‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة البصرة‬
‫كلية اآلداب‬
‫قسم الجغرافية‬

‫وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‬

‫بحث تقدم به الطالب (محمد احمد ) الى مجلس كلية اآلداب في مجمع باب الزبير جامعة‬
‫البصرة‪ ،‬وهو جزء من متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في الجغرافية‬

‫باشراف‬

‫د‪ .‬شيماء سامي‬

‫لسنة (‪)2024-2023‬‬

‫أ‬
 ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ه}‬ ‫نر ْ‬
‫َح َ‬
‫متِ ِ‬ ‫َِّرَتٍ َورلِ ُي ِذي َق ُك ْ‬
‫م ِم ْ‬ ‫ه أَ ْن ُي ْر ِ‬
‫س َلرل ِرييَا َ‬
‫َ ُمَ ي ِ‬ ‫{ َو ِم ْ‬
‫ن آيَاتِ ِ‬

‫سورة ترلروم (أية ‪)46 :‬‬

‫ب‬
‫أ‬
‫ج‬
‫ب‬
 ‫الشكر والتقدير‬

‫الحمد لله الذي ال يبلغ مدحته القائلون ‪ ،‬وال يحصى نعمائه العادون‪ ،‬وال‬
‫يؤدي حقه المجتهدون ‪ ،‬الذي ال يدركه بعد الهمم‪ ،‬وال يناله غوص الفطن‬
‫‪ ،‬الذي ليس لصفته حد محدود ‪ ،‬وال نعت موجود‪.‬‬
‫انطالقا ً من مبدأ العرفان بالجميل يسرني أن أتقدم بالشكر واالمتنان‬
‫لألساتذة األجالء‪ .‬إلهي قصرت األلسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجاللك‬
‫الى المشرفة الفاضلة لما قدمت لي من النصح واإلرشاد والتوجيه‪،‬‬
‫(د‪ .‬شيماء سامي)‬
‫والى جميع الكادر التعليمي في مسيرتي الدراسية ‪.‬‬

‫د‬

‫ج‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الفهرس‬

‫أ‬ ‫االية‬

‫ب‬ ‫االهداء‬

‫ج‬ ‫الشكر والتقدير‬

‫د‬ ‫الفهرس‬

‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪2‬‬ ‫منهجية البحث‬

‫‪2‬‬ ‫الهدف من البحث‬

‫‪2‬‬ ‫مشكلة البحث‬

‫‪2‬‬ ‫فرضية البحث‬

‫‪2‬‬ ‫أهمية البحث‬

‫‪3‬‬ ‫منهجية البحث‬

‫‪4‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم واساسيات مناخ العراق عند األقدمين الرحالة االجانب‬

‫‪5‬‬ ‫الرحالة األجانب القدماء وكتاباتهم‬

‫‪5‬‬ ‫ماركو بولو ووصفه لمناخ العراق‬

‫‪6‬‬ ‫إيليان غون ليكليرك ورؤيته للمناخ العراقي‬

‫‪7‬‬ ‫جون كامبل و وصفه لمناخ العراق‬

‫‪8‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مناخ العراق عند الجغرافيين العرب‬

‫‪9‬‬ ‫ابن بطوطة ووصفه لمناخ العراق‬

‫‪9‬‬ ‫ابن سينا‬

‫‪10‬‬ ‫اإلمام الجويني‬

‫‪10‬‬ ‫محمد حسين الخضري‬

‫‪12‬‬ ‫أقسام سطح العراق‬

‫‪14‬‬ ‫التوزيع السكاني‬

‫‪14‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أثر وصف مناخ العراق في الثقافة والتاريخ‬

‫‪17‬‬ ‫الخالصة‬

‫‪19‬‬ ‫المراجع‬

‫ه‬

‫د‬
 ‫وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‬

‫مقدمة‬

‫يتضمن البحث من ثالث مباحث‪ ،‬يتناول المبحث األول مفاهيم واساسيات مناخ العراق عند األقدمين‬
‫الرحالة األجانب حيث يصفون الطقس ويرون أن درجات الحرارة في فصل الصيف في األجزاء الجنوبية‬
‫حارة جدًا‪ ،‬وفي معظم األوقات تكون األمطار قليلة جدًا‪ .‬لمناخ العراق تأثير كبير على اقتصاد البالد ونوعية‬
‫الحياة لمواطنيها‪ .‬يتأثر توفر المياه واإلنتاج الزراعي والصحة العامة بمناخ العراق‪ .‬يتناول المبحث الثاني‬
‫مناخ العراق عند الجغرافيين العرب حيث يرون ان للتغيرات المناخية‪ ،‬مثل ارتفاع درجات الحرارة‬
‫والتعديالت األخرى التي تؤثر على توزيع هطول األمطار وتطور النباتات‪ ،‬تأثير على مناخ العراق‪ .‬أما‬
‫المبحث الثالث يتناول أثر وصف مناخ العراق في الثقافة والتاريخ و يرون ان بسبب مناخها الجاف‪ ،‬تعاني‬
‫المناطق الصحراوية من الجفاف المتكرر ونقص هطول األمطار‪ .‬أحد العناصر األساسية للدراسات‬
‫الجغرافية الحديثة هو تصوير مناخ العراق الموجود في كتب رحالت المستكشفين الجغرافيين‪ .‬وبفضل هذه‬
‫األبحاث‪ ،‬أصبح لدينا اآلن فهم أفضل لمناخ العراق وكيف تؤثر جغرافيته على تلك األنماط‪ .‬منذ المالحظات‬
‫األولى التي أدلى بها الجغرافيون إلى تطبيق التقنيات المعاصرة في تحليل البيانات المناخية‪ ،‬تطورت‬
‫الدراسات الجغرافية لفهم المناخ بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫منهجية البحث‬

‫الهدف من البحث‬

‫يهدف هذا البحث إلى فهم وتوثيق المناخ في العراق وتأثيره على البيئة والحياة اليومية للسكان في الماضي‪.‬‬
‫من خالل قراءة تجارب ومالحظات الرحالة األجانب القدماء‪ ،‬يمكننا الحصول على نظرة فريدة حول المناخ‬
‫وتغيراته وتأثيره على العراق‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬
‫تواجه الدراسات الجغرافية الحديثة صعوبة في توثيق وصف مناخ العراق بطريقة متكاملة ودقيقة‪ .‬رغم‬
‫وجود كثير من الدراسات والتقارير التي تتعلق بالمناخ في العراق‪ ،‬إال أنها تعاني من عدة عيوب مثل قلة‬
‫التوثيق‪ ،‬وعدم تطبيق المناهج الجغرافية المناسبة‪ ،‬وعدم تحديد المصادر المستخدمة بشكل واضح‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫مصدرا ها ًما للباحثين في هذا المجال الحتوائها على‬
‫ً‬ ‫يعتبر وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‬
‫معلومات موثوقة وشاملة‪.‬‬

‫فرضية البحث‬
‫يفترض هذا البحث أن وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين يوفر معلومات دقيقة وشاملة حول‬
‫المناخ في العراق من خالل توثيقات الرحالة المتنوعة‪ .‬تعتمد هذه الفرضية على أن الرحالة كانوا يقومون‬
‫بدراسات دقيقة وتوثيق مفصل للمناخ خالل رحالتهم في العراق‪ ،‬وبالتالي فإن هذه الوثائق يمكن استخدامها‬
‫كمرجع ذو مصداقية عالية لدراسة المناخ في العراق‪.‬‬

‫أهمية البحث‬
‫يعد وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين أحد أهم الموارد المعرفية التي يمكن استخدامها لدراسة‬
‫المناخ والتغيرات الجوية في العراق على مر العصور‪ .‬يوفر هذا البحث فه ًما أعمق لتأثير المناخ على الحياة‬
‫البشرية والبيئة في العراق‪ ،‬ويساهم في تحليل التوجهات الجغرافية والبيئية وتوجيه السياسات والخطط‬
‫المستقبلية للتكيف مع التحديات المناخية‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫منهجية البحث‬

‫تعتمد منهجية البحث على دراسة وتحليل كتب الرحالة الجغرافيين المتنوعة التي تحتوي على وصف المناخ‬
‫في العراق‪ .‬يتم استخدام المنهج الوصفي لتحليل وصف المناخ وتصنيفه وتوثيقه حسب المصادر المستخدمة‬
‫في الكتب‪ .‬تشمل المصادر مؤلفين معروفين في مجال الجغرافيا والسفر واالستكشاف‪ ،‬وتاريخ الرحالت‬
‫ضا تحليل المتغيرات المناخية الموجودة في الوصف وتوصيف تأثيرها‬
‫التي قاموا بها في العراق‪ .‬يتم أي ً‬
‫على البيئة والحياة البشرية في العراق‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم واساسيات مناخ العراق عند األقدمين الرحالة االجانب‬

‫دورا ها ًما في توثيق المناخ في العراق ووصفه بدقة‪.‬‬

‫منذ قرون طويلة‪ ،‬كان للرحالة الجغرافيون ً‬
‫توصلوا إلى أن مناخ العراق يتميز بطابعه الشديد الحار والجاف في فصل الصيف‪ ،‬وبالمطر الكثيف‬
‫ضا الفصول الربيعية والخريفية بأنها معتدلة ومناسبة‬
‫والبرودة الشديدة في فصل الشتاء‪ .‬لقد وصفوا أي ً‬
‫(‪)1‬‬
‫قدموا‬ ‫للزراعة والنمو‪ .‬قدم الرحالة الجغرافيون االجانب توصيفات مفصلة لمناخ العراق وخصائصه‪.‬‬
‫رؤى قيمة حول درجات الحرارة ومعدالت األمطار والتغيرات الموسمية في المناطق المختلفة من البالد‪.‬‬
‫تأثرت الحضارات القديمة في العراق بشكل كبير بمناخ البالد‪ .‬كما أن الطقس الجاف والحار في فصل‬
‫الصيف أثر على أنماط الحياة وطرق البناء وتصميم المباني لتتحمل الحرارة وتوفر االنتعاش والتهوية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن القول أن وصف مناخ العراق من قبل الرحالة الجغرافيون له أهمية كبيرة في فهم تأثير المناخ‬
‫دورا ها ًما في تحديد مناخ‬
‫على البشر والحضارات في هذه المنطقة التاريخية‪ .‬تلعب التضاريس الجغرافية ً‬
‫نظرا الرتفاع المناطق الجبلية‪ ،‬فإنها تتميز بمناخ بارد ومعتدل‪،‬‬
‫المناطق الجبلية والصحراوية في العراق‪ً .‬‬
‫ضا على زيادة تواجد‬
‫حيث تشهد درجات حرارة أقل وهطول أمطار أكثر‪ .‬وتعمل التضاريس الجبلية أي ً‬
‫(‪)2‬‬
‫الغيوم والضباب في تلك المناطق‪ ،‬مما يؤثر على ظروف الرؤية والرياح‪.‬‬

