Professional Documents
Culture Documents
الموجز في النظرية العامة للالتزامات 2019
الموجز في النظرية العامة للالتزامات 2019
مصطفى الخطيب
]»ˆqç¹
] l^Ú]ˆjÖøÖíÚ^ÃÖ]í膿ßÖ
مفهوم الالام_أنواعه_مصادرﻩ
نظرية العقد
العنوان :املوجز -ي النظرية العامة لالل('امات
املؤلف :مصطفى الخطيب
رقم ٕالايداع القانوني2017MO1378:
ر.د.م.ك978-9954-9652-5-2:
طبعة مزيدة ومنقحة2019 :
املطبعة :قرطبة Fي السالم ،اكادير
الهاتف 05-28-23-88-55 :
-2-
Üè‚Ïi
هذا الكتيب موجه باألساس إ-ى طلبة مسلك الدراسات القانونية،
ويتناول بشكل موجز املحاور الكCDى للنظرية العامة لاللامات بإبراز
مدلولها وأهميFGا العلمية من جهة Mي تكوين امللكة القانونية للطالب بسبب
منطق قواعدها ومبادFOا القانونية املتصفة بالتجريد ،وكذا قيمFGا
والعملية من جهة أخرى ملا لها من صلة بالحياة اليومية لألفراد حيت
تعت CDأداة إلشباع حاجيا]Fم اليومية .ولهذﻩ الغاية سنتوقف عند مفهوم
ٕالالام أنواعه ومصادرﻩ ،مركزين عhى العقد باعتبارﻩ املصدر ٔالاساijk
لإللام الذي يحكم الصورة الغالبة للتصرفات القانونية السائدة Mي
املعامالت املالية بtن ٔالاشخاص.
ولهذﻩ الغاية اعتمدنا أسلوبا مبسطا ومركزا ،شكال ومضمونا بغاية
تمكtن الطالب من ضبطا لقواعد واملبادئ القانونية مجال الالامات
-1-
Vë‚éã³Ø’Ê
نتناول Mي هذا الفصل تعريف نظرية الالام ،وأهمية هذﻩ
النظرية ،وتطورها وعوامل هذا التطور ،وتمي tالالام عن النظم
القانونية ٔالاخرى ال{ iتشاFzه ،وتعريف الالام وبيان طبيعته
وعناصرﻩ ومصادرﻩ ،مع التأكيد منذ البداية عhى أن التطرق لكل
جوانب النظرية العامة لاللام هو أمر متعذر إن لم نقل مستحيل
التحقيق بالنظر إ-ى كCة أحكامها مقارنة مع الح tالزم iالضيق
املخصص لها Mي الدراسة.
] VÙæù]ovf¹
^â…çŞiæ^ãjéÛâ_HÝ]ˆjÖ÷]í膿ÞÌè†Ãi
سوف نقسم هذا املبحث إ-ى مطلبtن ٔالاول نخصصه للتعريف
بنظرية الالام عhى أن نخصص املطلب الثاني لرصد أهمية هذﻩ
النظرية وتطورها.
] Ý]ˆjÖ÷]í膿ÞÌè†ÃiVÙæù]gת¹
يقصد بالنظرية العامة لاللام مجموع الوسائل القانونية
الفنية ال{ iيتس Fzا تنظيم عالقات ٔالاشخاص فيما بيFم وتسمح
لهم بأن يكتسبوا حقوقا مالية بعضهم تجاﻩ بعض1هكذا فالنظرية
1قولنا ''حقوقا مالية'' يخرج من نطاق نظرية الالامات العالقات أو الحقوق غ Ctاملالية كاألحوال
الشخصية ال{ iتتناول أحكام ٔالاسرة وال{ iنظمها املشرع املغربي بمقت jالقانون رقم 70.03بمثابة
مدونة ٔالاسرة الصادر بتنفيذﻩ الظه Ctالشريف رقم 1-04-22بتاريخ 12من ذي الحجة 03) 1424
فCDاير –(2004الجريدة الرسمية عدد 5184بتاريخ 14ذي الحجة 5) 1424فCDاير (2004ص .418
-2-
العامة لاللام تتضمن القواعد ال{ iتحكم الحقوق الشخصية أو
الالامات و¤ي أحد نو£ي الحقوق ال{ iينظمها القانون املدني.2
والواقع أن عبارة الالام ليست شاملة ،ف¦ iال تدل إال عhى
أحد وج¦ iحالة قانونية هو وجهها السل¨ iيع iالحالة القانونية
منظور إل©Fا من جانب املدين مع أن كل حالة قانونية لها وجهان
إيجابي وسل¨ 3.iف¦ iكما تتعلق بالدين )الالام( تتعلق بالحق املقابل
لذلك الالام إذا نظرنا إليه من جانب الدائن .لذلك فااللام ليس
سوى وسيلة تكفل الحق أي تضمن للدائن الحصول عhى حقه.
] ^â…çŞiæÝ]ˆjÖ÷]í膿ÞíéÛâ_VêÞ^nÖ]gת¹
تعت CDنظرية الالام املجال الرئي« ijللدراسات القانونية ،ف¦i
بمثابة العمود الفقري للقانون ،كما لها صلة وثيقة بسائر أجزاء
القانون املدني وفروع القانون ٔالاخرى .ولعل مرد ذلك يكمن Mي كون
الالام له صلة بالحياة اليومية لألفراد إذ هو وسيلة كل شخص
-2ذلك أن الحقوق تنقسم إ-ى نوعtن الحقوق الشخصية والحقوق العينية ويعت CDهذا
التقسيم محور القانون املدني ،فالقسم ٔالاول يشمل القواعد املنظمة للحقوق الشخصية
والالاماتM ،ي حtن يتناول القسم الثاني القواعد املنظمة للحقوق العينية ٔالاصلية
والتبعية.
للمزيد من التفاصيل أنظر أستاذنا املختار بن أحمد العطار :النظرية العامة لاللامات Mي
ضوء القانون املدني املغربي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة ٔالاو-ى ،2011ص .9
-3عبد ال´ي حجازي :النظرية العامة لاللامات وفق القانون الكوي{ iدراسة مقارنة ،الجزء
ٔالاول مصادر الالام ،مطبوعات جامعة الكويت ص .16
-3-
للحياة يستعtن Fzا إلشباع حاجياته ،فمن يشCي شيئا يCDم عقد
شراء ،ومن يستقل سيارة أجر ة يCDم عقد نقل ،مما يع iأن ٕالانسان
ينتج يوميا شبكة من الالامات العديدة ال{ iتمكنه Mي العيش
ومزاولة نشاطه ،و¤ي الامات تبقى محكومة بنظرية الالام
باعتبارها وسيلة قانونية تنظم عالقات ٔالاشخاص املالية ،كما تعتCD
أساس القانون املدني بل وأساس القانون الخاص بفروعه املختلفة.4
ومقابل ٔالاهمية العملية لنظرية الالام نجد أFºا تحظى بأهمية
علمية بالغة ،ذلك أن مادة الالامات مجال الستخدام املنطق
القانوني وتتسم بتناسق كامل مما يجعل دراسFGا أداة لتكوين امللكة
القانونية .ف¦ iمن جهة تؤسس للمبادئ القانونية التصافها بصفة
التجريد والعموم ،5بسبب منطق قواعدها ووحدة مدلولها إذ ¤ي
تتكون من مجموع القواعد العامة الكCDى ال{ iتستخلص مFا
تطبيقات جزئية وذلك بطريق الاستنساخ .ولعل هذﻩ الخاصية ¤ي
ال{ iجعلت نظرية الالامات لها صلة بأجزاء القانون املدني ٔالاخرى
وخاصة مادة العقود وبالحقوق العينية عامة ،كما تتصل كذلك
-4نظرا ألهمية الالامات Mي حياة ٔالافراد الاجتماعية والاقتصادية فإن املشرع املغربي
جعلها محور قانون الالامات والعقود الصادر بموجب ظه 9 Ctرمضان 1331املوافق 12
غشت 1913وهو مصنف إ-ى كتابtن :الكتاب ٔالاول مخصص لاللامات بصفة عامة
)الفصول من 1إ-ى ( 747الكتاب الثاني مخصص للعقود املسماة وMي أشباﻩ العقود ال{i
ترتبط Fzا من الفصل 748إ-ى .1250
-5املختار العطار ،م.س ،ص .5
-4-
بالقانون التجاري الذي يتكون Mي معظمه من الامات تنشأ بtن
التجار.
بل إن نظرية الالام تتصل بجزء من أجزاء القانون العام وهو
القانون ٕالاداري ،ففي العقود ٕالادارية هناك مجال واسع لتطبيق
القواعد العامة لاللامات ،نفس ٔالامر ينطبق عhى قواعد املسؤولية
التقصCtية ومبادئ ٕالاثراء بال سبب ال{ iيجري تطبيقها Mي مجال
املسؤولية ٕالادارية مع العلم أن قانون الالامات والعقود أفرد
أحكاما خاصة ملسؤولية الدولة وأشخاص القانون العام عن ٔالاضرار
الناشئة عن أنشطFGا بمناسبة تدب Ctوتسي Ctمرافقها ٕالادارية).الفصلtن
79و80من ق.ل.ع(
ولعل توسع نطاق تطبيق النظرية العامة لاللامات جعلها Mي
تطور نتيجة ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية،
فدور ٕالارادة مثال تم تقييدﻩ أحيانا سواء من حيث حرية الالام ومن
حيث دور ٕالارادة Mي تحديد مضمون العقد ،ومن حيث دورها Mي
تنفيذﻩ ،ومن حيث أثر العقد Mي مواجهة الغ ،Ctفالكث Ctمن الالامات
لم يعد مصدرها العقد.
كما أن ٕالارادة لم يعد لها الدور املطلق Mي إنشاء العقد وتحديد
قيمته القانونية ،حيث أن السلطات العامة باتت تع بالظروف ال{i
تCDم ف©Fا العقود والشروط ال{ iتتضمFا وٓالاثار ال{ iتCتب عFا ،كما
-5-
ك Cالالتجاء إ-ى فكرة النظام العام ،وبذلك ضاق نطاق مبدأ سلطان
ٕالارادة.6
هكذا تطورت نظرية الالامات Mي أك Cمن مجال ،حيث أخذت
التشريعات املدنية الحديثة بفكرة الغDن Mي العقود ،واستوجبت
إعادة النظر Mي العقد الذي يص Ctغ Ctعادل بالنسبة ألحد الطرفtن،
وحرمت التعسف Mي استعمال الحق أو إساءة استعماله ،وسنت
الامات الجوار مع توسيع نطاق تطبيق نظرية الظروف الطارئة ال{i
تخول للقا ijÃسلطة تعديل العقد م{ توافرت شروط معينة .وفقا
لهذا السياق فإن النظرية العامة لاللامات قابلة ملسايرة ظروف
العوملة وإن كانت من النظريات ٔالاك Cثباتا ملا تتصف به من التجريد
والعمومية وإعمال التفك Ctاملنطقي.
] VêÞ^nÖ]ovf¹
å…^’ÚæäÂ]çÞ_HäjÃéfHÝ]ˆjÖ÷]Ìè†Ãi
لتناول هذا املبحث سوف نقسمه إ-ى مطلبtن ٔالاول نخصصه
لتعريف الالام وبيان طبيعته وخصائصه عhى أن نخصص املطلب
الثاني لتناول أنواع الالام ومصادرﻩ.
-6بعد أن كانت أغلب القواعد القانونية الواردة Mي باب العقود قواعد مكملة صار يوجد إ-ى
جوارها عدد كب Ctمن القواعد ٓالامرة مما أدى إ-ى ظهور فكرة العقد املوجه ،للمزيد من
الاطالع أنظر عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص .34
-6-
] ä’ñ^’}æÝ]ˆjÖ÷]Ìè†ÃiVÙæù]gת¹
] Ý]ˆjÖ÷]Ìè†ÃiV±æù]ì†ÏËÖ
تعريف الالام تتنازعه نظريتان أو مذهبان ،املذهب الشخijÄ
ويرى أنصارﻩ أن العنصر الرئي«M ijي الالام هو الرابطة الشخصية
ال{ iتربط الدائن باملدينM ،ي حtن يذهب أنصار املذهب املادي Mي
تصورهم لاللام إ-ى كونه رابطة بtن ذمتtن تكون أحداهما و¤ي ذمة
املدين مرتبطة Mي مواجهة الذمة ٔالاخرى و¤ي ذمة الدائن مما يجعل
محل الالام منفصال عن أطرافه أي الدائن واملدين.7
ففي حtن يذهب أنصار املذهب الشخ ijÄإ-ى تعريف الالام
بأنه رابطة قانونية بtن شخصtن أحدهما دائن وٓالاخر مدين ،يCتب
بمقتضاها عhى الطرف املدين اتجاﻩ الطرف الدائن ،نقل حق عي iأو
القيام بعمل أو الامتناع عن عمل 8نجد أن أنصار املذهب املادي
يجردون الالام من طابعه الشخ ijÄبحيث ال يعتCDونه رابطة
شخصية بtن دائن ومدين ويص Ctالالام حالة قانونية أو رابطة بtن
ذمتtن يغلب معها املسؤولية وهو ما يCتب عليه نتيجة هامة ،ذلك أن
الالام أو الحق وقد تجرد من طابعه الشخ ijÄيص Ctانتقاله من
ٔ -7الامر الذي يفسح املجال للمدين بأن يحول الالام امللقى عhى عاتقه إ-ى مدين آخر
والدائن بإمكانه أن يحول حقه إ-ى غCtﻩ كما Mي حوالة الحق.
أنظر :ذنا ،املختار عطار ،م.س ،ص .18
-8وهو التعريف الذي أوردﻩ ٔالاستاذ مامون الكزبري رحمه ﷲ Mي كتابه نظرية الالامات Mي
ضوء قانون الالامات والعقود املغربي ،الجزء ٔالاول ،مصادر الالامات ،الطبعة الثانية،
ص .11
-7-
جهة ،أيسر وأسرع عن طريق حوالة الحق أو حوالة الدين وهو ما
تتطلبه النظم الاقتصادية الحديثة ،كما أنه من جهة أخرى يجوز
تصور وجود الام دون دائن معtن أثناء نشوئه مثل الوعد بجائزة،
كما يجوز الاشCاط ملصلحة شخص غ Ctموجود وقت الاشCاط كأن
يؤمن شخص عhى حياته ملصلحة أوالدﻩ الذين سيولدون له Mي
املستقبل.
عhى ضوء التطور الذي عرفته النظم القانونية يمكن تعريف
الالام بأنه'' :حالة قانونية يلم بمقتضاها شخص معtن بنقل حق
عي iأو القيام بعمل أو الامتناع عن عمل'' .9وهذا التعريف يسمح
بأن يكون الدائن غ Ctمعtن وقت نشوء الالام ما دام أنه قابل
للتعيtن ،كما يكفل له الÈعة املادية الحديثة بإشارته إ-ى عنصر
املسؤولية إ-ى جانب عنصر املديونية.
] Ý]ˆjÖ÷]“ñ^’}VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
بتأملنا ملفهوم الالام نجدﻩ ينصب عhى حق ذو قيمة مالية وله
الخصائص التالية:
أوال-الال('ام واجب قانوني
جوهر الالام أن يكون املدين ملما بعمل ijÉء ،أو باالمتناع
عن عمل ijÉء .فااللام إذن واجب قانوني يكفل القانون احCامه
-9عبد الرزاق أحمد السFوري ،الوسيط Mي شرح نظرية الالام بوجه عام ،الجزء ٔالاول،
دار النشر للجامعات املصرية ،1952ص .111
-8-
لفائدة صاحب الحق بحيث إذا لم يقم املدين بتنفيذ الامه اختيارا
يكون للدائن إجبارﻩ عhى الوفاء بااللام.
هذا ويقتصر الالام عhى الواجب القانوني10دون غCtﻩ من
الواجبات ٔالاخرى الغ Ctقانونية كما هو الشأن بالنسبة للواجبات
ٔالاخالقية والدينية.
ثانيا-الال('ام واجب قانوني يقع عSى شخص معOن
تتطلب هذﻩ الخاصية تواجد شخص معtن يتحمل Fzذا الالام
وقت نشوئه وهو املدين .فاملدين يجب أن يكون معينا إذ أن الالام
يرتبط بشخص معtن بذاته وهو ما يمtﻩ عن الواجب القانوني العام،
والذي مقتضاﻩ أن يمتنع كل شخص عن القيام بأعمال من شأFºا
منع صاحب الحق من الانتفاع بحقه أو ٕالاضرار بالغ ،Ctومثاله
الواجب العام السل¨ iامللقى عhى الناس كافة بالنسبة ملالك الijÊء
وهذا عhى خالف ما هو حاصل Mي الالام حيث نجد مدينا معينا من
أول ٔالامر ملما نحو دائن معtن أو قابل للتعيtن ،ذلك أن الدائن
يتصور عدم وجودﻩ أو عدم تعيينه عند نشوء الالام ،إذ يكفي أن
يكون قابال للتعيtن Mي املستقبل كما لو أمن شخص عhى حياته
ملصلحة ورثته ،فإن شركة التأمtن تتحمل بااللام بأداء مبلغ التأمtن
-10هناك واجبات قانونية ال تتضمن الامات باملع الحقيقي إذ ال تنشأ إال Mي جانب واحد
دون أن يقابلها حق بحيث ال تتوفر قو]Fا امللزمة عhى سلطة تمنح للشخص الذي أنشأت
هذﻩ الواجبات لصالحه.
أنظر عبد ال´ي حجازي ،م.س.43 ،
-9-
Mي حالة وفاته ،غ Ctأن الدائن Fzذا الالام وهم الورثة غ Ctمعينtن
عند إبرام عقد التأمtن ،فهم ال يعينون إال عند وفاة املؤمن له ،غCt
أنه رغم عدم تعيtن الدائن فإننا تكون بصدد الام واقع عhى شخص
معtن بذاته ملصلحة شخص سيعtن فيما بعد .أما Mي الواجب
القانوني العام فاملدين كل شخص والدائن كل شخص ال يحصل
تعيtن أحدهما إال حtن ٕالاخالل بذلك الواجب العام .وحينئذ فقط
يتحول الواجب إ-ى الام يكون كل من الدائن واملدين فيه معينا،
فالواجب القانوني بعدم ٕالاضرار بالغ Ctهو واجب عhى كل شخص
مقرر ملصلحة كل شخص الدائن فيه غ Ctمعtن واملدين فيه غ Ctمعtن
وال يحصل تعييFما إال حtن ٕالاخالل بذلك الواجب السل¨ iالعام،
واجب عدم ٕالاضرار بالغ Ctحيث نكون عندئذ بصدد املسؤولية
التقصCtية عن الفعل الضار.
ثالثا -الال('ام واجب ذو قيمة مالية
الالامات ليست ذات طبيعة واحدة فهناك الالامات املالية
وهناك الامات غ Ctمالية أي أعمال ال تخضع للتقويم ،وعليه فإن
املقصود بأن الالام ين ÌjÊحقا ذو قيمة مالية هو أن الالام يرادف
الحق الشخ ijÄأي أن يكون محل الالام شيئا قابال للتقويم.11
وبتعب Ctأوضح فإن ٔالاداء الذي يتكون منه محل الالام يجب أن
يكون ذا طبيعة مالية أي قابال للتقويم الاقتصادي .وهذا ٔالاداء قد
يكون نقل حق إ-ى الدائن كما هو الحال Mي الام البائع قبل املشCي،
-12ذنا ،عبد اللطيف خالفي ،دروس Mي النظرية العامة لاللامات ،الجزء ٔالاول ،مصادر
الالامات ،العقد ،ص .16
- 11 -
وال{ iال تعت CDمع ذلك الامات باملع الحقيقي وذلك لتخلف شرط
مالية ٔالاداء.
] å…^’ÚæÝ]ˆjÖ÷]Å]çÞ_VêÞ^nÖ]gת¹
ينقسم الالام إ-ى عدة أنواع وذلك حسب املعيار املعتمد Mي
تقسيم الالامات ،ف¦ iتنقسم من حيث مصدر نشوء الالام إ-ى
الامات إرادية وأخرى غ Ctإرادية ،كما تنقسم من حيث محلها إ-ى
الام بعمل ،أو بامتناع عن عمل أو الام بإعطاء ،وينقسم الالام
من حيث مضمونه إ-ى الام بتحقيق نتيجة والالام ببذل عناية.
وينقسم كذلك إ-ى الام شخ ijÄوالام عي ،iفضال عن بروز أنواع
جديدة من الالامات ال{ iنص عل©Fا املشرع Mي أنظمة خاصة ببعض
العقود أهمها الالام باإلعالم ،وسنتناول أهم أنواع هذﻩ الالامات
Mي فقرة أو-ى عhى أن نخصص الفقرة الثانية لدراسة مصادر الالام.
] Ý]ˆjÖ÷]Å]çÞ_V±æù]ì†ÏËÖ
كما سبق القول فإن الالام ينقسم حسب مصدر نشوئه إ-ى
الام إرادي وآخر غ Ctإرادي ،كما ينقسم من حيث محله ومضمونه
إ-ى عدة أنواع وهو ما سنتناوله عhى الشكل التا-ي:
أوال :الال('امات ٕالارادية والال('امات غٕ XOالارادية
تنقسم الالامات من حيث مصدرها إ-ى الامات إرادية
وأخرى غ Ctإرادية.
- 12 -
أ-الال('امات ٕالارادية:
¤ي ال{ iتنشأ إما بتوافق إرادتtن أي من ٕالارادة املشCكة
للدائن واملدين وهو ما يطلق عليه الالام التعاقدي ،أو تنشأ بإرادة
منفردة حيث ال نكون أمام تصرف قانوني بإرادتtن وإنما تصرف
قانوني بإرادة منفردة كالوعد بجائزة.
