Professional Documents
Culture Documents
ق ّدمته
.1خليفة البحث
احلم:د اهلل ال:ذي جع:ل الق:رآن الك:رمي أج:ل الكتب :ق:درا ،وأغزره:ا فائ:دة ونفع:ا،
وأمجله:ا حكم:ة وبين:ا ،وأوض:حها دليال وبرهان:ا ،والص:الة :والس:الم على الرس:ول األمني
املبلغ املبني هلذا الكتاب العظيم وعلى آله وص::حبه ومن س::ار على حنج::ه إىل ي::وم ال::دين.
فأوحى اهلل تعاىل الق::رآن وجعل::ه آي::ة على ص::دق الرس::ول ص::لى اهلل علي::ه وس::لم وحتدى
ب::ه البلغ::اء والفص::حاء .وق::د نس::جه نس::جا يف منتهي اجلم::ال والدق::ة حبيث يفي أك::ثر م::ا
حتتمله األلفاظ من املعاين واملقاصد بأوجز عبارة وأقصرها.
وقد نتوع تفس:ري الق:رآن الك:رمي يف ك:ل عص:ر حس:ب مقتض:يات :العص:ر وثقافت:ه
ومتطلبات ::ه وتع ::ددت من ::اهج املفس ::رين وإجتاه ::اهتم ومس ::الكهم ،فظهرمتن ::اهجم يف أربع ::ة
أنواع :التفسري اإلمجال ،والتفسري التحليلي ،والتفسري املوض::وع ،و التفس::ري املق:ارين .يف
هذا التاريح نبحثن التفسري املقارين ،ويف هذا فرصة نبحثنا يف التفس::ري املق::ارين ميكن أن
يق::دم ثقاف::ه قرآني::ة .واس::عة جتع::ل الق::ارئ أن يع::رف أن لتفس::ري اآلي::ة الواح::دة توجيه::ات
خمتلفة وروايات متعددة ،مما يوجب علينا أن نعلم ما قاله العلماء اآلخ::رون لنق::ف على ً
ملا يوجد يف اآلية جامعا ما حتويه اآلية من معانومدلوالت :األلفاظ.
فالتفس ::ري الواح ::د مهم ::ا ك ::ان قائل ::ه ال يع ::د من أحك ::ام ،ألن الق ::رآن كالم ااهلل
تع ::اىل ،وكالم املفس ::ر مهم ::ا ك ::ان مس ::تواه العلمي فه ::و من البش ::ر ،وال حيي ::ط املخل ::وق
بكالم اخلالق؛ لذلك يهتم بأمر التواتر واألخذ به ما قال مجهور العلماء.
2
.1ما هو منهجية البحث ؟
3
باب الثاني
البحث
منهجية البحث
4
مرتبة يف السور ،أو آيات تتعلق مبوضوع واح::د فقهي أو عق::دي أو ترب::وي ،كم::ا ميكن
أن تكون :املقارنة بني مفسرين يف سورة كاملة.
وينبغي :أن يك::ون املوض::وع :ال::ذي خيت::اره الب::احث ل::ه داف::ع علمي وم::ربر مع::ريف
وليس جمرد اختي ::ار عش ::وائي :فق ::ط ،ك ::أن يق ::ارن الب ::احث بني أق ::وال املفس ::رين يف آي ::ة
قرآني::ة ك::ثر فيه::ا اخلالف مث::ل" :آي::ة الس::يف دراس::ة مقارن::ة" ،أو يق::ارن بني مف::رتين من
مدرستني عقديتني أو فقهيتني خمتلفتني فيبني كيفية تفسري كل منهما للموضوع الق::رآين
حمل املقارن:: :ة مث:: :ل :موض:: :وع "آي:: :ات الص:: :حابة بني الطربس:: :ي وابن كث:: :ري" أو موض:: :وع
ّ
"آي::ات رؤي::ة ي::وم القيام::ة بني الط::ربي والزخمش::ري ،وه::ؤالء من م::دارس عقدي::ة خمتلف::ة
(الش::يعة وأه::ل الس::نة املعتزل::ة ) ،أو موض::وع " آي::ات الطالق بني اجلص::اص والقرط::يب"
ومها من مدرس ::تني فقهي ::تني خمتلف ::تني (األحن ::اف واملالكي ::ة) :،أو خيت ::ار الب ::احث قض ::ية يف
اإلعجاز العلمي يقارن فيها بني مفس:رين أح:دمها متق:دم واآلخ:ر مت:أخر أو بني مفس:رين
معاص:: :رين ،وهك :: :ذا خيت:: :ار الب :: :احث موض :: :وعا للمقارن:: :ة وحيس:: :ن االختي :: :ار بع:: :د النظ:: :ر
1
والبحث .
