Professional Documents
Culture Documents
بلديه لا مركزيه
بلديه لا مركزيه
اللقب :ليصر
الفوج35 :
سنة أولى ليسانس
المقياس :إداري
الموضوع :البلدية الال مركزية في الجزائر
:مقدمة
.المبحث األول :مفهوم البلدية وتطور نظامها
.المطلب األول :مفهوم البلدية
.المطلب الثاني :مراحل تطور نظام البلدية
.المبحث الثاني :المجلس الشعبي البلدي
.المطلب األول :تأليف المجلس
.المطلب الثاني :عمل المجلس
.المطلب الثالث :صالحيات المجلس
.المبحث الثالث :رئيس المجلس الشعبي البلدي
.لمطلب األول :كيفية اختياره
.المطلب الثاني :انتهاء مهامه
.المطلب الثالث :صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي
.المبحث الرابع :إدارة البلدية
.المطلب األول :األمانة العامة
.المطلب الثاني :المصالح اإلدارية للبلدية
.المطلب الثالث :المصالح التقنية للبلدية
.المطلب الرابع :بعض المصالح األخرى
.المبحث الخامس :الرقابة على البلدية
.المطلب األول :الرقابة على المعينين
.المطلب الثاني :الرقابة على المنتخبين
.المطلب الثالث :الرقابة على األشخاص
.المطلب الرابع :الرقابة على األعمال
.المطلب الخامس :الرقابة على الهيئة (المجلس)
:الخاتمة
:قائمة المراجع والمصادر
:مقدمة
تعتبر الالمركزية هي النظام الذي يقوم على أساس تفتيت وتوزيع سلطات الوظيفة اإلدارية في الدولة بين اإلدارة المركزية من جهة
وبين هيئات ووحدات إدارية أخرى مستقلة ومتخصصة على أساس إقليمي جغرافي من ناحية أخرى,مع وجود رقابة وصائية إدارية
على هذه الوحدات والهيئات الالمركزية,ومن بين هذه الوحدات الالمركزية وأشدها تطبيقا والتي تعتبر من أبرز صورها هي:
.البلدية .إذا ما هي البلدية ؟ وكيف كانت البلدية في الجزائر قديما ؟وما هي هيئاتها ؟وكيف تسير إداريا ؟
.ومن خالل هذه التساؤالت هذا ما سوف نتطرق إليه في هذا العرض
:المبحث األول :مفهوم البلدية وتطور نظامها
:للبلدية مكانة مهمة Dفي التنظيم اإلداري للدولة الحديثة حيث تتمتع بخصائص عديدة منها
.البلدية مجموعة إقليمية يوجد بين مواطنيها مصالح مشتركة مبنية على حقائق تاريخية واقتصادية-
.البلدية مجموعة المركزية أنشئت وفقا للقانون وتتمتع بالشخصية المعنوية-
.البلدية مقاطعة إدارية للدولة مكلفة بضمان السير الحسن للمصالح العمومية البلدية-
ومن خالل ما سبق ذكره يتجلى لنا الدور األساسي للتنظيم البلدي في الجزائر وعليه يجب االطالع على ماضي وواقع هذا التنظيم ومن
أجل ذلك يجب دراسة المراحل التي مر بها )2(.
:المطلب الثاني :مراحل تطور نظام البلدية
:البلدية في المرحلة االستعمارية (1-)1962-1830
كانت البلدية أداة لفرض الهيمنة وخدمة العنصر األوروبي فالبلديات المختلطة كانت كما جاء في بيان األسباب لقانون البلدية كان
يديرها موظف من اإلدارة االستعمارية وهو متصرف المصالح المدنية,يساعده موظفون جزائريون وهم القوّ اد’ وتساعده لجنة بلدية
تتكون من أعضاء أوروبيين منتخبين وبعض الجزائريين المعينين وذلك إبتداءا من 1919إلى جانب البلديات المختلطة وجدت بعض
.البلديات ذات التصرف التام في المناطق التي يسكنها أغلبية أوروبية وهذه البلدية ما هي إال أداة لخدمة اإلدارة الفرنسية
:البلدية في المرحلة االنتقالية (2-)1967-1962
لقد فرض الفراغ الذي تركته اإلدارة الفرنسية على السلطة آنذاك على إنشاء لجان تتولى مهمة تسيير شؤون البلدية يقودها رئيس
عهدت إليه مهام رئيس البلدية’ وكذلك قامت السلطة بتخفيض عدد البلديات ليصل إلى 676وهذه المرحلة أطلق عليها مرحلة
التجميع,أصبح متوسط عدد السكان 180ألف ساكن بعد أن كان
.أثناء االستعمار 1535بلدية اصطنعتها السلطة الفرنسية لفرض هيمنتها
والمجلس البلدي ) ( CIESوبهدف مساعدة البلديات على القيام بمهامها Dتم إنشاء لجان أخرى وهي لجنة التدخل االقتصادي واالجتماعي
وتضم اللجنة األولى ( ( CCAS ) )3لتنشيط القطاع االشتراكي
.الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص (1): 128
.الدكتور:ناصر لباد /التنظيم اإلداري/منشورات دحلب/حسين داي/الجزائر/ص ص(2): 168..167
الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص (3): 129.
