You are on page 1of 16

ISSN: 2437-0827 ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬

DOI:5424/IJO/21547 9102 01 :‫عدد‬ 10 :‫مجمد‬

‫ النظرية الكالسيكية لمتنظيم‬:‫محاولة في االتجاهات السوسيولوجية لمتنظيم‬


"‫ روبرت ميشمز‬،‫ ماكس فيبر‬،‫"كارل ماركس‬

An attempt at the sociological trends of organization: the classical


theory of organization "Karl Marx, Max Weber, Robert
"Michaels

dr.aliouaali@yahoo.fr ،‫ سوق أهراس‬- ‫ جامعة محمد الشريف مساعدية‬،‫ أستاذ محاضر أ‬،‫ عمي عميوة‬.‫د‬

9102/16/00 :‫تاريخ القبول‬ 9100/10/10 :‫تاريخ اإلستقبال‬

:‫الممّخ ص‬
‫ل من‬/‫د ك‬/‫ عن‬،‫اىرة‬/‫ذه الظ‬/‫ادة لي‬/‫ير الج‬/‫دايات التنظ‬/‫يكي وب‬/‫ق الكبلس‬/‫وم التنظيم في النس‬/‫وء عمى مفي‬/‫ميط الض‬/‫ا تس‬/‫ّة أردن‬/‫ة البحثي‬/‫ذه الورق‬/‫ل ى‬/‫من خبل‬
‫ة‬//‫يولوجية القائم‬//‫ة والسوس‬//‫األطر التاريخي‬//‫ا ب‬//‫ّة وربطي‬/ ‫موكات التنظيمي‬//‫ير الس‬//‫ّا لتفس‬/ ‫ة من‬//‫ في محاول‬،‫مز‬//‫رت ميش‬//‫بر وروب‬//‫اكس في‬//‫اركس وم‬//‫ارل م‬//‫ك‬
.‫آنذاك‬
‫كما يعتبر االتجاه البيروقراطي لمتنظيم عند ىؤالء من أىم المقاربات السوسيولوجية لمتنظيم في النظرية الكبلسيكية رغم‬
ُ
.‫المحاوالت الحديثة في قراءة الواقع من خبلل ىذه المقاربات بطريقة جديدة‬

.‫ روبرت ميشمز‬،‫ ماكس فيبر‬،‫ كارل ماركس‬،‫ االتجاه البيروقراطي‬،‫الكممات المفتاحية< سوسيولوجيا التنظيم‬

:Abstract

In this paper we wanted to highlight the concept of regulation in the classical style
and the beginnings of serious theorization of this phenomenon, in both Karl Marx and Max
Weber and Robert Michels, in an attempt to explain organizational behavior and link it to the
.historical and sociological frameworks of the time
important most the of one is organization the of orientation bureaucratic The
sociological approaches to organization in classical theory, despite recent attempts to read
.reality through these approaches in a new way
,Keywords: Sociology of Organization, Bureaucratic Direction, Karl Marx, Max Weber
Robert Michaels

25
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫التنظيم االجتماعي بشكل عام ىو تقسيم لمميام واشراك لؤلفراد في العممية االجتماعية عامة‪ ،‬سواء كانت‬
‫اقتصادية في تقسيم العمل والميام‪ ،‬أو تربوية أو ‪ ،...‬لذلك فإن مفردة تنظيم تعني "كل مشروع تشترك فيو جماعة من‬
‫ّ‬
‫سياسي أو إيديولوجي‪ ،‬يعمل‬ ‫أو صناعي‪ ،‬أو خاص بالتقديمات االجتماعية( خاص أو عام‪،‬‬ ‫البشر‪) ،‬إداري‪ ،‬أو تجاري‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويرتبط بمحيط معين‪ ،‬ويحدد‬ ‫أي توزع مناصب العمل والمسؤوليات‪ ،‬ويجري التنسيق ومراقبة النتائج‪،‬‬ ‫لتراتبية واضحة‬ ‫وفقا‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫أىدافا ووسائل‪ ،‬ويتخذ مقرا وشخصية معنوية"‪21.‬‬
‫ّ‬ ‫ًً‬
‫وقد كان التنظيم االجتماعي مح‪/‬ل بحث لمكث‪/‬ير من الفبلس‪/‬فة في الفك‪/‬ر التنظيمي‪ ،‬ثم أرس‪/‬ى قواع‪/‬د تمخض‪/‬ت عن‪/‬و وال‪/‬دة عمم التنظيم‪/‬ات‪ ،‬ل‪/‬ذلك ك‪/‬ان‬
‫لزاما عمينا أن نتكمم في ىذا الفصل عن مختمف االتجاىات والمدارس والمداخل النظرية في قراءة وتفسير وتأويل الظواىر التنظيمية‪.‬‬
‫وكانت أىم الكتابات الجاّد ة المنّظ رة لمتنظيم في بداياتيا مع عصر الصناعة والعمل‪ ،‬ىي كتابات ك‪//‬ارل م‪//‬اركس وم‪//‬اكس في‪//‬بر وروب‪//‬رت ميش‪//‬مز في‬
‫االتجاه البيروقراطي لمتنظيم‪.‬‬
‫‪ 1-‬التص ‪//‬ور الماركس ‪//‬ي لمتنظيم‪" :‬ال يمكنن ‪//‬ا فيم الق ‪//‬رن العش ‪//‬رين دون فيم الق ‪//‬رن التاس ‪//‬ع عش ‪//‬ر و ال يمكنن ‪//‬ا فيم الق ‪//‬رن التاس ‪//‬ع عش ‪//‬ر دون ق ‪//‬راءة‬
‫‪3‬‬
‫م‪/‬اركس"‪ ،‬كمم‪/‬ات كتبي‪/‬ا ج‪/‬اك أت‪/‬الي ‪ jacques Attali‬عن م‪/‬اركس ‪ Marx‬في كت‪/‬ابو "م‪/‬اركس أو روح الع‪/‬الم" ‪ ،‬فالنظري‪/‬ة الماركس‪/‬ية تع‪/‬الج كث‪/‬يرًا‬

‫من القضايا المتعمقة بالتنظيمات االجتماعية‪ ،‬ومقدار تأثيرىا في مس‪/‬تويات األ‪/‬داء واإلنتاجي‪/‬ة‪،‬كالص‪/‬راع الطبقي‪ ،‬والبن‪/‬اء االجتم‪/‬اعي وقض‪/‬ايا اإلنت‪/‬اج‪،‬‬

‫وظروف العمل المتنوعة وقضايا التغير والتطور ضمن التنظيمات الصناعية وخارجيا‪ ،‬وتعد مشكمة االغ‪//‬تراب واح‪//‬دة من القض‪/‬ايا ال‪/‬تي يمكن من‬

‫خبلليا معرفة العناصر األساسية في التحميل الماركسي المتعمقة بقضايا التنظيم‪.‬‬

‫يتكون البناء االجتماعي لمتنظيم بمعناه العام )المرادف لمفيوم المجتمع( وفق المنظور الماركسي من بنيتين أساسيتين<‬

‫البني ‪//‬ة التحتي ‪//‬ة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫البنية الفوقية‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫وتتألف البنية التحتية من عبلق‪/‬ات اإلنت‪/‬اج وق‪/‬وى اإلنت‪/‬اج‪ ،‬أم‪/‬ا البني‪/‬ة الفوقي‪/‬ة فتت‪/‬ألف من السياس‪/‬ة‪ ،‬والق‪/‬انون‪ ،‬والفن‪ ،‬واأل‪/‬دب‪ ،‬والفمس‪/‬فة‪ ،‬وال‪/‬دين‪ ،‬وق‪/‬د‬

‫ربط ماركس استقرار ىذه البنى الفوقية باألساس االقتصادي "فالتغيير في األساس االقتصادي سيؤدي عاجبل أم آجب‪/‬ل إلى س‪/‬يوقع اض‪/‬طرابا في ك‪/‬ل‬

‫الب‪/‬نى الفوقي‪/‬ة"‪ 4‬ويح‪/‬دث التغ‪/‬ير في البن‪/‬اء االجتم‪/‬اعي نتيج‪/‬ة التف‪/‬اعبلت ال‪/‬تي تح‪/‬دث في البني‪/‬ة التحتي‪/‬ة‪ ،‬أي بين ق‪/‬وى اإلنت‪/‬اج وعبلق‪/‬ات اإلنت‪/‬اج‪ ،‬وال‪/‬تي‬

‫يسمييا )ماركس( بالعبلقات االجتماعية‪ ،‬فماركس يعتقد كثيرا بما يسمى"القوة الجماعية" كون اإلنسان حيوان اجتماعي "فالتواص‪//‬ل االجتم‪//‬اعي وح‪//‬ده‬
‫‪5‬‬
‫القادر عمى مضاىاة الغرائز الحيوانية‪ ،‬مما يزيد من قدرة األداء الفردي"‪.‬‬

‫ويبين التحميل الماركسي أن أسس التناقض داخل كل البناء االجتماعي مرتبطة بعاممين أساسيين ىما‪<6‬‬
‫ظروف موضوعية معطاة )قوى اإلنتاج وعبلقات اإلنتاج(‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ضرورات بشرية مقرونة برغبة تفصح عن نفسيا بشكل حاجات متجددة ومتطورة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫ويعطي التحميل الماركسي أىمية بالغة وأساسية لمظروف الموضوعية عمى أنيا"<المركب الكمي لمقوى الطبيعية‪ ،‬والقوى‬

‫التقنية والتنظيم االجتماعي التي تيدف إلى كفاية حاجات اإلنسان الضرورية االقتصادية"‪ ،7‬ولم ييتم التحميل الماركسي بأثر‬

‫القيم المحفزة لمتغيير والتطوير‪ ،‬التي تؤثر في البناء االجتماعي‪ ،‬وأىمل أثرىا الفعال في قضايا التنظيم االجتماعي جميعيا‪،‬‬

‫إذ ركز عمى األساس االقتصادي لمبناء االجتماعي‪ ،‬ألن لمعبلقات االقتصادية أثرًا أساسيًا في تكوين التنظيمات االجتماعية‬

‫المتعددة‪ .‬والواقع أن وجية نظر الماركسية التقميدية في ىذه القضية المتعمقة بالقيم والعوامل التي تحرك أو تؤثر في البناء‬

‫االجتماعي فييا بعض التطرف‪ ،‬وذلك لتركيزىا الكبير عمى العنصر االقتصادي وحده أو)البنية التحتية( بوصفيا "المحرك‬

‫أو المؤثر الوحيد في جميع النظم السائدة في البناء االجتماعي‪ ،‬واىماليا أثر باقي العوامل المختمفة التي ال تقل أىمية عن‬

‫األثر االقتصادي المادي"‪ 8.‬وىناك كثير من المفكرين الذين يؤيدون وجية النظر الماركسية‪ ،‬منيم )فميتشر( الذي يقول<‬
‫"البناء االقتصادي ىو األساس الحقيقي لممجتمع‪ ،‬ومنو تنبثق المؤسسات التشريعية والسياسية لمبناء األعمى الذي يشغل‬

‫بدوره األساس االجتماعي"‪ 9‬ولم يحتل موضوع التنظيم االجتماعي مكانًا أساسيًا في النظرية الماركسية‪ ،‬عمى الرغم من أنيا‬
‫أسيمت في شرح قضايا التنظيم البيروقراطي الرأسمالي وتفسيره‪ ،‬من خبلل معالجتيا لمسائل الصراع الطبقي‪ ،‬وأزمة‬

‫المجتمع الرأسمالي وحتمية المجتمع الشيوعي‪ ،‬إذ رأى التحميل الماركسي أن التنظيمات البيروقراطية أداة طيعة تستخدميا‬

‫التنظيمات االجتماعية الرأسمالية والطبقة المالكة الحاكمة من أجل إحكام السيطرة عمى العمال واستغبلليم بأشكال متعددة‪،‬‬

‫إذن فالتنظيمات البيروقراطية عند ماركس تشكل فئة اجتماعية متميزة‪ ،‬يرتبط وجودىا بانقسام المجتمع إلى طبقات‬
‫‪10‬‬
‫اجتماعية‪ ،‬إلى جانب تدعيميا لموضع القائم‪ ،‬فرض النظام‪ ،‬استمرار آليات القير واالستغبلل"‪.‬‬
‫فتنظيمات العمل في المجتمع الصناعي الرأسمالي )وفق التحميل الماركسي( ىي تنظيمات بيروقراطية‪ ،‬وىي ال تشغل وضعًا‬

