Professional Documents
Culture Documents
بحثي
بحثي
قسم :حقوق
الفوج29 :
مقدمة.
خاتمة.
قائمة المراجع.
مقدمة.
يقص د العام ة من ت داول لف ظ المح ل التج اري .أداة العم ل ال تي يس تخدمها الت اجر في
1
االستغالل التجاري.
وللمحل التجاري في قواميس اللغة الفرنسية تعاريف متشابهة بصفة عامة ،فيعرفه بعضها
بأنه ا مجمــوع مـتـكـون مـن جـمـلـة أمـوال و عناص ر مخصص ة الس تغالل ص ناعي أو
2
تجاري.
وورد في بعض الق واميس أن الـمـحـل الـتـجـاري ي ـعــد بـصـفـة عـامـة كمجم وع متك ون من
3
جملة عناصر يكرسها الصانع أو التاجر لممارسة مهنته.
كم ا أن الفق ه ق د عرف ه تع اريف متش ابهة ،فـيـعــرفـه الـبـعـض بأن ه مجموع ة عناص ر منقول ة
4
مادية أو معنويـة يـجـمـعـهـا التاجر و يستعملها بغرض تلبية حاجيات عمالئه.
ويعرفه آخرون بأنه كتلة من األموال المنقولة تخصص لممارسة مهنة تجارية و تتضمن
5
بصفة أصلية بعـض الـعـنـاصـر المـعـنـوية وقد تشتمل على عناصر أخرى مادية.
إن اص طالح المح ل التج اري ال يع ني كم ا يتب ادر إلى ال ذهن المك ان ال ذي يم ارس ف ـيــه
الـتـاجـر أعـمالـه التجارية ،أو الـبـضـاعـة المـوجـودة بـداخـــل المحــل .أو األثاث الك ائن فيه،
بل يقصد به فكرة معنوية تنطوي تحتها مجموعة األموال المخصصة لغرض اإلستغالل،
وه ذه األم وال ال تك ون إال منق والت (معنوي ة ك انت أو مادي ة) .وهي مس تقلة تمامــا عـــن
-حلو أبو حلو ،القانون التجاري ،الشركة العربية المتحدة للتسويق و التوزيع .بدون سنة ،ص.199 1
2
- Dictionnaire de droit, 2 éme édition, 1966, Dalloz, p 702.
3
- Petit dictionnaire de droit, publie en 1951, Dalloz, p 635.
4
- R.Radiere et R.Hovin A droit commercial 6 eme édition, 1970, Dalloz, p 625.
-محسن شفيق ،القانون التجاري المصري .ج . 1 .دار الثقافة باإلسكندرية ،1949،ص . 751 5
مـفـردات هـذه األم وال ،ومن ثم يمكن تعري ف المح ل التج اري بأن ه م ال منق ول معن وي
يتضمن مجموعة عناصر مادية ومـعـنـويـة ومـخـصـص الستغالل تجارة أو صناعة معينة،
وقد يسمى بالمتجر أو المصنع تبعا لنوع النشاط الذي يزاوله الشخص.
لق د نص الق انون التج اري الجزائ ري في الم ادة 78عـلـى مـايـلـي تع د ج زء من المح ل
التج اري األم وال المنقول ة المخصص ة لممارس ة نش اط تج اري ،ويش مل المح ل التج اري
إلزاميا عمالءه وشهرته ،كما يشمل أيضا سائر األموال األخرى الالزمة إلستغالل المحل
التج اري كعن وان المح ل ،واإلس م التج اري ،والح ق في اإليج ار ،والمع دات واآلالت .
6
والبضائع ،وحق الملكية الصناعية والتجارية كل ذلك مالم ينص على خالف ذلك.
وي ـتـضـح مــن هـذه الم ادة أن المش رع الجزائـــري لـم يـعـرف المـحـل التج اري ،ب ل ع دد
عناص ره دون بي ان لطبيعت ه أو خصائص ه القانوني ة ،أم ا في الق انون المص ري فلم يظه ر
المحـل الـتـجـاري ك ـف ـكــرة قـ ــانــونـ ـيــة إال بإصـدار الـمـشـرع المص ري الق انون رقم 11
الـصـادر بت اريخ 25فـبـرايـــر ،1940بـشـأن بي ع و رهـن المح ال التجـاريـة والم أخوذ عن
الق انون الفرنس ي الص ادر في 17م ارس 1909الـمـتـعـلـق بــبـيع ورهــن المح ل التج اري،
ولم يأت هذا القانون بتعريف المحل التجاري بـل جـاء بـه قانون التجارة المصري رقم 17
س نة 1999ب الفقرة األولى من الم ادة 34وعرف ه بأن ه مجموع ة من األم وال المنقول ة
7
تخصص لمزاولة تجارة معينة.