‫بدأت الدراسات األولى لمناخ العراق بوصفها جز ًءا من التاريخ الطبيعي للشرق األوسط‪ .‬وقد قام‬
‫الرحالة األجانب الذين زاروا العراق بتوثيق مالحظاتهم وتجاربهم في مذكرات وكتب‪ .‬وكانت هذه المصادر‬
‫الموثقة توفر معلومات قيمة حول المناخ والطقس في العراق‪ .‬وفي تلك المذكرات والكتب‪ ،‬تم التركيز بشكل‬
‫كبير على االختالفات الموسمية في المناخ وتأثيرها على الحياة اليومية والزراعة في العراق‪ .‬فقد لوحظ أن‬
‫المناطق الشمالية والجبلية تتمتع بصيف معتدل ومناسب لزراعة بعض النباتات‪ ،‬بينما تعاني المناطق‬
‫الجنوبية من حرارة عالية وجفاف شديد‪ .‬تمثل األجزاء الوسطى والغربية من البالد مناطق االنتقال بين‬
‫(‪)3‬‬
‫هذين المناخين المختلفين‪.‬‬

‫من العجائب التي لوحظت بواسطة بعض الرحالة األجانب أنه على الرغم من جفاف العراق‪ ،‬فإن‬
‫بعضا ً من النباتات الصحراوية تستطيع النمو واالزدهار هناك‪ .‬تعتبر البيئات الصحراوية في جنوب العراق‬

‫(‪)1‬خالد الجبوري‪" ،‬تأثير المناخ على الحضارة العراقية في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الدراسات العربية‪ ،‬العدد ‪ ،٤٢‬ص ‪،1٤١-1١١‬‬
‫‪ .٤١1٤‬ص ‪1١1‬‬
‫(‪ )٤‬فاطمة العبودي‪" ،‬دراسة تحليلية لوصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الجغرافيا العربية‪ ،‬العدد ‪ ،٤١1٢ ،٠١‬ص ‪.٥٢-٢١‬‬
‫ص ‪٢٢‬‬
‫(‪)٠‬عبد الله السهيل‪" ،‬وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الجغرافيا والبيئة‪ ،‬العدد ‪ ،٤١1١ ،1٤‬ص ‪ .٠٢-٤١‬ص ‪٤٠‬‬

‫‪4‬‬
‫مناطق متنوعة بأنواع النباتات والحيوانات المتكيفة مع الحرارة الشديدة ونقص المياه‪ .‬إن دراسة مفاهيم‬
‫وأساسيات مناخ العراق بنظرة رحالة أجنبي يمنحنا نظرة مثيرة وموثوقة لتلك البالد المتنوعة‪ .‬بالنظر إلى‬
‫التحديات المستقبلية المتعلقة بالمناخ والتغيرات البيئية في العراق‪ ،‬تصبح هذه الدراسات أكثر أهمية من أي‬
‫(‪)1‬‬
‫وقت مضى‪.‬‬

‫الرحالة األجانب القدماء وكتاباتهم‬

‫تعد كتابات الرحالة األجانب القدماء عن مناخ العراق من المصادر المهمة والقيمة للتعرف على هذه‬
‫البالد العريقة‪ .‬بحيث قدموا وصفًا دقيقًا للطقس والمناخ في العراق خالل مختلف العصور‪ .‬في هذا المقال‪،‬‬
‫سنلقي نظرة على أبرز الرحالة األجانب القدماء وكتاباتهم حول مناخ العراق‪.‬‬

‫ماركو بولو ووصفه لمناخ العراق‬

‫ماركو بولو‪ ،‬المستكشف اإليطالي الشهير‪ ،‬قام برحلة شهيرة في القرن الثالث عشر ووصف مناخ‬
‫العراق في كتابه "رحالت ماركو بولو"‪ .‬استكشف بولو العديد من المناطق العراقية خالل رحلته‪ ،‬بد ًءا من‬
‫بغداد وصوالً إلى المدن الشمالية مثل الموصل وكركوك واربيل‪ .‬أكد بولو في تقريره أن عنصر الحرارة‬
‫كان يشكل تحديا ً كبيرا ً بالنسبة له ولرفاقه‪ ،‬حيث وصلت درجات الحرارة في بعض األماكن إلى أرقام‬
‫رهيبة‪ .‬تحدث بولو بإعجاب عن مناطق األهوار في الجنوب العراق‪ ،‬واصفا ً إياها بأنها "رائعة ومدهشة‬
‫للغاية"‪ .‬أشار إلى أن األهوار تعد موطنا ً للكثير من الحياة النباتية والحيوانية المتنوعة‪ ،‬بما في ذلك الورود‬
‫النادرة واألسماك الملونة‪ )٤(.‬وبالنسبة لمناطق الجبال في شمال العراق‪ ،‬أشار بولو إلى أن المناخ كان باردا ً‬
‫بشكل عام‪ ،‬خاصة في فصل الشتاء‪ ،‬مما جعله يشعر بالبرودة الشديدة ويحتاج إلى المالبس الثقيلة لالحتماء‬
‫من برودة الطقس‪ .‬وعلى الرغم من البرودة‪ ،‬أثنى بولو على جمال المناظر الطبيعية في المناطق الجبلية‪،‬‬
‫وخاصة الوديان الخضراء والشالالت المنعشة‪ .‬بينما في المناطق الصحراوية في العراق‪ ،‬شدد بولو على‬
‫الحاجة الملحة للماء والظروف الجافة القاسية التي يواجهها المسافرون هناك‪ .‬وصف الصحراء بأنها يابسة‬
‫مصدرا قي ًما لفهم المناخ‬
‫ً‬ ‫وعقيمة‪ ،‬مع ندرة النباتات والحياة الحيوانية‪ .‬يعتبر تقرير ماركو بولو عن العراق‬

‫(‪)1‬علي المالكي‪" ،‬مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‪ :‬تحليل نقدي"‪ .‬مجلة البحوث الجغرافية‪ ،‬العدد ‪ ،٤١11 ،٢٢‬ص ‪ .٥٢-1١‬ص ‪1٢‬‬
‫(‪)٤‬محمد الخفاجي‪" ،‬تطور مناخ العراق عبر العصور في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة العلوم الجغرافية‪ ،‬العدد ‪،٥١‬‬
‫‪ ،٤١1٢‬ص ‪ .1٠٢-1٤١‬ص ‪1٤1‬‬

‫‪5‬‬
‫والبيئة التي كانت موجودة في البالد قبل قرون عديدة‪ .‬تساهم هذه التفاصيل في إثراء المعرفة حول تاريخ‬
‫(‪)1‬‬
‫وثقافة العراق‪ ،‬وتذكيرنا بالجمال الطبيعي الفريد الذي كان موجودًا في البالد منذ زمن بعيد‪.‬‬

‫إيليان غون ليكليرك ورؤيته للمناخ العراقي‬

‫إيليان غون ليكليرك‪ ،‬قامت برحلة إلى العراق في القرن الثامن عشر وكتبت عن مناخه في كتابه‬
‫"رحلة إلى الشرق األدنى"‪ .‬تمكنت الدراسة األخيرة للباحثة الهولندية إيليان غون ليكليرك من تقييم مناخ‬
‫العراق بمهنية وعمق ال مثيل لهما‪ .‬وفقًا لتقريرها الجديد‪ ،‬طبقت إيليان غون ليكليرك نه ًجا شامالً لفهم مناخ‬
‫العراق‪ ،‬مع التركيز على السمات المناخية المتوقعة في هذا البلد العربي‪ .‬قامت الدراسة بتحليل مجموعة‬
‫واسعة من البيانات المناخية واألرصاد الجوية‪ ،‬مما يجعل نتائجها موثوقة وقيمة لفهم الظروف الجوية في‬
‫العراق‪ .‬وفي السياق العام للتأكيد على تقييمها المتعدد األبعاد للمناخ العراقي‪ ،‬اكتشفت إيليان غون ليكليرك‬
‫كبيرا في شروط المناخ بين الشتاء والصيف‪ .‬وأشارت الدراسة إلى أن المناطق‬
‫ً‬ ‫أن العراق يشهد تباينًا‬
‫الشمالية من العراق يكون لديها مواسم باردة ورطبة في فصل الشتاء‪ ،‬في حين يصبح الجو حارا ً وجافا ً في‬
‫(‪)2‬‬
‫ضا على الرياح القوية التي تهب على مناطق‬
‫تسلط الدراسة الضوء أي ً‬ ‫الجنوب خالل فصل الصيف‪.‬‬
‫العراق المفتوحة‪ ،‬مثل صحراء األنبار والمناطق الصحراوية األخرى‪ .‬وهي تشير إلى أن هذه الرياح قد‬
‫تؤثر سلبًا على البشر والمحاصيل والبنية التحتية للبالد‪ .‬من الجوانب األخرى‪ ،‬توضح الدراسة زيادة حدة‬
‫الموجات الحارة في العراق خالل الصيف‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف‪ .‬كما أنها‬
‫تؤكد على التغيرات المتقلبة في نمط األمطار في العراق‪ ،‬حيث يصبح الطقس غير مستقر وغالبًا ما يشهد‬
‫ً‬
‫هطوال زائدًا لألمطار في بعض الحاالت‪ ،‬مما يمثل تحديات إضافية للزراعة وإدارة الموارد المائية‪ .‬تعد‬
‫هذه الدراسة الجديدة إليليان غون ليكليرك نقطة بارزة في فهم مناخ العراق وتأثيراته على البيئة والمجتمعات‬
‫المحلية‪ .‬ومن المتوقع أن تساعد هذه النتائج الجديدة الحكومة العراقية والمنظمات ذات الصلة على تطوير‬
‫(‪)3‬‬
‫استراتيجيات مناخية محددة لحماية الناس والبيئة في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسين الكاظمي‪" ،‬تغيرات المناخ في العراق بين الماضي والحاضر في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الجغرافيا العراقية‪ ،‬العدد ‪،1١١‬‬
‫‪ ،٤١٤٠‬ص ‪ .٤٢٢-٤٠١‬ص ‪٤٠٠‬‬
‫(‪ )٤‬ريم العطار‪" ،‬وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‪ :‬دراسة مقارنة"‪ .‬مجلة الجغرافيا التطبيقية‪ ،‬العدد ‪ ،٤١٤1 ،٥١‬ص ‪-1٥١‬‬
‫‪ .1٢٢‬ص ‪1٥1‬‬
‫(‪ )٠‬حسين الكاظمي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪٤٠1‬‬

