Professional Documents
Culture Documents
اخلاقيات
اخلاقيات
الكائنات الحية األخرى ال تستطيع و ليست قادرة على إصدار الحكـم األخالقـي و غير قادرة
ويعتـبر سـقراط أول مؤسـس لألخالق العقلية ،إذ أعاد لألخالق اعتبارها و نادى
بالسعادة كغاية لألفعال اإلنسانية ،التـي تتحقـق بسـيطرة العـقـل عـلى الشهـوات
.ونزوات الهوى ،ورد اإلنسان إلى حياة االعتدال
أما أرسطو فقد نظر إلى األخالق على أنها علم يبحث في أفعال اإلنسـان،
مـن حيث وجودها ،ويهتم بتقرير ما ينبغـي عملـه ،ومـا ينبغـي تجنبـه
واال بتعـاد عنـه لتنظيم حياة المجتمع البشري وتدبيرها على أحسن
.وأفضل ما ينبغي
الفترة الثالثة :األخالق في الفكر المعاصر فال تزال مستمرة في حيـاة المجتمـع،
واتسمت بالتعقيد والتشـابك ،وهـي ممثلـة بالماركسـية التـي تؤكـد أن األخـالق شكل
من أشكال الوعي مستقل عن الدين من حيث النشأة مع أن المحاوالت الدينية كانت
محاولة لتقنينها وفقـا لمصـلحة الفئـات االجتماعية المسيطرة ،إال أنها ارتبطت به
.ارتباطا وثيقا منذ نشوئه
مصادر األخالق
يكتسب اإلنسان قيمه و مثله التي يؤمن بها من مـصـادر مـتعـددة ،ويأخـذها من
وسطه االجتماعي ،وهم مـن يختـارهم اإلنسـان أو يوجـدون معـه لسـبب مـن
األسباب باختياره أو نتيجة ظروف معينة ،ويتفاعل معهم يـؤثر فـيهـم ويتـأثر
.بهـم بفعل المعايشة والمـخالطة ،أو المـجالسة
:وتكون العالقات الطبيعية من خالل
األسرة :وهي التي يعيش اإلنسان معها وهـي إمـا أسرة صغيرة مـن األب واألم
أو من يقـوم مقامهم كـاإلخوة واألخـوات أو مـن هـم في منـزلتهم ،أو األسرة
الممتدة الكـبيرة التي تضم الجدات واألعمـام وغـيرهم مـن األقـارب وصـوال
إلى القبيلـة في المـجتمـعـات البدويـة ،أو مـن يقـيم مـعهـم بشـكل دائـم ،وهـم في
.الغـالب من يؤسس للمفاهيم والقيم والعقائد عنـد اإلنسـان
الزمالء :وهم األشخاص الذين يتعامل معهـم اإلنسـان بفعـل التواجـد لسـبب مـن
األسباب االعتيادية مثل الدراسة أو العـمل ويقومــون مـن خـالل التفاعـل
.المشـترك بترسيخ أو تعـديل القيم والمفاهيم والعـادات التي اكتسبها من أسرته
األقران واألصدقاء :وهم الدين يعايشهم اإلنسان كأبناء الحـي الواحـد ،أو مـن
يختارهم طواعية للمجالسة والمعـايشة ،وفي الغـالب يختارهم مـن بين
المحيطين به ،ينجذب إليهم ويرغب في مرافقتهم والتعامل معهم ،وهو في
الغالب شديد التأثر بهم ويشكل مـعهم منظومـة المفاهيم والعادات التي
.تستهويهم
المعلمون والمربون والرؤساء الـذين يختـارهم اإلنسـان أو يفرضـون عليـه
ضـمن المنظومة االجتماعية التي يتواجد فيها .ويكون اإلنسان أكثر ارتباطـا
بالمـعلمين والمربين الذين يعتقد أنهـم قدوة له ويرغـب أن يـتعلم مـنهم أصـول
