You are on page 1of 20

‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر البلدية هي النظام الذي يقوم على أساس تفتيت وتوزيع سلطات الوظيفة اإلدارية في‬
‫الدول ة بين اإلدارة المركزي ة من جه ة وبين هيئ ات ووح دات إداري ة أخ رى مس تقلة‬
‫ومتخصصة على أساس إقليمي جغرافي من ناحية أخرى‪ ،‬مع وجود رقابة وصائية إدارية‬
‫على ه ذه الوح دات والهيئ ات الالمركزي ة‪ ،‬ومن بين ه ذه الوح دات الالمركزي ة وأش دها‬
‫تطبيقا والتي تعتبر من أبرز صورها هي‪ :‬البلدية‪ .‬إذا * ما هي بلدية سيدي عقبة وما هي‬
‫هيئاتها؟ وكيف تسير إداريا؟‬

‫ومن خالل هذه التساؤالت هذا ما سوف نتطرق إليه في هذا العرض‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف البلدية وتطور نظامها‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم البلدية‪:‬‬

‫ع رف المش رع البلدي ة بم وجب الم ادة األولى من الق انون رقم (‪ )08-90‬الم ؤرخ في‪17:‬‬
‫أفري ل ‪ 1990‬التعل ق بق انون البلدي ة‪(( :‬البلدي ة هي الجماعي ة اإلقليمي ة األساس ية تتمت ع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي))‪.‬‬

‫وعرفها قانون البلدية لسنة ‪ 1967‬بأنها‪(( :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية األساسية))‪.‬‬

‫للبلدية مكانة مهمة في التنظيم اإلداري للدولة الحديثة حيث تتمتع بخصائص عديدة منها‪:‬‬

‫‪-‬البلدي ة مجموع ة إقليمية يوجد بين مواطنيها مصالح مشتركة مبني ة على حقائق تاريخية‬
‫واقتصادية‪.‬‬

‫‪-‬البلدية مجموعة المركزية أنشئت وفقا للقانون وتتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪-‬البلدية مقاطعة إدارية للدولة مكلفة بضمان السير الحسن للمصالح العمومية البلدية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫ومن خالل ما سبق ذكره يتجلى لنا الدور األساسي للتنظيم البلدي في الجزائر وعليه يجب‬
‫االطالع على ماضي وواقع هذا التنظيم ومن أجل ذلك يجب دراسة المراحل التي مر بها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل تطور نظام البلدية‪:‬‬

‫‪-1‬البلدية في المرحلة االستعمارية ‪: 1962-1830‬‬

‫كانت البلدية أداة لفرض الهيمنة وخدمة العنصر األوروبي فالبلديات المختلطة كانت كما‬
‫ج اء في بي ان األس باب لق انون البلدي ة ك ان ي ديرها موظ ف من اإلدارة االس تعمارية وه و‬
‫القواد’ وتساعده لجن ة بلدية‬
‫متص رف المص الح المدنية‪ ،‬يس اعده موظفون جزائريون وهم ّ‬
‫تتكون من أعضاء أوروبيين منتخبين وبعض الجزائريين المعينين وذلك إبتداءا من ‪1919‬‬
‫إلى جانب البلديات المختلطة وجدت بعض البلديات ذات التصرف التام في المناطق التي‬
‫يسكنها أغلبية أوروبية وهذه البلدية ما هي إال أداة لخدمة اإلدارة الفرنسية‪.‬‬

‫‪-2‬البلدية في المرحلة االنتقالية ‪:1967-1962‬‬

‫لقد فرض الفراغ الذي تركته اإلدارة الفرنسية على السلطة آنذاك على إنشاء لجان تتولى‬
‫مهم ة تس يير ش ؤون البلدي ة يقوده ا رئيس عه دت إلي ه *مه ام رئيس البلدي ة’ وك ذلك ق امت‬
‫السلطة بتخفيض عدد البلديات ليصل إلى ‪ 676‬وهذه المرحلة أطلق عليها مرحلة التجميع‪،‬‬
‫أص بح متوس ط ع دد الس كان ‪ 180‬أل ف س اكن بع د أن ك ان أثن اء االس تعمار ‪ 1535‬بلدي ة‬
‫اصطنعتها السلطة الفرنسية لفرض هيمنتها‪.‬‬

‫وبه دف مس اعدة البل ديات على القي ام بمهامه ا تم إنش اء لج ان أخ رى وهي لجن ة الت دخل‬
‫االقتص ادي واالجتم اعي (‪ )CIES‬والمجلس البل دي لتنش يط القط اع االش تراكي (‪)CCAS‬‬
‫وتضم اللجنة األولى‪.‬‬

‫ممثلين عن الس كان وتقن يين ويتمث ل دورهم في تق ديم آراء ح ول مش روع الميزاني ة‪ ،‬وغ ير‬
‫أن ه ذه اللج ان لم يتم تنص يبها في كث ير من المن اطق‪ ،‬أم ا المجلس الث اني فق د ك ان يض م‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫ممثلين من االتح اد الع ام للعم ال الجزائ ريين وممثلين عن الح زب وعن الجيش * مهمت ه‬
‫األساسية هي‪ :‬تنظيم ومتابعة المشاريع المسيرة ذاتيا‪.‬‬

‫‪-3‬مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية‪: ‬‬

‫لقد كان لدستور ‪ 1963‬وميثاق الجزائر وميثاق طرابلس بالغ األثر في إبراز مكانة البلدية‬
‫على المستوى الرسمي واالعتراف بدورها الطالئعي *وأهم األسباب * التي دفعت السلطة‬
‫آنذاك إلى ضرورة اإلسراع في التفكير وإ صدار قانون للبلدية‪:‬‬

‫‪-1‬خضوع البلديات أثناء الفترة االستعمارية للنظام القانون الفرنسي مما أجبر السلطة إلى‬
‫ضرورة التعجيل بإصالح المؤسسات الموروثة ومنها البلدية‪.‬‬