الثانية :وضع خط"ة محكمة 2تعتم:د منهجي:ة واض:حة مرتب:ة ومبوب:ة :،ومتسلس:لة
يف مطالب أو مباحث ت::رتجم املطل::وب بدق:ٍ :ة وموض::وعية :،وه::ذا التقس::يم والتب::ويب :ليس
أم:: : :راً جدي :: :داً يف منهجي:: : :ة البحث العلمي ،فق:: : :د طبق:: : :ه عُلَماُؤ ن:: : :ا الق:: : :دامى يف مؤلف:: :اهتم
ومص::نفاهتم وه::و م::ا يس::مى عن::د األص::وليني وغ::ريهم الس::رب والتقس::يم ،3م::ع تنصيص::هم:
على الغاية واملقصد .وما قاله ابن عطية يف مقدمة تفسريه خري دليل على ذلك " :فلم::ا
1شوقى ،هشام“ ,منهجية :البحث يف التفسري املقارن – دراسة نظر ية تطبيقية على لفظة ‘عسعس’ ”,-جملة املعيار
.no. 49 (2020): 111 ,24
2د .مصطفى إبراهيم املشين ,تفسري املقارن دراسة تأصيلية.2006 ,:
3و هو من مسالك العلة ،و هو عبارة عن حصر األوصاف ىف حكم واقعة .ما ورد ىف علته نص ،مث اختبار هذه
األوصاف ملا يصلح أن يكون علة و ما ال يصلح ،ينظر الشوكاىن :إرشاد الفحول 213
5
أردت أن أخت:: :ار لنفس:: :ي ،وأنظ:: :ر يف علم أع:: :د أن:: :واره :لظلم رمـ ــسـي ،س:: :ربهتا ب:: :التنويع
:ل يل يف املن:: :اظرة من علم التفس:: :ري :،وأم:: :ا عن ال ::رتتيب:
خُ :
والتقس:: :يم فف:: :زعت إىل م:: :ا يَُتنَ َ:
فيق:ول -وت:رتيب املع:اين وس:ردت التفس:ري يف ه:ذا التعليـــق حبس:ب رتب:ة ألف:اظ اآلي:ة من
حكم ،أو حنو أو لغ :: :ة ،أو مع :: :ىن ،أو ق :: :راءة – ،وأمـــا احملافظ :: :ة على ال :: :رتتيب املنهجي:
والتسلسل فيه وعدم وقوع اخللل فيه فيقول – وقصدت تتبع األلفاظ ح::ىت ال يق::ع طف::ر
4
– أي خلل وقفز يف عدم التتبعكمـا يف عن كثري من كتب التفسري":
الثالثة :تدوين" المادة العلمية وتوثيقها ،وذلك باستطالع آراء املفس::رين ومجع
أقواهلم ،وما كتبوه يف اآلية أو اآليات موضوع املقارنة ،بكل دق::ة وأمان:ة ،مثلم:ا وردت
يف املص::در من غ::ري زي::ادة وال نقص::ان :،س::واء أك::ان نقالً أم تص::رفاً يف النق::ل .ومما ينبغي
مالحظت::ه هن::ا أن ه::ذه املنهجي::ة العلمي::ة ق::د قرره::ا علماؤن::ا ،وترمجوا ذل::ك واقع:اً يلمس::ه
ك::ل من يق::رأ يف كتبهم ومص::نفاهتم ،ق::ال القرط::يب يف مقدم ـــة تفس::ريه وه::و يفص::ح عن
منهج :: :ه" :و ش :: :رطي" يف ه:: : :ذا الكت :: :اب :إض :: :افة األق:: : :وال إىل قائليه :: :ا ،واألح :: :اديث إىل
5
مصنفيها ،فإنه يقال من بركة العلم أن يضاف القول إىل قائله
الرابع" " " "ة" :المقارن " " ""ة الدقيق " " ""ة بين أق " " ""وال المفس " " ""رين" وآرائهم وط " " ""رائقهم
ومناهجهم ،ومناقش::ة أدلتهم وف::ق منهجي::ة حمددة ض::ابطة ملوض::وع املقارن::ة ،ض::رورة أال
خيرج املوضوع عن حدوده فمثالً املقارنة يف املأثور :ويندرج حتتها ما يلي:
6
-3االستشهاد باحلديث الصحيح حصراً.
