Professional Documents
Culture Documents
11Fif11F Ff1Iim1F1Yllifli1!1: 15..U Ut, L!
11Fif11F Ff1Iim1F1Yllifli1!1: 15..U Ut, L!
iW
!�"J-:!�P'
u-..o ,�fH "U,)l�I" � 0 19 ,.l.:� u-..o ,"Ul.ol i!il_,;;" I� ul f�' � �9
� Lo '-r' ��9 11cU�P'9 ,cl,Lµ.:i Lo '-r' ",i ! > ciJP'9 ��J-1-0 u9.l
! "J�'"
11fif11fff1iiM1f1Yllifli1!1
9 789927 167225
�JIA!J.ll=�
ألم أقل لك :إن الكاتب إنما يتحدث إليك ،بأكثر مما يكتب لك ،حتى حينما يخبرنا بكتابته!
ثاني ما نلقاه في العنوان هو كلمة " ِرجالك" ،مثنى " ِرجل" ،وقد آثر املؤلف كتابتها باأللف ،على خالف
سعيا في البداية وراء إثارة دهشتكً ،
وجذبا القاعدة النحوية املشهورة التي ُتلزم نصب املثنى بالياء؛ ً
وحفزا لشغفك؛ كي تعرف سر وضع الكلمة بين قوسين ،وعلة مخالفتها للقاعدة ً الهتمامك،
املشهورة .وحين تضع "رجالك" في قلب الكتاب؛ ستنتظرك املكافأة في شكل كشف للعالقة بين
"رجالك" في عنوان الكتاب و﴿ ِإن َٰ َه َٰذَ ِن لَ َٰ َسحِ َٰ َر ِن﴾ في متنه ،تلك اآلية الكريمة التي يستأثر بحث
تقريبا .وستعجبك في النهاية تلك اللفتة الذكية التي املؤلف فيها وحولها بثلثي صفحات الكتاب ً ِ
املؤلف في عالم شاسع من قصة موس ى عليه السالم، تربط بين التعبيرين ،بعد أن يطوف بك ِ
وسحرة فرعون ،وسجاالت النحاة ،ومفسري القرآن ،وعلماء القراءات ،وأساتذة السرد األدبي،
وفناني كتابة السيناريو ،وخبراء التصوير الفوتوغرافي ،وغيرهم كثيرون.
ً ً
سنَأخيرا نأتي إلى كلمة "الطين" ،التي تكاد تكون معادال موضوعيا لحياة اإلنسانَ ﴿ :ولَقَ ۡد َخلَ ۡقنَا ٱ ۡ ِۡلن َٰ َ
مِ ن ُس َٰلَلَ ٖة ِمن طِ ين﴾ [املؤمنون .]12 :الطين هو التجربة واملمارسة ،هو األصل واملبتدأ ،هو الغاية
واملنتهى (من طين األرض ننشأ ،وعليها نعيش ،وإليها نعود) .قبل قراءة الكتاب لم أكن أتوقع أن
ً
تكون تجربة صنع "اللبنة الطينية" التي ُبنيت بها بيوتنا القديمة ملهمة إلى هذا الحد .وهذه سمة
أخرى من سمات العنوان ،حتى إن الكتاب كله ،قد صار بمثابة تطبيق عملي لذلك ،فما قد يبدو
فعال بال كبير ًً
معنى (مثل أن نضع أرجلنا في الطين) يصبح -عبر مشاركة الخبرة لنا في البدء
ً ً
حاسما ،نتعلم بتأمله عن أنفسنا ،وعن عاملنا الكثير بمجرد أننا بالقراءة -فعال وجوديا وحياتيا
املؤلف إنتاج معنى عميق لكل ما يحفل به كتابه من أفكار ،وقضايا ،أو بمجرد أن قررنا مشاركة ِ
نضع أرجلنا في طين كتابه الفريد ،بقراءته.
تجمع حكايات هذا الكتاب املعرفية بين طريقتين في تأليفه:
األولى :طريقة الحكاية اإلطار والحكايات الفرعية التي نجدها في "ألف ليلة وليلة".
والثانية :طريقة االستطرادات املمتعة املسهبة التي نجدها ،في مؤلفات الجاحظ.
فكل فصل يتضمن حكاية معرفية إطاريةِ ،تلد حكايات أخرى فرعية شتى .في كل حكاية من الحكايات
املؤلف موضوعات ،أو ً ً ً
أفكارا ،أو قدرا هائال من االستطرادات املشوقة ،التي يقدم فيها ِ الفرعية نجد
توصيات ،أو رؤى قد تبدو ،وكأنها غير وثيقة الصلة بالحكاية املعرفية اإلطار ،وال الحكايات الفرعية،
والتي يعرف املؤلف كيف يجمع خيوطها لك ،بعد حين!
2