Professional Documents
Culture Documents
تريكي حسان
تريكي حسان
ههجخ انغُخ انضبنضخ نٛغبَظ َظبو ل.و.د رخقـ رغٛٛش يٕاسد ثؾشٚخ يطبٕػت يٕجٓت إنٗ3
-يذخم ػبو.
-انغزٔس انفكشٚخ نذساعخ انًإعغخ.
-انُظشٚبد ٔانًذاخم انًخزهفخ نذساعخ انًإعغخ.
انبسَايج انسسًٙ
-انُظشٚبد انكالعٛكٛخ أٔ انؼمالَٛخ ف ٙدساعخ انًإعغخ. نـهـــًـــقــٛـــاض3
-انًذاسط انغهٕكٛخ.
َ -ظشٚبد انًإعغخ كُغك يفزٕػٔ ،األفشاد كفبػه ٍٛاعزًبػٍٛٛ
-ؽهمبد انغٕدح :رؼشٚفٓب ،أْذافٓب ٔانغزٔس انزبسٚخٛخ ٔعٛش ػًهٓب.
2
فػػػػيػػػػػرس الػمػػكضػػػػػػػػػػػكعػػػػػػػػػػػات
الفػػػػػيػػػػػػػػػػػرس
(ﺃ ،ب) المػػػػقػػػدمػػػػػػػػة
00 - 0 المحكر األكؿ :مدخػػػػؿ عاـ لدراسػػة المػؤسسػػػة
4 * تمييػػد
4 أوال -مفيوـ المؤسسة
2 ثانيا -الصفات األساسية لممؤسسة
2 ثالثا -أنواع المؤسسات
7 رابعا -التطور التاريخي لنظريات المؤسسة
01 - 04 المحكر الثاني :ال جتااىات النظرية لدراسة المؤسسة
00 * تمييػػد
00 أوال -اإلتجاه الماركسي
00 – 1الماركسية التقميدية
02 – 2الماركسية المحدثة
01 -نقد وتقييـ لئلتجاه الماركسي
07 ثانيا -االتجاه البنائي الوظيفي
01 -1تالكػوت بارسػونزT.Parsons
3
02 -2نظرية التقسيـ اإلداري لفايػوؿ Henri Fayol
10 ثانيا -نظرية األنساؽ العامة (النظـ) )(Théorie des systèmes généraux
4
72 رابعا -استراتيجية الفاعميف عند ميشاؿ كروزيو Michel Crozier
5
* المقدمػػة:
الرِح ِيم والصالة والسالم على رسولو الكريم وعلى آلو وصحبو الطيبين الطاىرين ،وبعد.. ، بِ ْس ِم اللَّ ِو َّ
الر ْح َم ِن َّ
تتضمف ىذه المطبوعة سمسمة مف المحاضرات في مقياس نظريات المؤسسة ،تـ اعدادىا طبقا
لمبرنامج الرسمي المقرر لطمبة السنة الثالثة عمـ اجتماع تسيير الموارد البشرية نظاـ .L.M.Dوقد
حرصنا في ىذه المطبوعة عمى تقديـ عرض مفصؿ ومركز لمختمؼ االتجاىات النظرية في دراسة
المؤسسة ،بشكؿ يسمح لمطالب بتكويف رؤية نظرية تمكنو مف دراسة وتحميؿ قضايا العمؿ والتنظيـ،
وكذا تفسير مختمؼ الظواىر المتصمة بو ،خاصة وأف اإللماـ بﺄدبيات التنظيـ واالدارة يعتبر مف
األمور الضرورية إلنجاز البحوث االجتماعية في ىذا المجاؿ .ومف أجؿ اإللماـ بالبرنامج ،وتقديـ
كؿ المادة العممية المقررة ،تضمنت المطبوعة سبعة محاور ،وذلؾ عمى النحو التالي:
-المحكر األكؿ " :مدخػػػػؿ عاـ لدراسػػة المػؤسسػػػة " ،تضمف تحديد مفيوـ المؤسسة ،وكذلؾ
التطرؽ لمختمؼ أنواع المؤسسات ،اضافة إلى تسميط الضوء عمى التطور التاريخي لنظريات
المؤسسة.
-المحكر الثاني ":الجتااىات النظرية لدراسة المؤسسة" ،تناولنا في ىذا المحور أبرز االتجاىات
النظرية في دراسة المؤسسة ،حيث تطرقنا إلى كؿ مف اإلتجاه الماركسي واإلتجاه البنائي الوظيفي
في دراسة المؤسسة ،مف خبلؿ إبراز إسيامات رواد كؿ مف ىذيف االتجاىيف في دراسة وتحميؿ
مختمؼ قضايا المؤسسة والسموؾ التنظيمي فييا.
-في حيف تعرضنا في المحكر الثالث" :المدرسػة الكالسيكيػة في دراسة المؤسسة" ،إلى المدرسة
الكبلسيكية ،والتي تضـ كؿ مف اإلدارة العممية لتايمور ونظرية فايوؿ في اإلدارة ،والتنظيـ
البيروقراطي لماكس فيبر.
-المحكر الرابع" :النظريات السمػػككػػيػػػػػػة" ،تناولنا فيو أىـ النظريات السموكية في دراسة المؤسسة،
حيث ركزنا عمى كؿ مف مدرسة العبلقات االنسانية ،ونظريات الدافعية والتحفيز ،المتمثمة في نظرية
الحاجات لماسمو ونظرية ذات العامميف لفرددريؾ ىيرزبرغ ونظرية ماكميبلند ،إضافة إلى نظرية
لماجريجور. ()y نظرية ( )Xو
6
-المحكر الخامس" :إجتااه األنسػاؽ المفجتكحػة في دراسة المؤسسة" ،تطرقنا فيو إلى الخصائص
الرئيسيػة لؤلنسػاؽ المفتوحػة ،إضافة إلى أبرز النظريات الفرعية التي تندرج ضمف إتجاه األنساؽ
المفتوحة ،وىي :نظرية األنساؽ العامة ونظرية األنساؽ السوسيوتقنية ،إضافة إلى النظرية الموقفية.
-المحكر السادس" :مدخؿ الجتحميؿ السجتػػراجتػيػاػي لممؤسسة" ،تناولنا في ىذا المحور ،التحميؿ
االستراتيجي لممؤسسة ،مف خبلؿ التطرؽ إلى مسممات ومبادئ نموذج التحميؿ االستراتيجي
لػ"كروزيو" و"فريدبيرغ " وابراز فوائد التحميؿ االستراتيجي في دراسة مختمؼ قضايا التنظيـ ،وتفسير
الظواىر المتصمة بو.
-المحكر السابع" :مدخؿ ادارة الاكدة الشاممة" ،حاولنا في ىذا المحور ،إعطاء تحميبلً لئلطار
المفاىيمي والتطبيقي لمنيجية إدارة الجودة الشاممة كمدخؿ تنظيمي حديث ،أثبت تفوقاً وكفاءة عالية
في مجاؿ الفكر التنظيمي .وىذا مف خبلؿ التطرؽ الى األصوؿ التاريخية لحركة الجودة الشاممة،
ثـ تعرضنا الى المرتكزات الفكرية والفمسفية إلدارة الجودة الشاممة وأىـ روادىا ،وبعدىا لمبادئ إدارة
الجودة الشاممة وتطبيقيا.
وأخي ار قمنا بعرض قائمة المراجع التي اعتمدنا عمييا في إعداد المطبوعة.
7
المحور األول:
مدخــــل عام لدراســة المـؤسســـة
* تمهيــد
8
-جتمييد:
شغمت المؤسسة حي از معتب ار في كتابات وأعماؿ المفكريف بمختمؼ تخصصاتيـ واتجاىاتيـ
االيديولوجية لكونيا كتمة مف األنشطة الديناميكية المتفاعمة فيما بينيا ،وبإعتبارىا النواة األساسية في
النشاط االقتصادي لممجتمع ،كما أنيا تعبر عف عبلقات اجتماعية ،كوف العممية االنتاجية داخميا أو
نشاطيا بشكؿ عاـ يتضمف مجموعة مف العناصر البشرية المتفاعمة فيما بينيا .وقد اتخذت المؤسسة
أشكاال مختمفة ،كما تعددت المجاالت التي تنشط فييا ،فباإلضافة إلى الدور االقتصادي واالجتماعي
تطور دورىا إلى الناحية السياسية ،الثقافية ،االعبلمية ،وحتى العسكرية أيضا.
ىناؾ عدة تعريفات قدمت لممؤسسة وفؽ االتجاىات وااليديولوجيات المختمفة التي تبناىا
الباحثوف في تعريفيـ ليا ،ويتميز مفيوـ المؤسسة بالشمولية ،اذ يمكف أف ينظر إلييا مف زوايا
متعددة .كما أف حصر كؿ أنواع المؤسسات وفروعيا االقتصادية وبﺄحجاميا وبﺄىدافيا المختمفة في
تعريؼ واحد ،يكوف صعبا لمغاية ،وىذا يعود إلى(:)1
التطور المستمر الذي شيدتو المؤسسة في طرؽ تنظيميا وفي أشكاليا القانونية منذ
ظيورىا.
تشعب واتساع نشاط المؤسسات االقتصادية ،سواء الخدمية منيا أو االنتاجية ،وقد
ظيرت مؤسسات تقوـ بعدة أنواع مف النشاطات في نفس الوقت ،وفي أمكنة مختمفة،
مثؿ المؤسسات متعددة الجنسيات.
اختبلؼ االتجاىات الفكرية وااليديولوجية عند تقديـ تعريفات ليا.
وانطبلقا مف ذلؾ ،قدـ الباحثوف العديد مف التعاريؼ لممؤسسة ،ومف أبرز ىذه التعاريؼ:
يعرؼ ستيفاف روبف Stephen Robbinsالمؤسسة بﺄنيا" :كياف اجتماعي منسؽ بوعي ،لو
ّ
حدود واضحة المعالـ يعمؿ عمى أساس دائـ لتحقيؽ ىدؼ معيف أو مجموعة أىداؼ"(. )2
9
اجتماع مجموعة مف األفراد بشكؿ واعي وبتخطيط مسبؽ -ليس صدفة – فيشكموف كيانا
اجتماعيا.
التﺄكيد عمى صفة الثبات النسبي لممؤسسة.
وجود أىداؼ تسعى لتحقيقيا مف خبلؿ توزيع األدوار عمى العامميف الذيف يشاركوف في
تحقيقيا.
ويعرؼ فﺭنسًﺍ بيﺭً François Piroux .المؤسسة عمى أنيا" :منظمة تجمع أشخاصا ذوي
كفاءات متنوعة تستعمؿ رؤوس األمواؿ وقدرات مف أجؿ انتاج سمعة ما ،والتي تباع بسعر أعمى مما
تكمفو(.)3
كما ينظر بيير كوزو Pierre consoلممؤسسة عمى أنيا" :عبارة عف خمية اقتصادية وبشرية،
والتي تشكؿ مرك از مستقؿ ماليا في صنع القرار ،بحيث إدارة ومراقبة ىذا المركز تعتمد عمى شروط
تقسيـ رأس الماؿ بيف الشركاء ،وكذلؾ حسب خصائص كؿ مؤسسة"(.)4
وتعتبر المؤسسة لدى بعض الدارسيف" حقيقة اجتماعية قوية "يفترض تحميميا السوسيولوجي ربط
مستوييف مف القراءة ،األوؿ ىو عبلقة المؤسسة بالنظاـ االجتماعي والثاني ىو عبلقتيا بنسقيا
الداخمي .ىذاف المستوياف مف القراءة يفضياف إلى القوؿ بﺄف المؤسسة ىي كؿ مترابط عبر ثبلثة
أنساؽ مستقمة :نظاـ اإلنتاج والبناء التنظيمي ونسؽ التشريعات(أي النظاـ القانوني) ،وذلؾ في
ترابط كبير مع بيئة المؤسسة .وىنا يبلحظ تجاو از لمطرح الكبلسيكي الذي يتعامؿ مع المؤسسة
كفضاء لئلنتاج فحسب ،ذلؾ أنيا تمثؿ مجموعة أفراد أو جسما اجتماعيا مشكبل يعكس المبلمح
الرئيسية لممجتمع الذي يحيط بيا ،يربطيا ما يسمى بالتنظيـ وىو الشكؿ الذي تبدعو المؤسسة
باجتماع األفراد ،فبل وجود لممؤسسة خارج االعتراؼ المتواصؿ بوجود مجموعة تربطيا عبلقات
تفاىـ أو تناقض بيف أفرادىا(.)5
مف خبلؿ التعاريؼ السابقة ،يتضح لنا أف المؤسسة تعبر عف واقع اقتصادي ،وبشري
واجتماعي ،وىي تنظيـ اقتصادي واعي ومقصود ،يسعى إلى تحقيؽ أىداؼ محددة ،فيي عبارة عف
مجموع العناصر المادية والبشرية التي تتفاعؿ فيما بينيا بغرض تحقيؽ ىدؼ معيف.
11
في العديد مف المؤلفات يستعمؿ مصطمح المنظمة أو التنظيـ ومصطمح المؤسسة كمفيوميف
مترادفيف ،إال أنو في الواقع ىناؾ فروؽ نوعية وجوىرية بينيما ،مما يستوجب توضيحيا لتحديد
الفواصؿ والفوارؽ الموجودة بينيا ،وفقا لمقتضيات التﺄصيؿ العممي.
المنظمة أو التنظيـ Organisationىو عبارة تطمؽ عمى كؿ تجمع يتـ تنظيمو وفؽ قواعد
وأسس معينة اجتماعية كانت أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو غير ذلؾ ،وىو بشكؿ عاـ:
"مجموعة مف األفراد يوحدوف جيودىـ لغرض تحقيؽ اليدؼ المسطر ،سواء كاف ىذا التنظيـ
مستشفى أو مدرسة أو جمعية.)6( ...
أما المؤسسة Entrepriseفيي تنظيـ منتج ،فيي تتميز بطابعيا االنتاجي الممموس في غالب
الوقت .كيجتمثؿ الفرؽ بيف المنظمة كالمؤسسة في ككف كؿ مؤسسة ىي منظمة ،كليس بالضركرة
كؿ منظمة ىي مؤسسة ،كما أف ىذه األخيرة تسعى الى تحقيؽ الربح .فالمنظمة ىي :مجموعة مف
االفراد ليـ ىدؼ معيف ،يستخدموف طريقا أو أكثر لموصوؿ إليو .فمثبلً ىناؾ منظمات إنسانية،
منظمات بيئية ،منظمات عمالية ...الخ ،أما المؤسسة فيي ىيكؿ اقتصادي واجتماعي يظـ فرد أو
عدة أفراد يعمموف بطريقة منظمة مف أجؿ خمؽ منتجات أو خدمات إلى زبائف.
إذا كانت المؤسسة عبارة عف نسؽ منظـ مف األفراد والطاقة بصفة عامة ،ييدؼ إلى تحقيؽ
أىداؼ معينة ،فإف ىذا النسؽ ال يمكف أف يدوـ أو أف يحقؽ أىدافو إذا لـ تتوفر بعض الشروط
األساسية لضماف حياة وفعالية المؤسسة ،ويمكف تمخيص الصفات األساسية لممؤسسة فيما يمي(:)7
.1تتكوف المؤسسة مف شخصيف أو أكثر ،ومف جماعات عمؿ رسمية وغير رسمية.
.2التوجيو :تعمؿ المؤسسة عمى تحقيؽ ىدؼ أو أىداؼ معينة تخدـ مصالح األفراد والجماعات
العاممة ،فبل يمكف تصور قياـ مؤسسة ما دوف أف يكوف ليا ىدؼ أو أىداؼ محددة إلشباع
حاجات معينة.
11
.3األساليب :تتبنى المؤسسة أسموبا تنظيميا معينا لتحقيؽ التسيير الفعاؿ ،ويتـ ذلؾ بواسطة
تمييز الوظائؼ وتقسيـ العمؿ وتجزئتو ،وتوزيع األدوار والمراكز والتنظيـ اليرمي لمسمطة
وتنظيـ االتصاؿ وغير ذلؾ..
.4التنسيؽ الواعي لمنشاط الذي يقوـ بو األفراد ،وذلؾ باالعتماد عمى العقبلنية والعمميات
المنطقية في التخطيط والتنفيذ ولتقييـ.
.5االستم اررية عبر الزمف ،وذلؾ لضماف تحقيؽ األىداؼ المرجوة مف انشاء المؤسسة ،فضماف
االستم اررية يوفر جو الطمﺄنينة واالحساس باألمف واالستقرار لؤلفراد ،مما يدفعيـ لمعمؿ أكثر.
ثالثا -أنكاع المؤسسات:
تصنؼ المؤسسات عموما حسب أربعة معايير ،وىي؛ حسب طبيعة النشاط ،األىمية ،الشكؿ
القانوني ومصدر األمواؿ.
- 1جتصنيؼ المؤسسات حسب طبيعة النشاط :و ىنا تصنؼ المؤسسات إلى(:)8
أ -المؤسسات الصناعية :ونجد في ىذا النوع جميع المؤسسات التي عمميا األساسي تحويؿ المواد
الموجودة في الطبيعة إلى منتجات نيائية قابمة لبلستعماؿ ،وىذه المؤسسات عموما تتمثؿ في
مؤسسات الصناعة الثقيمة ومؤسسات الصناعة الخفيفة ( التحويمية ).
ج -المؤسسات الجتاارية :يعمؿ ىذا النوع مف المؤسسات في النشاط التجاري ،أي يقوـ بعمؿ
توزيع السمع أو تقديـ خدمات ،مثؿ نقؿ البضائع لؤلسواؽ.
د -المؤسسات المالية :وىي التي تيتـ بالنشاط المالي ،كمؤسسات التﺄميف والبنوؾ التجارية
والمركزية....الخ.
-2جتصنيؼ المؤسسات حسب الحاـ :يقاس حجـ المؤسسة بطرؽ مختمفة ،باستعماؿ عدة معايير
أىميا؛ عدد العماؿ ورقـ األعماؿ السنوي والقيمة المضافة واألرباح المحققة وقيمة التجييزات
12
اإلنتاجية ،إلخ ،ولكف المعايير األكثر استخداما تتمثؿ في عدد العماؿ ،رقـ األعماؿ ،والقيمة
المضافة .ويمكف تقسيـ المؤسسات حسب حجميا الى أربع انواع وىي:
تصنؼ المؤسسات حسب الشكؿ القانوني ،كما -1جتصنيؼ المؤسسات حسب المعايير القانكنية:
يمي(:)9
-شركات األشخاص :وىي تمؾ المؤسسات التي تعود ممكيتيا لمجموعة مف األفراد.
ىذا الشكؿ القانوني يسمح لرجاؿ األعماؿ بإنشاء شركة ذات مسؤولية محدودة ،بموجبيا تقوـ
بوظائؼ مختمفة في نفس الوقت ،كسمطة اإلدارة ،والجمعية العامة.
-4جتصنيؼ المؤسسات حسب ممكية رأس الماؿ :ترتبط الطبيعة القانونية لممؤسسات بشكؿ
ممكيتيا ،عمى اعتبار أف شكؿ الممكية ،ىو المحدد لنمط القوانيف واألنظمة التي تحكـ إجراءات
وقواعد تسييرىا ،وتصنؼ المؤسسات حسب ىذا المعيار إلى نوعيف ىما(:)10
13
المؤسسات الخاصة :وىي تمؾ المؤسسات التي تعود ممكية األمواؿ فييا لفرد ،أو لمجموعة مف
األشخاص ،كشركات األشخاص والشركات ذات المسؤولية المحدودة ،وشركات المساىمة.
المؤسسات العامة كالمخجتمطة :وىي مؤسسات ذات طبيعة قانونية مختمفة ،وتتمثؿ فيما يمي:
.1المؤسسات العامة :وىي التي تعود ممكيتيا لمدولة كالشركات الوطنية والمحمية.
.2المؤسسات المخجتمطة :وىي التي تشترؾ الدولة أو أحد ىيئاتيا مع األفراد في ممكية األمواؿ
وفي سمطة القرار.
رابعا – الجتطكر الجتاريخي لنظريات المؤسسة:
مع تطور المجتمعات في مختمؼ مجاالت الحياة ،أصبح لمتجمع اإلنساني معنى أوسع يميزه
التطور والتنظيـ .ىذا األخير الذي يعد بمثابة السمة األساسية التي تميز المجتمعات اإلنسانية
الحديثة ،إذ نجد األفراد والجماعات ينتظموف في وحدات وأنساؽ اجتماعية متباينة وفؽ نموذج بنائي
معيف ،يسمح بتحقيؽ أىداؼ محددة ينشﺄ مف أجميا التنظيـ .ومف ىنا بدأت مشكمة إدارة ىذا التنظيـ
وأىميتيا منذ أف كبر حجـ المشاريع واحتياج صاحب العمؿ إلى مف يساعده ،أيف برزت فكرة
االنتظاـ وضرورة التعاوف مع اآلخريف ،مف خبلؿ تقسيـ األعماؿ وتنظيـ الجيود لبمػوغ أىداؼ محددة
لـ يكف الفرد وحده قاد ار عمى بموغيا .ومع كبر حجـ المؤسسات وازدياد أنشطتيا وارتفاع عدد األفراد
العامميف بيا ،ازدادت الحاجة إلى ايجاد أساليب وطرؽ أكثر تطو ار تساعد في تسيير شؤوف تمؾ
المؤسسات وتعظيـ األرباح .مف أجؿ ىذا الشﺄف تطور الفكر التنظيمي خبلؿ سنوات طويمة مف
الممارسات اإلدارية في المؤسسات المختمفة ،بفضؿ إسيامات دراسات وبحوث عدد كبير مف
المفكريف والعمماء ،الذيف قاموا بإثرائو بكثير مف اآلراء واألفكار المفيدة ،مف خبلؿ طرحيـ لنماذج
ونظريات تفسر اإلدارة كظاىرة اجتماعية .وفي أثناء ىذا التطور اتسـ الفكر التنظيمي بسمات ميزت
كؿ مرحمة مف المراحؿ التي مر بيا ،مف حيث المداخؿ واالتجاىات التي وجو إلييا ىؤالء العمماء
اىتماماتيـ ،األمر الذي نتج عنو أكثر مف رافد فكري ،تمثؿ في أكثر مف مدرسة ،لكػؿ منيا نظرياتيا
وأراءىا وروادىا الذيف أثرت بيـ ىذا المجاؿ ،ىذه النظريات التي ال تزاؿ تحظى حتى وقتنا ىذا،
باىتماـ الباحثيف والدارسيف والممارسيف لئلدارة ،لما تقدمو مف مفاىيـ ومبادئ وقواعد وأساليب منظمة
()11
لؤلنشطة واألعماؿ اليادفة.
14
ويعكس التطور في نظريات المؤسسة نمطا تراكميا في المعرفة ،فالمبادئ والنظريات تـ الوصوؿ
إلييا مف خبلؿ دراسات وتجارب في مواقع العمؿ ،ما ىي إال أجوبة وحموؿ لمشاكؿ موجودة أو تـ
التنبؤ بإمكانية وقوعيا .ويرى العديد مف الميتميف بالفكر التنظيمي ،أف ىناؾ محوريف أساسيف يمكف
استخداميما في دراسة التطورات الحاصمة في ىذا الحقؿ وىما:
- 1المحكر النسقي:
يؤكد عمى أف التنظيمات ىي أنساؽ ،ويركز عمى عبلقة التنظيـ بالبيئة المحيطة ،وفي ىذا
االطار إنتقمت النظرة لمتنظيـ مف نسؽ مغمؽ ييتـ فقط بتسيير التغيرات الداخمية ،إلى إعتبار التنظيـ
كنسؽ مفجتكح ،يﺄخذ بعيف االعتبار الظروؼ الخارجية المحيطة سواء كانت اقتصادية ،سياسية،
ثقافية ،اجتماعية ،تكنولوجية أو قانونية.
- 2المحكر الغائي:
تعامؿ مع نيايات أو غايات ىيكؿ المنظمة ،ووفؽ ىذا المحور يمكف التمييز بيف اتجاىيف
أساسيف في تطور التنظيـ وىما:
المنظكر العقالني (الرشيد) :يرى أف ىيكؿ المنظمة ىو وسيمة لتحقيؽ األىداؼ التنظيمية
بفعالية ،أي التركيز فقط عمى النتائج االقتصادية.
المنظكر الاجتماعي :عمى نقيض المنظور األوؿ ،فإف ىذا المنظور يسعى إلى البحث عف
توافؽ انتاجي ينبثؽ مف الديناميكية النابعة مف اشباع حاجات العامميف وزيادة دافعيتيـ نحو
العمؿ.
مثمما يوضحو الشكؿ التالي:
15
شكؿ رقـ ( :)10يكضح الجتطكر الجتاريخي لنظريات المؤسسة
انًقازبت انؼقالَٛت
انـًـؤسســت
كُسق يغهق انـًـؤسســـــت
كُسق يفخٕح
انًقازبت االجخًاػٛت
ويمخص الباحث مؤيد السالـ في كتابو "تنظيـ المنظمات" ،أىـ التطورات الحاصمة في نظرية
المؤسسة -في ضوء البعد النسقي والغائي -في الجدوؿ التالي:
16
ادكؿ رقـ( :)11جتطكرات نظريات المؤسسة في ضكء بعدي النسؽ كالغاية خالؿ القرف العشريف
اإلطػػػػػػػػػػػػار الػػػػػػػػػػػػزمػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػي
الخصائص
-4111اٌٜ -0221 -0211 -0211 -0201 -0211
4111 0221 0211 0211 0201
المؤسسة المؤسسة المؤسسة المؤسسة المؤسسة المؤسسة المنظكر
نظاـ مفتوح نظاـ مفتوح نظاـ مفتوح نظاـ مفتوح نظاـ مغمؽ نظاـ مغمؽ النظمي
السموؾ السموؾ السموؾ السموؾ السم ػ ػ ػوؾ السموؾ المنظكر
اجتماعي اجتماعي عقبلني مقيد اجتماعي اجتماعي عقبلني الغائي
التعمـ الثقافة الػقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوة التصاميـ األفراد الكفاءة المكضكع
التنظيمي الوطنية والسياسػ ػ ػة الظرفيػ ػ ػ ػ ػة والعبلقات الميكانيكية األساسي
االنسانية
معرفي ثقافي سياسي ظرفي/ االنساف تقميدي نكع المدخؿ
موقفي االجتماعي ميكانيكي
المصدر :مؤيد السالـ ،تنظيـ المنظمات ،دراسة في تطور الفكر التنظيمي خبلؿ مئة عاـ ،دار عالـ الكتاب
الحديث ،االردف ،2002 ،ص ص .30-28
انطبلقا مف ىذا الجدوؿ ،يتضح لنا أف ىناؾ سجتة مداخؿ أساسية متتابعة زمنيا في ضوء
المنظور النسقي والمنظور الغائي ،وتجدر االشارة إلى أف المدى الزمني لكؿ مدخؿ ىو موضوع
تقريبي ،كما أف ىذه المداخؿ متداخمة ببعضيا البعض ،واف ىذا التداخؿ يزداد تشابكا كمما اقتربنا
نحو الحاضر.
17
-ىكامش المحكر األكؿ:
-1عالهُٛخ ثهمبعى ،انؼاللبد ا َغبَٛخ ف ٙانًإعغخ ،يغهخ انؼهٕو ا َغبَٛخ ،رقذسْب عبيؼخ يؾًذ خٛنش
ثغكشح ،انؼذد انخبيظ ،فٛفش٘ ،2114ؿ. 28
2- Stephen Robbins, Organization theory; structure design and applications third,
edition New Jersey, prentice hall, 1990, P3.
َ -3بفش داد٘ ػذٌٔ ،الزقبد انًإعغخ ،داس انًؾًذٚخ انؼبيخ ،1998 ،ؿ .11
4- Pierre Conso, Gestion Financière de l’entreprise, Dunod, 8 ème ED, Paris,
2000, P59-60.
-5عبنى نجٛل ،صمبفخ انًإعغخ ٔ أصش انؼٕنًخ ف ٙانًغشة انؼشث :ٙيضبل رَٕظ ،يغهخ اَغبَٛبدٚ ،قذسْب
انًشكض انٕهُ ٙنهجؾش ف ٙاألَضشٔثٕنٕعٛب ا عزًبػٛخ ٔانضمبفٛخ ثْٕشاٌ ،انؼذد .2113 ،22
6- Michel Amiel et autres, Management de l’administration, Imprimerie du
Culot, 2 ème ED, Paris, 1998, P21.
-7يقلفٗ ػؾٕ٘ ،أعظ ػهى انُفظ انقُبػٔ ٙانزُظ ،ًٙٛانًإعغخ انٕهُٛخ نهكزبة ،انغضائش،1992 ،
ؿ .39 – 38
َ -8بفش داد٘ ػذٌٔ ،يشعغ عبثك ،ؿ .65
9- Jean Longatte et Jacques Muller, Economie d’entreprise, Dunod, 2 ème ED,
Paris, 1999, P06.
10- Ibid, P07.
-11دَجـش٘ نلف ،ٙانزُظٛى ٔئداسح انغهٕن انجؾش٘ فَ ٙظشٚخ انجُبئٛخ انٕاٛفٛخ ٔانُظشٚخ انًؼذنخ ،ػهٗ
انًٕلغ http://nsalharbi.blogspot.com/2009/04/blog-post_1149.html :ثزبسٚخ:
.2115.12.24
18
المحػػػػكر الثاني:
ال جتااىات النظرية لدراسة المؤسسة
* جتمييػػد
– 1الماركسية التقميدية
– 2الماركسية المحدثة
-نقد وتقييـ االتجاه الماركسي
- 1تالكػوت بارسػونزT.Parsons
-2روبرت ميرتوف R.Merton
-3فيميب سمزنيؾ P.Salznick
-4ألف ػ ػػف جولدنػر A. Goldner
- 5أميت ػػاي اتػزيوني A.Etzioni
* خالصة
19
-تمييد:
سنتطرؽ في ىذا المحور ،إلثنيف مف أىـ النظريات االجتماعية الرائدة في مجاؿ الفكر
التنظيمي ،وىما؛ اإلتجاه الماركسي واإلتجاه البنائي الوظيفي ،وسنحاوؿ إبراز إسيامات رواد كؿ مف
ىذيف االتجاىيف في تطوير الفكر التنظيمي ،وتبياف الكيفية التي تناوؿ كؿ منيما قضايا العمؿ
والمؤسسة.
تعالج النظرية الماركسية كثي ار مف القضايا المتعمقة بالتنظيمات ،ومقدار تﺄثيرىا في مستويات
األداء واالنتاجية ،كالصراع الطبقي ،والبناء االجتماعي وقضايا االنتاج ،وظروؼ العمؿ المتنوعة
وقضايا التغير والتطور واالغتراب ،ضمف التنظيمات الصناعية وخارجيا( .)1وفي ىذا االتجاه
سنتطرؽ إلى كؿ مف اسيامات الماركسية التقميدية والماركسية المحدثة.