أما القانون األردني ،فقد أطلق على المحل التجاري اسم المـتـجـر فـي المادة 38من قانون
التجارة الذي عرفه بأنه مجموعة من األموال المنقولة المعنوية والمادية تألفت معا بقصد
االستغالل التجاري ،وجذب العمالء للمتجر وتنميتهم واالحتفاظ بهم ،وهذه األموال المنقولة
-الم ادة 78من األم ر رقم . 58/75المع دل والمتمم .م ؤرخ في .1975/09/26 :المتض من الق انون التج اري. 6
وقد عرفت محكمة النقض المصرية المحل التجاري ،بأنـه و عـلـى مـا يـقـضـي به القانون
رقم 11لسنة 1940يعتبر منقوال مـعـنـويـا مـنـفـصـال عـن األموال المستخدمة في التجارة .
ويش مل مجموع ة العناص ر المادي ة والمعنوي ة المخصص ة لمزاول ة المهن ة التجاري ة من
اتص ال ب العمالء ،وس معة ،واس م ،وعن وان تج اري ،وح ق في اإلج ارة ،وحق وق الملكي ة
األدبي ة والفني ة مستـقـلـة عن المف ردات المكون ة له ا ،فه و فك رة معنوي ة كالذم ة تض م أم واال
عدة ولكنها هي ذاتها ليست هذه األموال ،وترتيبا على ذلك ال يكون التصرف في مفردات
المح ل الـتـجـاري ت ـصــرفـا فـي الـمـحـل ذات ه ،وال يـعـتـبـر الـعـقـار بـطـبـيـعـتـه أي البن اء ال ذي
يستغل فيه المتجر عنصرا فيه ،ولــو كــان مـمـلـوكـا لـلـمـالـك نـفـسـه وهـو بـهـذا الوصف يصح
8
أن يكون محال لملكية مستقلة عن العقار القائم به.
يستـفـاد مـن التعـريفات السـابـقة التي سقـناهـا للـمـحـل الـتجـاري ،أنـه مـال مـعـنـوي مـنـقـول تــم
إسـتـغـالله فــي إدارة مـشروع تـجاري ،وغـني عـن الـبـيان أنـه يـتـعـيـن أن يـكـون الـنـشـاط
المـدار عـلى مس توى المحـل مـشـروعـا ،بمـعـنى ال يـخـالـف مـوضـوعـه الـنـظام العـام و
اآلداب ،وبـناءا عـلـيه ال وجــود لمـتجـري ـزاول تـجـارة الـمـخـدرات ،أو يـديـر نـشـاط يـهـدد
الـكـيـان األخـالقي أو األمـني للمجتم ع وبـنـاءا عـلى ذلـك فـإن المحـل التج اري يـتـمـيز
بالخـصائــص اآلتية:
الف رع األول :م ال منق ول :يـتـكـون الـمـحـل الـتــجـاري مـن عـنـاصر مـتـعـددة تـتـسـم جـمـيـعـها
بالـطبيـعة الـمنقولة ،فــال ـبــضائع ،واآلالت ،والـمـعـدات ع ـنـاصــر مـاديـة مـن الـمـنـقــوالت،
-خلف محمد السيد ،إيجار و بيع المحل التجاري ،دار الكتب القانونية ،2001،ص8 8
والـع ــمـالء ،والشـهـرة ،والـعـنوان الـتجـاري ،واالس م الـتجـاري ،وحــق اإليـجـار ،والرخـــص
واإلع ـتـمـادات ،وحــقـوق الـمـلـكـيـة الـصــناعــية وال ـت ـجــاريـــة ،وح ـقـــوق الـمـلـكـيـة األدبــيـة
وال ـفـنـية ،كـلـها عـناصر م ـنـقـولـة ،وألن ال ـقـانـون الـمـدني حدد بـوضوح مفهـوم الـعقـار فـهـو
ك ــل شــيء مـ ـس ـت ـقــر بـح ـيــزه و ثـابـت فــيـه وال يـمكن ن ـقــلـه مـنـه دون تـلف وكـل مـاعـدا ذلـك
مـن شـيء فـهـو منقول ولـهـذا ال يـعـد الـمحـل الـتجـاري عـقـار.