االستشهاد باحلديث على مسألة لغوية أو حنوية أو عقدية ،أو حكم فقهي أو معىن.
7
وال ينسى الباحث أن يكون :مؤدباً مع العلماء متواضعاً :هلم ،حمرتماً ألقواهلم وال
ينس::ى الب::احث أن يك::ون مؤدب :اً م::ع العلم::اء متواض::عا هلم ،حمرتم::ا ألق::واهلم وآرائهم ،ال
يغرت بعلمه وسعة اطالعه عارف:اً ق:در نفس:ه ،ف:إن ت::بني ل::ه أن أح:دهم س::قط يف هف:وة ،أو
أخط ::أ يف مس ::ألة أو رجح ق ::والً مرجوح :اً ،فعلي ::ه أن يع ::ذره ،وأال يس ::يء فيعن ::ف الق ::ول
وإمنا عليه تبيني وجه الصواب واحلق من غري أذى ،ألن كل بين آدم خطاء وكل كتاب
معرض للنقص أو النقض أو النقد أو اإلضافة إال كتاب اهلل .عز وجل.
هذا وما يلحظ يف التفسري املق:ارن :مما جتب مراعات:ه والتأكي:د عليـــه حــىت تتحق:ق املقارن:ة
يف أوضح صورها ما يأيت:
أوالً :أن تك:: : : :ون :املقارن:: : : :ة بني مفس:: : : :رين أو أك:: : : :ثر كي يتحق:: : : :ق العلم بأوجـــه
االختالف واالتف:: : :اق ،ومعرف:: : :ة الف:: : :روق بني املفس:: : :رين يف ع:: : :رض املس:: : :ائل ،وأس :: :اليب
املناقش::ة ،وق::وة احلج::ة ،والق::درة على اإلقن::اع وعلي::ه فال ميكن أن يك::ون :التفس::ري املق::ارن
يف مفسر واحد ،إذ يقتضي هذا أن تكون :كل كتب التفسري من قبيـــل التفس::ري املق::ارن:،
وهذا غ:ري مقب:ول عقالً وواقع:اً.ويلح:ظ هن:ا أن املقارن:ة تب:دو أك:ثر وض:وحاً وموض:وعية:،
ونتائجه::ا أك::ثر دق::ة ،وأوف::ر علم :اً ومعرف::ة ،خباص::ة إذا ك::ان املفس::رون متم::اثلني يف الفن
واالجتاه ،أو متقاربني يف الزمان ،كأن تكون املقارنة بني ابن عطية ٥٤٦ـ ـ ـ ـ والزخمشري
٥٣٨هـ ،فهذان فارسا اللغة والنحو والبيان ،ومتعاصران :وبني ابن العريب ٥٣٤هـ والكيا
اهلراسي ٥٠٤هـ فكل من هذين العلمني عال كعبــه يف الفقـ ــه واألحك::ام ،أو بني الط::ربي
٣١٠هـ والبغوي ٥١٦ :هـ فكل منهما إم::ام يف الس::نة،حج::ة يف احلديث ،وك::ذا ابن كث::ري
٧٧٤هـ والسيوطي ٩٩١هـ.
8
و تتمثل مثرة املعاصرة يف عوامل النشأة ،واملؤثرات :يف تكوين الشخصية العلمي::ة
واإلف ::ادة من تق ::دم العل ::وم ومس ::ائلها واختالف ال ::دالالت وتطوره ::ا ،وم ::ا إىل ذل ::ك مما
يلقي بظالله على املقارنة من حيث املوضوعية ودقة النتائج.