ممثلين عن السكان وتقنيين ويتمثل دورهم في تقديم آراء حول مشروع الميزانية ,وغير أن هذه اللجان لم يتم تنصيبها في كثير من
المناطق,أما المجلس الثاني فقد كان يضم ممثلين من اإلتحاد العام للعمال الجزائريين وممثلين عن الحزب وعن الجيش مهمته األساسية
.هي:تنظيم ومتابعة المشاريع المسيرة ذاتيا
:مرحلة التفكير في إنشاء قانون البلدية 3-
لقد كان لدستور 1963وميثاق الجزائر وميثاق طرابلس بالغ األثر في إبراز مكانة البلدية على المستوى الرسمي واالعتراف بدورها
:الطالئعي وأهم األسباب التي دفعت السلطة آنذاك إلى ضرورة اإلسراع في التفكير وإصدار قانون للبلدية
خضوع البلديات أثناء الفترة االستعمارية للنظام القانون الفرنسي مما أجبر السلطة إلى ضرورة التعجيل بإصالح المؤسسات1-
.الموروثة ومنها البلدية
.عدم مواكبة هذه النصوص لفلسفة الدولة المستقلة والتي تبنت االتجاه االشتراكي بحسب النصوص الرسمية2-
.رغبة السلطة في عدم إطالة الفترة االنتقالية خاصة وقد نجم عنها تباين محسوس على المستوى التطبيقي أو العملي3-
إن دور البلدية أعظم من دور الوالية ال شك بحكم اقترابها أكثر من الجمهور وبحكم مهامها Dالمتنوعة لذا وجب أن يبدأ اإلصالح منها4-
أوال.وانطالقا من هذه النصوص المرجعية ومن تجربة الفترة االنتقالية تحرك الهيكل السياسي المتمثل في المكتب السياسي لجبهة
التحرير الوطني وأعد مشروع قانون البلدية
الذي طرح وبقوة خاصة بعد أحداث 1965وعرف امتدادا واسعا وشرحا مستفيضا وإثراء ال مثيل له من جانب الحزب وتم تبنيه في
.مجلس الثورة في شهر جانفي 1967
:مرحلة قانون البلدية (4- )1990-1967
لقد تميز هذا القانون بالتأثر بنموذجين مختلفين هما النموذج الفرنسي والنموذج اليوغسالفي ويبدو التأثر بالنظام الفرنسي خاصة بالنسبة
إلطالق االختصاص للبلديات وكذا في بعض المسائل التنظيمية األخرى بحكم العامل االستعماري,أما التأثر بالنموذج اليوغسالفي
فيعود سره إلى وحدة المصدر األيديولوجي (النظام االشتراكي) واعتماد نظام الحزب الواحد وإعطاء األولوية في مجال التسيير للعمال
.والفالحين
:مرحلة قانون البلدية لسنة 5- 1990
وهذه مرحلة تميزت بخضوعها لمبادئ وأحكام جديدة أرساها دستور 1989وعلى رأسها إلغاء نظام الحزب الواحد واعتماد نظام
.التعددية الحزبية
ولم يعد في ظل هذه المرحلة للعمال والفالحين أي أولوية في مجال الترشح كما كان من قبل بعد أن ثبت هجر النظام االشتراكي
وسنتولى دراسة نظام البلدية بالتفصيل طبقا لمقتضيات هذا القانون)1(.
