You are on page 1of 70

‫درس أخالقيات المهنة‬

‫تعريف مفهوم الخلق‬


‫والخلق يعرف بحسن التقديرـ والحكمة‪ ،‬ويشمل الخلـق عـلى هيئـة‬
‫‪.‬جميلـة‪ ،‬ومن هنا استعمل للسلوك على نهج مستقيم جميل‬
‫وهو قوانين داخليـة توجـه الفـرد للعمـل البنـاء‪ ،‬وتسـهم في‬
‫‪.‬تطـوير األعمال وتقدمها في المجاالت العامة والخاصة‬
‫األخالق عبارة عن مجموعة القـيم واألعـراف والتقاليـد التي يتفق ويتعاون عليها أفراد‬
‫المجتمع حول ما هو جيـد وحسـن‪ ،‬ومـا يعتبرونـه أساسا لتعاملهم وتنظيم أمـورهم‬
‫وسـلوكهم‪ ،‬وتـتجلى مجموعـة هـذه المفـاهيم في طريقة حياتهم اليومية وحكمهم‬
‫على األمور الحياتية والمستقبلية‪ ،‬وهذا أمر نسـبي قد يختلـف فيـه األفـراد وتتبـاين‬
‫عليـه المجتمعـات‪ .‬ولكـن هنالـك أمـور عامـة في األخالق يتفق عليها جميع البشر‬
‫‪.‬خصوصا في القضايا العامة‬
‫نشأة االخالق‬
‫واألخالق أمر حياتي ضروري لألفراد خاصة‪ ،‬والمجتمعات عامـة‪ ،‬فهـي‬
‫تسـاعد على إيجاد التوافق والتناغم بين المطالب الفردية الخاصة‪ ،‬وبين‬
‫متطلبات العـيش في وسط الجماعة التي ينتمي إليها الفرد‪ ،‬وهي تشكل‬
‫الضابط لجميع السلوكيات عـلى المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي‪،‬‬
‫‪.‬وبين معايير الجماعة‪ ،‬فإذا كانت متوافقـة مع فلسفة وأنظمة الجماعة‬
‫وتوجد األخالق حيثما يوجد اإلنسان‪ ،‬وهي ما تميزه كائنا عاقال عن غيره مـن الكائنات‪ ،‬إذ أن‬

‫الكائنات الحية األخرى ال تستطيع و ليست قادرة على إصدار الحكـم األخالقـي و غير قادرة‬

‫‪ .‬على صياغة المبـادئ والمعايير األخالقيـة‬

‫‪:‬ويمكن تقسيم نشأة علم األخالق إلى ثالثة فترات‬


‫ئ كـــاــالحتراـمـ‪- ،‬‬
‫ولى مثلهـا كــلمنفـــيتاغورسوهرياقلـيطس‪ ،‬ودميقـراـطيس‪ ،‬وقـد اـعترفمفكرو هذهـ اــلفـترة بـــعـدة مبـاد ‪،‬‬
‫اــلفترة اــأل ‪:‬‬

‫‪.‬واــلمسـئولية‪ ،‬ومكانـة اــلعقـل‪ ،‬واـحـتراـمـ اــآلـلهـة‪ ،‬وخضـوع اــلسـلوكاــإلنسانيلــلقـانوناــالجتماعي‬


‫الفترة الثانية‪ :‬تزعمها كل من سقراط‪ ،‬وأفالطون‪ ،‬وأرسطو‪ ،‬وكان سـقراط أول‬
‫‪.‬القائلين إن غايـة األخـالق هـي السـعادة‬

‫ويعتـبر سـقراط أول مؤسـس لألخالق العقلية‪ ،‬إذ أعاد لألخالق اعتبارها و نادى‬
‫بالسعادة كغاية لألفعال اإلنسانية‪ ،‬التـي تتحقـق بسـيطرة العـقـل عـلى الشهـوات‬
‫‪.‬ونزوات الهوى‪ ،‬ورد اإلنسان إلى حياة االعتدال‬
‫أما أرسطو فقد نظر إلى األخالق على أنها علم يبحث في أفعال اإلنسـان‪،‬‬
‫مـن حيث وجودها‪ ،‬ويهتم بتقرير ما ينبغـي عملـه‪ ،‬ومـا ينبغـي تجنبـه‬
‫واال بتعـاد عنـه لتنظيم حياة المجتمع البشري وتدبيرها على أحسن‬
‫‪.‬وأفضل ما ينبغي‬
‫الفترة الثالثة‪ :‬األخالق في الفكر المعاصر فال تزال مستمرة في حيـاة المجتمـع‪،‬‬
‫واتسمت بالتعقيد والتشـابك‪ ،‬وهـي ممثلـة بالماركسـية التـي تؤكـد أن األخـالق شكل‬
‫من أشكال الوعي مستقل عن الدين من حيث النشأة مع أن المحاوالت الدينية كانت‬
‫محاولة لتقنينها وفقـا لمصـلحة الفئـات االجتماعية المسيطرة‪ ،‬إال أنها ارتبطت به‬
‫‪.‬ارتباطا وثيقا منذ نشوئه‬
‫مصادر األخالق‬
‫يكتسب اإلنسان قيمه و مثله التي يؤمن بها من مـصـادر مـتعـددة‪ ،‬ويأخـذها من‬
‫وسطه االجتماعي‪ ،‬وهم مـن يختـارهم اإلنسـان أو يوجـدون معـه لسـبب مـن‬
‫األسباب باختياره أو نتيجة ظروف معينة‪ ،‬ويتفاعل معهم يـؤثر فـيهـم ويتـأثر‬
‫‪.‬بهـم بفعل المعايشة والمـخالطة‪ ،‬أو المـجالسة‬
‫‪:‬وتكون العالقات الطبيعية من خالل‬