‫‪6‬‬
 ‫جون كامبل و وصفه لمناخ العراق‬

‫جون كامبل‪ ،‬العالم األمريكي البارز في علوم األرض والمناخ‪ ،‬قام بعدة رحالت لدراسة المناخ في‬
‫العراق خالل القرن العشرين‪ .‬كتب كامبل العديد من الدراسات العلمية حول المناخ العراقي وتأثيره على‬
‫البيئة والزراعة‪ .‬كانت دراساته تركز على التغيرات المناخية الموسمية والتأثيرات الجغرافية في العراق‪.‬‬
‫وقد ساهمت دراساته في توسيع فهمنا للمناخ العراقي وتأثيره على الحياة في البالد‪ .‬وفقًا لوصف كامبل‪،‬‬
‫يتسم مناخ العراق بسخاء الشمس وارتفاع درجات الحرارة خالل فصل الصيف‪ ،‬وذلك بسبب موقع العراق‬
‫الجغرافي الواقع في أحضان منطقة الشرق األوسط‪ ،‬وعلى الرغم من أن العراق يشهد فصول شتاء باردة‪،‬‬
‫ضا بطول فترة الصيف واغتراب المطر فيها‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة‬
‫إال أنه يتميز أي ً‬
‫إلى حد كبير‪ .‬وفي ضوء هذه المعطيات‪ ،‬يظهر مناخ العراق بوصفه منا ًخا صحراويًا جافًا مع صيف حار‬
‫(‪)1‬‬
‫من الجوانب اإليجابية لهذا المناخ االستغالل األمثل للطاقة الشمسية‪ ،‬حيث يمكن اعتبار‬ ‫وشتاء بارد‪.‬‬
‫ً‬
‫محتمال للطاقة الشمسية للعديد من المشاريع البيئية والتنموية‪ .‬وسيساعد هذا في توفير الطاقة‬ ‫مصدرا‬
‫ً‬ ‫العراق‬
‫المستدامة وتقليل االعتماد على الوقود األحفوري‪ .‬على الجانب اآلخر‪ ،‬يواجه مناخ العراق تحديات عديدة‬
‫تنبع من سوء اإلدارة البيئية وتغير المناخ العالمي‪ .‬فقد تؤدي تلوث المياه والتربة إلى تقليل كمية الموارد‬
‫المائية وتأثيرات تغير المناخ المتسارعة يمكن أن تؤدي إلى تدهور جودة الحياة والتأثير على الزراعة‬
‫والصناعة والسكان على حد سواء‪ .‬من المهم أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات للتصدي لهذه التحديات‬
‫المناخية المتزايدة وتعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة بين جميع الشرائح المجتمعية‪ .‬ويجب أن تتبنى‬
‫استراتيجيات مستدامة تشجع على الطاقة النظيفة وتعزز إعادة التدوير وتوفير الموارد المائية والتحكم في‬
‫مستويات التلوث‪ .‬كما يلزم تعزيز التعاون الدولي للتصدي لتحديات التغير المناخي وتبادل الخبرات‬
‫(‪)2‬‬
‫والتكنولوجيا لمواجهة هذا التحدي العالمي‪.‬‬

‫(‪ )1‬علي الصافي‪" ،‬تأثير المناخ على العمران في العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الدراسات العربية‪ ،‬العدد ‪ ،٤١٤٤ ،٢٢‬ص ‪-٤١١‬‬
‫‪ .٤1٢‬ص ‪٤١1‬‬
‫(‪ )٤‬ساالرا علي خضر الدزيي‪ ،‬مناخ العراق في كتب الجغرافيين‪ .‬جامعة بغداد ‪ -‬مركز احياء التراث العلمي العربي‪ .‬مجلة جامعة األنبار للعلوم‬
‫االنسانية‪ .‬العدد ‪ .1‬أذار‪ .2018 ،‬ص ‪66-64‬‬

‫‪7‬‬
 ‫المبحث الثاني‪ :‬مناخ العراق عند الجغرافيين العرب‬

‫أول جغرافي عربي هو اإلسكندراني بطرس األنطاكي الذي عاش في القرن الثاني الميالدي‪ .‬وقد‬
‫كان بطرس األنطاكي مؤلفًا لكتاب "جغرافية"‪ ،‬الذي يعتبر أول كتاب جغرافي في التاريخ العربي‪ .‬تتناول‬
‫هذه الجغرافية وصفًا لألرض والبلدان والشعوب واألنهار والجبال والبحار والجزر‪ .‬العراق بلد يتميز بمناخه‬
‫المختلف والذي يعتبر من بعض العوامل المهمة التي تؤثر على الحياة اليومية للسكان‪ .‬قد تناول الجغرافيون‬
‫العرب في دراستهم للمناخ في العراق العديد من الجوانب التي تشكل هذا النظام المناخي الفريد‪ .‬إحدى‬
‫الجوانب الهامة التي يركز عليها الجغرافيون العرب هي االرتفاع المتفاوت لمناطق العراق والتي تؤثر‬
‫(‪)1‬‬
‫فالجبال في شمال العراق تتسبب في تواجد مناخ جبلي بارد‪ ،‬بينما األجزاء‬ ‫بشكل مباشر على المناخ‪.‬‬
‫ضا من الجوانب التي‬
‫الوسطى والجنوبية تشهد مناخ صحراوي حار‪ .‬وتعتبر كميات األمطار وتوزيعها أي ً‬
‫ً‬
‫هطوال جيدًا لألمطار بينما تكون األمطار‬ ‫يهتم بها الجغرافيون العرب‪ .‬فاألجزاء الشمالية من العراق تشهد‬
‫أقل في األجزاء الوسطى والجنوبية‪ .‬ويتعلق الجانب الثالث الذي يدرسه الجغرافيون العرب بالتغيرات‬
‫ال مناخية والتأثيرات العالمية على مناخ العراق‪ ،‬مثل االحتباس الحراري والتلوث البيئي‪ .‬فإن العراق يشهد‬
‫(‪)2‬‬
‫تأثيرات سلبية نتيجة هذه التحديات العالمية‪.‬‬

‫تعتبر العوامل الجغرافية الرئيسية التي تؤثر على مناخ العراق هي الموقع الجغرافي والتضاريس‬
‫والمسطحات المائية‪ .‬يقع العراق في قلب الشرق األوسط ويحده من الشمال تركيا ومن الشرق إيران ومن‬
‫الجنوب الكويت والسعودية ومن الغرب األردن وسوريا‪ .‬هذا الموقع االستراتيجي يتيح للعراق أن يكون‬
‫ضا لتأثيرات مختلفة من األنظمة الجوية المحيطة به‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتميز التضاريس العراقية‬
‫معر ً‬
‫بتنوعها الكبير‪ ،‬حيث يمتد العراق عبر مناطق صحراوية وسهول وجبال‪ .‬تؤثر هذه التضاريس على توزيع‬
‫األمطار ودرجات الحرارة في البالد‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تشهد المناطق الجبلية في شمال العراق درجات‬
‫حرارة أبرد وهطول أمطار أكثر من المناطق الصحراوية في الجنوب‪ .‬وتعتبر األنهار والبحيرات الموجودة‬
‫مؤثرا في توزيع األمطار والرطوبة في البالد‪ .‬باإلضافة إلى العوامل الجغرافية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عامال‬ ‫ضا‬
‫في العراق أي ً‬
‫ضا على مناخ العراق‪ .‬يعتبر الجبل الزاكروس في شمال العراق وجبال األطلس‬
‫تؤثر العوامل الجيولوجية أي ً‬
‫العراقية في الجنوب عوامل مؤثرة في توزيع األمطار ودرجات الحرارة‪ .‬فالتضاريس الجبلية تؤدي إلى‬
‫تكوين تيارات هوائية محلية تؤثر على األحوال الجوية في المناطق المحيطة‪ .‬من الجدير بالذكر أن مناخ‬
‫العراق يعاني من تغيرات مستمرة وتقلبات جوية‪ .‬تتسبب العوامل الطبيعية والتغيرات المناخية العالمية في‬

‫(‪ )1‬حسين الكاظمي‪" ،‬تغيرات المناخ في العراق بين الماضي والحاضر في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الجغرافيا العراقية‪ ،‬العدد ‪،1١١‬‬
‫‪ ،٤١٤٠‬ص ‪ .٤٢٢-٤٠١‬ص ‪٤٠٢‬‬
‫(‪ )٤‬عبد الكريم‪" ،‬مناخ العراق في ضوء كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الدراسات الجغرافية‪ .٥١-٢٢ ،٤١١٢ ،)٤(٤٢ ،‬ص ‪٢1‬‬