‫‪-2‬عدم مواكبة هذه النصوص لفلسفة الدولة المستقلة والتي تبنت االتجاه االشتراكي بحسب‬
‫النصوص الرسمية‪.‬‬

‫‪-3‬رغبة السلطة في عدم إطالة الفترة االنتقالية خاصة وقد نجم عنها تباين محسوس على‬
‫المستوى التطبيقي أو العملي‪.‬‬

‫‪-4‬إن دور البلدي ة أعظم من دور الوالي ة ال ش ك بحكم اقترابه ا أك ثر من الجمه ور وبحكم‬
‫مهامه ا المتنوع ة ل ذا وجب أن يب دأ اإلص الح منه ا أوال‪ .‬وانطالق ا من ه ذه النص وص‬
‫المرجعية ومن تجربة الفترة االنتقالية تحرك الهيكل السياسي المتمثل في المكتب السياسي‬
‫لجبهة التحرير الوطني وأعد مشروع قانون البلدية الذي طرح وبقوة خاصة بعد أحداث‬
‫‪ 1965‬وعرف امتدادا واسعا وشرحا مستفيضا وإ ثراء ال مثيل له من جانب الحزب وتم *‬
‫تبنيه في مجلس الثورة في شهر جانفي ‪.1967‬‬

‫‪-4‬مرحلة قانون البلدية ‪: 1990-1967‬‬

‫لق د تم يز ه ذا الق انون بالت أثر بنم وذجين مختلفين هم ا النم وذج الفرنس ي والنم وذج‬
‫اليوغسالفي ويبدو التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة * إلطالق االختصاص للبلديات‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫وك ذا في بعض المس ائل التنظيمية األخرى بحكم العامل االس تعماري‪ ،‬أم ا الت أثر بالنموذج‬
‫اليوغسالفي فيعود سره إلى وحدة المصدر األيديولوجي (النظام االشتراكي) واعتماد نظام‬
‫الحزب الواحد وإ عطاء األولوية في مجال التسيير للعمال والفالحين‪.‬‬

‫‪-5‬مرحلة قانون البلدية لسنة ‪:1990‬‬

‫وهذه مرحلة تميزت بخضوعها لمبادئ وأحكام جديدة أرساها دستور ‪ 1989‬وعلى رأسها‬
‫إلغاء نظام الحزب الواحد واعتماد نظام التعددية الحزبية‪.‬‬

‫ولم يعد في ظل هذه المرحلة للعمال والفالحين أي أولوية في مجال الترشح كما كان من‬
‫قب ل بع د أن ثبت هج ر النظ ام االش تراكي وس نتولى دراس ة نظ ام البلدي ة بالتفص يل طبق ا‬
‫لمقتضيات هذا القانون‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقديم بلدية سيدي عقبة‬

‫البلدي ة هي ركن أساس ي في تنمي ة اجتم ع المحلي‪ ،‬وفي تط وير وض عه االقتص ادي‬
‫واالجتم اعي السياس ي والص حي والبي ئي‪ ،‬فهي األك ثر ق إلى المواط نين‪ ،‬إذ تعت بر الشريك‬
‫األول للدول ة في تنفي ذ قراره ا ومش اريعها التنظيمي ة على ارض الواق ع وه ذا قص د العم ل‬
‫على حل مشاكل المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف بلدية سيدي عقبة‬

‫أنش أت بلدي ة س يدي عقب ة إث ر التقس يم اإلداري لع ام ‪ 1984‬وذل ك بن اء على الق انون رقم‪:‬‬
‫‪ 09-84‬المؤرخ في ‪ 04 / 02 / 1984‬المتعلق لتنظيم اإلقليمي للبالد حيث تعتبر بلدية‬
‫سيدي عقبة إحدى البلديات التابعة لوالية بسكرة إقليميا تقع في الجنوب الشرقي للوالية‪.‬‬
‫وال تي تبع د عنه ا بح والي ‪ 15‬كلم‪ .‬حيث ت تربع على مس احة ق درها ‪ 118‬كم مرب ع‪ ،‬منه ا‬
‫‪ % 70‬عبارة عن مساحة فالحية يسودها مناخ جاف وحار صيفا كلما ا ومطر شتاءا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لبلدية سيدي عقبة‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 13‬من قانون البلدية‪(( :‬يدير البلدية ويشرف على تسيير شؤونها مجلس ش عبي‬
‫بلدي ورئيس المجلس الشعبي البلدي))‪.‬‬

‫يش رف على إدارة ش ؤون البلدي ة المختلف ة مجلس منتخب وجه از مداول ة ه و المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬وتقتضي دراسة هذا الهيكل المسير التطرق لتشكيلته وقواعد عمله وسيره‬
‫ونظام مداوالته وصالحياته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تشكيل المجلس‪:‬‬

‫يتشكل المجلس الشعبي من مجموعة منتخبين يتم اختيارهم من قبل سكان البلدية بموجب‬
‫أس لوب االق تراع الع ام الس ري المباش ر وذل ك لم دة خمس س نوات ويختل ف ع دد أعض اء‬
‫المجلس الشعبي البلدي بحسب التعداد السكاني للبلدية وفق الجدول التالي‪:‬‬

‫‪7-‬أعضاء في البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة‪.‬‬

‫‪9-‬أعضاء في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 10000‬و ‪ 20000‬نسمة‪.‬‬

‫‪11-‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 200001‬و ‪ 50000‬نسمة‪.‬‬

‫‪15-‬عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 500001‬و ‪ 100000‬نسمة‪.‬‬

‫‪23-‬عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها بين ‪ 1000001‬و ‪ 200000‬نسمة‪.‬‬

‫‪33-‬عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها أو يفوق ‪.200000‬‬

