You are on page 1of 2

‫مادة مساطر صعوبات املقاولة‬

‫ملخص املحاضرة األولى‬


‫تحت إشراف‪ :‬ذ‪ .‬حسن الحطاب‬

‫إعداد الطالب‪ :‬عثمان واسو‬

‫مقدمة عامة‪:‬‬
‫يقتض ي تنازل مادة مساطر صعوبات املقاولة التقديم لها بتدقيق بعض املفاهيم‪ ،‬وبيان أسباب نزول‬
‫نظام صعوبات املقاولة‪ ،‬قبل الوقوف على اهم مالمح هذا النظام‪.‬‬

‫‪ -1‬التعريف باملادة‪:‬‬

‫يتعلق األمر بمادة مساطر صعوبات املقاولة‪ ،‬وللوقوف على مدول هذه املادة ال بد من تفكيك العنوان‪ .‬أي‬
‫أننا أمام مساطر يتعين اتباعها من أجل االستفادة من الحلول الوقائية والعالجية التي تضمنها الكتاب‬
‫الخامس من مدونة التجارة‪.‬‬
‫تحيل الصعوبات لغويا على كل واقعة طارئة أو وضع غير عادي يحول دون سير األمور وفق مجراها‬
‫العادي؛ وهو ذات املعنى املقصود في الكتاب الخامس‪ .‬وقد أورد املشرع الصعوبات بصيغة الجمع للداللة‬
‫على تنوعها من حيث الطبيعة ودرجة الجسامة والتأثير على املقاولة‪.‬‬
‫أما املقاولة فتحيل على املقاولة التجارية دون غيرها من املقاوالت‪ ،‬بحيث أوضحت املادة ‪ 546‬بأن األمر‬
‫يتعلق باملقاولة التجارية أي الشخص الذاتي التاجر أو الشخص االعتباري التاجر‪.‬‬
‫وقد خصص املشرع كتابا مستقال ملساطر صعوبات املقاولة ضمن مدونة التجارة‪ ،‬مما يترجم األهمية‬
‫البالغة لهذه املساطر‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب النزول‬

‫فرض كون التعاقد املدني شانا خاصا يمس أطراف العقد تطبيقا ملبدأ نسبية أثر العقد‪ ،‬تعامال خاصا من‬
‫املشرع‪ ،‬بحيث ترك مسافة لحرية اإلرادة بالنسبة للمتعاملين‪.‬‬

‫غير أن هذه القاعدة يتم عكسها في التعاقد التجاري‪ ،‬ألنه وإن بدأ كشأن خاص ينتهي ويؤول إلى شأن عام‬
‫يؤثر اإلخالل به على عدة مصالح تشكل في مجموعها املصلحة العامة؛ مما فرض تدخل املشرع في التعاقد‬
‫التجاري من أجل حماية االئتمان الذي يقوم عليه هذا التعاقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هذا التدخل تم عبر آليتين‪ ،‬أولهما تنظيم آجال أداء الديون التجارية من جهة‪ ،‬وآلية املساطر الجماعية‬
‫للمقاوالت التي تواجه صعوبة‪ ،‬والتي بدأت بنظام اإلفالس كنظام عقابي يعقب التاجر املخل باالئتمان‬
‫وينصف الدائن‪ ،‬ثم تطورت إلى نظام مساطر صعوبات املقاولة الذي يرمي إلى إنقاذ املقاولة مع استحضار‬
‫املصالح األخرى من جهة ثانية‪.‬‬

‫يرتكز تدخل املشرع هنا على مبدأ استباقي وعند االقتضاء مبدأ عالجي‪ ،‬وال يصار إلى إنهاء املقاولة إال‬
‫عندما يتعذر اإلبقاء عليها في الحياة التجارية‪.‬‬

‫‪ -3‬أهم مالمح مساطر صعوبات املقاولة‪:‬‬

‫يتسم نظام مساطر صعوبات املقاولة بمجموعة من املبادئ التي تستفاد من مقتضياته‪ ،‬وتشكل في‬
‫مجموعها مالمح لهذا النظام‪ .‬وفيما يلي أهم هذه املبادئ‪.‬‬

‫يمثل نظام مساطر صعوبات املقاولة قواعد استثنائية ملواجهة وضعية غير عادية في‬ ‫▪‬
‫املقاولة‪ ،‬مما يبرر الخروج عن هذه القواعد العامة وعكسها في كثير من األحوال‪ ،‬من أجل‬
‫إنقاذ املقاولة‬
‫يمثل نظام مساطر صعوبات املقاولة طفرة مهمة في تطور تعامل املشرع مع املقاولة‬ ‫▪‬
‫التاجرة املدينة‪ ،‬بحيث أصبح التركيز على إنقاذها ملا فيه من مصلحة عامة‪ ،‬عوض‬
‫معاقبتها إلخاللها باالئتمان ومن تم إنصاف الدائن‪.‬‬
‫أسس املشرع املغربي مساطر صعوبات املقاولة على قاعدة التناسب بين الصعوبات من‬ ‫▪‬
‫حيث الطبيعة ودرجة التأثير على املقاولة‪ ،‬وبين الحلول أو وصفات الوقاية والعالج‪ ،‬على‬
‫نحو يفي في أحوال خاصة أي دور للمقاولة في حد ذاتها ولو أنها هي املقصودة بهذه‬
‫املساطر‪.‬‬
‫يتميز كذلك نظام مساطر صعوبات املقاولة بهيمنة للدور التدخلي للقضاء‪ ،‬الذي منحه‬ ‫▪‬
‫املشرع سلطة التدخل من تلقاء نفسه ولو دون طلب‪ ،‬وحتى إن تدخل بناء‬
‫إشراك الدائنين في املساطر‪ ،‬إذ بينما كان الدائن في املاض ي خصما يال يهمه سوى استيفاء‬ ‫▪‬
‫دينه ولو أدى ذلك إلى إنهاء حياة املدين‪ ،‬أصبح شريكا في املساطر يراد له أن يساهم‬
‫ويقدم تنازالت قصد املساعدة على إنقاذ املقاولة‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like