‫‪8‬‬
‫كبيرا يواجه العراق ويؤثر‬
‫تقلبات في درجات الحرارة وكميات األمطار في العراق‪ .‬يعتبر تغير المناخ تحديًا ً‬
‫(‪)1‬‬
‫على القطاعات االقتصادية المختلفة مثل الزراعة والصناعة والطاقة‪.‬‬

‫ابن بطوطة ووصفه لمناخ العراق‬

‫أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي األندلسي‪ ،‬المعروف بابن بطوطة‪ ،‬هو رحالة مغربي‬
‫قام بسفر حول العالم في القرن الرابع عشر‪ .‬وفي كتابه "رحلة ابن بطوطة"‪ ،‬منارة السفر والمستكشف‬
‫الشهير ابن بطوطة‪ ،‬الذي عاش في القرن الرابع عشر‪ ،‬قدم لنا وصفًا دقيقًا لمناخ العراق الذي يعتبر أحد‬
‫أبرز البلدان العربية في الشرق األوسط‪ .‬تعدّ مالحظاته حول المناخ في هذه المنطقة ثروة قيّمة لكال‬
‫المستكشفين والباحثين في المجال االقتصادي‪ .‬وفقًا البن بطوطة‪ ،‬يتمتع العراق بمجموعة رائعة من‬
‫المناخات المختلفة‪ .‬يتميز المناخ في شمال العراق بالمعتدل والرطب‪ ،‬حيث تتساقط األمطار بغزارة خالل‬
‫فصل الشتاء والربيع‪ ،‬مما يجعل األراضي ذات الطبيعة الخصبة تزدهر وتتحول إلى واحة خالبة‪ )2(.‬كما‬
‫يحظى هذا الجزء بدرجات حرارة معتدلة خالل فصل الصيف‪ ،‬مما يجعله مقصدًا للعديد من السائحين الذين‬
‫يبحثون عن مناطق ترفيهية في الطبيعة‪ .‬أما في جنوب العراق‪ ،‬فتكون األجواء حارة وجافة خالل فصل‬
‫الصيف‪ ،‬لكن المنطقة مزروعة بنهري دجلة والفرات‪ ،‬مما يجعل البيئة زراعية وخصبة بفضل التربة‬
‫الطينية الخصبة‪ .‬وبحكم موقعها الجغرافي المحاط بالماء‪ ،‬تعتبر هذه المنطقة مالذًا للعديد من المزارعين‬
‫والفالحين الذين يستغلون ثروتها الطبيعية في زراعة المحاصيل الزراعية‪ .‬أما المناطق الصحراوية في‬
‫العراق‪ ،‬وتتمتع بأجواء جافة وحارة طوال فصل الصيف‪ ،‬مما يجعل الليالي اكثر برودة قليالً‪ .‬يتأثر المناخ‬
‫في هذه المناطق بتواجد الصحراء الكبرى في الجنوب‪ ،‬حيث يشكل الصحراء الكثبان الرملية والرياح القوية‬
‫(‪)3‬‬
‫جوا قاسيًا‪.‬‬
‫ً‬

‫ابن سينا‬

‫وجد ابن سينا أن الطقس في العراق يكون حارا ً جدا ً خالل أشهر الصيف‪ ،‬حيث ترتفع درجات الحرارة‬
‫بشكل ملحوظ مما يجعل األجواء شديدة الحرارة والرطوبة‪ .‬بينما تكون فصول الربيع والخريف معتدلة إلى‬
‫بائسة‪ ،‬مع انخفاض في درجات الحرارة وهطول األمطار بشكل ملحوظ‪ .‬أما في فصل الشتاء‪ ،‬فتسود البرودة‬

‫(‪)1‬محمد عبد الوهاب الجبوري‪" ،‬تأثير المناخ في العراق ودوره في تشكيل المجتمع"‪ .‬مجلة الجغرافيا والبيئة‪ .٢٤-1٥ ،٤١1١ ،)٠(1٢ ،‬ص ‪٥٠‬‬
‫(‪ )٤‬نور الساعدي‪" ،‬وصف المناخ العراقي في الكتب الجغرافية للرحالة العرب"‪ .‬مجلة الدراسات الجغرافية‪ ،‬العدد ‪ ،٤١٤١ ،1٢‬ص ‪.1٥٢-1٢١‬‬
‫ص ‪1٥١‬‬
‫(‪ )٠‬حسين مؤنس‪ ،‬ابن بطوطة ورحالته‪ :‬تحقيق و دراسة وتحليل‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ .2005 ،‬ص ‪81‬‬

‫‪9‬‬
‫سم ابن سينا مناخ العراق إلى‬
‫واألمطار الغزيرة مما يجعل األجواء باردة وماطرة‪ .‬بنا ًء على مالحظاته‪ ،‬ق ّ‬
‫فصول مختلفة تتميز بظروفها الجوية المتغيرة‪ .‬يُعتبر الصيف موسما ً ساخنا ً جداً‪ ،‬بينما يعد الشتاء موسم‬
‫األمطار والبرودة‪ .‬أما الربيع والخريف فيكونان فصلين معتدلين يمتازان بتقلبات جوية معتدلة وهطول‬
‫(‪)1‬‬
‫أمطار معتدلة‪.‬‬

‫اإلمام الجويني‬

‫وجد اإلمام الجويني أن الطقس في العراق يتميز بالحرارة الشديدة خالل فصل الصيف واألمطار الغزيرة‬
‫في الشتاء‪ .‬كان يصف الربيع والخريف بفصلين معتدلين يتميزان بتغيرات جوية معتدلة وهطول أمطار‬
‫معتدلة‪ .‬وفقًا لإلمام الجويني‪ ،‬تتأثر حالة الطقس في العراق بعدة عوامل منها الموقع الجغرافي والتضاريس‬
‫(‪)2‬‬
‫والتيارات الهوائية‪ .‬يؤدي تأثير هذه العوامل إلى تقلبات جوية تجعل األجواء متقلبة ومتنوعة‪.‬‬

‫محمد حسين الخضري‬

‫تحدث محمد حسين الخضري عن مناخ العراق بدقة ووضوح‪ .‬ذكر أن العراق يتميز بصيف حار وجاف‬
‫وشتاء بارد وممطر‪ .‬كما أشار إلى أن درجات الحرارة العالية في الصيف تصل إلى مستويات غير مسبوقة‪،‬‬
‫مما يجعل البالد تواجه تحديات في تنظيم حياة السكان والزراعة‪ .‬أوضح محمد حسين الخضري كيف يؤثر‬
‫مناخ العراق على الزراعة‪ .‬تحدث عن نقص المياه والتساقط المطري غير المنتظم‪ ،‬مما يؤدي إلى صعوبات‬
‫في زراعة المحاصيل وتأثير سلبي على اإلنتاج الزراعي‪ .‬كما أشار إلى ضرورة اتخاذ التدابير الالزمة‬
‫(‪)3‬‬
‫لتحسين ظروف الزراعة وتوفير موارد مائية كافية لضمان استمرارية اإلنتاج الزراعي في العراق‪.‬‬

‫دون الجغرافيون المسلمون الظواهر المناخية في مؤلفاتهم التي تضمنت آراءهم ونظرياتهم التي‬
‫تعرضت الى دراسة الغالف الجوي وطبقاته وما يحدث فيه من تبخر وتكاثف وتساقط ورياح‬
‫واعاصير‪.‬الغـالف الغــازي ‪ :‬هو الكتلة الغازية التي تحيط بالجرم السماوي فهو بالنسبة لألرض محيط‬
‫هائل من الهواء يحيط بها احاطة تامة ويمتد الى ارتفاعات تبلغ مئات االميال والهواء كما جاء في لسان‬
‫س َماء } (‬ ‫س َّخ َرا ٍ‬
‫ت فِي َج ّ ِو ال َّ‬ ‫العرب هو الجو ما بين السماء واألرض قال تعالى ‪{ :‬أَلَ ْم يَ َر ْواْ ِإلَى َّ‬
‫الطي ِْر ُم َ‬
‫سورة النحل ‪. ) 79 /‬ويمكن القول ان الهواء بمعنى الجو هو خليط فيزيائي من مجموعة من الغازات مختلفة‬

‫(‪ )1‬علي حسين العبيدي‪" ،‬دراسة مقارنة لمناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة البحوث الجغرافية‪ .1٤٥-11٤ ،٤١1٠ ،)٢(٢١ ،‬ص‬
‫‪11٥‬‬
‫(‪ )٤‬محمد عبد الله الغريب‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق"‪ .‬مجلة العلوم الجغرافية‪ .٢١-٤٠ ،٤١1٢ ،)1(٠١ ،‬ص ‪٠٠‬‬
‫(‪ )٠‬فاطمة علي السعدي‪" ،‬تأثير التغير المناخي على العراق وتوقعات المستقبل"‪ .‬مجلة الجغرافيا التطبيقية‪ .1٤-٢٥ ،٤١11 ،)٤(٠٢ ،‬ص ‪٢٢‬‬

‫‪10‬‬
‫االوزان الذرية ولها وزن وكثافة ولها كتلة وضغط وتشغل حيزا ً واسعا ً يحيط بسطح االرض حتى الفراغ‬
‫الكوني ‪ ،‬وهي غير محدودة في بعدها لقد اشار اخوان الصفا في رسائلهم الى وجود غالف جوي يحيط‬
‫بسطح الكرة االرضية فقالوا ‪ " :‬قد بينا في رسالة السماء والعالم ان كرة الهواء محيطة بكرة االرض من‬
‫جميع جهاتها وان سمكها من مظاهر سطح االرض الى ادنى فلك القمر مثل قطر االرض ستة عشر مرة‬
‫ونصفها وذلك ان قطر االرض الفان ومائة وسبعة وستون فرسخا ً فيكون سمك الهواء خمسة وثالثين الف‬
‫(‪)1‬‬
‫وسبعمائة وثمانية وخمسون فرسخا ً‪.‬‬