ب-الال('امات غٕ XOالارادية:
¤ي الامات ال دخل لإلرادة Mي نشوFOا ،أي أFºا تCتب خارج
نطاق إرادة امللم كمسؤولية ٕالانسان التقصCtية عن فعله الشخijÄ
أو مسؤوليته التقصCtية عن ٔالاشياء ال{ iتكون تحت حراسته ،أو كأن
يCي شخص عhى حساب غCtﻩ دون وجه حق ،أو ينتفع ٕالانسان من
عمل غCtﻩ كالفضو-ي الذي يأتي شأنا مستعجال يعود لغCtﻩ دون أن
يكون مأمورا أو مFيا عن إتيانه.13ففي كل هذﻩ الصور نكون أمام
الامات قانونية باملع الواسع ناشئة مباشرة عن القانون .فعندما ال
تكون إرادة املدين ¤ي ال{ iأنشأت الالام فإن املشرع هو الذي
ينشئه ،فيحدد دائنا وآخر مدينا .بل إن القانون قد ين ÌjÊالالام
دون أن يكون ثمة فعل إيجابي أو سل¨ iمن جانب املدين أي رغم
إرادته ومثاله الالام بالنفقة والام الخاضعtن للنظام الضري¨ iبأداء
الضريبة حيث نكون أمام الامات قانونية باملع الضيق.
ثانيا :الال('ام بإعطاء والال('ام بعمل أو باالمتناع عن عمل
-13بخصوص ٕالاثراء بال سبب كمصدر من مصادر الالام – انظر أستاذنا مختار العطار،
م.س ،ص .36
- 13 -
Mي هذا النوع من الالامات إما أن نكون بصدد الام إيجابي
والذي يكون فيه ٔالاداء الواجب عhى املدين القيام به إيجابيا وهو
حالة الالام بإعطاء والالام بعمل ،وإما الام سل¨ iيمتنع فيه عhى
املدين القيام بعمل معtن.
أ-الال('ام بإعطاء:
وهو من الالامات ٕالايجابية ومضمونه الام بإنشاء أو نقل
حق عي iسواء كان الحق العي iأصليا كحق امللكية أو كان تبعيا
كحق الرهن ،وسواء تعلق الحق العي iبعقار أو منقول .ومثال الام
املدين بإنشاء حق عي iعhى ijÉء الام املالك بإنشاء حق ارتفاق
عhى عقارﻩ لفائدة شخص آخر ،أو الامه بإنشاء رهن عhى عقارﻩ
لفائدة دائنه.
أما الام املدين بنقل حق عي ،iفيختلف حكمه بحسب ما
إذا كان موضوعه نقل منقول أم نقل عقار .فإذا كان موضوع الالام
عقارا وجبت التفرقة بtن العقار املحفظ والعقار غ Ctاملحفظ .إذ Mي
العقار املحفظ ال ينشأ الحق وال ينقل سواء فيما بtن الطرفtن أو Mي
مواجهة الغ Ctإال بتسجيله Mي السجل العقاري باملحافظة العقارية،14
أما إذا كان العقار غ Ctمحفظ فتنتقل ملكية الijÊء املبيع إ-ى املشCي
-14أنظر Mي هذا الصدد مقتضيات الفصلtن 66و 67من الظه Ctالشريف الصادر Mي 9
رمضان 12 1331أغسطس 1913املتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم تغيCtﻩ وتتميمه
بالقانون رقم 14-07الصادر بتنفيذﻩ الظه Ctالشريف رقم 1-11-177بتاريخ 25من ذي
الحجة 22) 1432نوفم (2011 CDالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذو الحجة 1432
) 24نوفم.(2011 CD
- 14 -
بمجرد أن يتم البيع كتابة Mي محرر ثابت التاريخ ،غ Ctأنه ال يكون له
أثر Mي مواجهة الغ Ctإال إذا سجل Mي الشكل املحدد بمقت jالقانون
)املقصود هنا التسجيل لدى إدارة التسجيل وليس املحافظة العقارية
كما هو الشأن Mي العقار املحفظ(.
وإذا كان موضوع الام املدين يتعلق بحق عي iعhى منقول
معtن بذاته فإن هذا الحق موضوع الالام ينتقل فور نشوء هذا
ٔالاخ Ctإذا أمكن تنفيذﻩ بمجرد انعقاد العقد ،أما إذا كان الالام
يتعلق بنقل حق عي iعhى منقول غ Ctمعtن سوى بنوعه ،فال ينقل
الحق إال بإفراز هذا املنقول.15
ب-الال('ام بعمل:
قد يكون الام املدين منصبا عhى القيام بعمل معtن ملصلحة
الدائن ،فهو كل نشاط مادي أو معنوي يتعtن عhى املدين القيام به
ملصلحة الدائن وال يكون من شأنه نقل حق ملكية أو إنشاء حق عيi
آخر ،16ومثاله الام املحامي بالدفاع عن موكله ،والام املقاول
بتشييد البناء والام ٔالاج Ctبالقيام بالعمل املتفق عليه مع مشغله.
ج-الال('ام باالمتناع عن عمل
هو الام سل¨ iيمتنع فيه عhى املدين القيام بعمل معtن كان
يجوز له القيام به لوال وجود الالام مثل الام ممثل باالمتناع عن
التمثيل لدى شركة غ Ctالشركة ال{ iتعاقد معها ،والام التاجر
- 17 -
رابعا:الال('ام املدني والال('ام الطبيjي
ينقسم الالام من حيث قوته إ-ى الام مدني وآخر طبيÔي
أ-الال('ام املدني
فهو الذي يجوز معه للدائن عند عدم تنفيذ املدين لاللام
إجبارﻩ عن طريق القضاء عhى الوفاء به وتنفيذ ما الم به بعينه أو
بمقابل ،والالام Mي هذﻩ الصورة يستجمع عنصري املديونية
واملسؤولية .ويقصد بعنصر املديونية الواجب الذي عhى عاتق املدين
القيام به ملصلحة الدائن بحيث إذا وMى ما بذمته تنق ijاملديونية
وينق ijالالام برمته دون أن يتحرك عنصر املسؤولية ،أما إذا لم
يقم املدين بتنفيذ الامه فإن عنصر املسؤولية يتحرك ع CDإجبار
املدين عhى التنفيذ .فاملسؤولية عhى هذا النحو تكمن Mي ٕالاجبار الذي
يسمح للدائن بأن يج CDاملدين عhى الوفاء بالامه ع CDاملطالبة بحقه
قضاء.
ب-الال('ام الطبيjي
عhى خالف الالام املدني الذي يستجمع عنصري املديونية
واملسؤولية فإن الالام الطبيÔي ال يتوفر عhى عنصر املسؤولية
بحيث ال يستطيع الدائن به إجبار املدين عhى الوفاء Fzذا الالام عن
طريق القضاء .غ Ctأن املدين إذا وMى الدين اختيارا ،فإن وفاءﻩ يكون
صحيحا وال يجوز له املطالبة باسCداد ما وفاﻩ .وهكذا فإن القانون ال
يوفر سوى حماية ناقصة وغ Ctمباشرة لهذا الالام ،ف¦ iحماية
ناقصة ألن القانون ال يعطي الدائن Fzذا الالام أي دعوى ليجFz CDا
- 18 -
املدين عhى التنفيذ إال إذا تعهد املدين بالتنفيذ .و¤ي حماية غCt
مباشرة ألن القانون ال يعطي الدائن Fzذا التنفيذ إال مجرد دفع بعدم
جواز اسCداد ما وفاﻩ املدين اختيارا .17ومثال ذلك الدائن الذي
يسقط حقه بالتقادم وإن كان من حقه اللجوء إ-ى القضاء للمطالبة
به ،فإنه ال يستطيع إجبار املدين عhى تنفيذ الامه م{ دفع املدين
بالتقادم .غ Ctأن املدين إذا قام بتنفيذ الامه بإرادته فإنه لن يكون
باستطاعته اسCداد ما أداﻩ بدعوى جهله بواقعة التقادم وأنه أدى
دينا سقط بالتقادم ولم يعد مجCDا عhى الوفاء به ،فمثل هذا الالام
يصبح الاما طبيعيا يكون الوفاء به صحيحا وال يجوز للمدين
املطالبة باسCداد ما وفاﻩ اختيارا.
خامسا :الال('ام أو الحق الشخ lopوالحق العيlm
رأينا سابقا أن الالام إذا نظرنا إليه من جانب الدائن ،يسم
حقا والالام أو الحق الشخ ijÄكما نعلم هو رابطة قانونية بtن
شخصtن أحدهما دائن وٓالاخر مدين يCتب بمقتضاها عhى الطرف
املدين اتجاﻩ الطرف الدائن نقل حق عي iأو القيام بعمل أو امتناع
عن عمل ،وهو Fzذﻩ الصورة يتطلب توافر ثالثة عناصر و¤ي :دائن
صاحب الحق-مدين ملم به ،وإعطاء ijÉء أو عمل يكون محال لهذا
الالام أو الحق .والحق الشخ ijÄعhى هذا النحو يعت CDحقا نسبيا
بحيث أن الدائن ال يستطيع الاحتجاج به إال اتجاﻩ املدين الذي الم
بأداء هذا الحق.
-18وهو ما نص عليه املشرع املغربي Mي املادة 9من القانون رقم 39-08املتعلق بمدونة
الحقوق العينية ج ر عدد 5998بتاريخ 24نوفم.2011 CD
-19املادة 10من مدونة الحقوق العينية.
- 20 -
ونظرا ألهمية السلط ال{ iتخولها الحقوق العينية ألصحاFzا
باعتبارها حجة عhى الناس كافة ،فقد عددها املشرع عhى سبيل
الحصر .بل ذهب Mي املادة 11من القانون رقم 39-08املتعلق
بمدونة الحقوق العينية إ-ى حد التنصيص عhى أنه" :ال يجوز إنشاء
أي حق عي iآخر إال بقانون" فالحقوق العينية تعت CDمن النظام
العام وأن القانون هو الذي يحددها وينظم مداها وقيودها دون أي
دخل إلرادة ٔالافراد Mي هذا الشأن .فإذا كان مبدأ سلطان ٕالارادة هو
السائد Mي مجال العقود والحقوق الشخصية ،فإنه Mي الحقوق
العينية يقل دور ٕالارادة الخاصة لألفراد.
سادسا :الال('ام الشخ lopوالال('ام العيlm
يم tالفقه بtن الالام الشخ ijÄوالالام العي ،iفااللام
الشخ ijÄكما سبق القول هو عالقة بtن شخصtن أحدهما دائن
وٓالاخر مدين يجب بمقتضاﻩ أن يقوم املدين بإعطاء ijÉء أو بعمل أو
بامتناع عن عمل لصالح الدائن ،أما الالام العي iفهو أداء يجب أن
يقوم به شخص بسبب أنه مالك لijÊء أو صاحب حق عي iعليه،
أي أن الالام العي iال يلحق الشخص بصفته الشخصية بل
باعتبارﻩ مالكا لijÊء أو صاحب حق عي iعليه.
ومثاله الام مالك العقار املرتفق به بالقيام باألعمال الالزمة
الستعمال حق الارتفاق واملحافظة عليه ما دام مالكا لهذا العقار،
وكذا الام املالك Mي نظام امللكية املشCكة للعقارات املبنية
باملساهمة Mي نفقات صيانة ٔالاجزاء املشCكة باعتبارﻩ مالكا لشقته.
- 21 -
أما الخاصية الثانية ال{ iتم tالالام العي iفتكمن Mي كونه
ينتقل بانتقال الijÊء بصرف النظر عن الطريقة ال{ iانتقل Fzا هذا
الijÊء أو الحق العي iالذي يرد عhى هذا الijÊء .فالام مالك العقار
املرتفق به ينتقل إ-ى من تنتقل إليه ملكية العقار املرتفق ،والالام
العي iالذي كان قائما Mي ذمة صاحب الشقة ينتقل إذا باع شقته إ-ى
املالك الجديد بحيث يصبح هو امللم بنفقات الصيانة .تلك إذن
خاصية يتمFz tا الالام العي iعن الالام العادي الشخ ،ijÄو¤ي
أن الالام العي iينتقل إ-ى من حل محل املالك السابق أي الخلف
الخاص ،أما Mي الالام الشخ ijÄفإن الدين يتحمله املدين بصفته
الشخصية بحيث يكون جزءا من ذمته وال ينتقل منه إال إ-ى خلفه
العام دون خلفه الخاص .وهكذا لو اشCى مزارع بذورا أو آالت
زراعية الستغالل أرضه فإنه يظل ملما بصفة شخصية بأداء ثمن
البذور وٓالاالت ح{ لو قام ببيع أرضه إ-ى الغ ،Ctذلك أن املشCي
يظل أجنبيا عن عقد الشراء الذي أبرمه البائع ،ويظل الام هذا
ٔالاخ Ctبأداء الدين الذي عhى عاتقه قائما Mي حقه وال ينتقل إال إ-ى
خلفه العام.
] Ý]ˆjÖ÷]…^’ÚVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
أ-تعريف مصدر الال('ام
يقصد بمصدر الالام السبب القانوني املن ÌjÊله .فالام
املتسبب Mي الضرر بتعويض املتضرر مصدرﻩ العمل غ Ctاملشروع،
والام املشCي بدفع الثمن مصدرﻩ عقد البيع الرابط بtن البائع
- 22 -
واملشCي ،والام الزوج باإلنفاق عhى زوجته مصدرﻩ القانون ،والام
ٕالانسان بالحفاظ عhى الوسط الطبيÔي مصدرﻩ أنظمة قانونية بيئية
خاصة ،والام من يوجه وعدا إ-ى الجمهور بدفع جائزة ملن يع Cعhى
ijÉء ضائع أو شخص مفقود مصدرﻩ إرادة الواعد املنفردة.
وتنقسم مصادر الالام حسب النظرية الحديثة إ-ى مصادر
إرادية وأخرى غ Ctإرادية .فالتصرفات القانونية سواء كانت من
جانبtن كالعقد أو من جانب واحد مثل الوصية والوعد بجائزة ¤ي
مصادر إرادية ،أما املصادر غٕ Ctالارادية ف¦ iال{ iال تتدخل إرادة
املدين Mي نشوء الالام وتشتمل العمل غ Ctاملشروع وٕالاثراء بال سبب
والقانون ويطلق عل©Fا اسم الواقعة القانونية أي الواقعة ال{ iيرتب
عل©Fا القانون أثرا قانونيا ملجرد وقوعها دون اكCاث بعنصري ٕالارادة
أو بالنية ح{ لو وجدتا.
هكذا فمصادر الالام عديدة ومتنوعة وقد عرف تصنيفها
وترتيFÛا تطورا تشريعيا مسايرة للنظريات الفقهية ال{ iتم تأصيلها Mي
هذا الشأن.
ب-تصنيف مصادر الال('ام من الناحية التشريعية
Mي القانون الروماني كانت مصادر الالام ¤ي العقد والجريمة،
أما بالرجوع إ-ى قانون نابليون نجدﻩ اعتمد املصادر ال{ iقال Fzا
الفقيه ''بوتيه'' و¤ي العقد وشبه العقد ،الجريمة وشبه الجريمة،
والقانون.
- 23 -
فالعقد هو توافق إرادتtن عhى إنشاء الام من الالامات مثل
عقد البيع الذي ين ÌjÊالامات Mي ذمة طرفيه.
شبه العقد وهو عمل اختياري مشروع ينشأ عنه الام نحو
الغ Ctمثال ذلك عمل الفضو-ي .فهذا ٔالاخ Ctيقوم مختارا بعمل
ملصلحة الغ Ctدون سابق اتفاق بيFما مما يجعله ملزما بإتمام العمل،
ويCتب عhى ذلك الام رب العمل بتعويض الفضو-ي عما أنفقه من
مصروفات.
الجريمة ،وتع iالفعل الضار املتعمد الذي يلحق ضررا بالغCt
فينشأ عن هذا العمل الضار الام Mي جانب فاعله بتعويض املتضرر.
شبه الجريمة :أي الفعل الضار غ Ctاملتعمد الذي يلحق بدورﻩ
ضررا بالغ CtفيCتب عنه الام محدث بالضرر بتعويض املتضرر.
القانون ،ويعتM CDي صور كثCtة مصدرا ملجموعة من الالامات
القانونية ومن أمثلFGا الامات الجوار والالام بدفع الضرائب
والالام بالحفاظ عhى البيئة وغCtها من الالامات ال{ iأفرد لها
املشرع نصوصا خاصة.
غ Ctأن هذا التقسيم الذي اعتمدﻩ قانون نابليون تعرض
لالنتقاد ،فقيل فيه أنه ناقص ألنه لم يذكر ٕالارادة املنفردة كمصدر
لاللام ،كما انصب النقد عhى عبارة شبه العقد باعتبارها غCt
سليمة إذ توÜي بأن الالامات شبه التعاقدية تنشأ من نظم شب©Fة
بالعقود ،مع العلم أنه ليس هناك أي شبه بtن العقد وما يسم
بشبه العقد ،إذ Mي شبه العقد ال يوجد أي رضاء .فالام رب العمل
- 24 -
برد النفقات ال{ iأنفقها الفضو-ي مصدرﻩ ليس إراديا ،ذلك أن رب
العمل يلم برد النفقات دون أن يصدر منه أي عمل إرادي وإنما هو
نتيجة فعل مادي يرتب عليه القانون آثارا قانونية بدون نظر إ-ى إرادة
امللم ،فرب العمل باستفادته من العمل الذي قام به الفضو-ي دون
أن يرد له ما أنفقه من مصروفات يكون قد أثرى عhى حسابه بدون
وجه حق وبذلك فإن مصدر الالام Mي هذﻩ الحالة هو ٕالاثراء بال
سبب.
وكذلك أخذ عhى التقسيم الخما ijkأن فيه تزيد بذكرﻩ شبه
الجريمة إ-ى جوار الجريمة ألن كالهما فعل غ Ctمشروع ين ÌjÊالاما
بتعويض الضرر الذي ترتب عنه .فالشخص يسأل ال عن فعله
العمدي فحسب بل يسأل كذلك عن إهماله ،وبذلك تكون ٓالاثار
القانونية واحدة Mي الجريمة وشبه الجريمة.
ج-تصنيف مصادر الال('ام حسب قانون الال('امات والعقود
ينص الفصل ٔالاول من قانون الالامات والعقود املغربي عhى
أنه'' :تنشأ الالامات عن الاتفاقات والتصريحات ٔالاخرى املعCDة عن
ٕالارادة وعن أشباﻩ العقود وعن الجرائم وعن أشباﻩ الجرائم"
وتطبيقا لهذا النص فإن مصادر الالام حسب التشريع املغربي
تصنف كالتا-ي:
-1الاتفاقات:
إن أول مصدر لاللام نص عليه املشرع بمقت jالفصل
ٔالاول من قانون الالامات والعقود ¤ي الاتفاقات أو العقود .والعقد
- 25 -
هو توافق إرادتtن أو أك Cعhى إنشاء الام أو نقله أو تعديله أو إلغائه
وبعبارة آخرى العقد هو تطابق إرادتي طرفtن أو أك Cعhى إحداث أثر
قانوني.
-2التصريحات ٔالاخرى املعXxة عن ٕالارادة
يقصد بالتصريحات ٔالاخرى املعCDة عن ٕالارادةٕ ،الارادة املنفردة
لشخص واحد باعتبارها قادرة عhى إنشاء الالام .والرأي السائد Mي
الفقه والتشريعات املقارنة أن ٕالارادة املنفردة ليست كالعقد مصدرا
عاما وعاديا لاللام ٕالارادي وإنما ¤ي مصدر استثنائي ال يجوز إعماله
إال Mي ٔالاحوال ال{ iنص ف©Fا القانون عhى اعتبارﻩ كذلك .وبرجوعنا إ-ى
املقتضيات القانونية الواردة Mي قانون الالامات والعقود يتضح بأن
هذا ٔالاخ Ctأورد ٕالارادة املنفردة كمصدر الالام وبذلك تفادى العيب
الذي وقع فيه املشرع الفرن«M ijي كونه لم يعتد باإلرادة املنفردة
كمصدر من مصادر الالام.
وهكذا تناول قانون الالامات والعقود التعب Ctعن ٕالارادة
الصادرة من طرف واحد Mي الفصول 17-16-15-14حيث نظم ف©Fا
أحكام الوعد بجائزة باعتبارها إحدى تطبيقات التصرفات الصادرة
عن إرادة منفردة ،ونص Mي الفصل 18عhى حكم عام مفادﻩ أن:
''الالامات الصادرة من طرف واحد تلزم من صدرت منه بمجرد
وصولها إ-ى علم امللم له''.
- 26 -
-3أشباﻩ العقود
استعمل قانون الالامات والعقود عبارة أشباﻩ العقود ال{i
اعتمدها القانون املدني الفرن«-ijواملنتقدة عhى النحو السابق بيانه-
للتعب Ctعن حاالت ٕالاثراء بال سبب كمصدر من مصادر الالام ،رغم
أنه حاول تجاوز هذا الخلط الذي من شأنه أن توÜي عبارة شبه
العقد مع نظام العقد حtن استعمل Mي الفصل 66من ق.ل.ع عبارة
ٕالاثراء بدون سبب بنصه عhى حكم عام مفادﻩ أن "من تسلم أو حاز
شيئا أو أية قيمة مما هو مملوك للغ Ctبدون سبب يCDر هذا ٕالاثراء
الم بردﻩ ملن أثرى عhى حسابه" .ثم تناول بعد ذلك تطبيقات نظرية
ٕالاثراء بال سبب حيث نظم أحكام الفضالة ودفع غ Ctاملستحق Mي
الفصول 67إ-ى.76
-4الجرائم وأشباﻩ الجرائم
وهذا التصنيف الذي أوردﻩ املشرع املغربي للعمل غ Ctاملشروع
كمصدر من مصادر الالام عhى النحو الذي تبناﻩ القانون املدني
الفرن« ijيبقى منتقدا ذلك أن التميM tي الفعل الضار بtن الجريمة
وشبه الجريمة بسبب توافر العمد أو انتفائه ال أهمية له Mي إنشاء
الالام أو Mي تحديد مداﻩ ،ألن كل©Fما ين ÌjÊالاما بتعويض الضرر
الذي ترتب عنه.