-1الماركسية الجتقميدية:
درس ماركس) (K. Marxفكر ىيجؿ بتعمؽ ،وتﺄثر بمذىب الديالكتؾ عنده ،وقد أخذ ماركس
حوؿ الجدلية إلى تفسير مادي لتاريخ المجتمعات اإلنسانية،
المدخؿ الجدلي لفكرة ىيجؿ ،ولكف ّ
فاألصؿ في وجود اإلنساف واستمرار نوعو يتوقؼ عمى الفعؿ اإلنتاجي في العممية اإلنتاجية ،التي
يترتب عمى وجودىا وتطورىا ،ظيور التشكيبلت االجتماعية وتطورىا ،بما تتضمنو ىذه التشكيبلت
مف نظـ سياسية وتشريعية ومعرفية وثقافية وما يرتبط بيا مف وعي .وبيذا يكوف ماركس قد فسر
أنماط اإلنتاج تفسي اًر مادياً ،مف خبلؿ مفاىيـ شممت (قوى اإلنتاج وعبلقات اإلنتاج) ( ،)2فبالنسبة
ل قوى اإلنتاج فيي تفاعؿ القوة العاممة وخصائص أعضائيا مع األدوات والتجييزات والمباني
واآلالت ،وكؿ ما يدخؿ بوسائؿ اإلنتاج مف مواد أولية وتجييزات ،أما عبلقات اإلنتاج فيي نمط
الممكية السائد ،وخاصة ممكية وسائؿ اإلنتاج.
ويرى ماركس بﺄف التقدـ التكنولوجي في األنظمة الرأسمالية ،قد قسـ المجتمعات إلى طبقتيف
متمايزتيف :طبقة مالكي وسائؿ اإلنتاج وطبقة الكادحيف .وحسب التحميؿ الماركسي فإف البنيات
التحتية ىي التي تحدد نوعية العبلقات الصناعية بيف مختمؼ الطبقات ،التي تدخؿ في صراع شديد،
21
يؤدي في النياية بصفة حتمية إلى ﺇنتصار البروليتاريا .ويبدو واضحا أف الماركسية تؤكد عمى ما
يسمى بالحتمية التكنولوجية ،أي أف التغير التكنولوجي وما يتبعو مف تمايز وصراع سيؤدي
بالضرورة إلى تغير ﺇجتماعي ،حيث يحؿ النظاـ اإلشتراكي فالشيوعي محؿ النظاـ الرأسمالي بعد
ﺇنتصار ثورة البروليتاريا(.)3
ويتكوف البناء االجتماعي لمتنظيـ وفؽ المنظور الماركسي مف بنيتيف أساسيتيف ىما البنية
التحتية والبنية الفوقية .حيث تؤمف الماركسية بﺄف البناء الفوقي (االيديولوجيا ،القانوف ،السياسة،
الديف ،األدب ،الفف والفمسفة) ،ما ىو اال إنعكاس لمنظاـ االقتصادي األساسي ،وأف أي تغيير في
البناء التحتي ( االنتاج ،وسائؿ االنتاج وعبلقات االنتاج ) يصاحبو تغير في البناء الفوقي ،أي أف
التنمية االقتصادية تؤدي إلى تغير النسؽ القيمي وتشكمو ،كما أف البناء الفوقي قد يؤخر عممية
التطور أو يعجؿ بيا .وىذا يعني أف القيـ بإعتبارىا مكونا مف مكونات البناء الفوقي قد يكوف ليا
تﺄثير سمبي في التنمية ،فتعوؽ وتؤخر عممية التنمية ،وبالتالي أكدت الماركسية عمى ضرورة توافؽ
القيـ مع أسموب اإلنتاج ،لما لمنسؽ القيمي مف تﺄثير بالغ عمى مكونات البناء االجتماعي وعممية
التنمية ،ولذا ال ينبغي إسقاط النسؽ القيمي عند وضع الخطط والبرامج اإلنمائية( .)4ويرى
الماركسيوف أف طبقة العماؿ ،ىي التي تستطيع بحركيتيا أف تقضي عمى االغتراب اإلنساني ،إنيا
الطبقة في نظرىـ التي تستطيع أف تتحرر مف القيـ الوىمية وأف تخمؽ قيميا الخاصة(.)5
وتعد مشكمة الغجتراب واحدة مف القضايا التي يمكف مف خبلليا معرفة العناصر األساسية
المتعمقة بقضايا التنظيـ عامة ،والمؤسسة الصناعية خاصة .ويشير المفيوـ عند ماركس إلى حالة
انفصاؿ اإلنساف عف بيئة االنتاج التي ينتمي إلييا ،سواء كاف المنتج أشياء مادية أو أفكار .ومف
وجية نظر ماركس يمثؿ المجتمع البرجوازي ذروة اغتراب االنساف عف ذاتو ،فتنظيمات العمؿ في
المجتمع الصناعي الرأسمالي وفؽ التحميؿ الماركسي ،ىي تنظيمات بيروقراطية ،وىي ال تشغؿ
وضعا عضويا في البناء االجتماعي ،فضبل عف أنيا ال ترتبط بعممية االنتاج ارتباطا مباشرا،
فوجودىا مؤقت ،ونموىا نمو طفيمي ،وميمتيا األساسية ىي االحتفاظ باألوضاع الراىنة التي تتمثؿ
في استغبلؿ الطبقات الحاكمة لمطبقات المحكومة ،وفي ىذه الظروؼ يصبح نمو ىذه التنظيمات
21
أم ار حتميا في مجتمع ينقسـ إلى طبقات ،ويسعى بإستمرار إلى تدعيـ التقسيمات الطبقية والحفاظ
عمييا(.)6
-2الماركسية المحدثػة:
ترجع جذور الماركسية المحدثة الى ﺇسيامات الماركسية التقميدية ومحاولتيا تطوير ﺃفكارىا
وﺇفتراضاتيا التصورية ،التي ﺇتخذت مف الصراع مدخبل لتفسير العديد مف الظواىر اإلجتماعية .وقد
جاءت الماركسية المحدثة ،كرد فعؿ عمى إخفاؽ الماركسية التقميدية في تفسير التغير السريع
والمستمر في المجتمعات الحديثة .ويتخذ ﺃنصار الماركسية المحدثة مف الصراع ،كمدخبل لتفسير
العديد مف الظواىر اإلجتماعية ،ولكف جاء فيميـ إليو ليس كالمنظور الماركسي التقميدي ،ﺇذ
ينظروف الى الصراع بإعتباره ﺃداة لمتغيير والتحديث ،حيث رأى ﺃنصار الماركسية المحدثة ﺇمكانية
ﺃف يطور عمـ اإلجتماع ذاتو عف طريؽ دراستو لعناصر الصراع والتغير.
ومف ﺃنصار الماركسية المحدثة البارزيف نجد عالـ اإلجتماع األلماني رالؼ داىرندركؼ
) ، (R.Dahrendrofالذي سعى ﺇلى تفنيد ﺁراء ماركس حوؿ الصراع الطبقي ،الذي كاف قائما عمى
وجود نوع مف الوعي العمالي الذي يبنى عمى سياسات القير مف ﺃصحاب العمؿ ،حيث الحظ
داىردروؼ ﺃثناء دراسة المؤسسات الصناعية الحديثة ،وجود طبقة مف العماؿ األثرياء تختمؼ عف
طبقة ماركس البرولتارية ،ومف ىنا تيقف ﺃف اإلعتماد عمى التفسيرات الماركسية التقميدية -التي ترجع
ﺇلى العبلقة المتبادلة بيف البناء التحتي والفوقي -لـ يعد مقبوال.
وحرص داىرندروؼ عمى ﺃف يحمؿ الصراع في ﺇطار معرفتو قواعد المعبة بيف الجماعات
المتصارعة حوؿ المصالح وتوزيع الموارد اإلقتصادية والمالية والسياسية ،ومف ثـ ال يمكف فيـ
الصراع ومصدره األساسي ،بﺄنو يبنى عمى عبلقات الممكية فقط حسب ماركس(.)8
كما ﺃكد داىرندروؼ ﺃف الفيـ الصحيح لنظريات التغيير يجب ﺃف يعالج في ضوء نظرية
الصراع ،الذي يختمؼ عف الصراع في المفيوـ الماركسي ،ويؤكد ﺃف الصراع ﺇنما يرجع ﺇلى التوزيع
غير العادؿ لمقوة ) (powerفي المجتمع ،حيث يريد الذيف يممكوف القوة والسمطة اإلحتفاظ بيا ويريد
الذيف يعيشوف تحت ىذا الضبط تغيير عبلقات القوة ،ومف ىنا يﺄتي الصراع الذي يؤدي ﺇلى التغيير
22
في المجتمع( .)9وعميو ينطمؽ داىرندروؼ في تفسيره لمصراع داخؿ التنظيمات مف خبلؿ مفيوـ
السمطة والعبلقات السمطوية ،فﺄساس الصراع ىو التفاوت في توزيع السمطة والمراكز السمطوية.
ويشمؿ الصراع عمى كؿ العناصر التي ليا صفة التناقض ،وسواء تجمت العبلقات التناقضية ،في
حالة عنؼ أو سمـ وىدوء ،فإنيا ترتبط بمصدر الصراع وىو التمايز السمطوي ،وتتـ بمورتيا تحت
ظروؼ معينة ،فعممية الصراع إذف ترتبط بدرجة الوعي والتنظيـ ،وىي دائمة بدواـ البلمساواة في
ألف ح ّؿ المشكبلت والتناقضات يولد مشكبلت وتناقضات جديدة ،وىكذا يمكف رؤية
توزيع السمطةّ ،
عممية التغيير كعممية أساسية مستمرة نتيجة العبلقات الجدلية بيف أطراؼ الصراع وبيف مف يممكوف
السمطة والخاضعيف ليا .
مف جية ﺃخرى نجد لكيس ككزر ) (L. Coserئْزى ثزؾهٛم َزبئظ ٔٔابئف انقشاع ، ،ويرى أف
الصراع االجتماعي في المجتمعات الحديثة ليس الصراع عمى الممكية ،كما زعـ كارؿ ماركس ،بؿ
صراع عمى القيـ وطمب المكانة والموارد النادرة ،بحيث ال تكوف بوسع ىذه الجماعات المتصارعة
تحقيؽ القيـ المرغوبة فحسب ،بؿ تحييد وايذاء أو حتى اقصاء الجماعات المتنافسة .وقد ﺇىتـ كوزر
بتحميؿ نتائج ووظائؼ الصراع ،التي غالبا ما تؤدي ﺇلى حدوث التغيير ،وقد حرص عمى ضرورة
تحميؿ الدور الوظيفي لمصراع ،حيث يرى كوزر ﺃف لمصراع الداخمي عدة وظائؼ ايجابية ،حيث
يعيد الحيوية لممعايير الموجودة في المجتمع ،ينمي اتحادات وائتبلفات جديدة ،يقمؿ العزؿ
االجتماعي ،كما أنو يزيد تماسؾ وبقاء الجماعة.
نمذ أخفقت الماركسية في تفسير الواقع المتغير في المجتمعات الحديثة .ويصنؼ االتجاه
الماركسي في إطار النظريات الحتمية ،كونو يحدد عامبل واحدا بعينو دوف غيره عند تفسير التغير،
حيث أف الحتمية االقتصادية التي تقرر أف التغيرات التي تط أر عمى أنماط تنظيـ النشاط اإلنتاجي
ليا أكبر األثر في تغير كؿ مظاىر الثقافة في المجتمع .إذ يرى ماركس أف الحقائؽ الفعمية في أي
مجتمع تتمثؿ في الروابط التي تربط األفراد بعضيـ ببعض في عممية إنتاجيـ لوسائؿ عيشيـ.
23
وبالرغـ مف ﺃف الماركسية المحدثة جاءت كرد فعؿ لكؿ مف النظرية التقميدية والبنائية الوظيفية،
حيث ﺇستخدـ روادىا العديد مف المفاىيـ واألفكار المرتبطة بياتيف النظريتيف ،اال أنيا ظمت تدور في
فمؾ الوظيفية تارة والماركسية التقميدية ،ويمكف النظر ﺇلييا عؿ أنيا مجرد فرع مف البنائية الوظيفية،
ألنيا لـ تفمح في تقديـ مفاىيـ خاصة بيا.
كذلؾ مف اإلنتقادات التي وجيت إلى الماركسية المحدثة ،نجد أف أنصار ىذه النظرية
ﺇعتبروا الصراع ناتجا لظروؼ واقعية ومجتمعية ،دوف وصؼ وتحميؿ ىذه الظروؼ التي يمكف مف
خبلليا فيـ الصراع كػﺂداة لمتغيير والتطور ،كما ﺃكد عمى ذلؾ ﺃنصار الماركسية المحدثة ﺃنفسيـ(.)10
برزت مساىمات البنائية الوظيفية في الفكر التنظيمي بعد االنتقادات التي وجيت إلى النظريات
الكبلسيكية في االدارة والتنظيـ ،وخاصة إزاء عجزىا عف حؿ المشكبلت القائمة في التنظيمات
الرأسمالية آنذاؾ .وقد استعاف ىذا االتجاه بالمماثمة العضوية في دراسة النظـ االجتماعية ،حيث
ينطمؽ مف فكرة مفادىا أف التنظيمات عبارة عف أنظمة اجتماعية تتكوف مف مجموعة مف األنساؽ
االجتماعية الفرعية ،تتشابؾ وتتفاعؿ فيما بينيا وتيدؼ إلى تحقيؽ التكيؼ مع الكؿ الذي تعتبر ىي
جزء منو .فيذا االتجاه ينظر إلى المؤسسة بوصفيا بناء كمي يتكوف مف مجموعة مف األنظمة
الفرعية الفعالة ،التي تتفاعؿ فيما بينيا لتحقيؽ اليدؼ ،أو بصيغة أخرى ،المؤسسة نسؽ اجتماعي
يعمؿ ضمف نسؽ أكبر ،وتحتوي في نفس الوقت عمى أنساؽ فرعية تعاونية تتفاعؿ فيما بينيا
لتحقيؽ وظيفة في بنائية النسؽ األكبر .وقد تطور االتجاه البنائي الوظيفي بفضؿ أعماؿ كؿ مف
تالكػوت بارسػونز ،T.Parsonsروبرت ميرتوف ،R.Mertonفيميب سمزنيؾ ،P.Salznickألف ػ ػػف
جولدنػر ،A. Goldnerأميت ػػاي اتػزيوني .A.Etzioni
انطمؽ بارسونز مف فكرة أف التنظيـ عبارة عف نسؽ اجتماعي ،يتكوف مف وحدات فرعية (أقساـ
،وظائؼ ،جماعات مينية ،إدارات) ،وىي في نفس الوقت وحدات فرعية داخؿ نسؽ اجتماعي
أكبر (اقتصادي ،سياسي .)...وينظر بارسونز لمتنظيـ بوصفو نسؽ مفتوح ،يؤثر ويتﺄثر بالبيئة
24
الخارجية ،التي يحصؿ منيا عمى مدخبلتو ويصرؼ فيو منتجاتو .ولكي يقوـ التنظيـ بوظيفتو عمى
أكمؿ وجو ،واذا أراد البقاء واالستمرار ،عميو أف يقوـ بالمتطمبات الوظيفية الضرورية ،وىي:
لمجتكيؼ أك المكاءمة :وىي القدرة عمى بناء العبلقة مع البيئة ومواردىا ،فكؿ نسؽ اجتماعي
عميو أف يتكيؼ مع البيئة االجتماعية والمادية التي يوجد فييا ،وتشمؿ الحاجة الوظيفية
لمتكيؼ كافة الوسائؿ التي يستعيف بيا التنظيـ في أف يحصؿ مف بيئتو عمى ما يحتاجو
بناؤه الستم ارريتو.
الجتكامؿ :يفترض بارسونز ضرورة بناء قاعدة ثقافية مشتركة كﺄساس رمزي معياري مشترؾ
وكإطار مشترؾ في بناء أنماط شخصية متماثمة ومتفقة في توجياتيا مع ثقافة الجماعة
وتوقعاتيا ،لضماف عبلقة تكاممية بيف المستوى الفردي والجماعي.
أ -جتدعيـ النمط :والذي يتعمؽ بمدة االنسجاـ والتطابؽ بيف األدوار التي يؤدييا الفرد في التنظيـ
واألدوار التي يقوـ بيا في الجماعات الخارجة عف التنظيـ (المجتمع) ،مما يفرض ضرورة وجود
ميكانيزمات تساعد عمى خمؽ االنسجاـ و التوازف النسبي بيف التوقعات التنظيمية والتوقعات التي
تحدث خارج نطاؽ التنظيـ.
ب -مطمب احجتكاء الجتكجترات الجتنظيمية ،واستيعابيا الذي يتحقؽ مف خبلؿ ضماف وجود دافعية
كافية لدى الفرد لكي يستطيع أداء ميامو التنظيمية
وبالنظر لممتطمبات الوظيفية الضرورية ،التي حددىا بارسونز نجد أف اثناف منيا ييتماف بفعالية
التنظيـ وىما :التكيؼ (المواءمة) وتحقيؽ اليدؼ ،واثناف آخراف يرتكزاف حوؿ استقرار التنظيـ وثباتو
25
وىما :التكامؿ والكمػوف .ويحمؿ بارسونز النماذج األربعة ،ويؤكد أف مطمب التكيؼ أو المواءمة في
التنظيـ يقابمو أو تعبر عنو مشكمة تدبير كؿ الموارد البشرية والمادية لتحقيؽ األىداؼ ،ومطمب
تحقيؽ اليدؼ يتحدد في حشد الموارد التنظيمية مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ ،ىذه الموارد التي يكوف قد
تـ تدبيرىا في تحقيؽ مطمب المواءمة والتكيؼ ،والنجاح في تحقيؽ اليدؼ يعتمد بدرجة كبيرة عمى
مبلئمة الوسائؿ لمغايات واألىداؼ"(.)12
ويرى أف المستوى الفني يمثمو العماؿ ،ويقوـ بترجمة األىداؼ إلى عمؿ فعمي ،أما المستوى االداري
فيو مسؤوؿ عمى توفير الموارد األولية التي يحتاجيا المستوى الفني ونجده ممثبل في االدارييف
النظامي فييتـ بتحقيؽ االنسجاـ بيف التنظيـ الذي يحمؿ قيما
والمديريف التنفيذييف ،أما المستوى ّ
وأىدافا خاصة مع المجتمع الذي يحمؿ قيما ويطمح لتحقيؽ أىدافو ىو أيضا .ويرى بارسونز أنو إذا
النظامي
كاف التنظيـ الفني يخضع لمتنظيـ االداري ،فإف التنظيـ االداري يخضع بدوره لمتنظيـ ّ
وأجيزة المجتمع ،وىكذا يصبح المستوى النظامي قاد ار عمى التوسط بيف المستويات الفنية واالدارية
والمجتمع األكبر(.)13
واذا أمعنا النظر في التصور الذي قدمو بارسونز لدراسة التنظيـ ،نجد أف تحميبلتو عمى
مستوى عالي مف العمومية وتفتقد لدراسات ميدانية تؤكدىا ،اضافة إلى ذلؾ فإف الكثير مف
الصياغات التي قدميا اكتنفيا الغموض كمفيوـ القيـ مثبل ،كما تجاىؿ بارسونز دراسة بناء القوة
والصراع داخؿ التنظيمات ،إذ ركز بصفة أساسية عمى مسﺄلة التوازف واالستقرار ،وكذا الوسائؿ التي
تمكف مف تحقيؽ األىداؼ ،حيث يرى أف التغير والصراع ىما بمثابة مرض عرضي يصيب النسؽ،
وماداـ النسؽ قد حقؽ قد ار مف االستقرار ،فإنو يميؿ إلى عدـ التغير.
26
.2ركبرت ميرجتكف R.Merton :
انطمؽ ميرتوف في دراستو لمتنظيـ مف خبلؿ بحثو في الجوانب السمبية لمتنظيـ البيروقراطي الذي
قدمو ماكس فيبر ،ومف خبلؿ ذلؾ حاوؿ أف يقدـ نموذجا تحميميا يبيف فيو النتائج المعوقة وظيفيا
لمتنظيـ البيروقراطي .ويرى ميرتوف أف البيروقراطية برشدىا وعقبلنيتيا وبتحديدىا األىداؼ المرجوة
مف التنظيـ وتحديد المسؤوليات وتنظيـ العمؿ ،فعبل تساعد عمى ضبط السموؾ والتنبؤ بو ،لكنيا
تيمؿ شيئا أساسيا في نظر ميرتوف ىو اتجاىات األفراد ومشاعرىـ والجماعات غير الرسمية التي
تتكوف داخؿ التنظيـ الرسمي ،والتي تمعب دو ار ميما .ويعتبر ميرتوف مف أوائؿ الذيف تنبيوا لآلثار
غير المتوقعة ،أي النتائج التي تتخذ اتجاىا معاكسا ألىداؼ الفعؿ وأسسو .إذ يرى أف اإلشراؼ
الدقيؽ والقواعد الصارمة قد تؤدي إلى عدـ المرونة ،كما أف التشدد في القواعد قد يؤدي إلى المزيد
مف الجور ،وغالباً ما يستخدميا البعض لتحقيؽ أغراض شخصية ،وبيذه الطريقة تصبح القواعد
ىدفاً في حد ذاتيا ،وليست وسيمة لتحقيؽ أىداؼ التنظيـ ،ويؤدي ىذا التحوؿ إلى جمود السموؾ
التنظيمي.
وبالنسبة لميرتوف فإف ثبات السموؾ التنظيمي ،ال يولد الرغبة والحاجة إلى الشعور بالمسؤولية والقدرة
عمى التنبؤ ويترتب عمى ذلؾ النتائج التالية(:)14
تضاؤؿ العبلقات الشخصية ،اذ تنحصر تمؾ العبلقات بيف الوظائؼ وليس بيف األفراد
شاغمي الوظائؼ.
زيادة استيعاب أعضاء التنظيـ لمقواعد والقوانيف واجراءات العمؿ نتيجة لتكرارىا.
كمما كاف السموؾ ثابتا كمما اعتمد التنظيـ عمى مقوالت موضوعية ثابتة ومحددة في اتخاذ
الق اررات ،مما يؤدي إلى التقميؿ مف البحث عف البدائؿ.
ويمكف رصد مجموعة مف القضايا التي أضافيا ميرتوف إلى التحميؿ البنائي الوظيفي ،منيا بشكؿ
أساسي تمييزه بيف الوظائؼ الظاىرة (العمنية) والوظائؼ الكامنة (المستترة) لمظاىرة االجتماعية،
وتحميمو البدائؿ الوظيفية ،ومعالجتو المعوقات الوظيفية (الظواىر البلوظيفية)؛
.1الكظائؼ الظاىرة كالكظائؼ الكامنة :قسـ ميرتوف الوظائؼ في المجتمع الى نوعيف:
27
-الكظائؼ الظاىرة :وىي التي ترمي الى تحقيقو التنظيمات االجتماعية .مثبل بﺄف تكوف الجامعات
مخصصة لمدراسة والبحث العممي والخدمة االجتماعية.
-الكظائؼ الكامنة :وىي التي لـ تكف مقصودة أو متوقعة ،مثاؿ ذلؾ دور الديف في تحقيؽ التكامؿ
االجتماعي ،ىذا الدور مثمما قرر دوركايـ لـ يكف مقصودا ،وعميو فإف التكامؿ االجتماعي يعتبر في
ىذه الحالة وظيفة كامنة لمديف .ومثاؿ آخر عف ذلؾ تمارس الجامعة وظائؼ سياسية أو اقتصادية
أو تمثؿ فضاءات اجتماعية لمتسمية والترفيو أو تحقيؽ مكانات اجتماعية …الخ.
واألساس في طرح ميرتوف لموظائؼ الظاىرة مقابؿ الوظائؼ الكامنة ىو الخمط بيف الحوافز
الذاتية والوظيفية ،مما يستدعي التمييز بيف الحاالت التي تتوافؽ فييا األىداؼ الذاتية مع النتائج
الموضوعية ،وتمؾ التي تتجاوزىا أي ظيور نتائج لـ تكف متوقعة ،فالوظائؼ الظاىرة ىي تمؾ النتائج
الموضوعية المقصودة والتي يعييا الفاعؿ عند قيامو بالفعؿ ،أما النتائج الموضوعية التي جاءت
دوف قصد أو وعي مسبؽ ،فيي الوظائؼ الكامنة .وقد كاف معنى ىذا المفيوـ شائعاً لمتغمب عمى
الغموض الناتج عف الخمط بيف الحوافز الذاتية المدركة وراء السموؾ مف جية والنتائج الموضوعية
المترتبة عمى السموؾ مف جية ثانية ،مما يؤدي إلى التساؤؿ حوؿ مقوالت عقبلنية الفعؿ اإلنساني،
حيث يبرز ىنا جانب ال عقبلني نتيجة عدـ إدراؾ بعض ما يمكف أف يظير مف نتائج.
.2المعكقات الكظيفية :طرح ميرتوف مفيومي الوظيفية والبلوظيفية رداً عمى وجية نظر الوظيفييف
أف أي عنصر اجتماعي أو ثقافي وجد
األوائؿ أمثاؿ مالينوفسكي وراد كميؼ ،المذاف يؤكداف عمى ّ
أف وجوده يستمر ألنو يمبي حاجات وظيفية لمنسؽ ،وعميو فك ّؿ
ليقدـ وظيفة ضرورية لمنسؽ الكمي ،و ّ
عنصر وجد ويستمر ،فإنو يساىـ في تكييؼ النسؽ وتحقيؽ أىدافو وتكاممو وتمبية حاجات كؿ
28
والتخصص والعبلقات غير الشخصية والتسمسؿ الوظيفي والسمطة ،ولكنو قد يتحوؿ مف وسيمة إلى
غاية في ذاتو ،فيصبح مف عوامؿ تعطيؿ اإلنتاج .وأعطى مثاالً آخر ىو التشريعات التي وضعت
لصالح الطبقة الرأسمالية ،فيي وظيفية ليذه الطبقة ألنيا تمبي حاجات نسقيا وأجزاءه ،بينما تكوف ال
وظيفية لمعماؿ ألنيا تعرقؿ عممية تمبية احتياجاتيـ.
وبيذا يكوف روبرت ميرتوف قد قدـ اضافات ىامة لبلتجاه البنائي الوظيفي ،فتعديبلت ميرتوف
لمصيغ القديمة لمنظرية الوظيفية تعد تعديبلت ذات أىمية بالغة أعطت دفعا قويا ليذا االتجاه.
.3البدائؿ الكظيفية :يطرح ميرتوف فكرة البدائؿ الوظيفية كرد فعؿ عمى الحتمية الوظيفية التي تؤدي
إلى الجمود ،وتكمف أىمية ىذا المفيوـ في التحميؿ ،حينما نتخمى عف التسميـ بفكرة الوظيفية التي
ينطوي عمييا بناء اجتماعي معيف ،فيبلحظ ميرتوف أف بنية الثقافة في كؿ مجتمع تسيـ دائماً في
تحقيؽ قدر كبير مف التكيؼ االجتماعي لؤلفراد مف خبلؿ ما يسميو بالبدائؿ الوظيفية ،فالحاجة
اإلنسانية الواحدة يمكف أف تمبى في المجتمع الواحد بطرؽ عديدة ،فإذا عجز الفرد عف تمبية حاجاتو
بيذه الطريقة أو تمؾ سرعاف ما تنتج الثقافة طرقاً أخرى يستطيع الفرد مف خبلليا تحقيؽ حاجاتو،
ذلؾ أف كؿ عنصر ثقافي في المجتمع يمكف أف يؤدي أكثر مف وظيفة واحدة ،كما أف كؿ وظيفة
يمكف أف تؤدى بطرؽ عديدة ،وأف ىذا التنوع في الوظائؼ التي تؤدييا األنساؽ الثقافية تساعد عمى
عممية التكيؼ عمى نطاؽ واسع ،فالبدائؿ الوظيفية تتناغـ مع الواقع االجتماعي المتغير بإستمرار،
أف التفكير بالبدائؿ يفتح الفرص لئلبداع
فطرح البدائؿ يمكف أف يؤدي إلى االختيارات األفضؿ ،كما ّ
والتجديد.
يعتبر سمزنيؾ مف أكبر ممثمي االتجاه البنائي الوظيفي ،وقد جاءت مساىمتو مشابية إلى حد
كبير لمساىمات تالكوت بارسونز و روبرت ميرتوف ،يختمؼ عنيما فقط في أنو اعتمد في وضع
نظريتو عمى دراسة فيزيقية (أمبريقية) عكس بارسونز و روبرت ميرتوف المذاف استندا إلى رؤية
نظرية مجردة .وقد قدـ سمزنيؾ تحميبل نظريا يشبو تحميؿ ميرتوف مف حيث اشتراكيما في االنطبلؽ
مف النموذج الفيبري ،غير أنو في الوقت الذي اىتـ فيو ميرتوف بالضبط داخؿ التنظيمات وما يترتب
29
عنو مف نتائج غير متوقعة ،نجد أف سمزنيؾ قد اىتـ بمسﺄلة تفويض السمطة في التنظيـ وما يترتب
عنو مف نتائج غير متوقعة .
وانطمؽ سمزنيؾ مف أف التنظيمات ىي أنساؽ تعاونية وأبنية تكيفية ،كما اعتبر أف لكؿ تنظيـ
مجموعة مف الحاجات والمتطمبات البد مف اشباعيا ،وتبقى عممية التكامؿ والمحافظة عمييا ىي
الحاجة األساسية التي عمى التنظيمات القياـ بإشباعيا مف أجؿ استمرار النسؽ واستم ارره ،وتشبع
الحاجة الجوىرية عف طريؽ اشباع الحاجات الفرعية ألجؿ حماية التنظيـ وتﺄمينو في عبلقتو بالقوى
االجتماعية في البيئة المتواجد فييا(.)15
وتركز تفكير سمزنيؾ حوؿ فكرة ىامة ،وىي أىمية البناءات غير الرسمية في البناء الرسمي
التنظيمي ،لما ليا مف آثار ايجابية .باإلضافة إلى ذلؾ يؤكد سمزنيؾ عمى فكرة تفويض السمطة وما
يترتب عمييا مف نتائج غير متوقعة ،و في ذلؾ نجده ينطمؽ مف قضية أساسية ىي " أف التنظيـ
يواجو مطمب الضبط الذي تمارسو أعمى المستويات الرئاسية في التنظيـ ،وىو ما يفرض بالضرورة
تفويض دائـ لمسمطة ،بحيث يتخذ ىذا التفويض طابعا نظاميا يترتب عميو نتائج مباشرة ،كزيادة
فرص التدريب عمى الوظائؼ المتخصصة واكتساب الخبرة وفي مياديف محددة ،مما يم ّكف عضو
التنظيـ مف مواجية المشكبلت ومعالجتيا .)16( ".ويذىب سمزنيؾ إلى أف البيروقراطية تواجو دائما
الحاجة إلى تفويض السمطة ألنساؽ فرعية داخؿ التنظيـ ( ىذا األخير الذي يتكوف مف مجموعة مف
األنساؽ الفرعية) نظ ار لتعقد مياـ اإلدارة وتعقد مسؤولياتيا .بيد أف التفويض مف جية يؤدي إلى
تمييع األىداؼ العامة لمتنظيـ ،ألف وحداتو الفرعية ستتجو أكثر فﺄكثر نحو تحقيؽ أىدافيا الخاصة
واعتبارىا غايات في حد ذاتيا.