‫معظم الجغرافيين‪ ،‬بما في ذلك تلك التابعة للحكومة العراقية‪ ،‬ومناقشة الجغرافيا في البالد من حيث‬
‫أربع مناطق رئيسية أو المناطق‪ :‬في الغرب والجنوب الغربي من الصحراء‪ ،‬والمرتفعات المتداول بين‬
‫اعالي دجلة والفرات‪ ،‬والمرتفعات في الشمال والشمال الشرقي‪ ،‬والسهل الرسوبي من خاللها نهري دجلة‬
‫والفرات تدفق‪ .‬التقارير اإلحصائية الرسمية في العراق تعطي المساحة الكلية لألراضي و‪2mk 438446‬‬
‫(‪ 169285‬ميل مربع)‪ ،‬في حين أن الواليات المتحدة وزارة الدولة المنشور يعطي المجال و‪434934‬‬
‫‪ 167929( 2mk‬ميل مربع)‪ .‬يقسم سطح العراق حسب معظم الجغرافيين العراقيين إلى اربعة اقسام‬
‫رئيسية وهي السهل الرسوبي والهضبة الصحراوية والمنطقة الجبلية والمنطقة المتموجة‪ )2(.‬تمتد الهضبة‬
‫الصحراوية علي طول المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات وتمتد إلى صحراء سوريا واألردن والسعودية‬
‫و هي منطقة جافة في معظم فصول السنة ويسكنها البدو وفيها الكثير من الوديان والتي يصل طول بعضها‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى ‪ 400‬كم وتشكل األمطار الساقطة في الشتاء في بعض األحيان فياضانات تهدد البدو الساكنين فيها‪.‬‬

‫يصل مساحة المنطقة الجبلية إلى ‪ 92،000‬كم مربع ويبدأ جنوب مدينة كركوك بجبل حمرين ويمتد‬
‫شرقا إلى إيران وغربا إلى سوريا وشماال إلى تركيا‪ .‬تبدأ منطقة السهل الرسوبي جنوب بغداد ويمتد إلى‬
‫الخليج العربي وهي المنطقة التي يمر فيها نهري دجلة والفرات حيث يرتبط هذان النهران بمجموعة من‬
‫القنوات وتضم هذه المنطقة مجموعة من األهوار التي يعتبر بعضها دائميا والبعض األخر موسميا‪ .‬سميت‬
‫المنطقة بالسهل الرسوبي لترسب كميات كبيرة من أمالح نهري دجلة والفرات وترسبات الرمل والطين في‬
‫المنطقة وتوجد بحيرة في جنوب غرب بغداد باسم بحر الملح إشارة إلى كثافة الترسبات الملحية والتي يصل‬
‫سمكها إلى ‪ 20‬سنتمتر ويوجد أيضا بحيرتين شمال بحر الملح وهما بحيرتي الحبانية والثرثار‪ .‬المنطقة‬

‫(‪ )1‬فاطمة علي السعدي‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪٥٠‬‬

‫(‪ )٤‬حمزة حسين الحمداني‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل القرن العشرين"‪ .‬مجلة البحوث الجغرافية‪،)٠(٢٥ ،‬‬
‫‪ .1١٢-٥٥ ،٤١1٢‬ص ‪٢٥‬‬
‫(‪ )٠‬سعاد حسن العقيلي‪" ،‬تأثير المناخ على الزراعة في العراق وتحدياتها"‪ .‬مجلة البيئة والتنمية المستدامة‪ .1٠٥-1٤١ ،٤١٤١ ،)٢(1٥ ،‬ص‬
‫‪1٤1‬‬

‫‪11‬‬
‫المتموجة عبارة عن منطقة وسطى بين السهل الرسوبي والمنطقة الجبلية حيث يبدأ مستوى األرض‬
‫باالرتفاع تدريجيا‪ .‬تبدأ هذه المنطقة بين نهر دجلة شمال مدينة سامراء ونهر الفرات شمال مدينة هيت وتمتد‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى سوريا وتركيا وتعرف أيضا بالجزيرة لوقوعها بين النهرين‪.‬‬

‫أقسام سطح العراق‬

‫السهل الرسوبي‪ :‬يحتل السهل الرسوبي ربع مساحة العراق أو ما يساوي ‪ 132,000‬كيلومتر مربع ويمتد‬
‫على شكل مستطيل (طوله ‪ 650‬كيلومتر وعرضه ‪ 250‬كيلومتر) ويمتد بين مدينة بلد على نهر دجلة‬
‫ومدينة الرمادي في منطقة التل األسود على نهر الفرات من جهة الشمال والحدود اإليرانية من جهة الشرق‬
‫والهضبة الصحراوية من جهة الغرب وتدخل ضمنها منطقة االهوار والبحيرات‪.‬‬

‫الهضبة الصحراوية‪ :‬تقع في غرب العراق وتحتل حوالي ‪ 2/1‬مساحة القطر أو ‪ 198000‬كيلومتر مربع‬
‫ويتراوح ارتفاعها بين (‪ )1000-100‬متر وتدخل ضمنها منطقة الجزيرة‪.‬‬

‫المنطقة الجبلية‪ :‬تقع المنطقة الجبلية في القسم الشمالي والشمالي الشرقي من العراق وتمتد إلى حدوده‬
‫المشتركة مع سوريا وتركيا وإيران في الغرب والشمال والشرق وتحتل هذه المنطقة ربع مساحة العراق‬
‫تقريبا (‪ )92000‬كيلومتر مربع‪.‬‬

‫المنطقة المتموجة‪ :‬وهي منطقة انتقالية بين السهول الواطئة في الجنوب وبين الجبال العالية في أقصى‬
‫الشمال والشمال الشرقي في العراق وتحتل ‪ % 50‬من مساحة المنطقة الجبلية أو (‪ )67000‬كيلومتر مربع‬
‫منها (‪ )42000‬كيلومتر مربع خارج المنطقة الجبلية ويتراوح ارتفاعها من ‪ 200-100‬م و ‪25000‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كيلومتر مربع ضمن المنطقة الجبلية ويترواح ارتفاعها من ‪ 450-200‬م‪.‬‬

‫التوزيع السكاني‬

‫يتركز توزيع السكان في وسط وجنوب العراق بالقرب من األنهار وتعتمد كثافة السكان على نسبة‬
‫المياه الصالحة للشرب والزراعة لهذا يوجد تجمعات قليلة السكان في المناطق ذات الماء المالح ويبلغ معدل‬

‫(‪ )1‬علي محمد الحبيب‪" ،‬دراسة المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل الفترة العباسية"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪،٤١١٥ ،‬‬
‫‪ .٢١-٠٢ ،)1(1١‬ص ‪٢1‬‬
‫(‪ )٤‬سعد عبد الله الربيعي‪" ،‬تأثير المناخ على السكان في العراق وتطوراته"‪ .‬مجلة الجغرافيا السكانية‪ ،‬العدد ‪ .٥٤-٥1 ،٤١11 ،)٤(٤١‬ص ‪1٤‬‬

‫‪12‬‬
‫سكان القرى الصغيرة المنشرة بالقرب من نهري دجلة والفرات إلى ‪ 100‬نسمة‪ .‬في منطقة األهوار الواقعة‬
‫في السهل الرسوبي يعيش مجموعة من العراقيين يطلق عليهم تسمية عرب االهوار حياة بدائية تشابه كثيرا‬
‫طريقة ح ياة اإلنسان العراقي القديم منذ زمن السومريين حيث تتوزع بيوتهم على مناطق اليابسة المتبعثرة‬
‫في داخل األهوار حيث يبدو من الفضاء كمجموعة من الجزر الصغيرة المتناثرة وفي معظم األحيان يبنى‬
‫بيت واحد مصنوع من القصب والبردى على منطقة يابسة واحدة ويتنقل السكان مستعملين سفنا صنعوها‬
‫بايديهم ويطلق عليها اسم المشحوف‪ .‬تحولت هذه المنطقة إلى مالذ آمن إلى الجنود العراقيين الهاربين ابان‬
‫حرب الخلي ج األولى وقاموا بعمليات مسلحة ضد الحكومة العراقية وقامت الحكومة العراقية بتجفيفها بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫حرب الخليج الثانية محاولة منها للحد من نشاطات المعارضة للحكومة العراقية‪.‬‬

‫يمكن تقسيم مناخ العراق إلى ثالثة أنواع وهي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬مناخ البحر المتوسط‪ :‬وتشمل المنطقة الجبلية في الشمال الشرقي وتمتاز بشتائها البارد حيث تسقط‬
‫الثلوج فوق قمم الجبال وتتراوح كمية األمطار ما بين (‪ )1000-400‬ملمتر سنويا وصيفها معتدل لطيف‬
‫التزيد درجات الحرارة على ‪ 35‬درجة مئوية في معظم أجزائها‪.‬‬

‫‪ -2‬مناخ السهول‪ :‬وهو مناخ انتقالي‪.‬‬

‫‪ -3‬المناخ الصحراوي الحار‪ :‬ويسود السهل الرسوبي والهضبة الغربية ويشمل ‪ %70‬من سطح العراق‬
‫وتتراوح األمطار السنوية فيه ما بي (‪ )200-50‬ملمتر ويمتاز بالمدى الحراري الكبير ما بين الليل والنهار‬
‫والصيف والشتاء‪ ،‬حيث تصل درجات الحرارة ما بين (‪ )50-45‬درجة مئوية وفي فصل الشتاء يسود الجو‬
‫(‪)2‬‬
‫الدافئ‪ ،‬وتبقى درجات الحرارة فوق درجة االنجماد والتهبط إلى مادون ذلك لبضع ليال‪.‬‬

