Professional Documents
Culture Documents
التناص عند لزهر دخان في ديوان وطن لمهيدي
التناص عند لزهر دخان في ديوان وطن لمهيدي
السنة اجلامعية
0202-0202
الشكر هلل أوال أن وفقنا إلجناز هذا البحث مث لألستاذة الفاضلة
اليت مل تبخل علينا مبا يعيننا يف هذا البحث ،الدكتورة :عائشة العشمي.
هذا اإلجناز
كما نتقدم جبزيل الشكر إىل كل أستاذتنا الذين رافقونا طيلة ادلسار الدراسي
والشكر موصول لعمال قسم اللغة العربية وآداهبا جبامعة حيي فارس
إىل الذي شاركين متاعب ادلشوار الدراسي إىل غاية إجناز ادلذكرة
"أيب احلنون"
إىل إخويت األعزاء :فتحي وحممد وصربينة الذين أمتىن ذلم التوفيق
يف حياهتم.
إىل روح جدي رمحه اهلل وأدعو اهلل أن يسكنه فسيح جناته.
إىل جديت أطال اهلل يف عمرها ،كما ال أنسى أعمامي وأخوايل وخااليت
إىل األستاذة ادلشرفة ونعم الناصحة ادلرشدة اليت حتملت معي مشاق البحث
شكرا
"العشمي عائشة" ً
إىل األصدقاء ورفقائي يف الدرب :حممد بوشعبة ،عزالدين بلعريب ،عادل ميلودي،
سيد علي
أهدي هذا العمل ادلتواضع إىل من َّنورا يل دروب احلياة
إىل األستاذة ادلشرفة ونعم الناصحة ادلرشدة اليت حتملت معي مشاق
شكرا
البحث العشمي عائشةً ،
إىل مجيع من درسين وتعب يف ذلك.
إىل األصدقاء :سليم ،يونس ،عادل ميلودي ،عادل تيطروي ،حممد توامي،
فاروق
المقدمة
مقدمة
مقدمة:
يعد التناص مصطمحا نقديا أريد بو تعالؽ النصكص كتداخميا ،كقد احتؿ مكانة بارزة
عمى الساحة النقدية المعاصرة ،لما قدمو مف مفاىيـ نقدية ثرية حكؿ النص األدبي ،كما
يساعدنا عمى فيـ الكاقع األدبي الذم يعمد الشاعر إلى تضمينو في أعماليـ الشعرية كالنثرية
عمى حد سكاء.
إذا فيك محصمة تفاعؿ نصكص سابقة متزامنة تتفاعؿ مع بعضيا ،بعد أف تعتقت
كذلؾ تشرب كتحكيؿ كاعارة لعدد مف النصكص األخرل لينفتح الباب عمى مصرعيو لممتمقي
كالدارس التناصي في محاكلة الكشؼ عف نسيج البنية النصية الجديدة ،كمف ثـ تأكيميا مف
خبلؿ العكدة لمنص الغائب البنية األكلى لمنص الماثؿ ،كىذا ما يجعؿ القارئ يمتمؾ النص،
إف النص الشعرم الجزائرم المعاصر مثمو مثؿ بقية النصكص مف حيث التشكيؿ ،فإنو
مكتنز بكـ كاف ر مف النصكص المتعددة ،التي أغنتو ،كمف الشعراء الجزائرييف الذيف كظفكا
ىذه اآللية -التناص -نجد :الشاعر لزىر دخاف ،فنتج عنكاف دراستنا كاآلتي" :التناص عند
تتجمى أىمية الدراسة مف خبلؿ ارتباطيا باإلنتاج الشعرم الجزائرم المعاصر مف جية،
كمف جية أخرل محاكلة رصد أىـ ما قيؿ في نظرية التناص ،إذ ال نزعـ أننا تناكلنا
أ
مقدمة
لمنظرية ،كتتجمى أيضا األىمية في استكشاؼ تعامؿ الشعر الجزائرم المعاصر مع
النصكص الغائبة.
كاف العنكاف المذككر تمبية لعدة أسباب ،منيا الذاتية كمنيا المكضكعية:
-قناعتنا بأف الشعر الجزائرم مميء بالتجارب الشعرية ،التي تمكننا بأف نثرم الشعر العربي
-أيضا مف األسباب التي دفعتنا ىك قمة الدراسات حكؿ شعر لزىر دخاف مقارنة بمف
عاصركه.
-كأيضا بعد متابعتنا لشعر لزىر دخاف كما حكتو قصائده في مجمميا مف كصؼ لمجزائر
كأبناء الجزائر كافتخاره بعركبتو كانتماءه كالتغني ببطكالت الشيداء الذيف قدمكا أركاحيـ في
سبيؿ تحرير الببلد ،ىذا ما شدنا إلى شعره ،فيك يكمؿ مسيرة األكائؿ إلعبلء شأف الجزائر
ب
مقدمة
لئلجابة عف ىذه التساؤالت المطركحة قسمنا البحث إلى :مقدمة كفصميف األكؿ نظرم
كالثاني تطبيقي ثـ خاتمة ،الفصؿ األكؿ نظرم جاء بعنكاف "ماىية التناص عند النقاد قديما
كحدي ثا" ،ففي العنصر األكؿ تطرقنا إلى مفيكـ التناص لغة كاصطبلحا كفي العنصر الثاني
تطرقنا إلى التناص في النقد العربي القديـ مف خبلؿ أراء ثبلثة نقاد أكليـ القاضي ابف عبد
العزيز الجرجاني ثـ ابف رشيؽ القيركاني ثـ أبك ىبلؿ العسكرم ،ثـ تطرقنا في العنصر
الثالث إلى التناص عند النقاد المحدثيف ،حيث قسمنا ىذا العنصر إلى قسميف :القسـ األكؿ
تحدثنا فيو عف التناص في النقد الغربي عند كؿ مف ميخائيؿ باختيف ثـ جكليا كريستيفا ثـ
عند جيرار جينيت ،أما القسـ الثاني تحدثنا فيو عف التناص في النقد العربي عند كؿ مف
محمد بنيس ثـ محمد مفتاح ثـ عند عبد المالؾ مرتاض ،ثـ تطرقنا إلى العنصر الرابع
المكسكـ بمستكيات التناص الذم بدكره قسمناه إلى قسميف :القسـ األكؿ تحدثنا فيو عف
مستكيات التناص عند جكليا كريستيفا ،كالقسـ الثاني تحدثنا فيو عف مستكيات التناص عند
محمد بنيس.
أما الفصؿ الثاني كاف فصؿ تطبيقي جاء بعنكاف" :تجميات التناص في ديكاف لزىر
دخاف "كطف لمييدم" ،كتطرقنا في العنصر األكؿ إلى التناص الديني بشقيو التناص مع
القرآف الكريـ كالتناص مع الحديث النبكم ،ثـ في العنصر الثاني تطرقنا إلى تناص األمثاؿ
كالحكـ الشعبية ،ثـ في العنصر الثالث تطرقنا إلى التناص األسطكرم ،ثـ في العنصر الرابع
ج
مقدمة
سيمياء الشخصيات مف شخصيات دينية كتارخية كأدبية ،ثـ في العنصر الخامس تطرقنا إلى
سمياء األماكف ،ثـ في العنصر السادس تطرقنا إلى استدعاء الرمز الديني /التاريخي ،ثـ
اختتمنا بحثنا بخاتمة حاكلنا مف خبلليا إبراز ما تكصمنا إليو مف نتائج ،ثـ ممحؽ كقائمة
اتكأ بحثنا عمى المنيج الكصفي ،مقركنا بأداة التحميؿ لما لكؿ منيما مف آليات ككسائؿ
تخدـ المكضكع.
أما مصادر الدراسة فأىميا :التناص كجمالياتو في الشعر الجزائرم المعاصر لجماؿ
مباركي /ظاىرة الشعر العربي المعاصر في المغرب لمحمد بنيس /النص الغائب ،تجميات
التناص في الشعر العربي (دراسة) لمحمد عزاـ /التفاعؿ النصي التناصية ،النظرية المنيج
أما في الدراسات السابقة مذكرة :التناص في الشعر الجزائرم المعاصر (قراءة في شعر
كاف اليدؼ مف دراسة كيذه ىك تحقيؽ بعض مف التنمية الفكرية كالمعرفية ،كالغاية ىي
ال يخمك أم بحث ميما كاف مف صعكبات كعكائؽ تكاجو الباحث ،فمف بيف الصعكبات
د
مقدمة
-قمة الدراسات حكؿ شعر لزىر دخاف ،إذ نحسب أننا أكؿ مف تناكؿ ىذه الشخصية األدبية
لكف ب الرغـ مف ىذه الصعكبات إال أننا استطعنا تجاكزىا بفضؿ التحفيزات كالتكجييات
التي مدتنا بيا األستاذة المشرفة "العشمي عائشة" فقد كانت نعـ المرشد الناصح ،فميا منا
كشكرا.
ن كنأمؿ أف نككف قد كفقنا إلى حد ما في ىذا المكضكع،
ه
الفصل األول :ماىية التناص قديما وحديثا
تمييد :
- 1مفيكـ التناص (لغة كاصطبلحا )
-2التناص في النقد العربي القديـ.
( القاضي الجرجاني ،ابف رشيؽ القيركاني ،ابك ىبلؿ العسكرم)
-3التناص عند النقاد المحدثيف.
3-1التناص في النقد الغربي (ميخائيؿ باختيف ،جكليا كريستيفا ،جرار جنيت).
3-2التناص في النقد العربي (محمد بنيس ،محمد مفتاح ،عبد المالؾ مرتاض).
-4مستكيات التناص (عند جكليا كريستيفا ،عند محمد بنيس).
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
تمييد:
إف األساس التي يجعؿ أم مصطمح نقدم جدي ار بالبحث كالدرس كالتطبيؽ عمى
النصكص اإلبداعية ،ىك أف يككف ىذا المصطمح قد كتب لو الذيكع كاالنتشار ،كأقر
بصبلحيتو كأداة إجرائية نقدية لمتعامؿ مع النصكص األدبية ،كمف ثـ يحؽ لمباحث التعرؼ
عمى ماىيتو ،كيبيف مبلمحو بدءا بالغكص في جذكره االكلى ،كمف ىذه المصطمحات النقدية
مصطمح "التناص" الذم أصبح في الدراسات النقدية المعاصرة أداة كشفية صالحة لمتعامؿ
الدرس األدبي كالنقدم ،كخاصة بعد استفاضة الحديث عف البنائية كاألسمكبية ،كماقدماه مف
جديد سكاء عمى مستكل اإلبداع أك مستكل التفسير ،كاف ما ميد لظيكر التناص ىك إخفاؽ
البنيكية ،حيث أنيا امتازت بالغمكض كالمراكغة ،ىذا الغمكض ىك الذم جعؿ القارئ ال
يستكعب تحميؿ البنيكييف ،إضافة الى إخفاقيا في تطبيؽ إجرائيا عمى جميع األنكاع األدبية،
ما حرميا مف الدقة ،كشكؿ ىاجسا أماـ مصداقيتيا ،كما أنيا أبعدت الشعر عف نمكذجيا،
مبقية عمى السرد فقط ىذا ما جعؿ بعض الدارسيف يتحكلكف عنيا ،إضافة إلى تقكقع البنيكية
عمى النص كالغائيا العالـ الخارجي فالكؿ يعمـ أف النص ال ينشأ مف عدـ ،كانما ينشأ عف
ظركؼ عكامؿ عدة ،فتحميؿ النص يحتـ عمى الدارس الرجكع إلى خمفياتو ،قصد فؾ بعض
مف شفراتو ليقترب أكثر إلى تأكيؿ كتحميؿ صائب لمنص كؿ ىذا كغيره جعؿ البنيكية كركادىا
7
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
يتطمعكف لمبحث عف ما يتجاكز ىذه المحدكدية ،كمف خبلؿ ما قالت نيمة فيصؿ األحمد:
فإنو بالضركرة كؿ نص ىك مركز تفاعؿ أك تداخؿ النصكص كعبلقات ال حصر ليا ،كمف
ىنا نحدد أف التفاعؿ النصي (التناص) مفيكـ نتج عف ما بعد البنيكية يمثؿ انفتاح النص
8
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
-1مفيوم التناص:
تعد المغة مف أرقى كسائؿ االتصاؿ بيف األفراد كمجاليـ االجتماعي ،كما البحث في
الجذكر المغكية لممصطمحات إال لفيـ أبعادىا كضبط داللتيا ،كمصطمح التناص كمادة لغكية
لـ تذكره المعاجـ العربية القديمة اال في نص الشيء ينصو نصا :حركو ...كنص القدر
نصيصا :بمعنى غمت ،...كقاؿ ابف األعرابي :النص اإلسناد الى الرئيس األكبر ،كالنص:
1
التكفيؽ كالتعييف عمى شيء ما ...كتناص القكـ ازدحمكا.