.الدكتور :عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص (1): 130
:المبحث الثاني :المجلس الشعبي البلدي
.طبقا للمادة 13من قانون البلدية (( :يدير البلدية ويشرف على تسيير شؤونها مجلس شعبي بلدي و رئيس المجلس الشعبي البلدي ))
يشرف على إدارة شؤون البلدية المختلفة مجلس منتخب وجهاز مداولة هو المجلس الشعبي البلدي,وتقتضي دراسة هذا الهيكل المسير
.التطرق لتشكيلته وقواعد عمله وسيره ونظام مداوالته وصالحياته
:المطلب األول :تشكيل المجلس
يتشكل المجلس الشعبي من مجموعة منتخبين يتم اختيارهم من قبل سكان البلدية بموجب أسلوب االقتراع العام السري المباشر وذلك
:لمدة خمس سنوات ويختلف عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي بحسب التعداد السكاني للبلدية وفق الجدول التالي
.أعضاء في البلديات التي يقل عدد سكانها Dعن 10.000نسمة -7
.أعضاء في البلديات التي يتراوح عدد سكانها Dبين 10000و 20000نسمة -9
.عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها Dبين 200001و 50000نسمة -11
.عضو في البلديات التي يتراوح عدد سكانها Dبين 500001و 100000نسمة -15
.عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها بين 1000001و 200000نسمة -23
.عضو في البلديات التي يساوي عدد سكانها أو يفوق -33 200000
هذا ويجدر التنبيه أن قانون 1990لم يعط أولوية ألي فئة من فئات المجتمع عن غيرها وهذا خالفا للمرحلة السابقة حيث كانت
.األولوية معترف بها رسميا لفئة العمال والفالحين والمثقفين الثوريين كما سلف القول
بالنسبة لالنتخابات البلدية أبعد المشرع طوائف معينة وحرمها من حق الترشح النتخابات المجلس الشعبي البلدي وهذا بغر سد الطريق
أمامها Dحتى ال تسيء استعمال نفوذها لربح المعركة االنتخابية وقد تم حصر هذه الطوائف في المادة 98من قانون االنتخابات وهي(( :
الوالة رؤساء الدوائر الكتاب العامون للواليات أعضاء المجالس التنفيذية للواليات القضاة أعضاء الجيش الوطني الشعبي,موظفو
.أسالك األمن,محاسبو األموال البلدية,مسؤولو المصالح البلدية))
:ومن هنا فإن مجال الترشح مكفول لكل من استوفى الشروط القانونية وهي
.السن 25سنة كاملة-
.أداء الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها-
.أن ال يكون المترشح ضمن أحد حاالت التنافي-
.أن يكون المترشح تحت رعاية حزب أو أن يرفق ترشيحه بالعدد الالزم من التوقيعات ( 150ناخب إلى -)1000
توزع المقاعد بعد العملية االنتخابية بالتناسب حسب عدد األصوات التي حصلت عليها كل قائمة مع تطبيق مبدأ البقاء لألقوى حسب
.ذات الكيفية المشار إليها سابقا بالنسبة لتوزيع المقاعد على مستوى المجلس الشعبي البلدي)1(.
.الدكتور :عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص ص (1): 132..130
:المطلب الثاني :عمل المجلس
يجتمع المجلس إلزاميا في دورة عادية كل ثالثة أشهر ويمكن أن يجتمع في دورة استثنائية في كل مرة تتطلب فيها الشؤون البلدية
ذلك,سواء بدعوة من الرئيس أو بطلب من الوالي أو من ثلث عدد األعضاء
ويبدأ المجلس المداوالت حين يحضر الجلسات أغلبية األعضاء وإذا لم يجتمع المجلس لعدم بلوغ النصاب بعد استدعائين متتاليين
.بفارق ثالثة أيام على األقل بينهما تكون المداوالت التي تتخذ بعد االستدعاء الثالث صحيحة مهما Dيكن عدد الحاضرين
وتكون جلسات المجلس علنية وهذا يعني إمكانيات حضور المواطنين لجلسات المجلس وفي هذا الصدد فإن رؤساء البلديات ملزمون
بأخذ كل اإلجراءات من أجل تخصيص أماكن مالئمة داخل قاعة المداوالت غير أن هذا الحضور ال يعطي الحق بالتدخل في النقاش
.والتداول
ويمكن كذلك للمجلس أن يقرر المداولة في جلسة معلقة ويتولى الرئيس حسن سير المداوالت)1(.
