You are on page 1of 176

‫ذ‪.

‬مصطفى الخطيب‬

‫]‪»ˆqç¹‬‬
‫]‪ l^Ú]ˆjÖøÖíÚ^ÃÖ]í膿ßÖ‬‬
‫مفهوم الالام_أنواعه_مصادرﻩ‬

‫نظرية العقد‬

‫طبعة مزيدة ومنقحة ‪2019‬‬

‫‬
‫العنوان ‪ :‬املوجز ‪-‬ي النظرية العامة لالل('امات‬
‫املؤلف ‪ :‬مصطفى الخطيب‬
‫رقم ٕالايداع القانوني‪2017MO1378:‬‬
‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪978-9954-9652-5-2:‬‬
‫طبعة مزيدة ومنقحة‪2019 :‬‬
‫املطبعة ‪ :‬قرطبة ‪F‬ي السالم‪ ،‬اكادير‬
‫الهاتف ‪05-28-23-88-55 :‬‬

‫‪-2-‬‬
‫‪ Üè‚Ïi‬‬
‫هذا الكتيب موجه باألساس إ‪-‬ى طلبة مسلك الدراسات القانونية‪،‬‬
‫ويتناول بشكل موجز املحاور الك‪CD‬ى للنظرية العامة لاللامات بإبراز‬
‫مدلولها وأهمي‪FG‬ا العلمية من جهة ‪M‬ي تكوين امللكة القانونية للطالب بسبب‬
‫منطق قواعدها ومباد‪FO‬ا القانونية املتصفة بالتجريد‪ ،‬وكذا قيم‪FG‬ا‬
‫والعملية من جهة أخرى ملا لها من صلة بالحياة اليومية لألفراد حيت‬
‫تعت‪ CD‬أداة إلشباع حاجيا]‪F‬م اليومية‪ .‬ولهذﻩ الغاية سنتوقف عند مفهوم‬
‫ٕالالام أنواعه ومصادرﻩ‪ ،‬مركزين ع‪h‬ى العقد باعتبارﻩ املصدر ٔالاسا‪ijk‬‬
‫لإللام الذي يحكم الصورة الغالبة للتصرفات القانونية السائدة ‪M‬ي‬
‫املعامالت املالية ب‪t‬ن ٔالاشخاص‪.‬‬
‫ولهذﻩ الغاية اعتمدنا أسلوبا مبسطا ومركزا‪ ،‬شكال ومضمونا بغاية‬
‫تمك‪t‬ن الطالب من ضبطا لقواعد واملبادئ القانونية مجال الالامات‬

‫وﷲ و‪-‬ي التوفيق‪.‬‬


‫ ‬
‫‬

‫‪-1-‬‬
‫‪ Vë‚éã³Ø’Ê‬‬
‫نتناول ‪M‬ي هذا الفصل تعريف نظرية الالام‪ ،‬وأهمية هذﻩ‬
‫النظرية‪ ،‬وتطورها وعوامل هذا التطور‪ ،‬وتمي‪ t‬الالام عن النظم‬
‫القانونية ٔالاخرى ال{‪ i‬تشا‪Fz‬ه‪ ،‬وتعريف الالام وبيان طبيعته‬
‫وعناصرﻩ ومصادرﻩ‪ ،‬مع التأكيد منذ البداية ع‪h‬ى أن التطرق لكل‬
‫جوانب النظرية العامة لاللام هو أمر متعذر إن لم نقل مستحيل‬
‫التحقيق بالنظر إ‪-‬ى ك‪C‬ة أحكامها مقارنة مع الح‪ t‬الزم€‪ i‬الضيق‬
‫املخصص لها ‪M‬ي الدراسة‪.‬‬
‫]‪ VÙæù]ovf¹‬‬
‫‪ ^â…çŞiæ^ãjéÛâ_HÝ]ˆjÖ÷]í膿ÞÌè†Ãi‬‬
‫سوف نقسم هذا املبحث إ‪-‬ى مطلب‪t‬ن ٔالاول نخصصه للتعريف‬
‫بنظرية الالام ع‪h‬ى أن نخصص املطلب الثاني لرصد أهمية هذﻩ‬
‫النظرية وتطورها‪.‬‬
‫]‪ Ý]ˆjÖ÷]í膿ÞÌè†ÃiVÙæù]gת¹‬‬
‫يقصد بالنظرية العامة لاللام مجموع الوسائل القانونية‬
‫الفنية ال{‪ i‬يتس€Š ‪Fz‬ا تنظيم عالقات ٔالاشخاص فيما بي‰‪F‬م وتسمح‬
‫لهم بأن يكتسبوا حقوقا مالية بعضهم تجاﻩ بعض‪1‬هكذا فالنظرية‬

‫‪1‬قولنا ''حقوقا مالية'' يخرج من نطاق نظرية الالامات العالقات أو الحقوق غ‪ Ct‬املالية كاألحوال‬
‫الشخصية ال{‪ i‬تتناول أحكام ٔالاسرة وال{‪ i‬نظمها املشرع املغربي بمقت’‪ Šj‬القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة‬
‫مدونة ٔالاسرة الصادر بتنفيذﻩ الظه‪ Ct‬الشريف رقم ‪ 1-04-22‬بتاريخ ‪ 12‬من ذي الحجة ‪03) 1424‬‬
‫ف‪CD‬اير ‪–(2004‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذي الحجة ‪ 5) 1424‬ف‪CD‬اير ‪ (2004‬ص ‪.418‬‬
‫‪-2-‬‬
‫العامة لاللام تتضمن القواعد ال{‪ i‬تحكم الحقوق الشخصية أو‬
‫الالامات و‪¤‬ي أحد نو‪£‬ي الحقوق ال{‪ i‬ينظمها القانون املدني‪.2‬‬
‫والواقع أن عبارة الالام ليست شاملة‪ ،‬ف¦‪ i‬ال تدل إال ع‪h‬ى‬
‫أحد وج¦‪ i‬حالة قانونية هو وجهها السل¨‪ i‬يع€‪ i‬الحالة القانونية‬
‫منظور إل©‪F‬ا من جانب املدين مع أن كل حالة قانونية لها وجهان‬
‫إيجابي وسل¨‪ 3.i‬ف¦‪ i‬كما تتعلق بالدين )الالام( تتعلق بالحق املقابل‬
‫لذلك الالام إذا نظرنا إليه من جانب الدائن‪ .‬لذلك فااللام ليس‬
‫سوى وسيلة تكفل الحق أي تضمن للدائن الحصول ع‪h‬ى حقه‪.‬‬
‫]‪ ^â…çŞiæÝ]ˆjÖ÷]í膿ÞíéÛâ_VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫تعت‪ CD‬نظرية الالام املجال الرئي«‪ ij‬للدراسات القانونية‪ ،‬ف¦‪i‬‬
‫بمثابة العمود الفقري للقانون‪ ،‬كما لها صلة وثيقة بسائر أجزاء‬
‫القانون املدني وفروع القانون ٔالاخرى‪ .‬ولعل مرد ذلك يكمن ‪M‬ي كون‬
‫الالام له صلة بالحياة اليومية لألفراد إذ هو وسيلة كل شخص‬

‫‪ -2‬ذلك أن الحقوق تنقسم إ‪-‬ى نوع‪t‬ن الحقوق الشخصية والحقوق العينية ويعت‪ CD‬هذا‬
‫التقسيم محور القانون املدني‪ ،‬فالقسم ٔالاول يشمل القواعد املنظمة للحقوق الشخصية‬
‫والالامات‪M ،‬ي ح‪t‬ن يتناول القسم الثاني القواعد املنظمة للحقوق العينية ٔالاصلية‬
‫والتبعية‪.‬‬
‫للمزيد من التفاصيل أنظر أستاذنا املختار بن أحمد العطار‪ :‬النظرية العامة لاللامات ‪M‬ي‬
‫ضوء القانون املدني املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة ٔالاو‪-‬ى ‪ ،2011‬ص ‪.9‬‬
‫‪-3‬عبد ال´ي حجازي‪ :‬النظرية العامة لاللامات وفق القانون الكوي{‪ i‬دراسة مقارنة‪ ،‬الجزء‬
‫ٔالاول مصادر الالام‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت ص ‪.16‬‬
‫‪-3-‬‬
‫للحياة يستع‪t‬ن ‪Fz‬ا إلشباع حاجياته‪ ،‬فمن يش‪C‬ي شيئا ي‪CD‬م عقد‬
‫شراء‪ ،‬ومن يستقل سيارة أجر ة ي‪CD‬م عقد نقل‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن ٕالانسان‬
‫ينتج يوميا شبكة من الالامات العديدة ال{‪ i‬تمكنه ‪M‬ي العيش‬
‫ومزاولة نشاطه‪ ،‬و‪¤‬ي الامات تبقى محكومة بنظرية الالام‬
‫باعتبارها وسيلة قانونية تنظم عالقات ٔالاشخاص املالية‪ ،‬كما تعت‪CD‬‬
‫أساس القانون املدني بل وأساس القانون الخاص بفروعه املختلفة‪.4‬‬
‫ومقابل ٔالاهمية العملية لنظرية الالام نجد أ‪Fº‬ا تحظى بأهمية‬
‫علمية بالغة‪ ،‬ذلك أن مادة الالامات مجال الستخدام املنطق‬
‫القانوني وتتسم بتناسق كامل مما يجعل دراس‪FG‬ا أداة لتكوين امللكة‬
‫القانونية‪ .‬ف¦‪ i‬من جهة تؤسس للمبادئ القانونية التصافها بصفة‬
‫التجريد والعموم‪ ،5‬بسبب منطق قواعدها ووحدة مدلولها إذ ‪¤‬ي‬
‫تتكون من مجموع القواعد العامة الك‪CD‬ى ال{‪ i‬تستخلص م‰‪F‬ا‬
‫تطبيقات جزئية وذلك بطريق الاستنساخ‪ .‬ولعل هذﻩ الخاصية ‪¤‬ي‬
‫ال{‪ i‬جعلت نظرية الالامات لها صلة بأجزاء القانون املدني ٔالاخرى‬
‫وخاصة مادة العقود وبالحقوق العينية عامة‪ ،‬كما تتصل كذلك‬

‫‪ -4‬نظرا ألهمية الالامات ‪M‬ي حياة ٔالافراد الاجتماعية والاقتصادية فإن املشرع املغربي‬
‫جعلها محور قانون الالامات والعقود الصادر بموجب ظه‪ 9 Ct‬رمضان ‪ 1331‬املوافق ‪12‬‬
‫غشت ‪ 1913‬وهو مصنف إ‪-‬ى كتاب‪t‬ن‪ :‬الكتاب ٔالاول مخصص لاللامات بصفة عامة‬
‫)الفصول من ‪ 1‬إ‪-‬ى ‪ ( 747‬الكتاب الثاني مخصص للعقود املسماة و‪M‬ي أشباﻩ العقود ال{‪i‬‬
‫ترتبط ‪Fz‬ا من الفصل ‪ 748‬إ‪-‬ى ‪.1250‬‬
‫‪ -5‬املختار العطار‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪-4-‬‬
‫بالقانون التجاري الذي يتكون ‪M‬ي معظمه من الامات تنشأ ب‪t‬ن‬
‫التجار‪.‬‬
‫بل إن نظرية الالام تتصل بجزء من أجزاء القانون العام وهو‬
‫القانون ٕالاداري‪ ،‬ففي العقود ٕالادارية هناك مجال واسع لتطبيق‬
‫القواعد العامة لاللامات‪ ،‬نفس ٔالامر ينطبق ع‪h‬ى قواعد املسؤولية‬
‫التقص‪Ct‬ية ومبادئ ٕالاثراء بال سبب ال{‪ i‬يجري تطبيقها ‪M‬ي مجال‬
‫املسؤولية ٕالادارية مع العلم أن قانون الالامات والعقود أفرد‬
‫أحكاما خاصة ملسؤولية الدولة وأشخاص القانون العام عن ٔالاضرار‬
‫الناشئة عن أنشط‪FG‬ا بمناسبة تدب‪ Ct‬وتسي‪ Ct‬مرافقها ٕالادارية‪).‬الفصل‪t‬ن‬
‫‪ 79‬و‪80‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‬
‫ولعل توسع نطاق تطبيق النظرية العامة لاللامات جعلها ‪M‬ي‬
‫تطور نتيجة ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫فدور ٕالارادة مثال تم تقييدﻩ أحيانا سواء من حيث حرية الالام ومن‬
‫حيث دور ٕالارادة ‪M‬ي تحديد مضمون العقد‪ ،‬ومن حيث دورها ‪M‬ي‬
‫تنفيذﻩ‪ ،‬ومن حيث أثر العقد ‪M‬ي مواجهة الغ‪ ،Ct‬فالكث‪ Ct‬من الالامات‬
‫لم يعد مصدرها العقد‪.‬‬
‫كما أن ٕالارادة لم يعد لها الدور املطلق ‪M‬ي إنشاء العقد وتحديد‬
‫قيمته القانونية‪ ،‬حيث أن السلطات العامة باتت تع€Š بالظروف ال{‪i‬‬
‫ت‪CD‬م ف©‪F‬ا العقود والشروط ال{‪ i‬تتضم‰‪F‬ا وٓالاثار ال{‪ i‬ت‪C‬تب ع‰‪F‬ا‪ ،‬كما‬

‫‪-5-‬‬
‫ك‪ C‬الالتجاء إ‪-‬ى فكرة النظام العام‪ ،‬وبذلك ضاق نطاق مبدأ سلطان‬
‫ٕالارادة‪.6‬‬
‫هكذا تطورت نظرية الالامات ‪M‬ي أك‪ C‬من مجال‪ ،‬حيث أخذت‬
‫التشريعات املدنية الحديثة بفكرة الغ‪D‬ن ‪M‬ي العقود‪ ،‬واستوجبت‬
‫إعادة النظر ‪M‬ي العقد الذي يص‪ Ct‬غ‪ Ct‬عادل بالنسبة ألحد الطرف‪t‬ن‪،‬‬
‫وحرمت التعسف ‪M‬ي استعمال الحق أو إساءة استعماله‪ ،‬وسنت‬
‫الامات الجوار مع توسيع نطاق تطبيق نظرية الظروف الطارئة ال{‪i‬‬
‫تخول للقا‪ ijÃ‬سلطة تعديل العقد م{Š توافرت شروط معينة‪ .‬وفقا‬
‫لهذا السياق فإن النظرية العامة لاللامات قابلة ملسايرة ظروف‬
‫العوملة وإن كانت من النظريات ٔالاك‪ C‬ثباتا ملا تتصف به من التجريد‬
‫والعمومية وإعمال التفك‪ Ct‬املنطقي‪.‬‬
‫]‪ VêÞ^nÖ]ovf¹‬‬
‫‪ 允^’ÚæäÂ]çÞ_HäjÃéfHÝ]ˆjÖ÷]Ìè†Ãi‬‬
‫لتناول هذا املبحث سوف نقسمه إ‪-‬ى مطلب‪t‬ن ٔالاول نخصصه‬
‫لتعريف الالام وبيان طبيعته وخصائصه ع‪h‬ى أن نخصص املطلب‬
‫الثاني لتناول أنواع الالام ومصادرﻩ‪.‬‬
‫‬

‫‪ -6‬بعد أن كانت أغلب القواعد القانونية الواردة ‪M‬ي باب العقود قواعد مكملة صار يوجد إ‪-‬ى‬
‫جوارها عدد كب‪ Ct‬من القواعد ٓالامرة مما أدى إ‪-‬ى ظهور فكرة العقد املوجه‪ ،‬للمزيد من‬
‫الاطالع أنظر عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪-6-‬‬
‫]‪ ä’ñ^’}æÝ]ˆjÖ÷]Ìè†ÃiVÙæù]gת¹‬‬
‫]‪ Ý]ˆjÖ÷]Ìè†ÃiV±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫تعريف الالام تتنازعه نظريتان أو مذهبان‪ ،‬املذهب الشخ‪ijÄ‬‬
‫ويرى أنصارﻩ أن العنصر الرئي«‪M ij‬ي الالام هو الرابطة الشخصية‬
‫ال{‪ i‬تربط الدائن باملدين‪M ،‬ي ح‪t‬ن يذهب أنصار املذهب املادي ‪M‬ي‬
‫تصورهم لاللام إ‪-‬ى كونه رابطة ب‪t‬ن ذمت‪t‬ن تكون أحداهما و‪¤‬ي ذمة‬
‫املدين مرتبطة ‪M‬ي مواجهة الذمة ٔالاخرى و‪¤‬ي ذمة الدائن مما يجعل‬
‫محل الالام منفصال عن أطرافه أي الدائن واملدين‪.7‬‬
‫ففي ح‪t‬ن يذهب أنصار املذهب الشخ‪ ijÄ‬إ‪-‬ى تعريف الالام‬
‫بأنه رابطة قانونية ب‪t‬ن شخص‪t‬ن أحدهما دائن وٓالاخر مدين‪ ،‬ي‪C‬تب‬
‫بمقتضاها ع‪h‬ى الطرف املدين اتجاﻩ الطرف الدائن‪ ،‬نقل حق عي€‪ i‬أو‬
‫القيام بعمل أو الامتناع عن عمل‪ 8‬نجد أن أنصار املذهب املادي‬
‫يجردون الالام من طابعه الشخ‪ ijÄ‬بحيث ال يعت‪CD‬ونه رابطة‬
‫شخصية ب‪t‬ن دائن ومدين ويص‪ Ct‬الالام حالة قانونية أو رابطة ب‪t‬ن‬
‫ذمت‪t‬ن يغلب معها املسؤولية وهو ما ي‪C‬تب عليه نتيجة هامة‪ ،‬ذلك أن‬
‫الالام أو الحق وقد تجرد من طابعه الشخ‪ ijÄ‬يص‪ Ct‬انتقاله من‬

‫‪ٔ -7‬الامر الذي يفسح املجال للمدين بأن يحول الالام امللقى ع‪h‬ى عاتقه إ‪-‬ى مدين آخر‬
‫والدائن بإمكانه أن يحول حقه إ‪-‬ى غ‪Ct‬ﻩ كما ‪M‬ي حوالة الحق‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬ذنا‪ ،‬املختار عطار‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -8‬وهو التعريف الذي أوردﻩ ٔالاستاذ مامون الكزبري رحمه ﷲ ‪M‬ي كتابه نظرية الالامات ‪M‬ي‬
‫ضوء قانون الالامات والعقود املغربي‪ ،‬الجزء ٔالاول‪ ،‬مصادر الالامات‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪-7-‬‬
‫جهة‪ ،‬أيسر وأسرع عن طريق حوالة الحق أو حوالة الدين وهو ما‬
‫تتطلبه النظم الاقتصادية الحديثة‪ ،‬كما أنه من جهة أخرى يجوز‬
‫تصور وجود الام دون دائن مع‪t‬ن أثناء نشوئه مثل الوعد بجائزة‪،‬‬
‫كما يجوز الاش‪C‬اط ملصلحة شخص غ‪ Ct‬موجود وقت الاش‪C‬اط كأن‬
‫يؤمن شخص ع‪h‬ى حياته ملصلحة أوالدﻩ الذين سيولدون له ‪M‬ي‬
‫املستقبل‪.‬‬
‫ع‪h‬ى ضوء التطور الذي عرفته النظم القانونية يمكن تعريف‬
‫الالام بأنه‪'' :‬حالة قانونية يلم بمقتضاها شخص مع‪t‬ن بنقل حق‬
‫عي€‪ i‬أو القيام بعمل أو الامتناع عن عمل''‪ .9‬وهذا التعريف يسمح‬
‫بأن يكون الدائن غ‪ Ct‬مع‪t‬ن وقت نشوء الالام ما دام أنه قابل‬
‫للتعي‪t‬ن‪ ،‬كما يكفل له ال‪È‬عة املادية الحديثة بإشارته إ‪-‬ى عنصر‬
‫املسؤولية إ‪-‬ى جانب عنصر املديونية‪.‬‬
‫]‪ Ý]ˆjÖ÷]“ñ^’}VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫بتأملنا ملفهوم الالام نجدﻩ ينصب ع‪h‬ى حق ذو قيمة مالية وله‬
‫الخصائص التالية‪:‬‬
‫أوال‪-‬الال('ام واجب قانوني‬
‫جوهر الالام أن يكون املدين ملما بعمل ‪ijÉ‬ء‪ ،‬أو باالمتناع‬
‫عن عمل ‪ijÉ‬ء‪ .‬فااللام إذن واجب قانوني يكفل القانون اح‪C‬امه‬

‫‪ -9‬عبد الرزاق أحمد الس‰‪F‬وري‪ ،‬الوسيط ‪M‬ي شرح نظرية الالام بوجه عام‪ ،‬الجزء ٔالاول‪،‬‬
‫دار النشر للجامعات املصرية ‪ ،1952‬ص ‪.111‬‬
‫‪-8-‬‬
‫لفائدة صاحب الحق بحيث إذا لم يقم املدين بتنفيذ الامه اختيارا‬
‫يكون للدائن إجبارﻩ ع‪h‬ى الوفاء بااللام‪.‬‬
‫هذا ويقتصر الالام ع‪h‬ى الواجب القانوني‪10‬دون غ‪Ct‬ﻩ من‬
‫الواجبات ٔالاخرى الغ‪ Ct‬قانونية كما هو الشأن بالنسبة للواجبات‬
‫ٔالاخالقية والدينية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬الال('ام واجب قانوني يقع ع‪S‬ى شخص مع‪O‬ن‬
‫تتطلب هذﻩ الخاصية تواجد شخص مع‪t‬ن يتحمل ‪Fz‬ذا الالام‬
‫وقت نشوئه وهو املدين‪ .‬فاملدين يجب أن يكون معينا إذ أن الالام‬
‫يرتبط بشخص مع‪t‬ن بذاته وهو ما يم‪t‬ﻩ عن الواجب القانوني العام‪،‬‬
‫والذي مقتضاﻩ أن يمتنع كل شخص عن القيام بأعمال من شأ‪Fº‬ا‬
‫منع صاحب الحق من الانتفاع بحقه أو ٕالاضرار بالغ‪ ،Ct‬ومثاله‬
‫الواجب العام السل¨‪ i‬امللقى ع‪h‬ى الناس كافة بالنسبة ملالك ال‪ijÊ‬ء‬
‫وهذا ع‪h‬ى خالف ما هو حاصل ‪M‬ي الالام حيث نجد مدينا معينا من‬
‫أول ٔالامر ملما نحو دائن مع‪t‬ن أو قابل للتعي‪t‬ن‪ ،‬ذلك أن الدائن‬
‫يتصور عدم وجودﻩ أو عدم تعيينه عند نشوء الالام‪ ،‬إذ يكفي أن‬
‫يكون قابال للتعي‪t‬ن ‪M‬ي املستقبل كما لو أمن شخص ع‪h‬ى حياته‬
‫ملصلحة ورثته‪ ،‬فإن شركة التأم‪t‬ن تتحمل بااللام بأداء مبلغ التأم‪t‬ن‬

‫‪ -10‬هناك واجبات قانونية ال تتضمن الامات باملع€Š الحقيقي إذ ال تنشأ إال ‪M‬ي جانب واحد‬
‫دون أن يقابلها حق بحيث ال تتوفر قو]‪F‬ا امللزمة ع‪h‬ى سلطة تمنح للشخص الذي أنشأت‬
‫هذﻩ الواجبات لصالحه‪.‬‬
‫أنظر عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪.43 ،‬‬
‫‪-9-‬‬
‫‪M‬ي حالة وفاته‪ ،‬غ‪ Ct‬أن الدائن ‪Fz‬ذا الالام وهم الورثة غ‪ Ct‬معين‪t‬ن‬
‫عند إبرام عقد التأم‪t‬ن‪ ،‬فهم ال يعينون إال عند وفاة املؤمن له‪ ،‬غ‪Ct‬‬
‫أنه رغم عدم تعي‪t‬ن الدائن فإننا تكون بصدد الام واقع ع‪h‬ى شخص‬
‫مع‪t‬ن بذاته ملصلحة شخص سيع‪t‬ن فيما بعد‪ .‬أما ‪M‬ي الواجب‬
‫القانوني العام فاملدين كل شخص والدائن كل شخص ال يحصل‬
‫تعي‪t‬ن أحدهما إال ح‪t‬ن ٕالاخالل بذلك الواجب العام‪ .‬وحينئذ فقط‬
‫يتحول الواجب إ‪-‬ى الام يكون كل من الدائن واملدين فيه معينا‪،‬‬
‫فالواجب القانوني بعدم ٕالاضرار بالغ‪ Ct‬هو واجب ع‪h‬ى كل شخص‬
‫مقرر ملصلحة كل شخص الدائن فيه غ‪ Ct‬مع‪t‬ن واملدين فيه غ‪ Ct‬مع‪t‬ن‬
‫وال يحصل تعيي‰‪F‬ما إال ح‪t‬ن ٕالاخالل بذلك الواجب السل¨‪ i‬العام‪،‬‬
‫واجب عدم ٕالاضرار بالغ‪ Ct‬حيث نكون عندئذ بصدد املسؤولية‬
‫التقص‪Ct‬ية عن الفعل الضار‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الال('ام واجب ذو قيمة مالية‬
‫الالامات ليست ذات طبيعة واحدة فهناك الالامات املالية‬
‫وهناك الامات غ‪ Ct‬مالية أي أعمال ال تخضع للتقويم‪ ،‬وعليه فإن‬
‫املقصود بأن الالام ين‪ ÌjÊ‬حقا ذو قيمة مالية هو أن الالام يرادف‬
‫الحق الشخ‪ ijÄ‬أي أن يكون محل الالام شيئا قابال للتقويم‪.11‬‬
‫وبتعب‪ Ct‬أوضح فإن ٔالاداء الذي يتكون منه محل الالام يجب أن‬
‫يكون ذا طبيعة مالية أي قابال للتقويم الاقتصادي‪ .‬وهذا ٔالاداء قد‬
‫يكون نقل حق إ‪-‬ى الدائن كما هو الحال ‪M‬ي الام البائع قبل املش‪C‬ي‪،‬‬

‫‪ -11‬ذنا‪ ،‬املختار عطار‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪- 10 -‬‬
‫وقد يكون القيام بعمل ال يتضمن نقل حق مثل الالام بإصالح ‪ijÉ‬ء‬
‫مملوك للدائن‪ ،‬وأخ‪Ct‬ا قد يكون ٔالاداء املطلوب من املدين عبارة عن‬
‫امتناع املدين عن عمل مع‪t‬ن كان يجوز له القيام به لو لم يوجد‬
‫الالام‪ ،‬وذلك مثل امتناع تاجر عن منافسة تاجر آخر‪ .‬ففي هذﻩ‬
‫الحالة ومثلها يجب أن يكون ٔالاداء املطلوب من املدين ماليا‪ ،‬أي ما‬
‫يمكن تقويمه وتقديرﻩ بالنقود‪ ،‬أما إذا كان املطلوب من املدين مما ال‬
‫يمكن تقويمه وتقديرﻩ بالنقود‪ ،‬فإننا ال نكون بصدد الام باملع€Š‬
‫املقصود ‪M‬ي قانون الالامات والعقود‪.12‬‬
‫وعليه فإن واجب الزوجة ‪M‬ي طاعة زوجها‪ ،‬وواجب الزوج ‪M‬ي‬
‫اح‪C‬ام زوجته‪ ،‬وواجب املوظف الذي يفرض عليه أداء عمله بصدق‬
‫وأمانة ‪¤‬ي واجبات قانونية ال تشكل الاما باملع€Š الحقيقي وذلك‬
‫لتخلف شرط مالية ٔالاداء‪.‬‬
‫ولعل السبب ‪M‬ي اش‪C‬اط أن يكون ٔالاداء ماليا ح{Š يكون‬
‫الواجب القانوني الاما باملع€Š الحقيقي يكمن ‪M‬ي كون املشرع نظم‬
‫العالقات املالية وأوكل للمبادرة الفردية تنظيم هذﻩ العالقات سواء‬
‫بالعقد أو التصرف القانوني بإرادة منفردة مع سنه قواعد قانونية‬
‫آمرة لكل ماله صلة بالنظام العام‪M ،‬ي ح‪t‬ن لم ي‪C‬ك للمبادرة الفردية‬
‫تنظيم العالقات غ‪ Ct‬املالية ال{‪ i‬رآها جديرة بالحماية بل استأثر هو‬
‫بتنظيمها وأنشأ لها ب‪t‬ن ٔالافراد واجبات قانونية ذات مضمون غ‪ Ct‬ما‪-‬ي‬

‫‪ -12‬ذنا‪ ،‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬دروس ‪M‬ي النظرية العامة لاللامات‪ ،‬الجزء ٔالاول‪ ،‬مصادر‬
‫الالامات‪ ،‬العقد‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫وال{‪ i‬ال تعت‪ CD‬مع ذلك الامات باملع€Š الحقيقي وذلك لتخلف شرط‬
‫مالية ٔالاداء‪.‬‬
‫]‪ 允^’ÚæÝ]ˆjÖ÷]Å]çÞ_VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫ينقسم الالام إ‪-‬ى عدة أنواع وذلك حسب املعيار املعتمد ‪M‬ي‬
‫تقسيم الالامات‪ ،‬ف¦‪ i‬تنقسم من حيث مصدر نشوء الالام إ‪-‬ى‬
‫الامات إرادية وأخرى غ‪ Ct‬إرادية‪ ،‬كما تنقسم من حيث محلها إ‪-‬ى‬
‫الام بعمل‪ ،‬أو بامتناع عن عمل أو الام بإعطاء‪ ،‬وينقسم الالام‬
‫من حيث مضمونه إ‪-‬ى الام بتحقيق نتيجة والالام ببذل عناية‪.‬‬
‫وينقسم كذلك إ‪-‬ى الام شخ‪ ijÄ‬والام عي€‪ ،i‬فضال عن بروز أنواع‬
‫جديدة من الالامات ال{‪ i‬نص عل©‪F‬ا املشرع ‪M‬ي أنظمة خاصة ببعض‬
‫العقود أهمها الالام باإلعالم‪ ،‬وسنتناول أهم أنواع هذﻩ الالامات‬
‫‪M‬ي فقرة أو‪-‬ى ع‪h‬ى أن نخصص الفقرة الثانية لدراسة مصادر الالام‪.‬‬
‫]‪ Ý]ˆjÖ÷]Å]çÞ_V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫كما سبق القول فإن الالام ينقسم حسب مصدر نشوئه إ‪-‬ى‬
‫الام إرادي وآخر غ‪ Ct‬إرادي‪ ،‬كما ينقسم من حيث محله ومضمونه‬
‫إ‪-‬ى عدة أنواع وهو ما سنتناوله ع‪h‬ى الشكل التا‪-‬ي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الال('امات ٕالارادية والال('امات غ‪ٕ XO‬الارادية‬
‫تنقسم الالامات من حيث مصدرها إ‪-‬ى الامات إرادية‬
‫وأخرى غ‪ Ct‬إرادية‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫أ‪-‬الال('امات ٕالارادية‪:‬‬
‫‪¤‬ي ال{‪ i‬تنشأ إما بتوافق إرادت‪t‬ن أي من ٕالارادة املش‪C‬كة‬
‫للدائن واملدين وهو ما يطلق عليه الالام التعاقدي‪ ،‬أو تنشأ بإرادة‬
‫منفردة حيث ال نكون أمام تصرف قانوني بإرادت‪t‬ن وإنما تصرف‬
‫قانوني بإرادة منفردة كالوعد بجائزة‪.‬‬
‫ب‪-‬الال('امات غ‪ٕ XO‬الارادية‪:‬‬
‫‪¤‬ي الامات ال دخل لإلرادة ‪M‬ي نشو‪FO‬ا‪ ،‬أي أ‪Fº‬ا ت‪C‬تب خارج‬
‫نطاق إرادة امللم كمسؤولية ٕالانسان التقص‪Ct‬ية عن فعله الشخ‪ijÄ‬‬
‫أو مسؤوليته التقص‪Ct‬ية عن ٔالاشياء ال{‪ i‬تكون تحت حراسته‪ ،‬أو كأن‬
‫ي‪C‬ي شخص ع‪h‬ى حساب غ‪Ct‬ﻩ دون وجه حق‪ ،‬أو ينتفع ٕالانسان من‬
‫عمل غ‪Ct‬ﻩ كالفضو‪-‬ي الذي يأتي شأنا مستعجال يعود لغ‪Ct‬ﻩ دون أن‬
‫يكون مأمورا أو م‰‪F‬يا عن إتيانه‪.13‬ففي كل هذﻩ الصور نكون أمام‬
‫الامات قانونية باملع€Š الواسع ناشئة مباشرة عن القانون‪ .‬فعندما ال‬
‫تكون إرادة املدين ‪¤‬ي ال{‪ i‬أنشأت الالام فإن املشرع هو الذي‬
‫ينشئه‪ ،‬فيحدد دائنا وآخر مدينا‪ .‬بل إن القانون قد ين‪ ÌjÊ‬الالام‬
‫دون أن يكون ثمة فعل إيجابي أو سل¨‪ i‬من جانب املدين أي رغم‬
‫إرادته ومثاله الالام بالنفقة والام الخاضع‪t‬ن للنظام الضري¨‪ i‬بأداء‬
‫الضريبة حيث نكون أمام الامات قانونية باملع€Š الضيق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الال('ام بإعطاء والال('ام بعمل أو باالمتناع عن عمل‬

‫‪ -13‬بخصوص ٕالاثراء بال سبب كمصدر من مصادر الالام – انظر أستاذنا مختار العطار‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫‪M‬ي هذا النوع من الالامات إما أن نكون بصدد الام إيجابي‬
‫والذي يكون فيه ٔالاداء الواجب ع‪h‬ى املدين القيام به إيجابيا وهو‬
‫حالة الالام بإعطاء والالام بعمل‪ ،‬وإما الام سل¨‪ i‬يمتنع فيه ع‪h‬ى‬
‫املدين القيام بعمل مع‪t‬ن‪.‬‬
‫أ‪-‬الال('ام بإعطاء‪:‬‬
‫وهو من الالامات ٕالايجابية ومضمونه الام بإنشاء أو نقل‬
‫حق عي€‪ i‬سواء كان الحق العي€‪ i‬أصليا كحق امللكية أو كان تبعيا‬
‫كحق الرهن‪ ،‬وسواء تعلق الحق العي€‪ i‬بعقار أو منقول‪ .‬ومثال الام‬
‫املدين بإنشاء حق عي€‪ i‬ع‪h‬ى ‪ijÉ‬ء الام املالك بإنشاء حق ارتفاق‬
‫ع‪h‬ى عقارﻩ لفائدة شخص آخر‪ ،‬أو الامه بإنشاء رهن ع‪h‬ى عقارﻩ‬
‫لفائدة دائنه‪.‬‬
‫أما الام املدين بنقل حق عي€‪ ،i‬فيختلف حكمه بحسب ما‬
‫إذا كان موضوعه نقل منقول أم نقل عقار‪ .‬فإذا كان موضوع الالام‬
‫عقارا وجبت التفرقة ب‪t‬ن العقار املحفظ والعقار غ‪ Ct‬املحفظ‪ .‬إذ ‪M‬ي‬
‫العقار املحفظ ال ينشأ الحق وال ينقل سواء فيما ب‪t‬ن الطرف‪t‬ن أو ‪M‬ي‬
‫مواجهة الغ‪ Ct‬إال بتسجيله ‪M‬ي السجل العقاري باملحافظة العقارية‪،14‬‬
‫أما إذا كان العقار غ‪ Ct‬محفظ فتنتقل ملكية ال‪ijÊ‬ء املبيع إ‪-‬ى املش‪C‬ي‬

‫‪ -14‬أنظر ‪M‬ي هذا الصدد مقتضيات الفصل‪t‬ن ‪ 66‬و‪ 67‬من الظه‪ Ct‬الشريف الصادر ‪M‬ي ‪9‬‬
‫رمضان ‪ 12 1331‬أغسطس ‪ 1913‬املتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم تغي‪Ct‬ﻩ وتتميمه‬
‫بالقانون رقم ‪ 14-07‬الصادر بتنفيذﻩ الظه‪ Ct‬الشريف رقم ‪ 1-11-177‬بتاريخ ‪ 25‬من ذي‬
‫الحجة ‪ 22) 1432‬نوفم‪ (2011 CD‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪1432‬‬
‫)‪ 24‬نوفم‪.(2011 CD‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫بمجرد أن يتم البيع كتابة ‪M‬ي محرر ثابت التاريخ‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه ال يكون له‬
‫أثر ‪M‬ي مواجهة الغ‪ Ct‬إال إذا سجل ‪M‬ي الشكل املحدد بمقت’‪ Šj‬القانون‬
‫)املقصود هنا التسجيل لدى إدارة التسجيل وليس املحافظة العقارية‬
‫كما هو الشأن ‪M‬ي العقار املحفظ(‪.‬‬
‫وإذا كان موضوع الام املدين يتعلق بحق عي€‪ i‬ع‪h‬ى منقول‬
‫مع‪t‬ن بذاته فإن هذا الحق موضوع الالام ينتقل فور نشوء هذا‬
‫ٔالاخ‪ Ct‬إذا أمكن تنفيذﻩ بمجرد انعقاد العقد‪ ،‬أما إذا كان الالام‬
‫يتعلق بنقل حق عي€‪ i‬ع‪h‬ى منقول غ‪ Ct‬مع‪t‬ن سوى بنوعه‪ ،‬فال ينقل‬
‫الحق إال بإفراز هذا املنقول‪.15‬‬
‫ب‪-‬الال('ام بعمل‪:‬‬
‫قد يكون الام املدين منصبا ع‪h‬ى القيام بعمل مع‪t‬ن ملصلحة‬
‫الدائن‪ ،‬فهو كل نشاط مادي أو معنوي يتع‪t‬ن ع‪h‬ى املدين القيام به‬
‫ملصلحة الدائن وال يكون من شأنه نقل حق ملكية أو إنشاء حق عي€‪i‬‬
‫آخر‪ ،16‬ومثاله الام املحامي بالدفاع عن موكله‪ ،‬والام املقاول‬
‫بتشييد البناء والام ٔالاج‪ Ct‬بالقيام بالعمل املتفق عليه مع مشغله‪.‬‬
‫ج‪-‬الال('ام باالمتناع عن عمل‬
‫هو الام سل¨‪ i‬يمتنع فيه ع‪h‬ى املدين القيام بعمل مع‪t‬ن كان‬
‫يجوز له القيام به لوال وجود الالام مثل الام ممثل باالمتناع عن‬
‫التمثيل لدى شركة غ‪ Ct‬الشركة ال{‪ i‬تعاقد معها‪ ،‬والام التاجر‬

‫‪ -15‬أنظر ‪M‬ي هذا الصدد أستاذنا عبداللطيف خالفي‪ ،‬م‪.‬س‪.21 ،‬‬


‫‪ -16‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬ص ‪.135-134‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫باالمتناع عن فتح محل منافس لتاجر آخر ‪M‬ي منطقة معينة‪ ،‬والام‬
‫ٔالاج‪ Ct‬بعدم منافسة مشغله بعد ان‪FG‬اء عقد شغله‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الال('ام بتحقيق نتيجة والال('ام ببذل عناية‬
‫وكذلك ينقسم الالام من حيث محله إ‪-‬ى الام بتحقيق‬
‫نتيجة والام ببذل عناية أو بوسيلة‪.‬‬
‫أ‪-‬الال('ام بنتيجة‬
‫هو أك‪ C‬الالامات عددا والجاري ‪Fz‬ا العمل‪ ،‬وفيه يكون‬
‫الشخص مدينا بتحقيق نتيجة ومثاله الام الناقل بتوصيل راكب أو‬
‫بضاعة إ‪-‬ى مكان محدد و‪M‬ي ميعاد متفق عليه‪ ،‬والام املقاول الذي‬
‫يتعهد بإقامة بناء‪ ،‬والام البائع بنقل امللكية وتسليم ال‪ijÊ‬ء املبيع‪،‬‬
‫والام املستأجر برد ال‪ijÊ‬ء املؤجر بعد ان‪FG‬اء مدة ٕالايجار‪ .‬ففي هذﻩ‬
‫الالامات وأمثالها تكون النتيجة مقصودة بذا]‪F‬ا وال يكون النشاط‬
‫الذي يبذله املدين لتحقيق النتيجة إال مجرد وسيلة ليست ‪¤‬ي محل‬
‫الالام‪ .‬فإذا لم تتحقق النتيجة كان املدين مسؤوال حيث يسمح ذلك‬
‫باف‪C‬اض الخطأ ‪M‬ي جانبه دون حاجة إ‪-‬ى قيام الدائن بإثباته‪ .‬وال‬
‫يتحلل من املسؤولية إال إذا أثبت أن ثمة سببا أجنبيا هو الذي حال‬
‫دون تحقيق النتيجة‪.‬‬
‫ب‪-‬الال('ام ببذل عناية‬
‫الالام ببذل عناية أو بوسيلة يكون محل الالام فيه ليست‬
‫النتيجة بل النشاط الذي يجب عليه أن يبذله والذي يؤدي عادة إ‪-‬ى‬
‫تحقيق النتيجة املقصودة‪.‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫ومثاله الام الطبيب‪ ،‬فهو ال يلم بشفاء املريض وإنما يلم‬
‫ببذل العناية الدقيقة واليقظة املطابقة لألسس العلمية املستقرة‪.‬‬
‫وبتعب‪ Ct‬آخر فإن محل الام الطبيب ليس هو الشفاء وإنما العناية‬
‫ال{‪ i‬يجب أن يبذلها الطبيب ‪M‬ي عالج املريض‪.‬‬
‫ج‪-‬الفائدة من هذا التقسيم‬
‫تجدر ٕالاشارة إ‪-‬ى أن أهمية تقسيم الالام إ‪-‬ى الام بتحقيق‬
‫نتيجة والام ببذل عناية تتج‪h‬ى ‪M‬ي مجال ٕالاثبات عند عدم التنفيذ‪،‬‬
‫أي ‪M‬ي تحديد من يكون عليه عبء ٕالاثبات هل هو الدائن أم املدين‪.‬‬
‫ففي الالام بوسيلة أو ببذل عناية كالام الطبيب نحو‬
‫املريض‪ ،‬كان لغلبة تدخل الاحتمال ‪M‬ي النتيجة ال{‪FÓ i‬دف إل©‪F‬ا هذا‬
‫النوع من الالام أن الخطأ ال يف‪C‬ض ‪M‬ي جانب املدين بذلك الالام‬
‫عند عدم تحقق النتيجة وما ع‪h‬ى الدائن إال أن يثبت أن املدين أخل‬
‫ببذل العناية الواجبة وال يكفيه أن يثبت أن النتيجة ال{‪ i‬كان‬
‫يس‪FG‬دف الوصول إل©‪F‬ا لم تتحقق‪.‬‬
‫أما ‪M‬ي الالام بنتيجة فاألمر ع‪h‬ى خالف ما تقدم‪ ،‬إذ يكفي‬
‫للدائن إلثبات عدم التنفيذ من طرف املدين أن يثبت أن النتيجة‬
‫املتفق عل©‪F‬ا لم تتحقق‪ .‬فأمام قلة نصيب الاحتمال ‪M‬ي تحقق النتيجة‬
‫أو عدم تحققها جاز اف‪C‬اض الخطأ ‪M‬ي جانب املدين عند عدم تحقق‬
‫النتيجة‪ .‬ومثال ذلك الام البائع بنقل امللكية وتسليم ال‪ijÊ‬ء املبيع‬
‫إ‪-‬ى املش‪C‬ي‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫رابعا‪:‬الال('ام املدني والال('ام الطبي‪j‬ي‬
‫ينقسم الالام من حيث قوته إ‪-‬ى الام مدني وآخر طبي‪Ô‬ي‬
‫أ‪-‬الال('ام املدني‬
‫فهو الذي يجوز معه للدائن عند عدم تنفيذ املدين لاللام‬
‫إجبارﻩ عن طريق القضاء ع‪h‬ى الوفاء به وتنفيذ ما الم به بعينه أو‬
‫بمقابل‪ ،‬والالام ‪M‬ي هذﻩ الصورة يستجمع عنصري املديونية‬
‫واملسؤولية‪ .‬ويقصد بعنصر املديونية الواجب الذي ع‪h‬ى عاتق املدين‬
‫القيام به ملصلحة الدائن بحيث إذا و‪M‬ى ما بذمته تنق’‪ ij‬املديونية‬
‫وينق’‪ ij‬الالام برمته دون أن يتحرك عنصر املسؤولية‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يقم املدين بتنفيذ الامه فإن عنصر املسؤولية يتحرك ع‪ CD‬إجبار‬
‫املدين ع‪h‬ى التنفيذ‪ .‬فاملسؤولية ع‪h‬ى هذا النحو تكمن ‪M‬ي ٕالاجبار الذي‬
‫يسمح للدائن بأن يج‪ CD‬املدين ع‪h‬ى الوفاء بالامه ع‪ CD‬املطالبة بحقه‬
‫قضاء‪.‬‬
‫ب‪-‬الال('ام الطبي‪j‬ي‬
‫ع‪h‬ى خالف الالام املدني الذي يستجمع عنصري املديونية‬
‫واملسؤولية فإن الالام الطبي‪Ô‬ي ال يتوفر ع‪h‬ى عنصر املسؤولية‬
‫بحيث ال يستطيع الدائن به إجبار املدين ع‪h‬ى الوفاء ‪Fz‬ذا الالام عن‬
‫طريق القضاء‪ .‬غ‪ Ct‬أن املدين إذا و‪M‬ى الدين اختيارا‪ ،‬فإن وفاءﻩ يكون‬
‫صحيحا وال يجوز له املطالبة باس‪C‬داد ما وفاﻩ‪ .‬وهكذا فإن القانون ال‬
‫يوفر سوى حماية ناقصة وغ‪ Ct‬مباشرة لهذا الالام‪ ،‬ف¦‪ i‬حماية‬
‫ناقصة ألن القانون ال يعطي الدائن ‪Fz‬ذا الالام أي دعوى ليج‪Fz CD‬ا‬
‫‪- 18 -‬‬
‫املدين ع‪h‬ى التنفيذ إال إذا تعهد املدين بالتنفيذ‪ .‬و‪¤‬ي حماية غ‪Ct‬‬
‫مباشرة ألن القانون ال يعطي الدائن ‪Fz‬ذا التنفيذ إال مجرد دفع بعدم‬
‫جواز اس‪C‬داد ما وفاﻩ املدين اختيارا‪ .17‬ومثال ذلك الدائن الذي‬
‫يسقط حقه بالتقادم وإن كان من حقه اللجوء إ‪-‬ى القضاء للمطالبة‬
‫به‪ ،‬فإنه ال يستطيع إجبار املدين ع‪h‬ى تنفيذ الامه م{Š دفع املدين‬
‫بالتقادم‪ .‬غ‪ Ct‬أن املدين إذا قام بتنفيذ الامه بإرادته فإنه لن يكون‬
‫باستطاعته اس‪C‬داد ما أداﻩ بدعوى جهله بواقعة التقادم وأنه أدى‬
‫دينا سقط بالتقادم ولم يعد مج‪CD‬ا ع‪h‬ى الوفاء به‪ ،‬فمثل هذا الالام‬
‫يصبح الاما طبيعيا يكون الوفاء به صحيحا وال يجوز للمدين‬
‫املطالبة باس‪C‬داد ما وفاﻩ اختيارا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الال('ام أو الحق الشخ‪ lop‬والحق العي‪lm‬‬
‫رأينا سابقا أن الالام إذا نظرنا إليه من جانب الدائن‪ ،‬يسمŠ‬
‫حقا والالام أو الحق الشخ‪ ijÄ‬كما نعلم هو رابطة قانونية ب‪t‬ن‬
‫شخص‪t‬ن أحدهما دائن وٓالاخر مدين ي‪C‬تب بمقتضاها ع‪h‬ى الطرف‬
‫املدين اتجاﻩ الطرف الدائن نقل حق عي€‪ i‬أو القيام بعمل أو امتناع‬
‫عن عمل‪ ،‬وهو ‪Fz‬ذﻩ الصورة يتطلب توافر ثالثة عناصر و‪¤‬ي‪ :‬دائن‬
‫صاحب الحق‪-‬مدين ملم به‪ ،‬وإعطاء ‪ijÉ‬ء أو عمل يكون محال لهذا‬
‫الالام أو الحق‪ .‬والحق الشخ‪ ijÄ‬ع‪h‬ى هذا النحو يعت‪ CD‬حقا نسبيا‬
‫بحيث أن الدائن ال يستطيع الاحتجاج به إال اتجاﻩ املدين الذي الم‬
‫بأداء هذا الحق‪.‬‬

‫‪ -17‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.192‬‬


‫‪- 19 -‬‬
‫أما الحق العي€‪ i‬فهو سلطة مباشرة يمارسها شخص ع‪h‬ى ‪ijÉ‬ء‬
‫مع‪t‬ن تمكنه من الحصول ع‪h‬ى املنفعة املرجوة من هذا ال‪ijÊ‬ء بصورة‬
‫مباشرة ودون وساطة‪ .‬وعليه فإن الحق العي€‪ i‬وع‪h‬ى خالف الحق‬
‫الشخ‪ ijÄ‬ال يتطلب وجود ثالث عناصر بل عنصرين فقط هما‬
‫صاحب الحق و‪ijÉ‬ء محل هذا الحق كما أن الحق العي€‪ i‬هو حق‬
‫مطلق يخول صاحبه الاحتجاج به تجاﻩ الكافة حيث يمنحه حق‬
‫التتبع أي تتبع ال‪ijÊ‬ء واس‪C‬دادﻩ من يد الشخص الذي انتقلت‬
‫حيازته إليه‪ ،‬كما يمنحه حق ٔالافضلية الذي يجعله مقدما ع‪h‬ى أي‬
‫إ‪-‬ى شخص يتوفر ع‪h‬ى مجرد حقوق شخصية ‪M‬ي استيفاء حقه‪،‬‬
‫فالدائن صاحب الحق العي€‪ i‬كالرهن الرسم‪ i‬يقدم ع‪h‬ى سائر‬
‫الدائن‪t‬ن العادي‪t‬ن ذوي الحقوق الشخصية ‪M‬ي استيفاء حقه باألولوية‪.‬‬
‫هذا ويكون الحق العي€‪ i‬أصليا أو تبعيا‪ ،‬أما الحق العي€‪i‬‬
‫ٔالاص‪h‬ي فهو الحق الذي يقوم بذاته من غ‪ Ct‬حاجة إ‪-‬ى أي حق يستند‬
‫إليه‪.18‬‬
‫أما الحق العي€‪ i‬التب‪Ô‬ي فهو الحق الذي ال يقوم بذاته وإنما‬
‫يستند ‪M‬ي قيامه ع‪h‬ى وجود حق شخ‪ ،ijÄ‬ويكون ضمانا للوفاء به‪.‬‬
‫والحقوق العينية التبعية ‪¤‬ي الامتيازات باعتبارها حجة ع‪h‬ى الناس‬
‫‪19‬‬
‫كافة‪ ،‬والرهن الحيازي والرهون الرسمية‪.‬‬