األخـالق والقيم وفي هذه الحالة يشعر باالنتماء لهذه الفئـة ،يـدافع عنهـا
.ويـذود عنهـا
اخالق مهنة التعليم
قبل الحديث عن أخالقيات مهنة التعليم ال بد لنا من التعـرف عـلى مفهـوم المهنة
.بشكل عام
وقد عرفهـا العيـدة (١٩٩٧بأنهـا :أعـمال تجمـع أشخاصـا حـول أهـداف مشـتركة
.يحاولون تحقيقها ،وهذا يفرض عليهم أن يسيروا وفق نماذج سلوكية منهجية
:الفرق بين المهنة و العمل
المهنة وهي الحرفة التي تشتمل على مجموعة من المعارف العقلية و مجموعة
من الممارساتـ و الخبرات التدريبية أي أنها تحتاج لمعـارف عقلية و خبرة
...مـيدانية كالتدريس الطب و الهندسة الخ
أما العمل فهـو مـجموعة من الوظائف المـتشابهة الواجباتـ و التي يمكـن ان يقوم
.بها فرد واحد عند اللزوم
:أي مهنة يجب ان تشمل في دراستها جانبين
جانب مهني :هو الجزء الذي يهتم بالمادة العلمية التي تستخدمها في عمـلك بعد
.التخرج
جانب اخالقي :يهتم باخالقيات المهنة و كيفية التصرف في الكثير مـن المـواقف
الغير مهنية التي تواجههـا اثناء حياتك و اثناء الدراسة بعـد التخرج و ال تجد
.لها حل في المواد العلمية
حيث ان الهدف االساسي من المهنة هوليس فقط اتقانها تقنيا بل ايضا االلمـام بها
.اخالقيا
اخالق المهنة
وـالمسؤولية في إطار أخالق المهنة قد تكون مسؤوـليـة موضـوـعيـة أو مسـؤولية ذاتـيـة ونـفسـية
فالمسـؤولية الموضـوعية تعنـي مسـؤولية العامـل أو الموظـف إزاء رؤسائـه ،وتـجاه
التزامه بـمتـطلبات العمل اإلدارية وـالفنية وأدائــه لمهامـه ،بمـا يـحقـق أهـداف العمـل
والمؤسســة .أمـا المسـؤولية الذاتيـة أو النفسـية فتتصـف بــالوالء وـاإلخالص وااللتزام
بالقواعد األخالقية الخاصة بـعمله ،أي تتصل بمسؤـولية الفرد إزاء ضميـره وقيمه والمعايير
.األخالقية المرتبطـة بـالعمـلـ
أنواع المسؤوليات و هي ثالثة
المسؤولية األخالقية :وتتعلق باألفعـال التي يكون المرء مسئوال عنها أمـام
.ضميره ،وأمام الـلـه وتندرج من ضمنها النوايا ،أي األفعال الباطنية
المسؤولية المدنية :وتتعلق باألفعال الظاهرة سواء منها ما تم أو مـا هـو بسـبيله
إلى الحدوثـ ،وتحدد هـذه المـسـؤولية وفقـا للقوانين الوضـعية اإلنسـانية ،دون
.النظر إلى القانون األخالقي ،وإن اتفقا في بعـض األمور
المسؤولية االجتماعية :وتتعلق بالمـجتمعـات التي ننتسب إليهـا بـالطبع
وباالختيـار ،إذ نكون مسئولين أمام رب األسرة ،أو السلطة المكلفة بتوفير
.الصالح العام
تطوير أخالقيات مهنة التدريس
مما ال شك فيه أن المكـانة التـي تحتلهـا مهنـة التعلـيم واألدوار الهامــة التـي ّ يقوم
بها المدرس تحتم ضرورة إدخال نظام أخالقي ومحاسـبي ،يرتكــز عـلى
أهـداف ومضامين يتوافق عليهـا المجتمع ومنسجمة مع القيم اإلنسانية
.والتوجهات الحديثـة للتعليم وبناء شخصية اإلنسان