ورجوعا للمواد من 41إلى 45من قانون البلدية نجد المشرع على غرار قانون الوالية وضع تقسيما رباعيا للمداوالت’مداوالت تنفذ
.منا وأخرى تحتاج إلى مصادقة صريحة وثالثة باطلة بطالنا مطلق ورابعة باطلة بطالنا نسبيا
المصادقة الضمنية :األصل بالنسبة لمداوالت م.ش.ب هو التنفيذ بعد 15يوما من تاريخ إيداعها لدى الوالية عدا المداوالت المستثناة 1-
قانونا والتي سنشير إليها وهذا ما قضت به المادة 41من قانون البلدية وخالل هذه المدة أي 15يوم يدلي الوالي برأيه أو قراره فيما
يخص شرعية المداولة وصحتها.والمتمعن في هذا النص يتساءل الشك متى تكون بصدد رأي ومتى تكون بصدد قرار؟
الحقيقة أن النص لم يقدم إجابة صريحة واضحة عن هذا التساؤل غير أننا نتصور أن الرأي عبارة عن وجهة نظر أولى يقدمها الوالي
بصدد مداولة ما ويطلب قبل إصدار القرار من أعضاء المجلس بذلك حسم األمر وإال حق للوالي أن يصدر القرار الذي بموجبه يعدم
.المداولة جزئيا أو كليا
المصادقة الصريحة :نصت المادة 42من قانون البلدية على (( :ال تنفذ مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تخص المسائل التالية2-
:إال بعد مصادقة الوالي عليها
.الميزانيات والحسابات*D
)).إحداث مصالح ومؤسسات عمومية بلدية*
واضح من ذلك أن جهة المصادقة هي الوالي وأن موضوع المداولة ينبغي أن يخص فقط الميزانيات والحسابات Dوإحداث مصالح
ومؤسسات عمومية بلدية’وهو في نفس الموضوع الذي سيمر بنا بالنسبة لمداوالت المجلس الشعبي الوالئي ولقد حمل قانون البلدية
حكما جديدا لم نجد له مثيال في قانون الوالية تمثل في أن المصادقة الصريحة فرض قانون البلدية أن تتم خالل مدة ثالثون يوما من
.تاريخ إيداع محضر المداولة لدى الوالية
فإذا لم يصدر الوالي قراره خالل هذه المدة انقلبت المصادقة Dالصريحة إلى مصادقة Dضمنية وهو ما يعني أن المداولة تنفذ ولو خصت
.أحد الموضوعين المشار إليهما متى انتهت مدة شهر
:البطالن المطلق :نصت المادة 44من قانون البلدية (( :تعتبر باطلة بحكم القانون3-
.مداوالت المجلس الشعبي البلدي التي تتناول موضوعا خارج اختصاصه-
.المداوالت التي تكون مخالفة لألحكام الدستورية وال سيما المواد 2و 3و 9وللقوانين والتنظيمات-
المداوالت التي تجري خارج االجتماعات Dالشرعية للمجلس الشعبي البلدي-)2( .))...
.الدكتور:ناصر لباد /التنظيم اإلداري/منشورات دحلب/حسين داي/الجزائر/ص ص(1): 188..187
.الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص ص(2): 136..134.
البطالن النسبي :طبقا للمادة 45من قانون البلدية تكون مداوالت المجلس الشعبي البلدي قابلة لإلبطال إذا كانت في موضوعها تمس4-
.مصلحة شخصية لبعض أو كل أعضاء المجلس أو ألشخاص خارجين عن المجلس هم وكالء عنهم
والحكمة من إبطال هذا النوع من المداوالت واضحة حتى يحافظ المشرع على مصداقية المجلس ومكانته وسط المنتخبين وأن يبعد
أعضاءه عن كل شبهة)1(.