كما كرد أيضا في لساف العرب كممة التناص بمعنى نصص ،نصص النص :رفعؾ
الشيء ،نص الحديث ينصو نصا :رفعو ككؿ ما أظير فقد نص كقاؿ عمرك بف دينار :ما
رأيت رجبل أنص لمحديث مف الزىرم ،أم ارفع لو كاسند ،يقاؿ نص الحديث إلى فبلف أم
رفعو ،كمف قكليـ نصصت المتاع إذا جعمت بعضو عمى بعض ،ككؿ شيء أظيرتو كمف
قكليـ نص المتاع نصا :جعؿ بعضو عمى بعض ككؿ شيء أظيرتو ،فقد نصصتو ،يقاؿ
2
نصص الرجؿ غريمو اذا استقصى عميو.
فإذا ما تتبعنا مفيكـ التناص لغة نجد أف صاحب المساف يكرد كممة (التناص) بمعنى
3
االتصاؿ كااللتقاء حيث يقكؿ " :ىذه الفبلة تناصي أرض كذا كتكاصييا أم تتصؿ بيا"
1ينظر سعيد حسف البحيرم ،عمـ لغة النص نحك أفاؽ جديدة ،زىراء الشرؽ ،ط ،1القاىرة مصر ، 2007 ،ص .85
2ينظر ابف منظكر ،لساف العرب ،دط ،ج ،6دار المعارؼ القاىرة مصر ،دت ،ص.162
3ابف منظكر ،لساف العرب ،ص.162
9
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
بيد أف مفيكمي االنقباض كاالزدحاـ يرداف تحت جذر (نصص) عند صاحب تاج
العركس لقكلو " :انتص الرجؿ ،انقبض ،كتناص القكـ ازدحمكا ،1كلعؿ المعنى األخير مف
التعريؼ السابؽ يؤكد فكرة التناص بدالالتو الحديثة ،فتشابؾ النصكص كاتصاليا معا قريب
جدا مف فكرة ازدحاميا في نص ما ،أما حديثا فقد جاء عند مؤلؼ المعجـ الكسيط "تناص
2
القكـ" :ازدحمكا".
كمما سبؽ قكلو فالتناص يدكر تعريفو في فمؾ الرفع كاإلظيار كاالستقصاء كاالزدحاـ،
كفي ىذه المعاني ما يكحي ببعض مفاىيـ التناص ،التي تعني كجكد إشارات مف نصكص
سابقة في نص الحؽ.
كشغؿ الحدثييف جميعا ،كأثار بينيـ جدال نقديا ،كاف مؤداه اختبلؼ النقاد العرب عمى ثابتة
إيجاد صيغة لفظية أك ترجمة مكحدة أك ثيمة لغكية لمصطمح التناص ،فأحيانا يترجـ الى
تناص كأحيانا أخرل يترجـ الى بينصية ،التزاما بأمانة نقؿ المصطمح بالمغة االنجميزية،
كيرجع -عندئذ -أف تككف الترجمة االخيرة اقرب إلى المصطمح في لغتو األصمية الذم
1محمد مرتضى الزبيدم الحسيني ،تاج العركس مف جكاىر القامكس ،تحقيؽ عبد الحميـ الطحطاكم ،مطبعة حككمة
الككيت( 1984 ،مادة نصص) ،ص .187
2مصطفى ابراىيـ ك اخركف ،المعجـ الكسيط ،د ط ،مجمع المغة العربية بالقاىرة ،دار إحياء التراث العربي ،بيركت ،ج،7
(مادة نصص) ،ص .98-97
10
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
يجزئو بعض النقاد الحداثييف الى (بيف )interك ( نص ،)texteفيككف التعبير األكثر دقو
1
ىك (بيف -نص).
أما مصطمح التناص فيك ترجمو لممصطمح الفرنسي ( )int texteبيذا تأتي كممة
( )interفي الفرنسية التبادؿ ،بينما تشير ( )texteالى النص في الثقافة الغربية التي مف
بمصطمح التناص عند سعيد عمكش في كتابو المكسكـ ب " معجـ المصطمحات األدبية
كالنقدية" ،فانو يشكؿ مصد ار أساسيا إلبراز المعنى الرئيسي لمتناص ،كالذم يتسؽ اتساؽ
كبي ار مع (تحميؿ الخطاب الشعرم ،استراتيجيو التناص) لمحمد مفتاح ،2فإنيما يشيراف
لمصطمح التناص بدءا مف جكليا كريستيفا كانتياء بركالف بارث ،خارجيف باالستنتاجيف
االتييف:
-1يعد التناص عند (كريستيفا) مزية أساسية لمنص تحيؿ عمى نصكص أخرل.
-2يعمف فككك بأنو ال كجكد لتعبير ال يفترض تعبي ار أخر ،فبلبد أف تتكفر أحداث متسمسمة
فالتناص إذف عممية استيعابية كاحتكائية لمنصكص السابقة كالنص المتناص يحمؿ
1عبد العزيز حمكدة ،المرايا المحدبة مف البنيكية الى التفكيؾ ،العدد ،232سمسمة عالـ المعرفة ،الككيت، 1998ص
.361
2سعيد عمكش ،معجـ المصطمحات االدبية المعاصرة ،ط ،1دار الكتب المبناني ،بيركت، 1985 ،ص .215
11
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
معارؼ أخرل سابقو عميو ،بحيث تندمج النصكص السابقة مع النص األصمي مشكمة نصا
1
جديدا مكحدا كمتكامبل.
ضؼ إلى أف التناص مفيكـ يدؿ عمى كجكد نص أصمي في مجاؿ األدب أك النقد،
أك العمـ عمى عبلقة بنصكص أخرل ،كأف ىذه النصكص قد مارست تأثي ار مباشرا ،أك غير
2
مباشر عمى النص األصمي.
كلقد استخدـ النقاد المعاصركف مصطمح التناص كأداة إجرائية لنقد النصكص حيث أصبحكا
3
يتناكلكف النصكص األدبية عمى أساس أنيا نشاط ثقافي كجمالي في آف كاحد.
كذلؾ ألف اإلنتاجية الشعرية تمثؿ في أغمبيا "عممية استعادة لمجمكعات مف
كبير مف ىذا
ا النصكص القديمة في شكؿ خفي أحيانا كجمي أحيانا أخرل ،بؿ أف قطاع
االنتاج الشعرم يعد تحكيرات لما سبقو ،ذلؾ أف المبدع أساسا ال يتـ لو النضج الحقيقي إال
4
باستيعاب الجيد السابؽ عميو في مجاالت اإلبداع المختمفة".
ك مما سبؽ قكلو نجد بأف التناص في معناه البسيط ,ما ىك في الحقيقة إال تداخؿ
النصكص ككجكد عبلقة بيف النصكص السابقة في النص البلحؽ ،أم أف يكظؼ األديب
1احمد الزعبي ،التناص نظريا كتطبيقيا،ط ،1مكتبة الكتاني اربد ، 1995ص .9
2عبد الرحمف عبد الحميد عمي ،النقد األدبي بيف الحداثة كالتقميد ،دار الكتاب الحديث القاىرة ،دط1426 ،ق2005/ـ ،
ص .356
3جماؿ مباركي ،التناص كجمالياتو في الشعر الجزائرم المعاصر ،دط ،دار ىكمة لمنشر ،الجزائر ،دت ،ص .167
4المرجع نفسو ص .119-118
12
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
ككما يقكؿ محمد مفتاح أف التناص ظاىرة لغكية معقدة تستعصي عمى الضبط
1
كالتقنيف إذ تعتمد في تمييزىا عمى ثقافة المتمقي كسع معرفتو كقدرتو عمى الترجيح.
شكؿ مفيكـ التناص محط االىتماـ في العالـ العربي مما خمؽ إشكاالت عديدة
فرح البعض
التساؤؿ مف خبلؿ الرؤل المتعددة حكؿ ىذا المصطمح كرغبة في التأسيس لو ا
يبحث في النقد القديـ في مفاىيـ تتصؿ بالتناص ،لتضع جكابا لعدة أسئمة أفرزىا النقد
العربي الحديث ،فدمج الحديث عنو في السرقات كالمعارضة كالمناقضة كالتضميف كاالقتباس
كالتداكؿ.
يقكؿ أحمد أميف أف :البحكث التي قدمت مف طرؼ العديد مف النقاد الغربييف ممف
احتضنكا مفيكـ التناص ،كجكليا كريستيفا كركالف بارث كتكاردكؼ يجعمنا نميؿ الى تجذير
ىذا المصطمح ،لما خمفو مف تقارب نقدم مع النقد العربي القديـ ،ألف كممة التناص قد النجد
ليا كجكد في الفكر النقدم القديـ ،لكف ىي انصيار لعدة مباحث نقدية قديمة ،كيرل أحمد
أميف أف :النقد األدبي ككؿ عمـ ناشئ عف ممكات خاصة تنمك بالتربية كالتمريف ،فمك سئمت
عف ناشئ يريد اف يعد نفسو ليككف ناقدا أم طريؽ يسمؾ؟ أقكؿ أنو يجب عميو أكال أف يكثر
مف قراءة األدب كيتفيـ كيحاكي جيده ،كالذم ركل أف ناشئا عربيا سأؿ أستاذه كيؼ يشدك
في األدب؟ فنصحو أف يحفظ ديكاف الحماسة ثـ يجتيد أف يجعؿ شعره نث ار بميغا ،فمما فرغ
1محمد مفتاح تحميؿ الخطاب الشعرم( استراتيجيو التناص)،ط،2المركز الثقافي العربي الدار البيضاء ،1992،ص .131
13
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
مف ذلؾ طمب منو اإلعادة ،ثـ أمره أف ينساىا ،كالظاىر أف الشيخ نصح بذلؾ ألف الناشئ
1
إذا نساىا نسي مادتيا كبقيت أنماطيا في ذىنو يستمد منيا عند حضكر ما يناسبيا“.
تنفتح بتأكيمنا لسياؽ ىذا النص إجابات إلرىاصات التناص ،فجممة بقيت أنماطيا في
ذىنو ما يناسبيا ،ىنا تقكدنا إلى أف مفيكـ التناص يتقارب مع ما أدلى بو ناقدنا الكبير إلى
درجة ما ،كما أشار عبد المالؾ مرتاض إلى فكرة الحفظ الجيد التي تتبمكر في مقدمة ابف
خمدكف حيث يقكؿ ابف خمدكف :فالتناص كىك يعبر عف االستم اررية الجينية لمنص يكشؼ أف
اإلبداع نص كاحد أزلي مستمر تعبر اإلنجازات المتتالية عف تمظيراتو التي تتناسب طرديا
كالمكافؽ التي أممتيا فقط ،فإذا تغيرت ىذه االقتضاءات الخارجية تغير شكؿ النص ليناسبيا
2
كيناسب حده التكترات التي تسكنيا“.
فالقاعدة التي يرتكز عمييا التناص في المفيكـ الغربي ،ليا أنماط تأسيسية في الفكر
النقدم العربي القديـ ،كتؤدم الى االقتراب كالتقاطع مع ىذا المصطمح الجديد في أبكاب
نقدية عربية قديمة ،كقد عالج القدماء التناص عند حديثيـ عف السرقات األدبية كخصكا
بالذكر سرقة المعاني ألف النص عندىـ يتناص مع نصكص كثيرة ميما حاكؿ صاحبو أنذا
الحيطة كالحذر.
لقد أسالت قضية السرقات األدبية عبر نقاد العرب القدامى كغمبت عمى مصنفاتيـ،
فأفردكا ليا كتبا تفاكت فييا الطرح مف مصنؼ آلخر مثؿ :المكازنة لآلمدم ،الكساطة بيف
1أحمد أميف ،النقد األدبي ،ج ،1ط ،3مكتبو النيضة المصرية، 1963 ،ص .56
2حبيب مكنسي ،تكترات االبداع الشعرم نحك رؤية داخميو لمدفؽ الشعرم كتضاريس القصيدة ،د ط ،دار الغرب لمنشر
كالتكزيع، 2002 - 2001 ،ص .67
14
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
المتبني كخصكمو ،كيعد مكضكع السرقات الشعرية مف أىـ المكضكعات التي أكالىا نقاد
األدب قديما عناية كبيرة ك أكلكىا اىتماما بالغا كىي ضمف فنكف الببلغة العربية كتنطكم
تحت عمـ البديع ،كما أنو يكاد ال يخمك أم كتاب نقدم أك ببلغي مف ىذا المكضكع ،كقد
1
تجمت السرقات في ألكاف مختمفة ألسماء متباينة في الطرح.