‫هذا ويجدر التنبيه أن قانون ‪ 1990‬لم يعط أولوية ألي فئة من فئات المجتمع عن غيرها‬
‫وهذا خالفا للمرحلة السابقة حيث كانت األولوية معترف بها رسميا لفئة العمال والفالحين‬
‫والمثقفين الثوريين كما سلف القول‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫بالنسبة لالنتخابات البلدية أبعد المشرع طوائف معينة وحرمها من حق الترشح النتخابات‬
‫المجلس الشعبي البلدي وهذا بغر سد الطريق أمامها حتى ال تسيء استعمال نفوذها لربح‬
‫المعركة االنتخابية وقد تم حصر هذه الطوائف في المادة ‪ 98‬من قانون االنتخابات وهي‪:‬‬
‫((ال والة رؤس اء ال دوائر الكت اب الع امون للوالي ات أعض اء المج الس التنفيذي ة للوالي ات‬
‫القض اة أعض اء الجيش الوط ني الش عبي‪ ،‬موظف و أس الك األمن‪ ،‬محاس بو األم وال البلدي ة‪،‬‬
‫مسؤولو المصالح البلدية))‪.‬‬

‫ومن هنا فإن مجال الترشح مكفول لكل من استوفى الشروط القانونية وهي‪:‬‬

‫‪-‬السن ‪ 25‬سنة كاملة‪.‬‬

‫‪-‬أداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها‪.‬‬

‫‪-‬أن ال يكون المترشح ضمن أحد حاالت التنافي‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون المترشح تحت رعاية حزب أو أن يرفق ترشيحه بالعدد الالزم من التوقيعات (‬
‫‪ 150‬ناخب إلى ‪.)1000‬‬

‫توزع المقاعد بعد العملية االنتخابية بالتناسب حسب عدد األصوات التي حصلت عليها كل‬
‫قائمة مع تطبيق مبدأ البقاء لألقوى حسب ذات الكيفية المشار إليها سابقا بالنسبة لتوزيع‬
‫المقاعد على مستوى المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عمل المجلس‪:‬‬

‫يجتمع المجلس إلزاميا في دورة عادية كل ثالثة أشهر ويمكن أن يجتمع في دورة استثنائية‬
‫في كل مرة تتطلب فيها الشؤون البلدية ذلك‪ ،‬سواء بدعوة من الرئيس أو بطلب من الوالي‬
‫أو من ثلث عدد األعضاء‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫ويب دأ المجلس الم داوالت حين يحض ر الجلس ات أغلبي ة األعض اء وإ ذا لم يجتم ع المجلس‬
‫لع دم بل وغ النص اب بع د اس تدعائيين متت اليين بف ارق ثالث ة أي ام على األق ل بينهم ا تك ون‬
‫المداوالت التي تتخذ بعد االستدعاء الثالث صحيحة مهما يكن عدد الحاضرين‪.‬‬

‫وتك ون جلس ات المجلس علني ة وه ذا يع ني إمكاني ات حض ور المواط نين لجلس ات المجلس‬


‫وفي ه ذا الص دد ف إن رؤس اء البل ديات ملزم ون بأخ ذ ك ل اإلج راءات من أج ل تخص يص‬
‫أم اكن مالئم ة داخ ل قاع ة الم داوالت غ ير أن ه ذا الحض ور ال يعطي الح ق بالت دخل في‬
‫النقاش والتداول‪.‬‬

‫ويمكن ك ذلك للمجلس أن يق رر المداول ة في جلس ة معلق ة ويت ولى ال رئيس حس ن س ير‬
‫المداوالت‪.‬‬

‫ورجوعا للمواد من ‪ 41‬إلى ‪ 45‬من قانون البلدية نجد المشرع على غرار قانون الوالية‬
‫وض ع تقس يما رباعي ا للم داوالت م داوالت تنف ذ من ا وأخ رى تحت اج إلى مص ادقة ص ريحة‬
‫وثالثة باطلة بطالنا مطلق ورابعة باطلة بطالنا نسبيا‪.‬‬

‫‪-‬المص ادقة الض منية‪ :‬األص ل بالنس بة لم داوالت م‪.‬ش‪.‬ب ه و التنفي ذ بع د ‪ 15‬يوم ا من‬
‫ت اريخ إي داعها ل دى الوالي ة ع دا الم داوالت المس تثناة قانون ا وال تي سنش ير إليه ا وه ذا م ا‬
‫قضت به المادة ‪ 41‬من قانون البلدية وخالل هذه المدة أي ‪ 15‬يوم يدلي الوالي برأيه أو‬
‫قراره فيما يخص شرعية المداولة وصحتها‪ .‬والمتمعن في هذا النص يتساءل ال شك متى‬
‫تكون بصدد رأي ومتى تكون بصدد قرار؟‬

‫الحقيق ة أن النص لم يق دم إجاب ة ص ريحة واض حة عن ه ذا التس اؤل غ ير أنن ا نتص ور أن‬
‫ال رأي عب ارة عن وجه ة نظ ر أولى يق دمها ال والي بص دد مداول ة م ا ويطلب قب ل إص دار‬
‫الق رار من أعض اء المجلس ب ذلك حس م األم ر وإ ال ح ق *لل والي أن يص در الق رار ال ذي‬
‫بموجبه يعدم المداولة جزئيا أو كليا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫‪-‬المص ادقة الص ريحة‪ :‬نص ت الم ادة ‪ 42‬من ق انون البلدي ة على‪ (( :‬ال تنف ذ م داوالت‬
‫المجلس الشعبي البلدي التي تخص المسائل التالية إال بعد مصادقة الوالي عليها‪:‬‬