وبالنسبة لتنظيمه الداخلي يؤلف م.ش.ب من بين أعضائه لجان دائمة أو مؤقتة لمعالجة المسائل التي تهم البلدية وتشكل اللجان بمداوالت
.المجلس
ويجب أن تتضمن تشكيلتها تمثيال نسبيا يعكس المكونات السياسية للمجلس,وهناك ثالث لجان دائمة هي -:لجنة االقتصاد والمالية– .
.لجنة التهيئة العمرانية والتعمير -.لجنة الشؤون االجتماعية والثقافية
.وتعتبر هذه اللجان أجهزة للتحضير والدراسة من أجل مساعدة المجلس في مهمته
وميزة هذه اللجان تكمن في أن أشخاصا من غير المنتخبين المحليين يمكنهم المشاركة في أعمالها.ويكون لهم صوت استشاري وهذا ما
يسمح للموظفين واألشخاص المختصين وسكان البلدية بتقديم مساعدتهم Dوآرائهم)2(.
:المطلب الثالث :صالحيات المجلس
يتأثر مدى اتساع الصالحيات واالختصاصات الموكلة للهيئات المحلية وخاصة البلدية بالمعطيات السياسية واالقتصادية واالجتماعية
.السائدة بالدولة
يحدد القانون البلدي صالحيات البلدية وهي الصالحيات التي يمارسها المجلس الشعبي البلدي من خالل مداوالت )3(.
:وهذا األخير يمارس صالحيات كثيرة تمس جوانب مختلفة من شؤون اإلقليم لع ّل أهمها
أ -في مجال التهيئة العمرانية والتخطيط والتجهيز :يكلف المجلس الشعبي البلدي بوضع مخطط تنموي يخص البلدية ينفذ على المدى
القصير أو المتوسط أو البعيد أخذا بعين االعتبار برنامج الحكومة ومخطط الوالية وما يساعد المجلس للقيام بهذه المهمة أن هناك بنك
.للمعلومات على مستوى الوالية يشمل كافة الدراسات والمعلومات واإلحصاءات Dاالجتماعية والعلمية المتعلقة بالوالية
ومن جهة أخرى يتولى المجلس الشعبي البلدي رسم النسيج العمراني للبلدية مع مراعاة مجموع النصوص القانونية والتنظيمية السارية
المفعول وخاصة النصوص المتعلقة بالتشريعات العقارية وعلى هذا األساس اعترف المشرع للبلدية بممارسة الرقابة الدائمة للتأكد من
مطابقة عمليات البناء للتشريعات العقارية وخضوع هذه العمليات لترخيص مسبق من المصلحة التقنية بالبلدية مع تسديد الرسوم التي
حددها القانون )4(.
.الدكتور:عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص (1): 136
.الدكتور:ناصر لباد /التنظيم اإلداري/منشورات دحلب/حسين داي/الجزائر/ص ص(2): 188..187
الدكتور :محمد الصغير بعلي/القانون اإلداري.التنظيم اإلداري/دار العلوم للنشر التوزيع/الحجار/عنابة/الجزائر/ط/2002ص (3):
158.
.الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص ص (4): 138..137
وعلى صعيد آخر حمّل المشرع البلدية ممثلة في مجلسها Dحماية التراث العمراني والمواقع الطبيعية واآلثار والمتاحف وكل شيء
ينطوي على قيمة تاريخية أو جمالية.وكذلك تنظيم األسواق المغطاة والغير المغطاة على اختالف أنواعها وفي مجال الضبط أناط
.المشرع بالبلدية صالحية إقامة إشارات المرور التي ال تعود إلى هيئات أخرى (مصالح األمن)
ويعود للبلدية السهر على المحافظة Dعلى النظافة العمومية وطرق ومعالجة المياه القذرة وتوزيع المياه الصالحة للشرب كما يعود لها
.حماية التربة والثروة المائية
ب-في المجال االجتماعي :أعطى المشرع بموجب المادة 89من قانون البلدية للمجلس حق المبادرة بإتباع كل إجراء من شأنه التكفل
بالفئات االجتماعية المحرومة ومد يد المساعدة إليها في مجاالت الصحة والتشغيل والسكن.وألزم البلدية مراكز صحية وقاعات العالج
.وصيانتها وذلك في حدود قدراتها المالية
كما ألزمها بإنجاز مؤسسات التعليم األساسي وفقا للبرنامج المسطر في الخريطة المدرسية وصيانة هذه المؤسسات واتخاذ كل إجراء
.من شأنه تسهيل عملية النقل المدرسي