هذا وإذا كان املشرع املغربي اعتد عhى خالف القانون املدني
الفرن« ijباإلرادة املنفردة كمصدر الالام ،فإنه أغفل ذكر القانون Mي
- 27 -
عداد مصادر الالام 20مع العلم أن القانون كما رأينا يبقى سببا
مباشرا لنشوء العديد من الالامات القانونية وال{ iأفرد لها املشرع
املغربي نصوصا خاصة Mي إطار قانون الالامات والعقود بتنظيمه
ألحكام مضار الجوار وMي غCtها من ٔالانظمة القانونية الخاصة ،مما
يعM iي نظرنا أن قانون الالامات والعقود نص عhى املصادر العامة
املباشرة لاللاماتM ،ي حtن أن القانون يبقى مصدرا مباشرا خاصا
للعديد من الالامات القانونية إ-ى جانب كونه مصدرا غ Ctمباشر
لاللامات ذات املصادر العامة ٔالاخرى.21
وهكذا فالقانون يفرد نصوصا خاصة تن ÌjÊبشكل مباشر
الامات قانونية دون أن تستند إ-ى املصادر العامة ٔالاخرى .والقاعدة
أن كل الام قانوني البد أن يرد به نص قانوني يعد املصدر املباشر
له ،وهو الذي يعtن أركانه ويبtن أحكامه.
د-التأصيل الفق~ lملصادر ٕالال('ام
اختلف الفقه Mي التأصيل ملصادر الالام وتحديد ٔالاساس
املنطقي الذي يرتكز عليه هذا التأصيل.
فقد ذهب الفقيه الفرن«" ijبالنيول" إ-ى أن لاللام مصدرين
اثنtن هما العقد والقانون منتقدا بذلك التقسيم الخما ijkالتقليدي
ملصادر الالام باعتبارﻩ مجانبا للمنطق القانوني .ذلك أن الجريمة
وشبه الجريمة وشبه العقد تستند جميعها إ-ى القانون ،إذ أن
ومن جهة آخرى هناك وقائع قانونية مجردة يCتب عFا آثار
قانونية دون أن يعتد ف©Fا بأي مضمون إرادي كالوفاة والوالدة.
هـ -التصنيف املعتمد -ي التشريعات الحديثة.
عhى ضوء الانتقادات واملآخذ الفقهية للتقسيم الذي اعتمدﻩ
قانون نابليون ملصادر الالام تتجه التشريعات الحديثة 22إ-ى تقسيم
مصادر الالام تقسيما خماسيا هو العقد وٕالارادة املنفردة والعمل
الغ Ctاملشروع وٕالاثراء بال سبب والقانون .ولعل هذا التصنيف
يشCك مع التصنيف الذي اعتمدﻩ قانون الالامات والعقود املغربي
Mي مصدرين هما :العقد وٕالارادة املنفردة أما شبه العقد فيقابله
ٕالاثراء بال سببM ،ي حtن أن الجريمة وشبه الجريمة فتم جمعهما Mي
العمل غ Ctاملشروع .غ Ctأن التصنيف الحديث يضيف صنفا خامسا
إ-ى مصادر الالام لم يأخذ به املشرع املغربي وهو القانون علما أنه
- 30 -
]Ùæù]Ø’ËÖ
» äÞ^Ò…_æäi^ÛéŠÏiæäÎ^ŞÞæ‚ÏÃÖ]Ìè†Ãi
العقد هو أهم مصادر الالامات ٕالارادية ودراسته تقت ijأن
نبحث Mي فرع أول تعريف العقد ونطاقه وأساس قوته امللزمة
وتقسيماته ،ثم نخصص فرعا ثانيا لدراسة أركان العقد.
] VÙæù]ņËÖ
íڈ׹]äiçÎŒ^‰_æäÎ^ŞÞæ‚ÏÃÖ]Ìè†Ãi
سنتناول Mي هذا الفرع تعريف العقد ونطاقه ونخصص لذلك
املبحث ٔالاول Mي حtن سنعرض Mي املبحت الثاني أساس القوة امللزمة
للعقد عhى أن نختم هذا الفرع بمبحث ثالث ندرس فيه تقسيمان
للعقود.
] äÎ^ŞÞæ‚ÏÃÖ]Ìè†ÃiVÙæù]ovf¹
] ‚ÏÃÖ]Ìè†Ãi»VÙæù]gת¹
خالفا للمشرع املغربي الذي لم يعرف العقد Mي قانون
الالامات والعقود نجد القانون املدني الفرن« ijقد عرفه Mي
املادة 1101بأنه " اتفاق يلم بمقتضاﻩ شخص أو عدة أشخاص نحو
شخص أو عدة أشخاص آخرين بإعطاء أو القيام بعمل أو باالمتناع
عن عمل ijÉء "
فالعقد حسب هذا التعريف اتفاق ين ÌjÊبtن أطرافه الاما
مما يع iأن العقد نوع من الاتفاق ،وهذا ٔالاخ Ctجنس له .كما أن
- 31 -
هذا التعريف يجمع بtن تعريف العقد والالام ،وحسب بعض الفقه
فإن العقد أخص من ٕالاتفاق ،فهو توافق إرادتtن 23عhى إنشاء الام
أو عhى نقلهM ،ي حtن أن الاتفاق يشمل باإلضافة إ-ى ذلك تعديل
الالام مثل تعليقه بأجل أو إدخال شرط عليه .ومن جهة أخرى إFºاء
الالام كما لو قام املدين بالوفاء بالدين .وعمليا يالحظ أن ال أهمية
للتمي tبtن العقد والاتفاق وأن التشريعات املدنية أخذت بوحدة
الداللة بtن العقد والاتفاق عhى النحو الذي سار عليه املشرع املغربي
حيث تعرض عند تناوله Mي الفرع الثاني من الباب ٔالاول لصور التعبCt
عن ٕالارادة لالتفاقات والعقود مستعمال لفظ الاتفاق ،وتارة أخرى
كلمة عقد بل يعمد أحيانا إ-ى الجمع بtن اللفظتtن Mي فصل واحد
كما هو الشأن Mي الفصل 20من ق ،ل ،ع.
وانطالقا من ذلك يمكن تعريف العقد بأنه توافق إرادتtن أو
أك Cعhى إحداث أثر قانوني سواء كان هذا ٔالاثر هو إنشاء الام أو
نقله أو تعديله أو إFºائه.
] ‚ÏÃÖ]Ñ^ŞÞVêÞ^nÖ]gת¹
من خالل التعريف السابق للعقد يتبtن أننا بصدد تصرف
قانوني بإرادتtن أو أك Cتتجه فيه نية أطرافه إ-ى إحداث اثر قانوني
معtن ،وعليه فإنه لكي نكون أمام عقد باملفهوم القانوني البد من
توافر الشروط التالية:
- 33 -
الاتفاق املتعلق بالذمة املالية وتستبعد الاتفاق املتعلق باألسرة،
وعليه فإن عقد الزواج ال يعت CDعقدا باملع املقصود Mي قانون
الالامات والعقود ذلك أن الزواج يخرج عن نطاق املعامالت
املالية.24
] ‚ÏÃ×Öíڈ׹]ìçÏÖ]Œ^‰_VêÞ^nÖ]ovf¹
رأينا سابقا كيف أن العنصر ٔالاساM ijkي العقد هو توافق
إرادتtن مما يع iأن أساس الالام التعاقدي مصدرﻩ إرادة الطرفtن؛
بمع أن الشخص يلم ألنه أراد أن يلم ،وهو ما ع CDعنه الفقه
بمبدأ سلطان ٕالارادة ،وهو املبدأ الذي شكل ترجمة للعقيدة
الفلسفية ال{ iقام عل©Fا املذهب الفردي خالل القرن الثامن عشر.
وعليه سنتناول Mي هذا املبحث تعريف مبدأ سلطان ٕالارادة
كمطلب أول تم نتطرق Mي املطلب الثاني للنتائج املCتبة عن هذا املبدأ
وأخCtا نعرض Mي مطلب ثالث ألسباب اضمحالله.
] ì]…ý]á^Ş×‰_‚fÚÌè†ÃiVÙæù]gת¹
ويقصد بمبدأ سلطان ٕالارادة أن إرادة الشخص ¤ي وحدها
ال{ iلها القدرة عhى إنشاء الالام وتحديد مضمونه وآثارﻩ دون
الحاجة إ-ى أي إجراء أو شكل خاص .فاإلرادة بذلك ¤ي صاحبة
السلطان ٔالاك CDبحيث ال تتقيد باآلثار ال{ iيرتFÛا القانون عhى عقد
من العقود ،وإنما تملك ملا لها من سلطان الحرية Mي توسيع هذﻩ ٓالاثار
- 36 -
وهكذا ذهب أنصار املذهب الاجتما£ي إ-ى أن الحرية التعاقدية
كثCtا ما تؤدي إ-ى مظالم كثCtة إذ غالبا ما تجعل الضعفاء تحت
رحمة ٔالاقوياء .ثم إن القول بأن كل الام تعاقدي هو الام مشروع
وعادل هو قول ال يرتكز عhى أساس سليم ألنه يقوم عhى افCاض
وجود مساواة مطلقة بtن ٔالافراد والحال غ Ctذلك .وتماشيا مع هذا
التوجه الدا£ي إ-ى اعتبار الفرد عنصرا Mي الجماعة عليه تحمل
مجموعة من الالامات فإن العقد أصبح ينظر إليه كواقعة
اجتماعية 26بحيث ال يجوز أن يCتب عن ٕالارادة الفردية سوى ٓالاثار
املستجيبة ملستلزمات النظام الاجتما£ي وقوانينه ،أما ما يخالف هذا
النظام فإنه يكون عديم ٔالاثر .ذلك أن ٕالارادة الفردية ينبïي أن تكون
Mي خدمة القانون وليس القانون Mي خدمة ٕالارادة .وقد ترتب عن
انتشار املذهب الاجتما£ي والاشCاكي ،وكذا التحوالت ال{ iشهدها
النظام الاقتصادي العالم iمع بداية القرن العشرين وتبعاته عhى
ٔالانظمة السياسية القائمة آنئذ إ-ى انكماش مبدأ سلطان ٕالارادة إذ
لم يعد بالشكل الذي كان عليه Mي القرن 19تحت تأث Ctاملذهب
الفردي ،بل أصبح يخضع ملجموعة من القيود تحقيقا للتوازن بtن
ٕالارادة مع العدالة الاجتماعية والصالح العام وقد تجhى ذلك
بالخصوص Mي جعل النصوص ال{ iتنظم العقود نصوصا آمرة
متعلقة بالنظام العام.
- 38 -
التوازن املطلوب بtن مصالح املتعاقدين وتعزيز الاستقرار الاجتما£ي
بما يخدم الصالح العام.
] çÏÃÖ]l^ÛéŠÏiVoÖ^nÖ]ovf¹
لم يتعرض قانون الالامات والعقود لتصنيف العقود باعتبار
أن ٔالامر يتعلق بعمل فق¦ iأك Cما هو تشريÔي.
ويقسم الفقه 27العقود إ-ى عدة أقسام حسب تكويFا أو
موضوعها أو من حيث أثارها أو طبيعFGا.
فمن حيث التكوين يكون العقد إما رضائيا أو عقدا شكليا أو
عقدا عينيا ،ومن حيث ٓالاثار ال{ iتتولد عنه فالعقد إما أن يكون
عقدا ملزما للجانبtن أو عقد ملزم لجانب واحد ،كما يكون عقد
معاوضة أو عقد تCDع.
وبالنظر إ-ى طبيعة العقد فإن هذا ٔالاخ Ctإما أن يكون عقدا
محددا أو عقدا احتماليا ،وإما أن يكون عقدا فوريا أو عقدا زمنيا،
وقد يكون عقدا بسيطا أو عقدا مركبا ،كما تنقسم العقود من حيث
تنظيم املشرع لها أو عدم تنظيمه لها إ-ى عقود مسماة وأخرى غCt
مسماة.
وعليه سنتناول Mي هذا املبحث كل تقسيم من هذﻩ التقسيمات
مع ٕالاشارة إ-ى أن هذﻩ التقسيمات ليست تصنيفا نظريا بل له نتائج
30ينص الفصل 613من ق.ل.ع .عhى مايhي "السلم عقد بمقتضاﻩ يعجل أحد املتعاقدين
مبلغا للمتعاقد الذي يلم من جانبه بتسليم مقدار معtن من ٔالاطعمة او غCtها من ٔالانشطة
املنقولة Mي أجل متفق عليه وال يجوز إثبات بيع السلم إال بالكتابة.
انظر أيضا الفصل 434من مدونة التجارة وال{ iجاء ف©Fا مايhي" :تخصع املادة التجارية
لحرية ٕالاثبات غ Ctأنه يتعtن ٕالاثبات بالكتابة إذا نص القانون أو الاتفاق عhى ذلك"
- 41 -
يجري البيع كتابة Mي محرر ثابت التاريخ وال يكون له أثر Mي مواجهة
الغ Ctإال إذا سجل Mي الشكل املحدد بمقت jالقانون ".
فهذا البيع يتوقف وجودﻩ باإلضافة إ-ى الرضاء عhى شكلية
الكتابة وهذﻩ ٔالاخCtة ¤ي لالنعقاد وغياFzا يجعل العقد باطال .كذلك
ٔالامر Mي عقد البيع الابتدائي للعقار Mي طور ٕالانجاز حيت ينص الفصل
3-618من ق.ل.ع عhى مايhي:
"يجب أن يحرر عقد البيع الابتدائي للعقار -ي طور ٕالانجاز إما -ي
محرر رسمي أو بموجب عقد ثابت التاريخ يتم تحريرﻩ من طرف م lينتمي
إى مهنة قانونية منظمة ويخول لها قانونيا تحرير العقود وذلك تحت طائلة
البطالن".
فالكتابة Mي هذﻩ الحالة ¤ي لالنعقاد وعدم توفرها يجعل العقد
باطال .وقد يحصل أن يكون العقد رضائيا فيتفق طرفاﻩ عhى جعله
شكليا ،فينقلب العقد من عقد رضائي إ-ى عقد شكhي وال يصح إال
بتوافر الشكل الذي ارتضاﻩ املتعاقدان ،وهو مانص عليه الفصل
402من ق..ل.ع والذي جاء فيه ما يhي:
"إذا لم يكن العقد خاضعا لشكل خاص واتفق عاقداﻩ صراحة
عhى أFºما ال يعتCDانه تاما إال إذا وقع Mي شكل معtن فإن الالام ال
يكون موجودا إال إذا حصل Mي الشكل الذي اتفق عليه العاقدان".
وعليه فإن الشكلية إما أن تكون بنص القانون وإما بمقت jإرادة
املتعاقدين ،وMي كال الحالتtن ينبïي مراعا]Fا.31
- 45 -
وعليه فإن ما يم tالعقد الاحتما-ي هو احتمال الخسارة أو
الكسب مما ال يتأتى معه تطبيق قواعد الغDن عhى هذا النوع من
العقود ،بخالف ٔالامر Mي العقود املحددة حيث يمكن الوقوف عhى
مدى تعادل الامات املتعاقدين وبالتا-ي تقدير وجود الغDن من
عدمه.34
] íéßÚˆÖ]çÏÃÖ]æíè…çËÖ]çÏÃÖ] VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
أوال :العقود الفورية
العقد الفوري هو الذي يكون فيه عنصر الزمن معدوم بحيث
يكون تنفيذﻩ فوريا ولو ارتباطا بأجل ،فعقد البيع من العقود الفورية
ال{ iتنفذ فور التعاقد أو Mي الوقت الذي يختارﻩ املتعاقدان ،حيث
يقوم البائع بتسليم املبيع كما يقوم املشCي بدفع الثمن .غ Ctأنه ال
يغ Ctمن طبيعة العقد أن يتفق الطرفان عhى تأخ Ctتسليم املبيع أو
تقسيط الثمن ،ذلك أن مثل هذا التأخ Ctأو التقسيط ليس من شأنه
التأث Ctعhى محل العقد الذي هو معلوم ومحدد من طرفيه من وقت
إبرام العقد وإنما هو مرتبط فقط بوقت التنفيذ .أي أن العCDة Mي
العقد الفوري ¤ي بتنفيذ الالام ال باملدة ال{ iيستغرقها.فقد يكون
الالام مؤجال كما Mي رد القرض ،غ Ctأن العقد الذي ين ÌjÊهذا
-37إذ عندئذ يؤخذ العقد املختلط كوحدة قائمة بذا]Fا_ أنظر السFوري م.س ،ص125
- 49 -
]gÞ^¢íڈ׹]çÏÃÖ]æ °fÞ^¢íڈ׹]çÏÃÖ]V±æù]ì†ÏËÖ
‚u]æ
أوال :العقود امللزمة لجانبOن
ويطلق عل©Fا أيضا اسم العقود التبادلية ،و¤ي تلك العقود ال{i
تن ÌjÊالامات متقابلة Mي ذمة كل من املتعاقدين بحيث يص Ctكل
طرف دائنا Mي جانب ومدينا Mي جانب آخر ،وكمثال عhى العقود
امللزمة للجانبtن عقد البيع ،،فاملشCي ملزم بتسليم الثمن مقابل
الحصول عhى الijÊء املبيع والبائع ملزم بتسليم املبيع مقابل
الحصول عhى الثمن ،مما يع iأن كل طرف له حق وعليه Mي الوقت
ذاته الام .وهذا التقابل بtن الحقوق والالامات ينطبق عhى العديد
من العقود ٔالاخرى كعقد الشغل وعقد ٕالايجار.
ثانيا:العقود امللزمة لجانب وأحد.
العقود امللزمة لجانب واحد ¤ي ال{ iترتب الامات عhى عاتق
أحد طرف©Fا فقط دون الطرف ٓالاخر ،فيكون أحدهما دائنا وليس
مدينا وٓالاخر مدينا وليس دائنا.
وكمثال عhى ذلك عقد الهبة بدون عوض حيث يلم الواهب
بنقل ملكية الijÊء املوهوب وتسليمه إ-ى املوهوب إليهM ،ي حtن ال
يلم هذا ٔالاخ Ctبأي الام اتجاﻩ الواهب وإنما يكون دائنا فقط.
ومثالها عقد الوديعة بدون أجر حيث يلم املودع عندﻩ نحو املودع
- 50 -
بتسليم الijÊء املودع والسهر عhى صيانته وردﻩ عند الطلب دون أن
يلم املودع بأي ijÉء نحو املودع عندﻩ.
هذا ويجب التمي tبtن العقد امللزم لجانب واحد والتصرف
القانوني الصادر من جانب واحد ،فاألول يتم كسائر العقود بتوافق
ٕالايجاب والقبول أي بtن إرادتtن متطابقتtن غ Ctأنه من حيث أثرﻩ
يكون ملزما لجانب واحدM ،ي حtن أن التصرف القانوني الصادر من
جانب واحد ينتج أثرﻩ بإرادة منفردة ولذلك ال يعت CDعقدا .ومثال ذلك
الوصية ال{¤ iي بإرادة املو ijüوحدﻩ دون أن تتوقف عhى قبول
املو jüله.
ثالثا :أثر التمي 'OبOن العقود امللزمة لجانبOن وتلك امللزمة
لجانب واحد
_من حيث الفسخM ،ي العقد امللزم لجانبtن يكون للمتعاقد
ٓالاخر حق طلب الفسخ Mي حالة عدم التنفيذ النتفاء سبب الامه،أما
Mي العقد امللزم لجانب واحد يكون للطرف ٓالاخر الحق Mي Mي طلب
التنفيذ بدال من طلب الفسخ.
_من حيث تحمل التبعةأي تبعة استحالة تنفيذ الالام فإFºا
تقع عhى عاتق املدين Mي العقد امللزم لجابtن .أما Mي العقد امللزم
لجانب واحد فإن تحمل التبعة تقع عhى عاتق الدائن.
- 51 -
] ÅjÖ]çÏÂæí•æ^ù]çÏÂVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
أوال:عقود املعاوضة Contrat à titre onéreux
¤ي العقود ال{ iيأخذ ف©Fا أحد املتعاقدين مقابال ملا أعطاﻩ،
ويعطي مقابال ملا أخذ ،كما هو الشأن Mي عقد البيع ،فالبائع يأخذ
الثمن مقابل تسليمه املبيع إ-ى املشCي وهذا ٔالاخ Ctيأخذ املبيع مقابل
تسليمه الثمن إ-ى البائع.أي أنه عقد تكون فيه الفائدة متبادلة لكل
من الطرفtن.38
نفس الijÊء Mي عقد ٕالايجار حيت يحصل املؤجر عhى مبلغ
الكراء مقابل تمكtن املستأجر من الانتفاع بالعtن املؤجرة واملستأجر
ينتفع بالعtن املؤجرة مقابل دفعه مبلغ الكراء إ-ى املؤجر.39
ثانيا:عقود التXxع Contrat à titre gratuit
عقد التCDع هو العقد الذي ال يأخذ فيه أحد املتعاقدين مقابال
ملا أعطاﻩ وال يعطي مقابال ملا أخذ .ومثله عقد الهبة بدون عوض،
والقرض بدون فائدة والوكالة بدون أجر ،وعقد عارية الاستعمال.
فالعارية عقد تCDع بالنسبة إ-ى املع Ctألنه ال يأخذ شيئا من املستعCt
مقابل الijÊء املعار له ،وبالنسبة للمستع Ctال يعطي شيئا للمعCt
مقابل الانتفاع بالijÊء املعار.
-41محمد الربيÔي :محاضرات Mي نظرية العقد ،مطبوع حاص بمسلك الدراسات القانونية
الفصل الثاني ،السنة الجامعة ،2012-2011ص .13
- 54 -
] ì^ÛŠ¹]ÆçÏÃÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
العقد غ Ctاملسم هو ذلك العقد الذي لم يتناوله املشرع
بتنظيم خاص وترك أمرﻩ إلرادة ٔالاطراف املتعاقدة ،ذلك أن العديد
من العقود تستدع©Fا الحاجة إ-ى تبادل املصالح بtن ٔالافراد وتنوع
معامال]Fم وتطور مضاميFا وصورها مما ال يمكن معه أن يتناولها
املشرع جميعها بتنظيم خاص وإنما تبقى خاضعة للمبادئ العامة
ال{ iتخضع لها سائر العقود.
