You are on page 1of 6

‫العالقة بين اإليمان واإلسالم‬

‫ولما كان اإليمان واإلسالم لغة متغايري المذلول ؛ ألن اإليمان هو‬
‫التصديق ‪ ،‬واإلسالم هو الخضوع واالنقياد ‪ ،‬واختلف فيهما شرعا‪:‬‬

‫فذهب جمهور األشاعرة إلى ‪ :‬تغايرـهما أيضا ؛ ألن مفهوم اإليمان ‪ :‬ما‬
‫علمته آنفا ‪ ،‬ومفهوم اإلسالم ‪ :‬امتثال األوامر [ واجتناب ] النواهي ‪ ،‬ببناء‬
‫العمل على ذلك اإلذعان ‪ ،‬فهما مختلفان ذاتا ومفهوما ‪ ،‬وإن تالزما شرعا‬
‫‪ ،‬بحيث ال يوجد مسلم ليس بمؤمن ‪ ،‬وال مؤمن ليس بمسلم ‪ :‬أشار إلى‬
‫اختيار هذا المذهب‬
‫بقوله ‪ ( :‬واإلسالم اشرخن ) حقيقته ( بالعمل ) الصالح ‪ ،‬أعنى امتثال‬
‫المأمورات ‪ ،‬واجتناب المنهيات‬

‫والمراد ‪ :‬اإلذعان لتلك األحكام ‪ ،‬وعدم ردها ‪ ،‬سواء عملها أم " لم يعملها ‪.‬‬

‫وذهب جمهور الماتريدية ‪ ،‬والمحققون من األشاعرة إلى ‪ :‬اتحاد‬


‫مفهوميهما ‪ ،‬بمعنى وخدة ما يراد منهما في الشرع ‪ ،‬وتساويهما بحسب‬
‫الوجود ‪ ،‬على معنى ‪ :‬أن كل من اتصف بأحدهما فهو متصف باآلخر شرعا‬
‫‪ ،‬وعلى هذا ‪ :‬فالخالف لفظئ باعتبار المآل ‪.‬‬
‫( مثال هذا ) ‪-‬يعني العمل الذي فسر به اإلسالم‪ : -‬النطق‬
‫بالشهادتين ‪ ،‬المتقدم بيانه ‪ ،‬و ( الحج ) المفروض في‬
‫الخامسة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬في غيرها ‪ ،‬إلى التاسعة ‪ .‬وهو لغة ‪ :‬القصد‬
‫لمعظم ‪ ،‬وشرعا ‪ :‬عبادة يلزمها وقوف بعرفة ليلة عاشر ذي‬
‫الحجة ‪.‬‬

‫( والصالة ) المفروضة قبل الهجرة بسنة ‪.‬‬


‫وهي لغة ‪ :‬الدعاء ‪ ،‬وأما شرعا ‪ :‬فهي أقوال وأفعال ‪ ،‬مفتتحة بالتكبير ‪،‬‬
‫مختتمة بالتسليم ‪.‬‬

‫( كذا الصيام ) المفروض في ثانية الهجرة ‪ [ ،‬وقيل ‪ :‬في غيرـها ] ‪.‬‬


‫وهو نغة ‪ :‬اإلمساك ‪ ،‬وشرعا ‪ :‬عبادة عدمية ‪ ،‬وقتها ‪ :‬طلوع الفجر حتى‬
‫الغروب ‪ ( ،‬فادر ) أي اعلم ‪.‬‬

‫( والزكاة ) المفروضة في ثانية الهجرة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬في غيرها ‪ ،‬وهي لغة ‪:‬‬
‫النمو والتطهير ‪.‬‬
‫وأما شرعا ‪ :‬فهي إخراج جزء من المال ‪ ،‬شرط وجوبه لمستحقه ‪:‬‬
‫بلوغ المال نصابا ‪ ،‬وبلوغ غروب (الشمس ليلة) عيد الفطر ‪ ،‬أو‬
‫فجره لواجد له ‪ ،‬فضل عن قوته ‪ ،‬وقوت عياله ‪ ،‬لم يتوجه وجوئه‬
‫على غيره ‪.‬‬

‫والمراد ‪ :‬إذعان المذكورات ‪ ،‬وتسليمها ‪ ،‬وعدم مقابلتها بالرد‬


‫واالستكبار‬

You might also like