You are on page 1of 15

‫اشكال الهياكل التنظيمية‬

‫استاذة المادة‬
‫د‪ .‬مكية كريدي‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬عادة ما يتأثر اختيار نوع الهيكل التنظيمي بعوامل عدة ‪ ,‬من بينها االستراتيجية المتبعة‪ ,‬حجم‬
‫المنظمة ‪ ,‬التكنولوجيا المستخدمة ‪ ,‬والبيئة المحيطة‪ .‬وبوجه عام ‪ ,‬يوجد العديد من انواع الهياكل‬
‫التنظيمية ‪ ,‬اال ان هناك عددًا منها ‪ ,‬هي االكثر انتشارًا في المنظمات المختلفة ‪ ,‬منها التنظيمي ‪,‬‬
‫الوظيفي ‪ ,‬االستشاري ‪ ,‬التقسيمي ‪ ,‬الجغرافي ‪ ,‬المصفوفي ‪ ,‬الفرقي ‪ ,‬الشبكي ‪ ,‬وبالطبع فأن‬
‫لكل شكل مزاياه وعيوبه في االستخدام ‪ ,‬ولدى منظروا نظرية المنظمة فكرة عامة بأن الهياكل‬
‫كأشكال قسمت الى نوعين ‪ ,‬هما‪ :‬هياكل تقليدية ‪ ,‬وهي التي ولدت قبل سبعة عقود في بداية‬
‫القرن العشرين منذ والدة نظرية المنظمة ‪ ,‬وامتدت حتى ستينات القرن الماضي ‪ ,‬وقد ال يعني‬
‫ذلك عدم استخدامها من قبل المنظمات المعاصرة ‪ ,‬اذ ما يزال استخدامها ساري المفعول على‬
‫الكثير من المنظمات الصغيرة والمتوسطة الحجم ‪ ,‬وحتى الحكومية منها‪ .‬وهناك النوع الثاني‬
‫من الهياكل التي تسمى بالهياكل الحديثة التي ساد استخدامها منذ سبعينات القرن الماضي وحتى‬
‫يومنا هذا ‪ ,‬وبخاصة في منظمات االعمال المتوسطة والكبيرة والحكومية‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬الهياكل التقليدية ‪Classical structures‬‬

‫‪ ‬تعد الهياكل التقليدية صيغة الهياكل التنظيمية المعروفة حتى يومنا هذا ‪,‬‬
‫وحيث كثير من المنظمات تتعامل معها ‪ ,‬وبخاصة تلك الصغيرة‬
‫والمتوسطة الحجم ‪ ,‬والتي يسود عملها المركزية والرسمية والمعيارية‬
‫العالية ‪ ,‬ومن ابرز الهياكل ‪ ,‬هي‪ :‬التنفيذي ‪ ,‬الوظيفي ‪ ,‬االستشاري ‪,‬‬
‫التقسيمي‪.‬‬
‫الهيكل التنفيذي ‪Executive Structure‬‬

‫‪ ‬يعد هذا الهيكل من اقدم االشكال ‪ ,‬حيث ترجع ممارسته الى نظرية‬
‫البيروقراطية لـ "ماكس فيبر" في عشرينات القرن الماضي ‪ ,‬فقد استنبط من‬
‫االدارة العسكرية التي تستند الى تركيز السلطة بيد الجهة العليا حصرًا ‪,‬‬
‫فيوجد رئيس اعلى واحد ‪ ,‬يتولى اصدار االوامر واتخاذ القرارات الى‬
‫المرؤوسين ‪ ,‬ثم تسلسل السلطة بطريقة ُم نظمة من مستوى االعلى الى‬
‫المستوى االدنى ‪ ,‬فهو هيكل رأسي نازل ‪ ,‬يتميز ببساطته وعدم تعقيده‬
‫وبالرسمية العالية التي تصب في سرعة تنفيذ توجيهات السلطة العليا دون‬
‫نقاش ‪ ,‬فضًال عن توفيره الرقابة الدقيقة على االعمال لتحقيق اهداف‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن عيوب اتباع هذا النوع من الهياكل ‪ ,‬بأنه بغض النظر عن مبدأ‬
‫التخصص الوظيفي ويحمل االدارة العليا مسؤوليات كثيرة تفوق طاقات‬
‫مواردها البشرية الجسدية والفكرية‪ .‬كما انه ال يصلح سوى لتلك المنظمات‬
‫الصغيرة والحديثة التأسيس ‪ ,‬والتي لديها عدد قليل من العاملين ‪ ,‬وتعمل في‬
‫بيئة مستقرة للغاية تسمح بتحكم االدارة العليا بالمركزية والرسمية العاليتين‪.‬‬
‫والشكل (‪ )3‬يوضح الخارطة التنظيمية للهيكل التنظيمي‪.‬‬
ϡΎ
όϟ΍
έϳΩ
ϣϟ΍