‫‪ -18‬وهو ما نص عليه املشرع املغربي ‪M‬ي املادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 39-08‬املتعلق بمدونة‬
‫الحقوق العينية ج ر عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نوفم‪.2011 CD‬‬
‫‪ -19‬املادة ‪ 10‬من مدونة الحقوق العينية‪.‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫ونظرا ألهمية السلط ال{‪ i‬تخولها الحقوق العينية ألصحا‪Fz‬ا‬
‫باعتبارها حجة ع‪h‬ى الناس كافة‪ ،‬فقد عددها املشرع ع‪h‬ى سبيل‬
‫الحصر‪ .‬بل ذهب ‪M‬ي املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 39-08‬املتعلق‬
‫بمدونة الحقوق العينية إ‪-‬ى حد التنصيص ع‪h‬ى أنه‪" :‬ال يجوز إنشاء‬
‫أي حق عي€‪ i‬آخر إال بقانون" فالحقوق العينية تعت‪ CD‬من النظام‬
‫العام وأن القانون هو الذي يحددها وينظم مداها وقيودها دون أي‬
‫دخل إلرادة ٔالافراد ‪M‬ي هذا الشأن‪ .‬فإذا كان مبدأ سلطان ٕالارادة هو‬
‫السائد ‪M‬ي مجال العقود والحقوق الشخصية‪ ،‬فإنه ‪M‬ي الحقوق‬
‫العينية يقل دور ٕالارادة الخاصة لألفراد‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الال('ام الشخ‪ lop‬والال('ام العي‪lm‬‬
‫يم‪ t‬الفقه ب‪t‬ن الالام الشخ‪ ijÄ‬والالام العي€‪ ،i‬فااللام‬
‫الشخ‪ ijÄ‬كما سبق القول هو عالقة ب‪t‬ن شخص‪t‬ن أحدهما دائن‬
‫وٓالاخر مدين يجب بمقتضاﻩ أن يقوم املدين بإعطاء ‪ijÉ‬ء أو بعمل أو‬
‫بامتناع عن عمل لصالح الدائن‪ ،‬أما الالام العي€‪ i‬فهو أداء يجب أن‬
‫يقوم به شخص بسبب أنه مالك ل‪ijÊ‬ء أو صاحب حق عي€‪ i‬عليه‪،‬‬
‫أي أن الالام العي€‪ i‬ال يلحق الشخص بصفته الشخصية بل‬
‫باعتبارﻩ مالكا ل‪ijÊ‬ء أو صاحب حق عي€‪ i‬عليه‪.‬‬
‫ومثاله الام مالك العقار املرتفق به بالقيام باألعمال الالزمة‬
‫الستعمال حق الارتفاق واملحافظة عليه ما دام مالكا لهذا العقار‪،‬‬
‫وكذا الام املالك ‪M‬ي نظام امللكية املش‪C‬كة للعقارات املبنية‬
‫باملساهمة ‪M‬ي نفقات صيانة ٔالاجزاء املش‪C‬كة باعتبارﻩ مالكا لشقته‪.‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫أما الخاصية الثانية ال{‪ i‬تم‪ t‬الالام العي€‪ i‬فتكمن ‪M‬ي كونه‬
‫ينتقل بانتقال ال‪ijÊ‬ء بصرف النظر عن الطريقة ال{‪ i‬انتقل ‪Fz‬ا هذا‬
‫ال‪ijÊ‬ء أو الحق العي€‪ i‬الذي يرد ع‪h‬ى هذا ال‪ijÊ‬ء‪ .‬فالام مالك العقار‬
‫املرتفق به ينتقل إ‪-‬ى من تنتقل إليه ملكية العقار املرتفق‪ ،‬والالام‬
‫العي€‪ i‬الذي كان قائما ‪M‬ي ذمة صاحب الشقة ينتقل إذا باع شقته إ‪-‬ى‬
‫املالك الجديد بحيث يصبح هو امللم بنفقات الصيانة‪ .‬تلك إذن‬
‫خاصية يتم‪Fz t‬ا الالام العي€‪ i‬عن الالام العادي الشخ‪ ،ijÄ‬و‪¤‬ي‬
‫أن الالام العي€‪ i‬ينتقل إ‪-‬ى من حل محل املالك السابق أي الخلف‬
‫الخاص‪ ،‬أما ‪M‬ي الالام الشخ‪ ijÄ‬فإن الدين يتحمله املدين بصفته‬
‫الشخصية بحيث يكون جزءا من ذمته وال ينتقل منه إال إ‪-‬ى خلفه‬
‫العام دون خلفه الخاص‪ .‬وهكذا لو اش‪C‬ى مزارع بذورا أو آالت‬
‫زراعية الستغالل أرضه فإنه يظل ملما بصفة شخصية بأداء ثمن‬
‫البذور وٓالاالت ح{Š لو قام ببيع أرضه إ‪-‬ى الغ‪ ،Ct‬ذلك أن املش‪C‬ي‬
‫يظل أجنبيا عن عقد الشراء الذي أبرمه البائع‪ ،‬ويظل الام هذا‬
‫ٔالاخ‪ Ct‬بأداء الدين الذي ع‪h‬ى عاتقه قائما ‪M‬ي حقه وال ينتقل إال إ‪-‬ى‬
‫خلفه العام‪.‬‬
‫]‪ Ý]ˆjÖ÷]…^’ÚVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫أ‪-‬تعريف مصدر الال('ام‬
‫يقصد بمصدر الالام السبب القانوني املن‪ ÌjÊ‬له‪ .‬فالام‬
‫املتسبب ‪M‬ي الضرر بتعويض املتضرر مصدرﻩ العمل غ‪ Ct‬املشروع‪،‬‬
‫والام املش‪C‬ي بدفع الثمن مصدرﻩ عقد البيع الرابط ب‪t‬ن البائع‬
‫‪- 22 -‬‬
‫واملش‪C‬ي‪ ،‬والام الزوج باإلنفاق ع‪h‬ى زوجته مصدرﻩ القانون‪ ،‬والام‬
‫ٕالانسان بالحفاظ ع‪h‬ى الوسط الطبي‪Ô‬ي مصدرﻩ أنظمة قانونية بيئية‬
‫خاصة‪ ،‬والام من يوجه وعدا إ‪-‬ى الجمهور بدفع جائزة ملن يع‪ C‬ع‪h‬ى‬
‫‪ijÉ‬ء ضائع أو شخص مفقود مصدرﻩ إرادة الواعد املنفردة‪.‬‬
‫وتنقسم مصادر الالام حسب النظرية الحديثة إ‪-‬ى مصادر‬
‫إرادية وأخرى غ‪ Ct‬إرادية‪ .‬فالتصرفات القانونية سواء كانت من‬
‫جانب‪t‬ن كالعقد أو من جانب واحد مثل الوصية والوعد بجائزة ‪¤‬ي‬
‫مصادر إرادية‪ ،‬أما املصادر غ‪ٕ Ct‬الارادية ف¦‪ i‬ال{‪ i‬ال تتدخل إرادة‬
‫املدين ‪M‬ي نشوء الالام وتشتمل العمل غ‪ Ct‬املشروع وٕالاثراء بال سبب‬
‫والقانون ويطلق عل©‪F‬ا اسم الواقعة القانونية أي الواقعة ال{‪ i‬يرتب‬
‫عل©‪F‬ا القانون أثرا قانونيا ملجرد وقوعها دون اك‪C‬اث بعنصري ٕالارادة‬
‫أو بالنية ح{Š لو وجدتا‪.‬‬
‫هكذا فمصادر الالام عديدة ومتنوعة وقد عرف تصنيفها‬
‫وترتي‪FÛ‬ا تطورا تشريعيا مسايرة للنظريات الفقهية ال{‪ i‬تم تأصيلها ‪M‬ي‬
‫هذا الشأن‪.‬‬
‫ب‪-‬تصنيف مصادر الال('ام من الناحية التشريعية‬
‫‪M‬ي القانون الروماني كانت مصادر الالام ‪¤‬ي العقد والجريمة‪،‬‬
‫أما بالرجوع إ‪-‬ى قانون نابليون نجدﻩ اعتمد املصادر ال{‪ i‬قال ‪Fz‬ا‬
‫الفقيه ''بوتيه'' و‪¤‬ي العقد وشبه العقد‪ ،‬الجريمة وشبه الجريمة‪،‬‬
‫والقانون‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫فالعقد هو توافق إرادت‪t‬ن ع‪h‬ى إنشاء الام من الالامات مثل‬
‫عقد البيع الذي ين‪ ÌjÊ‬الامات ‪M‬ي ذمة طرفيه‪.‬‬
‫شبه العقد وهو عمل اختياري مشروع ينشأ عنه الام نحو‬
‫الغ‪ Ct‬مثال ذلك عمل الفضو‪-‬ي‪ .‬فهذا ٔالاخ‪ Ct‬يقوم مختارا بعمل‬
‫ملصلحة الغ‪ Ct‬دون سابق اتفاق بي‰‪F‬ما مما يجعله ملزما بإتمام العمل‪،‬‬
‫وي‪C‬تب ع‪h‬ى ذلك الام رب العمل بتعويض الفضو‪-‬ي عما أنفقه من‬
‫مصروفات‪.‬‬
‫الجريمة‪ ،‬وتع€‪ i‬الفعل الضار املتعمد الذي يلحق ضررا بالغ‪Ct‬‬
‫فينشأ عن هذا العمل الضار الام ‪M‬ي جانب فاعله بتعويض املتضرر‪.‬‬
‫شبه الجريمة‪ :‬أي الفعل الضار غ‪ Ct‬املتعمد الذي يلحق بدورﻩ‬
‫ضررا بالغ‪ Ct‬في‪C‬تب عنه الام محدث بالضرر بتعويض املتضرر‪.‬‬
‫القانون‪ ،‬ويعت‪M CD‬ي صور كث‪Ct‬ة مصدرا ملجموعة من الالامات‬
‫القانونية ومن أمثل‪FG‬ا الامات الجوار والالام بدفع الضرائب‬
‫والالام بالحفاظ ع‪h‬ى البيئة وغ‪Ct‬ها من الالامات ال{‪ i‬أفرد لها‬
‫املشرع نصوصا خاصة‪.‬‬
‫غ‪ Ct‬أن هذا التقسيم الذي اعتمدﻩ قانون نابليون تعرض‬
‫لالنتقاد‪ ،‬فقيل فيه أنه ناقص ألنه لم يذكر ٕالارادة املنفردة كمصدر‬
‫لاللام‪ ،‬كما انصب النقد ع‪h‬ى عبارة شبه العقد باعتبارها غ‪Ct‬‬
‫سليمة إذ تو‪Ü‬ي بأن الالامات شبه التعاقدية تنشأ من نظم شب©‪F‬ة‬
‫بالعقود‪ ،‬مع العلم أنه ليس هناك أي شبه ب‪t‬ن العقد وما يسمŠ‬
‫بشبه العقد‪ ،‬إذ ‪M‬ي شبه العقد ال يوجد أي رضاء‪ .‬فالام رب العمل‬

‫‪- 24 -‬‬
‫برد النفقات ال{‪ i‬أنفقها الفضو‪-‬ي مصدرﻩ ليس إراديا‪ ،‬ذلك أن رب‬
‫العمل يلم برد النفقات دون أن يصدر منه أي عمل إرادي وإنما هو‬
‫نتيجة فعل مادي يرتب عليه القانون آثارا قانونية بدون نظر إ‪-‬ى إرادة‬
‫امللم‪ ،‬فرب العمل باستفادته من العمل الذي قام به الفضو‪-‬ي دون‬
‫أن يرد له ما أنفقه من مصروفات يكون قد أثرى ع‪h‬ى حسابه بدون‬
‫وجه حق وبذلك فإن مصدر الالام ‪M‬ي هذﻩ الحالة هو ٕالاثراء بال‬
‫سبب‪.‬‬
‫وكذلك أخذ ع‪h‬ى التقسيم الخما‪ ijk‬أن فيه تزيد بذكرﻩ شبه‬
‫الجريمة إ‪-‬ى جوار الجريمة ألن كالهما فعل غ‪ Ct‬مشروع ين‪ ÌjÊ‬الاما‬
‫بتعويض الضرر الذي ترتب عنه‪ .‬فالشخص يسأل ال عن فعله‬
‫العمدي فحسب بل يسأل كذلك عن إهماله‪ ،‬وبذلك تكون ٓالاثار‬
‫القانونية واحدة ‪M‬ي الجريمة وشبه الجريمة‪.‬‬
‫ج‪-‬تصنيف مصادر الال('ام حسب قانون الال('امات والعقود‬
‫ينص الفصل ٔالاول من قانون الالامات والعقود املغربي ع‪h‬ى‬
‫أنه‪'' :‬تنشأ الالامات عن الاتفاقات والتصريحات ٔالاخرى املع‪CD‬ة عن‬
‫ٕالارادة وعن أشباﻩ العقود وعن الجرائم وعن أشباﻩ الجرائم"‬
‫وتطبيقا لهذا النص فإن مصادر الالام حسب التشريع املغربي‬
‫تصنف كالتا‪-‬ي‪:‬‬
‫‪-1‬الاتفاقات‪:‬‬
‫إن أول مصدر لاللام نص عليه املشرع بمقت’‪ Šj‬الفصل‬
‫ٔالاول من قانون الالامات والعقود ‪¤‬ي الاتفاقات أو العقود‪ .‬والعقد‬

‫‪- 25 -‬‬
‫هو توافق إرادت‪t‬ن أو أك‪ C‬ع‪h‬ى إنشاء الام أو نقله أو تعديله أو إلغائه‬
‫وبعبارة آخرى العقد هو تطابق إرادتي طرف‪t‬ن أو أك‪ C‬ع‪h‬ى إحداث أثر‬
‫قانوني‪.‬‬
‫‪-2‬التصريحات ٔالاخرى املع‪Xx‬ة عن ٕالارادة‬
‫يقصد بالتصريحات ٔالاخرى املع‪CD‬ة عن ٕالارادة‪ٕ ،‬الارادة املنفردة‬
‫لشخص واحد باعتبارها قادرة ع‪h‬ى إنشاء الالام‪ .‬والرأي السائد ‪M‬ي‬
‫الفقه والتشريعات املقارنة أن ٕالارادة املنفردة ليست كالعقد مصدرا‬
‫عاما وعاديا لاللام ٕالارادي وإنما ‪¤‬ي مصدر استثنائي ال يجوز إعماله‬
‫إال ‪M‬ي ٔالاحوال ال{‪ i‬نص ف©‪F‬ا القانون ع‪h‬ى اعتبارﻩ كذلك‪ .‬وبرجوعنا إ‪-‬ى‬
‫املقتضيات القانونية الواردة ‪M‬ي قانون الالامات والعقود يتضح بأن‬
‫هذا ٔالاخ‪ Ct‬أورد ٕالارادة املنفردة كمصدر الالام وبذلك تفادى العيب‬
‫الذي وقع فيه املشرع الفرن«‪M ij‬ي كونه لم يعتد باإلرادة املنفردة‬
‫كمصدر من مصادر الالام‪.‬‬
‫وهكذا تناول قانون الالامات والعقود التعب‪ Ct‬عن ٕالارادة‬
‫الصادرة من طرف واحد ‪M‬ي الفصول ‪ 17-16-15-14‬حيث نظم ف©‪F‬ا‬
‫أحكام الوعد بجائزة باعتبارها إحدى تطبيقات التصرفات الصادرة‬
‫عن إرادة منفردة‪ ،‬ونص ‪M‬ي الفصل ‪ 18‬ع‪h‬ى حكم عام مفادﻩ أن‪:‬‬
‫''الالامات الصادرة من طرف واحد تلزم من صدرت منه بمجرد‬
‫وصولها إ‪-‬ى علم امللم له''‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫‪ -3‬أشباﻩ العقود‬
‫استعمل قانون الالامات والعقود عبارة أشباﻩ العقود ال{‪i‬‬
‫اعتمدها القانون املدني الفرن«‪-ij‬واملنتقدة ع‪h‬ى النحو السابق بيانه‪-‬‬
‫للتعب‪ Ct‬عن حاالت ٕالاثراء بال سبب كمصدر من مصادر الالام‪ ،‬رغم‬
‫أنه حاول تجاوز هذا الخلط الذي من شأنه أن تو‪Ü‬ي عبارة شبه‬
‫العقد مع نظام العقد ح‪t‬ن استعمل ‪M‬ي الفصل ‪ 66‬من ق‪.‬ل‪.‬ع عبارة‬
‫ٕالاثراء بدون سبب بنصه ع‪h‬ى حكم عام مفادﻩ أن "من تسلم أو حاز‬
‫شيئا أو أية قيمة مما هو مملوك للغ‪ Ct‬بدون سبب ي‪CD‬ر هذا ٕالاثراء‬
‫الم بردﻩ ملن أثرى ع‪h‬ى حسابه"‪ .‬ثم تناول بعد ذلك تطبيقات نظرية‬
‫ٕالاثراء بال سبب حيث نظم أحكام الفضالة ودفع غ‪ Ct‬املستحق ‪M‬ي‬
‫الفصول ‪ 67‬إ‪-‬ى‪.76‬‬
‫‪-4‬الجرائم وأشباﻩ الجرائم‬
‫وهذا التصنيف الذي أوردﻩ املشرع املغربي للعمل غ‪ Ct‬املشروع‬
‫كمصدر من مصادر الالام ع‪h‬ى النحو الذي تبناﻩ القانون املدني‬
‫الفرن«‪ ij‬يبقى منتقدا ذلك أن التمي‪M t‬ي الفعل الضار ب‪t‬ن الجريمة‬
‫وشبه الجريمة بسبب توافر العمد أو انتفائه ال أهمية له ‪M‬ي إنشاء‬
‫الالام أو ‪M‬ي تحديد مداﻩ‪ ،‬ألن كل©‪F‬ما ين‪ ÌjÊ‬الاما بتعويض الضرر‬
‫الذي ترتب عنه‪.‬‬
‫هذا وإذا كان املشرع املغربي اعتد ع‪h‬ى خالف القانون املدني‬
‫الفرن«‪ ij‬باإلرادة املنفردة كمصدر الالام‪ ،‬فإنه أغفل ذكر القانون ‪M‬ي‬

‫‪- 27 -‬‬
‫عداد مصادر الالام‪ 20‬مع العلم أن القانون كما رأينا يبقى سببا‬
‫مباشرا لنشوء العديد من الالامات القانونية وال{‪ i‬أفرد لها املشرع‬
‫املغربي نصوصا خاصة ‪M‬ي إطار قانون الالامات والعقود بتنظيمه‬
‫ألحكام مضار الجوار و‪M‬ي غ‪Ct‬ها من ٔالانظمة القانونية الخاصة‪ ،‬مما‬
‫يع€‪M i‬ي نظرنا أن قانون الالامات والعقود نص ع‪h‬ى املصادر العامة‬
‫املباشرة لاللامات‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن القانون يبقى مصدرا مباشرا خاصا‬
‫للعديد من الالامات القانونية إ‪-‬ى جانب كونه مصدرا غ‪ Ct‬مباشر‬
‫لاللامات ذات املصادر العامة ٔالاخرى‪.21‬‬
‫وهكذا فالقانون يفرد نصوصا خاصة تن‪ ÌjÊ‬بشكل مباشر‬
‫الامات قانونية دون أن تستند إ‪-‬ى املصادر العامة ٔالاخرى‪ .‬والقاعدة‬
‫أن كل الام قانوني البد أن يرد به نص قانوني يعد املصدر املباشر‬
‫له‪ ،‬وهو الذي يع‪t‬ن أركانه ويب‪t‬ن أحكامه‪.‬‬
‫د‪-‬التأصيل الفق~‪ l‬ملصادر ٕالال('ام‬
‫اختلف الفقه ‪M‬ي التأصيل ملصادر الالام وتحديد ٔالاساس‬
‫املنطقي الذي يرتكز عليه هذا التأصيل‪.‬‬
‫فقد ذهب الفقيه الفرن«‪" ij‬بالنيول" إ‪-‬ى أن لاللام مصدرين‬
‫اثن‪t‬ن هما العقد والقانون منتقدا بذلك التقسيم الخما‪ ijk‬التقليدي‬
‫ملصادر الالام باعتبارﻩ مجانبا للمنطق القانوني‪ .‬ذلك أن الجريمة‬
‫وشبه الجريمة وشبه العقد تستند جميعها إ‪-‬ى القانون‪ ،‬إذ أن‬

‫‪ -20‬مأمون الكزبري‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -21‬أنظر ‪M‬ي هذا الاتجاﻩ أستاذنا املختار العطار ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.489‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫الالامات ال{‪ i‬تنشأ عن هذﻩ املصادر الثالثة ليست سوى الامات‬
‫جزائية نتجت عن الخروج عن إطار القانون‪ .‬ففي شبه العقد يكون‬
‫أساس الالام ٕالاخالل بالام قانوني مؤداﻩ وجوب عدم ٕالاثراء ع‪h‬ى‬
‫حساب الغ‪ ،Ct‬أما ‪M‬ي الجريمة وشبه الجريمة فإن مصدر الالام‬
‫يكمن ‪M‬ي الاخالل بواجب قانوني سابق يتمثل ‪M‬ي وجوب عدم ٕالاضرار‬
‫بالغ‪.Ct‬‬

‫ومن جهة آخرى هناك وقائع قانونية مجردة ي‪C‬تب ع‰‪F‬ا آثار‬
‫قانونية دون أن يعتد ف©‪F‬ا بأي مضمون إرادي كالوفاة والوالدة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التصنيف املعتمد ‪-‬ي التشريعات الحديثة‪.‬‬
‫ع‪h‬ى ضوء الانتقادات واملآخذ الفقهية للتقسيم الذي اعتمدﻩ‬
‫قانون نابليون ملصادر الالام تتجه التشريعات الحديثة‪ 22‬إ‪-‬ى تقسيم‬
‫مصادر الالام تقسيما خماسيا هو العقد وٕالارادة املنفردة والعمل‬
‫الغ‪ Ct‬املشروع وٕالاثراء بال سبب والقانون‪ .‬ولعل هذا التصنيف‬
‫يش‪C‬ك مع التصنيف الذي اعتمدﻩ قانون الالامات والعقود املغربي‬
‫‪M‬ي مصدرين هما‪ :‬العقد وٕالارادة املنفردة أما شبه العقد فيقابله‬
‫ٕالاثراء بال سبب‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن الجريمة وشبه الجريمة فتم جمعهما ‪M‬ي‬
‫العمل غ‪ Ct‬املشروع‪ .‬غ‪ Ct‬أن التصنيف الحديث يضيف صنفا خامسا‬
‫إ‪-‬ى مصادر الالام لم يأخذ به املشرع املغربي وهو القانون علما أنه‬

‫‪22‬م‰‪F‬ا التقن‪t‬ن املدني املصري الجديد والتقن‪t‬ن املدني الكوي{‪.i‬‬


‫‪- 29 -‬‬
‫كما رأينا سابقا فإن القانون يبقى مصدرا مباشرا خاصا للعديد من‬
‫الالامات القانونية‪.‬‬
‫والواقع إن كل هذﻩ املصادر يمكن تصنيفها ‪M‬ي مجموعت‪t‬ن‪:‬‬
‫املجموعة ٔالاو‪-‬ى وتضم املصادر ٕالارادية أي التصرفات القانونية‬
‫املتمثلة ‪M‬ي العقد وٕالارادة املنفردة‪ ،‬وال{‪ i‬تتجه ف©‪F‬ا إرادة املتعاقدين‬
‫أو امللم بإرادته املنفردة إ‪-‬ى إحداث ٔالاثر القانوني املتو‪à‬ى من‬
‫التصرف‪M .‬ي ح‪t‬ن تضم املجموعة الثانية املصادر غ‪ٕ Ct‬الارادية وتشمل‬
‫العمل غ‪ Ct‬املشروع وٕالاثراء بال سبب والقانون ويطلق عل©‪F‬ا اسم‬
‫الواقعة القانونية‪ fait juridique‬سواء كانت عمل ماديا أو عمال‬
‫قانونيا‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫ع‪h‬ى ضوء هذا التأصيل ملصادر الالام كما تبن‪FG‬ا التشريعات‬
‫املدنية الحديثة و‪¤‬ي املصادر ٕالارادية) العقد – ٕالارادة املنفردة ( ثم‬
‫املصادر غ‪ٕ Ct‬الارادية ) العمل غ‪ Ct‬املشروع – ٕالاثراء بال سبب‪ -‬القانون(‬
‫فإننا لضيق الح‪ t‬الزم€‪ i‬املخصص ملادة النظرية العامة لاللامات‬
‫والعقود سنقتصر ع‪h‬ى دراسة نظرية العقد كمصدر لاللام مكتف‪t‬ن‬
‫بخصوص املصادر ٔالاخرى ملا سبق أن تناولناﻩ ‪M‬ي الفصل التمهيدي‪.‬‬
‫وعليه سنقسم هذا املوضوع إ‪-‬ى فصل‪t‬ن‪ٔ :‬الاول نخصصه‬
‫للتعريف بالعقد ونطاقه وأساس قوته امللزمة وتقسيماته ثم أركانه‬
‫ع‪h‬ى أن نخصص الفصل الثاني لدراسة جزاءات العقود وآثارها‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫]‪Ùæù]Ø’ËÖ‬‬
‫»‪ äÞ^Ò…_æäi^ÛéŠÏiæäÎ^ŞÞæ‚ÏÃÖ]Ìè†Ãi‬‬
‫العقد هو أهم مصادر الالامات ٕالارادية ودراسته تقت’‪ ij‬أن‬
‫نبحث ‪M‬ي فرع أول تعريف العقد ونطاقه وأساس قوته امللزمة‬
‫وتقسيماته‪ ،‬ثم نخصص فرعا ثانيا لدراسة أركان العقد‪.‬‬
‫]‪ VÙæù]ņËÖ‬‬
‫‪ íڈ׹]äiçÎŒ^‰_æäÎ^ŞÞæ‚ÏÃÖ]Ìè†Ãi‬‬
‫سنتناول ‪M‬ي هذا الفرع تعريف العقد ونطاقه ونخصص لذلك‬
‫املبحث ٔالاول ‪M‬ي ح‪t‬ن سنعرض ‪M‬ي املبحت الثاني أساس القوة امللزمة‬
‫للعقد ع‪h‬ى أن نختم هذا الفرع بمبحث ثالث ندرس فيه تقسيمان‬
‫للعقود‪.‬‬
‫]‪ äÎ^ŞÞæ‚ÏÃÖ]Ìè†ÃiVÙæù]ovf¹‬‬
‫]‪ ‚ÏÃÖ]Ìè†Ãi»VÙæù]gת¹‬‬
‫خالفا للمشرع املغربي الذي لم يعرف العقد ‪M‬ي قانون‬
‫الالامات والعقود نجد القانون املدني الفرن«‪ ij‬قد عرفه ‪M‬ي‬
‫املادة‪ 1101‬بأنه " اتفاق يلم بمقتضاﻩ شخص أو عدة أشخاص نحو‬
‫شخص أو عدة أشخاص آخرين بإعطاء أو القيام بعمل أو باالمتناع‬
‫عن عمل ‪ijÉ‬ء "‬
‫فالعقد حسب هذا التعريف اتفاق ين‪ ÌjÊ‬ب‪t‬ن أطرافه الاما‬
‫مما يع€‪ i‬أن العقد نوع من الاتفاق‪ ،‬وهذا ٔالاخ‪ Ct‬جنس له‪ .‬كما أن‬

‫‪- 31 -‬‬
‫هذا التعريف يجمع ب‪t‬ن تعريف العقد والالام‪ ،‬وحسب بعض الفقه‬
‫فإن العقد أخص من ٕالاتفاق‪ ،‬فهو توافق إرادت‪t‬ن‪ 23‬ع‪h‬ى إنشاء الام‬
‫أو ع‪h‬ى نقله‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن الاتفاق يشمل باإلضافة إ‪-‬ى ذلك تعديل‬
‫الالام مثل تعليقه بأجل أو إدخال شرط عليه‪ .‬ومن جهة أخرى إ‪Fº‬اء‬
‫الالام كما لو قام املدين بالوفاء بالدين‪ .‬وعمليا يالحظ أن ال أهمية‬
‫للتمي‪ t‬ب‪t‬ن العقد والاتفاق وأن التشريعات املدنية أخذت بوحدة‬
‫الداللة ب‪t‬ن العقد والاتفاق ع‪h‬ى النحو الذي سار عليه املشرع املغربي‬
‫حيث تعرض عند تناوله ‪M‬ي الفرع الثاني من الباب ٔالاول لصور التعب‪Ct‬‬
‫عن ٕالارادة لالتفاقات والعقود مستعمال لفظ الاتفاق‪ ،‬وتارة أخرى‬
‫كلمة عقد بل يعمد أحيانا إ‪-‬ى الجمع ب‪t‬ن اللفظت‪t‬ن ‪M‬ي فصل واحد‬
‫كما هو الشأن ‪M‬ي الفصل ‪ 20‬من ق‪ ،‬ل‪ ،‬ع‪.‬‬
‫وانطالقا من ذلك يمكن تعريف العقد بأنه توافق إرادت‪t‬ن أو‬
‫أك‪ C‬ع‪h‬ى إحداث أثر قانوني سواء كان هذا ٔالاثر هو إنشاء الام أو‬
‫نقله أو تعديله أو إ‪Fº‬ائه‪.‬‬
‫]‪ ‚ÏÃÖ]Ñ^ŞÞVêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫من خالل التعريف السابق للعقد يتب‪t‬ن أننا بصدد تصرف‬
‫قانوني بإرادت‪t‬ن أو أك‪ C‬تتجه فيه نية أطرافه إ‪-‬ى إحداث اثر قانوني‬
‫مع‪t‬ن‪ ،‬وعليه فإنه لكي نكون أمام عقد باملفهوم القانوني البد من‬
‫توافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪23‬أستاذنا املختار عطار – م س –ص ‪45 -‬‬


‫‪- 32 -‬‬
‫_ توافق إرادت‪t‬ن أو أك‪ ،C‬فال عقد بإرادة منفردة ح{Š لو اتجهت‬
‫إ‪-‬ى إحداث أثر قانوني‪.‬‬
‫_ اتجاﻩ إرادة الطرف‪t‬ن إ‪-‬ى إحداث أثر يعتد به القانون‬
‫ويستوجب اح‪C‬امه ويوقع الجزاء ع‪h‬ى ٕالاخالل به‪ .‬ولذلك ال تعت‪CD‬‬
‫عقودا الاتفاقات الاجتماعية ال{‪ i‬ال يقصد من خاللها أصحا‪Fz‬ا‬
‫الارتباط بعقد‪ ،‬كاالتفاق ع‪h‬ى املشاركة ‪M‬ي ثمن الب‪È‬ين الذي يستخدم‬
‫‪M‬ي رحلة يراد القيام ‪Fz‬ا‪ ،‬أو الاتفاق ع‪h‬ى قبول دعوة إ‪-‬ى وليمة‪ ،‬فمثل‬
‫هذﻩ الاتفاقات ال يقصد ‪Fz‬ا عادة إنشاء عالقات قانونية أي أ‪Fº‬ا ال‬
‫تتوفر ع‪h‬ى نية التعاقد ‪Fz‬دف إحداث أثر قانوني‪.‬‬
‫_ أن يقع الاتفاق ‪M‬ي نطاق القانون الخاص‪ ،‬ويع€‪ i‬ذلك أن‬
‫املقصود بالعقد أن يحصل الاتفاق ‪M‬ي دائرة القانون الخاص أي أن‬
‫يكون محكوما بقواعد القانون الخاص إذ وحدها فقط تكون‬
‫محكومة بالنظرية العامة لاللامات‪ ،‬أما غ‪Ct‬ها من الاتفاقات ال{‪i‬‬
‫ت‪CD‬م ‪M‬ي إطار القانون العام وتباشر ف©‪F‬ا ٕالادارة امتيازات السلطة‬
‫العامة كصفقات ٔالاشغال العمومية فإ‪Fº‬ا ال تستجمع عناصر العقد‬
‫بمفهومه املدني‪ ،‬ونفس ٔالامر ينطبق ع‪h‬ى الاتفاقات الدولية‬
‫واملعاهذات‪.‬‬
‫_أن يقع الاتفاق ضمن دائرة املعامالت املالية‬
‫لكي نكون إزاء عقد خاضع لقواعد القانون املدني يجب أن‬
‫يكون ٔالاثر القانوني املتفق ع‪h‬ى إحداثه يدخل ضمن دائرة املعامالت‬
‫املالية دون ٔالاحوال الشخصية‪ ،‬أي أن مجال العقد يقتصر ع‪h‬ى‬

‫‪- 33 -‬‬
‫الاتفاق املتعلق بالذمة املالية وتستبعد الاتفاق املتعلق باألسرة‪،‬‬
‫وعليه فإن عقد الزواج ال يعت‪ CD‬عقدا باملع€Š املقصود ‪M‬ي قانون‬
‫الالامات والعقود ذلك أن الزواج يخرج عن نطاق املعامالت‬
‫املالية‪.24‬‬
‫]‪ ‚ÏÃ×Öíڈ׹]ìçÏÖ]Œ^‰_VêÞ^nÖ]ovf¹‬‬
‫رأينا سابقا كيف أن العنصر ٔالاسا‪M ijk‬ي العقد هو توافق‬
‫إرادت‪t‬ن مما يع€‪ i‬أن أساس الالام التعاقدي مصدرﻩ إرادة الطرف‪t‬ن؛‬
‫بمع€Š أن الشخص يلم ألنه أراد أن يلم‪ ،‬وهو ما ع‪ CD‬عنه الفقه‬
‫بمبدأ سلطان ٕالارادة‪ ،‬وهو املبدأ الذي شكل ترجمة للعقيدة‬
‫الفلسفية ال{‪ i‬قام عل©‪F‬ا املذهب الفردي خالل القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫وعليه سنتناول ‪M‬ي هذا املبحث تعريف مبدأ سلطان ٕالارادة‬
‫كمطلب أول تم نتطرق ‪M‬ي املطلب الثاني للنتائج امل‪C‬تبة عن هذا املبدأ‬
‫وأخ‪Ct‬ا نعرض ‪M‬ي مطلب ثالث ألسباب اضمحالله‪.‬‬
‫]‪ ì]…ý]á^Ş×‰_‚fÚÌè†ÃiVÙæù]gת¹‬‬
‫ويقصد بمبدأ سلطان ٕالارادة أن إرادة الشخص ‪¤‬ي وحدها‬
‫ال{‪ i‬لها القدرة ع‪h‬ى إنشاء الالام وتحديد مضمونه وآثارﻩ دون‬
‫الحاجة إ‪-‬ى أي إجراء أو شكل خاص‪ .‬فاإلرادة بذلك ‪¤‬ي صاحبة‬
‫السلطان ٔالاك‪ CD‬بحيث ال تتقيد باآلثار ال{‪ i‬يرت‪FÛ‬ا القانون ع‪h‬ى عقد‬
‫من العقود‪ ،‬وإنما تملك ملا لها من سلطان الحرية ‪M‬ي توسيع هذﻩ ٓالاثار‬

‫‪24‬استادنا عبد الطيف خالفي ‪ :‬مرجع سابق –ص‪35 -‬‬


‫‪- 34 -‬‬
‫أو التضييق م‰‪F‬ا أو حذفها‪ ،‬كما يكون لإلرادة الحرية ‪M‬ي تعديل هذﻩ‬
‫ٓالاثار بعد قيامها‪ .‬بل يكون لها إ‪Fº‬اء العقد برمته بعد إبرامه‪ ،‬مما يع€‪i‬‬
‫‪M‬ي ٔالاخ‪ Ct‬إ‪-‬ى أن ٕالارادة الفردية تشكل مبدأ أو أساس قوته‪.‬‬
‫]‪ ì]…ý]á^Ş×‰_‚fÚàÂífi¹]sñ^jßÖ]VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫ترتب عن ٔالاخذ بمبدأ سلطان ٕالارادة ‪M‬ي مجال العقود عدة‬
‫نتائج‪:‬‬
‫‪ 1‬الرضائية‪ :‬وتع€‪ i‬أن ٕالارادة يجوز التعب‪ Ct‬ع‰‪F‬ا بأية صورة دون‬
‫التقيد بشكليات معينة‪ ،‬إذ يكفي ال‪C‬ا‪ ijÃ‬إلنشاء العقد‪.‬‬
‫‪- 2‬حرية التعاقد‪ :‬و‪¤‬ي ذات مضمون مزدوج فمن جهة الشخص‬
‫حر ‪M‬ي أن يتعاقد و‪M‬ي أال يتعاقد‪ ،‬وهو من جهة أخرى إن تعاقد كان‬
‫حرا ‪M‬ي تحديد مضمون العقد وٓالاثار القانونية‪ .‬امل‪C‬تبة عنه ومداها‪.‬‬
‫فااللامات التعاقدية وآثارها تحددها إرادتي طر‪M‬ي العقد‪ ،‬مثال ذلك‬
‫عقد ٕالايجار حيث لألطراف الحرية ‪M‬ي تحديد مدة العقد ومقابل‬
‫ٕالايجار‪.‬‬
‫‪- 3‬العقد شريعة املتعاقدين‪ :‬من أهم النتائج امل‪C‬تبة عن مبدأ‬
‫سلطان ٕالارادة ‪¤‬ي أن العقد شريعة املتعاقدين بحيث أن العقد يلزم‬
‫املتعاقدين كما يلزمهما القانون‪ ،‬فال يستطيع أي م‰‪F‬ما أن يتحلل‬
‫بإرادته املنفردة من تنفيذ العقد الذي أبرمه وأن ينفرد بتعديله أو‬
‫بإ‪Fº‬ائه‪ .25‬كما ال يجوز للقضاء أن يحل محل إرادة أطراف العقد‬

‫‪25‬وهو مانص عليه الفصل ‪230‬من قانون الالامات والعقود املغربي‬


‫‪- 35 -‬‬
‫للقيام بتعديله أو إ‪Fº‬ائه و‪M‬ي حالة ال‪È‬اع حول مدلول بند من بنود‬
‫العقد فإن مهمة القا‪ ijÃ‬تقتصر ع‪h‬ى تفس‪ Ct‬نية الطرف‪t‬ن والكشف‬
‫ع‰‪F‬ا بحيث ال يجوز له أن يغلب إرادته هو‪.‬‬
‫]‪ ì]…ý]á^Ş×‰_‚fÚÙøvÛ•]VoÖ^nÖ]gת¹‬‬
‫رأينا أن مبدأ سلطان ٕالارادة كان له الفضل ‪M‬ي إبراز الدور‬
‫ٔالاسا‪ ijk‬الذي تلعبه ٕالارادة ‪M‬ي تكوين الالامات والحقوق وإ‪Fº‬ا‪FO‬ا‬
‫وتعديلها مسايرا بذلك ٕالايديولوجية ال{‪ i‬ارتكز عل©‪F‬ا املذهب الفردي‬
‫القائمة ع‪h‬ى تقديس حرية الفرد وإطالق العنان للمبادرة الفردية‬
‫املطلقة ع‪h‬ى نحو يخل بالتوازنات الاجتماعية والاقتصادية‪ ،‬وهو ما‬
‫انعكس ع‪h‬ى التوازن الاقتصادي للعقد ع‪ CD‬سيطرة الطرف القوي ‪M‬ي‬
‫العالقة العقدية الذي يستطيع أحيانا كث‪Ct‬ة فرض ما يشاء من‬
‫شروط مجحفة ‪M‬ي حق الطرف ٓالاخر الضعيف ‪M‬ي هذﻩ العالقة ع‪h‬ى‬
‫نحو هدد الاستقرار الاجتما‪£‬ي وأخل بالعدالة الاجتماعية‪.‬‬
‫أمام هذا الغلو الذي عرفه املبدأ الفردي ‪M‬ي ظل نظام رأسما‪-‬ي‬
‫متوحش انتشرت مع ‪Fº‬اية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‬
‫املبادئ الاش‪C‬اكية واملذاهب الاجتماعية الداعية إ‪-‬ى تعزيز دور الدولة‬
‫وهجر الحرية التعاقدية وتوسيع دائرة القانون‪ ،‬معت‪CD‬ة أن حرية‬
‫املتعاقدين ومبدأ سلطان ٕالارادة ليس كفيال بتحقيق العدالة ب‪t‬ن‬
‫الناس‪ ،‬وأنه البد من تدخل الدولة لحماية الطرف الضعيف ‪M‬ي‬
‫العقد‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫وهكذا ذهب أنصار املذهب الاجتما‪£‬ي إ‪-‬ى أن الحرية التعاقدية‬
‫كث‪Ct‬ا ما تؤدي إ‪-‬ى مظالم كث‪Ct‬ة إذ غالبا ما تجعل الضعفاء تحت‬
‫رحمة ٔالاقوياء‪ .‬ثم إن القول بأن كل الام تعاقدي هو الام مشروع‬
‫وعادل هو قول ال يرتكز ع‪h‬ى أساس سليم ألنه يقوم ع‪h‬ى اف‪C‬اض‬
‫وجود مساواة مطلقة ب‪t‬ن ٔالافراد والحال غ‪ Ct‬ذلك‪ .‬وتماشيا مع هذا‬
‫التوجه الدا‪£‬ي إ‪-‬ى اعتبار الفرد عنصرا ‪M‬ي الجماعة عليه تحمل‬
‫مجموعة من الالامات فإن العقد أصبح ينظر إليه كواقعة‬
‫اجتماعية‪ 26‬بحيث ال يجوز أن ي‪C‬تب عن ٕالارادة الفردية سوى ٓالاثار‬
‫املستجيبة ملستلزمات النظام الاجتما‪£‬ي وقوانينه‪ ،‬أما ما يخالف هذا‬
‫النظام فإنه يكون عديم ٔالاثر‪ .‬ذلك أن ٕالارادة الفردية ينب‪ï‬ي أن تكون‬
‫‪M‬ي خدمة القانون وليس القانون ‪M‬ي خدمة ٕالارادة‪ .‬وقد ترتب عن‬
‫انتشار املذهب الاجتما‪£‬ي والاش‪C‬اكي‪ ،‬وكذا التحوالت ال{‪ i‬شهدها‬
‫النظام الاقتصادي العالم‪ i‬مع بداية القرن العشرين وتبعاته ع‪h‬ى‬
‫ٔالانظمة السياسية القائمة آنئذ إ‪-‬ى انكماش مبدأ سلطان ٕالارادة إذ‬
‫لم يعد بالشكل الذي كان عليه ‪M‬ي القرن ‪ 19‬تحت تأث‪ Ct‬املذهب‬
‫الفردي‪ ،‬بل أصبح يخضع ملجموعة من القيود تحقيقا للتوازن ب‪t‬ن‬
‫ٕالارادة مع العدالة الاجتماعية والصالح العام وقد تج‪h‬ى ذلك‬
‫بالخصوص ‪M‬ي جعل النصوص ال{‪ i‬تنظم العقود نصوصا آمرة‬
‫متعلقة بالنظام العام‪.‬‬

‫‪26‬عبد ال´ي حجازي م س ص‪266-‬‬


‫‪- 37 -‬‬
‫وهكذا تم وضع مقتضيات قانونية منظمة لعقد الشغل بغاية‬
‫تقييد حرية رب العمل أثناء وضع شروط العقد وإ‪Fº‬ائه‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن‬
‫العقد أصبح موجها بواسطة القانون ال بواسطة إرادة املتعاقدين‪M .‬ي‬
‫نفس السياق تم توسيع نطاق النظام العام بما يفرضه من قيود ع‪h‬ى‬
‫حرية إبرام العقد بل ذهب تدخل املشرع ‪M‬ي إطار التأم‪t‬ن ضد املخاطر‬
‫التكنولوجية إ‪-‬ى حد إضفاء الطابع ٕالاجباري ع‪h‬ى عقود التأم‪t‬ن من‬
‫املسؤولية عن حوادث الس‪ ،Ct‬وكذا حوادث الشغل ؤالامراض املهنية‬
‫بحيث لم يعد هناك مجال لحرية الشخص ‪M‬ي عدم إبرام مثل هذﻩ‬
‫العقود‪ ،‬كما أن املشرع تدخل لتعزيز دور القضاء ‪M‬ي مجال العقود‬
‫حيث يسمح للقا‪ ijÃ‬بالتدخل ‪M‬ي بعض الحاالت لتعديل ما اتفق‬
‫عليه املتعاقدين أو إلعفاء أحدهما من بعض الشروط‪ .‬وهكذا إذا‬
‫وجد القا‪M ijÃ‬ي العقد شروطا تعسفية ترهق كاهل أحد الطرف‪t‬ن‪،‬‬
‫حق له أن يتدخل بتعديلها بكيفية تحقق التوازن والعدل ب‪t‬ن‬
‫املتعاقدين‪.‬‬
‫الخالصة أن مبدأ سلطان ٕالارادة وردت عليه قيود ش{Š لم تعد‬
‫قاصرة ع‪h‬ى الحد من دور ٕالارادة ‪M‬ي تكوين العقد ووضع شروطه بل‬
‫تجاوز]‪F‬ا إ‪-‬ى مرحلة التنفيذ وهو ماساهم ‪M‬ي انكماش هذا املبدأ‪ .‬غ‪Ct‬‬
‫أن ال‪C‬اجع الذي عرفه املبدأ ال يع€‪ i‬فقدان الطابع ٕالارادي للعقد‬
‫كتصرف قانوني يقوم ع‪h‬ى أساس توافق إرادت‪t‬ن حرت‪t‬ن وإنما فقط‬
‫تعزيز الدور الوظيفي والتوجي¦‪ i‬الذي يلعبه القانون للحفاظ ع‪h‬ى‬

‫‪- 38 -‬‬
‫التوازن املطلوب ب‪t‬ن مصالح املتعاقدين وتعزيز الاستقرار الاجتما‪£‬ي‬
‫بما يخدم الصالح العام‪.‬‬
‫]‪ çÏÃÖ]l^ÛéŠÏiVoÖ^nÖ]ovf¹‬‬
‫لم يتعرض قانون الالامات والعقود لتصنيف العقود باعتبار‬
‫أن ٔالامر يتعلق بعمل فق¦‪ i‬أك‪ C‬ما هو تشري‪Ô‬ي‪.‬‬
‫ويقسم الفقه‪ 27‬العقود إ‪-‬ى عدة أقسام حسب تكوي‰‪F‬ا أو‬
‫موضوعها أو من حيث أثارها أو طبيع‪FG‬ا‪.‬‬
‫فمن حيث التكوين يكون العقد إما رضائيا أو عقدا شكليا أو‬
‫عقدا عينيا‪ ،‬ومن حيث ٓالاثار ال{‪ i‬تتولد عنه فالعقد إما أن يكون‬
‫عقدا ملزما للجانب‪t‬ن أو عقد ملزم لجانب واحد‪ ،‬كما يكون عقد‬
‫معاوضة أو عقد ت‪CD‬ع‪.‬‬
‫وبالنظر إ‪-‬ى طبيعة العقد فإن هذا ٔالاخ‪ Ct‬إما أن يكون عقدا‬
‫محددا أو عقدا احتماليا‪ ،‬وإما أن يكون عقدا فوريا أو عقدا زمنيا‪،‬‬
‫وقد يكون عقدا بسيطا أو عقدا مركبا‪ ،‬كما تنقسم العقود من حيث‬
‫تنظيم املشرع لها أو عدم تنظيمه لها إ‪-‬ى عقود مسماة وأخرى غ‪Ct‬‬
‫مسماة‪.‬‬
‫وعليه سنتناول ‪M‬ي هذا املبحث كل تقسيم من هذﻩ التقسيمات‬
‫مع ٕالاشارة إ‪-‬ى أن هذﻩ التقسيمات ليست تصنيفا نظريا بل له نتائج‬

‫‪27‬املختار عطار ‪ :‬م س –ص‪53-‬‬


‫‪- 39 -‬‬
‫عملية هامة تكمن أساسا ‪M‬ي القواعد القانونية املطبقة بحسب الفئة‬
‫ال{‪ i‬ينتم‪ i‬إل©‪F‬ا العقد‪.‬‬
‫]‪ ^ãßèçÓioéuàځçÏÃÖ]ÜéŠÏiVÙæù]gת¹‬‬
‫تنقسم العقود من حيت طريقة تكوي‰‪F‬ا إ‪-‬ى عقود رضائية‬
‫وعقود شكلية وعقود عينية وعقود مفاوضة وعقود إذعان‪.‬‬
‫]‪ íéñ^•†Ö]çÏÃÖ]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫و‪¤‬ي ال{‪ i‬يكفي النعقادها وترتيب آثارها توافق إرادة طرف©‪F‬ا أو‬
‫أطرافها دون حاجة إ‪-‬ى إفراغها ‪M‬ي أي شكل خاص‪ ،‬فال‪C‬ا‪ ijÃ‬يجوز‬
‫أن يتم بالكتابة كما يجوز أن يكون شفهيا‪.‬‬
‫واملالحظ أن مبدأ الرضائية يكاد يسود ‪M‬ي أغلبية العقود ال{‪i‬‬
‫نباشرها ‪M‬ي حياتنا اليومية مثل البيع وٕالايجار والقرض‪ .‬بل إن‬
‫اش‪C‬اط ضوابط معينة ‪M‬ي بعض العقود الينفي ع‰‪F‬ا كو‪Fº‬ا رضائية‪،‬‬
‫فالعقد يبقى رضائيا ح{Š لو اش‪C‬ط املشرع شكال إلثباته‪ ،‬إذ ينب‪ï‬ي‬
‫التمي‪ t‬ب‪t‬ن شكلية ٕالاثبات وشكلية ٕالانعاقد املطلوبة لقيام العقد‪.‬‬
‫فمادام يكفي لوجود العقد رضاء املتعاقدين فالعقد رضائي ح{Š لو‬
‫اش‪C‬طت الكتابة إلثباته‪ 28‬كما هو الشأن ‪M‬ي اش‪C‬اط ٕالاثبات بالكتابة‬
‫إذا زادت قيمة التصرف عن مبلغ مع‪t‬ن‪.29‬و‪M‬ي حالة اتفاق املتعاقدين‬
‫ع‪h‬ى أن يكون تعاقدهما بالكتابة فإنه يتع‪t‬ن النظر إ‪-‬ى قصدهما من‬

‫‪ -28‬الس‰‪F‬وري م‪.‬س‪ ،‬ص‪152‬‬


‫‪ -29‬الفصل ‪ 443‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪- 40 -‬‬
‫الكتابة هل ‪¤‬ي لإلثبات أم لالنعقاد‪.‬وهكذا فالكتابة ‪M‬ي بعض العقود‬
‫إذا كانت الزمة لإلثبات فإن العقد غ‪ Ct‬املكتوب يظل عقدا رضائيا‬
‫صحيحا ألن الكتابة هنا ليست ركنا الزما لقيامه‪ ،‬بل مجرد وسيلة‬
‫إلثباته وال أثر لتخلفها ع‪h‬ى وجودﻩ كما هو الشأن ‪M‬ي بيع السلم‪،30‬‬
‫حيث يجوز إثباته باإلقرار أو باليم‪t‬ن الحاسمة‪.‬‬
‫]‪ íé×ӎÖ]çÏÃÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫العقد الشك‪h‬ي هو الذي ال يكفي النعقادﻩ مجرد ال‪C‬ا‪ ijÃ‬بل‬
‫يجب أن يفرغ هذا ٔالاخ‪M Ct‬ي شكل حددﻩ القانون‪ .‬أي أنه يش‪C‬ط‬
‫النعقادﻩ باإلضافة إ‪-‬ى ال‪C‬ا‪ ijÃ‬أساليب شكلية سواء ‪M‬ي كتابة رسمية‬
‫يقوم ‪Fz‬ا موظف رسم‪ i‬متخصص أو ‪M‬ي كتابة عرفية يباشرها‬
‫املتعاقدان‪.‬‬
‫وهكذا فعقد البيع املنصب ع‪h‬ى العقار أو حقوقا عقارية أو أي‬
‫‪ijÉ‬ء يمكن رهنه رهنا رسميا هو عقد شك‪h‬ي وذلك ألن الفصل ‪489‬‬
‫من قانون الالامات والعقود ينص ع‪h‬ى ماي‪h‬ي " إذا كان املبيع عقارا‬
‫أو حقوقا عقارية أو أشياء آخري يمكن ره‰‪F‬ا رهنا رسميا وجب أن‬

‫‪30‬ينص الفصل ‪ 613‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ع‪h‬ى ماي‪h‬ي "السلم عقد بمقتضاﻩ يعجل أحد املتعاقدين‬
‫مبلغا للمتعاقد الذي يلم من جانبه بتسليم مقدار مع‪t‬ن من ٔالاطعمة او غ‪Ct‬ها من ٔالانشطة‬
‫املنقولة ‪M‬ي أجل متفق عليه وال يجوز إثبات بيع السلم إال بالكتابة‪.‬‬
‫انظر أيضا الفصل ‪ 434‬من مدونة التجارة وال{‪ i‬جاء ف©‪F‬ا ماي‪h‬ي‪" :‬تخصع املادة التجارية‬
‫لحرية ٕالاثبات غ‪ Ct‬أنه يتع‪t‬ن ٕالاثبات بالكتابة إذا نص القانون أو الاتفاق ع‪h‬ى ذلك"‬
‫‪- 41 -‬‬
‫يجري البيع كتابة ‪M‬ي محرر ثابت التاريخ وال يكون له أثر ‪M‬ي مواجهة‬
‫الغ‪ Ct‬إال إذا سجل ‪M‬ي الشكل املحدد بمقت’‪ Šj‬القانون "‪.‬‬
‫فهذا البيع يتوقف وجودﻩ باإلضافة إ‪-‬ى الرضاء ع‪h‬ى شكلية‬
‫الكتابة وهذﻩ ٔالاخ‪Ct‬ة ‪¤‬ي لالنعقاد وغيا‪Fz‬ا يجعل العقد باطال‪ .‬كذلك‬
‫ٔالامر ‪M‬ي عقد البيع الابتدائي للعقار ‪M‬ي طور ٕالانجاز حيت ينص الفصل‬
‫‪ 3-618‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ماي‪h‬ي‪:‬‬
‫"يجب أن يحرر عقد البيع الابتدائي للعقار ‪-‬ي طور ٕالانجاز إما ‪-‬ي‬
‫محرر رسمي أو بموجب عقد ثابت التاريخ يتم تحريرﻩ من طرف مˆ‪ l‬ينتمي‬
‫إŒى مهنة قانونية منظمة ويخول لها قانونيا تحرير العقود وذلك تحت طائلة‬
‫البطالن‪".‬‬
‫فالكتابة ‪M‬ي هذﻩ الحالة ‪¤‬ي لالنعقاد وعدم توفرها يجعل العقد‬
‫باطال‪ .‬وقد يحصل أن يكون العقد رضائيا فيتفق طرفاﻩ ع‪h‬ى جعله‬
‫شكليا‪ ،‬فينقلب العقد من عقد رضائي إ‪-‬ى عقد شك‪h‬ي وال يصح إال‬
‫بتوافر الشكل الذي ارتضاﻩ املتعاقدان‪ ،‬وهو مانص عليه الفصل‬
‫‪ 402‬من ق‪..‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"إذا لم يكن العقد خاضعا لشكل خاص واتفق عاقداﻩ صراحة‬
‫ع‪h‬ى أ‪Fº‬ما ال يعت‪CD‬انه تاما إال إذا وقع ‪M‬ي شكل مع‪t‬ن فإن الالام ال‬
‫يكون موجودا إال إذا حصل ‪M‬ي الشكل الذي اتفق عليه العاقدان"‪.‬‬
‫وعليه فإن الشكلية إما أن تكون بنص القانون وإما بمقت’‪ Šj‬إرادة‬
‫املتعاقدين‪ ،‬و‪M‬ي كال الحالت‪t‬ن ينب‪ï‬ي مراعا]‪F‬ا‪.31‬‬