‫*الميزانيات والحسابات‪.‬‬

‫*إحداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية‪.‬‬

‫واضح من ذلك أن جهة المصادقة هي الوالي وأن موضوع المداولة ينبغي أن يخص فقط‬
‫الميزانيات والحسابات وإ حداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية وهو في نفس الموضوع‬
‫ال ذي س يمر بن ا بالنس بة لم داوالت المجلس الش عبي ال والئي ولق د حم ل ق انون البلدي ة حكم ا‬
‫جدي دا لم نج د ل ه م ثيال في ق انون الوالي ة تمث ل في أن المص ادقة الص ريحة ف رض ق انون‬
‫البلدية * أن تتم خالل مدة ثالثون يوما من تاريخ إيداع محضر المداولة لدى الوالية‪.‬‬

‫ف إذا لم يص در ال والي ق راره خالل ه ذه الم دة انقلبت المص ادقة الص ريحة إلى مص ادقة‬
‫ض منية وه و م ا يع ني أن المداول ة تنف ذ ول و خص ت أح د الموض وعين المش ار إليهم ا م تى‬
‫انتهت مدة شهر‪.‬‬

‫‪-‬البطالن المطلق‪ :‬نصت المادة ‪ 44‬من قانون البلدية‪ :‬تعتبر باطلة بحكم القانون‪:‬‬

‫‪-‬مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تتناول موضوعا خارج اختصاصه‪.‬‬

‫‪-‬الم داوالت ال تي تك ون مخالف ة لألحك ام الدس تورية وال س يما الم واد ‪ 2‬و ‪ 3‬و‪ 9‬وللق وانين‬
‫والتنظيمات‪.‬‬

‫‪-‬المداوالت التي تجري خارج االجتماعات الشرعية للمجلس الشعبي البلدي‪.))...‬‬

‫‪-‬البطالن النسبي‪ :‬طبقا للمادة ‪ 45‬من قانون البلدية تكون مداوالت المجلس الشعبي البلدي‬
‫قابل ة لإلبط ال إذا ك انت في موض وعها تمس مص لحة شخص ية لبعض أو ك ل أعض اء‬
‫المجلس أو ألشخاص خارجين عن المجلس هم وكالء عنهم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫والحكمة من إبطال هذا النوع من المداوالت واضحة حتى يحافظ المشرع على مصداقية‬
‫المجلس ومكانته وسط المنتخبين وأن يبعد أعضاءه عن كل شبهة‪.‬‬

‫وبالنس بة لتنظيم ه ال داخلي يؤل ف م‪.‬ش‪.‬ب من بين أعض ائه لج ان دائم ة أو مؤقت ة لمعالج ة‬
‫المسائل التي تهم البلدية وتشكل اللجان بمداوالت المجلس‪.‬‬

‫ويجب أن تتض من تش كيلتها تم ثيال نس بيا يعكس المكون ات السياس ية للمجلس‪ ،‬وهن اك ثالث‬
‫لج ان دائم ة هي‪ -:‬لجن ة االقتص اد والمالي ة‪ – .‬لجن ة التهيئ ة العمراني ة والتعم ير‪ - .‬لجن ة‬
‫الشؤون االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫وتعتبر هذه اللجان أجهزة للتحضير والدراسة من أجل مساعدة المجلس في مهمته‪.‬‬

‫وميزة هذه اللجان تكمن في أن أشخاصا من غير المنتخبين المحليين يمكنهم المشاركة في‬
‫أعماله ا‪ .‬ويك ون لهم ص وت استش اري وه ذا م ا يس مح للم وظفين واألش خاص المختص ين‬
‫وسكان البلدية بتقديم مساعدتهم وآرائهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صالحيات المجلس‪:‬‬

‫يت أثر م دى اتس اع الص الحيات واالختصاص ات الموكل ة للهيئ ات المحلي ة وخاص ة البلدي ة‬
‫بالمعطيات السياسية واالقتصادية واالجتماعية السائدة بالدولة‪.‬‬

‫يح دد الق انون البل دي ص الحيات البلدي ة وهي الص الحيات ال تي يمارس ها المجلس الش عبي‬
‫البلدي من خالل مداوالت‪.‬‬

‫وه ذا األخ ير يم ارس ص الحيات كث يرة تمس ج وانب مختلف ة من ش ؤون * اإلقليم لع ّل‬
‫أهمها‪:‬‬

‫أ‪-‬في مج ال التهيئ ة العمراني ة والتخطي ط والتجه يز‪ :‬يكل ف المجلس الش عبي البل دي بوض ع‬
‫مخط ط تنم وي يخص البلدي ة ينف ذ على الم دى القص ير أو المتوس ط أو البعي د أخ ذا بعين‬
‫االعتبار برنامج الحكومة ومخطط الوالية وما يساعد المجلس للقيام بهذه المهمة أن هناك‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫بن ك للمعلوم ات على مس توى الوالي ة يش مل كاف ة الدراس ات والمعلوم ات واإلحص اءات‬
‫االجتماعية والعلمية المتعلقة بالوالية‪.‬‬

‫ومن جه ة أخ رى يتولى المجلس الش عبي البل دي رس م النسيج العم راني للبلدية مع مراعاة‬
‫مجم وع النص وص القانوني ة * والتنظيمي ة الس ارية المفع ول وخاص ة النص وص المتعلق ة‬
‫بالتش ريعات العقاري ة وعلى ه ذا األس اس اع ترف المش رع للبلدي ة بممارس ة الرقاب ة الدائم ة‬
‫للتأك د من مطابق ة عملي ات البن اء للتش ريعات العقاري ة وخض وع ه ذه العملي ات ل ترخيص‬
‫مسبق من المصلحة التقنية بالبلدية مع تسديد الرسوم التي حددها القانون‪(.‬‬

‫حمل المشرع البلدية ممثلة في مجلسها حماية التراث العمراني والمواقع‬


‫وعلى صعيد آخر ّ‬
‫الطبيعية واآلثار والمتاحف وكل شيء ينطوي على قيمة تاريخية أو جمالية‪ .‬وكذلك تنظيم‬
‫األسواق المغطاة * والغير المغطاة على اختالف أنواعها وفي مجال الضبط أناط المشرع‬
‫بالبلدية صالحية إقامة إشارات المرور التي ال تعود إلى هيئات أخرى (مصالح األمن)‪.‬‬