بالنسبة للسكن تلف البلدية بتشجيع كل مبادرة تستهدف الترقية العقارية على مستوى البلدية ومن هنا أجاز لها المشرع االشتراك في
.إنشاء المؤسسات العقارية وتشجيع التعاونيات في المجال العقاري
ج-في المجال المالي :يتولى المجلس الشعبي البلدي سنويا المصادقة Dعلى ميزانية البلدية سواء الميزانية األولية وذلك قبل 31أكتوبر
.من السنة السابقة للسنة المعنية.أو الميزانية اإلضافية قبل 15جوان من السنة المعنية وتتم المصادقة Dعلى اإلعتمادات المالية
د-في المجال االقتصادي :يوكل للبلدية القيام بكل مبادرة أو عمل من شأنه تطوير األنشطة االقتصادية المسطرة في برنامجها التنموي
وكذلك تشجيع المتعاملين االقتصاديين وترقية الجانب السياحي في البلدية وتشجيع المتعاملين في هذا المجال وأجاز قانون البلدية
.للمجلس الشعبي البلدي إنشاء مؤسسات Dعامة ذات طابع اقتصادي تتمتع بالشخصية المعنوية
زمن جميع ما تقدم يتضح لنا أن البلدية كقاعدة لالمركزية مهامها Dكبيرة ومتنوعة وذات صلة وثيقة بالجمهور وإمكاناتها المالية خاصة
.في المدة األخيرة عرفت انخفاضا كبيرا أثر بالسلب على دورها ونطاق خدماتها
:المبحث الثالث :رئيس المجلس الشعبي البلدي
إن الرقابة على البلدية باعتقادنا أكثر إشكالية وصعوبة إذا ما قورنت بالرقابة على الوالية وذلك بسبب أن الجهاز المسير داخل البلدية
هو منتخب,فعلى رأس الوالية مثال:نجد الوالي وهو الشخص معين وإلى جانبه المسؤولين التنفيذيين ويسهل ممارسة Dالرقابة على هؤالء
كما رأينا أما على مستوى البلدية فاألمر يختلف حيث الرئيس ونوابه وسائر األعضاء منتخبون مما يصعب الشك من ممارسة Dالرقابة
:ورغم هذه الصعوبة إال أن البلدية كالوالية تخضع للرقابة وال يتنافى ذلك مع تمتعها بالشخصية المعنوية نفصّل ذلك فيما يلي
:المطلب األول :الرقابة على المعينين
مبدئيا ال يطرح هذا النوع من الرقابة إشكاليا على المستوى العملي فكل موظف أيا كانت درجة مسؤوليته وقطاع نشاطه خاضع لرابطة
.التبعية تجاه اإلدارة المستخدمة أو سلطة الوصاية
فاألمين العام للبلدية مثال عندما يتلقى مجموعة تعليمات من سلطة الوصاية أو من والي الوالية يلزم تنفيذها في حدود صالحياته وبما
.يخوله القانون من سلطة
:المطلب الثاني :الرقابة على المنتخبين
كما سلف القول فإن هذا النوع من الرقابة يثير من حيث األصل إشكاليات على المستوى العملي خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار
استقاللية المجلس البلدي المنتخب غير أن هذا ال يعني إعفاء فئة المنتخبين وعدم خضوعهم للرقابة بل إن هؤالء كأشخاص يخضعون
ألنواع من الرقابة حددها القانون كما تخضع أعمالهم وخضع هيئتهم أيضا,أن عدم االعتراف بهذه الرقابة تحت حجة االستقاللية أمر
.من شأنه يبعدنا أكثر عن النظام الالمركزي
:المطلب الثالث :الرقابة على األشخاص
.وتتخذ شكل اإلقالة الحكمية واإليقاف واإلقصاء
اإلقالة الحكمية :جاء في المادة 31من قانون البلدية (( :يصرح الوالي فورا بإقالة كل عضو في المجلس الشعبي البلدي تبيّن بعد*
.االنتخاب أنه غير قابل لالنتخاب قانونا أو تعتريه حالة من حاالت التنافي ) )
واضح من هذا النص المذكور أن سبب تجريد العضو من صفته هو تخلف شروط االنتخاب أو وجوده في حالة من حاالت التنافي وهذا
أمر معقول فكيف يتصور احتفاظ العضو بصفته وهو يفتقد ألحد الشروط القانونية أو وجد في حالة تنافي فإن ثبت ذلك تعين على
.الوالي أن يصدر قرارا يقضي بتجريده من الصفة
اإليقاف :نصت المادة 32من قانون البلدية (( :عندما يتعرض منتخب إلى متابعة جزائية تحول دون مواصلة مهامه Dيمكن*
.توقيفه))...
