Professional Documents
Culture Documents
3
3
ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺮﺷﺎﻗﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ :
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﻏﺰﺓ
ﻧﺠﻢ ،ﺭﺍﻣﻲ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ: ﺍﻟﻤؤﻟﻒ
ﺳﻤﻮﺭ ،ﺃﻛﺮﻡ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺴﻨ)ﻤﺸﺮﻑ( ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ:
2019 ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻏﺰﺓ ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 176 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ :
1027710
ﺭﻗﻢ :MD
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
الفصل الثاني
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ )ﻏﺰﺓ( ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
الفصل الثاني
اإلطار النظري للدراتسة
الفصل الثاني
اإلطار النظري للدراتسة
2.0مقدمة الفصل:
مما ال شك فيه بأن التغيير هو سنة اهلل في أرضه ،وكما قال الشاعر اإلنجليزي ويليام
شكسبير "ال شيء يبقى إلى األبد ،فكل شيء إما أن يتغير أو يرحل" ( ،)Eagleton, 1986لكن
لم يشهد العالم في أي مرحلة من مراحل تاريخه القديم مثل هذا االندفاع القوي والجارف نحو التغيير
السريع والج ْذري الذي يعيشه منذ سنوات ،بدءاً من النواحي السياسية واإلقتصادية ووسائل النقل
انتهاء بالمناخ الذي يتغير بشكل مخيف ومقلق على والطب وتكنولوجيا المعلومات والثقافة ،و ً
مستقبل الكرة األرضية .وفي ظل ذلك ،فإن مفهوم المستقبل نفسه قد تغير ،فلم يعد التخطيط لهذا
المستقبل يقبل التطلع إلى عقد أو عقدين مقبلين ،وانما من سنتين إلى ثالث سنوات فقط ،وبالنظر
إلى أن التغيير قد أصبح من السرعة والضخامة بحيث إن العالم اآلن يشهد خالل عامين أو ثالثة
مما كان يشهدها خالل عقود من الزمن في الماضي (العلمي.)2013 ،
تحوالت أكبر بكثير َّ
وعلم اإلدارة الحديث ليس بالبعيد عن هذه المتغيرات السريعة بل على العكس تماما بدأ
علماء اإلدارة بإختالق نظريات علمية ونماذج إدارية حديثة تتوافق مع هذا التغير السريع من أجل
التناغم مع متغيرات بيئية خارجية وداخلية سريعة داخل المنظمات قد تعصف بها وتؤول بها إلى
اإلنهيار في حالة عدم إتباع منظومات حديثة في علم اإلدارة ،إن مثل هذه المفاهيم والمصطلحات
العصرية ظهرت بشكل قسري لمواكبة المخاطر المترتبة على التغيرات المتسارعة من أجل الوصول
بالمنظمات إلى بر األمان والحفاظ على إستم ارريتها في العمل وتقديم خدماتها ومنتجاتها بشكل
فعال .يهدف هذا الفصل إلى التعرف على اإلطار النظري وأدبيات الدراسة المتعلقة بمفهومي
الرشاقة االستراتيجية واستم اررية األعمال ،وذلك من خالل التعرف على مفهوم الرشاقة االستراتيجية
ومحدداتها وأهميتها ومفهوم إدارة استم اررية األعمال وأهميتها وآليات تتنفيذها والتطرق بشكل علمي
ممنهج إلى التعريفات التي تناولها الباحثون واألكاديميون والربط بينهم من أجل الوصول إلى تعريف
حديث شامل لكل منهما ،كما سيتم التطرق إلى نبذة عن المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة
وأهدافها وآليات عملها والمعيقات التي تواجهها.
وقد قسم الباحث هذا الفصل إلى ثالثة مباحث رئيسية وهي:
المبحث األول :الرشاقة االستراتيجية.
المبحث الثاني :إدارة استم اررية األعمال.
المبحث الثالث :نبذة عن المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة.
11
المبحث األول :الرشاقة االتسررارجيجة:
2.1.0مقدمة:
إن التحديات والصعوبات التي ما برحت تواجه المنظمات في الوقت الحالي والتي
نشأت نتيجة للتسارع المخيف في كافة مناحي الحياة وحالة عدم التأكد لكثير من التغيرات
الخارجية والداخلية التي بدأت تعصف بالمنظمات وأصبحت تهدد بقاءها واستم ارريتها ،أدت إلى
ظهور العديد من النظريات الحديثة في علم اإلدارة من أجل مواكبة هذه التغيرات ومواجهة هذه
التحديات ومن أهم المصطلحات العصرية التي بدأت تظهر على السطح هو مصطلح الرشاقة
االستراتيجية والذي يعتبر من األساليب اإلدارية العصرية الناجعة التي أصبحت مكمالً للتخطيط
االستراتيجي ومن خاللها أصبح بإمكان المنظمات التكيف والتميز في منظومة أعمالهم الكلية
من أجل الوصول إلى البقاء والنمو وسيستعرض الباحث في هذا المبحث الرشاقة االستراتيجية
ومفهومها وأهميتها وأبعادها ومراحل بناءها وكذلك مواصفات المنظمات الرشيقة وغيرها من
العناوين.
12
ووصفه )2003( Prince & Kayبأنها القدرة على االستجابة السريعة للتغيرات المفاجئة
واعتبرها )2006( Narasimhan, et alبأنها أحد أنواع المرونة وهي المقدرة على إنجاز
األعمال غير المعد والمخطط لها سلفاً ،وسرعة استجابة للتغيرات غير المتوقعة ،أما & Doz
)2010( Kosonenفقد عرفها بأنها القدرة على إدارة وتطبيع المعرفة ،أما تفسيرها من ناحية
منظمات االعمال فتعني االستجابة للتغيرات في بيئة األعمال واستغالل تلك التغيرات والقدرة
على التناغم معها واعادة تشكيلها وتهيئتها بطريقة سريعة وفعالة لصالح المنظمة ( Yusuf, et
.)al., 1999
لقد تم تداول الرشاقة في علم اإلدارة من عدة جوانب إدارية مختلفة فقد تناولت األدبيات
السابقة مفاهيم عدة للرشاقة منها الرشاقة التنظيمية والرشاقة التصنيعية والرشاقة االستراتيجية،
فقد عرف العابدي والموسوي (2014م) الرشاقة التنظيمية بأنها قدرة المنظمة تحقيق أهدافها
عبر النتائج المرجوة التي تطمح بالوصول إليها من خالل معرفة وتطوير مواردها مما يكسبها
خفة حركة في بيئة سريعة اإلضطراب والتغيير ،أما الرشاقة التصنيعية فقد عرفها Ojha
( )2008على أنها قدرة المنظمة على المرونة في تطويع عملياتها وسياستها الداخلية من أجل
الوصول إلى إنتاجية أعلى ،بينما عرفها )2015( Shin, et alبأنها التدخالت التكتيكية
المناسبة كردة فعل عند حدوث طارئ ،وعرف الرشاقة االستراتيجية بأنها المقدرة على التكيف
المستمر والسريع من أجل المواءمة مع التكيف االستراتيجي العام في األعمال األساسية من
أجل ابتكار أعمال جديدة لخلق قيمة للمنظمة.
ورغم تعدد تعريفات ومفاهيم الرشاقة لدى الباحثين إال أنهم اتفقوا على أنها قدرة المنظمة
على إحداث تغيير سريع ومناسب لمواجهة ظرف ما أو حالة حرجة تمر بها المنظمة ،لذا يعرف
الباحث الرشاقة إجرائيا بأنها مقدرة المنظمة على االستجابة السريعة للتطورات والتغيرات
المفاجئة ،واتخاذ اإلجراءات المناسبة لها.
13
لقياس هذه الرشاقة ،وقد عرف الرشاقة االستراتيجية فيه بأنها قدرة المنظمة على التعبئة
واإلستفادة من الفرص بأسرع ما يمكن وبكفاءة من أجل الوفاء باحتياجات العمالء ( Long,
،)2000وعرفها بعده )2007( Sherehiy, et alأيضاً بأنها عملية تكييف التوجهات في
المنظمة لتحقيق أقصى قدر من قوة العمل النها ضرورية لبقاء المنظمة ،ولكن هذ المفهوم ظهر
بصبغته العلمية عبر جهود حثيثة لباحثين فنلنديين هما Mikko Kosonenو Yves Doz
والتي ظهرت في كتابهما ) (Fast Strategyأو االستراتيجية السريعة عام 2008م ،ولقد كانت
أبحاثهما الالحقة من أوائل الدراسات التي اضفت الصبغة االستراتيجية الواضحة على مفهوم
الرشاقة ،حيث عرفها )2008( Doz & Kosonenبأنها القدرة على التكيف المستمر مع
التوجه االستراتيجي في األعمال كإحدى الوظائف االستراتيجية ،والسعي لخلق ليس فقط
منتجات وخدمات جديدة فقط بل وأيضا نماذج أعمال جديدة ومبتكرة تضفي قيمة جديدة
للمنظمة ،وعرفها )2010( Lui, et alبأنها القدرة على الضبط باستمرار والتكيف مع التوجه
االستراتيجي في األعمال كدالة للطموحات االستراتيجية والظروف المتغيرة ،ويعرفها & Tallon
)2011( Pinsonneaultبأنها القدرة على الكشف واالستجابة للفرص والتهديدات بكل سهولة
وسرعة ومهارة عالية ،وتعرف الرشاقة االستراتيجية كذلك بأنها المقدرة على التغيير من خالل
تكييف رشاقة المنظمة لتحقيق أقصى قدر من القوة وتوفير ما هو ضروري لبقاء المنظمة
( ،)Idris & Al-Rubaie, 2013وتعرف أيضاً الرشاقة االستراتيجية بأنها قدرة المؤسسة على
االستجابة السريعة للتغيرات المحيطة بها ( ،)Sajdak, 2015كما ويعرفها & Khoshnood
)2017( Nematizadehبأنها القدرة على تعديل أو إعادة تشكيل الشركة واستراتيجياتها بشكل
ديناميكي في بيئة األعمال المتغيرة.