‫عضويًا في البناء االجتماعي‪ ،‬فضبًل عن أنيا ال ترتبط بعممية اإلنتاج ارتباطًا مباشرًا‪ ،‬فوجودىا وجود مؤقت ونموىا نمو‬

‫طفيمي‪ ،‬وميمتيا األساسية ىي االحتفاظ باألوضاع الراىنة التي تتمثل في استغبلل الطبقات الحاكمة لمطبقات المحكومة‪،‬‬

‫وفي ظل ىذه الظروف يصبح نمو ىذه التنظيمات أمرًا حتميًا في مجتمع ينقسم إلى طبقات ويسعى باستمرار إلى تدعيم‬
‫‪11‬‬
‫التقسيمات الطبقية والحفاظ عمييا‪.‬‬
‫ويفقد العاممون في مثل ىذه التنظيمات القدرة عمى اإلبداع والمبادرة واالبتكار الخبلق‪ ،‬وتنتشر بينيم مظاىر التنصل من‬

‫المس‪//‬ؤولية‪ ،‬وتظ‪//‬ير الخبلف‪//‬ات والص‪//‬راعات ض‪//‬من أج‪//‬واء العم‪//‬ل‪ ،‬ب‪//‬دافع الس‪//‬عي وراء المص‪//‬الح الشخص‪//‬ية بين العم‪//‬ال‪ ،‬ومن خبل‪//‬ل الس‪//‬عي الح‪//‬ثيث‬

‫بالوسائل المشروعة وغير المشروعة لمحصول عمى الترقية أو المكافأة واكتساب مكان‪/‬ة اجتماعي‪/‬ة مرموق‪/‬ة‪ ،‬ك‪/‬ل ذل‪/‬ك لت‪/‬دعيم أوض‪/‬اعيم ووج‪/‬ودىم‬

‫غ‪//‬ير المس‪//‬تقر‪ ،‬مم‪//‬ا يس‪//‬يم س‪//‬مبيًا في ت‪//‬دىور مس‪//‬تويات أدائيم وانت‪//‬اجيتيم‪ ،‬بس‪//‬بب ع‪//‬دم االس‪//‬تقرار االجتم‪//‬اعي والنفس‪//‬ي ض‪//‬من التنظيم‪//‬ات ذات الط‪//‬ابع‬

‫البيروقراطي الذي يعامل الفرد العامل وكأنو شيء مجرد‪ ،‬وال يعاممو عمى أنو إنسان يحمل من األحاسيس والمشاعر الشيء الكثير‪.‬‬

‫ويوضح التحميل الماركسي لمشكمة االغتراب أىم العناص‪/‬ر األساس‪/‬ية ال‪/‬تي يعتم‪/‬دىا في دراس‪/‬تو لمش‪/‬كبلت التنظيم وقض‪/‬اياه األساس‪/‬ية‪ ،‬وىي المش‪/‬كمة‬

‫ال‪//‬تي دِر س‪//‬ت في ض‪//‬وء النظري‪//‬ة العام‪//‬ة ح‪//‬ول ص‪//‬راع الطبق‪//‬ات‪ ،‬وق‪//‬د احت‪//‬ل مفي‪//‬وم االغ‪//‬تراب مكان‪//‬ة ميم‪//‬ة في فك‪//‬ر )م‪//‬اركس(‪ ،‬بع‪//‬د أن وج‪//‬د مظ‪//‬اىره‬

‫منتشرة في عبلقات العاممين بعضيم مع بعض‪ ،‬وفي عبلقتيم ببقية أفراد المجتمع‪ ،‬وبداخل التنظيمات المنتشرة في المجتمع‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫وق‪//‬د أف‪//‬رز التط‪//‬ور االقتص‪//‬ادي مش‪//‬كمة االغ‪//‬تراب االجتم‪//‬اعي والنفس‪//‬ي ل‪//‬دى الع‪//‬اممين في التنظيم‪//‬ات الص‪//‬ناعية الرأس‪//‬مالية‪ ،‬فتحطيم العم‪//‬ال آلاللت‪،‬‬

‫والتخريب االجتماعي‪ ،‬والرفض الثوري‪ ،‬واالحتجاجات بأشكاليا المتعددة‪ ،‬كميا أسيمت في فقدان الشعور بالوالء لمتنظيم الرأسمالي‪ ،‬ول‪//‬ذلك غ‪//‬اب‬

‫الش‪//‬عور بالعض‪//‬وية في المجتم‪//‬ع الص‪//‬ناعي مم‪//‬ا أدى إلى العزل‪//‬ة االجتماعي‪//‬ة لمع‪//‬اممين‪ ،‬وق‪//‬د أرج‪//‬ع التحمي‪//‬ل الماركس‪//‬ي تم‪//‬ك الظ‪//‬اىرة إلى الممكي‪//‬ة‬

‫الخاصة لوسائل اإلنت‪/‬اج‪ ،‬وتقس‪/‬يم العم‪/‬ل‪ ،‬والص‪/‬راع الطبقي الق‪/‬ائم عمى االس‪/‬تغبلل واالس‪/‬تئثار بالس‪/‬مطة والنظ‪/‬ر إلى العام‪/‬ل "عمى أن‪/‬و وس‪/‬يمة وليس‬

‫غاية بحد ذاتو‪ ،‬وال مندوح‪/‬ة لمخروج من حال‪/‬ة االغ‪/‬تراب ال‪/‬تي يعانيي‪/‬ا عم‪/‬ال المجتم‪/‬ع الرأس‪/‬مالي إال بالقض‪/‬اء عمى الممكي‪/‬ة الخاص‪/‬ة واالس‪/‬تغبلل‪،‬‬

‫ومعامم‪//‬ة العم‪//‬ال معامم‪//‬ة إنس‪//‬انية تناس‪//‬ب طبيع‪//‬تيم البش‪//‬رية وتحق‪//‬ق متطمب‪//‬اتيم االجتماعي‪//‬ة والنفس‪//‬ية ال‪//‬تي تحق‪//‬ق ليم االس‪//‬تقرار والت‪//‬وازن" ‪ 12.‬وان ى‪//‬ذا‬

‫الوب‪// /‬اء )االغ‪// /‬تراب( ال‪// /‬ذي استش‪// /‬رى في التنظيم‪// /‬ات االجتماعي‪// /‬ة والص‪// /‬ناعية الرأس‪// /‬مالية ليس حك‪// /‬رًا عمى العبلق‪// /‬ة بين الع‪// /‬اممين في التنظيم‪// /‬ات‬

‫البيروقراطي‪//‬ة وبقي‪//‬ة أف‪//‬راد المجتم‪//‬ع‪ ،‬ب‪//‬ل إن‪//‬و موج‪//‬ود داخل التنظيم‪//‬ات نفس‪//‬يا‪ ،‬من تسمس‪//‬ل رئاس‪//‬ي دقي‪//‬ق‪ ،‬ونظ‪//‬ام مح‪//‬دد‪ ،‬واح‪//‬ترام ش‪//‬ديد لمس‪//‬مطة‪،‬‬

‫وقائم‪// /‬ة الق‪// /‬وانين والواجب‪// /‬ات‪ ،‬وكمي‪// /‬ا ص‪// /‬ور من ص‪// /‬ور االغ‪// /‬تراب‪ ،‬ال‪// /‬تي تنعكس س‪// /‬مبيًا في ع‪// /‬دم الكفاي‪// /‬ة اإلنتاجي‪// /‬ة لتم‪// /‬ك التنظيم‪// /‬ات االجتماعي‪// /‬ة‬

‫واالقتصادية‪.‬‬

‫ويج‪//‬د أنص‪//‬ار التحمي‪//‬ل الماركس‪//‬ي أن ث‪//‬ورة البروليتاري‪//‬ا‪ ،‬والقض‪//‬اء عمى المجتم‪//‬ع الطبقي‪ ،‬وتبلش‪//‬ي الدول‪//‬ة وتنظيماتي‪//‬ا المختمف‪//‬ة‪ ،‬واحبل‪//‬ل الممكي‪//‬ة‬

‫العامة مك‪/‬ان الممكي‪/‬ة الخاص‪/‬ة وال‪/‬دعوة إلى الحري‪/‬ة الفردي‪/‬ة المس‪/‬تندة إلى إدارة ديمقراطي‪/‬ة قائم‪/‬ة عمى الممكي‪/‬ة العام‪/‬ة لوس‪/‬ائل اإلنت‪/‬اج ك‪/‬ل ذل‪/‬ك من‬

‫شأنو أن يسيم في القضاء عمى مشكمة االغتراب لدى العمال‪ ،‬ويسيم في تحقيق توح‪/‬دىم م‪/‬ع مؤسس‪/‬اتيم‪ ،‬وتنظيم‪/‬اتيم االجتماعي‪/‬ة‪" ،‬فيك‪/‬ون من الس‪/‬يل‬

‫عمى كل فرد أن يقوم بدور الرئيس والمرؤوس وبذلك تزول‬

‫‪14‬‬
‫الدولة"‪" 13‬ويصبح العامل بعد ذلك مواطنا يتمتع بالديمقراطية الحقيقية‪ ،‬ينتخب وينتخب‪ ،‬يدير ويَد ار"‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كما تج‪/‬در اإلش‪/‬ارة ىن‪/‬ا ك‪/‬ذلك‪ ،‬إلى أن م‪/‬اركس لم يبن فمس‪/‬فتو ونظري‪/‬اتو ى‪/‬ذه من الع‪/‬دم ب‪/‬ل ت‪/‬أثر ب‪/‬الكثير من األفك‪/‬ار ال‪/‬تي س‪/‬بقتو أو عاص‪/‬رىا‪ ،‬ومني‪/‬ا‬

‫عمى س ‪//‬بيل المث ‪//‬ال وليس من ب ‪//‬اب التحدي ‪//‬د‪ ،‬آراء الفيمس ‪//‬وف الفرنس ‪//‬ي توكفي ‪//‬ل‪ .‬عمى ال ‪//‬رغم من تعارض ‪//‬يما في كث ‪//‬ير من األم ‪//‬ور وعمى رأس ‪//‬يا‪،‬‬

‫األس‪//‬موب ال‪//‬ذي ح‪//‬دثت ب‪//‬و الث‪//‬ورة الفرنس‪//‬ية‪ ..‬فتوكفي‪//‬ل "ك‪//‬ان ينظ‪//‬ر لمعن‪//‬ف ال‪//‬ذي طب‪//‬ع ى‪//‬ذه الث‪//‬ورة عمى أن‪//‬و ح‪//‬ادث يبعث عمى األس‪//‬ف‪ ،‬ألن‪//‬و ك‪//‬ان‬

‫باإلمكان إح‪/‬داث التغي‪/‬ير الحتمي دون المج‪/‬وء إلى العن‪/‬ف‪ .‬بينم‪/‬ا ي‪/‬رى م‪/‬اركس ب‪/‬أن رفض النظ‪/‬ام الق‪/‬ديم)أي نظ‪/‬ام ك‪/‬ان(واالنتق‪/‬ال إلى نظ‪/‬ام جدي‪/‬د ى‪/‬و‬
‫‪15‬‬
‫نتيجة لحركة التاريخ‪ .‬وال يمكن أن يتم بصورة تدريجية وانما كان ينبغي أن يتم بواسطة العنف"‪.‬‬

‫أما ثاني فيمس‪/‬وف ت‪/‬أثر ب‪/‬و ك‪/‬ارل م‪/‬اركس بش‪/‬كل واض‪/‬ح ى‪/‬و األلم‪/‬اني ويمي‪/‬ام هيج‪/‬ل‪ .‬فعن ى‪/‬ذا الت‪/‬أثر كتب لي‪/‬نين يق‪/‬ول "إن‪/‬ك ال تس‪/‬تطيع فيم م‪/‬اركس‬

‫ب‪//‬دون ىيج‪//‬ل" ‪ ،16‬فق‪//‬د أخذ عن‪//‬و نظري‪//‬ة الجدلي‪//‬ة التاريخي‪//‬ة ‪ -‬ح‪//‬تى ول‪//‬و ك‪//‬انت بش‪//‬كل مقم‪//‬وب – ألن فمس‪//‬فة ىيج‪//‬ل انطمقت عمى العم‪//‬وم من أن‪//‬و "ال‬

‫وجود لمروح العام"‪ ،‬فيو في ىذا ال يؤمن بالمادة كأساس لموجود‪ ،‬الشيء الذي فنده تمام‪/‬ا م‪/‬اركس ال‪/‬ذي ق‪/‬ال أن الم‪/‬ادة وعوام‪/‬ل اإلنت‪/‬اج وق‪/‬واه ىي‬
‫‪17‬‬
‫أم ‪//‬ا ث ‪//‬اني فك ‪//‬رة أود طرحي ‪//‬ا في ى ‪//‬ذا الموض ‪//‬وع‪ ،‬ف ‪//‬يي ال ‪//‬تي تتعم ‪//‬ق ب ‪//‬رأي م ‪//‬اركس في "التنظيم‬ ‫ال ‪//‬تي تك ‪//‬ون األس ‪//‬اس األ ‪//‬ول لمحي ‪//‬اة االجتماعي ‪//‬ة‪،‬‬