‫ويع ود للبلدي ة الس هر على المحافظ ة على النظاف ة العمومي ة وط رق ومعالج ة المي اه الق ذرة‬
‫وتوزيع المياه الصالحة للشرب كما يعود لها حماية التربة والثروة المائية‪.‬‬

‫ب‪-‬في المج ال االجتم اعي‪ :‬أعطى المش رع بم وجب الم ادة ‪ 89‬من ق انون البلدي ة للمجلس‬
‫ح ق المب ادرة بإتب اع ك ل إج راء من ش أنه التكف ل بالفئ ات االجتماعي ة المحروم ة وم د ي د‬
‫المساعدة إليها في مجاالت الصحة والتشغيل والسكن‪ .‬وألزم البلدية مراكز صحية وقاعات‬
‫العالج وصيانتها وذلك في حدود قدراتها المالية‪.‬‬

‫كما ألزمها بإنجاز مؤسسات التعليم األساسي وفقا للبرنامج المسطر في الخريطة المدرسية‬
‫وصيانة هذه المؤسسات واتخاذ كل إجراء من شأنه تسهيل عملية النقل المدرسي‪.‬‬

‫بالنسبة للسكن تلف البلدية بتشجيع كل مبادرة تستهدف الترقية العقارية على مستوى البلدية‬
‫ومن هنا أجاز لها المشرع االشتراك في إنشاء المؤسسات العقارية وتشجيع التعاونيات في‬
‫المجال العقاري‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫ج‪-‬في المجال المالي‪ :‬يتولى المجلس الشعبي البلدي سنويا المصادقة على ميزانية البلدية‬
‫سواء الميزانية األولية وذلك قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية‪ .‬أو الميزانية‬
‫اإلضافية قبل ‪ 15‬جوان من السنة المعنية وتتم المصادقة على االعتمادات المالية‪.‬‬

‫د‪-‬في المج ال االقتص ادي‪ :‬يوك ل للبلدي ة القي ام بك ل مب ادرة أو عم ل من ش أنه تط وير‬
‫األنشطة االقتصادية المسطرة في برنامجها التنموي وكذلك تشجيع المتعاملين االقتصاديين‬
‫وترقية الجانب السياحي في البلدية وتشجيع المتعاملين في هذا المجال وأجاز قانون البلدية‬
‫للمجلس الش عبي البل دي إنش اء مؤسس ات عام ة ذات ط ابع اقتص ادي تتمت ع بالشخص ية‬
‫المعنوية‪.‬‬

‫زمن جميع ما تقدم يتضح لنا أن البلدية كقاعدة لالمركزية مهامها كبيرة ومتنوعة وذات‬
‫صلة وثيقة بالجمهور وإ مكاناتها المالية خاصة في المدة األخيرة عرفت انخفاضا كبيرا أثر‬
‫بالسلب على دورها ونطاق خدماتها‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬إدارة بلدية سيدي عقبة ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األمانة العامة‪:‬‬

‫إن األمان ة العام ة للبلدي ة يس يرها أمين ا عام ا وه ذا األخ ير حس ب بعض المختص ين يعت بر‬
‫الركيزة األساسية في البلدية ويعتبر المساعد المباشر األساسي لرئيس البلدية‪.‬‬

‫وتج در اإلش ارة أن وظيف ة أمين ع ام للبلدي ة موج ودة على مس توى ك ل بل ديات ال تراب‬
‫الوط ني والتع يين فيه ا يك ون حس ب الش روط المنص وص عليه ا في المرس وم التنفي ذي رقم‬
‫‪ 26-91‬المؤرخ في ‪ 02/02/1991‬المتضمن القانون األساسي الخاص بالعمال المنتمين‬
‫إلى قطاع البلديات وكذا المرسوم التنفيذي رقم ‪ 27-91‬المؤرخ في ‪ 02/02/1991‬الذي‬
‫يحدد قائمة الوظائف العليا لإلدارة البلدية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫وفيم ا يخص ص الحيات األمين الع ام للبلدي ة تنص الم ادة ‪ 119‬من المرس وم التنفي ذي‬
‫الم ذكور أعاله م ا بلي‪(( :‬يت ولى األمين الع ام للبلدي ة وتحت س لطة رئيس المجلس الش عبي‬
‫البلدي ما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬جميع مسائل اإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪-‬القيام بإعداد اجتماعات المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫‪-‬القيام بتنفيذ المداوالت‪.‬‬

‫‪-‬القيام بتبليغ محاضر مداوالت م‪.‬ش‪.‬ب والقرارات للسلطة الوصية إما على سبيل اإلخبار‬
‫أو من أجل ممارسة سلطة الموافقة والرقابة‪.‬‬

‫* ‪-‬تحقيق إقامة المصالح اإلدارية والتقنية وتنظيمها والتنسيق بينها ورقابتها‪.‬‬

‫* ‪-‬ممارسة السلطة السلمية على موظفي البلدية‪.‬‬

‫ومن خالل نص المادة ‪ 119‬نستطيع أن نحصر الصالحيات األساسية لألمين العام للبلدية‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تسيير وتنشيط المصالح اإلدارية والتقنية للبلدية‪.‬‬

‫‪-‬تحضير مداوالت م‪.‬ش‪.‬ب وخاصة منها المتعلقة بالميزانية البلدية‪.‬‬

‫‪-‬يم ارس الس لطة الرئاس ية على م وظفي البلدي ة ولكن ه يمارس ها باس م رئيس البلدي ة وذل ك‬
‫طبقا لما جاء في المادة ‪ 128‬من القانون رقم ‪ 08-90‬التي تنص‪ (( :‬تخضع إدارة البلدية‬
‫للسلطة السلمية لرئيس المجلس الشعبي البلدي ))‪.‬‬

