Professional Documents
Culture Documents
قواعد نظام الحكم في الإسلام
قواعد نظام الحكم في الإسلام
«ال يتصور عقًال وال شرعًا وجود حياة إسالمية في غياب نظام الحكم اإلسالمي أي وجود الدولة اإلسالمية
التي هي ليست خياًال يداعب األحالم ،ألنها واقع مادي محسوس وملموس ،امتألت بأحداثها جوانب التاريخ في
م دى ثالث ة عش ر قرن ًا من الزم ان ،فالدول ة اإلس المية حقيق ة ،ك انت ك ذلك في الماض ي ،وق د تع ود ك ذلك في
المستقبل ،ألن عوامل وجودها أقوى من أن ينكرها الزمن ،أو يقوى على مصارعتها ،ثم هي فرض على المسلمين،
وأمر اهلل تعالى األمة أن تقوم به ،ال لذاتها ،وإنما ألن الدولة اإلسالمية هي الطريقة الشرعية الوحيدة لوجود اإلسالم
عملي ًا في حي اة المس لمين ،ومن أج ل حم ل ال دعوة اإلس المية إلى كاف ة أرج اء المعم ورة»( .من مقدم ة املؤل ف).
فلقد أعاد املؤلف يف كتابه غربلة ما دخل من أفكار غري إسالمية يف الفكر اإلسالمي ،وإبعاد ذلك كله وإنزال
حكم اهلل فيه .فقام الدكتور اخلالدي يف كتابه ببيان أربع ة أسس لنظام احلكم جعلها قواعد هلذا النظام ،حبيث إن غابت
قاعدة واحدة ،ووجدت الثالث األخريات ،ال يكون نظام احلكم إسالميًا حبال من األحوال .وقام املؤلف بنقض ما أدخل
على الفكر اإلسالمي من أفكار غربية حبته كالدميقراطية .ونقضها عقًال وشرعًا ،وكذلك استنبط املؤلف من األدلة الشرعية
ما ينقض كون السيادة للشعب ،وتقرر باألدلة أن السيادة يف اإلسالم للشرع وحده فقط .وقام املؤلف بأحباث جديدة
ة. ا بال خليف ة فوقه ل األم يت ال جيوز أن تظ ألة املدة ال كمس
مث حتدث ال دكتور اخلال دي عن الش ورى وأهنا ختالف الدميقراطي ة مطلق ًا .وذلك ببي ان واق ع اآلراء يف دني ا الواق ع،
وكيفية الرتجيح فيها .مث جملس الشورى وعضويته واختصاصاته ،وخلص املؤلف إىل جواز أن تكون املرأة عضوًا يف جملس
الشورى وقد وضح املؤلف فرض حماسبة احلكام ،وأن حماسبة احلكام من األسس اليت يقوم عليها سلطان األمة .يف نصب
ربة. رعية املعت روط الش ق الش زل احلاكم وف بة وع وحماس
ووق ف ال دكتور اخلال دي ط ويًال عن د مس ألة ش روط اخلليف ة ومكان ة ش رط النس ب القرش ي بينه ا ،وفّن د األق وال
الواردة ،يف ذلك .مث خلَص إىل أن الشروط :إما شروط إنعقاد ،وإما شروط أفضلية تنعقد اخلالفة لشخص من األشخاص
بدوهنا ،وبعد البحث والتحقيق جعل الدكتور اخلالدي شرط النسب القرشي من شروط األفضلية ال من شروط االنعقاد.
ألن هذا الشرط إن كان شرط انعقاد ،فإنه يتعارض مع قاعدة أساسية من قواعد نظام احلكم يف االسالم ،تلك اليت جتعل
الس لطان لألم ة .وه و ش رط أفض لية ألن ه وردت في ه نص وص ص حيحة من الس نة.
وق د ع رض ال دكتور اخلال دي ملس ألة وج ود األح زاب السياس ية يف االس الم ،وق د توص ل إىل أهنا ض رورة من
ض رورات احلي اة السياس ية الس ليمة إذ ميكن عن طري ق األح زاب السياس ية ممارس ة ف رض حماس بة احلك ام ،وتق دمي أفض ل
المية. ة اإلس ة الدول ب رئاس حني ملنص املرش
وقد قّس م الدكتور اخلالدي حبثه إىل مقدم ة وأربع ة أبواب وخامتة ،وجعل لكل قاعدة باب ًا مستقًال يتضمن عدة
فصول ،والفصل إىل عدة مباحث ،واملبحث إىل عدة مطالب ،واملطلب إىل عدة فروع ،حسب ما تقتضيه املادة العلمية كل
وع. موض
فالب اب األول :تض من القاع دة األوىل ،ال يت تنص على أن الس يادة للش رع ال للش عب .وفي ه ثالث ة فص ول.