وفي ضوء التعريفات السابقة فإن الباحث يعرف الرشاقة االستراتيجية إجرائياً :بأنها قدرة
المنظمة على احداث رد فعل سريع وفعال يستجيب لظروف الواقع المتغير المفاجئة عبر تطويع
عملياتها ومواردها بطريقة تسمح لها بمواجهة المخاطر المحتملة أو االستفادة من الفرص
المتاحة ،كما ويرى الباحث الرشاقة االستراتيجية بأنها القدرة على تحقيق النجاح في البيئة
المتغيرة وغير المتوقعة.
14
تلبث أن تنحدر بسبب جمود في أساليب إدارتها أو عدم يقظتها لما يحيط بها من تغيرات وعدم
امتالكها للمرونة الالزمة إلتخاذ القرار المناسب والسريع ،لذا ينبغي لها من أجل الحفاظ على
هذا التميز والتفوق أن تعتمد أسلوب الرشاقة من أجل الدخول إلى عالم المستقبل واستثمار
الفرص التي تستديم الرشاقة االستراتيجية لديها(.)Doz & Kosonen, 2008
وقد ذكر )2008( Doz & Kosonenعن أهمية الرشاقة االستراتيجية للمنظمات بأن
التخطيط االستراتيجي بصورته التقليدية لم يعد يجدي نفعا للمنظمات نظ ار للتغيرات المتسارعة
التي تحدث في العالم ،لذا أصبح من الضروري للمنظمات التنبؤ بهذه التغيرات وتهيئة نفسها
إلحداث تغيرات داخلية وخارجية في أعمالها الكلية من أجل المواءمة مع هذه التغيرات حيث إنه
ار وتك ار اًر أو حتى تطويره ،كما أنه يجب أن يتواءم أداء المدراء
ليس كافيا فعل نفس اإلجراء مر اً
التنفيذيين مع هذا التغير والمفتاح الحقيقي لنجاحهم في تجاوز المخاطر التي تتعرض لها
المنظمات يكون عبر التطبيق العلمي والعملي لمفهوم الرشاقة االستراتيجية (،)Young, 2008
وذكر مصطفى ( )2010بأن المنظمات اليوم تعيش في ظروف متغيرة وشديدة التعقيد ،وتتزايد
مشكالتها اإلدارية والتنظيمية ،األمر الذي يفرض عليها التغيير والتطوير والبحث عن سبل
جديدة لخلق قيمة وهذا لن يحدث إال اذا امتلكت المنظمة الخفة والرشاقة إلحداث مثل هذا
التغيير ،إن صعوبة إجراء عمليات التغيير عمالً بالمنهج التقليدي قد يحتم على المنظمات
البحث عن منهج جديد عبر إعتماد الرشاقة االستراتيجية كأسلوب وأداة بإعتبارها مدخالً عصرياً
بديالً للتعامل مع المتغيرات المتسارعة (المعاضيدي2011 ،م) .ويوضح الشكل ( )2.1العالقة
بين سرعة التغيير وطبيعته وأين تكمن أهمية الرشاقة االستراتيجية للمنظمة:
15
ويالحظ من الشكل السابق أن العالقة بين سرعة التغيير وطبيعته هي محور األساس
في الوصول الى الرشاقة االستراتيجية ،فكلما كانت طبيعة التغيير بسيطة وسرعته بطيئة ينصب
اهتمام المنظمة على األداء التشغيلي والعمليات داخل المنظمة ،وفي حالة كون طبيعة التغيير
بسيطة مع سرعة تغيير عالية فإن تركيز إهتمام المنظمة ينصب إلى اإلستثمار المشترك،
وكذلك األمر في حالة طبيعة تغيير معقدة مع سرعة تغيير بطيئة فإن اهتمام المنظمة يتجه نحو
التخطيط اإلستراتيجي بصورته التقليدية ،وهو ما يعني أن المنظمة انتقلت من حالة التركيز على
األداء التشغيلي العادي إلى التخطيط بعيد األجل واستشراف المستقبل ،ونرى أن هناك الحالة
األعقد والتي أصبحت تواجه كل المنظمات وهي طبيعة تغيير معقدة ومركبة مع سرعة تغيير
متسارعة وعالية ،فإن المنظمة في هذه الحالة يجب أن تتجه نحو الرشاقة االستراتيجية وهي
عمليات استجابة سريعة وفعالة لتغيرات محيطة معقدة ومتسارعة تهدد استمرار وبقاء المنظمة
لذا عليها التحرك بشكل سريع وفعال للتكيف مع هذا الواقع من أجل ضمان بقاءها ونموها.
ولقد أبرز كال من )2004( Yonggui & Hing-poو )2009( Santalaأهمية الرشاقة
االستراتيجية باآلتي:
.1إن الرشاقة االستراتيجية تمثل مفتاح النجاح في بيئة األعمال الديناميكية ألنها تمكن
المنظمة من السيطرة والتكيف مع التغيرات البيئية المفاجئة والسريعة ،وتمكنها من إدارة
نشاطاتها في ظل عدم التأكد.
.2تعزيز قابلية المنظمات وقدرتها لالستجابة لتغير حاجات ورغبات العمالء المتغيرة،
وللكشف عن أية تفضيالت للعمالء ،وكذلك اهتمامها بقدرات المنظمة التسويقية ،وذلك من
خالل عملية التفاعل بينها وبين العمالء.
.3مساهمتها في زيادة قدرة المنظمات على عرض منتجاتها في أسواق متعددة ،وزيادة قدرتها
على توليد قيمة حقيقية للعمالء ،وفي جعل المنظمة سريعة االستجابة ألي تغير في طلبات
العمالء المتغيرة ،وهي مهمة لنمو منظمات األعمال وبقائها ،وتهتم بتوليد فرص المنظمة
لتحسين نوعية حياة طبقات المجتمع.
.4إنها تمكن االستفادة من الفرص في البيئة المتسارعة ،وهذا ال يعني عدم وجود استراتيجية
لكنها بديل التخطيط االستراتيجي.
.5تؤكد الرشاقة على التفكير االستراتيجي والرؤية الواضحة واألهداف االستراتيجية ،وتهتم
بوجود مفهوم مشترك بين االستراتيجيات وتنفيذها.
16
وهذا بالطبع يعني ضرورة انتقال المنظمة من أسلوب التخطيط االستراتيجي التقليدي
إلى مفهوم أخر وهو الرشاقة االستراتيجية ( ،)Fartash, et al., 2012والشكل رقم ()2.2
يوضح اإلنتقال من التخطيط االستراتيجي التقليدي الى الرشاقة االستراتيجية والذي يوضح بعض
الفروقات بين اإلدارة االستراتيجية التقليدية والرشاقة االستراتيجية ،وفيه نجد أن عملية التخطيط
في اإلدارة االستراتيجية التقليدية تعتمد على البصيرة المرهونة بتحليل بيئي داخلي وخارجي،
بينما أن الرشاقة االستراتيجية تعتمد بشكل اقوى على االستشعار والحساسية العالية للتغيرات
المحيطة ،وكذلك بخصوص الق اررات المتعلقة بالتخطيط في عملية اإلدارة االستراتيجية التقليدية
نجدها تنتقل للمديرين التنفيذيين من وحدة إلى أخرى بينما هناك إلتزام جماعي من فريق اإلدارة
أثناء ممارسة الرشاقة االستراتيجية ،وكذلك األمر فيما يتعلق بتخصيص الموارد نجدها تسير
بشكل تقليدي في اإلدارة االستراتيجية التقليدية عبر تخصيص الموارد ،وتفويض التنفيذ للوحدات
والرقابة على الموظفين ،بينما هناك مرونة أكثر في الرشاقة االستراتيجية عبر ضمان سيولة
الموارد وامكانية إعادة تخصيصها وتوزيعها ومشاركتها.
17
ومما سبق يرى الباحث أن أهمية الرشاقة االستراتيجية يكمن باعتبارها أداة مهمة وفاعلة
في التخطيط االستراتيجي المعاصر ،حيث يكسب المنظمة ميزة تنافسية عالية تضمن نجاحها
ونموها واستم ارريتها بشكل فعال ،وأنها أصبحت ضرورة ملحة في ظل بيئة عدم التأكد التي
تصاحب األعمال في الوقت الحالي وأن عدم ممارسة الرشاقة االستراتيجية من الممكن أن يجعل
المنظمات تعاني من الجمود ويدفعها إلى منحدر التالشي كونها غير قادرة على مواكبة التطور،
كما يؤكد الباحث على أهميتها بشكل خاص للمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة في ظل
ظروف سياسية واقتصادية وبيئية قاهرة يعاني منها القطاع وفي ظل إنعدام األفق وزيادة
معدالت الفقر والبطالة التي أثقلت كاهل المنظمات الدولية ،وفي ظل تضييق وحصار خانق
يصاحبه تقليص في التمويل من الجهات األجنبية ألهداف سياسية ،فإن الرشاقة االستراتيجية
تصبح أداة هامة وحتمية لهذه المنظمات لمواجهة مثل هذه التحديات عبر إعادة تطويع مواردها
وسياساتها من أجل ضمان استم ارريتها وتقديم خدماتها األساسية للمستفيدين.