والعقود غ Ctاملسماة متعددة ومختلفة باختالف موضوعها
والغرض مFا ،ذلك أن ٕالارادة حرة Mي إنشاء ما تريدﻩ من العقود
ووضع القواعد املنظمة Mي حدود ما يفرضه النظام العام ،حيث ال
يجوز التنصيص عhى قواعد تخالف القواعد ٓالامرة املتعلقة بالنظام
العام .ومن أمثلة العقود الغ Ctمسماة العقد الذي يCDم بtن الناشر
واملؤلف ،وعقد التعليم الذي يCDم بtن املؤسسة التعليمية
الخصوصية والطالب ،ومثله أيضا العقد املCDم بtن مدير املسرح
واملمثلtن وكذا العقد الذي يتم بtن مصور وشخص آخر ألخذ
صورته.42
- 57 -
] ê•]Ö]VÙæù]ovf¹
الCا ijÃركن أساM ijkي العقد إذ ال يوجد عقد بدون تراijÃ
وهو توافق إرادتي املتعاقدين عhى إحداث ٔالاثر القانوني املتوàى من
العقد.44و يتحقق هذا التوافق بصدور إيجاب ضمن عرض موجه من
أحد الطرفtن إ-ى ٓالاخر وصدور قبول مطابق لإليجاب من الشخص
الذي وجه إليه ،فإذا اقCن القبول باإليجاب حصل الCا ijÃوتم
العقد.
وقد يحصل أحيانا أن يتم التعاقد ال بواسطة املتعاقد نفسه،
بل قد ينيب عنه غCtﻩ Mي ذلك.
وعليه سنقسم هذا املبحث إ-ى ثالثة مطالب وذلك عhى
الشكل التا-ي :املطلب ٔالاول :التعب Ctعن ٕالارادة املطلب الثاني :تطابق
ٕالارادتtن واملطلب الثالث :النيابة Mي التعاقد.
] ì]…ý]àÂfÃjÖ]VÙæù]gת¹
التعب Ctعن ٕالارادة هو الوسيلة ال{ iتظهر Fzا ٍ ٕالارادة إ-ى الحt
الخارþي ع CDمسلك يدل عhى وجودها ،ولذلك يشكل التعب Ctعن
ٕالارادة الجزء ٔالاساM ijkي العقد .والعCDة بالتعب Ctالخارþي لإلرادة الذي
44يجب عدم الخلط بtن الCا ijÃوٕالارادة ،فاإلرادة أحد طرMي الCا ijÃأما الCا ijÃفيكون
من إرادتtن عhى ٔالاقل.
عبد ال´ي حجازي م س – ص52 -
- 58 -
من شأنه أن يحدث أثرا قانونيا ح{ لو كان مخالفا ملا اتجهت إليه
ٕالارادة الباطنة.45
هذا ولم يشCط املشرع املغربي شكال خاصا للتعب Ctعن ٕالارادة،
فقد يأتي صريحا وقد يكون ضمنيا ،كما أنه قد يستخلص أحيانا من
مجرد السكوت وهو ما سنتناوله Mي الفقرة التالية:
] x膒Ö]fÃjÖ]V±æù]ì†ÏËÖ
يقصد بالتعب Ctالصريح عن ٕالارادة ذاك الذي يدل داللة
مباشرة عhى ما يريدﻩ من صدر التعب Ctعنه46وذلك بأسلوب مألوف
بtن الناس .فقد يكون هذا التعب Ctباللفظ أو بالكتابة عرفية كانت أو
رسمية ،أو عن طريق ٕالاشارة ال{ iتعارف الناس عhى استعمالها مثل
رفع الرأس عموديا للموافقة ،وأفقيا للداللة عhى الرفض ،أو باتخاذ
موقف ال يث Ctأي شك عhى نية صاحبه ،كعرض التاجر لسلعة أمام
متجرﻩ محددا لها ثمنا معلوما .فمثل هذا العرض يعت CDمنه إيجابا
صريحا ،نفس الijÊء بالنسبة لوقوف سيارات ٔالاجر ة Mي ٔالاماكن
املخصصة لها حيث يعت CDذلك عرضا صريحا إلبرام عقد نقل.
-45تميل املدرسة ٔالاملانية إ-ى ٔالاخذ باملظاهر املادية املحسوسة Mي حtن تأخذ املدرسة
الفرنسية باإلرادة الحقيقية وهو ما يميل إليه فقهاء الشريعة ٕالاسالمية إذ العCDة لدFÓم
باملعاني ال باأللفاظ.
السFوري – نظرية العقد ،م.س ،ص 168
46عبد الطيف خالفي م س –ص52-
- 59 -
هذا وقد يشCط املشرع التعب Ctالصريح عن ٕالارادة كما Mي حالة الام
الكفيل والتضامن الاتفاي بtن املدينtن.47
] VÛ–Ö]fÃjÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
وهو الذي يدل عن ٕالارادة بطريقة غ Ctمباشرة بحيث تستنبط
منه إرادة صاحبه بشكل ضم ،iكما لو بقي املستأجر بالعtن املؤجرة
بعد انFGاء مدة ٕالايجار دون اعCاض من املؤجر .فهذا تعب Ctضم iعhى
إرادة كل من املستأجر واملؤجر Mي تجديد عقد الكراء .وكذلك ٔالامر Mي
حالة قيام أحد من الجمهور Mي تناول أحد املأكوالت املعروضة للبيع
حيث يعت CDذلك قبوال ضمنيا منه عhى شرائه بالثمن الذي حددﻩ
التاجر.48
]Ù^Ó_ àÚ øÓ jÃè lçÓŠÖ] Øâ VínÖ^nÖ] ì†ÏËÖ
] Jì]…ý]àÂfÃjÖ
إذا كان التعب Ctالصريح والتعب Ctالضم iيعت CDأسلوبا للتعبCt
عن ٕالارادة فإن التساؤل املطروح هو هل يمكن اعتبار السكوت Mي
عداد التعب Ctالضم iعن ٕالارادة؟.
-47أنظر الفصل 1123من ق.ل.ع الذي أكد عhى أن الام الكفيل يجب أن يكون صريحا
والكفالة ال تفCض وكذا الفصل 164ق .ل .ع بخصوص التضامن بtن املدينtن.
-48استخالص القبول الضم iأيسر من ٕالايجاب الضم.iالسFوري نظرية العقد ،م.س،
ص 156
- 60 -
إن السكوت موقف سل¨ iبحيث ال يمكن أن يع CDبه عن
ٕالايجاب ،ذلك أن هذا ٔالاخ Ctعرض صادر من املوجب لشخص آخر،
وهذا العرض ال يمكن أن يستخلص من مجرد السكوت .وعليه فإنه
ال محل للبحث عما إذا كان السكوت صالحا ألن يكون تعبCtا ضمنيا
عن ٕالايجاب بل إن املشكل يبقى مطروحا بخصوص القبول ،فهل
يمكن اعتبار سكوت الشخص الذي وجه إليه العرض تعبCtا ضمنيا
عن القبول؟
الجواب هو أن السكوت ال يعت CDمبدئيا قبوال وفق القاعدة ال{i
أقرها فقهاء الشريعة ٕالاسالمية ومفادها " ال ينسب إ-ى ساكت قول
".فالسكوت يدل عhى الرفض أك Cمن داللته عhى القبول .بل ؤالاصل
أن السكوت رفض للتعاقد ذلك أن استخالص القبول من سكوت من
وجه إليه ٕالايجاب يع iأننا نفرض عليه ضرورة الرفض لكل ما
يعرض عليه وهذا فيه تكليف شديد ال يقبله املنطق السليم.
وبخالف السكوت البسيط الذي ال يحمل أية إشارة للتعبCt
عن ٕالارادة ذهب فقهاء الشريعة ٕالاسالمية إ-ى اعتبار السكوت تعبCtا
عن القبول إذا حفته ظروف تجعل فيه هذﻩ ٕالاشارة وفق قولهم ":
إن السكوت Mي معرض الحاجة إ-ى البيان بيان" ،وهو ما يطلق عليه
بالسكوت املوصوف أو املالبس،49أي الذي تقCن به ظروف مالبسة
تجعل منه تعب Ctعن رضاء كمبدأ عام.50
49السكوت املوصوف هو السكوت الذي تحيط به مالبسات تحمل داللة عhى الرjÃ
والقبول
- 61 -
فالقانون قد يفرض عhى شخص Mي بعض الحاالت التعب Ctعن
إرادته بشكل من ٔالاشكال وذلك باتخاذ موقف إيجابي إذا لم يكن
يرغب Mي التعاقد ،وإال فإن السكوت يعت CDقبوال من طرفه ،وهو ما
نصت عليه الفقرة ٔالاخCtة من الفصل 25من ق.ل.ع .بقولها":ويكون
السكوت عن الرد بمثابة القبول ،إذا تعلق ٕالايجاب بمعامالت سابقة
بدأت فعال بtن الطرفtن"،مما يع iأن هناك الام قانوني يق ijعhى
الشخص بالتعب Ctعن إرادته إذا اختار الرفض وإال اعت CDسكوته قبوال.
وقد يعت CDالسكوت أحيانا قبوال وذلك باتفاق الطرفtن ،كما Mي
الحالة ال{ iيتفق ف©Fا طرMي عقد ٕالايجار عhى تجديد العقد بعد انFGاء
مدته ملدة أخرى إذا لم يخطر أحدهما ٓالاخر عن رغبته Mي عدم
التجديد خالل فCة معينة قبل انقضاء مدته .ففي هذﻩ الحالة إذا لم
يع CDأي من الطرفtن عن إرادته Mي رفض التجديد فإن سكو]Fما يعتCD
رضاء بإبرام عقد جديد.
] °i]…cÐÊ]çiVêÞ^nÖ]gת¹
رأينا أن الCا ijÃكركن من أركان العقد يحصل من خالل
التعب Ctعن إرادتtن متطابقتtن ،ويتحقق هذا التطابق بصدور إيجاب
يتضمن عرضا موجها من أحد الطرفtن إ-ى ٓالاخر يعرض عليه رغبته
والسكوت املالبس هو الذي يحمل Mي طياته داللة للتعب Ctعن القبول أك Cمن الرفض ولذا
جاز اعتبارﻩ داللة عhى القبول
أنظر Mي هذا الشأن :املختار عطار –م س – ص94-
-50الفصل 38من ق.ل.ع
- 62 -
Mي التعاقد وصدور قبول من هذا ٔالاخ Ctيكون مطابقا تماما ملا جاء Mي
ٕالايجاب .ويع iذلك أنه يشCط لحصول الCا ijÃوجود إيجاب
وقبول ،وأن يأتي القبول مطابقا لإليجاب Mي كل ما تضمنه من
عناصر وإال اعت CDإيجابا جديدا يجب أن يوافقه بعد ذلك قبول.
وعليه سنتناول Mي هذا املطلب عنصر ٕالايجاب Mي فقرة أو-ى
وندرس Mي الفقرة الثانية القبول ثم نخصص فقرة ثالثة لدراسة
اقCان القبول باإليجاب.
] Vh^«ý]V±æù]ì†ÏËÖ
سنتناول Mي هذﻩ الفقرة مفهوم ٕالايجاب وخصائصه وقوته
امللزمة ثم أحوال سقوط ٕالايجاب.
أوال :مفهوم ٕالايجاب وخصائصه
هو تعب Ctعن ٕالارادة يتضمن عرضا كامال وملزما يعرض بموجبه
شخص معtن عhى آخر إبرام عقد وفقا لشروط معينة بحيث ال
يتوقف تمام العقد إال عhى موافقة الطرف ٓالاخر.51
ومن خالل هذا التعريف يتضح أن ٕالايجاب يتم tبمجموعة
من الخصائص .فهو من جهة عرض جازم وبات ،فاإليجاب يلزم أن
يكون Fºائيا أي صادرا عن نية باتة Mي التعاقد ،أما إذا لم يعقد
املوجب عزمه Fºائيا عhى التعاقد فإننا ال نكون بصدد إيجاب وإنما
- 66 -
- 3إذا توMي املوجب أو فقد أهليته أو أصبح ناقصها شريطة أن
يعلم من وجه إليه ٕالايجاب بذلك قبل أن يقبله ،أما إذا كان من وجه
إليه ٕالايجاب ال يعلم بذلك وصدر قبول منه ،فإن هذا القبول يكون
منتجا آلثارﻩ بحيث ال يحول ذلك دون إتمام العقد ،وهو ما نص عليه
الفصل 31من ق.ل.ع الذي جاء فيه ما يhي:
"موت املوجب أو نقص أهليته إذا طرأ بعد إرسال إيجابه ال
يحول دون إتمام العقد إن كان من وجه إليه ٕالايجاب قد قبله قبل
علمه بموت املوجب أو بفقد أهليته".
هذا وتجدر ٕالاشارة إ-ى أن العCDة Mي انعقاد العقد الحاصل
باملراسلة ¤ي بصدور القبول املوافق لإليجاب ال بوصول القبول إ-ى
املوجب ،ومن تم إذا كان من وجه إليه ٕالايجاب قد قبله قبل علمه
بموت املوجب أو فقد أهليته أو نقصها فإن العقد ينعقد طبقا ملا
نص عليه الفصل 24من ق.ل.ع
-4يسقط ٕالايجاب كذلك بانفضاض مجلس العقد دون صدور
قبول ممن وجب إليه ٕالايجاب ،وهكذا إذا وجه ٕالايجاب لشخص
حاضر فإن عليه أن يقبل العقد فورا أو عhى ٔالاقل قبل أن ينفض
مجلس العقد ،أما إذا انفض دون قبول فإن املوجب يتحلل من
إيجابه ،وهو مانص عليه الفصل 23من ق.ل.ع بقولهٕ ":الايجاب
املوجه لشخص حاضر من غ Ctتحديد ميعاد يعت CDكأن لم يكن إذا لم
يقبل عhى الفور من الطرف ٓالاخر"...
- 67 -
-5وأخCtا يسقط ٕالايجاب إذا تراجع املوجب عنه .فاألصل أن
ٕالايجاب غ Ctملزم فإذا رجع املوجب عنه فإنه يسقط ما لم يكن
مقCنا بأجل إذ يكون عhى املوجب Mي هذﻩ الحالة البقاء عhى إيجابه
إ-ى حtن انFGاء ٔالاجل بحيث إذا صدر خالله قبول مطابق من طرف
من وجه إليه ٕالايجاب فإن العقد ينعقد ،وإذا لم ينفذﻩ أحد الطرفtن
اعت CDمرتكبا لخطأ عقدي يستوجب مسؤوليته العقدية.
رابعإ :الايجاب املوجه إى الجمهور
ٕالايجاب املوجه إ-ى الجمهور ملزم بمجرد صدورﻩ من
املوجب،إذ يشكل تعبCtا عن إرادة املوجب و¤ي إرادة مقيدة بحيث ال
يجوز العدول عن ٕالايجاب مدة معينة سواء تحددت هذﻩ املدة
صراحة أو ضمنا .فاملوجب الم نحو نفسه بإرادته املنفردة أن يبقى
عhى إيجابه مدة معقولة ،وإذا انقضت هذﻩ املدة سقط ٕالايجاب.
ومن أمثلة ٕالايجاب الصادر للجمهور ذلك الذي يتم عن طريق
العرض كمن يضع آلة أوتوماتيكية ألداء عمل معtن 54أو يعرض
-54صاحب ٓالالة إذ يعرضها للجمهور يعت CDمصدرا إليجاب حقيقي موجه لكل من يضع
قطعة من النقود تعادل ثمن الخدمة أو البضاعة أو التذكرة ال{ iيريد أن يحصل
عل©Fا.وتعت CDهذﻩ ٓالالة من املظهر امللموس إلرادة صاحFÛا ،ويعت CDبقاؤها تحت تصرف
الجمهور دليال عhى استمرار قيام ٕالايجاب .وهذا ٕالايجاب املستمر يمكن الرجوع فيه وذلك
بسحب ٓالالة Mي أي وقت يجعلها Mي غ Ctمتناول الجمهور ،بشرط أن يفي باالداءات املقابلة
كالتذاكر ال{ iتكون قد سحبت بمعرفة ٔالاشخاص الذين سبقوا أن أبرموا عقودا بواسطة
ٓالالة ٔالاوتوماتيكية
أنظر عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص 604
- 68 -
بضاعة مع بيان ثمFا .وهناك أيضا ٕالايجاب بطريق ٕالاعالنات
والنشرات .فالتاجر يكون مقيدا بالثمن املكتوب Mي ٕالاعالن خالل
الوقت املعقول،ويكون قبول الزبون Mي املدة املحددة للعرض أو وقت
معقول التتغ Ctفيه ٔالاسعار أو تطرأ ظروف تتغ Ctمعها ٔالاسعار تغCtا
فجائيا.وإذا كان التاجر محتكرا لخدمة أو نشاط معtن مثل شركة
النقل الحضري بالحافالت أو شركة الCام فإFºا تعتM CDي حالة عرض
دائم وملزم .55
] äßÂfÃjÖ]Èé‘æÙçfÏÖ]Ìè†ÃiVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
القبول هو تعب Ctعن ٕالارادة من جانب من وجه إليه ٕالايجاب
إ-ى املوجب يخCDﻩ فيه بقبوله ٕالايجاب ،فهو يدل عhى النية الباتة Mي
إبرام العقد بالشروط الواردة Mي ٕالايجاب .وعليه فم{ كان القبول
مطابقا تماما لإليجاب فإن الCا ijÃيتم وينعقد العقد.
أوال :صيغ التعب XOعن القبول
التعب Ctعن القبول ال يخضع لشكل معtن ،فهو باعتبارﻩ تعبCt
عن ٕالارادة بمسلك إيجابي قد يكون صريحا كما يمكن أن يكون
ضمنيا ،غ Ctأنه وكما رأينا سابقا وخالفا للقاعدة ال{ iتق ijبأنه "ال
ينسب إ-ى ساكت قول" ،فإن القبول يتم استثناء بطريق السكوت أي
بمسلك سل¨ iم{ تعلق ٕالايجاب بمعامالت سابقة بدأت فعال بtن
-56إذا طلب املوجب أن يصدر القبول Mي شكل معtن فإن القبول ال يكون صحيحا إذا صدر
بشكل آخر.
عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص 635
-57كما لو اعتادت مكتبة أن ترسل إ-ى عميلها املطبوعات الحديثة ويعتاد العميل أن
يحتفظ بالكتب ال{ iتروقه ويرسل ثمFا وأن يرد ما ال يروقه من الكتب ،فإذا أرسلت املكتبة
إليه كتبا فاحتفظ Fzا ولم يردها Mي خالل
-58إذ عندئد يتعtن عhى من وجه إليه ٕالايجاب إن أراد ،نفي تلك الداللة ال{ iتقتض©Fا
طبيعة املعاملة.
عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص .462
- 70 -
ثانيا :شروط القبول
يشCط Mي القبول لكي يكون صحيحا وينعقد العقد به توفر
شرطtن :
-الشرط ٔالاول :أن يصدر القبول وٕالايجاب قائما لم يسقط
وذلك Mي ٔالاحوال ال{ iسبق تفصيلها عند تناول سقوط ٕالايجاب .فلو
أن شخصا حدد إليجابه مدة معينة أو كان هذا ٔالاجل ضمنيا كما Mي
املراسلة فإن القبول ينبïي أن يتم داخل ٔالاجل الصريح أو الضم.i
-وإذا كان ٕالايجاب موجه إ-ى شخص حاضر ولم يحدد املوجب
مدة معينة إليجابه فإن القبول ينبïي أن يصدر فورا وقبل انفضاض
مجلس العقد ،وإذا تم ٕالايجاب بواسطة الهاتف وجب أن يصدر
القبول قبل انFGاء املكاملة الهاتفية طبقا للفقرة ٔالاخCtة من الفصل 23
من ق.ل.ع.
-غ Ctأن القبول املتأخر أي بعد سقوط ٕالايجاب ،وإن لم يكن
صحيحا النعقاد العقد فإنه يصح اعتبارﻩ إيجابا جديدا موجها
للموجب ٔالاول وبالتا-ي يجوز لهذا ٔالاخ Ctأن يقبله ،وم{ تم هذا
القبول الالحق انعقد العقد.
-الشرط الثاني :مطابقة القبول لإليجاب.
يجب أن يكون القبول مطابقا لإليجاب أي شامال ومتفقا عhى
كل الشروط املضمنة Mي ٕالايجاب ،أما إذا تضمن القبول ،زيادة أو
نقصانا أو تعديال فيما احتوى عليه ٕالايجاب أو علق املوجه إليه
ٕالايجاب إيجابه عhى شرط أو قيد فإن ذلك ال يعد قبوال وإنما رفضا
- 71 -
لإليجاب القائم وبمثابة إيجاب جديد موجه إ-ى املوجب ٔالاول ،وهو ما
نص عليه الفصل 27من ق.ل.ع الذي جاء فيه" :الرد املعلق عhى
شرط أو املتضمن لقيد يعت CDبمثابة رفض لإليجاب يتضمن إيجابا
جديدا".
] Vh^«ý^eÙçfÏÖ]á]Î]VínÖ^nÖ]ì†ÏËÖ
لكي ينعقد العقد ال يكفي صدور إيجاب وقبول ،بل ينبïي أن
يقCن هذا ٔالاخ Ctباإليجاب .هذا وتختلف صور اقCان القبول
باإليجاب باختالف طرق التعاقد؛ أي حسب ما إذا تم التعاقد بtن
حاضرين Mي مجلس العقد ،أو عن طريق املراسلة أو بواسطة وسيط
أو رسول أو عن طريق الهاتف ،فكل الطرق Mي هذﻩ الحالة لها
أحكامها الخاصة مع وجود ضوابط وقواعد تخضع لها كل العقود.
