية والتنظيمية‪ ،‬كل االشباكات المدفوعة بانتظام إىل الهيئة المكلفة ب ر‬
‫الغب‬
‫المؤمني أو عن طريق ر‬
‫ر‬ ‫وه أداءات مسبقة لمبالغ االشباك من طرف األشخاص‬ ‫تنظيىم‪ .‬ي‬
‫ي‬ ‫اآلجال المحددة بنص‬
‫الوطت للضمان‬
‫ي‬ ‫والت تخول الحق لمنخرطيها يف االستفادة‪ ،‬سواء يف القطاع الخاص من الصندوق‬
‫ي‬ ‫لحسابهم الخاص‪.‬‬
‫االجتماع وكذلك صناديق التقاعد‪ .‬وهذه االشباكات‬
‫ي‬ ‫الوطت لمنظمات االحتياط‬
‫ي‬ ‫الجتماع أو يف القطاع العام من الصندوق‬
‫ي‬ ‫ا‬
‫مؤطرة ببسانة قانونية مسبقا‪ ،‬بحكم أنها توفر تمويال أساسيا للحماية االجتماعية‪ ،‬والذي قدر ب ‪ 28‬مليار درهم حسب‬
‫القانون اإلطار رقم ‪.09.21‬‬

‫غب القادرين عىل تحمل‬


‫بينما ترتكز آلية التضامن عىل األداء المسبق لالشباكات من طرف الدولة لفائدة األشخاص ر‬
‫مبانية الدولة‪ ،‬والعائدات الرصيبة المخصصة لتمويل الحماية‬
‫واجبات االشباك‪ ،‬وذلك من خالل مخصصات مالية من ر‬
‫وأخبا جميع الموارد األخرى ال يت يمكن أن ترصد‬
‫ر‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والموارد المتأتية من إصالح نظام المقاصة‪ ،‬والهبات والوصايا‪.‬‬
‫بموجب نصوص ر‬
‫تشيعية‪ ،‬أو تنظيمية خاصة‪ .‬وهذه اآللية تتوخ منها الدولة ر‬
‫توفب مبلغ ‪ 23‬مليار درهم للمساهمة يف تمويل‬
‫جزء من ر‬
‫مشوع الحماية االجتماعية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫الت يمكن تقديمها يف شأن تطوير نظام واحد شامل للحماية االجتماعية‪ ،‬لمختلف الفئات‬
‫إن الخالصات واالقباحات ي‬
‫التمب‪ ،‬تجاوز النظرة اإلحسانية‬
‫االجتماعية يتست بإحداث نظام موحد للحماية االجتماعية يقوم عىل أساس المساواة وعدم ر‬
‫االجتماع والمفاوضة الجماعية‬
‫ي‬ ‫للمواطني والمواطنات‪ ،‬اعتماد الحوار‬
‫ر‬ ‫االجتماع‪ ،‬واعتبار الحماية االجتماعية حقا‬
‫ي‬ ‫للفعل‬
‫الفعىل بالحق يف الحماية االجتماعية‪.‬‬
‫ي‬ ‫كمدخل أساس ي لإلقرار‬
‫وغبها‪ ،‬أن تفعيل القانون اإلطار سيتطلب إمكانيات تمويلية ر‬
‫وبشية وآليات للحكامة عىل‬ ‫ويستشف من هذه االقباحات ر‬
‫جل المستويات‪ ،‬يف انتظار التطلع لتحقيق األهداف المرجوة‪ .‬ويبق اإلشكال المطروح‪ ،‬أية حماية للمواطن يف أفق تعميم‬
‫التغطية الصحية؟‬

You might also like