فيي مف أقدـ مباحث النقد العربي ،حيث كاف جؿ اىتماميـ كتركيزىـ كأىدافيـ النقدية
ىك الكقكؼ عمى مدل أصالة األعماؿ األدبية المنسكبة إلى أصحابيا كمقدار ما حكت مف
األدباء مف التقميد كاإلتباع 2حيث كردت عدة تعاريؼ اصطبلحية لمصطمح السرقات ،حيث
يقاؿ أف لفظة السرقة في األدب ىي ” :ما نقؿ معناه دكف لفظو كأبعد في أخذه“.
إال أف ىناؾ مف قصر السرقة عمى البديع المخترع فقط ،ك الذم يختص بو الشاعر
3
ال في المعاني المشتركة الجارية بيف الناس.
4
المسركؽ“.
1
كالسرقة أدبيا ىي أف يأخذ الشخص كبلـ الغير كينسبو لنفسو
1ينظر سعيد سبلـ ،التناص التراثي الركاية الجزائرية أنمكذجا ،د ط ،عالـ الكتب الحديث، 2010 ،ص .133
2ينظر بدكم طبانة ،السرقات االدبية ،د ط ،نيضة مصر الفجالة ،القاىرة ،د ت ،ص.1
3ينظر ابف رشيؽ القيركاني ،العمدة في محاسف الشعر كآدابو،ج ،2دار الجيؿ ،د ط ،،بيركت لبناف ،د ت ،ص -280
.281
4محمد مفتاح تحميؿ الخطاب الشعرم (استراتيجية التناص) ص .121
15
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
فالسرقات مكضكع كاسع كمتفرع فيي ”باب ال ينيض بو إال الناقد البصير كالعالـ
2
المبرز ،كليس كؿ مف تعرض لو أدركو ،كال كؿ مف أدركو استكفاه كاستكممو“.
فقد أدرؾ الببلغيكف العرب كالنقاد كالشعراء منذ الجاىمية ضركرة تكاصؿ الشاعر مع
تراثو الشعرم كاالغتراؼ منو ،كما أحسكا بيذه الظاىرة الفنية ،إذ تصادفنا كممات كاضحة
تدؿ عمى االعتراؼ بالتداخؿ النصكصي كاألخذ ،كيعد الشاعر الجاىمي زىير بف أبي سممى
األسبؽ إلى اكتشاؼ ىذه العممية المتداكلة بيف الشعراء حيف قاؿ:
3
أو معادا من قولنا مكرو ار" " ما أرانا نقول إال رجيعا
4
" ىل غادر الشعراء من متردم"
فقد الحظ عنترة أف المعاني الخاصة بالطمؿ قد كظفيا الشعراء قبمو ،فيـ لـ يترككا لو
كىذاف القكالف -زىير كعنترة -يدالف داللة كاضحة عمى أف شعراءنا القدامى قد
أحسكا كخاصة في مطالعيـ الطممية أنيـ يكرركف مكضكعات كمعاني بعينيا ،كيركم ابف
1ينظر السيد احمد الياشمي ،جكاىر الببلغة في المعاني كالبياف كالبديع ،د ط ،المكتبة العصرية ،صيدا ،بيركت ،د ت،
ص .337
2القاضي بف عبد العزيز الجرجاني ،الكساطة بيف المتنبي كخصكمو ،تح :محمد أبك فضؿ ابراىيـ كآخركف،ط ،1المكتبة
العصرية بيركت ، 2006ص .161
3حسيف فيبللي ،السمة كالنص السردم ،مقاربة سيميائية في شفرة المغة ،دراسة نقدية،ط ،1رابطو أىؿ القمـ لمنشر ،د ت،
ص.21
4الخطيب التبريزم ،شرح ديكاف عنترة بف شداد ،ط ،1دار الكتاب العربي ،بيركت ،1992،ص .145
16
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
رشيؽ في العمدة قكؿ اإلماـ عمي بف أبي طالب -كرـ اهلل كجيو ” :-لكال اف الكبلـ يعاد
1
لنفد“.
كقد كردت في العصر العباسي عمى لساف أبي تماـ حيف قاؿ:
2
كم ترك األول لآلخر يقول من تقرع أسماعو
كلما سئؿ عمرك بف العبلء :أأريت الشاعريف يتفقاف في المعنى كيتكارداف في المفظ،
لـ يمقى كاحد منيما صاحبو ،كلـ يسمع شعره ،فقاؿ ” :الشعر جاد ،كربما كقع الحافر عمى
3
الحافر“.
كارتبطت ظاىرة التناص عند النقاد القدامى بالسرقات الشعرية ،فالشاعر ميما كانت
مكىبتو أك نبكغو الشعرم فإنو يحمؿ نفحات مف نصكص غيره كمف ىذه النفحات ما ىك
كاضح كجمي كمنيا ما يتطمب براعة الناقد كحصناتو في الكشؼ عنيا ،كظاىرة استعادة
النصكص السابقة في إبداع الشعراء البلحقيف حقيقة تناصية ،فالشاعر يجب اف يككف مثقفا
بأكسع معاني الثقافة ،كما جاء في العقد الفريد البف عبد ربو:
4
” مف أراد أف يككف عالما فميطمب عمما كاحدا ،كمف أراد أف يككف أدبيا فميتسع في العمكـ“.
1ينظر ابف رشيؽ أبك عمي حسف ،العمدة في صناعة الشعر كنقده ،تح :مفيد محمد قميحة ج ،1ط ،1دار الكتب العممية
بيركت ، 1983ص .70
2ينظر ايميا الحاكم ،شرح ديكاف أبي تماـ،ط ،1دار الكتاب المبناني، 1981 ،ص .270
3جماؿ مباركي التناص كجمالياتو ص ،51نقبل عف الحاتمي أبك الحسف ،الرسالة المكضحة تحقيؽ محمد يكسؼ نجـ،
دار بيركت ، 1965ص 163
4ابف عبد ربو أحمد ،العقد الفريد،ج ،2المطبعة الشرقية ،القاىرة ،1916 ،ص .99
17
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
فبل يصير الشاعر شاع ار حتى يركم أشعار العرب ،كتدكر في مسامعو األلفاظ يأخذ
مف أشعار الذيف سبقكه بكيفية فنية تؤىمو ألف يستعير منيا إلى جانب الشرط األساسي في
1
العممية إلبداعية ىك ” :إلاطبلع عمى كبلـ المتقدميف مف المنظكـ كالمنثكر“.
كىذا ما أكد عميو كؿ مف ابف خمدكف كابف األثير ألف ىذه األشياء تشحذ القريحة،
كتذكي الفطنة ،كاذا كاف صاحب الصناعة عارفا بيا تصير المعاني التي ذكرت كتعب في
2
استخراجيا كالشيء الممقى بيف يديو يأخذ منو ما أراد كيترؾ ما أراد“.
كلرصد ىذه الظاىرة كمحاكلة القبض عمييا كالتدقيؽ في جزئياتيا أكجد النقاد كما
ىائبل مف المصطمحات تشير إلى التداخؿ النصكصي فكصفكا العمؿ الشعرم الذم يرتد إلى
3
نصكص سابقة الستحضارىا ” :سرقو كانتباىا كغصبا كنسخا كتمفيقا“.
أ -القاضي الجرجاني :فيك يعتبر أف ” السرؽ داء قديـ ،كعيب عتيؽ ،كمازاؿ الشاعر
يستعيف بخاطر اآلخر ،كيستمد مف قريحتو ،كيعتمد عمى معناه كلفظو ،ككاف أكثره ظاى ار
كالتكارد“
فقد أدرؾ الجرجاني تقنيات السرقة الشعرية ،أكما يعرؼ في النقد المعاصر بتقنيات
التناص ،فيؤكد عمى تنكع تمؾ التقنيات فمنيا ما يتـ بالنقؿ كالقمب ،كتغير المناىج ،كالترتيب،
كتكمفكا جير ما فيو مف النقيصة بالزيادة كالتأكيد كالتعريض في حاؿ ،كالتصريح في حاؿ
1ابف خمدكف عبد الرحمف العربي ،المقدمة ،تحقيؽ دركيش الجكيدم،ط ،2المكتبة العصرية ،بيركت، 1996 ،ص .571
2المرجع نفسو ،ص .54
3جماؿ مباركي التناص كجمااليتو ،ص .55
18
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
آخر ،كاالحتجاج كالتعميؿ ،فإذا أخذ أحدىـ معنى كأضاؼ إليو مف ىذه األمكر ما ال يقصد
1
معو عف اختراعو كابداع مثمو.
ب ابن رشيق القيرواني :فقد قاؿ في كتابة العمدة " :كىذا باب متسع جدا ال يقدر أحد مف
2
الشعراء أف يدعي السبلمة منو".
إف نظرة ابف رشيؽ الى ىذه الظاىرة نظرة معقكلة فيك يقر لمشاعر أف يستفيد مف نصكص
مف سبقكه ،كىذا ما يؤكد أف التناص بيف النصكص البلحقة كالنصكص السابقة أمر طبيعي
ال مناص منو ،لشاعر أك ألديب ،كيؤكد ىذا ابف رشيؽ في قكلو " :قاؿ بعض الحذاؽ مف
المتأخريف مف أخذ معنى بمفظو كاف سارقا ،فإف غير بعض المفظ كاف سالخا ،فإف غير
3
بعض المعاني ليخفيو أك قمبو عف كجيو كاف صرفا كذلؾ دليؿ حذقو".
ج -أبو ىالل العسكري :فيك يرل " :أف ال عيب أف يأخذ شاعر مبتدع مف شاعر أخر
متبع ك لكف يضع لذلؾ في نصو شركطا " :ليس ألحد مف أصناؼ القائميف غني عف تناكؿ
المعاني ممف تقدميـ ،كالصب عمى قكالب مف سبقيـ ،كلكف عمييـ إذا أخذكىا أف يكسكىا
19
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كيزيدىا في حسف تأليفيا كجكده تركيبيا ككماؿ حميتيا ،كمعرضيا فإذا فعمكا ذلؾ فيـ أحؽ
1
بيا ممف سبؽ إلييا".
ففي ما سبؽ فإف العسكرم يسمح بالتداكؿ في المعاني كاألفكار ال في أخذ األلفاظ.
كقد ذكر الحاتمي في حمية المحاضرة أنكاع كثيرة مف المسميات التي تدخؿ تحت باب
السرقة كمنيا:
-2االجتالب :أف يعجب الشاعر ببيت مف الشعر فيصرفو إلى نفسو عمى جية المثؿ
-3االنتحال :كىك أف يدعي الشاعر شعر غيره كينسبو إلى نفسو عمى سبيؿ المثؿ.
-5اإلغارة :أف يضع الشاعر بيتا كيخترع معنى مميحا ،فيتناكلو مف ىك أعظـ منو ذك ار
2
-6المرافدة أو االسترفاد :أف يستكىب الشاعر غيره بعض ما يعجبو مف شعره.
-7االلتقاط و التمفيق :كىك أف يؤلؼ البيت مف أبيات قد ركب بعضيا مف بعض كيسمى
3
االجتذاب كالتركيب.
1أبك ىبلؿ العسكرم ،كتاب الصناعتيف الكتابة كالشعر ،تح :مفيد قميحة ،ط ،2دار الكتب العممية ،بيركت، 1989 ،ص
.217
2محمد شعيب ،المتنبي بيف ناقديو في القديـ كالحديث ،دار المعارؼ ،مصر ،1964 ،ص 183-182
3بدكم طبانة ،السرقات األدبية دراسة في ابتكار األعماؿ األدبية كتقميدىا ،نيضة مصر ،القاىرة ،د ت ،ص .61
20
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كمف خبلؿ تتبعنا لظاىرة تداخؿ النصكص عند القدماء نجد أف ليـ باعا طكيبل،
فأغمب كتب النقد كالببلغة العربية تتناكؿ ىذه الظاىرة بتحميؿ رصيف يدؿ عمى عمؽ الثقافة
كسعة االطبلع ،كما يدؿ عمى حضكر النص السابؽ حضكر مستم ار في أذىانيـ كمف ثـ
تسيؿ عمييـ اإلشارة إلى ما في النص البلحؽ مف متجميات لمنص السابؽ عمى مستكل
ك مف المصطمحات التي ظيرت في الساحة النقدية كالتي ليا صمو بالسرقة الشعرية
نجد :االقتباس ،التضميف ،العقد ،الحؿ ،االبتداء ،التخمص ،االنتياء ،التمميح ،كالتي نعرؼ
منيا:
التضمين :يتـ بيف نصيف شعرييف تتجمى فيو القصدية تجميا مباش ار ،فيأخذ الشاعر مف شعر
بعد الوغى لكن تضايق مقدمي. ولقد سما لمخرمي فمم يقل
اقتباس :ىك اف يتضمف المتكمـ منثكره أك منظكمو شيئا مف القرآف أك الحديث عمى كجو ال
1
يشعر بأنو منيما.
1
التمميح :يعتمد عمى صدكر إشارات مف النص الحاضر الى النص الغائب (السابؽ).