ومما يعبر عف اتجاه سمزنيؾ البنائي الوظيفي ىو توضيحو لفكرة أف ىناؾ نتائج وظيفية وأخرى
غير وظيفية لمتفويض ،أي معوقات وظيفية ،و عالج ىذه األخيرة بصفة مغايرة عف ما ذىب إليو
ميرتوف ،فﺄوضح النتائج المترتبة عف المعوقات الوظيفية وكشؼ عف الميكانيزمات المعالجة ليذه
المعوقات ،مف خبلؿ تجربة مؤسسة الجتنسيفالي ،التي لجﺄت إلى إشراؾ األطراؼ المتعددة في
عممية اتخاذ القرار ،حتى يكوف القرار جماعي .ويمفت سمزنيؾ نظر اإلدارييف إلى فكرة أف األفراد
31
داخؿ النسؽ التنظيمي يميموف إلى مقاومة كؿ معاممة ليـ باعتبارىـ وسائؿ ،وىـ يتفاعموف كجماعات
ويعمموف عمى تحقيؽ أىدافيـ وحؿ مشاكميـ .ومما يتضمنو البناء الرسمي مف العناصر العقبلنية
التي تظير في السموؾ التنظيمي لؤلفراد ،مما يتطمب وجود نسؽ تعاوني بيف مختمؼ بناءات التنظيـ
مف أجؿ تحقيؽ التوازف الداخمي والخارجي لمسموؾ ،وتظير الحاجة ىنا إلى الجماعات غير الرسمية
كﺄنساؽ ضبط غير رسمية ،تساىـ في انجاز األىداؼ التنظيمية الرسمية.
ومف النتائج التي استخمصيا فميب سمزنيؾ في دراسة التنظيمات ،وجود ضغوط قوية يمارسيا
المجتمع المحمي عمى بناء التنظيـ وأىدافو ،وىذا ما يجعؿ ربط العبلقات التنظيمية داخؿ المؤسسات
بالقيـ والثقافة االجتماعية السائدة داخؿ المجتمع المحمي ،مف الضرورات النظرية إذا ما أردنا فيـ
وتطوير المؤسسات( .)17كما اىتـ سمزنيؾ بكؿ مف الفرد والتنظيـ معا واعتبارىما ككؿ طبيعي،
واعتبار البناءات التنظيمية بناءات مختمطة ليا نتائج سيكولوجية معقدة ،مما يتطمب ضرورة الموائمة
أو التكيؼ الديناميكي لممتغيرات الداخمية وعبلقاتيا بالبيئة الخارجية مف أجؿ معرفة الظروؼ الجديدة
التي تط أر كمشاكؿ تواجو كبل مف التنظيـ وأفراده ،وتؤثر عمى تحقيؽ األىداؼ العامة أو تنفيذ
سياسات التنظيـ.
ويضيؼ سمزنيؾ في األخير أف حاجات األفراد ال ينبغي إشباعيا عف طريؽ الفعؿ الواعي
لؤلفراد ،بؿ عف طريؽ النتائج غير الواقعة ألفعاليـ ،وىكذا تنشﺄ البدائؿ الوظيفية عندما ال نستطيع
إشباع الحاجات بطرؽ مقبولة ثقافيا .إذف فيو يعتمد عمى الميكانيزمات البلشخصية التي مف خبلليا
تؤدي التنظيمات وظائفيا أكثر مف اعتمادىا عمى الدافعية(.)18
يعتبر ألفػف جولدنر واحد مف أبرز ممثمي االتجاه البنائي الوظيفي ،ينطمؽ كسابقيو دائما مف
تحميبلت ماكس فيبر ،لكف ىذه المرة حاوؿ جولدنر اختبار متضمنات نظرية فيبر واقعيا ،مف خبلؿ
تجربة قاـ بيا بﺄحد مصانع الجبس بﺄمريكا ،التي أورد نتائجيا في كتابو " أنماط البيروقراطية في
الصناعة" .وقد توصؿ جولدنر إلى التمييز بيف ثبلثة أنماط لمبيروقراطية(:)19
31
.1البيركقراطية المزيفة :وفييا تفرض القواعد والموائح التنظيمية مف ىيئات أو جيات خارجية،
بمعنى أف ال دخؿ إلدارة التنظيـ أو عمالو في وضع أو تحديد القواعد التنظيمية والسياسية الخاصة
بالمنظمة ،والقواعد ىنا ال تدعميا االدارة كما ال تحظى بطاعة وقبوؿ العماؿ ،وبالتالي ال يحدث
صراع بيف الجماعتيف.
.2البيركقراطية ذات الطابع الجتمثيمي (النيابية) :وفييا توضع القواعد القانونية باالتفاؽ بيف االدارة
و العماؿ ،وىكذا تحظى القواعد ىنا بتدعيـ االدارة وبطاعة العماؿ ،وتؤدي ىذه القواعد إلى توترات
ولكنيا ناد ار ما تؤدي إلى صراع صريح ،والتﺄييد المشترؾ لمقواعد تدعمو األفكار غير الرسمية
والمشاركة المتبادلة.
.3البيركقراطية الازائية أك ذات الطابع العقابي :تنشﺄ القاعدة في ىذا النمط استجابة لضغط
العماؿ أو االدارة ،وبذلؾ الجماعة ال تساىـ في وضعيا ،فتنظر إلييا عمى أنيا مفروضة عمييا،
والقواعد ىنا يدعميا أحد الطرفيف ويتجاىميا الطرؼ اآلخر ،مما يؤدي إلى حدوث توترات وصراعات
كبيرة ومف ثـ يتـ تدعيـ ىذه القواعد بإستخداـ العقوبات والجزاءات ،كما يتـ تدعيميا أيضا باألفكار
غير الرسمية لمعماؿ واالدارة.
ويمكف تمخيص النتائج غير المتوقعة لمقواعد في نموذج جولدنر في النقاط التالية(:)20
.1إف رغبة المستويات العميا في التنظيـ البيروقراطي في الرقابة عمى أعماؿ وسموؾ التنظيـ
وأعضاءه تتبمور في تطبيؽ قواعد وتعميمات عامة تحدد اجراءات العمؿ.
.2يترتب عمى تطبيؽ تمؾ القواعد العامة تخفيض الشعور بعبلقات القوة في التنظيـ وقمة
وضوح الفرؽ في مراكز القوة ،حيث الجميع يخضع لذات القواعد.
.3بناءا عمى تخفيض عبلقات القوة ،فإف أعضاء الجماعة يميموف لقبوؿ السمطة ونفوذ
المشرفيف بحكـ مراكزىـ وطبيعة أعماليـ ،وىذا يؤدي إلى تقميؿ حدة التوتر والصراع في
الجماعة.
.4عندما تتحقؽ تمؾ النتائج المتوقعة والمقصودة وتظير فعاليتيا في تخفيض التوتر والصراع
بيف جماعات العمؿ ،يزيد الميؿ إلى تدعيـ وتﺄييد تمؾ القواعد العامة.
32
.6أميجتػػػاي اجتػزيكني 3A.Etzioni
تؤكد تحميبلت اتزيوني كذلؾ عمى أىمية المدخؿ البنائي الوظيفي في دراسة التنظيمات ،شﺄنو
في ذلؾ شﺄف كؿ مف تالكوت بارسونز ،روبرت ميرتوف ،فيميب سمزنيؾ و ألفف جولدنر ،لكف ما
يفرقو عنيـ ىو تركيزه عمى التحميؿ المقارف واقامة النماذج التحميمية األكثر واقعية والتي تؤدي إلى
إثراء النظرية التنظيمية عموما .تتمحور مساىمة اتزيوني حوؿ االىتماـ بظاىرتي الصراع واالغتراب
التنظيمي ،وينطمؽ اتزيوني مف فكرة أساسية ىي أف التنظيـ وحدة اجتماعية معقدة يتفاعؿ داخميا
جماعات اجتماعية متباينة و كثيرة ،ىذه األخيرة تشترؾ في بعض االىتمامات والمصالح ،ولكنيا في
الوقت نفسو تحتوي عمى مصالح واىتمامات متعارضة ،خاصة إذا ما تعمؽ األمر بطريقة توزيع
األرباح والفوائد في التنظيمات ،ونفس الجماعات تمؾ نجدىا تشترؾ في بعض القيـ القومية ،وتختمؼ
عمى أخرى .فحسب اتزيوني ،ىذه الجماعات أثناء نشاطيا قد تتعاوف في مجاالت معينة أيف تكوف
االىتمامات والمصالح مشتركة ،وتتنافس في المجاالت األخرى التي تتعارض فييا المصالح.
ويشير اتزيوني إلى أف أكبر الجماعات التي يحدث بينيا الصراع عمى المصالح ىما جماعة
العمؿ وجماعة اإلدارة .وجيود اإلدارة نحو جعؿ العامؿ يؤدي عممو ،قد يجعؿ ىذا األخير يعيش
حالة مف الغربة اتجاه ىذا العمؿ ،فيو ال يممؾ وسائؿ اإلنتاج ،ويفتقر إلى كؿ فرصة لبلبتكار
والتعبير عف الذات ،نتيجة لرقابة وتكرار العمؿ الذي يؤديو ،وألف عممو أصبح ال معنى لو ،ولـ يعد
لو إال قدر ضئيؿ مف التحكـ في وقتو وفي المكاف الذي ينجز فيو ىذا العمؿ ،وتميز حالة الغربة
()21
. ىذه كؿ التنظيمات
وقد ربط اتزيوني بيف المتطمبات الوظيفية لمتنظيـ واحتياجات األفراد ،باالعتماد عمى اآلداء
والكفاءة والفعالية واالنجاز لدى األفراد والتنظيـ كذلؾ ،خاصة مف أجؿ تقوية التنظيمات لوظائفيا
بكفاءة ونجاح لبموغ أىدافيا وزيادة نجاعتيا وفعاليتيا ،ويشير إلى عناصر الضبط االجتماعي
والتنظيمي المتكونة مف أبعاد تحميمية دقيقة متمثمة في كؿ مف األبعاد الفيزيقية والمادية والرمزية(.)22
ويوضح اتزيوني أنو توجد عدة تصنيفات لعناصر الضبط االجتماعي والتنظيمي ذات أبعاد تحميمية
واضحة ،فيزيقية ومادية ورمزية ،تتحدد حسب الوضع اإلداري الذي يشغمو الفرد والمكانة التنظيمية
33
التي يحتميا ،وتختمؼ أنواع الضبط حسب أنواع التنظيـ سواء كانت التنظيمات معيارية أو تعبيرية
أو نفعية ،ولكؿ منيا إطار مف القواعد الرسمية التي تحدد عناصرىا وعممياتيا الداخمية(.)23
مف خبلؿ ما تقدـ ،نستنتج أف االتجاه البنائي الوظيفي يقوـ عمى مجموعة مف المبادئ تتمثؿ في:
-1تتكوف المؤسسة ميما يكف غرضيا وحجميا مف اجزاء ووحدات ،مختمفة بعضيا عف بعض
وعمى الرغـ مف اختبلفيا اال انيا مترابطة ومتساندة بنائيا ووظيفيا مع بعضيا البعض.
-2المؤسسة يمكف تحميميا تحميبل بنيويا وظيفيا الى اجزاء وعناصر أولية ،أي اف المؤسسة تتكوف
مف اجزاء أو عناصر لكؿ منيا وظائفيا االساسية.
-3إف االجزاء التي تحمؿ الييا المؤسسة ،إنما ىي اجزاء متكاممة ،فكؿ جزء يكمؿ الجزء االخر واف
أي تغيير يط أر عمى احد االجزاء البد اف ينعكس عمى بقية االجزاء.
-4الوظائؼ التي تؤدييا المؤسسة ،تعمؿ عمى اشباع حاجات األفراد المنتميف إلييا وحاجات
المؤسسات االخرى .
-5وجود نظاـ قيمي أو معياري تسير البنى الييكمية المؤسسة .فالنظاـ القيمي ىو الذي يقسـ العمؿ
عمى االفراد ويحدد واجبات كؿ فرد وحقوقو ،كما يحدد أساليب اتصالو وتفاعمو مع االخريف.
اضافة الى تحديده لماىية االفعاؿ التي يكافﺄ عمييا الفرد او يعاقب.
أما فيما يتعمؽ باالنتقادات التي وجيت لبلتجاه البنائي الوظيفي ،فمف المﺂخذ الشائعة عمى ىذا
االتجاه ،ىو اعتباره وصفيا أكثر منو تفسيريا ،وتناولو لمتنظيـ نابع مف أيديولوجية محافظة بتفسيره
لم اذا تستمر األشياء و ليس لماذا تتغير ،كما أف أصحاب المدخؿ الوظيفي يركزوف في دراستيـ
لعوامؿ التغير عمى مجموعة مف العوامؿ السطحية التي ال تولد تغي ار جذريا في النسؽ .إضافة إلى
تناولو لمواقع مف بعض أبعاده مف دوف األبعاد كميا .كما يؤخذ عمى االتجاه البنائي الوظيفي اىمالو
لفكرة الصراع االجتماعي ،مع أف ىذا المتغير أساسي في فيـ تغير وتطور المجتمعات االنسانية.
34
وقد انصب تركيز ىذا االتجاه عمى الجوانب الثابتة مف النسؽ االجتماعي اكثر مف االىتماـ
باألبعاد الديناميكية المتغيرة ،حيث يرى أف مصدر التغير في خارج النظاـ االجتماعي ،وأف وظيفة
النظاـ األساسية ىي إعادة التوازف ،وعميو فإف النظاـ بﺄبنيتو المختمفة مقبوؿ كما ىو ،ومف ىنا
وصفت ىذه النظرية بالمحافظة في نظريتيا لممجتمع والتغير االجتماعي فيو(.)24
كما يؤخذ عمى االتجاه البنائي الوظيفي ،أنو بالغ في محاكاة نموذج العموـ الطبيعية ،وخاصة
نموذج عموـ الحياة ،وكﺄف النسؽ االجتماعي كائف عضوي تحكمو نفس القوانيف التي تحكـ حركة
الكائنات الحية .اضافة إلى ذلؾ ىناؾ صعوبة في اختبار كثير مف المفاىيـ والتصورات والقضايا
التي يستند الييا االتجاه البنائي الوظيفي في دراسة المؤسسة.
خالصػػػػة:
مما سبؽ ،يتضح لنا وجود اختبلفا ممحوظا في وجيتي نظر كؿ مف االتجاه الماركسي واالتجاه
البنائي الوظيفي في تناوليما لقضايا التنظيـ ،فالماركسية ركزت عمى دراسة مسائؿ الصراع ،القوة
والتغير ،كما أعارت اىتماـ كبير لمجانب االقتصادي ولقضايا االغتراب ،في حيف نجد أف اإلتجاه
البنائي الوظيفي بما جاء بو مف مفاىيـ نسقية يشكؿ إطا ار فكريا محافظا في دراسة المؤسسات ،حيث
اعتمد عمى فكرة االستقرار والتوازف في دراسة المؤسسة ،ونظر إلييا كنسؽ اجتماعي يعمؿ ضمف
نسؽ أكبر ،وتحتوي في نفس الوقت عمى أنساؽ فرعية تعاونية تتفاعؿ فيما بينيا لتحقيؽ وظيفة في
بنائية النسؽ األكبر ،وبيذا يكوف تركيز ىذا االتجاه عمى الجوانب الثابتة مف النسؽ االجتماعي أكثر
مف االىتماـ باألبعاد الديناميكية المتغيرة.
35
-ىكامش المحكر الثاني:
.1ئؽغبٌ يؾًذ انؾغٍ ،انًذخم ئنٗ ػهى ا عزًبع ،داس انلهٛؼخ ،ثٛشٔد ،1988 ،ؿ.93
.2ؽغ ٍٛفذٚك ،ا رغبْبد انُظشٚخ انزمهٛذٚخ نذساعخ انزُظًٛبد ا عزًبػٛخ -ػشك ٔرمٕٚى -يغهخ
عبيؼخ ديؾك ،انًغهذ ،27انؼذد انضبنش ٔانشاثغ ،ديؾك ،2111 ،ؿ.326
َ .3فظ انًشعغ ،ؿ . 196
.4كًبل انزبثؼ ،ٙيشعغ عبثك ،ؿ .117
.5انشثٛغ يَ ،ًٌٕٛظشٚخ انمٛى ف ٙانفكش انًؼبفش ث ٍٛانُغجٛخ ٔانًلهمٛخ ،انؾشكخ انٕهُٛخ نهُؾش ٔانزٕصٚغ،
انغضائش ،1981 ،ؿ .214-213
.6ؽغ ٍٛفذٚك ،يشعغ عبثك ،ؿ .328
.7ػجذ هللا يؾًذ ػجذ انشؽًبٌ ،انُظشٚخ ف ٙػهى اﻹعزًبع ،انغضء انضبَ ،ٙانُظشٚخ انغٕعٕٛنٕعٛخ
انًؼبفشح ،داس انًؼشفخ انغبيؼٛخ ،اﻹعكُذسٚخ ،د د ،ؿ. 82
َ .8فظ يشعغ ،ؿ .94
.9ػجذ هللا يؾًذ ػجذ انشؽًٍ ،يشعغ عبثك ،ؿ.82
َ .11فظ انًشعغ ،ؿ .122
.11يؾًذ ػه ٙيؾًذ ،ػهى اعزًبع انزُظٛى ،يذخم نهزشاس ٔانًؾكالد ٔانًٕمٕع ٔانًُٓظ ،ه ،2داس
انًؼشفخ انغبيؼٛخ ،اﻹعكُذسٚخ ،2113 ،ؿ.339
.12انغٛذ انؾغ ،ُٙٛػهى اعزًبع انزُظٛى ،داس انًؼشفخ انغبيؼٛخ ،ا عكُذسٚخ ،1994 ،ؿ.76
.13عؼذ ػٛذ يشع ٙثذس ،األٚذٕٚنٕعٛب َٔظشٚخ انزُظٛى -يذخم َمذ٘ ،داس انًؼشفخ انغبيؼٛخ ،ا عكُذسٚخ،
،2111ؿ.161
.14انغٛذ انؾغ ،ُٙٛيشعغ عبثك ،ؿ .81
.15ساثؼ كؼجبػ ،ػهى اعزًبع انزُظٛى ،يخجش ػهى اعزًبع ا رقبل ،عبيؼخ لغُلُٛخ ،2116 ،ؿ.183
.16ؾغ ٌٛػجد انؾًٛد أؾًد سؾٔاٌ ،ػهو اغزًبع انزُاٛوً ،ؤغغخ ؾجبة انغبًؼخ ،اﻹغكُدسٛخ،2114 ،
ؿ.114
.17فبنؼ ثٍ َٕاس ،فؼبنٛخ انزُظٛى ف ٙانًإعغبد ا لزقبدٚخ ،يخجش ػهى اعزًبع نهجؾش ٔانزشعًخ ،عبيؼخ
لغُلُٛخ ،2116 ،ؿ ؿ ..169-168
.18انغٛذ انؾغ ،ُٙٛيشعغ عبثك ،ؿ91
.19عؼذ ػٛذ يشع ٙثذس ،يشعغ عبثك ،ؿ ؿ .251 - 249
.21ػهٗ انغهً ،ٙرلٕس انفكش انزُظٔ ،ًٙٛكبنخ انًلجٕػبد ،انكٕٚذ ،ه ،1981 ،2ؿ .46
.21ػجذ هللا يؾًذ ػجذ انشؽًٍ ،يشعغ عبثك ،ؿ .345
.22ساثؼ كؼجبػ ،يشعغ عبثك ،ؿ ؿ .188 - 187
.23ؽُف ٙيؾًٕد عهًٛبٌٔ ،اـبئف ا داسح ،يلجؼخ ا ؽؼبع انفُ ، ٙيقش ، 1998ؿ .36
.24فًٓ ٙعهٛى انغضٔ٘ ٔآخشٌٔ ،انًذخم انٗ ػهى ا عزًبع ،داس انؾشٔق ،ػًبٌ ،ا سدٌ،2114 ،
ؿ.311
36
المحكر الثالػث
* تمييػػد
* خبلص ػػة
37
-جتمييػد:
تمثؿ المدرسة الكبلسيكية المحاوالت األولى لوضع أسس ومبادئ عممية التنظيـ ،حيث كانت
بمثابة المبنة األولى في ارساء الفكر التنظيمي .وفي ىذا المحور ،سنتناوؿ اسيامات ىذه المدرسة،
والتي تضـ كؿ مف اإلدارة العممية لتايمور ونظرية فايوؿ في اإلدارة ،والتنظيـ البيروقراطي لماكس
فيبر ،وسنحاوؿ التطرؽ إلى مبادئ وأفكار كؿ منيـ وابراز وجية نظرىـ خاصة حوؿ قضايا العمؿ
والتنظيـ ،وكذا آلياتيـ في فيـ السموؾ البشري داخؿ التنظيـ بغية السيطرة عميو وتوجييو الوجية
المرغوبة.
في بداية الثورة الصناعية كاف أرباب العمؿ يمسكوف بزماـ السمطة يفعموف ما يريدوف ،ينظروف
إلى العماؿ نظرة تشاؤمية؛ فيـ كسبلء ال بد مف مراقبتيـ وفي حالة عدـ فعاليتيـ يتـ تعويضيـ،
فالتحفيز تـ حصره في األجر والتيديد ،والتنظيـ كاف فوضويا يبحث عف عقمنة( .)1في ظؿ ىذا
المناخ الفكري واإلقتصادي ،ظيرت المحاوالت األولى لممنظريف اإلدارييف لتقديـ مبادئ ونظريات
تيدؼ أساسا لحؿ المشكبلت القائمة وارساء مبادئ وأسس التنظيـ الرشيد.
وقد شكمت تمؾ المحاوالت اإلتجاه الكبلسيكي في الفكر التنظيمي ،الذي يضـ نظريات التنظيـ
التي ظيرت في أوائؿ القرف العشريف والمتمثمة في :نظرية اإلدارة العممية ،نظرية ىنري فايوؿ في
اإلدارة والتنظيـ البيروقراطي لماكس فيبر ،والتي تشترؾ في عدد مف المبادئ واألسس النظرية التي
تقوـ عمييا ومحاور اإلىتماـ التي تركز عمييا.
ظيرت حركة اإلدارة العممية كػإستجابة لممشاكؿ التي تعاني منيا الصناعة األمريكية في ذلؾ
الوقت ،والمتمثمة أساسا في ضعؼ اإلنتاجية ووجود نزاع بيف اإلدارة واألفراد ،فكانت إسياماتيا
موجية لتحقيؽ أعمى مستوى مف الكفاية اإلنتاجية عف طريؽ إتباع أساليب اإلدارة الرشيدة ،التي
ترتكز عمى أسس عممية في تحميؿ العمؿ ودراستو ،بيدؼ التوصؿ إلى طريقة واحدة مثمى لؤلداء
38
( ،(one best wayوذلؾ مف خبلؿ استخداـ الزمف والحركة لتحقيؽ أعمى متوسط انتاج يومي،
كما ترتكز كذلؾ عمى التخصص الدقيؽ والتدريب.
.1ٳحبلؿ الطرؽ العممية القائمة عمى التجارب محؿ الطرؽ البدائية القديمة.
.2فصؿ العمؿ الفكري (التخطيط) عف التنفيذ ،وتحميؿ المديريف مسؤولية التخطيط وتنظيـ
العمؿ وحؿ مشاكؿ اإلدارة .
.3ﺇختيار العماؿ وتدريبيـ حسب األساليب العممية ،ووضع الرجؿ المناسب في المكاف
المناسب.
مف وجية نظر اإلدارة العممية يتـ إتخاذ الق اررات اليامة والتخطيط لكؿ ما يؤثر في العممية
اإلنتاجية بعيدا عف العماؿ ،حيث تتخذ الق اررات مف طرؼ اإلدارة ويتولى العماؿ تنفيذىا ،فوظيفتيـ
األساسية تتمثؿ في اإلنصياع لؤلوامر والتعميمات الصادرة عف السمطة التنظيمية دوف مناقشة،
فاإلدارة العممية تسعى إلى الوصوؿ إلى القرار المثالي بإختيار أحسف بديؿ مف بيف جميع البدائؿ
المقترحة لحؿ المشكمة.
كما ﺇىتمت اإلدارة العممية بالتنظيـ اليرمي لمسمطة وباإلتصاؿ العمودي الرسمي كوسيمة لتنفيذ
الق اررات وتطبيؽ اإلجراءات المتعمقة بالعمؿ ،ولـ تراع اإلتصاؿ بيف العماؿ أنفسيـ( .)3فاإلتصاؿ
النازؿ ىو السائد حيث يتـ مف خبللو نقؿ األوامر والتعميمات مف األعمى إلى أسفؿ لمعامؿ ،وتعد
التقارير الخاصة بإنجاز العمؿ ىي الشكؿ األوحد لبلتصاؿ الصاعد ،مف ىنا نستنتج أف في ظؿ
اإلدارة العممية اإلتصاؿ العمودي الرسمي ذو اإلتجاه الواحد ىو السائد.
39
وفي مجاؿ الحوافز يعتمد فكر تايمور في ىذا الصدد عمى أف العامؿ ىو رجؿ إقتصادي ،ومف
ثـ فإف األجر ىو المتغير الوحيد الذي يحرؾ دافعية الفرد لمعمؿ لمحصوؿ عمى المزيد مف األجر
النقدي .فقد قدـ تايمور طريقة جديدة لمدفع وىي نظاـ ”المعدؿ المتغير لمقطعة“ والذي ربط مكاسب
العامؿ بمعايير آدائو لمعمؿ ،وىذه الطريقة تعتمد عمى وضع معدؿ معياري تـ حسابو بدقة عمى
أساس محاسبة العامؿ ،فإذا أنتج عددا مف الوحدات يزيد عف المعدؿ المعياري فإف أجره سيرتفع عف
األجر العادي ،أما إذا حقؽ العامؿ المعدؿ المعياري فيحصؿ عمى الراتب األساسي ،وليذا فإف
العامؿ سوؼ يحاوؿ تحقيؽ زيادة في اإلنتاج لمحصوؿ عمى األجر الزائد(.)4
مف جية أخرى ،أصر تايمور عمى ضرورة أف يﺄخذ كؿ عامؿ أجره وفقا إلنتاجو الفردي وليس
وفقا إلنتاج جماعة العامميف التي ينتمي إلييا ،وىناؾ جانب ىاـ مف فكر تايمور يؤكد فيو عمى
الطموح والتطمع الشخصي لؤلفراد ،وأف الفرد يفقد دافعو الفردي إذا وضع في جماعة ،فتايمور نظر
بعيف الشؾ إلى كؿ أشكاؿ الحوافز الجماعية وﺇعتبرىا غير فعالية وال تؤدي إلى رفع اإلنتاجية(.)5
ومما ساىـ بو تايمور أيضا ىو تﺄكيده عمى أىمية إعداد العماؿ عف طريؽ التكويف ،بحيث
يستطيع العامؿ أداء العمؿ المكمؼ بو بالطريقة المطموبة وبالسرعة والمعدؿ المطموب ،ومف وجية
نظر التايمورية تتـ عممية تدريب العماؿ وفؽ أسس عممية مضبوطة ،مع ربطيا بﺄىداؼ العممية
اإلنتاجية وىو يشكؿ مبدأ ىاـ في مجاؿ إدارة الموارد البشرية .وقد إستخدـ تايمور أسموب التدريب في
مجاؿ العمؿ الذي يمنح فرصة لمعامؿ لمقياـ بالعمؿ بصورة تجريبية ،ويساىـ في صقؿ مياراتو.
بالرغـ مف أىمية إسيامات اإلدارة العممية إال أف أفكار تايمور تعرضت لمعديد مف اإلنتقادات
نذكر منيا:
أغفمت اإلدارة العممية الجوانب اإلنسانية لمعامؿ ،ونظرت إليو نظرة محدودة كرجؿ ﺇقتصادي،
يتـ توجييو عف طريؽ الحوافز المادية ،دوف مراعاة الحاجات النفسية واإلجتماعية لمفرد
كعضو في الجماعة ،كما جردت العامؿ مف كؿ إحساس باإلستقبللية أو المشاركة بالرأي في
إتخاذ الق اررات المتعمقة بالعمؿ.
41
نظرت اإلدارة العممية لمعامؿ عمى أساس أنو آلة بيولوجية وأىممت صحتو الجسمية والنفسية،
ونظرت لمتنظيـ غير الرسمي عمى أنو شر يجب محاربتو إلعتقادىا أف العماؿ يسخروف ىذا
التنظيـ لمحاربة اإلدارة ومناوأتيا(.)6
ركز تايمور أبحاثو عمى مستوى العماؿ في الورشة وأىمؿ اإلدارة في مستوياتيا العميا.
يؤخذ عمى المبادئ التي توصؿ إلييا تايمور تﺄكيدىا عمى أىمية تعدد الرئاسات ،في حيف أف
الدراسات الحديثة تؤكد عمى وحدة األوامر وعدـ تعددىا(.)7
تجاىؿ تايمور الفوارؽ الفردية بيف األفراد في القدرة ودرجة التحمؿ أثناء حساسبو لممعدؿ
المعياري في نظاـ المعدؿ المتغير لمقطعة.
إنحصرت األساليب التي قدمتيا اإلدارة العممية لتايمور تقريبا في الوحدات اإلنتاجية وأىممت
مستويات التسمسؿ التنظيمي األخرى ،فجاءت نظرية فايوؿ في اإلدارة لتحوؿ الترشيد مف مستوى
الوحدة اإلنتاجية إلى البناء التنظيمي بصفة عامة(.)8
عمؿ ىنري فايوؿ ) (1925-1841كميندس وخاض مسا ار مينيا ناجحا ،حيث تدرج حتى تقمد
منصب مدير عاـ إلحدى المؤسسات المنجمية ببمده فرنسا ،فكانت أفكاره واقعية وىي حصيمة لخبرتو
العممية في مجاؿ اإلدارة .نشر فايوؿ أفكاره في كتابو ”اإلدارة العامة والصناعية Administration
“ générale et industrielleسنة ،1916ويمكف تمخيص أىـ ﺇسياماتو فيما يمي:
يرى فايوؿ أف في أي مؤسسة صناعية ىناؾ ستة مجموعات مف األنشطة وىي :األنشطة
الفنية ،األنشطة المالية ،األنشطة التجارية ،األنشطة المتعمقة باألمف ،األنشطة المحاسبية
واألنشطة اإلدارية ،حيث ركز أبحاثو بصفة خاصة عمى األنشطة اإلدارية نظ ار ألىميتيا في
تحقيؽ الفعالية.