‫البيروقراطي" حيث ذىب إلى "أن الطابع الرسمي والقانوني لمتنظيمات ال يعير عن طبيعتيا الحقيقي‪/‬ة والواقعي‪/‬ة‪ .‬فالتنظيم‪/‬ات البيروقراطي‪/‬ة اتخذت‬
‫‪18‬‬
‫ونفيم من ىذا الموقف‪ ،‬أنو ال يؤمن بالتنظيم ال‪/‬ذي يك‪/‬ون مص‪/‬دره الدول‪/‬ة‬ ‫لنفسيا صورة مزيفة مشتقة من النصوص القانونية والموائح اإلدارية"‪،‬‬

‫ألنيا‬

‫‪22‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫في يد الرأسمالية الصناعية المبنية أساسا عمى االستغبلل‪ ،‬وما النصوص القانونية والموائح اإلدارية إال‬ ‫بالنسبة إليو أداة‬
‫آليات تستخدميا الطبقة البرجوازية المتحالفة مع أجيزة الدولة ضد ما يفضل تسميتو بالبروليتاريا‪.‬‬

‫وقد خمصت النظرية الماركس‪/‬ية إلى الترك‪/‬يز عمى ض‪/‬رورة تحقي‪/‬ق الحاج‪/‬ات اإلنس‪/‬انية أواًل وقب‪/‬ل ك‪/‬ل ش‪/‬يء‪ ،‬ودعت إلى إلغ‪/‬اء االس‪/‬تغبلل‪ ،‬ون‪/‬ادت‬

‫بتحقيق العدل والمساواة بين جميع أفراد التنظيم االجتماعي‪ ،‬والوصول من ثم إلى أكبر قدر ممكن من اإلنتاج الذي سيعود ب‪//‬النفع الكب‪//‬ير عمى ك‪//‬ل‬

‫األفراد في المجتمع‪ ،‬ويؤدي إلى انتعاش المستويات االجتماعية جميعيا‪ ،‬وعميو فإن تطوير اإلنتاج وزيادتو يصبح مطمبًا ميمًا وغاية سامية تس‪//‬عى‬

‫إليي‪//‬ا إدارة ك‪//‬ل تنظيم ص‪//‬ناعي‪ ،‬فكمم‪//‬ا ك‪//‬ان ىن‪//‬اك تواف‪//‬ق وتبل‪//‬ؤم بين عناص‪//‬ر البني‪//‬ة التحتي‪//‬ة )ق‪//‬وى اإلنت‪//‬اج وعبلق‪//‬ات اإلنت‪//‬اج( ك‪//‬ان الم‪//‬ردود )األ‪//‬داء‬

‫واإلنتاجية( عاليًا‪ ،‬وفي حال ظيور أي اض‪/‬طرابات أو خبلف‪/‬ات أو أي‪/‬ة مش‪/‬اكل ض‪/‬من البني‪/‬ة التحتي‪/‬ة‪ ،‬س‪/‬يؤدي ذل‪/‬ك بالض‪/‬رورة إلى ت‪/‬دىور وانخف‪/‬اض‬

‫في مستويات األداء واإلنتاجية‪.‬‬

‫يك‪//‬اد يجم‪//‬ع عمم‪//‬اء التنظيم واإل‪//‬دارة‪ ،‬عمى أن م‪//‬اكس في‪//‬بر ى‪//‬و أول من ح‪//‬اول تق‪//‬ديم نظري‪//‬ة منظم‪//‬ة وش‪//‬اممة في التنظيم‪//‬ات البيروقراطي‪//‬ة‪ ،‬إذ يع‪//‬د‬

‫تصوره لمبيروقراطية والتنظيم الرسمي بمثابة حجر الزاوية في أي دراسة ليذا الموضوع‪.‬‬

‫‪ 2-‬م ‪//‬اكس في ‪//‬بر والنم ‪//‬وذج الب ‪//‬يروقراطي المث ‪//‬الي‪ :‬ويعت ‪//‬بر م ‪//‬اكس في ‪//‬بر من عمم ‪//‬اء االجتم ‪//‬اع األلم ‪//‬ان ال ‪//‬ذين كتب ‪//‬وا في ع ‪//‬دة مواض ‪//‬يع تاريخي ‪//‬ة‬

‫وسوسيولوجية بطريقة إبداعية ومعقمنة "فحينما تعامل فيبر مع فكرة العقمنة فإنن‪/‬ا نج‪/‬ده ق‪/‬د تعام‪/‬ل م‪/‬ع ثقاف‪/‬ة متحول‪/‬ة عم‪/‬ا اس‪/‬تحدثو كان‪/‬ط من رؤي‪/‬ة‬

‫جديدة لمفكر األلماني"‪ ،19‬وقد أوض‪/‬ح في كت‪/‬ابو"األخبل‪/‬ق البروتس‪/‬تانتية وال‪/‬روح الرأس‪/‬مالية" ‪ ،20‬دور اإلص‪/‬بلح البروتس‪/‬تانتي في تعمي‪/‬ق فمس‪/‬فة ال‪/‬روح‬

‫الفردية في المذىب الرأسمالي‪ .‬وفيو بَّين أن الرأسمالية تبَّنت االعتقاد بأن العمل الجدي المَّؤ دى كواجب‪ ،‬يحمل في طياتو أحسن الجزاء‪ .‬ومن جية‬

‫أخرى فقد الحظ أن اإلصبلح البروتستانتي يؤكد عمى أخبلقيات تمجد العمل وتعتبر تضييع الوقت إثمًا يعاقب اإلنسان عميو‪ ،‬وىك‪//‬ذا ف‪/‬إن األخبلقي‪//‬ات‬

‫البروتستانتية قد أعادت لمعمل شرفو‪ ،‬وركزت عمى أىمية الف‪/‬رد معت‪/‬برة أن ى‪/‬ذا األخير يش‪/‬كل مرك‪/‬ز المجتم‪/‬ع ومؤك‪/‬دة ب‪/‬أنو ق‪/‬ادر عمى التحكم في‬
‫‪21‬‬
‫مصيره والتصرف في شؤونو‪ .‬كما مجدت أيضا الحرية الشخصية والمبادرة الفردية والطموح والثقة بالنفس"‪.‬‬

‫أعتق‪//‬د أن اىتم‪//‬ام في‪//‬بر باألخبلقي‪//‬ات ال‪/‬تي ج‪//‬اء بي‪//‬ا الم‪//‬ذىب البروتس‪//‬تانتي في مج‪//‬ال التنظيم والعم‪//‬ل‪ ،‬ك‪//‬ان ردا عمى "ادع‪/‬اءات" المفك‪//‬ر ال‪/‬ييودي "فرن‪//‬ر‬

‫زمبارت" ‪ Verner Zambart‬الذي قال أن الييود ىم المصدر الحقيقي لمرأسمالية الحديثة‪ ،‬وم‪/‬ا ص‪/‬احبيا من نم‪/‬و م‪/‬ذىل في جمي‪/‬ع مي‪/‬ادين التنمي‪/‬ة‬

‫االقتص‪//‬ادية واالجتماعي‪//‬ة في أوروب‪//‬ا في دراس‪//‬ة التنظيم عموم‪//‬ا وىولن‪//‬دا وفرانكف‪//‬ورت والبندقي‪//‬ة عمى وج‪//‬و الخص‪//‬وص‪ ،‬كم‪//‬ا اعتق‪//‬د ى‪//‬ذا الك‪//‬اتب أن‬

‫طردىم من بعض الدول األوروبية أدى إلى الكساد والجمود في عالم المال والتجارة‪.‬‬

‫ولكن م‪//‬اكس في‪//‬بر رأى العكس من ذل‪/‬ك تمام‪//‬ا وى‪//‬ذا عن‪//‬دما ق‪/‬ال أن ال‪/‬ييود لم يس‪//‬اىموا في أي نم‪//‬و اقتص‪/‬ادي أو رأس‪//‬مالي بس‪//‬بب م‪//‬ا اس‪//‬ماه "ب‪//‬األخبلق‬

‫المزدوجة" التي طبعوا بيا‪ ،‬فقد ترددوا وحاروا بين أخبلقيم الخاصة وبين االضطياد والكراىية التي كانوا يبلقونيا أثناء حي‪/‬اتيم غ‪/‬ير المس‪/‬تقرة بع‪/‬دما‬

‫ث‪//‬ارت ض‪//‬دىم "أخبلقي‪//‬ات البم‪//‬دان األوروبي‪//‬ة"‪"،‬ليس من قبي‪//‬ل الص‪//‬دفة ك‪//‬ون المس‪//‬يحية الغربي‪//‬ة ق‪//‬د اس‪//‬تطاعت أن تب‪//‬ني الىوتي‪//‬ا بش‪//‬كل م‪//‬نيجي أك‪//‬ثر‪،‬‬

‫وبطريقة معاكسة لعناصر البلىوت الذي نجده عند الييودية‪ ،‬بل إنيا أعطت‪/‬و تط‪/‬ورا ذا مع‪/‬نى ت‪/‬اريخي‪ ...‬ف‪/‬البلىوت ى‪/‬و "عقمن‪/‬ة" فكري‪/‬ة لئللي‪/‬ام ال‪/‬ديني"‬

‫‪ ،22‬وقد وافق ىذا الرأي "ستانسبلف‬

‫‪25‬‬
‫مجمة دراس ـ ـ ــات في عمم اجتماع المنظمات‪ISS‬‬
‫‪N:‬‬
‫‪01‬‬ ‫عدد‪9102 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬
‫‪243‬‬
‫أندراسكي" أستاذ عمم االجتماع في جامعة ردنج الرأسمالية الحديثة‪7-23 .‬‬
‫‪082‬‬
‫‪7‬‬
‫‪D‬‬
‫‪O‬‬
‫‪I‬‬
‫‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪/‬‬
‫‪I‬‬
‫‪J‬‬
‫‪O‬‬
‫‪/‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ Reding‬في إنجمترا‪ ،‬عندما قال أن الييود لم يمعبوا‬


‫دورا أساسيا في بعث‬

‫نتيجة ليذا‪ ،‬فقد لقيت ى‪/‬ذه الفمس‪/‬فة قب‪/‬وال واس‪/‬عا وتوظيف‪/‬ا عممي‪/‬ا نتيج‪/‬ة النم‪/‬و الس‪/‬ريع لمختم‪/‬ف المش‪/‬اريع االقتص‪/‬ادية ال‪/‬تي ق‪/‬امت عمى مب‪/‬دأ المقاول‪/‬ة‬

‫والمبادرة الفردية‪ ،‬وىذا النمو صاحبتو عممية تنظيم وىيكمة المؤسسات االقتصادية التي كانت تيدف إلى تحقي‪/‬ق أك‪/‬بر ق‪/‬در من األرب‪/‬اح ول‪/‬و حس‪/‬اب‬

‫اإلنسان والعبلقات اإلنسانية‪ .‬إن ىذا المنحى الجديد في مجال التنظيم يمكن التعبير عنو بالتنظيم البيروقراطي‪.‬‬

‫من ىن‪//‬ا ج‪//‬اءت فمس‪//‬فة م‪//‬اكس في‪//‬بر في مج‪//‬ال التنظيم‪ ،‬ف‪//‬اىتم بالكف‪//‬اءة‪ ،‬والق‪//‬درة والمعرف‪//‬ة في التنظيم ولق‪//‬د ق‪//‬دم نموذج‪//‬ا لدراس‪//‬ة البيروقراطي‪//‬ة‪ ،‬وى‪//‬و‬

‫النم‪//‬وذج المث‪//‬الي"‪ ،24‬ال‪//‬ذي ح‪//‬اول من خبللي‪//‬ا وض‪//‬ع نم‪//‬وذج تنظيمي ارتب‪//‬ط فيم‪//‬ا بع‪//‬د باس‪//‬مو‪ ،‬حيث أن ال‪//‬ذي ي‪//‬ذكر في‪//‬بر ال يمكن أن تغيب عن ذىن‪//‬و‬