21
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
ككنتيجة لما تقدـ ذكره يمكننا القكؿ بأف العرب كانت تمارس فعؿ التناص خاصة في
مجاؿ الشعر لكف دكف ىذه التسمية ،في حيف استخدمت مفاىيـ قريبة مف مفيكـ ىذا
المصطمح الحديث كالتضميف كاالقتباس كالسرقة كغيرىا لمداللة عمى استفادة البلحؽ مف
السابؽ في األلفاظ كالمعاني كتأثير السابؽ بالبلحؽ ،كقد كاف مصطمح التضميف مف أقرب
مصطمح التناص مف المصطمحات النقدية الحديثة كالمعاصرة ،التي تنتمي الى مرحمة
ما بعد البنيكية ،فقد شغؿ ىذا المصطمح حي از كبي ار مف اىتمامات نقاد األدب المعاصريف
كغيرىـ ،كما اختمفت تصكرات الدارسيف ليذا المصطمح النقدم كضبطو ،فأدرجو بعضيـ
ضمف الشعرية التككينية ،فيما تناكلو بعضيـ اآلخريف في إطار جمالية التمقي ،كاعتبره
2
آخركف مف مككنات لسانيات الخطاب التي تتحكـ في نصية النص.
1محمد عزاـ ،النص الغائب(تجميات التناص في الشعر العربي)،د ط ،منشكرات اتحاد الكتاب العرب ،دمشؽ2001 ،
،ص.42
2ينظر عبد القادر بقشي :التناص في الخطاب النقدم كالببلغي (دراسة نظرية كتطبيقيو) ،إفريقيا الشرؽ ،د ط ،الدار
البيضاء ،المغرب ،2007 ،ص .20
22
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
عرؼ النقد الغربي بعد اإلشارات التي تحيؿ إلى أقرب نشكء لفكرة التناص ،نبدأىا مع
دراسة لفرديناند دم سكسير سنة 1909رأل فييا” :أف سطح النص مكككب تبنيو كتحركو
نصكص أخرل ،حتى كلك كانت مجرد كممة مفردة“ ،1كيعني أف تكليد النص محككـ بشرط
يتفؽ الباحثكف أف التناص بداياتو كانت مع الشكبلنييف الركس فقد كانت أراؤىـ
إرىاصات فعمية ميدت لظيكر مفيكـ التناص ،كمف األكائؿ الذيف ساركا عمى ىذا السبيؿ
فيكتكر شمكفسكي الذم رأل أف العمؿ الفني يدرؾ في عبلقتو باألعماؿ الفنية األخرل،
استنادا إلى الترابطات التي يقيميا مع النصكص ،مع العمـ أف كؿ األعماؿ الفنية تبدع عمى
ىذا النحك ،2ىذه الفكرة تقترب كثي ار مع مفيكـ التناص ،إذ يمكف فيـ العمؿ األدبي مف خبلؿ
أما الكالدة الحقيقية لمفيكـ التناص فقد كانت مع باحثيف كنقاد غربييف قامكا بالتأصيؿ
لو كتبيف آلياتو كتحديد داللتو بدءا بالناقد الركسي ميخائيؿ باختيف مف خبلؿ مبدأ الحكارية،
إضافة إلى الباحثة البمغارية جكليا كريستيفا ،ركالف بارت ،كجيرار جينيت كغيرىـ.
كسنحاكؿ فيما يأتي عرض ألىـ اإلسيامات كاآلراء التي قامت ببمكرة نظرية التناص،
1محمد بنيس ،الشعر العربي الحديث بنياتو كابداالتو( ،الشعر المعاصر) ،ج ،3ط ،2دار تكبقاؿ لمنشر ،الدار البيضاء،
المغرب ،1996 ،ص 183
2ينظر تزفيطاف تكدكركؼ ،الشعرية ،تر :شكرم المبخكث كرجاء بف سبلمة ،ط ،2دار تكبقاؿ لمنشر ،المغرب،1990 ،
ص 41
23
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
تجمع الدراسات النقدية الغربية الحديثة أف العالـ الركسي ميخائيؿ باختيف ىك أكؿ مف
أشار إلى مفيكـ التناص كذلؾ عف طريؽ كتاب "الماركسية كفمسفة المغة" الصادر سنة
،1929فقد أعمف باختيف أف التناص ىك الكقكؼ عمى حقيقة التفاعؿ الكاقع في النصكص
اىتـ بالركاية البكليفكنية المتعددة األصكات معتمدا مصطمح الحكارية ،مما جعمو يثير
اىتماـ الباحثيف الغرب ،يقكؿ باختيف ":تحاكي الركاية سخرية كؿ األنكاع األخرل ،كىي بذلؾ
تكشؼ عف أشكاليا كلغتيا التعاقدية إنيا تقصي بعضيا ،كتدمج بعضيا اآلخر في بنياتيا
2
الخاصة ،معيدة تأكيميا ك مانحة إياىا رنة أخرل."...
فيك يعتبر أف الركاية ليا عبلقة مع األجناس األدبية األخرل كأنيا تحاكييا كتتداخؿ
معيا كميا ،فيي تمغي بعضيا كتدخؿ البعض اآلخر في طياتيا معيدة صياغتيا بطريقة
أخرل.
1ينظر ابراىيـ مصطفى الدىكف ،التناص في شعر أبك العبلء المعرم ،ط ،1دار النثر ،اربد ،األردف ، 2011،ص .13
2سعيد يقطيف ،الركاية كالتراث السردم (مف أجؿ كعي جديد بالتراث) ،ط ،1المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء،
المغرب ،1992 ،ص .13
24
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
قدـ طرحا نقديا في الد ارسات النقدية عرؼ ب"حكارية باختيف ،"1921حيف أقر بأنو
"ميما كاف مكضكع الكبلـ فإف ىذا المكضكع قد قيؿ مف قبؿ بصكرة أك بأخرل" ،1كيعني ذلؾ
أشار باختيف إلى التناص بالحكارية ككف الحكار يعني عنده أف ” :يدخؿ فعبلف
لفظياف تعبيراف اثناف في نكع خاص مف العبلقة الداللية ،ندعكىا نحف عبلقة حكارية،
كالعبلقات الحكارية ىي عبلقات (داللية) بيف جميع التعبيرات التي تقع ضمف دائرة التكاصؿ
المفظي“كمف ثـ فإف األصكؿ االكلى التناص فيما يراه أكثر النقاد يعكد إلى الناقد باختيف
ب جوليا كريستيفا:
تعد الكاتبة كالناقدة ذات األصؿ البمغارم ،أكؿ مف أدخؿ مصطمح التناص في المغة
الفرنسية ،في منتصؼ القرف العشريف ،كذلؾ مف خبلؿ تكظيفيا لو في بحكث عديدة كتبتيا
"سيميكتيؾ"" ،نص الركاية" 2 ،le texte de Romeمتأثرة بأعماؿ باختيف حكؿ الحكارية،3
4
فكريستيفا تؤكد حقيقة التناص بنفييا لكجكد نص يككف خاليا مف مداخبلت نصكص أخرل،
1تزفيطاف تدكركؼ ،ميخائيؿ باختيف (المبدأ الحكارم)،تر :فخرم صالح ،ط ،2المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر ،بيركت،
لبناف ،1996 ،ص .125 ،124
2جراىاـ أالف :نظريو التناص ،تر :باسؿ المسالمة ،ط ،1دار التككيف ،دمشؽ ،سكريا ،2011 ،ص .28
3أحمد طمعة حمبي ،التناص بيف النظرية كالتطبيؽ ،د ط ،الييئة العامة السكرية لمكتاب ،دمشؽ، 2007 ،ص .19
4ينظر عبد اهلل الغذامي ،الخطيئة كالتكفير( ،مف البنيكية الى التشريحية) ،د ط ،دار سعاد الصباح لمنشر ،الككيت ،د ت،
ص .322
25
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
أخرل ،إذ يتحدد التناص مف خبلؿ النظر إلى النص بكصفو جياز غير لساني يعيد تكزيع
النظاـ المساف بكاسطة الربط بيف كبلـ تكاصمي ييدؼ إلى اإلخبار المباشر ،كبيف أنماط
1
عديدة مف الممفكظات السابقة عميو أك المتزامنة معو ،فالنص إذف إنتاجية.
،"productivitéالتي تعني إعادة تكزيع المغة عبر التقاء القارئ بالنص ،حيث يصبح ىذا
األخير عبارة عف عممية إنتاج كسيركرة عمؿ ال يكؼ عف تفاعؿ ،كتظير اإلنتاجية مف
2
خبلؿ عمؿ القارئ الذم يعزؼ إليو المعاني الجديدة.
كلئف كانت جيكد كريستيفا في التناص بارزة عمى صعيد المصطمح كالمفيكـ فإف
المتتبع لمسار ىذا المفيكـ كجذكره ،فاستفادة كريستيفا مف جيكد كانجازات مخائيؿ باختيف
1جكليا كريستيفا عمـ النص ،تر :فريد الزاىي مر :عبد الجميؿ ناظـ ،ط ،2دار تكبقاؿ لمنشر ،الدار البيضاء ،المغرب،
، 1997ص .21
2نيمو فيصؿ األحمد ،التفاعؿ النصي (التناصية ،النظرية كالمنيج) ،ط ،1الييئة العامة لقصكر الثقافة ،القاىرة2010 ،
،ص .113
3محمد خير البقاعي ،دراسات في النص كالتناصية ،ط ،1مركز اإلنماء الحضارم ،حمب ،سكريا ،1998 ،ص .60، 59
26
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كاضحا في بمكرة عمميا بشكؿ كبير ،ك مما يجدر ذكره أف باختيف كاف لـ يستعمؿ مصطمح
1
التناص بيذا االسـ ،إال أنو أسس لو في كتاباتو ال سيما في كتابو "شعرية دكستكفيسكي".
ك مما سبؽ قكلو فإف كريستيفا كجؿ عمميا حكؿ نظرية التناص مصطمحا كمفيكما
كاف نتيجة تأثيرىا بفكر كجيكد ميخائيؿ باختيف حكؿ ظاىرة التناص كاف لـ يستعمؿ
ج جيرار جنيت:
يعد النص عند جيرار جنيت "طرسا " pamimpseetéكمنو جمع أطرس كطركس
كىك الصحيفة التي محيت ثـ كتبت ،2كمف ىك طرس الكاتب أعاد الكتابة عمى المكتكب.
الجديد كىك "المتعاليات النصية ،"transtextuatiteمعرفا إياه "بأنو التكاجد المغكم سكاء
أكاف نسبيا أـ كامبل أـ ناقص لنص في نص أخر“ ،3أك ىك" كؿ ما يجعؿ نصا يتعالؽ
4
مع نصكص أخر بشكؿ مباشر أك ضمني.
عمد جينيت إلى تطكير مفيكـ التناص كاعطاءه أبعادا أفسحت المجاؿ لمدراسات
البلحقة ،حيث اىتـ بالمتعاليات كىي قائمة عمى رصد العبلقات الكاضحة أك الخفية التي
1ينظر محمد قنكش ،مف األخذ األدبي إلى التداخؿ النصي لدل العرب (دراسة في المصطمح كالقضية) ،ط ،1عالـ الكتب
الحديثة ،إربد ،األردف ، 2013،ص .234
2أحمد السماكم ،الطريس في القصص( ابراىيـ درغكني نمكذجا) ،د ط ،مطبعة التفسير الفني ،صفاقس ،تكنس2002 ،
،ص .14
3جيرار جينيت ،مدخؿ جامع النص ،تر :عبد الرحمف أيكب ،ط ،2دار تكبقاؿ ،الدار البيضاء ،1986 ،ص .97
4سعيد يقطيف ،انفتاح النص الركائي(،النص كالسياؽ) ط ،3المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب، 2006 ،ص
.97
27
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
تجمع نصا ما بغيره مف النصكص ،كيتضمف (التعالي النصي) التداخؿ النصي الذم يعني
عند كجكده المغكم ،كربما كانت أكضح صكر التداخؿ االستشياد بالنص اآلخر داخؿ قكسيف
بالنص الحاضر ،كما يتضمف عبلقة المحاكاة ،كعبلقة التغيير كالمعارضة كالمحاكاة
الساخرة ،1كتنحصر أشكاؿ التناص عنده في نمطيف ،يقكـ أحدىما عمى العضكية كعدـ
2
القصد ...كيعتمد الثاني عمى القصد كالكعي...
كما يشير إلى أف التناص ىك الذم يجعؿ النص دائما في حالة التباس كغياب بقكلو:
” النص عبارة عف نسيج مف الممصقات كالتطعيمات ،إنو لعبة منفتحة كمغمقة في الكقت
ذاتو ،كليذا السبب فمف المحاؿ اف نكتشؼ النسب الكحيد كاألكلي لمنص ،كذلؾ انو ليس
3
لمنص أبا كاحدا ،بؿ مجمكعة مف األصكؿ كاألنساب ...