بيف فايوؿ أف عناصر العممية اإلدارية تضـ الوظائؼ الخمس اآلتية :التخطيط ،التنظيـ،
التوجيو ،التنسيؽ والرقابة.
41
وضع فايوؿ مبادئ اإلدارة األربعة عشر الشييرة والتي كانت وال تزاؿ ﺇلى حد كبير مصد ار
يستند إليو المديروف في األجيزة الحكومية والمصانع والمؤسسات ،وىذه المبادئ ىي(:)9
.6مبدأ المركزية.
.8مبدأ النظاـ.
.9مبدأ المساواة.
.12مبدأ المبادأة.
.13مبدأ التعاوف.
ويشير مبدأ المركزية عند فايوؿ إلى ضرورة وجود سمطة واحدة عمى رأس اليرـ التنظيمي تعمؿ
عمى إصدار الق اررات والتوجييات ،فسمطة إتخاذ الق اررات حسب نظرية فايوؿ مف صبلحية
المستويات العميا ،مع تقميؿ الدور الذي يمعبو المرؤوسييف في إتخاذ تمؾ الق اررات.
وفي مبدأ تعويض العامميف ركز فايوؿ عمى ضرورة دفع أجور عادلة تتناسب مع ميارات الفرد
وجيده و مستواه داخؿ التنظيـ.
42
كما يرى فايوؿ أف مف عبلمات اإلدارة الجيدة ،التدريب المنيجي المنظـ المستمر لكؿ الموظفيف
عمى كؿ المستويات .ويؤكد عمى أف الخبرة الشخصية في العمؿ اإلداري ال يمكف أف تحؿ محؿ
مجموعة المبادئ والقواعد والمناىج واإلجراءات التي تـ إختيارىا بواسطة الخبرة العامة .كما يرى أف
اإلدارة ليست موىبة شخصية و لكنيا ميارات يمكف تعمميا عف طريقة التدريب والتعميـ.
تعتبر ىذه النظرية الموارد البشرية أحد الوظائؼ األساسية الضرورية لبقاء المؤسسة حية
وناجحة ،فالموارد البشرية تجاوزت صفة المورد الذي يدخؿ في إنجاز المياـ المطموبة فقط،
وأصبحت تيتـ بتخطيط وتنظيـ وتنفيذ ىذه المياـ بصورة منظمة ومييكمة.
لقد ﺇعتبر فايوؿ مف طرؼ الكثير األب الحقيقي لنظرية اإلدارة الحديثة نظ ار إلسياماتو
اليامة خاصة في تحديد أسس ومبادئ اإلدارة العامة ،إال أف أفكاره تعرضت إلى ﺇنتقادات نذكر
منيا:
-رغـ تعدد المبادئ التي وضعيا فايوؿ ،إال أنيا ال تشمؿ ﺃجزاء ىامة مثؿ وضع األىداؼ،
دوافع العامميف ونظـ المعمومات والتطوير ،مما يجعؿ ىذه النظرية عاجزة عمى مواكبة
الظروؼ والتطورات التي حدثت بعد صدورىا.
-يؤخذ عمى فايوؿ ﺇىمالو لدور الجماعات غير الرسمية ،وتﺄثير الجوانب اإلجتماعية والنفسية
في مجاؿ العمؿ ،وعدـ إعطاء أىمية لمعنصر البشري في التنظيـ.
43
ويرتكز مفيوـ البيروقراطية عند فيبر عمى تقسيـ العمؿ عمى أساس التخصص الوظيفي
وتحديد المياـ ووجود ىرـ واضح لمسمطة ،وﺇعتماد مبدأ الرسمية في جميع العمميات اإلدارية ،وقد
حدد ماكس فيبر التنظيـ البيروقراطي وفؽ خصائص معنية وىي(:)11
-الجتسمسؿ الرئاسي:
وجود بناء ىرمي لمسمطة ،ىذا البناء يتضمف سمسمة تحدد التوزيع الرسمي لمسمطة ،كما تظير
حدود السمطة الممنوحة لكؿ مركز .ويعني ذلؾ وجود عدة مستويات إدارية متفاوتة ،يتبع كؿ
منيا المستوى الذي يعموه ،مما يجعؿ التنظيـ اإلداري عمى شكؿ ىرـ تتسع قاعدتو وتضيؽ
مستوياتو كمما اتجينا إلى األعمى.
44
تعني البلشخصية أف تستند الق اررات التي يتخذىا البيروقراطيوف إلى أسس موضوعية وليس ألسس
شخصية ،مما يضمف العدالة وعدـ المزاجية في التعرؼ والتعامؿ مع المستفيديف مف خدماتيا.
-الجتعييف كالجترقية عمى أساس الادارة:
يقتضي ىذا المبدأ أف تحتكـ ق اررات تعييف وترقية الموظفيف إلى اعتبارات الكفاءة والتﺄىيؿ وليس
لبلعتبارات غير الموضوعية ،مما يكفؿ األداء الممتاز .وشغؿ الوظائؼ في التنظيمات
البيروقراطية يكوف عمى أساس التعييف وليس اإلنتخاب.
وفي التنظيـ البيروقراطي الذي اقترحو فيبر نجد أف سمطة إتخاذ الق اررات مركزة في أيدي
موظفيف يبعدوف بحكـ مناصبيـ عمى ميداف العمؿ الحقيقي ،وتيدؼ المركزية في ىذا التنظيـ إلى
منع التحيز والمحسوبية ومنع الرؤساء مف التصرؼ وفؽ أىوائيـ الشخصية( .)12وتتطمب
البيروقراطية تدريبا كامبل متخصصا ،ويتـ ترقية الموظفيف وفقا لؤلقدمية أو اإلنجاز وبإقتراح مف
رؤسائيـ .كما يخضع الموظفيف في التنظيـ البيروقراطي إلى قواعد إنضباط صارمة ويتقاضوف أجر
ثابت مع اإلستفادة مف منحة التقاعد.
بالرغـ مف األفكار والمفاىيـ اليامة التي قدميا فيبر ،إال أف عيوب التنظيـ البيروقراطي تظير
عند التطبيؽ ومف أىميا:
45
اإلعتماد الصارـ عمى القواعد واإلجراءات يؤدي إلى الجمود ويقضي عمى كؿ فرص المبادرة
واإلبتكار ،وىذا ما يجعؿ التنظيمات البيروقراطية أقؿ ﺇستجابة لمتغيير الداخمي والخارجي،
وعاجزة عمى التكيؼ مع الظروؼ المتغيرة لمبيئة الخارجية.
تركيز األفراد ﺇىتماميـ عمى ﺇستيفاء اإلجراءات وعدـ ﺇعتنائيـ بمصالح المؤسسة والسعي
إلى تحقيؽ أىدافيا .ففي ظؿ النظاـ البروقراطي تصبح الوسائؿ المتبعة لتحقيؽ األىداؼ
غايات في حد ذاتيا.
إف التنظيـ البيروقراطي تنظيـ مثالي لـ يطبؽ في الواقع إال بصورة مشوىة أدت إلى التشدد
في اإلجراءات اإلدارية وعرقمة عممية التنفيذ ومركزية الق اررات وبطء عممية اإلتصاؿ المعتمدة
عمى اإلجراءات الكتابية ،وىذا ما أدى إلى إقتراف كممة البيروقراطية بعدة معاف سمبية
كالتبلعب وعرقمة مصالح المتعامميف مع التنظيـ وعقـ اإلداء(.)13
وبالرغـ مف اإلنتقادات والتحفظات العديدة التي أثيرت حوؿ النموذج البيروقراطي ،إال أف ىذا
النموذج تحدى الزمف وأصبح ”نموذج تصميـ“ تطبقو الكثير مف المؤسسات الكبيرة في العصر
الحالي في تصميميا ليياكميا التنظيمية(.)14
ال يمكف أف ننكر إسيامات المدرسة الكبلسيكية في نشﺄة وتطور الفكر اإلداري والتنظيمي،
حيث أف العديد مف أفكارىا ومبادئيا تحدت الزمف ومازالت تطبؽ في العديد مف المؤسسات الكبرى
اليوـ ،إال أف ىذه المدرسة تعرضت إلى العديد مف اإلنتقادات نذكر منيا:
نظرت المدرسة الكبلسكية لئلنساف نظرة محدودة ،حيث ترى فيو كائنا ﺇقتصاديا يمكف التﺄثير
عمى سموكو مف خبلؿ الحوافز المادية.
إعتبرت ىذه المدرسة التنظيـ كنسقا مغمقا متجاىمة بذلؾ تﺄثير الظروؼ المحيطة.
التحميبلت الكبلسكية تجاىمت الجماعات غير الرسمية ،رغـ أف ليذه األخيرة تﺄثي ار كبي ار عمى
إتجاىات ودافع العامميف.
46
المدرسة الكبلسيكية ﺃنكرت حؽ األفراد في المشاركة في إتخاذ الق اررات التنظيمية.
ﺇف المتفحص لمنظريات الكبلسيكية يجد أنيا تؤدي إلى الجمود وفقداف القدرة عمى اإلبتكار
واإلبداع ،وتكمف مظاىر الجمود في المبالغة في التنظيـ وعدـ المرونة في توزيع األفراد
ومنع تكيؼ التنظيـ مػع الظروؼ المتغيرة في البيئة الخارجيػة(.)15
-خالصة:
مف خبلؿ تحميمنا السابؽ لممدرسة الكبلسيكية ،الحظنا أنيا نظرت لئلنساف نظرة محدودة
وﺇعتبرتو آلة إنتاج ،حيث ركزت عمى اإلشراؼ والرقابة الشديدة والتنظيـ الرسمي ،وﺇىتمت بالتنظيـ
اليرمي لمسمطة واإلتصاؿ الرسمي وأنكرت حؽ األفراد في المشاركة في إتخاذ الق اررات التي تتعمؽ
بالعمؿ واقتصار التحفيز عمى الحوافز المادية .كما أنيا نظرت إلى المؤسسة عمى ﺇعتبارىا نسقا
مغمقا وتجاىمت بذلؾ تغيرات البيئة الخارجية المحيطة بيا.
47
-ىكامش المحكر الثالث:
1. Laurence Baranski, Le management éclairé, piloter le changement, Ed
d’organisation, Paris, 2éme tirage, 2001, P 225.
.2فإاد انؾٛخ عبنى ٔآخشٌٔ ،انًفبْٛى اﻹداسٚخ انؾذٚضخ ،داس انؾشق األٔعو نهلجبػخ ،ػًبٌ ،األسدٌ ،ه
،1995 ،5ؿ.35
.3يقلفٗ ػؾٕ٘ ،يشعغ عبثك ،ؿ.76
.4يؾًذ فشٚذ انقؾٍ ٔآخشٌٔ ،يجبدئ اﻹداسح ،انذاس انغبيؼٛخ ،اﻹعكُذسٚخ ،2111 ،ؿ.51
.5عؼذ ػٛذ يشع ٙثذس ،يشعغ عبثك ،ؿ.127
.6فإاد انؾٛخ عبنى ٔآخشٌٔ ،يشعغ عجبق ،ؿ. 44
.7ئثشاْٛى ػجذ انٓبد٘ انًهٛغ ،ٙئعزشارٛغٛبد ٔػًهٛبد اﻹداسح ،انًكزت انغبيؼ ٙانؾذٚش ،اﻹعكُذسٚخ،
،2112ؿ.46
َ .8فظ انًشعغ ،ؿ.47
.9عؼذ ٚظ ػبيش ٔيؾًذ ػه ٙػجذ انْٕبة :انفكش انًؼبفش ف ٙانزُظٛى ٔاﻹداسح ،يشكض ٔاٚذ عٛشفٛظ
نالعزؾبساد ٔانزلٕٚش اﻹداس٘ ،انٕ ٚبد انًزؾذح ،1984 ،ؿ ؿ .16-15
.11ػجذ انؼضٚض فبنؼ ثٍ ؽجزٕس ،اﻹداسح انؼبيخ انًمبسَخ ،داس انضمبفخ نهُؾش ٔانزٕصٚغ ،ػًبٌ ،األسدٌ،
،2111ؿ.111
.11يؾًذ فشٚذ انقؾٍ ٔآخشٌٔ ،يشعغ عبثك ،ؿ ؿ .68-67
.12ػه ٙانغهً :ٙرلٕس انفكش انزُظ ،ًٙٛداس غشٚت نهلجبػخ ٔانُؾش ٔانزٕصٚغ ،انمبْشح ،دد ،ؿ .59
.13يقلفٗ ػؾٕ٘ ،يشعغ عبثك ،ؿ.76
.14ؽغ ٍٛؽشٚى ،ئداسح انًُظًبد ،يُظٕس كه ،ٙداس ؽبيذ نهُؾش ٔانزٕصٚغ ،ػًبٌ ،األسدٌ،2113 ،
ؿ.25
.15عؼذ ػٛذ يشع ٙثذس ،يشعغ عبثك ،ؿ .153
48
المحػػػػػكر الرابع
النظريات السمػػػػككيػػػػػػػة
* تمييػػد
* خبلص ػػة
49
-جتمييد:
تعد النظريات السموكية أو كما تسمى بالمدرسة االنسانية اتجاىا فكريا متمي از في الفكر
التنظيمي ،حيث تركزت اىتماماتيا عمى الجوانب االنسانية سواء كانت النفسية لمفرد أو ما يتعمؽ
بالجماعات الصغيرة أو التنظيـ غير الرسمي ،بإعتبارىا تمثؿ الجوانب األساسية في العممية
االنتاجية .وقد جاءت المدرسة السموكية بشكؿ أساسي لمواجية االنتقادات والنقائص التي إتسمت بيا
نظريات المدرسة التقميدية ،والمتمثمة في التركيز عمى الجانب العممي لمعمؿ وتحقيؽ أعمى مستوى
مف اإلنتاج دوف إعطاء أي إعتبار لمعوامؿ اإلنسانية ،وقد كانت نتائج التجارب التي أجرتيا حركة
العبلقات االنسانية ،بمثابة إنطبلقة فكرية ميدت إلى نقد األفكار السائدة خاصة مبادئ وأفكار
المدرسة العممية واإلىتماـ بالمدخؿ السموكي في التنظيـ واإلدارة ،وقد اىتمت ىذه المدرسة بدراسة
سموؾ الفرد والجماعة أثناء العمؿ سعيا وراء تحقيؽ الفعالية وتحسيف العمؿ .وتندرج تحت ىذه
المدرسة مجموعة مف النظريات والمدارس منيا:
تقوـ ىذه المدرسة عمى أفكار إلتوف مايو )1949-1881( Elton Mayoالمستمدة مف نتائج
أبحاثو الميدانية خاصة في مصنع الغزؿ والنسيج بفيبلدلفيا ،وتجارب مصانع ىاوثورف التابعة لشركة
وسترف ﺇلكتريؾ بالقرب مف شيكاغو (ما بيف عامي 1932-1927ـ) .ففي مصنع الغزؿ والنسيج
قاـ إلتوف مايو بدراسة مشكمة ﺇرتفاع معدؿ دوراف العمؿ لتقديـ الحموؿ المناسبة لمتقميؿ منيا ،حيث
أظيرت ىذه الدراسة أف اإلىتماـ بالعبلقات اإلنسانية عف طريؽ تقديـ فترات الراحة ومشاركة العماؿ
في بحث المشكبلت واتخاذ الق اررات يساعد عمى تحقيؽ مصالح العماؿ واإلدارة(.)1
51
والنفسية في زيادة اإلنتاج .ويمكف تمخيص العكامؿ التي ساىمت في ظيور حركة العبلقات االنسانية
فيما يمي:
.1جاءت ىذه النظرية نتيجة لظروؼ تدىور الصناعة في المؤسسات االنتاجية واعتبارىا أحد
العوامؿ الرئيسية التي شغمت اىتمامات كؿ مف أصحاب ىذه المؤسسات والطبقات العاممة.
.2ظيور الحركات النقابية.
.3زيادة ثقافة العامؿ ،وارتفاع المستوى المعيشي.
.4تقدـ البحوث اإلنسانية والتطبيقية.
.5ازدياد الضغط عمى العماؿ والحاجة الممحة لمتنفيس عنيـ.
وقد أدت ىذه العوامؿ إلى ضرورة إعادة التفكير في أساليب االنتاج داخؿ ىذه الشركات ،وذلؾ
عف طريؽ استخداـ األساليب العممية الحديثة والمتطورة .ويمكف تمخيص مبادئ كأفكار مدرسة
العبلقات اإلنسانية فيما يمي:
التركيز عمى أىمية العنصر اإلنساني في العمؿ ،حيث تنظر مدرسة العبلقات اإلنسانية إلى
الفرد كعضو في جماعة.
دوافع العمؿ ال تقتصر عمى المكافػﺁت المادية ،فيناؾ حاجات نفسية واجتماعية عند
العامميف ،مثؿ الحاجة إلى التقدير واألمف والشعور باإلنتماء ،ليا أىمية كبيرة في رفع الروح
المعنوية وزيادة الدافعية لدى العامؿ.
إف العامميف يكونوف فيما بينيـ جماعات عمؿ تعرؼ بالتنظيـ غير الرسمي ،وليذه الجماعات
تﺄثير كبير عمى تفكير أعضائيا واتجاىاتيـ وقيميـ ومف ثـ عمى دوافعيـ وسموكيـ ،كما
تمارس الجماعات غير الرسمية ضبطا ﺇجتماعيا قويا داخؿ مكاف العمؿ(.)2
مف وجية نظر مدرسة العبلقات اإلنسانية فإف مشاركة العماؿ في إتخاذ الق اررات واعطائيـ
فرصة مناقشة الق اررات التي تتعمؽ بالمياـ التي يقوموف بيا ،ليا تﺄثير إيجابي عمى نفوسيـ
وتزيد مف دافعيتيـ نحو العمؿ.
51
إف االتصاالت بيف أجزاء التنظيـ ليست قاصرة عمى شبكة اإلتصاالت الرسمية ،بؿ ىناؾ
أيضا شبكة اإلتصاالت غير الرسمية ،وأف ىذه الشبكة غير الرسمية قد تكوف أكثر فعالية
في التﺄثير عمى سموؾ العامميف.
تؤكد مدرسة العبلقات اإلنسانية عمى وجود فوارؽ فردية ،حيث ترى أف األفراد مختمفوف
وبالتالي عدـ معاممتيـ عمى أنيـ متماثميف.
ركز إتجاه العبلقات اإلنسانية عمى ضرورة اإلىتماـ بتنمية الميارات السموكية أثناء التدريب
وليس اإلىتماـ فقط بالميارات الفنية.
وقد جاءت مدرسة العبلقات اإلنسانية لتضيؼ وظائؼ أخرى إلى تسيير الموارد البشرية في
التنظيمات ،تتمثؿ في(:)3
عبلقات العامميف المتمثمة بالتفاعبلت اإلجتماعية بيف العامميف واإلدارة والعامميف والنقابات
واإلتحادات المينية.
السبلمة المينية واألمف الصناعي لكافة األفراد العامميف جسميا ونفسيا في ظؿ ظروؼ العمؿ
التي تنطوي عمى المخاطرة.
مف خبلؿ ما سبؽ ،يتضح لنا أف مدرسة العبلقات اإلنسانية إىتمت بالجانب النفسي
واإلجتماعي لمعامؿ ،حيث أكدت عمى أىمية التنظيـ غير الرسمي والعبلقات اإلنسانية داخؿ
المؤسسة ومشاركة العامميف في إتخاذ الق اررات ،إال أنيا مثميا مثؿ المدرسة الكبلسيكية نظرت إلى
المؤسسة عمى ﺇعتبارىا نسقا مغمقا ،وتجاىمت بذلؾ تغيرات البيئة الخارجية المحيطة بالمؤسسة.
يعتبر عالـ النفس األمريكي أبراىاـ ماسمو مف أىـ المنظريف السموكييف ،حيث قاـ بصياغة
نظرية فري دة ومتميزة في مجاؿ الدوافع االنسانية ،حاوؿ فييا أف يصيغ نسقا مترابطا يفسر مف خبللو
52
طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرؾ السموؾ اإلنساني وتشكمو .وتقوـ ىذه النظرية عمى أربعة
افتراضات وىي(:)4
.1إف في ذات كؿ فرد ىناؾ مجموعة مف الحاجات المتداخمة والمعقدة يصعب التعرؼ عمييا أو
التمييز بينيا.
.2إذا تحقؽ االشباع التاـ لحاجة ما لدى الفرد فيي ال تعود دافعة لمسموؾ وبالتالي يتـ االنتقاؿ
إلى محاولة اإلشباع لحاجة أخرى.
.3يفترض ماسمو أنو يتـ أوال اإلشباع الكافي لمحاجات الموجودة في قاعدة اليرـ قبؿ أف يكوف
ىناؾ أي إلحاح بضرورة االشباع مف طرؼ الحاجات الموجودة أعبله.
.4بإعت بار أف الحاجات العميا ترتبط بالجانب االجتماعي لمفرد وما تتسـ بو مف تنوع وتداخؿ،
فطرؽ اشباعيا تتعدد وتتجاوز طرؽ اشباعيا الحاجات الدنيا المرتبطة بالحاجات الفيزيولوجية
والتي تكوف عادة محددة وسيمة االشباع.
وبناءا عمى ىذه االفتراضات ،يؤكذ ماسمو أف حاجات األفراد مرتبة في شكؿ ىرـ حسب أولويتيا
وأىميتيا ،كما يمي:
وىي الحاجات األساسية لمفرد وىي ذات عبلقة بالتكويف البيولوجي والفيزيولوجي لبلنساف،
وتتمثؿ ىذه الحاجات في المﺄكؿ والمشرب واليواء والنوـ والممبس ..وفي التنظيمات تشبع ىذه
الحاجات باألجر الكافي وظروؼ العمؿ المبلئمة.
وىي تتمثؿ في توفير البيئة اآلمنة والمساعدة عمى كينونة الفرد وبقائو مثؿ األمف ،الثبات
ظروؼ العمؿ المبلئمة، والحماية .وفي التنظيمات يمكف اشباع ىذه الحاجات مف خبلؿ
االستقرار الوظيفي والتﺄمينات المختمفة.
-3الحااات الاجتماعية:
53
ترتبط ىذه الحاجات بالحياة االجتماعية لمفرد ،كالحاجة لبلنتماء إلى جماعة معينة .والحاجة
لتكويف صدقات ،وفي مجاؿ العمؿ يمكف اشباعيا عف طريؽ تنمية روح الفريؽ وتشجيع
االتصاؿ وتوفير مناخ عمؿ جيد.
تتمثؿ حاجات التقدير في تﺄكيد شعور االنساف بالثقة في نفسو واعتراؼ اآلخريف بو وبﺄىميتو
بيف الناس( .)5ويمكف اشباع ىذه الحاجة في مجاؿ العمؿ عف طريؽ االعتراؼ باإلنجازات
وتكميؼ األفراد بﺄنشطة فعمية ،المشاركة في اتخاذ الق اررات وتفويض السمطة.
وىي تتعمؽ بالحاجات الخاصة اتجاه الفرد بالتعبير عف ذاتو ،ممارسة قدراتو ومواصمة تطوير
شخصيتو عمى االبداع واالبتكار ،كما يقوؿ ماسمو " :ىي التطبع ألف يكوف الشخص كؿ ما
يكوف"( .)6إذف تقترف ىذه الحاجة بالميؿ الشديد عند الفرد إلى تطوير كؿ قدراتو والبحث عف كؿ
الفرص ،التي تجعؿ منو مبدعا وقاد ار عمى األخذ بالمبادرة في ميداف العمؿ لتجسيد الميارة
واالبتكار والوصوؿ إلى تحقيؽ أقصى الطموح عمى أرض الواقع .أي تحقيؽ طموحات الفرد
العميا في إف يكوف اإلنساف ما يريد إف يكوف وىي المرحمة التي يصؿ فييا اإلنساف إلى درجة
مميزة عف غيره ويصبح لو كياف مستقؿ حيث تظير الحاجة إلى االستقبلؿ منذ مرحمة الطفولة
وتتطور مع تقدمو في العمر وينضج ،وبالتالي يبدأ بتحرر مف االعتماد عمى الغير .ويحقؽ الفرد
االستقبلؿ في العمؿ ،عند منحة الحرية في تنفيذ األعماؿ ،وبالتالي يستغؿ ما لديو مف مواىب
وقدرات فردية .
54
شكؿ : 1الجتدرج اليرمي لمحااات اإلنسانية
يتضح مف خبلؿ الشكؿ أعبله ،أف الحاجات الفيزيولوجية تحتؿ المقاـ األوؿ في الترتيب لما ليا
مف دور في المحافظة عمى وجود الفرد وبقائو .وبعد االشباع بشكؿ مرضي ليذه الحاجات ينتقؿ
الفرد تمقائيا إلى الحاجة الموالية مف حيث األىمية ،والمتمثمة في الحاجة لؤلمف .ويفترض ماسمو أف
كؿ مف الحاجات الفيزيولوجية وحاجات األمف محدودتاف بطبيعتيما وأف طرؽ اشباعيما تكوف
معروفة وبسيطة ،بعدىا ينتقؿ الفرد إلى ممارسة جانبو االجتماعي ،وانطبلقا مف فكرة أنو كائف
اجتماعي بطبعو ،فيو يسعى إلشباع ىذه الحاجة إبتداءا مف تكوينو لصداقات وانتماءات جماعية
يكوف فييا فاعبل اجتماعيا.
أما بالنسبة لمحاجات الموجودة في أعمى اليرـ ،نجد الحاجة لمتقدير واالحتراـ ،وفي ىذا االطار
أ ّكد ماسمو أف اإلنساف يحتاج إلى الحب والمودة واإلنتماء والقبوؿ ،والتي تظير أىميتيا بالنسبة لو
بعد إستيفاء وارضاء كبل مف الحاجات الفسيولوجية وحاجات األمف واألماف عمى السواء .فالفرد
اآلمف ىو الذي يكوف قاد ار عمى العطاء والتواصؿ مع األحبة واألصدقاء واإلنتماء ألقرانو وعشيرتو،
55
وفي النياية األخذ عمى عاتقو مسؤوليات إجتماعية .أما في أعمى اليرـ فنجد الحاجة لتحقيؽ الذات
التي تشكؿ أعمى دافع إنساني في تسمسؿ ىرـ الحاجات ،والحاجة إلى تحقيؽ اآلماؿ
والطموحات وأف يكوف اإلنساف متكامؿ القدرات والوجود .وقد أدرؾ ماسمو في بحثو عف سمات
الناس القادريف عمى تحقيؽ الذات ،أف أعدادا محدودة فقط مف الناس سيكوف بإمكانيـ تحقيؽ ىذه
الحاجة في يوـ مف األياـ.
بالرغـ مف مساىمات نظرية ماسمو في تفسير الدوافع واعطاء اإلدارة مايفيدىا مف تحديد حاجات
العامميف وطرؽ إشباعيا ليذه الحاجات ,إال أنيا تعرضت لبعض االنتقادات يمكف إيجازىا فيما يمي:
تفترض النظرية ترتيباً وتدرجاً لمحاجات ،إالّ أف بعض الناس قد تختمؼ في ترتيبيـ ليذه
الحاجات ،فمثبلً الشخص المبدع قد يبدأ السمـ مف الحاجة لتحقيؽ الذات ،وقد ييتـ آخروف
بالحاجات االجتماعية.
قد يصر بعض الناس عمى مزيد مف اإلشباع لحاجة معينة بالرغـ مف أنو تـ إشباعيا
بالفعؿ ،وىذا خبلفاً لما تفترضو النظرية بﺄنو في حاؿ إشباع حاجة معينة يتـ االنتقاؿ إلى
إشباع حاجة أعمى منيا في السمسمة.
لـ تيتـ النظرية بتحديد حجـ اإلشباع البلزـ لبلنتقاؿ إلى الحاجة األعمى منيا مباشرة ،بؿ
تفترض النظرية أننا ننتقؿ مف إشباع إحدى الحاجات إلى إشباع حاجة أخرى فور إشباع
الحاجة األدنى ،ولكف يمكف المجادلة بﺄننا في الواقع نقوـ بإشباع أكثر مف حاجة في نفس
الوقت.
كما يمكف اعتبار أف نظرية ابراىاـ ماسمو غير دقيقة أو مرتبة بشكؿ صحيح إلى حد كبير،
وذلؾ إذا اخذنا بعيف االعتبار أنيا أغفمت الجانب الروحي عمى أساس أف لمديف أو العقيدة
أىمية كبيرة في تحقيؽ التوازف.
56
- 2نظرية ذات العامميف لفريدريؾ ىيرزبرغ 3Herzberg
-االستقرار الوظيفي بمعنى الشعور باستم اررية العمؿ وعدـ التيديد بالفصؿ.
-سياسة المؤسسة و إدارتيا.
-نمط اإلشراؼ.
-المنزلة المناسبة ،وىي تشمؿ المركز الوظيفي والسمطات وساعات العمؿ ومكاف العمؿ
المحترـ.
-الدخؿ المادي الكافي واالمتيا ازت ،وتشمؿ جميع ما يتقاضاه العامؿ مف أجر واالمتيازات
مثؿ العبلج واالجازات ووسيمة المواصبلت وغير ذلؾ.
-العبلقات االجتماعية الجيدة في العمؿ.
-ظروؼ العمؿ المناسبة ،مف حيث وسائؿ األماف ،وتوفر أدوات العمؿ والخدمات األساسية
لمعامميف.
وتفترض ىذه النظرية أف عدـ وجود ىذه العوامؿ يسبب شعو ار بعدـ الرضا ،ولكف وجودىا ال
يشكؿ بالضرورة إحساسا أو شعو ار بالرضا ،وانما يمنع حاالت عدـ الرضا .بمعنى أنو إذا كانت ىذه
العوامؿ غير متوفرة ،فإنيا ستؤدي إلى عدـ رضا العامميف ،ولكف توافرىا في نفس الوقت ال يؤدي
إلى حفز العامميف ،وبذؿ المزيد مف الجيد أو زيادة إنتاجيتيـ.
ب -عكامؿ دافعة :تعمؿ كحوافز وتوفرىا يؤدي إلى الرضا ،وىي التي ينبغي التركيز عمييا كحوافز
وتتمثؿ في:
-فرص التقدـ والنمو ،أي الشعور بوجود فرص لمترقي والتطور وزيادة الدخؿ.
-تحمؿ المسؤوليات ،أي وجود فرص لتحمؿ مسؤوليات واتخاذ ق اررات وقيادة اآلخريف.
57
-اإلنجازات ،وىي وجود مجاؿ لتحقيؽ إنجازات وتجاوز األداء المطموب كما أو كيفا.