‫فك‪//‬رة التنظيم الب‪//‬يروقراطي أو البيروقراطي‪//‬ة‪ ،‬لكن من جي‪//‬ة ثاني‪//‬ة ال يمكن الق‪//‬ول وفي ك‪//‬ل األح‪//‬وال أن م‪//‬اكس في‪//‬بر ى‪//‬و الوحي‪//‬د ال‪//‬ذي تح‪//‬دث أو اىتم‬

‫بموضوع البيروقراطية كأداة لمتنظيم المؤسسي أو االجتماعي‪ ،‬فقد سبقو إلى ذلك الكثير من المنظ‪/‬رين أو الفبلس‪/‬فة ال يس‪/‬ع المج‪/‬ال ىن‪/‬ا إلى ذك‪/‬رىم‬

‫جميع ‪//‬ا‪ ،‬ونكتفي فق ‪//‬ط ب ‪//‬ذكر"فانس ‪//‬ون دوجورن ‪//‬اي ‪ Vincent Dejournayé‬حيث وكم ‪//‬ا يق ‪//‬ول ع ‪//‬اطف غيث في ق ‪//‬اموس عمم االجتم ‪//‬اع" ‪ ،25‬يرج ‪//‬ع‬

‫االس‪//‬تخدام األ‪//‬ول لي‪//‬ذا المص‪//‬طمح إلى ع‪//‬الم االقتص‪//‬اد "فانس‪//‬ون دوجورن‪//‬اي" )‪ (7971-;797‬ويواص‪//‬ل ع‪//‬اطف غيث في نفس الق‪//‬اموس الح‪//‬ديث عن‬

‫موضوع البيروقراطية ونش‪/‬أتو حيث ي‪/‬رى أن مص‪/‬طمح البيروقراطي‪/‬ة ق‪/‬د ش‪/‬اع اس‪/‬تخدامو عن‪/‬د بعض الدارس‪/‬ين األوروب‪/‬يين وبخاص‪/‬ة األلم‪/‬ان م‪/‬نيم‪،‬‬

‫وذلك في الق‪/‬رن التاس‪/‬ع عش‪/‬ر حينم‪/‬ا زاد ت‪/‬دخل الدول‪/‬ة وس‪/‬يطر الموظف‪/‬ون عمى أج‪/‬يزة الدول‪/‬ة‪ .‬وفي إنجم‪/‬ترا ذاع اس‪/‬تخدام ى‪/‬ذا المص‪/‬طمح من‪/‬ذ ع‪/‬ام‬

‫‪ ،7:11‬عن‪//‬دما ك‪//‬ان عمى الدول‪//‬ة أن تض‪//‬ع بعض ب‪//‬رامج الرعاي‪//‬ة االجتماعي‪//‬ة لمفق‪//‬راء ورف‪//‬ع مس‪//‬توى الص‪//‬حة العام‪//‬ة‪ ،‬ولق‪//‬د كتب "ج‪//‬ون س‪//‬تيوارت‬

‫مل" )‪ (7:81‬يقول< إن ميام الحكومة أصبحت تتوزع بين طرائق مينية متخصصة وذلك جوىر البيروقراطية ومعناىا‪.‬‬

‫وقد وسع ‪" Robert Michels‬روبرت ميشمز مفيوم البيروقراطية لكي يشمل الدولة واألحزاب السياسية‪ ،‬وذىب إلى أن نشأة‬
‫‪26‬‬
‫البيروقراطية ترجع إلى بعض المتطمبات اإلدارية الخاصة بتنظيم وتدعيم قوة االوليجاركية "‪.‬‬
‫إن المتمعن في آراء ىؤالء الكّتاب‪ ،‬يبلحظ أنيم يجمعون عمى أن الوضع الجديد الذي آلت إليو المجتمعات الغربية بعد‬
‫الثورة الصناعية عمى وجو التحديد‪ ،‬والتغيرات الجذرية التي مست مجال العبلقات االجتماعية المختمفة أدت إلى ضرورة‬

‫وضع نظام جديد يتحكم في ىذه العبلقات‪ ،‬ىذا النظام أطمقوا عميو اسم النظام البيروقراطي‪ ،‬لكن من جية ثانية يبدو‬

‫االختبلف بينيم واضحا في نظرتيم ليذه الظاىرة‪ ،‬فالمفكرون البريطانيون مثبل نظروا إلييا عمى أساس أنيا مرتبطة بالخدمة‬

‫االجتماعية التي تعنى باالىتمام بالفقراء و المرضى ‪ ...‬بينما نظر إلييا روبرت ميشمز‪ ،‬عمى أنيا ظاىرة برزت من أجل‬

‫حماية مصالح األقمية الحاكمة أو الصفوة من المجتمع ‪ (L'élite).‬أما إذا عدنا إلى مفيوم مصطمح البيروقراطية‪ ،‬فسنبدأ‬

‫بمفيومو المغوي‪ .‬حيث جاء في قاموس عمم االجتماع أن مفيوم البيروقراطية ىو إدارة " المكتب" أو اإلدارة عن طريق‬
‫‪27‬‬
‫الموظفين‪ .‬ولكنيا في االستخدام الشائع تنطوي عمى المعاني السمبية‪.‬‬
‫أما قاموس المنيل‪ ،‬فقد عرف البيروقراطية )أوالديوانية( عمى أنيا" < تسمط الدواوين الحكومية ونمطيتيا الجامدة‪ .‬أما‬

‫الديوانيون فيم مجموع موظفي الدواوين‪ ،‬منظور إلييم من حيث نفوذىم في الدولة‪ ،‬في حين تعني كممة "بيروقراطي" أو‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫‪28‬‬
‫ديواني‪ ،‬موظف ديوان أو مكتب‪ ،‬وىو موظف إداري في ديوان حكومي يؤدي عممو بنمطية جامدة مستغبل سمطتو عمى الجميور"‪.‬‬
‫من جيت‪//‬و فق‪//‬د ع‪//‬رف ‪ Le Petit La Rousse‬البيروقراطي‪//‬ة عمى ‪ Bureaucratie‬عمى أني‪//‬ا" س‪//‬مطة الجي‪//‬از اإل‪//‬داري‪ ،‬لمدول‪//‬ة أو لمح‪//‬زب أو‬

‫لممؤسسة‪ ...‬الخ‪ .‬وىي مجموع الموظفين الذين يتعسفون في استخدام السمطة بشكل روتيني‪.‬‬

‫أم‪/‬ا الب‪/‬يروقراطي ‪ Bureaucrate‬بالنس‪/‬بة لي‪/‬ذا المعجم‪ ،‬في‪/‬و "موظ‪/‬ف يس‪/‬تغل أىمي‪/‬ة دوره اتج‪/‬اه الجمي‪/‬ور"‪ 29.‬واذا ك‪/‬ان ىن‪/‬اك من تعقيب نق‪/‬دمو بع‪/‬د‬

‫سردنا ليذه التع‪/‬اريف‪ ،‬في‪/‬و أن جميعي‪/‬ا نظ‪/‬رت إلى البيروقراطي‪/‬ة والب‪/‬يروقراطي نظ‪/‬رة س‪/‬مبية بحت‪/‬ة ف‪/‬يي لم ت‪/‬أت إال ألج‪/‬ل مص‪/‬محة خاص‪/‬ة ض‪/‬يقة‪،‬‬

‫حسب رأى أصحاب ىذا االتجاه‪.‬‬

‫وباختصار يمكن القول أن ىناك جانبان شائعان لمبيروقراطية< جانب سمبي وآخر إيجابي‪ .‬وبالنسبة لمجانب األول‪ ،‬يبلحظ أن البيروقراطي‪//‬ة تثب‪//‬ط‬

‫روح االبتكار والتجديد واإلبداع‪ ،‬فيي ال تسمح بالتنمية الذاتية لمف‪/‬رد وال بالتنمي‪/‬ة الشخص‪/‬ية وانم‪/‬ا تنمي اتجاى‪/‬ات االنقي‪/‬اد والخض‪/‬وع وال تأخذ في‬

‫الحسبان وجود تنظيم غير رسمي أو حدوث مشاكل طارئة‪ .‬كم‪/‬ا أن البيروقراطي‪/‬ة تع‪/‬نى بالييك‪/‬ل ال‪/‬وظيفي الجام‪/‬د والت‪/‬درج ال‪/‬يرمي ال‪/‬ذي ق‪/‬د ي‪/‬ؤدي‬

‫إلى تش‪//‬وه االتص‪//‬االت‪ ،‬ل‪//‬ذلك ييتم م‪//‬اكس في‪//‬بر ب‪//‬الفرد داخل الجماع‪//‬ة‪ ،‬حيث اعت‪//‬بر إن جمي‪//‬ع البني‪//‬ات االجتماعي‪//‬ة كالدول‪//‬ة‪ ،‬التعاوني‪//‬ة‪ ،‬وغيرى‪//‬ا من‬
‫‪30‬‬
‫التجمعات ليست سوى شكل من أشكال تطور النشاطات الخاصة بالفرد"‪.‬‬

‫أما مزايا التنظيم البيروقراطي فقد كانت نابعة من كونيا رد فعل منطقي لبعض الممارسات اإلدارية السمبية‪ ،‬ومن ذلك‬

‫محاباة األقارب واسناد األحكام إلى اليوى الشخصي وسيادة االتجاىات العاطفية وغيرىا من المظاىر التي تجمت في بداية‬

‫الثورة الصناعية‪ ،‬لذا كان المخرج من ىذا الوضع اإلداري السيئ ىو أن يحل سمطان العقل والرشد والقانون والموضوعية‪،‬‬

‫وأن يكون االعتبار والتقييم لمجدارة وحدىا‪ ،‬وبيذا وفرت البيروقراطية الدقة والسرعة والمعرفة الكاممة بالمستندات واالستمرار‬
‫‪31‬‬
‫وخفضت االحتكاك بين األفراد وعززت التخصص"‪.‬‬
‫يفيم من ىذا الرأي أنو لم يقدم البيروقراطية عمى أن كميا شر فقط‪ ،‬وانما يمكن أن تكون خيرا إذا أحسن استخداميا من قبل‬

‫القائمين عمييا‪ ،‬وىذا ما أراد "ماكس فبير" إبرازه من خبلل نموذجو البيروقراطي المثال معتمدا عمى منيجو في صياغة‬

‫وجيات النظر والتراث النظري "تصعيد وجمع بين وجية نظر أو مجموعة وجيات نظر وتسمسل وترابط مجموعة من‬

‫الشواىد المعطاة بشكل منعزل منتشرة ومتسترة بيذا فإننا نرسم لوحة منسجمة"‪ ،32‬تبرز نبرات المثالية في التصور الفيبري‬

‫في كون "النمط المثالي مجرد لوحة أو جدول من األفكار‪ ،‬إنو ليس الواقع التاريخي وليس أيضا الواقع األصيل بل يصمح‬

‫كخطاطة من خبلليا يتم تنظيم وترتيب الواقع إنو المثل أو النموذج الذي ال داللة لو سوى أنو تصور محدود مثالي خالص‪،‬‬

‫من خبللو نقيس الواقع لتوضيح المضمون االختياري لبعض العناصر الميمة التي تقارنو بيا"‪ ،33‬وسوف نتعرض إليو‬
‫بشيء من التفصيل بعد أن ندرج تعريفو لمبيروقراطية‪ ،‬فالبيروقراطية عند ماكس فبير ىي عبارة عن "مجموعة صارمة وثابتة‬

‫من القواعد والعقوبات الجزائية والمكاتب التي تحكم المنظمة ككل‪ .‬والمسؤولية موكمة بصفة خاصة لبعض الموظفين ويتم‬
‫‪34‬‬
‫تنفيذ الواجبات طبقا لبلئحة ثابتة‪ ،‬كما أن تنظيم المكاتب يتبع مبدأ التسمسل اليرمي"‪.‬‬
‫أعتقد أن نظرة فيبر ىذه لمفيوم البيروقراطية ىي التي عرضتو النتقادات كثيرة من قبل الكثير من الباحثين اآلخرين‪.‬‬

‫خصوصا لما حدد ىذا المفيوم في العقوبات الجزائية وربط المسؤولية داخل التنظيم ببعض الموظفين فقط‪ ،‬إضافة إلى مبدأ‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫الصرامة في التسمسل اليرمي الذي يجب أن يكون عميو ىذا التنظيم‪ .‬أما إذا عدنا ثانية إلى موضوع البيروقراطية والنموذج‬

‫البيروقراطي عند ماكس فيبر نقول أن ذيوع وانتشار ىذا المصطمح )البيروقراطية( في العموم االجتماعية يعود إلى التعريف‬

‫الكبلسيكي الذي قدمو" فبير" والذي لم يشر فيو إلى أية مضامين سمبية‪ .‬فقد اعتقد أن البيروقراطية ىي أعظم اختراع‬