‫‪ 31‬املختار عطار م س ‪-‬ص‪57 -‬‬


‫‪- 42 -‬‬
‫]‪ íéßéÃÖ]çÏÃÖ]VínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫‪¤‬ي ال{‪ i‬يش‪C‬ط ف©‪F‬ا باإلضافة إ‪-‬ى ترا‪ ijÃ‬املتعاقدين أن يتم‬
‫تسليم ال‪ijÊ‬ء من أحد املتعاقدين إ‪-‬ى آخر بحيث ال يكون العقد قائما‬
‫إال إذا تمت عملية التسليم‪ .‬فالتسليم ‪M‬ي العقود العينية ركنا ‪M‬ي‬
‫العقد وليس الاما‪.‬فعقد البيع عقد رضائي يلم ف©‪F‬ه البائع بتسليم‬
‫‪ijÉ‬ء ‪M‬ي ح‪t‬ن أن الرهن الحيازي عقد عي€‪ i‬يسلم فيه الراهن ال‪ijÊ‬ء‬
‫املرهون للدائن‪.32‬ومن أمثلة هذﻩ العقود ال{‪ i‬نص عل©‪F‬ا قانون‬
‫الالامات العقود الرهن الحيازي حيث نص ‪M‬ي الفصل ‪ 1188‬منه‬
‫ع‪h‬ى ماي‪h‬ي " يتم الرهن الحيازي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ب‪C‬ا‪ ijÃ‬طرفيه ع‪h‬ى إنشاء الرهن‬
‫ثانيا ‪ :‬زيادة ع‪h‬ى ذلك بتسلم ال‪ijÊ‬ء املرهون فعليا إ‪-‬ى الدائن أو‬
‫أحد من الغ‪ Ct‬يتفق عليه املتعاقدون"‪.‬‬
‫وكذلك الشأن بالنسبة لعارية الاستعمال حيث ال تتم إال‬
‫‪33‬‬
‫بتسليم ال‪ijÊ‬ء إ‪-‬ى املستع‪.Ct‬‬
‫]‪ Vá^ƒý]çÏÂæí•æ^˹]çÏÂVíÃe]†Ö]ì†ÏËÖ‬‬
‫يتم التمي‪ t‬ب‪t‬ن عقود املفاوضة وعقود ٕالاذعان بالنظر إ‪-‬ى‬
‫الكيفية ال{‪ i‬يحصل ‪Fz‬ا ال‪C‬ا‪ ijÃ‬ب‪t‬ن أطراف العقد وظروف هذا‬

‫‪ -32‬الس‰‪F‬وري م‪.‬س‪ ،‬ص‪118‬‬


‫‪33‬الفصل ‪ 833‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪- 43 -‬‬
‫ال‪C‬ا‪ .ijÃ‬فعقود املفاوضة أو املساومة ‪¤‬ي ال{‪ i‬يكون ألطراف العقد‬
‫من الناحية القانونية والفعلية حرية مناقشة شروطها عند إبرامها‪.‬‬
‫أما ‪M‬ي عقود ٕالاذعان فإن أحد أطراف العقد يستطيع من‬
‫خالل وضعه القانوني أو الفع‪h‬ي أن يفرض ع‪h‬ى غ‪Ct‬ﻩ من أطراف‬
‫العقد شروطه وبنودﻩ ‪M‬ي جمل‪FG‬ا دون أن يكون لهذا الغ‪ Ct‬الحق ‪M‬ي‬
‫مناقش‪FG‬ا أو تعديلها وال يستطيع إال ٕالاذعان لها‪.‬‬
‫وهذﻩ الصورة من التعاقد تسود ‪M‬ي ٔالاحوال ال{‪ i‬يحتكر ف©‪F‬ا‬
‫أحد املتعاقدين احتكارا قانونيا أو فعليا تدب‪ Ct‬مرفق من املرافق‬
‫الاقتصادية والاجتماعية وال{‪ i‬تقدم خدما]‪F‬ا للجمهور‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة لشركات الكهرباء واملاء ال{‪ i‬تتو‪-‬ى التوزيع‪ ،‬وشركات‬
‫التأم‪t‬ن‪ ،‬وكذا الشركات ال{‪ i‬تتو‪-‬ى تدب‪ Ct‬مرافق النقل وخدمات‬
‫الهاتف‪.‬‬
‫]‪ ^ãjÃéfoéuàځçÏÃÖ]ÜéŠÏiVêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫تنقسم العقود من حيث طبيع‪FG‬ا إ‪-‬ى عقود محددة وأخرى‬
‫احتمالية‪ ،‬وإ‪-‬ى عقود فورية وعقود زمنية‪ ،‬وأخ‪Ct‬ا إ‪-‬ى عقود بسيطة‬
‫وعقود مختلطة‪.‬‬
‫]‪ íéÖ^Ûju÷]çÏÃÖ]æ쁂]çÏÃÖ]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫أوال‪ :‬العقد املحدد‬
‫إن العقد املحدد هو الذي يستطيع فيه كل من الطرف‪t‬ن‬
‫تحديد مقدار ما يأخذ ومقدار ما يعطي؛ مثال ذلك عقد البيع حيث‬
‫‪- 44 -‬‬
‫أن البائع يعرف قيمة املبيع واملش‪C‬ي يعرف مقدار الثمن الذي يلم‬
‫بدفعه للبائع وذلك بغض النظر عن تحقق املساواة ب‪t‬ن ٔالاداء أو عدم‬
‫تحققها‪.‬فالعقد يكون محددا ح{Š لو أن ما أخذﻩ أحد املتعاقدين ال‬
‫يعد معادال ملا أعطاﻩ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد الاحتماŒي‪:‬‬
‫ويطلق عليه كذلك عقد الغرر‪ ،‬هو العقد الذي ليس بمقدور‬
‫أي من املتعاقدين عند إبرام العقد معرفة مقدار ما يأخذ ومقدار ما‬
‫يعطي إنما يتحدد ذلك مستقبال تبعا ألمر غ‪ Ct‬محقق الوقوع‪،‬كما هو‬
‫الشأن ‪M‬ي عقد التأم‪t‬ن ع‪h‬ى الحريق أو ع‪h‬ى الحياة‪ .‬ففي عقد التأم‪t‬ن‬
‫ع‪h‬ى الحياة يلم املؤمن ‪M‬ي مواجهة املؤمن له بأن يدفع مبلغا من‬
‫املال إ‪-‬ى املستفيد من التأم‪t‬ن ‪M‬ي حالة وفاة املؤمن له خالل مدة‬
‫التأم‪t‬ن وذلك مقابل أقساط يؤد‪FÓ‬ا للمؤمن‪ ،‬فكالهما ال يعرفان وقت‬
‫إبرام عقد التأم‪t‬ن عدد ٔالاقساط ال{‪ i‬ستدفع‪ ،‬فقد يتو‪M‬ى املؤمن له‬
‫وال يدفع إال عددا محدودا من ٔالاقساط وتلم شركة التأم‪t‬ن عندئذ‬
‫بدفع مبلغ التعويض للمستفيد فتم€Š الشركة بالخسارة‪ ،‬وقد تطول‬
‫حياة املؤمن له ويدفع أقساطا متعددة إ‪-‬ى أن تنق’‪ ij‬مدة عقد‬
‫التأم‪t‬ن دون أن تلم الشركة املؤمنة بدفع أي ‪ijÉ‬ء‪.‬‬
‫ومثل عقد التأم‪t‬ن ع‪h‬ى الحياة هناك أيضا عقد بيع ٔالاشياء‬
‫املستقبلية كبيع التمر قبل النضج أو بيع الزرع قبل نباته بثمن‬
‫جزا‪M‬ي‪.‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫وعليه فإن ما يم‪ t‬العقد الاحتما‪-‬ي هو احتمال الخسارة أو‬
‫الكسب مما ال يتأتى معه تطبيق قواعد الغ‪D‬ن ع‪h‬ى هذا النوع من‬
‫العقود‪ ،‬بخالف ٔالامر ‪M‬ي العقود املحددة حيث يمكن الوقوف ع‪h‬ى‬
‫مدى تعادل الامات املتعاقدين وبالتا‪-‬ي تقدير وجود الغ‪D‬ن من‬
‫عدمه‪.34‬‬
‫]‪ íéßÚˆÖ]çÏÃÖ]æíè…çËÖ]çÏÃÖ] VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫أوال‪ :‬العقود الفورية‬
‫العقد الفوري هو الذي يكون فيه عنصر الزمن معدوم بحيث‬
‫يكون تنفيذﻩ فوريا ولو ارتباطا بأجل‪ ،‬فعقد البيع من العقود الفورية‬
‫ال{‪ i‬تنفذ فور التعاقد أو ‪M‬ي الوقت الذي يختارﻩ املتعاقدان‪ ،‬حيث‬
‫يقوم البائع بتسليم املبيع كما يقوم املش‪C‬ي بدفع الثمن‪ .‬غ‪ Ct‬أنه ال‬
‫يغ‪ Ct‬من طبيعة العقد أن يتفق الطرفان ع‪h‬ى تأخ‪ Ct‬تسليم املبيع أو‬
‫تقسيط الثمن‪ ،‬ذلك أن مثل هذا التأخ‪ Ct‬أو التقسيط ليس من شأنه‬
‫التأث‪ Ct‬ع‪h‬ى محل العقد الذي هو معلوم ومحدد من طرفيه من وقت‬
‫إبرام العقد وإنما هو مرتبط فقط بوقت التنفيذ‪ .‬أي أن الع‪CD‬ة ‪M‬ي‬
‫العقد الفوري ‪¤‬ي بتنفيذ الالام ال باملدة ال{‪ i‬يستغرقها‪.‬فقد يكون‬
‫الالام مؤجال كما ‪M‬ي رد القرض‪ ،‬غ‪ Ct‬أن العقد الذي ين‪ ÌjÊ‬هذا‬

‫‪ -34‬الس‰‪F‬وري‪ ،‬ص ‪134‬‬


‫‪- 46 -‬‬
‫الالام يبقى عقدا فوريا‪ .‬إذ أن تنفيذ الالام عندما يح‪t‬ن ميعادﻩ‬
‫‪35‬‬
‫يكون فوريا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد الزم‪ lm‬أو املستمر‬
‫العقد الزم€‪ i‬ويسمŠ كذلك بالعقد املستمر هو العقد الذي‬
‫يمثل فيه الزمن عنصرا جوهريا بحيث يكون هو املقياس الذي يقدر‬
‫به ٔالاداء‪ .‬ومثاله عقد ٕالايجار‪ ،‬فاألداء الرئي«‪ ij‬فيه هو تمك‪t‬ن‬
‫املستأجر من الانتفاع ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء املؤجر ملدة معينة وهذا الانتفاع ال‬
‫يمكن أن يتحقق إال ب‪C‬ك ال‪ijÊ‬ء ‪M‬ي يد املستأجر مدة أو زمنا معينا‬
‫يجعله عنصرا جوهريا ‪M‬ي العقد‪.‬‬
‫نفس ال‪ijÊ‬ء ينطبق ع‪h‬ى عقد الشغل إذ بالزمن يتم تحديد‬
‫الخدمات املطلوبة من ٔالاج‪ Ct‬ؤالاجر املطلوب أداؤﻩ من قبل املشغل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية التمي‪ 'O‬ب‪O‬ن العقود الفورية والعقود الزمنية‬
‫ي‪C‬تب ع‪h‬ى التمي‪ t‬ب‪t‬ن العقد الفوري والعقد الزم€‪ i‬مجموعة‬
‫من النتائج أهمها ماي‪h‬ي‪:‬‬
‫_التقابل التام لاللامات ‪M‬ي العقود املستمرة أو الزمنية إذ أن‬
‫ما تم من الام ‪M‬ي جانب يقابله الام ‪M‬ي جانب ٓالاخر‪ .‬فاملستأجر‬
‫يلم مقابل الانتفاع بالع‪t‬ن املؤجرة بدفع واجب ٕالايجار‪.‬‬
‫_من حيت الفسخ يالحظ أن له أثر رج‪Ô‬ي بالنسبة للعقود‬
‫الفورية إذ يؤدي إ‪-‬ى زوالها بأثر رج‪Ô‬ي وذلك بإرجاع املتعاقدين إ‪-‬ى‬

‫‪ -35‬هامش‪ ،‬الس‰‪F‬وري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪142‬‬


‫‪- 47 -‬‬
‫الحالة ال{‪ i‬كانا عل©‪F‬ا قبل العقد‪ .‬ففسخ عقد البيع ي‪C‬تب عليه إرجاع‬
‫املتعاقدين إ‪-‬ى حالة ما قبل التعاقد بحيث يستعيد البائع ال‪ijÊ‬ء‬
‫املبيع ويس‪C‬د املش‪C‬ي الثمن‪.‬‬
‫أما ‪M‬ي العقد الزم€‪ i‬فيقتصر آثار الفسخ ع‪h‬ى املستقبل فقط‬
‫وال ينسحب ع‪h‬ى ما تم تنفيذﻩ ألنه ال يمكن إعادته‪ ،‬فاملستأجر ال‬
‫يمكن إلزامه عند فسخ عقد ٕالايجار برد ما حصل عليه من منفعة‬
‫الع‪t‬ن املؤجرة عن املدة ال{‪ i‬سبقت الفسخ‪.‬‬
‫_ من حيت تطبيق نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬فهذﻩ النظرية ال‬
‫يمكن تطبيقها ‪M‬ي العقود الفورية ألن تطبيقها يتطلب مرور ف‪C‬ة من‬
‫الزمن تتغ‪ Ct‬ف©‪F‬ا الظروف ال{‪ i‬كانت قائمة عند التعاقد بحيث تطرأ‬
‫حوادث استثنائية عامة لم يكن ‪M‬ي الوسع توقعها وي‪C‬تب ع‪h‬ى حدو‪Fö‬ا‬
‫أن يصبح تنفيذ الالام مرهقا للمدين‪ ،‬وهو ما ال يتحقق إال ‪M‬ي‬
‫العقود الزمنية واملستمرة‪.‬‬
‫]‪ ífÒ†¹]æ_íŞ×j~¹]çÏÃÖ]æíŞéŠfÖ]çÏÃÖ]VínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫تنقسم العقود أيضا من حيث طبيع‪FG‬ا إ‪-‬ى عقود بسيطة‬
‫وعقود مختلطة أو مركبة‪.‬‬
‫فالعقد البسيط هو العقد الفريد الذي ينظم مسألة محددة‬
‫أي عملية قانونية واحدة‪ 36‬كما هو الشأن ‪M‬ي عقد البيع أو ٕالايجار‬

‫‪36‬ذنا عبد الطيف خلفي – م س – ص‪46 -‬‬


‫‪- 48 -‬‬
‫ففي هذﻩ الحالة نكون أمام عقد بسيط يتضمن عملية قانونية‬
‫واحدة ‪¤‬ي البيع ‪M‬ي عقد البيع وٕالايجار ‪M‬ي عقد ٕالايجار‪.‬‬
‫أما العقد املختلط فهو ذلك العقد الذي تتداخل فيه عدة‬
‫عقود وتشكل عقدا وحيدا‪،‬كالعقد الذي يربط ب‪t‬ن مالك الفندق‬
‫والزبون فهذا العقد يتشكل من عدة عناصر‪ ،‬فهو من جهة عقد‬
‫إيجار بالنسبة إ‪-‬ى ال‪È‬يل‪ ،‬ومن جهة أخرى بيع بالنسبة للمأكل‬
‫واملشروب‪ ،‬ويتضمن كذلك عقد وديعة بالنسبة لألمتعة ال{‪i‬‬
‫يحضرها معه إ‪-‬ى الفندق‪ .‬ومن أمثلة العقد املختلط هناك العقد‬
‫الذي يجمع ب‪t‬ن ٕالايجار والبيع ‪ Location vente‬أي ٕالايجار املق‪C‬ن بنية‬
‫البيع أو وعد بيع‪.‬‬
‫وعليه فإن العقد املختلط قد يخضع لألحكام العامة للعقود‬
‫ال{‪ i‬يشملها‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه ال يمنع من أن يخضع العقد املركب ألحكام أحد‬
‫العقود دون ٔالاخرى باعتبارﻩ العنصر الغالب واملهيمن ع‪h‬ى العملية‬
‫القانونية برم‪FG‬ا السيما عند تنافر ٔالاحكام ال{‪ i‬تطبق ع‪h‬ى كل عقد من‬
‫‪37‬‬
‫العقود‪.‬‬
‫]‪ ^â…^maoéuàځçÏÃÖ]ÜéŠÏiVoÖ^nÖ]gת¹‬‬
‫تنقسم العقود من حيت آثارها إ‪-‬ى عقود ملزمة لجانب‪t‬ن وعقود‬
‫ملزمة لجانب واحد‪ ،‬كما تنقسم إ‪-‬ى عقود معاوضة وعقود ت‪CD‬ع‪.‬‬

‫‪-37‬إذ عندئذ يؤخذ العقد املختلط كوحدة قائمة بذا]‪F‬ا_ أنظر الس‰‪F‬وري م‪.‬س‪ ،‬ص‪125‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫]‪gÞ^¢íڈ׹]çÏÃÖ]æ °fÞ^¢íڈ׹]çÏÃÖ]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫‪ ‚u]æ‬‬
‫أوال‪ :‬العقود امللزمة لجانب‪O‬ن‬
‫ويطلق عل©‪F‬ا أيضا اسم العقود التبادلية‪ ،‬و‪¤‬ي تلك العقود ال{‪i‬‬
‫تن‪ ÌjÊ‬الامات متقابلة ‪M‬ي ذمة كل من املتعاقدين بحيث يص‪ Ct‬كل‬
‫طرف دائنا ‪M‬ي جانب ومدينا ‪M‬ي جانب آخر‪ ،‬وكمثال ع‪h‬ى العقود‬
‫امللزمة للجانب‪t‬ن عقد البيع‪ ،،‬فاملش‪C‬ي ملزم بتسليم الثمن مقابل‬
‫الحصول ع‪h‬ى ال‪ijÊ‬ء املبيع والبائع ملزم بتسليم املبيع مقابل‬
‫الحصول ع‪h‬ى الثمن‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن كل طرف له حق وعليه ‪M‬ي الوقت‬
‫ذاته الام‪ .‬وهذا التقابل ب‪t‬ن الحقوق والالامات ينطبق ع‪h‬ى العديد‬
‫من العقود ٔالاخرى كعقد الشغل وعقد ٕالايجار‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬العقود امللزمة لجانب وأحد‪.‬‬
‫العقود امللزمة لجانب واحد ‪¤‬ي ال{‪ i‬ترتب الامات ع‪h‬ى عاتق‬
‫أحد طرف©‪F‬ا فقط دون الطرف ٓالاخر‪ ،‬فيكون أحدهما دائنا وليس‬
‫مدينا وٓالاخر مدينا وليس دائنا‪.‬‬
‫وكمثال ع‪h‬ى ذلك عقد الهبة بدون عوض حيث يلم الواهب‬
‫بنقل ملكية ال‪ijÊ‬ء املوهوب وتسليمه إ‪-‬ى املوهوب إليه‪M ،‬ي ح‪t‬ن ال‬
‫يلم هذا ٔالاخ‪ Ct‬بأي الام اتجاﻩ الواهب وإنما يكون دائنا فقط‪.‬‬
‫ومثالها عقد الوديعة بدون أجر حيث يلم املودع عندﻩ نحو املودع‬

‫‪- 50 -‬‬
‫بتسليم ال‪ijÊ‬ء املودع والسهر ع‪h‬ى صيانته وردﻩ عند الطلب دون أن‬
‫يلم املودع بأي ‪ijÉ‬ء نحو املودع عندﻩ‪.‬‬
‫هذا ويجب التمي‪ t‬ب‪t‬ن العقد امللزم لجانب واحد والتصرف‬
‫القانوني الصادر من جانب واحد‪ ،‬فاألول يتم كسائر العقود بتوافق‬
‫ٕالايجاب والقبول أي ب‪t‬ن إرادت‪t‬ن متطابقت‪t‬ن غ‪ Ct‬أنه من حيث أثرﻩ‬
‫يكون ملزما لجانب واحد‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن التصرف القانوني الصادر من‬
‫جانب واحد ينتج أثرﻩ بإرادة منفردة ولذلك ال يعت‪ CD‬عقدا‪ .‬ومثال ذلك‬
‫الوصية ال{‪¤ i‬ي بإرادة املو‪ ijü‬وحدﻩ دون أن تتوقف ع‪h‬ى قبول‬
‫املو‪ Šjü‬له‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أثر التمي‪ 'O‬ب‪O‬ن العقود امللزمة لجانب‪O‬ن وتلك امللزمة‬
‫لجانب واحد‬
‫_من حيث الفسخ‪M ،‬ي العقد امللزم لجانب‪t‬ن يكون للمتعاقد‬
‫ٓالاخر حق طلب الفسخ ‪M‬ي حالة عدم التنفيذ النتفاء سبب الامه‪،‬أما‬
‫‪M‬ي العقد امللزم لجانب واحد يكون للطرف ٓالاخر الحق ‪M‬ي ‪M‬ي طلب‬
‫التنفيذ بدال من طلب الفسخ‪.‬‬
‫_من حيث تحمل التبعةأي تبعة استحالة تنفيذ الالام فإ‪Fº‬ا‬
‫تقع ع‪h‬ى عاتق املدين ‪M‬ي العقد امللزم لجاب‪t‬ن‪ .‬أما ‪M‬ي العقد امللزم‬
‫لجانب واحد فإن تحمل التبعة تقع ع‪h‬ى عاتق الدائن‪.‬‬
‫‬

‫‪- 51 -‬‬
‫]‪ ÅjÖ]çÏÂæí•æ^ù]çÏÂVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫أوال‪:‬عقود املعاوضة ‪Contrat à titre onéreux‬‬
‫‪¤‬ي العقود ال{‪ i‬يأخذ ف©‪F‬ا أحد املتعاقدين مقابال ملا أعطاﻩ‪،‬‬
‫ويعطي مقابال ملا أخذ‪ ،‬كما هو الشأن ‪M‬ي عقد البيع‪ ،‬فالبائع يأخذ‬
‫الثمن مقابل تسليمه املبيع إ‪-‬ى املش‪C‬ي وهذا ٔالاخ‪ Ct‬يأخذ املبيع مقابل‬
‫تسليمه الثمن إ‪-‬ى البائع‪.‬أي أنه عقد تكون فيه الفائدة متبادلة لكل‬
‫من الطرف‪t‬ن‪.38‬‬
‫نفس ال‪ijÊ‬ء ‪M‬ي عقد ٕالايجار حيت يحصل املؤجر ع‪h‬ى مبلغ‬
‫الكراء مقابل تمك‪t‬ن املستأجر من الانتفاع بالع‪t‬ن املؤجرة واملستأجر‬
‫ينتفع بالع‪t‬ن املؤجرة مقابل دفعه مبلغ الكراء إ‪-‬ى املؤجر‪.39‬‬
‫ثانيا‪:‬عقود الت‪Xx‬ع ‪Contrat à titre gratuit‬‬
‫عقد الت‪CD‬ع هو العقد الذي ال يأخذ فيه أحد املتعاقدين مقابال‬
‫ملا أعطاﻩ وال يعطي مقابال ملا أخذ‪ .‬ومثله عقد الهبة بدون عوض‪،‬‬
‫والقرض بدون فائدة والوكالة بدون أجر‪ ،‬وعقد عارية الاستعمال‪.‬‬
‫فالعارية عقد ت‪CD‬ع بالنسبة إ‪-‬ى املع‪ Ct‬ألنه ال يأخذ شيئا من املستع‪Ct‬‬
‫مقابل ال‪ijÊ‬ء املعار له‪ ،‬وبالنسبة للمستع‪ Ct‬ال يعطي شيئا للمع‪Ct‬‬
‫مقابل الانتفاع بال‪ijÊ‬ء املعار‪.‬‬

‫‪ -38‬الس‰‪F‬وري م‪.‬س‪ ،‬ص‪134 .‬‬


‫‪ -39‬الس‰‪F‬وري‪ ،‬نظرية العقد الجزء ٔالاول‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1998‬منشورات الحل¨‪ i‬ص ‪136‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫ولتمي‪ t‬عقد الت‪CD‬ع عن عقد املعاوضة ينظر إ‪-‬ى نية املتعاقدين‬
‫مثل الهبات ال{‪ i‬تتم ‪M‬ي عقود الزواج‪ ،‬كما يتم النظر إ‪-‬ى الباعث‬
‫الدافع إ‪-‬ى التعاقد مثل الهبات ال{‪ i‬تعطى مكافأة ع‪h‬ى عمل استفاد‬
‫منه الواهب‪.40‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية تقسيم العقود إŒى عقود معاوضة وعقودت‪Xx‬ع‬
‫تبدو أهمية هذا التقسيم ‪M‬ي الجوانب التالية‪:‬‬
‫من حيث الغلط ‪M‬ي شخص املتعاقد نجد أنه نظرا لكون عقود‬
‫الت‪CD‬ع تقوم ع‪h‬ى الاعتبار الشخ‪ ijÄ‬فإن الغلط يعيب ٕالارادة ف©‪F‬ا‬
‫ويجعلها قابلة لإلبطال‪ ،‬وعليه فإن من ‪FÓ‬ب مبلغا من املال إ‪-‬ى‬
‫شخص ع‪h‬ى اعتبار أنه قريب له ليتضح فيما بعد أنه ال يمت له‬
‫بصلة جاز له املطالبة بإبطال هذﻩ الهبة‪.‬‬
‫أما ‪M‬ي عقود املعاوضة فإن الغلط ‪M‬ي شخص املتعاقد ال يعيب‬
‫ٕالارادة إال إذا كانت شخصيته محل اعتبار خاص ع‪h‬ى النحو الذي‬
‫س‪CÈ‬اﻩ بتفصيل الحقا عند دراسة الغلط‪.‬‬
‫أما من حيث تقدير مسؤولية املتعاقد عند إخالله بالامه‪،‬‬
‫فإن مسؤولية املت‪CD‬ع تكون أخف من مسؤولية املعاوض كما هو‬
‫الشأن ‪M‬ي الوديعة بدون أجر حيث أن املودع عندﻩ ال يضمن هالك‬
‫ال‪ijÊ‬ء أو تلفه إال إذا حصل ذلك بفعله أو إهماله طبقا للفصل ‪806‬‬
‫من قانون الالامات والعقود‪ ،‬أما إذا كانت الوديعة بأجر فإن املودع‬

‫‪ -40‬الس‰‪F‬وري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪138‬‬


‫‪- 53 -‬‬
‫عندﻩ يكون ضامنا للهالك أو التلف الناتج عن أي سبب يمكن دفعه‬
‫وذلك وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 807‬من قانون الالامات والعقود‪.‬‬
‫]‪ ^êÃ膎iÜé¿ßiçqægŠuçÏÃÖ]ÜéŠÏiVÄe]†Ö]gת¹‬‬
‫تنقسم العقود من حيث تنظيم املشرع لها أو عدم تنظيمه إ‪-‬ى‬
‫عقود مسماة وغ‪ Ct‬مسماة‪.‬‬
‫]‪ Jì^ÛŠ¹]çÏÃÖ]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫واملقصود م‰‪F‬ا العقود ال{‪ i‬خصها املشرع بنص خاص وتو‪-‬ى‬
‫تنظيمها بحيث وضع لها أحكاما خاصة وذلك بالنظر النتشارها وك‪C‬ة‬
‫تداولها ب‪t‬ن ٔالافراد ‪M‬ي معامال]‪F‬م‪ .‬ومثال هذﻩ العقود ال{‪ i‬نظمها‬
‫املشرع املغربي كث‪Ct‬ة م‰‪F‬ا ما يرد ع‪h‬ى امللكية كالبيع والهبة والشركة‪،‬‬
‫وم‰‪F‬ا ما يرد ع‪h‬ى الانتفاع بال‪ijÊ‬ء كاإليجار‪ ،‬وم‰‪F‬ا ما يرد ع‪h‬ى العمل‬
‫كعقد املقاولة وعقد الشغل‪ .‬ومما تجدر ٕالاشارة إليه أنه عند إغفال‬
‫املشرع ‪M‬ي تنظيمه لهذﻩ العقود لبعض العناصر املكونة لها أو بعض‬
‫تفاصيلها فإنه يتع‪t‬ن الرجوع إ‪-‬ى املبادئ العامة ال{‪ i‬تخضع لها سائر‬
‫العقود طبقا للنظرية العامة لاللامات‪ ،‬وعند الاقتضاء يرجع إ‪-‬ى‬
‫‪41‬‬
‫القواعد الخاصة بأقرب العقود املسماة عن طريق القياس‪.‬‬
‫‬

‫‪ -41‬محمد الربي‪Ô‬ي‪ :‬محاضرات ‪M‬ي نظرية العقد‪ ،‬مطبوع حاص بمسلك الدراسات القانونية‬
‫الفصل الثاني‪ ،‬السنة الجامعة ‪ ،2012-2011‬ص ‪.13‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫]‪ ì^ÛŠ¹]ƁçÏÃÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫العقد غ‪ Ct‬املسمŠ هو ذلك العقد الذي لم يتناوله املشرع‬
‫بتنظيم خاص وترك أمرﻩ إلرادة ٔالاطراف املتعاقدة‪ ،‬ذلك أن العديد‬
‫من العقود تستدع©‪F‬ا الحاجة إ‪-‬ى تبادل املصالح ب‪t‬ن ٔالافراد وتنوع‬
‫معامال]‪F‬م وتطور مضامي‰‪F‬ا وصورها مما ال يمكن معه أن يتناولها‬
‫املشرع جميعها بتنظيم خاص وإنما تبقى خاضعة للمبادئ العامة‬
‫ال{‪ i‬تخضع لها سائر العقود‪.‬‬
‫والعقود غ‪ Ct‬املسماة متعددة ومختلفة باختالف موضوعها‬
‫والغرض م‰‪F‬ا‪ ،‬ذلك أن ٕالارادة حرة ‪M‬ي إنشاء ما تريدﻩ من العقود‬
‫ووضع القواعد املنظمة ‪M‬ي حدود ما يفرضه النظام العام‪ ،‬حيث ال‬
‫يجوز التنصيص ع‪h‬ى قواعد تخالف القواعد ٓالامرة املتعلقة بالنظام‬
‫العام‪ .‬ومن أمثلة العقود الغ‪ Ct‬مسماة العقد الذي ي‪CD‬م ب‪t‬ن الناشر‬
‫واملؤلف‪ ،‬وعقد التعليم الذي ي‪CD‬م ب‪t‬ن املؤسسة التعليمية‬
‫الخصوصية والطالب‪ ،‬ومثله أيضا العقد امل‪CD‬م ب‪t‬ن مدير املسرح‬
‫واملمثل‪t‬ن وكذا العقد الذي يتم ب‪t‬ن مصور وشخص آخر ألخذ‬
‫صورته‪.42‬‬
‫‬

‫‪ -42‬الس‰‪F‬وري – نظرية العقد م‪.‬س‪ ،‬ص ‪123‬‬


‫‪- 55 -‬‬
‫]‪Æ‚ÏÃÖ]æ îÛŠ¹]‚ÏÃÖ]°eˆééÛjÖ]íéÛâ_VínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫]‪ îÛŠ¹‬‬
‫تظهر أهمية هذا التمي‪M t‬ي تحديد القواعد ال{‪ i‬تحكم العقد‪،‬‬
‫فالعقد املسمŠ تطبق عليه أوال أحكامه الخاصة فإن لم يوجد حكم‬
‫خاص لتفصيل مع‪t‬ن يتم الرجوع إ‪-‬ى القواعد العامة لنظرية العقد‪.‬‬
‫أما بالنسبة إ‪-‬ى العقد غ‪ Ct‬املسمŠ فإنه يخضع للقواعد العامة‬
‫ال{‪ i‬تحكم سائر العقود طبقا للنظرية العامة لاللامات فإن لم‬
‫يوجد نص تطبق بطريق القياس القواعد الخاصة املطبقة ع‪h‬ى أقرب‬
‫العقود املسماة ش‪FÛ‬ا بذلك العقد‪.43‬‬
‫]‪ ‚ÏÃÖ]á^Ò…_VêÞ^nÖ]ņËÖ‬‬
‫يقصد بأركان العقد املقومات ٔالاساسية ال{‪ i‬يحتاج إل©‪F‬ا‬
‫لقيامه وإنتاج كامل آثارﻩ‪ .‬وقد حدد املشرع املغربي ‪M‬ي الفصل الثاني‬
‫من قانون الالامات والعقود ٔالاركان الالزمة لصحة الالامات ال{‪i‬‬
‫تنشأ عن الاتفاقات أو العقود والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫" ٔالاركان الالزمة لصحة الالامات الناشئة عن تعب‪ Ct‬عن إرادة‬
‫حرة ‪¤‬ي‪:‬‬
‫‪ٔ - 1‬الاهلية لاللام‬
‫‪ -2‬تعب‪ Ct‬صحيح عن ٕالارادة يقع ع‪h‬ى العناصر ٔالاساسية لاللام‬
‫‪ijÉ - 3‬ء محقق يصلح ألن يكون محال لاللام‬

‫‪43‬عبد ال´ي حجازي م س –ص‪508-‬‬


‫‪- 56 -‬‬
‫‪ - 4‬سبب مشروع لاللام"‬
‫فانطالقا من هذا الفصل يتب‪t‬ن أن املشرع حدد ٔالاركان الالزمة‬
‫النعقاد العقد ‪M‬ي ٔالاهلية وال‪C‬ا‪ ijÃ‬واملحل والسبب‪ ،‬و‪¤‬ي أركان عامة‬
‫يضاف إل©‪F‬ا ركن الشكلية ‪M‬ي العقود الشكلية والتسليم ‪M‬ي العقود‬
‫العينية‪.‬‬
‫واملالحظ أن املشرع املغربي جعل ٔالاهلية ركنا ‪M‬ي العقد وهو‬
‫أمر غ‪ Ct‬سليم‪ ،‬ذلك أن ٔالاهلية حسب ما أجمع عليه الفقه ‪¤‬ي شرط‬
‫من شروط صحة ٕالارادة ‪M‬ي ال‪C‬ا‪ ijÃ‬وليست ركنا من أركان العقد‪،‬‬
‫ف¦‪ i‬تتصل اتصاال وثيقا بنظام ال‪C‬ا‪ ijÃ‬حيث أن إرادة الالام‬
‫لتكوين العقد تقت’‪ ij‬أن يكون املتعاقد من جهة أهال لاللام‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى أن تكون إرادته سليمة من العيوب ال{‪ i‬قد تشو‪Fz‬ا‪.‬‬
‫ولإلملام بأركان العقد سنقسم هذا الفرع إ‪-‬ى خمسة مباحث حيث‬
‫نتناول ‪M‬ي املبحث ٔالاول ركن ال‪C‬ا‪ ijÃ‬ع‪h‬ى أن نخصص مبحثا ثانيا‬
‫لصحة ال‪C‬ا‪ ijÃ‬وندرس فيه ٔالاهلية وعيوب الرضاء‪ ،‬أما املبحث‬
‫الثالث فنتناول فيه ركن املحل‪M ،‬ي ح‪t‬ن نعالج ‪M‬ي املبحث الرابع ركن‬
‫السبب ع‪h‬ى أن نخصص املبحث الخامس للشكلية ‪M‬ي العقود‬
‫الشكلية والتسليم ‪M‬ي العقود العينية‪.‬‬
‫‬

‫‪- 57 -‬‬
‫]‪ ê•]Ö]VÙæù]ovf¹‬‬
‫ال‪C‬ا‪ ijÃ‬ركن أسا‪M ijk‬ي العقد إذ ال يوجد عقد بدون ترا‪ijÃ‬‬
‫وهو توافق إرادتي املتعاقدين ع‪h‬ى إحداث ٔالاثر القانوني املتو‪à‬ى من‬
‫العقد‪.44‬و يتحقق هذا التوافق بصدور إيجاب ضمن عرض موجه من‬
‫أحد الطرف‪t‬ن إ‪-‬ى ٓالاخر وصدور قبول مطابق لإليجاب من الشخص‬
‫الذي وجه إليه‪ ،‬فإذا اق‪C‬ن القبول باإليجاب حصل ال‪C‬ا‪ ijÃ‬وتم‬
‫العقد‪.‬‬
‫وقد يحصل أحيانا أن يتم التعاقد ال بواسطة املتعاقد نفسه‪،‬‬
‫بل قد ينيب عنه غ‪Ct‬ﻩ ‪M‬ي ذلك‪.‬‬
‫وعليه سنقسم هذا املبحث إ‪-‬ى ثالثة مطالب وذلك ع‪h‬ى‬
‫الشكل التا‪-‬ي‪ :‬املطلب ٔالاول ‪ :‬التعب‪ Ct‬عن ٕالارادة املطلب الثاني‪ :‬تطابق‬
‫ٕالارادت‪t‬ن واملطلب الثالث‪ :‬النيابة ‪M‬ي التعاقد‪.‬‬
‫]‪ ì]…ý]àÂfÃjÖ]VÙæù]gת¹‬‬
‫التعب‪ Ct‬عن ٕالارادة هو الوسيلة ال{‪ i‬تظهر ‪Fz‬ا ٍ ٕالارادة إ‪-‬ى الح‪t‬‬
‫الخار‪þ‬ي ع‪ CD‬مسلك يدل ع‪h‬ى وجودها‪ ،‬ولذلك يشكل التعب‪ Ct‬عن‬
‫ٕالارادة الجزء ٔالاسا‪M ijk‬ي العقد‪ .‬والع‪CD‬ة بالتعب‪ Ct‬الخار‪þ‬ي لإلرادة الذي‬

‫‪44‬يجب عدم الخلط ب‪t‬ن ال‪C‬ا‪ ijÃ‬وٕالارادة‪ ،‬فاإلرادة أحد طر‪M‬ي ال‪C‬ا‪ ijÃ‬أما ال‪C‬ا‪ ijÃ‬فيكون‬
‫من إرادت‪t‬ن ع‪h‬ى ٔالاقل‪.‬‬
‫عبد ال´ي حجازي م س – ص‪52 -‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫من شأنه أن يحدث أثرا قانونيا ح{Š لو كان مخالفا ملا اتجهت إليه‬
‫ٕالارادة الباطنة‪.45‬‬
‫هذا ولم يش‪C‬ط املشرع املغربي شكال خاصا للتعب‪ Ct‬عن ٕالارادة‪،‬‬
‫فقد يأتي صريحا وقد يكون ضمنيا‪ ،‬كما أنه قد يستخلص أحيانا من‬
‫مجرد السكوت وهو ما سنتناوله ‪M‬ي الفقرة التالية‪:‬‬
‫]‪ x膒Ö]fÃjÖ]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫يقصد بالتعب‪ Ct‬الصريح عن ٕالارادة ذاك الذي يدل داللة‬
‫مباشرة ع‪h‬ى ما يريدﻩ من صدر التعب‪ Ct‬عنه‪46‬وذلك بأسلوب مألوف‬
‫ب‪t‬ن الناس‪ .‬فقد يكون هذا التعب‪ Ct‬باللفظ أو بالكتابة عرفية كانت أو‬
‫رسمية‪ ،‬أو عن طريق ٕالاشارة ال{‪ i‬تعارف الناس ع‪h‬ى استعمالها مثل‬
‫رفع الرأس عموديا للموافقة‪ ،‬وأفقيا للداللة ع‪h‬ى الرفض‪ ،‬أو باتخاذ‬
‫موقف ال يث‪ Ct‬أي شك ع‪h‬ى نية صاحبه‪ ،‬كعرض التاجر لسلعة أمام‬
‫متجرﻩ محددا لها ثمنا معلوما‪ .‬فمثل هذا العرض يعت‪ CD‬منه إيجابا‬
‫صريحا‪ ،‬نفس ال‪ijÊ‬ء بالنسبة لوقوف سيارات ٔالاجر ة ‪M‬ي ٔالاماكن‬
‫املخصصة لها حيث يعت‪ CD‬ذلك عرضا صريحا إلبرام عقد نقل‪.‬‬

‫‪ -45‬تميل املدرسة ٔالاملانية إ‪-‬ى ٔالاخذ باملظاهر املادية املحسوسة ‪M‬ي ح‪t‬ن تأخذ املدرسة‬
‫الفرنسية باإلرادة الحقيقية وهو ما يميل إليه فقهاء الشريعة ٕالاسالمية إذ الع‪CD‬ة لد‪FÓ‬م‬
‫باملعاني ال باأللفاظ‪.‬‬
‫الس‰‪F‬وري – نظرية العقد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪168‬‬
‫‪46‬عبد الطيف خالفي م س –ص‪52-‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫هذا وقد يش‪C‬ط املشرع التعب‪ Ct‬الصريح عن ٕالارادة كما ‪M‬ي حالة الام‬
‫الكفيل والتضامن الاتفاي ب‪t‬ن املدين‪t‬ن‪.47‬‬
‫]‪ VÛ–Ö]fÃjÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫وهو الذي يدل عن ٕالارادة بطريقة غ‪ Ct‬مباشرة بحيث تستنبط‬
‫منه إرادة صاحبه بشكل ضم€‪ ،i‬كما لو بقي املستأجر بالع‪t‬ن املؤجرة‬
‫بعد ان‪FG‬اء مدة ٕالايجار دون اع‪C‬اض من املؤجر‪ .‬فهذا تعب‪ Ct‬ضم€‪ i‬ع‪h‬ى‬
‫إرادة كل من املستأجر واملؤجر ‪M‬ي تجديد عقد الكراء‪ .‬وكذلك ٔالامر ‪M‬ي‬
‫حالة قيام أحد من الجمهور ‪M‬ي تناول أحد املأكوالت املعروضة للبيع‬
‫حيث يعت‪ CD‬ذلك قبوال ضمنيا منه ع‪h‬ى شرائه بالثمن الذي حددﻩ‬
‫التاجر‪.48‬‬
‫]‪Ù^Ӎ_ àÚ øӍ jÃè lçÓŠÖ] Øâ VínÖ^nÖ] ì†ÏËÖ‬‬
‫]‪ Jì]…ý]àÂfÃjÖ‬‬
‫إذا كان التعب‪ Ct‬الصريح والتعب‪ Ct‬الضم€‪ i‬يعت‪ CD‬أسلوبا للتعب‪Ct‬‬
‫عن ٕالارادة فإن التساؤل املطروح هو هل يمكن اعتبار السكوت ‪M‬ي‬
‫عداد التعب‪ Ct‬الضم€‪ i‬عن ٕالارادة؟‪.‬‬

‫‪ -47‬أنظر الفصل ‪ 1123‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي أكد ع‪h‬ى أن الام الكفيل يجب أن يكون صريحا‬
‫والكفالة ال تف‪C‬ض وكذا الفصل ‪ 164‬ق‪ .‬ل‪ .‬ع بخصوص التضامن ب‪t‬ن املدين‪t‬ن‪.‬‬
‫‪ -48‬استخالص القبول الضم€‪ i‬أيسر من ٕالايجاب الضم€‪.i‬الس‰‪F‬وري نظرية العقد‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬
‫ص ‪156‬‬
‫‪- 60 -‬‬
‫إن السكوت موقف سل¨‪ i‬بحيث ال يمكن أن يع‪ CD‬به عن‬
‫ٕالايجاب‪ ،‬ذلك أن هذا ٔالاخ‪ Ct‬عرض صادر من املوجب لشخص آخر‪،‬‬
‫وهذا العرض ال يمكن أن يستخلص من مجرد السكوت‪ .‬وعليه فإنه‬
‫ال محل للبحث عما إذا كان السكوت صالحا ألن يكون تعب‪Ct‬ا ضمنيا‬
‫عن ٕالايجاب بل إن املشكل يبقى مطروحا بخصوص القبول‪ ،‬فهل‬
‫يمكن اعتبار سكوت الشخص الذي وجه إليه العرض تعب‪Ct‬ا ضمنيا‬
‫عن القبول؟‬
‫الجواب هو أن السكوت ال يعت‪ CD‬مبدئيا قبوال وفق القاعدة ال{‪i‬‬
‫أقرها فقهاء الشريعة ٕالاسالمية ومفادها " ال ينسب إ‪-‬ى ساكت قول‬
‫"‪.‬فالسكوت يدل ع‪h‬ى الرفض أك‪ C‬من داللته ع‪h‬ى القبول‪ .‬بل ؤالاصل‬
‫أن السكوت رفض للتعاقد ذلك أن استخالص القبول من سكوت من‬
‫وجه إليه ٕالايجاب يع€‪ i‬أننا نفرض عليه ضرورة الرفض لكل ما‬
‫يعرض عليه وهذا فيه تكليف شديد ال يقبله املنطق السليم‪.‬‬
‫وبخالف السكوت البسيط الذي ال يحمل أية إشارة للتعب‪Ct‬‬
‫عن ٕالارادة ذهب فقهاء الشريعة ٕالاسالمية إ‪-‬ى اعتبار السكوت تعب‪Ct‬ا‬
‫عن القبول إذا حفته ظروف تجعل فيه هذﻩ ٕالاشارة وفق قولهم ‪":‬‬
‫إن السكوت ‪M‬ي معرض الحاجة إ‪-‬ى البيان بيان"‪ ،‬وهو ما يطلق عليه‬
‫بالسكوت املوصوف أو املالبس‪،49‬أي الذي تق‪C‬ن به ظروف مالبسة‬
‫تجعل منه تعب‪ Ct‬عن رضاء كمبدأ عام‪.50‬‬

‫‪49‬السكوت املوصوف هو السكوت الذي تحيط به مالبسات تحمل داللة ع‪h‬ى الر‪ŠjÃ‬‬
‫والقبول‬
‫‪- 61 -‬‬
‫فالقانون قد يفرض ع‪h‬ى شخص ‪M‬ي بعض الحاالت التعب‪ Ct‬عن‬
‫إرادته بشكل من ٔالاشكال وذلك باتخاذ موقف إيجابي إذا لم يكن‬
‫يرغب ‪M‬ي التعاقد‪ ،‬وإال فإن السكوت يعت‪ CD‬قبوال من طرفه‪ ،‬وهو ما‬
‫نصت عليه الفقرة ٔالاخ‪Ct‬ة من الفصل ‪ 25‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬بقولها‪":‬ويكون‬
‫السكوت عن الرد بمثابة القبول‪ ،‬إذا تعلق ٕالايجاب بمعامالت سابقة‬
‫بدأت فعال ب‪t‬ن الطرف‪t‬ن"‪،‬مما يع€‪ i‬أن هناك الام قانوني يق’‪ ij‬ع‪h‬ى‬
‫الشخص بالتعب‪ Ct‬عن إرادته إذا اختار الرفض وإال اعت‪ CD‬سكوته قبوال‪.‬‬
‫وقد يعت‪ CD‬السكوت أحيانا قبوال وذلك باتفاق الطرف‪t‬ن‪ ،‬كما ‪M‬ي‬
‫الحالة ال{‪ i‬يتفق ف©‪F‬ا طر‪M‬ي عقد ٕالايجار ع‪h‬ى تجديد العقد بعد ان‪FG‬اء‬
‫مدته ملدة أخرى إذا لم يخطر أحدهما ٓالاخر عن رغبته ‪M‬ي عدم‬
‫التجديد خالل ف‪C‬ة معينة قبل انقضاء مدته‪ .‬ففي هذﻩ الحالة إذا لم‬
‫يع‪ CD‬أي من الطرف‪t‬ن عن إرادته ‪M‬ي رفض التجديد فإن سكو]‪F‬ما يعت‪CD‬‬
‫رضاء بإبرام عقد جديد‪.‬‬
‫]‪ °i]…cÐÊ]çiVêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫رأينا أن ال‪C‬ا‪ ijÃ‬كركن من أركان العقد يحصل من خالل‬
‫التعب‪ Ct‬عن إرادت‪t‬ن متطابقت‪t‬ن‪ ،‬ويتحقق هذا التطابق بصدور إيجاب‬
‫يتضمن عرضا موجها من أحد الطرف‪t‬ن إ‪-‬ى ٓالاخر يعرض عليه رغبته‬

‫والسكوت املالبس هو الذي يحمل ‪M‬ي طياته داللة للتعب‪ Ct‬عن القبول أك‪ C‬من الرفض ولذا‬
‫جاز اعتبارﻩ داللة ع‪h‬ى القبول‬
‫أنظر ‪M‬ي هذا الشأن ‪ :‬املختار عطار –م س – ص‪94-‬‬
‫‪ -50‬الفصل ‪ 38‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪- 62 -‬‬
‫‪M‬ي التعاقد وصدور قبول من هذا ٔالاخ‪ Ct‬يكون مطابقا تماما ملا جاء ‪M‬ي‬
‫ٕالايجاب‪ .‬ويع€‪ i‬ذلك أنه يش‪C‬ط لحصول ال‪C‬ا‪ ijÃ‬وجود إيجاب‬
‫وقبول‪ ،‬وأن يأتي القبول مطابقا لإليجاب ‪M‬ي كل ما تضمنه من‬
‫عناصر وإال اعت‪ CD‬إيجابا جديدا يجب أن يوافقه بعد ذلك قبول‪.‬‬
‫وعليه سنتناول ‪M‬ي هذا املطلب عنصر ٕالايجاب ‪M‬ي فقرة أو‪-‬ى‬
‫وندرس ‪M‬ي الفقرة الثانية القبول ثم نخصص فقرة ثالثة لدراسة‬
‫اق‪C‬ان القبول باإليجاب‪.‬‬
‫]‪ Vh^«ý]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫سنتناول ‪M‬ي هذﻩ الفقرة مفهوم ٕالايجاب وخصائصه وقوته‬
‫امللزمة ثم أحوال سقوط ٕالايجاب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم ٕالايجاب وخصائصه‬
‫هو تعب‪ Ct‬عن ٕالارادة يتضمن عرضا كامال وملزما يعرض بموجبه‬
‫شخص مع‪t‬ن ع‪h‬ى آخر إبرام عقد وفقا لشروط معينة بحيث ال‬
‫يتوقف تمام العقد إال ع‪h‬ى موافقة الطرف ٓالاخر‪.51‬‬
‫ومن خالل هذا التعريف يتضح أن ٕالايجاب يتم‪ t‬بمجموعة‬
‫من الخصائص‪ .‬فهو من جهة عرض جازم وبات‪ ،‬فاإليجاب يلزم أن‬
‫يكون ‪Fº‬ائيا أي صادرا عن نية باتة ‪M‬ي التعاقد‪ ،‬أما إذا لم يعقد‬
‫املوجب عزمه ‪Fº‬ائيا ع‪h‬ى التعاقد فإننا ال نكون بصدد إيجاب وإنما‬

‫‪51‬عبد ال´ي حجازي – م س‪599 -‬‬


‫‪- 63 -‬‬
‫مجرد دعوة إ‪-‬ى املفاوضة بشأن التعاقد‪52‬وال{‪ i‬ليست سوى الدور‬
‫ٔالاول من ٕالايجاب وليس لها أثرا قانونيا إذ يجوز لكل طرف العدول‬
‫ع‰‪F‬ا‪.53‬‬
‫كما يتم‪ٕ t‬الايجاب بكونه عرض كامل بحيث ال يكون انعقاد‬
‫العقد متوقفا إال ع‪h‬ى موافقة من وجه إليه ٕالايجاب‪ .‬ومن تم يجب‬
‫أن يكون ٕالايجاب مشتمال ع‪h‬ى العناصر ٔالاساسية للعقد املراد إبرامه‬
‫وال{‪ i‬تقتض©‪F‬ا طبيعته‪ ،‬فإذا كان ٕالايجاب يتعلق بإبرام عقد البيع لزم‬
‫أن يكون مشتمال ع‪h‬ى ال‪ijÊ‬ء املبيع‪ ،‬وع‪h‬ى الثمن باعتبارهما عنصرين‬
‫أساسي‪t‬ن ‪M‬ي عقد البيع‪ ،‬فإذا أتى ٕالايجاب خاليا من بيان كاف عن‬
‫ال‪ijÊ‬ء محل البيع وثمنه كان ٕالايجاب ناقصا وال يصح أن يق‪C‬ن به‬
‫قبول‪ .‬وعليه ال يعت‪ CD‬إيجابا إعالن الشخص استعدادﻩ للبيع بأسعار‬
‫مغرية ألنه ال يتضمن بيانا كافيا للثمن وإنما دعوة إ‪-‬ى املفاوضة بشأن‬
‫التعاقد‪.‬بل إن املوجب ح{Š لو استقر ع‪h‬ى رأي بحيث يخرج من دائرة‬
‫املفاوضة دون أن يبت فيه بتا ‪Fº‬ائيا فإننا ال نكون بصدد عرض جازم‬
‫وبات وشامل كما لو عرض التعاقد بثمن مع‪t‬ن مع احتفاظه بتعديله‬
‫طبقا لتغ‪ٔ Ct‬الاسعار أو مصاريف ٕالانتاج‪.‬‬