وتفترض ىذه النظرية أف غياب العوامؿ السابقة في موقؼ العمؿ ال يؤدي إلى الشعور بعدـ
الرضا ،ولكف وجودىا يؤدي إلى درجة عالية مف الرغبة في العمؿ والرضا عف الوظيفة .أي أف تمؾ
العوامؿ تعتبر محفزة حسب ىذه النظرية ،خبلفا لمعوامؿ بالمجموعة األولى (الوقائية) التي ال تؤدي
إلى تحفيز ،لكف نقصيا يؤدي إلى عدـ الرضا عف العمؿ.
-مقارنة بيف نظريجتي ماسمك ك ىيرزبرغ :بعد استعراض كؿ مف النظريتيف السابقتيف ،نبلحظ أف
ىناؾ تشابيا بينيما ،واف اختمؼ التقسيـ ،إذ اعتمد ماسمو عمى تدرج خماسي لمحاجات ،بينما
ىيرزبرغ اعتمد عمى مجموعتيف مف الحاجات .فالعوامؿ الوقائية التي حددىا ىيرزبرغ تتسؽ مع
الحاجات الثبلث في المستوى األدنى مف ىرـ ماسمو ،بينما تتسؽ العوامؿ الدافعة مع حاجات التقدير
واالحتراـ وحاجات تحقيؽ الذات في المستوى األعمى منو.
يذىب ماكميبلند في نظريتو ،إلى أف الحاجات اإلنسانية ذات استقرار نسبي ،فطاقة اإلنساف
الداخمية الكامنة تبقى ساكنة حتى يﺄتي عامؿ ما يثيرىا ،ويعبر عف ىذا العامؿ عادة بالحافز ،والذي
يعتبر ترجمة ليدؼ معيف ،فإذا حقؽ الفرد ذلؾ فإنو يؤدي إلى إشباع الحاجة التي أثيرت لديو،
وشكمت دافعيتو .ووفقا لنظرية ماكميبلند فإف الحاجات ذات االرتباط ببيئة العمؿ يمكف تقسيميا إلى
ثبلثة أنواع(:)9
58
وفيما يمي استعراض لتمؾ الحاجات:
أ -حااات النااز :يعرؼ دافع اإلنجاز ،بﺄنو الفرؽ بيف مستوى الطموح ومستوى األداء الفعمي.
فكمما قمت المسافة بيف مستوى الطموح ومستوى األداء الفعمي انخفض دافع اإلنجاز ،وكمما زادت
المسافة ارتفع دافع االنجاز .ويمكف التعبير عف الحاجة إلى االنجاز بﺄنيا سموؾ يغمب عميو الرغبة
في التنافس والوصوؿ إلى أداء ممتاز أو غير عادي.
وعميو فإف اإلفراد الذيف عندىـ حاجة قوية لمسمطة يميموف دائما لممارسة التﺄثير والرقابة القوية،
وعادة يسعى مثؿ ىؤالء األشخاص لمحصوؿ عمى مناصب قيادية .واألفراد الذيف يحركيـ مثؿ ىذا
الدافع يكونوف فاعميف ،ويستمتعوف بالتحرؾ لؤلعمى في المنظمة ،ويمكف تعزيز ىذا الدافع مف خبلؿ
السماح بالمراقبة الذاتية عمى سبلمة العمؿ وطرائقو ،وتوفير الفرصة لمتﺄثير عمى اآلخريف ،مف خبلؿ
المشاركة في حؿ المشكبلت واتخاذ الق اررات ،ألنيا تزود األفراد بالتﺄثير في عمميـ ،وفي اآلخريف.
ب -حااات النجتماء :وتعرؼ بﺄنيا حاجة الفرد لوجوده مع اآلخريف وبينيـ ،والرغبة الدائمة في
الحصوؿ عمى موافقة المحيطيف ،سواء عمى النفس أو السموؾ .فمثؿ ىؤالء األشخاص الذيف لدييـ
حاجات قوية لبلنتماء تراىـ ييتموف إلى حد كبير بتجنب أي سبب يؤثر عمى حسف عبلقاتيـ
ومشاعرىـ الودية مع اآلخريف ،وتجدىـ ينغمسوف في العمؿ الذي يسمح ليـ بإقامة عبلقات متينة
طيبة ومستمرة معيـ؛ لذلؾ فإف األشخاص الذيف لدييـ حاجة شديدة لبلنتماء ,ويمكف توفير ىذا
الدافع عف طريؽ العمؿ الذي يحتاج إلى تعاوف بالعماؿ المطموبيف ،وعندما يكوف ىناؾ وقت لمتفاعؿ
فيجب تشجيع ىذا التفاعؿ وتعزيزه.
59
ج -الحااة إلى النفكذ كالقكة كالجتأثير :وتعرؼ بالرغبة في التﺄثير في اآلخريف والرغبة في السيطرة
أو التحكـ في البيئة المحيطة ،فيؤالء األشخاص غالبا ما ينحصر وقتيـ وتفكيرىـ وجيدىـ في
الحصوؿ عمى مركز وظيفي يحصؿ مف خبللو الفرد عمى المكافﺂت والقوة ،ومف ثـ السيطرة والنفوذ،
كما أف ىؤالء األشخاص ال يعطوف اىتماما لحسف العبلقات مع اآلخريف ،وال ييميـ رضاىـ عنيـ.
وقد افترض ماكميبلند أف األفراد الذيف لدييـ دافع قوي لئلنجاز يكوف لدييـ عادة حاجة قوية
لمنفوذ ،فمثؿ ىؤالء األشخاص الذيف لدييـ الرغبة القوية في التﺄثير في اآلخريف يكثروف مف تقديـ
اآلراء والمقترحات في محاولة إقناع اآلخريف بقبوؿ آرائيـ ،ومف خصائصيـ كذلؾ الطبلقة في
الحديث والمباقة والرغبة الدائمة في النقاش والجدؿ ،ويتوقع نجاح ىذا النوع مف العامميف في وظائؼ
القيادة اإلدارية.
-ىناؾ أفرادا ليـ ميوؿ ورغبات عالية إلتماـ العمؿ بصورة جيدة خبلفا لؤلفراد العادييف.
-يرى أف تمؾ الحاجات الثبلث موجودة لدى كؿ إنساف وال يوجد تدرج إلشباعيا ،فيي مترابطة
وتتفاوت مف شخص آلخر ،وأنيا مستمرة ال نياية ليا.
-ركز بصورة كبيرة عمى الحاجة إلى االنجاز عمى اعتبار أنيا الفرؽ بيف مستوى الطموح
ومستوى األداء ،فكمما قمت المسافة بينيما انخفض الحافز والعكس صحيح ،وفي حالة انعداـ
المسافة (تطابؽ مستوى الطموح ومستوى األداء) يبدأ الفرد في التفكير برفع مستوى الطموح
إلى أعمى حد ،وذلؾ بناء عمى قدراتو وخبراتو السابقة.
-يرى أف الحاجات الثبلث متاربطة وتشكؿ مجتمعة محف از لدى الفرد لؤلداء الجيد ،وأف فقداف أيا
منيا يؤدي إلى تقميؿ دافعية الفرد ،ومف ثـ يقمؿ أداءه.
-ركز عمى دافع االنجاز ،عمى أساس أنو األقوى ،حتى سميت نظريتو بنظرية الحاجة لبلنجاز.
وبتركيز نظرية ماكميبلند عمى دافع االنجاز لدى العامميف ،فيي تتميز بﺄنيا تركز عمى الفروقات بيف
األفراد ،في مدى امتبلكيـ لدوافع ذاتية لبلنجاز واألداء العالي المتميز ،والنجاح في تحقيؽ األىداؼ
التي يمتزموف بتحقيقيا ،والتي غالبا ما تكوف أىدافا عالية المستوى.
61
-نقد نظرية ماكميالند :ركزت ىذه النظرية عمى دوافع االنجاز وتتجاىؿ الدوافع األخرى ،كما وأف
أىميتيا ترتبط بﺄىمية حاجات االنجاز فقط.
قدـ ماجريجور ىاتي النظريتيف ،في ستينات القرف الماضي ،حيث انتقد مف خبلؿ النظرية األولى
أفكار الكبلسيكية خاصة في نظرتيا لمعنصر البشري وطريقة التعامؿ معو ،أما نظريتو الثانية (،)y
فقد عبر مف خبلليا عف و جية نظره عف كيفية التعامؿ الصحيح واإلنساني مع العنصر البشري
واحداث التكامؿ بيف أىداؼ المؤسسة وأىداؼ الفرد العامؿ ( .)11وقد ركز دوجبلس ماجريجور عمى
أىمية فيـ العبلقة بيف الدافعية وفمسفة الطبيعة البشرية ،وقد بنى نظريتو عمى أف معظـ المديريف
يميموف إلى وضع االفتراضات عف العامميف معيـ ،واختيار األسموب المناسب لدفعيـ مف خبلليا.
1ػ لدى االنساف العادي كراىية فطريو لمعمؿ ولذا يحاوؿ تجنبو
-2يكره االنساف المسؤولية ولذا يحتاج لمتوجيو مف رئيسو.
-3االنساف العادي خامؿ وغير طموح ويسعى فقط لؤلمف واالستقرار.
-4الحافز األساسي لمعمؿ ىو األجور.
مف ىذا يتضح لنا أف األسموب الذي تفترضو نظرية ( ،)Xيعتمد عمى مبدأ عدـ الثقة بالعامميف،
فيي تفترض عدـ حب العامميف لمعمؿ ،وتقص الطموح لدييـ وعدـ الرغبة في تحمؿ المسؤولية
ويفضموف التحفيز المادي فقط ،وعميو القائد ال بد أف يتصؼ بالصرامة والقوة واالعتماد عمى
األسموب التوجييي الصارـ .فالعماؿ يجب اف يجبروا عمى العمؿ ويجب اف يراقبوا ويوجيوا وييددوا
بالعقاب مف أجؿ الحصوؿ عمى االنتاج البلزـ لتحقيؽ األىداؼ ،وعميو فيذه النظرية تعكس النظرة
الكبلسيكية لمعمؿ ،وبالتالي تعرض نظرية ( )Xالقيادة المتسمطة ،التي تركز عمى اإلنتاج وتيتـ
بتصميـ العمؿ واجراءاتو.
61
1ػ يحب االنساف بطبيعتو العمؿ كما يحب الراحة واالنسجاـ طالما توفرت لو الظروؼ المناسبة
لذلؾ.
-2يسعى الفرد تحت الظروؼ االجتماعية واالقتصادية المبلئمة بمحض ارادتو لمعمؿ.
-3يتعمـ االنساف تحمؿ المسؤولية تحت الظروؼ المناسبة بؿ ويسعى الييا.
-4االنساف طموح بطبيعتو ولذا يكرر تصرفاتو التي ينتج عنيا اشباع رغباتو وتؤمف لو االمف
واالستقرار.
-5االنساف قادر عمى استخداـ الفكر والخياؿ في حؿ المشاكؿ التنظيمية اذا ما أعطي الفرصة
لذلؾ ،واذا اعطي الفرصة فانو يكوف قاد ار عمى االبداع واالبتكار وركوب المخاطر ،والعقاب ليس
ىو الوسيمة الوحيدة لدفع األفراد لمعمؿ.
إذاً نظرية ( )yتعتمد في أسموبيا عمى مبدأ الثقة المتبادلة ،يفترض القائد فييا أف المرؤوس أو
العامؿ ال يكره العمؿ إال بسبب عوامؿ خارجية ،وأف الفرد ىنا قادر عمى اإلبداع وتحقيؽ أكبر
إنتاجية ،والمرؤوس ىنا يتمتع برقابة ذاتية ،ويمكف تحفيزه بﺄساليب كثيرة مثؿ :التفويض وزيادة
حريتو ،واشراكو في وضع القرار وتحمؿ المسؤولية ...إلخ ،وبيذا فإف القائد ىنا يفوض العامميف
باتخاذ ما يرونو مناسباً إلنجاز العمؿ بالشكؿ المطموب ،وبالتالي تميؿ ىذه النظرية إلى تبني
النموذج القيادي الديمقراطي.
-نقد كجتقييـ المدرسة السمككية:
وجيت إلى المدرسة السموكية بصفة عامة ومدرسة العبلقات اإلنسانية بصفة خاصة عدة
ﺇنتقادات أىميا:
نظرت المدرسة السموكية إلى التنظيـ عمى إعتباره نسؽ مغمؽ ،حيث أكد مفيوـ العبلقات
اإلنسانية عمى المتغيرات التنظيمية الداخمية وتجاىؿ تغيرات البيئة الخارجية ونظر إلى العمؿ
بإعتباره عممية ستاتيكية ال تتغير مع الزمف.
مف أىـ أوجو النقد كذلؾ التي وجيت إلى مدرسة العبلقات اإلنسانية ،التحيز ضد النزعة
الفردية وضد العقمنة والترشيد وقدمت صورة لمفرد تسيطر عمييا األحاسيس والمشاعر(.)12
62
ﺇىتمت ىذه المدرسة بالجانب اإلجتماعي والمعاممة الحسنة لمعامؿ ،وﺇعتبرت ذلؾ ىو
المتغير األساسي لزيادة اإلنتاجية وأىممت التنظيـ الرسمي والجوانب الفنية كعوامؿ ىامة في
العممية اإلدارية(.)13
المبالغة في التركيز عمى حاجات العامؿ النفسية واإلجتماعية عمى حساب األىداؼ
التنظيمية.
لـ تنجح في تقديـ نظرية متكاممة لمتنظيـ.
عمى الرغـ مف تمؾ اإلنتقادات ،إال أف مدرسة السموكية ،قد ساىمت مساىمة ىامة في تطوير
ممارسات وأساليب تسيير الموارد البشرية داخؿ تنظيمات العمؿ ،حيث كشفت عمى أىمية العبلقات
اإلنسانية في المؤسسة وأىمية التنظيـ غير الرسمي بالنسبة لسموؾ العماؿ وانتاجيتيـ ،وأكدت عمى
أىمية الجوانب النفسية واإلجتماعية في تحقيؽ الفعالية والنجاعة.
خالصػػػة:
مف خبلؿ تحميمنا السابؽ لكؿ مف المدرسة الكبلسيكية التي تطرقنا ليا في المحور الثالث ،وكذا
المدرسة السموكية التي تطرقنا ليا في ىذا المحور ،يتضح لنا أف ىذه المدارس تختمؼ فيما بينيا
في المبادئ واألفكار التي تقوـ عمييا ،وتمتقي في نقطة مشتركة وىي السعي لتحقيؽ النجاعة
والفعالية التنظيمية.
فالمدرسة الكبلسيكية نظرت لئلنساف نظرة محدودة وﺇعتبرتو آلة إنتاج ،حيث ركزت عمى
اإلشراؼ والرقابة الشديدة والتنظيـ الرسمي ،وﺇىتمت بالتنظيـ اليرمي لمسمطة واإلتصاؿ الرسمي
وأنكرت حؽ األفراد في المشاركة في إتخاذ الق اررات التي تتعمؽ بالعمؿ واقتصار التحفيز عمى
الحوافز المادية.
أما المدرسة السموكية ،فإىتمت بالجانب النفسي واإلجتماعي لمعامؿ ،حيث أكدت عمى أىمية
التنظيـ غير الرسمي والعبلقات اإلنسانية داخؿ المؤسسة ومشاركة العامميف في إتخاذ الق اررات ،إال
أنيا مثميا مثؿ المدرسة الكبلسيكية نظرت إلى التنظيـ عمى ﺇعتباره نسقا مغمقا وتجاىمت بذلؾ
تغيرات البيئة الخارجية المحيطة بالمؤسسة.
63
-ىكامش المحكر الرابع:
.1يؾًذ فشٚذ انقؾٍ ٔآخشٌٔ ،يشعغ عبثك ،ؿ . 74
.2عؼذ ٚظ ػبيش ٔيؾًذ ػه ٙػجذ انْٕبة ،يشعغ عبثك ،ؿ .18
.3عٓٛهخ يؾًذ ػجبط :ئداسح انًٕاسد انجؾشٚخ ،يذخم ئعزشارٛغ ،ٙداس ٔائم نهُؾش ٔانزٕصٚغ ،ػًبٌ،
األسدٌ ،2112 ،ؿ.43
4. Nicole Albert, Diriger et Motiver, art et pratique du management, Ed
d’Organisation, 2 émé édition, Paris,2002, PP19-20.
.5عًبل انذ ٍٚانغضأ٘ ،يٓبساد انًًبسعخ ف ٙانؼًم ا عزًبػ ،ٙيلجؼخ ا ؽؼبع انفُٛخ ،انمبْشح:
،2111ؿ .74
.6فإاد انؾٛخ انغبنى ٔآخشٌٔ ،يشعغ عبثك ،ؿ .139
.7يبعذح انؼلٛخ :عهٕن انًُظًخ ،عهٕن انفشد ٔانغًبػخ ،داس انؾشٔق نهُؾش ٔانزٕصٚغ ،ػًبٌ ،ألسدٌ،
،2113ؿ .116
.8يبعذح انؼلٛخ :يشعغ عبثك ،ؿ .117
.9عًبل انذ ٍٚيؾًذ انًشعٔ ٙصبثذ ػجذ انشؽًبٌ ادسٚظ ،انغهٕن انزُظَ -ًٙٛظشٚبد ًَٔبرط ٔرلجٛك
ػًه ٙداسح انغهٕن ف ٙانًُظًبد ،انذاس انغبيؼٛخ ،ا عكُذسٚخ ،2112 ،ؿ .361
.11يبعذح انؼلٛخ :يشعغ عبثك ،ؿ .121-121
.11ػه ٙغشث ،ٙاداسح انًٕاسد انجؾشٚخ ،يُؾٕساد عبيؼخ لغُلُٛخ.2113 ،
.12ههؼذ ئثشاْٛى نلف :ٙػهى ئعزًبع انزُظٛى ،داس غشٚت نهلجبػخ ،انمبْشح ،1993 ،ؿ.87
.13يؾًٕد عهًبٌ انؼًٛبٌ :يشعغ عبثك ،ؿ .46
64
المحور الخامس:
إتجاه األنسـاق المفتوحـة في دراسة المؤسسة
* تمهيــد
أكل -الخصائص الرئيسيػة لألنسػاؽ المفجتكحػة
* خالصة
65
-جتمييد:
يعتبر إتجاه األنساؽ المفتوحة أحد اإلتجاىات الحديثة في دراسة التنظيـ ،ظير في منتصؼ
القرف الماضي ،وساىـ مف خبلؿ المفاىيـ والمبادئ التي جاء بيا في تحقيؽ قفزة نوعية في الفكر
التنظيمي ،حيث تحولت النظرة إلى التنظيـ مف نسؽ مغمؽ ال يتﺄثر بظروؼ البيئة المحيطة ،إلى
ﺇ عتباره نسقا مفتوحا في تفاعؿ وتﺄثير مستمر مع المحيط .ويمثؿ منظور األنساؽ إطا ار فكريا مفيدا
لمباحث والدارس ليتفيـ و تصور المؤسسات بشكؿ أفضؿ ،وقد أصبح لو تﺄثير قوي في مجاؿ
الدراسة العممية لمتنظيميات.
أكل -الخصائص الرئيسيػة لألنسػاؽ المفجتكحػة حسب كاجتز ك كاىف ): (Katz et Kahn
إف خصائص األنساؽ المفتوحة جد ميمة في تحميؿ وتفسير العديد مف الظواىر في التنظيمات،
وقد بيف كاتز وكاىف ) (Katz et Kahnالخصائص الرئيسية لؤلنساؽ المفتوحة وىي(:)1
أ -كؿ األنساؽ المفتوحة عبارة عف آليات متكونة مف مدخبلت وعمميات تحويؿ ومخرجات ،حيث
يﺄخذ النسؽ المفتوح المدخبلت ) (inputsمف البيئة في شكؿ طاقة ،معمومات ،أمواؿ ،أفراد ،مواد
خامة ...وبعد ذلؾ يقوـ بمعالجة المدخبلت مف خبلؿ عمميات تحويمية ،ثـ يصدرىا إلى البيئة عمى
شكؿ مخرجات)) (outputsسمعة أو خدمة( .وتتميز أنشطة األنساؽ المفتوحة بالدائرية واإلستمرار
أي عمى شكؿ دورة cycleمتكررة ،حيث أف مخرجات النسؽ تشكؿ مصد ار لمدخبلت جديدة تعمؿ
عمى تكرار الدورة.
ب -الجتالشي السمبي ) :(Entrepie négativeيتميز النسؽ المفتوح باألنتروبيا السمبية ،حيث
تعمؿ األنساؽ المفتوحة عمى ﺇستمرار حياتيا وتجديد نشاطيا ،وذلؾ لقدرتيا عمى ﺇستخداـ طاقة
وموارد (مدخبلت) تفوؽ ما تتطمبو مخرجاتيا ،فالمؤسسة تﺄخذ مف البيئة المحيطة أكثر مما تحتاجو
مف الموارد إلنتاج مخرجاتيا ،وبالتالي يمكنيا تخزيف طاقة تساعدىا عمى اإلستمرار والبقاء في
أوقات ندرة الموارد.
ج -المعمكمات كالجتغذية العكسية :feed backإضافة ﺇلى المدخبلت المختمفة ،يتمقي النسؽ
المعمومات مف البيئة المحيطة بو ،ويقوـ النسؽ بإختيار المعمومات المفيدة ويتـ تصنيفيا وترتيبيا
وتوثيقيا إلستعماليا في إتخاذ الق اررات .وتمكف التغذية العكسية -وىي معمومات مف البيئة عف آداء
66
النسؽ .-النسؽ مف تصحيح مساره ،حيث تعطيو مؤشرات عف سير عممو ونتائجو ومدى نجاحو في
تحقيؽ أىدافو وتتطمب األنساؽ نوعيف مف التغذية العكسية السمبية واإليجابية.
حيث يقوؿ ىانا ) " :(Hannaتقيس التغذية العكسية السمبية ما إذا كانت المخرجات متناغمة
مع األىداؼ والغايات أـ ال ،وأيضا تعرؼ عمى أنيا تغذية عكسية تصحيحية لئلنحرافات .والتغذية
العكسية اإليجابية تقيس ما إذا كانت األىداؼ والغايات متوازنة مع ﺇحتياجات البيئة وتسمى في
()2
. بعض األحياف تغذية عكسية موسعة اإلنحرافات "
د -اإلسجتقرار كاإلجتزاف :Homéostasieبالرغـ مف تفاعؿ النسؽ مع المحيط ،فإنو يمتاز
باإلنسجاـ أي تحقيؽ ثبات نسبي ،فالنسؽ يحاوؿ إيجاد حالة مف التوازف في نشاطو ،ليس توازنا
جامدا وانما توازف متحرؾ ،فقد ﺇستبدلت فكرة التوازف التي نجدىا في إتجاه النسؽ المغمؽ بما يسمى
بالتوازف الديناميكي ).(Homéostasie
ق -اإلندماج كالجتنسيؽ :تميؿ اإلنساؽ المفتوحة نحو التوسع والنمو والتعقيد ،فتظير أىمية التنسيؽ
واإلندماج بيف الوحدات (األنساؽ الفرعية) في ضماف تحقيؽ نشاط النسؽ كوحدة متكاممة ،رغـ
تخصص وتمايز مختمؼ أجزائو.
ك -القدرة عمى جتحقيؽ األىداؼ بطرؽ مخجتمفة ) :(Equifinalitéوتسمى ىذه الخاصية كذلؾ
بالنياية المتساوية ،أي قدرة النسؽ المفتوح عمى الوصوؿ إلى نفس النياية بطرؽ متعددة وبوسائؿ
وأساليب مختمفة .ىذا يعني أف أي مؤسسة يمكف أف تحقؽ أىدافيا بمدخبلت وعمميات تحويؿ
متنوعة ،وتكمف أىمية ىذا المفيوـ في اإلعتقاد بوجود أكثر مف حؿ واحد لمشكمة معينة بدال مف
محاولة التوصؿ إلى حؿ مثالي جامد.
ويمكف في ضوء خصائص األنساؽ المفتوحة فيـ وتفسير العديد مف الظواىر التي تحدث في
التنظيمات ،ويتجمى ذلؾ فيما يمي:
-1إف ﺇ عتبار المؤسسة نسؽ مفتوح يعني أنيا تشكؿ كياف متكامؿ أو منظومة تتكوف مف أجزاء
تترابط ببعضيا بعبلقة تفاعؿ وتداخؿ ،أي أف كؿ جزء يؤثر في اإلجزاء األخرى ،وأف الكياف الكمي
يتﺄثر بيذه األجزاء ،فإذا حدث تغيير في أي نسؽ فرعي فإنو سيؤثر في األنساؽ الفرعية األخرى(.)3
67
بمعنى إذا تـ ٳحداث تغيير تنظيمي في المؤسسة فإف لو ٳنعكاسات عمى جميع األنساؽ الفرعية في
ىذه المؤسسة.
-2إف خاصية اإلستقرار واإلتزاف التي يتميز بيا النسؽ المفتوح والتي مف خبلؿ يسعى لممحافظة
عمى خصائصو تفسر لنا مقاومة التغيير في التنظيمات ،وتبيف لنا أف مقاومة التغيير أمر حتمي
وطبيعي في المؤسسات التي تحدث فييا تغييرات (.)4
-3يتحصؿ النسؽ المفتوح عمى معطيات ومؤشرات عف مدى تحقيقو ألىدافو وبموغ غاياتو ،مف
خبلؿ التغذية العكسية .وقد يتبع النسؽ التغذية العكسية السمبية ) (négative feedbackأي نظاـ
الرقابة السمبي واليدؼ منيا وىو تصحيح اإلنحرافات بالرجوع أو تغيير الموقؼ ،ليصبح النسؽ كما
ىو عند البدء أو كما ىو مخطط لو .فالرقابة السمبية دائما تقارف بيف الوضع الحالي وبيف األىداؼ
التي سبؽ تحديدىا أو تخطيطيا ،بينما التغذية العكسية اإليجابية positive feedbackأي الرقابة
اإليجابية ،تستخدـ مف أجؿ الوصوؿ إلى الوضع األفضؿ لمنسؽ والذي يناسب الظروؼ ،وتشجع
الرقابة اإليجابية النسؽ عمى التغيير وتسمح بتغيير األىداؼ إذا كانت الظروؼ تستمزـ ذلؾ ،أي
تساعد المؤسسة عمى النمو والتﺄقمـ(.)5
مف خبلؿ ما تقدـ فإف األنساؽ المفتوحة قد تكوف أنساؽ مستقرة إذا ما ﺇتبعت تغذية عكسية
سمبية وىي تشبو في ىذه الحالة منظـ الح اررة ) (thermostatوىو نسؽ مستقر ينظـ نفسو بالرجوع
إلى درجة الح اررة المطموبة ﺃتوماتيكيا .بينما األنساؽ التي تتبع تغذية عكسية إيجابية فيي ﺃنساؽ
مفتوحة متﺄقممة تيتـ أكثر بالتغيير وتحاوؿ النمو مف خبلؿ خمؽ ﺃنساقا فرعية جديدة.
ثانيا -نظرية األنساؽ العامة (النظـ) ): (Théorie des systèmes généraux
يعتبر العالـ البيولوجي النمساوي فوف بيرتاالنفي ) (Ludiwig Van Bertalanffyأوؿ مف
أوؿ مف طبقا )(Katz et Kahn أوضح مبادئ نظرية األنساؽ العامة في عاـ ،1950وكاتز وكاىف
نظرية األنساؽ في المنظمات بشكؿ شمولي سنة .)6(1966وتنظر ىذه النظرية إلى المؤسسة عمى
أساس أنيا أنساؽ مفتوحة ونشطة في تفاعؿ مستمر مع البيئة المحيطة ،وىي متكونة مف ثبلثة
عناصر ىامة تتمثؿ في المدخبلت ،العمميات والمخرجات.
68
وقد عرؼ برتاالنفػي النسؽ عمػى أنو ”:مجموعة مف العناصر التي ليا عبلقة تﺄثيػر متبادؿ"(.)7
كما أكد عمى أنو مف الميـ دراسة الكؿ ومجموع العناصر والعبلقات بينيما بدؿ مف دراسة كؿ
عنصر عمى إنفراد ،فحسب برتاالنفي فإف الكؿ ذو داللة أكثر مف مجموع األجزاء التي تشكمو.
أف النموذج المبسط لمكونات أي نظاـ ىو أف لكؿ نظاـ مدخبلت وعمميات معالجة
ومخرجات( ،( Input ، Processing ، output ، Feedbackوتختمؼ النظـ بطبيعة مدخبلتيا
وعممياتيا وأنماط وخصائص مخرجاتيا ،والشكؿ اآلتي يوضح تمؾ المكونات:
تغذية عكسية
.1المدخالت :ىي كؿ ما يدخؿ لمنظاـ ويﺄتي مف مصادر داخمية وخارجية ،وتتبايف المدخبلت
بحسب نوع النظاـ ،فمدخبلت النظاـ اإلنتاجي مواد خاـ ومدخبلت نظاـ المعمومات بيانات
ومدخبلت النظاـ التعميمي الطمبة واألساتذة واإلجراءات التعميمية.
.2العمميات :تعني كؿ أنشطة التي تتولى تحويؿ المدخبلت الى المخرجات فيي العمميات
الحسابية والمنطقية لمعالجة البيانات وتحويميا الى المعمومات في نظاـ المعمومات والعمميات
االنتاجية لتحويؿ المواد االولية الى سمع في النظاـ االنتاجي .
.3المخراات :ىي كؿ ماينتج عف النظاـ كنتيجة انشطة عمميات المعالجة مف معمومات،
منتجات ،خدمات.
69
.4الجتغذية العكسية :تقتضي عممية ضبط النظاـ وجود رقابة عمى جميع عناصر النظاـ ويعبر
عنيا بالتغذية العكسية وىي عبارة عف ردود األفعاؿ السمبية أو االيجابية عف مخرجات
النظاـ ،ويمكف التﺄكد مف جودة مخرجات النظاـ مف خبلؿ مقارف المخرجات بمعايير محددة
مسبقا لؤلداء ثـ تغذية النظاـ بنتائج ىذه المقارنة ،اف اليدؼ مف عممية التغذية العكسية
الحفاظ عمى مستوى أداء النظاـ ومعالجة االنحرافات ،مما يساىـ في وصوؿ النظاـ الى
حالة مف التوازف واالستقرار .
ثالثا -نظرية األنساؽ السكسيكجتقنية ):(Théorie des systèmes sociotechniques
ينتمي أنصار اإلتجاه السوسيوتقي إلى معيد تافستوؾ لمعبلقات اإلنسانية بمندف (Tavistack
(Institute of Humains Relationsومف أبرزىـ إريؾ ترست ) (Eric Tristوفردريؾ أمري
).(Frederic Emery
أفكار المدرسة السوسيوتقنية ىي اسيامات نظرية ومنيجية وىي ثمرة أعماؿ وأبحاث امبريقية
وعمؿ ميداني .كما ارتبط االتجاه السوسيوتقني بطريقة البحث الفعمي والتي مفادىا عدـ تحميؿ
التنظيـ مف الخارج ،ولكف أشراؾ الباحثيف مع األفراد المعنييف بمسﺄلة التنظيـ منذ البداية والذيف
سيقرروف فيما بعد معا اقتراحات اعادة التنظيـ.