ϡΎ
όϟ΍
έϳΩ
ϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩ
ϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩ
ϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩ
ϣϟ΍

ϝΎ
ϣϋ ϥί Ύ
Χϣ˯Ύ
ϧϣ
΍ ϥϳγϭ΅έϣ ϥϳϔυϭϣ

Å°Ɣ
ſƊ § ¸Ɗ
śƅƓƈƔ śƅ§¿ ƄƔ § · ±ŕŦ )Ñ(¿ ƄŮƅ§
Ǝƅř
‫الهيكل الوظيفي ‪Functional structure‬‬

‫‪ُ ‬ينسب هذا النوع من الهياكل التنظيمية الى رائد االدارة االول "فريدريك تايلور"‬
‫عندما ارسى ترتيب الهيكل التنظيمي وفقًا للوظائف في كراسته او مؤلفه "ادارة‬
‫الورشة" المنشور عام (‪ , )1903‬والذي يقوم على اساس مبدأ التخصص الوظيفي‬
‫وتقسيم العمل في مختلف الوحدات التنظيمية‪ .‬وطبقًا لهذا الهيكل ‪ ,‬فإن المراكز‬
‫تجمع طبقًا النسجامها مع الوظيفة الرئيسة المطلوبة فيه ‪ ,‬وعلى اساس التشابه في‬
‫الخبرات او المهارات او النشاطات او المهام او االعمال ‪ ,‬اي بمعنى اخر ‪ ,‬ان‬
‫الموظفين يعملون في اقسام على اساس ما يؤدونه من اعمال ‪ ,‬مثل شؤون‬
‫الموظفين ‪ ,‬االنتاج ‪ ,‬المشتريات ‪ ,‬المالية ‪ ,‬التسويق ‪ ...‬الخ‪ .‬ويالحظ وجود‬
‫التخصص الوظيفي الذي يمكن ان يساعد في تطوير عمل كل وظيفة وتبادل‬
‫المعلومات والمعرفة ‪ ,‬ودعم الموظفين بعضهم للبعض االخر في اي مجال معين‪.‬‬
‫مزاياه وعيوبه‬

‫‪ ‬يتميز هذا النوع من الهياكل بأن المركزية عالية فيه ‪ ,‬مما يجعله ان يكون‬
‫اقتصاديًا فال تحتاج المنظمة الكثر من معمل ‪ ,‬وال اكثر من مخزن او‬
‫مكاتب عديدة للموظفين ‪ ,‬بفضل ان كل شيء ينشأ مركزيًا ‪ ,‬ويكون تحت‬
‫سلطة ورقابة الرئيس او رب العمل‪ .‬ولكن يعاب عليه ‪ ,‬بأن االتصاالت بين‬
‫االقسام تكون صعبة للغاية ‪ ,‬كما ال يسمح في تحقيق التعاون بينها ‪ ,‬فضًال‬
‫عن كونه ال يقبل المرونة ومواجهة التغير البيئي – ومن جهة اخرى ‪ ,‬ان‬
‫هذا الهيكل يالئم المنظمات متوسطة الحجم ‪ ,‬ويجعل المدير االعلى مشغوًال‬
‫على الدوام ‪ ,‬وال يفكر باالبداع والتغيير المرغوب في صالح تطوير اهدافها‬
‫في االمد البعيد‪ .‬والشكل (‪ )4‬يوضح خارطة الهيكل الوظيفي‪.‬‬
ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍

Ι ΣΑϟ΍έϳΩϣ Ωέ΍ϭϣϟ΍έϳΩϣ
ΔϳϟΎ
ϣϟ΍
έϳΩϣ ΝΎ
Ηϧϻ΍
έϳΩϣ ϕϳϭγΗϟ΍
έϳΩϣ
έϳϭρΗϟ΍ϭ ΔϳέηΑϟ΍

ƓſƔ¸ ç
ƅƓƈƔ¸ Ɗ
śƅ§¿ ƄƔƎƅř
§ · ±ŕŦ )Ò(¿ ƄŮƅ§
‫ثانيًا‪ :‬الهياكل الحديثة ‪Modern structures‬‬

‫‪ ‬نتيجة للتعقيد التنظيمي العالي من جهة‪ ،‬والتغير البيئي الذي تعمل فيه‬
‫المنظمات‪ ،‬فقد أصبح التوجه نحو تجريب هياكل تنظيمية أكثر حداثة‬
‫تستوعب المتغيرات السريعة التي يصعب التنبؤ بها‪ ،‬أمرا في غاية األهمية‬
‫والضرورة‪ .‬ولذلك برزت من سبعينات القرن العشرين أشكال تنظيمية‬
‫حديثة لم تكن مألوفة سابقا‪ ،‬وهي الجغرافي‪ ،‬المصفوفي‪،‬الفرقي‪،‬الشبكي‪.‬‬
‫الهيكل الجغرافي‬