18
اإلجراءات) ،وفيها وضع نموذج لألسئلة األكثر شيوعا والتي تجيب على مدى ممارسة المنظمة
للرشاقة االستراتيجية ،وكذلك ألن هذه األبعاد تالئم طبيعة الدراسة ومجتمعها المستهدف
خصوصا وهو مجتمع المنظمات الدولية كما هو موضح في الشكل رقم ( )2.3التالي:
2.1.4.1و وح الرؤجة:
إن وجود رؤية واضح للمنظمة هي أولى خطوات التخطيط االستراتيجي الناجح فمنها
تستخلص المنظمة رسالتها وتستطيع من خاللها وضع أهداف واضحة تسعى المنظمة لتحقيقها
وهي تجيب على السؤال األهم ألي منظمة وهو ماذا نريد أن نكون في المستقبل؟ حيث أشار
)1997( Collis & Husseyإلى أن الرؤية تجمع بين البصيرة واألستشعار ،فالبصيرة تدل
على وجود صورة واضحة في العقل ،أما االستشعار فهو القدرة على إعطاء خطة ذهنية حول
إدراك األحداث في المستقبل ،ويوفر بعد وضوح الرؤية للمنظمة السرعة الضرورية للتنفيذ
19
والتمتع باالستقرار المطلوب في استثمار واستغالل الفرص المتاحة كلما أمكن ذلك ،فالرؤية هي
عملية واقعية ذات مصداقية أكثر جاذبية للمستقبل ،فعندما تواجه المنظمات تحديات معقدة في
ظل بيئة أعمال متقلبة توفر لها وضوح الرؤية السرعة الالزمة التخاذ ق اررات واجراءات وتنفيذها
بالكفاءة الالزمة وتركز على جميع الشركاء في سلسلة القيمة الخاصة بها ،وتدفعها نحو
استغالل الفرص المرتبط بها ( ،)Wheelen, et al., 2017وأضاف رضوان (2014م) أن
عدم قدرة الشركة على فهم وأدارك حقيقة إمكانياتها يفقدها القدرة على استغالل تلك اإلمكانيات
مما يهدر العديد من الفرص ،حيث إن وضوح الرؤية يزود المنظمة بالسرعة الضرورية لكافة
أنشطة وعمليات التنفيذ ويوفر الدوافع لدى كل األطراف داخل سلسلة القيمة والتي تمكنهم من
استغالل الفرص المناسبة.
2.1.4.2المقدرات اليوهرجة:
إن معرفة الشخص بقدراته هي أهم عامل من عوامل نجاحه في تحقيق أهدافه
وطموحاته ،وكذلك فإن إدراك المنظمة لمقدراتها الجوهرية والمهارات التي تتميز بها هو عنصر
هام وحيوي في وضع أهداف قابلة للتحقيق ،ويعطيها قدرة عالية في تخصيص مواردها بما يلزم
لتحسين عملياتها وفقاً لقدراتها ،والمقدرات الجوهرية أو المقدرات الجوهرية هي المهارت الخاصة
بالمنظمة والسمات المعرفية الموجهة في تحقيق أعلى المستويات الممكنة من رضا المستفيدين
مقارنة مع المنافسين ،وتعبر عن ادراك المنظمة بالمقدرات المطلوبة لكيفية رفع كفاءة األداء
واستغالل الفرص إذ أن المنظمة التي ال تدرك قدراتها األساسية ستكون عملية تعقب الفرص
لديها تعمل بشكل سيئ ،ومن الضروري هنا ايجاد وتحديد القائمة الخاصة بالمهارات والمعرفة
التي تتناسق مع المقدرات الجوهرية لها ( ،)Long, 2000كما تحتاج المنظمات إلى تنمية
عادات جديدة من أجل تكوين المعرفة ،وتجهيز جميع المعلومات المالية المتاحة ،وجلب
القدرات العقلية لإلجابة على التساؤالت الصعبة (.)Kettunen, 2010
وكذلك عرفت محمد (2012م) المقدرات الجوهرية على أنها مجموعة من الموارد
والمهارات المطلوبة لبقاء المنظمة ونموها ،وهي قدرات وخصائص المنظمة تستطيع من خاللها
تطوير وتنسيق ودمج الموارد المتاحة من أجل الوصل إلى ميزة تنافسية ،وقد أوضحت محمد
(2012م) بأن هناك مصدرين للمقدرات الجوهرية في المنظمة هما:
الرعلم الرنظجمي :ويقصد به القدرة على اكتساب مهارات ومعارف وقدرات جديدة.
20
رأس المال البشري :وهو تلك الخبرات والمعارف والمهارات التي يمتلكها العاملون
ويستطيعون توظيفها في عملية التطوير وتحسين كفاءة الخدمات وتستطيع المنظمة قياسها
وتحسينها من خالل التقييم والتدريب والحوافز.
2.1.4.4المتسؤولجة المشرركة:
ويقصد بها اتخاذ الق اررات في المنظمة من قبل فريق اإلدارة بأكمله بصورة تقود جميع
أعضاء الفريق إلى النجاح الجماعي ( ،)Doz & Kosonen, 2008بحيث يلتزم الفريق بأكمله
بصنع ق اررات جريئة بشكل جماعي وبطريقة مدروسة جيدا ،حيث تميل الق اررات الجماعية إلى
21
أن تكون أقل تحفظاً وأكثر دقة وثقة من الق اررات الفردية ( ،)Santala, 2009وتشكل
المسؤولية المشتركة دافعاً داخلياً لدى األفراد لبذل أقصى درجات الجهد في العمل النابع من
اإليمان بأهداف وقيم الجماعة والقدرة العالية على المحافظة على عضويتها (عوجة2017 ،م)،
كما أن الشراكة في المسؤولية وااللتزام الجماعي من قبل كافة األطراف يستطيع أن يخلق قيمة
للمنظمة والتي تعتمد بشكل أساسي على فكرة العمل الجماعي ،وهي مقياس لمدى وجود وتنمية
العالقة مع العميل كي يساهم في خلق القيمة (.)Long, 2000
وقد تطرق العديد من الباحثون والكتاب إلى أهمية مشاركة االفراد في اتخاذ الق اررات
واإلدارة بالمشاركة والقيادة الجماعية وحل المشكالت بشكل جماعي والمسؤولية الجماعية ،وأكدوا
على ضرورة وأهمية مشاركة األفراد في إدارة أعمال الجماعة والمنظمة (حريم2006 ،م) ،وهي
تشير أيضاً إلى مسؤولية أطراف فاعلة ومتعددة ومدى مساهمتها في تحقيق نتائج ومخرجات
بشكل جماعي ،حيث ال بد من اإلعتماد على تكوين النتائج بشكل تراكمي وتجميعي ،وتمثل
المسؤولية المشتركة مقياس لمدى القيمة المتراكمة للمنظمة من خالل بناء عالقات مع شركاء
سلسلة القيمة ،إذ أن عالقتها مع المستفيدين هي أهم مساهمة في خلق القيمة ( Khoshnood
.)& Nematizadeh, 2017
ويرى )2010( Kettunenأن هناك عوامل مهمة للمسؤولية المشتركة والعمل
الجماعي هي:
.1العمل الجماعي كفريق.
.2أسلوب القيادة وقدرات الرئيس التنفيذي.
.3تجديد الفريق.
.4المشاركة بجدول األعمال واالعتمادية المتعددة.
22
االلتزام
الجماعي
المشاركة بجدول
االعمال
واالعتمادية
المتعددة
2.1.4.5ارخاذ االيراءات:
يعكس درجة التوجه نحو العمل الذي يبين قدرة المنظمة على اتخاذ اجراء معين للفرص
المتاحة لها ،مثل فرص تقديم خدمة جديدة ،ولكنها تختلف في سرعة االستجابة والنظرة الشاملة،
أي أن وظيفة هذا البعد هو أن نضع المنظمة في حالة حركة مستمرة ألن ذلك يؤدي بالمنظمة
إلى تحقيق الكفاءة والفاعلية ( ،)Idris & Al-Rubaie, 2013ويرتبط هذا البعد بتوافر
عناصر التنسيق بين جميع وحدات العمل المختلفة بشكل يضمن االستجابة السريعة والتغطية
الشاملة لكل مجاالت العمل التي تضمن تنفيذ األنشطة والمهام التي تحقق النتائج المرغوبة
(رضوان2014 ،م) ،وهنا البد من اإلشارة إلى أهمية تشجيع الحوار والنقاش بين كافة األطراف
المسؤول ة عن تنفيذ االستراتيجيات باإلضافة إلى تشجيع المبادرات وتبادل األفكار المتعلقة بتنفيذ
استراتيجية الشركة المقدمة من خالل وحدات وأقسام العمل المختلفة داخل الشركة ،كما أنه من
الضروري أن تمتلك المنظمة القدرة على تكييف استراتيجيتها بما يتالءم مع تغير الظروف دون
اإلغفال عن الغرض العام من وجودها (.)Sambamurthy, et al., 2006
23
2.1.5مرطلبات رحقجق الرشاقة االتسررارجيجة:
مما الشك فيه بأن الرشاقة االستراتيجية ليست صفة تستطيع أي منظمة امتالكها
بسهولة وانما يجب أن يلحقها مجموعة من الممارسات واألنشطة الممنهجة توصف كمتطلبات
من أجل حفاظ المنظمة على مزاياها التنافسية باإلضافة إلى اإلستجابة السريعة للتغيرات
واألحداث الطارئة في ظل بيئة مضطربة ومتسارعة ،لذا فقد قامت (مصطفى2010 ،م) في
كالً من دراستها بتلخيص متطلبات تحقيق الرشاقة االستراتيجية في المنظمة ،حيث يرى
( ،)Beltrame, 2008( ،)Chen, et al., 2008و( ،)MacKinnon, et al., 2008بأن
متطلبات الرشاقة االستراتيجية هي كالتالي:
وتعليقاً على ما سبق فإن الباحث يرى أن من أهم متطلبات تحقيق الرشاقة االستراتيجية
اء البشرية او العملياتية أو التقنية ،وتطويرها
هو قدرة المنظمة على تحديد قدراتها األساسية سو ً
بما يخدم مصلحة المنظمة ويعطيها القدرة على التكيف والمناورة وخلق القيمة المميزة لديها مع
وجود ثقافة تنظيمية داعمة وهيكل تنظيمي مرن.