‫األسرة‪ :‬وهي التي يعيش اإلنسان معها وهـي إمـا أسرة صغيرة مـن األب واألم‬
‫أو من يقـوم مقامهم كـاإلخوة واألخـوات أو مـن هـم في منـزلتهم‪ ،‬أو األسرة‬
‫الممتدة الكـبيرة التي تضم الجدات واألعمـام وغـيرهم مـن األقـارب وصـوال‬
‫إلى القبيلـة في المـجتمـعـات البدويـة‪ ،‬أو مـن يقـيم مـعهـم بشـكل دائـم‪ ،‬وهـم في‬
‫‪.‬الغـالب من يؤسس للمفاهيم والقيم والعقائد عنـد اإلنسـان‬
‫الزمالء‪ :‬وهم األشخاص الذين يتعامل معهـم اإلنسـان بفعـل التواجـد لسـبب مـن‬
‫األسباب االعتيادية مثل الدراسة أو العـمل ويقومــون مـن خـالل التفاعـل‬
‫‪.‬المشـترك بترسيخ أو تعـديل القيم والمفاهيم والعـادات التي اكتسبها من أسرته‬
‫األقران واألصدقاء‪ :‬وهم الدين يعايشهم اإلنسان كأبناء الحـي الواحـد‪ ،‬أو مـن‬
‫يختارهم طواعية للمجالسة والمعـايشة‪ ،‬وفي الغـالب يختارهم مـن بين‬
‫المحيطين به‪ ،‬ينجذب إليهم ويرغب في مرافقتهم والتعامل معهم‪ ،‬وهو في‬
‫الغالب شديد التأثر بهم ويشكل مـعهم منظومـة المفاهيم والعادات التي‬
‫‪.‬تستهويهم‬
‫المعلمون والمربون والرؤساء الـذين يختـارهم اإلنسـان أو يفرضـون عليـه‬
‫ضـمن المنظومة االجتماعية التي يتواجد فيها‪ .‬ويكون اإلنسان أكثر ارتباطـا‬
‫بالمـعلمين والمربين الذين يعتقد أنهـم قدوة له ويرغـب أن يـتعلم مـنهم أصـول‬
‫األخـالق والقيم وفي هذه الحالة يشعر باالنتماء لهذه الفئـة‪ ،‬يـدافع عنهـا‬
‫‪.‬ويـذود عنهـا‬
‫اخالق مهنة التعليم‬
‫قبل الحديث عن أخالقيات مهنة التعليم ال بد لنا من التعـرف عـلى مفهـوم المهنة‬
‫‪.‬بشكل عام‬

‫وقد عرفهـا العيـدة (‪١٩٩٧‬بأنهـا‪ :‬أعـمال تجمـع أشخاصـا حـول أهـداف مشـتركة‬
‫‪.‬يحاولون تحقيقها‪ ،‬وهذا يفرض عليهم أن يسيروا وفق نماذج سلوكية منهجية‬
‫‪ :‬الفرق بين المهنة و العمل‬
‫المهنة وهي الحرفة التي تشتمل على مجموعة من المعارف العقلية و مجموعة‬
‫من الممارساتـ و الخبرات التدريبية أي أنها تحتاج لمعـارف عقلية و خبرة‬
‫‪...‬مـيدانية كالتدريس الطب و الهندسة الخ‬
‫أما العمل فهـو مـجموعة من الوظائف المـتشابهة الواجباتـ و التي يمكـن ان يقوم‬
‫‪.‬بها فرد واحد عند اللزوم‬
‫‪ :‬أي مهنة يجب ان تشمل في دراستها جانبين‬
‫جانب مهني ‪ :‬هو الجزء الذي يهتم بالمادة العلمية التي تستخدمها في عمـلك بعد‬
‫‪.‬التخرج‬
‫جانب اخالقي ‪ :‬يهتم باخالقيات المهنة و كيفية التصرف في الكثير مـن المـواقف‬
‫الغير مهنية التي تواجههـا اثناء حياتك و اثناء الدراسة بعـد التخرج و ال تجد‬
‫‪.‬لها حل في المواد العلمية‬
‫حيث ان الهدف االساسي من المهنة هوليس فقط اتقانها تقنيا بل ايضا االلمـام بها‬
‫‪.‬اخالقيا‬
‫اخالق المهنة‬

‫حددها رضوان (‪( ١٩٩٤‬بأنها هي مجمـوعة القـيم واألعـراف والتقاليـد التـي‬


‫يتفق ويتعـاون عليهـا أفراد مهـنة مـا حـول هـو مـا خـير وواضـح وعـادل مـن‬
‫وجهــة نظرهم‪ ،‬وما يعـتبرونه أساسا لتعامـلهم وتنظيم أمـورهم وسـلوكهم في‬
‫‪.‬إطـار المهنـة‬
‫اخالق مهنة التدريس‬
‫وعنـد الحـديث عـن أخالقيـات مهنة التربية والتعليم فإن من أهم وأبرز عنـاصر هـذه المهنـة المعلـم‪،‬‬
‫الـذي سـخر وقته وحياته‪ ،‬وبذل جهده لتعليم النشئ‪ ،‬وهـو بمثابة الشـمعة التـي تحـترق لتنير الطريق‬
‫أمام األجيـال مـن أجـل مواكبـة تطـور الحضـارة والنهـوض باألمـة‪ ،‬وصـنع المستقبل‪ ،‬ومواجهة‬
‫التحديات المعاصرة‪ ،‬والتغير نحو األفضـل‪ ،‬والعمليـة التعليميـة هي عملية تربوية في المقام األول‪،‬‬
‫فإن لم يكن المعلم عـلى قـدر عـال مـن األخـالق فإن هذه الشمعة ستحرق األجيال‪ ،‬وتذيب أخالق‬
‫األجيال‪ ،‬وتـدمر ماضـيها وتشـوه مسـتقبلها‪ ،‬وتحـدث تغييـرا نحـو األسـوأ‪ ،‬وتتخلف عن سباق‬
‫‪.‬الحضارة‬
‫مبادئ اخالقيات مهنة التعليم‪‬‬
‫االنتماء و االلتزام برسالة التعليم توجب هده المهنة على كافة أطرها االنتماء‬
‫‪ .‬اليها اخالصا و صدقا مـع النفس و المجتمع‬
‫الثقة و االحترام المتبادل تقوم على أساس الثقة المتبادلة بين كافة العـاملين في‬
‫‪.‬هده المهنة بهدف إعداد اإلنسان الصالح‬
‫احترام التعددية و التنوع العامل في مهـنة التعليم يعتبرها أنها ذات بعد إنساني‬
‫عالي تقوم على احترام حقوق اإلنسان دون االلتفات إلى ديانته أو لونه أو‬
‫‪.‬جنسه أو انتمائه السياسي‬
‫المسؤولية المهنية‬
‫‪.‬المسووـليـة هي جزاء اإلخالل بالتزام أدبي او قانونـي يقع عل الفرد داخل مجتمعه‬