مما يتطلب تحرير التعليم من القوالب الجامـدة والنظم التقليدية والمواقـف
.المسبقة من األشياء دون إخضاعها لبحث والدراسة
من هنا يمكن صياغة استراتيجيات التعليمـية وفق مجمـوعة مـن المبادئ واألسس
التالية
.اــلديناــإلسالميبـــاعتبارهـ ديناــلدولة 1
المدرس :هـو الذي يقوم علـى تدريـس وتعليـم الشخـص المتعلـم فـي جميـع المؤسـسات التعليميـة ،ويعتـبر بأنـه أهـم
األعمدة الرئيسـية فـي بناء المجتمـع ،وذلـك لمـا يقوم بـه مـن حمـل الرسـالة العظيمـة ،ويمكـن تعريـف المدرس
التربوي أيضا ً علـى أنـه بمثابـة الصـانع لألجيال ويعتـبر البانـي األسـاسي لشخصـيات التالميـذ ،ممـا يشجعهـم علـى
اختيارات صـحيحة وسـليمة مثـل الحريـة وتحمـل المسـؤولية والشجاعـة وتعلمهـم الثقـة فـي أنفسـهم ،وكمـا أنـه هـو
التشريع المدرسي فرع من فروع القانون العام الداخلي ،يحكم اإلدارة التعليمية تنظيما
ونشاطا ووسائل ورقابة .ويهدف ،في مجمله ،إلى ضبط العالقات بين أعضاء
األسرة التربوية ،وتنظيم الحياة الجماعية داخل المؤسسات التربوية ،وتوفير ظروف
العمل الضرورية التي تمكن المدرسة من إنجاز المهام المرسومة لها وأداء النشاط
التربوي في مؤسسات التربية والتكوين وتوفير الشروط المعنوية للعمل من أجل
.تحقيق األهداف المسطرة رسميا
والتشريع المدرسي موضوع واسع ومتعـدد العناصر واألطراف وهو مجال من
المجاالت الكبرى ،مـهم ومتطور ،يتميز بالتغير والتحديث استجابة إلى كل
.مستحدث ومستجد في ميدان التربية
التشريع المـدرسي فرع من قانون الوظيفة العـمومية؛ بمعنى أنه فرع من فروع
.القانون العـام الداخلي ،يحكم اإلدارة التعليمـية تنظيمـا ونشاطا ووسائل ورقابة
:وهذا الوصف يقوم على النظر إلى
،السلطة اإلدارية التربوية من حيث تنظيم أجهزتها وصور هذا التنظيم
.مركزية ،أم ال مـركزية
طبيعة المهمـة التي تقوم بها السلطة التعليمية في سبيل تحقيق المصلحة العـامة •
عن طريق الوسائل التي تلجأ إليها لتنفيذ هذا النشاط ،سواء كانت بشرية أم
.قانونية أو مادية ،بكل ما تتمـتع به من سلطات وامتيازات
وبالرغم من أن القانون المدرسي مـتميز ،وذو طبيعة وموضوع مختلفين ،فإن له
عالقة بمختلف القوانين األخرى؛ فمثال ،إذا كان التشريع المدرسي هو القانون
.الذي ينظم األجهزة والهيئات اإلدارية التعليمية ،ويحكم نشاطها
فإن القانون الدستوري ،القانون األعلى واألساس في الدولة ،هو الذي ينظم
القواعد القانونية التي تتعلق بنظام الحكم في الدولة والسلطات العامـة فيها
.والعالقة بينهمـا وحقوق وحريات األفراد ،والضمانات التي تكـفلها
وبمعنى آخر إن القانون الدستوري يضع األحكام الكلية أو العامـة للسلطة
التنفيذية ،بينما يضع القانون المدرسي القواعد التفصيلية التي تتكفل بتشغـيل