24
2.1.6الفرق بجن الرشاقة االتسررارجيجة والمرونة االتسررارجيجة:
إن عدم الوضوح في التمييز بين مفهوم الرشاقة االسترتيجية وغيره من المفاهيم ذات
العالقة مثل المرونة االستراتيجية وخفة الحركة االستراتيجية قد يعود إلى اختالف ترجمة
المصطلحات األجنبية ،أو إلى اختالف في فهم وادراك بعض الباحثين لمصطلح الرشاقة
االستراتيجية ،فقد رأى بعض الباحثين بأن الرشاقة هي ذاتها المرونة فيما اعتبرها البعض امتدادا
للمرونة وآخرون خلصوا إلى أن هناك فرق بين المفهومين من حيث المعنى والمضمون.
فقد أوضح ( )Safari, et al., 2013أن الرشاقة تعتبر أكثر قدرة على التغيير في
النظام ليتوافق مع سياق عمل غير معروف في حين أن المرونة هي القدرة على التغيير في
النظام ليتوافق مع سياق عمل معروف واضح المعالم ،وتحدث ()Sharifi & Zhang, 1999
أن العديد من الباحثين يعتبر الرشاقة امتداد للمرونة ،حيث إن دور المرونة في المنظمة هو
تمكين النظام من مواجهة غير المؤكد ،وذلك من خالل كفاءة وفاعلية أسلوب التغيير في البيئة،
ويتضمن ذلك التغيير في البيئة الداخلية والخارجية ،وأن الرشاقة والمرونة يرتبطان ارتباطاً وثيقاً،
فالمرونة هي القدرة على التكيف ببراعة ،بينما الرشاقة تتعلق بالسرعة الالزمة للتكيف مع
النظام ،كما أن هناك عدد من الباحثين كان رأيهم أن هي شرط أساسي لتصبح منظمة األعمال
رشيقة ،وأن الحدود بين طبيعة المرونة والرشاقة التزال غير واضحة (الصانع2013 ،م).
ويرى الباحث بأن المرونة هي شرط أساسي لكي تتمكن المنظمة من الوصول إلى
الرشاقة حيث إ ن كل منظمة تمتلك الرشاقة هي بالتأكيد تمتلك المرونة وليس العكس ،فإن كانت
المرونة تعني القدرة على إحداث تغيير فاعل في عمليات وأنشطة المنظمة من أجل مواكبة
حدث طارئ أو استغالل فرصة متاحة ،فإن الرشاقة تعني القدرة على إحداث هذا التغيير
بالشكل والسرعة المطلوبين دون أن تتأثر عمليات المنظمة األساسية ودون أن تحيد المنظمة
عن هدفها العام والغرض من وجودها ،كما أن الرشاقة تعني القدرة على استشعار التغيير وهو
عملية اكثر عمقاً من عملية التنبؤ التقليدي ،وبالتالي فإن المرونة تتلخص في أنها عملية
استجابة مناسبة لتغيير متوقع أو تم التنبؤ به ،في حين أن الرشاقة هي عملية استجابة سريعة
وفعالة لتغيير غير متوقع وصعب التنبؤ به ،وعلى الرغم مما تقدم يبقى مفهومي المرونة
والرشاقة متالزمين ومتالصقين نظ اًر لتقارب المترادفات ومن الصعب الفصل بينهما ،فالمنظمة
الناجحة هي التي تتمتع بالمرونة وتستطيع تطوير أداءها وتحسين عملياتها بما يوصلها إلى
أقصى درجات الرشاقة.
25
2.1.7قدرات الرشاقة االتسررارجيجة:
تساعد الرشاقة االست ارتيجية المنظمات على القيام بالعديد من المهام عن طريق
مجموعة من القدرات والتي توفر لها الطرق الالزمة لعملية تنفيذ الرشاقة االستراتيجية ،ولقد
حدد ) (Park, et al., 2017هذه القدرات باألتي:
2.1.7.1رشاقة اإلتسرشعار:
وتعرف بأنها قدرة المؤسسة على فحص ومراقبة واقتناص األحداث من التغير في البيئة
في الوقت المناسب ( ،)Park, et al., 2017وتشير عملية االستشعار إلى مهمة الرصد
االستراتيجي لالحداث في البيئة المحيطة للمنظمة ،والتي من الممكن أن تؤثر على
استراتيجيتها ،واالداء التنافسي واألداء المستقبلي ،وتتضمن هذه المهمة العديد من االنشطة
المتمثلة في الحصول على المعلومات ،وتنقية المعلومات (مزهر ،وياسر2018 ،م) ،ويشير
( )Santala, 2009إلى وجود ثالث قدرات أساسية تحافظ فيها المؤسسة على االستشعار،
وهي الحوار الداخلي بين كافة األطراف ،عمليات استراتيجية مفتوحة ،واليقظة االستراتيجية
العالية.
2.1.7.3رشاقة الممارتسة:
وتعني قدرة المؤسسة على إعادة تكوين ديناميكية الموارد فيها ،تعديل العمليات ،واعادة
تشكيل عالقات سلسلة التوريد وفق خطط العمل الجديدة والمنتجات وخدمات التسعير إلى السوق
في الوقت المناسب (.)Park, et al., 2017
26
وتبنى الممارسة على عدد من األنشطة الهادفة إلى اعادة تجميع الموارد في المؤسسة
وتعديل عمليات االعمال باالعتماد على المبادئ المبنية على مهمة صنع القرار ألجل مواجهة
التغيير البيئي ،بمعنى أن تكون المنظمة قادرة على تغيير عملياتها واعادة تصميم الهيكل
التنظيمي وفق اإلجراءات والموارد المختلفة (مزهر ،وياسر2018 ،م).
وهنا يرى الباحث أن رشاقة المنظمة تأتي وليدة إجراءات وق اررات وسياسات تقوم بها
سعياً منها للوصول إلى أن تصبح منظمة رشيقة تبدأ من إعادة تشكيل هيكلها التنظيمي ليصبح
أكثر تسطحاً والعمل جلياً على أن تكون شبكة العالقات فيها واضحة مما يجعل سلسلة األوامر
فيها أكثر سهولة وأكثر نجاعة ،وكذلك اإلهتمام بنوعية األفراد لديها ليصبحوا أكثر إستقاللية
27
وأكثر مشاركةً للمسؤولية ويملكون القدرة الكافية على التكيف والتطور بسرعة ،وهنا يكمن دور
اإلدارة في اإلنتقال من الشكل التقليدي للسيطرة والرقابة إلى التنسيق والتفويض والتحفيز دون أن
تنسى عمليات التقييم والتقويم لألداء كي تضمن تحقيق أهدافها بفعالية وكفاءة ،وهذا كله بالطبع
يأتي بصورة تدريجية ممنهجة ومخطط لها بعناية كي تتجنب المنظمة أي محاوالت لمقاومة
التغيير المتوقعة ،وكذلك كي تضمن عملية تحويل عملياتها وأنشطتها التقليدية إلى عمليات أكثر
تمي اًز ونجاعةً بطريقة سلسة وتدريجية.
2.1.9خالصة المبحث:
اء التجارية أو
في ضوء التغيرات المتالحقة التي تصاحب بيئة األعمال اليوم سو ً
الخدماتية فإنه أصبح لزاماً على المنظمات السعي للبحث عن آليات وطرق حديثة لإلدارة،
وتعتبر الرشاقة االستراتيجية من األساليب الحديثة لإلدارة االستراتيجية التي تحتاج إلى فهم
معمق ألبعادها ومتطلباتها وآليات تنفيذها من قبل اإلدارة العليا في المنظمات ،نظ اًر ألهميتها
وقدرتها على إعطاء المرونة والسرعة الالزمة ألي منظمة تسعى للحفاظ على بقائها ونموها في
ظل بيئة مضطربة مليئة بالتحديات والتهديدات ،إن تطبيق هذا األسلوب سوف يساعد المنظمة
على مواجهة المخاطر المحيطة بها بل وقلبها إلى فرص متاحة تساعدها في خلق قيمة حقيقة
وبناء ميزة تنافسية عن مثيالتها.