أوال :الضوابط العامة ال l£تسري عSى كافة العقود
-يجب أن يشمل ترا ijÃالطرفtن العناصر ٔالاساسية للعقد
وباي الشروط ٔالاخرى املشروعة ال{ iيعتCDها الطرفان أساسية وذلك
طبقا ملا نصت عليه الفقرة ٔالاو-ى من الفصل 19من ق.ل.ع ،كتعيtن
أجل دفع الثمن إذا كان البيع بأجل أو تحديد ثمن السومة الكرائية
Mي عقد الكراء.
-التعديالت ال{ iيدخلها الطرفان بإراد]Fما عhى الاتفاق Mي
مجلس العقد وفور إبرامه ال تعت CDعقدا جديدا بل جزءا من الاتفاق
- 72 -
ٔالاول وذلك مالم يعلن الطرفان خالف ذلك ،وهو ما نصت عليه
الفقرة 2من الفصل 19من ق.ل.ع
-إذا ترا jÃالطرفان عhى بعض شروط العقد واحتفظا
صراحة بشروط أخرى لتكون محال التفاق الحق فإن العقد ال يتم،
والشروط املتفق عل©Fا ولو وردت كتابة تكون مجردة من أي أثر
قانوني )الفصل 20من ق.ل .ع.
-العCDة Mي الCا ijÃباإلرادة الظاهرة 59ال{ iاطمأن إل©Fا كل من
املوجب واملوجب له ال ٕالارادة الباطنة الكامنة Mي النفس ال{ iيتعذر
ٕالاحاطة Fzا .وهو ما اعتمدﻩ املشرع املغربي من خالل مقتضيات قانون
الالامات والعقود إذ نص Mي الفصل 46عhى أنه ":إذا كانت ألفاض
العقد صريحة امتنع البحث عن قصد صاحFÛا" .كما يقرر الفصل 21
من ق.ل.ع ما يhي" :التحفظات والقيود ال{ iلم تنه إ-ى علم الطرف
ٓالاخر ال تنقص وال تقيد آثار التعب Ctعن ٕالارادة املستفادة من ظاهر
اللفظ".
من تم إذا اتضحت العبارة ،فالعCDة باإلرادة الظاهرة ال{i
يفCض أFºا مطابقة لإلرادة الحقيقية وال يجوز الخروج عن هذﻩ
ٕالارادة الظاهرة وتأويل عبارة العقد خالفا ملعناها الظاهر بحجة
تأويله.
ٕ59الارادة الظاهرة ¤ي ال{ iتكون ف©Fا العCDة Mي التعاقد بما توافقت عليه ٕالارادتان Mي التعبCt
عنه ألن ٕالارادة الباطنية ال يمكن التعرف عل©Fا بدقة ومن تم يتعtن الوقوف عند حدود
التعب Ctحفاظا عhى استقرار املعامالت.
- 73 -
ثانيا :الضوابط الخاصة ببعض العقود
-حالة التعاقد بمجلس العقد.
إذا حصل التعاقد بtن حاضرين بأن جمعهما مجلس واحد
وجب أن يصدر القبول فور صدور ٕالايجاب وقبل انفضاض مجلس
العقد.
−حالة التعاقد بtن غائبtن باملراسلة:
التعاقد بtن غائبtن هو الذي يتم بtن متعاقدين ال يجمعهما
مجلس واحد ،وتتم tهذﻩ الحالة بكون علم املوجب بالقبول ال
يحصل إال Mي وقت الحق لعدم وجود الطرفtن Mي مكان واحد ،كما لو
أرسل تاجر من مدينة مراكش رسالة إ-ى تاجر Mي مدينة أكادير يعرض
عليه ف©Fا بيع بضاعة بشروط معينة ويجيبه التاجر Mي أكادير برسالة
يضمFا قبول الشراء بالشروط املحددة .ففي هذﻩ الحالة تثور مسألة
تحديد زمان انعقاد العقد ومكانه ،فهل يتم العقد Mي وقت ٕالاعالن
عن القبول أم أن العCDة بوقت علم املوجب بالقبول؟ وهل نعتCD
العقد Mي هذا املثال منعقدا Mي أكادير حيث صدر القبول أم Mي
مراكش حيث وصل القبول إ-ى علم املوجب؟
لقد شهد القرن التاسع عشر جدال كثCtا حول هذﻩ املسألة
وظهرت أربع نظريات تحدد زمان انعقاد العقد بtن الغائبtن ومكان
هذا الانعقاد.
-نظرية إعالن القبول :ومقتضاها أن العقد يتم Mي الوقت الذي
يع CDفيه املوجب له عن قبوله ٕالايجاب أي Mي الزمان واملكان اللذين
- 74 -
حصل ف©Fما توقيع الكتاب الذي يتضمن القبول مما يع iأن انعقاد
العقد وفقا لهذﻩ النظرية ال يتوقف عhى علم املوجب بالقبول.
ويCتب عhى ذلك أنه يمتنع عhى املوجب من ذلك الوقت
الرجوع Mي إيجابه ،كما أن محكمة املكان الذي صدر فيه القبول
تكون مختصة بالنظر Mي الدعوى م{ أعطى قانون املسطرة املدنية
الاختصاص للنظر Mي الدعوى ملحكمة مكان العقد كما هو الشأن Mي
الÈاعات املتعلقة بالتوريدات.
-نظرية تصدير القبول :ومؤداها أنه ال يكفي حصول القبول بل
يجب إرساله ،أي نقله بأن يودع Mي صندوق الCDيد أو أن يحمل كتاب
رسوال مما يع iأن هذﻩ النظرية تعتمد Mي أساسها عhى إعالن القبول
مع اشCاط تصديرﻩ.
-نظرية تسلم القبول :ومؤداها أنه ال يكفي مجرد إعالن القبول
وتصديرﻩ بل يجب وصوله إ-ى املوجب ،إذ Fzذا يصبح القبول Fºائيا
سواء أعلم املوجب بالقبول أم لم يعلم به.
-نظرية العلم بالقبول :ومقتضاها أنه ال يكفي النعقاد العقد
مجرد التعب Ctبالقبول أو تصديرﻩ أو تسليمه بل يجب أن يعلم املوجب
Fzذا القبول.
وعhى ضوء النظريات الفقهية بخصوص تحديد مكان وزمان
انعقاد العقد الذي يتم بtن غائبtن يحق لنا التساؤل عن املوقف
الذي تبناﻩ قانون الالامات والعقود؟
- 75 -
لقد نصت الفقرة ٔالاو-ى من الفصل 24من ق.ل.ع عhى ما
يhي ":يكون العقد الحاصل باملراسلة تاما Mي الوقت واملكان اللذين يرد
ف©Fما من تلقى ٕالايجاب بقبوله".
60
وانطالقا من هذا الفصل يرى جانب من الفقه أن املشرع
املغربي سار وفق مذهب إعالن القبولM ،ي حtن يرى جانب آخر من
الفقه 61أن املشرع املغربي اعتنق مبدأ تصدير القبول ألن الرد ينبïي
بداهة أن يكون فعليا أي بإرساله وال يكفي فيه ٕالاعالن أي مجرد
صدورﻩ.
والواقع أن كال الرأيtن هما متقاربان ذلك أن نظرية تصدير
القبول تعتمد Mي أساسها عhى إعالن القبول ،ثم إنه ينبïي لفت النظر
إ-ى أن اعتبار العقد تاما Mي الوقت الذي يرد فيه من تلقى ٕالايجاب
بقبوله يبقى معلقا Mي جميع ٔالاحوال عhى شرط واقف 62وهو وصول
الرد بالقبول إ-ى املوجب قبل انصرام الوقت املناسب الذي يكفي
عادة لوصوله إليه طبقا للفصل 30من ق.ل.ع أو قبل انقضاء ٔالاجل
الذي يكون املوجب قد حددﻩ للقبول )املادة 29من ق.ل.ع(
-التعاقد بtن غائبtن بواسطة رسول أو وسيط :هذا النوع من
التعاقد يشبه التعاقد بtن غائبtن باملراسلة شFÛا تاما مما يجعلهما
64أضيف هذا الفصل بمقت jاملادة 3من القانون رقم 53-05املتعلق بالتبادل
ٕالاليكCوني للمعطيات القانونية الصادر بتنفيذﻩ الظه Ctالشريف رقم 1.07.129بتاريخ 19
من ذي القعدة M 1428ي )30نون (2007 CDج ر عدد 5584بتاريخ )25ذي القعدة 6 1428
ديسم (2007CDص 3872
65عبد ال´ي حجازي م س –ص739 -
- 78 -
يع CDعFا ح{ ولو باسم غCtﻩ ولحساب هذا الغ ،Ctأي أنه يكون طرفا
Mي التصرف الذي تنصرف آثارﻩ إ-ى الغ ،Ctغ Ctأنه ال يستوجب لصحة
هذا التصرف أن يكون النائب ذا أهلية إلبرام التصرف ،بل يكفي أن
يكون متمتعا بالتمي tوبقواﻩ العقلية ولو لم تكن له صالحية إجراء
66
التصرف Mي حق نفسه.
-أوال :آثار النيابة
تظهر آثار النيابة Mي ثالث أنواع من العالقات القانونية:
-عالقة ٔالاصيل بالنائب
هذﻩ العالقة تخول النائب سلطة التصرف باسم وملصلحة
ٔالاصيل ،و¤ي تنشأ من عقد الوكالة أو العمل والشركة )النيابة
الاتفاقية( وإما من نص القانون )النيابة القانونية( 67،وإما من حكم
القا) ijÃالنيابة القضائية( كما هو الشأن بالنسبة للمقدم.
-عالقة النائب بالغ Ctاملتعاقد:
إن النائب يCDم العقد مع الغ Ctاملتعاقد باسم ٔالاصيل ولذلك
فالنائب ال يكسب حقوقا من هذا العقد إذ الستطيع مثال أن يرفع
-66إذ يسوغ للشخص أن يجري باسم الغ Ctما ال يستطيع أن يجريه باألصالة عن نفسه،
)أنظر الفصل 880من ق.ل.ع(
M -67ي النيابة القانونية تنشأ سلطات النائب من القانون الذي يقوم بتحديدها ،ؤالاصل أن
القانون هو الذي يعtن شخص النائب القانوني .غ Ctأن الطابع القانوني للنيابة ال يستبعد Mي
جميع ٔالاحوال إمكان اختيار شخص النائب القانوني كما Mي حالة الو.ijü
أنظر عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص .757
- 79 -
الدعوى باسمه عhى الغ Ctاملتعاقد لحمله عhى تنفيذ العقد ،68كما ال
يستطيع أن يطلب باسمه فسخ العقد ،أو الرجوع فيه دون موافقة
ٔالاصيل طاملا أنه أبرم العقد Mي حدود النيابة.
كما أن النائب ال يتحمل Mي الوقت ذاته بالامات تنشأ من
العقد الذي أبرمه باسم ٔالاصيل ،ولذلك ال يحق للغ Ctاملتعاقد الرجوع
عليه ملطالبته بالتنفيذ عينا .وإذا تصرف النائب خارج حدود نيابته،
فيحق للمتعاقد الرجوع عليه ومطالبته بالتعويض عhى أساس
مسؤوليته التقصCtية باعتبارﻩ ارتكب خطأ Mي إبرام العقد فيلم Mي
مواجهته بالتعويض .أما العقد الذي يCDمه النائب باعتبارﻩ نائبا وMي
حدود النيابة فإنه ال تCتب عنه مسؤولية تعاقدية قبل الغ Ctإال عhى
عاتق ٔالاصيل.
-عالقة ٔالاصيل بالغ Ctاملتعاقد مع النائب :
م{ كان النائب يتعاقد باسم ٔالاصيل وMي حدود نيابته فإن
العقد ينصرف أثرﻩ إ-ى ٔالاصيل ،وبذلك تنشأ عالقة قانونية مباشرة
بtن ٔالاصيل والغ Ctويختفي شخص النائب من بيFما ،وتنصرف آثار
العقد بما ف©Fا الحقوق والالامات إ-ى ذمFGما ،ويكون كل مFما دائنا
ومدينا لآلخر .فإذا كان العقد الذي أبرمه النائب عقد بيع فإن
املشCي ال يعت CDخلفا للنائب بل يكون خلفا لألصيل ،وإذا كانت إرادة
-68إن شخصية النائب ال{ iكانت ظاهرة بشكل كامل وقت إنشاء العقد وتكوينه تختفي عند
إنتاج العقد آلثارﻩ.
السFوري – نظرية العقد – م.س ،ص221
- 80 -
النائب معيبة فاألصيل هو الذي يحق له إبطال التصرف وكذلك حق
املتعاقد ٓالاخر Mي ٕالابطال ال يباشر Mي مواجهة النائب بل Mي مواجهة
ٔالاصيل.
] ê•]Ö]ív‘VêÞ^nÖ]ovf¹
ال يكفي لقيام العقد مجرد الCا ijÃأي توافق إرادتي
املتعاقدين عhى إحداث ٔالاثر القانوني املتوàى من العقد ،وإنما يلزم
أن يقع هذا الCا ijÃصحيحا بأن يكون كل من املتعاقدين أهال إلبرام
العقد وأن تكون إرادة كل مFما سليمة أي خالية من العيوب ال{i
تعيب ٕالارادة و¤ي الغلط والتدليس وٕالاكراﻩ والغDن.
وعليه سنقسم هذا املبحث إ-ى مطلبtن نخصص ٔالاول منه
لتناول ٔالاهلية عhى أن نعرض Mي الثاني لعيوب ٕالارادة.
] íé×âù]VÙæù]gת¹
تتصل ٔالاهلية اتصاال وثيقا بركن الCا ijÃباعتبارها عنصرا
جوهريا وأساسيا فيه وشرطا من شروط صحته .فإرادة الالام
تقت ijأن تتوفر لدى طرMي العقد ٔالاهلية الالزمة النعقادﻩ.
] ^ãÂ]çÞ_æíé×âù]ÝçãËÚV±æù]ì†ÏËÖ
أوال :تعريف ٔالاهلية
ٔالاهلية وصف يقوم باإلنسان فيجعله أهال الكتساب الحقوق
والتحمل بااللامات ومتمتعا بصالحية القيام بالتصرفات القانونية
- 81 -
الصحيحة .69ومن هذا التعريف يتبtن أن ٔالاهلية عhى نوعtن أهلية
وجوب وأهلية أداء.
ثانيا :أنواع ٔالاهلية
أهلية الوجوب -1
وتع iالصالحية الكتساب الحقوق والتحمل بااللامات ،و¤ي
مالزمة للشخصية تالزم ٕالانسان منذ والدته وتستمر إ-ى حtن وفاته،
بل وتثبت للجنtن Mي حدود معينة بما يعود عليه بالنفع حيث يكون
له الحق Mي املCtاث وMي الوصية.
أهلية ٔالاداء: -2
¤ي صالحية الشخص للقيام بالتصرفات القانونية ال{ iتؤدي
إ-ى اكتساب الحقوق أو التحمل بااللامات عhى نحو يعتد به قانونا
مما يجعل هذﻩ ٔالاهلية ذات اتصال مباشر بصحة الرضا.70
و ٔالاصل Mي الشخص أنه يتمتع بأهلية كاملة ،وأن انعدام
ٔالاهلية ونقصها استثناء من هذﻩ القاعدة ،وهو ما نصت عليه الفقرة
الثانية من الفصل الثالث من ق.ل.ع ال{ iجاء ف©Fا ...:وكل شخص
أهل لإللزام والالام مالم يصرح قانون أحواله الشخصية بغ Ctذلك.
" مما يع iأن ٔالاهلية من النظام العام بحيث ال يسوغ التنازل عFا أو
69شكري احمد السبا£ي :نظرية بطالن العقود وإبطالها Mي قانون الالامات والعقود الطبعة
ٔالاو-ى 1971املطبعة املثالية-ص133 -
70فعندما يكون املتعاقد كامل أهلية ٔالاداء فإن العقد يقوم صحيحا ،أما إذا كان ناقص
ٔالاهلية فإن العقد يكون قابال لإلبطال ،وإذا انعدمت أهليته اعت CDالعقد باطال.
- 82 -
الحصول عل©Fا بمقت jالاتفاق ،وكل اتفاق من هذا النوع يقع
باطال .فلو باع قاصر عقارﻩ والم للمشCي بعدم الطعن Mي البيع عند
بلوغه سن الرشد فإن مثل هذا الالام يكون باطال وعديم ٔالاثر.71
]l^ʆ’jÖ] » ^â†m_æ íé×âù] Øu]†ÚV íéÞ^nÖ] ì†ÏËÖ
] íéÞçÞ^ÏÖ
يمر ٕالانسان منذ والدته إ-ى وفاته بمراحل ثالث ¤ي مرحلة
الصغ Ctغ Ctاملم tوالصغ Ctاملم ،tومرحلة البالغ الرشيد ،وMي كل
مرحلة عhى حدة تتدرج ف©Fا أهلية ٔالاداء.
أوال :مرحلة الصغ XOغ XOاملم'O
الصغ Ctغ Ctاملم tهو الذي لم يتم بعد الثانية عشر من
73
العمر .72فهذا الص¨ iيكون فاقدا للتمي ،tويعت CDعديم أهلية ٔالاداء
وتكون جميع تصرفاته باطله بطالنا مطلقا وال تنتج أي أثر 74ح{ ما
كان مFا نافعا نفعا محضا.أي أنه يكون غ Ctأهل ال للتCDع وال للتصرف
وال لإلدارة وال ٕالاغتناء،فكل تصرف قانوني يصدر عنه يعد باطال.75
-أهلية التصرف :عقود ترد Mي التصرف Mي الijÊء بعوض كالبيع
-أهلية ٕالادارة :عقود ترد عhى الijÊء الستعماله مثل عقد ٕالايجار بالنسبة للمؤجر.
-أهلية التCDع :التصرف Mي الijÊء بدون عوض كالهبة بالنسبة للواهب.
أنظر السFوري نظرية العقد -م -.ص 314 -وما بعدها
76الفصل 213من مدونة ٔالاسرة
- 84 -
بنفسه ولو بإذن من نائبه القانوني .وإذا كانت هذﻩ التصرفات دائرة
77
بtن النفع والضرر فإن نفادها يتوقف عhى إجازة نائبه الشر£ي
حسب املصلحة الراجحة للمحجور Mي الحدود املخولة لكل نائب
شر£ي .أما إذا باشر ناقص ٔالاهلية هذﻩ التصرفات دون إجازة النائب
الشر£ي فإFºا تقع قابلة لإلبطال ملصلحة القاصر .واملقصود
بالتصرفات الدائرة بtن النفع والضرر تلك ال{ iمن املحتمل أن
يحصل مFا ربح أو خسارة حيت يأخذ ف©Fا كل من املتعاقدين مقابال
ملا يعطي كاإليجار والبيع.
وتجدر ٕالاشارة إ-ى أن الصغ Ctاملم tوإعماال للفصل 226من
مدونة ٔالاسرة قد يسمح له بتسلم جزء من أمواله إلدار]Fا بقصد
الاختبار وذلك بإذن من الو-ي أو بقرار من القا ijÃاملكلف بشؤون
القاصرين بناء عhى طلب من الو ijüأو املقدم ومن الصغ Ctاملعi
باألمر ،وMي هذﻩ الحالة تكون التصرفات القانونية ال{ iيجرFÓا
بخصوص هذﻩ ٔالاموال صحيحة بحيث يعت CDبشأFºا كامل ٔالاهلية.
كما أنه يمكن للصغ Ctاملم tم{ بلغ السادسة عشرة من عمرﻩ
بناء عhى طلبه أو بطلب من نائبه الشر£ي إذا أنس فيه الرشد ،أن
يطلب من املحكمة ترشيدﻩ ،ويCتب عن الCشيد تسلم املرشد ألمواله
78وتكون النيابة الشرعية مقصورة عhى أموال السفيه فقط )املادة 233من مدونة ٔالاسرة(
- 86 -
وعليه فإن الشخص الراشد الذي يصاب بعته يصبح ناقص
ٔالاهلية بحيث تكون التصرفات القانونية ال{ iيجرFÓا قابلة لإلبطال
ملصلحته ،ذلك أن العته خلل يصيب العقل فيؤثر Mي التمي tدون أن
يعدمه بحيث يصبح املعتوﻩ Mي حكم القاصر املم tناقص أهلية ٔالاداء
ويتم الحجر عنه ،ويتو-ى نائبه الشر£ي شؤونه فيما يتصل بأمواله
كما هو الشأن بالنسبة للسفيه ،وفق ما نصت عليه املادة 233من
مدونة ٔالاسرة.
ثالثا :الجنون وفقدان العقل
يعرف الجنون بأنه اضطراب يصيب العقل عhى نحو يجعل
الشخص املصاب به فاقدا للتمي tغ Ctمدرك لتصرفاته فيصبح عديم
ٔالاهلية .هذا وقد سوت مدونة ٔالاسرة بtن املجنون وفاقد العقل وبtن
الصغ Ctغ CtاملمM tي الحكم من حيث فقدان أهلية ٔالاداء إذ نصت
املادة 217من مدونة ٔالاسرة عhى ما يhي:
"يعت CDعديم أهلية ٔالاداء:
أوال :الصغ Ctالذي لم يبلغ سن التميt
ثانيا :املجنون وفاقد العقل
يعت CDالشخص املصاب بحالة فقدان العقل بكيفية متقطعة
كامل ٔالاهلية خالل الفCات ال{ iيؤوب إليه عقله ف©Fا"
فمن خالل هذﻩ املادة يتبtن أن املشرع سوى Mي الحكم بtن
الصغ Ctغ Ctاملم tواملجنون وفاقد العقل ،كما أنه م tبtن الجنون
املطبق والجنون غ Ctاملطبق أي الذي يكون بصفة متقطعة بحيث
- 87 -
يفقد املجنون عقله Mي فCات معينة ويعود إليه عقله ويرجع إ-ى
رشدﻩ Mي فCات أخرى .ففي هذﻩ الحالة يكون املصاب بجنون متقطع
معدوم ٔالاهلية Mي فCات مرضه العقhي وتبطل معها تصرفاتهM ،ي حtن
تكون تصرفاته نافدة وصحيحة Mي الفCة ال{ iيعود ف©Fا إ-ى رشدﻩ
وعقله.