.األجهزة التعليمية وأدائها لوظيفتهـا ،فيصير بذلك امـتدادا للقانون الدستوري
:االنضباط والتأديب
مفهوم االنضباط
ويعني االنضباط بمفهومه اللفظي ،الجدية ،وااللتزام ،والدقة ،وحسن أداء
الواجب ،واحترام حقوق اآلخرين ،والقدرة على التمييز بين ما هو مشروع
وجائز ،وبين ما هو محظور وغير مباح
واالنضباط اصطالح ذو مفهوم شامل ،ال يتولد ،في الحقيقة إال بترويض النفس
على النظام ،ويتضمن الكثير من العادات والسلوكيات الحمـيدة ،التي تسود
داخل المجتمع .ويمكـن القول إنه حالة عقلية ونفسية ،تجعـل الشخص مـائال
غريزيا إلى السلوك السوي المنتظم ،مهما تكون الظروف
االنضباط الوظيفي
يلزم الموظف ،في جميع األحوال ،أن يحترم سلطة الدولة ويعمـل على احترامهـا،
وهو مسئول عن القيام بالمهـام التي عهد بها إليه كيفما كانت رتبته في السلك
.اإلداري
ومبدئيا ،تسعى الدولة ،عموما ،إلى تمتيع كـافة المواطنين بحرياتهم ،وتأصيل
.الديمقراطية في مفاصل حياتهـم ،وإشعارهم بأنّها الحصن لحمايتهم
:ضوابط مهنة التدريس األخالقية
طبيعي أن يكون لكل قانون ضابط أو حكم كـلي ينطبق على جزئياته لكن فضال
عن الضوابط العامة للوظيفة العمومية ،لمهنة التدريس طبيعة خاصة ،وتمـثل
أخالقياتها ،وقواعدها البيداغوجية وضوابطها الديداكتيكية ،مـظهرا من
.مـظاهر تميز مهـمة المدرس عن مهمـة غيره
حالة ممارسة الموظف الوظيفة
:وضعية اــلقيامـ بــاــلوظيفة1
يعتبر الموظف في وضعية القيام بالوظيفة إذا كان مرسمـا في رتبة مـا ومـزاوال،
بالفعل ،مـهام أحد المناصب المساوية لرتبته كما يعتبر قائما بالعمـل ،كذلك،
.طيلة رخص األمراض أو الرخص اإلدارية
:وضعية ا ـإلـلحاق2
:تطوير اإلمكانات المعرفية والتربوية
إذا كـان العـلم ضروريا لكل فرد ،فإن المـدرس ،القدوة أكثر الناس حاجة إليه،
ليتأكد ،أوال ،من صحة خطواته ،وليصحح به خطوات اآلخرين ،ثانيا يلزمه
.الحرص على االستزادة من المعرفة
يعتبر الموظف في وضعية اإللحاق إذا كان خارجا عن سلكه األصلي مع بقائه
تابعا لهذا السلك ومتمتعا فيه بجمـيع حقوقه في الترقية والتقاعد ؛ وعند انتهاء
مدة االلحاق ،ومراعاة لمـقتضيات الفصل ،52فإن الموظف الملحق يرجع
.وجوبا إلى إدارته األصلية حيث يشغـل أول مـنصب شاغر
:وضعية اــلتوقـيفأو اــلتوقـفاــلمؤقـتعناــلعمل3
يعتبر الموظف في وضعية التوقيف المؤقت إذا كان خارجا عن سلكه األصلي
.وبقي تابعا له ،مع انقطاع حقوقه في الترقية والتقاعد
:وضعية الفائض
وضعية تنظمـها المذكرة 39التي تبين المعايير المـعتمدة في إسناد األقسام ،ومنها
المـردودية والكفاءة وااللتزام
:المادة
التربية علي القيم
تكتسي القيم والتربية على فضائلهـا أهمية قصوى بالنسبة للمجتمـع ،لكـونها تعتبر
أحد مرتكزات الحياة اإلنسانية في جانبيها الفردي واالجتماعي .لذلك ،تعـد