وبالـتالي يـمـكـن تـحـويـل الـمحـل التجاري من مكان إلى آخر دون أن يتـضرر ،ويترتب على
9
اعتباره من المنقوالت النتائج التالية:
* أن رهـن وبيع الـمحل التجاري يـخـضع لقـواعـد بيـع ورهــن الـمنـقول ،ومـن ثــم ال ي ـخـضع لـقواعد
التسـجـيـل والـشـهر الـعـقاري الـمعمول بـها بصدد العقارات.
* ال يجـوز لحائز المحل التجاري طلب الحماية باللجوء إلى دعاوى الحـيازة ،ألنها من قـبل
الدعاوى العينية العقارية.
10
* يتقرر لبائع المحل التجاري امتياز على منقول وليس على عقار.
الفرع الثاني :مال معنوي :يـكـتــسـي الـمحــل الـتجـاري صـيغـة ال ـمـنـقـول مـن طبـيعة غـالـبـية
عـنـاصـره ،رغــم وجـود الـعنـاصر الـمادية كـالـمعدات واآلالت والـبـضائع ،إال أن إلـزامـيـة
وجـود عـنصـر االتص ال ب العمالء والش هرة التجاري ة ،وجع ل الـمحل التج اري موج ودا
بوجـوده جعـل مـنه ماال معنويا هـذا مـن جهة ،ومن جهة أخـرى فـإن المـرء يـمـكـنه تـصور
مـحـل الـتجـاري دون بضائع أو معدات ،كما هو الـحال لدى التاجر الذي يقدم عـلى مستـوى
محله الـتجـاري خـدمات خـاصـة بالسياحة أو االتصاالت ،فـي حـين ال يـمـكـن تـصور مـحـل
-عـمر زيـتوني (،حجية العقد الرسمي) ،مجلة الموثق ،عدد ،3الغرفة الوطنية للموثق ،المطبعة الحديثة ،سبتمبر 9
،2001ص41
-المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية ،رقم 03سنة ،1997جزء ،35ص.715 10
ت ـجــاري دون عـنـصر االتصال بالـعـمـالء والشـهــرة الـتـج ــارية ،إذ بـخـلــوه مـن هــذه العـنـاصر
يـجـعـل الـمـتـجـر فـي حـكـم المعـدوم عـملـيا وقـانونـيا ،و لذلـك ال يـخـضـع الـمحـل التج اري
لقاعدة "الحيازة في المنقول سند الملكـية".
لـذا إذا بــيـع الـمـحـل الـتـجـاري لـش ـخـصـيـن عــلـى ال ـتــوالــي ،فــإن مـل ـكــيـة ال ـمـحـل ت ـثــبـت
لـلـمـش ـتــري األول حـتـى ولـو كـان ال ـثـانـي قــد حـاز الـمـحـل األول ،ومـع ذلـك يـسـتطـيع الحائـز
حــسـن الـنـيـة كـسـب ملكي ة العناص ر المادي ة كالبض ائع واآلالت والـمعـدات ،اس تنادا إلـى
الـقـاعـدة المذكـورة ألن هذه العناصر تحتفظ بطبيعتها الخاصة داخل المحـل التجاري.
الف رع الث الث :م ال ذو ص فة تجاري ة :يكتس ب المحـل التج اري الص فة التجاري ة إذا ك ان
الغرض الذي قام من أجلـه هو مباشـرة بعـض األعـمال التجارية كـالشراء ألجل البيع ،وهو
م ا يتجلى بوضـوح في مـفهـوم المادة 25مـن القانون التجـاري ،التي تعـتـبـر الـشـراء ألجـل
البـيع أحـد األعـمال الـتجـارية بحـسـب الموض وع ،فتع د المح ال ال تي يك ون غرض ها ش راء
11
السلع من أجل إعادة بيعها بعينها أو بعـد شغلها أو تحويلها محالت تجارية.