‫‪ ‬يتمثل األساس في هذا الهيكل بإنشاء مجموعات وظيفية وفقا للمنظمة أو الموقع‬
‫الجغرافي‪ ،‬وبحيث يتم تعيين جميع األنشطة في منظقة معينة‪ ،‬وتعهد إلى مدير يكون‬
‫المسؤول عن جميع العمليات فيها‪ ،‬وهنا التوجه الالمركزي قد يظهر بشكل جلي‪،‬‬
‫وبخاصة في تلك المنظمات الكبيرة التي تتوزع فروعها بمناطق جغرافية متفرقة في‬
‫البلد‪ .‬ويالحظ أن مدير الفرع الجغرافي تكون لديه معرفة عالية عن المنظقة من حيث‬
‫ظروفها وتقاليد وعادات الزبائن وبما يجعل أن تكسب المنظمة ميزة في كسب حصة‬
‫سوقية‪ ،‬وتقليل الكلف التشغيلية ‪ .‬ولكن في المقابل يعاب عليه‪ ،‬بأن المنظمة قد تفقد‬
‫تحقيق بعض التنسيق مع الفروع أو المواقع‪ ،‬فضال عن صعوبة توزيع الخدمات على‬
‫عدد كبير من المناطق‪ ،‬وندرة الحصول على مدراء ماهرين خبراء ومتخصصين‬
‫وأكفاء لها‪ .‬والشكل (‪ )7‬يوضح طبيعة خارطة الهيكل التنظيمي الجغرافي‪.‬‬
ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍

ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍

ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍ ϡΎ
όϟ΍
έϳΩϣϟ΍

Ɠž§
±żŠƅ§ƓƈƔ¸ Ɗ
śƅ§¿ƄƔƎƅ§ř · ±ŕŦ )Õ( ¿ƄŮƅ§
‫الهيكل الفرقي ‪Team structure‬‬

‫‪ ‬يتضح من تسمية هذا النوع من الهياكل التنظيمية‪ ،‬بأن فرق العمل‪ ،‬تعد هي‬
‫األساس في تصميمه‪ ،‬من خالل أستخدام الدائمة أو المؤقتة منها‪ ،‬وبحيث‬
‫تشكل من العاملين بمختلف الوظائف واألنشطة لتحسين العالقات الجانبية‪،‬‬
‫وتقليل أشكالية األتصال والتنسيق بينها‪ ،‬وتكون مسؤولة عن حل المشكالت‬
‫المتنوعة للمنظمة‪ ،‬أو أنجاز مشاريع متخصصة‪ ،‬أو تأدية مهام مطلوبة‬
‫يوميا‪ ،‬كم موضح ذلك في الشكل (‪.)9‬‬
ΝΎ
Ηϧϻ΍
έϳΩ
ϣ

ΔϳέηΑ
ϟ΍
Ωέ΍ϭϣ
ϟ΍
έϳΩ
ϣ

ϡΎ
όϟ΍
έϳΩ
ϣϟ΍

ΔϳϟΎ
ϣϟ΍
έϳΩ
ϣ
ϝϣ
όϟ΍
ϕϳέϓ
έϳΩ
ϣ

˺ ϝϣ
όϟ΍ϕϳέϓ ˻ ϝϣ
όϟ΍ϕϳέϓ

˼ ϝϣ
όϟ΍ϕϳέϓ

±ſƅƓƈƔ
ƓƁ § ¸ Ɗ
śƅ§¿ ƄƔ § · ±ŕŦ )×(¿ ƄŮƅ§
Ǝƅř
‫مميزاته‬

‫‪ ‬يبدو أن مايميز الهيكل الفرقي عن غيره من الهيكل التنظيمية‪ ،‬بأنه يلغي‬


‫الحواجز التقليدية بين األقسام والفرق المكلفة بأعمال رسمية‪ ،‬كما يمكن‬
‫المنظمة من التناغم مع الظروف البيئية المتغيرة‪ ،‬ويزيد من الرضا‬
‫الوظيفي‪ ،‬ويقوي الروح المعنوية للعاملين‪ .‬ولكن يعاب عليه فقط‪ ،‬هو‬
‫ظهور والئين متناقضين بين العاملين أحدهما للقسم المعني‪ ،‬واالخر للفريق‬
‫الذين ينتمون اليه‪ ،‬وبالتالي حدوث نوعا من الصراع التنظيمي الذي قد يشتد‬
‫بقوته المؤثرة في األداء‪ ،‬اذا ماأستمر الحال لمدة طويلة‪.‬‬

You might also like