كمما سبؽ قكلو فجنيت يرل أف النص ىك عبارة عف مزيج مف النصكص السابقة أك
المعاصرة لو كبالتالي يصعب عمينا التمييز بيف النص األصمي كالنصكص الداخمية أك
المتعالقة معو.
28
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كفي األخير نقكؿ أف جينيت قدـ إضافة بارزة لمفيكـ التناص بابتكاره لممتعاليات
النصية.
إذا كاف التفكير النقدم الغربي قد عرؼ البداية المنيجية لممارسة مفيكـ التناص في
منتصؼ الستينات مع جماعة "تاؿ كاؿ" ككريستيفا ،فإف الخطاب النقدم العربي لـ يعرؼ
ىذا المفيكـ إال في أكاخر السبعينات رغـ أسبقيو االىتماـ عند النقاد القدماء ،إال أف بعض
1
الذيف تناكلكا ىذا المصطمح -كريستيفا كغيرىـ -لـ يقدمكا تعريفا جامعا مانعا.
اىتـ النقاد العرب المحدثكف بظاىرة التناص معتمديف في ذلؾ عمى مرجعيتيف
اثنتيف ،أكليما النظريات الغربية الحديثة كما تبمكر عنيا مف مفاىيـ إجرائية عديدة ،كثانييما
المكركث النقدم العربي كأىـ ما كصؿ إليو في باب تداخؿ النصكص 2،كمف المبلحظ أف
مصطمح التناص أثار جدال نقديا شغؿ الباحثيف العرب بسبب تعدد ترجمتو ،فقد عرؼ عدة
مقاببلت في العربية.
كمما سبؽ قكلو سنتطرؽ ألىـ النقاد الذيف خاضكا في ىذا المكضكع ألخذ فكرة مف
1نكر الديف السد :األسمكبية كتحميؿ الخطاب ،دراسة في النقد العربي الحديث (تحميؿ الخطاب الشعرم كالسردم) ،ج،2دط،
دار ىكمة الجزائر ،ص .102
2جماؿ مباركي ،التناص كجمالياتو في الشعر الجزائرم المعاصر ،د ط ،دار اإلبداع الثقافية،الجزائر، 2003 ،ص .118
29
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
قاـ محمد بنيس في كتابو الصادر عاـ ( 1979ظاىرة الشعر المعاصر في المغرب)
بترجمة مصطمح التناص إلى مصطمح "النص الغائب" معتب ار أف ":النص الشعرم بنية
لغكية متميزة ليست منفصمة عف العبلقات الخارجية بالنصكص األخرل ،فالنص شبكة تمتقي
فييا عدة نصكص أخرل يصعب تحديدىا ،إذ يختمط فييا الحديث بالقديـ كالعممي باألدبي
1
كاليكمي بالخاص كالذاتي بالمكضكعي".
كنجده أيضا يستعيف بمصطمح التداخؿ النصي ،ألنو يسيـ في إنتاج شبكة العبلئؽ
التي نستطيع بيا االنتقاؿ مف كحدة الى أخرل أك مف جياز مفاىيمي إلى غيره بخبلؼ
2
مصطمح التناص.
أما في كتابو (حداثة السؤاؿ) فقد كظؼ "ىجرة النص" كشطره الى شطريف ىما” :
نص مياجر ،نص مياجر إليو“ ،ككاف اىتداءه إلى ىذا المفيكـ نتيجة تأممو لممكضكع
التاريخي لمنص الشعرم المكتكب بالمغة العربية الفصحى في المغرب ،كيعتبر محمد بنيس
ىجرة النص شرطا أساسيا إلعادة إنتاجو مف جديد ،بحيث يبقى ىذا النص المياجر ممتدا
3
عبر الزماف كالمكاف مع خضكعو لمتغيرات دائمة.
1محمد بنيس ،ظاىرة الشعر المعاصر في المغرب ،د ط ،بيركت ،لبناف، 1979 ،ص .261
2محمد بنيس ،الشعر العربي الحديث بنيتو ك ابداالتو (الشعر المعاصر) ،ص 181
3ينظر محمد بنيس ،حداثة السؤاؿ (بخصكص الحداثة العربي في الشعر كالثقافة) ط ،2المركز الثقافي العربي ،المغرب،
، 1988ص .97- 96
30
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
خصص محمد مفتاح في كتابو ( تحميؿ الخطاب الشعرم استراتيجية التناص) الفصؿ
السادس لمتناص ،كقاؿ بأف كثي ار مف الدارسيف أمثاؿ جكليا كريستيفا كبارت كغيرىما تعرضكا
لمتناص بالدراسة إال أنيـ ال أحد منيـ صاغ تعريفا جامعا مانعا ،كمف ثـ استخمص مقكمات
-يمتصيا المؤلؼ كيجعميا مف عندياتو كيصيرىا منسجمة مع فضاء بنائو كمع مقاصده.
1
-يحكليا بتمطيطيا أك تكثيفيا بقصد مناقضة خصائصيا كداللتيا أك بيدؼ تصعيدىا.
كيقكؿ محمد مفتاح بأف الدارسيف -باستثناء بعض االتجاىات المثالية -يتفقكف عمى
أف التناص شيء ال يمكف اإلفبلت منو ،ألنو ال فكاؾ لئلنساف مف شركطو الزمانية كالمكانية
2
صاحبو لمعالـ كىذه المعرفة ىي ركيزة تأكيؿ النص مف قبؿ المتمقي أيضا.
1محمد مفتاح ،تحميؿ الخطاب الشعرم (استراتيجية التناص) ،ط ،4المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب،
، 2005ص .121
2المرجع نفسه ،ص .123
31
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
نظرية التناص ،حيث خمص مف خبللو إلى أف التناص ىك الكقكع في حاؿ تجعؿ المبدع
1
يقتبس أك يضمف نصو ألفاظا أك أفكا ار كاف التياميا في كقت سابؽ.
إذ يعتبر بذلؾ أف السرقات األدبية ىي التناص ،فالقدماء أطمقكا عميو مصطمح
السرقات لمداللة عمى التأثير بيف النصكص ،فالسرقة مبحث قديـ تناكلو النقاد العرب قديما
لكف دكف إطبلؽ المصطمح المتعارؼ عميو في النقد الحديث ،فالقدماء ال يدركف أف أخذ
األديب مف غيره :أفكا ار أك ألفاظا ،عف قصد أك دكف قصد ىي نفسيا "التناص" باالصطبلح
2
الحديث لتمؾ الظاىرة.
مف خبلؿ ما سبؽ نستنتج أف مرتاض يرل :أف التناص في النقد العربي القديـ لـ
يكف في صكرة ناضجة ،ترقى إلى صكرتو الناضجة في النقد الحديث أيف باتت النظرية
تتقصى أثر النصكص ،لكف ىذا ال ينفي أنيا تمثؿ المياد األكؿ الذم اتكأت عميو النظريات
1عبد المالؾ مرتاض ،نظرية النص األدبي ،ط ،2دار ىكمة لمطباعة ،الجزائر ، 2010،ص .199
المرجع نفسو ،ص .196 2
32
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
الدقيقة التي تربط الرؤية النقدية القديمة بالرؤية النقدية الحديثة ،في مجاؿ ظاىرة تداخؿ
1
النصكص كتشرباتيا.
إعطاء مفيكـ لو سكاء عند العرب أك الغرب ،كنستنتج عند تتبعنا لمصطمح التناص عند
الغرب أنو مر بمراحؿ عديدة قبؿ اكتمالو كنضكجو ككصكلو إلى نظرية مكتممة ،كقد ساىـ
في اكتماليا جيكد الباحثيف التي بذلكىا حتى حكلكا التناص مف مصطمح إلى نظرية ،كانتقؿ
ىذا االىتماـ إلى الباحثيف العرب الذيف تأثركا بيذه الجيكد كاستفادكا منيا في طرح كتطبيؽ
ىذه النظرية ،كىذا ما يجسده قكؿ سعيد يقطيف " :لـ يبقى التناص أك المتعاليات النصية
مقتص ار عمى الغرب ،لقد كلج الثقافة العربية كخصص لو مجمة ( ألؼ) المصرية محك ار تحت
2
عنكاف (التناص :تفاعمية النصكص) كيساىـ فيو صبرم حافظ ك سامية محرر"...
-4مستويات التناص:
لمتناص في إنتاج الفنكف القكلية طرائؽ يتـ بيا ،ألف الكتاب ال يتساككف في قراءتيـ
لما تجمع ليـ مف نصكص ،فيـ يتفاكتكف في استخداـ نصكص غائبة كفقا لكفاءتيـ ،كمف ثـ
" فإف النص عندما يرتبط بالنصكص األخرل ،مف خبلؿ ترابطاتو المغكية يحقؽ لنفسو كتابة
1عبد الفتاح بف خميفو ،التناص التراثي في شعر مفدم زكريا( ،قصيدة إلى الريفيف كسكؽ عكاظ نمكذجا) ،رسالة ماجستير
في قضايا األدب كالدراسات النقدية ،كمية اآلداب كالمغات ،جامعة الجزائر ،2الجزائر، 2015 -2014 ،ص .53، 52
2سعيد يقطيف ،انفتاح النص الركائي ،ط ،2المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب، 1989 ،ص .98
33
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
مغايرة حتما لمنصكص األخرل ،فيدمجيا في أصمو كيضغطيا بيف ثنايا الصكائت كالصكامت
إف قراءة النصكص الغائبة كاعادة كتابتيا تخضع لعدة مستكيات ،كسنقؼ عند عمميف
مف أعبلـ النقد المعاصر" كريستينفا كبنيس" ,المذاف حاكال تحديد مستكيات التناص:
انفتاحو عمى نصكص أخرل ،لذا فقد لخصت كريستيفا ثبلث مستكيات لمتناص ىي:
2
-1النفي الكمي :كفيو يككف المقطع الدخيؿ منفيا كمية ،كمعنى النص المرجعي مقمكبا
كبذلؾ ينفي المبدع كميا في ىذا المستكل النصكص التي تناص معيا ،كيصبح النص
محصمة القراءة القائمة عمى المحاكرة لمنصكص ،كليذا عمى القارئ أف يككف ذكيا في تعاممو
مع النص ،ألنو ىك الذم يفؾ رمكزه كيعيدىا إلى أصميا ،كيكشؼ المصدر األصمي الذم
-2النفي الموازي :حيث يظؿ المعنى المنطقي لممقطعيف ىك نفسو 3كلكف ىذا ال يمنع مف
أف يمنح لمنص المرجعي معنى جديدا ،كىذا المستكل مف تكظيؼ النصكص الغائبة ىك
أقرب ما يككف إلى مصطمحي التضميف كاالقتباس المعركفيف في الفكر الببلغي القديـ.
34
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
-3النفي الجزئي :حيث يككف جزء كاحد فقط مف النص المرجعي منفيا 1،كفيو يستمد
الكاتب بنية جزئية مف النص األصمي في ىذا المستكل ،كيتفاعؿ معيا داخؿ نصو ،مع نفي
تحدث الناقد محمد بنيس عف ظاىرة التناص كغيره مف النقاد العرب ،كقد أدرج ثبلث
-1االجترار :اعتبر ىذا القانكف أحد األسباب التي أسيمت في جمكد النص الغائب ،ألف
االجترار ىك تكرار النص الغائب مف دكف تغيير أك تحكير ،كاالجترار كاف سائدا في عصكر
االنحطاط ...حيث تعامؿ الشعراء مع النص الغائب بكعي سككني ،2كربما يعكد االجترار
لعامميف :إما بسبب نظرة التقديس لبعض النصكص ،كاما لضعؼ القدرة اإلبداعية لدل
الشاعر الجديد ،كبذلؾ يقكـ بكتابة النص الغائب بشكؿ نمطي جامد ال حياة فيو ،كىذا يعني
أف التناص االجترارم يعمؿ عمى كتابة النص األصمي دكف إبداع ،مما يجعؿ النص الغائب
-2االمتصاص :يذىب ىذا النمط بالنص الغائب الى أقصى حدكد اإلبداع "،فيك مرحمة
أعمى مف قراءة النص الغائب ،كىك القانكف الذم ينطمؽ أساسا مف اإلقرار بأىمية ىذا النص
نهلة فيصل األحمد ،التفاعل النصي (التناصية ،النظرية والمنهج ) ،ص117 1
35
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
ك قداستو ،1فيستحضره الشاعر بطريقة تبعث الحياة فيو مف جديد كتجعمو مستم ار كاف كاف
غير ظاىر ..." .كمعنى ىذا أف التناص االمتصاصي ال يجمد النص الغائب كال ينقده
فالشاعر يستحضر النصكص الغائبة كفؽ رؤيتو الخاصة كحاجة نصو ،فيصكغيا
-3الحوار :يعد ىذا النمط مف أرقى مستكيات التعامؿ مع النص الغائب حيث " يفجر
الشاعر فيو مكبكتو كنكاتو ،كيعيد كتابتو عمى نحك جديد كفؽ كفاءة فنية عالية ،كىذا النكع
مف التعامؿ مع النصكص الغائبة ال يقكـ بو إال شاعر مقتدر" 3،ذلؾ ألف التناص حكارم "
ىك أعمى مرحمة مف قراءة النص الغائب ،إذ يعتمد النقد المؤسس عمى أرضية عممية صمبة،
تحطـ مظاىر االستبلب ميما كاف نكعو كشكمو كحجمو ،ال مجاؿ لتقديس كؿ النصكص
الغائبة مع الحكار ،فالشاعر أك الكاتب ال يتأمؿ ىذا النص كانما يغيره ...،كبذلؾ يككف
الحكار قراءة نقدية عممية ."4...،كليذا يمكننا القكؿ أف التناص الحكارم ىك قراءة نقدية
36
الفصل الثاني :تجميات التناص في ديوان
-03التناص األسطكرم.