ثاني" "اً :أن يك ::ون الب ::احث يف التفس ::ري املق ::ارن من أه ::ل العلم واالختص ::اص يف
التفس:: : :ري :,وقض :: : :اياه املختلف:: : :ة ومص:: : :ادره املتنوع :: : :ة ومراحل:: : :ه وتط :: : :وره ،ويف املفس :: :رين
ومن:: :اهجهم واجتاه:: :اهتم ،وأن يك:: :ون :عاملاً مبوض:: :وع املقارن:: :ة ومفردات:: :ه وجوانب ::ه ,وم ـــا
يقتضي ذلك من اطالع على األدلة.
ثالث "اً ":أن تك ::ون ل ::دى الب ::احث َملَك ::ة املقارن ::ة واملوازن ::ة القائم ::ة على ق ::وة النظ ::ر
ودقته وحسن العرض واملناقشة واحلصافة يف اختيار األدلة املناسبة وإعماهلا وتوجيهها .
رابعاً :وه::ذا ش::رط ع::ام س::بقت اإلش::ارة إلي::ه عن::د احلديث عن منهجي::ة التفس::ري
املق ::ارن :،وه ::و األمان ::ة العلمي ::ة يف النق ::ل والتوثي ::ق ،وع ::دم حتري ::ف الكلم عن مواض ::عه،
والبعد عن حتميل النصوص ما ال حتتمل مع ت:وافر العدال:ة والتزاه:ة :واإلنص:اف يف احلكم
والتج ::رد من اهلوى والتعص: :ب :لرتع ::ة أو اجتاه وأن يك ::ون :الدي ::دن ال ::دوران م ::ع ال ::دليل
حيث دار.
9
الباب" الثالث
اإلختتام
بعد إمتام هذا البحث نس:تنتج أن م:ادة "التفس::ري" مش::تق من الفس:ر أو الس:فر م::ع
داللتهم ::ا على مع ::ىن "الكش ::ف" ،وم ::ادة ىف اللغ ::ة على ثالث ::ة مع ::ان ،الوص ::ل ،املص ::احبة،
واجلم::ع .أم::ا تعري::ف اإلص::طالحي للتفس::ري املق::ارن وه::و :املوازن::ة بني آراء املفس::رين ىف
بي:: :ان اآلي:: :ات القرآني:: :ة ،واملقارن:: :ة بني من:: :اهجهم ومناقش:: :ة ذال:: :ك وف:: :ق منهجي:: :ة علمي ::ة
موض:: : :وعية.وأم : : :ا :املق:: : :ارن ىف املفه:: : :وم :الق:: : :رآىن أهنا مبع:: : :ىن الق:: : :رين ،أإلق:: : :رتان ،واإلطاق :: :ة
والتحم ::ل .وأم ::ا املقارن ::ات ال ::يت عق ::دها الق ::رآن الك ::رمي :العقي ::دة :،األدي ::ان ،اإلقتص ::اد،
ونتائج اآلخري هي صلة التفسري املقارن بألوان تفسري األخرى (تفسري التحليلي،
تفس ::ري اإلمجاىل ،والتفس ::ري املوض ::وعى) :أن بعض منه ::اجهم ق ::د تفيض ىف حتص ::يل بعض
املع ::اىن م ::ا ال تفيض :ه :املن ::اهج األخ ::رى .فاملق ::ارن يس ::اعدنا يف الوص ::ول إىل أفض ::ل وألي ::ق
املع::اىن بكت::اب اهلل وق::د يس::اعدنا ه::اذا املنهج يف الوص::ول إىل مع::ىن كلي ج::امع مل ينص
10
عليه السابقون :البتة .بذالك فهي مجيعا تتعاون :وال تتعارض ،وت::أتلف وال ختتل::ف خلدم::ة
القرآن العظيم.
المختويات
اجلامع األحكام القرأن .املشين ,د .مصطفى إبراهيم .تفسري املقارن دراسة تأصيلية,
هشام ,شوقى“ .،منهجية البحث يف التفسري املقارن – دراسة نظر ية تطبيقية على
11