‫وـالمسؤولية في إطار أخالق المهنة قد تكون مسؤوـليـة موضـوـعيـة أو مسـؤولية ذاتـيـة ونـفسـية‬
‫فالمسـؤولية الموضـوعية تعنـي مسـؤولية العامـل أو الموظـف إزاء رؤسائـه‪ ،‬وتـجاه‬
‫التزامه بـمتـطلبات العمل اإلدارية وـالفنية وأدائــه لمهامـه‪ ،‬بمـا يـحقـق أهـداف العمـل‬
‫والمؤسســة‪ .‬أمـا المسـؤولية الذاتيـة أو النفسـية فتتصـف بــالوالء وـاإلخالص وااللتزام‬
‫بالقواعد األخالقية الخاصة بـعمله‪ ،‬أي تتصل بمسؤـولية الفرد إزاء ضميـره وقيمه والمعايير‬
‫‪.‬األخالقية المرتبطـة بـالعمـلـ‬
‫أنواع المسؤوليات و هي ثالثة‬
‫المسؤولية األخالقية‪ :‬وتتعلق باألفعـال التي يكون المرء مسئوال عنها أمـام‬
‫‪.‬ضميره ‪ ،‬وأمام الـلـه وتندرج من ضمنها النوايا‪ ،‬أي األفعال الباطنية‬
‫المسؤولية المدنية‪ :‬وتتعلق باألفعال الظاهرة سواء منها ما تم أو مـا هـو بسـبيله‬
‫إلى الحدوثـ‪ ،‬وتحدد هـذه المـسـؤولية وفقـا للقوانين الوضـعية اإلنسـانية‪ ،‬دون‬
‫‪.‬النظر إلى القانون األخالقي‪ ،‬وإن اتفقا في بعـض األمور‬
‫المسؤولية االجتماعية‪ :‬وتتعلق بالمـجتمعـات التي ننتسب إليهـا بـالطبع‬
‫وباالختيـار‪ ،‬إذ نكون مسئولين أمام رب األسرة‪ ،‬أو السلطة المكلفة بتوفير‬
‫‪.‬الصالح العام‬
‫تطوير أخالقيات مهنة التدريس‬

‫مما ال شك فيه أن المكـانة التـي تحتلهـا مهنـة التعلـيم واألدوار الهامــة التـي ّ يقوم‬
‫بها المدرس تحتم ضرورة إدخال نظام أخالقي ومحاسـبي‪ ،‬يرتكــز عـلى‬
‫أهـداف ومضامين يتوافق عليهـا المجتمع ومنسجمة مع القيم اإلنسانية‬
‫‪.‬والتوجهات الحديثـة للتعليم وبناء شخصية اإلنسان‬
‫مما يتطلب تحرير التعليم من القوالب الجامـدة والنظم التقليدية والمواقـف‬
‫‪.‬المسبقة من األشياء دون إخضاعها لبحث والدراسة‬

‫من هنا يمكن صياغة استراتيجيات التعليمـية وفق مجمـوعة مـن المبادئ واألسس‬
‫التالية‬
‫‪.‬اــلديناــإلسالميبـــاعتبارهـ ديناــلدولة ‪1‬‬

‫دستور اــلدولة وتشريعـاتهـ‪2‬‬


‫اــلواـقعـ اــالجتماعيو اــالقتصادي‪3‬‬
‫واـقعـ اــلنظامـ اــلتعـليمي‪4‬‬
‫االهداف التربوية‬

‫‪.‬اــلسياسة اــلتربوية اــلعـامة وما تـــتضمنهـ منمبادئوأـهداـف‪1‬‬


‫‪.‬اــلتوجيهـاتواــلتعليماتاــلفنية واــإلدارية اــلصادرة منمستوياتتـــنظيمـية أـعلى‪2‬‬

‫حفـز اــإلداريينواــلعـاملينفـــيســـلكاــلتربيـة واــلتعلـيمـ وتشـجيعـ مبـادراـتهمـ‪3‬‬


‫‪ .‬اــلفـرديـة واــلجماعية‪ ،‬وإـبراز قــدراـتهـمـ فـــيمجاــلعملهمـ‬
‫واجبات المدرس‬

‫المدرس‪ :‬هـو الذي يقوم علـى تدريـس وتعليـم الشخـص المتعلـم فـي جميـع المؤسـسات التعليميـة‪ ،‬ويعتـبر بأنـه أهـم‬

‫األعمدة الرئيسـية فـي بناء المجتمـع‪ ،‬وذلـك لمـا يقوم بـه مـن حمـل الرسـالة العظيمـة‪ ،‬ويمكـن تعريـف المدرس‬