-05سيمياء األماكف.
تمييد:
بعػػد أف تطرقنػػا ألىػػـ المفػػاىيـ النظريػػة ،كالتػػي حاكلنػػا مػػف خبلليػػا س ػبر أغ ػكار قضػػية
التناص ،معرجيف في ذلؾ عمى آراء أبرز النقاد الذيف طرقكىا ،فنجد كؿ ناقد يحػاكؿ أف يػدلي
بػػدلكه فييػػا ،محػػاكليف إيجػػاد ط ارئػػؽ كآليػػات تمكػػنيـ مػػف الغػػكص فػػي خفايػػا الػػنص األدبػػي ،كىػػا
نحػف اآلف فػػي صػدد كلػػكج المػتف الشػػعرم الج ازئػرم ،لرصػػد أىػـ التناصػػات كالتعالقػات النصػػية
38
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
-1التناص الديني:
ال يخمك النص الشعرم الج ازئػرم عامػة عمػى مػر تاريخػو مػف تمػثبلت الػديف الحنيػؼ ،إذ
أصػػبح يأخػػذ الشػػاعر منػػو إلث ػراء تجربتػػو اإلبداعي ػػة ،كمػػا أن ػو يشػػكؿ مػػبلذا ركحيػػا يمجػػأ إلي ػػو
1
الشعراء كالمبدعكف في تشكيؿ كجدانيـ التراثي.
كلمتنػاص الػػديني حضػكر الفػػت فػي الػػنص الشػعرم الج ازئػػرم المعاصػر ،كخاصػػة الػػنص
القرآني ،بما يضفيو عمى النص مػف دالالت متعػددة ،كمػا أف استحضػار "الخطػاب الػديني فػي
الخطاب الشعرم المعاصر يعني إعطاء مصداقية كتميز لدالالت النصػكص الشػعرية انطبلقػا
2
مف مصداقية الخطاب القرآني كقداستو كاعجازه".
كحػيف نتأمػؿ شػػعر لزىػر دخػاف مػػف خػبلؿ ديكانػو "كطػػف لمييػدم" نجػده قػػد كظػؼ نػػكعيف
مف التناص الديني كىما :التناص مع القرآف الكريـ كالحديث النبكم الشريؼ.
القػرآف الك ػريـ ىػػك المرجػػع األكؿ ،كالػػنص السػػامي ،الػػذم يمجػػأ إليػػو الشػػعراء فيػػك يفػػيض
بالصػياغة الجديػدة ،كلقػد أعطػى القػرآف الكػريـ الحريػة فػي التأمػؿ الجمػالي كالكتابػة ،كدعػا إلػػى
االغتراؼ مف منيمو العذب ،إال أف الشػعراء العػرب القػدماء لػـ يػدرككا ىػذه الناحيػة التػي تػؤدم
1
ينظر :نادك قاسـ ،التناص القرآني كاإلنجيمي كالتكراتي في شعر أمؿ دنقؿ ،مجمة جامعة القدس لؤلبحاث كالدراسات ،ع
،6أكتكبر ،2005ص .240
2
عزة جربكع ،التناص مع القرآف الكريـ في الشعر العربي المعاصر ،مجمة فكر كابداع ،ع ،11مصر ،2002 ،ص
.134
39
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
إلى الخمؽ كاإلبداع ،1كفيمػا يمػي اسػتعراض ألىػـ نمػاذج التنػاص فػي ديػكاف لزىػر دخػاف كطػف
2
ثورة بال موت وبيا األرواح خمدت.
ففػي ىػذا المقطػػع تفاعػؿ مػػع اآليػة القائمػػة" :كال تقكلػكا لمػف يقتػػؿ فػي سػػبيؿ اهلل أمػكات بػػؿ
أحياء كلكف ال تشعركف" .3الشاعر ىنا امتص معنى اآلية ليعيد تركيبيا في قالب فني جميػؿ،
محطما البنية المغكية لمنص الغائب ،مبقيا عمى داللة األلفاظ التي يستطيع القارئ فػؾ عبلقتػو
التناصية لربطيا بالنص السالؼ ،فالشاعر كظؼ اآلية لمتعبيػر عػف أحقيػة الثػكرة كأف مػف قتػؿ
شييدا
ً رجال نعرف إنو مات
نقودا
وفيا ثريا ينفق ً
4
فدائيا ذكيا يشتري الموت عنيده.
1
ينظر ،جماؿ مباركي ،التناص كجمالياتو في الشعر المعاصر ،ص .167
2
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ط ،1حركؼ منثكرة لمنشر اإللكتركني ،د ت ،ص .13
3
سكرة البقرة ،األية .154
4
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .49
40
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
فػػي ىػػذا القػػكؿ نجػػد أف الشػػاعر تنػػاص مػػع قكلػػو تعػػالى" :إف اهلل اشػػترل مػػف المػػؤمنيف
التػػكراة كاإلنجيػػؿ كالقػرآف كمػػف أكفػػى بعيػده مػػف اهلل فاستبشػػركا ببػػيعكـ الػػذم بعػػتـ بػػو كذلػػؾ ىػػك
1
الفكز العظيـ".
ففي ىذه اآلية الكريمة تناص مع قكؿ الشاعر مف خػبلؿ الترغيػب فػي الجيػاد فػي سػبيؿ
اهلل ،كبياف أف الشييد المؤمف قد باع نفسو كمالو في سبيؿ اهلل ،كأف مكعده الجنة.
2
وصمنا وصول األمل لعيد الحريات.
فػػي ىػػذا المقطػػع نجػػد أف الشػػاعر تنػػاص مػػع قكلػػو تعػػالى" :قػػاؿ تزرعػػكف سػػبع سػػنيف دأبػػا
فما حصدتـ فذركه في سنبمو إال قميبل ما تأكمكف ( )47ثـ يأتي مف بعد ذلػؾ سػبع شػداد يػأكمف
ما قدمتـ ليف إال قميبل مما تحصػنكف ( )48ثػـ يػأتي مػف بعػد ذلػؾ عػاـ فيػو يغػاث النػاس كفيػو
يعصركف (.3")49
تناص لزىر دخاف مع اآلية القرآنية لمتعبير عف سنيف التضحيات الجسيمة التي قاـ بيا
أبناء الجزائر أثناء الثكرة المجيدة ثـ نيؿ الحرية ،فيناؾ شبو مع سنيف القحط التي لحقت
1
سكرة التكبة ،اآلية .111
2
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ص .109 ،108
3
سكرة يكسؼ ،اآلية (.)49-48-47
41
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
الشعب المصرم فترة سيدنا يكسؼ عميو السبلـ كلكف في األخير زالت كانتيت.
1
إن االنتصار جاء من قدرة شعب قادر.
تنػػاص الشػػاعر ىنػػا مػػع قكلػػو تعػػالى" :محمػػد رسػػكؿ اهلل كالػػذيف معػػو أشػػداء عمػػى الكفػػار
رحماء بينيـ" .2لمتشػابو بػيف الشػعب الج ازئػرم كالصػحابة رضػكاف اهلل عمػييـ ،فقػد كػانكا رحمػاء
بػ ػػيف بعضػ ػػيـ الػ ػػبعض كلكػ ػػف مػ ػػع الكفػ ػػار كاألعػ ػػداء أشػ ػػداء كػ ػػذلؾ الج ازئ ػ ػرييف رحمػ ػػاء بيػ ػػنيـ
إف الق ػرآف الك ػريـ ال يمثػػؿ المرجعيػػة الدينيػػة الكحيػػدة فػػي النصػػكص األدبيػػة الشػػعرية ،كال
يتكقػؼ عنػػده ،كانمػا يشػػمؿ األحاديػػث النبكيػة الشػريفة أيضػػا ،فيػي تػػأتي فػػي الدرجػة الثانيػػة فػػي
التشريع ،ككنيػا جػاءت مفصػمة كشػارحة لمػذكر الحكػيـ ،فػالنبي صػمى اهلل عميػو كسػمـ ال ينطػؽ
عػف اليػػكل ،ىػػذا مػػا أكسػب كبلمػػو قداسػػة ،إضػػافة إلػػى مػػا تميػػز بػػو مػػف ببلغػػة كبيػػاف ،ىػػذا مػػا
جعؿ الشعراء يدرككف "أىميػة الحػديث النبػكم فنيػا كفكريػا ،ف ارحػكا يستحضػركنو فػي نصكصػيـ
كينيمكف مف معينو
1
لزىر دخاف،كطف لمييدم ،ص .184
2
سكرة الفتح ،اآلية .29
42
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كيعيدكف كتابتو كفؽ ما يتماشى مع تجربة كؿ شاعر" ،1كمف بيف التناصات مع الحديث
2
وتمجد الخيل والخير يوم صيمت.
تناص الشاعر مع قكؿ النبي صمى اهلل عميو كسمـ" :الخيل في نواصييا الخير إلى يووم
القيامة" ،3حيث استحضر الشاعر ىذا القكؿ لمتعبيػر عػف الخيػر المكجػكد عنػد الخيػؿ بخيػرات
ببلده كأمجادىا.
4
غدا يستعيدني اهلل أنا ورصاصاتي.
تنػاص الشػػاعر مػػع حػػديث النبػي صػػمى اهلل عميػػو كسػػمـ عمػى لسػػاف أبػػك ىريػرة رضػػي اهلل
عنػو ،قال" :سمعت النبي صمى اهلل عميو وسمم يقول :والذي نفسي بيده ،لووال أن رجوال مون
المووؤمنين ال تطيووب أنفسوويم أن يتخمف ووا عنووي ،وال أجوود مووا أحمميووم عميووو ،مووا تخمفووت عوون
1
جماؿ مباركي ،التناص كجمالياتو في الشعر الجزائرم المعصر ،ص .199
2
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .98
3
أبك عبد اهلل محمد ابف اسماعيؿ البخارم ،صحيح البخارم ،ط ،1دار ابف كثير ،دمشؽ ،بيركت ،2002 ،الحديث
،2849ص .704
4
لزىر دخاف ،ص.175
43
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
سرية تغدو في سبيل اهلل ،والوذي نفسوي بيوده لووددت أنوي أقتول فوي سوبيل اهلل ثوم أحيوا ،ثوم
تناص الشاعر مػع ىػذا الحػديث لمداللػة عػف حػب الشػيادة كتمنييػا كدعكتػو اهلل أف يعيػده
مرة أخرل.
انتشرت في الثقافة العربية جممة مف األشكاؿ النثرية ،تتمثؿ في األمثاؿ كالحكػـ الشػائعة
كالمتداكلػػة بػػيف العػػرب ،التػػي تفسػػر كتختصػػر حيػػاتيـ ي ػرتبط بػػبعض ارتباطػػا كثيقػػا ،كالغػػرض
منيػ ػػا -األمثػ ػػاؿ كالحكػ ػػـ -ىػ ػػك أخػ ػػذ العب ػ ػرة كالعظػ ػػة مػ ػػف خػ ػػبلؿ تسػ ػػجيؿ قػ ػػيميـ اإلنسػ ػػانية
كاالجتماعيػػة كاألخبلقيػػة ،كتبنػػى األمثػاؿ إمػػا حػػكؿ قصػػة كاقعيػػة أك حادثػػة معركفػػة فػػي التػػاريخ
اإلنساني ،كما نجد أيضا أمثاال بنيت عمى أساطير كخرافات ،2كمف بػيف األمثػاؿ كالحكػـ التػي
يضػػرب ىػػذا المثػػؿ فػػي تشػػابو الكلػػد أبػػاه ،فيػػأتي بأفعػػاؿ تشػػبو أفعػػاؿ كالػػده ،أك قػػد يصػػدر
منو مكقفا شبيو بمكقؼ ألبيو ،فيتصرؼ عمى نفس النحك كالنيج ،فيقكؿ الناس ىذا الشػبؿ مػف
1
أبك عبد اهلل محمد ابف اسماعيؿ البخارم ،الحديث ،2797ص .692
2
سارة بكجمعة ،جماليات التناص في شعر محمد جربكعة ،رسالة ماستر ،كمية اآلداب كالمغات ،قسـ اآلداب كالمغة العربية،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2015-2014 ،ص .63
44
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
وكن أيضا بنائي الذي يرمم جسدي.