‫المساحة‬

‫المساحة الكلية ‪ 437072 :‬كم مربع مساحة اليابسة ‪ 432162 :‬كم مربع‬

‫الحدود‬

‫يبلغ الطول الكلي للحدود ‪ 3631‬كم ويبلغ طول الحدود مع إيران ‪ 1458‬كم‪ ،‬ومع األردن ‪ 181‬كم‪ ،‬ومع‬
‫الكويت ‪ 242‬كم‪ ،‬ومع السعودية ‪ 814‬كم‪ ،‬ومع سوريا ‪ 605‬كم‪ ،‬ومع تركيا ‪ 331‬كم‪ ،‬ويبلغ الطول الكلي‬
‫(‪)3‬‬
‫للسواحل ‪ 58‬كم‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسين علي الجوادي‪" ،‬تقييم المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور الوسطى"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،‬العدد‬
‫‪ .٢٢-1٥ ،٤١1٢ ،)٠(1٥‬ص ‪٥1‬‬
‫(‪ )٤‬نور حسين العيساوي‪" ،‬تأثير المناخ على السياحة في العراق ومستقبلها"‪ .‬مجلة الجغرافيا السياحية‪ ،‬العدد ‪ .11٥-1١٤ ،٤١1٥ ،)٢(٤٢‬ص‬
‫‪1١٢‬‬
‫(‪ )٠‬عبد العزيز جاسم الخزاعي‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور القديمة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪،‬‬
‫العدد‪ .1٤-٢٥ ،٤١1٥ ،)٤(٤١‬ص ‪٢٢‬‬

‫‪13‬‬
 ‫المبحث الثالث‪ :‬أثر وصف مناخ العراق في الثقافة والتاريخ‬

‫تعتبر العراق واحدة من البلدان التي تتمتع بتاريخ ثقافي غني ومتنوع‪ .‬يعود تأثير هذا التاريخ العريق‬
‫إلى العديد من العوامل‪ ،‬بما في ذلك مناخ العراق الذي يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي أثرت على الثقافة‬
‫والتاريخ في هذه البالد‪ .‬تعد العوامل المناخية أحد العوامل الطبيعية التي تؤثر على حياة البشر وثقافتهم‪.‬‬
‫عا‪ ،‬حيث يمتاز بطقس حار وجاف في الصيف‪ ،‬وبارد ورطب في الشتاء‪.‬‬
‫متغيرا ومتنو ً‬
‫ً‬ ‫يعتبر مناخ العراق‬
‫تتأثر هذه الظروف المناخية بموقع العراق الجغرافي المميز‪ ،‬حيث يحده النهر العراقي من الشمال والشرق‪،‬‬
‫دورا ها ًما في تحديد مناخ العراق‬
‫والصحراء العربية من الجنوب والغرب‪ .‬تلعب هذه العوامل الجغرافية ً‬
‫وتأثيره على ثقافته وتاريخه‪ .‬يعد مناخ العراق الحار والجاف في الصيف أحد العوامل التي تؤثر على ثقافة‬
‫(‪)1‬‬
‫ففي ظل هذه الظروف المناخية‪ ،‬يضطر الناس إلى اتخاذ تدابير للتكيف مع الحرارة‬ ‫الشعب العراقي‪.‬‬
‫الشديدة‪ ،‬مثل استخدام المالبس الخفيفة وتجنب التعرض المباشر ألشعة الشمس‪ .‬تأثرت ثقافة العراق بتلك‬
‫العادات والتقاليد التي تعكس حاجة الناس للتكيف مع الطقس الحار‪ ،‬حيث تظهر في األزياء التقليدية‬
‫والمأكوالت المحلية وحتى في الفنون والموسيقى‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يعد مناخ العراق البارد والرطب في‬
‫ً‬
‫عامال آخر يؤثر على ثقافة العراق‪ .‬يضطر الناس في هذه الفترة إلى اتخاذ تدابير للتكيف مع‬ ‫فصل الشتاء‬
‫البرد والرطوبة‪ ،‬مثل استخدام المالبس الدافئة وتدابير العزل الحراري في المنازل‪ .‬تظهر هذه العادات‬
‫(‪)2‬‬
‫والتقاليد في ثقافة العراق‪ ،‬سواء في األزياء الشتوية أو في الطعام المعتاد في فصل الشتاء‪.‬‬

‫مؤثرا في تاريخ هذه البالد‪ .‬فعلى مر العصور‪ ،‬شهد العراق تغيرات‬

‫ً‬ ‫ضا عامالً‬
‫يعتبر مناخ العراق أي ً‬
‫في المناخ‪ ،‬مما أدى إلى تأثيرات عديدة على التاريخ العراقي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في العصور القديمة‪ ،‬كانت‬
‫الظروف المناخية المالئمة في العراق تجعله موطنًا لحضارات عريقة مثل حضارة سومر وحضارة بابل‪.‬‬
‫كا نت هذه الحضارات تعتمد بشكل كبير على الزراعة والري‪ ،‬والتي كانت تتطلب وجود موارد مائية‬
‫وظروف مناخية مناسبة‪ .‬تأثرت التجارة والتواصل في العراق بتغيرات المناخ على مر العصور‪ .‬ففي بعض‬
‫الفترات التاريخية‪ ،‬تأثرت الطرق التجارية بالفيضانات أو الجفاف‪ ،‬مما أدى إلى تغير في طرق التجارة‬
‫(‪)3‬‬
‫هذه التغيرات في التجارة كان لها تأثير كبير على اقتصاد العراق وثقافته التجارية‪ .‬يمكن‬ ‫وتوجهاتها‪.‬‬
‫القول إن مناخ العراق له تأثير كبير على الثقافة والتاريخ في هذه البالد‪ .‬يعد مناخ العراق الحار والجاف‬

‫(‪ )1‬محمد حسن الفتالوي‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور الحديثة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪،)٢(1٢ ،‬‬
‫‪ .11٥-1١٤ ،٤١1٤‬ص ‪1١1‬‬
‫(‪ )٤‬العبدلي‪ ،‬سعاد عبد الرحمن العبدلي‪" ،‬تأثير المناخ على الهجرة في العراق وتحدياتها"‪ .‬مجلة الجغرافيا السكانية‪.٥١-٢٢ ،٤١1٢ ،)1(٤٢ ،‬‬
‫ص ‪٢٢‬‬
‫(‪ )٠‬القيسي‪ ،‬حسين سعد القيسي‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل القرون الوسطى"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪،‬‬
‫‪ .٢٢-1٥ ،٤١1٥ ،)٠(٤١‬ص ‪٥٠‬‬

‫‪14‬‬
 ‫في الصيف والبارد والرطب في الشتاء عامالً مؤ ً‬
‫ثرا في تشكيل العادات والتقاليد والفنون والموسيقى في‬
‫العراق‪ .‬كما أن تغيرات المناخ على مر العصور تأثرت بها الحضارات القديمة والتجارة والتواصل في‬
‫(‪)1‬‬
‫العراق‪.‬‬

‫عرضت الدراسات الحديثة كيف أن مناخ العراق قد ترك أثرا ً بارزا ً على تشكيل الثقافة والتاريخ الغني‬
‫للبالد‪ .‬يُعدّ مناخ العراق مناخا ً صحراويا ً حارا ً وجافا ً مع تقلبات شديدة في درجات الحرارة‪ ،‬األمر الذي‬
‫تسبب في تشكيل طابع مميز للحضارة العراقية‪ .‬يعتبر نهر الفرات ونهر دجلة المتدفقان في العراق من‬
‫العوامل الطبيعية التي سهمت في نمو الحضارات القديمة في هذه المنطقة‪ .‬كانت حضارة بابل وآشور‬
‫وسومر قائمة على ضفتي هذين النهرين‪ ،‬وقد أدت الزراعة المزدهرة على ضفافهما إلى ازدهار الفنون‬
‫طور السكان تقنيات للري وتخزين المياه مثل نظام الري‬
‫والعلوم واألدب‪ .‬مع تأثيرات المناخ الجاف‪ّ ،‬‬
‫بالقنوات الصغيرة وبناء السدود واآلبار للحفاظ على المياه‪ ،‬مما سهم في ازدهار الزراعة وتطوير‬
‫المجتمعات الزراعية المتقدمة‪ .‬ال تزال العراق تحتفظ بآثار حضاراتها القديمة‪ ،‬مثل آثار بابل ونمرود وعدة‬
‫(‪)2‬‬
‫مواقع تاريخية أخرى‪ ،‬التي تعكس التأثير الكبير للمناخ والبيئة في بناء التاريخ والثقافة العراقية‪.‬‬

‫يعد ال مناخ في العراق بانه مناخ شبه مداري من حيث درجة الحرارة بحسب تصنيف فالديمير بيتر‬
‫كوبن احد علماء الجغرافية المناخية‪ ,‬كما يعد مناخه قاريا لكونه يتصف بصفات المناخ القاري من ارتفاع‬
‫الرطوبة النسبية‪ ,‬وفي ظل التغير المناخي‬
‫درجة الحرارة اليومية والسنوية ‪ -‬قلة هطول األمطار‪ -‬انخفاض ّ‬
‫الحاصل في العالم‪ ,‬وبروز ظاهرة االحتباس الحراري التي تعني عملية تبادل اشعاعي بين الغالف الجوي‬
‫وما يحتويه من غازات وابرزها ثاني اوكسيد الكربون والميثان واوكسيد النتروز واالوزون‪ ,‬ومواد عالقة‬
‫وبين سطح االرض‪ ،‬اذ يسمح الغالف الجوي بمرور االشعاع الشمسي باتجاه االرض لكنه في الوقت نفسة‬
‫يحبس االشعاع االرضي الحراري فيعمل على رفع حرارة جو االرض‪ ,‬فان العراق يشهد ارتفاعا واضحا‬
‫وجليا بارتفاع درجات الحرارة وتزايد موجات الحر الشديدة والمتطرفة نتيجة هذا التغير واسباب منها‬
‫تجريف البساتين ألسباب عسكرية وبشكل متعمد‪ )3(,‬من قبل النظام السابق اذ ادى ذلك لنقص في المساحات‬
‫المزروعة في البلد وقلة الغطاء النباتي‪ ,‬استمرار انخفاض منسوب مياه دجلة والفرات من قبل دول المنبع‬
‫(تركيا وايران) وبنائهما العديد من السدود على مجرى النهرين في اراضيهما ادى حرمان العراق من‬