ول ذلك التعـد مـكاتب المحـامين واألطب اء والمحاس بين محالت تجاري ة ،ألن هـؤالء ال
يقـومون فـي أداء مهامهم بشـراء من أجـل البيع أو الـتأجـير ،كـما أنـهم يـعولون فـي اجتذاب
العـمالء عـلى مالـهـم مـن خبـرات ذهنية ،وعلى ما يـبـذلونـه مـن جهود ترمي في مجملها إلى
ف رض أنفس هم انطالق ا من ملك اتهم الـذهـنية ذل ك أن إتص ال العمالء بالمح ال المع دة لمــهن
مـدنيـة وحـرة مـا مـن شـك يكـون العتب ارات تـتعـلق بالـشخـص القــائـم عـلى هـذه المـهـن
كالطبيب والمحامي الذي يستعين بخبراته وفنياته في قضاء حاجات عمالئه وقد أصدرت
محكـمة النقض العديد من األحـكـام فـي هـذا الشأن نـكتـفـي بإحداها حيث جاء فـيها "المـهـنة أو
الحـرفـة الـتي تقـوم أسـاسـا عـلى الـنـشاط الذهـني واستثمار الـمـلـكـات الـفـكـريـة و المعلوماتية
المكتسبة لـصاحـبها والتي ال تدر عـليه ربـحـا وإ نـما يـحـصل مـن جـهـده المـبذول فـيها عــلى
-عـمر زيـتوني (،حجية العقد الرسمي) ،مجلة الموثق ،مرجع سابق ،ص.47 11
أجـر يدخـل فـي تـقـريـرهـا ظـروفـه الشخـصـية وظـروف عـمله ال تـعتـبر من قـبـيل األعم ال
ال تي في مفه وم التج ارة ح تى ول و إقـتضت هـذه الـمـمارسـة شـراء بعـض البض ائع لبيعه ا
للعمالء أو تص نيع بعـض المـواد لـتقـديـمها إلـيهـم اس تكماال لـمـطالب المهـنة أو الحـرفـة و
خـدمة للعمالء فيم ا يعت بر امت دادا طـبيعيا ال يـهـما م ادام ذلـك داخـال فـي إط ار التبعي ة كم ا
وكيـفا إذ تـظل تـلـك األعـمـال الـتـي إذا نـظر إليه ا ب ذاتها مستقـلة العت برت أعـمال تـجـارية
فــرعـا مــن الـمـهـنـة أو الحـرفـة تلحـق بـها وتأخـذ حـكـمها فـيخـضعان معا لنظام قـانـوني واحـد
12
هـو الذي يحكم العمل األصلي الرئيسي".
أوال :التراضي :يقص د بالتراض ي تط ابق اإليج اب والقب ول على جمي ع المـسائل الـجوهريـة
فـي الـعقـد ،وفي عق د ال بيع الب د أن يتط ابق اإليج اب والقب ول على ك ل من ماهي ة العق د،
وعلى الـمحـل ،وعلى الثمن ،بحيث يؤدي انصراف إحدى إرادتي الـمتـعاقدين إلـى خالف مـا
اتجهت إلـيـه األخـرى ،مـن القـضـايا والـمسائل اآلنـفة الـذكـر عدم قيام العقد انطالقا من عدم
وجود التراضي ومن هنا يتبين لنا مدى أهمية التراضي ومدى لزومه في إنشاء عقد البيع
و قيامه.
وال يكفي وج ود التراض ي وانص بابه على المس ائل الجوهري ة في عق د البـيع ،بـل يـتعين
سـالمة الرض ا من العي وب ال تي ق د تش وب اإلرادة ،وهي اإلك راه ،والغل ط ،واالس تغالل،
13
والتدليس ،مما يسمح بإمكانية إبطال العقد.
-عـمر زيـتوني (،حجية العقد الرسمي) ،مجلة الموثق ،مرجع سابق ،ص.51 12
-سـميـر جـميل حـسـين الفـتـالوي ،العـقود التجارية الجزائرية ،ديوام المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2000،ص 13
.128–127
ثاني ا :المح ل :لق د نص المش رع الجزائ ري في القواع د العام ة للق انون الم دني على الـمحل
في عقد البيع من المادة 92إلى المادة ،96فاعتبره بأنه كل ما يلتزم به المدين وهو إما
االلتزام بعمل ،أو االمتناع عن عمل،أو بإعطاء شيء ،أو إنشاء حق عيني.