الشاعر ىنا يتحدث مع أبناء الشيداء الذيف ضحكا بأنفسيـ في سبيؿ تحرير الكطف،
كيقكؿ ليـ ككنكا كما كاف آباؤكـ يخافكف عمى الكطف كساىمكا في حمايتو كبنائو كيسأليـ
إكماؿ مسيرة اآلباء في بناء الكطف كترميمو ليصبح أحسف كأفضؿ ألنيـ جيؿ المستقبؿ.
كيقصد بيذا المثػؿ بػأف الحقيقػة أمػر ال يمكػف إخفػاءه ميمػا حاكلنػا تخبئتيػا بػالمبررات أك
الحجج إال أنيا تبقى ظاىرة كيمكف رؤيتيػا ،كيقػكؿ لزىػر دخػاف فػي قصػيدة " كطػف حسػيبة بػف
بكعمي":
2
يا شيية في الحب نذري نضال.
الشػاعر ىنػػا استحضػػر المثػػؿ لمتعبيػػر عػػف حقيقػة نضػػاؿ كتضػػحية الشػػعب الج ازئػػرم كمػػا
تكبػػده مػػف خسػػائر جسػػيمة كميمػػا حػػاكلكا تشػػكيو الحقيقػػة ،فػػبل تػػدكـ إال الحقيقػػة كىػػي شػػرعية
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .112
2
المرجع نفسو ،ص .69
45
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
-3التناص األسطوري:
نعنػػي بالتنػػاص األسػػطكرم استحضػػار الشػػاعر لػػبعض األسػػاطير القديمػػة كتكظيفيػػا فػػي
سػػياقات القصػػيدة ،لتعميػػؽ رؤيػػة معاصػرة ي ارىػػا الشػػاعر فػػي القضػػية التػػي يطرحيػػا ،1كالشػػاعر
لزىر دخاف لـ يسمـ مف ىذا التكظيؼ ،كمف بيف األساطير التي كظفيا نجد:
-أسطورة العنقاء:
عرفي ػػا "عم ػػي البط ػػؿ" بأني ػػا" :ك ػػائف خ ارف ػػي عرف ػػو اآلش ػػكريكف كاليكن ػػاف ،ال يع ػػيش عم ػػى
الفكاكػو بػػؿ عمػػى المبػاف كالصػػمكغ العطػرة ،كحػػيف ديػتـ مػػف حياتػػو خمػػس مائػة سػػنة يبنػػي لنفسػػو
عشػػا بػػيف أزىػػار البمػػكط أك عمػػى قمػػـ النخيػػؿ ،ثػػـ يشػػيد لنفسػػو محرقػػة يضػػع نفسػػو فكقيػػا كيمفػػظ
أنفاسيـ بيف أريجيا ،كمف رمػاده تنبثػؽ عنقػاء أخػرل" .2كمػف أمثمػة ذلػؾ فػي شػعر لزىػر دخػاف
3
وأعيدي االستقالل مع من أعاد.
1
العربي حسيف ،التناص كجمالياتو في شعر مصطفى الغمارم ،ماجستير ،كمية اآلداب كالمغات ،قسـ المغة العربية كآدابيا،
جامعة بف يكسؼ بف خدة ،الجزائر ،2007 - 2006 ،ص .127
2
عمي البطؿ ،الرمز األسطكرم في شعر بدر شاكر السياب ،د ط ،الربعياف لمنشر كالتكزيع ،الككيت ،1982 ،ص .100
3
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .73
46
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كظؼ الشاعر معنى األسطكرة المرتبط بالمكت كالػكالدة بعػد المػكت ،لمداللػة عمػى األمػؿ
الػػذم ال يمػػكت ،األمػػؿ الم ػرتبط بالكفػػاح كالثػػكرة ضػػد الطغػػاة ،فػػبل تنتيػػي الثػػكرة بمػػكت اآلبػػاء
شيرزاد مف أشػير الشخصػيات التػي قامػت عمييػا حكايػات "ألػؼ ليمػة كليمػة" السػيما أنيػا
العمػػكد الفقػػرم الػػذم انبنػػت عميػػو ىػػذه الحكايػػا ،إذ يفيػػـ مػػف خػػبلؿ شػػيرزاد أنيػػا كانػػت المنقػػذة
لمجنس البشرم مف الفناء في حاؿ استمرار شيريار بقتػؿ كػؿ فتػاة يتزكجيػا ،إذ أنيػا كقفػت فػي
الجيػػة المقابمػػة لتمثػػؿ السػػمطة المضػػادة لسػػمطة كجبػػركت شػػيريار ،1حينمػػا تمكنػػت مػػف البقػػاء
2
فتحنا نعم فتحنا معاقل الجياد.
كظػػؼ الشػػاعر ىنػػا أسػػطكرة شػػيرزاد لمتعبيػػر عػػف التشػػابو الحاصػػؿ مػػع الثػػكرة الجزائريػػة
كبينيػػا ،مػػف خػػبلؿ مػػا تكبػػده الشػػعب الج ازئػػرم مػػف أركاح فػػي سػػبيؿ دحػػر المسػػتعمر كتضػػحية
1
محمد مياكش الظفيرم ،أشكاؿ التناص الشعرم عند الثبيتي ،جامعة المدينة العالمية ،ماجستير في األدب العربي كالنقد
األدبي ،كمية المغات ،2019 ،ص .151
2
لزىر دخاف ،كطني لمييدم ،ص.74 ، 73
47
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
شػػيزراد فػػي سػػبيؿ كقػػؼ عقػػدة شػػيريار فػػي قتػػؿ كػػؿ إم ػرأة يتػػزكج بيػػا ،كىػػذه التضػػحية رغػػـ
صػػعكبتيا لكػػف فػػي األخيػػر اسػػتطاعت الج ازئػػر االنتصػػار عمػػى المسػػتعمر بفػػض أبنائيػػا الػػذم
ضحكا بالغالي كالنفيس في سبيؿ تحرير الكطف ،ىذا ما تعارض مع قصة شيرزاد.
-4سيمياء الشخصيات:
إف استحضار الشخصيات يعتبر داللة عمى مدل اتساع ثقافة الشػاعر كحسػف اطبلعػو
عمػػى التػراث كاالسػػتثمار الجيػػد فيػػو" .كيفصػػح ىػػذا االسػػتدعاء بػػأف ثمػػة مكقفػػا مػػف الشخصػػيات
التػي ينفػػتح عمييػػا المبػػدع يتحػػدد مػف خبللػػو اربػػط مػػا يػربط بينػو كبينيػػا ،إذ البػػد مػػف أف يجمعػػو
بيا إمػا الحػب أك االسػتنكار أك الكراىيػة" .1ليتفاعػؿ كيتنػاص معيػا سػكاء سػمبا أك إيجابػا باعثػا
إياىػػا مػػف التػػاريخ كجمػػكده ،إلػػى حيكيػػة كحركيػػة ،ليعبػػر بيػػا عػػف مكنكنػػات نفسػػو بانكسػػاراتيا
كانتصاراتيا.
كس ػػنحاكؿ ف ػػي ى ػػذا الص ػػدد اس ػػتجبلء بع ػػض م ػػف الشخص ػػيات (الديني ػػة -التاريخي ػػة -
األدبية) مف خبلؿ نصكص لزىر دخاف كتبياف كيؼ تناص معيا كالتي ىي:
شخصية األنبياء مف أكثػر الشخصػيات شػيكعا فػي شػعرنا المعاصػر ،فقػد أحػس الشػعراء
فػي القػػديـ بػأف ثمػػة ركابػػط كثيقػة تػربط بػيف تجػربتيـ كتجربػػة األنبيػاء ،فكػػؿ مػف النبػػي كالشػػاعر
األصػػيؿ يحمػػؿ رسػػالة إلػػى أمتػػو ،كالفػػارؽ بينيمػػا أف رسػػالة النبػػي رسػػالة سػػماكية ،ككػػؿ منيمػػا
1
عصاـ حفظ اهلل كاصؿ ،التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر( ،أحمد العكاضي أنمكذجا) ،ط ،1دار غيداء
لمنشر ،عماف ،2011 ،ص .153 - 152
48
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
يتحمؿ العنػت كالعػذاب فػي سػبيؿ رسػالتو ،كيعػيش غريبػا فػي قكمػو محاربػا مػنيـ أك فػي أحسػف
1
األحكاؿ غير مفيكـ منيـ.
اسػػتدعى "لزىػػر دخػػاف" شخصػػية سػػيدنا "محمػػد عميػػو الصػػبلة كالسػػبلـ" الػػذم جػػاء بنػػكر
الحؽ،
ككاف آخر رسؿ اهلل كخاتميـ المختار ،الذم جاء بكتاب اهلل اليادم إلى طريؽ الحؽ ،كأضاء
قمكب البشر مف الجيؿ كالظبلـ الذم كانكا فيو ،حيث يقكؿ في قصيدة "كطف اسمو الجزائر":
2
جئنا من مدرسة محمد نتموا دستوره.
3
واضحة كالحياة جنب الصحابة تقبر.
كممػا سػػبؽ نػػرل بػػأف الشػػاعر عبػػر عػػف حبػػو لشػػخص الرسػػكؿ صػػمى اهلل عميػػو كسػػمـ ىػػك
كالج ازئػ ػرييف ال ػػذيف يجاى ػػدكف ف ػػي س ػػبيؿ ال ػػكطف ،في ػػـ مس ػػتعدكف لمتض ػػحية ف ػػي س ػػبيؿ ال ػػكطف
1
عمي عشيرم زايد ،استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر ،ط ،1الشركة العامة لمنشر كالتكزيع
كاإلعبلف ،طرابمس.77 ،1978 ،
2
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .159 - 158
3
المرجع نفسو ،ص .192
49
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كمتطمعػػكف لينػػؿ الشػػيادة ليكػػكف ليػػـ نصػػيب فػػي الجنػػة جنػػب الرسػػكؿ كالصػػحابة رض ػكاف اهلل
عنيـ.
1
ومن أطير من محمد الكريم يربيك.
الشػػاعر ىنػػا يػػرل أنػػو لػػيس ىنػػاؾ أشػػرؼ مػػف شػػخص الرسػػكؿ صػػمى اهلل عميػػو كسػػمـ فػػي
الشاعر استحضر شخصية أخرل كالمتمثمة في شخصية الصحابي الجميؿ "بػبلؿ بػف
رباح" ،العبد الذم دخؿ في اإلسبلـ كحسف إسػبلمو كدافػع إلػى جانػب الرسػكؿ صػمى اهلل عميػو
2
فوق المآذن كبالل يا كافرة.
فالشػػاعر ىنػػا يقػػارف حمايػػة الشػػعب الج ازئػػرم لػػببلده بمػػا فعمػػو بػػبلؿ رضػػي اهلل عنػػو فػػي
زمف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ ،فقد أعمى كممة الحؽ مف خبلؿ أذانو الذم كػاف لػو صػدل
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .33
2
المرجع نفسو ،ص .179
50
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
في نفػكس المسػمميف ،كمسػاندة الرسػكؿ صػمى اهلل عميػو كسػمـ فػي حربػو ضػد المشػركيف ككفػار
قريش.
1
أكدوا أن الرشد خمفو اهلل ألجدادي.
الشاعر ىنا يرل بأف اهلل ىدل الجزائر كشعبيا كما ىػدل األجػداد مػف قبػؿ (بػبلؿ رضػي
اهلل عنو).
يعػػد التنػػاص التػػاريخي بشخصػػياتو كأحداثػػو مصػػد ار ميمػػا مػػف مصػػادر اإلليػػاـ الشػػعرم
ال ػػذم يعك ػػس الش ػػاعر م ػػف خ ػػبلؿ االرت ػػداد إلي ػػو ركح العص ػػر ،كيكش ػػؼ ع ػػف ىم ػػكـ اإلنس ػػاف
كطمكحات ػػو كأحبلم ػػو ،مم ػػا يجع ػػؿ ال ػػنص الش ػػعرم ذا قيم ػػة تكثيقي ػػة يكتس ػػب بحض ػػكرىا برىان ػػا
2
كدليبل عمى كبرياء األمة أك انكسارىا ،مف خبلؿ التشابو بيف الماضي كالحاضر.