التربية على القيم مسؤولية متقاسمة تضطلع بها المدرسة ،إلى جانب األسرة
ووسائل اإلعالم ،وباقي المؤسسات التي تؤدي وظائف ذات صلة بالتربية
.والتثقيف والتأطير
ذلك أن التأكيد على الدور المـركزي للمدرسة في هذا الشأن اعتبارا لمكـانتها في
حياة كل فرد ،وبالنظر للفترة الزمنية التي يقضيها فيهـا ،ال يعني تخلي باقي
فعاليات وهيئات المـجتمع عن القيام بمهامهـا ،بقدر ما هو تأكيد على تكامل
.األدوار مع اختالف الوظائف
تشكـل القيـم تفضيالت جماعيـة ومعياريـة ،تحيـل علـى أسـاليب للوجود والتصـرف،
يرى فيهـا األفراد أـو الجمـاعات مـثال عليـا ،توجـد فـي عمـق الحياة اليوميـة ،وفـي
الفكــر والخطاب ،والســلوك والمـمارســة ،وتُعتــبر فــي الكثيــر مــن األحيان
.مصدرا للقرارات واألحكام العملية
:فهي تمثل نسقا مرجعيا ثالثيا
بعضهـا يأخـذ شكـل نماذج متوخاة ،وآفاقـا للفعـل ،رغـم كونهـا تبدو مثاليـة بعيدة
المنال داخـل الواقـع كالمسـاواة؛ وبعضهـا يمـثـل مـبادئ فعليـة للسـلوك ألجـل تدبيـر
الحياة الفعليــة ،كالنزاهــة ،والتســامـح ،واالســتقامة؛ فيمــا يكـون بعضهــا األخــر
معاييـر عمليـة عامـة للحكـم علـى المـمارسـة ،أـو التجديـد ،أـو التغييـر ،مـن قبيـل
.المصلحة والفعالية والنجاعة
:تعريف القيم
هـيتـــلـكاــلمجموعـة مـناــألحكامـ اــلعقليـة اــلتـيتـــقـومـ بـــاــلعمـلعلـىتـــوجيهـنـا ن ـحـو-
رغباتنـا ،و اـتجاهاتنـا و اــلتـيتـــكوننــتيجـة الـكتسـاباــلفـرد مناــلمجتمـعـ اــلمتعـايـش
بــــهـ و هـيتـــعمـلعلـىتـــحريـكســـلوكياتهـ ،حيـثتـــعتـبر اــلقيـمـ هـيذلـكاــلبناء
اــلشخصـياــلذييــنشـأ فـــيداـخـلاــ نإلسـان ،و منخالـلحياتـهـ وتجاربـهـ اــلحياتيـة اــلتـي
مرتبـــهـ و خـاضهـا و اــلتـين ـشـأ منهـا داـخلـهـ تـــلـكاــلقـواـعـد اــلحاكمـة لــشخصـيتهـ
و أـسـلوبهـ ،و صــفاتهـ اــلشخصـية وسـلوكياتهـ ومـناــلمعـروفأـناــلحكمـة وفلسـفـة
اــلتعـامـلمعـ اــآلخريـنتـــأتـيكــنتيجـة نــضوج اــلفرد اــلعقلـيواــلذييــكونمننــتائجـهـ
اـنصـهـار اــلمبادئو اــلتجارباــلخاصــة بــــهـ واــلمفـاهيـمـ اــلتــي اـنتقلـتإــليـهـ مـن
.اــلمحيطونبـــهـ
تنهـل القيـم مـن مختلـف مرجعيات المجتمـع الدينيـة والتاريخيـة والسـياسية والثقافيـة والحقوقيـة،
ومـن روافده المحليـة والوطنيـة واإلقليميـة والعالميـة ،وتشكـل بذلـك الحافـز الضامـن للتعبئـة
المسـتدامة مـن أجـل تعزيـز الهويـة واالنتماء ،والتعريـف بهـا وصـيانتها والدفاع عنهـا،
وتثميـــن العمـــل اإلنســـاني ،مـــع ضمان التفاعـــل مـــع الحضارات والثقافات األخرى،
واسـتثمار غنـى االختالف والتنوع فـي بناء المشترك اإلنسـاني .إلـى جانـب ذلـك ،تُعـد القيـم