‫اجتماعي توصل إليو اإلنسان‪ ،‬أو أن التنظيم البيروقراطي يعد أكثر األشكال التنظيمية التي ابتدعيا اإلنسان حتى اليوم‬

‫كفاءة‪ ،‬وذلك ألن التنظيم البيروقراطي بالنسبة إليو يتميز عن بقية أشكال التنظيم األخرى بالتفوق من الناحية التقنية‪ .‬وقد‬

‫يعود ىذا إلى وضوح األدوار التي عمى الموظفين خاصة وأفراد المجتمع عمى العموم القيام وااللتزام بيا‪ ،‬دونما تدخل عوامل‬

‫خارج التنظيم‪" .‬وحتى يوضح فيبر ىذا التفوق‪ ،‬فقد درس نماذج التنظيم المختمفة التي عاشتيا أوروبا مستخمصا ثبلثة نماذج‬

‫مختمفة ألشكال التنظيم‪ ،‬وىذه النماذج ىي<‬


‫أ‪ -‬السمطة التقميدية< وفي إطار ىذا النموذج‪ ،‬يستمد القائد شرعية من توارث السمطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سمطة الهبة اإللهية< يستمد القائد شرعيتو من الخصائص الجسمية والقدرات التي يتميز بي‪/‬ا عن بقي‪/‬ة األف‪/‬راد‪ ،‬مم‪/‬ا يجع‪/‬ل ل‪/‬و ىال‪/‬ة من التعظيم‬

‫والتق ‪//‬دير نتيج ‪//‬ة الق ‪//‬درة ال‪//‬تي يتمت ‪//‬ع بي ‪//‬ا‪ .‬وى ‪//‬ذا النم ‪//‬وذج يبلح ‪//‬ظ في بعض الشخص‪//‬يات الديني ‪//‬ة والق ‪//‬ادة العس ‪//‬كريين والمص‪//‬محين االجتم ‪//‬اعيين ال‪//‬ذين‬

‫استطاعوا التأثير في توجيو أتباعيم نتيجة حسن التدبير وقوة الببلغة في الخطابة والحزم‪.‬‬

‫ج‪ -‬السمطة العقمية الشرعية< "وتقوم عمى أساس التنظيم العقمي لئل‪/‬دارة والتس‪/‬يير بص‪/‬فة عام‪/‬ة"‪ ،35‬حيث نبلح‪/‬ظ جمي‪/‬ا ت‪/‬أثر في‪/‬بر بفك‪/‬رة كان‪/‬ط "لن‬

‫يكون ذلك األصل أقل من ذلك الذي يسمو باإلنسان فوق ذاتو‪ ،‬بوصفو جزءا من العالم المحسوس‪ ،‬لن يكون شيئا آخر غ‪/‬ير الشخص‪/‬ية أي الحري‪//‬ة‬

‫واالستقبلل تجاه قوانين الطبيعية بكامميا‪ ،‬متصورين في الوقت ذاتو بوصفيا قدرة يمتمكيا ك‪/‬ائن خاض‪/‬ع لق‪/‬وانين خاص‪/‬ة أي لق‪/‬وانين عممي‪/‬ة خالص‪/‬ة‬

‫معطاة بواسطة عقمو الخالص" ‪36‬وفي ىذا النوع من السمطة "يؤمن األفراد بس‪/‬مطة وس‪/‬يادة الق‪/‬انون‪ ،‬وى‪/‬ذه الس‪/‬مطة تخص المجتمع‪/‬ات الحديث‪/‬ة ال‪/‬تي‬

‫تتميز بالنظام الحكومي وتقوم عمى أساس التنظيم العقمي لئلدارة والتسيير ‪37‬ولع‪/‬ل أفض‪/‬ل نم‪/‬وذج من بين ى‪/‬ذه النم‪/‬اذج الثبلث بالنس‪/‬بة لم‪/‬اكس في‪/‬بر‬

‫ىو نموذج السمطة العقمية الشرعية‪ ،‬الذي يقوم عمى اإليمان بسيادة القانون وصوابو‪ ،‬إذ تفترض ىذه السمطة وج‪//‬ود مجموع‪/‬ة رس‪//‬مية مس‪//‬تقرة من‬

‫المعايير االجتماعية تتولى تنظيم السموك تنظيما رشيدا‪ .‬بحيث يتمكن ىذا السموك من تحقيق أىداف محددة‪ ،‬فالطاعة في ىذا النم‪/‬ط أو النم‪/‬وذج من‬

‫الس‪//‬مطة ال تك‪//‬ون لش‪//‬خص مح‪//‬دد‪ ،‬وانم‪//‬ا تك‪//‬ون لمجموع‪//‬ة من المب‪//‬ادئ الموض‪//‬وعية ال‪//‬تي تف‪//‬رض إتب‪//‬اع التوجي‪//‬ات واأل‪//‬وامر الص‪//‬ادرة عن ال‪//‬رئيس‬

‫بغض النظ‪//‬ر عن شخص‪//‬ية ى‪//‬ذا ال‪//‬رئيس‪ .‬وفض‪//‬بل عن ذل‪//‬ك ف‪//‬إن ىن‪//‬اك إج‪//‬راءات واض‪//‬حة تتب‪//‬ع لكي يش‪//‬غل ال‪//‬رئيس وض‪//‬عو االجتم‪//‬اعي )ك‪//‬التعيين أو‬

‫االنتخاب(‪ ،‬وبمقتض‪/‬ى ذل‪/‬ك يم‪//‬ارس س‪//‬مطتو في إط‪//‬ار الح‪//‬دود ال‪/‬تي رس‪//‬ميا الق‪//‬انون الس‪//‬اري المفع‪//‬ول‪ .‬وي‪//‬ذىب فيب‪//‬ير إلى أن الس‪//‬مطة القانوني‪//‬ة تمث‪//‬ل‬

‫النم‪//‬ط الش‪//‬ائع في التنظيم‪//‬ات الحديث‪//‬ة وعمى األخص الحكومي‪//‬ة مني‪//‬ا‪ .‬ومن الس‪//‬مات األساس‪//‬ية ال‪//‬تي تب‪//‬نى عميي‪//‬ا التنظيم‪//‬ات ال‪//‬تي تس‪//‬تند إلى الس‪//‬مطة‬

‫القانوني‪//‬ة فص‪//‬ل اإل‪//‬دارة عن الممكي‪//‬ة الخاص‪//‬ة‪ ،‬ألن م‪//‬وارد التنظيم ال يمكن أن تك‪//‬ون ممك‪//‬ا ألعض‪//‬ائو وأن وظ‪//‬ائفو ال تب‪//‬اع وال تش‪//‬ترى وال ت‪//‬ورث‬

‫وال يمكن أن تضاف إلى الممكية الخاصة‪ .‬أما الخصائص األساسية لمنموذج البيروقراطي المثالي فقد حددىا "فيبر" في النقاط اآلتية<‬

‫‪25‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫توزيع السمطة توزيعا ىرميا متسمسبل طبقا لقواعد محددة‪ .‬وتتركز في كل وظيفة عمى السمم اليرمي )وليس الشخص نفسو(‪ ،‬س‪//‬مطة‬ ‫‪o‬‬

‫ومسؤولية محددة‪ ،‬وتوجد عمى قمة اليرم طبقة اإلدارة التي تتكون من متخصصين عمى مستوى رفيع من الخبرة والتدريب في إدارة‬

‫البيروقراطية‪.‬‬

‫تحديد العمل المطموب وتعريف واجباتو تعريفا دقيقا وتوزيعيا عمى المراكز الوطنية المختمفة بناء عمى تخصص شاغمي ىذه‬ ‫‪o‬‬
‫المراكز‪.‬‬
‫تعيين الموظفين بناء عمى شروط دقيقة ومحددة سمفا وىي‪ ،‬مؤىبلتيم وخصائصيم الفنية التي تطابق العمل‬ ‫‪o‬‬

‫وصبلحيتيم لمقيام بأعبائو‪.‬‬


‫تدريب الموظفين تدريبا فنيا دقيقا عمى أعباء وظائفيم حتى يتقنونيا فترتفع كفاءة أدائيم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫االرتباط الدائم بين الموظف والبيروقراطية واستقراره في مينتو‪ ،‬وصعوده السمم اليرمي بالترقية عن طريق األقدمية والجدارة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إتباع نظام دقيق يتكون من قواعد واجراءات وتعميمات تتميز بالشمول والعمومية تضمن التطبيق الواحد لمحاالت‬ ‫‪o‬‬

‫الواحدة‪ ،‬وتكفل استمرار العمل بغض النظر عن األشخاص القائمين بو‪.‬‬


‫وجود نظام مستندي يحتوي عمى معمومات تفصيمية عن كل أمور العمل وجزئياتو يستند إليو الموظفون‪ ،‬وال يتخذون خطوة معينة‬ ‫‪o‬‬
‫إال إذا كان مستند يعززىا‪.‬‬
‫قيام العبلقات بين العاممين‪ ،‬وبينيم وبين الجميور عمى أساس موضوعي‪ ،‬وال يسمح بالعبلقات الشخصية التي تؤثر عمى الحكم‬ ‫‪o‬‬
‫‪38‬‬
‫السميم فتضعف لقاءه األداء"‪.‬‬
‫يقال عن ىذا النموذج الذي صاغو "ماكس فيبر" أنو نموذٌج مثاليٌ‪ ،‬وكثيرا ما انتقد عمى ىذا األساس خاصة من قبل‬
‫أصحاب االتجاه الوظيفي في عمم االجتماع‪ ،‬ألن الجانب الوظيفي فيو ىو الذي كان أكثر استيدافا لمنقد‪.‬‬

‫"فإذا كان فيبر قد اىتم بتوضيح إسيام العناصر التنظيمية المختمفة في تحقيق فعالية التنظيم‪).‬وىذا ما أشرنا إليو في‬
‫‪39‬‬
‫نموذجو المثالي(‪ ،‬فإنو لم ينجح في الكشف عن المعوقات الوظيفية التي تنطوي عمييا ىذه العناصر"‪.‬‬
‫واذا ك‪//‬ان قص‪//‬ده وى‪//‬دفو أيض‪//‬ا‪ ،‬ى‪//‬و ص‪//‬ياغة نم‪//‬وذج يض‪//‬من قض‪//‬اء المص‪//‬الح وانج‪//‬از المي‪//‬ام بص‪//‬فة موض‪//‬وعية غ‪//‬ير ذاتي‪//‬ة لتحقي‪//‬ق درج‪//‬ات عالي‪//‬ة من‬

‫الكف‪//‬اءة في أداء األعم‪//‬ال‪ ،‬ف‪//‬إنو لم ينج من النق‪//‬د ك‪//‬ذلك‪ ،‬لم‪//‬ا الح‪//‬ظ الوظيفي‪//‬ون أن‪//‬و أىم‪//‬ل ت‪//‬أثير التنظيم‪//‬ات غ‪//‬ير الرس‪//‬مية عمى التط‪//‬بيق ال‪//‬واقعي لي‪//‬ذا‬

‫النموذج)إذا رأت ىذه التنظيمات أنو ال يخدم مصالحيا( ألن "فيبر" غالى في التركيز عمى الرقابة المحكمة واجراءاتيا الدقيقة‪ ،‬األمر ال‪/‬ذي ال ي‪/‬تيح‬

‫لمعاممين قدرا من حرية التصرف أو المبادرة أو اإلبداع‪ ،‬فيصاب التنظيم كميا بالجمود‪.‬‬

‫كما يمكن مبلحظة أن ىذا النموذج التنظيمي يدعو العاممين إلى التركيز عمى إتباع اإلجراءات التنظيمية حتى يتف‪/‬ادوا العق‪/‬اب‪ ،‬مم‪/‬ا يك‪/‬ون ل‪/‬دييم م‪/‬ا‬

‫يعرف بالشخصيات البيروقراطية التي تعارف الناس عمييا اليوم‪ ،‬وأصبحت مرادفة لمبطء وتأخير اإلنجاز والضعف الشديد في كفاءة األداء‪.‬‬

‫إض‪//‬افة إلى ى‪//‬ذا‪ ،‬فق‪//‬د تع‪//‬رض نم‪//‬وذج في‪//‬بر إلى انتق‪//‬ادات مرك‪//‬زة خاص‪//‬ة من قب‪//‬ل "بارس‪//‬ونز وغول‪//‬دنر واي‪//‬تزيوني"‪ ،‬حيث أش‪//‬اروا إلى أن في‪//‬بر أىم‪//‬ل‬