‫‪52‬عبد الطيف خالفي م س –ص‪58 -‬‬


‫‪ -53‬ال مسؤولية ع‪h‬ى من عدل عن املفاوضة طاما لم يصل ‪M‬ي مفاوضته إ‪-‬ى حد ٕالايجاب‬
‫البات‪،‬وال يكلف بإثبات سبب جدي لعدوله عن املفاوضة ما لم يرتكب خطأ يستوجب‬
‫التعويض‪.‬‬
‫أنظر الس‰‪F‬وري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪238‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫ثانيا‪ :‬القوة امللزمة لإليجاب‬
‫ٔالاصل أن ٕالايجاب ليس له بذاته قوة ملزمة ويمكن دائما‬
‫للموجب أن يرجع عن إيجابه ما لم يق‪C‬ن به قبول متطابق‪ ،‬أو ما‬
‫دام من وجه إليه ٕالايجاب لم يشرع ‪M‬ي تنفيذ العقد‪ ،‬وهو ما نص‬
‫عليه الفصل ‪ 26‬من قانون الالامات والعقود والذي جاء فيه ما‬
‫ي‪h‬ي‪ ":‬يجوز الرجوع ‪M‬ي ٕالايجاب مادام العقد لم يتم بالقبول أو‬
‫بالشروع ‪M‬ي التنفيذ من الطرف ٓالاخر"‪.‬‬
‫فهكذا إذا عرضت شركة ع‪h‬ى معمل بأن يصنع لها أدوات‬
‫معينة فإن الشركة تكون غ‪ Ct‬ملزمة بإيجا‪Fz‬ا ويجوز لها العدول عن‬
‫مطال‪FÛ‬ا طاملا أن املعمل لم يقبل ٕالايجاب املوجه إليه‪ ،‬أو لم يشرع ‪M‬ي‬
‫صنع ٔالادوات املطلوبة‪ ،‬غ‪ Ct‬أن املشرع املغربي اعت‪ٕ CD‬الايجاب ملزما ‪M‬ي‬
‫حالت‪t‬ن ‪:‬‬
‫الحالة ٔالاو‪-‬ى‪ :‬عندما يكون ٕالايجاب مق‪C‬نا بأجل للقبول حيث‬
‫يجب ع‪h‬ى املوجب ٕالابقاء ع‪h‬ى إيجابه إ‪-‬ى ح‪t‬ن انصرام هذا ٔالاجل‬
‫حسب ما نص عليه الفصل ‪ 29‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"من تقدم بإيجاب مع تحديد أجل للقبول بقي ملما اتجاﻩ‬
‫الطرف ٓالاخر إ‪-‬ى انصرام هذا ٔالاجل ويتحلل من إيجابه إذا لم يصله‬
‫رد بالقبول خالل ٔالاجل املحدد"‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬و‪¤‬ي ال{‪ i‬نص عل©‪F‬ا الفصل ‪30‬منا ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫بقوله" من تقدم بإيجاب عن طريق املراسلة من غ‪ Ct‬أن يحدد أجال‬
‫بقي ملما إ‪-‬ى الوقت املناسب لوصول رد املرسل إليه داخل أجل‬
‫‪- 65 -‬‬
‫معقول مالم يظهر بوضوح من ٕالايجاب عكس ذلك" مما يع€‪ i‬أن‬
‫ٕالايجاب إذا تم باملراسلة دون تحديد زمن مع‪t‬ن‪ ،‬فإن املوجب يلم‬
‫بإيجابه الوقت الذي يكفي لوصول قبول صادر ‪M‬ي وقت مناسب و‪M‬ي‬
‫ظروف عادية‪ ،‬ما لم يكن املوجب قد أبلغ املوجه إليه ٕالايجاب أنه‬
‫لن ينتظر املدة ال{‪ i‬تستغرقها املراسلة العادية بأن طلب منه أن‬
‫يكون ردﻩ عن طريق الهاتف أو الفاكس إذ عندها يستطيع املوجب‬
‫التخلص من إيجابه دون أن ينتظر انصرام الوقت الذي تستغرقه‬
‫املراسلة العادية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أحوال سقوط ٕالايجاب‬
‫إذا وصل ٕالايجاب إ‪-‬ى علم من وجه إليه يكون هذا ٕالايجاب‬
‫قد استكمل كيانه القانوني بحيث يكون صالحا ألن يق‪C‬ن به قبول‬
‫مطابق‪ ،‬غ‪ Ct‬أن هذا ٕالايجاب يسقط ‪M‬ي الحاالت ٓالاتية‪:‬‬
‫‪ -1‬يسقط ٕالايجاب برفضه من طرف من وجه إليه سواء كان‬
‫هذا ٕالايجاب ملزما أو غ‪ Ct‬ملزم‪ ،‬وهذا الرفض قد يتخذ صورا‬
‫متعددة‪ ،‬فهو يكون خالصا أو محضا‪ ،‬وأحيانا يكون قبوال يتضمن‬
‫تعديالت لإليجاب ٔالاول‪ ،‬و‪M‬ي ذلك نص الفصل ‪ 27‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ع‪h‬ى ما‬
‫ي‪h‬ي‪ " :‬الرد املعلق ع‪h‬ى شرط أو املتضمن لقيد يعت‪ CD‬بمثابة رفض‬
‫لإليجاب يتضمن إيجابا جديدا"‪.‬‬
‫‪ -2‬يسقط ٕالايجاب إذا ان‪FG‬ت املدة املحددة صراحة للقبول من‬
‫طرف املوجب أو ضمنا إذا كان ٕالايجاب قد تم بواسطة املراسلة‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫‪- 3‬إذا تو‪M‬ي املوجب أو فقد أهليته أو أصبح ناقصها شريطة أن‬
‫يعلم من وجه إليه ٕالايجاب بذلك قبل أن يقبله‪ ،‬أما إذا كان من وجه‬
‫إليه ٕالايجاب ال يعلم بذلك وصدر قبول منه‪ ،‬فإن هذا القبول يكون‬
‫منتجا آلثارﻩ بحيث ال يحول ذلك دون إتمام العقد‪ ،‬وهو ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 31‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"موت املوجب أو نقص أهليته إذا طرأ بعد إرسال إيجابه ال‬
‫يحول دون إتمام العقد إن كان من وجه إليه ٕالايجاب قد قبله قبل‬
‫علمه بموت املوجب أو بفقد أهليته"‪.‬‬
‫هذا وتجدر ٕالاشارة إ‪-‬ى أن الع‪CD‬ة ‪M‬ي انعقاد العقد الحاصل‬
‫باملراسلة ‪¤‬ي بصدور القبول املوافق لإليجاب ال بوصول القبول إ‪-‬ى‬
‫املوجب‪ ،‬ومن تم إذا كان من وجه إليه ٕالايجاب قد قبله قبل علمه‬
‫بموت املوجب أو فقد أهليته أو نقصها فإن العقد ينعقد طبقا ملا‬
‫نص عليه الفصل ‪ 24‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ -4‬يسقط ٕالايجاب كذلك بانفضاض مجلس العقد دون صدور‬
‫قبول ممن وجب إليه ٕالايجاب‪ ،‬وهكذا إذا وجه ٕالايجاب لشخص‬
‫حاضر فإن عليه أن يقبل العقد فورا أو ع‪h‬ى ٔالاقل قبل أن ينفض‬
‫مجلس العقد‪ ،‬أما إذا انفض دون قبول فإن املوجب يتحلل من‬
‫إيجابه‪ ،‬وهو مانص عليه الفصل ‪ 23‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بقوله‪ٕ ":‬الايجاب‬
‫املوجه لشخص حاضر من غ‪ Ct‬تحديد ميعاد يعت‪ CD‬كأن لم يكن إذا لم‬
‫يقبل ع‪h‬ى الفور من الطرف ٓالاخر‪"...‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫‪ -5‬وأخ‪Ct‬ا يسقط ٕالايجاب إذا تراجع املوجب عنه‪ .‬فاألصل أن‬
‫ٕالايجاب غ‪ Ct‬ملزم فإذا رجع املوجب عنه فإنه يسقط ما لم يكن‬
‫مق‪C‬نا بأجل إذ يكون ع‪h‬ى املوجب ‪M‬ي هذﻩ الحالة البقاء ع‪h‬ى إيجابه‬
‫إ‪-‬ى ح‪t‬ن ان‪FG‬اء ٔالاجل بحيث إذا صدر خالله قبول مطابق من طرف‬
‫من وجه إليه ٕالايجاب فإن العقد ينعقد‪ ،‬وإذا لم ينفذﻩ أحد الطرف‪t‬ن‬
‫اعت‪ CD‬مرتكبا لخطأ عقدي يستوجب مسؤوليته العقدية‪.‬‬
‫رابعا‪ٕ :‬الايجاب املوجه إŒى الجمهور‬
‫ٕالايجاب املوجه إ‪-‬ى الجمهور ملزم بمجرد صدورﻩ من‬
‫املوجب‪،‬إذ يشكل تعب‪Ct‬ا عن إرادة املوجب و‪¤‬ي إرادة مقيدة بحيث ال‬
‫يجوز العدول عن ٕالايجاب مدة معينة سواء تحددت هذﻩ املدة‬
‫صراحة أو ضمنا‪ .‬فاملوجب الم نحو نفسه بإرادته املنفردة أن يبقى‬
‫ع‪h‬ى إيجابه مدة معقولة‪ ،‬وإذا انقضت هذﻩ املدة سقط ٕالايجاب‪.‬‬
‫ومن أمثلة ٕالايجاب الصادر للجمهور ذلك الذي يتم عن طريق‬
‫العرض كمن يضع آلة أوتوماتيكية ألداء عمل مع‪t‬ن‪ 54‬أو يعرض‬

‫‪ -54‬صاحب ٓالالة إذ يعرضها للجمهور يعت‪ CD‬مصدرا إليجاب حقيقي موجه لكل من يضع‬
‫قطعة من النقود تعادل ثمن الخدمة أو البضاعة أو التذكرة ال{‪ i‬يريد أن يحصل‬
‫عل©‪F‬ا‪.‬وتعت‪ CD‬هذﻩ ٓالالة من املظهر امللموس إلرادة صاح‪FÛ‬ا‪ ،‬ويعت‪ CD‬بقاؤها تحت تصرف‬
‫الجمهور دليال ع‪h‬ى استمرار قيام ٕالايجاب‪ .‬وهذا ٕالايجاب املستمر يمكن الرجوع فيه وذلك‬
‫بسحب ٓالالة ‪M‬ي أي وقت يجعلها ‪M‬ي غ‪ Ct‬متناول الجمهور‪ ،‬بشرط أن يفي باالداءات املقابلة‬
‫كالتذاكر ال{‪ i‬تكون قد سحبت بمعرفة ٔالاشخاص الذين سبقوا أن أبرموا عقودا بواسطة‬
‫ٓالالة ٔالاوتوماتيكية‬
‫أنظر عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪604‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫بضاعة مع بيان ثم‰‪F‬ا‪ .‬وهناك أيضا ٕالايجاب بطريق ٕالاعالنات‬
‫والنشرات‪ .‬فالتاجر يكون مقيدا بالثمن املكتوب ‪M‬ي ٕالاعالن خالل‬
‫الوقت املعقول‪،‬ويكون قبول الزبون ‪M‬ي املدة املحددة للعرض أو وقت‬
‫معقول التتغ‪ Ct‬فيه ٔالاسعار أو تطرأ ظروف تتغ‪ Ct‬معها ٔالاسعار تغ‪Ct‬ا‬
‫فجائيا‪.‬وإذا كان التاجر محتكرا لخدمة أو نشاط مع‪t‬ن مثل شركة‬
‫النقل الحضري بالحافالت أو شركة ال‪C‬ام فإ‪Fº‬ا تعت‪M CD‬ي حالة عرض‬
‫دائم وملزم ‪.55‬‬
‫]‪ äßÂfÃjÖ]Èé‘æÙçfÏÖ]Ìè†ÃiVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫القبول هو تعب‪ Ct‬عن ٕالارادة من جانب من وجه إليه ٕالايجاب‬
‫إ‪-‬ى املوجب يخ‪CD‬ﻩ فيه بقبوله ٕالايجاب‪ ،‬فهو يدل ع‪h‬ى النية الباتة ‪M‬ي‬
‫إبرام العقد بالشروط الواردة ‪M‬ي ٕالايجاب‪ .‬وعليه فم{Š كان القبول‬
‫مطابقا تماما لإليجاب فإن ال‪C‬ا‪ ijÃ‬يتم وينعقد العقد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬صيغ التعب‪ XO‬عن القبول‬
‫التعب‪ Ct‬عن القبول ال يخضع لشكل مع‪t‬ن‪ ،‬فهو باعتبارﻩ تعب‪Ct‬‬
‫عن ٕالارادة بمسلك إيجابي قد يكون صريحا كما يمكن أن يكون‬
‫ضمنيا‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه وكما رأينا سابقا وخالفا للقاعدة ال{‪ i‬تق’‪ ij‬بأنه "ال‬
‫ينسب إ‪-‬ى ساكت قول"‪ ،‬فإن القبول يتم استثناء بطريق السكوت أي‬
‫بمسلك سل¨‪ i‬م{Š تعلق ٕالايجاب بمعامالت سابقة بدأت فعال ب‪t‬ن‬

‫‪ -55‬الس‰‪F‬وري‪ ،‬نظرية العقد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 240‬وما بعدها‬


‫‪- 69 -‬‬
‫الطرف‪t‬ن‪ 56‬طبقا للفصل ‪ 25‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ 57،‬أو ‪M‬ي الحالة ال{‪ i‬يكون ف©‪F‬ا‬
‫ٕالايجاب قد تمخض عن مصلحة خالصة ملن وجه إليه‪ ،‬بحيث ال‬
‫ي‪C‬تب ع‪h‬ى قبوله أي الام عليه‪ ،‬كما ‪M‬ي حالة ٕالاعفاء من الفوائد‬
‫الذي يعرضه املقرض ع‪h‬ى املق‪C‬ض‪.‬‬
‫نفس ال‪ijÊ‬ء ينطبق ع‪h‬ى حالة شروع من وجه إليه ٕالايجاب ‪M‬ي‬
‫تنفيذ العقد إذ يقوم الشروع ‪M‬ي التنفيذ مقام القبول م{Š كانت‬
‫طبيعة املعاملة تدل ع‪h‬ى أن املوجب لم يكن ينتظر تصريحا بالقبول‪،‬‬
‫‪58‬‬
‫أو يكون العرف التجاري ال يتطلب مثل هذا التصريح بالقبول‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك لو أدخل شخص ابنه املريض إ‪-‬ى مصحة‬
‫خصوصية وكلف الطبيب بأن يجري له عملية جراحية‪ ،‬فإن مجرد‬
‫شروع الطبيب ‪M‬ي التحض‪ Ct‬للعملية يعت‪ CD‬قبوال منه‪ ،‬وإذا أرسل تاجر‬
‫فاتورة إ‪-‬ى املش‪C‬ي تتضمن بندا يلزم هذا ٔالاخ‪ Ct‬أن يدفع الثمن ‪M‬ي‬
‫موطن البائع‪ ،‬فإن املش‪C‬ي املرسل إليه إذا لم يع‪C‬ض يعد قبوال منه‬
‫بما جاء ‪M‬ي البند املذكور‪.‬‬

‫‪ -56‬إذا طلب املوجب أن يصدر القبول ‪M‬ي شكل مع‪t‬ن فإن القبول ال يكون صحيحا إذا صدر‬
‫بشكل آخر‪.‬‬
‫عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪635‬‬
‫‪ -57‬كما لو اعتادت مكتبة أن ترسل إ‪-‬ى عميلها املطبوعات الحديثة ويعتاد العميل أن‬
‫يحتفظ بالكتب ال{‪ i‬تروقه ويرسل ثم‰‪F‬ا وأن يرد ما ال يروقه من الكتب‪ ،‬فإذا أرسلت املكتبة‬
‫إليه كتبا فاحتفظ ‪Fz‬ا ولم يردها ‪M‬ي خالل‬
‫‪ -58‬إذ عندئد يتع‪t‬ن ع‪h‬ى من وجه إليه ٕالايجاب إن أراد‪ ،‬نفي تلك الداللة ال{‪ i‬تقتض©‪F‬ا‬
‫طبيعة املعاملة‪.‬‬
‫عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.462‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط القبول‬
‫يش‪C‬ط ‪M‬ي القبول لكي يكون صحيحا وينعقد العقد به توفر‬
‫شرط‪t‬ن ‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط ٔالاول‪ :‬أن يصدر القبول وٕالايجاب قائما لم يسقط‬
‫وذلك ‪M‬ي ٔالاحوال ال{‪ i‬سبق تفصيلها عند تناول سقوط ٕالايجاب‪ .‬فلو‬
‫أن شخصا حدد إليجابه مدة معينة أو كان هذا ٔالاجل ضمنيا كما ‪M‬ي‬
‫املراسلة فإن القبول ينب‪ï‬ي أن يتم داخل ٔالاجل الصريح أو الضم€‪.i‬‬
‫‪ -‬وإذا كان ٕالايجاب موجه إ‪-‬ى شخص حاضر ولم يحدد املوجب‬
‫مدة معينة إليجابه فإن القبول ينب‪ï‬ي أن يصدر فورا وقبل انفضاض‬
‫مجلس العقد‪ ،‬وإذا تم ٕالايجاب بواسطة الهاتف وجب أن يصدر‬
‫القبول قبل ان‪FG‬اء املكاملة الهاتفية طبقا للفقرة ٔالاخ‪Ct‬ة من الفصل ‪23‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ -‬غ‪ Ct‬أن القبول املتأخر أي بعد سقوط ٕالايجاب‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫صحيحا النعقاد العقد فإنه يصح اعتبارﻩ إيجابا جديدا موجها‬
‫للموجب ٔالاول وبالتا‪-‬ي يجوز لهذا ٔالاخ‪ Ct‬أن يقبله‪ ،‬وم{Š تم هذا‬
‫القبول الالحق انعقد العقد‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬مطابقة القبول لإليجاب‪.‬‬
‫يجب أن يكون القبول مطابقا لإليجاب أي شامال ومتفقا ع‪h‬ى‬
‫كل الشروط املضمنة ‪M‬ي ٕالايجاب‪ ،‬أما إذا تضمن القبول‪ ،‬زيادة أو‬
‫نقصانا أو تعديال فيما احتوى عليه ٕالايجاب أو علق املوجه إليه‬
‫ٕالايجاب إيجابه ع‪h‬ى شرط أو قيد فإن ذلك ال يعد قبوال وإنما رفضا‬
‫‪- 71 -‬‬
‫لإليجاب القائم وبمثابة إيجاب جديد موجه إ‪-‬ى املوجب ٔالاول‪ ،‬وهو ما‬
‫نص عليه الفصل ‪ 27‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه‪" :‬الرد املعلق ع‪h‬ى‬
‫شرط أو املتضمن لقيد يعت‪ CD‬بمثابة رفض لإليجاب يتضمن إيجابا‬
‫جديدا"‪.‬‬
‫]‪ Vh^«ý^eÙçfÏÖ]á]Î]VínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫لكي ينعقد العقد ال يكفي صدور إيجاب وقبول‪ ،‬بل ينب‪ï‬ي أن‬
‫يق‪C‬ن هذا ٔالاخ‪ Ct‬باإليجاب‪ .‬هذا وتختلف صور اق‪C‬ان القبول‬
‫باإليجاب باختالف طرق التعاقد؛ أي حسب ما إذا تم التعاقد ب‪t‬ن‬
‫حاضرين ‪M‬ي مجلس العقد‪ ،‬أو عن طريق املراسلة أو بواسطة وسيط‬
‫أو رسول أو عن طريق الهاتف‪ ،‬فكل الطرق ‪M‬ي هذﻩ الحالة لها‬
‫أحكامها الخاصة مع وجود ضوابط وقواعد تخضع لها كل العقود‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الضوابط العامة ال‪ l£‬تسري ع‪S‬ى كافة العقود‬
‫‪ -‬يجب أن يشمل ترا‪ ijÃ‬الطرف‪t‬ن العناصر ٔالاساسية للعقد‬
‫وباي الشروط ٔالاخرى املشروعة ال{‪ i‬يعت‪CD‬ها الطرفان أساسية وذلك‬
‫طبقا ملا نصت عليه الفقرة ٔالاو‪-‬ى من الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬كتعي‪t‬ن‬
‫أجل دفع الثمن إذا كان البيع بأجل أو تحديد ثمن السومة الكرائية‬
‫‪M‬ي عقد الكراء‪.‬‬
‫‪ -‬التعديالت ال{‪ i‬يدخلها الطرفان بإراد]‪F‬ما ع‪h‬ى الاتفاق ‪M‬ي‬
‫مجلس العقد وفور إبرامه ال تعت‪ CD‬عقدا جديدا بل جزءا من الاتفاق‬

‫‪- 72 -‬‬
‫ٔالاول وذلك مالم يعلن الطرفان خالف ذلك‪ ،‬وهو ما نصت عليه‬
‫الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪ -‬إذا ترا‪ ŠjÃ‬الطرفان ع‪h‬ى بعض شروط العقد واحتفظا‬
‫صراحة بشروط أخرى لتكون محال التفاق الحق فإن العقد ال يتم‪،‬‬
‫والشروط املتفق عل©‪F‬ا ولو وردت كتابة تكون مجردة من أي أثر‬
‫قانوني )الفصل ‪ 20‬من ق‪.‬ل‪ .‬ع‪.‬‬
‫‪ -‬الع‪CD‬ة ‪M‬ي ال‪C‬ا‪ ijÃ‬باإلرادة الظاهرة‪ 59‬ال{‪ i‬اطمأن إل©‪F‬ا كل من‬
‫املوجب واملوجب له ال ٕالارادة الباطنة الكامنة ‪M‬ي النفس ال{‪ i‬يتعذر‬
‫ٕالاحاطة ‪Fz‬ا‪ .‬وهو ما اعتمدﻩ املشرع املغربي من خالل مقتضيات قانون‬
‫الالامات والعقود إذ نص ‪M‬ي الفصل ‪ 46‬ع‪h‬ى أنه ‪":‬إذا كانت ألفاض‬
‫العقد صريحة امتنع البحث عن قصد صاح‪FÛ‬ا"‪ .‬كما يقرر الفصل ‪21‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع ما ي‪h‬ي‪" :‬التحفظات والقيود ال{‪ i‬لم تنه إ‪-‬ى علم الطرف‬
‫ٓالاخر ال تنقص وال تقيد آثار التعب‪ Ct‬عن ٕالارادة املستفادة من ظاهر‬
‫اللفظ"‪.‬‬
‫من تم إذا اتضحت العبارة‪ ،‬فالع‪CD‬ة باإلرادة الظاهرة ال{‪i‬‬
‫يف‪C‬ض أ‪Fº‬ا مطابقة لإلرادة الحقيقية وال يجوز الخروج عن هذﻩ‬
‫ٕالارادة الظاهرة وتأويل عبارة العقد خالفا ملعناها الظاهر بحجة‬
‫تأويله‪.‬‬

‫‪ٕ59‬الارادة الظاهرة ‪¤‬ي ال{‪ i‬تكون ف©‪F‬ا الع‪CD‬ة ‪M‬ي التعاقد بما توافقت عليه ٕالارادتان ‪M‬ي التعب‪Ct‬‬
‫عنه ألن ٕالارادة الباطنية ال يمكن التعرف عل©‪F‬ا بدقة ومن تم يتع‪t‬ن الوقوف عند حدود‬
‫التعب‪ Ct‬حفاظا ع‪h‬ى استقرار املعامالت‪.‬‬
‫‪- 73 -‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الضوابط الخاصة ببعض العقود‬
‫‪ -‬حالة التعاقد بمجلس العقد‪.‬‬
‫إذا حصل التعاقد ب‪t‬ن حاضرين بأن جمعهما مجلس واحد‬
‫وجب أن يصدر القبول فور صدور ٕالايجاب وقبل انفضاض مجلس‬
‫العقد‪.‬‬
‫‪ −‬حالة التعاقد ب‪t‬ن غائب‪t‬ن باملراسلة‪:‬‬
‫التعاقد ب‪t‬ن غائب‪t‬ن هو الذي يتم ب‪t‬ن متعاقدين ال يجمعهما‬
‫مجلس واحد‪ ،‬وتتم‪ t‬هذﻩ الحالة بكون علم املوجب بالقبول ال‬
‫يحصل إال ‪M‬ي وقت الحق لعدم وجود الطرف‪t‬ن ‪M‬ي مكان واحد‪ ،‬كما لو‬
‫أرسل تاجر من مدينة مراكش رسالة إ‪-‬ى تاجر ‪M‬ي مدينة أكادير يعرض‬
‫عليه ف©‪F‬ا بيع بضاعة بشروط معينة ويجيبه التاجر ‪M‬ي أكادير برسالة‬
‫يضم‰‪F‬ا قبول الشراء بالشروط املحددة‪ .‬ففي هذﻩ الحالة تثور مسألة‬
‫تحديد زمان انعقاد العقد ومكانه‪ ،‬فهل يتم العقد ‪M‬ي وقت ٕالاعالن‬
‫عن القبول أم أن الع‪CD‬ة بوقت علم املوجب بالقبول؟ وهل نعت‪CD‬‬
‫العقد ‪M‬ي هذا املثال منعقدا ‪M‬ي أكادير حيث صدر القبول أم ‪M‬ي‬
‫مراكش حيث وصل القبول إ‪-‬ى علم املوجب؟‬
‫لقد شهد القرن التاسع عشر جدال كث‪Ct‬ا حول هذﻩ املسألة‬
‫وظهرت أربع نظريات تحدد زمان انعقاد العقد ب‪t‬ن الغائب‪t‬ن ومكان‬
‫هذا الانعقاد‪.‬‬
‫‪-‬نظرية إعالن القبول‪ :‬ومقتضاها أن العقد يتم ‪M‬ي الوقت الذي‬
‫يع‪ CD‬فيه املوجب له عن قبوله ٕالايجاب أي ‪M‬ي الزمان واملكان اللذين‬
‫‪- 74 -‬‬
‫حصل ف©‪F‬ما توقيع الكتاب الذي يتضمن القبول مما يع€‪ i‬أن انعقاد‬
‫العقد وفقا لهذﻩ النظرية ال يتوقف ع‪h‬ى علم املوجب بالقبول‪.‬‬
‫وي‪C‬تب ع‪h‬ى ذلك أنه يمتنع ع‪h‬ى املوجب من ذلك الوقت‬
‫الرجوع ‪M‬ي إيجابه‪ ،‬كما أن محكمة املكان الذي صدر فيه القبول‬
‫تكون مختصة بالنظر ‪M‬ي الدعوى م{Š أعطى قانون املسطرة املدنية‬
‫الاختصاص للنظر ‪M‬ي الدعوى ملحكمة مكان العقد كما هو الشأن ‪M‬ي‬
‫ال‪È‬اعات املتعلقة بالتوريدات‪.‬‬
‫‪-‬نظرية تصدير القبول‪ :‬ومؤداها أنه ال يكفي حصول القبول بل‬
‫يجب إرساله‪ ،‬أي نقله بأن يودع ‪M‬ي صندوق ال‪CD‬يد أو أن يحمل كتاب‬
‫رسوال مما يع€‪ i‬أن هذﻩ النظرية تعتمد ‪M‬ي أساسها ع‪h‬ى إعالن القبول‬
‫مع اش‪C‬اط تصديرﻩ‪.‬‬
‫‪-‬نظرية تسلم القبول‪ :‬ومؤداها أنه ال يكفي مجرد إعالن القبول‬
‫وتصديرﻩ بل يجب وصوله إ‪-‬ى املوجب‪ ،‬إذ ‪Fz‬ذا يصبح القبول ‪Fº‬ائيا‬
‫سواء أعلم املوجب بالقبول أم لم يعلم به‪.‬‬
‫‪-‬نظرية العلم بالقبول‪ :‬ومقتضاها أنه ال يكفي النعقاد العقد‬
‫مجرد التعب‪ Ct‬بالقبول أو تصديرﻩ أو تسليمه بل يجب أن يعلم املوجب‬
‫‪Fz‬ذا القبول‪.‬‬
‫وع‪h‬ى ضوء النظريات الفقهية بخصوص تحديد مكان وزمان‬
‫انعقاد العقد الذي يتم ب‪t‬ن غائب‪t‬ن يحق لنا التساؤل عن املوقف‬
‫الذي تبناﻩ قانون الالامات والعقود؟‬

‫‪- 75 -‬‬
‫لقد نصت الفقرة ٔالاو‪-‬ى من الفصل ‪ 24‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ما‬
‫ي‪h‬ي‪ ":‬يكون العقد الحاصل باملراسلة تاما ‪M‬ي الوقت واملكان اللذين يرد‬
‫ف©‪F‬ما من تلقى ٕالايجاب بقبوله‪".‬‬
‫‪60‬‬
‫وانطالقا من هذا الفصل يرى جانب من الفقه أن املشرع‬
‫املغربي سار وفق مذهب إعالن القبول‪M ،‬ي ح‪t‬ن يرى جانب آخر من‬
‫الفقه‪ 61‬أن املشرع املغربي اعتنق مبدأ تصدير القبول ألن الرد ينب‪ï‬ي‬
‫بداهة أن يكون فعليا أي بإرساله وال يكفي فيه ٕالاعالن أي مجرد‬
‫صدورﻩ‪.‬‬
‫والواقع أن كال الرأي‪t‬ن هما متقاربان ذلك أن نظرية تصدير‬
‫القبول تعتمد ‪M‬ي أساسها ع‪h‬ى إعالن القبول‪ ،‬ثم إنه ينب‪ï‬ي لفت النظر‬
‫إ‪-‬ى أن اعتبار العقد تاما ‪M‬ي الوقت الذي يرد فيه من تلقى ٕالايجاب‬
‫بقبوله يبقى معلقا ‪M‬ي جميع ٔالاحوال ع‪h‬ى شرط واقف‪ 62‬وهو وصول‬
‫الرد بالقبول إ‪-‬ى املوجب قبل انصرام الوقت املناسب الذي يكفي‬
‫عادة لوصوله إليه طبقا للفصل ‪ 30‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أو قبل انقضاء ٔالاجل‬
‫الذي يكون املوجب قد حددﻩ للقبول )املادة ‪ 29‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‬
‫‪-‬التعاقد ب‪t‬ن غائب‪t‬ن بواسطة رسول أو وسيط ‪:‬هذا النوع من‬
‫التعاقد يشبه التعاقد ب‪t‬ن غائب‪t‬ن باملراسلة ش‪FÛ‬ا تاما مما يجعلهما‬

‫‪60‬عبد ال´ي حجازي م س ص ‪662‬‬


‫أستاذنا عبد الطيف خالفي م س ص ‪66‬‬
‫‪61‬املختار عطار م س –ص‪ 135 -‬حيت يش‪ Ct‬إ‪-‬ى أن املفهوم اللغوي لفعل رد ويرد يع€‪ i‬أنه‬
‫يتع‪t‬ن إرسال الجواب أو الرد فعال‪.‬‬
‫‪ -62‬محمد الربي‪Ô‬ي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪- 76 -‬‬
‫متطابق‪t‬ن ‪M‬ي ٔالاحكام بخصوص طريق{‪ i‬التعاقد‪ .‬و‪M‬ي هذا ٕالاطار نصت‬
‫املادة ‪ 24‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪ ...":‬والعقد الحاصل بواسطة رسول‬
‫أو وسيط يتم ‪M‬ي الوقت واملكان اللذين يقع ف©‪F‬ما رد من تلقى ٕالايجاب‬
‫للوسيط بأنه يقبله"‪.‬‬
‫‪-‬التعاقد بواسطة الهاتف ‪:‬التعاقد بواسطة الهاتف كالتعاقد‬
‫ب‪t‬ن حاضرين من حيث زمن انعقاد العقد‪ ،‬حيث يتم العقد لحظة‬
‫املكاملة الهاتفية أي أن القبول يجب أن يصدر لحظة املكاملة الهاتفية‬
‫شأنه ‪M‬ي ذلك شأن ٕالايجاب املوجه لشخص حاضر وهو مانصت عليه‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 23‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫أما من حيث مكان انعقاد العقد الذي تم بالهاتف فإن املشرع‬
‫املغربي لم يتناوله بالتنظيم‪ ،‬ويذهب الرأي الراجح ‪M‬ي الفقه إ‪-‬ى‬
‫إخضاعه لنفس الحكم املطبق ع‪h‬ى التعاقد ب‪t‬ن الغائب‪t‬ن‪ ،‬بحيث أن‬
‫العقد بالهاتف يتم ‪M‬ي املكان الذي أعلن فيه من وجه إليه ٕالايجاب‬
‫قبوله‪.63‬‬
‫هذا وتجدر ٕالاشارة ‪M‬ي ٔالاخ‪ Ct‬إ‪-‬ى أن املشرع املغربي نظم حالة‬
‫العقد امل‪CD‬م بشكل إلك‪C‬وني وتناول بنصوص خاصة ‪M‬ي الفصل ‪65-5‬‬

‫‪63‬مأمون الكزبري م س –ص‪72 -‬‬


‫انظر أيضا أستاذنا املختار عطار الذي يذهب إ‪-‬ى أن املشرع املغربي أقر مذهب انعقاد العقد‬
‫ب‪t‬ن غائب‪t‬ن بمجرد صدور القبول م س –ص ‪140 -‬‬
‫‪- 77 -‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع كيفية صدور ٕالايجاب بطريقة إلك‪C‬ونية‪ ،‬كما نظم كيفية‬
‫‪64‬‬
‫صدور القبول وتسلمه وتأكيدﻩ وٕالاشعار بتسلمه‪.‬‬
‫]‪ ‚Î^ÃjÖ]»íe^éßÖ]VoÖ^nÖ]gת¹‬‬
‫النيابة ‪¤‬ي حلول إرادة شخص اسمه النائب محل إرادة‬
‫شخص آخر اسمه ٔالاصيل ‪M‬ي إبرام تصرف قانوني تنصرف آثارﻩ إ‪-‬ى‬
‫ذمة ٔالاصيل ‪.65‬‬
‫فالنائب يع‪ CD‬عن إرادته باسم غ‪Ct‬ﻩ ولحساب هذا الغ‪ Ct‬بحيث‬
‫أن هذا ٔالاخ‪ Ct‬هو الذي سيكسب الحقوق ويتحمل الالامات ال{‪i‬‬
‫ينش‪F‬ا التصرف كما لو كان هو الذي تعاقد شخصيا‪.‬‬
‫وهكذا قد يتعاقد شخص بطريقة النيابة عن شخص آخر ‪M‬ي‬
‫بيع عقار مملوك لهذا ٔالاخ‪ Ct‬حيث أن العقد يتم ب‪t‬ن النائب واملش‪C‬ي‬
‫أما آثار البيع من حقوق والامات ف¦‪ i‬تنصرف إ‪-‬ى البائع ٔالاصيل‬
‫وليس إ‪-‬ى النائب‪ .‬فالنائب يكون طرفا ‪M‬ي العقد غ‪ Ct‬أنه ال يتعاقد‬
‫باسمه ولحسابه وإنما باسم ٔالاصيل الذي تنصرف إليه آثار العقد‪.‬‬
‫ولعل ما يم‪ t‬إرادة النائب عن الرسول الذي يقتصر دورﻩ ع‪h‬ى‬
‫مجرد نقل إرادة كل م‰‪F‬ما إ‪-‬ى ٓالاخر‪ ،‬أن النائب يتعاقد بإرادته بحيث‬

‫‪64‬أضيف هذا الفصل بمقت’‪ Šj‬املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 53-05‬املتعلق بالتبادل‬
‫ٕالاليك‪C‬وني للمعطيات القانونية الصادر بتنفيذﻩ الظه‪ Ct‬الشريف رقم ‪ 1.07.129‬بتاريخ ‪19‬‬
‫من ذي القعدة ‪M 1428‬ي )‪30‬نون‪ (2007 CD‬ج ر عدد ‪ 5584‬بتاريخ )‪25‬ذي القعدة ‪6 1428‬‬
‫ديسم‪ (2007CD‬ص ‪3872‬‬
‫‪65‬عبد ال´ي حجازي م س –ص‪739 -‬‬
‫‪- 78 -‬‬
‫يع‪ CD‬ع‰‪F‬ا ح{Š ولو باسم غ‪Ct‬ﻩ ولحساب هذا الغ‪ ،Ct‬أي أنه يكون طرفا‬
‫‪M‬ي التصرف الذي تنصرف آثارﻩ إ‪-‬ى الغ‪ ،Ct‬غ‪ Ct‬أنه ال يستوجب لصحة‬
‫هذا التصرف أن يكون النائب ذا أهلية إلبرام التصرف‪ ،‬بل يكفي أن‬
‫يكون متمتعا بالتمي‪ t‬وبقواﻩ العقلية ولو لم تكن له صالحية إجراء‬
‫‪66‬‬
‫التصرف ‪M‬ي حق نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬آثار النيابة‬
‫تظهر آثار النيابة ‪M‬ي ثالث أنواع من العالقات القانونية‪:‬‬
‫‪ -‬عالقة ٔالاصيل بالنائب‬
‫هذﻩ العالقة تخول النائب سلطة التصرف باسم وملصلحة‬
‫ٔالاصيل‪ ،‬و‪¤‬ي تنشأ من عقد الوكالة أو العمل والشركة )النيابة‬
‫الاتفاقية( وإما من نص القانون )النيابة القانونية(‪ 67،‬وإما من حكم‬
‫القا‪) ijÃ‬النيابة القضائية( كما هو الشأن بالنسبة للمقدم‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة النائب بالغ‪ Ct‬املتعاقد‪:‬‬
‫إن النائب ي‪CD‬م العقد مع الغ‪ Ct‬املتعاقد باسم ٔالاصيل ولذلك‬
‫فالنائب ال يكسب حقوقا من هذا العقد إذ الستطيع مثال أن يرفع‬

‫‪ -66‬إذ يسوغ للشخص أن يجري باسم الغ‪ Ct‬ما ال يستطيع أن يجريه باألصالة عن نفسه‪،‬‬
‫)أنظر الفصل ‪ 880‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‬
‫‪M -67‬ي النيابة القانونية تنشأ سلطات النائب من القانون الذي يقوم بتحديدها‪ ،‬ؤالاصل أن‬
‫القانون هو الذي يع‪t‬ن شخص النائب القانوني‪ .‬غ‪ Ct‬أن الطابع القانوني للنيابة ال يستبعد ‪M‬ي‬
‫جميع ٔالاحوال إمكان اختيار شخص النائب القانوني كما ‪M‬ي حالة الو‪.ijü‬‬
‫أنظر عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.757‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫الدعوى باسمه ع‪h‬ى الغ‪ Ct‬املتعاقد لحمله ع‪h‬ى تنفيذ العقد‪ ،68‬كما ال‬
‫يستطيع أن يطلب باسمه فسخ العقد‪ ،‬أو الرجوع فيه دون موافقة‬
‫ٔالاصيل طاملا أنه أبرم العقد ‪M‬ي حدود النيابة‪.‬‬
‫كما أن النائب ال يتحمل ‪M‬ي الوقت ذاته بالامات تنشأ من‬
‫العقد الذي أبرمه باسم ٔالاصيل‪ ،‬ولذلك ال يحق للغ‪ Ct‬املتعاقد الرجوع‬
‫عليه ملطالبته بالتنفيذ عينا‪ .‬وإذا تصرف النائب خارج حدود نيابته‪،‬‬
‫فيحق للمتعاقد الرجوع عليه ومطالبته بالتعويض ع‪h‬ى أساس‬
‫مسؤوليته التقص‪Ct‬ية باعتبارﻩ ارتكب خطأ ‪M‬ي إبرام العقد فيلم ‪M‬ي‬
‫مواجهته بالتعويض‪ .‬أما العقد الذي ي‪CD‬مه النائب باعتبارﻩ نائبا و‪M‬ي‬
‫حدود النيابة فإنه ال ت‪C‬تب عنه مسؤولية تعاقدية قبل الغ‪ Ct‬إال ع‪h‬ى‬
‫عاتق ٔالاصيل‪.‬‬
‫‪-‬عالقة ٔالاصيل بالغ‪ Ct‬املتعاقد مع النائب ‪:‬‬
‫م{Š كان النائب يتعاقد باسم ٔالاصيل و‪M‬ي حدود نيابته فإن‬
‫العقد ينصرف أثرﻩ إ‪-‬ى ٔالاصيل‪ ،‬وبذلك تنشأ عالقة قانونية مباشرة‬
‫ب‪t‬ن ٔالاصيل والغ‪ Ct‬ويختفي شخص النائب من بي‰‪F‬ما‪ ،‬وتنصرف آثار‬
‫العقد بما ف©‪F‬ا الحقوق والالامات إ‪-‬ى ذم‪FG‬ما‪ ،‬ويكون كل م‰‪F‬ما دائنا‬
‫ومدينا لآلخر‪ .‬فإذا كان العقد الذي أبرمه النائب عقد بيع فإن‬
‫املش‪C‬ي ال يعت‪ CD‬خلفا للنائب بل يكون خلفا لألصيل‪ ،‬وإذا كانت إرادة‬

‫‪ -68‬إن شخصية النائب ال{‪ i‬كانت ظاهرة بشكل كامل وقت إنشاء العقد وتكوينه تختفي عند‬
‫إنتاج العقد آلثارﻩ‪.‬‬
‫الس‰‪F‬وري – نظرية العقد – م‪.‬س‪ ،‬ص‪221‬‬
‫‪- 80 -‬‬
‫النائب معيبة فاألصيل هو الذي يحق له إبطال التصرف وكذلك حق‬
‫املتعاقد ٓالاخر ‪M‬ي ٕالابطال ال يباشر ‪M‬ي مواجهة النائب بل ‪M‬ي مواجهة‬
‫ٔالاصيل‪.‬‬
‫]‪ ê•]Ö]ív‘VêÞ^nÖ]ovf¹‬‬
‫ال يكفي لقيام العقد مجرد ال‪C‬ا‪ ijÃ‬أي توافق إرادتي‬
‫املتعاقدين ع‪h‬ى إحداث ٔالاثر القانوني املتو‪à‬ى من العقد‪ ،‬وإنما يلزم‬
‫أن يقع هذا ال‪C‬ا‪ ijÃ‬صحيحا بأن يكون كل من املتعاقدين أهال إلبرام‬
‫العقد وأن تكون إرادة كل م‰‪F‬ما سليمة أي خالية من العيوب ال{‪i‬‬
‫تعيب ٕالارادة و‪¤‬ي الغلط والتدليس وٕالاكراﻩ والغ‪D‬ن‪.‬‬
‫وعليه سنقسم هذا املبحث إ‪-‬ى مطلب‪t‬ن نخصص ٔالاول منه‬
‫لتناول ٔالاهلية ع‪h‬ى أن نعرض ‪M‬ي الثاني لعيوب ٕالارادة‪.‬‬
‫]‪ íé×âù]VÙæù]gת¹‬‬
‫تتصل ٔالاهلية اتصاال وثيقا بركن ال‪C‬ا‪ ijÃ‬باعتبارها عنصرا‬
‫جوهريا وأساسيا فيه وشرطا من شروط صحته‪ .‬فإرادة الالام‬
‫تقت’‪ ij‬أن تتوفر لدى طر‪M‬ي العقد ٔالاهلية الالزمة النعقادﻩ‪.‬‬
‫]‪ ^ãÂ]çÞ_æíé×âù]ÝçãËÚV±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف ٔالاهلية‬
‫ٔالاهلية وصف يقوم باإلنسان فيجعله أهال الكتساب الحقوق‬
‫والتحمل بااللامات ومتمتعا بصالحية القيام بالتصرفات القانونية‬

‫‪- 81 -‬‬
‫الصحيحة‪ .69‬ومن هذا التعريف يتب‪t‬ن أن ٔالاهلية ع‪h‬ى نوع‪t‬ن أهلية‬
‫وجوب وأهلية أداء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع ٔالاهلية‬
‫أهلية الوجوب‬ ‫‪-1‬‬
‫وتع€‪ i‬الصالحية الكتساب الحقوق والتحمل بااللامات‪ ،‬و‪¤‬ي‬
‫مالزمة للشخصية تالزم ٕالانسان منذ والدته وتستمر إ‪-‬ى ح‪t‬ن وفاته‪،‬‬
‫بل وتثبت للجن‪t‬ن ‪M‬ي حدود معينة بما يعود عليه بالنفع حيث يكون‬
‫له الحق ‪M‬ي امل‪Ct‬اث و‪M‬ي الوصية‪.‬‬
‫أهلية ٔالاداء‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪¤‬ي صالحية الشخص للقيام بالتصرفات القانونية ال{‪ i‬تؤدي‬
‫إ‪-‬ى اكتساب الحقوق أو التحمل بااللامات ع‪h‬ى نحو يعتد به قانونا‬
‫مما يجعل هذﻩ ٔالاهلية ذات اتصال مباشر بصحة الرضا‪.70‬‬
‫و ٔالاصل ‪M‬ي الشخص أنه يتمتع بأهلية كاملة‪ ،‬وأن انعدام‬
‫ٔالاهلية ونقصها استثناء من هذﻩ القاعدة‪ ،‬وهو ما نصت عليه الفقرة‬
‫الثانية من الفصل الثالث من ق‪.‬ل‪.‬ع ال{‪ i‬جاء ف©‪F‬ا‪ ...:‬وكل شخص‬
‫أهل لإللزام والالام مالم يصرح قانون أحواله الشخصية بغ‪ Ct‬ذلك‪.‬‬
‫" مما يع€‪ i‬أن ٔالاهلية من النظام العام بحيث ال يسوغ التنازل ع‰‪F‬ا أو‬

‫‪69‬شكري احمد السبا‪£‬ي‪ :‬نظرية بطالن العقود وإبطالها ‪M‬ي قانون الالامات والعقود الطبعة‬
‫ٔالاو‪-‬ى ‪ 1971‬املطبعة املثالية‪-‬ص‪133 -‬‬
‫‪70‬فعندما يكون املتعاقد كامل أهلية ٔالاداء فإن العقد يقوم صحيحا‪ ،‬أما إذا كان ناقص‬
‫ٔالاهلية فإن العقد يكون قابال لإلبطال‪ ،‬وإذا انعدمت أهليته اعت‪ CD‬العقد باطال‪.‬‬
‫‪- 82 -‬‬
‫الحصول عل©‪F‬ا بمقت’‪ Šj‬الاتفاق‪ ،‬وكل اتفاق من هذا النوع يقع‬
‫باطال‪ .‬فلو باع قاصر عقارﻩ والم للمش‪C‬ي بعدم الطعن ‪M‬ي البيع عند‬
‫بلوغه سن الرشد فإن مثل هذا الالام يكون باطال وعديم ٔالاثر‪.71‬‬
‫]‪l^ʆ’jÖ] » ^â†m_æ íé×âù] Øu]†ÚV íéÞ^nÖ] ì†ÏËÖ‬‬
‫]‪ íéÞçÞ^ÏÖ‬‬
‫يمر ٕالانسان منذ والدته إ‪-‬ى وفاته بمراحل ثالث ‪¤‬ي مرحلة‬
‫الصغ‪ Ct‬غ‪ Ct‬املم‪ t‬والصغ‪ Ct‬املم‪ ،t‬ومرحلة البالغ الرشيد‪ ،‬و‪M‬ي كل‬
‫مرحلة ع‪h‬ى حدة تتدرج ف©‪F‬ا أهلية ٔالاداء‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة الصغ‪ XO‬غ‪ XO‬املم‪'O‬‬
‫الصغ‪ Ct‬غ‪ Ct‬املم‪ t‬هو الذي لم يتم بعد الثانية عشر من‬
‫‪73‬‬
‫العمر‪ .72‬فهذا الص¨‪ i‬يكون فاقدا للتمي‪ ،t‬ويعت‪ CD‬عديم أهلية ٔالاداء‬
‫وتكون جميع تصرفاته باطله بطالنا مطلقا وال تنتج أي أثر‪ 74‬ح{Š ما‬
‫كان م‰‪F‬ا نافعا نفعا محضا‪.‬أي أنه يكون غ‪ Ct‬أهل ال للت‪CD‬ع وال للتصرف‬
‫وال لإلدارة وال ٕالاغتناء‪،‬فكل تصرف قانوني يصدر عنه يعد باطال‪.75‬‬

‫‪71‬مأمون الكزبري ‪ :‬نظرية الالامات –الجزء ٔالاول‪-‬م س ‪138 -‬‬


‫‪72‬نص الفصل ‪ 214‬من مدونة ٔالاسرة ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪ :‬الصغ‪ Ct‬املم‪ t‬هو الذي أتم اثن{‪ i‬عشر سنة‬
‫شمسية كاملة‬
‫‪73‬الفصل ‪ 217‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫‪74‬الفصل ‪ 224‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫‪ 75‬تنقسم أهلية ٔالاداء إ‪-‬ى عدة أنواع‬
‫‪ -‬أهلية الاغتناء وتع€‪ i‬إبرام عقود يغت€‪ i‬من يباشرها دون أن يدفع عوض أو مقابل كالهبة‬
‫بالنسبة للموهوب له‬
‫‪- 83 -‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة الصغ‪ XO‬املم‪'O‬‬
‫هو الذي أتم اثن{‪ i‬عشر سنة شمسية كاملة ولم يبلغ سن‬
‫الرشد املحدد ‪M‬ي ثمانية عشر سنة شمسية‪ .‬وهذا الصغ‪ Ct‬يتمتع بقدر‬
‫من التمي‪ t‬دون أن يكتمل لضعف إدراكه ولذلك يعت‪ CD‬ناقص أهلية‬
‫ٔالاداء‪ 76‬بحيث يتم التمي‪M t‬ي هذﻩ املرحلة بالنسبة ألهلية ٔالاداء ب‪t‬ن‬
‫التصرفات النافعة والضارة والتصرفات الدائرة ب‪t‬ن النفع والضرر‪.‬‬
‫فانطالقا من مقتضيات الفصل ‪ 225‬من مدونة ٔالاسرة تكون‬
‫تصرفات الصغ‪ Ct‬املم‪ t‬نافذة إذا كانت نافعة له نفعا محضا أي أ‪Fº‬ا‬
‫تعت‪ CD‬تصرفات صحيحة ومنتجة آلثارها ولو قام ‪Fz‬ا ناقص ٔالاهلية دون‬
‫مساعدة الو‪-‬ي أو الو‪ ijü‬أو املقدم‪.‬‬
‫ويقصد بالتصرفات النافعة نفعا محضا تلك ال{‪ i‬ت‪C‬ي‬
‫املتصرف أو ت‪CD‬ئ ذمته دون أن تحمله أي تكليف كقبول الهبة بدون‬
‫عوض أو إبراء من دين ‪M‬ي ذمته أو إعفاء من فوائد القرض‪.‬‬
‫أما إذا كانت التصرفات القانونية ال{‪ i‬يجر‪FÓ‬ا ناقص ٔالاهلية‬
‫ضارة له ضررا محضا فإ‪Fº‬ا تكون باطلة بطالنا مطلقا‪ ،‬إذ أن مثل‬
‫هذﻩ التصرفات يتولد ع‰‪F‬ا افتقار ناقص ٔالاهلية كأن ‪FÓ‬ب ماله أو‬
‫ي‪CD‬ئ مدينه من الدين‪ .‬فمثل هذﻩ التصرفات يمتنع عليه مباشر]‪F‬ا‬

‫‪ -‬أهلية التصرف‪ :‬عقود ترد ‪M‬ي التصرف ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء بعوض كالبيع‬
‫‪ -‬أهلية ٕالادارة ‪ :‬عقود ترد ع‪h‬ى ال‪ijÊ‬ء الستعماله مثل عقد ٕالايجار بالنسبة للمؤجر‪.‬‬
‫‪ -‬أهلية الت‪CD‬ع ‪ :‬التصرف ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء بدون عوض كالهبة بالنسبة للواهب‪.‬‬
‫أنظر الس‰‪F‬وري نظرية العقد‪ -‬م‪ -.‬ص‪ 314 -‬وما بعدها‬
‫‪76‬الفصل ‪ 213‬من مدونة ٔالاسرة‬
‫‪- 84 -‬‬
‫بنفسه ولو بإذن من نائبه القانوني‪ .‬وإذا كانت هذﻩ التصرفات دائرة‬
‫‪77‬‬
‫ب‪t‬ن النفع والضرر فإن نفادها يتوقف ع‪h‬ى إجازة نائبه الشر‪£‬ي‬
‫حسب املصلحة الراجحة للمحجور ‪M‬ي الحدود املخولة لكل نائب‬
‫شر‪£‬ي‪ .‬أما إذا باشر ناقص ٔالاهلية هذﻩ التصرفات دون إجازة النائب‬
‫الشر‪£‬ي فإ‪Fº‬ا تقع قابلة لإلبطال ملصلحة القاصر‪ .‬واملقصود‬
‫بالتصرفات الدائرة ب‪t‬ن النفع والضرر تلك ال{‪ i‬من املحتمل أن‬
‫يحصل م‰‪F‬ا ربح أو خسارة حيت يأخذ ف©‪F‬ا كل من املتعاقدين مقابال‬
‫ملا يعطي كاإليجار والبيع‪.‬‬
‫وتجدر ٕالاشارة إ‪-‬ى أن الصغ‪ Ct‬املم‪ t‬وإعماال للفصل ‪ 226‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة قد يسمح له بتسلم جزء من أمواله إلدار]‪F‬ا بقصد‬
‫الاختبار وذلك بإذن من الو‪-‬ي أو بقرار من القا‪ ijÃ‬املكلف بشؤون‬
‫القاصرين بناء ع‪h‬ى طلب من الو‪ ijü‬أو املقدم ومن الصغ‪ Ct‬املع€‪i‬‬
‫باألمر‪ ،‬و‪M‬ي هذﻩ الحالة تكون التصرفات القانونية ال{‪ i‬يجر‪FÓ‬ا‬
‫بخصوص هذﻩ ٔالاموال صحيحة بحيث يعت‪ CD‬بشأ‪Fº‬ا كامل ٔالاهلية‪.‬‬
‫كما أنه يمكن للصغ‪ Ct‬املم‪ t‬م{Š بلغ السادسة عشرة من عمرﻩ‬
‫بناء ع‪h‬ى طلبه أو بطلب من نائبه الشر‪£‬ي إذا أنس فيه الرشد‪ ،‬أن‬
‫يطلب من املحكمة ترشيدﻩ‪ ،‬وي‪C‬تب عن ال‪C‬شيد تسلم املرشد ألمواله‬