‫التربوي أيضا ً علـى أنـه بمثابـة الصـانع لألجيال ويعتـبر البانـي األسـاسي لشخصـيات التالميـذ‪ ،‬ممـا يشجعهـم علـى‬

‫اختيارات صـحيحة وسـليمة مثـل الحريـة وتحمـل المسـؤولية والشجاعـة وتعلمهـم الثقـة فـي أنفسـهم‪ ،‬وكمـا أنـه هـو‬

‫‪.‬الذي يغرس حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب الوطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ذاتهم‬


‫واجبات المدرس اتجاه نفسه‬
‫‪ .‬وعيهـ بـــقيمة اــلرساــلة اــلمكلفبـــهـا تـــجاهـ اــلمجتمعـ‪ 1‬‬
‫‪.‬اـتسامـهـ بـــاــلنزاـهة واــألمانة واــلصراـحة واــلعفـة‪2 ‬‬
‫‪.‬اــالـلتزاـمـ بـــاــلعهـود واــلمواـثيقوتحملهـ اــلمسؤولية بـــأمانهـ وثقهـ‪3‬‬
‫واجبات المدرس اتجاه مهنته‬
‫يــحافظ علىشــرفاــلمهنة واــلتمسكبـــأخالقياتهـا واــلحرصعلىس ـمـعتهـا ويداـفعـ‪1‬‬
‫‪.‬عنهـا‬
‫يــلتزمـ بـــاستراـتيجية اــلنظامـ اــلتربويفـــياــلدولة وخططهـ وبراـمـجهـ واـحتراـمـ‪2‬‬
‫‪.‬فـــلسفتهـ وأـهداـفهـ‬
‫‪.‬يــمتثلألـخالقياتاــلمهنة‪3‬‬
‫‪.‬يــسهمـ بـــإيجابية و فـــعـاــلية فـــياــألنشطة اــلتعليمية ‪4‬‬
‫طبيعة التشريع المدرسي‬

‫التشريع المدرسي فرع من فروع القانون العام الداخلي‪ ،‬يحكم اإلدارة التعليمية تنظيما‬
‫ونشاطا ووسائل ورقابة‪ .‬ويهدف‪ ،‬في مجمله‪ ،‬إلى ضبط العالقات بين أعضاء‬
‫األسرة التربوية‪ ،‬وتنظيم الحياة الجماعية داخل المؤسسات التربوية‪ ،‬وتوفير ظروف‬
‫العمل الضرورية التي تمكن المدرسة من إنجاز المهام المرسومة لها وأداء النشاط‬
‫التربوي في مؤسسات التربية والتكوين وتوفير الشروط المعنوية للعمل من أجل‬
‫‪.‬تحقيق األهداف المسطرة رسميا‬
‫والتشريع المدرسي موضوع واسع ومتعـدد العناصر واألطراف وهو مجال من‬
‫المجاالت الكبرى‪ ،‬مـهم ومتطور‪ ،‬يتميز بالتغير والتحديث استجابة إلى كل‬
‫‪.‬مستحدث ومستجد في ميدان التربية‬
‫التشريع المـدرسي فرع من قانون الوظيفة العـمومية؛ بمعنى أنه فرع من فروع‬
‫‪.‬القانون العـام الداخلي‪ ،‬يحكم اإلدارة التعليمـية تنظيمـا ونشاطا ووسائل ورقابة‬
‫‪:‬وهذا الوصف يقوم على النظر إلى‬
‫‪ ،‬السلطة اإلدارية التربوية من حيث تنظيم أجهزتها وصور هذا التنظيم‬
‫‪.‬مركزية‪ ،‬أم ال مـركزية‬
‫طبيعة المهمـة التي تقوم بها السلطة التعليمية في سبيل تحقيق المصلحة العـامة •‬
‫عن طريق الوسائل التي تلجأ إليها لتنفيذ هذا النشاط‪ ،‬سواء كانت بشرية أم‬
‫‪.‬قانونية أو مادية‪ ،‬بكل ما تتمـتع به من سلطات وامتيازات‬
‫وبالرغم من أن القانون المدرسي مـتميز‪ ،‬وذو طبيعة وموضوع مختلفين‪ ،‬فإن له‬
‫عالقة بمختلف القوانين األخرى؛ فمثال‪ ،‬إذا كان التشريع المدرسي هو القانون‬
‫‪.‬الذي ينظم األجهزة والهيئات اإلدارية التعليمية‪ ،‬ويحكم نشاطها‬
‫فإن القانون الدستوري‪ ،‬القانون األعلى واألساس في الدولة‪ ،‬هو الذي ينظم‬
‫القواعد القانونية التي تتعلق بنظام الحكم في الدولة والسلطات العامـة فيها‬
‫‪.‬والعالقة بينهمـا وحقوق وحريات األفراد‪ ،‬والضمانات التي تكـفلها‬
‫وبمعنى آخر إن القانون الدستوري يضع األحكام الكلية أو العامـة للسلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬بينما يضع القانون المدرسي القواعد التفصيلية التي تتكفل بتشغـيل‬
‫‪.‬األجهزة التعليمية وأدائها لوظيفتهـا‪ ،‬فيصير بذلك امـتدادا للقانون الدستوري‬
‫‪:‬االنضباط والتأديب‬
‫مفهوم االنضباط‬
‫ويعني االنضباط بمفهومه اللفظي‪ ،‬الجدية‪ ،‬وااللتزام‪ ،‬والدقة‪ ،‬وحسن أداء‬
‫الواجب‪ ،‬واحترام حقوق اآلخرين‪ ،‬والقدرة على التمييز بين ما هو مشروع‬
‫وجائز‪ ،‬وبين ما هو محظور وغير مباح‬
‫واالنضباط اصطالح ذو مفهوم شامل‪ ،‬ال يتولد‪ ،‬في الحقيقة إال بترويض النفس‬
‫على النظام‪ ،‬ويتضمن الكثير من العادات والسلوكيات الحمـيدة‪ ،‬التي تسود‬
‫داخل المجتمع‪ .‬ويمكـن القول إنه حالة عقلية ونفسية‪ ،‬تجعـل الشخص مـائال‬
‫غريزيا إلى السلوك السوي المنتظم‪ ،‬مهما تكون الظروف‬
‫االنضباط الوظيفي‬