ومف المنظور السوسيوتقني فإف التنظيـ يتكوف مف نسؽ ﺇجتماعي ونسؽ تقني يتفاعبلف
بإستمرار وبينيما تﺄثيرمتبادؿ ،إضافة ﺇلى كونو نسؽ مفتوح يتداخؿ مع البيئة المحيطة بو ويتﺄثر
بالظروؼ الخارجية ويؤثر فييا(.)8
أصحاب المقاربة السوسيوتقنية يقبموف الرأي التقميدي لعمـ االجتماع الصناعي ولحركة العبلقات
االنسانية الذي يذىب إلى أف العوامؿ التكنولوجية داخؿ المصنع تؤثر عمى نوعية العبلقات
االجتماعية في مجاؿ العمؿ ،إال أنيـ يؤكدوف أف التكنولوجيا ال تمثؿ أكثر مف قيد عمى الفعؿ
االجتماعي ولكنيا ال تحدد تحديدا صارما نتائج السموؾ االنساني ،فاالختيار الواعي ال يمكف أف
ينشئ عبلقات انسانية في محيط العمؿ التكنولوجي أو الفني ،فالحقيقة أف أي مشكمة انتاجية يوجد
ليا عدد كبير مف الحموؿ التكنولوجية البديمة والمتكافئة والتي تتفاوت بذلؾ دالالتيا بالنسبة لمعبلقات
االنسانية.
71
كما جاءت السوسيوتقنية لتنفي الحتمية التكنولوجية السائدة في عدد مف نظريات التنظيـ ،مف
خبلؿ التﺄكيد عمى عنصر اإلختيار -أي أف لكؿ تكنولوجيا عدة ﺇختيارات تنظيمية -والتﺄثير المتبادؿ
بيف التكنولوجية واألنساؽ االجتماعية والميؿ إلى تثميف اتجاه االدارة إلى الشعور بالحاجة إلى
التشاور ،االبتكار ،المرونة وسعة األفؽ في تصميـ عمميات العمؿ واجراءاتو.
وحسب ىذه النظرية ال بد مف أخذ بعيف االعتبار عند تعريؼ العمؿ ،النسؽ الفني والنسؽ
االجتماعي في نفس الوقت ،ىذه المقاربة تعارض اذف مدرسة التنظيـ العممي لمعمؿ والطريقة
النفسانية ،األولمى أىممت الحاجات الشخصية لؤلفراد الذيف ينجزوف العمؿ والثانية لـ تولي األىمية
البلزمة لمعوامؿ التقنية مف حيث تﺄثيرىا عمى ظروؼ العمؿ.
ومف منظور سوسيوتقني المؤسسة متكونة مف نسؽ اجتماعي ونسؽ فني يتفاعبلف بإستمرار
يكوف في حد ذاتو نسقا .وىناؾ امكانية الترشيد األقصى لمعبلقات
وبينيما تﺄثير متبادؿ ،ىذا التفاعؿ ّ
بيف الجانب التقني والتنظيـ مف خبلؿ التعرؼ والتحكـ في التقنية.
ومف أىـ التطبيقات األساسية لممدرسة السوسيوتقنية ،ىي فرؽ العمؿ المستقمة أو ذاتية
االنضباط ،فمف خبلؿ تشكيؿ فرؽ عمؿ عمى أساس مبدأ االنضباط وتعدد االختصاص وتطبيؽ
العبلوات الشاممة تتحوؿ وظيفة االشراؼ إلى وظيفة مساعدة وبالتالي تتقمص االختبلالت المرتبطة
بالتايمورية كالتغيب ،اننخفاض المردود ،صعوبة التنسيؽ ....وقد توصؿ تريست إلى أف الفرؽ ذاتية
االنضباط بﺄدوار مرنة كانت أكثر فعالية مف الفرؽ عالية الييكمة ،وقوة التنظيـ متعمقة بالفرؽ التي
لي ا القدرة عمى انجاز األعماؿ في تناغـ .إف مبدأ االنضباط الذاتي ليس اليدؼ منو تحقيؽ الفعالية
فقط ولكف كذلؾ احساس العامؿ بالكرامة والرضا أثناء أدائو لعممو ،وتكرس الديمقراطية داخؿ
التنظيـ ،وقد عرؼ ىذا المبدأ انتشا ار واسعا في أوربا والواليات المتحدة األمريكية في سنوات
التسعينات.
منظروا المدرسة السوسيوتقنية ،يروف أف الجانب التكنولوجي والجانب االجتماعي داخؿ التنظيـ
يتفاعبلف بإستمرار ،وبالتالي إنو مف غير المجدي ترشيد أحد الجانبيف عمى انفراد .وتشكؿ مبادئ
النظرية السوسيوتقنية إطار نظريا ىاما لفيـ وتحميؿ العديد مف الظواىر في المؤسسات ،ويتجمى ذلؾ
فيما يمي:
71
-1إف ﺇعتبار التنظيـ متكوف مف نسؽ تقني ونسؽ ﺇجتماعي كؿ منيما يؤثر في اآلخر ويتفاعبلف
بإستمرار ،يقودنا إلى ﺇسختبلص مبدأ ىاـ في التغيير التنظيمي مؤداه أف أحداث تغيير في ﺃحد
النسقيف سيؤثر ال محاؿ في النسؽ األخر ،وبالتالي فمف غير المجدي ترشيد ﺃحد النسقيف عمى
ﺇنفراد ،أي أف ترشيد األنساؽ التقنية واإلجتماعية معا ىو وحده الذي يؤدي إلى تحقيؽ مردود إجمالي
أحسف.
-2أكدت السوسيوتقنية عمى أف لكؿ تكنولوجيا عدة ﺇختيارات تنظيمية ،بناء عمى ذلؾ فإف عند
ﺇحداث تغير تنظيمي في المجاؿ التقني البد مف حسف ﺇختيار التنظيـ المناسب لمجانب التقني لمعمؿ
الذي يتبلئـ مع الجانب اإلجتماعي (النسؽ اإلجتماعي) لتحقيؽ فعالية ﺃكثر.
-3ترست وﺃمري ) (Trist et Emeryعند تحميميما لمعوامؿ التي تؤثر عمى المؤسسة سمطا
الضوء عمي ظاىرتيف ىما(:)9
أ -التغيرات التي تحدث في البيئة تفرض تطور المنتوجات ،وتنويع المخرجات )(outputs
بدوف ﺇجراء تغيير ىيكمي مرتبط بمرونة جياز اإلنتاج التقني.
ب -درجة تنوع المدخبلت ) (inputsالتي يمكف ﺃف تتحمميا مؤسسة بدوف ﺇحداث تغير تنظيمي
تتعمؽ بالتكنولوجيا المستعممة.
النتيجة التي توصبل ﺇلييا ،ىي ﺃف العممية التقنية ) (processus techniqueالتي مف خبلليا يتـ
()10
)(autorégulation تحويؿ المدخبلت ﺇلى مخرجات ليا دور كبير في خاصية التعديؿ الذاتي
التي تتمتع بيا المؤسسة ،بمعني ﺃف التكنولوجيا المستعممة البد ﺃف تتمتع بنوع مف المرونة حتي
تستطيع المؤسسة التﺄقمـ مف خبلؿ تحمؿ تغير و تنوع المدخبلت وتطور وتنوع المخرجات.
-4ﺇىتـ ﺃمري وترست في ﺇطار تحميميما النسقي ) (analyse systèmiqueبدراسة العبلقة
الموجودة بيف التغييرات التنظيمية وتغير الظروؼ البيئية ،وتوصبل إلى أف ىناؾ ﺃربع ﺃنواع مف
البيئة الخارجية لممؤسسة ىي(:)11
البيئة اليادئة العشكائية) :(Environnement calme et soumis aux lois du hasardىي
بيئة ثابتة نسبيا ،تيديداتيا قميمة والتغير الخاص فييا بطيء وغالبا يصعب التنبؤ بو ،لذلؾ درجة
عدـ التػﺄكد فييا ضعيفة .
72
البيئػة اليادئة الجتامعية ): (Environnement calme dont les éléments accrochés
يمتاز التغير في ىذه البيئة بالبطء ،ﺇال ﺃف التيديدات موجودة عمي شكؿ تحالفات األمر الذي
يمزـ المؤسسة بضرورة التعرؼ عمى ىذه التيديدات والتخطيط لعممياتيا بػﺄساليب ﺇستراتيجية.
البيئة القمقة ) :(Environnement troubléىذه البيئة ﺃكثر تعقيدا وفييا مجموعة
متنافسيف لدييـ ىدؼ واحد وقد يتمكف واحد ﺃو ﺃكثر مف المؤسسات المتنافسة مف السيطرة
عمى البيئة ،وىي تتطمب ٳتباع ﺇستراتيجيات معقدة مف طرؼ المؤسسات وقدرة ﺇستجابة
سريعة .
البيئة اليائاة ) : (Environnement turbulentىذه البيئة ﺃكثر البيئات ىيجانا ،ويكوف
عدـ التػﺄكد فييا عالي جدا ألف التغير يحدث بشكؿ متواصؿ والمتغيرات البيئية متداخمة
ومتفاعمة مع بعضيا .في ىذه البيئة ﺇستقرار المؤسسة يصبح صعب المناؿ وحسب ﺃمري
وترست ” إلستقرار يتحقؽ عف طريؽ بروز قيـ مشتركة تتقاسميا مختمؼ المؤسسات
المتنافسة“( )12أي تبني جميع المؤسسات قيـ تنظيمية تربطيا بالمجتمع الكمي.
وعمى الرغـ مف ٲف ”ﺃمري“ و ”ترست“ لـ يقدما مقترحات محددة بشﺄف أي اليياكؿ التنظيمية
ىو األكثر مبلئمة لكؿ نوع مف ىذه البيئات األربع ،لكف باإلمكاف مقابمة عمميما مع ما ذىب ﺇليو
كؿ مف ”برنز“ و”وستولكر“ مف حيث ﺃف طبيعة الموقؼ وخصائصو في النوعيف األوؿ والثاني لمبيئة
عند ﺃمري وترست يناسبيما الييكؿ الميكانيكي ،بينما يناسب كؿ مف البيئػة القمقة واليائجة الييكؿ
العضوي (.)13
ويساعد ىذا العمؿ الذي قاـ بو أمري وترست في تحميؿ البيئة الخارجية لممؤسسة ،والتي عمي
أساسيا يتـ ﺇختيار الييكؿ التنظيمي المناسب خبلؿ إحداث تغيير تنظيمي ىيكمي ،كما يمكننا ذلؾ
مف دراسة وتحميؿ عمميات ﺇعادة الييكمة في ضوء تغيرات البيئة الخارجية لمتنظيـ.
كما يتضح لنا مف خبلؿ ىذا التقسيـ لمبيئة الخارجية أنيا تشكؿ عامبل ﺃساسيا ،ال يمكف إىمالو
عند تصميـ الييكؿ التنظيمي ،وىذا ما يوحي بحتمية التغيير التنظيمي لتحقيؽ تكيؼ المؤسسة مع
تغيرات الظروؼ الخارجية.
73
-نقد كجتقييػـ المدرسة السكسيكجتقنية :لقد استطاع ىذا االتجاه أف يشؽ طريقو إلى تحقيؽ نوع
مف الذاتية واالستقبلؿ ،مف أجؿ ذلؾ حاوؿ دراسة التنظيـ بوصفو نسقا اجتماعيا فنيا فيو ترتبط
التكنولوجيا بعواطؼ األفراد ارتباطا منظما ثـ يرتبطاف سويا بالبيئة ارتباطا وثيقا ومباشرا ،كما
استطاع إلقاء الضوء عمى مشكبلت تنظيمية لـ تكف مﺄلوفة مف قبؿ وعالجيا بطريقة جدية في
ضوء اتجاه امبريقي محدد.
ولعؿ أضعؼ جوانب ىذا التجاه تتمثؿ في اىتمامو المبالغ فيو بمشكبلت النسؽ ،وىو بذلؾ
يتشابو إلى حد كبير مع االتجاه البنائي الوظيفي الذي كاف رائدا في ىذا المجاؿ .كما فشؿ أصحاب
ىذا االتجاه في تفسير مصادر توجيو أعضاء التنظيمات ،اضافة إلى ذلؾ لـ ييتـ ىذا االتجاه
بدراسة نوع معيف مف التنظيمات وىو التنظيمات االقتصادية ،كما أنو استعاف في دراسة قضاياه
بإتجاه امبريقي ولـ ييتـ بصياغة أطر نظرية واسعة بؿ اكتفى بتطوير بعض القضايا محدودة
النطاؽ.
رابعا -النظرية المكقفية ): (La théorie de contingence
يعتبر اإلتجاه الموقفي (الشرطي) إتجاىا حديثا في الفكر التنظيمي وىو يتبني فكرة النسؽ
المفتوح ،حيث يعتبر المؤسسة نسقا ديناميكيا يتبادؿ التﺄثير بصفة مستمرة مع الظروؼ الخارجية،
فمف وجية نظ ار المدرسة الموقفية ،التنظيـ يعتبر نسقا مفتوحا يحاوؿ بػإستمرار التكيؼ مع عدـ
الثبات البيئي ومع المتغيرات الموقفية ،ىذه المتغيرات الموقفية تتمثؿ في البيئة ،التكنولوجية والحجـ،
فالظروؼ البيئية المختمفة تتطمب ﺃنماط مختمفة مف التكيؼ البنائي التنظيمي لتحقيؽ مستوى عالي
مف اآلداء .
وقد ﺃثبتت جوف ودوارد ) (Jean Woodwardمف خبلؿ أبحاثيا التي ﺃجرتيا عمى 100مؤسسة
أف التكنولوجيا تشكؿ متغير موقفي ىاـ يؤثر عمى البناء التنظيمي ،كذلؾ حجـ التنظيمي لو أىمية
في تحديد البناء التنظيمي(.)14
ويرى أنصار اإل تجاه الموقفي أنو ليست ىناؾ نظرية أو مدرسة في التنظيـ يمكف تطبيقيا في
مختمؼ الظروؼ وفي كؿ المؤسسات وأنما يجب إستخداـ النظرية بشكؿ ﺇنتقائي بحيث تتبلئـ مع
الظروؼ واألوضاع التي تعيشيا المؤسسة( .)15وعميو فإف أنصار اإلتجاه الموقفي يؤكدوف أف
74
الظروؼ البيئية والتكنولوجيا يشكبلف قيودا ىاما عمى إختيار اإلشكاؿ البنائية الفعالة أي الييكؿ
التنظيمي المناسب .وبناءا عمى ذلؾ فقد تمجﺄ المؤسسة إلحداث تغييرات ىيكمية ﺇستجابة لمتغيرات
البيئية أو التكنولوجية أو عند تغير حجـ التنظيـ .
وفي إطار ىذا اإلتجاه قاـ كؿ مف بوؿ لورنس و لورش )(P. Lawrence et Jay Lorsh
بدراسة طبيعة العبلقة الموقفية بيف أنواع معينة مف البيئات الخارجية وردود أفعاؿ المؤسسة نحوىا،
حيث طو ار مفيوميف ﺃساسييف في بحثيما ىما التمايز والتكامؿ( .)16ويعتبر مفيومي التمايز والتكامؿ
ميميف في فيـ وتحميؿ ظاىرة التغيير التنظيمي .
ويشير مفيوـ الجتمايز ) (différenciationإلى إختبلؼ وتخصص الوحدات (األقساـ) اإلدارية
داخؿ التنظيـ ،أي أف أقساـ المؤسسة تعمؿ بشكؿ مختمؼ وبذلؾ كمما زاد التخصص في األقساـ
كمما زاد التمايز.
أما مفيوـ الجتكامؿ ) (intégrationفيعني نوعية التعاوف والتساند واإلعتماد المتبادؿ بيف
الوحدات واألقساـ اإلدارية ،مف أجؿ توحيد الجيود لتحقيؽ األىداؼ التنظيمية المشتركة.
ووفقا لمفيومي التمايز والتكامؿ نستخمص مبادئ الفعالية التنظيمية مف منظور اإلتجاه
الموقفي(:)17
المبدأ األكؿ :التنظيمات الناجحة ىي التي تحترـ العبلقة الموجودة بيف الخصائص التنظيمية
ومتطمبات المحيط ،بمعنى كمما كانت متطمبات (حاجيات) البيئة مختمفة ومتنوعة كمما تطمب
ذلؾ تمايز التنظيـ ،أي ﺃقسامو تصبح أكثر تخصصا وليا خصائص تنظيمية متمايزة .وىنا
تصبح الحاجة لمتكامؿ كبيرة لتحقيؽ ﺇنسجاـ وتنسيؽ بيف األقساـ .
المبدأ الثاني :التنظيمات الفعالة تضع إجراءات تكامؿ تتماشى ودرجة تمايز البيئة المحيطة،
فكم ما كانت درجة التمايز كبيرة كمما كانت الحاجة لمتكامؿ أكبر ،أي وجود تكامؿ قوي بيف
الوحدات وىذا يتطمب وضع وسائؿ تكامؿ خاصة مثؿ لجاف تنسيؽ ،مصالح ربط..
ومف خبلؿ ما سبؽ ،فإف مبادئ اإلتجاه الموقفي ليا أىمية كبيرة في مجاؿ التغيير التنظيمي،
فكمما تغيرت متطمبات البي ئة ،نسؽ التنظيـ البد أف يتغير حتى تصبح لو خصائص تتبلئـ وتغيرات
المحيط .إذف ومف أجؿ ﺇنجاح التغيير التنظيمي في المؤسسات البد مف أخذ بعيف اإلعتبار معياري
75
التمايز والتكامؿ عند القياـ بعممية التشخيص التنظيمي بػإعتبار أف المحيط يؤثر عمى بناء التنظيـ:
المؤسسات التي توجد في بيئة بسيطة ومستقرة ليا درجة تمايز ضعيفة ونظاـ تنسيؽ بسيط ،بينما
المؤسسة التي توجد في بيئة متغيرة )ديناميكية( ومعقدة تعرؼ تمايز كبير وأنظمة تنسيؽ معقدة.
خالصة:
مف خبلؿ ما تقدـ نستخمص النتائج التالية:
-ﺇتجاه األنساؽ ال ينظر إلى المواضيع والوقائع والقوى واألحداث عمى ﺃنيا ظاىرة معزولة ،ولكف
متصمة بالمواضيع والوقائع األخرى.
-يشجع مدخؿ األ نساؽ عمى تحميؿ الوقائع مف خبلؿ المسببات المتعددة وليست المسببات الفردية،
بػإعتبار ﺃف معظـ الظواىر ليا مسببات متعددة.
-مف منظور األنساؽ ال يمكف تغيير جزء مف النسؽ بدوف التﺄثير عمى األجزاء األخرى.
-كذلؾ إرتكاز ىذا اإلتجاه عمي فكرة النسؽ المفتوح التي مؤداىا ﺃف المؤسسة كنسؽ ىي كياف
متكامؿ يتكوف مف أجزاء تترابط ببعضيا بعبلقة تفاعؿ وتداخؿ أي أف كؿ نسؽ فرعي يؤثر في
األنساؽ الفرعية األخرى واﺫا حدث تغيير فػإف لو تػﺄثير عمى جميع األنساؽ الفرعية ،يقودنا ذلؾ
إلى القوؿ أف ىذا اإلتجاه يمثؿ أحد األدوات الفكرية القوية لفيـ حركية المؤسسات والتغيير
التنظيمي ،خاصة دراسة إنعكاساتو عمى األنساؽ الفرعية في المؤسسة التي يحدث فييا .وعميو
فإف التناوؿ النسقي ىو منياج لمدراسة يتميز بشمولية النظر لمموضوع المعالج ،ويﺄخذ العوامؿ
والظروؼ المحيطة في الحسباف.
76
-ىكامش المحكر الخامس:
1. Yves Simon et Patrick Joffre: Encyclopédie de gestion, édition Economia,
Tome 3, 2ème édition, Paris, 1997, p 3347.
.2عؼٛذ ٚظ ػبيش ٔ يؾًذ ػه ٙػجذ انْٕبة ،انفكش انًؼبفش ف ٙانزُظٛى ٔاﻹداسح ،يشكض ٔاٚذ عٛشفٛظ
نالعزؾبساد ٔانزلٕٚش اﻹداس٘ ،انٕ ٚبد انًزؾذح ،1994 ،ؿ.62
.3عؼٛذ ٚظ ػبيش ٔيؾًذ ػه ٙػجذ انْٕبة ،يشعغ عبثك ،ؿ.62
َٔ .4ذل فشَؼ ٔعجغم ثٛم عَٕٛش ،يشعغ عبثك ،ؿ.144
.5ؽبيذ أؽًذ سينبٌ ثذس ،ئداسح انًُظًبد ،ئرغبِ ؽشه ،ٙداس انُٓظخ انؼشثٛخ ،انمبْشح ،ه ،1993 ،3
ؿ ؿ .76-75
َٔ .6ذل فشَؼ ٔعٛغم ثٛم عَٕٛش ،يشعغ عبثك ،ؿ. 141
7. Laurence Baranski: Opcit, p 61.
.8يقلفٗ ػؾٕ٘ ،يشعغ عبثك ،ؿ . 87
9. Yves Simon et Patrick Joffre Opcit, P 130.
.11خبفٛخ انزؼذٚم انزار ٙرؼُ ٙلذسح انزُظٛى ػهٗ ئػبدح رُظٛى َفغخ ثقٕسح ئػزجبهٛخ رهمبئٛخ نجهٕؽ دسعخ
كجٛشح يٍ اﻹَغغبو أ٘ ٚؼٛذ رُظٛى َفغّ ثُفغّ.
.11يإٚذ عؼٛذ انغبنى ،رُظٛى انًُظًبد ،دساعخ ف ٙرلٕس انفكش انزُظ ًٙٛخالل يئخ ػبو ،داس انكزت
انؾذٚش ،األسدٌ ،ه . 2112 ،2
َ .12فظ انًشعغ ،ؿ . 126 – 125
.13انٓٛكم انزُظ ًٙٛانًٛكبَٛك ٙاٜن ٙركٌٕ عهلخ انمشاس ف ّٛيشكضٚخ ُْٔبن سلبثخ يجبؽشح ػهٗ آداء
انؼبيه ٍٛانًٓبو يؾذدح ثذلخ ،اﻹرقب د ػًٕدٚخ ،انزأصٛش يغزًذ يٍ انغهلخ ْٔزا انزُظٛى يجُ ٙػهٗ
أعبط األٔايش انؼًٕدٚخ .ثًُٛب انٓٛكم انزُظ ًٙٛانؼنٕ٘ ٚؾغغ ػهٗ انًشَٔخ ٔٚكٌٕ األفشاد فْ ّٛى
انًجبدسٌٔ ػهٗ ئؽذاس انزغٛشاد ٔيٍ ث ٍٛيًٛضارّ دسعخ انشعًٛخ يُخفنخ ،اﻹرقب د عبَجٛخ
ٔػًٕدٚخ ٔيقذس انزأصٛش يغزًذ يٍ انخجشح ،كًب رغٕد اناليشكضٚخ فْ ٙزا انٓٛكم أ٘ عهلخ ئرخبر
انمشاساد يٕصػخ ف ٙانٓٛكم.
.14عؼذ ػٛذ يشع ٙثذس ،يشعغ عبثك ،ؿ ؿ . 277 ، 276
15. Pierre Morin et Eric Delavallée, Le manager à l’écoute du sociologue, édition
d’organisation, Paris, 5éme tirage, 2001, pp.72-73.
.16يإٚذ عؼٛذ انغبنى ،يشعغ عبثك ،ؿ ؿ . 128 ، 127
17.Pierre Morin et Eric Delavallée, Opcit, pp 72 et 73.
77
المحكر السادس:
مدخؿ الجتحميؿ السجتػػراجتػيػاػي لممؤسسة
* جتمييػػد
رابعا -مقارنة بيف مدرسة الدارة العممية ،مدرسة العالقات النسانية كمدخؿ
الجتحميؿ السجتراجتياي.
* خالصة
78
-جتمييد :
Michel Crozier et Erhard يعتبر نموذج التحميؿ االستراتيجي لػ " كروزيو " و " فريدبيرغ "
.Friedbergمف بيف المظورات األساسية لتحميؿ " الفعؿ االجتماعي" في مجاؿ عمـ االجتماع وفي
تحميؿ السموؾ التنظيمي والتغير التنظيمي .وفيـ عبلقات السيطرة والنفوذ والصراع داخؿ المؤسسات.
فقد تطور ىذا المنظور عبر عدة دراسات وأبحاث قاـ بيا كروزيو و فريدبيرغ طيمة سنوات
ضمف البحوث التي كاف يجرييا مختبر عمـ اجتماع التنظيـ الفرنسي .فقد تساءؿ كروزيو وفريدبيرغ
عف كوف حرية الفاعميف واقعا ،ووجود أنساؽ منظمة ومتبلحمة كواقع آخر ،فكيؼ يتمكف ىذاف
الواقعاف مف االرتباط .فقد حاوال فيـ في الوقت نفسو؛ مناورات الفاعميف والبنية المنظمة التي يتـ فييا
ذلؾ .وانتقد بشدة النظريات التي تكتفي بإعطاء أعضاء التنظيـ أدوا ار محددة وسموكا عقبلنيا متوقعا،
واقترح بدؿ مف ذلؾ نظرية العقبلنية المحدودة.
أكل -مسممات الجتحميؿ السجتراجتياي:
ينطمؽ التحميؿ االستراتيجي مف مسممة مردىا أف الفرد في حالة العمؿ ال يمكف تحديد سموكو
كمية ،وال يمكف أف نتحكـ فيو أو نتنبﺄ بو ،ونظ ار ليذا التشابؾ والتعقيد الواقع في مجاؿ تدبير
المؤسسة ،فإف الممجﺄ مف ذلؾ ىو المسممات األساسية لمتي تعبر عف الركائز القاعدية لمتحميؿ
االستراتيجي وىي(:)1
.1اخجتيار األىداؼ :لكؿ فرد في التنظيـ أىدافو وأغراضو الخاصة التي تتعارض حتما مع
أىداؼ التنظيـ وعميو فيو يصمـ استراتيجية خاصة تسمح بتجسيد غاياتو وتحقيؽ مطالبو.
.2الحرية النسبية لمفاعميف :يحتفظ كؿ فاعؿ في التنظيـ بﺄمكانية تدخؿ مستقمة ويحاوؿ أف
يجعؿ سموكو غير متوقع.
.3العقالنية المحدكدة :تتسـ االستراتيجيات بالعقبلنية المحدودة في مناورات السمطة ،أي أف
كؿ فوج يجتيد لحماية وتوسيع مجاؿ ق ارره ووضع حد لتبعية اآلخريف ،مف خبلؿ جعؿ سموكو
غير متوقع.
.4البناء :التنظيـ ىو نسؽ يضـ سمسمة مف المتغيرات وىو نتاج عدد معيف مف االختيارات
التدبيرية التي تﺄخذىا الجماعة المسيرة .والتنظيـ ىو بناء انساني يضـ أعضاء يطوروف
79
استراتيجيات خاصة ويييكمونيا في نظاـ عبلقات متﺄثرة بضغوطات التغيير لممحيط .فالتنظيـ
ىو ذلؾ المجاؿ الذي فيو يستغؿ األفراد ويستفيدوف مف ىوامش حرياتيـ ،وىو محصمة أو
نتيجة أللعابيـ.
إذا فالتحميؿ االستراتيجي بمنظوره النسقي ،يسمح بإيجاد نظرة دقيقة وحقيقية لما يجري في مواقع
العمؿ .وىو يعتبر منيج بحث فريد مف نوعو ،ذلؾ ألنو تضمف صورة مغايرة عف التنظيـ ومخالفا
بذلؾ النظريات الكبلسيكية .والتحميؿ االستراتيجي ليس عممية سيمة فيو عممية متشابكة ومترابطة
بيف عدة مخبلت ومخرجات .والفاعموف بما لدييـ مف ثقافات وخبرات حوؿ وضعيات العمؿ ،فإنيـ
دوما ينتجوف أفعاال بيا يستطيعوف تحريؾ األمور.
ثانيا -مبادئ الجتحميؿ السجتراجتياي:
يرتكز التحميؿ االستراتيجي عمى ثبلثة مبادئ أساسية وىي(:)2
–1مبدأ السمطة:
وضح كروزييو وفردبرغ كيؼ أف السمطة تمتد في مناورة متقنة إلى استراتيجية االتصاؿ واحتكار
المعمومات ،التي ال تقتصر عمى الضغط والقوة فقط ،بؿ عمى الوسائؿ الكفيمة بالدفاع عف وجية
نظر وااللحاح عمييا ،وقد تبيف لكورزييو أف:
-التوزيع الحقيقي لمسمطة ال يتوافؽ مع التوزيع النظري الذي يقدمو النظاـ.
-توجد مختمؼ الفئات في صراع مف أجؿ البقاء أو المزيد مف السمطة.
-الوسيمة األساسية لمحصوؿ عمى السمطة في التنظيـ ىي مراقبة عامؿ الشؾ.
-تحاوؿ كؿ فئة التﺄثير بالشؾ في اآلخريف ومنعيـ مف مراقبة ىذا الشؾ.
وقد أبرز كروزييو أف العامؿ األساسي لمشؾ ىو عطب اآلالت ،وليذا كانت سمطة مصمحة
الصيانة واسعة أماـ االدارة .وركز كروزييو عمى الطابع المحدود لعقبلنية األفراد ،مف خبلؿ وضع
المفيوـ عمى أساس التبادؿ والتفاوض والصراع ،بحيث تظير عبلقات السمطة عندما يمتمؾ طرفاف
أو أكثر الموارد بشكؿ متبايف ،معتمديف عمى حتمية التبادؿ لتسيير ىذه الموارد التي تعطي القدرة
عمى عدـ التوقع .ويميز كروزييو بيف عدة أنكاع مف السمطة أىميا:
81
-سمطة الخبير :ىي السمطة الناجمة عف ضرورة مراقبة الشؾ في وضعية ما كالميارة التي
يتمتع بيا العامؿ المحترؼ أو ميندس في االعبلـ اآللي.
-السمطة اليرمية الكظيفية :ىي سمطة تحديد سمطة الخبير ،مف خبلؿ تقميص امكانية
عدـ توقع سموكو.
وتساءؿ كروزييو عف األسباب التي تجعؿ القائد محؿ ثقة تابعيو ولماذا يعترفوف بشرعية سمطتو
وتوصؿ إلى وجود أربعة مصادر لسمطة في التنظيمات وىي(:)3
أ -الكفاءة أك الجتخصص الكظيفي العالي :يمتمؾ الخبير القادر عمى حؿ المشاكؿ الصعبة
والمتشابكة في المؤسسة سمطة ،ومف ثـ فيو يتمتع بوضعية مبلئمة في المفاوضات مع
التنظيـ وزمبلئو.