وفي عق د بـيـع الـمحل التج اري عـلى اعـتباره عق دا يج ري بين بائـع ومش تري ،فـإن مـحـل
الـعقد ينظر إليه تبعا لإللتزام الجوهري واألساسي لكل من الطرفين ،فـمحل إلـتزام البائع
هـو نـقل ملكي ة المح ل التج اري لفائ دة المش تري ومح ل إلـتـزام المشـتري هـو دف ع الـثمـن
المقـرر بموجب العقد ،وتبعا لذلك فمحل عقد البـيع في هذه الحالة هو المحل التجاري و
الثمن الذين يأخـذان حـكـم المـبـيع فـي هـذا الـنـوع من العقود ،وبالتالي تجري عليهما الـقواعد
العامة في القانون المدني الـتي تسـطـر وتـحـدد الـشروط الـعامة األساسية الـواجب تـوافرها
14
فيهما ،وإ ال إنتفت عنهما صفة المبيع األمر الذي يجعل العقد في حكم المعدوم قانونيا.
ثالث ا :الس بب :لـقـد كـانـت فـكـرة الس بب محـل خالف كب ير في الفق ه الـمـقارن بــين أنص ار
الـنظرية ال تي كـانت تنظ ر إلي ه نظ رة مادي ة وبـين خص ومها ال ذين ق الوا باس تبعاد فـكرة
الـسبـب ،وقـد تمخض عـن هـذا الخـالف نـشـوء نـظريـة جـديـدة تـسـمى النظرية الحديثة وتنظ ر
إلى السبب نظرة شخصية وتعتبره أمرا نـفسـيا أو ظاهرة نفسية يجب توافره لصحة العقد.
وبـذلك تـنقسم الق وانين بالنـسبة لـنـظرية الس بب إلى طائفتيـن ،طـائفـة الـقوانـيـن الالتيني ة
وتـنـظـر إلـيه باعـتـباره الباعـث الـجـوهـري الـذي دفـع إلـى التعاقـد ،أما الطائفة الثانية فتضم
القـوانين الـتي تنظر إلى السبب نـظرة مادية وهي القـوانيـن الجـرمانية ،والقانون اإلنجليزي،
والـشريعة اإلس المية ،وقـد قـال بـهـذه الـنظـرية الـتي تـطـبق عـلـيها الـنظرية الـتقـليدية أغلب
15
فقهاء القانون الفرنسي القديم.
-خلف محمد السيد ،إيجار و بيع المحل التجاري ،مرجع سابق ،ص27 14
وتأيـيـدا لهذا الـنص فـي فـيه قـرار للـمـحكمة الـعليا جـاء به ما يلي" :من المقرر قانون أنه
إذا الـتـزم المتعـاقـد لسـبـب مخـالف للنـظام العـام أو اآلداب كـان الـعقد باطال ،و من ثـم فـإن
القضـاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا للقانون" .و لما كان من الثابت في قضية الحال أن
عق د إيج ار الم ترل المتن ازع علي ه مع د إستغاللـه فـي الدعـارة ،فـإن قـضاء الـمجلس
لمناقـشتهـم لـهذا العق د واعتم اده كوثيق ة رتب وا عليه ا إلـتزامـات بالـرغـم من بطالن ه بطالن ا
16
مطلـقا ،خالـفـوا القانون ومتى كان كذلك إستوجب نقض القرار المطعون فيه".
وتنص المادة 98على أنه" :كل إلتزام مفترض أن له سببا مشروعا ما لم يـقم الدليل على
غير ذلك ويعتبر السبب المذكور في العقد هو السـبـب الـحقيقي حتى يقوم الدليل على ما
يخـالف ذلك ،فـإذا قام الـدليل عـلى صـوريـة السـبـب فـعلى من يدعي أن لاللتزام سبب آخر
مشروع أن يثبت ما يدعيه.
من نص المادتين يشترط وجوب السـبـب ومـشروعـيته فـإذا كـان التزام أحـد المتعاقـديـن في
بي ع المحـل التجـاري ليس لـه سـببا أعـتـبر الـعـقـد بـاطال ،وك ذلك إن وج د س بب االل تزام
لـكـالهـما لـكن كـان سـبب التزام أحدهـما أو كـالهما غيـر مشروع بأن كان مخالفات للنظام
الع ام أو اآلداب العـامة ،كـان عـقـد الـبيع بـاطال ك أن يش تري المتعاق د المح ل التج اري
17
الستغالله في تجارة المخدرات مثال.