من هذا نستنتج أن سبب اإليقاف أو تجميد العضوية هو المتابعة الجزائية والتي أعطى لها المشرع ()1
.الدكتور :عمار بوضياف/الوجيز في القانون اإلداري/دار ريحانة/الجزائر/ص ص (1): 144..143
وصفا محددا بأنها تحول دون ممارسة العضو لمهامه ونتصور أنه في حالة كهذه أن العضو قيدت حريته أي أنه تم إيداعه الحبس
االحتياطي وكان أفضل باعتقادنا أن ال يستعمل المشرع لفظ يمكن ألنه إذا ثبتت المتابعة الجزائية وثبت مانع حضور أشغال المجلس
.تعين على المجلس إيقاف العضو كإجراء احترازي للمحافظة Dعلى مصداقية المجلس
تمخض على ووقوفا عند نص المادة 32في فقرتها الثانية نجد أن المشرع قد استعمل عبارة بعد استطالع رأي المجلس ومن ثم فإن ما ّ
مداولة المجلس عبارة عن رأي ال يلزم الوالي باألخذ به ,ولقد أحسن المشرع صنعا عندما اشترط تسبيب القرار من جانب الوالي لما
.لهذه الضمانة من أثر عميق على المستوى القانوني
ذلك أن التسبيب يم ّكن الجهة اإلدارية أو الجهة القضائية المختصة أو أعضاء المجلس المعني من معرفة األسباب التي من أجلها أصدر,
الوالي قرار إيقاف عضو معين,ويستمر اإليقاف إلى غاية صدور قرار نهائي من الجهة القضائية المختصة فإن ثبتت براءة الموقوف
.عادت له العضوية ثانية بحكم القانون دون الحاجة إلثبات ذلك بموجب مداولة من المجلس أو بموجب قرار من الوالي
اإلقصاء :تقدم البيان أن اإلقصاء Dإسقاط كلي ونهائي للعضوية ألسباب حددها القانون واإلسقاط ال يكون إال نتيجة فعل خطير يبرر*
إجراء اللجوء إليه,فعندما تثبت إدانة المنتخب من قبل المحكمة المختصة فال يتصور احتفاظه بالعضوية ومن ثم وجب أن تسقط عنه
ويستخلف عنه ويستخلف بالمترشح الموالي في نفس القائمة واستنادا لما ورد في المادة 33من قانون البلدية فإن المشرع أوجب إعالن
.المجلس الشعبي البلدي عن هذا اإلقصاء ويثبت فيما بعد بموجب قرار من الوالي
:المطلب الرابع :الرقابة على األعمال
لقد رأينا فيما سبق أن مداوالت المجلس الشعبي البلدي تخضع لرقابة إدارية ورقابة قضائية,وتتجسد الرقابة اإلدارية في رقابة والي
الوالية الذي يتمتع بسلطة واسعة سواء في حالة المصادقة الضمنية أو المصادقة الصريحة أو البطالن المطلق أو البطالن النسبي,وهذا
طبعا في حدود ما رسمته المواد من 41إلى 46من قانون البلدية ,فسلطة الوالي تجاه المجلس الشعبي البلدي أوسع منها تجاه المجلس
.الشعبي الوالئي إذ في الحالة الثانية يعتبر الوالي بمثابة جهة إحالة
:المطلب الخامس :الرقابة على الهيئة (المجلس)
وتكون بإنهاء حياتها قانونيا ويتمثل في حلّها وتجريد أعضائها من الصفة التي يحملونها وطبقا للمادة 34من قانون البلدية يحل المجلس
:البلدي في الحاالت التالية
:عندما يصبح المنتخبين أقل من نصف عدد األعضاء وبعد تطبيق أحكام االستخالف1-
وهذه الحالة طبيعية كما رأينا فال يتصور أن يستمر المجلس الشعبي البلدي في عقد جلساته ودوراته وقد فقد نصف أعضاءه كما فقد
األداة القانونية التي بموجبها سيفصل فيما عرض عليه,وال يكون ذلك إال بعد اللجوء للقوائم االحتياطية وبحسب العارض الذي يصيب
العضو الممارس (وفاة,إقصاء,استقالة)..فإذا تحقق هذا المانع بادر الوالي إلى إعداد تقريره ويحيله لوزير الداخلية والذي بدوره يعد
تقريره ويحيله على مجلس الوزراء الستصدار مرسوم الحل)1(.