‫جممة من "المتغيرات" التي تتحكم في الجياز التنظيمي ككل ومنيا<‬

‫‪56‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫إىمالو لمشكمة الديمقراطية في التنظيم‪.‬‬ ‫‪o‬‬


‫إىمالو لمعبلقات الشخصية والجماعات غير الرسمية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إىمالو لتأثير الروح المعنوية والرضا الوظيفي عمى األداء األمثل لمعمل‪o .‬‬ ‫‪o‬‬
‫إىمالو لمشكمة المسؤولية‪.‬‬
‫ونتيجة ليذا فقد أظير نموذج "فيبر" اختباللت ونقص كبيرين عند التطبيق ‪ -‬الفعمي‪ .‬ألنو جاء نتيجة واقع معين عاشو‬
‫‪40‬‬
‫ماكس فيبر"‪.‬‬
‫وانطبلقا من كون "فيبر" قد اعتبر أن فعالية السمطة القانونية تتوقف عمى طريقة وضع القواعد القانونية )باالتفاق أو‬

‫باإلجبار أو بكمييما معا(‪ ،‬عمى أساس أن ىذه القواعد تتفق مع القيم الرشيدة‪ ،‬فقد حاول غولدنر )فيما بع‪/‬د( اختب‪/‬ار بعض متض‪/‬منات نظري‪/‬ة "في‪/‬بر"‬

‫في الواق‪//‬ع‪ ،‬وأورد نت‪//‬ائجو في كت‪//‬ابو "أنم‪//‬اط البيروقراطي‪//‬ة في الص‪//‬ناعة" حيث خمص إلى أن "في‪//‬بر" خم‪//‬ط بين نمطين من أنم‪//‬اط الس‪//‬مطة القانوني‪//‬ة‬
‫‪41‬‬
‫واعتبرىما نمطا واحدا‪ ،‬ىذان النمطان ىما البيروقراطية النيابية والبيروقراطية الجزائية‪.‬‬

‫من جيتو فقد اتجو بيتر ببلو ‪ peter blau‬نفس االتجاه عندما حاول تحديد البيروقراطية عمى أساس مبدئيا التنظيمي إما مبدأ الفعالية اإلدارية‬

‫وىو ما تحدث عنو ‪ P.Bernoux‬عنو "فيبر"‪ ،‬واما مبدأ حرية المخالفة وىو ما أىممو "فيبر"‪ 42.‬ونخمص بعد ىذا‪" ،‬إلى أن االنتقادات أو‬

‫المبلحظات )عمى كثرتيا( التي وجيت لمنموذج المثالي لمتنظيم لم تقمل من قيمتو بوصفو أداة منيجية تعين عمى فيم الواقع الممموس‪ ،‬ويشيد‬

‫عمى ىذا أن النموذج ظل ‪-‬و ال يزال‪ -‬مصدر إليام ونقطة انطبلق لكل من شرع في دراسة التنظيم‪ ،‬ذلك ألن فيبر لم يقدم النموذج بطريقة‬

‫توحي لمبعض باستخدامو استخداما حرفيا جامدا‪ .‬ودليل ذلك ما نمحظو من تفاوت ومرونة في كتابات "ماكس فيبر" والمنيج الذي استخدمو‬

‫بالفعل في تحميبلتو التاريخية‪.‬‬

‫ولقد أوضح "‪ "D.Martindale‬دون مارتندال ى‪/‬ذه النقط‪/‬ة بجبلء حينم‪/‬ا أش‪/‬ار إلى أن "في‪/‬بر" لم يكن يق‪/‬ارن الظ‪/‬واىر المثالي‪/‬ة ب‪/‬الظواىر الواقعي‪/‬ة لكي‬

‫يكشف مدى االبتعاد والقرب بيني‪/‬ا‪ ،‬ولكن‪/‬و ك‪/‬ان يس‪/‬تخدم النم‪/‬وذج المث‪/‬الي بوص‪/‬فو أداة لممقارن‪/‬ة التاريخي‪/‬ة بين م‪/‬وقفين واقع‪/‬يين أو أك‪/‬ثر‪ .‬وىن‪/‬ا تكمن‬

‫أىمية النموذج المثالي من حيث أن‪/‬و يمكنن‪/‬ا من ع‪/‬زل العوام‪/‬ل ال‪/‬تي تص‪/‬بح المقارن‪/‬ة عمى أساس‪/‬يا ىام‪/‬ة وحاس‪/‬مة‪.‬ف‪/‬إذا دققن‪/‬ا النظ‪/‬ر فيم‪/‬ا ق‪/‬دمو فيب‪/‬ير‪،‬‬

‫فإننا لن نجد أي ضرب من المثالية فيما تضمنتو كتاباتو عن التنظيم البيروقراطي‪ .‬لقد كان "في‪/‬بر" يع‪/‬الج موض‪/‬وعو عمى مس‪/‬توى من التجري‪/‬د ال‬

‫يبعد كثيرا عن الواقع الذي يمكن مبلحظتو‪.‬‬

‫ويضيف "السيد الحسيني" تعقيبا آخر مض‪/‬افا لم‪/‬رأيين الس‪/‬ابقين )وفي نفس االتج‪/‬اه(‪ ،‬وى‪/‬و أن "في‪/‬بر" لم يس‪/‬تخدم مص‪/‬طمح التنظيم الب‪/‬يروقراطي لكي‬

‫يقدم تحميبل ضيق النطاق لمبناء الداخمي لمتنظيم )رغم أنو خصص بعض الص‪/‬فحات من كت‪//‬ابو لمناقش‪//‬ة خص‪/‬ائص التنظيم وبن‪//‬ائو ال‪/‬داخمي( كم‪//‬ا‬

‫نمحظ ذلك في النظريات والدراسات الحديثة في التنظيم‪ ،‬ولكنو استخدم ىذا المصطمح في نطاق تحميمو الحضاري المق‪/‬ارن الواس‪/‬ع النط‪/‬اق‪ ،‬لكي‬

‫يم‪//‬يز بين أنم‪//‬اط الس‪//‬مطات الثبلث وم‪//‬ا يقابمي‪//‬ا من أج‪//‬يزة إداري‪//‬ة مبلئم‪//‬ة لي‪//‬ا‪ ،‬وفي ح‪//‬دود ى‪//‬ذا الفيم يص‪/‬بح الخبل‪/‬ف ح‪//‬ول التفص‪/‬يبلت الدقيق‪//‬ة المتعمق‪//‬ة‬
‫‪43‬‬
‫بالنموذج المثالي لمتنظيم مسألة ىينة"‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫وما يمكن استنتاجو من عرض ألفكار في‪/‬بر أن في‪/‬بر ي‪/‬رى أن الحي‪/‬اة االجتماعي‪/‬ة في النظ‪/‬ام الرأس‪/‬مالي خاض‪/‬عة لدرج‪/‬ة عالي‪/‬ة من الض‪/‬بط في إط‪/‬ار‬

‫تنظيم عقبلني‪ 44‬وليا ىيكل تنظيم تصاعدي يتألف من مراتب متدرجة بصورة عقبلنية وفق التخصص كما يفترض في‪//‬بر الرش‪//‬د في أعض‪/‬اء التنظيم‬

‫ويعتبرىم كآالت ال ي‪/‬ؤثرون في الس‪/‬موك التنظيمي كم‪/‬ا أن‪/‬و رك‪/‬ز عمى ع‪/‬دة عناص‪/‬ر مث‪/‬ل تقس‪/‬يم العم‪/‬ل والييك‪/‬ل التنظيمي وتحدي‪/‬د الس‪/‬مطة وتوزي‪/‬ع‬

‫المسؤولية في التنظيم‪ ،‬وحسب فيبر فالتنظيم مغمق كما أن التنظيم البيروقراطي عنده شكل أو نمط من أنماط التنظيم يتصف بالعمومي‪/‬ة والعقبلني‪/‬ة‬

‫ويدعم قضيتو ىذه بالنموذج السالف عرضو الذي ال يزال حتى اآلن مصدر إلليام الدارسين المحدثين‪.‬‬

‫‪ 3-‬روب ‪//‬رت ميش ‪//‬يمز )ومش ‪//‬كمة الديمقراطي ‪//‬ة في التنظيم(‪ :‬إذا ك ‪//‬ان م ‪//‬اركس ق ‪//‬د ع ‪//‬الج التنظيم ‪//‬ات البيروقراطي ‪//‬ة في ض ‪//‬وء مفيوم ‪//‬و عن الص ‪//‬راع‬

‫الطبقي واالغ‪//‬تراب وتص‪//‬وره لممجتم‪//‬ع الش‪//‬يوعي‪ ،‬واذا ك‪//‬ان في‪//‬بر ق‪//‬د اىتم عموم‪//‬ا بدراس‪//‬ة الت‪//‬أثيرات ال‪//‬تي يمكن أن تح‪//‬دثيا التنظيم‪//‬ات البيروقراطي‪//‬ة‬

‫عمى البناء السياسي لممجتمع‪ ،‬فإننا نجد "روبرت ميشيمز يقدم تحميبل جذابا لمسياسة الداخمية‬

‫الكبيرة‬ ‫الديمقراطية في التنظيمات الحديثة‬ ‫مشكمة‬ ‫التنظيمات الكبيرة الحجم ‪ ،‬ولكي يكشف ميشيمز عن أبعاد‬ ‫تتبعيا‬ ‫التي‬
‫ثم قدم‬ ‫الحجم‪ ،‬درس ‪Michels 45‬عددا من األحزاب االشتراكية ونقابات العمال في أوربا فيما قبل الحرب العالمية األولى‪،‬‬

‫سياسي‬ ‫في المنظمات ‪ ،‬فاألوليغارشية "ىي حكم‬ ‫أطمق عميو القانون الحديدي "لؤلوليغارشية" ‪46‬حكم األقمية‬ ‫قانونا شييرا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪48‬‬
‫مفيوم مرتبط بروبرت ميشمز"‪.‬‬ ‫تنحصر فيو السمطة بين أيدي عدد قميل من األفراد أو األسر"‪" ،47‬وىو دون شك‬
‫ومن خبل‪//‬ل ى‪//‬ذه النتيج‪//‬ة ق‪//‬دم ميش‪//‬يمز اس‪//‬تنتاجا م‪//‬ؤداه أن ك‪//‬ل التنظيم‪//‬ات الكب‪//‬يرة الحجم تش‪//‬يد نم‪//‬و كب‪//‬يرا في جيازى‪//‬ا اإل‪//‬داري نم‪//‬وا يس‪//‬تبعد تحقي‪//‬ق‬
‫ديمقراطية داخمية حقيقية‪ ،‬برغم ما تعتنقو ىذه التنظيمات من إيديولوجيات تؤكد المساواة وتكافؤ الفرص والديمقراطية ‪.‬‬
‫ولقد أوضح ميشيمز أن الديمقراطية الحقيقية عسيرة التحقيق في التنظيمات الكبيرة الحجم‪ ،‬خاصة إذا ما كانت ىذه الديمقراطية تعني مش‪/‬اركة ك‪/‬ل‬

‫أعضاء التنظيم في العمل السياسي المتعمق بإصدار القرارات فمشاركة ىؤالء األعضاء مستحيمة فنيا ‪ ،‬ألن كثيرا م‪/‬نيم ينتم‪/‬ون إلى طبق‪/‬تي العم‪/‬ال‬

‫وصغار الموظفين‪ ،‬فضبل عن أن كثيرا من مشكبلت التنظيم تنطوي عمى تعقيد يفرض ضرورة وجود معرفة متخصصة وتدريب فني ال يت‪//‬وفر‬

‫لدى ىؤالء العمال والموظفين ويقابل ذلك موقف قادة التنظيم‪ ،‬فبحكم موقفيم ىذا يتحكمون في قنوات االتصال وما يرتب‪/‬ط بي‪/‬ا من س‪/‬مطة وق‪/‬وة مم‪/‬ا‬

‫يدعم في النياية أوضاعيم ويزيدىا رسوخا واستقرار وما يمبث ىؤالء القادة أن يكتسبوا من خبلل ممارس‪/‬تيم لوظ‪/‬ائفيم معرف‪/‬ة متخصص‪/‬ة ومي‪/‬ارات‬

‫سياس‪//‬ية تبع‪//‬دىم بالت‪//‬دريج عن المش‪//‬كبلت الحقيقي‪//‬ة لتنظيم‪//‬اتيم‪ ،‬وتش‪//‬جعيم عمى الس‪//‬عي لتحقي‪//‬ق مص‪//‬الحيم وأى‪//‬دافيم الخاص‪//‬ة‪ ،‬وىك‪//‬ذا يح‪//‬دث تح‪//‬ول عن‬