] ì]…ý]hçéÂVêÞ^nÖ]gת¹
لكي ينعقد العقد صحيحا ال يكفي أن يكون هناك ترا ijÃبأن
تتجه إرادة املتعاقدين إ-ى إحداث ٔالاثر القانوني املتوàى من العقد،
بل البد أن يقع هذا الCا ijÃصحيحا بأن يكون باإلضافة إ-ى صدورﻩ
عن ذي أهلية ،سليما خاليا من العيوب ال{ iتشوب ٕالارادة و¤ي
الغلط والتدليس وٕالاكراﻩ والغDن وهو ما سنتناوله عhى التوا-ي.
] ¼×ÇÖ]V±æù]ì†ÏËÖ
الغلط هو وهم يقوم Mي ذهن املتعاقد بصدد أمر يتصل
بالعقد فيصورﻩ له عhى غ Ctحقيقته ،ويكون هو الدافع إ-ى التعاقد
بحيث ما كان ليCDم العقد لوال وقوعه Mي هذا الغلط الذي جعل
إرادته معيبة.
وعليه ففي الغلط نكون أمام تصور غ Ctصحيح للحقيقة دفع
79
باإلرادة إ-ى التعاقد.
M 80ي هذا النوع من الغلط ال نكون Mي حاجة إ-ى نظرية الغلط للقول ببطالن العقد ألن
الغلط هنا يدخل Mي تكوين العقد.
- 89 -
او كأن يحسب شخص أن ابنه الوحيد مات Mي الحرب ف©Fب
81
مبلغا كبCtا إلحدى املؤسسات الخCtية
ثانيا :الغلط املسبب لإلبطال
هذا النوع من الغلط ال يعدم الرضا حيث أن العقد ينعقد
لتوافر أركانه ،ولكنه يكون قابال لإلبطال لتخلف شرط من شروط
صحته ويتحقق هذا الغلط Mي الحاالت التالية:
−حالة الغلط Mي القانون
−حالة الغلط Mي الijÊء محل التعاقد
−حالة الغلط Mي شخص املتعاقد أو Mي صفة جوهرية فيه
م{ كانت ذات املتعاقد أو صفته محل اعتبار Mي العقد .و¤ي كلها
حاالت تناولها املشرع املغربي وسنعرض لها بتفصيل.
ثالثا :الغلط غ XOاملنتج
وهو غلط ال يؤثر عhى صحة الرضا بحيث ال يتعلق بأية صفة
جوهرية Mي العقد ،وذلك كالغلط Mي صفة غ Ctجوهرية Mي الijÊء
املتعاقد عليه ،أو الغلط Mي الحساب أو عندما يقع الغلط Mي شخص
82
املتعاقد أو صفته Mي الحاالت ال{ iال تكون ف©Fا شخصيته أو صفته
-83لم يتناول املشرع املغربي حالة الغلط غ Ctاملغتفر الذي يقع فيه املتعاقد بسبب خفته
وعدم تحريه الحقيقة ،دون أن يكون للمتعاقد معه علم بالغلط الذي وقع فيه أو لم يكن
من السهل عليه أن يتبtن ذلك الغلط .مما يع iبالتبعية أنه لم يشCط أن يكون املتعاقد
ٓالاخر قد وقع Mي الغلط ذاته ،أو كان عhى علم به ،أو كان من السهل عليه أن يتبينه عhى
النحو الذي استلزمته بعض التشريعات الحديثة كالقانون املدني الكوي{ iحفاظا عhى
استقرار التصرفات القانونية ،م.س ،ص ،1027عبد ال´ي حجازي.
- 91 -
إن مثل هذا القول يبقى غ Ctصحيح ذلك أن من يث Ctالغلط Mي
القانون ال يريد أن يتس Cوراء جهله للهروب من تطبيق قاعدة
قانونية عليه وإنما يريد أن يبtن أن إرادته أتت نتيجة لعدم معرفته
القانون أو لتفسCtﻩ إياﻩ تفسCtا غ Ctصحيح.84
فلو أن شخصا اشCى من آخر أرضا ليقيم عل©Fا فرنا بمدخنة
دون أن يعلم أن هذﻩ ٔالارض مثقلة بارتفاق عسكري يحرم إقامة أي
بناء يزيد ارتفاعه عhى خمسة أمتار ،فلما أقام البناء أمرته السلطة
العسكرية Fzدم ما يزيد ارتفاعه مFا عن املقدار املحدد ،هنا ال
يستطيع املشCي أن يطلب إعفاءﻩ من الالام Fzدم البناء بحجة أنه
يجهل القانون ولكنه يستطيع أن يطلب إبطال البيع Mي مواجهة البائع
ألنه لو كان يعلم Fzذا ٔالامر المتنع عن الشراء.85
ومن ٔالامثلة أيضا عن الغلط Mي القانون :أن FÓب شخص ماال
إ-ى مطلقته معتقدا أنه قد اسCدها لعصمته ،وهو يجهل أن طالقها
قد أصبح بينا بانقضاء العدة.
وبالرجوع إ-ى الفصل 40من ق.لع نجد أن املشرع املغربي
اشCط لالعتداد بالغلط Mي القانون شرطtن أساسيtن:
-86وكأن الغلط Mي حقيقته ينصب عhى صفة جوهرية Mي الijÊء أو شخص املتعاقد مصدرﻩ
جهل بالقانون.
- 93 -
ثانيا :الغلط -ي الloªء محل العقد
نص املشرع املغربي عhى هذا النوع من الغلط Mي الفصل 41
من ق.ل.ع والذي جاء فيه ":يخول الغلط ٕالابطال ،إذا وقع Mي ذات
الijÊء أو Mي نوعه أو Mي صفة فيه كانت ¤ي السبب الدافع إ-ى الرضا".
وعليه فطبقا لهذا النص فإن الغلط الذي يقع Mي مادة الijÊء 87أي
مجموع الخصائص الفtيائية والكميائية ال{ iيتكون مFا الijÊء
وتجعله متمtا عن غCtﻩ من ٔالاشياء ومثاله أن يشCي شخص خاتما
معتقدا أنه من الذهب ثم يتضح له بعد ذلك أنه من الفضة.
كما يعتد أيضا بالغلط Mي نوعه ،كما لو اشCى شخص سلعة
عhى أFºا من النوع املمتاز وإذا ¤ي من النوع العادي ،أو Mي صفة الijÊء
كما لو اشCى شخص لوحة عhى أFºا أثرية تم يتضح له بعد ذلك أFºا
مجرد تقليد .فالغلط Mي مثل هذﻩ الحاالت يكون جوهريا أي دافعا إ-ى
التعاقد ويتعلق بالijÊء سواء Mي مادته أو نوعه أو صفته.
ثالثا :الغلط -ي شخص املتعاقد أو -ي صفته
وقد نص الفصل 42من ق.ل.ع عhى هذا النوع من الغلط
املؤثر والذي جاء فيه ما يhي" :الغلط الواقع عhى شخص أحد
87يجمع الفقه Mي املغرب عhى استبدال عبارة ذاتية الijÊء بعبارة مادة الijÊء ألن الغلط Mي
ذاتية الijÊء ،غلط مانع يعدم الرضاء ويجعل العقد باطال بطالنا مطلقا
املختار عطار م س –ص151-
شكري احمد السبا£ى س –ص552-
مأمون الكزبري م س –ص77-
- 94 -
املتعاقدين أو عhى صفته ال يخول الفسخ إال إذا كان هذا الشخص أو
هذﻩ الصفة أحد ٔالاسباب الدافعة إ-ى صدور الرضا من املتعاقد
ٓالاخر".
فالغلط يعت CDجوهريا أي دافعا إ-ى التعاقد إذا وقع Mي ذات
املتعاقد أو Mي صفة من صفاته ،م{ كانت تلك الذات أو تلك الصفة
¤ي السبب الرئي« ijالدافع إ-ى التعاقد ،مما يع iأن هذا النوع من
الغلط يقع Mي العقود ال{ iتكون ف©Fا شخصية املتعاقد محل اعتبار
كعقود التCDع.
فإذا وهب شخص ماال آلخر اعتقادا منه أنه قريب له ،فيتضح
أال صلة له به كان عقد الهبة قابال لإلبطال ،كذلك يعت CDالغلط
دافعا إ-ى التعاقد م{ وقع Mي صفة من صفات املتعاقد كانت ¤ي
الدافع إ-ى التعاقد كما لو تعاقد شخص مع آخر ليضع له تصميما
للمÈل الذي يريد تشييدﻩ معتقدا أنه مهندس معماري ،ثم يتضح أنه
ليس مهندسا معماريا.
رابعا :الغلط -ي الحساب
نص عhى هذا النوع من الغلط الفصل 43من ق.ل.ع بقوله"
مجرد غلطات الحساب ال تكون سببا للفسخ وإنما يجب تصحيحها"،
مما يع iأن هذا الغلط يعت CDغلطا ماديا ال يعيب العقد وإنما يتعtن
تصحيحه
- 95 -
خامسا :الغلط الواقع من الوسيط
جاء Mي الفصل 45من ق.ل.ع ما يhي:
إذا وقع الغلط من الوسيط الذي استخدمه أحد املتعاقدين
كان لهذا املتعاقد أن يطلب فسخ الالام Mي ٔالاحوال املنصوص عل©Fا
Mي الفصلtن 41و 42السابقtن وذلك دون إخالل بالقواعد العامة
املتعلقة بالخطأ وال بحكم الفصل M 430ي الحالة الخاصة بالCDقيات"
وعليه إذا وقع الوسيط Mي غلط تعلق بمادة الijÊء أو صفة
فيه كانت ¤ي السبب الدافع إ-ى الرضا ،أو تعلق بشخص أحد
املتعاقدين أو بصفة فيه وكان هذا الشخص أو هذﻩ الصفة أحد
ٔالاسباب الدافعة إ-ى صدور الرضا من املتعاقد ٓالاخر ،فإنه يحق
للمتعاقد الذي استخدم هذا الوسيط أن يطلب إبطال العقد وكأنه
هو الذي وقع Mي هذا الغلط.
ومن أمثلة هذا النوع من الغلط أن يكلف شخص سمسارا
ليتو-ى بيع أثاث أثري له ،فيبيعه عhى أساس أنه مجرد أثاث عادي.
ومن أمثلته أيضا أن يرسل البائع إ-ى املشCي برقية بالثمن
الذي يريد بيع مÈله به فإذا بخطأ يقع Mي هذﻩ الCDقية يؤدي إ-ى ذكر
الثمن محرفا.
ففي مثل هذﻩ الحاالت يقع العقد قابال لإلبطال ملصلحة من
تعيب رضاؤﻩ دون إعفاء الوسيط من تحمل مسؤوليته التقصCtية
نتيجة لخطئه طبقا للقواعد العامة للمسؤولية التقصCtية.
- 96 -
] ‹éÖ‚jÖ]VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
يعرف التدليس بأنه استعمال للحيل والخداع إليقاع املتعاقد
Mي الغلط يحمله عhى التعاقد بحيث لوال هذﻩ الوسائل الاحتيالية أو
الخداع ملا أقدم املتعاقد عhى إبرام العقد.
وعليه إذا كان الغلط وهم تلقائي يقع فيه املتعاقد من نفسه،
فإن التدليس يولد Mي نفس املتعاقد املدلس عليه غلط نتيجة الحيلة
والخداع اللذين استعملهما املتعاقد ٓالاخر أي املدلس ،مما يع iأن
88
التدليس يجعل العقد قابال لإلبطال بسبب غلط مدفوع إليه.
هذا ويتم tالتدليس كذلك عن كل من الغش والنصب.
فالتدليس يصاحب تكوين العقد ويكون دافعا إ-ى التعاقد مما
يجعله أضيق من مع الغش ،89ذلك أن الغش يشمل كل الوسائل
املستعملة لتضليل الغ Ctأو ٕالاضرار بمصالحه سواء خارج نطاق العقد
أو أثناء تكوين العقد أو أثناء تنفيذﻩ ،فالغش الذي يصاحب تكوين
العقد ويدفع إ-ى التعاقد باستعمال وسائل احتيالية توقع املتعاقد
ٓالاخر Mي غلط هو التدليس ،أما الغش الذي يقع أثناء تنفيذ العقد
فإن أثرﻩ يقتصر عhى املطالبة بإبطال التنفيذ املخالف للتعاقد مع
إمكانية أن يطالب من كان ضحية الغش بالتعويض عن الضرر الذي
لحقه جراء الغش.
-88فما يصب ٕالارادة ليس التدليس ،بل الغلط النا ÌjÉعن التدليس.
عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص .1037
89املختار عطار م س ص157-
- 97 -
ويتم tالتدليس عن النصب Mي أن هذا ٔالاخ Ctيتضمن
استعمال وسائل احتيالية لالستيالء عhى مال مملوك للغ Ctوهو ما
يشكل جريمة وفق القانون الجنائي.
أما التدليس فهو عمل مدني غ Ctمشروع يعمل من خالله
املدلس عhى استعمال وسائل احتيالية إليقاع املتعاقد معه Mي غلط
يحمله عhى التعاقد ،و¤ي وسائل ال تتضمن بالضرورة أعماال إيجابية
بل يكفي مجرد الكتمان لتحقق التدليس Mي مفهومه املدني.
وقد خصص املشرع املغربي للتدليس باعتبارﻩ عيبا يشوب
ٕالارادة ويجعل العقد قابال لإلبطال فصلtن هما الفصل 52من
ق..ل.ع الذي جاء فيه":التدليس يخول ٕالابطال إذا كان ما لجأ إليه
من الحيل أو الكتمان أحد املتعاقدين أو نائبه أو شخص آخر يعمل
بالتواطؤ معه قد بلغت Mي طبيعFGا حدا بحيث لوالها ملا تعاقد الطرف
ٓالاخر ،ويكون للتدليس الذي باشرﻩ الغ Ctنفس الحكم إذا كان
الطرف الذي سيستفيد منه عاملا به" .وكذا الفصل 53الذي ينص
عhى ما يhي:
"التدليس الذي يقع عhى توابع الالام من غ Ctأن يدفع إ-ى
التحمل به ال يمنح إال الحق Mي التعويض".
وانطالقا من هذين الفصلtن يتبtن أن التدليس ال يFض سببا
لإلبطال إال إذا توافرت فيه الشروط التالية :
- 98 -
أوال :استعمال الطرق أو الوسائل الاحتيالية
تنطوي الوسائل والطرق الاحتيالية املستعملة عhى عنصرين
اثنtن أحدهما مادي وٓالاخر معنوي.
العنصر املادي :ويتلخص Mي استعمال طرق احتيالية ع CDأعمال
مادية من شأFºا أن توقع املتعاقد ٓالاخر Mي الغلط يدفعه إ-ى التعاقد،
أي أننا نكون بصدد وقائع دقيقة من شأFºا أن تخدع الغ Ctكتقديم
البائع وثائق مزورة للمشCي لجعله يقبل شراء البضاعة بثمن مرتفع،
أو انتحال شخصية مشهورة بالثقة واملهارة .ولكن هل يكفي الكذب أو
الكتمان لتحقق التدليس ح{ مع عدم استعمال طرق احتيالية
مادية؟
ٔالاصل أن مجرد الكذب ال يعت CDتدليسا كمبالغة التاجر Mي
مدح بضاعته أو تأكيدﻩ عhى أن سعر سلعته يقل بكث Ctعن أسعار
تجار آخرين ،ألن مثل هذا الكذب أمر مألوف وشائع بtن التجار،
وليس من شأنه أن يعيب الرضا ،غ Ctأن هذا الكذب م{ تعلق
بواقعة جوهرية يتوقف عل©Fا إبرام العقد اعت CDتدليسا ،كما لو تقدم
املؤمن عن حياته ببيانات كاذبة ومزورة للحصول عhى وثيقة تأمtن Mي
شروط مالئمة.
وما يسري عhى الكذب ينطبق من باب أو-ى عhى الكتمان أو
السكوت .فهذا ٔالاخ Ctال يعتM CDي حد ذاته عنصرا لقيام التدليس،
فاملتعاقد ليس ملزما باإلدالء للمتعاقد معه بكل املعطيات املتعلقة
بعملية التعاقد ،غ Ctأنه يمكن اعتبار الكتمان تدليسا إذا تعلق ٔالامر
- 99 -
بمعلومات جوهرية يتعtن إخبار املتعاقد ٓالاخر _إما قانونا أو عرفا أو
وفق ما تقتضيه طبيعة العقد _Fzا وال{ iما كان لهذا ٔالاخ Ctأن يقدم
عhى التعاقد لو أنه علم Fzا .ولعل هذا ما نص عليه صراحة الفصل
52من ق.ل .والذي استلزم Mي الكتمان شأنه شأن باي الطرق
الاحتيالية أن يكون بلغ Mي طبيعته حدا بحيث لوالﻩ ملا تعاقد الطرف
ٓالاخر .ومن أمثلة الكتمان الذي يعت CDتدليسا ويعتد به كسبب
لإلبطال ،أن يتقدم شخص إ-ى شركة التأمtن بقصد التأمtن عن
حياته ويكتم عFا إصابته بمرض خط ،Ctومثله أيضا أن يبيع شخص
عقارا ويكتم عن املشCي أن العقار قد شرع Mي نزع ملكيته للمنفعة
العامة .فمثل هذا الكتمان يولد Mي ذهن املتعاقد غلط يدفعه إ-ى
التعاقد.90
العنصر املعنوي:
ال يكفي لقيام التدليس توفر العنصر املادي وإنما يتوجب أن
تستعمل الطرق أو الوسائل الاحتيالية وفق ما رأيناﻩ بقصد التضليل
وإFÓام املتعاقد ٓالاخر بغ Ctالحقيقة للوصول إ-ى غرض غ Ctمشروع،
فإن انتفت نية التضليل ال نكون أمام التدليس ،وذلك كالتاجر الذي
M -90ي مثل هذﻩ الحالة نكون بصدد إخالل بالام باإلفضاء أو ٕالاعالم وهو الام قد يكون
مصدرﻩ القانون أو إرادة املتعاقد مثل عقد التأمtن حيث توضع أسئلة عhى املتعاقد ٓالاخر
وMي كث Ctمن الحاالت يكون مصدر هذا الالام ٕالاخالل بمبدأ عام يق ijبعدم الغش.
- 100 -
يCDز محاسن بضاعته لجلب الناس إ-ى شراFOا العتقادﻩ Mي صحة ما
يقوله ،دون أن يقصد بذلك تضليلهم.91
ثانيا :أن تكون الوسائل الاحتيالية ي ال l£دفعت املدلس
عليه إى التعاقد.
لكي يتمكن املتعاقد من املطالبة بإبطال العقد للتدليس ال بد
أن تكون الوسائل الاحتيالية املستعملة من طرف املدلس ¤ي ال{i
دفعت املتعاقد املدلس عليه إ-ى التعاقد وفق ما نص عليه الفصل
52من ق.ل.ع املشار إليه أعالﻩ ،وهو ما يع iوجود عالقة سببية بtن
واقعة التدليس وواقعة التعاقد .92ويرجع تقدير ما إذا كان التدليس
هو الدافع إ-ى التعاقد إ-ى محكمة املوضوع مسCشدة Mي ذلك بحالة
املتعاقد ضحية التدليس .فاملعيار املعتمد هو معيار شخ ijÄقوامه
93
املتعاقد.
هذا ويطلق عhى التدليس الدافع إ-ى التعاقد التدليس الرئي«ij
تميtا له عن التدليس العارض الذي ال يدفع إ-ى التعاقد بل يقتصر
-91غ Ctأن ذلك ال يمنع وقوع املتعاقد ٓالاخر Mي غلط يجعل العقد قابال لإلبطال م{ توافرت
شروطه كحالة تقديم بيانات دفعت إ-ى التعاقد .السFوري – نظرية العقد – م .س.ص 400
-92التدليس الالحق للعقد أي بعد التعاقد ال يكون دافعا إ-ى التعاقد وبالتا-ي ال يFض سببا
لإلطال مثل كتمان املرض عhى شركة التأمtن بعد إبرام العقد ودفع القسط ،السFوري،
نظرية العقد -م.س ،ص 400
-93حيث يتم الوقوف عhى ما إذا كانت الحيلة قد عملت عhى تضليله أم ال.
عبد ال´ي حجازي ،م.س ،ص .1052
- 101 -
94
مفعوله فقط عhى جعل الضحية يقبل التعاقد بشروط أك Cعبءا.
ويCتب عhى هذﻩ التفرقة بtن التدليس الرئي« ijوالتدليس العارض
نتائج مختلفة من حيث ٕالابطال ،ذلك أن التدليس الرئي« ijيFض
سببا لإلبطال مع التعويض إن كان له محل ،أما التدليس العارض
فال يخول ٕالابطال وإنما يمنح صاحبه مجرد الحق Mي التعويض وفق
ما نص عليه الفصل 53من ق.ل.ع ،95باعتبارﻩ يقع عhى مجرد توابع
الالام ،ومن شأن إقرار التعويض إعادة التوازن املا-ي للعقد وذلك
مالم يصل التدليس العارض إ-ى حد الغDن.
ثالثا :صدور التدليس عن املتعاقد ٓالاخر أو بعلمه
وهذا ما أكدﻩ الفصل 52املشار إليه سالفا حيت استلزم أن
تكون الوسائل الاحتيالية صادرة من أحد املتعاقدين أو نائبه 96أو
شخص آخر يعمل بالتواطؤ معه أو عhى ٔالاقل أن يكون هذا املتعاقد
عاملا Fzا ،مما يع iأن املشرع سوى بtن التدليس الصادر من أحد
املتعاقدين والتدليس الصادر من الغ Ctم{ كان أحد املتعاقدين
-97ثم إن املتعاقد م{ كان عhى علم بالتدليس أو شريكا فيه ينبïي أن يتحمل تبعة إبطال
العقد طاملا أنه ijkء النية
98والذي ينص عhى ما يhي ":يكون قابال لإلبطال الر jÃالصادر عن غلط أو الناتج عن
تدليس أو املنع بإكراﻩ"
- 103 -
وٕالاكراﻩ Fzذا املع ال يFض سببا إلبطال العقد إال إذا توفرت
فيه مجموعة من الشروط.