الفص ل األول :يف تعري ف الس يادة ،ومجع املؤل ف في ه تع اريف وأق وال رج ال الق انون الدس توري ،مث تب ىن تعريف ًا
رعية. ام الش ق األحك يادة وف للس
الفصل الثاين :ويبحث يف مصدر السيادة .وفيه أربعة أقوال تدور حول من هو صاحب السيادة ،وهي ال خترج
ًا. رع مع ة والش رع ،أو لألم ة أو للش رئيس الدول ة أو ل عن كوهنا :لألم
الفصل الثالث :تناول نقض النظام الدميقراطي .من جهتني :عقًال ،وتتبع املؤلف أقوال رجال القانون ،والسياسة،
وأحكام العقل يف مفهوم الدميقراطية .وشرعًا :وذلك ببيان واقع الدميقراطية واألسس اليت قام عليها النظام ونظرية سيادة
األمة مث قام بتطبيق النصوص الشرعية على واقع النظام الدميقراطي ونقض ذلك من أربع جهات :كون السيادة يف الفكر
اإلسالمي حسب ما جاءت به العقيدة اإلسالمية للشرع ال للشعب .وأن فصل الدين عن احلياة هو القاعدة الفكرية للنظام
ال دميقراطي .وأن احلاكم يف اإلس الم ه و الش رع ويف الدميقراطي ة العق ل .مث أخ ريًا أن حكم األغلبي ة املق دس يف الدميقراطي ة
واب. اًر للص ة ،ليس معي يادة األم لس ذي ميث وال
ورأى ال دكتور اخلال دي أن من متام حبث نقض الدميقراطي ة ،بي ان أن ال ع دل إال ع دل اإلس الم .مث ه دم دع وى
المية. ريعة اإلس دم مشول الش ائعة بع ش
أم ا الب اب الث اني :فه و القاع دة الثاني ة ال يت تق رر أن الس لطان لألم ة.
ومشل هذا الباب ثالثة فصول ،تعُّد األسس اليت قام عليها مفهوم سلطان األمة يف اإلسالم .وهي :البيعة ،اليت متثل
قمة الشخصية السياسية لألمة ،إذ بدوهنا ال يستطيع شخص أن حيتل منصب رئاسة الدولة ،فالبيعة هي الطريقة الشرعية
الوحيدة لتولية احلكام .وكل من يصل إىل السلطة السياسية عن غري طريق األمة ،فإنه يعد مغتصبًا للسلطة ،ومعتديًا على
لمني. لطان املس س
مث حتّد ث ال دكتور اخلال دي ط ويًال عن الش ورى ،حكمه ا ،ومش روعيتها ،ووق ف ملي ًا عن د واق ع ال رأي يف الع امل،
وكيف نظم اإلسالم أخذ الرأي ،ومىت يكون الرتجيح ،وأن الشرع أجاز إنشاء جملس للشورى كجهاز من أجهزة الدولة
المية. اإلس
ويف الفص ل الث الث :ال ذي تض من حبث احملاس بة .وأن ه ح ق للمس لمني من جه ة أن الش رع أم ر ب األمر ب املعروف
والنهي عن املنكر .وجعل من يقتل من جراء قيامه هبذا الفرض سيد الشهداء ،ألنه تصدى لظلم احلكام ال خيشى يف اهلل
اىل. ارك وتع وان اهلل تب ًا يف رض ة الئم طمع لوم
والباب الث الث :ينص على أن نص ب رئيس واح د للدول ة ف رض على املس لمني .فق د ق دم ال دكتور اخلالي د هلذه
القاعدة مبقدمة موجزة نظرًا ملا غشى أفكار األمة املعاصرة من مفاهيم غربية جعلت أقالمًا تقف مستنكرة لألحكام الشرعية
المية. ة اإلس ة باخلالف املتعلق
ويف الباب مخسة فصول ،تتحدث عن التعريف برئيس الدولة ،وحكم نصب رئيس للدولة ،وهل ذلك واجب أم
جائز؟ وعقًال أم شرعًا؟ مث الطريقة الشرعية لنصب رئيس الدولة ،بالبيعة أو االستخالف أو االستيالء؟ أو بالنص عليه من
اىل. اهلل تع
ويف الفصل الرابع :بنّي الدكتور اخلالدي شروط انعقاد اخلالفة ،وأقوال علماء املسلمني يف ذلك ووّض ح أهنا إما
شروط انعقاد وإما شروط أفضلية .وعقد الدكتور اخلالدي مبحثًا خاصًا ملناقشة النسب القرشي كشرط للخالفة ،وهل هو
من شروط االنعقاد فال يكون من غري قريش خليفة إىل قيام الساعة .أم هو شرط أفضلية كالقراءة والكتابة والشجاعة وغري
ك؟ ذل
ويف الفص ل اخلامس :وّض ح ال دكتور اخلالدي أن القيادة يف اإلسالم فردي ة ،وأنه ال جيوز أن يكون للمس لمني إال
خليف ة واح د ،لتحقي ق وح دة األم ة ووح دة الدول ة ووح دة الق انون .ولعم وم وخص وص األدل ة ال واردة يف ذل ك.
أما الباب الراب ع :فق د تض من ثالث ة فص ول دارت ح ول :مش روعية القاع دة الرابع ة من قواع د نظ ام احلكم يف
ام. ين األحك ة يف تب الحيات رئيس الدول ك ،وص ل يف ذل ان األص الم .وبي اإلس
ه: تنوي
إن كت اب «قواع د نظ ام احلكم يف اإلس الم» ه و من الكتب الن ادرة ال يت تط رقت لقواع د نظ ام احلكم يف اإلس الم
بالتفص يل والوض وح والدق ة .م ع العلم بأن املؤل ف قد نال هبذا البحث درج ة ال دكتوراة م ع مرتب ة الشرف األوىل يف علم
ر□ . ة األزه انون يف جامع ريعة والق ة الش رعية من كلي ة الش السياس