‫‪77‬يقصد بالنائب الشر‪£‬ي طبقا للفصل ‪ 230‬من مدونة ٔالاسرة‪:‬‬


‫‪ -‬الو‪-‬ي وهو ٔالاب ؤالام والقا‪ijÃ‬‬
‫‪ -‬الو‪ ijü‬وهو و‪ٔ ijü‬الاب أو و‪ٔ ijü‬الام‬
‫‪ -‬املقدم وهو الذي يعينه القضاء‬
‫‪- 85 -‬‬
‫واكتسابه ٔالاهلية الكاملة ‪M‬ي إدار]‪F‬ا والتصرف ف©‪F‬ا )املادة ‪ 218‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة(‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الراشد‬
‫يعت‪ CD‬راشدا الشخص الذي يبلغ سن الرشد املحددة ‪M‬ي ثمانية‬
‫عشر سنة شمسية كاملة‪ ،‬حيث يحق له مباشرة التصرفات القانونية‬
‫دون قيد أو شرط مالم تع‪ C‬أهليته عارض من عوارض ٔالاهلية‪.‬‬
‫]‪ íé×âù]š…]çÂVínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫ببلوغ الشخص سن الرشد تكتمل أهليته‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه قد يع‪C‬يه‬
‫عارض من عوارض ٔالاهلية فول أهليته أو تنقص‪ ،‬وعوارض ٔالاهلية‬
‫نصت عل©‪F‬ا مدونة ٔالاسرة و‪¤‬ي‪ :‬السفه والعته والجنون‪.‬‬
‫أوال السفه‪:‬‬
‫يعت‪ CD‬السفه عارض من عوارض ٔالاهلية يؤدي إ‪-‬ى نقصا‪Fº‬ا‬
‫والحجر ع‪h‬ى الشخص املتصف بالسفه وتعي‪t‬ن نائب شر‪£‬ي له‪ .78‬وقد‬
‫عرفت املادة ‪ 215‬من مدونة ٔالاسرة السفيه بما ي‪h‬ي‪ ":‬السفيه هو‬
‫املبذر الذي يصرف ماله فيما ال فائدة منه وفيما يعدﻩ العقالء عبتا‬
‫بشكل يضربه أو بأسرته"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العته‬
‫عرفت مدونة ٔالاسرة ‪M‬ي املادة ‪ 216‬املعتوﻩ بأنه‪ ":‬الشخص‬
‫املصاب بإعاقة ذهنية ال يستطيع معها التحكم ‪M‬ي تفك‪Ct‬ﻩ وتصرفاته"‪.‬‬

‫‪78‬وتكون النيابة الشرعية مقصورة ع‪h‬ى أموال السفيه فقط )املادة ‪ 233‬من مدونة ٔالاسرة(‬
‫‪- 86 -‬‬
‫وعليه فإن الشخص الراشد الذي يصاب بعته يصبح ناقص‬
‫ٔالاهلية بحيث تكون التصرفات القانونية ال{‪ i‬يجر‪FÓ‬ا قابلة لإلبطال‬
‫ملصلحته‪ ،‬ذلك أن العته خلل يصيب العقل فيؤثر ‪M‬ي التمي‪ t‬دون أن‬
‫يعدمه بحيث يصبح املعتوﻩ ‪M‬ي حكم القاصر املم‪ t‬ناقص أهلية ٔالاداء‬
‫ويتم الحجر عنه‪ ،‬ويتو‪-‬ى نائبه الشر‪£‬ي شؤونه فيما يتصل بأمواله‬
‫كما هو الشأن بالنسبة للسفيه‪ ،‬وفق ما نصت عليه املادة ‪ 233‬من‬
‫مدونة ٔالاسرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجنون وفقدان العقل‬
‫يعرف الجنون بأنه اضطراب يصيب العقل ع‪h‬ى نحو يجعل‬
‫الشخص املصاب به فاقدا للتمي‪ t‬غ‪ Ct‬مدرك لتصرفاته فيصبح عديم‬
‫ٔالاهلية‪ .‬هذا وقد سوت مدونة ٔالاسرة ب‪t‬ن املجنون وفاقد العقل وب‪t‬ن‬
‫الصغ‪ Ct‬غ‪ Ct‬املم‪M t‬ي الحكم من حيث فقدان أهلية ٔالاداء إذ نصت‬
‫املادة ‪ 217‬من مدونة ٔالاسرة ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"يعت‪ CD‬عديم أهلية ٔالاداء‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الصغ‪ Ct‬الذي لم يبلغ سن التمي‪t‬‬
‫ثانيا‪ :‬املجنون وفاقد العقل‬
‫يعت‪ CD‬الشخص املصاب بحالة فقدان العقل بكيفية متقطعة‬
‫كامل ٔالاهلية خالل الف‪C‬ات ال{‪ i‬يؤوب إليه عقله ف©‪F‬ا"‬
‫فمن خالل هذﻩ املادة يتب‪t‬ن أن املشرع سوى ‪M‬ي الحكم ب‪t‬ن‬
‫الصغ‪ Ct‬غ‪ Ct‬املم‪ t‬واملجنون وفاقد العقل‪ ،‬كما أنه م‪ t‬ب‪t‬ن الجنون‬
‫املطبق والجنون غ‪ Ct‬املطبق أي الذي يكون بصفة متقطعة بحيث‬
‫‪- 87 -‬‬
‫يفقد املجنون عقله ‪M‬ي ف‪C‬ات معينة ويعود إليه عقله ويرجع إ‪-‬ى‬
‫رشدﻩ ‪M‬ي ف‪C‬ات أخرى‪ .‬ففي هذﻩ الحالة يكون املصاب بجنون متقطع‬
‫معدوم ٔالاهلية ‪M‬ي ف‪C‬ات مرضه العق‪h‬ي وتبطل معها تصرفاته‪M ،‬ي ح‪t‬ن‬
‫تكون تصرفاته نافدة وصحيحة ‪M‬ي الف‪C‬ة ال{‪ i‬يعود ف©‪F‬ا إ‪-‬ى رشدﻩ‬
‫وعقله‪.‬‬
‫]‪ ì]…ý]hçéÂVêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫لكي ينعقد العقد صحيحا ال يكفي أن يكون هناك ترا‪ ijÃ‬بأن‬
‫تتجه إرادة املتعاقدين إ‪-‬ى إحداث ٔالاثر القانوني املتو‪à‬ى من العقد‪،‬‬
‫بل البد أن يقع هذا ال‪C‬ا‪ ijÃ‬صحيحا بأن يكون باإلضافة إ‪-‬ى صدورﻩ‬
‫عن ذي أهلية‪ ،‬سليما خاليا من العيوب ال{‪ i‬تشوب ٕالارادة و‪¤‬ي‬
‫الغلط والتدليس وٕالاكراﻩ والغ‪D‬ن وهو ما سنتناوله ع‪h‬ى التوا‪-‬ي‪.‬‬
‫]‪ ¼×ÇÖ]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫الغلط هو وهم يقوم ‪M‬ي ذهن املتعاقد بصدد أمر يتصل‬
‫بالعقد فيصورﻩ له ع‪h‬ى غ‪ Ct‬حقيقته‪ ،‬ويكون هو الدافع إ‪-‬ى التعاقد‬
‫بحيث ما كان لي‪CD‬م العقد لوال وقوعه ‪M‬ي هذا الغلط الذي جعل‬
‫إرادته معيبة‪.‬‬
‫وعليه ففي الغلط نكون أمام تصور غ‪ Ct‬صحيح للحقيقة دفع‬
‫‪79‬‬
‫باإلرادة إ‪-‬ى التعاقد‪.‬‬

‫‪ -79‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.1023‬‬


‫‪- 88 -‬‬
‫والغلط ع‪h‬ى هذا النحو يتوزع ب‪t‬ن عدة أنواع بحسب ٓالاثار ال{‪i‬‬
‫ت‪C‬تب عنه وهو ما سنتناوله ‪M‬ي بند أول ع‪h‬ى أن نخصص بندا ثانيا‬
‫لحاالت الغلط وفق التشريع املغربي‪.‬‬
‫]‪ äé×Âífi¹]…^mû]gŠl¼×ÇÖ]Å]çÞ_VÙæù]‚ßfÖ‬‬
‫ينقسم الغلط إ‪-‬ى غلط مانع يعدم ٕالارادة‪ ،‬وغلط يعيب ٕالارادة‬
‫وغلط غ‪ Ct‬منتج ال يؤثر ‪M‬ي صحة ٕالارادة‬
‫أوال‪ :‬الغلط املانع‬
‫هو الغلط الذي ال يؤثر ‪M‬ي ٕالارادة فقط ولكنه يعدمها ويمنع‬
‫بالتا‪-‬ي انعقاد العقد‪ .80‬ويتحقق هذا النوع من الغلط إذا تعلق ٔالامر‬
‫بأحد أركان العقد كما لو وقع الغلط ‪M‬ي ماهية العقد أي طبيعته بأن‬
‫اتجهت إرادة أحد املتعاقدين إ‪-‬ى بيع ‪ijÉ‬ء يملكه‪M ،‬ي ح‪t‬ن يعتقد‬
‫الطرف ٓالاخر أنه سيتملكه ع‪h‬ى سبيل الهبة‪ ،‬فمثل هذا الغلط يكون‬
‫مانعا‪ ،‬ألن ٕالارادت‪t‬ن لم تتالقيا وقد يتعلق ٔالامر بغلط ‪M‬ي ذاتية محل‬
‫الالام كأن تتجه إرادة الشخص إ‪-‬ى بيع م‪È‬ل له ‪M‬ي املدينة ‪M‬ي ح‪t‬ن‬
‫يعتقد الطرف الراغب ‪M‬ي الشراء إ‪-‬ى أن ٔالامر يتعلق بعقار ‪M‬ي البادية‪،‬‬
‫فمثل هذا الغلط يمنع تكوين العقد من أساسه‪ .‬كما قد ينصب‬
‫الغلط ع‪h‬ى سبب الالام كأن يتفق الورثة مع املو‪ Šjü‬له ع‪h‬ى قسمة‬
‫املال الشائع بي‰‪F‬م ثم يتضح فيما بعد أن الوصية باطلة‪.‬‬

‫‪M 80‬ي هذا النوع من الغلط ال نكون ‪M‬ي حاجة إ‪-‬ى نظرية الغلط للقول ببطالن العقد ألن‬
‫الغلط هنا يدخل ‪M‬ي تكوين العقد‪.‬‬
‫‪- 89 -‬‬
‫او كأن يحسب شخص أن ابنه الوحيد مات ‪M‬ي الحرب ف©‪F‬ب‬
‫‪81‬‬
‫مبلغا كب‪Ct‬ا إلحدى املؤسسات الخ‪Ct‬ية‬
‫ثانيا ‪ :‬الغلط املسبب لإلبطال‬
‫هذا النوع من الغلط ال يعدم الرضا حيث أن العقد ينعقد‬
‫لتوافر أركانه‪ ،‬ولكنه يكون قابال لإلبطال لتخلف شرط من شروط‬
‫صحته ويتحقق هذا الغلط ‪M‬ي الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ −‬حالة الغلط ‪M‬ي القانون‬
‫‪ −‬حالة الغلط ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء محل التعاقد‬
‫‪ −‬حالة الغلط ‪M‬ي شخص املتعاقد أو ‪M‬ي صفة جوهرية فيه‬
‫م{Š كانت ذات املتعاقد أو صفته محل اعتبار ‪M‬ي العقد‪ .‬و‪¤‬ي كلها‬
‫حاالت تناولها املشرع املغربي وسنعرض لها بتفصيل‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الغلط غ‪ XO‬املنتج‬
‫وهو غلط ال يؤثر ع‪h‬ى صحة الرضا بحيث ال يتعلق بأية صفة‬
‫جوهرية ‪M‬ي العقد‪ ،‬وذلك كالغلط ‪M‬ي صفة غ‪ Ct‬جوهرية ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء‬
‫املتعاقد عليه‪ ،‬أو الغلط ‪M‬ي الحساب أو عندما يقع الغلط ‪M‬ي شخص‬
‫‪82‬‬
‫املتعاقد أو صفته ‪M‬ي الحاالت ال{‪ i‬ال تكون ف©‪F‬ا شخصيته أو صفته‬

‫‪ -81‬عبد ال´ي‪ ،‬حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.1025‬‬


‫‪ -82‬الغلط ‪M‬ي مادة ال‪ijÊ‬ء أو صفته أونوعه يكون بحسب إرادة املش‪C‬ي ال بالخصائص ال{‪i‬‬
‫تكون ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء ذاته‪ .‬فاإلرادة ‪¤‬ي ال{‪ i‬تحدد ما كان ينويه املتعاقد ‪M‬ي مكون ال‪ijÊ‬ء‪ ،‬اي أننا‬
‫نكحون بصدد معيار نف«‪ ij‬وهو السائد ‪M‬ي جميع نوا‪Ü‬ي نظرية الغلط‪ .‬أنظر الس‰‪F‬وري –‬
‫م‪.‬س – ص ‪373‬‬
‫‪- 90 -‬‬
‫محل اعتبار ‪M‬ي العقد‪ 83،‬إن مثل هذا الغلط ال يكون العقد بسببه‬
‫قابال لإلبطال‪.‬‬
‫]‪ êe†Ç¹]áçÞ^ÏÖ]»¼×ÇÖ]l÷^uVêÞ^nÖ]‚ßfÖ‬‬
‫تناول املشرع املغربي أحكام الغلط كعيب من عيوب ٕالارادة ‪M‬ي‬
‫الفصل ‪ 40‬إ‪-‬ى الفصل ‪ 45‬حيث عرض حاالت الغلط ‪M‬ي القانون‬
‫والغلط ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء محل العقد‪ ،‬وحالة الغلط ‪M‬ي شخص املتعاقد وكذا‬
‫حالة الغلط ‪M‬ي الحساب ثم الغلط الواقع من الوسيط‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حالة الغلط ‪-‬ي القانون‬
‫تناول املشرع املغربي حالة الغلط ‪M‬ي القانون ‪M‬ي الفصل ‪ 40‬من‬
‫ق‪.‬لع الذي نص ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"الغلط ‪M‬ي القانون يخول إبطال الالام‪:‬‬
‫‪ 1‬إذا كان هو السبب الوحيد ؤالاسا‪ijk‬‬
‫‪ 2‬إذا أمكن العذر عنه"‬
‫وقد يقول قائل ع‪h‬ى أن اعتداد املشرع املغربي بالغلط ‪M‬ي‬
‫القانون يتنا‪M‬ى مع القاعدة املشهورة" ال يعذر أحد بجهله للقانون"‪.‬‬

‫‪ -83‬لم يتناول املشرع املغربي حالة الغلط غ‪ Ct‬املغتفر الذي يقع فيه املتعاقد بسبب خفته‬
‫وعدم تحريه الحقيقة‪ ،‬دون أن يكون للمتعاقد معه علم بالغلط الذي وقع فيه أو لم يكن‬
‫من السهل عليه أن يتب‪t‬ن ذلك الغلط‪ .‬مما يع€‪ i‬بالتبعية أنه لم يش‪C‬ط أن يكون املتعاقد‬
‫ٓالاخر قد وقع ‪M‬ي الغلط ذاته‪ ،‬أو كان ع‪h‬ى علم به‪ ،‬أو كان من السهل عليه أن يتبينه ع‪h‬ى‬
‫النحو الذي استلزمته بعض التشريعات الحديثة كالقانون املدني الكوي{‪ i‬حفاظا ع‪h‬ى‬
‫استقرار التصرفات القانونية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪،1027‬عبد ال´ي حجازي‪.‬‬
‫‪- 91 -‬‬
‫إن مثل هذا القول يبقى غ‪ Ct‬صحيح ذلك أن من يث‪ Ct‬الغلط ‪M‬ي‬
‫القانون ال يريد أن يتس‪ C‬وراء جهله للهروب من تطبيق قاعدة‬
‫قانونية عليه وإنما يريد أن يب‪t‬ن أن إرادته أتت نتيجة لعدم معرفته‬
‫القانون أو لتفس‪Ct‬ﻩ إياﻩ تفس‪Ct‬ا غ‪ Ct‬صحيح‪.84‬‬
‫فلو أن شخصا اش‪C‬ى من آخر أرضا ليقيم عل©‪F‬ا فرنا بمدخنة‬
‫دون أن يعلم أن هذﻩ ٔالارض مثقلة بارتفاق عسكري يحرم إقامة أي‬
‫بناء يزيد ارتفاعه ع‪h‬ى خمسة أمتار‪ ،‬فلما أقام البناء أمرته السلطة‬
‫العسكرية ‪Fz‬دم ما يزيد ارتفاعه م‰‪F‬ا عن املقدار املحدد‪ ،‬هنا ال‬
‫يستطيع املش‪C‬ي أن يطلب إعفاءﻩ من الالام ‪Fz‬دم البناء بحجة أنه‬
‫يجهل القانون ولكنه يستطيع أن يطلب إبطال البيع ‪M‬ي مواجهة البائع‬
‫ألنه لو كان يعلم ‪Fz‬ذا ٔالامر المتنع عن الشراء‪.85‬‬
‫ومن ٔالامثلة أيضا عن الغلط ‪M‬ي القانون‪ :‬أن ‪FÓ‬ب شخص ماال‬
‫إ‪-‬ى مطلقته معتقدا أنه قد اس‪C‬دها لعصمته‪ ،‬وهو يجهل أن طالقها‬
‫قد أصبح بينا بانقضاء العدة‪.‬‬
‫وبالرجوع إ‪-‬ى الفصل ‪ 40‬من ق‪.‬لع نجد أن املشرع املغربي‬
‫اش‪C‬ط لالعتداد بالغلط ‪M‬ي القانون شرط‪t‬ن أساسي‪t‬ن‪:‬‬

‫‪84‬شكري احمد السبا‪£‬ي‪ :‬نظرية بطالن العقود م س –ص‪247-‬‬


‫‪ 85‬ع‪h‬ى انه يالحظ أن الغلط ‪M‬ي القانون النا‪ ÌjÉ‬من اختالف أحكام املحاكم ‪M‬ي تفس‪ Ct‬قاعدة‬
‫قانونية مختلف ع‪h‬ى تفس‪Ct‬ها ال يجوز اعتبارﻩ سببا ‪M‬ي إبطال الاتفاق‪ ،‬ودلك ألن الاختالف‬
‫الكب‪M Ct‬ي تفس‪ Ct‬قاعدة قانونية يخلق نوعا من الاحتمال يمنع الغلط أن يكون عيبا ‪M‬ي ٕالارادة‪.‬‬
‫عبد ال´ي حجازي م س –ص‪1034-1033-‬‬
‫‪- 92 -‬‬
‫الشرط ٔالاول‪ :‬أن يكون الغلط ‪M‬ي القانون السبب ٔالاسا‪ijk‬‬
‫والوحيد الدافع إ‪-‬ى التعاقد بحيث أن املتعاقد لو انكشف له الغلط‬
‫‪86‬‬
‫المتنع عن إبرام العقد‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الغلط مما يعذر عنه‪ ،‬أي أن يكون‬
‫للمتعاقد الذي وقع فيه عذر ي‰‪F‬ض سببا لت‪CD‬يرﻩ كما لو كان أميا‬
‫ليست له دراية قانونية‪ ،‬أما لو كان رجل قانون فال يمكن الاعتداد‬
‫بغلطه ‪M‬ي القانون ألن ٔالامر يكون بمثابة تقص‪ Ct‬منه‪.‬‬
‫وباإلضافة إ‪-‬ى هذين الشرط‪t‬ن ثمة شرط ثالث وهو عدم وجود‬
‫نص قانوني يمنع الاعتداد بغلط ‪M‬ي القانون ‪M‬ي‬
‫حاالت معينة‪ .‬ومثال ذلك ما نص عليه املشرع املغربي ‪M‬ي‬
‫الفصل ‪ 1112‬بخصوص الغلط ‪M‬ي القانون الذي يقع ع‪h‬ى عقد‬
‫الصلح حيث جاء فيه‪":‬ال يجوز الطعن ‪M‬ي الصلح بسبب غلط ‪M‬ي‬
‫القانون"‬
‫ومن الحاالت أيضا ال{‪ i‬يمنع ف©‪F‬ا التمسك بالغلط ‪M‬ي القانون‬
‫ما نص عليه القانون ‪M‬ي الفصل ‪ 73‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪ " :‬الدفع الذي يتم‬
‫تنفيذا لدين سقط بالتقادم‪ ،‬أو اللام معنوي ال يخول الاس‪C‬داد إذا‬
‫كان الدافع متمتعا بأهلية التصرف ع‪h‬ى سبيل الت‪CD‬ع‪ ،‬ولو كان يعتقد‬
‫عن غلط أنه ملزم بالدفع أو كان يجهل واقعة التقادم "‪.‬‬

‫‪ -86‬وكأن الغلط ‪M‬ي حقيقته ينصب ع‪h‬ى صفة جوهرية ‪M‬ي ال‪ijÊ‬ء أو شخص املتعاقد مصدرﻩ‬
‫جهل بالقانون‪.‬‬
‫‪- 93 -‬‬
‫ثانيا‪ :‬الغلط ‪-‬ي ال‪loª‬ء محل العقد‬
‫نص املشرع املغربي ع‪h‬ى هذا النوع من الغلط ‪M‬ي الفصل ‪41‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه ‪ ":‬يخول الغلط ٕالابطال‪ ،‬إذا وقع ‪M‬ي ذات‬
‫ال‪ijÊ‬ء أو ‪M‬ي نوعه أو ‪M‬ي صفة فيه كانت ‪¤‬ي السبب الدافع إ‪-‬ى الرضا"‪.‬‬
‫وعليه فطبقا لهذا النص فإن الغلط الذي يقع ‪M‬ي مادة ال‪ijÊ‬ء‪ 87‬أي‬
‫مجموع الخصائص الف‪t‬يائية والكميائية ال{‪ i‬يتكون م‰‪F‬ا ال‪ijÊ‬ء‬
‫وتجعله متم‪t‬ا عن غ‪Ct‬ﻩ من ٔالاشياء ومثاله أن يش‪C‬ي شخص خاتما‬
‫معتقدا أنه من الذهب ثم يتضح له بعد ذلك أنه من الفضة‪.‬‬
‫كما يعتد أيضا بالغلط ‪M‬ي نوعه‪ ،‬كما لو اش‪C‬ى شخص سلعة‬
‫ع‪h‬ى أ‪Fº‬ا من النوع املمتاز وإذا ‪¤‬ي من النوع العادي‪ ،‬أو ‪M‬ي صفة ال‪ijÊ‬ء‬
‫كما لو اش‪C‬ى شخص لوحة ع‪h‬ى أ‪Fº‬ا أثرية تم يتضح له بعد ذلك أ‪Fº‬ا‬
‫مجرد تقليد‪ .‬فالغلط ‪M‬ي مثل هذﻩ الحاالت يكون جوهريا أي دافعا إ‪-‬ى‬
‫التعاقد ويتعلق بال‪ijÊ‬ء سواء ‪M‬ي مادته أو نوعه أو صفته‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الغلط ‪-‬ي شخص املتعاقد أو ‪-‬ي صفته‬
‫وقد نص الفصل ‪ 42‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى هذا النوع من الغلط‬
‫املؤثر والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪" :‬الغلط الواقع ع‪h‬ى شخص أحد‬

‫‪87‬يجمع الفقه ‪M‬ي املغرب ع‪h‬ى استبدال عبارة ذاتية ال‪ijÊ‬ء بعبارة مادة ال‪ijÊ‬ء ألن الغلط ‪M‬ي‬
‫ذاتية ال‪ijÊ‬ء‪ ،‬غلط مانع يعدم الرضاء ويجعل العقد باطال بطالنا مطلقا‬
‫املختار عطار م س –ص‪151-‬‬
‫شكري احمد السبا‪£‬ى س –ص‪552-‬‬
‫مأمون الكزبري م س –ص‪77-‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫املتعاقدين أو ع‪h‬ى صفته ال يخول الفسخ إال إذا كان هذا الشخص أو‬
‫هذﻩ الصفة أحد ٔالاسباب الدافعة إ‪-‬ى صدور الرضا من املتعاقد‬
‫ٓالاخر"‪.‬‬
‫فالغلط يعت‪ CD‬جوهريا أي دافعا إ‪-‬ى التعاقد إذا وقع ‪M‬ي ذات‬
‫املتعاقد أو ‪M‬ي صفة من صفاته‪ ،‬م{Š كانت تلك الذات أو تلك الصفة‬
‫‪¤‬ي السبب الرئي«‪ ij‬الدافع إ‪-‬ى التعاقد‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن هذا النوع من‬
‫الغلط يقع ‪M‬ي العقود ال{‪ i‬تكون ف©‪F‬ا شخصية املتعاقد محل اعتبار‬
‫كعقود الت‪CD‬ع‪.‬‬
‫فإذا وهب شخص ماال آلخر اعتقادا منه أنه قريب له‪ ،‬فيتضح‬
‫أال صلة له به كان عقد الهبة قابال لإلبطال‪ ،‬كذلك يعت‪ CD‬الغلط‬
‫دافعا إ‪-‬ى التعاقد م{Š وقع ‪M‬ي صفة من صفات املتعاقد كانت ‪¤‬ي‬
‫الدافع إ‪-‬ى التعاقد كما لو تعاقد شخص مع آخر ليضع له تصميما‬
‫للم‪È‬ل الذي يريد تشييدﻩ معتقدا أنه مهندس معماري‪ ،‬ثم يتضح أنه‬
‫ليس مهندسا معماريا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الغلط ‪-‬ي الحساب‬
‫نص ع‪h‬ى هذا النوع من الغلط الفصل‪ 43‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بقوله"‬
‫مجرد غلطات الحساب ال تكون سببا للفسخ وإنما يجب تصحيحها"‪،‬‬
‫مما يع€‪ i‬أن هذا الغلط يعت‪ CD‬غلطا ماديا ال يعيب العقد وإنما يتع‪t‬ن‬
‫تصحيحه‬

‫‪- 95 -‬‬
‫خامسا‪ :‬الغلط الواقع من الوسيط‬
‫جاء ‪M‬ي الفصل ‪ 45‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫إذا وقع الغلط من الوسيط الذي استخدمه أحد املتعاقدين‬
‫كان لهذا املتعاقد أن يطلب فسخ الالام ‪M‬ي ٔالاحوال املنصوص عل©‪F‬ا‬
‫‪M‬ي الفصل‪t‬ن ‪41‬و‪ 42‬السابق‪t‬ن وذلك دون إخالل بالقواعد العامة‬
‫املتعلقة بالخطأ وال بحكم الفصل ‪M 430‬ي الحالة الخاصة بال‪CD‬قيات"‬
‫وعليه إذا وقع الوسيط ‪M‬ي غلط تعلق بمادة ال‪ijÊ‬ء أو صفة‬
‫فيه كانت ‪¤‬ي السبب الدافع إ‪-‬ى الرضا‪ ،‬أو تعلق بشخص أحد‬
‫املتعاقدين أو بصفة فيه وكان هذا الشخص أو هذﻩ الصفة أحد‬
‫ٔالاسباب الدافعة إ‪-‬ى صدور الرضا من املتعاقد ٓالاخر‪ ،‬فإنه يحق‬
‫للمتعاقد الذي استخدم هذا الوسيط أن يطلب إبطال العقد وكأنه‬
‫هو الذي وقع ‪M‬ي هذا الغلط‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذا النوع من الغلط أن يكلف شخص سمسارا‬
‫ليتو‪-‬ى بيع أثاث أثري له‪ ،‬فيبيعه ع‪h‬ى أساس أنه مجرد أثاث عادي‪.‬‬
‫ومن أمثلته أيضا أن يرسل البائع إ‪-‬ى املش‪C‬ي برقية بالثمن‬
‫الذي يريد بيع م‪È‬له به فإذا بخطأ يقع ‪M‬ي هذﻩ ال‪CD‬قية يؤدي إ‪-‬ى ذكر‬
‫الثمن محرفا‪.‬‬
‫ففي مثل هذﻩ الحاالت يقع العقد قابال لإلبطال ملصلحة من‬
‫تعيب رضاؤﻩ دون إعفاء الوسيط من تحمل مسؤوليته التقص‪Ct‬ية‬
‫نتيجة لخطئه طبقا للقواعد العامة للمسؤولية التقص‪Ct‬ية‪.‬‬
‫‬

‫‪- 96 -‬‬
‫]‪ ‹éÖ‚jÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫يعرف التدليس بأنه استعمال للحيل والخداع إليقاع املتعاقد‬
‫‪M‬ي الغلط يحمله ع‪h‬ى التعاقد بحيث لوال هذﻩ الوسائل الاحتيالية أو‬
‫الخداع ملا أقدم املتعاقد ع‪h‬ى إبرام العقد‪.‬‬
‫وعليه إذا كان الغلط وهم تلقائي يقع فيه املتعاقد من نفسه‪،‬‬
‫فإن التدليس يولد ‪M‬ي نفس املتعاقد املدلس عليه غلط نتيجة الحيلة‬
‫والخداع اللذين استعملهما املتعاقد ٓالاخر أي املدلس‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن‬
‫‪88‬‬
‫التدليس يجعل العقد قابال لإلبطال بسبب غلط مدفوع إليه‪.‬‬
‫هذا ويتم‪ t‬التدليس كذلك عن كل من الغش والنصب‪.‬‬
‫فالتدليس يصاحب تكوين العقد ويكون دافعا إ‪-‬ى التعاقد مما‬
‫يجعله أضيق من مع€Š الغش‪ ،89‬ذلك أن الغش يشمل كل الوسائل‬
‫املستعملة لتضليل الغ‪ Ct‬أو ٕالاضرار بمصالحه سواء خارج نطاق العقد‬
‫أو أثناء تكوين العقد أو أثناء تنفيذﻩ‪ ،‬فالغش الذي يصاحب تكوين‬
‫العقد ويدفع إ‪-‬ى التعاقد باستعمال وسائل احتيالية توقع املتعاقد‬
‫ٓالاخر ‪M‬ي غلط هو التدليس‪ ،‬أما الغش الذي يقع أثناء تنفيذ العقد‬
‫فإن أثرﻩ يقتصر ع‪h‬ى املطالبة بإبطال التنفيذ املخالف للتعاقد مع‬
‫إمكانية أن يطالب من كان ضحية الغش بالتعويض عن الضرر الذي‬
‫لحقه جراء الغش‪.‬‬

‫‪ -88‬فما يصب ٕالارادة ليس التدليس‪ ،‬بل الغلط النا‪ ÌjÉ‬عن التدليس‪.‬‬
‫عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.1037‬‬
‫‪89‬املختار عطار م س ص‪157-‬‬
‫‪- 97 -‬‬
‫ويتم‪ t‬التدليس عن النصب ‪M‬ي أن هذا ٔالاخ‪ Ct‬يتضمن‬
‫استعمال وسائل احتيالية لالستيالء ع‪h‬ى مال مملوك للغ‪ Ct‬وهو ما‬
‫يشكل جريمة وفق القانون الجنائي‪.‬‬
‫أما التدليس فهو عمل مدني غ‪ Ct‬مشروع يعمل من خالله‬
‫املدلس ع‪h‬ى استعمال وسائل احتيالية إليقاع املتعاقد معه ‪M‬ي غلط‬
‫يحمله ع‪h‬ى التعاقد‪ ،‬و‪¤‬ي وسائل ال تتضمن بالضرورة أعماال إيجابية‬
‫بل يكفي مجرد الكتمان لتحقق التدليس ‪M‬ي مفهومه املدني‪.‬‬
‫وقد خصص املشرع املغربي للتدليس باعتبارﻩ عيبا يشوب‬
‫ٕالارادة ويجعل العقد قابال لإلبطال فصل‪t‬ن هما الفصل ‪ 52‬من‬
‫ق‪..‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه‪":‬التدليس يخول ٕالابطال إذا كان ما لجأ إليه‬
‫من الحيل أو الكتمان أحد املتعاقدين أو نائبه أو شخص آخر يعمل‬
‫بالتواطؤ معه قد بلغت ‪M‬ي طبيع‪FG‬ا حدا بحيث لوالها ملا تعاقد الطرف‬
‫ٓالاخر‪ ،‬ويكون للتدليس الذي باشرﻩ الغ‪ Ct‬نفس الحكم إذا كان‬
‫الطرف الذي سيستفيد منه عاملا به"‪ .‬وكذا الفصل ‪ 53‬الذي ينص‬
‫ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"التدليس الذي يقع ع‪h‬ى توابع الالام من غ‪ Ct‬أن يدفع إ‪-‬ى‬
‫التحمل به ال يمنح إال الحق ‪M‬ي التعويض"‪.‬‬
‫وانطالقا من هذين الفصل‪t‬ن يتب‪t‬ن أن التدليس ال ي‰‪F‬ض سببا‬
‫لإلبطال إال إذا توافرت فيه الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫أوال ‪ :‬استعمال الطرق أو الوسائل الاحتيالية‬
‫تنطوي الوسائل والطرق الاحتيالية املستعملة ع‪h‬ى عنصرين‬
‫اثن‪t‬ن أحدهما مادي وٓالاخر معنوي‪.‬‬
‫العنصر املادي‪ :‬ويتلخص ‪M‬ي استعمال طرق احتيالية ع‪ CD‬أعمال‬
‫مادية من شأ‪Fº‬ا أن توقع املتعاقد ٓالاخر ‪M‬ي الغلط يدفعه إ‪-‬ى التعاقد‪،‬‬
‫أي أننا نكون بصدد وقائع دقيقة من شأ‪Fº‬ا أن تخدع الغ‪ Ct‬كتقديم‬
‫البائع وثائق مزورة للمش‪C‬ي لجعله يقبل شراء البضاعة بثمن مرتفع‪،‬‬
‫أو انتحال شخصية مشهورة بالثقة واملهارة‪ .‬ولكن هل يكفي الكذب أو‬
‫الكتمان لتحقق التدليس ح{Š مع عدم استعمال طرق احتيالية‬
‫مادية؟‬
‫ٔالاصل أن مجرد الكذب ال يعت‪ CD‬تدليسا كمبالغة التاجر ‪M‬ي‬
‫مدح بضاعته أو تأكيدﻩ ع‪h‬ى أن سعر سلعته يقل بكث‪ Ct‬عن أسعار‬
‫تجار آخرين‪ ،‬ألن مثل هذا الكذب أمر مألوف وشائع ب‪t‬ن التجار‪،‬‬
‫وليس من شأنه أن يعيب الرضا‪ ،‬غ‪ Ct‬أن هذا الكذب م{Š تعلق‬
‫بواقعة جوهرية يتوقف عل©‪F‬ا إبرام العقد اعت‪ CD‬تدليسا‪ ،‬كما لو تقدم‬
‫املؤمن عن حياته ببيانات كاذبة ومزورة للحصول ع‪h‬ى وثيقة تأم‪t‬ن ‪M‬ي‬
‫شروط مالئمة‪.‬‬
‫وما يسري ع‪h‬ى الكذب ينطبق من باب أو‪-‬ى ع‪h‬ى الكتمان أو‬
‫السكوت‪ .‬فهذا ٔالاخ‪ Ct‬ال يعت‪M CD‬ي حد ذاته عنصرا لقيام التدليس‪،‬‬
‫فاملتعاقد ليس ملزما باإلدالء للمتعاقد معه بكل املعطيات املتعلقة‬
‫بعملية التعاقد‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه يمكن اعتبار الكتمان تدليسا إذا تعلق ٔالامر‬
‫‪- 99 -‬‬
‫بمعلومات جوهرية يتع‪t‬ن إخبار املتعاقد ٓالاخر _إما قانونا أو عرفا أو‬
‫وفق ما تقتضيه طبيعة العقد _‪Fz‬ا وال{‪ i‬ما كان لهذا ٔالاخ‪ Ct‬أن يقدم‬
‫ع‪h‬ى التعاقد لو أنه علم ‪Fz‬ا‪ .‬ولعل هذا ما نص عليه صراحة الفصل‬
‫‪ 52‬من ق‪.‬ل‪ .‬والذي استلزم ‪M‬ي الكتمان شأنه شأن باي الطرق‬
‫الاحتيالية أن يكون بلغ ‪M‬ي طبيعته حدا بحيث لوالﻩ ملا تعاقد الطرف‬
‫ٓالاخر‪ .‬ومن أمثلة الكتمان الذي يعت‪ CD‬تدليسا ويعتد به كسبب‬
‫لإلبطال‪ ،‬أن يتقدم شخص إ‪-‬ى شركة التأم‪t‬ن بقصد التأم‪t‬ن عن‬
‫حياته ويكتم ع‰‪F‬ا إصابته بمرض خط‪ ،Ct‬ومثله أيضا أن يبيع شخص‬
‫عقارا ويكتم عن املش‪C‬ي أن العقار قد شرع ‪M‬ي نزع ملكيته للمنفعة‬
‫العامة‪ .‬فمثل هذا الكتمان يولد ‪M‬ي ذهن املتعاقد غلط يدفعه إ‪-‬ى‬
‫التعاقد‪.90‬‬
‫العنصر املعنوي‪:‬‬
‫ال يكفي لقيام التدليس توفر العنصر املادي وإنما يتوجب أن‬
‫تستعمل الطرق أو الوسائل الاحتيالية وفق ما رأيناﻩ بقصد التضليل‬
‫وإ‪FÓ‬ام املتعاقد ٓالاخر بغ‪ Ct‬الحقيقة للوصول إ‪-‬ى غرض غ‪ Ct‬مشروع‪،‬‬
‫فإن انتفت نية التضليل ال نكون أمام التدليس‪ ،‬وذلك كالتاجر الذي‬

‫‪M -90‬ي مثل هذﻩ الحالة نكون بصدد إخالل بالام باإلفضاء أو ٕالاعالم وهو الام قد يكون‬
‫مصدرﻩ القانون أو إرادة املتعاقد مثل عقد التأم‪t‬ن حيث توضع أسئلة ع‪h‬ى املتعاقد ٓالاخر‬
‫و‪M‬ي كث‪ Ct‬من الحاالت يكون مصدر هذا الالام ٕالاخالل بمبدأ عام يق’‪ ij‬بعدم الغش‪.‬‬
‫‪- 100 -‬‬
‫ي‪CD‬ز محاسن بضاعته لجلب الناس إ‪-‬ى شرا‪FO‬ا العتقادﻩ ‪M‬ي صحة ما‬
‫يقوله‪ ،‬دون أن يقصد بذلك تضليلهم‪.91‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تكون الوسائل الاحتيالية ­ي ال‪ l£‬دفعت املدلس‬
‫عليه إŒى التعاقد‪.‬‬
‫لكي يتمكن املتعاقد من املطالبة بإبطال العقد للتدليس ال بد‬
‫أن تكون الوسائل الاحتيالية املستعملة من طرف املدلس ‪¤‬ي ال{‪i‬‬
‫دفعت املتعاقد املدلس عليه إ‪-‬ى التعاقد وفق ما نص عليه الفصل‬
‫‪ 52‬من ق‪.‬ل‪.‬ع املشار إليه أعالﻩ‪ ،‬وهو ما يع€‪ i‬وجود عالقة سببية ب‪t‬ن‬
‫واقعة التدليس وواقعة التعاقد‪ .92‬ويرجع تقدير ما إذا كان التدليس‬
‫هو الدافع إ‪-‬ى التعاقد إ‪-‬ى محكمة املوضوع مس‪C‬شدة ‪M‬ي ذلك بحالة‬
‫املتعاقد ضحية التدليس‪ .‬فاملعيار املعتمد هو معيار شخ‪ ijÄ‬قوامه‬
‫‪93‬‬
‫املتعاقد‪.‬‬
‫هذا ويطلق ع‪h‬ى التدليس الدافع إ‪-‬ى التعاقد التدليس الرئي«‪ij‬‬
‫تمي‪t‬ا له عن التدليس العارض الذي ال يدفع إ‪-‬ى التعاقد بل يقتصر‬

‫‪ -91‬غ‪ Ct‬أن ذلك ال يمنع وقوع املتعاقد ٓالاخر ‪M‬ي غلط يجعل العقد قابال لإلبطال م{Š توافرت‬
‫شروطه كحالة تقديم بيانات دفعت إ‪-‬ى التعاقد‪ .‬الس‰‪F‬وري – نظرية العقد – م‪ .‬س‪.‬ص ‪400‬‬
‫‪ -92‬التدليس الالحق للعقد أي بعد التعاقد ال يكون دافعا إ‪-‬ى التعاقد وبالتا‪-‬ي ال ي‰‪F‬ض سببا‬
‫لإلطال مثل كتمان املرض ع‪h‬ى شركة التأم‪t‬ن بعد إبرام العقد ودفع القسط‪ ،‬الس‰‪F‬وري‪،‬‬
‫نظرية العقد‪ -‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪400‬‬
‫‪ -93‬حيث يتم الوقوف ع‪h‬ى ما إذا كانت الحيلة قد عملت ع‪h‬ى تضليله أم ال‪.‬‬
‫عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.1052‬‬
‫‪- 101 -‬‬
‫‪94‬‬
‫مفعوله فقط ع‪h‬ى جعل الضحية يقبل التعاقد بشروط أك‪ C‬عبءا‪.‬‬
‫وي‪C‬تب ع‪h‬ى هذﻩ التفرقة ب‪t‬ن التدليس الرئي«‪ ij‬والتدليس العارض‬
‫نتائج مختلفة من حيث ٕالابطال‪ ،‬ذلك أن التدليس الرئي«‪ ij‬ي‰‪F‬ض‬
‫سببا لإلبطال مع التعويض إن كان له محل‪ ،‬أما التدليس العارض‬
‫فال يخول ٕالابطال وإنما يمنح صاحبه مجرد الحق ‪M‬ي التعويض وفق‬
‫ما نص عليه الفصل ‪ 53‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،95‬باعتبارﻩ يقع ع‪h‬ى مجرد توابع‬
‫الالام‪ ،‬ومن شأن إقرار التعويض إعادة التوازن املا‪-‬ي للعقد وذلك‬
‫مالم يصل التدليس العارض إ‪-‬ى حد الغ‪D‬ن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬صدور التدليس عن املتعاقد ٓالاخر أو بعلمه‬
‫وهذا ما أكدﻩ الفصل ‪ 52‬املشار إليه سالفا حيت استلزم أن‬
‫تكون الوسائل الاحتيالية صادرة من أحد املتعاقدين أو نائبه‪ 96‬أو‬
‫شخص آخر يعمل بالتواطؤ معه أو ع‪h‬ى ٔالاقل أن يكون هذا املتعاقد‬
‫عاملا ‪Fz‬ا‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن املشرع سوى ب‪t‬ن التدليس الصادر من أحد‬
‫املتعاقدين والتدليس الصادر من الغ‪ Ct‬م{Š كان أحد املتعاقدين‬

‫‪ -94‬شكري احمد السبا‪£‬ي م س –ص‪278 -‬‬


‫‪ "95‬والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪ :‬التدليس الذي يقع ع‪h‬ى توابع الالام من غ‪ Ct‬أن يدفع إ‪-‬ى التحمل‬
‫به ال يمنح إال الحق ‪M‬ي التعويض"‪.‬‬
‫‪ -96‬باعتبار النائب يكون كما رأينا عند تناول النيابة ‪M‬ي التعاقد طرفا ‪M‬ي العقد –باملع€Š‬
‫الشك‪h‬ي‪ -‬فإنه كان من املنطقي أن يحمل املشرع ٔالاصيل سوء نية النائب ح{Š لو لم يكن‬
‫ً‬
‫ٔالاصيل ع‪h‬ى علم بذلك‪ ،‬فالع‪CD‬ة بسوء النية هنا ‪¤‬ي إرادة النائب ال بإرادة ٔالاصيل‪ .‬غ‪ Ct‬أن‬
‫دعوى ٕالابطال ترفع ع‪h‬ى ٔالاصيل ألنه طرف ‪M‬ي العقد باملع€Š املوضو‪£‬ي حيث أبرم العقد‬
‫باسمه ولفائدته‪M ،‬ي ح‪t‬ن ترفع دعوى التعويض ع‪h‬ى النائب باعتبارﻩ املدلس‪.‬‬
‫أنظار عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.1053-1049‬‬
‫‪- 102 -‬‬
‫متواطئا معه أو عاملا به‪ ،‬ألن النتيجة واحدة و‪¤‬ي إيقاع املتعاقد ٓالاخر‬
‫‪97‬‬
‫‪M‬ي الغلط عن طريق الاحتيال‪.‬‬
‫أما التدليس الذي يقع من الغ‪ Ct‬دون أن يش‪C‬ك فيه املتعاقد‬
‫أو يعلم به فإنه ‪M‬ي ظل التشريع املغربي يعت‪ CD‬تدليسا غ‪ Ct‬مؤثر أي أنه‬
‫ال يخول ضحية التدليس حق املطالبة بإبطال العقد حماية ملصالح‬
‫املتعاقد ٓالاخر حسن النية وإنما يكون للضحية الرجوع ع‪h‬ى الطرف‬
‫ٓالاخر الذي باشر التدليس ملطالبته بالتعويض عن الضرر الذي لحقه‬
‫وفق أحكام املسؤولية التقص‪Ct‬ية‪.‬‬
‫]‪ å]†Òý]VínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫عرف املشرع املغربي بمقت’‪ Šj‬الفصل ‪ 46‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ٕالاكراﻩ‬
‫بأنه‪" :‬إجبار يباشر من غ‪ Ct‬أن يسمح به القانون يحمل بواسطته‬
‫شخص آخر ع‪h‬ى أن يعمل عمال بدون رضاﻩ"‪.‬ويعد ٕالاكراﻩ من أسباب‬
‫‪98‬‬
‫ٕالابطال ٔالاساسية ‪M‬ي التشريع املغربي طبقا للفصل ‪ 39‬من ق‪.‬ل ع "‬
‫وذلك لكونه يصيب ٕالارادة ‪M‬ي عنصر أسا‪ ijk‬يتمثل ‪M‬ي الحرية‬
‫والاختيار‪ .‬ذلك أن املكرﻩ ال يرغب ‪M‬ي التعاقد وإنما الرهبة والخوف‬
‫ال{‪ i‬ولدها ٕالاكراﻩ ‪M‬ي نفسه ‪¤‬ي ال{‪ i‬دفعته إ‪-‬ى التعاقد‪.‬‬

‫‪ -97‬ثم إن املتعاقد م{Š كان ع‪h‬ى علم بالتدليس أو شريكا فيه ينب‪ï‬ي أن يتحمل تبعة إبطال‬
‫العقد طاملا أنه ‪ijk‬ء النية‬
‫‪98‬والذي ينص ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي ‪ ":‬يكون قابال لإلبطال الر‪ ŠjÃ‬الصادر عن غلط أو الناتج عن‬
‫تدليس أو املنع بإكراﻩ"‬
‫‪- 103 -‬‬
‫وٕالاكراﻩ ‪Fz‬ذا املع€Š ال ي‰‪F‬ض سببا إلبطال العقد إال إذا توفرت‬
‫فيه مجموعة من الشروط‪.‬‬
‫شروط ٕالاكراﻩ‬
‫الشرط ٔالاول‪ :‬استعمال وسيلة لإلكراﻩ أو ال‪FG‬ديد وذلك بنية‬
‫اناع الرضاء‪ .‬فلقيام ٕالاكراﻩ البد من استعمال وسيلة من وسائل‬
‫ٕالاكراﻩ أو ال‪FG‬ديد وأن تحدث ملن وقعت عليه أملا جسميا واضطرابا‬
‫‪.‬‬
‫نفسيا أو خوفا من تعرض نفسه أو شرفه أو ماله لضرر كب‪Ct‬‬
‫هذا ويتخذ ٕالاكراﻩ الذي يقع ع‪h‬ى املتعاقد صورة إكراﻩ مادي‬
‫يعدم الر‪ ŠjÃ‬مما يجعل العقد باطال بطالنا مطلقا مثل تخدير املكرﻩ‬
‫أو مسك يدﻩ وإجبارﻩ ع‪h‬ى توقيع العقد‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫غ‪ Ct‬أن ما ‪FÓ‬منا هو ٕالاكراﻩ الذي يفسد الر‪ ŠjÃ‬ويجعل العقد‬
‫قابال لإلبطال وهو طبقا للفصل ‪ 47‬أعالﻩ ع‪h‬ى نوع‪t‬ن‪:‬‬
‫إما استعمال وسيلة ]‪F‬ديد مادية تقع ع‪h‬ى الجسم كالضرب‬
‫والجرح والحرمان من الحرية‬
‫واما إكراﻩ نف«‪ ij‬أو معنوي كال‪FG‬ديد بإلحاق ٔالاذى بالنفس أو‬
‫الجسم أو الشرف أو املال‪.‬‬

‫‪ -99‬فاإلرادة تظل موجودة إذ أن املكرﻩ ال يزال لديه الخيار ب‪t‬ن أن يقبل العقد رغم الخطر أو‬
‫يرفضه‪.‬‬
‫الس‰‪F‬وري ‪ :‬نظرية العقد – م‪ .‬س ص ‪426‬‬
‫‪- 104 -‬‬
‫هذا ويستوي أن يكون ال‪FG‬ديد موجها نحو املتعاقد املكرﻩ نفسه‬
‫أو نحو الغ‪ Ct‬ممن تربطه باملتعاقد عالقة دم وفق مانص عليه الفصل‬
‫‪100‬‬
‫‪ 50‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫وإذا كان الخوف الناتج عن استعمال وسائل ٕالاكراﻩ ي‰‪F‬ض‬
‫سببا لإلبطال فإن مجرد النفوذ ٔالادبي ال يكفي لتوفر ٕالاكراﻩ املخول‬
‫لإلبطال‪ ،‬كالنفوذ الذي يكون لألب ع‪h‬ى ابنه والزوج ع‪h‬ى زوجته‪ ،‬بل‬
‫البد أن تصاحب هذا النفوذ ]‪F‬ديدات جسمية وأفعال مادية وهو ما‬
‫نص عليه الفصل ‪ 51‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بقوله‪ ":‬الخوف النا‪ ÌjÉ‬عن الاح‪C‬ام‬
‫ال يخول ٕالابطال إال إذا انضمت إليه ]‪F‬ديدات جسمية أو أفعال‬
‫مادية‪".‬‬
‫وبالرجوع إ‪-‬ى مقتضيات الفصل ‪ 49‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نجد أن ٕالاكراﻩ‬
‫ع‪h‬ى النحو السالف الذكر يجعل العقد قابال لإلبطال سواء كان‬
‫صادرا من املتعاقد أو من شخص أجن¨‪ i‬دون اش‪C‬اط تواطؤ هذا‬
‫ٔالاخ‪ Ct‬مع املتعاقد املستفيد من ٕالاكراﻩ‪ ،‬وسواء كان املتعاقد‬
‫املستفيد عاملا باإلكراﻩ أو غ‪ Ct‬عالم به ملا يحدثه من اضطراب‬
‫اجتما‪£‬ي ‪FÓ‬دد أمن ٔالافراد وسالم‪FG‬م وي‪CD‬ر التضحية بمصالح املتعاقد‬
‫املستفيد وذلك ع‪h‬ى خالف ٔالامر بالنسبة للتدليس الصادر عن الغ‪،Ct‬‬

‫‪100‬املالحظ أن املشرع املغربي حصر ٔالاشخاص الذين يخ‪ ŠjÊ‬عل©‪F‬م املتعاقد من وجه ال‪FG‬ديد‬
‫ضدهم فيمن تربطه ‪Fz‬م عالقة دم‪ ،‬علما أن الغ‪ Ct‬الذي يجعل املتعاقد يتأثر من خطر‬
‫ال‪FG‬ديد الذي قد يواجهه فيندفع نحو التعاقد ليدفع عنه الخطر الذي يوشك أن يقع ‪Fz‬ذا‬
‫الغ‪ Ct‬ال ينحصر ع‪h‬ى من تجمعه باملتعاقد صلة الدم بل يصدق ٔالامر أيضا ع‪h‬ى الزوج‬
‫والزوجة وح{Š الصديق‪.‬‬
‫‪- 105 -‬‬
‫فهذا ٔالاخ‪ Ct‬ال يعتد به كسبب إلبطال العقد إال إذا كان هذا الغ‪Ct‬‬
‫متواطئا مع املتعاقد الذي استفاد من التدليس أو أن يكون هذا‬
‫املتعاقد عاملا بأمر التدليس‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن تبعت وسيلة ال‪FG‬ديد رهبة ‪M‬ي نفس املتعاقد‬
‫إن الع‪CD‬ة ‪M‬ي ٕالاكراﻩ املخول لإلبطال ليست بالخطر املحدق‬
‫الواقع ع‪h‬ى املتعاقد وإنما بالنتيجة املؤدي إل©‪F‬ا هذا الخطر من وقوع‬
‫رهبة وخوف ‪M‬ي نفس املتعاقد‪ ،‬فهذﻩ الرهبة أو الخوف ‪¤‬ي أساس‬
‫إبطال العقد‪.101‬‬
‫وتقدير ما إذا كانت وسيلة ال‪FG‬ديد املستعملة قد ولدت رهبة‬
‫وخوف ‪M‬ي نفس املتعاقد ‪¤‬ي مسألة واقع يعود تقديرها لقا‪ijÃ‬‬
‫املوضوع‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن تكون الرهبة والخوف ‪¤‬ي الدافع إ‪-‬ى التعاقد‬
‫ال يكفي لقيام ٕالاكراﻩ استعمال وسيلة من وسائل ٕالاكراﻩ ال{‪i‬‬
‫تولد ‪M‬ي نفس املتعاقد الرهبة أو الخوف‪ ،‬وإنما تستلزم أن تكون هذﻩ‬
‫الرهبة أو الخوف املتولد هو الدافع إ‪-‬ى التعاقد‪.102‬‬