شروط ٕالاكراﻩ
الشرط ٔالاول :استعمال وسيلة لإلكراﻩ أو الFGديد وذلك بنية
اناع الرضاء .فلقيام ٕالاكراﻩ البد من استعمال وسيلة من وسائل
ٕالاكراﻩ أو الFGديد وأن تحدث ملن وقعت عليه أملا جسميا واضطرابا
.
نفسيا أو خوفا من تعرض نفسه أو شرفه أو ماله لضرر كبCt
هذا ويتخذ ٕالاكراﻩ الذي يقع عhى املتعاقد صورة إكراﻩ مادي
يعدم الر jÃمما يجعل العقد باطال بطالنا مطلقا مثل تخدير املكرﻩ
أو مسك يدﻩ وإجبارﻩ عhى توقيع العقد.
99
غ Ctأن ما FÓمنا هو ٕالاكراﻩ الذي يفسد الر jÃويجعل العقد
قابال لإلبطال وهو طبقا للفصل 47أعالﻩ عhى نوعtن:
إما استعمال وسيلة ]Fديد مادية تقع عhى الجسم كالضرب
والجرح والحرمان من الحرية
واما إكراﻩ نف« ijأو معنوي كالFGديد بإلحاق ٔالاذى بالنفس أو
الجسم أو الشرف أو املال.
-99فاإلرادة تظل موجودة إذ أن املكرﻩ ال يزال لديه الخيار بtن أن يقبل العقد رغم الخطر أو
يرفضه.
السFوري :نظرية العقد – م .س ص 426
- 104 -
هذا ويستوي أن يكون الFGديد موجها نحو املتعاقد املكرﻩ نفسه
أو نحو الغ Ctممن تربطه باملتعاقد عالقة دم وفق مانص عليه الفصل
100
50من ق.ل.ع
وإذا كان الخوف الناتج عن استعمال وسائل ٕالاكراﻩ يFض
سببا لإلبطال فإن مجرد النفوذ ٔالادبي ال يكفي لتوفر ٕالاكراﻩ املخول
لإلبطال ،كالنفوذ الذي يكون لألب عhى ابنه والزوج عhى زوجته ،بل
البد أن تصاحب هذا النفوذ ]Fديدات جسمية وأفعال مادية وهو ما
نص عليه الفصل 51من ق.ل.ع بقوله ":الخوف النا ÌjÉعن الاحCام
ال يخول ٕالابطال إال إذا انضمت إليه ]Fديدات جسمية أو أفعال
مادية".
وبالرجوع إ-ى مقتضيات الفصل 49من ق.ل.ع نجد أن ٕالاكراﻩ
عhى النحو السالف الذكر يجعل العقد قابال لإلبطال سواء كان
صادرا من املتعاقد أو من شخص أجن¨ iدون اشCاط تواطؤ هذا
ٔالاخ Ctمع املتعاقد املستفيد من ٕالاكراﻩ ،وسواء كان املتعاقد
املستفيد عاملا باإلكراﻩ أو غ Ctعالم به ملا يحدثه من اضطراب
اجتما£ي FÓدد أمن ٔالافراد وسالمFGم ويCDر التضحية بمصالح املتعاقد
املستفيد وذلك عhى خالف ٔالامر بالنسبة للتدليس الصادر عن الغ،Ct
100املالحظ أن املشرع املغربي حصر ٔالاشخاص الذين يخ jÊعل©Fم املتعاقد من وجه الFGديد
ضدهم فيمن تربطه Fzم عالقة دم ،علما أن الغ Ctالذي يجعل املتعاقد يتأثر من خطر
الFGديد الذي قد يواجهه فيندفع نحو التعاقد ليدفع عنه الخطر الذي يوشك أن يقع Fzذا
الغ Ctال ينحصر عhى من تجمعه باملتعاقد صلة الدم بل يصدق ٔالامر أيضا عhى الزوج
والزوجة وح{ الصديق.
- 105 -
فهذا ٔالاخ Ctال يعتد به كسبب إلبطال العقد إال إذا كان هذا الغCt
متواطئا مع املتعاقد الذي استفاد من التدليس أو أن يكون هذا
املتعاقد عاملا بأمر التدليس.
الشرط الثاني :أن تبعت وسيلة الFGديد رهبة Mي نفس املتعاقد
إن العCDة Mي ٕالاكراﻩ املخول لإلبطال ليست بالخطر املحدق
الواقع عhى املتعاقد وإنما بالنتيجة املؤدي إل©Fا هذا الخطر من وقوع
رهبة وخوف Mي نفس املتعاقد ،فهذﻩ الرهبة أو الخوف ¤ي أساس
إبطال العقد.101
وتقدير ما إذا كانت وسيلة الFGديد املستعملة قد ولدت رهبة
وخوف Mي نفس املتعاقد ¤ي مسألة واقع يعود تقديرها لقاijÃ
املوضوع
الشرط الثالث :أن تكون الرهبة والخوف ¤ي الدافع إ-ى التعاقد
ال يكفي لقيام ٕالاكراﻩ استعمال وسيلة من وسائل ٕالاكراﻩ ال{i
تولد Mي نفس املتعاقد الرهبة أو الخوف ،وإنما تستلزم أن تكون هذﻩ
الرهبة أو الخوف املتولد هو الدافع إ-ى التعاقد.102
101فالذي يسلب حرية ٕالارادة والاختيار ليس الوسائل املادية املستعملة Mي ٕالاكراﻩ وإنما
الخوف الذي تحدثه هذﻩ الوسائل Mي نفس املتعاقد
ٕ -102الاكراﻩ السل¨ iلدفع الشخص إ-ى عدم التعاقد من شأنه أن يحمل املسؤولية لفاعله
باعتبارﻩ فعال ضارا مثل الضغط الذي يمارسه املسؤول النقابي لحمل شخص عhى عدم
التعاقد.
أنظر السFوري -م .س ،ص 425
- 106 -
وبخصوص املعيار املعتمد لتقدير مدى تأث CtالFGديد Mي إرادة
املتعاقد وهل كانت الرهبة أو الخوف ¤ي الدافع إ-ى التعاقد ،نجد أن
املشرع املغربي اعتمد Mي الفصل 47من ق.ل.ع معيارا شخصيا حيث
يرا£ى Mي تقدير ذلك حالة املتعاقد الشخصية أخذا بعtن الاعتبار
جميع العوامل ال{ iمن شأFºا التأثM Ctي نفسيته كالسن والذكورة أو
ٔالانوثة وحالة ٔالاشخاص ودرجة تأثرهم.103
الشرط الرابع :أن FÓدف ٕالاكراﻩ إ-ى تحقيق هدف غ Ctمشروع
يستلزم املشرع املغربي104أن تكون وسائل ٕالاكراﻩ الدافعة إ-ى
التعاقد ترمي إ-ى تحقيق هدف غ Ctمشروع وغ Ctمستند إ-ى حق،أما
إذا كانت ]Fدف تحقيق هدف مشروع أي يسمح به القانون فإن
العقد يقوم صحيحا ،كما Mي حالة الFGديد بااللتجاء إ-ى القضاء
واملطالبة بالتنفيذ أو سلوك مسطرة ٕالاكراﻩ البدني القتضاء حق
مشروع .غ Ctأنه نكون أمام إكراﻩ يبطل العقد إذا استعملت مثل هذﻩ
الوسائل املشروعة بغاية تحقيق غرض غ Ctمشروع ،كما لو استغلت
ظروف املتعاقد املهدد بالتصفية القضائية الناع فوائد مفرطة أو
غ Ctمستحقة ،وهو مانص عليه الفصل 48من ق.ل.ع بقوله " :ال
يخول ٕالابطال إال إذا استغلت حالة املتعاقد املهدد بحيث تنع منه
فوائد مفرطة أو غ Ctمستحقة"...
111يم tبعض الفقه بtن محل الالام ومحل العقد فهذا ٔالاخ Ctيقصد به العملية القانونية
ال{ iيراد تحقيقها وال{ iينشأ الالام للوصول إل©Fا أما محل الالام فهو ٔالاداء الذي يجب
عhى املدين أن يقوم به.
112عبد ال´ي حجازي .س م.ص320-
- 114 -
واملالحظ أن الشروط ال{ iيتطلFÛا القانون لصحة محل الالام
وبالتا-ي صحة العقد¤113ي أن يكون املحل موجودا وممكنا أي غCt
مستحيل ومعينا أو قابال للتعيtن ومشروعا ،وهذﻩ الشروط ال{i
يCتب عhى تخلفها بطالن الالام ومن تم بطالن العقد سنتناولها Mي
املطالب التالية:
] äjéÞ^ÓÚcæÝ]ˆjÖ÷]ئçqæVÙæù]gת¹
يشCط لصحة العقد أن يكون محل الالام موجودا وممكنا.
] ]çqçÚÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_V±æù]ì†ÏËÖ
يشCط النعقاد العقد إ-ى جانب ركن الCا ،ijÃأن يكون محل
الالام موجودا عند إبرامه أي وقت التعاقد ،أو أن يكون ممكن
الوجود Mي املستقبل .وهكذا إذا قصد املتعاقدان التعاقد عhى ijÉء
موجود حاال فإن العقد ال ينعقد وال ينشأ الالام إذا لم يكن هذا
الijÊء موجودا وقت التعاقد أي وقت تالي ٕالارادتtن 114،أوكان
113تدرس شروط محل الالامات عادة بمناسبة الالام التعاقدي ذلك أن الشروط ال{i
يجب توافرها Mي محل الالامات ال تتصور إال بالنسبة لاللامات التعاقدية أما محل الالام
غ Ctالتعاقدي أي النا ÌjÉمن القانون فيكون بالضرورة مستوفيا للشروط ال{ iيتطلFÛا
القانون ي محل الالام ،ولذلك غالبا ما يقال أحيانا محل العقد بدال من محل الالام.
114إن عدم وجود املحل الذي يؤدي إ-ى بطالن العقد يتعلق باملحل الذي يكون موضوعه
شيئا معينا بالذات أي ما يدخل Mي ٔالاشياء القيمية ،أما ٔالاشياء املثلية فال يتصور عدم
وجودها لكF]Cا Mي ٔالاسواق ومن هنا كانت القاعدة أن املثليات ال ]Fلك.
انظر شكري احمد السبا£ي م س –ص 167 -
- 115 -
موجودا ثم هلك قبل التعاقد كما Mي إيجار بناء ]Fدم قبل إبرام عقد
ٕالايجار ،أما إن كان موجودا وقت إبرام العقد ثم هلك بعد ذلك فإن
الالام ينشأ صحيحا وينعقد العقد.115
أما إذا انصرفت إرادة املتعاقدين إ-ى التعاقد عhى ijÉء سيوجد
Mي املستقبل فإنه يشCط أن يكون هذا الijÊء ممكن الوجود Mي
املستقبل ،ومثال ذلك Mي ٔالاشياء املادية كعقد توريد أشياء سيقوم
املورد بصنعها Mي املستقبل ،وبيع محصول ٔالارض قبل ظهورﻩ ،وبيع
شقة Mي عمارة لم يتم بناؤها بعد .ومثاله Mي ٔالاشياء املعنوية أن
يتعاقد كاتب مع ناشر عhى أن يعطيه حق نشر كتاب سيقوم بتأليفه.
وقد نص عhى إمكانية أن يكون محل الالام ijÉء مستقبال الفصل
61من ق.ل.ع والذي جاء فيه ما يhي:
"يجوز أن يكون محال الالامات شيئا مستقبال"...
غ Ctأن املشرع إذا كان قد أجاز أن يكون محل الالام شيئا
مستقبال كقاعدة عامة ،فإنه عاد Mي الفقرة الثانية من الفصل 61
من ق.ل.ع وقرر ما يhي" :ال يجوز التنازل عن تركة إنسان عhى قيد
الحياة وال إجراء أي تعامل ف©Fا أو Mي ijÉء مما تشتمل عليه ولو
حصل برضاﻩ ،وكل تصرف مما سبق يقع باطال بطالنا مطلقا".
115والعقد Mي هذﻩ الحالة يشCط مسالة تحمل تبعة هالكه ويكون قابال للفسخ م{ كان
الحاصل راجع لقوة قاهرة جعلت املدين يتعذر عليه تنفيذ الالام
انظر شكري احمد السبا£ي م س –ص 167 -
- 116 -
وعليه فإنه ال يجوز للوارث أن يبيع نصيبه الذي سيؤول إليه
من املCtاث عند وفاة مورثه أو أن FÓبه أو أن يقدمه نصيبا Mي شركة،
فمثل هذا التعامل يكون باطال بطالنا مطلقا ح{ ولو تم برضا املورث
ملخالفته النظام العام باعتبارﻩ يحمل تعجيل الوارث بموت مورثه،
ونفس ٔالامر ينطبق Mي حالة قيام صاحب الCكة عhى توزيع تركته عhى
ورثته املحتملtن خالفا الستحقاق كل وارث Mي الCكة وفق قواعد
املCtاث.
] ^ßÓºÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
ينص الفصل 59من ق.ل.ع عhى ما يhي" :يبطل الالام الذي
يكون محله شيئا أو عمال مستحيال إما بحسب طبيعته أو بحكم
القانون".
هذا الشرط يكت« ijطابعا منطقيا تطبيقا للقاعدة ال{ iتقij
بأنه ال يلزم أحد بمستحيل .وعليه إذا كان العمل مستحيال كان
الالام باطال ويبطل معه العقد بطالنا مطلقا.
والاستحالة ال{ iتمنع نشوء الالام ¤ي الاستحالة املطلقة أو
املوضوعية أي تلك ال{ iيكون ف©Fا العمل محل الالام مستحيال Mي
ذاته بحيث ال يمكن ألي شخص أن يقوم به ،أما إذا كانت الاستحالة
نسبية أي شخصية بحيث أن العمل يكون القيام به مستحيال عhى
املدين فحسب Mي حtن يستطيع غCtﻩ أن يقوم به ،فإن هذﻩ
الاستحالة النسبية ال تحول دون نشوء الالام وانعقاد العقد .وعليه
إذا تعهد شخص آلخر أن ي Ìله تصميما معماريا للبناء وهو ال
- 117 -
يستطيع القيام Fzذا العمل لكونه ليس مصمما وال مهندسا معماريا
فإن العقد Mي هذﻩ الحالة ينعقد صحيحا طاملا أن املحل ليس
مستحيال ،ويتعtن عhى الشخص املتعهد الذي أخل بالامه تعويض
الطرف املتضرر إصالحا للضرر الذي لحقه بسبب عدم التنفيذ.116
وعليه فاالستحالة املقصودة ¤ي الاستحالة املطلقة و¤ي كما
جاءت Mي الفصل 59من ق.ل.ع تكون طبيعية كبيع خيوط الشمس،
وقد تكون قانونية بحيث يكون مرجعها نص Mي القانون كأن يلم
محام باستئناف قضية ال تقبل قانونا الاستئناف أو النقضاء مدته.
هذا وتنبïي ٕالاشارة إ-ى أن الاستحالة املطلقة ال{ iيCتب عل©Fا
بطالن الالام ¤ي الاستحالة ٔالاصلية أي السابقة أو املعاصرة للوقت
الذي ينشأ فيه الالام عادة ،117أما الاستحالة املطلقة الطارئة بعد
نشوء الالام ال تمنع صحة الالام وانعقاد العقد .وعليه م{ كان
املحل ممكنا وقت إبرام العقد وأصبح مستحيال بعد ذلك فإن هذﻩ
الاستحالة الطارئة والالحقة تؤدي فقط إ-ى سقوط الالام بسبب
استحالة تنفيذﻩ.
116طبقا للفصل 60من ق.ل.ع الذي ينص عhى أن " املتعاقد الذي كان يعلم أو كان عليه
أن يعلم عند إبرام العقد استحالة محل اللام يكون ملزما بالتعويض تجاﻩ الطرف ٓالاخر
وال يخول التعويض إذا كان الطرف ٓالاخر يعلم أو كان عليه أن يعلم أن محل الالام
مستحيل"
-117عبد ال´ي حجازي ،م س ،ص .354
- 118 -
] °éÃj×Öøe^Îæ_^ßéÃÚÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_VêÞ^nÖ]gת¹
ال يكفي لقيام العقد أن يكون محل الاتزام ممكنا وموجودا
وإنما يتوجب أن يكون معينا أو قابال للتعيtن عhى ٔالاقل Mي جنسه أو
نوعه وإال كان العقد باطال ،وهو ما نص عليه الفصل 58من ق.ل.ع
والذي جاء فيه ما يhي:
"الijÊء الذي هو محل الالام يجب أن يكون معينا عhى ٔالاقل
بالنسبة إ-ى نوعه ويسوغ أن يكون الijÊء غ Ctمحدد إذا كان قابال
للتحديد فيما بعد".
هذا ويختلف تعيtن محل الالام باختالف الحاالت ،فإذا كان
محل ٕالالام العقدي عمال فيجب تحديد طبيعة هذا العمل ومداﻩ.
فلو أن مقاوال تعهد لفائدة شخص آخر بإقامة بناء ،فإنه يتوجب
تعيtن هذا البناء بذكر أوصافه أو أن يكون عhى ٔالاقل قابال للتعيtن
بحيث يستخلص ذلك من ظروف العقد كما لو تعلق البناء بإحداث
مدرسة تتسع لعدد محدد من التالميذ.
وإذا كان محل الالام يتضمن نقل ملكية ijÉء أو إنشاء حق
عي iآخر عليه ،فإنه يتوجب تعيtن الijÊء املطلوب نقل ملكيته أو
إنشاء الحق العي iعليه .غ Ctأن ٔالامر يقتM ijي هذﻩ الحالة التميt
بtن ما إذا كان معينا بذاته أو بنوعه.
فإذا ورد الالام عhى ijÉء معtن بالذات وجب تعيينه تعيينا
يمtﻩ عن غCtﻩ وذلك بوصفه وصفا نافيا للجهالة ،كأن يتعلق ٔالامر
بمÈل حيث يتوجب تعيtن موقعه ومساحته وعدد طوابقه.
- 119 -
أما إذا كان الijÊء غ Ctمعtن بالذات بأن كان من املثليات فإنه
وجب تعيينه بجنسه ونوعه ومقدارﻩ كأن يكون املبيع خمسة قناطر
من القمح املغربي .هذا ويسوغ طبقا للفصل 58من ق.ل.ع أن يكون
الijÊء غ Ctمحدد بمقدارﻩ إذا تضمن العقد ما يجعله قابال للتحديد
فيما بعد ،كأن يكون محل العقد توريد مستشفى أو مدرسة بالغداء
الكاMي خالل مدة معينة .فمحل الالام Mي هذﻩ الحالة معtن Mي نوعه
وقابل للتحديد Mي مقدارﻩ عhى أساس الاسFGالك العادي للمستشفى
أو املدرسة Mي املدة املتفق عل©Fا انطالقا من عدد تالميذ املدرسة أو
أسرة املستشفى.
وMي ٔالاخ Ctفإنه إذا كان محل الالام امتناعا عن عمل ،وجب
تحديد العمل املطلوب الامتناع عنه كعدم منافسة املدين للدائن Mي
تجارة معينة وبموقع محدد.
] ^Âæ†ÚÝ]ˆjÖ÷]ئáçÓèá_VoÖ^nÖ]gת¹
يجب أن يكون محل الالام مشروعا ،أما إذا كان مما ال يجوز
التعامل فيه أو مخالفا للنظام العام وٓالاداب فإن العقد يكون باطال
بطالنا مطلقا .فعدم مشروعية املحل عhى هذا النحو ترجع إما إ-ى
نص القانون أو مخالفة النظام العام.118
وعليه فإن الijÊء محل الالام ينبïي أن يكون داخال Mي دائرة
التعامل أي ليس محرما التعامل فيه إما لطبيعته كأشعة الشمس
-119والسبب عhى هذا النحو يبtن نوع العقد ،هل هو عقد معاوضة أم عقد تCDع .عبد ال´ي
حجازي ،م س ،ص .375
- 122 -
شراء أرض قد يكون باعثه أو دافعه إ-ى ذلك إقامة مÈل عل©Fا Mي حtن
قد يقصد مش Cآخر إ-ى أن يقيم عل©Fا مصنعا.
هذا وقد تجاذب ركن السبب نظريتان :هما النظرية التقليدية
ال{ iتبنت مفهوم السبب املباشر واملجرد أو سبب الالام ،والنظرية
الحديثة Mي السبب ال{ iلم تقف عند السبب املباشر بل تجاوزﻩ إ-ى
الباعث الدافع إ-ى التعاقد أي سبب العقد ،وهو ماسنتناوله تباعا مع
بيان موقف املشرع املغربي من النظريتtن.
] gfŠÖ]»íè‚é×ÏjÖ]í膿ßÖ]VÙæù]gת¹
يذهب أنصار النظرية التقليدية أن السبب كركن من أركان
العقد هو الغرض املباشر القريب أو السبب القصدي الذي دفع
بامللم إ-ى الالام .وسبب الالام وفق أنصار هذﻩ النظرية يكون
واحدا Mي كل الالامات ال{ iمن نوع واحد أي أنه ال يختلف من
متعاقد آلخر Mي العقد الواحد وال يتغ .Ctفسبب الام البائع واحد ال
يختلف Mي جميع عقود البيع مع اختالف أشخاص املتعاقدين
ونواياهم ،وسبب الام املؤجر واحد Mي جميع عقود ٕالايجار وهو
الرغبة Mي الحصول عhى مبلغ الكراء من املستأجر مقابل انتفاع هذا
ٔالاخ Ctمن العtن املستأجر ة.