.الدكتور :عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص ص (1): 145..144
في حالة االستقالة الجماعية :وهنا يمكننا أن نتصور أن يبادر جميع أعضاء المجلس أيا كانت تياراتهم السياسية وانتماءاتهم إلى تقديم2-
.طلب يفصحون فيه عن رغبتهم في التخلي عن عضوية المجلس,فإن تم ذلك تعين حل المجلس
في حالة وجود اختالف خطير بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذي يحول دون السير العادي لهيئات البلدية :إن االختالف بين3-
أعضاء المجلس أمر طبيعي,فال يتصور أن تتحد رؤيتهم السياسية في كافة Dالمسائل التي تعرض على المجلس,غير أن االختالف إذا بلغ
درجة من الخطورة والجسامة Dبحيث يؤدي إلى عرقلة السير الحسن لهيئات البلدية فتعطل مثال مصلحة من مصالحها تعين في مثل هذه
.الحاالت حل المجلس ألن القول بخالف ذلك يعني تعطيل مصالح البلدية وهو ما ينعكس سلبا على الجمهور
.والمالحظ أن جميع هذه الحاالت المذكورة تماثل الحاالت الواردة في قانون الوالية
في حالة ضم بلديات لبعضها أو تجزئتها :وهذه حالة وردت فقط في قانون البلدية وال نجد لها مثيل في قانون الوالية,وهي أيضا حالة4-
طبيعية ألن عدد البلديات غير ثابت ومستقر,فألسباب Dموضوعية قد يعمد المشرع إلى رفع عدد البلديات أو اإلنقاص منها ومن ثم قد
تض ّم بلدية إلى أخرى وهو ما يعني حل المجلسين معا.فال يتصور أن تدار شؤون البلدية في حالة الضم مجلس بلدية دون أخرى من
البلديتين المعنيتين بالضم ,وال يتصور أيضا أن تدار البلدية الجديدة بمجلسين إذن ال مفر في مثل هذه الحاالت من اللجوء للحل وانتخاب
.مجلس بلدي جديد
ولقد أحسن المشرع في قانون البلدية حينما عدّد على سبيل الحصر حاالت الحل حتى ال يترك أي مجال لالجتهاد والتفسير الواسع
للنص ,ثم أنه أحسن أيضا حينما فرض اتخاذ مرسوم الحل على مستوى مجلس الوزراء بما له من خطورة كبيرة)1(.
الدكتور :عمار بوضياف/نفس المرجع السابق/ص ص (1): 140..139
:الخاتمة
من خالل ما تم التطرق إليه وتبيان معظم التفاصيل فإنه يستنتج أن البلدية هي وحدة أو جماعة أو هيئة إدارية المركزية إقليمية ونظامها
.يعبر عن النظام اإلداري الجزائري في صورة وحيدة وفريدة لالمركزية اإلدارية المطلقة
حيث أن جميع أعضائها وجميع أعضاء هيئاتها ولجان تسييرها وإدارتها يتم اختيارهم بواسطة االنتخاب العام السري والمباشر وعليه
.فإن كل ما تحتويه البلدية من أجهزة فإن القانون أعطاها استقالل مالي ومنحها الشخصية المعنوية
من المادة 49و 50من القانون المدني تبين ما للشخص المعنوي االعتباري من حقوق وبالتالي تحمل االلتزامات وهذا كله يصب في
شيء واحد أال وهو االستقاللية وهذه األخيرة مشابهة للدولة في نظامها المركزي العام ولكن الفرق يكمن في أن البلدية ذات نظام
.المركزي مع وجود رقابة وصائية من الدولة
:قائمة المراجع والمصادر