‫(‪ )1‬العبودي‪ ،‬زهراء عبد الله العبودي‪" ،‬تأثير المناخ على الثقافة في العراق وتطوراتها"‪ .‬مجلة الثقافة والتنمية‪ .1٤-٢٥ ،٤١٤١ ،)٤(٤٥ ،‬ص‬
‫‪٥٥‬‬
‫(‪ )٤‬السامرائي‪ ،‬علي حسين السامرائي‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور القديمة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪،‬‬
‫‪ .٥١-٢٢ ،٤١1٠ ،)٤(1٢‬ص ‪٢٢‬‬
‫(‪ )٠‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪٢٠‬‬

‫‪15‬‬
‫حصته المائية التي ضمنها القانون الدولي‪ ,‬فضال عن سوء ادارة واستغالل لملف الموارد المائية من قبل‬
‫الجهات المختصة‪ ,‬وفي وقت سابق حذرت األمم المتحدة من آثار تغير المناخ على العراق منذ سنوات‬
‫سابقة‪ ,‬ورأى برنامج األمم المتحدة اإلنمائي (‪ )2010PDNU‬في تقريره السادس لتوقعات أحوال البيئة‬
‫(‪)1‬‬
‫لمنطقة غرب آسيا‪ ،‬أن العراق هو “خامس أكثر دولة في العالم هشاشة من حيث شح المياه والغذاء”‪.‬‬

‫يمكن وضع عدة مقترحات يمكن التقليل من اثر هذه الموجات الحارة والشديدة وهي كاالتي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬حلول داخلية وتشمل االتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬وضع قوانين صارمة كمعاقبة المتجاوزين على الحصص المائية في كافة القطاعات منها الزراعية‬
‫والصناعية والخ ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقنين استخدام المياه وترشيدها مع وضع برامج توعوية للمواطنين بضرورة ترشيد االستهالك المائي‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على زيادة كبيرة في المساحات الخضراء داخل المناطق العمرانية والجزرات الوسطية وفق‬
‫اسس تخطيطية صحيحة‪.‬‬
‫‪ -4‬انشاء العديد من االحزمة الخضراء الكثيفة حول كل مدينة وضواحيها تكون مصدات للرياح وبالتالي‬
‫تقلل من ظاهرة العواصف الغبارية ‪.‬‬
‫‪ -5‬انتقاء االشجار والشجيرات التي تنمو بشكل سريع و تتحمل الظروف القاسية كدرجات الحرارة المرتفعة‬
‫(‪)2‬‬
‫ومواسم الجفاف ومنها(اليوكالبتوس والسبحبح والدفلة و االكاسيا العراقية) ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحلول الخارجية وتشمل االتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الضغط تجاه دول المنبع (تركيا وايران) بإعطاء حصة العراق من المياه وفق القانون الدولي‪ ,‬وتدويل‬
‫هذه القضية السيادية في مجلس االمن او المجتمع الدولي للضغط على تركيا وايران لضمان حصة العراق‬
‫من المياه‪.‬‬

‫(‪ )1‬العبدلي‪ ،‬فاطمة عبد الرحمن العبدلي‪" ،‬تأثير المناخ على االقتصاد في العراق وتحدياته"‪ .‬مجلة االقتصاد الجغرافي‪-٢١ ،٤١1٥ ،)٢(٤٠ ،‬‬
‫‪ .1١٥‬ص ‪٢٢‬‬
‫(‪ )٤‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪٢٥‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2‬ان دول المنبع تركيا وايران لهما مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة و كبيرة مع العراق بحكم الجوار‬
‫الجغرافي فحجم التبادل التجاري بين هذه الدولتين يقدر بمليارات الدوالرات‪ ,‬فان العراق يمكنه ان يلعب‬
‫ورقة الضغط االقتصادي مع هذه الدول في سبيل نيل حصته المائية‪.‬‬
‫‪ -3‬ان يدخل العراق في اتفاقيات دولية حقيقية تعمل على تحسين البيئة في المنطقة‪ ,‬ومساعدة العراق في‬
‫مساعيه للتخلص من اثار التغير المناخي المتسارع على غرار اتفاقية باريس للمناخ‪.‬‬
‫‪ -4‬يمكن للعراق االستفادة من مبادرة الشرق االوسط االخضر وهي أكبر برنامج تشجير عالميا التي تسعى‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى زراعة ‪ 40‬مليار شجرة‪.‬‬

‫الخالصة‬

‫لقد قمنا في هذه الدراسة بالتعرف على أوصاف مناخ العراق كما وثقها العديد من الرحالة الجغرافيين‬
‫عبر التاريخ‪ .‬وتقدم روايات هؤالء الرحالة معلومات قيمة عن الظروف المناخية في العراق‪ ،‬وتسلط الضوء‬
‫على التغيرات التي طرأت على مر الزمن وتأثير هذه التغيرات على البيئة وحياة اإلنسان‪ .‬ومن أهم النتائج‬
‫التي توصلت إليها هذه الدراسة هو تنوع المناخات داخل العراق‪ .‬يساهم الموقع الجغرافي للبالد‪ ،‬الممتد من‬
‫الخليج الفارسي في الجنوب الشرقي إلى المناطق الجبلية في الشمال‪ ،‬في حدوث تغيرات كبيرة في المناخ‪.‬‬
‫وتسلط األوصاف التي قدمها الرحالة الجغرافيون الضوء على االختالفات الصارخة بين المناطق الساحلية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما‬ ‫التي تتميز بمناخ حار ورطب‪ ،‬والمناطق الجبلية‪ ،‬حيث يكون المناخ أكثر برودة وأكثر اعتداال‪.‬‬
‫تكشف روايات الرحالة الجغرافيين التغيرات التي طرأت على مناخ العراق عبر الزمن‪ .‬تؤكد العديد من‬
‫األوصاف التاريخية على وفرة الموارد المائية‪ ،‬بما في ذلك األنهار والبحيرات والمستنقعات‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫ضا إلى انخفاض تدريجي في توفر المياه‪ ،‬حيث الحظ بعض المسافرين جفاف األنهار‬
‫تشير هذه الروايات أي ً‬
‫واختفاء المستنقعات التي كانت مزدهرة في السابق‪ .‬وكان لهذا االنخفاض في موارد المياه عواقب وخيمة‬
‫على البيئة وسبل عيش السكان الذين يعتمدون على هذه الموارد‪ .‬يعد تأثير تغير المناخ على البيئة والزراعة‬
‫في العراق جانبًا مه ًما آخر تم تسليط الضوء عليه في روايات الرحالة الجغرافيين‪ .‬إن أوصاف األراضي‬
‫الخصبة والزراعة المزدهرة في الماضي تتناقض بشكل صارخ مع التحديات التي يواجهها العراق في‬
‫العصر الحديث‪ ،‬بما في ذلك تدهور التربة والتصحر وندرة المياه‪ .‬وكان لهذه التغييرات تأثير ضار على‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلنتاج الزراعي واألمن الغذائي في البالد‪.‬‬

‫(‪ )1‬فاطمة عبدالرحمن العبدلي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪1١٤‬‬

‫(‪)٤‬حسين سعد الجميلي‪" ،‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور الحديثة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪،)1(٤1 ،‬‬
‫‪ .٢١-٠٢ ،٤١1٢‬ص ‪٢٢‬‬
‫(‪ )٠‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪٢1‬‬

‫‪17‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تسلط روايات الرحالة الجغرافيين الضوء على األحداث المناخية القاسية التي‬
‫شهدها العراق عبر التاريخ‪ .‬يقدم وصف حاالت الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية دليالً على تعرض‬
‫مباشرا لحياة اإلنسان فحسب‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫المنطقة للكوارث الطبيعية‪ .‬ال تشكل هذه الظواهر الجوية المتطرفة تهديدًا‬
‫ضا عواقب طويلة المدى على البيئة والتنمية االجتماعية واالقتصادية‪ .‬كما يقدم توثيق الرحالة‬
‫لها أي ً‬
‫الجغرافيين رؤى حول استراتيجيات التكيف التي يستخدمها شعب العراق للتعامل مع المناخ المتغير‪ .‬ويعد‬
‫متكررا في الروايات‪ ،‬مما يسلط الضوء على أهمية‬
‫ً‬ ‫عا‬
‫إنشاء شبكات الري‪ ،‬مثل القنوات والقنوات‪ ،‬موضو ً‬
‫إدارة المياه في استدامة الزراعة والمستوطنات البشرية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن أوصاف استخدام الظل‬
‫ومصدات الرياح والميزات المعمارية األخرى للتخفيف من آثار المناخ القاسي تظهر براعة الناس في‬
‫التكيف مع بيئتهم‪ .‬ويتضح من روايات الرحالة الجغرافيين أن التغير المناخي ظاهرة مستمرة في العراق‬
‫منذ قرون‪ .‬توفر أوصاف الظروف المناخية الماضية‪ ،‬فضالً عن التغييرات التي شهدها هؤالء المسافرون‪،‬‬
‫سياقًا تاريخيًا قي ًما لفهم التحديات المناخية الحالية التي تواجهها البالد‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن هذه الروايات‬
‫بمثابة تذكير بأن تغير المناخ ليس ظاهرة جديدة بل هو عملية مستمرة تتطلب االهتمام والعمل‪ .‬نتائج هذه‬
‫الدراسة لها آثار على كل من السياسات والبحث‪ )1(.‬يمكن للمنظور التاريخي الذي توفره حسابات المسافرين‬
‫الجغرافيين أن يفيد عمليات صنع القرار المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ واستراتيجيات التخفيف من آثاره‬
‫في العراق‪ .‬ومن خالل فهم الماضي‪ ،‬يستطيع صناع السياسات توقع السيناريوهات المناخية المستقبلية‬
‫والتخطيط لها بشكل أفضل‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أن يساهم توثيق البيانات المناخية التاريخية في النمذجة‬
‫المناخية والتنبؤ بها‪ ،‬مما يوفر رؤى قيمة حول االتجاهات المناخية المستقبلية المحتملة في المنطقة‪ .‬تناولت‬
‫هذه الدراسة أوصاف مناخ العراق كما وثقها الرحالة الجغرافيون عبر التاريخ‪ .‬وتقدم روايات هؤالء الرحالة‬
‫رؤى قيمة حول تنوع المناخات داخل العراق‪ ،‬والتغيرات التي حدثت مع مرور الوقت‪ ،‬وتأثير هذه التغيرات‬
‫على البيئة وحياة اإلنسان‪ .‬تسلط النتائج الضوء على أهمية فهم السياق التاريخي لتغير المناخ من أجل‬
‫التصدي بفعالية للتحديات المناخية الحالية والمستقبلية التي يواجهها العراق‪ .‬ومن خالل االعتماد على‬
‫معارف وتجارب الماضي‪ ،‬يمكن لواضعي السياسات والباحثين العمل على تطوير استراتيجيات مستدامة‬
‫ومرنة للتخفيف من آثار تغير المناخ في العراق‪.‬‬