28
المبحث الثاني :إدارة اتسرمرارجة األعمال:
2.2.0مقدمة:
إن أسوء ما تواجهه أي منظمة في العالم هو توقف عملياتها سواء كان هذا السبب
قهري بسبب عوامل بيئية طبيعية ،أو بشري بسبب أخطاء إدارية أو مالي بسبب سوء إدارة مالية
أو نقص في التمويل ،وبيئة األعمال اليوم مليئة بمثل التهديدات السابقة كونها تخضع للقانون
اإللهي القائل بأن دوام الحال من المحال ،ولكن علم اإلدارة اليوم أصبح أكثر تطو اًر وأصبح
لزاماً على المنظمات التي تبحث عن البقاء والديمومة أن تطور من عملياتها وخططها من أجل
ضمان بقاءها في تقديم خدماتها بالحد األدني لكي تتجنب التوقف التام الذي قد يكبدها خسائر
ضخمة أو يدفعها قس اًر إلى الهاوية حيث التالشي والفناء.
وقد جعلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م أهمية قصوى لمفهوم استم اررية
االعمال ،وجعلته في مقدمة أولويات اإلدارة العليا لمنظمات األعمال ،حيث أصبح العالم مليء
بالتهديدات والتي تتطلب وجود خطة الستم اررية االعمال لمواجهة التهديدات المجهولة
والمختلفة ،إضافة إلى المنافسة والتحول في قوى السوق وآلياته يدفع المنظمات إلى اتخاذ
المقاييس المالئمة للتأكد من استم اررية االعمال ،وبذلك أصبحت إدارة استم اررية األعمال من
الموضوعات بالغة األهمية بالنسبة للمنظمات (كامل ،وغزالي2016 ،م).
29
تناولوا إدارة استم اررية األعمال في مقاالتهم العلمية ،مما ساعد في إضفاء الطابع الرسمي على
منهجية إدارة استم اررية األعمال ،وقد تضمنت األنشطة التي نوقشت في المقاالت على سبيل
المثال تحليل تأثير األعمال ،ومتطلبات استعادة المصدر والتوعية والتدريب والمفاهيم ( Elliott,
.)et al., 2010
يشهد العالم اليوم الكثير من التحديات والتغيرات والتحوالت المستمرة ،االمر الذي أدى
إلى أن يكون هدف المنظمات على اختالف انواعها هو الحفاظ على استم ارريتها في ظل
ظروف عدم التأكد التي تعمل فيها ،وعليه فإن التحدي المطروح أمام إدارة المنظمات هو تحديد
المخاطر المحتملة التي قد تواجهها المنظمة وتقييمها بهدف إدارة تلك المخاطر من اجل تحقيق
الهدف المنشود ،وهو تحقيق االستقرار والنمو والحفاظ على استم اررية المنظمة (خميس،
2012م) ،ويشير معيار التدقيق الدولي ( )270إلى مفهوم استم اررية المنشاة وذلك من وجهة
نظر محاسبية بأن يتم النظر إلى المنشاة على أنها مستمرة في األعمال إلى المدى المنظور،
وبموجب هذا االفتراض يتم إعداد البيانات المالية لألغراض العامة على أساس أن المنشأة
مستمرة ما لم تنوي اإلدارة تصفيتها أو إيقاف العمليات ،وعلى هذا األساس يتم تسجيل األصول
وااللتزامات على أن المنشأة ستكون قادرة على تحقيق أصولها والوفاء بالتزاماتها في سياق
األعمال الطبيعية (البعاج ،والزيادي2017 ،م) ،كما أن فرض االستم اررية في الفكر المحاسبي
يعني أن الشركة سوف تستمر في عملياتها ولن يتم تصفيتها في األجل القصير ،وهذا يلزمها أن
تكون قادرة على زيادة مواردها بشكل كاف (البعاج ،والزيادي2017 ،م).
أما من ناحية إدارية فتعرف استم اررية االعمال ) Business Continuity (BCعلى
أنها عملية تطوير ترتيبات واجراءات معدة مسبقاً تمكن المنظمة من االستجابة لألحداث الطارئة
التي تقع بطريقة تعمل على استم اررية وظائف االعمال الحيوية والحرجة وفقاً للمستويات
المخططة من اإلدارة العليا واحداث التغيرات الضرورية ( ،)Foster & Dye, 2005ويعتبر
)2010( Elliott, et alأن استم اررية األعمال بمثابة استجابة لحماية واستعادة األنشطة ذات
القيمة الحرجة إلنشاء منظمة ،والحرجة هنا تعني التي ينبغي النظر فيها ليست في ظل
الظروف العادية ،بل باألحرى تأتي بعد كارثة ،أما وفقًا للمعيار الدولي ISO 22301فيتم
تعريف إدارة استم اررية األعمال على أنها عملية إدارة شاملة ودقيقة يتم من خاللها استشعار
وتحديد وتصنيف المخاطر المتوقعة للمنظمة ورصد اآلثار المترتبة على سير عملياتها الرئيسية
التي قد تسببها تلك المخاطر في حالة حدوثها ،وتوفر تلك العملية إطار عمل متكامل لبناء
آليات التكيف والمواءمة مع القدرة على االستجابة السريعة والفعالة التي تحمي مصالح أصحاب
30
العالقة الرئيسيين وكذلك سمعة المنظمة وعالمتها التجارية وجميع أنشطتها التي تقوم بإنشاء
القيمة ( ،)Estall, 2012بينما يعرفها )2013( Snedakerبأنها عملية تطوير ترتيبات
واجراءات مسبقة تمكن المنظمة من االستجابة لألحداث التي تقع بطريقة تعمل على استم اررية
وظائف األعمال الحرجة وفقاً للمستويات المخططة لها من قبل اإلدارة العليا وتباعا للتغيرات
الضرورية ،وتعرف كذلك بأنها قدرة مواصلة المؤسسة أنشطتها الحيوية على مستوى محدد مسبقا
في حال تعرضت لتعطل (الهيئة الوطنية إلدارة األزمات والطوارئ2015 ،م) ،بينما يعرف معهد
استم اررية األعمال البريطاني BCIإدارة استم اررية االعمال بأنها العملية االدارية الشاملة
والمتكاملة التي تحدد التأثيرات والمخاطر المحتملة التي تهدد المنظمة ،وتعمل على توفير إطار
عمل لبناء المرونة وقدرات االستجابة الفعالة للحوادث التي تحمي الفوائد التي تعود على جميع
أصحاب المصالح ،وتحمي سمعة وشهرة المنظمة وعالمتها التجارية وأنشطة خلق القيمة"
(كامل ،وغزالي2016 ،م) .ويعرف الباحث استم اررية األعمال إجرائياً بأنها :العملية اإلدارية
الشاملة والمتكاملة التي تتنبأ وتحدد التأثيرات والمخاطر المحتملة التي تهدد المنظمة ،وتعمل
على توفير إطار عمل فعال لبناء المرونة وقدرات االستجابة الفاعلة للحوادث والتي تحمي
الفوائد والمصالح الخاصة بالمنظمة والتي تعود على جميع أصحاب العالقة وتحمي سمعة
وشهرة المنظمة .وكذلك فانه باالمكان تعريف إدارة استم اررية االعمال بأنها كافة العمليات
واألنشطة االدارية المتكاملة التي تتخذ من أجل ضمان تخطي المنظمة لكافة المخاطر المحتملة
والمتوقع أن تؤثر عليها من أجل المحافظة على استم اررية أنشطتها الحيوية.
31
2.2.3أهم الممارتسات والمعاججر في ميال اتسرمرارجة األعمال:
:GPG 2013 .1تم تطوير هذه الممارسات من قبل معهد استمرارية العمل في المملكة
المتحدة وهي الممارسات األوسع انتشا اًر على مستوى العالم.
:BS 25999 .2هو معيار صادر عن مؤسسة المقاييس اإلنجليزية في مجال استم اررية العمل
وهو المعيار األوسع انتشا اًر على مستوى العالم حتى عام .2012
:ISO 22301 .3ويعرف بإسم " Societal Security–Business Continuity
" Management Systems Requirementsوهو معيار دولي في مجال استم اررية
العمل يحدد متطلبات البرنامج ،تم التصويت عليه في النصف األول من العام 2012م.
:ISO 22313 .4ويعرف بإسم " Societal Security – Business Continuity
" Management Systems – Guidanceوهو دليل لتطبيق متطلبات استم اررية
العمل.
Information technology - Security Techniques " :ISO/IEC 27031 .5
" Guidelines for Business Continuityيصف هذا المعيار المبادئ والمفاهيم
المتعلقة بجاهزية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت فيما يتعلق باستم اررية األعمال.
كما يوجد عدد من المعايير الوطنية والتي تتبع دوالً معينة مثل معيار إدارة استم اررية .6
األعمال الصادر عن الهيئة الوطنية الدارة الطوارئ واالزمات والكوارث في دولة اإلمارات
العربية المتحدة (.)AE / HSC / 7000:2012
.7في فلسطين أصدرت سلطة النقد الفلسطينية دليل إلدارة استم اررية األعمال في عام 2013م
(سلطة النقد الفلسطينية2013 ،م).
32
حدد معيار ISO 22301أنشطة إدارة استم اررية األعمال من خالل سبعة بنود رئيسية وهي
كما يلي (:)Estall, 2012
2.2.4.2القجادة :Leadership
يجب على اإلدارة العليا إظهار التزامها المستمر تجاه تطبيق ادارة استم اررية االعمال
بكافة مراحلها وتلبية كافة متطلباتها ،بحيث يجب على اإلدارة أن تقوم بما يلي ( Estall,
:)2012
.1تحديد سياسة نظام استم اررية االعمال في المنظمة والذي يجب أن يتناسب مع أهداف
المنظمة من جهة ،ويلبي متطلبات استم اررية األعمال من جهة أخرى ،ويتضمن التزاماً
بتحسين نظام إدارة استم اررية االعمال.