‫وتظه ر أهمي ة ه ذه الوظيف ة أي وظيف ة األمين الع ام للبلدي ة خاص ة حين تجدي د المج الس‬
‫الشعبية البلدية بحيث أثناء هذه المرحلة يصبح تقريبا هو المسؤول األول إلدارة البلدية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫فيعت بر حينئ ذ األمين الع ام للبلدي ة القن اة أو الوس يط بين الهيئ ة البلدي ة المنتخب ة والمص الح‬
‫البلدي ة ولكن تج در اإلش ارة أن الواق ع في بعض األحي ان إن لم نق ل في كثيره ا‪ .‬ف إن‬
‫صعوبات كثيرة تواجه ممارسة هذه الوظيفة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصالح اإلدارية‪Les services administratifs :‬‬

‫تتمثل هذه المصالح خاصة في خاصة مصلحة التنظيم والشؤون العامة ومصلحة المحاسبة‬
‫ومصلحة الحالة المدنية‪.‬‬

‫فالمصلحة األولى تتكفل بكل ما يتعلق باالنتخابات (مراجعة القوائم االنتخابية‪ * ،‬التسجيل‬
‫في القوائم االنتخابية’ التحضير للعمليات االنتخابية‪.)...‬‬

‫وك ذلك بك ل م ا يتعل ق ب التنظيم (التنظيم المتعل ق بأص حاب الح رف‪ ،‬بالتج ار‪ ،‬الب وليس‬
‫العام‪.)...‬‬

‫أم ا مص لحة المحاس بة فإنه ا تتكف ل بالميزاني ات والمحاس بة وبتس يير المس تخدمين وبتس يير‬
‫األمالك البلدية سواء منقولة أو عقارية وخاصة االحتياطات العقارية‪.‬‬

‫أم ا مص لحة الحال ة المدني ة فهي تعت بر من أهم مص الح البلدي ة فه ذه المص لحة تتكف ل بتلقي‬
‫والحفاظ وتسليم وثائق الحالة المدنية (مثل‪ :‬شهادة الميالد‪ ،‬شهادة اإلقامة‪.)...‬‬

‫المطلب الث الث‪ :‬المص الح التقني ة للبلدي ة‪Les services techniques de la :‬‬
‫‪commune‬‬

‫تلعب المص الح التقني ة البلدي ة دورا هام ا خاص ة أن البلدي ة تلعب دورا أساس يا في تجس يد‬
‫المخططات اإلنمائية البلدية وانجاز المدارس‪...‬فوجود المهندسين والمهندسين المعماريين‬
‫وكذلك األطباء البيطريين يساعدها على تحسين السير لمختلف النشاطات البلدية سواء في‬
‫قطاع الصحة أو في قطاع االنجاز أو في ميدان التعمير والبناء‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬بعض المصالح األخرى‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫وهذه المصالح هي المصالح التقنية للدولة والمصالح المكلفة باألمن‪.‬‬

‫*‪-‬المصالح التقنية للدولة‪:‬‬

‫ليس لك ل بلدي ة الق درة على إنش اء مص الح تقني ة تابع ة له ا وعلى ه ذا األس اس تنص الم ادة‬
‫‪ 111‬من ق انون البلدي ة على م ا يلي‪(( :‬تق دم المص الح التقني ة للدول ة مس اعدتها للبل ديات‬
‫حسب الشروط المحددة في التنظيم))‪.‬‬

‫فهذه المصالح التقنية توضع من طرف الدولة في خدمة البلديات غير المؤطرة لتمكينها من‬
‫إنجاز ومتابعة بعض المشاريع مثل قطاع األشغال العمومية (طرقات‪ ،‬جسور‪ )...‬وكذلك‬
‫ألشغال الري ( مثل‪ :‬مشاريع المياه الصالحة للشرب‪.)...‬‬

‫‪-‬المصالح المكلفة باألمن‪: ‬‬

‫وتتمث ل ه ذه المص الح في الش رطة البلدي ة أو الح رس البل دي من جه ة وفي المكل ف باألمن‬
‫على مستوى البلدية من جهة أخرى‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الرقابة على بلدية سيدي عقبة‪:‬‬

‫إن الرقابة على البلدية باعتقادنا أكثر إشكالية وصعوبة إذا ما قورنت بالرقابة على الوالية‬
‫وذل ك بس بب أن الجه از المس ير داخ ل البلدي ة ه و منتخب‪ ،‬فعلى رأس الوالي ة مثال‪ :‬نج د‬
‫الوالي وهو الشخص معين وإ لى جانبه المسؤولين التنفيذيين ويسهل ممارسة الرقابة على‬
‫ه ؤالء كم ا رأين ا أم ا على مس توى البلدي ة ف األمر يختل ف حيث ال رئيس ونواب ه وس ائر‬
‫األعض اء منتخب ون مم ا يص عب ال ش ك من ممارس ة الرقاب ة ورغم ه ذه الص عوبة إال أن‬
‫نفص ل ذلك‬
‫البلدية كالوالية تخضع للرقابة وال يتنافى ذلك مع تمتعها بالشخصية المعنوية ّ‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرقابة على المعينين‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫مبدئيا ال يطرح هذا النوع من الرقابة إشكاليا على المستوى العملي فكل موظف أيا كانت‬
‫درج ة مس ؤوليته وقط اع نش اطه خاض ع لرابط ة التبعي ة تج اه اإلدارة المس تخدمة أو س لطة‬
‫الوصاية‪.‬‬

‫ف األمين الع ام للبلدي ة مثال عن دما يتلقى مجموع ة تعليم ات من س لطة الوص اية أو من والي‬
‫الوالية يلزم تنفيذها في حدود صالحياته وبما يخوله القانون من سلطة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة على المنتخبين‪:‬‬