شرطــا أســاسيا لبناء المجتمــع المواطــن والديمقراطــي ،وللنهوض بالحقوق والحريات
وصـيانتها ،وللتطور المجتمعـي واالرتقاء اإلنسـاني لألفراد والجماعات
:أنواع القيم
:يــوجد عـدة أـنواـع مناــلقيمـ فـــيحياة اــإلنسانومنهـا-
القيـم االجتماعيـة :وهـي مجموعـة العادات التـي تأثـر بهـا اإلنسـان وأصـبحت جزء منـه
يتحكـم فـي تصـرفاته وسـلوكياته ولكنـه مـن ناحيـة تعاملـه الشخصـي واالجتماعـي مـع
اآلخريـن أهلـه أـو أقاربـه أـو أصـدقائه ،مثال أـن يكون الشخـص محبا ً للناس ،و لديـه
الميـل إلـى مسـاعدتهم أـو إسـعادهم أـو الدفاع عـن قضاياهـم و العكـس أـن يكون الفرد
.مائالً إلـى الشـر و ضرر اآلخرين مـن حولـه أـو حتـى االنعزال بعيداً عنهم
القيـم االقتصـادية :و هـي مـجموعـة القيـم التـي يميـل إليهـا الفرد بكونـه شخصـا ً نافعـا ً
فــي مـجتمعــه إــذ يرى طبقا ً لقيمــه ومبادئــه تلــك أــن الثروة و المـال هــي إحدى
الوسـائل التـي مـن الممكـن تسـخيرها لخدمـة مـجتمـعـه مـن خالل اسـتثمـارها فـي
مشروعات تعـود إليهــم بالربحيــة والدخــل ومــن ثــم تيســير حياة األفراد فــي
.مجتمعه
القيــم الجماليــة :وهــي مجموعــة القيــم التــي تكون مـوجودة وســائدة لدى بعــض
األشخاص مثـل حبهـم للشكـل الجميـل المتوافـق أـو حـب االبتكـار وحـب الفنون
.المختلفة والذوق العالي والراقي
القيـم الدينيـة :وهـي تلـك المـفاهيـم والمـبادئ التـي تسـود لدى األشخاص المـتدينيـن
والمتأثريـن باألحكام الدينيـة والسـعي وراء رضـا هللاـ عـز وجـل وتنفيذاً ألوامره
واالهتمـام بأخرتهـم أكـثـر مـن دنياهـم إـذ أـن تأثرهـم الشديـد يكون برجال الديـن
.والزاهدين والصالحين
القيـم الشخصـية :وهـم تلـك األشخاص السـائد لديهـم تلـك القيـم و الصـفات الخاصـة
بشخصـيتهم مثـل الصـبر أـو الثقـة الزائدة فـي النفـس أـو الشجاعـة أـو الحكمـة أـو
.القدرة على التحليل والفهم الجيد لألشياء أو الصدق واألمـانة
يوجـد العديـد مـن الدراسـات التـي أكدت علـى أـن تلـك البلدان أـو المجتمعـاتـ والتـي
تســـود بهـــا قيما ً تكون أكثـــر رقيا ً أـــو نضجا ً ،و فهـما ً للحياة تكون مجتمعات
ناجحة إذ أن تلك العوامل تجعل األفراد في تلك المجتمـعات والتي تهـتم بالعلم و
المعرفــة ،و التطور ممــا يزيــد مــن مؤشرات نجاح تلــك المجتمعـات أكثــر مــن
غيرها
عندمــا تتوافــر قيــم جيدة ،و راقيــة ،و شديدة اإلنســانية فــي حياة اإلنســان مثــل
إصـراره علـى الحياة الشريفـة أـو البعـد عـن المال الحرام و صـيانة األمانـة ،و
مسـاعدة اآلخريـن أـو احترام كبار السـن فان كـل تلـك القيـم اإلنسـانية سـتعمل علـى
اكتسـابه األهمـيـة بيـن أفراد مجتمـعـه نتيجـة حبهـم لـه و تزداد قيمتـه فـي أعيـن