‫يلزم الموظف‪ ،‬في جميع األحوال‪ ،‬أن يحترم سلطة الدولة ويعمـل على احترامهـا‪،‬‬
‫وهو مسئول عن القيام بالمهـام التي عهد بها إليه كيفما كانت رتبته في السلك‬
‫‪.‬اإلداري‬
‫ومبدئيا‪ ،‬تسعى الدولة‪ ،‬عموما‪ ،‬إلى تمتيع كـافة المواطنين بحرياتهم‪ ،‬وتأصيل‬
‫‪.‬الديمقراطية في مفاصل حياتهـم‪ ،‬وإشعارهم بأنّها الحصن لحمايتهم‬
‫‪:‬ضوابط مهنة التدريس األخالقية‬

‫طبيعي أن يكون لكل قانون ضابط أو حكم كـلي ينطبق على جزئياته لكن فضال‬
‫عن الضوابط العامة للوظيفة العمومية‪ ،‬لمهنة التدريس طبيعة خاصة‪ ،‬وتمـثل‬
‫أخالقياتها‪ ،‬وقواعدها البيداغوجية وضوابطها الديداكتيكية‪ ،‬مـظهرا من‬
‫‪.‬مـظاهر تميز مهـمة المدرس عن مهمـة غيره‬
‫حالة ممارسة الموظف الوظيفة‬
‫‪:‬وضعية اــلقيامـ بــاــلوظيفة‪1‬‬

‫يعتبر الموظف في وضعية القيام بالوظيفة إذا كان مرسمـا في رتبة مـا ومـزاوال‪،‬‬
‫بالفعل‪ ،‬مـهام أحد المناصب المساوية لرتبته كما يعتبر قائما بالعمـل‪ ،‬كذلك‪،‬‬
‫‪.‬طيلة رخص األمراض أو الرخص اإلدارية‬

‫‪:‬وضعية ا ـإلـلحاق‪2‬‬
‫‪:‬تطوير اإلمكانات المعرفية والتربوية‬

‫إذا كـان العـلم ضروريا لكل فرد‪ ،‬فإن المـدرس‪ ،‬القدوة أكثر الناس حاجة إليه‪،‬‬
‫ليتأكد‪ ،‬أوال‪ ،‬من صحة خطواته‪ ،‬وليصحح به خطوات اآلخرين‪ ،‬ثانيا يلزمه‬
‫‪.‬الحرص على االستزادة من المعرفة‬
‫يعتبر الموظف في وضعية اإللحاق إذا كان خارجا عن سلكه األصلي مع بقائه‬
‫تابعا لهذا السلك ومتمتعا فيه بجمـيع حقوقه في الترقية والتقاعد ؛ وعند انتهاء‬
‫مدة االلحاق‪ ،‬ومراعاة لمـقتضيات الفصل ‪،52‬فإن الموظف الملحق يرجع‬
‫‪.‬وجوبا إلى إدارته األصلية حيث يشغـل أول مـنصب شاغر‬
‫‪:‬وضعية اــلتوقـيفأو اــلتوقـفاــلمؤقـتعناــلعمل‪3‬‬
‫يعتبر الموظف في وضعية التوقيف المؤقت إذا كان خارجا عن سلكه األصلي‬
‫‪.‬وبقي تابعا له‪ ،‬مع انقطاع حقوقه في الترقية والتقاعد‬
‫‪:‬وضعية الفائض‬

‫وضعية تنظمـها المذكرة ‪ 39‬التي تبين المعايير المـعتمدة في إسناد األقسام‪ ،‬ومنها‬
‫المـردودية والكفاءة وااللتزام‬
‫‪ :‬المادة‬
‫التربية علي القيم‬

‫من إعداد االستاد محمد أسرار‬


‫‪ :‬مقدمة‬

‫تكتسي القيم والتربية على فضائلهـا أهمية قصوى بالنسبة للمجتمـع‪ ،‬لكـونها تعتبر‬
‫أحد مرتكزات الحياة اإلنسانية في جانبيها الفردي واالجتماعي‪ .‬لذلك‪ ،‬تعـد‬
‫التربية على القيم مسؤولية متقاسمة تضطلع بها المدرسة‪ ،‬إلى جانب األسرة‬
‫ووسائل اإلعالم‪ ،‬وباقي المؤسسات التي تؤدي وظائف ذات صلة بالتربية‬
‫‪.‬والتثقيف والتأطير‬
‫ذلك أن التأكيد على الدور المـركزي للمدرسة في هذا الشأن اعتبارا لمكـانتها في‬
‫حياة كل فرد‪ ،‬وبالنظر للفترة الزمنية التي يقضيها فيهـا‪ ،‬ال يعني تخلي باقي‬
‫فعاليات وهيئات المـجتمع عن القيام بمهامهـا‪ ،‬بقدر ما هو تأكيد على تكامل‬
‫‪.‬األدوار مع اختالف الوظائف‬
‫تشكـل القيـم تفضيالت جماعيـة ومعياريـة‪ ،‬تحيـل علـى أسـاليب للوجود والتصـرف‪،‬‬
‫يرى فيهـا األفراد أـو الجمـاعات مـثال عليـا‪ ،‬توجـد فـي عمـق الحياة اليوميـة‪ ،‬وفـي‬
‫الفكــر والخطاب‪ ،‬والســلوك والمـمارســة‪ ،‬وتُعتــبر فــي الكثيــر مــن األحيان‬
‫‪.‬مصدرا للقرارات واألحكام العملية‬
‫‪:‬فهي تمثل نسقا مرجعيا ثالثيا‬