ب -الجتحكـ في العالقات مع المحيط :تندرج في نسج العبلقات اليومية لحياة المؤسسة ،ويعد
ىذا المصدر أكثر أىمية واستق اررا ،فقوة التحكـ في عبلقات المحيط وكيفية تقديميا
لممؤسسة ،تعد ضرورة ممحة لتصميـ االستراتيجية بيا ،بحيث الفاعؿ الذي يستعيف
بعبلقات اكتسبيا مف تنظيـ آخر يصؿ إلى نيايات جد استراتيجية.
ج -الجتصاؿ كالمعمكمة :مف أجؿ تﺄدية المياـ والوظائؼ الخاصة بمنصب ،األفراد ىـ
بحاجة إلى معمومات آتية مف مناصب أخرى ،فعدـ نشر ىذه المعمومات ألسباب متعددة،
يمارس بعض األفراد سمطة عمى آخريف مف خبلؿ مواقعيـ في شبكة االتصاؿ داخؿ
التنظيـ ،فاحتكار المعمومة ليس ىو المصدر الوحيد ،بؿ قد يتـ التﺄخر في نشرىا أو
تحريفيا .فمثبل اإلطار السامي في المؤسسة عند اتخاذه ألي قرار فيو بحاجة إلى
معمومات حوؿ الوضعية الواقعية لمعمؿ ،فيذه المعمومات ىي مف ميمة اإلطارات
الوسطى ،ىذه األخيرة يمكنيا أف تمارس سمطة عمى ىؤالء مف خبلؿ تغيير المعمومات
وجعميا في خدمة مصالحيا ،فﺄعضاء التنظيـ ميما كانت مواقعيـ يمكنيـ الحصوؿ عمى
السمطة بواسطة السيطرة عمى المعمومة واالتصاؿ.
اسجتعماؿ القكاعد الجتنظيمية :التحكـ في القواعد التنظيمية يشكؿ مصدر سمطة د-
بالنسبة لمفاعميف ،انطبلقا مف أف حسف التصرؼ ينبع دوما مف المعرفة الكاممة بالقواعد
81
-2المبدأ الثاني :منطقة الشؾ Zone d’incertitude
في كؿ تنظيـ يمكف أف توجد ثغرات أو معارؼ مفقودة لـ ينتبو ليا التنظيـ الرسمي ( ،تتسـ كؿ
االستراتيجيات بعقبلنية محدودة) ،ىذه الجوانب الغامضة يسمييا ميشاؿ كروزيو منطقة الشؾ.
ومنبعيا ىو ىامش حرية األفراد والجماعات تجاه بعضيـ البعض .أي امكانية الفرد رفض أو
مفاوضة ما يطمبو منو الغير ،وتتحقؽ ىذه المكانية حالما يستطيع الفرد أف يحتفظ بمنطقة ال يتحكـ
فييا اآلخروف وتجعؿ سموكو غير متوقع في نظرىـ .وييدؼ كؿ فاعؿ إلى اكتساب سمطة بخمؽ
منطقة الشؾ التي ال تعد منطقة أو فضاء لممناورة فحسب ،ألف سيرورة التجديد ترتكز عمى الشكوؾ
التقنو-تنظيمية التي تعد مصدر الصراع الداخمي وصد ار حقيقيا لمقمؽ الشديد ،اذف منطقة الشؾ ىي
أداة استراتيجية يستغميا الفاعؿ حتى يضمر سموكو فبل يتوقعونو بقصد توسيع مجاؿ عرية التحرؾ
ومراقة اآلخريف
-العالقة المكاكدة بيف السمطة كمنطقة الشؾ في ضكء الجتحميؿ السجتراجتياي لميشاؿ كركزيو :
في كؿ تنظيـ توجد جممة مف الشكوؾ ،والفاعؿ األكثر تحكما فييا بكفاءاتو وشبكة عبلقاتو ىو الذي
يتوفر عمى أكبر مصدر لمسمطة ،حيث يسعى كؿ فاعؿ لخمؽ منطقة شؾ ،والذي يتحكـ في ىذه
المنطقة يحصؿ عمى السمطة ،فكمما تحكـ الفاعؿ في منطقة االرتياب جيدا كمما كاف لديو سمطة
أكبر .ومثاؿ عف ذلؾ عامؿ الصيانة ،فيو يمارس سمطة عمى رئيس ورشة اإلنتاج وعمى عماؿ
اإلنتاج ،ألنو يتحكـ في فترة وقت الصيانة ومدتيا فكمما كاف عماؿ وحدة االنتاج متسرعيف لتصميح
آالتيـ لرفع االنتاج والحصوؿ عمى المردودية كمما كاف لعامؿ الصيانة سمطة عمييـ .أي أف حاجة
العماؿ لصيانة آالتيـ ىي مصدر قوة لعامؿ الصيانة .فيـ يخضعوف لو في عبلقة تفاوضية لربح
المردودية .وىذا ىو الذي يمكف أف نسميو بالفعؿ االستراتيجي لكؿ العب ،فبل يوجد مدة محددة لفترة
صيانة األعطاؿ في اآلالت أو تحديد وقتيا أو ال يحدد التنظيـ حجـ الرقابة التي يفرضيا عمى
العماؿ مف طرؼ رئيس الورشة.
.3المبدأ الثالث :نسؽ الفعؿ المممكس Système d’action concret
ىو محصمة مختمؼ االستراتيجيات التي يمارسيا الفاعموف .وىو ليس بالضرورة خاضع لمرسمية
والتنظيـ الرسمي ،إنما ىي تمؾ األلعاب المنظمة والمرتبة بيف الفاعميف في عبلقاتيـ التبادلية ،تظير
82
فييا المصمحة والتنافر والصراع ..إلخ .وكؿ فاعؿ مف ىؤالء يقوـ برسـ عبلقات تفضيمية تساىـ كميا
نحو تحقيؽ أىداؼ محددة بواسطة ضبط جماعي .إذف نسؽ الفعؿ الممموس ىو جممة العبلقات
التي تساعد عمى حؿ المشاكؿ الممموسة يوميا ،وال تستطيع المؤسسة التنبؤ بيذه العبلقات.
ثالثا -إسجتراجتياية الفاعميف عند ميشاؿ كركزيو(:)4
مف المسمـ بو أف لكؿ منظمة أىداؼ ،كما أنو لكؿ فاعؿ أىداؼ ،فالتصادـ الواقع بيف ىذه
االزدواجية مف األىداؼ كاف نتيجة تفاضؿ مسبؽ لؤلىداؼ مف طرؼ الفاعؿ فيذا األخير رغـ أنو
يسعى الى تحقيؽ أىداؼ المنظمة ،فﺄكثر مف ذلؾ يسعى لتحقيؽ أىدافو ،نستنتج مف ىذا أف داخؿ
المؤسسة كؿ العماؿ ىـ فاعموف اجتماعيوف ،أي كيانات اجتماعية تتمتع بمستوى مف االستقبللية
الذاتية التي تساعدىـ عمى تحقيؽ أىدافيـ الخاصة ،ميما كانت وضعيتيـ المينية واليرمية.
ويستحوذوف بشكؿ أو بﺂخر عمى درجة معينة مف السمطة في عبلقتيـ ببعضيـ البعض أو في
عبلقتيـ بالمؤسسة ،وبالتالي حتى نتمكف مف فيـ سموكاتيـ البد أف نفيـ إستراتجيتيـ ،كما يحددىا
"ميشيؿ كروزي "في مقاربتو التي ترى بﺄف سموكات الفاعؿ في عبلقتو بالتنظيـ مرتبطة بنوعية
أىدافيـ ،وبالتالي فكؿ تنوع لبلستراتيجيات تابع لتنوع الموارد(.)5
- 1اإلسجتراجتياية الدفاعية :وىي اإلستراتيجية التي يعتمدىا الفاعؿ إزاء المنظمة ،بيدؼ المحافظة
عمى االمتيازات أو المكاسب الذي يعتقد بﺄنيا تشكؿ رىانا بالنسبة إليو ،فيستعمممف أجؿ ذلؾ كؿ ما
لديو مف أوراؽ رابحة ،فمف ىذا التصور نستنتج أف السموؾ اإلستراتيجي يستيدؼ في ىده الحالة
الحفاظ عمى النسبة القميمة مع إستخداـ سياسة النفس الطويؿ أو إستخداـ سياسة الخضوع المزيؼ
مداـ أف المورد غير مؤىؿ لمتفاوض أو اليجوـ .وبالتالي تبقى الوضعية التنظيمية بخصائصيا
الحالية كما ىي عميو ،ويبقى ىو في نفس موقعو.
- 2اإلسجتراجتياية الياكمية :يمكف لمفاعؿ كذلؾ انطبلقا مف الوضعية التنظيمية والمينية التي ىي
متوفرة لديو أف يبني إستراتيجية ىجومية ،ليس مف أجؿ المحافظة عمى امتيازات أو مكاسب ،كما ىو
الحاؿ في اإلستراتيجية السابقة ،ولكف مف أجؿ الحصوؿ عمييا أو االستزادة منيا ،وىي نوعاف:
83
-اإلسجتراجتياية المساكماجتية :والتي يسعى مف خبلليا الفاعؿ الحصوؿ عمى مكاسب فورية
وعاجمة في شكؿ خذ و ىات ،كمثؿ ذلؾ السموؾ الذي يقوـ بو العامؿ بﺄف يمتنع مف القياـ
بمجيود أو عمؿ يرى فيو بﺄنو خارج حدود اختصاصو ،أو خارج حدود متطمباتو المينية لكف
يبدي استعداد أف يقوـ بو بشرط أف يحصؿ عمى امتيازات إضافية آنية وفورية ،أو عمى
العكس أف يطمب الرئيس المباشر مف مرؤوسو بﺄف يقوـ بعمؿ ما عمى أف يمنحو ترخيص
معيف كﺄف يتغاضى عف غياباتو أو تﺄخيراتو عف العمؿ إلى غير ذلؾ ،أما النوع الثاني
84
رابعا -مقارنة بيف مدرسة الدارة العممية ،مدرسة العالقات النسانية كمدخؿ الجتحميؿ السجتراجتياي:
َسق يغهق ،يغ َسق يغهق ،يغ االْخًاو بانخُظٛى بُاء اجخًاػُٚ ٙخج يٍ أفؼال األفساد انرٚ ٍٚذأنٌٕ انُظسة إنٗ
االسخفادة يٍ ْٕايش دسٚخٓىَ ْٕٔ ،سق يفخٕح انخسكٛص ػهٗ انخُظٛى غٛسانسسًٙ انخُظٛى
انسسًٙ
َظسة دَٔٛت ،كآنت حُظس إن ّٛكؼضٕ ف ٙجًاػتَ ،ظس إن ّٛكفاػم (يٕزد إسخساحٛج ٙحهخف دٕنّ بقٛت انُظسة إنٗ
انُفس ٙانًٕازد األخسٖ ) بانجاَب ٔإْخًج بٕٛنٕجٛت انؼايم
ٔاإلجخًاػ ٙنهؼايم
انفسد ف ٙانؼًم ال ٚذفص فقظ بانسبخ دٔافغ انؼًم ال حقخصس ػهٗ انًكافـﺁث انؼايم ْٕ زجم
انًاد٘(انخاٚهٕزٚت) ٔال ٚؼخبس فاػم سهبٚ ٙخؤثس فقظ انًادٚت ،فُٓاك داجاث َفسٛت إقخصاد٘ٔ ،يٍ ثى
بانذٕافص انبسٛطت (احجاِ انؼالقاث االَساَٛت) ،انفسد ٔإجخًاػٛت ػُد انؼايه ،ٍٛنٓا أًْٛت فئٌ األجس ْٕ انًخغٛس
ف ٙانؼًم ْٕ كائٍ دس ،اَّ ٚطٕز اسخساحٛجٛاث كبٛسة ف ٙزفغ انسٔح انًؼُٕٚت انخذفٛص
انٕدٛد انر٘ ٚذسك
سهٕكٛت فسدٚت ،ال بد يٍ حصًٛى َظاو دٕافص فؼال ٔشٚادة اندافؼٛت . دافؼٛت انفسد نهؼًم
ًٚكٍ حدػٛى انسهٕكاث انخ ٙحخفق ٔحذقق األْداف
اإلسخساحٛجٛتٔ ،زبظ َظاو انذٕافص بئسخساحٛجٛت
انًؤسست نخدػٛى انٕالء ٔشٚادة اندافؼٛت
-خالصة:
يمكف القوؿ في األخير ،أف التحميؿ اإلستراتيجي لممؤسسات قدـ خدمة لسوسيولوجيا التنظيـ،
مف خبلؿ طريقتو المبتكرة ،فمف أىـ فوائد التحميؿ االستراتيجي ،ىي امكانية تجزئة أكثر واقعية
لممؤسسات ،فبعدما كانت عبارة عف تكتـ مبيـ مف المنتجات والوظائؼ أو الدوائر صارت مجموعة
مدققة ومنظمة مف الحرؼ التي تتضمف األحكاـ االستراتيجية .كما أف التحميؿ االستراتيجي أضاؼ
مفاىيـ جديدة وميمة لمفكر التنظيمي ،كالفاعؿ ،الرىاف ،االستراتيجية ،منطقة الشؾ ..مما يساىـ في
تحميؿ دقيؽ لمختمؼ الظواىر التي تحدث في المؤسسات ،لكف يبقى التحميؿ اإلستراتيجي خاصا
بنمط مجتمعي متميز وبمؤسسات ذات طابع تنظيمي وثقافي وأفراد ليـ خصوصيات مميزة كذلؾ.
85
-ىكامش المحكر السادس:
بإنتاج .4انظر :موسى خويمد ،السمطة الرمزية لمفاعميف في المجاؿ االجتماعي وعبلقتيا
السمطة غير الرسمية في اإلدارة المحمية -دراسة ميدانية لبمدية إبف ناصر بف شيرة االغواط
-رسالة ماجستير في عمـ االجتماع االتصاؿ في المنظمات ،ج ػػامعة قاصدي مرباح ورقػػمة،
.2013
5. Michel Crozier et E Friedberg, L’acteur et le système, Edition du seuil, Paris,
1977, PP 212-227.
86
المحػػػكر السابػػػػػع:
* تمييػػد
* خبلص ػػة
87
-جتمييد:
سوؼ نحاوؿ في ىذا المحور إعطاء تحميبلً لئلطار المفاىيمي والتطبيقي لمنيجية إدارة الجودة
الشاممة كمدخؿ تنظيمي شامؿ أثبت تفوقاً وكفاءة عالية في مجاؿ الفكر التنظيمي.
تعددت التعاريؼ المقدمة إلدارة الجودة الشاممة ،و تباينت في تحديد مضمونيا حسب وجيت
نظر الباحثيف ،ويعرؼ وليـ ادوارد ديمينغ W .Edwarads Dimingإدارة الجودة الشاممة بﺄنيا:
"طريقة اإلدارة المنظمة تيدؼ إلى التعاوف والمشاركة المستمرة مف العامميف بالمنظمة مف أجؿ
تحسيف السمعة أو الخدمة واألنشطة التي تحقؽ رضا العمبلء وسعادة العامميف ومتطمبات
المجتمع"(.)1
وحسب KALUZNYالجودة الشاممة ىي " :الطريقة النظامية في تخطيط وتنفيذ عممية التحسيف
التعرؼ
المستمر في المؤسسة التي ترّكز عمى إرضاء العميؿ وتمبية توقعاتو وتحديد المشكبلت و ّ
عمييا وزيادة الشعور باالنتماء لدى العامميف ،ودعـ فكرة المشاركة في اتخاذ القرار ،مف خبلؿ تطبيؽ
أدوات تحميمية واحصائية لجمع البيانات عف مختمؼ نشاطات المؤسسة ،لتسييؿ عممية االتصاؿ
واتخاذ القرار"(.)2
88
الشاممة بﺄنيا "المنيجية المنظمة لضماف النشاطات التي تـ فيعرؼ إدارة
أما ّ CROSBY
التخطيط ليا مسبقا ،فيي األسموب األمثؿ الذي يساعد عمى منع وتجنب حدوث المشكبلت ،وذلؾ
الجيدة ،وكذلؾ االستخداـ األمثؿ ألساليب التح ّكـ(.)3
مف خبلؿ التشجيع عمى السموكيات ّ
نستخمص مف التعاريؼ المقدمة بﺄف إدارة الجودة الشاممة ىي نظاـ تسييري حديث يمتزـ بتقديـ
قيمة لمعمبلء ،مف خبلؿ إيجاد بيئة يتـ فييا تحسيف و تطوير مستمر لميارات األفراد و لنظـ العمؿ
،مع االلتزاـ بإرضاء العميؿ و دعـ العمؿ الجماعي ،وبالتالي تحقيؽ أىداؼ المؤسسة االستراتيجية
و امتبلؾ ميزة تنافسية مستدامة .عمى الرغـ مف تعدد تعاريؼ مصطمح إدارة الجودة الشاممة وذلؾ
نتيجة االستخداـ والتطبيؽ المستمر ,إال أف ىناؾ قاسما مشتركا يجمع بينيما ىو تحري حاجات
ورغبات وتوقعات األفراد والتوافؽ معيا مف خبلؿ الجيود والتطوير المستمر عمى مستوى المؤسسة
ككؿ.
ىي تمؾ الجيود واألنشطة التي تستيدؼ تحسيف شامؿ لكافة عمميات وأنشطة ووظائؼ المؤسسة،
بالتركيز عمى تمبية رغبات ومتطمبات العميؿ .فيي فمسفة إدارية تستيدؼ التحسيف والتطوير الدائـ
والشامؿ لكافة عمميات وأجزاء التنظيـ بغرض تحقيؽ المطابقة مع رغبات وحاجات العميؿ ،فيي
تشمؿ الفرد والوظيفة والتنظيـ ككؿ بمختمؼ أجزائو.
ومف خبلؿ ما ورد مف تعاريؼ إلدارة الجودة الشاممة يمكف استنتاج ما يمي:
.4أف المؤسسة ومف خبلؿ TQMتعمؿ داخؿ المجتمع مف خبلؿ خدمتو فيي تسعى
وباستمرار لفيـ حاجة المستيمؾ (أو الزبوف).
الفرؽ بيف الجودة والجودة الشاممة :تتـ التفرقة بيف التركيز عمى الجودة وادارة الجودة الشاممة مف
خبلؿ مدى اندماج فمسفة إدارة الجودة الشاممة مع بيئة المؤسسة ،إذ أف التركيز عمى الجودة عممية
89
مؤقتة في الغالب ،بينما إدارة الجودة الشاممة ىي عممية طويمة األجؿ ال تﺄخذ الصفة المؤقتة ،وانما
تﺄخذ البعد اإلستراتيجي بحيث توجو كؿ الخطط اإلنتاجية والتسويقية والمالية واإلدارية...إلخ،
باالتجاه الذي يخدـ ىذا البعد اإلستراتيجي(.)4
بدأ التركيز عمى مفيوـ الجودة في الياباف في القرف العشريف ثـ انتشر بعدىا في أمريكا والدوؿ
األوروبية ثـ باقي دوؿ العالـ ,وقد كاف ىناؾ مساىمات عديدة مف قبؿ عدد مف العمماء والمفكريف
في تحديد مفيوـ الجودة وتطويرىا ,ففي عاـ 1931بدأ W. Edwards Demingوالذي تعمـ عمى
يد Shewahartبإعطاء محاضرات عف الجودة واألساليب اإلحصائية في الجودة لمعديد مف
الميندسيف اليابانييف ،وقد انتشرت أفكاره بسرعة وأصبحت عناويف الجودة منشورة في عدة مجاالت
عممية.
أما Joseph Juranفقد نشر أوؿ كتاب لو عف ضبط الجودة في عاـ ،1951حيث أكد فيو
عمى مسؤولية اإلدارة عف الجودة ,وفي السبعينات مف القرف العشريف طرح Philip B. Crosby
مفيوـ العيوب الصفرية Zero defectوالذي يتطمب العمؿ الصحيح مف المرة األولى(.)5واجماالً فقد
مر المفيوـ بﺄربعة مراحؿ رئيسية ،وىي:
-1مرحمة فحص الاكدة :في ىذه المرحمة ،كاف التركيز عمى التحديد الواضح لمواصفات المنتوج
باإلضافة إلى تحديد الخطوات البلزمة لصنع المنتوج ،وبالتالي فإف المنتجات المطابقة لممواصفات
الفنية يمكف تسميميا إلى العميؿ ،أما المنتجات غير المطابقة لممواصفات الفنية فإنيا إما أف تتمؼ أو
يعاد العمؿ عمييا أو يتـ بيعيا بﺄسعار أقؿ .وقد استدعى وجود إدارة تيتـ بالفحص والتفتيش
لممنتجات وانسجاميا مع المواصفات والمعايير القياسية لتمؾ السمع ،حيث تكوف عممية الفحص بعد
استكماؿ المتطمبات االنتاجية لتمؾ السمع .إف عممية فحص المنتج كانت تركز فقط عمى اكتشاؼ
األخطاء والقياـ بتصحيحيا ،فالخطﺄ أو العيب أو التمؼ قد حصؿ فعبل ،وعممية الفحص اكتشفت
الخطﺄ لكنيا لـ تقـ بمنعو مف األساس.
91
-2مرحمة مراقبة الاكدة :في ىذه المرحمة ظيرت طرؽ م ارقبة الجودة مف خبلؿ الطرؽ اإلحصائية
والمراقبة عف طريؽ العينة ،فعوض مراقبة كؿ الكميات المنتجة أصبحت المراقبة تتـ عمى عينة
ممثمة لكؿ اإلنتاج ،ليتـ اتخاذ قرار قبوؿ أو رفض كؿ المنتج بناء عمى المراقبة التي تتـ عمى العينة،
وكاف ليذا التطور الكبير عمى خفض التكاليؼ .ومف بيف إيجابيات ىذه المرحمة أنيا تعمؿ عمى
إزالة األسباب التي كانت مف وراء عدـ الرضى عمى أداء المنظمة ،وايجاد النظاـ الذي يمكف أف
يحقؽ المواصفات المطموبة لممنتج ،وىذا ما تحققو التغذية العكسية التي تعمؿ عمى تحسيف الجودة
وتصحيح الوضع.
-3مرحمة جتأكيد الاكدة :نظرت ىذه المرحمة إلى مفيوـ الجودة بنظرة أوسع ،مركزة عمى المنع
والوقاية مف خبلؿ المراقبة اإلحصائية ،أي االعتماد عمى نظاـ أساسو منع وقوع األخطاء منذ
البداية .ومفاىيـ أخرى جديدة مف قبيؿ تكمفة الجودة ،والرقابة الكمية لمجودة ،والعيوب الصفرية .ولـ
تعد مسؤولية الجودة مف مياـ القسـ الواحد المسؤوؿ عف الجودة ،ولكف المسؤولية أصبحت مف مياـ
المنظمة ككؿ ،فيي ج أز ال يتج أز مف خطط المنظمة وتصميـ المنتج ،وأصبح تنسيؽ الجودة بيف
األقساـ واإلدارات والوظائؼ المختمفة مف أولويات المنظمة لتحقيقيا.
-4إدارة الاكدة الشاممة :بدأ مفيوـ إدارة الجودة الشاممة في بداية الثمانينات ،عمى أف االىتماـ
بيذا المدخؿ أخذ يتجو إلى تبني ثقافة جديدة ،أو فمسفة جديدة تسير عمييا المؤسسة مع األخذ
بمعايير محددة لضماف جودة المنتج وجودة العمميات ,ويركز ىذا المفيوـ عمى العمؿ الجماعي
وتشجيع مشاركة العامميف واندماجيـ ،باإلضافة إلى التركيز عمى العمبلء ومشاركة المورديف.
وىناؾ فروقات عديدة بيف اإلدارة التقميدية وادارة الجودة الشاممة ،نوجز أىميا في الجدوؿ التالي:
91
ادكؿ يبيف :المقارنة بيف اإلدارة الجتقميدية كادارة الاكدة الشاممة
أدى االىتماـ المتزايد بتحسيف الجودة إلى االنتقاؿ مف التركيز عمى السمعة وأىمية إنتاجيا
الجيد لمختمؼ
محصمة لؤلداء ّ
ّ بمواصفات تمبي رغبات المستيمكيف ،إلى اعتبار الجودة ما ىي إال
وظائؼ المؤسسة ( اإلنتاجية ،المالية ،التسويقية) ،ونتيجة لبلستغبلؿ األمثؿ لمواردىا وأصوليا
المالية والبشرية والتكنولوجية .وتكتسي الجودة أىمية بالغة بالنسبة لمزبوف ولممؤسسة المنتجة عمى
حد سواء ،فقد أصبحت الجودة مدخبل رئيسيا مف مداخؿ التميز لممؤسسة وعامبل مؤث ار في جذب
الزبائف والحفاظ عمى والئيـُّ ،
وتعد معيا ار ىاما يتخذ عمى ضوئو الزبوف ق ارراتو الشرائية.
فالنظرة الحديثة لمجودة تشتمؿ عمى األبعاد االستراتيجية والتنظيمية ،التجارية ،المالية
مما أدى إلى بروز ما يعرؼ بالجودة الشاممة المرتبطة بجميع وظائؼ المؤسسة
والبشريةّ ،
ال بالمنتج فقط ،وأف تسييرىا يتّـ مف قبؿ جميع األفراد ال المختصيف بالجودة ،باإلضافة
إلى أف مفيوـ الزبوف أصبح واسعا ليشمؿ الزبوف الداخمي والخارجي( .)6والجودة الشاممة تمثّؿ
92
التكيؼ المستمر لممنتوجات أو الخدمات مع ما ينتظره الزبوف ،مف خبلؿ التح ّكـ في وظائؼ
ّ
تتميز ببعديف ىما :
المؤسسة و أساليب العمؿ ،حيث ّ
-1رفع مستوى األداء العاـ لممنظمات ،ألف مف مياـ إدارة الجودة الشاممة تفادي
السمبيات تماماً بحيث ال تكوف ىناؾ أية نسبة الحتماؿ وقوع الخطﺄ عند تنفيذ
األعماؿ ،وينبغي القياـ باألعماؿ بصورة صحيحة مف أوؿ مرة.
-2تحسيف نوعية الخدمات المقدمة والسمع المنتجة ،مما يساىـ ذلؾ في تعزيز المركز
التنافسي لممنظمات التي تطبؽ إدارة الجودة الشاممة.
-3تساىـ إدارة الجودة الشاممة في رفع كفاءة عممية اتخاذ الق اررات ،مف خبلؿ االىتماـ
بنوعية وكمية المعمومات ذات العبلقة بموضوع القرار ،فضبلً عف إيماف اإلدارة
بالمشاركة والتشاور في عممية اتخاذ القرار ،خاصة وأف الجودة ىي مسؤولية الجميع
وتبدأ مف المجيز وحتى المستيمؾ.
-4زيادة والء وانتماء األفراد العامميف في المنظمة التي تطبؽ إدارة الجودة الشاممة،
لسيادة ثقافة التعاوف والعمؿ الجماعي بروح الفريؽ الواحد ،إضافة إلى اعتماد
اإلدارة عمى أساليب متنوعة مف وسائؿ التحفيز.
-5المنظمات التي تطبؽ إدارة الجودة الشاممة تزداد قدرتيا في االستجابة لمتغيرات
البيئية والتكييؼ معيا ،وتزداد قدرتيا عمى استثمار الفرص وتجنب المخاطر ،مما
يساعدىا عمى البقاء واالستمرار والنمو المتواصؿ .وبالتالي تﺄكيد المركز التنافسي
لممؤسسة ,وبناء وتنمية وتفعيؿ قدراتيا التنافسية في مواجية تطورات السوؽ
ومحاوالت المنافسيف.
93
-6تخفيض الوقت البلزـ إلنجاز األعماؿ .
-7تحقيؽ متطمبات الزبوف والتركيز عمى إرضاءه بﺄعمى درجة ممكنة .
-8إمداد العامميف بالنظـ واإلجراءات والتوجييات التي تضمف ليـ حسف سير العمؿ .
-9ترشيد اإلنفاؽ العاـ بالمنظمة بشكؿ يجعؿ عنصر التكاليؼ محورا" لكؿ عمؿ المنظمة.
ىو مف أوائؿ رواد إدارة الجودة الشاممة ،ولد في الواليات المتحدة األمريكيةعاـ ،1900ولقد اقنع
اليابانييف بتبني واستخداـ أساليب الجودة في الصناعة ،وقدـ ديمنج نظرية أسماىا الرقابة اإلحصائية
عمى الجودة تبنتيا الياباف ،وحققت نجاحا كبي ار ،ولقد أسست الحكومة اليابانية جائزة أسمتيا جائزة"
ديمنج" ،تمنح سنويا لشركة التي تتميز باالبتكار في إدارة الجودة الشاممة ،ولقد جاؿ معظـ أنحاء
الياباف مف اجؿ إلقاء محاضرات ألجؿ تعميـ نظرياتو ،وأيضا مف أجؿ مخاطبة الصناعييف بتبني
فمسفة إدارة الجودة الشاممة(.)8
-1تبني فمسفة جديدة تنص عمى التخمص مف األساليب التقميدية المتوارثة في العمؿ توجو
نحو تحسيف الجودة.
-2السعي دائما نحو تحسيف نظاـ الخدمة وعدـ التوقؼ عند نقطة معينة.
-3االبتعاد عف سياسة التخويؼ وخمؽ رغبة بتحسيف الجودة باستمرار،وىذا بالتركيز عمى
الحوافز االيجابية كالمكافﺂت...الخ.
-4التعميـ والتدريب المستمر ،وىذا باستعماؿ التقنيات و الطرؽ الحديثة كالكمبيوتر.
-5التوقؼ عف االعتماد عمى تفتيش وفحص الكميات الكبيرة مف المنتجات .
94
-6التوقؼ عف الشراء بناء عمى بطاقة السعر فقط ،واالىتماـ بﺄشياء أخرى كالصيانة و
بعض خصائص المرتبطة باستخداـ المنتج.
-7شعور باألماف و الطمﺄنينة وىذا لكي يعمؿ الموظفيف بفعالية وتجنب الخوؼ ألنو يمنع
اإلبداع واالبتكار التي يتطمبيا تحسيف العمؿ.
-8تشجيع العمؿ بروح فريؽ واحد ،وىذا بإزالة العوائؽ بيف األقساـ واإلدارات ،وفتح قنوات
اتصاؿ بينيـ.
-9تحفيز العامميف إلى التوصؿ لحجـ إنتاج خالي مف العيوب ألف الجودة تقاس بمدى خمو
العيوب.
-10إعطاء فرصة لمعامميف لمتفاخر بانجازاتيـ وأعماليـ.