المحيطون بـه ممـا يضفـي عليـه الكـثيـر مـن االهتمام والرغبـة فـي التقرب إليـه مـن
جانـب الناس حيـث سـيعد ذلـك الشخـص لديهـم قدوة يحبون أـن يكـونوا مثلـه فـي
.صفاته و قيمه
التربية على القيم
نجاح التربيــة علــى القيــم رهيــن بضرورة ترســيخ مـنظومــة قيميــة ،تنســجم مــع
الخيارات األسـاسية لألمـة المـعـبر عنهـا فـي دسـتور المملكـة ،وتوازن بيـن
.الحقوق والواجباتـ ،وتجد تجسيدها في الممارسات والسلوكات
التربيــة علــى القيــم مســؤولية مشتركــة بيــن المدرســة وبيــن باقــي الفاعليــن
االجتماعييـن والمـدنييـن والمؤسـساتيين ،قائمـة علـى تكامـل األدوار ،واالسـتدامة،
.وتقييم األثر
والتربيـة علـى القيـم تعتـبر أحـد األدوار األسـاسية للمدرسـة وأحـد المداخـل األسـاسية
للتربيـة والتكويـن ،إضافـة إلـى األدوار األخرى كنقـل المعرفـة اإلنسـانية وإعداد
األفراد للمجتمــع الحالــي والمجتمعات المـســتقبلية.وهي ليســت مهمــة المدرســة
وحدهـا،بـل ال بـد مـن تضافـر جهود عدة مـؤسـسات تتحمـل هذه المسـؤولية و تأتـي
فـي مقدمتهـا األسـرة التـي تعتـبر اللبنـة األولـى فـي بناء الفرد ،فيهـا يكتسـب الطفـل
.قيمه اإليجابية األول
نظرا ألــن الطفــل يكتســب مــن والديــه الكثيــر مــن العادات واألخالق والمفاهيــم
واألفكار ،باإلضافـة إلـى إخوتـه وباقـي أفراد أسـرته وهـي البيئـة الثقافيـة األولـى
التــي يكتســب منهــا الطفــل لغتــه وقيمــه وتؤثــر فــي تكوينــه الجســمي والنفســي
واالجتماعـي والعقدي .إال أـن هذه األسـرة إذا كان يسـودها الجهـل واألميـة ،فان
دلـك سـيحول دون تأديـة واجبهـا علـى الوجـه األكمـل ،لذلـك فإـن المدرسـة هـي
التـي تتحمـل المسـؤولية العظمـى باعتبارهـا المسـئولة عـن إعداد الفرد المتمثـل
للقيم
والذي سـيكـون بدوره عضوا فاعال فـي أسـرته فـي سـبيل المـشاركـة الفعالـة فـي بناء
أفراد متشبعيـن لقيـم السـامية.كمـا ال يجـب إغفال دور وسـائل اإلعالم ،باعتبارهـا
المؤثــر األول واألقوى عنــد اإلنســان وخصــوصا الطفــل ،إضافــة إلــى دور
جمعيات المجتمــع المدنــي ،واألحزاب فــي بناء اإلنســان المواطــن الفاعــل،
.وتربيته على القيم الوطنية واإلنسانية عموما
ما الحاجة للتربية على القيم
إـن البشريـة تواجـه فـي الظرفيـة الحاليـة أزمـة حضاريـة عميقـة متعددة األوجـه
واألبعاد؛ هذا أمـر ال خالف فيـه ،إنمـا الخالف فـي تفسـيره ،ومـن بيـن التفسـيرات
الشائعـة ذلـك التفسـير الذي يربـط بيـن هذه األزمـة وبيـن مـا يعـرف بانهيار القيـم،
ومـن المعلوم أـن العديـد مـن التيارات الفكريـة ظلـت تمانـع فـي قبول هذا الربـط