‫بعضهـا يأخـذ شكـل نماذج متوخاة‪ ،‬وآفاقـا للفعـل‪ ،‬رغـم كونهـا تبدو مثاليـة بعيدة‬
‫المنال داخـل الواقـع كالمسـاواة؛ وبعضهـا يمـثـل مـبادئ فعليـة للسـلوك ألجـل تدبيـر‬
‫الحياة الفعليــة‪ ،‬كالنزاهــة‪ ،‬والتســامـح‪ ،‬واالســتقامة؛ فيمــا يكـون بعضهــا األخــر‬
‫معاييـر عمليـة عامـة للحكـم علـى المـمارسـة‪ ،‬أـو التجديـد‪ ،‬أـو التغييـر‪ ،‬مـن قبيـل‬
‫‪ .‬المصلحة والفعالية والنجاعة‬
‫‪ :‬تعريف القيم‬
‫هـيتـــلـكاــلمجموعـة مـناــألحكامـ اــلعقليـة اــلتـيتـــقـومـ بـــاــلعمـلعلـىتـــوجيهـنـا ن ـحـو‪- ‬‬
‫رغباتنـا ‪ ،‬و اـتجاهاتنـا و اــلتـيتـــكوننــتيجـة الـكتسـاباــلفـرد مناــلمجتمـعـ اــلمتعـايـش‬
‫بــــهـ و هـيتـــعمـلعلـىتـــحريـكســـلوكياتهـ ‪ ،‬حيـثتـــعتـبر اــلقيـمـ هـيذلـكاــلبناء‬
‫اــلشخصـياــلذييــنشـأ فـــيداـخـلاــ نإلسـان‪ ،‬و منخالـلحياتـهـ وتجاربـهـ اــلحياتيـة اــلتـي‬
‫مرتبـــهـ و خـاضهـا و اــلتـين ـشـأ منهـا داـخلـهـ تـــلـكاــلقـواـعـد اــلحاكمـة لــشخصـيتهـ‬
‫و أـسـلوبهـ ‪ ،‬و صــفاتهـ اــلشخصـية وسـلوكياتهـ ومـناــلمعـروفأـناــلحكمـة وفلسـفـة‬
‫اــلتعـامـلمعـ اــآلخريـنتـــأتـيكــنتيجـة نــضوج اــلفرد اــلعقلـيواــلذييــكونمننــتائجـهـ‬
‫اـنصـهـار اــلمبادئو اــلتجارباــلخاصــة بــــهـ واــلمفـاهيـمـ اــلتــي اـنتقلـتإــليـهـ مـن‬
‫‪ .‬اــلمحيطونبـــهـ‬
‫تنهـل القيـم مـن مختلـف مرجعيات المجتمـع الدينيـة والتاريخيـة والسـياسية والثقافيـة والحقوقيـة‪،‬‬
‫ومـن روافده المحليـة والوطنيـة واإلقليميـة والعالميـة‪ ،‬وتشكـل بذلـك الحافـز الضامـن للتعبئـة‬
‫المسـتدامة مـن أجـل تعزيـز الهويـة واالنتماء‪ ،‬والتعريـف بهـا وصـيانتها والدفاع عنهـا‪،‬‬
‫وتثميـــن العمـــل اإلنســـاني‪ ،‬مـــع ضمان التفاعـــل مـــع الحضارات والثقافات األخرى‪،‬‬
‫واسـتثمار غنـى االختالف والتنوع فـي بناء المشترك اإلنسـاني‪ .‬إلـى جانـب ذلـك‪ ،‬تُعـد القيـم‬
‫شرطــا أســاسيا لبناء المجتمــع المواطــن والديمقراطــي‪ ،‬وللنهوض بالحقوق والحريات‬
‫وصـيانتها‪ ،‬وللتطور المجتمعـي واالرتقاء اإلنسـاني لألفراد والجماعات‬
‫‪ :‬أنواع القيم‬
‫‪ :‬يــوجد عـدة أـنواـع مناــلقيمـ فـــيحياة اــإلنسانومنهـا‪- ‬‬