‫كما سلف القول فإن هذا النوع من الرقابة يثير من حيث األصل إشكاليات على المستوى‬
‫العملي خاص ة إذا أخ ذنا بعين االعتب ار اس تقاللية المجلس البل دي المنتخب غ ير أن ه ذا ال‬
‫يع ني إعف اء فئ ة المنتخ بين وع دم خض وعهم للرقاب ة ب ل إن ه ؤالء كأش خاص يخض عون‬
‫ألن واع من الرقاب ة ح ددها الق انون كم ا تخض ع أعم الهم وخض ع ه يئتهم أيض ا‪ ،‬أن ع دم‬
‫االع تراف به ذه الرقاب ة تحت حج ة االس تقاللية أم ر من ش أنه يبع دنا أك ثر عن النظ ام‬
‫الالمركزي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة على األشخاص‪:‬‬

‫وتتخذ شكل اإلقالة الحكمية واإليقاف واإلقصاء‪.‬‬

‫اإلقال ة الحكمي ة‪ :‬ج اء في الم ادة ‪ 31‬من ق انون البلدي ة‪ (( :‬يص رح ال والي ف ورا بإقال ة ك ل‬
‫عض و في المجلس الش عبي البل دي ت ّبين بع د االنتخ اب أن ه غ ير قاب ل لالنتخ اب قانون ا أو‬
‫تعتريه حالة من حاالت التنافي ))‪.‬‬

‫واض ح من ه ذا النص الم ذكور أن س بب تجري د العض و من ص فته ه و تخل ف ش روط‬


‫االنتخ اب أو وج وده في حال ة من ح االت التن افي وه ذا أم ر معق ول فكي ف يتص ور احتف اظ‬
‫العضو بصفته وهو يفتقد ألحد الشروط القانونية أو وجد في حالة تنافي فإن ثبت ذلك تعين‬
‫على الوالي أن يصدر قرارا يقضي بتجريده من الصفة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫اإليقاف‪ :‬نصت المادة ‪ 32‬من قانون البلدية‪(( :‬عندما يتعرض منتخب إلى متابعة جزائية‬
‫تحول دون مواصلة مهامه يمكن توقيفه‪.))...‬‬

‫من هذا نستنتج أن سبب اإليقاف أو تجميد العضوية هو المتابعة الجزائية والتي أعطى لها‬
‫المشرع‪.‬‬

‫وص فا مح ددا بأنه ا تح ول دون ممارس ة العض و لمهام ه ونتص ور أن ه في حال ة كه ذه أن‬
‫العضو قيدت حريته أي أنه تم إيداعه الحبس االحتياطي وكان أفضل باعتقادنا أال يستعمل‬
‫المشرع لفظ يمكن ألنه إذا ثبتت المتابعة الجزائية وثبت مانع حضور أشغال المجلس تعين‬
‫على المجلس إيقاف العضو كإجراء احترازي للمحافظة على مصداقية المجلس‪.‬‬

‫ووقوف ا عن د نص الم ادة ‪ 32‬في فقرته ا الثاني ة نج د أن المش رع ق د اس تعمل عب ارة بع د‬


‫تمخض على مداول ة المجلس عب ارة عن رأي ال‬
‫اس تطالع رأي المجلس ومن ثم ف إن م ا ّ‬
‫يلزم الوالي باألخذ به‪ ،‬ولقد أحسن المشرع صنعا عندما اشترط تسبيب القرار من جانب‬
‫الوالي لما لهذه الضمانة من أثر عميق على المستوى القانوني‪.‬‬

‫ذل ك أن التس بيب يم ّكن الجه ة اإلداري ة أو الجه ة القض ائية المختص ة أو أعض اء المجلس‬
‫المعني من معرفة األسباب التي من أجلها أصدر الوالي قرار إيقاف عضو معين‪ ،‬ويستمر‬
‫اإليق اف إلى غاي ة ص دور ق رار نه ائي من الجه ة القض ائية المختص ة ف إن ثبتت ب راءة‬
‫الموقوف عادت له العضوية ثانية بحكم الق انون دون الحاجة إلثبات ذلك بموجب مداولة‬
‫من المجلس أو بموجب قرار من الوالي‪.‬‬

‫اإلقص اء‪ :‬تق دم البي ان أن اإلقص اء إس قاط كلي ونه ائي للعض وية ألس باب ح ددها الق انون‬
‫واإلس قاط ال يك ون إال نتيج ة فع ل خط ير ي برر إج راء اللج وء إلي ه‪ ،‬فعن دما تثبت إدان ة‬
‫المنتخب من قب ل المحكم ة المختص ة فال يتص ور احتفاظ ه بالعض وية ومن ثم وجب أن‬
‫تسقط عنه ويستخلف عنه ويستخلف بالمترشح الموالي في نفس القائمة واستنادا لما ورد‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫في المادة ‪ 33‬من قانون البلدية فإن المشرع أوجب إعالن المجلس الشعبي البلدي عن هذا‬
‫اإلقصاء ويثبت فيما بعد بموجب قرار من الوالي‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الرقابة على األعمال‪:‬‬

‫لق د رأين ا فيم ا س بق أن م داوالت المجلس الش عبي البل دي تخض ع لرقاب ة إداري ة ورقاب ة‬
‫قضائية‪ ،‬وتتجسد الرقابة اإلدارية في رقابة والي الوالية الذي يتمتع بسلطة واسعة سواء‬
‫في حالة المصادقة الضمنية أو المصادقة الصريحة أو البطالن المطلق أو البطالن النسبي‪،‬‬
‫وه ذا طبع ا في ح دود م ا رس مته الم واد من ‪ 41‬إلى ‪ 46‬من ق انون البلدي ة‪ ،‬فس لطة ال والي‬
‫تجاه المجلس الشعبي البلدي أوسع منها تجاه المجلس الشعبي الوالئي إذ في الحالة الثانية‬
‫يعتبر الوالي بمثابة جهة إحالة‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬الرقابة على الهيئة (المجلس)‪:‬‬