نشهـد ،فـي اآلونـة األخيرة ،العـديـد مـن المـؤشرات التـي توحـي بأـن هناك مـا يشبـه
الصــحوة األخالقية .ومــن بيــن تلــك المـؤشرات الدعوات المتكررة مــن قبــل
األشخاص والمنظمات والهيئات الحكوميـة وغيـر الحكوميـة إلـى التخليـق وإلـى
.إعادة االعتبار للقيم
مـن هذا المنطلق نتساءل:
كيـف ينبغـي لنـا أـن نتعامـل مـع أزمـة القيـم؟ كيـف ينبغـي لنـا أـن ننخرط ونسـهم فـي
التربية على القيم؟
إــن التربيــة فعــل هادف وكمــا هــو واضــح فــي العبارتيــن :توجيــه الفرد نحــو…
وإخراج الفرد مـن… فالتربيـة تقوم أسـاسا علـى ثنائيـة اإليجاب والسـلب
(التوجيه واإلخراج)
لتربيـة علـى القيـم تتطلـب تحديـد المقاصـد اإليجابيـة والكمـاليات التـي ينبغـي أـن يوجـه
نحوهـا النشـء وكذلـك تحديـد الحاالت واألوضاع السـلبية التـي ينبغـي أـن يخرج
منها .وغنـي عـن الـبيان أـن ثنائيـة اإليجاب والسـلب ثنائيـة التوجيـه واإلخراج
تحيـل علـى ثنائيـة أخرى تتعلـق بطبيعـة اإلنسـان :ثنائيـة الفطرة الطيبـة (قابليـة
الترقـي واالسـتعداد لفعــل الخيـر والتحقـق بالكماليات) فـي مقابـل الخصـائص
والصـفات غيـر الطيبـة كالغـرائـز وغيرهـا التـي قـد توقعـه فـي الشـر وتمنعـه مـن
.التحقق بالكماليات
فكما هو مـعلم فاالكتمال الخلقي ليس طبيعيا في اإلنسان ،ال يتم بصورة تلقائية،
ولهـذا لم تترك جمـاعة بشرية أبناءها سدى ،ولم يخل مجتمع مـن نظم
ومؤسسات تناط بها مهمـة التربية .وإذا كان األمر كـذلك صح القول بأال قيم
.بدون تربية على القيم وبدون منهاج تربوي
إن القيم كـماليات عامة وهي لذلك في حاجة إلى مرجعية تحدد في إطار
مـاهيتهـا ودالالتها وأبعـادها ومقتضياتها وهي مترابطة والبد من نسق فكري
يوجه ترتيبها وانتظامها وضبط العالقات القائمة فيما بينها.والقيم مـثالية
(مفارقة للواقع بل مناقضة له) وهي لذلك في حاجة إلى مـرجعية تحدد صلتها
بالواقع ،وتوجه أشكال وصيغ التوفيق بين مقتضياتها وبين إمكانات
وإكـراهات الواقع.
والقيـم مـجردة تتطلـب مرجعـيـة يتـم فـي إطارهـا تحديـد المـنهـج المناسـب إلعداد
الناس للتحقـق بهـا واالنسـجام معـها .إـن القيـم ال تكتسـب قوتهـا وقدرتهـا علـى
توجيـه وتأطيـر سـلوكيات مـن يتبناهـا ويسـعـى للتحقـق بهـا إال عندمـا تنتظـم لتكون
مـا يعرف بمنظومـة القيم .ومنظومـة القيـم بدورهـا ال يمكـن أـن تنشـأ مـن فراغ،
بل البد أن تكون مؤسسة وموجهة بمرجعية ثقافية حضارية.
إننا نميل إلى االعتقاد بأن القيم مـهما كانت عامـة ومهما كانت مطلقة (نظريا) فإن
التحقق بها عمليا ال يمكن أن يكون إال في إطار خاص وفي إطار نسبي :في
إطار المرجعية الثقافية للمـجموعة البشرية المراد تربيتها وفي حدود
.اإلمكانات الذاتية والمـوضوعية المتاحة في الزمان المكان للفرد والمـجتمع