‫القيـم االجتماعيـة ‪ :‬وهـي مجموعـة العادات التـي تأثـر بهـا اإلنسـان وأصـبحت جزء منـه‬
‫يتحكـم فـي تصـرفاته وسـلوكياته ولكنـه مـن ناحيـة تعاملـه الشخصـي واالجتماعـي مـع‬
‫اآلخريـن أهلـه أـو أقاربـه أـو أصـدقائه ‪ ،‬مثال أـن يكون الشخـص محبا ً للناس ‪ ،‬و لديـه‬
‫الميـل إلـى مسـاعدتهم أـو إسـعادهم أـو الدفاع عـن قضاياهـم و العكـس أـن يكون الفرد‬
‫‪ .‬مائالً إلـى الشـر و ضرر اآلخرين مـن حولـه أـو حتـى االنعزال بعيداً عنهم‬
‫القيـم االقتصـادية ‪ :‬و هـي مـجموعـة القيـم التـي يميـل إليهـا الفرد بكونـه شخصـا ً نافعـا ً‬
‫فــي مـجتمعــه إــذ يرى طبقا ً لقيمــه ومبادئــه تلــك أــن الثروة و المـال هــي إحدى‬
‫الوسـائل التـي مـن الممكـن تسـخيرها لخدمـة مـجتمـعـه مـن خالل اسـتثمـارها فـي‬
‫مشروعات تعـود إليهــم بالربحيــة والدخــل ومــن ثــم تيســير حياة األفراد فــي‬
‫‪ .‬مجتمعه‬
‫القيــم الجماليــة ‪ :‬وهــي مجموعــة القيــم التــي تكون مـوجودة وســائدة لدى بعــض‬
‫األشخاص مثـل حبهـم للشكـل الجميـل المتوافـق أـو حـب االبتكـار وحـب الفنون‬
‫‪ .‬المختلفة والذوق العالي والراقي‬
‫القيـم الدينيـة ‪ :‬وهـي تلـك المـفاهيـم والمـبادئ التـي تسـود لدى األشخاص المـتدينيـن‬
‫والمتأثريـن باألحكام الدينيـة والسـعي وراء رضـا هللاـ عـز وجـل وتنفيذاً ألوامره‬
‫واالهتمـام بأخرتهـم أكـثـر مـن دنياهـم إـذ أـن تأثرهـم الشديـد يكون برجال الديـن‬
‫‪.‬والزاهدين والصالحين‬
‫القيـم الشخصـية ‪ :‬وهـم تلـك األشخاص السـائد لديهـم تلـك القيـم و الصـفات الخاصـة‬
‫بشخصـيتهم مثـل الصـبر أـو الثقـة الزائدة فـي النفـس أـو الشجاعـة أـو الحكمـة أـو‬
‫‪ .‬القدرة على التحليل والفهم الجيد لألشياء أو الصدق واألمـانة‬
‫يوجـد العديـد مـن الدراسـات التـي أكدت علـى أـن تلـك البلدان أـو المجتمعـاتـ والتـي‬
‫تســـود بهـــا قيما ً تكون أكثـــر رقيا ً أـــو نضجا ً ‪ ،‬و فهـما ً للحياة تكون مجتمعات‬
‫ناجحة إذ أن تلك العوامل تجعل األفراد في تلك المجتمـعات والتي تهـتم بالعلم و‬
‫المعرفــة ‪،‬و التطور ممــا يزيــد مــن مؤشرات نجاح تلــك المجتمعـات أكثــر مــن‬
‫غيرها‬
‫عندمــا تتوافــر قيــم جيدة ‪ ،‬و راقيــة ‪ ،‬و شديدة اإلنســانية فــي حياة اإلنســان مثــل‬
‫إصـراره علـى الحياة الشريفـة أـو البعـد عـن المال الحرام و صـيانة األمانـة ‪ ،‬و‬
‫مسـاعدة اآلخريـن أـو احترام كبار السـن فان كـل تلـك القيـم اإلنسـانية سـتعمل علـى‬
‫اكتسـابه األهمـيـة بيـن أفراد مجتمـعـه نتيجـة حبهـم لـه و تزداد قيمتـه فـي أعيـن‬
‫المحيطون بـه ممـا يضفـي عليـه الكـثيـر مـن االهتمام والرغبـة فـي التقرب إليـه مـن‬
‫جانـب الناس حيـث سـيعد ذلـك الشخـص لديهـم قدوة يحبون أـن يكـونوا مثلـه فـي‬
‫‪.‬صفاته و قيمه‬
‫التربية على القيم‬

‫نجاح التربيــة علــى القيــم رهيــن بضرورة ترســيخ مـنظومــة قيميــة‪ ،‬تنســجم مــع‬
‫الخيارات األسـاسية لألمـة المـعـبر عنهـا فـي دسـتور المملكـة‪ ،‬وتوازن بيـن‬
‫‪.‬الحقوق والواجباتـ‪ ،‬وتجد تجسيدها في الممارسات والسلوكات‬
‫التربيــة علــى القيــم مســؤولية مشتركــة بيــن المدرســة وبيــن باقــي الفاعليــن‬
‫االجتماعييـن والمـدنييـن والمؤسـساتيين‪ ،‬قائمـة علـى تكامـل األدوار‪ ،‬واالسـتدامة‪،‬‬
‫‪.‬وتقييم األثر‬
‫والتربيـة علـى القيـم تعتـبر أحـد األدوار األسـاسية للمدرسـة وأحـد المداخـل األسـاسية‬
‫للتربيـة والتكويـن‪ ،‬إضافـة إلـى األدوار األخرى كنقـل المعرفـة اإلنسـانية وإعداد‬
‫األفراد للمجتمــع الحالــي والمجتمعات المـســتقبلية‪.‬وهي ليســت مهمــة المدرســة‬
‫وحدهـا‪،‬بـل ال بـد مـن تضافـر جهود عدة مـؤسـسات تتحمـل هذه المسـؤولية و تأتـي‬
‫فـي مقدمتهـا األسـرة التـي تعتـبر اللبنـة األولـى فـي بناء الفرد‪ ،‬فيهـا يكتسـب الطفـل‬
‫‪.‬قيمه اإليجابية األول‬
‫نظرا ألــن الطفــل يكتســب مــن والديــه الكثيــر مــن العادات واألخالق والمفاهيــم‬
‫واألفكار‪ ،‬باإلضافـة إلـى إخوتـه وباقـي أفراد أسـرته وهـي البيئـة الثقافيـة األولـى‬
‫التــي يكتســب منهــا الطفــل لغتــه وقيمــه وتؤثــر فــي تكوينــه الجســمي والنفســي‬
‫واالجتماعـي والعقدي‪ .‬إال أـن هذه األسـرة إذا كان يسـودها الجهـل واألميـة‪ ،‬فان‬
‫دلـك سـيحول دون تأديـة واجبهـا علـى الوجـه األكمـل‪ ،‬لذلـك فإـن المدرسـة هـي‬
‫التـي تتحمـل المسـؤولية العظمـى باعتبارهـا المسـئولة عـن إعداد الفرد المتمثـل‬
‫للقيم‬
‫والذي سـيكـون بدوره عضوا فاعال فـي أسـرته فـي سـبيل المـشاركـة الفعالـة فـي بناء‬
‫أفراد متشبعيـن لقيـم السـامية‪.‬كمـا ال يجـب إغفال دور وسـائل اإلعالم‪ ،‬باعتبارهـا‬
‫المؤثــر األول واألقوى عنــد اإلنســان وخصــوصا الطفــل‪ ،‬إضافــة إلــى دور‬
‫جمعيات المجتمــع المدنــي‪ ،‬واألحزاب فــي بناء اإلنســان المواطــن الفاعــل‪،‬‬
‫‪.‬وتربيته على القيم الوطنية واإلنسانية عموما‬
‫ما الحاجة للتربية على القيم‬