‫األى‪//‬داف الديمقراطي‪//‬ة لمتنظيم‪ ،‬ويتض‪//‬من مؤل‪//‬ف ميش‪//‬يمز باإلض‪//‬افة إلى ذل‪//‬ك تحميب‪//‬ل ل‪//‬ديناميات العبلق‪//‬ة بين الص‪//‬فوة والجم‪//‬اىير من خبل‪//‬ل مناقش‪//‬تو‬
‫‪49‬‬
‫لقضية الديمقراطية ‪.‬‬

‫فبوصول القادة إلى مراكز القوة‪ ،‬يصبحون جزءا مكمبل لمصفوة وبذلك تص‪/‬بح مص‪/‬الحيم متعارض‪/‬ة بالض‪/‬رورة م‪/‬ع مص‪/‬الح الجم‪/‬اىير أل‪/‬نيم حينئ‪/‬ذ‬

‫سوف يسعون لتحقيق أوضاعيم حتى ولو كان ذلك عمى حساب التنظيم‪.‬‬

‫ومن الواضح أن ميشيمز قد تأثر ىنا بوضوح بالمبدأ الميكافيمي الذي يسمم بأن سموك أية جماعة مسيطرة أو حاكمة ينبع من مصمحتيا الذاتي‪//‬ة ‪،‬‬

‫ثم درس بعد ذلك األيديولوجيات المختمفة التي تستخدميا األقميات الحاكمة في تبرير أوضاعيا فذىب‬

‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫إلى أن ىذه األقميات الحاكمة تسعى باستمرار إلى إييام الجماىير بضرورة تحقيق الوحدة الداخمية واالستقرار حتى يمكن مواجي‪//‬ة م‪//‬ا يي‪//‬دد المجتم‪//‬ع‬
‫من أخطار خارجية ‪.‬‬
‫‪ 4-‬تقييم اللتجاه النظري البيروقراطي< إن ى‪/‬ذه النظري‪/‬ات تش‪/‬ترك جميع‪/‬ا في خاص‪/‬ية أساس‪/‬ية ىي محاول‪/‬ة تحمي‪/‬ل المش‪/‬كبلت الخط‪/‬يرة ال‪/‬تي نجمت‬

‫عن الحضارة الصناعية وما ترتب عمييا من نمو تنظيمي ىائل بيدف تقديم حم‪/‬ول حاس‪/‬مة لي‪/‬ذه المش‪/‬كبلت‪ ،‬ولي‪/‬ذا يمكن الق‪/‬ول ب‪/‬أن كتاب‪/‬ات م‪/‬اركس‬

‫وفي‪//‬بر وميش‪//‬يمز تش‪//‬كل عموم‪//‬ا إط‪//‬ار فكري‪//‬ا متس‪//‬قا يعكس بص‪//‬فة عام‪//‬ة المش‪//‬كبلت المختمف‪//‬ة ال‪//‬تي فرض‪//‬يا النم‪//‬و الكيفي والكمي ال‪//‬ذي ط‪//‬رأ عمى‬

‫التنظيمات في المجتمعات الحديثة‪.‬‬

‫إن التنظيم البيروقراطي لم يشغل المكان‪/‬ة األساس‪/‬ية في نق‪/‬د م‪/‬اركس لممجتم‪/‬ع الص‪/‬ناعي‪ ،‬ذل‪/‬ك ألن‪/‬و ق‪/‬د نظ‪/‬ر إلى مش‪/‬كمتي البيروقراطي‪/‬ة واالغ‪/‬تراب‬

‫بوص‪/‬فيما ج‪//‬زءا من مش‪//‬كمة عام‪//‬ة ىي االس‪//‬تغبلل والس‪//‬يطرة الطبقي‪//‬ة‪ ،‬وعبلج ى‪//‬ذا الموق‪/‬ف عن‪//‬د م‪//‬اركس يكمن في إلغ‪//‬اء الطبق‪//‬ات ألن في ذل‪/‬ك قض‪/‬اء‬

‫عمى ك‪//‬ل ض‪//‬روب االغ‪//‬تراب‪ ،‬وفي المجتم‪//‬ع الش‪//‬يوعي ال‪//‬ذي رس‪//‬م م‪//‬اركس أبع‪//‬اده‪ ،‬س‪//‬يختفي االس‪//‬تغبلل الطبقي تمام‪//‬ا‪ ،‬ومن الواض‪//‬ح أن التحمي‪//‬ل‬

‫الماركس ‪//‬ي ق ‪//‬د ض ‪//‬يق من نط ‪//‬اق مص ‪//‬طمح التنظيم الب ‪//‬يروقراطي ليقص ‪//‬ره عمى التنظيم ‪//‬ات اإلداري ‪//‬ة في الدول ‪//‬ة‪ ،‬كم ‪//‬ا أن موق ‪//‬ف م ‪//‬اركس من ى ‪//‬ذه‬

‫التنظيم‪//‬ات مرتب‪//‬ط أساس‪//‬ا بفك‪//‬رة الص‪//‬راع بين الطبق‪//‬ات وم‪//‬ا يس‪//‬فر عن‪//‬و من انتص‪//‬ار البيروليتاري‪//‬ا‪ ،‬واقام‪//‬ة مجتم‪//‬ع ال طبقي تختفي في‪//‬و التنظيم‪//‬ات‬

‫البيروقراطية اختفاء تدريجيا‪ .‬إن تفاءل ماركس المتمثل في إيمانو بحتمية ظيور مجتمع ال طبقي‪ ،‬قد عاقو عن تحديد المش‪/‬كبلت التنظيمي‪/‬ة بص‪/‬فة‬

‫عامة‪ ،‬كما أن النمو الحديث لمتنظيمات البيروقراطية الذي شيدتو مجتمعات ذات أنظمة اقتصادية واجتماعية وسياسية مختمفة ليكشف بجبلء عن‬

‫ع ‪//‬دم تحق ‪//‬ق تنب ‪//‬ؤ م ‪//‬اركس باالنيي ‪//‬ار الت ‪//‬دريجي في التنظيم ‪//‬ات الحكومي ‪//‬ة‪ ،‬ومن ىن ‪//‬ا يمكن أن نعت ‪//‬بر تحميبلت في ‪//‬بر وميش ‪//‬يمز مكمم ‪//‬ة لنق ‪//‬د م ‪//‬اركس‬

‫لمرأسمالية‪.‬‬

‫ذل‪/‬ك أن في‪/‬بر ق‪/‬د انطم‪/‬ق من‪/‬ذ البداي‪/‬ة من قض‪/‬ية أساس‪/‬ية ىي أن التنظيم الب‪/‬يروقراطي ش‪/‬كل أو نم‪/‬ط من أنم‪/‬اط التنظيم يتص‪/‬ف بالعمومي‪/‬ة وأىمي‪/‬ة ى‪/‬ذا‬

‫التنظيم بوص‪//‬فو أكف‪//‬أ الوس‪//‬ائل لتحقي‪//‬ق األى‪//‬داف المجتمعي‪//‬ة ف‪//‬النمو التنظيمي أص‪//‬بح يع‪//‬ني الس‪//‬يطرة الكامم‪//‬ة لمتنظيم الرش‪//‬يد عمى ك‪//‬ل النظم اإلداري‪//‬ة‬

‫الحديثة‪ ،‬رغم االختبلف الشديد بين وجيتي نظر ماركس وفيبر إال أنن‪/‬ا نس‪/‬تطيع أن نممس عنص‪/‬را مش‪/‬تركا في اتجاىيم‪/‬ا ى‪/‬و دراس‪/‬ة مش‪/‬كمة التنظيم‬

‫من وجي‪//‬ة نظ‪//‬ر واس‪//‬عة ومن منظ‪//‬ور ت‪//‬اريخي فالمش‪//‬كبلت ال‪//‬تي أثارى‪//‬ا مش‪//‬كبلت تتعم‪//‬ق ب‪//‬المجتمع كك‪//‬ل‪،‬ذل‪//‬ك المجتم‪//‬ع ال‪//‬ذي يع‪//‬د وح‪//‬دة أساس‪//‬ية في‬

‫تحميبلتيما‪.‬‬

‫أما موقف "روبرت ميش‪/‬يمز" من التنظيم فيختم‪/‬ف إلى ح‪/‬د كب‪/‬ير عن موق‪/‬ف س‪/‬مفيو‪،‬فمق‪/‬د نظ‪/‬ر إلى التنظيم بوص‪/‬فو نظام‪/‬ا لمس‪/‬يطرة السياس‪/‬ية وأداة‬
‫تستخدميا قمة حاكمة‪ ،‬وىي لذلك تسعى جاىدة إلى إبعاد القوة عن مصدرىا الشرعي لتكون في يدىم أداة لخدمة مصالحيم الخاصة‪ ،‬وكما أن‪//‬و اكتفى‬
‫بتحميل دور األقميات الحاكمة في التنظيم وما يرتبط بذلك من مشكبلت ديمقراطية‪.‬‬

‫ولو أمعنا م‪/‬رة أخرى النظ‪/‬ر في تحميبلت ك‪/‬ل من م‪/‬اركس وفي‪/‬بر وميش‪/‬يمز أني‪/‬ا تنط‪/‬وي عمى عناص‪/‬ر مش‪/‬تركة‪ ،‬لع‪/‬ل أىمي‪/‬ا اتس‪/‬اع نط‪/‬اق مع‪/‬الجتيم‬

‫لظ‪//‬اىرة التنظيم‪ ،‬ذل‪//‬ك أنيم لم يدرس‪//‬وا التنظيم‪//‬ات في ف‪//‬راغ سياس‪//‬ي واجتم‪//‬اعي كم‪//‬ا تفع‪//‬ل بعض النظري‪//‬ات الحديث‪//‬ة ب‪//‬ل ربط‪//‬وا ى‪//‬ذه الظ‪//‬اىرة بالبن‪//‬اء‬

‫االجتماعي وما يتضمنو من صراع ومشكبلت‪ ،‬فمقد تتبعوا المشكبلت األساسية في المجتمع حتى وصموا إلى انعكاس‪//‬اتيا عمى الواق‪//‬ع التنظيمي‪ ،‬ثم‬

‫عادوا مرة أخرى فدرسوا التأثيرات التي تحدثيا التنظيمات البيروقراطية عمى بناء القوة في المجتم‪/‬ع‪ ،‬ولق‪/‬د أث‪/‬روا تحميبل‪/‬تيم ى‪/‬ذه بمنظ‪/‬ور ت‪/‬اريخي‬

‫واسع مكنيم من دراسة‬

‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫المجتمعات والتنظيمات دراسة دينامية ولقد ساعدىم ذلك أيضا عمى إدراك المشكبلت التنظيمية األساسية وتحديد نتائجيا وآثارىا‪.‬‬
‫عمى أن الش ‪//‬يء الج ‪//‬دير بالتأكي ‪//‬د ىن ‪//‬ا ى ‪//‬و أن ى ‪//‬ذه التحميبلت الكبلس ‪//‬يكية لم تس ‪//‬تند في الغ ‪//‬الب إلى ش ‪//‬واىد واقعي ‪//‬ة ب ‪//‬المعنى المع ‪//‬روف في الدراس ‪//‬ات‬

‫الحديثة‪ ،‬ولكن مع ذلك تكشف عن وعي عميق بالفارق بين ما يقولو الناس وما يفعمونو‪ ،‬بين عبلقاتيم االجتماعية كما تعبر عنيا الموائح والقواع‪//‬د‬

‫الرسمية‪ ،‬وعبلقاتيم الواقعية في ضوء القوة والسمطة‪.‬‬

‫ومن اليس‪//‬ير بع‪//‬د ذل‪//‬ك أن نكش‪//‬ف عن س‪//‬مة مش‪//‬تركة تس‪//‬م التحميبلت الكبلس‪//‬يكية عموم‪//‬ا‪ ،‬ىي اىتمامي‪//‬ا بدراس‪//‬ة ت‪//‬أثير التنظيم‪//‬ات البيروقراطي‪//‬ة عمى‬

‫وجود الفرد وحريتو فماركس يؤك‪/‬د فك‪/‬رة اغ‪/‬تراب اإلنس‪/‬ان وض‪/‬ياعو وض‪/‬عفو أم‪/‬ام الطبق‪/‬ة المتس‪/‬مطة ال‪/‬تي تس‪/‬يطر عمى التنظيم‪/‬ات البيروقراطي‪/‬ة‪،‬‬