-11تنظيـ البرامج التعميمية والتدريبية وبعض البرامج لمتطوير الذاتي لكؿ العامميف.
-12تكويف فرؽ عمؿ خاصة مف اجؿ انجاز العمميات اإلدارية واإلنتاجية المراد تحسينيا.
-13التخمص مف األىداؼ التي تيتـ بتحديد كميات إنتاج والتخمص مف المعايير العمؿ
العددية لمعماؿ المطبقة في نظاـ تقويـ أداء العامميف وكفاءاتيـ.
-14اإلشراؼ عمى العامميف باستخداـ طرؽ حديثة ومساعدتيـ عمى تحسيف أدائيـ والعمؿ
مع العمبلء مف اجؿ تحسيف صورة المؤسسة والحصوؿ عمى مقترحاتيـ ورغباتيـ في
منتج معيف.
ىو أحد العمالقة في إدارة الجودة الشاممة في الواليات المتحدة األمريكية ،ولقد أكد عمى أىمية
مشاركة جميع األف ارد في تطوير إجراءات العمؿ ،ويجب عمى كؿ واحد منيـ معرفة ما ىو مطموب
منيـ؟ ولقد حدد خطوط سيمة الفيـ إلدارة الجودة الشاممة .وأسس مدرسة خاصة بتدريب وتعميـ
والمساعدة عمى تطبيؽ إدارة الشاممة.
كما اعتبر معيار األداء األساسي ىو العيوب الصفرية ،أي عدـ وجود أي أخطاء ،وقد قسـ
كروسبي التكاليؼ الى فئتيف التكاليؼ المقبولة وىي تمؾ التكاليؼ التي ساىمت في تحسيف مستوى
95
الجودة ،و التكاليؼ غير مقبولة وىي تمؾ التكاليؼ التي أنفقت و لـ تحقؽ مستوى الجودة .ولقد
وضع كروسبي أربعة أسس إلدارة الجودة الشاممة وىي كما يمي(:)10
-8االىتماـ بتدريب وتعميـ المشرفيف و العامميف عمى القياـ بدورىـ في تحسيف الجودة الشاممة.
-12التعرؼ عمى أىمية عممية التحسيف ومكافئة مف يقوـ بتحسيف وتطوير الجودة الشاممة.
96
-13إنشاء مجالس لمجودة الشاممة ،ىدفيا القياـ بعممية التنسيؽ و االتصاؿ بﺄعضاء فرؽ تطوير
الجودة.
-14استمرار في عممية تحسيف الجودة الشاممة ،وىدا بتكرار العمميات السابقة ،مف اجؿ إعطاء
الموظفيف تشجيع مستمر إلزالة معوقات الجودة وتحقيؽ أىداؼ المنظمة.
أسيـ جورف ثورة الجودة في الياباف ،حيث تـ استدعاؤه عاـ 1954مف قبؿ نقابة العمماء
والميندسيف اليابانييف إللقػ ػ ػ ػ ػ ػػاء مح ػ ػ ػ ػ ػ ػػاضرات عف الج ػ ػ ػ ػ ػػودة ،ومسؤولية االدارة في تحقيؽ الجودة.
وحسب وجية نظر Juranفاف تطبيؽ الجودة الشاممة يتـ مف خبلؿ عشر خطوات(:)12
.5ازالة و حؿ المشكبلت.
.8نقؿ النتائج التي يحصؿ عمييا األفراد واالحتفاظ بيا ،كونيا بيانات.
ولقد طور نموذج الجودة وأطمؽ عمييا ثبلثية جوراف لمجودة ،وىي تشمؿ ما يمي(:)13
* جتخطيط الاكدة :تعد أوؿ مرحمة بحيث تركز المنظمة عمى تحديد عمبلئيا ،واحتياجاتيـ،
وأيضا يتـ تطوير المنتج واتخاذ اإلجراءات الضرورية إلشباع احتياجات العمبلء وتوقعاتيـ ،وأيضا
97
يتـ حصر اإلمكانيات المادية لممنظمة ،وتحديد الخطوات العممية إلنتاج الخدمة أو السمعة ،ومف ثمة
تسيؿ عممية انتقاؿ المعمومات إلى القسـ أو اإلدارة المسئولة عف اإلنتاج في المنظمة ،وىذه المرحمة
تساعد المنظمة عمى تحقيؽ األىداؼ المستقبمية والحصوؿ عمى النتائج مرضية في ظؿ الظروؼ
التشغيمية.
*مراقبة الاكدة :ىذه المرحمة تبدأ بتحديد مميزات الجودة التي تحتاج إلى قياس ،ويؤكد عمى
عممية تحديد وحدات القياس وتكرارىا لعممية المراقبة ،مف اجؿ إشباع متطمبات العميؿ ،وانشاء
جدوؿ لممراقبة ،وىذا مف اجؿ تسييؿ مراقبة واتخاذ اإلجراءات التصحيحية البلزمة وىدت السيطرة
عمي العممية نفسيا .ومف خبلؿ ىذه المرحمة يتـ فحص والتقويـ الفعمي لممنتجات ومقارنتيا مع
المتطمبات العميؿ.
*جتحسيف الاكدة :في ىذه المرحمة يتـ وضع اآلليات المساندة في أماكنيا الصحيحة المناسبة وىذا
مف اجؿ تحقيؽ الجودة بشكؿ مستمر ،ويشمؿ ذلؾ توزيع الموارد و تكميؼ األفراد ،وأيضا عمى
تشكيؿ فريؽ دائـ ،يتولى متابعة الجودة و المحافظة عمى المكاسب المحققة ،ويمكف تنفيذ ىده
المرحمة باستخداـ الطرؽ العممية والوسائؿ اإلحصائية والمعروفة بﺄدوات الجودة.
تبرز أىمية تطبيؽ إدارة الجودة الشاممة مف خبلؿ الفوائد المحققة مف تطبيقيا بالنسبة
()14
: لممنظمات ،نمخصيا فيما يمي
.1تطبيؽ نظاـ الجودة الشاممة مطمب أساسي لمحصوؿ عمى بعض الشيادات الدولية مثؿ اآليزو.
نظاـ الجودة يؤدي إلى تقميؿ التكمفة وزيادة الربحية وبالتالي تحقيؽ زيادة الفعالية التنظيمية، .2
فإدارة الجودة الشاممة تركز عمى العمؿ الجماعي واشراؾ اكبر لجميع العامميف في حؿ المشاكؿ
وتحسيف العبلقات بيف اإلدارة العميا والعامميف ،وبالتالي يقؿ معدؿ دوراف العمؿ.
.3تقميؿ الوقت البلزـ إلنجاز الميمات ،مما أدى إلى التوفير وحسف إدارة الوقت وفي نفس الوقت
إرضاء العميؿ.
.4يمكف اإلدارة مف معرفة احتياجات العمبلء والوفاء بيا.
98
.5تحقيؽ الميزة التنافسية في السوؽ.
.6المساىمة في اتخاذ الق اررات وحؿ المشكبلت بسيولة.
.7الترابط والتنسيؽ بيف إدارات المنشﺄة أو المؤسسة ككؿ.
.8التغمب عمى العقبات التي تعوؽ أداء الموظؼ مف تقديـ منتج ذات جودة عالية.
.9تنمية الشعور بروح عمؿ الفريؽ الواحد واالعتماد المتبادؿ لمخبرات واالنتماء لبيئة العمؿ.
.10توفير مزيد مف الوضوح لمعامميف وكذلؾ توفير المعمومات المرتدة ليـ وبناء الثقة بيف أفراد
المنظمة ككؿ.
.11زيادة ارتباط العامميف بالمؤسسة وبمنتوجاتيا وأىدافيا.
.12إحراز معدالت أعمى مف التفوؽ والكفاءة عف طريؽ زيادة الوعي بالجودة في جميع إدارات
المنظمة.
.13تحسيف سمعة المؤسسة وتحقيؽ رضا العميؿ ،مف خبلؿ التركيز عمى التعرؼ احتياجات ورغبات
العميؿ وتحدد دور كؿ فرد وكؿ جماعة بدءاً مف مرحمة بحوث السوؽ لتحديد المواصفات التي
تخص العميؿ ،مرو اًر بمرحمة التصميـ ومرحمة اإلنتاج ،ثـ النقؿ والتخزيف والمناولة والتوزيع،
وأخي ار التركيب وخدمة ما بعد البيع.
مف الصعوبة البالغة تطبيؽ مدخؿ إدارة الجودة الشاممة في المؤسسات ،دوف أف يتوفر ليا عدد
مف المتطمبات البلزمة لتنفيذىا ،وبيذا الصدد اختمؼ الباحثوف في تحديد ىذه المتطمبات ،إال أف ىذا
االختبلؼ فيما بينيـ كاف في العدد وليس في المحتوى الكمي ،واعتماد عمى ما أورده الباحثوف يمكف
تحديد متطمبات إدارة الجودة الشاممة ،والتي تعكس متطمبات تطبيقيا وىي كما يمي(:)15
-1دعـ كجتأييد اإلدارة العميا :وىو التزاـ واقتناع اإلدارة العميا في المؤسسة بحتمية وبضرورة التطور
والتحسيف المستمر ومف تـ اتخاذ قرار استراتيجي الستخداـ الجودة الشاممة كسبلح يضمف ليا
النجاح والتفوؽ عمى المنافسيف في السوؽ .وألف تطبيؽ TQMيتطمب موارد مالية وبشرية وتحديد
99
السمطات والمسؤولية والتنسيؽ بينيما ويصعب الوفاء بذلؾ بدوف اقتناع اإلدارة العميا بذلؾ والتي ىي
عامؿ التغير في المؤسسة.
-2التوجو لممستيمؾ وتعميؽ الفكرة :العمؿ عمى تحقيؽ رضا المستيمكيف والذي يعتبر أىـ مطمب
مف متطمبات TQMوالعمؿ عمى تعميؽ فكرة المستيمؾ يدير المؤسسة .
فالمستيمؾ ىو محور كؿ المجيودات بدءاً مف تصميـ المنتجات وانتياء بخدمات ما بعد البيع.
واعتبار رغباتو ىي التي تقود العمميات اإلنتاجية عمى اختبلؼ أنواعيا في المؤسسة.
-3جتييئة الثقافة الجتنظيمية كبيئة العمؿ :إف نجاح إدارة الجودة الشاممة معقود بتييئة المؤسسة إلى
بيئة عمؿ وبشكؿ خاص الثقافة التنظيمية وجعميا متناسبة ومتناغمة مع فمسفة تطبيؽ إدارة الجودة
الشاممة .والتي يمكف أف نطمؽ عمييا بثقافة إدارة الجودة الشاممة والتي تشمؿ المعتقدات والقيـ
المتعمقة بمختمؼ أبعاد وبيئة تنظيـ العمؿ وأسموب العمؿ وممارسة السمطة والمسؤولية وتقييـ األداء
وغيرىا.
-4الجتدريب كالجتعميـ المسجتمر :يجب تزويد جميع العامميف عمى كافة المستويات بالمعدالت المناسبة
والمبلئمة مف التعميـ والتدريب إلكسابيـ الوعي بﺄىمية ومفاىيـ الجودة الشاممة ،ولكي تصبح
مياراتيـ واتجاىاتيـ مناسبة ومبلئمة لفمسفة التحسيف المستمر فالتعميـ والتدريب يوفراف لغة مشتركة
خبلؿ العمؿ.
-5اإلدارة الايدة لممكارد البشرية في المؤسسة :الموارد البشرية ىي القوى الدافعة لنجاح مدخؿ
إدارة الجودة الشاممة ،ولذلؾ:
-توجيو االىتماـ إلييا ،مف خبلؿ اإلدارة الجيدة ليا والبعد عف الطرؽ التقميدية في إدارتيا.
-التركيز عمى تطوير واالرتقاء بنظاـ االختيار ،التعييف ،شغؿ الوظائؼ ،تقييـ األداء ،برامج
التدريب ,التحفيز.
-بناء فرؽ عمؿ ذاتية اإلدارة لضماف المشاركة والتعاوف لتحقيؽ التحسيف المستمر.
-إعادة وصؼ الوظائؼ ،تطوير عممية تصميـ الوظائؼ ،تقييـ تقارير األداء.
111
-6قياس األداء لإلنجتااية كالاكدة :البد مف توفير نظاـ لمقياس دقيؽ يعتمد عمى استخداـ األساليب
اإلحصائية المناسبة لتحديد التفاوت غير اإليجابي في إنجاز وأداء العمميات والمياـ ،الذي ُيسيؿ
القضاء عمى التفاوت في انجاز تمؾ األعماؿ والمياـ بشكؿ كامؿ.
-7جتبني أنماط قيادية مالئمة لفمسفة إدارة الاكدة الشاممة :ىناؾ العديد مف األنماط القيادية في
الممارسات اإلدارية ولكف النمط المبلئـ إلدخاؿ وتطبيؽ إدارة الجودة الشاممة ىو النمط الذي يعمؿ
بروح الفريؽ والذي يعمؿ عمى توفير ودعـ مناخ يؤمف بالعمؿ الجماعي المنسؽ ،وكذلؾ ىو النمط
الذي يحرؾ ويحفز العامميف مف أجؿ اإلبداع واالبتكار والتحسيف المستمر.
111
* خالصػػػة:
تمثؿ إدارة الجودة الشاممة عممية متكاممة تشمؿ جميع العامميف واألنشطة ومختمؼ المستويات
اإلدارية لممؤسسة ،حيث تستوجب إستخداـ مجموعة مف المفاىيـ الحديثة وتبني عددا مف المبادئ
اإلدارية الجديدة بمشاركة جميع العامميف ،مف أجؿ ترسيخ مبدأ العمؿ الجماعي وتفجير الطاقات
اإلمكانيات لتحقيؽ الجودة العالية ،وتحسينيا بشكؿ مستمر إلرضاء الزبوف وتمبية إحتياجاتو ومما
يعود بالفائدة لكؿ مف العامميف والمنظمة .كما يعتبر مفيوـ إدارة الجودة الشاممة مف المفاىيـ اإلدارية
الحديثة ،التي تيدؼ إلى ارساء النظاـ الفعاؿ لتكامؿ جيود كؿ أقساـ المؤسسة وكذا تحسيف وتطوير
الجودة ،مف خبلؿ استخداـ العنصر البشري والموارد المالية المتاحة ،بيدؼ إشباع حاجات العميؿ
وتحقيؽ رغباتو.
112
-ىكامش المحكر السابع:
.1يذؽذ أثٕ انُقش ،أعبعٛبد ئداسح انغٕدح انؾبيهخ ،داس انفغش نهُؾش ٔانزٕصٚغ ،انمبْشح ،2118 ،ؿ
ؿ.65-64
.2خبنذ ثٍ عؼذ ػجذ انؼضٚض ثٍ عؼٛذ ،ئداسح انغٕدح انؾبيهخ ،انشٚبك ،انكجٛؼبٌ نهُؾش ٔانزٕصٚغ، 1998 ،
ؿ .75
.3ػجذ انؼضٚض أثٕ َجؼخ ،ئداسح انغٕدح انؾبيهخ ،انًفبْٛى ٔ انزلجٛمبد ،ف ٙيغهخ اﻹداس٘ ،انؼذد ،74
عجزًجش ،1998ؿ .71
.4صسٔل ٙئثـشاْٛى ٔ نؾٕل ػجذ انمـبدس ،انغٕدح انؾبيهخ :غـبٚخ ف ٙؽذ رارٓب أو ٔعٛهخ نشفغ يغزٕٖ أداء
انًإعغبد ؟ ٔسلخ يمذيخ نهًهزمٗ انٕهُ ٙؽٕل :ئداسح انغٕدح انؾبيهخ ٔرًُٛخ أداء انًإعغبد عبيؼخ د.
يٕ ٘ انلبْش -عؼٛذح ،انغضائش.
.5يؾفٕا أؽًذ عٕدح ،ئداسح انغٕدح انؾبيهخ يفبْٛى ٔرلجٛمبد ،داس ٔائم نهُؾش ،ػًبٌ األسدٌ ،ه،2
،2116ؿ .24
.6ػه ٙسؽبل ٔ ئنٓبو ٚؾٛبٔ٘ ،انغٕدح ٔانغٕق ،يغهخ انزٕافم ،عبيؼخ ثبع ٙيخزبس -ػُبثخ ،انؼذد ،15
يبسط ،2111ؿ42 :
7. Annie Hondeghem et Karolien Van Dorpe, Les systèmes de gestion de la
performance pour la haute fonction publique, Quelle est la force des marchés
bureaucratiques managériaux ? Revue Internationale des Sciences
Administratives 2013/1 (Vol. 79) , Bruxelles (Belgique).
.8ؽُ ُٙٛػجذ انشؽٛى ٔآخشٌٔ ،ئداسح انغٕدح انؾبيهخ يذخم اعزشارٛغ ٙنهزغٛٛش انزُظ ًٙٛف ٙيُظًبد
األػًبلٔ ،سلخ يمذيخ ئنٗ انًهزمٗ انذٔن ٙؽٕل :اﻹثذاع ٔانزغٛٛش انزُظ ًٙٛف ٙانًُظًبد انؾذٚضخ،
عـــبيؼخ عؼذ دؽهت ثبنجهٛذح ،يب٘ ،2111ؿ ؿ .13-12
9. LES 14 POINTS DE W. EDWARDS DEMING in
http://www.sante.dz/Dossiers/qualite-soins/annexes.pdf en date du 01.02.2015.
.11يؾفٕا أؽًذ عٕدح " ،اداسح انغٕدح انؾبيهخ يفبْٛى ٔ رلجٛمبد"ٔ ،ائم نهُؾش ٔانزٕصٚغ ،ػًبٌ،2114 ،
ؿ ـ ؿ.34 - 33 :
.11يٕعٗ انهٕص٘ ،انزًُٛخ ا داسٚخ ،داس ٔائم نهلجبػخ ٔانُؾش ،ػًبٌ ،1998 ،ؿ .249
.12يٓذ٘ انغًشاَ ،ٙاداسح انغٕدح انؾبيهخ ف ٙانملبػ ٍٛا َزبعٔ ٙانخذي ،ٙداس عشٚش نهُؾش ،ػًبٌ،
،2117ؿ .93
.13ؽًٕد ؽنٛش كبمى ،اداسح انغٕدح انؾبيهخ ،داس انًٛغش نهُؾش ٔانزٕصٚغ ٔانلجبػخ ،ػًبٌ ،2111 ،ؿ
.94
.14ػجذهللا ثٍ يجبسن آل عٛف ،يؾشٔع انزذسٚت ػهٗ سأط انؼًم ٔرؾمٛك انغٕدح انؾبيهخ ٔانؾقٕل ػهٗ
ؽٓبدح اٜٚضٔ انؼبنًٛخ ػهٗ انًٕلغ ،www.alukah.net :ثزبسٚخ.2114.12.13 :
113
* الخـاتـمـــة:
إف المتفحص لمتراث العممي في عمـ اإلجتماع وأدبيات التنظيـ ،يجد أف اإلتجاىات النظرية
المختمفة درست وحممت قضايا المؤسسة ،كؿ منيا حسب إطارىا المرجعي ومنطمقاتيا األيديولوجية.
كما أنيا تتفاوت مف حيث التركيز عمى المواضيع التي تتناوليا ومف حيث طريقة بنائيا ،وكذلؾ مف
حيث قوتيا ودرجة التحقؽ التجريبي مف فرضياتيا.
وقد عرفت نظريات المؤسسة ،تطو ار مف النظرية الكبلسكية التي تنظر إلى المؤسسة عمى ٲنيا
نسؽ مغمؽ وجامد ال يتفاعؿ مع البيئة الخارجية التي تعمؿ فييا ،إلى النظرية الحديثة التي تنظر
ﺇ لى التنظيـ كنسؽ مفتوح ،يتداخؿ مع البيئة المحيطة بو ،فيعتمد عمييا ويتػٲثر بالظروؼ الخارجية
ويؤثر فييا.
ومف خبلؿ نظرة شاممة ليذه النظريات ،يمكننا القوؿ أنيا تشكؿ نسقا فكريا يعكس اىتماـ
أصحابيا بدراسة وتحميؿ التنظيمات ،مف أجؿ تحقيؽ المستوى األمثؿ مف الكفاءة التنظيمية ،فبالرغـ
مف أف ىذه المدارس قد توصمت إلى نتائجيا مف منطمقات مختمفة ووجيات نظر معينة ،إال أنيا في
النياية تتكامؿ لتشكؿ األساليب الحديثة في التنظيـ والعمؿ ،والتي مف شﺄنيا تحقيؽ الفعالية والنجاعة
المطموبة في التنظيمات.
وفي الختاـ أرجو أف يمبي ىذا الجيد العممي المتواضع بعضا مف حاجات طبلب عمـ
االجتماع ،لبلستفادة منو في دراساتيـ وبحوثيـ المستقبمية عف المؤسسات والتنظيمات ،وأف يفتح
أماميـ آفاقا جديدة مف البحث ومف التجديد المستمر في الممارسة السوسيولوجية .ىذا وإننا لنحمد اهلل
سبحانو وتعالي على انتهائنا من كتابة ىذا العمل العلمي المتواضع وإعداده في صورتو الحالية آملين في
وجهو الكريم أن نكون قد قدمنا شيئاً ولو ضئيالً ،يمكن أن يساىم في مجال البحث العلمي.
114
-المراجع
.1إبراىيـ عبد اليادي المميجي ،ﺇستراتيجيات وعمميات اإلدارة ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية،
.2002
.2الربيع ميموف ،نظرية القيـ في الفكر المعاصر بيف النسبية والمطمقية ،الشركة الوطنية لمنشر والتوزيع،
الجزائر.1980 ،
.3السيد الحسيني ،عمـ اجتماع التنظيـ ،دار المعرفة الجامعية ،االسكندرية.1994 ،
.4جماؿ الديف الغزاوي ،ميارات الممارسة في العمؿ االجتماعي ،مطبعة االشعاع الفنية ،القاىرة.2001 ،
.5جماؿ الديف محمد المرسي وثابت عبد الرحماف ادريس ،السموؾ التنظيمي -نظريات ونماذج وتطبيؽ
عممي الدارة السموؾ في المنظمات ،الدار الجامعية ،االسكندرية.2002 ،
.6حامد أحمد رمضاف بدر ،إدارة المنظمات ،إتجاه شرطي ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،ط .1993 ،3
.7حساف محمد الحسف ،المدخؿ إلى عمـ االجتماع ،دار الطميعة ،بيروت.1988 ،
.8حسيف حريـ ،إدارة المنظمات ،منظور كمي ،دار حامد لمنشر والتوزيع ،عماف ،األردف.2003 ،
.9حسيف عبد الحميد أحمد رشواف ،عمـ اجتماع التنظيـ ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.2004 ،
.11حسيف صديؽ ،االتجاىات النظرية التقميدية لدراسة التنظيمات االجتماعية -عرض وتقويـ -مجمة
جامعة دمشؽ ،المجمد ،27العدد الثالث والرابع ،دمشؽ.2011 ،
.11حمود حضير كاظـ ،ادارة الجودة الشاممة ،دار الميسر لمنشر والتوزيع والطباعة ،عماف.2000 ،
.12حنفي محمود سميماف ،وظػائؼ االدارة ،مطبعة االشعاع الفني ،مصر .1998
.13خالد بف سعد عبد العزيز بف سعيد ،إدارة الجودة الشاممة ،الرياض ،الكبيعاف لمنشر والتوزيع.1998 ،
.14رابح كعباش ،عمـ اجتماع التنظيـ ،مخبر عمـ اجتماع االتصاؿ ،جامعة قسنطينة ،ﺍلجﺯﺍئﺭ.2006 ،
.15سبلطنية بمقاسـ ،العبلقات االنسانية في المؤسسة ،مجمة العموـ االنسانية ،تصدرىا جامعة محمد
خيضر بسكرة ،العدد الخامس ،فيفري .2014
.16سالـ لبيض ،ثقافة المؤسسة وأثر العولمة في المغرب العربي :مثاؿ تونس ،مجمة انسانيات ،يصدرىا
المركز الوطني لمبحث في األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية بوىراف ،العدد .2003 ،22
.17ناصر دادي عدوف ،اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة.1998 ،
.18سعد عيد مرسي بدر ،األيديولوجيا ونظرية التنظيـ -مدخؿ نقدي ،دار المعرفة الجامعية ،االسكندرية،
.2000
.19سعد يس عامر ومحمد عمي عبد الوىاب :الفكر المعاصر في التنظيـ واإلدارة ،مركز وايد سيرفيس
لبلستشارات والتطوير اإلداري ،الواليات المتحدة.1984 ،
115
.21سييمة محمد عباس ،إدارة الموارد البشرية ،مدخؿ ﺇستراتيجي ،دار وائؿ لمنشر والتوزيع ،عماف ،األردف،
.2002
.21شنيني عبد الرحيـ وآخروف ،إدارة الجودة الشاممة مدخؿ استراتيجي لمتغيير التنظيمي في منظمات
األعماؿ ،ورقة مقدمة إلى الممتقى الدولي حوؿ :اإلبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة،
ج ػػامعة سعد دحمب بالبميدة ،ماي .2011
.22عبد العزيز أبو نبعة ،إدارة الجودة الشاممة ،المفاىيـ والتطبيقات ،في مجمة اإلداري ،العدد ،74سبتمبر
.1998
.23عبد العزيز صالح بف حبتور ،اإلدارة العامة المقارنة ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عماف ،األردف،
.2000
.24عبد القادر خريبش ،التحميؿ االستراتيجي عند ميشاؿ كروي ،في مجمة جامعة دمشؽ ،المجمد ،27
العدد األوؿ والثاني.2011 ،
.25عبد اهلل محمد عبد الرحماف ،النظرية في عمـ اإلجتماع ،الجزء الثاني ،النظرية السوسيولوجية
المعاصرة ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،د ت.
.26عمى السممي ،تطور الفكر التنظيمي ،وكالة المطبوعات ،الكويت ،ط .1980 ،2
.27صالح بف نوار ،فعالية التنظيـ في المؤسسات االقتصادية ،مخبر عمـ اجتماع لمبحث والترجمة ،جامعة
قسنطينة.2006 ،
.28عمي رحاؿ و إلياـ يحياوي ،الجودة والسوؽ ،مجمة التواصؿ ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،العدد ،05
مارس .2001
.29عمي غربي ،إدارة الموارد البشرية ،منشورات جامعة قسنطينة.2003 ،
.31طمعت إبراىيـ لطفي ،عمـ ﺇجتماع التنظيـ ،دار غريب لمطباعة ،القاىرة.1993 ،
.31فؤاد الشيخ سالـ وآخروف ،المفاىيـ اإلدارية الحديثة ،دار الشرؽ األوسط لمطباعة ،عماف ،األردف،
ط.1995 ،5
.32فيمي سميـ الغزوي وآخروف ،المدخؿ الى عمـ االجتماع ،دار الشروؽ ،عماف ،االردف.2004 ،
.33ماجدة العطية ،سموؾ المنظمة ،سموؾ الفرد والجماعة ،دار الشروؽ لمنشر والتوزيع ،عماف.2003 ،
.34مؤيد سعيد السالـ ،تنظيـ المنظمات ،دراسة في تطور الفكر التنظيمي خبلؿ مئة عاـ ،دار الكتب
الحديث ،األردف ،ط .2002 ،2
.35محفوظ أحمد جودة ،ادارة الجودة الشاممة مفاىيـ و تطبيقات ،وائؿ لمنشر والتوزيع ،عماف.2004 ،
.36محمد عمي محمد ،عمـ اجتماع التنظيـ ،مدخؿ لمتراث والمشكبلت والموضوع والمنيج ،ط ،2دار
المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية.2003 ،
.37محمد سمماف العمياف ،السموؾ التنظيمي في منظمات األعماؿ ،دار وائؿ لمنشر ،عماف.2002 ،
116
.2000 ، اإلسكندرية، الدار الجامعية، مبادئ اإلدارة، محمد فريد الصحف وآخروف.38
.2008 ، القاىرة, دار الفجر لمنشر والتوزيع، أساسيات إدارة الجودة الشاممة، مدحت أبو النصر.39
.1992 ، الجزائر، المؤسسة الوطنية لمكتاب، أسس عمـ النفس الصناعي والتنظيمي، مصطفى عشوي.41
، عماف، دار جرير لمنشر، ادارة الجودة الشاممة في القطاعيف االنتاجي والخدمي، ميدي السمراني.41
.2007
.1998 ، عماف، دار وائؿ لمطباعة والنشر، التنمية االدارية، موسى الموزي.42
ترجمة، تدخبلت عمـ السموؾ لتحسيف المنظمة، تطوير المنظمات: وندؿ فرنش سيسؿ بيؿ جونير.20
.2111 الرياض، دار الطباعة والنشر بمعيد اإلدارة العامة،وحيد بف أحمد اليندي
مراجع باللغة األجنبية-ثانيا
6. Annie Hondeghem et Karolien Van Dorpe, Les systèmes de gestion de la performance pour
la haute fonction publique, Quelle est la force des marchés bureaucratiques managériaux ?
Revue Internationale des Sciences Administratives, 2013/1 (Vol. 79) Bruxelles (Belgique).
7. Emmanuel ADER " l’analyse stratégique moderne et ses outils", In Futuribles, N° 72, Paris,
Dec 1983.
8. Jean Longatte et Jacques Muller, Economie d’entreprise, Dunod, 2 ème ED, Paris, 1999.
9. Laurence Baranski: le manager éclairé, Piloter le changement, Editions d’organisation, 2ème
tirage, Paris, 2001.
ème
10. Michel Amiel et autres, Management de l’administration, Imprimerie du Culot, 2 ED,
Paris, 1998.
11. Michel Crozier et E. Friedberg, L’acteur et le système, paris, Edition du seuil, 1977.
12. Nicole Albert, Diriger et Motiver, art et pratique du management, Ed d’Organisation, 2 émé
édition, Paris, 2002.
13. Pierre Conso, Gestion Financière de l’entreprise, Dunod, 8 ème ED, Paris, 2000.
14. Pierre Morin et Eric Delavallée: Le manager à l’écoute du sociologue, édition
d’organisation, Paris, 5éme tirage, 2001.
15. Stephen Robbins, Organization theory; structure design and applications third, edition New
Jersey, prentice hall, 1990.
16. Yves Simon et Patrick Joffre .Encyclopedie de gestion, édition Economia, Tome 1, 2ème
édition; Paris; 1997.
مشروع التدريب عمى رأس العمؿ وتحقيؽ الجودة الشاممة والحصوؿ عمى، عبداهلل بف مبارؾ آؿ سيؼ.1
www.alukah.net :شيادة اآليزو العالمية عمى الموقع
2. Les 14 Points de W. Edward Deming in: http://www.sante.dz/Dossiers/qualite-
soins/annexes.pdf en date du 01.02.2015.
: عمى الموقع، التنظيـ وادارة السموؾ البشري في نظرية البنائية الوظيفية والنظرية المعدلة، دنبػػري لطفي.3
117