‫(‪ )1‬زهراء عبد الله العبودي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪٥٢‬‬

‫‪18‬‬
 ‫المراجع‬

‫‪ -1‬الجبوري‪ ،‬خالد‪".‬تأثير المناخ على الحضارة العراقية في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة‬
‫الدراسات العربية‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،24‬ص ‪.120-100‬‬
‫‪ -2‬الجبوري‪ ،‬محمد عبد الوهاب‪".‬تأثير المناخ في العراق ودوره في تشكيل المجتمع"‪ .‬مجلة‬
‫الجغرافيا والبيئة‪ ،2010 ،)3(15 ،‬ص ‪.92-78‬‬
‫‪ -3‬الجميلي‪ ،‬حسين سعد‪" .‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور‬
‫الحديثة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2019 ،)1(21 ،‬ص ‪.50-34‬‬
‫‪ -4‬الجوادي‪ ،‬حسين علي‪".‬تقييم المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل العصور‬
‫الوسطى"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2014 ،)3(16 ،‬ص ‪.94-78‬‬
‫‪ -5‬الحبيب‪ ،‬علي محمد‪" .‬دراسة المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل الفترة‬
‫العباسية"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2008 ،)1(10 ،‬ص ‪.50-34‬‬
‫‪ -6‬الحسيني‪ ،‬عبد الكريم‪".‬مناخ العراق في ضوء كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الدراسات‬
‫الجغرافية‪ ،2005 ،)2(25 ،‬ص ‪.60-45‬‬
‫‪ -7‬الحمداني‪ ،‬حمزة حسين‪" .‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل القرن‬
‫العشرين"‪ .‬مجلة البحوث الجغرافية‪،2019 ،)3(46 ،‬ص ‪.104-88‬‬
‫‪ -8‬الخزاعي‪ ،‬عبد العزيز جاسم‪".‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل‬
‫العصور القديمة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2018 ،)2(20 ،‬ص ‪.72-56‬‬
‫‪ -9‬الخفاجي‪ ،‬محمد‪".‬تطور مناخ العراق عبر العصور في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة العلوم‬
‫الجغرافية‪ ،‬العدد ‪ ،2019 ،60‬ص ‪.135-120‬‬
‫الدزيي‪ ،‬ساالرا علي خضر‪ ،‬التحليل العملي لمناخ العراق ‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار‬ ‫‪-10‬‬
‫الفراعيدي للنشر والتوزيع‪ ،‬العراق‪.2010 ،‬‬
‫الدزيي‪ ،‬ساالرا علي خضر‪ ،‬مناخ العراق في كتب الجغرافيين‪ .‬جامعة بغداد ‪ -‬مركز‬ ‫‪-11‬‬
‫احياء التراث العلمي العربي‪ .‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االنسانية‪ .‬العدد ‪ .1‬أذار (‪.)2018‬‬
‫الربيعي‪ ،‬سعد عبد الله‪" .‬تأثير المناخ على السكان في العراق وتطوراته"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-12‬‬
‫الجغرافيا السكانية‪ ،2011 ،)2(20 ،‬ص ‪.82-67‬‬
‫الساعدي‪ ،‬نور‪" .‬وصف المناخ العراقي في الكتب الجغرافية للرحالة العرب"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-13‬‬
‫الدراسات الجغرافية‪ ،‬العدد ‪ ،2020 ،75‬ص ‪.165-150‬‬
‫السامرائي‪ ،‬علي حسين‪".‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل‬ ‫‪-14‬‬
‫العصور القديمة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2013 ،)2(15 ،‬ص ‪.60-45‬‬
‫السعدي‪ ،‬فاطمة علي‪" .‬تأثير التغير المناخي على العراق وتوقعات المستقبل"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-15‬‬
‫الجغرافيا التطبيقية‪ ،2017،)2(35 ،‬ص ‪.72-56‬‬
‫السهيل‪ ،‬عبد الله‪" .‬وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة الجغرافيا‬ ‫‪-16‬‬
‫والبيئة‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،12‬ص ‪.35-20‬‬
‫الصافي‪ ،‬علي‪".‬تأثير المناخ على العمران في العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫مجلة الدراسات العربية‪ ،‬العدد ‪ ،2022 ،95‬ص ‪.215-200‬‬

‫‪19‬‬
 ‫العبدلي‪ ،‬سعاد عبد الرحمن‪" .‬تأثير المناخ على الهجرة في العراق وتحدياتها"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-18‬‬
‫الجغرافيا السكانية‪ ،2015 ،)1(24 ،‬ص ‪.60-45‬‬
‫العبدلي‪ ،‬فاطمة عبد الرحمن‪".‬تأثير المناخ على االقتصاد في العراق وتحدياته"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-19‬‬
‫االقتصاد الجغرافي‪ ،2016 ،)4(23 ،‬ص ‪.106-90‬‬
‫العبودي‪ ،‬زهراء عبد الله‪".‬تأثير المناخ على الثقافة في العراق وتطوراتها"‪ .‬مجلة الثقافة‬ ‫‪-20‬‬
‫والتنمية‪ ،2020 ،)2(28 ،‬ص ‪.72-56‬‬
‫العبودي‪ ،‬فاطمة‪".‬دراسة تحليلية لوصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫مجلة الجغرافيا العربية‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،30‬ص ‪.65-50‬‬
‫العبيدي‪ ،‬علي حسين‪".‬دراسة مقارنة لمناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-22‬‬
‫البحوث الجغرافية‪ ،2013 ،)4(40 ،‬ص ‪.128-112‬‬
‫العطار‪ ،‬ريم‪" .‬وصف مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‪ :‬دراسة مقارنة"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-23‬‬
‫الجغرافيا التطبيقية‪ ،‬العدد ‪ ،2021 ،80‬ص ‪.195-180‬‬
‫العطار‪ ،‬سميرة عبد الله‪".‬تأثير المناخ على الصحة في العراق وتحدياتها"‪ .‬مجلة الصحة‬ ‫‪-24‬‬
‫العامة‪ ،2009 ،)3(12 ،‬ص ‪.106-90‬‬
‫العقيلي‪ ،‬سعاد حسن‪" .‬تأثير المناخ على الزراعة في العراق وتحدياتها"‪ .‬مجلة البيئة‬ ‫‪-25‬‬
‫والتنمية المستدامة‪ ،2020 ،)4(18 ،‬ص ‪.136-120‬‬
‫العيساوي‪ ،‬نور حسين‪".‬تأثير المناخ على السياحة في العراق ومستقبلها"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-26‬‬
‫الجغرافيا السياحية‪ ،2016 ،)4(25 ،‬ص ‪.118-102‬‬
‫الغريب‪ ،‬محمد عبد الله‪".‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق"‪ .‬مجلة‬ ‫‪-27‬‬
‫العلوم الجغرافية‪،2015 ،)1(30 ،‬ص ‪.40-23‬‬
‫الفتالوي‪ ،‬محمد حسن‪" .‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل‬ ‫‪-28‬‬
‫العصور الحديثة"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2012 ،)4(14 ،‬ص ‪.118-102‬‬
‫القيسي‪ ،‬حسين سعد‪" .‬تحليل المناخ في كتب الرحالة الجغرافيين في العراق خالل‬ ‫‪-29‬‬
‫القرون الوسطى"‪ .‬مجلة الدراسات التاريخية‪ ،2018 ،)3(20 ،‬ص ‪.94-78‬‬
‫كاظم‪ ،‬احالم عبد الجبار‪ ،‬الكتل الهوائية‪ ،‬تصنيفها‪ ،‬خصائصها (دراسة تطبيقية على‬ ‫‪-30‬‬
‫مناخ العراق)‪ ،‬اطروحة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬قسم الجغرافية‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫الكاظمي‪ ،‬حسين‪" .‬تغيرات المناخ في العراق بين الماضي والحاضر في كتب الرحالة‬ ‫‪-31‬‬
‫الجغرافيين"‪ .‬مجلة الجغرافيا العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،2023 ،100‬ص ‪.245-230‬‬
‫المالكي‪ ،‬علي‪".‬مناخ العراق في كتب الرحالة الجغرافيين‪ :‬تحليل نقدي"‪ .‬مجلة البحوث‬ ‫‪-32‬‬
‫الجغرافية‪ ،‬العدد ‪ ،2017 ،45‬ص ‪.85-70‬‬
‫مؤنس‪ ،‬د‪ .‬حسين‪ ،‬ابن بطوطة ورحالته‪ :‬تحقيق و دراسة وتحليل‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬ ‫‪-33‬‬
‫القاهرة‪ .‬ص ‪.2005 .81‬‬

‫‪20‬‬