.2يجب أن تكون السياسات موثقة ويتم توصيلها إلى كافة األطراف المعنية بمراجعتها بانتظام
أو على األقل عند حدوث أي تغييرات قد تؤثر على صحة السياسة.
.3يجب على القيادة أن تقوم بتحديد المسؤوليات والصالحيات لكافة األطراف المعنية بتطبيق
النظام وتكليفها بتقديم تقارير عن أداء النظام إلى االدارة العليا.
2.2.4.3الرخطجط :Planning
أن تقوم بتحديد المخاطر والفرص التي يتعين التعامل معها يجب على المنظمة
لضمان أن يتمكن نظام إدارة استم اررية العمل من تحقيق أهدافه ،ثم يجب أن تحدد اإلجراءات
الالزمة للتعامل مع هذه المخاطر والفرص ،وكذلك كيف يمكن دمج هذه اإلجراءات وتنفيذها في
نظام إدارة استم اررية العمل الخاص بالمنظمة ،وأخي ار يتم وضع خطة حول كيفية تقييم فعالية
هذه اإلجراءات (.)Junttila, 2014
33
كما يجب على المنظمة أن تقوم بتحديد أهداف نظام استم اررية األعمال ،والتي تعبر
عن نية المنظمة للتعامل مع المخاطر المحددة واالمتثال لمتطلبات االحتياجات التنظيمية
( ،)Saint-Germain, 2005ويجب أن تكون األهداف متسقة مع سياسة استم اررية العمل،
وأن تأخذ في االعتبار المستوى األدنى من المتطلبات لضمان تحقيق أهداف استم اررية
األعمال ،يجب أن تحدد المنظمة من المسؤوليات ،االجراءات ،الموارد المطلوبة ،المواعيد
النهائية ،ومقايسس تقييم النتائج (.)Estall, 2012
2.2.4.4الدعم :Support
يجب على المنظمة أن توفر الدعم الكامل الذي يضمن تطبيق نظام ادارة استم اررية
االعمال ،والذي يتمثل في (:)Estall, 2012
.1توفير الموارد البشرية ذات الكفاءة إلنجاز المهام المطلوبة عن طريق تدريب الموظفين
الحاليين او توظيف كفاءات جديدة .
.2توعية الموظفين بسياسة استم اررية العمل ،وأن يكونوا على دراية بأدوارهم التي يجب القيام
بها.
.3يجب أن تحدد المنظمة كيف ،متى ،ومع من يجب التواصل (العمالء والشركاء والمجتمعات
المحلية ووسائل اإلعالم) في حال حدوث أي طارئ.
.4توثيق البيانات ،بحيث يجب أن تقوم المنظمة بانشاء دليل يحتوى على كافة المعلومات
المتعلقة بنظام إدارة استم اررية األعمال.
2.2.4.5الرشغجل :Operation
ال بد للمنظمة من وضع ركائز للعمليات خالل تطبيق نظام استم اررية األعمال وهي
كاالتي (:)Junttila, 2014
.1تحليل تأثير األعمال :وهو أن يتم تحديد األنشطة الرئيسية للمنظمة وتقييم أثر عدم تنفيذ
هذه األنشطة ،وبناء عليه يجب تحديد األطر الزمنية واألولويات الستئناف هذه األنشطة
عند مستوى أدنى معين مقبول ،مع مراعاة الوقت الذي تصبح فيه آثار عدم استئنافها غير
مقبولة ،كما ينبغي تحديد االعتماديات والموارد الداعمة لهذه األنشطة ،بما في ذلك الموردين
والشركاء واالستعانة بمصادر خارجية
34
.2تقييم المخاطر :حيث يتم تحليل مخاطر انقطاع أنشطة المنظمة بشكل منهجي ،ومن ثم
تحديد اي من هذه المخاطر يجب تخفيفها وتحديد إجراءات تخفيفها مع الحفاظ على سياسة
استم اررية األعمال ومستوى المخاطرة المقبولة لدي المنظمة.
.3استراتيجية استم اررية العمل :يجب أن تتضمن االست ارتيجية ﮐيفية حماية األنشطة ذات
األولوية أثناء التشغيل العادي ،وﮐيفية التخفيف من اآلثار واالستجابة لها وادارتها أثناء
حدوث اي طارئ وﮐيفية استعادة االنشطة بعد وقوع الحدث ،كما يجب أن تتضمن
االستراتيجية الموافقة على األطر الزمنية الستئناف األنشطة باإلضافة إلى وسائل تقييم
قدرات استم اررية العمل.
.4إجراءات استم اررية األعمال :يجب أن تضع اإلجراءات خطة لالستجابة للحوادث وأن تحدد
علﯽ وجه الخصوص الخطوات المتبعة عند حصول أي طاريء باإلضافة إلى مراعاة أن
تكون اإلجراءات مرنة للرد على التهديدات غير المتوقعة ،وتغيير الظروف الداخلية
والخارجية.
.5الممارسة واإلختبار :يهدف هذا اإلجراء إلى اختبار نظام إدارة استم اررية االعمال وفق ما
هو مخطط ،وقدرته على تحقيق االهداف المطلوبة ،واصدار تقارير بالنتائج والتوصيات.
2.2.4.7الرحتسجن :Improvement
ويقصد بهذا البند التحسين المستمر الذي يشمل جميع اإلجراءات المتخذة في جميع
أنحاء المنظمة لزيادة الفاعلية (بلوغ األهداف ،وتخفيض التكاليف) في عمليات نظام إدارة
استم اررية العمل ،وتشجيع المنظمات على تحسين ومالئمة فاعلية نظام إدارة استم اررية العمل
(.)Saint-Germain, 2005
يحدد هذا البند اإلجراءات التصحيحية الواجب اتخاذها في حالة عدم التوافق ،وهو
يشجع المنظمة على مراجعة أسباب عدم المطابقة ،وتقييم مدى الحاجة إلى إتخاذ إجراءات
35
تصحيحية ،باالضافة إلى إجراء تقييم ما إذا كان عدم التوافق يتطلب إجراء تغييرات على نظام
إدارة استمرارية العمل (.)Estall, 2012
36
األعمال واحتياجات وتوقيت إعادة تشغيلها ،ويوضح الجدول ( )2.3االختالفات في طرق معالجة
األخطار الخاصة بإدارة المخاطر وادارة استم اررية األعمال (صندوق النقد العربي2008 ،م):
يدول ( :)2.3طرق معالية األخطار الخاصة بإدارة المخاطر وادارة اتسرمرارجة األعمال.
إدارة اتسرمرارجة االعمال إدارة المخاطر
تحليل وقياس المخاطر والخسائر تحليل آثار توقف األعمال واحتياجات وتوقيت إعادة طبجعة االدارة
تشغيلها. المتوقعة
األحداث التي تتسبب في توقف تشغيل العمليات جميع أنواع األحداث طبجعة الحدث
إدارة مخاطر جميع األنشطة إدارة آثار األزمات على عمليات التشغيل والتي تكون في الهدف
واألعمال التي تقوم بها المؤسسة .أغلب األحيان خارج نطاق أعمال المؤسسة.
قد تكون أحداث تدريجية إلى أحداث مفاجئة تستدعي االستجابة بشكل سريع آلما زاد تسرعة الحدث
الحدث خطورة. مفاجئة
المصدر( :صندوق النقد العربي2008 ،م ،ص)14
2.2.7.1العوامل الداخلجة:
.1عدم واقعية دراسة الجدوى لمشاريع المنظمات ،والتي تؤدي إلى تحقيق خسائر متتالية
للمنظمات مما يؤثر على قدرتها على االستمرار.
.2قلة رأس المال الذي تحتاجه المنظمة من اجل تمويل أنشطتها ومشاريعها.
.3ضعف الهيكل اإلداري للمنظمات ،وغياب الكفاءات اإلدارية القادرة على التخطيط
االستراتيجي ووضع خطط وبرامج الستم اررية األعمال.
.4عدم تقيد المنظمات بالمتطلبات القانونية والقواعد المحاسبية الخاصة بالوضع المالي
للمنظمة ،حيث يتوجب على المنظمات المحافظة على التوازن المالي بين مصادرها المالية
والتزاماتها.
.5وجود دعاوي قضائية مرفوعة على المنظمات بسبب ارتكابها مخالفات قانونية أو عجزها
عن تسديد التزاماتها.
.6وجود خلل في إجراءات الرقابة الداخلية والخارجية القادرة على الكشف المبكر عن مدى
استم اررية المنظمات.
37
2.2.7.2العوامل الخاريجة:
.1السياسات والقوانين الحكومية ،حيث إن السياسة السائدة في بيئة المنظمة والتشريعات
والقوانين تؤثر بشكل كبير على استم اررية المنظمة في مزاولة أعمالها.
.2مشاكل الفساد اإلداري والمالي ،حيث قد تتعرض المنظمات لعمليات النصب واالحتيال
واالختالس أو التورط بممارسات غير قانونية مما يدخلها في مشاكل مالية وقانونية تؤثر
على قدرها على االستمرار.
.3بعض الكوارث الخارجة عن إرادة المنظمة مثل الحروب والكوارث الطبيعية.