-عـمر زيـتوني (،حجية العقد الرسمي) ،مجلة الموثق ،مرجع سابق ،ص.57 16
-حمد حسنين ،عقد البيع في القانون المدني الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001،ص.56 17
المطلب الثاني :األركان الشكلية لبيع المحل التجاري.
أوال :الكتابة الرسمية واإلعالن :إن دعـامة الـحياة التجارية هي اإلئتمان ،والسرعة ،ومبدأ
الرضائية ،وتجنب فكرة الشكلية التي تعرقل التصرفات القانونية ،وبما أن عقد بيع الـمحل
التجاري يعتبر من العقود التجارية فقد نص المشرع الجزائري في األصل أنه يجوز إثباته
بـشتى طـرق اإلثـبات بـما فـيذلـك الـبيـنة والقـرائن ،وذل ك في نص الم ادة 30من الق انون
الـتجـاري الجزائ ري ال تي تنص على أن ه ":يثبت ك ل عق د تج اري بس ندات رســمية ،أو
بس ندات عرفي ة ،أو بف اتورة مقبول ة ،أو بـالـرسـائـل ،أو بــدفـاتــر الـطـرفـيـن ،أو بـاإلثـبات
18
بالـبينة ،أو أيـة وسـيلة أخرى إذا رأت المحكمة وجوب قبولها".
ولـمـا ك ان المح ل الـتجاري م ال منق ول معن وي بحيث يص عب على المش تري تحدي د قيمت ه
الحـقيـقية وبخاصة القيمة المالية المستحقة لمشـتـمالته الـمعـنوية ،وإ ن شراء المحل التجاري
ي رمي من ورائ ه المش تري إلى استثمـاره أوى إعـادة اسـتغالله عـلـى نـحو ي در علي ه ربح ا
أك ثر ،لـذلك أوجب المشـرع الجـزائـري على الب ائع لمحـله التجـاري وجـوب ذك ر بعض
-محمد حسنين ،الوجيز في نظرية اإللتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1981،ص.63 18
البيانات المتعـلقة بالمحـل ،بحـيث يـتـرتب عـلـى إهـمالها أو عـدم ذكرها أو التصريح به ا على
خالف الحـقيـقة والواقع ،جزاء قانونـي خـطيـر يـهـدد أحيانا قيام عقد البيع برمته.
خاتمة.
مـما يـمكن اس تنتاجه أنـه النعق اد عـقـد بـيـع الـمحل الـتجاري يـشتـرط تـوفـر الش روط
الـموضوعية الـعامـة الـمعروفة فـي العق ود عـامة وهي الرض ا ،والـمحل ،والس بب ،كم ا أن
الـمشرع الجزائ ري ألج ل إض فاء حماي ة قانوني ة خاص ة لجماع ة الدائنـين وبـائع المح ل
التج اري ،فق د أوجب على بائـع المح ل التج اري ض رورة إتب اع إج راءات و قواع د شـكلية
غاية في األهمية.
قائمة المراجع.
حلو أبو حلو ،القانون التجاري ،الشركة العربية المتحدة للتسويق و التوزيع . .1
بدون سنة.
محسن شفيق ،القانون التجاري المصري .ج . 1 .دار الثقافة باإلسكندرية ، .2
.1949
المادة 78من األمر رقم . 58/75المعدل والمتمم .مؤرخ في .1975/09/26 : .3
المتضمن القانون التجاري .الجريدة الرسمية الصادرة في :
.1975/12/19 .4
هاني دويدار ،القانون التجاري ،الدار الجامعية الجديدة ،اإلسكندرية .2004، .5
خلف محمد السيد ،إيجار و بيع المحل التجاري ،دار الكتب القانونية .2001، .6
عـمر زيـتوني (،حجية العقد الرسمي) ،مجلة الموثق ،عدد ،3الغرفة الوطنية .7
للموثق ،المطبعة الحديثة ،سبتمبر.2001
المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية ،رقم 03سنة ،1997جزء.35 .8
سـميـر جـميل حـسـين الفـتـالوي ،العـقود التجارية الجزائرية ،ديوام المطبوعات .9
الجامعية ،الجزائر .2000،
حمد حسنين ،عقد البيع في القانون المدني الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية .10
،الجزائر .2001،
محمد حسنين ،الوجيز في نظرية اإللتزام ،دار المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، .11
.1981