‫وفب‪//‬ير يكش‪//‬ف عن انيي‪//‬ار شخص‪//‬ية العام‪//‬ل نتيج‪//‬ة لزي‪//‬ادة ح‪//‬دة تقس‪//‬يم العم‪//‬ل‪ ،‬ثم يؤك‪//‬د بع‪//‬د ذل‪//‬ك س‪//‬يطرة التنظيم‪//‬ات الكب‪//‬يرة الحجم عمى المج‪//‬االت‬

‫االقتصادية والسياسية والتعميمية والعسكرية‪ ،‬مم‪/‬ا ت‪/‬رتب عمي‪/‬و زي‪/‬ادة الص‪/‬ورية واآللي‪/‬ة والجي‪/‬ل بم‪/‬ا يحي‪/‬ط ب‪/‬و وع‪/‬دم الق‪/‬درة عمى اس‪/‬تيعاب األى‪/‬داف‬

‫التنظيمية والتوحد معيا‪ ،‬لذلك يشير "الباساد"‬

‫" أول ما يعاب عمى البيروقراطية ىو أنيا تسمب األفراد القيام باالتصال والمبادرة‪ ،‬وتحمل مسؤولية أعماليم‪،‬‬
‫ُ‪Lapassade‬‬
‫وقدرتيم عمى اّتخاذ القرارات‪ ،50‬وأخيرا ييتم ميشيمز بتوضيح الجانب السياس‪/‬ي الغ‪/‬تراب الف‪/‬رد‪ ،‬والض‪/‬ياع ال‪/‬ذي يع‪/‬اني من‪/‬و أعض‪/‬اء التنظيم نتيج‪/‬ة‬

‫النصراف القمة الحاكم‪/‬ة عن ش‪/‬ؤون التنظيم ومش‪/‬كبلتو‪ ،‬فالبيروقراطي‪/‬ة" تج‪/‬رد أعض‪/‬اء المنظم‪/‬ة من حقيم في اتخاذ الق‪/‬رارات‪ ،‬وتح‪/‬وليم إلى مج‪/‬رد‬

‫أفراد ينفذون ما يتمقونو من أوامر‪ ،‬تمنع أعضاء المنظمة من اإلحاطة الوافية‬

‫بالوقائع"‪" ،51‬وتجردىم من إمكانّية قياس مجيودىم الخاص"‪ 52.‬ووفقًا لموكاس ( )‪"،‬إن العالم البيروقراطي ىو عالم ال‬
‫‪Lukas‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪53‬‬
‫ذاتي‪ ،‬ومكممو الضروري ىو ما يسميو الماركسيون الوعي الزائف"‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن ى‪//‬ذه النظري‪//‬ات ق‪//‬د اس‪//‬تخدمت في بعض األحي‪//‬ان مف‪//‬اىيم غ‪//‬ير دقيق‪//‬ة‪ ،‬وكنتيج‪//‬ة ل‪//‬ذلك كم‪//‬و نج‪//‬د ى‪//‬ذه النظري‪//‬ات تتض‪//‬من تعميم‪//‬ات وأحك‪//‬ام عام‪//‬ة ال‬

‫تصدق إال تحت ظروف معينة ولقد أثارت ىذه النقط‪/‬ة بال‪/‬ذات اىتم‪/‬ام الدارس‪/‬ين المح‪/‬دثين لمتنظيم‪ ،‬وح‪/‬اولوا اختبارى‪/‬ا اختب‪/‬ار واقعي‪/‬ا بي‪/‬دف التع‪/‬رف‬

‫عمى الظ‪//‬روف ال‪//‬تي تكش‪//‬ف عن م‪//‬دى ص‪//‬دقيا ومبلءمتي‪//‬ا‪ ،‬ولق‪//‬د اقتض‪//‬ى ذل‪//‬ك تح‪//‬ول االىتم‪//‬ام من المس‪//‬توى المجتمعي إلى المس‪//‬توى التنظيمي ومن‬

‫النظ‪//‬رة الرحب‪//‬ة الواس‪//‬عة النط‪//‬اق إلى نظ‪//‬رة ض‪//‬يقة مح‪//‬دودة نس‪//‬بيا‪ ،‬كم‪//‬ا أنيم لم يدرس‪//‬وا المعوق‪//‬ات التنظيمي‪//‬ة بش‪//‬يء من الدق‪//‬ة والتحمي‪//‬ل ب‪//‬ل ك‪//‬انت‬

‫تحميبلتيم ليا في السياق العام لممشكبلت التنظيمية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫الهوامش والمراجع‪:‬‬

‫‪A. Mucchielli, Approche systémique et communicationnelle des organisations, Armand 2‬‬


‫‪Colin, Paris, 1998, P.100‬‬
‫‪Jacques Attali, Karl Marx, ou l’esprit du monde, éditions fayard, Paris, 2005 . 3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Karl Marx, "Préface ", in Contribution à la critique de l’économie politique, Paris, Éditions‬‬
‫‪.sociales, 1972, p. 18‬‬
‫‪Marx, Karl, "Le Capital", in Œuvres Économie I, Gallimard (Bibliothèque de la Pléiade) 5‬‬
‫‪.p864.1965,‬‬
‫‪ 6‬األخرس‪ ،‬صفوح‪ ،‬عمم االجتماع العام‪ ،‬المطبعة الجديدة‪ ،‬دمشق‪ ،1:;7 ،‬ص‪7:.‬‬
‫‪ 7‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪9:.‬‬
‫‪8‬‬
‫زىري‪ ،‬زينب محمد‪ ،‬واسماعيل‪ ،‬محمد قباري‪ ،‬أساسيات عمم االجتماع االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،7‬المنشأة العامة‪ ،‬لمنشر واإلعبلن‪،‬‬
‫طرابمس‪ ،‬ليبيا‪ ،7:;7 ،‬ص ص ‪:78-791‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Beginning and foundations, volume 1, Nelson’s ، Fletcher, R., The Making of Sociology‬‬
‫‪.university,‬‬ ‫‪G.B, 1972, P.388‬‬
‫‪ 1‬بمقاسم سبلطنية‪ ،‬واسماعيل قيرة‪ ،‬التنظيم الحديث لممؤسسة التصور والمفهوم ‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الفجر لمنشر و التوزيع‪ ،‬القاىرة‪،:111 ،‬‬
‫ص ‪719 .‬‬
‫‪ 11‬الحسيني‪ ،‬السيد محمد‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬ط‪ ،7‬دار المعارف بمصر‪ ،91;7 ،‬ص ص ‪ 12 :8-;8.‬شتا‪ ،‬السيد عمي‪،‬‬
‫اغتراب اإلنسان في التنظيمات الصناعية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪17.‬‬
‫‪ 31‬عمي سعيدان‪ ،‬بيروقراطية اإلدارة الجزائرية‪ ،‬الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ .7:;7 ،‬ص‪87.‬‬
‫‪ 41‬الحسني ‪،‬السيد ‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪18.‬‬
‫‪ 51‬ريموند أرون‪ ،‬المجتمع الصناعي‪ ،‬ترجمة فكتور باسيل‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت‪،.87;7 ،‬ص ‪81.‬‬
‫‪ 61‬حسن شحاتة سعفان‪ ،‬دراسات في عمم االجتماع االقتصادي‪ ،‬المطبعة العالمية‪ ،‬القاىرة‪ ،.97;7 ،‬ص ‪799.‬‬
‫‪ 71‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪777.‬‬
‫‪ 81‬الحسني‪ ،‬السيد‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11.‬‬
‫‪.Boutot, Alain, La pensée allemande Moderne, PUF, que.sais.je, 1995, p29 19‬‬
‫‪.Max Weber, L 'Éthique protestante et l'esprit du capitalisme, Paris, Gallimard, 2004 20‬‬
‫‪12‬‬
‫مصطفى عشوي‪ ،‬أسس عمم النفس الصناعي التنظيمي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪،1;;7،. ،‬ص‪8.:‬‬
‫‪ 22‬ماكس فيبر‪ ،‬رجل العمم ورجل السياسة‪ ،‬ترجمة نادر ذكرى‪ ،‬دار الحقيقة‪ ،1:;7 ،‬ص;‪8.‬‬
‫‪ 32‬قباري محمد إسماعيل‪ ،‬عمم االجتماع الصناعي ومشكالت اإلدارة والتنمية‪ ،‬منشأة المعارف‪ . ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪،1:;7‬ص‪179.‬‬
‫‪Jean-Pierre Durand et Robert Weil, Sociologie contemporaine , Ed Vigot, Paris, 1989, p 24‬‬
‫‪.377‬‬
‫‪52‬‬
‫محمد عاطف غيث‪ ،‬قاموس عمم االجتماع‪ ،‬دار الفرقة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1111 ،‬ص ‪11.‬‬
‫‪ 62‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪18.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547 9102‬‬ ‫عدد‪01 :‬‬ ‫مجمد‪10 :‬‬

‫‪ 72‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪18.‬‬


‫‪82‬‬
‫سييل إدريس‪ ،‬المنهل‪ ،‬قاموس عربي فرنسي‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪،1111 ،‬ص‪7:1.‬‬
‫‪Le petit la rousse ,‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪.Ulustre-Maury Imprimeur S.A , Paris , 2001 ,P160‬‬


‫‪Weber Max, Economie et société, Vol 1, Paris, Pocket, Plon, 1995, p. 41 30‬‬
‫‪ 13‬محمد منير حجاب‪ ،‬الموسوعة اإلعالمية‪ ،‬المجمد الثاني‪ ،‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،1118 ،‬ص ‪779. ،778‬‬
‫‪.Weber Max, Essais sur la théorie de la science. Libraire, plan, 1965, p172 32‬‬
‫‪.Weber Max , Essais sur la théorie de la science, Op.cit, p 177 33‬‬
‫‪ 43‬وليام روث‪ ،‬تطور نظرية اإلدارة‪ ،‬ترجمة عبد الحكيم أحمد الخزامي‪ ،‬إتراك لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪،1117‬ص‪1.:‬‬
‫‪53‬‬
‫مصطفى عشوي‪ ،‬أسس عمم النفس الصناعي التنظيمي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪،1;;7.،‬ص;‪8.‬‬
‫‪.Kant Emmanuel, Critique de la raison pratique, PUF, Paris, p 91 36‬‬
‫‪ 73‬فاروق مدارس ‪ ،‬التنظيم و عالقات العمل ‪ ،‬مؤسسة االخوة مدني ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1111 ،‬ص ‪77 .‬‬
‫‪83‬‬
‫سعيد يس عامر وعمي محمد عبد الوىاب‪ ،‬الفكر المعاصر في التنظيم واإلدارة‪ ،‬ط ‪ 1.‬مركز وايد سرفيس لبلستشارات والتطوير‬
‫اإلداري‪ ،‬مصر‪ ،:;;7 ،‬ص ص ‪77-71.‬‬
‫‪ 93‬السيد الحسيني‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪7.:‬‬
‫‪ 4‬طمعت إبراىيم لطفي‪ ،‬عمم االجتماع الصناعي‪ ،‬شركة عكاظ لمنشر والتوزيع‪ ،‬السعودية‪ ،1:;7 .‬ص‪771.‬‬
‫‪.Bagla-Gökalp L, Sociologie des organisations, Paris, coll. Repères, 8991, P 43 41‬‬
‫‪.Bernoux. (P) .L a sociologie des organisations. Ed du Seuil. Paris.1985. P 470 42‬‬
‫‪ 34‬الحسني السيد ‪ ،‬النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪87.‬‬
‫‪44‬‬
‫عمي ليمى ‪ ،‬النظرية االجتماعية المعاصرة‪ ،‬األنساق الكالسيكية ‪ ،‬المكتبة المصرية ‪ ،‬االسكندرية ‪،1111،‬ص ‪7;8.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Robert, Michels, Les partis politiques : essai sur les tendances oligarchiques des‬‬
‫‪.démocraties, traduction française de S . Jankelevitch, Flammarion, 1971‬‬
‫‪64‬‬
‫الحسني السيد‪ ،‬النظرية االجتماعية و دراسة النظم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪88.‬‬
‫‪D’après le dictionnaire encyclopédique Quillet essai sur les tendances‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪48‬‬
‫‪oligarchiques des ، Robert, Michels, Les partis politiques‬‬
‫‪.démocraties, Op.cit, P 309‬‬
‫‪94‬‬
‫الحسني‪ ،‬السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪81.‬‬
‫‪Lapassade, G, groupes, organisations, institutions, Bordas, Paris 1974, P.148 50‬‬
‫‪M. Crozier, Le Phénomène bureaucratique, Op. cit, P.229 51‬‬
‫‪Id, P. 256 52‬‬
‫‪Lapassade, G, Op. cit, P. 94 53‬‬

‫‪55‬‬

You might also like