38
على مشاركة ممثلين عن كافة األقسام داخل المنظمة في وضع البرنامج واالستفادة من آراءهم
ومن أهم أنشطة هذه اللجنة:
.1تقييم المخاطر وتحليل تأثر األعمال في مراحل مبكرة من تطبيق البرنامج لتقييم التأثيرات
لكافة األحداث المحتملة على األنشطة المختلفة.
.2عمل نسخ احتياطية لجميع المعلومات والبيانات المهمة في أماكن خارج إطار المنظمة
لضمان عدم تأثرها في حال حدوث أي طارئ.
.3تدريب الفرق المسؤولة عن تطبيق برنامج استم اررية األعمال.
.4االختبار والفحص الدوري للبرنامج من أجل ضمان فعاليته ،باإلضافة إلى تحديث البرنامج
باستمرار خاصة في حال حدوث أي تغييرات قد تؤثر على البرنامج.
39
إلى التخطيط االستراتيجي ألنها تساعد المنظمة في تقييم المخاطر ،وكشف أن التخطيط
للمستقبل مهم جداً ألنه يعطي المبادئ التوجيهية إلدارة استم اررية األعمال على المدى الطويل.
ومما سبق يفترض الباحث بوجود عالقة مؤثرة للرشاقة االستراتيجية على إدارة استم اررية
األعمال في المنظمات الدولية على الرغم من ندرة األبحاث التي قامت باختبار مثل هذه
العالقة ،حيث إن أساس نجاح نشاطات استم اررية األعمال هي وجود معايير ورؤية واضحة
متمثلة في مجموعة من األهداف االستراتيجية ،وقدرات أساسية تساهم في تطوير البرامج
والسياسات الداعمة والمبادئ التوجيهية واإلجراءات الالزمة لضمان متابعة العمل من دون توقف
بغض النظر عن الظروف أو األحداث السلبية التي قد تحصل.
2.2.10خالصة المبحث:
إن مفهوم إدارة استم اررية األعمال هو مفهوم شامل يتخلله العديد من األنشطة
والعمليات ،ويجب على اإلدارة العليا في المنظمات الدولية وضع خطط واضحة ودقيقة لهذا
المفهوم آخذةً بعين اإلعتبار المعايير الدولية ،والممارسات الجيدة التي وضعها الخبراء حتى
تستطيع ضمان استم اررية أعمالها في حالة الطوارئ واإلخطار ،أو حتى في حالة ينبغي فيها
استغالل فرص متاحة ،وتختلف إدارة استم اررية األعمال عن إدارة المخاطر في كونها مفهوم
شامل يجب أن يتخلله ممارسات إدارة المخاطر في مراحل معينة ،منها تحديد نوع الخطر ومدى
قبول أثره أو تفاديه أو حتى إتخاذ إجراءات لعدم حدوثه منذ البداية ،وقد تواجه المنظمات العديد
من المعوقات أثناء ممارسة إدارة استم اررية األعمال ،قد تكون ناتجة عن عوامل خارجية أو
داخلية ،تستطيع المنظمات مواجهتها من خالل التحليل المستمر والدقيق لبيئتها ،واتخاذ
اإلجراءات والق اررات التي تساعد في نجاح استم اررية األعمال والتي أهمها دعم اإلدارة العليا،
وتخصيص الموارد المالية والبشرية لها ،وتكامل أهداف خطة استم اررية األعمال مع أهداف
المنظمة االستراتيجية ككل.
40
المبحث الثالث :المنظمات الدولجة العاملة في قطاع غزة:
2.3.0مقدمة:
إن وجود المنظمات الدولية وتناميها من أهم ما يميز المجتمع الدولي المعاصر ،لما لها
من أهمية في المحافظة على متطلبات العيش بإنسانية وكرامة داخل المجتمعات كافة ،فقد
تطور مصطلح المنظمات الدولية بسرعة كبيرة واتسع نطاقها ،وتدخلت في تنظيم جوانب متعددة
من األنشطة التي كانت متروكة إلى عهد قريب للدول ،ونتيجة للتطور الهائل في مختلف
المجاالت وخاصة في وسائل المواصالت واالتصاالت الدولية ،فرض على المجتمع الدولي أن
يضع الطرق التي تنظم وتنسق العالقات والمصالح بين الدول من خالل إنشاء منظمات دولية
تتولى تنظيم المصالح الدولية بين الدول بشكل يحقق المنافع المتبادلة (الفتالوي2010 ،م).
ويعود تاريخ بدء المنظمات الدولية إلى القرن التاسع عشر وتأكد في القرن العشرين
واتسع نطاقه في القرن الواحد وعشرين ،حيث عرف القرن التاسع عشر ثورة صناعية وعلمية
صاحبها تطور هائل في وسائل النقل واالتصاالت ،وهو ما دفع إلى ظهور أولى المنظمات
الدولية تمثلت في اللجنة المركزية للمالحة على نهر الراين ،1815وتبعتها اللجنة األوروبية
للدانوب ،1856كما عرف القرن التاسع عشر عقد العديد من المؤتمرات الدولية بسبب الحاجة
إلى المصالحة والسالم ومن أهمها مؤتمر الهاي ،1899ومع بداية القرن 20شهد العالم
نزاعات مميتة ظهر معها جليا عدم كفاية اآلليات -التي كانت موضوعة والمتمثلة في
المؤتمرات والمعاهدات -في الحد من الصراعات القائمة وفي تعزيز التعاون الدولي الذي
أصبح ضرورة حتمية ،كما تزايد الوعي بوجود مصالح مشتركة تستدعي التعاون الدولي ،لذا
لجأت الدول إلى خلق آليات جديدة تمثلت في مؤسسات للتعاون الدائم أخذت شكل كيانات
منفردة لها إرادة خاصة بها ،وهدفها تحقيق أهداف مشتركة عن طرق دمج دول العالم في نظام
موحد (.)Nesi, 2016
يوجد العديد من المنظمات الدولية التي تمارس نشاطاتها في الضفة الغربية وقطاع غزة
عن طريق تقديم مساعدتها وخدماتها في إطار نشاطاتها المعتادة كمنظمات دولية منبثقة عن
األمم المتحدة أو مستقلة عنها ،وهي تسعى إلى تكثيف أنشطتها وخاصة عقب الحروب المتتابعة
على قطاع غزة ،وتضطر هذه المنظمات إلستنهاض همم الداعمين والمتبرعين ،وتوجيه
مناشدات للمجتمع الدولي من وقت الخر لتوفير األموال الالزمة ،وقد شهد قطاع غزة ارتفاعاً
ملحوظاً في عدد المنظمات الدولية التي قدمت للعمل فيه بشكل مباشر (دليل الجمعيات
األجنبية2014 ،م).
41
في هذا المبحث سوف يتحدث الباحث عن مفهوم المنظمات الدولية ،خصائص
المنظمات الدولية ،عناصر المنظمة الدولية ،اختصاصات المنظمات الدولية ،أنواع المنظمات
الدولية ،الهيكل التنظيمي للمنظمات الدولية ،دور المنظمات الدولية في قطاع غزة ،وكذلك
التحديات التي تواجه المنظمات الدولية في قطاع غزة.
42
.3تقوم المنظمات على الجهود التطوعية لمجموعة من األفراد المهتمين بالخدمة العامة.
.4لكل منظمة فلسفة تستمد سياستها من النظام األساسي لها ،ولها حق تشريع اللوائح وتعديل
هذه اللوائح.
.5تمارس المنظمات عملها ضمن السياسات العامة للدول بعيداً عن التقلبات السياسية.
.6تعتمد في تمويلها على ما تجمعه من تبرعات وهبات ووصايا دولية.
.7توفر المنظمات الدولية جهد كبير على الدول مثل المشروعات اإلجتماعية.
.8اسلوب العمل داخل هذه المنظمات يتميز بالصرامة حيث ال تستطيع تعديل نظامها ،وقواعد
العمل فيها وأهدافها إال وفق دليل إجراءات معد وفقاً لميثاق تأسيسها.
.9الرقابة على المنظمات تخضع لبعض األجهزة المتخصصة كاإلتحاد العام للمؤسسات
الدولية ،واالتحادات اإلقليمية ،وباإلضافة إلى رقابة الجهة اإلدارية المتخصصة.
43
.3اإلدارة الخاصة بالمنظمة:
إن أهم ما تتميز به المنظمة أن لها إدارة مستقلة عن إدارة الدول األعضاء وبهذا تتميز
عن المؤتمرات الدولية ،فالمنظمة الدولية تملك إدارة قانونية مستقلة خاصة بها ،وتتمتع بمجموعة
من االختصاصات وادارة خاصة طبقاً لمعاهدة إنشائها ،واإلدارة الخاصة المستقلة للمنظمة تعنى
أنها تمارس أعمالها من دون أن تخضع لتوجيهات دولة معينة في المنظمة )جعفر1990 ،م)،
إال أن هذا العنصر يمكن تجاوزه كما ذكر الباحث نظ اًر لخصوصية الوضع القائم في دولة
فلسطين وبعض الدول ذات الصفة المشابهة ،إال أن الباحث يرى بأنه ال يمكن أن تسمح دولة
مستقلة بتسجيل منظمة دولية تتبع لدولة واحدة فقط لما يحمله هذا من تدخل في شئونها الداخلية
واختراق لخصوصيتها.