وسبب الالام عhى هذا النحو يعد ضرورة منطقية ،ذلك أنه ال
يجوز عقال أن يلم شخص بغ Ctسبب ،ومن جهة أخرى فإن السبب
يبtن نوع العقد .وهكذا ففي عقود املعاوضة امللزمة للجانبtن يكون
-121فالسبب عhى هذا النحو عنصر مستمر من وقت نشوء ٕالالام إ-ى حtن إنقضائه ،إذ
ينق ijالالام بزوال سببه كما ينق ijلزوال محله .عبد ال´ي حجازي ،م س ،ص .383
122املختار عطار النظرية العامة الالامات م س –ص211-
- 125 -
65من ق.ل.ع .ومن أمثلة السبب املغلوط الشخص الذي يتعهد
بإصالح ضرر لم يكن سببا Mي إحداثه ،فمثل هذا الالام يكون باطال
ألنه مب iعhى سبب غ Ctحقيقي مغلوط.
ويكون السبب غ Ctحقيقي أيضا إذا كان صوريا يخفي سببا
حقيقيا آخر لاللام الذي يكون Mي الغالب غ Ctمشروع ،كأن يوقع
املدين سندا يقر فيه أن الدين املCتب Mي ذمته نا ÌjÉعن قرض Mي
123
حtن أن سبب الدين الحقيقي هو لعب القمار.
والعCDة بالسبب الظاهر املشروع الذي يتعtن اعتبارﻩ بمثابة
السبب الحقيقي إ-ى أن يثبت العكس وفق ما نص عليه الفصل 64
من ق.ل.ع الذي جاء فيه:
"يفCض أن السبب املذكور هو السبب الحقيقي ح{ يثبت
العكس فإذا ثبت أن السبب املذكور Mي العقد غ Ctحقيقي كان عhى
من يد£ي أن لاللام سببا آخر مشروع أن يقيم الدليل عليه"
] gfŠÖ]»ínè‚£]í膿ßÖ]VêÞ^nÖ]gת¹
السبب وفقا للنظرية الحديثة ال يقتصر عhى السبب القصدي
لاللام والذي يكت« ijصبغة فنية متماثلة Mي كل الالامات ال{ iمن
صنف واحد وإنما يتعداﻩ إ-ى السبب الباعث الدافع إ-ى التعاقد وهو
عامل نف« ijيختلف من متعاقد آلخر .فم{ كان هذا السبب غCt
-123فالصورية ال تبطل الالام إال إذا استخدمت لس Cأمر غ Ctمشروع ،أما إذا كانت تخفي
أمرا مشروعا فااللام يقوم صحيحا ويكون ملن له مصلحة الدفع بعدم النفاذ لوهمية
السبب .عبد ال´ي حجازي ،م س ،ص .390-389
- 126 -
مشروع بأن كان مخالفا لألخالق أو النظام العام أو القانون اعتCD
العقد باطال.
وعليه فإن النظرية الحديثة للسبب تستلزم البحث عن
الباعث البعيد والحقيقي الذي حدا باملتعاقدين إ-ى التعاقد حماية
للمصلحة العامة .فااللام ٕالارادي قد يستجمع جميع العناصر الفنية
الالزمة لوجود الالام من أجل الوصول إ-ى غاية غ Ctمشروعة
مخالفة للنظام العام ،وهكذا فاملؤجر الذي يلم بتمكtن املستأجر
من الانتفاع بالعtن املؤجرة بسبب كون املستأجر يلم من جانبه
بدفع أجرة هذا الانتفاع ؛إن مثل هذا العقد إن كان يعت CDمستندا
إ-ى سبب مباشر ومشروع ظاهريا فإنه قد يكون أبرم لغاية غCt
مشروعةٔ ،الامر الذي يقت ijالاعتداد بالغاية من ذلك التعاقد ،فم{
كانت هذﻩ الغاية غ Ctمشروعة بأن كان الباعث لإليجار هو تخصيص
مÈله للدعارة اعت CDعقدا باطال حماية للمصلحة العامة.
وعليه فإن القضاء ال يقف عند بحث السبب القصدي
القريب ،بل عن السبب الدافع إ-ى التعاقد ،فم{ كان يرمي إ-ى
تحقيق غرض غ Ctمشروع وكان أحد املتعاقدين يعلم مثل هذا
الغرض الذي FÓدف إليه املتعاقد ٓالاخر ،كان جزاء العقد البطالن.
وطبيÔي أن اشCاط علم املتعاقد ٓالاخر بالباعث غ Ctاملشروع
للمتعاقد معه إنما يعمل به Mي عقود املعاوضة ،أما Mي عقود التCDع
فال يشCط ذلك ،فالعقد يبطل ح{ لو لم يكن املوهوب له عاملا
بالباعث غ Ctاملشروع الذي دفع الواهب إ-ى التCDع.
124قرار محكمة النقض الفرنسية و¤ي تنظر Mي نازلة مغربية الصادر Mي 7يولوز 1947مجلة
محاكم املغربية –عدد/108-ستة 1949-1946أشار إليه احمد السبا£ي م س –ص198-
- 128 -
أوال :العقود الشكلية
العقد الشكhي هو الذي يشCط فيه باإلضافة إ-ى الرضاء توافر
شكل معtن يحددﻩ القانون هو الكتابة وال{ iتكون إما رسمية أي
كتابة يقوم بتحريرها موظف عام مختص ،أو كتابة عرفية يقوم Fzا
أي من املتعاقدين أو أي شخص آخر .فالكتابة هنا تكون شرطا
النعقاد العقد وليس مجرد وسيلة إثبات بحيث يCتب عhى تخلفها
بطالن العقد ،ومثال ذلك عقد البيع الذي يكون محله عقارا.وهو ما
نص عليه الفصل 489من ق.ل.ع حيث جاء فيه مايhي:
"إذا كان املبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن
رهFا رهنا رسميا ،وجب أن يجري البيع كتابة Mي محرر ثابت التاريخ
وال يكون له اثر Mي مواجهة الغ ،Ctإال إذا سجل Mي الشكل املحدد
بمقت jالقانون"
ثانيا :العقود العينية
العقد العي : iوهو الذي يشCط فيه املشرع النعقادﻩ باإلضافة
إ-ى ترا ijÃطرفيه تسليم الijÊء أو العtن محل العقد ،بحيث ال ينعقد
إال إذا حصل هذا التسليم ،ومثال ذلك الرهن الحيازي ،فهذا ٔالاخCt
ال ينعقد إال إذا تم تسليم الijÊء املرهون فعليا إ-ى الدائن أو أحد من
الغ Ctيتفق عليه املتعاقدون )الفصل 1188من ق.ل.ع(.
127يمكن أن يقع الفسخ باالتفاق إذا اتفق املتعاقدان عhى أن العقد يفسخ عند عدم وفاء
أحدهما بالاماته حيث يفسخ العقد بقوة القانون بمجرد عدم الوفاء) الفصل 260من
ق.ل.ع(
- 133 -
] VêÞ^nÖ]ovf¹
^Ûâ…^maæ^Ûã’ñ^’}æÙ^Şeý]æáøŞfÖ]l÷^u
سنتطرق Mي هذا املبحث لحاالت البطالن وٕالابطال وذلك Mي
مطلب أول عhى أن نخصص مطلبا ثانيا لدراسة خصائصهما ثم
مطلب ثالث نتناول فيه آثار البطالن وٕالابطال.
] Ù^Şeý]æáøŞfÖ]l÷^uVÙæù]gת¹
سنتناول هذﻩ الحاالت Mي مطلبtن نخصص ٔالاول لحاالت
البطالن والثاني لحاالت ٕالابطال.
] áøŞfÖ]l÷^uV±æù]ì†ÏËÖ
ينص املشرع املغربي من خالل مقتضيات الفص 306من
ق.ل.ع عhى ما يhي " :الالام الباطل بقوة القانون ال يمكن أن ينتج أي
أثر ،إال اسCداد ما دفع بغ Ctحق تنفيذا له.
ويكون الالام باطال بقوة القانون:
-1إذا كان ينقصه أحد ٔالاركان الالزمة لقيامه
-2إذا قرر القانون Mي حالة خاصة بطالنه"
وانطالقا من هذا الفصل يتبtن أن العقد يكون باطال Mي
حالتtن:
133تعت CDحالة انتقاص العقد من بtن الحاالت ال{ iينتج ف©Fا العقد الباطل آثارﻩ وذلك Mي
الشق الصحيح منه باعتبارﻩ عقدا متمtا عن العقد ٔالاصhي
شكري أحمد السبا£ي م س –ص426-425-
- 140 -
واملقصود باإلجازة تنازل من تقرر ٕالابطال ملصلحته عن الحق
Mي طلب هذا ٕالابطالM ،134ي حtن أن التصديق أو ٕالا قرار هو تصرف
يصدر عن شخص أجن¨ iعن العقد بموجبه يقر Fzذا العقد ويجعله
ساريا Mي حقه.135
وحيث أن العقد الباطل ال وجود له من الناحية القانونية وهو
كالعدم سواء ،فإنه ال يمكن إجازته وال التصديق عليه ،أي يجعل
هذا العقد موجودا وقابال للتنفيذ وهو ما يتعارض مع مقتضيات
املصلحة العامة ال{ iاستوجبت بطالنه.
رابعا :الدفع بالبطالن ال يتقادم -ي حOن أن دعوى البطالن
تسقط بالتقادم
الدفع بالبطالن ال يطاله التقادم أبدا ،وعليه إذا لم يتم تنفيذ
العقد الباطل وطالب أحد طرفيه ٓالاخر بتنفيذ الامه العقدي بعد
م ijمدة التقادم ال{¤ iي خمسة عشر سنة فإنه يجوز للطرف ٓالاخر
الدفع ببطالن العقد تطبيقا للقاعدة "الدفع ال يتقادم".136
أما إذا تم تنفيذ العقد الباطل ،وكانت قد مضت عhى العقد
مدة التقادم ،فإن رفع أحد املتعاقدين لدعوى البطالن يجعل سماع
هذﻩ الدعوى يمس استقرار املعامالت .لذلك فإن التشريعات املقارنة
-137عبد الطيف خالفي :دروس Mي النظرية العامة لاللامات – م س –ص 125 -
-138شكري أحمد السبا£ي-م س – ص 492
- 142 -
خامسا :العقد الباطل يبطل بقوة القانون وال يحتاج إى
إبطال
ومع ذلك أن العقد الباطل هو عقد معدوم Mي نظر القانون
ٔالامر الذي يجعل البطالن يقع بقوة القانون دون حاجة إ-ى استصدار
حكم يق ijببطالن العقد .ويCتب عhى ذلك أنه يجوز لكل ذي
مصلحة أن يتمسك بالبطالن ،وهكذا لكل من املتعاقدين التمسك
بالبطالن ،كما يجوز ذلك للدائنtن العاديtن أو ورثة أحد املتعاقدين
أو خلفه الخاص ،بل يجوز للقا ijÃالذي طلب إليه تنفيذ عقد باطل
أن يق ijببطالنه من تلقاء نفسه ولو لم يطلب منه ذلك أحد ،ألن
البطالن يتعلق بالنظام العام.
]Ù^Şeý]“ñ^’}VíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
العقد القابل لإلبطال هو عقد له وجود قانوني بحيث أنه
استجمع كافة أركانه ومنتج لجميع آثارﻩ القانونية ،غ Ctأنه مهدد
باإلبطال ألن عيبا شابه ،فإذا تمسك صاحب املصلحة بإبطاله وتقرر
إبطاله ،فإن هذا العقد يزول حينئذ بأثر رجÔي وتزول جميع ٓالاثار
القانونية ال{ iتكون ترتبت عنه بحيث يصبح كأن لم يكن ،وعليه
فإن جزاء ٕالابطال له خصائص تمtﻩ عن البطالن وإن كان يشCك
معه Mي بعض الخصائص.
راجع أيضا الفصل 306من ق.ل.ع " الالام الباطل بقوة القانون ال يمكن أن ينتج أي أثر،
إال اسCداد ما دفع بغ Ctحق تنفيذا له".
143جاء Mي الفقرة ٔالاخCtة من الفصل 6من ق.ل.ع ما يhي:
"ويبقى القاصر مع ذلك ملما Mي حدود النفع الذي استخلصه من الالام"...
- 149 -
] Ç×ÖífŠßÖ^eÙ^Şeý]æáøŞfÖ]…^maVíéÞ^nÖ]ì†ÏËÖ
ال يقتصر أثر البطالن عhى املتعاقدين وإنما يمتد كقاعدة إ-ى
الغ Ctأي كل من اكتسب حقا بمقت jالعقد الباطل أو الذي تقرر
إبطاله .فلنفرض أن شخصا اشCى من شخص آخر عقارا ثم باع
املشCي هذا العقار إ-ى شخص ثالث ،ليتقرر يعذ ذلك بطالن عقد
الشراء ٔالاول ،ففي هذﻩ الحالة يصبح املشCي الثاني غ Ctمالك ألن
املشCي ٔالاول الذي باع إليه العقار لم يكن مالكا بعد أن تقرر بطالن
العقد املCDم بينه وبtن مالك العقار ،144وFzذا يكون للبطالن أثر Mي
مواجهة الغ CtاملشCي الثاني ،إذ يCتب عليه زوال الحقوق العينية
ال{ iيكون الغ Ctقد اكتسFÛا عhى العقار محل العقد الباطل.
غ Ctأنه بالنظر إ-ى ما قد يCتب عhى تطبيق هذﻩ القاعدة من
مساس بحقوق الغ Ctحسن النية ،وكذا ما آلثار البطالن وٕالابطال من
تأث Ctعhى استقرار املعامالت ،فإن املشرع أورد استثناء عhى مبدأ ٔالاثر
الرجÔي للبطالن وٕالابطال سواء Mي مواجهة املتعاقدين أو الغ Ctحسن
النية.
144وذلك تطبيقا لقاعدة أن الشخص ال ينقل لغCtﻩ أك Cمما يملك ،ففاقد الijÊء ال يعطيه.
- 150 -
]î× ^ãéÊ giè Ö] íéñ^ßnj‰÷] l÷^£]VínÖ^nÖ] ì†ÏËÖ
] íée^«c…^maÙ^Şeý]æáøŞfÖ
أوال :البطالن الجزئي
إذا كان العقد باطال Mي جزء منه وصحيحا Mي الجزء ٓالاخر
فالقاعدة ¤ي أن العقد يبطل كله ،ونفس الحكم عhى حالة ٕالابطال،
غ Ctأن هذﻩ القاعدة يرد عل©Fا استثناء وذلك Mي الحالة ال{ iيكون ف©Fا
باإلمكان ٕالابقاء عhى الجزء الصحيح Mي العقد دون الجزء الذي لحقه
البطالن ،أي انتقاص العقد واقتصارﻩ عhى الشق الصحيح منه وذلك
شريطة أن يكون العقد قابال للتجزئة ،أما إذا تبtن من طبيعة العقد
أنه ال يمكن أن يتم إال بجميع أجزائه بما Mي ذلك الجزء الذي وقع
باطال أو قابال لإلبطال فإن العقد يبطل كله لبطالن جزئه.
وعليه فإن حالة انتقاص العقد تطبيقا للبطالن الجزئي تعتCD
من بtن الحاالت ال{ iينتج ف©Fا العقد الباطل آثارﻩ وذلك Mي الشق
الصحيح منه باعتبارﻩ عقدا متمtا عن العقد ٔالاصhي .145ولعل هذا ما
نص عليه املشرع املغربي Mي الفصل 308من ق.ل.ع والذي جاء فيه "
بطالن جزء من الالام يبطل الالام Mي مجموعه ،إال إذا أمكن لهذا
الالام أن يبقى قائما بدون الجزء الذي لحقه البطالن ،وMي هذﻩ
الحالة ٔالاخCtة يبقى الالام قائما باعتبارﻩ عقدا متمtا عن العقد
ٔالاصhي" .ومن تطبيقات ذلك الشرط الذي يرد Mي عقد الشركة والذي
151تطبيقا ملبدأ نسبية آثار العقد الذي أكدﻩ املشرع Mي الفصل 228من ق.ل.ع
" الالامات ال تلزم إال من كان طرفا Mي العقد ،ف¦ iال تضر الغ Ctوال تنفعهم إال Mي الحاالت
املذكورة Mي القانون "
152يراجع الفصل 517من ق.ل.ع وكذا الفصل 518بالنسبة لحالة بيع البناء والفصل 523
من ق.ل.ع املتناول لحالة بيع الحيوان.
- 155 -
] VêÞ^nÖ]ovf¹
Ç×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^ma
نقصد هنا بالغ Ctاملفهوم الواسع لهذا املصطلح أي كل شخص
لم يكن طرفا Mي العقد سواء بصفة أصلية أو بواسطة نائب عنه،
وعليه فإن الغ Ctوفق هذا املفهوم الواسع الذي اعتمدناﻩ يشمل ح{
الخلف العام والخلف الخاص للمتعاقدين وكذا دائن©Fم باعتبارهم قد
تنصرف إل©Fم آثار العقد ،كما يشمل من باب أو-ى الغ Ctباملع الضيق
أي ٔالاجن¨ iعن العقد والذي ال تربطه باملتعاقدين أية عالقة قانونية.
] Ý^ÃÖ]Ì×~×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVÙæù]gת¹
يقصد بالخلف العام كل من يخلف سلفه Mي كامل ذمته املالية
أو Mي جزء مFا كالنصف أو الربع وذلك دون أي تعيtن لحق معtن مFا
كالوارث واملو jüله بحصة من الCكة.
وقد تناول املشرع املغربي أحكام انصراف آثار العقد إ-ى الخلف
العام Mي الفصل 229من ق.ل.ع والذي جاء فيه ما يhي ":تنتج
الالامات آثارها ال بtن املتعاقدين وحسب ،ولكن أيضا بtن ورثFGما
وخلفاFOما ما لم يكن العكس مصرحا به أو ناتجا عن طبيعة الالام،
أو عن القانون ،ومع ذلك فالورثة ال يلمون إال Mي حدود أموال
الCكة ،وبنسبة كل واحد مFم.
وإذا رفض الورثة الCكة ،لم يجCDوا عhى قبولها وال عhى تحمل
ديوFºا.و Mي هذﻩ الحالة ليس للدائنtن إال أن يباشروا ضد الCكة
حقوقهم".
- 156 -
ومن خالل هذا الفصل يتبtن أن أثر العقد ينصرف إ-ى الخلف
العام وأن الحقوق ال{ iينشFا العقد تنتقل إ-ى الورثة بعد موت
مورFöم املتعاقد ،أما الالامات ف¦ iال تنصب إال عhى الCكة وأن
الورثة ال يخلفون مورFöم Mي الاماته سوى Mي حدود ما يأخذﻩ كل
واحد من الCكة حسب منابه.
وعليه إذا تعلق ٔالامر ببيع وتوMي البائع فإن ورثته يحلون محله
Mي تسلم الثمن من املشCي .أما إذا توMي املشCي فإن ورثته يخلفونه
Mي حقوقه أي Mي تسلم الijÊء املبيع ،أما بالنسبة لاللامات املCتبة
عن العقد فإFºا ال تنتقل إ-ى ذمة الورثة سوى Mي حدود الCكة وبنسبة
مناب كل واحد مFم ،إذ أن الالام يبقى عالقا بذمة الCكة ،بل
يفCض سداد الديون مFا تطبيقا للقاعدة الفقهية ال{ iتق ijبأن ال
تركة إال بعد سداد الديون .هذا ويكون للورثة رفض الCكة إذ هم ال
يجCDون عhى قبولها وما عhى الدائنtن Mي مثل هذﻩ الحالة سوى
اقتضاء حقوقهم من الCكة مباشرة.
وإذا كانت القاعدة وفق ما سبق ¤ي انصراف آثار العقد إ-ى
الخلف العام فإنه استثناءا من ذلك هناك ثالث حاالت نص عل©Fا
املشرع Mي الفصل 229م.ق.ل.ع ال تنصرف ف©Fا آثار عقد السلف إ-ى
الخلف العام و¤ي كالتا-ي :
-حالة اتفاق املتعاقدين ،كما لو تضمن العقد مقت jبعدم
انصراف آثارﻩ إ-ى خلفهم ،فمثل هذا املقت jيكون صحيحا طاملا أنه
غ Ctمخالف للنظام العام ،كما Mي الحالة ال{ iيمنح ف©Fا البائع إ-ى
153وعليه إذا كان الخلف العام يخلف سلفه Mي ذمته كلها أو جزء شائع مFا فإن الخلف
الخاص ال يخلف سفه إال Mي حق معtن بالذات.
154عبد الطيف خالفي – دروس Mي النظرية العامة لاللامات – م س -ص152
155عبد الطيف خالفي – دروس Mي النظرية العامة لاللامات – م س -ص153
- 159 -
الخاص رغم أنه ليس طرفا Mي هذا العقد .ونفس الحكم يسري عhى
حالة انتقال حق شخ ijÄمن سلف إ-ى خلف ،إذ هو ينتقل إ-ى هذا
ٔالاخ Ctبالضمانات املCتبة عليه ،غ Ctأن ذلك يقت ijتحقق الشروط
التالية:156
-أن يكون عقد السلف سابقا Mي إبرامه عhى تاريخ إبرام العقد
الذي انتقل بموجبه الحق أو الijÊء إ-ى الخلف الخاص.
-أن يكون عقد السلف عhى صلة وثيقة بالحق العي ،iأو الحق
الشخ ijÄأو بالijÊء الذي انتقل إ-ى الخلف الخاص.
-أن يكون الخلف الخاص عhى علم بالحقوق والالامات
الناشئة عن العقود ال{ iأبرمها سلفه.
] °ßñ]‚×ÖífŠßÖ^e‚ÏÃÖ]…^maVêÞ^nÖ]gת¹
باعتبار أن أموال املدين تشكل ضمانا عاما للدائنtن بحيث
يوزع ثمFا عل©Fم بنسبة دين كل واحد مFم مالم توجد بيFم أسباب
قانونية لألولوية ،157فإن تصرفات املدين يكون من شأFºا املساس
Fzذا الضمان العام ال سيما تلك ال{ iيتحمل بموجFÛا الامات جديدة
ألFºا تنقص من الضمان العام مما يؤثر عhى مركز الدائنtن ٔالامر الذي
دفع باملشرع املغربي إ-ى التدخل حيث منح للدائن مجموعة من
الوسائل القانونية ال{ iمن شأFºا حمايته من تصرفات املدين الضارة