‫‪101‬فالذي يسلب حرية ٕالارادة والاختيار ليس الوسائل املادية املستعملة ‪M‬ي ٕالاكراﻩ وإنما‬
‫الخوف الذي تحدثه هذﻩ الوسائل ‪M‬ي نفس املتعاقد‬
‫‪ٕ -102‬الاكراﻩ السل¨‪ i‬لدفع الشخص إ‪-‬ى عدم التعاقد من شأنه أن يحمل املسؤولية لفاعله‬
‫باعتبارﻩ فعال ضارا مثل الضغط الذي يمارسه املسؤول النقابي لحمل شخص ع‪h‬ى عدم‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫أنظر الس‰‪F‬وري ‪ -‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪425‬‬
‫‪- 106 -‬‬
‫وبخصوص املعيار املعتمد لتقدير مدى تأث‪ Ct‬ال‪FG‬ديد ‪M‬ي إرادة‬
‫املتعاقد وهل كانت الرهبة أو الخوف ‪¤‬ي الدافع إ‪-‬ى التعاقد‪ ،‬نجد أن‬
‫املشرع املغربي اعتمد ‪M‬ي الفصل ‪ 47‬من ق‪.‬ل‪.‬ع معيارا شخصيا حيث‬
‫يرا‪£‬ى ‪M‬ي تقدير ذلك حالة املتعاقد الشخصية أخذا بع‪t‬ن الاعتبار‬
‫جميع العوامل ال{‪ i‬من شأ‪Fº‬ا التأث‪M Ct‬ي نفسيته كالسن والذكورة أو‬
‫ٔالانوثة وحالة ٔالاشخاص ودرجة تأثرهم‪.103‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أن ‪FÓ‬دف ٕالاكراﻩ إ‪-‬ى تحقيق هدف غ‪ Ct‬مشروع‬
‫يستلزم املشرع املغربي‪104‬أن تكون وسائل ٕالاكراﻩ الدافعة إ‪-‬ى‬
‫التعاقد ترمي إ‪-‬ى تحقيق هدف غ‪ Ct‬مشروع وغ‪ Ct‬مستند إ‪-‬ى حق‪،‬أما‬
‫إذا كانت ]‪F‬دف تحقيق هدف مشروع أي يسمح به القانون فإن‬
‫العقد يقوم صحيحا‪ ،‬كما ‪M‬ي حالة ال‪FG‬ديد بااللتجاء إ‪-‬ى القضاء‬
‫واملطالبة بالتنفيذ أو سلوك مسطرة ٕالاكراﻩ البدني القتضاء حق‬
‫مشروع‪ .‬غ‪ Ct‬أنه نكون أمام إكراﻩ يبطل العقد إذا استعملت مثل هذﻩ‬
‫الوسائل املشروعة بغاية تحقيق غرض غ‪ Ct‬مشروع‪ ،‬كما لو استغلت‬
‫ظروف املتعاقد املهدد بالتصفية القضائية الناع فوائد مفرطة أو‬
‫غ‪ Ct‬مستحقة‪ ،‬وهو مانص عليه الفصل ‪ 48‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بقوله‪ " :‬ال‬
‫يخول ٕالابطال إال إذا استغلت حالة املتعاقد املهدد بحيث تنع منه‬
‫فوائد مفرطة أو غ‪ Ct‬مستحقة‪"...‬‬

‫‪103‬شكري احمد السبا‪£‬ي م س ص‪291-‬‬


‫‪104‬طبقا للفصل ‪ 46‬من ق‪.‬ل‪.‬ع املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪- 107 -‬‬
‫هذا وال نكون أمام إكراﻩ يخول الحق ‪M‬ي ٕالابطال م{Š كان‬
‫الغرض مشروعا واستعملت وسيلة ]‪F‬ديد غ‪ Ct‬مشروعة مثل ]‪F‬ديد‬
‫املودع للمودع لديه بالضرب والتشه‪ Ct‬به إن لم يوقع له ع‪h‬ى سند‬
‫يع‪C‬ف له فيه بالوديعة‪.‬و]‪F‬ديد الدائن مدينه بالقتل إن لم يقرر له‬
‫رهنا يضمن سدادﻩ الدين‪ .‬فإلكراﻩ ينظر إليه كعيب ‪M‬ي ٕالارادة أك‪C‬‬
‫منه جريمة‪،‬إذ الع‪CD‬ة ليست ‪M‬ي عدم مشروعية ٕالاكراﻩ بل ‪M‬ي تأث‪Ct‬ﻩ‬
‫ع‪h‬ى املتعاقد وتوليد رهبة ‪M‬ي نفسه غ‪ Ct‬مستندة ع‪h‬ى حق لحمله ع‪h‬ى‬
‫التعاقد‪.105‬‬
‫]‪ ®ÇÖ]VíÃe]†Ö]ì†ÏËÖ‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الغ‪x‬ن‬
‫الغ‪D‬ن هو عدم التعادل أو التفاوت ب‪t‬ن ما يعطيه املتعاقد وما‬
‫يأخذﻩ‪ ،‬أو بتعب‪ Ct‬آخر فإن الغ‪D‬ن هو الضرر الذي يلحق أحد أطراف‬
‫العقد نتيجة عدم التعادل ب‪t‬ن ٔالاداءات املتبادلة‪ .‬ويتضح من هذا‬
‫التعريف أن الغ‪D‬ن ال يتحقق إال ‪M‬ي عقود املعاوضة أل‪Fº‬ا املجال‬
‫الطبي‪Ô‬ي الختالل التوازن الاقتصادي ‪M‬ي ٔالاداءات التبادلية‪.106‬‬
‫ومن البدي¦‪ i‬أن الاختالف ينب‪ï‬ي أن يكون بينا ذلك أن الغ‪D‬ن‬
‫اليس‪ Ct‬ال يكاد يخلو من أي معاملة‪M،‬ي ح‪t‬ن أن الغ‪D‬ن الفاحش هو‬

‫‪ -105‬أنظر الس‰‪F‬وري – م‪.‬س – ص‪426 .‬‬


‫‪ -106‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.1073‬أنظر أيضا بخصوص الغ‪D‬ن وأحكامه ‪M‬ي القانون‬
‫املغربي املختار عطار مس _ص_‪ 169‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪- 108 -‬‬
‫الذي تصدى له املشرع ألنه يشكل خطرا اجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬وال‬
‫يمكن التسامح بشأنه‪ .‬ويجري تقدير الغ‪D‬ن وقت تمام العقد فإذا‬
‫تغ‪Ct‬ت القيمة ال محل للغ‪D‬ن‪.107‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أحكام الغ‪x‬ن ‪³‬ي القانون املغربي‬
‫تناول املشرع املغربي الغ‪D‬ن ‪M‬ي الفصل‪t‬ن ‪ 55‬و‪ 56‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫حيث أقر ‪M‬ي الفصل ‪ 55‬قاعدة عامة ‪¤‬ي أن الغ‪D‬ن املجرد ال يبطل‬
‫العقد إنما ينب‪ï‬ي أن يكون هذا الغ‪D‬ن مقرونا بالتدليس لكي يخول‬
‫للمغبون طلب إبطال العقد‪M ،‬ي ح‪t‬ن تضمن الفصل ‪ 56‬استثناء من‬
‫هذﻩ القاعدة حيث جعل الغ‪D‬ن املجرد يخول ٕالابطال إذا لحق بقاصر‬
‫أو ناقص ٔالاهلية‪ ،‬وهو ما سنتناوله تباعا ‪M‬ي النقط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬القاعدة العامة‪ :‬الغ‪x‬ن املجرد ال يخول ٕالابطال‬
‫القاعدة العامة ‪M‬ي التشريع املغربي أن الغ‪D‬ن املجرد كعيب من‬
‫عيوب ٕالارادة ال يخول ٕالابطال‪ ،‬أو بعبارة أخرى فإن مجرد الاختالل‬
‫الاقتصادي ب‪t‬ن قيمة ما يعطيه أحد املتعاقدين وقيمة ما يأخذﻩ ال‬
‫يكون له تأث‪ Ct‬ع‪h‬ى العقد وال يخول ٕالابطال طاملا كل من املتعاقدين‬
‫كامل ٔالاهلية وجاءت إراداته خالية من أي عيب من عيوب الر‪.ŠjÃ‬‬

‫‪ - 107‬الس‰‪F‬وري – نظرية العقد – م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.447‬‬


‫أنظر أيضا بخصوص الغ‪D‬ن وأحكامه ‪M‬ي القانون املغربي‬
‫املختار عطار – م‪ .‬س‪ 169 -‬وما بعدها‬
‫‪- 109 -‬‬
‫‪- 2‬الغ‪x‬ن املقرون بالتدليس يخول ٕالابطال‬
‫ال يعت‪ CD‬الغ‪D‬ن الذي يقع ب‪t‬ن الراشدين سببا لإلبطال ‪M‬ي القانون‬
‫املغربي إال إذا كان ناتجا عن تدليس املتعاقد ٓالاخر أو نائبه أو‬
‫الشخص الذي تعامل من أجله‪ ،‬وهذا ما نص عليه الفصل ‪ 56‬من‬
‫ق‪.‬ل‪ .‬ع الذي جاء فيه ‪:‬‬
‫"الغ‪D‬ن ال يخول ٕالابطال إال إذا نتج عن تدليس الطرف ٓالاخر أو‬
‫نائبه أو الشخص الذي تعامل من أجله وذلك فيما عدا الاستثناء‬
‫الوارد ‪M‬ي الفصل ‪"55‬‬
‫وهكذا إذا اش‪C‬ى شخص قطعة أرضية بثمن يفوق بكث‪Ct‬‬
‫قيم‪FG‬ا ‪M‬ي السوق نتيجة استعمال البائع لوسائل احتيالية فإنه يجوز‬
‫للمش‪C‬ي املطالبة بإبطال العقد للغ‪D‬ن الذي لحق به نتيجة تدليس‬
‫البائع‪.‬‬
‫غ‪ Ct‬أنه يطرح هنا تساؤل حول الفائدة من جواز الطلب إبطال‬
‫العقد للغ‪D‬ن املقرون بالتدليس طاملا أنه من املمكن املطالبة بإبطاله‬
‫للتدليس وحدﻩ‪.‬‬
‫لعل الجواب يكمن ‪M‬ي أن التدليس قد يكون مجرد تدليس‬
‫عارض ال يخول كما رأينا سابقا طلب إبطال العقد وإنما يمنح‬
‫ضحيته فقط املطالبة بالتعويض‪ .‬ففي هذﻩ الحالة إذا اق‪C‬ن العقد‬
‫الذي كان فيه التدليس عارضا غ‪ Ct‬دافع إ‪-‬ى التعاقد بالغ‪D‬ن كان‬
‫للطرف املغبون املطالبة بإبطال العقد طبقا للفصل ‪ 55‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫‪ -3‬الاستثناء هو أن الغ‪x‬ن املجرد يخول ٕالابطال إذا لحق‬
‫بقاصر أو ناقص ٔالاهلية‬
‫يعتد املشرع املغربي بالغ‪D‬ن املجرد الذي يذهب ضحيته القاصر‬
‫أو ناقص ٔالاهلية أي سواء كان ناتجا عن تدليس أو كان غ‪ Ct‬مصحوب‬
‫بالتدليس‪ ،‬وسواء تعاقد بنفسه أو بمساعدة وصيه أو مساعدﻩ‬
‫القضائي وذلك م{Š كان الفرق ب‪t‬ن الثمن املذكور ‪M‬ي العقد والقيمة‬
‫الحقيقية لل‪ijÊ‬ء يزيد ع‪h‬ى الثلث‪.108‬فهنا ينظر إ‪-‬ى الغ‪D‬ن نظرة مادية‬
‫بالنظر إ‪-‬ى قيمة ال‪ijÊ‬ء ال نظرة املتعاقد وبصرف النظر عن تغيب‬
‫إرادة املغبون‪.109‬‬
‫أما ‪M‬ي ما عدا هذا الاستثناء املقرر وفق الشروط املحددة أعالﻩ‬
‫ملصلحة القاصر وناقص ٔالاهلية فإنه ينب‪ï‬ي إعمال القاعدة العامة‬
‫ال{‪ i‬بموج‪FÛ‬ا ال يخول الغ‪D‬ن ٕالابطال إال إذا كان مقرونا بالتدليس‪ ،‬مما‬
‫يع€‪ i‬أن املشرع املغربي لم يجعل من الغ‪D‬ن كقاعدة عامة عيبا‬
‫مستقال قائما بذاته وواقعا ‪M‬ي العقد‪ 110‬كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للغلط والتدليس وٕالاكراﻩ وإنما اعتد به فقط لكون إرادة املغبون‬
‫جاءت معيبة للتدليس‪.‬‬
‫والواقع أن التوجه املعتمد من طرف املشرع املغربي ي‪C‬جم‬
‫النظرية التقليدية للغ‪D‬ن تماشيا مع مدونة نابليون ‪M‬ي ح‪t‬ن أن‬

‫‪108‬الفصل ‪ 56‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬


‫‪ -109‬الس‰‪F‬وري – نظرية العقد – م‪.‬س‪ ،‬ص ‪448‬‬
‫‪110‬شكري احمد السبا‪£‬ي م س ص ‪302‬‬
‫‪- 111 -‬‬
‫النظرية الحديثة للغ‪D‬ن تعتد بالغ‪D‬ن ‪M‬ي جميع الحاالت ال{‪ i‬يقع ف©‪F‬ا‬
‫اختالل ما‪-‬ي للعقد إذا اكت«‪ Šj‬طابعا غ‪ Ct‬مشروع يتمثل ‪M‬ي استغالل‬
‫أحد املتعاقدين لآلخر‪ ،‬وهو ما يطلق عليه الغ‪D‬ن الاستغال‪-‬ي‪ .‬والواقع‬
‫أن معظم التشريعات أخذت بفكرة الاستغالل‪ ،‬من ذلك التشريع‬
‫ٔالاملاني والسويسري واملصري والكوي{‪ .i‬فهذﻩ التشريعات نصت ع‪h‬ى‬
‫أنه إذا كانت الامات أحد املتعاقدين ال تتعادل البتة مع ما حصل‬
‫عليه هذا املتعاقد من فائدة بموجب العقد‪ ،‬وتب‪t‬ن أن املتعاقد‬
‫املغبون لم ي‪CD‬م العقد إال ألن املتعاقد ٓالاخر قد استغل فيه طيشا بينا‬
‫أو هوى جامحا فإنه يجوز للمتعاقد املغبون طلب إبطال العقد أو أن‬
‫يطلب رفع الغ‪D‬ن عنه إ‪-‬ى الحد املعقول‪.‬‬
‫وبالرجوع إ‪-‬ى قانون الالامات والعقود املغربي نجدﻩ قد تب€Š‬
‫بشكل غ‪ Ct‬صريح بعض تطبيقات نظرية الغ‪D‬ن الاستغال‪-‬ي عندما خول‬
‫للقضاة حق إبطال العقود امل‪CD‬مة ‪M‬ي حالة املرض والحاالت ٔالاخرى‬
‫املشا‪Fz‬ة وهو ما سنتناوله ‪M‬ي الفقرة املوالية‪:‬‬
‫]‪ íãe^Ž¹]ï†}ù]l÷^£]暆Û×ÖÙ^Şeý]VíŠÚ^¤]ì†ÏËÖ‬‬
‫رأينا كيف أن املشرع املغربي اعتد بعيوب الر‪ ijÃ‬ال{‪ i‬تجعل‬
‫العقد قابال لإلبطال وال{‪ i‬حددها طبقا للفصل ‪ 39‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪M‬ي‬
‫الغلط والتدليس وٕالاكراﻩ وجعل الغ‪D‬ن عيبا استثنائيا م{Š اق‪C‬ن‬
‫بالتدليس‬

‫‪- 112 -‬‬


‫و‪M‬ي مقابل ذلك أقر بشكل صريح ‪M‬ي الفصل ‪ 54‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫بعض تطبيقات نظرية الغ‪D‬ن الاستغال‪-‬ي حيث أجاز طلب إبطال‬
‫العقد ‪M‬ي حالة املرض والحاالت ٔالاخرى املتا‪Fz‬ة‪.‬‬
‫أوال‪ٕ :‬الابطال بسبب حالة املرض‬
‫تطبيقا للفصل ‪ 54‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فإنه يكون للقا‪ ijÃ‬إبطال العقد‬
‫إذا ما طلب منه ذلك ‪M‬ي الحالة ال{‪ i‬يقدم ف©‪F‬ا أحد املتعاقدين ع‪h‬ى‬
‫إبرام العقد وهو ‪M‬ي حالة مرضية تجعله غ‪ Ct‬قادر ع‪h‬ى تقدير أمورﻩ‬
‫تقديرا صحيحا ع‪h‬ى نحو يجعله يتعرض لغ‪D‬ن فاحش‪.‬‬
‫فالقا‪M ijÃ‬ي هذﻩ الحالة م{Š اتضح له أن املريض ما كان لي‪CD‬م‬
‫العقد لوال مرضه واستغالل املتعاقد ٓالاخر ملرضه وضعفه جاز له‬
‫استنادا لسلطته التقديرية أن يقرر إبطال العقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ٕ :‬الابطال بسبب حاالت أخرى متشا¸·ة‬
‫يقصد بالحالة املتشا‪Fz‬ة لحالة املرض تلك ال{‪ i‬يوجد ف©‪F‬ا‬
‫الشخص قريبا لحالة املريض بحيث يكون ف©‪F‬ا ضعيف التفك‪ Ct‬مقارنة‬
‫مع من هو ‪M‬ي حالة صحية وعقلية سليمة كما هو الشأن ‪M‬ي الطيش‬
‫الب‪t‬ن والهوى الجامح وغ‪ Ct‬ذلك مما يؤثر ‪M‬ي ٕالارادة‪ ،‬كما ‪M‬ي حالة‬
‫الشاب الذي يرث الكث‪ Ct‬من ٔالاموال فيقدم ع‪h‬ى إبرام تصرفات ‪M‬ي‬
‫خفة ظاهرة للمتعاقد ٓالاخر ودون تفك‪ Ct‬أو تقدير مما يجردﻩ الكث‪ Ct‬من‬
‫أمواله ويعرضه لغ‪D‬ن فاحش‪ .‬ونفس ٔالامر ينطبق ع‪h‬ى حالة الزوجة‬
‫املسنة ال{‪ i‬تزوجت شابا عن ميل هوى جامح فيعمد الزوج إ‪-‬ى‬
‫استغاللها ع‪ CD‬استدراجها إلبرام عقود لفائدته‪.‬‬
‫‪- 113 -‬‬
‫ففي هذﻩ الحاالت فإن القا‪ ijÃ‬م€Š تب‪t‬ن له أن الشخص‬
‫املتعاقد ٓالاخر استغل وضعية مثل هذا املتعاقد ع‪ CD‬إبرام عقود ال‬
‫تتعادل ف©‪F‬ا الامات الطرف‪t‬ن جاز له إبطال العقد استنادا لذلك‪.‬‬
‫]‪ Ø]VêÞ^nÖ]ovf¹‬‬
‫يتعلق ركن املحل بااللام‪ ،‬ذلك أن كل الام يجب أن يكون‬
‫له محل‪.‬و يقصد به ٔالاداء الذي يجب ع‪h‬ى املدين أن يقوم به للدائن‬
‫وهذا ٔالاداء يتكون وفقا للفقه‪ 111‬من إعطاء ‪ijÉ‬ء أي نقل امللكية أو‬
‫أي حق عي€‪ i‬آخر أو القيام بعمل أو امتناع عن عمل‪ .‬وهكذا ليس‬
‫محل الالام شيئا ولكنه ٔالاداء الذي قد يكون ايجابيا كالعمل أو‬
‫سلبيا كاالمتناع‪ ،‬أو نقل حق عي€‪ i‬وهذا ٔالاخ‪ Ct‬هو الذي يرد ع‪h‬ى‬
‫ال‪ijÊ‬ء وينصب عليه فيكون محال لاللام‪ .112‬ولعل كل هذﻩ العناصر‬
‫املرتبطة بمحل الالامات ‪¤‬ي ما ع‪CD‬ﻩ عنه املشرع املغربي ‪M‬ي الفصل‬
‫‪ 57‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"ٔالاشياء ؤالافعال والحقوق املعنوية الداخلة ‪M‬ي دائرة التعامل‬
‫تصلح وحدها ألن تكون محال لاللامات‪ ،‬ويدخل ‪M‬ي دائرة التعامل‬
‫جميع ٔالاشياء ال{‪ i‬ال يحرم القانون صراحة التعامل بشأ‪Fº‬ا"‬

‫‪111‬يم‪ t‬بعض الفقه ب‪t‬ن محل الالام ومحل العقد فهذا ٔالاخ‪ Ct‬يقصد به العملية القانونية‬
‫ال{‪ i‬يراد تحقيقها وال{‪ i‬ينشأ الالام للوصول إل©‪F‬ا أما محل الالام فهو ٔالاداء الذي يجب‬
‫ع‪h‬ى املدين أن يقوم به‪.‬‬
‫‪112‬عبد ال´ي حجازي‪ .‬س م‪.‬ص‪320-‬‬
‫‪- 114 -‬‬
‫واملالحظ أن الشروط ال{‪ i‬يتطل‪FÛ‬ا القانون لصحة محل الالام‬
‫وبالتا‪-‬ي صحة العقد‪¤113‬ي أن يكون املحل موجودا وممكنا أي غ‪Ct‬‬
‫مستحيل ومعينا أو قابال للتعي‪t‬ن ومشروعا‪ ،‬وهذﻩ الشروط ال{‪i‬‬
‫ي‪C‬تب ع‪h‬ى تخلفها بطالن الالام ومن تم بطالن العقد سنتناولها ‪M‬ي‬
‫املطالب التالية‪:‬‬
‫]‪ äjéÞ^ÓÚcæÝ]ˆjÖ÷]ئçqæVÙæù]gת¹‬‬
‫يش‪C‬ط لصحة العقد أن يكون محل الالام موجودا وممكنا‪.‬‬
‫]‪ ]çqçÚÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫يش‪C‬ط النعقاد العقد إ‪-‬ى جانب ركن ال‪C‬ا‪ ،ijÃ‬أن يكون محل‬
‫الالام موجودا عند إبرامه أي وقت التعاقد‪ ،‬أو أن يكون ممكن‬
‫الوجود ‪M‬ي املستقبل‪ .‬وهكذا إذا قصد املتعاقدان التعاقد ع‪h‬ى ‪ijÉ‬ء‬
‫موجود حاال فإن العقد ال ينعقد وال ينشأ الالام إذا لم يكن هذا‬
‫ال‪ijÊ‬ء موجودا وقت التعاقد أي وقت تالي ٕالارادت‪t‬ن‪ 114،‬أوكان‬

‫‪ 113‬تدرس شروط محل الالامات عادة بمناسبة الالام التعاقدي ذلك أن الشروط ال{‪i‬‬
‫يجب توافرها ‪M‬ي محل الالامات ال تتصور إال بالنسبة لاللامات التعاقدية أما محل الالام‬
‫غ‪ Ct‬التعاقدي أي النا‪ ÌjÉ‬من القانون فيكون بالضرورة مستوفيا للشروط ال{‪ i‬يتطل‪FÛ‬ا‬
‫القانون ي محل الالام‪ ،‬ولذلك غالبا ما يقال أحيانا محل العقد بدال من محل الالام‪.‬‬
‫‪114‬إن عدم وجود املحل الذي يؤدي إ‪-‬ى بطالن العقد يتعلق باملحل الذي يكون موضوعه‬
‫شيئا معينا بالذات أي ما يدخل ‪M‬ي ٔالاشياء القيمية‪ ،‬أما ٔالاشياء املثلية فال يتصور عدم‬
‫وجودها لك‪F]C‬ا ‪M‬ي ٔالاسواق ومن هنا كانت القاعدة أن املثليات ال ]‪F‬لك‪.‬‬
‫انظر شكري احمد السبا‪£‬ي م س –ص ‪167 -‬‬
‫‪- 115 -‬‬
‫موجودا ثم هلك قبل التعاقد كما ‪M‬ي إيجار بناء ]‪F‬دم قبل إبرام عقد‬
‫ٕالايجار‪ ،‬أما إن كان موجودا وقت إبرام العقد ثم هلك بعد ذلك فإن‬
‫الالام ينشأ صحيحا وينعقد العقد‪.115‬‬
‫أما إذا انصرفت إرادة املتعاقدين إ‪-‬ى التعاقد ع‪h‬ى ‪ijÉ‬ء سيوجد‬
‫‪M‬ي املستقبل فإنه يش‪C‬ط أن يكون هذا ال‪ijÊ‬ء ممكن الوجود ‪M‬ي‬
‫املستقبل‪ ،‬ومثال ذلك ‪M‬ي ٔالاشياء املادية كعقد توريد أشياء سيقوم‬
‫املورد بصنعها ‪M‬ي املستقبل‪ ،‬وبيع محصول ٔالارض قبل ظهورﻩ‪ ،‬وبيع‬
‫شقة ‪M‬ي عمارة لم يتم بناؤها بعد‪ .‬ومثاله ‪M‬ي ٔالاشياء املعنوية أن‬
‫يتعاقد كاتب مع ناشر ع‪h‬ى أن يعطيه حق نشر كتاب سيقوم بتأليفه‪.‬‬
‫وقد نص ع‪h‬ى إمكانية أن يكون محل الالام ‪ijÉ‬ء مستقبال الفصل‬
‫‪ 61‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"يجوز أن يكون محال الالامات شيئا مستقبال‪"...‬‬
‫غ‪ Ct‬أن املشرع إذا كان قد أجاز أن يكون محل الالام شيئا‬
‫مستقبال كقاعدة عامة‪ ،‬فإنه عاد ‪M‬ي الفقرة الثانية من الفصل ‪61‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع وقرر ما ي‪h‬ي‪" :‬ال يجوز التنازل عن تركة إنسان ع‪h‬ى قيد‬
‫الحياة وال إجراء أي تعامل ف©‪F‬ا أو ‪M‬ي ‪ijÉ‬ء مما تشتمل عليه ولو‬
‫حصل برضاﻩ‪ ،‬وكل تصرف مما سبق يقع باطال بطالنا مطلقا"‪.‬‬

‫‪ 115‬والعقد ‪M‬ي هذﻩ الحالة يش‪C‬ط مسالة تحمل تبعة هالكه ويكون قابال للفسخ م{Š كان‬
‫الحاصل راجع لقوة قاهرة جعلت املدين يتعذر عليه تنفيذ الالام‬
‫انظر شكري احمد السبا‪£‬ي م س –ص ‪167 -‬‬
‫‪- 116 -‬‬
‫وعليه فإنه ال يجوز للوارث أن يبيع نصيبه الذي سيؤول إليه‬
‫من امل‪Ct‬اث عند وفاة مورثه أو أن ‪FÓ‬به أو أن يقدمه نصيبا ‪M‬ي شركة‪،‬‬
‫فمثل هذا التعامل يكون باطال بطالنا مطلقا ح{Š ولو تم برضا املورث‬
‫ملخالفته النظام العام باعتبارﻩ يحمل تعجيل الوارث بموت مورثه‪،‬‬
‫ونفس ٔالامر ينطبق ‪M‬ي حالة قيام صاحب ال‪C‬كة ع‪h‬ى توزيع تركته ع‪h‬ى‬
‫ورثته املحتمل‪t‬ن خالفا الستحقاق كل وارث ‪M‬ي ال‪C‬كة وفق قواعد‬
‫امل‪Ct‬اث‪.‬‬
‫]‪ ^ßÓºÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫ينص الفصل ‪ 59‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪" :‬يبطل الالام الذي‬
‫يكون محله شيئا أو عمال مستحيال إما بحسب طبيعته أو بحكم‬
‫القانون"‪.‬‬
‫هذا الشرط يكت«‪ ij‬طابعا منطقيا تطبيقا للقاعدة ال{‪ i‬تق’‪ij‬‬
‫بأنه ال يلزم أحد بمستحيل‪ .‬وعليه إذا كان العمل مستحيال كان‬
‫الالام باطال ويبطل معه العقد بطالنا مطلقا‪.‬‬
‫والاستحالة ال{‪ i‬تمنع نشوء الالام ‪¤‬ي الاستحالة املطلقة أو‬
‫املوضوعية أي تلك ال{‪ i‬يكون ف©‪F‬ا العمل محل الالام مستحيال ‪M‬ي‬
‫ذاته بحيث ال يمكن ألي شخص أن يقوم به‪ ،‬أما إذا كانت الاستحالة‬
‫نسبية أي شخصية بحيث أن العمل يكون القيام به مستحيال ع‪h‬ى‬
‫املدين فحسب ‪M‬ي ح‪t‬ن يستطيع غ‪Ct‬ﻩ أن يقوم به‪ ،‬فإن هذﻩ‬
‫الاستحالة النسبية ال تحول دون نشوء الالام وانعقاد العقد‪ .‬وعليه‬
‫إذا تعهد شخص آلخر أن ي‪ Ì‬له تصميما معماريا للبناء وهو ال‬
‫‪- 117 -‬‬
‫يستطيع القيام ‪Fz‬ذا العمل لكونه ليس مصمما وال مهندسا معماريا‬
‫فإن العقد ‪M‬ي هذﻩ الحالة ينعقد صحيحا طاملا أن املحل ليس‬
‫مستحيال‪ ،‬ويتع‪t‬ن ع‪h‬ى الشخص املتعهد الذي أخل بالامه تعويض‬
‫الطرف املتضرر إصالحا للضرر الذي لحقه بسبب عدم التنفيذ‪.116‬‬
‫وعليه فاالستحالة املقصودة ‪¤‬ي الاستحالة املطلقة و‪¤‬ي كما‬
‫جاءت ‪M‬ي الفصل ‪ 59‬من ق‪.‬ل‪.‬ع تكون طبيعية كبيع خيوط الشمس‪،‬‬
‫وقد تكون قانونية بحيث يكون مرجعها نص ‪M‬ي القانون كأن يلم‬
‫محام باستئناف قضية ال تقبل قانونا الاستئناف أو النقضاء مدته‪.‬‬
‫هذا وتنب‪ï‬ي ٕالاشارة إ‪-‬ى أن الاستحالة املطلقة ال{‪ i‬ي‪C‬تب عل©‪F‬ا‬
‫بطالن الالام ‪¤‬ي الاستحالة ٔالاصلية أي السابقة أو املعاصرة للوقت‬
‫الذي ينشأ فيه الالام عادة‪ ،117‬أما الاستحالة املطلقة الطارئة بعد‬
‫نشوء الالام ال تمنع صحة الالام وانعقاد العقد‪ .‬وعليه م{Š كان‬
‫املحل ممكنا وقت إبرام العقد وأصبح مستحيال بعد ذلك فإن هذﻩ‬
‫الاستحالة الطارئة والالحقة تؤدي فقط إ‪-‬ى سقوط الالام بسبب‬
‫استحالة تنفيذﻩ‪.‬‬
‫‬

‫‪ 116‬طبقا للفصل ‪ 60‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي ينص ع‪h‬ى أن " املتعاقد الذي كان يعلم أو كان عليه‬
‫أن يعلم عند إبرام العقد استحالة محل اللام يكون ملزما بالتعويض تجاﻩ الطرف ٓالاخر‬
‫وال يخول التعويض إذا كان الطرف ٓالاخر يعلم أو كان عليه أن يعلم أن محل الالام‬
‫مستحيل"‬
‫‪ -117‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪- 118 -‬‬
‫]‪ °éÃj×Öøe^Îæ_^ßéÃÚÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫ال يكفي لقيام العقد أن يكون محل الاتزام ممكنا وموجودا‬
‫وإنما يتوجب أن يكون معينا أو قابال للتعي‪t‬ن ع‪h‬ى ٔالاقل ‪M‬ي جنسه أو‬
‫نوعه وإال كان العقد باطال‪ ،‬وهو ما نص عليه الفصل‪ 58‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"ال‪ijÊ‬ء الذي هو محل الالام يجب أن يكون معينا ع‪h‬ى ٔالاقل‬
‫بالنسبة إ‪-‬ى نوعه ويسوغ أن يكون ال‪ijÊ‬ء غ‪ Ct‬محدد إذا كان قابال‬
‫للتحديد فيما بعد"‪.‬‬
‫هذا ويختلف تعي‪t‬ن محل الالام باختالف الحاالت‪ ،‬فإذا كان‬
‫محل ٕالالام العقدي عمال فيجب تحديد طبيعة هذا العمل ومداﻩ‪.‬‬
‫فلو أن مقاوال تعهد لفائدة شخص آخر بإقامة بناء‪ ،‬فإنه يتوجب‬
‫تعي‪t‬ن هذا البناء بذكر أوصافه أو أن يكون ع‪h‬ى ٔالاقل قابال للتعي‪t‬ن‬
‫بحيث يستخلص ذلك من ظروف العقد كما لو تعلق البناء بإحداث‬
‫مدرسة تتسع لعدد محدد من التالميذ‪.‬‬
‫وإذا كان محل الالام يتضمن نقل ملكية ‪ijÉ‬ء أو إنشاء حق‬
‫عي€‪ i‬آخر عليه‪ ،‬فإنه يتوجب تعي‪t‬ن ال‪ijÊ‬ء املطلوب نقل ملكيته أو‬
‫إنشاء الحق العي€‪ i‬عليه‪ .‬غ‪ Ct‬أن ٔالامر يقت’‪M ij‬ي هذﻩ الحالة التمي‪t‬‬
‫ب‪t‬ن ما إذا كان معينا بذاته أو بنوعه‪.‬‬
‫فإذا ورد الالام ع‪h‬ى ‪ijÉ‬ء مع‪t‬ن بالذات وجب تعيينه تعيينا‬
‫يم‪t‬ﻩ عن غ‪Ct‬ﻩ وذلك بوصفه وصفا نافيا للجهالة‪ ،‬كأن يتعلق ٔالامر‬
‫بم‪È‬ل حيث يتوجب تعي‪t‬ن موقعه ومساحته وعدد طوابقه‪.‬‬
‫‪- 119 -‬‬
‫أما إذا كان ال‪ijÊ‬ء غ‪ Ct‬مع‪t‬ن بالذات بأن كان من املثليات فإنه‬
‫وجب تعيينه بجنسه ونوعه ومقدارﻩ كأن يكون املبيع خمسة قناطر‬
‫من القمح املغربي‪ .‬هذا ويسوغ طبقا للفصل ‪ 58‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أن يكون‬
‫ال‪ijÊ‬ء غ‪ Ct‬محدد بمقدارﻩ إذا تضمن العقد ما يجعله قابال للتحديد‬
‫فيما بعد‪ ،‬كأن يكون محل العقد توريد مستشفى أو مدرسة بالغداء‬
‫الكا‪M‬ي خالل مدة معينة‪ .‬فمحل الالام ‪M‬ي هذﻩ الحالة مع‪t‬ن ‪M‬ي نوعه‬
‫وقابل للتحديد ‪M‬ي مقدارﻩ ع‪h‬ى أساس الاس‪FG‬الك العادي للمستشفى‬
‫أو املدرسة ‪M‬ي املدة املتفق عل©‪F‬ا انطالقا من عدد تالميذ املدرسة أو‬
‫أسرة املستشفى‪.‬‬
‫و‪M‬ي ٔالاخ‪ Ct‬فإنه إذا كان محل الالام امتناعا عن عمل‪ ،‬وجب‬
‫تحديد العمل املطلوب الامتناع عنه كعدم منافسة املدين للدائن ‪M‬ي‬
‫تجارة معينة وبموقع محدد‪.‬‬
‫]‪ ^Â憎ÚÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_VoÖ^nÖ]gת¹‬‬
‫يجب أن يكون محل الالام مشروعا‪ ،‬أما إذا كان مما ال يجوز‬
‫التعامل فيه أو مخالفا للنظام العام وٓالاداب فإن العقد يكون باطال‬
‫بطالنا مطلقا‪ .‬فعدم مشروعية املحل ع‪h‬ى هذا النحو ترجع إما إ‪-‬ى‬
‫نص القانون أو مخالفة النظام العام‪.118‬‬
‫وعليه فإن ال‪ijÊ‬ء محل الالام ينب‪ï‬ي أن يكون داخال ‪M‬ي دائرة‬
‫التعامل أي ليس محرما التعامل فيه إما لطبيعته كأشعة الشمس‬

‫‪ -118‬الس‰‪F‬وري نظرية العقد – م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 463‬وما بعدها‬


‫‪- 120 -‬‬
‫والهواء‪ ،‬أو الكتسائه طابعا مقدسا كجسم ٕالانسان‪ ،‬فاألصل أن‬
‫جسم ٕالانسان خارج عن دائرة التعامل‪،‬ولو أن هناك تصرفات تتعلق‬
‫بجسم ٕالانسان تعت‪ CD‬صحيحة م{Š كانت بغ‪ Ct‬عوض كالت‪CD‬ع باألعضاء‬
‫عن طريق الوصية‪.‬‬
‫وهناك من ٔالاشياء تكون قابلة للتعامل ولك‰‪F‬ا تصبح غ‪ Ct‬ذلك‬
‫بالنظر إ‪-‬ى الغرض الذي تخصص له‪،‬كما هو الشأن بالنسبة لألمالك‬
‫العامة من طرق وشواطئ ف¦‪ i‬التقبل التصرف ف©‪F‬يا ولو أنه من‬
‫املمكن إخضاعها لبعض املعامالت ال{‪ i‬ال تتعارض مع الغرض‬
‫املخصص لها مثل تخصيص مجال لالس‪C‬احة بشاطئ أو لل‪C‬فيه ع‪h‬ى‬
‫سبيل ا الحتالل املؤقت للملك العمومي‪.‬‬
‫ثم إن هناك من ٔالاشياء ال{‪ i‬يحضر القانون التعامل ف©‪F‬ا‬
‫باعتبارها من جهة‪ ،‬مضرة بالصحة العامة كاملواد السامة والحيوانات‬
‫املصابة بأمراض معدية‪ ،‬أو لكو‪Fº‬ا من جهة أخرى تمس بأمن ٔالافراد‬
‫وسالم‪FG‬م وباي ٔالاسس ال{‪ i‬يرتكز عل©‪F‬ا املجتمع‪ ،‬كما هو الشأن ‪M‬ي‬
‫ٔالاعمال ال{‪ i‬يحرمها القانون الجنائي مثل القتل والسرقة والتجسس‬
‫والقمار‪ ،‬فهذﻩ كلها أعمال مجرمة وغ‪ Ct‬مشروعة وال تصلح بالتا‪-‬ي أن‬
‫تكون محال لاللام‪.‬‬
‫ونفس ٔالامر يسري ع‪h‬ى حالة الامتناع عن إتيان عمل يوجب‬
‫القانون القيام به‪ ،‬كااللام الذي يكون محله الامتناع عن أداء‬
‫الضرائب املستحقة للدولة أو الامتناع عن ٕالادالء بالشهادة‪ ،‬فمثل‬
‫هذا الالام يكون محله عمل غ‪ Ct‬مشروع‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫]‪ gfŠÖ]VoÖ^nÖ]ovf¹‬‬
‫تستعمل كلمة السبب للداللة ع‪h‬ى ثالثة معاني‪:‬‬
‫املع€Š ٔالاول وفيه يقصد بالسبب مصدر الالام أي العقد‬
‫وٕالارادة املنفردة والقانون حيث يقال أن سبب الالام هو العقد أو‬
‫الفعل الضار وهذا هو السبب املن‪ ÌjÊ‬لاللام وطبي‪Ô‬ي أن مثل هذا‬
‫السبب ليس هو املقصود هنا من الدراسة‪.‬‬
‫واملع€Š الثاني للسبب فيقصد به الغرض املباشر املجرد‬
‫والقريب الذي دفع بامللم إ‪-‬ى الالام‪ .‬ويطلق ع‪h‬ى هذا النوع من‬
‫السبب‪ ،‬السبب القصدي أي الذوهو واحد ‪M‬ي جميع الالامات ال{‪i‬‬
‫من صنف واحد‪ ،‬فالام البائع بتسليم املبيع إ‪-‬ى املش‪C‬ي سببه واحد‬
‫عند جميع البائع‪t‬ن وهو رغبته ‪M‬ي الحصول ع‪h‬ى الثمن‪ ،‬والام‬
‫املش‪C‬ي بالوفاء بالثمن سببه واحد عند جميع املش‪C‬ين هو رغبته ‪M‬ي‬
‫الحصول ع‪h‬ى املبيع محل الام البائع دون اعتبار ألي دافع آخر بعيد‪.‬‬
‫والسبب وفقا لهذا املع€Š يسمŠ سبب الالام لكونه ال يختلف من‬
‫شخص آلخر ‪M‬ي النوع الواحد الالام‪،‬كما يعد ضرورة منطقية ألنه ال‬
‫‪119‬‬
‫يجوز عقال أن يلم شخص بدون سبب‪.‬‬
‫أما املع€Š الثالث للسبب فيقصد به الغرض البعيد أو الباعث‬
‫الدافع إ‪-‬ى التعاقد‪ ،‬ويطلق عليه سبب العقد لكونه يختلف باختالف‬
‫املتعاقدين ‪M‬ي النوع الواحد من الالام‪ .‬فالشخص الذي يقدم ع‪h‬ى‬

‫‪ -119‬والسبب ع‪h‬ى هذا النحو يب‪t‬ن نوع العقد‪ ،‬هل هو عقد معاوضة أم عقد ت‪CD‬ع‪ .‬عبد ال´ي‬
‫حجازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪- 122 -‬‬
‫شراء أرض قد يكون باعثه أو دافعه إ‪-‬ى ذلك إقامة م‪È‬ل عل©‪F‬ا ‪M‬ي ح‪t‬ن‬
‫قد يقصد مش‪ C‬آخر إ‪-‬ى أن يقيم عل©‪F‬ا مصنعا‪.‬‬
‫هذا وقد تجاذب ركن السبب نظريتان‪ :‬هما النظرية التقليدية‬
‫ال{‪ i‬تبنت مفهوم السبب املباشر واملجرد أو سبب الالام‪ ،‬والنظرية‬
‫الحديثة ‪M‬ي السبب ال{‪ i‬لم تقف عند السبب املباشر بل تجاوزﻩ إ‪-‬ى‬
‫الباعث الدافع إ‪-‬ى التعاقد أي سبب العقد‪ ،‬وهو ماسنتناوله تباعا مع‬
‫بيان موقف املشرع املغربي من النظريت‪t‬ن‪.‬‬
‫]‪ gfŠÖ]»íè‚é×ÏjÖ]í膿ßÖ]VÙæù]gת¹‬‬
‫يذهب أنصار النظرية التقليدية أن السبب كركن من أركان‬
‫العقد هو الغرض املباشر القريب أو السبب القصدي الذي دفع‬
‫بامللم إ‪-‬ى الالام‪ .‬وسبب الالام وفق أنصار هذﻩ النظرية يكون‬
‫واحدا ‪M‬ي كل الالامات ال{‪ i‬من نوع واحد أي أنه ال يختلف من‬
‫متعاقد آلخر ‪M‬ي العقد الواحد وال يتغ‪ .Ct‬فسبب الام البائع واحد ال‬
‫يختلف ‪M‬ي جميع عقود البيع مع اختالف أشخاص املتعاقدين‬
‫ونواياهم‪ ،‬وسبب الام املؤجر واحد ‪M‬ي جميع عقود ٕالايجار وهو‬
‫الرغبة ‪M‬ي الحصول ع‪h‬ى مبلغ الكراء من املستأجر مقابل انتفاع هذا‬
‫ٔالاخ‪ Ct‬من الع‪t‬ن املستأجر ة‪.‬‬
‫وسبب الالام ع‪h‬ى هذا النحو يعد ضرورة منطقية‪ ،‬ذلك أنه ال‬
‫يجوز عقال أن يلم شخص بغ‪ Ct‬سبب‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن السبب‬
‫يب‪t‬ن نوع العقد‪ .‬وهكذا ففي عقود املعاوضة امللزمة للجانب‪t‬ن يكون‬

‫‪- 123 -‬‬


‫سبب الام كل املتعاقدين هو الام ٓالاخرين‪ ،‬فالبائع يلم بتسليم‬
‫املبيع بسبب أن املش‪C‬ي يلم بدفع الثمن‪.‬‬
‫و‪M‬ي العقود امللزمة لجانب واحد كالوديعة‪ ،‬يكون سبب الام‬
‫املودع عندﻩ برد الوديعة هو تسلمه هذﻩ الوديعة‪ .‬ونفس ال‪ijÊ‬ء‬
‫بالنسبة للمستع‪ Ct‬لتسلمه ال‪ijÊ‬ء املعار وباعثه ‪M‬ي ذلك الاستفادة‬
‫والانتفاع بال‪ijÊ‬ء املعار‪.120‬‬
‫أما بالنسبة لعقود الت‪CD‬ع كالهبة يكون سبب الام الواهب هو‬
‫النية ال{‪ i‬تحدوﻩ أن يت‪CD‬ع للموهوب له‪.‬‬
‫ووفق أنصار النظرية التقليدية فإنه يش‪C‬ط ‪M‬ي السبب أن‬
‫يكون موجودا ومشروعا وحقيقيا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون موجودا‬
‫إن كل الام يجب أن يتوفر ع‪h‬ى سبب وهذا مان نصت عليه‬
‫الفقرة ٔالاو‪-‬ى من الفصل ‪ 62‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وال{‪ i‬جاء ف©‪F‬ا‪ ":‬الالام الذي‬
‫ال سبب له أو املب€‪ i‬ع‪h‬ى سبب غ‪ Ct‬مشروع يعد كأن لم يكن"‬
‫وعليه إذا أكرﻩ شخص ع‪h‬ى التوقيع ع‪h‬ى سند مديونية وهو غ‪Ct‬‬
‫مدين كان العقد باطال بطالنا النعدام السبب‪ ،‬بل قد ينعدم السبب‬
‫بعد التعاقد كما لو هلك ال‪ijÊ‬ء محل الالام ‪M‬ي عقد بيع بعد أن‬
‫كان موجودا عند التعاقد‪ ،‬ففي هذﻩ الحالة يصبح سبب الام‬

‫‪ -120‬الس‰‪F‬وري – م‪.‬س‪ ،‬ص ‪547‬‬


‫‪- 124 -‬‬
‫املتعاقد املش‪C‬ي بدفع الثمن غ‪ Ct‬موجود الستحالة تنفيذ الام‬
‫‪121‬‬
‫البائع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون السبب مشروعا‬
‫يش‪C‬ط ‪M‬ي السبب أن يكون مشروعا‪ ،‬وهو ما أكدﻩ الفصل ‪62‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث ب‪t‬ن املقصود بعدم مشروعية السبب بقوله"الالام‬
‫الذي ال سبب له أو املب€‪ i‬ع‪h‬ى سبب غ‪ Ct‬مشروع يعد كأن لم يكن‪،‬‬
‫ويكون السبب غ‪ Ct‬مشروع إذا كان مخالفا لألخالق الحميدة أو النظام‬
‫العام أو القانون"‬
‫ومشروعية السبب وفق النظرية التقليدية ال{‪ i‬أخذ ‪Fz‬ا املشرع‬
‫املغربي شرط متم‪ t‬عن مشروعية املحل‪ ،122‬ذلك أنه قد يكون املحل‬
‫مشروعا والسبب غ‪ Ct‬مشروع‪ ،‬كما لو تعهد شخص آلخر بارتكاب‬
‫جريمة ‪M‬ي مقابل مبلغ من النقود يأخذﻩ منه‪ ،‬فااللام بدفع مبلغ من‬
‫النقود محله مشروع‪ ،‬غ‪ Ct‬أن سببه الذي هو الام الطرف ٓالاخر‬
‫بارتكاب الجريمة غ‪ Ct‬مشروع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون السبب حقيقيا‬
‫ال يكفي ‪M‬ي السبب القصدي واملباشر وفقا للنظرية التقليدية‬
‫أن يكون موجودا ومشروعا‪ ،‬وإنما يش‪C‬ط كذلك أن يكون حقيقيا أي‬
‫صحيحا غ‪ Ct‬كاذب أو مغلوط وهذا ما يستنتج من الفصول ‪-64-63‬‬

‫‪ -121‬فالسبب ع‪h‬ى هذا النحو عنصر مستمر من وقت نشوء ٕالالام إ‪-‬ى ح‪t‬ن إنقضائه‪ ،‬إذ‬
‫ينق’‪ ij‬الالام بزوال سببه كما ينق’‪ ij‬لزوال محله‪ .‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.383‬‬
‫‪122‬املختار عطار النظرية العامة الالامات م س –ص‪211-‬‬
‫‪- 125 -‬‬
‫‪ 65‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ومن أمثلة السبب املغلوط الشخص الذي يتعهد‬
‫بإصالح ضرر لم يكن سببا ‪M‬ي إحداثه‪ ،‬فمثل هذا الالام يكون باطال‬
‫ألنه مب€‪ i‬ع‪h‬ى سبب غ‪ Ct‬حقيقي مغلوط‪.‬‬
‫ويكون السبب غ‪ Ct‬حقيقي أيضا إذا كان صوريا يخفي سببا‬
‫حقيقيا آخر لاللام الذي يكون ‪M‬ي الغالب غ‪ Ct‬مشروع‪ ،‬كأن يوقع‬
‫املدين سندا يقر فيه أن الدين امل‪C‬تب ‪M‬ي ذمته نا‪ ÌjÉ‬عن قرض ‪M‬ي‬
‫‪123‬‬
‫ح‪t‬ن أن سبب الدين الحقيقي هو لعب القمار‪.‬‬
‫والع‪CD‬ة بالسبب الظاهر املشروع الذي يتع‪t‬ن اعتبارﻩ بمثابة‬
‫السبب الحقيقي إ‪-‬ى أن يثبت العكس وفق ما نص عليه الفصل ‪64‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه‪:‬‬
‫"يف‪C‬ض أن السبب املذكور هو السبب الحقيقي ح{Š يثبت‬
‫العكس فإذا ثبت أن السبب املذكور ‪M‬ي العقد غ‪ Ct‬حقيقي كان ع‪h‬ى‬
‫من يد‪£‬ي أن لاللام سببا آخر مشروع أن يقيم الدليل عليه"‬
‫]‪ gfŠÖ]»ínè‚£]í膿ßÖ]VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫السبب وفقا للنظرية الحديثة ال يقتصر ع‪h‬ى السبب القصدي‬
‫لاللام والذي يكت«‪ ij‬صبغة فنية متماثلة ‪M‬ي كل الالامات ال{‪ i‬من‬
‫صنف واحد وإنما يتعداﻩ إ‪-‬ى السبب الباعث الدافع إ‪-‬ى التعاقد وهو‬
‫عامل نف«‪ ij‬يختلف من متعاقد آلخر‪ .‬فم{Š كان هذا السبب غ‪Ct‬‬