.4الصفة الدولجة:
غالباً ما تقوم المنظمات الدولية بين الدول عن طريق أشخاص طبيعيين يمثلونها في
المنظمة ،وتخضع ألحكام القانون الدولي فالمنظمة الدولية تضم مجموعة من الدول األعضاء
كل منها تتمتع بالشخصية القانونية الدولية ،هذه الدول جميعها اجتمعت في هذه المنظمة لتكون
شخصية قانونية دولية جديدة تعمل على حماية مصالحها(يونس1991 ،م).
.5معاهدة دولجة:
ال يمكن أن تنشأ منظمة دولية بدون معاهدة دولية تعقدها الدول الراغبة في إنشاء
منظمة ،وعرفت اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات المعقودة عام 1969المعاهدة بأنها "اتفاق دولي
بين دول بصورة خطية وخاضع للقانون الدولي ،سواء أثبت في وثيقة وحيدة أو في اثنين أو
أكثر من الوثائق المترابطة ،وأياً كانت تسميته الخاصة" ،ويشترط أن تكون معاهدة إنشاء
المنظمة مكتوبة ،فال يعتد باإلتفاقات الشفوية بين الدول وبغض النظر عما إذا كان اإلتفاق
الخطي بوثيقة واحدة ،أو أكثر من الوثائق المترابطة ،والسبب في ذلك كون المعاهدات الدولية
المكتوبة يجعلها أكثر وضوحاً وأيسر امتثاالً للقانون الدولي ،ألنها تتضمن أحكاماً واضحة
وضعتها الدول لتنظيم العالقات بينها ،وسهولة الرجوع إليها (عبد الكافي2012 ،م).
44
.4اختصاص الرقابة.
.5إختصاص في إصدار البيانات.
.6إختصاصات دولية ،مثل عقد المعاهدات الدولية أو تعديل معاهدات قائمة.
45
وذلك بمقتضى الوسائل والموارد التي تملكها أو عن طريق تلك التي تضعها الدول األعضاء
تحت تصرفها فعناصر النشاط المادي أو العملي تكمن في وجود سلطة تقوم بإتخاذ القرار من
خالل إدارة أو جهاز معين يتم تكوينه لغرض معين ،مع وضع الوسائل المالية والمادية والبشرية
تحت تصرفه كعمليات حفظ السالم عن طريق القوات الدولية وبرامج المساعدات الدولية
كبرنامج األمم المتحدة للتنمية (.)Ghali, 1992
46
الصحية واإلغاثية وانشاء المدارس والمراكز النسوية والشبابية من أجل تنمية وتطوير المجتمع
(سعيد2001 ،م).
وتعمل المنظمات الدولية على إحداث التغيير اإلجتماعي واإلقتصادي في المجتمع،
وتقوم بدور أساسي في توفير العديد من سبل الرعاية وبرامج التنمية ،ولكن للمجتمع الفلسطيني
وضع خاص يتمثل في اإلحتالل الذي يفرض قيوده على أرض الواقع بسبب الحروب المتتالية
وخاصة في قطاع غزة ،وتتلخص استراتجيات الدول المانحة في دعم استم اررية عملية السالم،
وتحسين الظروف االقتصادية واالجتماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة (.)Elayah, 2014
47
نتسبة الرتسيجل عدد الفروع المتسيلة التسنة
2.25% 2 2003
1.12% 1 2005
3.37% 3 2006
3.37% 3 2007
14.61% 13 2009
21.35% 19 2010
4.49% 4 2011
6.74% 6 2012
5.62% 5 2013
6.74% 6 2014
5.62% 5 2015
1.12% 1 2016
2.25% 2 2017
1.12% 1 2018
7.87% 7 تحت التسجيل
المصدر( :و ازرة الداخلية2018 ،م ،ص)11
48
الدولية في محافظات غزة ،تاله القطاع الطبي باختالف أنشطته (كالدعم النفسي أو العالج
الطبيعي أو تقديم معدات وتجهيزات) حيث كانت نسبة المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال
من إجمالي المنظمات ( %63و ازرة الداخلية2018 ،م) ،ويظهر الجدول التالي توزيع أعداد
ونسب فروع الجمعيات على قطاعات العمل المختلفة والتي أمكن تصنيفها كاالتي:
يدول ( :)2.5روزجع نتسب قطاعات العمل إلى بع ها
نتسبة فروع اليمعجات الري رقوم
عدد فروع اليمعجات الري رقوم ب قطاع العمل
بالنشاط إلى ايمالي عددها
%73.17 60 إغاثي
%39.02 32 طبي
%36.58 30 اجتماعي
%25.60 21 تعليمي
%4.87 4 زراعي
%4.87 4 خدماتي
%9.75 8 تنموي
%7.31 6 ثقافية وفكرية
%1.21 1 األبحاث
49
يدول ( :)2.6روزجع أعداد فروع المنظمات الدولجة حتسب البلد الرئجس.
النتسبة عدد الفروع البلد النتسبة عدد الفروع البلد
3.37% 3 ماليزيا 15.73% 14 أمريكا
2.25% 2 أندونسيا 14.61% 13 بريطانيا
2.25% 2 بلجيكا 11.24% 10 فرنسا
1.12% 1 ألمانيا 5.62% 5 إيطاليا
1.12% 1 أستراليا 7.87% 7 تركيا
5.62% 5 قطر 2.25% 2 النرويج
2.25% 2 لبنان 2.25% 2 إسبانيا
1.12% 1 تونس 3.37% 3 كندا
1.12% 1 سوريا 2.25% 2 هولندا
1.12% 1 السعودية 1.12% 1 البوسنة والهرسك
1.12% 1 مصر 1.12% 1 النمسا
1.12% 1 البحرين 2.25% 2 سويس ار
2.25% 2 اإلمارات 1.12% 1 الدنمارك
2.25% 2 الكويت 1.12% 1 قبرص
89 المجموع
المصدر( :و ازرة الداخلية2018 ،م ،ص)13
شكل ( :)2.6روزجع أعداد فروع المنظمات الدولجة حتسب البلد الرئجس.
50
2.3.8.4عدد العاملجن:
حسب البيانات المسجلة والتي قدمتها هذه الفروع إلى اإلدارة العامة لشؤون المنظمات
غير الحكومية بو ازرة الداخلية حتى نهاية عام (2017م) بلغ عدد العاملين في فروع الجمعيات
األجنبية ( )1095عامالً ،منهم ( )1051عامالً محلياً ،و( )44عامالً أجنبياً (و ازرة الداخلية،
2018م) ،وقد قام الباحث بعمل زيارة ميدانية لفروع المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة
لمعرفة عدد العاملين من اإلدارة العليا ،وقد بلغ عددهم حوالي ( )320عامالً موزعين حسب
ملحق المنظمات الدولية رقم (.)3
51
األمريكي بعد السياسات الجديدة التي تتبعها اإلدارة األمريكية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية،
والتي أسفرت عن تقليص التمويالت المتاحة للمنظمات األمريكية العاملة وشركائها بشكل كبير،
وكما أظهرت اإلحصائيات أعاله فإن هذه الجمعيات تعتبر األكثر تمثيالً في قطاع غزة ،كما
يرى الباحث أن ازدياد وتوسع نطاق األزمات في منطقة الشرق األوسط خصوصاً ،وتحديداً في
سوريا واليمن وليبيا قد شغل العديد من الجهات المانحة األخرى ،وحول مسار التمويل باتجاه
العمل في هذه األقاليم المنكوبة.
2.3.9خالصة المبحث:
لقد تنامت أهمية المنظمات الدولية لما لها من عظيم األثر في الحفاظ على األمن
والسلم األهليين ،وضمان حقوق اإلنسان والعيش بحرية وكرامة ،وتزداد أهمية وجود المنظمات
الدولية في فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة نظ اًر للظروف الخاصة التي يعاني منها
القطاع بدءاً من ويالت اإلحتالل والحصار وانتهاءاً بواقع االنقسام وما يتخللهم من أزمات
وحروب دفعت القطاع الى الهاوية اقتصادياً واجتماعياً وزادت من معدالت الفقر والبطالة ،ولقد
ازدادت الضغوطات على المنظمات الدولية نتيجة لزيادة عددها في قطاع غزة مما دفع الى
زيادة المنافسة على التمويل بين المنظمات ،والضغوط األمريكية المتمثلة بتقليص التمويل بشكل
كبير ،كما أن ازدياد رقعة المناطق المنكوبة في الشرق األوسط دفع باإلهتمام نحو أولويات
أخرى لهذه المنظمات والدول المانحة.
إن معرفة المنظمات الدولية بأهمية الرشاقة االستراتيجية والعمل بها أصبح ضرورة
حتمية لكي تستطيع مواجهة هذه الظروف القاهرة وكذلك تجهيزها لخطط إدارة استم اررية األعمال
يساعدها بشكل كبير على ضمان خدماتها األساسية وقت األزمات والحروب ،وهذا كله لن يكون
دون أن تحشد المنظمة أولوياتها ومواردها من أجل تعزيز هذه المفاهيم والممارسات ،من خالل
رؤى استراتيجية واضحة ،واختيار أهداف استراتيجية تتوائم مع هذه الرؤى ،إعتماداً منها على
مقدراتها الجوهرية ،وايماناً منها بقدرتها على االلتزام الجماعي والمسؤولية المشتركة ،وانتهاءاً
بسرعتها في اتخاذ التدابير واإلجراءات المالئمة لتفادي الخطر واستغالل الفرص ما أمكن ذلك.
52