‫إـن البشريـة تواجـه فـي الظرفيـة الحاليـة أزمـة حضاريـة عميقـة متعددة األوجـه‬
‫واألبعاد؛ هذا أمـر ال خالف فيـه‪ ،‬إنمـا الخالف فـي تفسـيره‪ ،‬ومـن بيـن التفسـيرات‬
‫الشائعـة ذلـك التفسـير الذي يربـط بيـن هذه األزمـة وبيـن مـا يعـرف بانهيار القيـم‪،‬‬
‫ومـن المعلوم أـن العديـد مـن التيارات الفكريـة ظلـت تمانـع فـي قبول هذا الربـط‬
‫نشهـد‪ ،‬فـي اآلونـة األخيرة‪ ،‬العـديـد مـن المـؤشرات التـي توحـي بأـن هناك مـا يشبـه‬
‫الصــحوة األخالقية‪ .‬ومــن بيــن تلــك المـؤشرات الدعوات المتكررة مــن قبــل‬
‫األشخاص والمنظمات والهيئات الحكوميـة وغيـر الحكوميـة إلـى التخليـق وإلـى‬
‫‪.‬إعادة االعتبار للقيم‬
‫مـن هذا المنطلق نتساءل‪:‬‬

‫كيـف ينبغـي لنـا أـن نتعامـل مـع أزمـة القيـم؟ كيـف ينبغـي لنـا أـن ننخرط ونسـهم فـي‬
‫التربية على القيم؟‬
‫إــن التربيــة فعــل هادف وكمــا هــو واضــح فــي العبارتيــن‪ :‬توجيــه الفرد نحــو…‬
‫وإخراج الفرد مـن… فالتربيـة تقوم أسـاسا علـى ثنائيـة اإليجاب والسـلب‬
‫(التوجيه واإلخراج)‬
‫لتربيـة علـى القيـم تتطلـب تحديـد المقاصـد اإليجابيـة والكمـاليات التـي ينبغـي أـن يوجـه‬
‫نحوهـا النشـء وكذلـك تحديـد الحاالت واألوضاع السـلبية التـي ينبغـي أـن يخرج‬
‫منها‪ .‬وغنـي عـن الـبيان أـن ثنائيـة اإليجاب والسـلب ثنائيـة التوجيـه واإلخراج‬
‫تحيـل علـى ثنائيـة أخرى تتعلـق بطبيعـة اإلنسـان‪ :‬ثنائيـة الفطرة الطيبـة (قابليـة‬
‫الترقـي واالسـتعداد لفعــل الخيـر والتحقـق بالكماليات) فـي مقابـل الخصـائص‬
‫والصـفات غيـر الطيبـة كالغـرائـز وغيرهـا التـي قـد توقعـه فـي الشـر وتمنعـه مـن‬
‫‪.‬التحقق بالكماليات‬
‫فكما هو مـعلم فاالكتمال الخلقي ليس طبيعيا في اإلنسان‪ ،‬ال يتم بصورة تلقائية‪،‬‬
‫ولهـذا لم تترك جمـاعة بشرية أبناءها سدى‪ ،‬ولم يخل مجتمع مـن نظم‬
‫ومؤسسات تناط بها مهمـة التربية‪ .‬وإذا كان األمر كـذلك صح القول بأال قيم‬
‫‪.‬بدون تربية على القيم وبدون منهاج تربوي‬
‫إن القيم كـماليات عامة وهي لذلك في حاجة إلى مرجعية تحدد في إطار‬
‫مـاهيتهـا ودالالتها وأبعـادها ومقتضياتها وهي مترابطة والبد من نسق فكري‬
‫يوجه ترتيبها وانتظامها وضبط العالقات القائمة فيما بينها‪.‬والقيم مـثالية‬
‫(مفارقة للواقع بل مناقضة له) وهي لذلك في حاجة إلى مـرجعية تحدد صلتها‬
‫بالواقع‪ ،‬وتوجه أشكال وصيغ التوفيق بين مقتضياتها وبين إمكانات‬
‫وإكـراهات الواقع‪.‬‬
‫والقيـم مـجردة تتطلـب مرجعـيـة يتـم فـي إطارهـا تحديـد المـنهـج المناسـب إلعداد‬
‫الناس للتحقـق بهـا واالنسـجام معـها‪ .‬إـن القيـم ال تكتسـب قوتهـا وقدرتهـا علـى‬
‫توجيـه وتأطيـر سـلوكيات مـن يتبناهـا ويسـعـى للتحقـق بهـا إال عندمـا تنتظـم لتكون‬
‫مـا يعرف بمنظومـة القيم‪ .‬ومنظومـة القيـم بدورهـا ال يمكـن أـن تنشـأ مـن فراغ‪،‬‬
‫بل البد أن تكون مؤسسة وموجهة بمرجعية ثقافية حضارية‪.‬‬
‫إننا نميل إلى االعتقاد بأن القيم مـهما كانت عامـة ومهما كانت مطلقة (نظريا) فإن‬
‫التحقق بها عمليا ال يمكن أن يكون إال في إطار خاص وفي إطار نسبي‪ :‬في‬
‫إطار المرجعية الثقافية للمـجموعة البشرية المراد تربيتها وفي حدود‬
‫‪.‬اإلمكانات الذاتية والمـوضوعية المتاحة في الزمان المكان للفرد والمـجتمع‬

You might also like