‫‪ -123‬فالصورية ال تبطل الالام إال إذا استخدمت لس‪ C‬أمر غ‪ Ct‬مشروع‪ ،‬أما إذا كانت تخفي‬
‫أمرا مشروعا فااللام يقوم صحيحا ويكون ملن له مصلحة الدفع بعدم النفاذ لوهمية‬
‫السبب‪ .‬عبد ال´ي حجازي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.390-389‬‬
‫‪- 126 -‬‬
‫مشروع بأن كان مخالفا لألخالق أو النظام العام أو القانون اعت‪CD‬‬
‫العقد باطال‪.‬‬
‫وعليه فإن النظرية الحديثة للسبب تستلزم البحث عن‬
‫الباعث البعيد والحقيقي الذي حدا باملتعاقدين إ‪-‬ى التعاقد حماية‬
‫للمصلحة العامة‪ .‬فااللام ٕالارادي قد يستجمع جميع العناصر الفنية‬
‫الالزمة لوجود الالام من أجل الوصول إ‪-‬ى غاية غ‪ Ct‬مشروعة‬
‫مخالفة للنظام العام‪ ،‬وهكذا فاملؤجر الذي يلم بتمك‪t‬ن املستأجر‬
‫من الانتفاع بالع‪t‬ن املؤجرة بسبب كون املستأجر يلم من جانبه‬
‫بدفع أجرة هذا الانتفاع ؛إن مثل هذا العقد إن كان يعت‪ CD‬مستندا‬
‫إ‪-‬ى سبب مباشر ومشروع ظاهريا فإنه قد يكون أبرم لغاية غ‪Ct‬‬
‫مشروعة‪ٔ ،‬الامر الذي يقت’‪ ij‬الاعتداد بالغاية من ذلك التعاقد‪ ،‬فم{Š‬
‫كانت هذﻩ الغاية غ‪ Ct‬مشروعة بأن كان الباعث لإليجار هو تخصيص‬
‫م‪È‬له للدعارة اعت‪ CD‬عقدا باطال حماية للمصلحة العامة‪.‬‬
‫وعليه فإن القضاء ال يقف عند بحث السبب القصدي‬
‫القريب‪ ،‬بل عن السبب الدافع إ‪-‬ى التعاقد‪ ،‬فم{Š كان يرمي إ‪-‬ى‬
‫تحقيق غرض غ‪ Ct‬مشروع وكان أحد املتعاقدين يعلم مثل هذا‬
‫الغرض الذي ‪FÓ‬دف إليه املتعاقد ٓالاخر‪ ،‬كان جزاء العقد البطالن‪.‬‬
‫وطبي‪Ô‬ي أن اش‪C‬اط علم املتعاقد ٓالاخر بالباعث غ‪ Ct‬املشروع‬
‫للمتعاقد معه إنما يعمل به ‪M‬ي عقود املعاوضة‪ ،‬أما ‪M‬ي عقود الت‪CD‬ع‬
‫فال يش‪C‬ط ذلك‪ ،‬فالعقد يبطل ح{Š لو لم يكن املوهوب له عاملا‬
‫بالباعث غ‪ Ct‬املشروع الذي دفع الواهب إ‪-‬ى الت‪CD‬ع‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫هذا وقد تب€Š القضاء املغربي النظرية الحديثة للسبب حيث‬
‫ق’‪ Šj‬ببطالن وصية ألسباب تتصل باألخالق العامة بعد أن ثبت‬
‫السبب الدافع إ‪-‬ى الت‪CD‬ع هو الرغبة ‪M‬ي دفع مقابل لعالقات الزنا ال{‪i‬‬
‫قامت ب‪t‬ن املو‪ ijü‬واملو‪ Šjü‬لها‪.124‬‬
‫وهذا التوجه يميل إ‪-‬ى تفس‪ Ct‬السبب كما هو منصوص عليه ‪M‬ي‬
‫قانون الالامات والعقود ‪M‬ي ضوء النظرية الحديثة للسبب الذي‬
‫يعتد بالباعث الشخ‪ ijÄ‬الدافع إ‪-‬ى التعاقد دون الاكتفاء بالغرض‬
‫املباشر الذي يرمي إليه امللم‪ ،‬وهو ما يحقق سالمة الالام من‬
‫الناحيت‪t‬ن الفنية والاجتماعية‪.‬‬
‫]‪ Üé׊jÖ]àÒ…æíé×ӎÖ]àÒ…VÄe]†Ö]ovf¹‬‬
‫إذا كانت القاعدة العامة ‪¤‬ي رضائية العقود‪ ،‬بمع€Š أن العقد‬
‫ينشأ وينتج آثارﻩ بمجرد تبادل ٕالايجاب والقبول ب‪t‬ن طرفيه دون‬
‫حاجة إ‪-‬ى إتباع شكلية معينة إال أن هذﻩ القاعدة يرد عل©‪F‬ا استثناء‪،‬‬
‫ٔالاول يتعلق بالعقود الشكلية ال{‪ i‬يستلزم ف©‪F‬ا املشرع شكال معينا‬
‫بالنظر إ‪-‬ى خطورة ٓالاثار امل‪C‬تبة ع‰‪F‬ا‪ ،‬والثانية تتعلق بالعقود العينية‬
‫ال{‪ i‬البد ف©‪F‬ا من التسليم‪.‬‬

‫‪ 124‬قرار محكمة النقض الفرنسية و‪¤‬ي تنظر ‪M‬ي نازلة مغربية الصادر ‪M‬ي ‪ 7‬يولوز ‪ 1947‬مجلة‬
‫محاكم املغربية –عدد‪/108-‬ستة ‪ 1949-1946‬أشار إليه احمد السبا‪£‬ي م س –ص‪198-‬‬
‫‪- 128 -‬‬
‫أوال‪ :‬العقود الشكلية‬
‫العقد الشك‪h‬ي هو الذي يش‪C‬ط فيه باإلضافة إ‪-‬ى الرضاء توافر‬
‫شكل مع‪t‬ن يحددﻩ القانون هو الكتابة وال{‪ i‬تكون إما رسمية أي‬
‫كتابة يقوم بتحريرها موظف عام مختص‪ ،‬أو كتابة عرفية يقوم ‪Fz‬ا‬
‫أي من املتعاقدين أو أي شخص آخر‪ .‬فالكتابة هنا تكون شرطا‬
‫النعقاد العقد وليس مجرد وسيلة إثبات بحيث ي‪C‬تب ع‪h‬ى تخلفها‬
‫بطالن العقد‪ ،‬ومثال ذلك عقد البيع الذي يكون محله عقارا‪.‬وهو ما‬
‫نص عليه الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث جاء فيه ماي‪h‬ي‪:‬‬
‫"إذا كان املبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن‬
‫ره‰‪F‬ا رهنا رسميا‪ ،‬وجب أن يجري البيع كتابة ‪M‬ي محرر ثابت التاريخ‬
‫وال يكون له اثر ‪M‬ي مواجهة الغ‪ ،Ct‬إال إذا سجل ‪M‬ي الشكل املحدد‬
‫بمقت’‪ Šj‬القانون"‬
‫ثانيا‪ :‬العقود العينية‬
‫العقد العي€‪ : i‬وهو الذي يش‪C‬ط فيه املشرع النعقادﻩ باإلضافة‬
‫إ‪-‬ى ترا‪ ijÃ‬طرفيه تسليم ال‪ijÊ‬ء أو الع‪t‬ن محل العقد‪ ،‬بحيث ال ينعقد‬
‫إال إذا حصل هذا التسليم‪ ،‬ومثال ذلك الرهن الحيازي‪ ،‬فهذا ٔالاخ‪Ct‬‬
‫ال ينعقد إال إذا تم تسليم ال‪ijÊ‬ء املرهون فعليا إ‪-‬ى الدائن أو أحد من‬
‫الغ‪ Ct‬يتفق عليه املتعاقدون )الفصل ‪ 1188‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪.‬‬
‫‬

‫‪- 129 -‬‬


‫]‪ VêÞ^nÖ]Ø’ËÖ‬‬
‫‪^â…^maæçÏÃÖ]l]ð]ˆq‬‬
‫رأينا ع‪h‬ى مدار الفصل ٔالاول أنه لكي ينعقد العقد وينتج كافة‬
‫آثارﻩ البد أن تتوفر ‪M‬ي العقد كل ٔالاركان الالزمة إلبرامه املتمثلة ‪M‬ي‬
‫ال‪C‬ا‪ ijÃ‬واملحل والسبب إضافة إ‪-‬ى ركن الشكل م{Š تعلق ٔالامر بعقد‬
‫شك‪h‬ي‪ ،‬والتسليم ‪M‬ي حالة العقد العي€‪ ،i‬كما توفقنا أيضا عند دراسة‬
‫ركن الر‪ ŠjÃ‬ع‪h‬ى الشروط ال{‪ i‬ينب‪ï‬ي توفرها لصحته واملتمثلة ‪M‬ي‬
‫ضرورة صدور الر‪ ŠjÃ‬عن ذي أهلية‪ ،‬وأن يكون غ‪ Ct‬مشوب بعيب من‬
‫عيوب ٕالارادة كالغلط والتدليس وٕالاكراﻩ والغ‪D‬ن‪.‬‬
‫هذا وبالنظر إ‪-‬ى أن املشرع حدد أركان العقد وشروط صحته‬
‫بحيث لم ي‪C‬ك ٔالامر ملحض إرادة ٔالاطراف املتعاقدة ملا له من صلة‬
‫بالنظام العام‪ ،‬فإنه تناول ‪M‬ي الوقت ذاته بموجب قواعد قانونية‬
‫الجزاءات امل‪C‬تبة ع‪h‬ى ٕالاخالل ‪Fz‬ذﻩ ٔالاركان والشروط بحيث قرر جزاء‬
‫البطالن لعدم توفر ركن من أركان العقد‪ ،‬أو العتبارات تتعلق بالنظام‬
‫العام‪ ،‬كما رتب ‪M‬ي الوقت ذاته جزاء ٕالابطال عن ٕالاخالل بشرط من‬
‫شروط صحة العقد أو العتبارات قدرها املشرع بموجب نص خاص‪.‬‬
‫أما إذا توفرت للعقد أركانه وشروط صحته فإنه يصبح منتجا‬
‫لكافة آثارﻩ القانونية ‪M‬ي مواجهة أطرافه‪ ،‬فالعقد ال تنصرف آثارﻩ إال‬
‫للمتعاقدين ومن يمثال‪Fº‬م ‪M‬ي العقد‪.‬‬
‫وعليه سنتناول ‪M‬ي فرع أول جزاء البطالن وٕالابطال بتمي‪t‬ها‬
‫عن النظم املقاربة لهما ع‪h‬ى أن نخصص الفرع الثاني آلثار العقد‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫]‪ VÙæù]ņËÖ‬‬
‫‪ DÙ^Şeý]æáøŞfÖ]EçÏÃÖ]l]ð]ˆq‬‬
‫سنتناول ‪M‬ي هذا الفرع تعريف جزاء البطالن وٕالابطال‬
‫وتمي‪t‬هما عن النظم املقاربة) املبحث ٔالاول( ع‪h‬ى أن نخصص املبحث‬
‫الثاني لحاالت البطالن وٕالابطال وخصائصهما‪.‬‬
‫]‪ ^Ûã’ñ^’}æÙ^Şeý]æáøŞfÖ]Ìè†Ãi»VÙæù]ovf¹‬‬
‫]‪ Ù^Şeý]æáøŞfÖ]Ìè†ÃiVÙæù]gת¹‬‬
‫البطالن هو الجزاء الذي يقررﻩ املشرع إما لعدم توفر ركن من‬
‫أركان العقد‪ ،‬وإما بموجب نص قانوني خاص ‪M‬ي حاالت يقرر ف©‪F‬ا‬
‫املشرع بطالن العقد ولو استجمع أركانه العتبارات لها صلة بالنظام‬
‫العام‪.‬‬
‫أما ٕالابطال فهو جزاء يرتبه املشرع إما ع‪h‬ى ٕالاخالل بشرط من‬
‫شروط صحة العقد كما لو كان أحد املتعاقدين ناقص ٔالاهلية أو‬
‫كانت إرادته مشوبة بعيب من عيوب الر‪ ŠjÃ‬و‪¤‬ي الغلط وٕالاكراﻩ‬
‫والتدليس والغ‪D‬ن‪ ،‬أو لتوفر إحدى الحاالت ال{‪ i‬نص عل©‪F‬ا املشرع‬
‫ورتب عل©‪F‬ا جزاء ٕالابطال العتبارات را‪£‬ى ف©‪F‬ا املشرع املصلحة‬
‫الخاصة لبعض املتعاقدين‪.‬‬
‫‬

‫‪- 131 -‬‬


‫]‪àÚåÆàÂÙ^Şeý]æáøŞfÖ]°eˆééÛjÖ]»VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫]‪ l]ð]ˆ¢‬‬
‫‪- 1‬تمي‪ 'O‬البطالن وٕالابطال عن الفسخ‬
‫يتم‪ t‬كل من البطالن وٕالابطال عن الفسخ ‪M‬ي أن البطالن أو‬
‫ٕالابطال يرجع إ‪-‬ى خلل ‪M‬ي تكوين العقد أي لوجود عيب فيه مند‬
‫نشأته‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن الفسخ هو جزاء لحق العقد نتيجة عدم تنفيذ‬
‫أحد املتعاقدين اللاماته املتولدة عن العقد الذي ينشأ صحيحا‬
‫ومستوفيا لجميع أركانه وشروط صحته‪ .125‬مما يع€‪ i‬أن الفسخ يلحق‬
‫العقد الصحيح بسبب واقعة الحقة ‪¤‬ي عدم تنفيذ أحد املتعاقدين‬
‫اللاماته‪.‬‬
‫هذا وإذا كان صحيحا أن كل من جزاء البطالن أو ٕالابطال أو‬
‫الفسخ يلحق العقد ويؤدي إ‪-‬ى زواله بأثر رج‪Ô‬ي‪ ،126‬فإن الفسخ ال‬
‫يمكن تصورﻩ سوى ‪M‬ي العقود امللزمة لجانب‪t‬ن كالبيع وٕالايجار‪M ،‬ي‬
‫ح‪t‬ن أن جزاء البطالن وٕالابطال يبقى أوسع نطاق بحيث يلحق‬
‫العقود امللزمة لجانب‪t‬ن‪ ،‬وكذلك العقود امللزمة لجانب واحد‪ ،‬كالهبة‬
‫والكفالة كما أن البطالن يتقرر بقوة القانون‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن الفسخ ال‬
‫يتقرر ‪M‬ي الغالب إال بحكم من املحكمة‬

‫‪125‬راجع الفصل ‪ 259‬من ق‪.‬ل‪.‬‬


‫‪ -126‬غ‪ Ct‬أنه ‪M‬ي العقود املستمرة أو الزمنية فإن أثر الفسخ يقتصر ع‪h‬ى املستقبل فقط‪.‬‬
‫‪ -‬أنظر ما تناولناﻩ بخصوص التمي‪ t‬ب‪t‬ن العقد الفوري والعقد الزم€‪ i‬من حيث الفسخ‪.‬‬
‫‪- 132 -‬‬
‫)الفقرة ٔالاخ‪Ct‬ة من الفصل ‪ 259‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ ،127‬وهو هنا أي‬
‫الفسخ وإن اتفق ‪M‬ي هذا الشأن مع ٕالابطال إال أنه يتم‪ t‬عن هذا‬
‫ٔالاخ‪M Ct‬ي أن القا‪ ijÃ‬ال يمتلك هذﻩ السلطة فيما يتعلق باإلبطال‬
‫‪.‬‬
‫حيث يتوجب عليه أن يق’‪ ij‬به م{Š توفرت أسبابه‬
‫‪ -2‬تمي‪ 'O‬البطالن وعدم النفاذ‬
‫ملا كان البطالن يعدم العقد ويحول دون ترتيب آثارﻩ القانونية‬
‫سواء ب‪t‬ن عاقديه أو ‪M‬ي حق الغ‪ ،Ct‬فإن عدم نفاذ العقد )أو عدم‬
‫سريانه( يجعل العقد غ‪ Ct‬نافذ فقط ‪M‬ي حق الغ‪،Ct‬كما هو الشأن ‪M‬ي‬
‫بيع ملك الغ‪ Ct‬حيث قد ينشأ العقد صحيحا ب‪t‬ن طرف‪t‬ن إال أنه ال‬
‫يسري ‪M‬ي مواجهة املالك إال إذا أقرﻩ) الفصل ‪ 458‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ .‬ونفس‬
‫ال‪ijÊ‬ء بالنسبة للتصرفات املنصبة ع‪h‬ى عقار محفظ‪ ،‬فهذﻩ تخضع‬
‫إلجراءات التسجيل ‪M‬ي الرسم العقاري بغاية إعالم الغ‪Fz Ct‬ا‪ ،‬فإذا‬
‫أغفل املتعاقدان هذا ٕالاجراء فإن هذا العقد ال يبطل بل ينتج آثارﻩ‬
‫‪M‬ي مواجه‪FG‬ما غ‪ Ct‬أنه ال يسوغ لهما الاحتجاج به ع‪h‬ى الغ‪ Ct‬أي ال يسري‬
‫‪M‬ي مواجه‪FG‬م إال بتسجيله وابتداء من يوم التسجيل‪.‬‬

‫‪ 127‬يمكن أن يقع الفسخ باالتفاق إذا اتفق املتعاقدان ع‪h‬ى أن العقد يفسخ عند عدم وفاء‬
‫أحدهما بالاماته حيث يفسخ العقد بقوة القانون بمجرد عدم الوفاء) الفصل ‪ 260‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع(‬
‫‪- 133 -‬‬
‫]‪ VêÞ^nÖ]ovf¹‬‬
‫‪ ^Ûâ…^maæ^Ûã’ñ^’}æÙ^Şeý]æáøŞfÖ]l÷^u‬‬
‫سنتطرق ‪M‬ي هذا املبحث لحاالت البطالن وٕالابطال وذلك ‪M‬ي‬
‫مطلب أول ع‪h‬ى أن نخصص مطلبا ثانيا لدراسة خصائصهما ثم‬
‫مطلب ثالث نتناول فيه آثار البطالن وٕالابطال‪.‬‬
‫]‪ Ù^Şeý]æáøŞfÖ]l÷^uVÙæù]gת¹‬‬
‫سنتناول هذﻩ الحاالت ‪M‬ي مطلب‪t‬ن نخصص ٔالاول لحاالت‬
‫البطالن والثاني لحاالت ٕالابطال‪.‬‬
‫]‪ áøŞfÖ]l÷^uV±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫ينص املشرع املغربي من خالل مقتضيات الفص ‪ 306‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪ " :‬الالام الباطل بقوة القانون ال يمكن أن ينتج أي‬
‫أثر‪ ،‬إال اس‪C‬داد ما دفع بغ‪ Ct‬حق تنفيذا له‪.‬‬
‫ويكون الالام باطال بقوة القانون‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان ينقصه أحد ٔالاركان الالزمة لقيامه‬
‫‪ -2‬إذا قرر القانون ‪M‬ي حالة خاصة بطالنه"‬
‫وانطالقا من هذا الفصل يتب‪t‬ن أن العقد يكون باطال ‪M‬ي‬
‫حالت‪t‬ن‪:‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫ الحالة ٔالاو‪-‬ى‪ :‬بطالن العقد لتخلف ركن من أركانه‪.‬‬
‫يقع العقد باطال م{Š تخلف ركن من أركانه و‪¤‬ي كما رأينا‬
‫ال‪C‬ا‪ ،ijÃ‬واملحل‪ ،‬والسبب وركن الشكل ‪M‬ي العقود الشكلية وركن‬
‫التسليم ‪M‬ي العقود العينية‪.‬‬
‫وعليه فإن العقد يكون غ‪ Ct‬موجود من الناحية القانونية وال‬
‫ينتج أي أثر إذا أبرمه شخص فاقد لألهلية كالصغ‪ Ct‬غ‪ Ct‬املم‪t‬‬
‫واملجنون النعدام ٔالاهلية لديه إذ بانعدامها ينعدم الرضا ‪ .128‬ونفس‬
‫ٔالامر ينطبق ع‪h‬ى حالة وجود غلط ‪M‬ي ماهية العقد أو ‪M‬ي ذاتية ال‪ijÊ‬ء‬
‫محل العقد النتفاء عنصر ال‪C‬ا‪ ijÃ‬ع‪h‬ى النحو الذي رأيناﻩ سابقا‪،‬‬
‫ونفس ٔالامر ‪M‬ي حالة تخلف ركن ال‪C‬ا‪ ijÃ‬أو اقتصر ع‪h‬ى بعض‬
‫العناصر ٔالاساسية دون البعض ٓالاخر كما لو أهمل البائع واملش‪C‬ي‬
‫تحديد الثمن ‪M‬ي عقد البيع‪.‬‬
‫وكذلك يكون العقد باطال إذا كان محل الالام غ‪ Ct‬موجود أو‬
‫غ‪ Ct‬مشروع‪ ،‬كما لو تم التعاقد ع‪h‬ى مواد محرمة حيث يكون العقد‬
‫باطال لتخلف ركن املحل‪.‬‬
‫ونكون أيضا إزاء بطالن العقد ‪M‬ي حالة تخلف السبب ‪M‬ي‬
‫العقد أو عدم مشروعيته ع‪h‬ى النحو املب‪t‬ن عند دراسة ركن السبب‪.‬‬
‫وكذلك نكون إزاء حاالت البطالن عند تخلف الشكل ‪M‬ي العقود‬
‫الشكلية والتسليم ‪M‬ي العقود العينية‪.‬‬

‫‪ 128‬شكري أحمد السبا‪£‬ي – م س ‪-‬ص‪132 -‬‬


‫‪- 135 -‬‬
‫ الحالة الثانية‪ :‬البطالن بنص القانون‬
‫قد يقع العقد باطال ح{Š مع استيفائه لجميع أركانه وشروطه‬
‫م{Š نص املشرع ع‪h‬ى ذلك‪.‬‬
‫وهكذا فاملشرع املغربي نص ع‪h‬ى بطالن العقد ‪M‬ي بعض‬
‫الحاالت رغم توفر كافة أركانه وشروطه وذلك العتبارات تتعلق‬
‫باملصلحة العامة سواء ذات أبعاد اجتماعية أو دينية أو سياسية أو‬
‫اقتصادية‪ .129‬من ضمن هذﻩ الحاالت ما نص عليه املشرع ‪M‬ي الفصل‬
‫‪ 61‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بخصوص بطالن التصرف الوارد ع‪h‬ى تركة إنسان ال‬
‫يزال ع‪h‬ى قيد الحياة‪ ،130‬وكذلك يبطل بنص القانون كل عقد يلم‬
‫بمقتضاﻩ أج‪ Ct‬بتقديم خدماته ملؤجرﻩ طول حياته‪ 131‬ألن ‪M‬ي ذلك‬
‫سلب لحرية ٕالانسان ومساس بكرامته‪.‬‬
‫ويبطل كذلك بمقت’‪ Šj‬نص ‪M‬ي القانون كل اتفاق ‪FÓ‬دف إ‪-‬ى‬
‫تعليم السحر والشعوذة‪ ،‬وهو ما نصت عليه الفقرة ٔالاو‪-‬ى من املادة‬
‫‪ 729‬ال{‪ i‬جاء ف©‪F‬ا‪ " :‬يبطل كل اتفاق يكون موضوعه‪:‬‬

‫‪129‬شكري أحمد السبا‪£‬ي نظرية بطالن العقود م س –ص‪219-217-‬‬


‫‪130‬جاء ‪M‬ي الفصل ‪ 61‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ما ي‪h‬ي ‪ ..." :‬ومع ذلك ال يجوز التنازل عن تركة إنسان ع‪h‬ى‬
‫قيد الحياة‪ ،‬وال إجراء أي تعامل ف©‪F‬ا أو أي ‪ijÉ‬ء مما تشمل عليه ولو حصل برضاﻩ‪ ،‬وكل‬
‫تصرف مما سبق يقع باطال بطالنا مطلقا"‬
‫‪131‬ينص الفصل ‪ 728‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪ ":‬يبطل كل اتفاق يلم بمقتضاﻩ شخص‬
‫بتقديم خدماته طوال حياته أو ملدة تبلغ من الطول حدا بحيث يظل ملما ح{Š موته‪" .‬‬
‫‪- 136 -‬‬
‫أ‪ -‬تعليم أو أداء السحر والشعوذة‪ ،‬أو القيام بأعمال مخالفة‬
‫للقانون أو لألخالق الحميدة أو للنظام العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيام بأعمال مستحيلة ماديا"‬
‫]‪ Ù^Şeý]l÷^uVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫تنص الفقرة ٔالاو‪-‬ى من الفصل ‪ 311‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫" يكون لدعوى ٕالابطال محل ‪M‬ي الحاالت املنصوص عل©‪F‬ا ‪M‬ي‬
‫الفصول ‪ 4‬و‪ 39‬و‪ 55‬و‪ 56‬من هذا املرسوم امللكي و‪M‬ي حاالت ٔالاخرى‬
‫ال{‪ i‬يحددها القانون‪"...‬‬
‫ومن خالل هذا الفصل يتب‪t‬ن أن ٕالابطال يتحقق ‪M‬ي حالة‬
‫نقصان أهلية أحد املتعاقدين أو تعيب إرادته بعيب من عيوب الرضا‬
‫أو ‪M‬ي حالة يمنح ف©‪F‬ا القانون حق طلب ٕالابطال ألحد املتعاقدين أو‬
‫الغ‪.132 Ct‬‬
‫‪ -‬حالة ٕالابطال بسبب نقصان ٔالاهلية‬
‫نص ع‪h‬ى هذﻩ الحالة الفصل ‪ 4‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه‪:‬‬
‫"إذا تعاقد القاصر وناقص ٔالاهلية بغ‪ Ct‬إذن ٔالاب أو الو‪ ijü‬أو‬
‫املقدم فإ‪Fº‬ما ال يلزمان بالتعهدات ال{‪ i‬ي‪CD‬ما‪Fº‬ا ولهما أن يطلبا إبطالها‬
‫وفقا للشروط املقررة بمقت’‪ Šj‬هذا املرسوم امللكي"‬

‫‪ 132‬املختار عطار م س – ص‪234 -‬‬


‫‪- 137 -‬‬
‫‪ -‬حالة ٕالابطال لتعيب إرادة أحد املتعاقدين بعيب من عيوب‬
‫الرضا‬
‫تناول قانون الالامات والعقود هذﻩ الحاالت ‪M‬ي باب عيوب‬
‫الرضا حيث جاء ‪M‬ي الفصل ‪ 39‬فيه‪ " :‬يكون قابال لإلبطال الرضا‬
‫الصادر عن غلط أو ناتج من تدليس أو املنع بإكراﻩ"‬
‫أما بخصوص ٕالابطال للغ‪D‬ن فقد نصا عليه الفصل‪t‬ن ‪55‬و‪56‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع ع‪h‬ى النحو السالف بيانه إذ جاء ‪M‬ي الفصل ‪ 55‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫" الغ‪D‬ن ال يخول ٕالابطال إال إذا نتج عن تدليس الطرف ٓالاخر أو‬
‫نائبه أو الشخص الذي تعامل من أجله‪M "...‬ي ح‪t‬ن تناول الفصل ‪56‬‬
‫ال{‪ i‬يكون ف©‪F‬ا الطرف املغبون قاصرا أو ناقص ٔالاهلية والذي يخول )‬
‫حالة الغ‪D‬ن املجرد( له طلب ٕالابطال ولو لم يكن ثمة تدليس من‬
‫الطرف ٓالاخر‪.‬‬
‫‪ٕ -‬الابطال بمقت’‪ Šj‬نص القانون‬
‫نص املشرع املغربي ع‪h‬ى هذﻩ الحاالت بمقت’‪ Šj‬نصوص خاصة‬
‫تخول ألحد الطرف‪t‬ن أو الغ‪ Ct‬حق طلب ٕالابطال‪.‬‬
‫من ذلك ما يستخلص من الفصل ‪ 485‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بخصوص‬
‫بيع ملك الغ‪ Ct‬حيث يجوز للمش‪C‬ي حق طلب إبطال البيع إذا رفض‬
‫املالك إقرار هذا البيع‪ ،‬وأيضا ما نص عليه الفصل ‪ 1058‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫بخصوص حق دائ€‪ i‬الشركة ودائ€‪ i‬كل من املتقاسم‪t‬ن إن كان معسرا‬
‫‪M‬ي طلب إبطال القسمة إذا أجريت بالرغم من تعرضهم ع‪h‬ى إجراءها‪.‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫]‪ Ù^Şeý]æáøŞfÖ]“ñ^’}VêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫سوف نقسم هذا املطلب‪t‬ن إ‪-‬ى فقرت‪t‬ن‪ٔ ،‬الاول نخصصها‬
‫لخصائص البطالن ‪M‬ي ح‪t‬ن نتناول ‪M‬ي الفقرة الثانية لخصائص‬
‫ٕالابطال بما ف©‪F‬ا تلك ال{‪ i‬يش‪C‬ك ف©‪F‬ا مع البطالن‪.‬‬
‫]‪ áøŞfÖ]“ñ^’}V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫يتم‪ t‬البطالن كجزاء يلحق العقد نتيجة تخلف ركن من أركانه‬
‫بمجموعة من الخصائص وذلك ع‪h‬ى الشكل التا‪-‬ي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بطالن الال('ام ٔالاص‪S‬ي يؤدي إŒى بطالن الال('ام التابع‬
‫هذﻩ الخاصية نص عل©‪F‬ا الفصل ‪ 307‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حيث أشار‬
‫إ‪-‬ى أن بطالن الالام ٔالاص‪h‬ي ي‪C‬تب عليه بطالن الالامات التابعة ما‬
‫لم يظهر العكس من القانون أو من طبيعة الالام التابع‪.‬‬
‫و الالام ٔالاص‪h‬ي هو الذي يقوم بذاته دون الاستناد إ‪-‬ى أي‬
‫الام آخر كالام البائع واملش‪C‬ي ‪M‬ي عقد البيع‪ .‬أما الالام التابع فهو‬
‫الام ال يقوم بذاته إنما باالعتماد ع‪h‬ى الام آخر وذلك مثل الرهن‬
‫حيث يكون الام الراهن ضمانا للوفاء بالام أص‪h‬ي وهو الدين‬
‫املضمون بالرهن‪.‬‬
‫وعليه فإن بطالن الالام ٔالاص‪h‬ي ي‪C‬تب عليه بالتبعية بطالن‬
‫الالام التب‪Ô‬ي‪ .‬وع‪h‬ى العكس من ذلك فإن بطالن الالام التب‪Ô‬ي‬
‫اليؤدي إ‪-‬ى بطالن الالام ٔالاص‪h‬ي‪ ،‬وهو ما أكدته الفقرة الثانية من‬

‫‪- 139 -‬‬


‫الفصل ‪ 307‬من ق‪.‬ل‪.‬ع مما يع€‪ i‬أن بطالن الرهن اليستتبعه بطالن‬
‫الدين املضمون بالرهن كالقرض مثال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بطالن جزء من العقد يبطل العقد كله مالم يكن‬
‫باإلمكان بقاء العقد بدون الجزء الذي لحقه البطالن‬
‫وذلك ما نص عليه الفصل ‪ 309‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي بموجبه إذا‬
‫كان العقد باطال ‪M‬ي جزء منه وصحيحا ‪M‬ي الجزء ٓالاخر فإن العقد كله‬
‫يبطل ما لم يكن باإلمكان ٕالابقاء ع‪h‬ى الجزء الصحيح دون الذي‬
‫لحقه البطالن أي انتقاص العقد واقتصارﻩ ع‪h‬ى الشق الصحيح‬
‫منه‪ .133‬ومن أمثلة هذﻩ الحالة ما نص عليه الفصل‪ 10 35‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫بخصوص الشرط الذي يرد ‪M‬ي عقد الشركة ويعفي أحد الشركاء من‬
‫تحمل نصيبه ‪M‬ي الخسائر إذ أن مثل هذا الشرط يعت‪ CD‬باطال دون أن‬
‫ي‪C‬تب عليه بطالن عقد الشركة ويستمر العقد فيما ب‪t‬ن الشركاء‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العقد الباطل ال يقبل ٕالاجازة وال التصديق عليه‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 310‬من ق ل ع ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪ ":‬إجازة الالام‬
‫الباطل بقوة القانون أو التصديق عليه ال يكون لهما أدنى أثر"‬

‫‪133‬تعت‪ CD‬حالة انتقاص العقد من ب‪t‬ن الحاالت ال{‪ i‬ينتج ف©‪F‬ا العقد الباطل آثارﻩ وذلك ‪M‬ي‬
‫الشق الصحيح منه باعتبارﻩ عقدا متم‪t‬ا عن العقد ٔالاص‪h‬ي‬
‫شكري أحمد السبا‪£‬ي م س –ص‪426-425-‬‬
‫‪- 140 -‬‬
‫واملقصود باإلجازة تنازل من تقرر ٕالابطال ملصلحته عن الحق‬
‫‪M‬ي طلب هذا ٕالابطال‪M ،134‬ي ح‪t‬ن أن التصديق أو ٕالا قرار هو تصرف‬
‫يصدر عن شخص أجن¨‪ i‬عن العقد بموجبه يقر ‪Fz‬ذا العقد ويجعله‬
‫ساريا ‪M‬ي حقه‪.135‬‬
‫وحيث أن العقد الباطل ال وجود له من الناحية القانونية وهو‬
‫كالعدم سواء‪ ،‬فإنه ال يمكن إجازته وال التصديق عليه‪ ،‬أي يجعل‬
‫هذا العقد موجودا وقابال للتنفيذ وهو ما يتعارض مع مقتضيات‬
‫املصلحة العامة ال{‪ i‬استوجبت بطالنه‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الدفع بالبطالن ال يتقادم ‪-‬ي ح‪O‬ن أن دعوى البطالن‬
‫تسقط بالتقادم‬
‫الدفع بالبطالن ال يطاله التقادم أبدا‪ ،‬وعليه إذا لم يتم تنفيذ‬
‫العقد الباطل وطالب أحد طرفيه ٓالاخر بتنفيذ الامه العقدي بعد‬
‫م’‪ ij‬مدة التقادم ال{‪¤ i‬ي خمسة عشر سنة فإنه يجوز للطرف ٓالاخر‬
‫الدفع ببطالن العقد تطبيقا للقاعدة "الدفع ال يتقادم"‪.136‬‬
‫أما إذا تم تنفيذ العقد الباطل‪ ،‬وكانت قد مضت ع‪h‬ى العقد‬
‫مدة التقادم‪ ،‬فإن رفع أحد املتعاقدين لدعوى البطالن يجعل سماع‬
‫هذﻩ الدعوى يمس استقرار املعامالت‪ .‬لذلك فإن التشريعات املقارنة‬

‫‪134‬شكري أحمد السبا‪£‬ي م س –ص‪426-425 -‬‬


‫‪135‬شكري أحمد السبا‪£‬ي م س –ص‪473-‬‬
‫‪136‬املختار عطار النظرية العامة لاللامات –م س‪-‬ص‪225-‬‬
‫‪- 141 -‬‬
‫كالتشريع املصري نصت صراحة ع‪h‬ى سقوط دعوى البطالن‬
‫بالتقادم‪.‬‬
‫وع‪h‬ى الرغم من أن املشرع املغربي لم ينص صراحة ع‪h‬ى‬
‫سقوط دعوى البطالن بم’‪ ij‬أجل التقادم وهو خمسة عشر سنة‬
‫من وقت العقد فإن الرأي الراجح لدى الفقه املغربي‪ 137‬هو القول‬
‫بسقوط دعوى البطالن بالتقادم حفاظا ع‪h‬ى استقرار املعامالت وذلك‬
‫عمال بمقت’‪ Šj‬الفصل‪ 387‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي نص ع‪h‬ى أن "كل‬
‫الدعاوى الناشئة عن الالام تتقادم بخمس عشر سنة"‪.‬‬
‫الخالصة ‪¤‬ي أنه إذا كان الدفع بالبطالن ال يتقادم ‪Fº‬ائيا‬
‫بم’‪ ij‬املدة ألن الدفوع ال تتقادم فإن الضرورات العملية فرضت‬
‫تقادم دعوى البطالن حفاظا ع‪h‬ى مبدأ استقرار املعامالت‪.‬‬
‫وع‪h‬ى هذا النحو إذا باع شخص آلخر عقارا بواسطة عقد باطل‬
‫ولم يقع تنفيذ هذا العقد طيلة خمس عشر سنة‪ ،‬فإن هذا البائع ال‬
‫يستطيع رفع دعوى ببطالن البيع أل‪Fº‬ا تقادمت طبقا للفصل ‪ 387‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬ولكنه مع ذلك يستطيع الاحتفاظ بالعقار املبيع باستعماله‬
‫حق الدفع الذي ال يتقادم بحيث إذا طالبه املش‪C‬ي بتسليم العقار‬
‫دفع ببطالن عقد البيع مهما م’‪ Šj‬من الزمن ألن الدفوع ال‬
‫تتقادم‪.138‬‬

‫‪ -137‬عبد الطيف خالفي‪ :‬دروس ‪M‬ي النظرية العامة لاللامات – م س –ص ‪125 -‬‬
‫‪ -138‬شكري أحمد السبا‪£‬ي‪-‬م س – ص ‪492‬‬
‫‪- 142 -‬‬
‫خامسا‪ :‬العقد الباطل يبطل بقوة القانون وال يحتاج إŒى‬
‫إبطال‬
‫ومع€Š ذلك أن العقد الباطل هو عقد معدوم ‪M‬ي نظر القانون‬
‫ٔالامر الذي يجعل البطالن يقع بقوة القانون دون حاجة إ‪-‬ى استصدار‬
‫حكم يق’‪ ij‬ببطالن العقد‪ .‬وي‪C‬تب ع‪h‬ى ذلك أنه يجوز لكل ذي‬
‫مصلحة أن يتمسك بالبطالن‪ ،‬وهكذا لكل من املتعاقدين التمسك‬
‫بالبطالن‪ ،‬كما يجوز ذلك للدائن‪t‬ن العادي‪t‬ن أو ورثة أحد املتعاقدين‬
‫أو خلفه الخاص‪ ،‬بل يجوز للقا‪ ijÃ‬الذي طلب إليه تنفيذ عقد باطل‬
‫أن يق’‪ ij‬ببطالنه من تلقاء نفسه ولو لم يطلب منه ذلك أحد‪ ،‬ألن‬
‫البطالن يتعلق بالنظام العام‪.‬‬
‫]‪Ù^Şeý]“ñ^’}VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫العقد القابل لإلبطال هو عقد له وجود قانوني بحيث أنه‬
‫استجمع كافة أركانه ومنتج لجميع آثارﻩ القانونية‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه مهدد‬
‫باإلبطال ألن عيبا شابه‪ ،‬فإذا تمسك صاحب املصلحة بإبطاله وتقرر‬
‫إبطاله‪ ،‬فإن هذا العقد يزول حينئذ بأثر رج‪Ô‬ي وتزول جميع ٓالاثار‬
‫القانونية ال{‪ i‬تكون ترتبت عنه بحيث يصبح كأن لم يكن‪ ،‬وعليه‬
‫فإن جزاء ٕالابطال له خصائص تم‪t‬ﻩ عن البطالن وإن كان يش‪C‬ك‬
‫معه ‪M‬ي بعض الخصائص‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫أوال‪ :‬الخصائص ال‪ l£‬ينفرد ¸·ا ٕالابطال‬
‫أ‪ -‬العقد القابل لإلبطال تلحقه ٕالاجازة أو ٕالاقرار‬
‫ٕالاجازة كما سبق القول ‪¤‬ي التنازل عن حق ٕالابطال ملن تقرر‬
‫هذا ٕالابطال ملصلحته‪ ،‬أما ٕالاقرار أو التصديق فهو ارتضاء شخص‬
‫من الغ‪ Ct‬أجن¨‪ i‬عن العقد بأن تسري ‪M‬ي حقه مقتضيات هذا العقد‪.‬‬
‫ويش‪C‬ط املشرع املغربي لصحة ٕالاجازة وٕالاقرار شروطا م‪ t‬ف©‪F‬ا ب‪t‬ن‬
‫ٕالاجازة وٕالاقرار الصريح‪t‬ن أو الضمني‪t‬ن‪.‬‬
‫هكذا اش‪C‬ط لصحة ٕالاجازة وٕالاقرار الصريح‪t‬ن شروطا نص‬
‫عل©‪F‬ا ‪M‬ي الفصل ‪ 317‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إذ جاء فيه ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫" الالام الذي يخول القانون دعوى إبطاله ال تصح إجازته وال‬
‫التصديق عليه‪ ،‬إال إذا تضمنا بيان جوهر الالام وٕالاشارة إ‪-‬ى سبب‬
‫قابليته لإلبطال والتصريح بالرغبة ‪M‬ي إصالح العيب الذي كان من‬
‫شأنه أن يؤدي إ‪-‬ى ٕالابطال"‪.‬‬
‫وهو ما يع€‪ i‬ضرورة ٕالاشارة ‪M‬ي ٕالاجازة أو ٕالاقرار إ‪-‬ى جوهر‬
‫الالام القابل لإلبطال وسبب قابلية العقد لإلبطال والرغبة ‪M‬ي‬
‫إصالح العيب الذي شاب العقد وجعله قابال لإلبطال‪.‬‬
‫أما إذا حصلت ٕالاجازة أو ٕالاقرار ضمنيا فإنه يكفي طبقا‬
‫للفصل ‪ 318‬من ق‪.‬ل‪.‬ع"‪ ...‬أن ينفذ طوعا كليا أو جزئيا الالام القابل‬
‫لإلبطال ممن كان ع‪h‬ى بينة من عيوبه‪ ،‬بعد الوقت الذي يمكن له‬
‫فيه إجازة أو التصديق عليه بوجه صحيح‪"...‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫وهكذا فاإلجازة وٕالاقرار الضمني‪t‬ن يستفاد كل م‰‪F‬ما من‬
‫ظروف الحال مثل تنفيذ العقد من قبل القاصر بعد أن يصبح بالغا‪،‬‬
‫فمثل هذا التنفيذ يعت‪ CD‬إجازة منه ضمنية للعقد يمتنع عليه بعدها‬
‫املطالبة بإبطال العقد الذي كان مشوبا وقت إبرامه بعيب نقصان‬
‫أهليته‪.‬‬
‫ب‪-‬القابلية لإلبطال يصححها التقادم فتسقط به دعوى‬
‫ٕالابطال‬
‫ع‪h‬ى خالف العقد الباطل الذي ال بجعله التقادم عقدا‬
‫صحيحا فإن العقد القابل لإلبطال يصححه التقادم‪ ،‬بحيث يسقط‬
‫الحق ‪M‬ي التمسك باإلبطال بم’‪ ij‬املدة ومدة التقادم ‪M‬ي دعوى‬
‫ٕالابطال سنة واحدة‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 311‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فإذا لم يتمسك‬
‫صاحب الحق بحقه وانقضت مدة السنة تصحح العقد القابل‬
‫لإلبطال وتقادمت الدعوى‪.‬‬
‫هذا وتختلف احتساب مدة السنة بحسب حاالت ٕالابطال وهو‬
‫ما نص عليه الفصل ‪ 312‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬ففي حالة الغلط والتدليس‬
‫يبدأ احتساب التقادم من يوم اكتشافهما‪ ،‬و‪M‬ي حالة ٕالاكراﻩ من يوم‬
‫زواله‪ ،‬وبالنسبة للغ‪D‬ن املتعلق بالراشدين يسري التقادم من يوم‬
‫وضع اليد ع‪h‬ى ال‪ijÊ‬ء محل العقد‪.‬‬
‫و‪M‬ي حالة نقص ٔالاهلية من يوم بلوغ القاصر سن الرشد‪،‬‬
‫وبالنسبة للمحجور عل©‪F‬م فمن يوم رفع الحجر عل©‪F‬م‪.‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫وتجدر ٕالاشارة ‪M‬ي هذا الصدد إ‪-‬ى أن دعوى ٕالابطال تتقادم ‪M‬ي‬
‫جميع الحاالت بمرور خمس عشرة سنة من تاريخ العقد‪ .139‬وعليه إذا‬
‫اكتشف متعاقد ما أن العقد الذي أبرمه منذ مدة ‪ 14‬سنة وأربعة‬
‫أشهر وقع فيه ضحية تدليس‪ ،‬فإنه يتع‪t‬ن عليه رفع دعوى ٕالابطال‬
‫خالل ‪ 8‬أشهر املتبقية الكتمال ‪ 15‬سنة وليس بانقضاء سنة من يوم‬
‫اكتشافه للتدليس‪ ،‬حيث يعتد هنا بأقصر ٔالاجل‪t‬ن‪.‬‬
‫هذا وقد سوى املشرع املغربي ‪M‬ي الفصل ‪ 315‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ب‪t‬ن‬
‫الدفع بالبطالن والدفع باإلبطال من حيث عدم التقادم ف©‪F‬ما‪ ،‬عندما‬
‫نص ع‪h‬ى أن الدفع لإلبطال ال يخضع للتقادم املقرر ‪M‬ي الفصول ‪311‬و‬
‫‪ 314‬املشار إل©‪F‬ما سابقا‪.‬‬
‫وهذا التوجه منتقد ألنه يخالف طبيعة كل من البطالن‬
‫وٕالابطال‪ .140‬فإذا كان البطالن ال يصحح العقد بالتقادم ألن العقد‬
‫الباطل معدوم وهو ما يع€‪ i‬أن تقادم دعوى البطالن ال يجعل العقد‬
‫صحيحا وكل ما هناك أن دعوى البطالن ال يجوز سماعها لتقادمها‪،‬‬
‫إذا كان ٔالامر كذلك فإن تقادم دعوى ٕالابطال ي‪C‬تب عليه أن يصبح‬
‫العقد صحيحا بصفة ‪Fº‬ائية‪ٔ ،‬الامر الذي يقت’‪ ij‬منطقيا أال يبقى‬
‫العقد مهددا بالدفع باإلبطال‪ .‬وعليه فإنه ليس من املنطق أن تتقادم‬

‫‪139‬الفصل ‪ 314‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬


‫‪140‬شكري أحمد السبا‪£‬ي م س –ص‪493 -‬‬
‫‪- 146 -‬‬
‫دعوى ٕالابطال دون الدفع به‪ 141‬ألن من شأن ذلك أن يجعل العقد‬
‫باطال وقابال لإلبطال ‪M‬ي آن وأحد‪.‬‬
‫ج‪ -‬العقد القابل لإلبطال يحتاج إبطاله إŒى حكم قضائي أو‬
‫اتفاق بتقريرﻩ‬
‫بما أن العقد القابل لإلبطال يوجد قانونا ويكون منتجا آلثارﻩ‬
‫فإن إبطاله يتوقف ع‪h‬ى صدور حكم قضائي‪ ،‬مما يجعل هذا الحكم‬
‫منشئا لإلبطال وليس معلنا له بخالف ٔالامر بالنسبة للحكم املقرر‬
‫للبطالن إذ يكون كاشفا للبطالن وليس منشئا له‪.‬‬
‫د‪ -‬التمسك باإلبطال يكون للمتعاقد الذي تقرر ٕالابطال‬
‫ملصلحته وال يجوز للمحكمة أن تق¿‪ lo‬به من تلقاء نفسها‬
‫الحق ‪M‬ي التمسك باإلبطال ال يكون إال للمتعاقد الذي تقررت‬
‫القابلية لإلبطال ملصلحته‪ ،‬فال يكون للمتعاقد ٓالاخر أن يتمسك‬
‫بإبطال العقد‪ ،‬كما ال يمكن للمحكمة أن تحكم به من تلقاء نفسها‬
‫باعتبار أن ٕالابطال تقرر ملصلحة خاصة وليس العتبارات ذات‬
‫مصلحة عامة‪ .‬ويسري نفس الحكم ‪M‬ي الحالة ال{‪ i‬يتقرر ف©‪F‬ا ٕالابطال‬
‫بمقت’‪ Šj‬نص قانوني‪ ،‬إذ أن التمسك باإلبطال يثبت فقط للمتعاقد‬
‫الذي خوله املشرع هذا الحق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخصائص ال‪ l£‬يش(‪X‬ك ف‪·À‬ا ٕالابطال والبطالن‬
‫يش‪C‬ك ٕالابطال والبطالن ‪M‬ي خاصيت‪t‬ن اثنت‪t‬ن سبق ٕالاشارة‬
‫إل©‪F‬ما عند تناولنا لخصائص البطالن‪.‬‬

‫‪141‬شكري أحمد السبا‪£‬ي م س –ص‪494 -‬‬


‫‪- 147 -‬‬
‫الخاصية ٔالاو‪-‬ى‪ :‬إبطال جزء من العقد يؤدي إ‪-‬ى إبطال العقد‬
‫‪M‬ي مجموعه‪ ،‬مالم يكن قابال لإلبقاء دون الجزء املقرر إبطاله‪.‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬إبطال الالام ٔالاص‪h‬ي يؤدي إ‪-‬ى إبطال الالام‬
‫التب‪Ô‬ي‪M ،‬ي ح‪t‬ن أن إبطال هذا ٔالاخ‪ Ct‬ال يؤدي إ‪-‬ى إبطال الالام‬
‫ٔالاص‪h‬ي‪.‬‬
‫]‪ Ù^Şeý]æáøŞfÖ]…^maVoÖ^nÖ]gת¹‬‬
‫القاعدة ‪¤‬ي أن العقد الباطل والعقد القابل لإلبطال م{Š تقرر‬
‫إبطاله كالهما ال ينتج أي أثر من ٓالاثار ال{‪ i‬رت‪FÛ‬ا القانون ع‪h‬ى العقد‬
‫الصحيح‪ ،‬غ‪ Ct‬أن هذﻩ القاعدة ترد عل©‪F‬ا بعض الاستثناءات اقتض‪FG‬ا‬
‫الحاجة إ‪-‬ى استقرار املعامالت وحماية الغ‪ Ct‬حسن النية وهو ما‬
‫سنتناوله من خالل دراستنا آلثار البطالن وٕالابطال بالنسبة‬
‫للمتعاقدين )الفقرة ٔالاو‪-‬ى ( وكذا آثارهما بالنسبة للغ‪ Ct‬الفقرةالثانية(‬
‫وأخ‪Ct‬ا نخصص الفقرة الثالثة لالستثناءات الواردة ع‪h‬ى هذﻩ القاعدة‪.‬‬
‫]‪ àè‚Î^ÃjÛ×ÖífŠßÖ^eÙ^Şeý]æáøŞfÖ]…^maV±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫القاعدة أنه ‪M‬ي حال{‪ i‬بطالن العقد وإبطاله‪ ،‬يجب إعادة‬
‫املتعاقدين إ‪-‬ى الحالة ال{‪ i‬كانا عل©‪F‬ا قبل التعاقد بأن يرد كل م‰‪F‬ما ما‬
‫أخدﻩ من ٓالاخر‪ .‬وهذا هو ٔالاثر الرج‪Ô‬ي للبطالن وٕالابطال بالنسبة‬
‫للمتعاقدين‪ .‬وعليه فالبطالن يطبق بأثر رج‪Ô‬ي ألن ما ي‪C‬تب عليه هو‬
‫زوال آثار العقد‪ .142‬فإذا تقرر بطالن عقد البيع بعد تنفيذﻩ‪ ،‬فإن‬

‫‪142‬املختار عطار – م س – ص‪229 -‬‬


‫‪- 148 -‬‬
‫البائع ملزم برد الثمن إ‪-‬ى املش‪C‬ي‪ ،‬كما يتع‪t‬ن ع‪h‬ى هذا ٔالاخ‪ Ct‬رد‬
‫ال‪ijÊ‬ء املبيع إ‪-‬ى البائع‪ ،‬غ‪ Ct‬أنه إذا تعذر إرجاع الحالة إ‪-‬ى ما كانت‬
‫عليه قبل التعاقد‪ ،‬فإنه للمتضرر املطالبة بتعويض عادل عن الضرر‬
‫الذي لحقه كما لو هلك ال‪ijÊ‬ء املبيع وهو ‪M‬ي حوزة املش‪C‬ي‪ ،‬حيث‬
‫يكون للبائع مراجعة القضاء للمطالبة بتعويض يعادل قيمة ال‪ijÊ‬ء‬
‫وذلك طبقا لقواعد املسؤولية التقص‪Ct‬ية ال العقدية باعتبار أن العقد‬
‫باطل ولم تنشأ عنه أية الامات‪ .‬ونفس الحكم يسري ‪M‬ي حالة إبطال‬
‫العقد إذ تنتفي الالامات الناشئة عن العقد الباطل مع إرجاع‬
‫املتعاقدين إ‪-‬ى الحالة ال{‪ i‬كانا عل©‪F‬ا قبل التعاقد وهو ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 316‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬غ‪ Ct‬أنه يستث€‪ i‬من قاعدة وجوب الرد‬
‫وإعادة املتعاقدين إ‪-‬ى الحالة ال{‪ i‬كانا عل©‪F‬ا قبل التعاقد‪ ،‬إذا أبطل‬
‫العقد امل‪CD‬م من طرف القاصر أو ناقص ٔالاهلية‪ ،‬حيث أن كل م‰‪F‬ما ال‬
‫يرد إال ما عاد عليه من منفعة بسبب تنفيذ العقد‪ ،‬وال يلم برد أي‬
‫‪ijÉ‬ء إذا لم يحصل ع‪h‬ى أي منفعة كأن يكون أنفق ما حصل عليه ‪M‬ي‬
‫أمور اللهو‪ .‬ولعل هذا ما نص عليه املشرع املغربي ‪M‬ي الفصل‪t‬ن ‪ 6‬و‪9‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪.143‬‬
‫‬

‫راجع أيضا الفصل ‪ 306‬من ق‪.‬ل‪.‬ع " الالام الباطل بقوة القانون ال يمكن أن ينتج أي أثر‪،‬‬
‫إال اس‪C‬داد ما دفع بغ‪ Ct‬حق تنفيذا له"‪.‬‬
‫‪143‬جاء ‪M‬ي الفقرة ٔالاخ‪Ct‬ة من الفصل ‪ 6‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ما ي‪h‬ي‪:‬‬
‫"ويبقى القاصر مع ذلك ملما ‪M‬ي حدود النفع الذي استخلصه من الالام‪"...‬‬
‫‪- 149 -‬‬
‫]‪ Ç×ÖífŠßÖ^eÙ^Şeý]æáøŞfÖ]…^maVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫ال يقتصر أثر البطالن ع‪h‬ى املتعاقدين وإنما يمتد كقاعدة إ‪-‬ى‬
‫الغ‪ Ct‬أي كل من اكتسب حقا بمقت’‪ Šj‬العقد الباطل أو الذي تقرر‬
‫إبطاله‪ .‬فلنفرض أن شخصا اش‪C‬ى من شخص آخر عقارا ثم باع‬
‫املش‪C‬ي هذا العقار إ‪-‬ى شخص ثالث‪ ،‬ليتقرر يعذ ذلك بطالن عقد‬
‫الشراء ٔالاول‪ ،‬ففي هذﻩ الحالة يصبح املش‪C‬ي الثاني غ‪ Ct‬مالك ألن‬
‫املش‪C‬ي ٔالاول الذي باع إليه العقار لم يكن مالكا بعد أن تقرر بطالن‬
‫العقد امل‪CD‬م بينه وب‪t‬ن مالك العقار‪ ،144‬و‪Fz‬ذا يكون للبطالن أثر ‪M‬ي‬
‫مواجهة الغ‪ Ct‬املش‪C‬ي الثاني‪ ،‬إذ ي‪C‬تب عليه زوال الحقوق العينية‬
‫ال{‪ i‬يكون الغ‪ Ct‬قد اكتس‪FÛ‬ا ع‪h‬ى العقار محل العقد الباطل‪.‬‬
‫غ‪ Ct‬أنه بالنظر إ‪-‬ى ما قد ي‪C‬تب ع‪h‬ى تطبيق هذﻩ القاعدة من‬
‫مساس بحقوق الغ‪ Ct‬حسن النية‪ ،‬وكذا ما آلثار البطالن وٕالابطال من‬
‫تأث‪ Ct‬ع‪h‬ى استقرار املعامالت‪ ،‬فإن املشرع أورد استثناء ع‪h‬ى مبدأ ٔالاثر‬
‫الرج‪Ô‬ي للبطالن وٕالابطال سواء ‪M‬ي مواجهة املتعاقدين أو الغ‪ Ct‬حسن‬
‫النية‪.‬‬
‫‬