‫وتكون بإنهاء حياتها قانونيا ويتمثل في حلّها وتجريد أعضائها من الصفة التي يحملونها‬
‫وطبقا للمادة ‪ 34‬من قانون البلدية يحل المجلس البلدي في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪-1‬عندما يصبح المنتخبين أقل من نصف عدد األعضاء وبعد تطبيق أحكام اإلستخالف‪:‬‬

‫وه ذه الحال ة طبيعي ة كم ا رأين ا فال يتص ور أن يس تمر المجلس الش عبي البل دي في عق د‬
‫جلساته ودوراته وقد فقد نصف أعضاءه كما فقد األداة القانونية التي بموجبها سيفصل فيما‬
‫ع رض علي ه‪ ،‬وال يك ون ذل ك إال بع د اللج وء للق وائم االحتياطي ة وبحس ب الع ارض ال ذي‬
‫يصيب العضو الممارس (وفاة‪ ،‬إقصاء‪ ،‬استقالة‪ )...‬فإذا تحقق هذا المانع بادر الوالي إلى‬
‫إعداد تقريره ويحيله لوزير الداخلية والذي بدوره يعد تقريره ويحيله على مجلس الوزراء‬
‫الستصدار مرسوم الحل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫‪-2‬في حالة االستقالة الجماعية‪ :‬وهنا يمكننا أن نتصور أن * يبادر جميع أعضاء المجلس‬
‫أي ا ك انت تي اراتهم السياس ية وانتم اءاتهم إلى تق ديم طلب يفص حون في ه عن رغبتهم في‬
‫التخلي عن عضوية المجلس‪ ،‬فإن تم ذلك تعين حل المجلس‪.‬‬

‫‪-3‬في حال ة وج ود اختالف خط ير بين أعض اء المجلس الش عبي البل دي ال ذي يح ول دون‬
‫الس ير الع ادي لهيئ ات البلدي ة‪ :‬إن االختالف بين أعض اء المجلس أم ر ط بيعي‪ ،‬فال يتصور‬
‫أن تتحد رؤيتهم السياسية في كافة المسائل التي تعرض على المجلس‪ ،‬غير أن االختالف‬
‫إذا بلغ درجة من الخطورة والجسامة بحيث يؤدي إلى عرقلة السير الحسن لهيئات البلدية‬
‫فتعط ل مثال مص لحة من مص الحها تعين في مث ل ه ذه الح االت ح ل المجلس ألن الق ول‬
‫بخالف ذلك يعني تعطيل مصالح البلدية وهو ما ينعكس سلبا على الجمهور‪.‬‬

‫والمالحظ أن جميع هذه الحاالت المذكورة تماثل الحاالت الواردة في قانون الوالية‪.‬‬

‫‪-4‬في حالة ضم بلديات لبعضها أو تجزئتها‪ :‬وهذه حالة وردت فقط في قانون البلدية وال‬
‫نج د له ا مثي ل في ق انون الوالي ة‪ ،‬وهي أيض ا حال ة طبيعي ة ألن ع دد البل ديات غ ير ث ابت‬
‫ومس تقر‪ ،‬فألس باب موض وعية ق د يعم د المش رع إلى رف ع ع دد البل ديات أو اإلنق اص منه ا‬
‫ومن ثم ق د تض ّم بلدي ة إلى أخ رى وهو م ا يع ني ح ل المجلس ين مع ا‪ .‬فال يتص ور أن ت دار‬
‫ش ؤون البلدي ة في حال ة الض م مجلس بلدي ة دون أخ رى من البل ديتين المعني تين بالض م‪ ،‬وال‬
‫يتص ور أيض ا أن ت دار البلدي ة الجدي دة بمجلس ين إذن ال مف ر في مث ل ه ذه الح االت من‬
‫اللجوء للحل وانتخاب مجلس بلدي جديد‪.‬‬

‫عدد على سبيل الحصر حاالت الحل حتى ال‬


‫ولقد أحسن المشرع في قانون البلدية حينما ّ‬
‫ي ترك أي مج ال لالجته اد والتفس ير الواس ع للنص‪ ،‬ثم أن ه أحس ن أيض ا حينم ا ف رض اتخ اذ‬
‫مرسوم الحل على مستوى مجلس الوزراء بما له من خطورة كبيرة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬دراسة بلدية سيدي عقبة – بسكرة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫من خالل ما تم التطرق إليه وتبيان معظم التفاصيل فإنه يستنتج أن بلدية سيدي عقبة هي‬
‫وح دة أو جماع ة أو هيئ ة إداري ة المركزي ة إقليمي ة ونظامه ا يع بر عن النظ ام اإلداري‬
‫الجزائري في والية بسكرة في صورة وحيدة وفريدة لالمركزية اإلدارية المطلقة‪.‬‬

‫حيث أن جمي ع أعض ائها وجمي ع هيئاته ا ولج ان تس ييرها وإ دارته ا يتم اختي ارهم بواس طة‬
‫االنتخاب العام والمباشر وعليه فإن كل ما تحتويه البلدية من أجهزة فإن القانون أعطاها‬
‫استقالل مالي ومنحها الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫من الم ادة ‪ 49‬و‪ 50‬من الق انون الم دني ت بين م ا للش خص المعن وي االعتب اري من حق وق‬
‫وبالت الي تحم ل االلتزام ات وه ذا كل ه يص ب في ش يء واح د أال وه و االس تقاللية وه ذه‬
‫األخ يرة مش ابهة للدول ة في نظامه ا المرك زي الع ام ولكن الف رق يكمن في أن البلدي ة ذات‬
‫نظام المركزي مع وجود رقابة وصائية من الدولة‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like