‫‪144‬وذلك تطبيقا لقاعدة أن الشخص ال ينقل لغ‪Ct‬ﻩ أك‪ C‬مما يملك‪ ،‬ففاقد ال‪ijÊ‬ء ال يعطيه‪.‬‬
‫‪- 150 -‬‬
‫]‪î× ^ãéÊ giè Ö] íéñ^ßnj‰÷] l÷^£]VínÖ^nÖ] ì†ÏËÖ‬‬
‫]‪ íée^«c…^maÙ^Şeý]æáøŞfÖ‬‬
‫أوال‪ :‬البطالن الجزئي‬
‫إذا كان العقد باطال ‪M‬ي جزء منه وصحيحا ‪M‬ي الجزء ٓالاخر‬
‫فالقاعدة ‪¤‬ي أن العقد يبطل كله‪ ،‬ونفس الحكم ع‪h‬ى حالة ٕالابطال‪،‬‬
‫غ‪ Ct‬أن هذﻩ القاعدة يرد عل©‪F‬ا استثناء وذلك ‪M‬ي الحالة ال{‪ i‬يكون ف©‪F‬ا‬
‫باإلمكان ٕالابقاء ع‪h‬ى الجزء الصحيح ‪M‬ي العقد دون الجزء الذي لحقه‬
‫البطالن‪ ،‬أي انتقاص العقد واقتصارﻩ ع‪h‬ى الشق الصحيح منه وذلك‬
‫شريطة أن يكون العقد قابال للتجزئة‪ ،‬أما إذا تب‪t‬ن من طبيعة العقد‬
‫أنه ال يمكن أن يتم إال بجميع أجزائه بما ‪M‬ي ذلك الجزء الذي وقع‬
‫باطال أو قابال لإلبطال فإن العقد يبطل كله لبطالن جزئه‪.‬‬
‫وعليه فإن حالة انتقاص العقد تطبيقا للبطالن الجزئي تعت‪CD‬‬
‫من ب‪t‬ن الحاالت ال{‪ i‬ينتج ف©‪F‬ا العقد الباطل آثارﻩ وذلك ‪M‬ي الشق‬
‫الصحيح منه باعتبارﻩ عقدا متم‪t‬ا عن العقد ٔالاص‪h‬ي‪ .145‬ولعل هذا ما‬
‫نص عليه املشرع املغربي ‪M‬ي الفصل ‪308‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه "‬
‫بطالن جزء من الالام يبطل الالام ‪M‬ي مجموعه‪ ،‬إال إذا أمكن لهذا‬
‫الالام أن يبقى قائما بدون الجزء الذي لحقه البطالن‪ ،‬و‪M‬ي هذﻩ‬
‫الحالة ٔالاخ‪Ct‬ة يبقى الالام قائما باعتبارﻩ عقدا متم‪t‬ا عن العقد‬
‫ٔالاص‪h‬ي"‪ .‬ومن تطبيقات ذلك الشرط الذي يرد ‪M‬ي عقد الشركة والذي‬

‫‪145‬شكري أحمد السبا‪£‬ي –ص‪426-425-‬‬


‫‪- 151 -‬‬
‫يعفي أحد الشركاء من كل مساهمة ‪M‬ي تحمل الخسائر‪ ،‬إذ أن مثل‬
‫هذا الشرط يعت‪ CD‬باطال دون أن ي‪C‬تب عليه بطالن عقد الشركة‬
‫‪146‬‬
‫الفصل ‪ 10 35‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫ثانيا‪ :‬حالة تحول العقد‬
‫يقصد بتحول العقد تغ‪ Ct‬العقد الباطل أو القابل لإلبطال إ‪-‬ى‬
‫عقد آخر ينتج آثارا قانونية وذلك م{Š توافرت أركان هذا العقد‬
‫الجديد ‪M‬ي العقد الباطل أو القابل لإلبطال واتجهت نية املتعاقدين‬
‫إ‪-‬ى إبرام هذا العقد‪ .‬ونظرية تحول العقد تم اعتمادها من قبل‬
‫العديد من التشريعات املدنية الحديثة كالقانون املدني الكوي{‪ i‬الذي‬
‫نصت املادة ‪ 191‬منه ع‪h‬ى ما ي‪h‬ي‪ ":‬إذا بطل العقد أو أبطل وأمكن أن‬
‫تستخلص منه ٔالاركان الالزمة لعقد آخر غ‪Ct‬ﻩ‪ ،‬قام هذا العقد ٓالاخر‪،‬‬
‫ويعت‪ CD‬الرضاء بالعقد الذي يص‪ Ct‬التحول إليه متوافرا إذا تب‪t‬ن أن‬
‫املتعاقدين كانا يريدانه لو علما ببطالن العقد الذي قصدا ‪M‬ي ٔالاصل‬
‫إبرامه"‪.‬‬
‫مما يع€‪ i‬أنه يش‪C‬ط لتحول العقد أن يتضمن العقد الباطل‬
‫أركان عقد آخر غ‪Ct‬ﻩ‪ ،‬وأن يتب‪t‬ن اتجاﻩ نية املتعاقدين إ‪-‬ى إبرام هذا‬
‫العقد لو علما بالبطالن‪.147‬‬

‫‪146‬أنظر أيضا حالة عقد الصلح طبقا للفصل ‪ 11 14‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬


‫وكذا حالة الشرط الذي يسمح للدائن املر]‪F‬ن تملك ال‪ijÊ‬ء املرهون عند عدم وفاء املدين‬
‫الراهن بالديون دون القيام باإلجراءات القانونية املطلوبة إذ جعل املشرع هذا الشرط باطال‬
‫ويبقى الرهن صحيحا ) الفصل ‪ 12 26‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‬
‫‪147‬ذ عبد ال´ي حجازي –م س –ص‪1087-‬‬
‫‪- 152 -‬‬
‫ثالثا‪:‬حالة اكتساب الحائز حسن النية حقا عينيا ع‪S‬ى‬
‫منقول أو عقار محفظ‬
‫إذا كان العقد الباطل أو القابل لإلبطال ال يرتب أي أثر قانوني‬
‫سواء فيما ب‪t‬ن املتعاقدين أو ‪M‬ي مواجهة الغ‪ ،Ct‬فإن القاعدة يرد عل©‪F‬ا‬
‫استثناء يتعلق بالغ‪ Ct‬حسن النية وذلك استقرارا للمعامالت إذ أن من‬
‫شأن إعمال مبدأ ٔالاثر الرج‪Ô‬ي للبطالن املساس بحقوق الغ‪ Ct‬حس€‪i‬‬
‫النية‪.‬‬
‫وهكذا فحائز املنقول حسن النية الذي يتسلم ع‪h‬ى سبيل‬
‫الرهن الحيازي شيئا منقوال ممن ال يملكه يكتسب حق الرهن وهو ما‬
‫نص عليه املشرع ‪M‬ي الفصل ‪ 1187‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫ونفس الحكم ينطبق ع‪h‬ى من يكتسب حقا عينيا ع‪h‬ى عقار‬
‫محفظ باالستناد إ‪-‬ى ما هو مقيد ‪M‬ي الرسم العقاري‪ ،‬فإبطال هذا‬
‫التقييد وما ي‪C‬تب عنه من إبطال سند ملكية صاحب الحق ال يمكن‬
‫التمسك به ‪M‬ي مواجهة الغ‪ Ct‬ذي النية الحسنة والذي اكتسب حقا‬
‫عينيا استنادا إ‪-‬ى هذا التقييد‪ ،‬وهو ما نص عليه الفصل ‪ 66‬من ظه‪Ct‬‬
‫‪ 12‬غشت ‪ 1913‬املتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم تغي‪Ct‬ﻩ وتتميمه‪.‬‬
‫وعليه فإن الشخص الذي اش‪C‬ى عقارا محفظا وقام بتقييدﻩ‬
‫‪M‬ي السجل العقاري‪ ،‬ليقوم بعد ذلك برهنه لقاء حصوله ع‪h‬ى قرض‬
‫من مؤسسة بنكية‪ ،‬فإنه ‪M‬ي حالة ما إذا تقرر بطالن عقد الشراء فإن‬
‫املؤسسة البنكية بوصفها دائنة مر]‪F‬نة ال تتأثر ببطالن عقد الشراء‬

‫‪- 153 -‬‬


‫ويبقى الرهن قائما ملصلح‪FG‬ا م{Š ثبت حسن ني‪FG‬ا وعدم علمها بسبب‬
‫البطالن‪.‬‬
‫]‪ ‚ÏÃÖ]…^maVêÞ^nÖ]ņËÖ‬‬
‫إذا توافرت للعقد أركانه وشروط صحته‪ ،‬فإنه يصبح منتجا‬
‫لكافة آثارﻩ القانونية ‪M‬ي مواجهة أطرافه‪ ،‬فالعقد ال تنصرف آثارﻩ إال‬
‫للمتعاقدين ومن يمثال‪Fº‬م ‪M‬ي العقد‪ 148‬وال تمتد إ‪-‬ى الغ‪ Ct‬إال ع‪h‬ى وجه‬
‫استثنائي‪ ،‬وعليه فإننا سنتناول ‪M‬ي هذا الفرع آثار العقد ب‪t‬ن‬
‫املتعاقدين ع‪h‬ى أن نخصص املبحث الثاني لدراسة آثارﻩ بالنسبة‬
‫للغ‪.Ct‬‬
‫]‪ àè‚Î^ÃjÛ×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVÙæù]ovf¹‬‬
‫العقد الصحيح ينتج أثرﻩ املتمثل ‪M‬ي إنشاء الالام‪ ،149‬وهذا‬
‫الالام النا‪ ÌjÉ‬من العقد تكون له قوة الالام النا‪ ÌjÉ‬من‬
‫القانون‪ ،150‬بحيث يصبح للعقد قوة ملزمة ب‪t‬ن طرفيه تطبيقا ملبدأ‬
‫العقد شريعة املتعاقدين والذي بموجبه ال يجوز للمتعاقد أن يتحلل‬
‫من الام أنشأﻩ عقد كان هو طرفا فيه‪.‬‬

‫‪ 148‬ذنا املختار عطار – م س – ص ‪260-‬‬


‫‪ 149‬إن أثر العقد ‪M‬ي مرحلة أو‪-‬ى هو إنشاء الالام أي الرابطة القانونية امل‪C‬تبة ع‪h‬ى العقد‪،‬‬
‫أما املرحلة الثانية فتتمثل ‪M‬ي وجوب تنفيذ هذا الالام أي ج‪ CD‬املدين ع‪h‬ى تنفيذﻩ‬
‫عبد ال´ي حجازي – م س‪ -‬ص ‪686‬‬
‫‪ 150‬الفصل ‪ 230‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪- 154 -‬‬
‫واملقصود باملتعاقدين الذين يتحملون لوحدهم من حيث املبدأ‬
‫‪151‬‬
‫بااللامات امل‪C‬تبة عن العقد‪ ،‬ويكتسبون الحقوق املتولدة عنه‬
‫ٔالاشخاص الذين كانوا أطرافا ‪M‬ي العقد سواء تعاقدوا بأنفسهم أو‬
‫بواسطة نائب ع‰‪F‬م كما هو الشأن ‪M‬ي حالة النيابة ‪M‬ي التعاقد‪ ،‬ذلك‬
‫أنه كما رأينا يتعاقد النائب )الوكيل( باسم ٔالاصيل) املوكل( ولحسابه‬
‫بحيث أن هذا ٔالاخ‪ Ct‬هو الذي يكتسب الحقوق ويتحمل الالامات‬
‫امل‪C‬تبة عن العقد أي أن آثار العقد تنصرف إ‪-‬ى ذمة كل من ٔالاصيل‬
‫وكذا الغ‪ Ct‬املتعاقد مع النائب‪.‬‬
‫هذا وتنفيذ الالام النا‪ ÌjÉ‬عن العقد يقت’‪ ij‬من املتعاقدين‬
‫تنفيذﻩ بحسن نية وذلك ‪M‬ي جميع ما يشتمله وفقا للقانون أو العرف‬
‫أو قواعد العدالة ووفقا ملا تقتضيه طبيعته ) الفصل ‪ 231‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ ،‬وعليه فإنه إذا بيع عقار فإن عقد البيع يشمل ع‪h‬ى ما‬
‫يحتويه هذا العقار من أبنية وأشجار ومزروعات‪.152‬‬
‫‬

‫‪ 151‬تطبيقا ملبدأ نسبية آثار العقد الذي أكدﻩ املشرع ‪M‬ي الفصل ‪ 228‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫" الالامات ال تلزم إال من كان طرفا ‪M‬ي العقد‪ ،‬ف¦‪ i‬ال تضر الغ‪ Ct‬وال تنفعهم إال ‪M‬ي الحاالت‬
‫املذكورة ‪M‬ي القانون "‬
‫‪152‬يراجع الفصل ‪ 517‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وكذا الفصل ‪ 518‬بالنسبة لحالة بيع البناء والفصل ‪523‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع املتناول لحالة بيع الحيوان‪.‬‬
‫‪- 155 -‬‬
‫]‪ VêÞ^nÖ]ovf¹‬‬
‫‪ Ç×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^ma‬‬
‫نقصد هنا بالغ‪ Ct‬املفهوم الواسع لهذا املصطلح أي كل شخص‬
‫لم يكن طرفا ‪M‬ي العقد سواء بصفة أصلية أو بواسطة نائب عنه‪،‬‬
‫وعليه فإن الغ‪ Ct‬وفق هذا املفهوم الواسع الذي اعتمدناﻩ يشمل ح{Š‬
‫الخلف العام والخلف الخاص للمتعاقدين وكذا دائن©‪F‬م باعتبارهم قد‬
‫تنصرف إل©‪F‬م آثار العقد‪ ،‬كما يشمل من باب أو‪-‬ى الغ‪ Ct‬باملع€Š الضيق‬
‫أي ٔالاجن¨‪ i‬عن العقد والذي ال تربطه باملتعاقدين أية عالقة قانونية‪.‬‬
‫]‪ Ý^ÃÖ]Ì×~×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVÙæù]gת¹‬‬
‫يقصد بالخلف العام كل من يخلف سلفه ‪M‬ي كامل ذمته املالية‬
‫أو ‪M‬ي جزء م‰‪F‬ا كالنصف أو الربع وذلك دون أي تعي‪t‬ن لحق مع‪t‬ن م‰‪F‬ا‬
‫كالوارث واملو‪ Šjü‬له بحصة من ال‪C‬كة‪.‬‬
‫وقد تناول املشرع املغربي أحكام انصراف آثار العقد إ‪-‬ى الخلف‬
‫العام ‪M‬ي الفصل ‪ 229‬من ق‪.‬ل‪.‬ع والذي جاء فيه ما ي‪h‬ي ‪ ":‬تنتج‬
‫الالامات آثارها ال ب‪t‬ن املتعاقدين وحسب‪ ،‬ولكن أيضا ب‪t‬ن ورث‪FG‬ما‬
‫وخلفا‪FO‬ما ما لم يكن العكس مصرحا به أو ناتجا عن طبيعة الالام‪،‬‬
‫أو عن القانون‪ ،‬ومع ذلك فالورثة ال يلمون إال ‪M‬ي حدود أموال‬
‫ال‪C‬كة‪ ،‬وبنسبة كل واحد م‰‪F‬م‪.‬‬
‫وإذا رفض الورثة ال‪C‬كة‪ ،‬لم يج‪CD‬وا ع‪h‬ى قبولها وال ع‪h‬ى تحمل‬
‫ديو‪Fº‬ا‪.‬و ‪M‬ي هذﻩ الحالة ليس للدائن‪t‬ن إال أن يباشروا ضد ال‪C‬كة‬
‫حقوقهم‪".‬‬
‫‪- 156 -‬‬
‫ومن خالل هذا الفصل يتب‪t‬ن أن أثر العقد ينصرف إ‪-‬ى الخلف‬
‫العام وأن الحقوق ال{‪ i‬ينش‪F‬ا العقد تنتقل إ‪-‬ى الورثة بعد موت‬
‫مور‪Fö‬م املتعاقد‪ ،‬أما الالامات ف¦‪ i‬ال تنصب إال ع‪h‬ى ال‪C‬كة وأن‬
‫الورثة ال يخلفون مور‪Fö‬م ‪M‬ي الاماته سوى ‪M‬ي حدود ما يأخذﻩ كل‬
‫واحد من ال‪C‬كة حسب منابه‪.‬‬
‫وعليه إذا تعلق ٔالامر ببيع وتو‪M‬ي البائع فإن ورثته يحلون محله‬
‫‪M‬ي تسلم الثمن من املش‪C‬ي‪ .‬أما إذا تو‪M‬ي املش‪C‬ي فإن ورثته يخلفونه‬
‫‪M‬ي حقوقه أي ‪M‬ي تسلم ال‪ijÊ‬ء املبيع‪ ،‬أما بالنسبة لاللامات امل‪C‬تبة‬
‫عن العقد فإ‪Fº‬ا ال تنتقل إ‪-‬ى ذمة الورثة سوى ‪M‬ي حدود ال‪C‬كة وبنسبة‬
‫مناب كل واحد م‰‪F‬م‪ ،‬إذ أن الالام يبقى عالقا بذمة ال‪C‬كة‪ ،‬بل‬
‫يف‪C‬ض سداد الديون م‰‪F‬ا تطبيقا للقاعدة الفقهية ال{‪ i‬تق’‪ ij‬بأن ال‬
‫تركة إال بعد سداد الديون‪ .‬هذا ويكون للورثة رفض ال‪C‬كة إذ هم ال‬
‫يج‪CD‬ون ع‪h‬ى قبولها وما ع‪h‬ى الدائن‪t‬ن ‪M‬ي مثل هذﻩ الحالة سوى‬
‫اقتضاء حقوقهم من ال‪C‬كة مباشرة‪.‬‬
‫وإذا كانت القاعدة وفق ما سبق ‪¤‬ي انصراف آثار العقد إ‪-‬ى‬
‫الخلف العام فإنه استثناءا من ذلك هناك ثالث حاالت نص عل©‪F‬ا‬
‫املشرع ‪M‬ي الفصل ‪ 229‬م‪.‬ق‪.‬ل‪.‬ع ال تنصرف ف©‪F‬ا آثار عقد السلف إ‪-‬ى‬
‫الخلف العام و‪¤‬ي كالتا‪-‬ي ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة اتفاق املتعاقدين‪ ،‬كما لو تضمن العقد مقت’‪ Šj‬بعدم‬
‫انصراف آثارﻩ إ‪-‬ى خلفهم‪ ،‬فمثل هذا املقت’‪ Šj‬يكون صحيحا طاملا أنه‬
‫غ‪ Ct‬مخالف للنظام العام‪ ،‬كما ‪M‬ي الحالة ال{‪ i‬يمنح ف©‪F‬ا البائع إ‪-‬ى‬

‫‪- 157 -‬‬


‫املش‪C‬ي أجال لدفع الثمن‪ ،‬ع‪h‬ى أن يستفيد املش‪C‬ي وحدﻩ من هذا‬
‫ٔالاجل دون ورثته ‪M‬ي حالة وفاته إذ بمجرد وفاة املش‪C‬ي يصبح أداء‬
‫الثمن حاال‪.‬‬
‫‪ -‬حالة نص القانون‪ ،‬فاملشرع ينص ‪M‬ي بعض الحاالت ع‪h‬ى‬
‫عدم انتقال آثار عقد السلف إ‪-‬ى الخلف العام‪ ،‬كما ‪M‬ي حالة عقد‬
‫الوكالة إذ أن هذﻩ ٔالاخ‪Ct‬ة تنت¦‪ i‬بوفاة املوكل أو الوكيل ) الفصل‬
‫‪.929‬ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ .‬ونفس ال‪ijÊ‬ء بالنسبة للوصية إذا تجاوزت حدود الثلث‬
‫من ال‪C‬كة‪ ،‬ف¦‪ i‬ال تكون نافذة ‪M‬ي حق الورثة إال إذا أجازوها‪.‬‬
‫‪ -‬حالة طبيعة الالام النا‪ ÌjÉ‬عن العقد‪ ،‬فإذا كان هذا الالام‬
‫يكت«‪ ij‬طابعا شخصيا بأن كان املدين ‪Fz‬ذا الالام العقدي محل‬
‫اعتبار عند التعاقد‪ ،‬وأنه ال يمكن الوفاء به إال من طرف املدين‬
‫املتعاقد‪ ،‬كما ‪M‬ي حالة التعاقد مع مهندس معماري إلنجاز تصميم بناء‬
‫حيث أنه بوفاة هذا ٔالاخ‪ Ct‬ينق’‪ ij‬الالام وال ينتقل إ‪-‬ى ورثته‪.‬‬
‫]‪ ”^¤]Ìפ]±cífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫يقصد بالخلف الخاص كل من يتلقى من سلفه حقا معينا‬
‫بالذات سواء كان هذا الحق حقا شخصيا أو حقا عينيا‪ .‬فمش‪C‬ي‬
‫العقار يعد خلفا خاصا للبائع بحيث تنتقل إليه ملكية العقار املبيع‬
‫ويصبح صاحب حق عي€‪ i‬عليه‪ .‬وكذلك الشأن بالنسبة للمحال إليه‬

‫‪- 158 -‬‬


‫‪M‬ي حوالة الحق إذ ينتقل إليه الحق الشخ‪ ijÄ‬محل الحوالة من‬
‫املحيل‪.153‬‬
‫و ٔالاصل أن الخلف الخاص يعت‪ CD‬من الغ‪ Ct‬بالنسبة للتصرفات‬
‫ال{‪ i‬يجر‪FÓ‬ا سلفه بحيث ال تنصرف إليه آثارها ال سيما بالنسبة‬
‫للتصرفات ال{‪ i‬ال تكون لها صلة بالحق الذي انتقل منه إ‪-‬ى الخلف‬
‫الخاص‪ .‬غ‪ Ct‬أن ٔالامر يصبح أك‪ C‬دقة بالنسبة للعقود ال{‪ i‬يكون‬
‫السلف قد أبرمها بشأن ال‪ijÊ‬ء أو الحق الذي انتقل إ‪-‬ى خلفه الخاص‪.‬‬
‫فهل ‪M‬ي مثل هاته العقود تنصرف آثارها إ‪-‬ى الخلف الخاص؟‬
‫إن املشرع املغربي لم ينظم آثار العقد بالنسبة للخلف الخاص‪،‬‬
‫غ‪ Ct‬أنه يمكن القول ع‪h‬ى ضوء املبادئ العامة وما ذهبت إليه بعض‬
‫التشريعات‪ 154‬إ‪-‬ى أن الشخص ال يستطيع أن ينقل إ‪-‬ى غ‪Ct‬ﻩ أك‪ C‬مما‬
‫يملك‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن الخلف الخاص يتلقى ال‪ijÊ‬ء أو الحق ع‪h‬ى الحالة‬
‫ال{‪ i‬كان عل©‪F‬ا ‪M‬ي الذمة املالية للسلف ووفق الشروط ال{‪ i‬تضمن‪FG‬ا‬
‫العقود السابقة ال{‪ i‬جرت بشأنه‪ .155‬فالعقار املبيع قد يكون البائع‬
‫أنشأ عليه قبل بيعه حقا عينيا كرهن أو ارتفاق‪ ،‬فعندئذ تنتقل‬
‫ملكية هذا العقار إ‪-‬ى املش‪C‬ي مثقال بالرهن أو الارتفاق‪ ،‬وهو ما يع€‪i‬‬
‫أن آثار العقد الذي رتب هذﻩ التكاليف تسري ‪M‬ي مواجهة الخلف‬

‫‪ 153‬وعليه إذا كان الخلف العام يخلف سلفه ‪M‬ي ذمته كلها أو جزء شائع م‰‪F‬ا فإن الخلف‬
‫الخاص ال يخلف سفه إال ‪M‬ي حق مع‪t‬ن بالذات‪.‬‬
‫‪ 154‬عبد الطيف خالفي – دروس ‪M‬ي النظرية العامة لاللامات – م س‪ -‬ص‪152‬‬
‫‪155‬عبد الطيف خالفي – دروس ‪M‬ي النظرية العامة لاللامات – م س‪ -‬ص‪153‬‬
‫‪- 159 -‬‬
‫الخاص رغم أنه ليس طرفا ‪M‬ي هذا العقد‪ .‬ونفس الحكم يسري ع‪h‬ى‬
‫حالة انتقال حق شخ‪ ijÄ‬من سلف إ‪-‬ى خلف‪ ،‬إذ هو ينتقل إ‪-‬ى هذا‬
‫ٔالاخ‪ Ct‬بالضمانات امل‪C‬تبة عليه‪ ،‬غ‪ Ct‬أن ذلك يقت’‪ ij‬تحقق الشروط‬
‫التالية‪:156‬‬
‫‪ -‬أن يكون عقد السلف سابقا ‪M‬ي إبرامه ع‪h‬ى تاريخ إبرام العقد‬
‫الذي انتقل بموجبه الحق أو ال‪ijÊ‬ء إ‪-‬ى الخلف الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون عقد السلف ع‪h‬ى صلة وثيقة بالحق العي€‪ ،i‬أو الحق‬
‫الشخ‪ ijÄ‬أو بال‪ijÊ‬ء الذي انتقل إ‪-‬ى الخلف الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الخلف الخاص ع‪h‬ى علم بالحقوق والالامات‬
‫الناشئة عن العقود ال{‪ i‬أبرمها سلفه‪.‬‬
‫]‪ °ßñ]‚×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVêÞ^nÖ]gת¹‬‬
‫باعتبار أن أموال املدين تشكل ضمانا عاما للدائن‪t‬ن بحيث‬
‫يوزع ثم‰‪F‬ا عل©‪F‬م بنسبة دين كل واحد م‰‪F‬م مالم توجد بي‰‪F‬م أسباب‬
‫قانونية لألولوية‪ ،157‬فإن تصرفات املدين يكون من شأ‪Fº‬ا املساس‬
‫‪Fz‬ذا الضمان العام ال سيما تلك ال{‪ i‬يتحمل بموج‪FÛ‬ا الامات جديدة‬
‫أل‪Fº‬ا تنقص من الضمان العام مما يؤثر ع‪h‬ى مركز الدائن‪t‬ن ٔالامر الذي‬
‫دفع باملشرع املغربي إ‪-‬ى التدخل حيث منح للدائن مجموعة من‬
‫الوسائل القانونية ال{‪ i‬من شأ‪Fº‬ا حمايته من تصرفات املدين الضارة‬

‫‪156‬املختار عطار – م س – ص‪272‬‬


‫‪ 157‬الفصل ‪ 1241‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪- 160 -‬‬
‫وتمكينه من تم من املحافظة ع‪h‬ى حقوقه‪ ،‬من ذلك ما نص عليه ‪M‬ي‬
‫الفصل ‪ 22‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بخصوص عدم الاحتجاج ع‪h‬ى الغ‪ Ct‬باالتفاقات‬
‫الصورية ال{‪ i‬ال يكون ع‪h‬ى علم ‪Fz‬ا‪ ،‬مع تنصيصه ع‪h‬ى أن الخلف‬
‫الخاص يعت‪ CD‬غ‪Ct‬ا بالنسبة ألحكام هذا الفصل‪.‬‬
‫وعليه فالدائن يكون له الطعن ‪M‬ي هذا الاتفاقات الوهمية‬
‫بدعوى الصورية بغاية إعادة أموال مدينه لتظل ‪M‬ي الذمة املالية‬
‫لهذا ٔالاخ‪ ،Ct‬ولتظل داخلة ‪M‬ي الضمان العام للدائن‪.‬‬
‫ومن هذﻩ الوسائل أيضا حق الدائن ‪M‬ي حبس ما بيدﻩ من‬
‫أموال تعود للمدين إ‪-‬ى ح‪t‬ن استيفاء ما هو مستحق له ) الفصل‬
‫‪ 291‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ ،‬وكذلك دعوى الحجز التحفظي ع‪h‬ى أموال املدين‬
‫بغاية منعه من التصرف ‪M‬ي هذﻩ ٔالاموال ح{Š لو كان دينه مقرونا‬
‫بأجل‪) .‬الفصل ‪ 138‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪.‬‬
‫]‪ Ðé–Ö]î{ßù^eÇ×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVoÖ^nÖ]gת¹‬‬
‫نقصد بالغ‪ Ct‬هنا مدلوله الضيق املتمثل ‪M‬ي الشخص الذي‬
‫يكون أجنبيا عن العقد بحيث لم تشارك إرادته ‪M‬ي تكوينه سواء‬
‫بصفته أصيال أو بواسطة نائب‪ ،‬كما ال تربطه أي عالقة قانونية‬
‫باملتعاقدين بحيث ال يكون خلفا عاما أو خاصا وال دائنا لهما‪.‬‬
‫فالغ‪ Ct‬ع‪h‬ى هذا النحو ال تنصرف إليه آثار العقد عمال بمبدأ‬
‫نسبية آثار العقد وهو ما أكدﻩ املشرع املغربي ‪M‬ي الفصل ‪ 228‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه ما ي‪h‬ي ‪:‬‬

‫‪- 161 -‬‬


‫"الالامات ال تلزم إال من كان طرفا ‪M‬ي العقد‪ ،‬ف¦‪ i‬ال تضر‬
‫الغ‪ Ct‬وال تنفعهم إال ‪M‬ي الحاالت املذكورة قانونا"‪.‬‬
‫واملستفاد من هذا الفصل أن القاعدة ‪¤‬ي أن العقد ال يرتب‬
‫حقا أو الاما سوى ‪M‬ي مواجهة عاقديه وأن آثارﻩ ال تسري ‪M‬ي مواجهة‬
‫الغ‪ٔ Ct‬الاجن¨‪ .i‬غ‪ Ct‬أن هذﻩ القاعدة أورد عل©‪F‬ا املشرع استثناء يتعلق‬
‫بالحاالت ال{‪ i‬حددها القانون‪،‬‬
‫]‪ å^ècå…]†Îc½†î×ÂÇÖ]àÂÝ]ˆjÖ÷]V±æù]ì†ÏËÖ‬‬
‫يقصد بااللام عن الغ‪ Ct‬ع‪h‬ى شرط إقرارﻩ إياﻩ أن يقدم‬
‫شخص ع‪h‬ى إبرام تصرف باسم غ‪Ct‬ﻩ مش‪C‬طا إقرار هذا الغ‪Ct‬‬
‫بالتصرف الذي أبرم باسمه‪ .‬ومن ذلك الحالة ال{‪ i‬يقر ف©‪F‬ا الغ‪Ct‬‬
‫بااللام وال{‪ i‬تناولها الفصل ‪ 36‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ .‬فالغ‪ Ct‬تبقى له الحرية‬
‫‪M‬ي قبوله أو رفضه لاللام امل‪C‬تب عن التصرف امل‪CD‬م باسمه‪ .‬ذلك أن‬
‫املشرع أجاز الالام عن الغ‪ Ct‬شريطة إقرارﻩ إياﻩ‪ .‬وصور ذلك كث‪Ct‬ة‬
‫كأن يبيع أحد الشريك‪t‬ن م‪È‬ال يملكه مع شريك له ع‪h‬ى الشياع‪،‬‬
‫ويكون الشريك ٓالاخر غائبا ويش‪C‬ط ‪M‬ي عقد البيع ع‪h‬ى املش‪C‬ي أن‬
‫هذا البيع الذي أجراﻩ باسمه وباسم شريكه الغائب ال يكون نافذا إال‬
‫بإقرار شريكه للبيع الذي جرى باسمه‪ ،‬مما يع€‪ i‬أن هذا ٔالاخ‪ Ct‬يكون‬
‫له الخيار ب‪t‬ن رفض أو قبول الالام النا‪ ÌjÉ‬عن التصرف الذي أبرم‬
‫باسمه‪ ،‬وهذا القبول أو الرفض إما أن يكون صريحا أو ضمنيا‪ ،‬كما‬

‫‪- 162 -‬‬


‫لو أقدم هذا الغ‪ Ct‬ع‪h‬ى تنفيذ العقد الذي أبرم باسمه‪ .158‬بل يمكن‬
‫أن يستنتج إقرارﻩ بمجرد سكوته م{Š كان ع‪h‬ى علم بالتصرف امل‪CD‬م‬
‫باسمه‪ ،‬أو تم هذا التصرف ‪M‬ي محضرﻩ من غ‪ Ct‬أن يكون هناك سبب‬
‫مشروع ي‪CD‬ر سكوته وفق ما نص عليه الفصل ‪ 38‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫وجدير بالذكر أن ٕالاقرار ينتج أثرﻩ ‪M‬ي مواجهة املقر سواء فيما‬
‫يرتبه له أو عليه من تاريخ إبرام العقد الذي حصل إقرارﻩ ما لم‬
‫يصرح بغ‪ Ct‬ذلك‪ ،‬وال يكون له أثر ‪M‬ي مواجهة الغ‪ ،Ct‬إال من يوم‬
‫‪159‬‬
‫حصوله‪.‬‬
‫]‪ ÇÖ]ív×’¹½]÷]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ‬‬
‫من الاستثناءات ع‪h‬ى مبدأ نسبية آثار العقد ال{‪ i‬نص عل©‪F‬ا‬
‫املشرع حالة الاش‪C‬اط ملصلحة الغ‪ Ct‬باعتبارها تجسيد لالستثناء ع‪h‬ى‬
‫القاعدة ال{‪ i‬تق’‪ ij‬بأن الالامات ال تنفع الغ‪ .Ct‬و‪M‬ي ذلك جاء ‪M‬ي‬
‫الفقرة ٔالاو‪-‬ى من الفصل ‪ 34‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪" :‬ومع ذلك يجوز الاش‪C‬اط‬
‫ملصلحة الغ‪ Ct‬ولو لم يع‪t‬ن إذا كان ذلك سببا التفاق أبرمه معاوضة‬
‫املش‪C‬ط نفسه أو سببا لت‪CD‬ع ملنفعة الواعد‪ ،"...‬والاش‪C‬اط ملصلحة‬
‫الغ‪ Ct‬عقد يش‪C‬ط فيه أحد الطرف‪t‬ن يسمŠ املش‪C‬ط ع‪h‬ى الطرف ٓالاخر‬
‫ويسمŠ املتعهد ‪M‬ي أن يلم هذا ٔالاخ‪ Ct‬بأداء مع‪t‬ن ملصلحة شخص‬
‫ثالث أجن¨‪ i‬عن العقد ويسمŠ املنتفع‪ .‬ومن أمثلته عقد التأم‪t‬ن ع‪h‬ى‬

‫‪ -158‬الفصل ‪ 37‬من نق‪.‬ل‪.‬ع‬


‫‪ -159‬الفصل ‪ 37‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪- 163 -‬‬
‫الحياة والذي يش‪C‬ط فيه املؤمن له بأن تدفع شركة التأم‪t‬ن املتعهدة‬
‫عند وفاته مبلغ التأم‪t‬ن لفائدة أوالدﻩ أو أي شخص ثالث أجن¨‪ i‬عن‬
‫العقد )املنتفع(‪ ،‬وهو ما ي‪C‬تب عنه حق مباشر للمنتفع قبل املتعهد‬
‫وذلك استثناء من مبدأ نسبية آثار العقد‪.‬‬

‫‪- 164 -‬‬


‫÷‪ Äq]†¹]Äq]†¹]ívñ‬‬
‫عبد الرزاق أحمد الس‰‪F‬وري‪ ،‬الوسيط ‪M‬ي شرح نظرية‬
‫الالام بوجه عام‪ ،‬الجزء ٔالاول‪ ،‬الجزء ٔالاول‪ ،‬دار النشر للجامعات‬
‫املصرية ‪.1952‬‬
‫عبد الرزاق أحمد الس‰‪F‬وري ‪ -‬نظرية العقد‪ -‬الجزء الاول‪-‬‬
‫الطبعة التانية ‪ -1998‬منشورات الحل¨‪.i‬‬
‫عبد ال´ي حجازي‪ :‬النظرية العامة لاللامات وفق القانون‬
‫الكوي{‪ i‬دراسة مقارنة‪ ،‬الجزء ٔالاول مصادر الالام‪ ،‬مطبوعات‬
‫جامعة الكويت‪.‬‬
‫مامون الكزبري ‪ :‬نظرية الالامات ‪M‬ي ضوء قانون الالامات‬
‫والعقود املغربي‪ ،‬الجزء ٔالاول‪ ،‬مصادر الالامات‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫شكري احمد السبا‪£‬ي‪ :‬نظرية بطالن العقود وإبطالها ‪M‬ي‬
‫قانون الالامات والعقود الطبعة ٔالاو‪-‬ى ‪ 1971‬املطبعة املثالية‪.‬‬
‫املختار بن أحمد العطار‪ :‬النظرية العامة لاللامات ‪M‬ي ضوء‬
‫القانون املدني املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة ٔالاو‪-‬ى‬
‫‪.2011‬‬
‫عبد اللطيف خالفي‪ ،‬دروس ‪M‬ي النظرية العامة لاللامات‪،‬‬
‫الجزء ٔالاول‪ ،‬مصادر الالامات‪ ،‬العقد‪.‬‬
‫محمد الربي‪Ô‬ي‪ ،‬محاضرات ‪M‬ي نظرية العقد مطبوع موجه‬
‫لطلبة مسلك الدراسات القانونية الفصل الثاني السنة الجامعية‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪- 165 -‬‬
‫]‪Œ†ãËÖ‬‬
‫تقديم ‪- 1 - ...............................................................................................‬‬
‫فصل تمهيدي‪- 2 - ...................................................................................:‬‬
‫املبحث ٔالاول‪ :‬تعريف نظرية الال('ام‪ ،‬أهمي‪·Ã‬ا وتطورها ‪- 2 - .........................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬تعريف نظرية الال('ام ‪- 2 - .....................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهمية نظرية الال('ام وتطورها ‪- 3 - .......................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬تعريف الال('ام‪ ،‬طبيعته‪ ،‬أنواعه ومصادرﻩ ‪- 6 - .....................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬تعريف الال('ام وخصائصه ‪- 7 - .............................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬تعريف الال('ام ‪- 7 - ...............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الال('ام ‪- 8 - .........................................................‬‬
‫أوال‪-‬الال('ام واجب قانوني ‪- 8 - ...................................................................‬‬
‫ثانيا‪-‬الال('ام واجب قانوني يقع ع‪S‬ى شخص مع‪O‬ن ‪- 9 - .................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬الال('ام واجب ذو قيمة مالية ‪- 10 - ....................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع الال('ام ومصادرﻩ‪- 12 - ................................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬أنواع الال('ام ‪- 12 - ...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الال('امات ٕالارادية والال('امات غ‪ٕ XO‬الارادية ‪- 12 - ...................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الال('ام بإعطاء والال('ام بعمل أو باالمتناع عن عمل ‪- 13 - ...................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الال('ام بتحقيق نتيجة والال('ام ببذل عناية ‪- 16 - ...............................‬‬
‫رابعا‪:‬الال('ام املدني والال('ام الطبي‪j‬ي ‪- 18 - ................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الال('ام أو الحق الشخ‪ lop‬والحق العي‪- 19 - ............................... lm‬‬
‫سادسا‪ :‬الال('ام الشخ‪ lop‬والال('ام العي‪- 21 - ......................................... lm‬‬

‫‪- 166 -‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬مصادر الال('ام ‪- 22 - ...........................................................‬‬
‫خطة البحث‪- 30 - ....................................................................................‬‬
‫الفصل ٔالاول ‪-‬ي تعريف العقد ونطاقه وتقسيماته وأركانه ‪- 31 - ...................‬‬
‫الفرع ٔالاول‪ :‬تعريف العقد ونطاقه وأساس قوته امللزمة ‪- 31 - .....................‬‬
‫املبحث ٔالاول‪:‬تعريف العقد ونطاقه ‪- 31 - ...................................................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪- :‬ي تعريف العقد ‪- 31 - ..........................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نطاق العقد ‪- 32 - ...............................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أساس القوة امللزمة للعقد ‪- 34 - ..........................................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬تعريف مبدأ سلطان ٕالارادة ‪- 34 - ..........................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬النتائج امل(‪X‬تبة عن مبدأ سلطان ٕالارادة ‪- 35 - ........................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اضمحالل مبدأ سلطان ٕالارادة ‪- 36 - ...................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬تقسيمات العقود ‪- 39 - ......................................................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬تقسيم العقود من حيث تكوي‪·Å‬ا ‪- 40 - ...................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى ‪ :‬العقود الرضائية ‪- 40 - ........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقود الشكلية ‪- 41 - .........................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬العقود العينية ‪- 43 - ..........................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪:‬عقود املفاوضة وعقود ٕالاذعان‪- 43 - ..................................:‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬تقسيم العقود من حيث طبيع‪·Ã‬ا ‪- 44 - .................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى ‪:‬العقود املحددة والعقود الاحتمالية ‪- 44 - ..............................‬‬
‫أوال‪ :‬العقد املحدد ‪- 44 - ............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد الاحتماŒي‪- 45 - .......................................................................:‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬العقود الفورية والعقود الزمنية ‪- 46 - .................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقود الفورية‪- 46 - .........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقد الزم‪ lm‬أو املستمر ‪- 47 - ...........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية التمي‪ 'O‬ب‪O‬ن العقود الفورية والعقود الزمنية ‪- 47 - .....................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬العقود البسيطة والعقود املختلطة أو املركبة ‪- 48 - ...............‬‬
‫املطلب الثالث ‪:‬تقسيم العقود من حيث آثارها ‪- 49 - ..................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬العقود امللزمة لجانب‪O‬ن والعقود امللزمة لجانب واحد ‪- 50 - ......‬‬
‫أوال‪ :‬العقود امللزمة لجانب‪O‬ن ‪- 50 - ..............................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬العقود امللزمة لجانب وأحد‪- 50 - ...................................................... .‬‬
‫ثالثا‪ :‬أثر التمي‪ 'O‬ب‪O‬ن العقود امللزمة لجانب‪O‬ن وتلك امللزمة لجانب واحد‪- 51 - ..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عقود املعاوضة وعقود الت‪Xx‬ع‪- 52 - ......................................‬‬
‫أوال‪:‬عقود املعاوضة ‪- 52 - ....................... CONTRAT A TITRE ONEREUX‬‬
‫ثانيا‪:‬عقود الت‪Xx‬ع‪- 52 - ............................. CONTRAT A TITRE GRATUIT‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية تقسيم العقود إŒى عقود معاوضة وعقودت‪Xx‬ع ‪- 53 - ...................‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تقسيم العقود حسب وجود تنظيم تشري‪j‬ي لها ‪- 54 - .............‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬العقود املسماة‪- 54 - ........................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقود غ‪ XO‬املسماة ‪- 55 - ....................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬أهمية التمي‪ 'O‬ب‪O‬ن العقد املسمى والعقد غ‪ XO‬املسمى ‪- 56 - .....‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أركان العقد‪- 56 - ..................................................................‬‬
‫املبحث ٔالاول‪ :‬ال(‪X‬ا‪- 58 - ...................................................................... loÐ‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬التعب‪ XO‬عن ٕالارادة ‪- 58 - ........................................................‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬التعب‪ XO‬الصريح ‪- 59 - ............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التعب‪ XO‬الضم‪- 60 - ......................................................... :lm‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬هل السكوت يعت‪ Xx‬شكال من أشكال التعب‪ XO‬عن ٕالارادة‪- 60 - . .‬‬
‫املطلب الثاني ‪:‬توافق إرادت‪O‬ن ‪- 62 - ............................................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ٕ :‬الايجاب‪- 63 - ......................................................................:‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم ٕالايجاب وخصائصه ‪- 63 - ........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬القوة امللزمة لإليجاب ‪- 65 - ...............................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أحوال سقوط ٕالايجاب ‪- 66 - ............................................................‬‬
‫رابعا‪ٕ :‬الايجاب املوجه إŒى الجمهور ‪- 68 - .....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف القبول وصيغ التعب‪ XO‬عنه ‪- 69 - ................................‬‬
‫أوال‪ :‬صيغ التعب‪ XO‬عن القبول ‪- 69 - ............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط القبول ‪- 71 - .........................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اق(‪X‬ان القبول باإليجاب‪- 72 - ............................................. :‬‬
‫أوال‪ :‬الضوابط العامة ال‪ l£‬تسري ع‪S‬ى كافة العقود‪- 72 - .............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الضوابط الخاصة ببعض العقود ‪- 74 - ............................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬النيابة ‪-‬ي التعاقد‪- 78 - .....................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬صحة ال(‪X‬ا‪- 81 - ........................................................... loÐ‬‬
‫املطلب ٔالاول ‪ٔ:‬الاهلية‪- 81 - ........................................................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬مفهوم ٔالاهلية وأنواعها ‪- 81 - ................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف ٔالاهلية ‪- 81 - ..........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع ٔالاهلية‪- 82 - ............................................................................‬‬

‫‪- 169 -‬‬


‫الفقرة الثانية ‪:‬مراحل ٔالاهلية وأثرها ‪-‬ي التصرفات القانونية‪- 83 - ...............‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة الصغ‪ XO‬غ‪ XO‬املم‪- 83 - ............................................................ 'O‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة الصغ‪ XO‬املم‪- 84 - .................................................................'O‬‬
‫ثالثا‪ :‬الراشد ‪- 86 - ....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬عوارض ٔالاهلية ‪- 86 - ..........................................................‬‬
‫أوال السفه‪- 86 - ......................................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬العته ‪- 86 - ......................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الجنون وفقدان العقل‪- 87 - .............................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬عيوب ٕالارادة ‪- 88 - .............................................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪:‬الغلط ‪- 88 - .........................................................................‬‬
‫البند ٔالاول‪ :‬أنواع الغلط بحسب ٓالاثار امل(‪X‬تبة عليه ‪- 89 - ............................‬‬
‫أوال‪ :‬الغلط املانع ‪- 89 - .............................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الغلط املسبب لإلبطال ‪- 90 - ...........................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الغلط غ‪ XO‬املنتج ‪- 90 - .....................................................................‬‬
‫البند الثاني‪:‬حاالت الغلط ‪-‬ي القانون املغربي ‪- 91 - .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬حالة الغلط ‪-‬ي القانون ‪- 91 - .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الغلط ‪-‬ي ال‪loª‬ء محل العقد‪- 94 - .....................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الغلط ‪-‬ي شخص املتعاقد أو ‪-‬ي صفته ‪- 94 - .....................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الغلط ‪-‬ي الحساب ‪- 95 - ...................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الغلط الواقع من الوسيط ‪- 96 - ...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التدليس ‪- 97 - ...................................................................‬‬

‫‪- 170 -‬‬


‫أوال ‪ :‬استعمال الطرق أو الوسائل الاحتيالية ‪- 99 - ......................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تكون الوسائل الاحتيالية ­ي ال‪ l£‬دفعت املدلس عليه إŒى التعاقد‪- .‬‬
‫‪- 101‬‬
‫ثالثا‪ :‬صدور التدليس عن املتعاقد ٓالاخر أو بعلمه ‪- 102 -.............................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ٕ :‬الاكراﻩ ‪- 103 -....................................................................‬‬
‫شروط ٕالاكراﻩ ‪- 104 -...............................................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الغ‪x‬ن ‪- 108 -.....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الغ‪x‬ن ‪- 108 -..........................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أحكام الغ‪x‬ن ‪³‬ي القانون املغربي ‪- 109 -..............................................‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ٕ :‬الابطال للمرض والحاالت ٔالاخرى املشا¸·ة ‪- 112 -..............‬‬
‫أوال‪ٕ :‬الابطال بسبب حالة املرض ‪- 113 -......................................................‬‬
‫ثانيا‪ٕ :‬الابطال بسبب حاالت أخرى متشا¸·ة ‪- 113 -......................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬املحل ‪- 114 -.....................................................................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬وجود محل الال('ام وإمكانيته ‪- 115 -......................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬أن يكون محل الال('ام موجودا ‪- 115 -...................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬أن يكون محل الال('ام ممكنا ‪- 117 -.....................................‬‬
‫املطلب الثاني‪:‬أن يكون محل الال('ام معينا أو قابال للتعي‪O‬ن ‪- 119 -...............‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أن يكون محل الال('ام مشروعا ‪- 120 -................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬السبب ‪- 122 -...................................................................‬‬
‫املطلب ٔالاول‪:‬النظرية التقليدية ‪-‬ي السبب ‪- 123 -.......................................‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون موجودا ‪- 124 -....................................................................‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫ثانيا‪ :‬أن يكون السبب مشروعا ‪- 125 -.......................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون السبب حقيقيا ‪- 125 -........................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬النظرية الحديثة ‪-‬ي السبب ‪- 126 -.......................................‬‬
‫املبحث الرابع ‪:‬ركن الشكلية وركن التسليم ‪- 128 -......................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقود الشكلية ‪- 129 -......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقود العينية ‪- 129 -......................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬جزاءات العقود وآثارها ‪- 130 -............................................‬‬
‫الفرع ٔالاول ‪ :‬جزاءات العقود) البطالن وٕالابطال( ‪- 131 -.............................‬‬
‫املبحث ٔالاول ‪- :‬ي تعريف البطالن وٕالابطال وخصائصهما ‪- 131 -..................‬‬
‫املطلب ٔالاول ‪ :‬تعريف البطالن وٕالابطال ‪- 131 -..........................................‬‬
‫املطلب الثاني‪- :‬ي التمي‪ 'O‬ب‪O‬ن البطالن وٕالابطال عن غ‪XO‬ﻩ من الجزاءات‪- 132 -‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حاالت البطالن وٕالابطال وخصائصهما وآثارهما ‪- 134 -.........‬‬
‫املطلب ٔالاول ‪ :‬حاالت البطالن وٕالابطال ‪- 134 -...........................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬حاالت البطالن ‪- 134 -..........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت ٕالابطال ‪- 137 -.........................................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬خصائص البطالن وٕالابطال ‪- 139 -.....................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬خصائص البطالن‪- 139 -......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬بطالن الال('ام ٔالاص‪S‬ي يؤدي إŒى بطالن الال('ام التابع ‪- 139 -..................‬‬
‫ثانيا‪ :‬بطالن جزء من العقد يبطل العقد كله مالم يكن باإلمكان بقاء العقد‬
‫بدون الجزء الذي لحقه البطالن ‪- 140 -.....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬العقد الباطل ال يقبل ٕالاجازة وال التصديق عليه‪- 140 -..................... .‬‬

‫‪- 172 -‬‬


‫رابعا‪ :‬الدفع بالبطالن ال يتقادم ‪-‬ي ح‪O‬ن أن دعوى البطالن تسقط بالتقادم ‪-.‬‬
‫‪- 141‬‬
‫خامسا‪ :‬العقد الباطل يبطل بقوة القانون وال يحتاج إŒى إبطال ‪- 143 -.........‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص ٕالابطال ‪- 143 -....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الخصائص ال‪ l£‬ينفرد ¸·ا ٕالابطال‪- 144 -.............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخصائص ال‪ l£‬يش(‪X‬ك ف‪·À‬ا ٕالابطال والبطالن ‪- 147 -..........................‬‬
‫املطلب الثالث ‪:‬آثار البطالن وٕالابطال ‪- 148 -..............................................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪:‬آثار البطالن وٕالابطال بالنسبة للمتعاقدين ‪- 148 -...................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار البطالن وٕالابطال بالنسبة للغ‪- 150 -.......................... XO‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬الحاالت الاستثنائية ال‪ l£‬ي(‪X‬تب ف‪·À‬ا ع‪S‬ى البطالن وٕالابطال آثار‬
‫إيجابية ‪- 151 -.........................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬البطالن الجزئي ‪- 151 -.......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة تحول العقد ‪- 152 -..................................................................‬‬
‫ثالثا‪:‬حالة اكتساب الحائز حسن النية حقا عينيا ع‪S‬ى منقول أو عقار‬
‫محفظ ‪....................................................................................................‬‬
‫‪- 153 -....................................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آثار العقد ‪- 154 -..................................................................‬‬
‫املبحث ٔالاول‪ :‬آثار العقد بالنسبة للمتعاقدين ‪- 154 -..................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آثار العقد بالنسبة للغ‪- 156 -.......................................... XO‬‬
‫املطلب ٔالاول‪ :‬آثار العقد بالنسبة للخلف العام ‪- 156 -................................‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬آثار العقد بالنسبة إŒى الخلف الخاص ‪- 158 -......................‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫املطلب الثاني‪ :‬آثار العقد بالنسبة للدائن‪O‬ن ‪- 160 -.......................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬آثار العقد بالنسبة للغ‪ XO‬باملعنـى الضيق ‪- 161 -...................‬‬
‫الفقرة ٔالاوŒى‪ :‬الال('ام عن الغ‪ XO‬ع‪S‬ى شرط إقرارﻩ إياﻩ ‪- 162 -........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الاش(‪X‬اط ملصلحة الغ‪- 163 -............................................ XO‬‬
‫الئحة املراجع املراجع ‪- 165 -.....................................................................‬‬
‫الفهرس ‪- 166 -........................................................................................‬‬

‫ ‬

‫‪- 174 -‬‬

You might also like