كمف بيف الشخصيات التي كظفيا لزىر دخاف في ديكانو "كطف لمييدم" نجد:
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .130
2
بكترعة الطيب ،التناص في الشعر الجزائرم المعاصر (قراءة في شعر مصطفى الغمارم) ،رسالة ماجستير ،كمية اآلداب
كالمغات كالفنكف ،قسـ المغة العربية كآدابيا ،جامعة كىراف ،2011 - 2010 ،ص .102
51
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كلػػد زيغػػكد يكسػػؼ فػػي الثػػامف عشػػر فيفػػرم عػػاـ كاحػػد كعشػػريف تسػػع مائػػة كألػػؼ ،بقريػػة
"سػػمندك" التػػي تحمػػؿ اليػػكـ اسػػمو كتقػػع شػػماؿ قسػػنطينية ،انخػػرط كعمػره سػػبعة عشػػر عامػػا فػػي
حزب الشعب الجزائرم ،كأصبح سنة ثمانية كثبلثكف كتسػع مائػة كألػؼ المسػؤكؿ األكؿ لمحػزب
ب "سمندك" بعد انتخابو ممثبل لمحركة مف أجؿ الحريػات الديمقراطيػة ،كفػي الفػاتح مػف نػكفمبر
أربع ػػة كخمس ػػيف ك ػػاف يح ػػارب إل ػػى جان ػػب دي ػػدكش مػ ػراد ،قائ ػػد الكالي ػػة الثاني ػػة ،كبع ػػد استش ػػياد
ديدكش مراد ،تكلى زيغكد يكسؼ خبلفتو كمف مكقع ىػذه المسػؤكلية قػاـ بتنظػيـ ىجػكـ عشػريف
أكت خمسة كخمسيف ،سقط زيغكد يكسؼ شييدا فػي كمػيف كضػعو العػدك يػكـ خمسػة كعشػريف
سبتمبر ستة كخمسيف كعمره لـ يتجػاكز خمسػة كثبلثػيف سػنة ،1كيقػكؿ لزىػر فػي قصػيدة "كطػف
زيغكد يكسؼ":
1
ينظر زيغكد يكسؼ 23 ، https://m.marefa.org :جكاف 11:00 ،2011
52
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
سندفن زغود ونعود لنصر الرشيد.
الشػػاعر ىن ػػا يخاط ػػب كطن ػػو الج ازئ ػػر كيعزيي ػػا ف ػػي ش ػػييدىا البط ػػؿ ،كيق ػػكؿ بأن ػػو مس ػػتعد
بالتضحية بمميكف ركح كأكثر مف ذلؾ ،كيقكؿ أيضا بأف سػبلميا لػـ يػأتي بسػيكلة بػؿ دفػع مػف
الػػدام حسػػيف ىػػك آخػػر دايػػات الج ازئػػر العثمػػانييف ،كلػػد فػػي مدينػػة أزميػػر التركيػػة ح ػكالي
عػػاـ ثبلثػػة كسػػبعكف سػػبع مائػػة كألػػؼ ،تقمػػد عػػدة مناصػػب حتػػى كصػػؿ إلػػى تكليػػو الحكػػـ فػػي
الج ازئػػر بنػػاء عمػػى كصػػية مػػف الحػػاكـ السػػابؽ عمػػر باشػػا ،كبعػػد ذلػػؾ تمػػت مبايعتػػو مػػف طػػرؼ
الكزراء كاألعياف كالعمماء كاألشراؼ كشاع الخبر بيف الناس فاستحسػنكه ككػاف ذلػؾ فػي الكاحػد
مف مارس عاـ ثمانيػة عشػر ثمػاف مائػة كألػؼ ،ليػتـ بعػدىا م ارسػمة البػاب العػالي رسػميا ،ككػاف
الػػرد بػػالقبكؿ مػػف طػػرؼ السػػمطاف العثمػػاني محمػػكد الثػػاني الػػذم أرسػػؿ فرمػػاف التعيػػيف ،كبيػػذا
التعيػػيف الرسػػمي باشػػر الػػدام حسػػيف ميامػػو فػػي بنػػاء إيالػػة الج ازئػػر ،مػػف خػػبلؿ تنظػػيـ اإلدارة
كاصبلح الجيش خاصة األسطكؿ البحرم ،كما عرفت الحياة االقتصػادية تحسػف ممحكظػا إلػى
جانػػب اىتمامػػو بالحيػػاة الثقافيػػة كاالجتماعيػػة ،2كيقػػكؿ لزىػػر دخػػاف فػػي قصػػيدة "كطػػف خمسػػة
جكيمية":
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .10 -09
2
ينظر الدام حسيف 23https://m.marefa.org ،جكاف 11:10 ،2011
53
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
إننا سالم واستقالل من جميورية الصالح.
اح كيعتػػز بأنػػو مػػف أحفػػاده كيػػرد صػػبلح الػػدام كأخبلقػػو العاليػػة المعركفػػة مػػف قبمػػو سػػبب فػػي
األمي ػػر عب ػػد الق ػػادر اب ػػف مح ػػي ال ػػديف المع ػػركؼ بعب ػػد الق ػػادر الج ازئ ػػرم ،كل ػػد ف ػػي قري ػػة
"القيطنػػة" قػػرب مدينػػة معسػػكر بػػالغرب الج ازئػػرم ،يػػكـ الثبلثػػاء سػػتة سػػبتمبر ثمانيػػة ثمػػاف مائػػة
كألػػؼ ،ىػػك قائػػد سياسػػي كعسػػكرم مجاىػػد عػػرؼ بمحاربتػػو لبلحػػتبلؿ الفرنسػػي لمج ازئػػر ،قػػاد
مقاكمػػة شػػعبية لخمسػػة عشػػر عامػػا أثنػػاء بػػدايات غػػزك فرنسػػا لمج ازئػػر ،يعتب ػر المؤسػػس لمدكلػػة
الجزائريػػة الحديثػػة كرمػػز المقاكمػػة الجزائريػػة ضػػد االسػػتعمار كاالضػػطياد الفرنسػػي ،نفػػي إلػػى
دمشػػؽ حيػػث تفػػرغ لمتصػػكؼ كالفمسػػفة كالكتابػػة كالشػػعر كتػػكفي فييػػا يػػكـ سػػتة كعشػػركف مػػام
ثبلث كثمانيف ثماف مائة كألؼ ،2يقكؿ لزىر دخاف في قصيدة "كطني"
3
والرجال كثيرين من أبناء بالدي.
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .125
2
ينظر األمير عبد القادر" 23، https://ar.m.wikibedia.org:جكاف 11:10 ،2011
3
لزىر دخاف،كطف لمييدم153 ،
54
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
لزىر دخاف يفتخر كيعتز بككف األمير عبد القادر كابف بػاديس مػف رجػاؿ الج ازئػر ،كيضػيؼ
إلى أف الجزائر لدييا رجاؿ كثر غير ىؤالء مف الذيف يدافعكف عنيا كيضحكا بأنفسيـ فداىا.
صػػبلح الػػديف األيػػكبي قائػػد عسػػكرم أسػػس الدكلػػة األيكبيػػة التػػي كحػػدت مصػػر كالشػػاـ
كالحجػػاز كتيامػػة كالػػيمف فػػي ظػػؿ ال اريػػة العباسػية ،بعػػد أف قضػػى عمػػى الخبلفػػة الفاطميػػة التػػي
اس ػػتمرت 262س ػػنة ،ق ػػاد ص ػػبلح ال ػػديف ع ػػدة حم ػػبلت كمع ػػارؾ ض ػػد الفرنج ػػة كغي ػػرىـ م ػػف
الصػػميبييف األكربيػػيف فػػي سػػبيؿ اسػػتعادة األ ارضػػي المقدسػػة التػػي كػػاف الصػػميبيكف قػػد اسػػتكلكا
عمييػػا فػػي أكاخػػر الق ػػرف الحػػادم عشػػر ،كق ػػد تمكػػف فػػي النيايػػة م ػػف اسػػتعادة معظػػـ أ ارض ػػي
فمسػػطيف كلبنػػاف بمػػا فييػػا مدينػػة القػػدس ،بعػػد أف ىػػزـ جػػيش بيػػت المقػػدس ىزيمػػة منك ػرة فػػي
معركة حطيف.1
2
جيال قوليم إن الجزائر قد رقدت.
1
ينظر صبلح الديف 23 ،https://ar.m.wikibedia.org ،جكاف 11:12 ،2011
2
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .119 ،118
55
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
شامخين وفينا قناعة ضخائر المحاربين.
الشاعر ىنػا يرحػب بػالحرب كيقػكؿ بأنػو مػا داـ ىنػاؾ صػبلح الػديف فػي الج ازئػر مثػؿ مػا
ىناؾ في القدس كأف الجزائر تنجب كما ازلػت تنجػب مثػؿ شػخص صػبلح الػديف كبػأف الشػعب
سيظؿ شامخا ما يتبع ىدم صبلح الديف ،كأف الج ازئػر تمشػي عمػى خطػى األجػداد كمػنيجيـ،
العربية جمعاء.
ال غ ارب ػ ػػة أف تك ػ ػػكف شخص ػ ػػيات الش ػ ػػعراء م ػ ػػف أكث ػ ػػر الشخص ػ ػػيات ش ػ ػػيكعا ف ػ ػػي ش ػ ػػعرنا
المعاصػػر ،كىػػي مػػف أكثرىػػا طكاعيػػة لمشػػاعر المعاصػػر ،كقػػدرة عمػػى اسػػتيعاب أبعػػاد تجربتػػو
المختمف ػػة ،2ل ػػذا فق ػػد درج ش ػػعراؤنا ف ػػي العص ػػر الح ػػديث كالمعاص ػػر عم ػػى تكظي ػػؼ شخص ػػيات
متعػػدد ليطعمكىػػا بكػػـ كافػػر مػػف الػػدالالت المعاصػرة ،فكػػؿ حسػػب فكػره كسػػعة اطبلعػػو ،ييػػدؼ
ىذا التكظيؼ إلى فتح قنػكات جديػدة ،ينطمػؽ فييػا المعنػى ليجػد غايتػو ،ألف الشخصػية األدبيػة
تحمؿ معيا كتمة مف التأثير في جانب ما ،أك في أكثػر مػف جانػب ،فيػي كسػيمة تعبيػر كايحػاء
فػػي يػػد الشػػاعر يعبػػر مػػف خبلليػػا ع ػف رؤيػػاه ،بحيػػث تتحػػكؿ الشخصػػية عنػػد تكظيفيػػا داخػػؿ
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .161
2
عمي عشيرم زايد ،استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر ،ص .138
56
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
القصيدة الشعرية إلى كحدة حية تقكـ بدكرىا إلػى الجانػب الػداللي ،كتسػاىـ أيضػا فػي التشػكيؿ
الجمالي ،1كمف بيف الشخصيات التي كظفيا لزىر دخاف في ديكانو نجد:
شاعر الثكرة الجزائرية كمؤلؼ النشيد الػكطني الج ازئػرم" قسػما" ،اسػمو الشػيخ زكريػاء بػف
سميماف بف يحي بف الشيخ سميماف بف الحاج عيسى ،كلد يػكـ الجمعػة اثنػا عشػر يكنيػك ثمانيػة
لقبػػو زميػػؿ البعثػػة الميزابيػػة كالد ارسػػة الفرقػػد سػػميماف بكجنػػاح ب" :مفػػدم" فأصػػبح لقبػػو األدبػػي
مفدم زكريا الذم اشتير بو ،كما كاف يكقع أشعاره "ابف تػكمرت" ،كانػت لػو مشػاركة فعالػة فػي
الحرك ػػة األدبي ػػة كالسياس ػػية ،كلم ػػا قام ػػت الث ػػكرة انض ػػـ إليي ػػا فكك ػػاف ش ػػاعر الث ػػكرة ال ػػذم ي ػػردد
أنشيدىا كعضكا في جبيػة التحريػر ،ممػا جعػؿ فرنسػا تػزج بػو فػي السػجف مػرات متتاليػة ثػـ فػر
منػػو سػػنة ،1959فأرسػػمتو الجبيػػة خػػارج الحػػدكد ،فجػػاؿ فػػي العػػالـ العربػػي ،كعػػرؼ بػػالثكرة،
كافتػو المنيػة بتػػكنس سػنة 1977كنقػؿ جثمانػػو إلػى مسػقط أرسػػو فكػاف ىػك شػػاعر الثػكرة ،2قػػاؿ
3
جالسني شع ار وىمة قل دمي مفدي.
1
أحمد حمدم ،األعماؿ الشعرية غير الكاممة ،د ط ،منشكرات ك ازرة الثقافة الجزائرية ،2007 ،ص .13
2
ينظر مفدم زكرياء 23 ،https://ar.m.wikibedia.org ،جكاف 11:28 ،2011
3
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .112
57
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
الشػاعر ىنػا يفتخػر بشػخص شػػاعر الثػكرة مفػدم زكريػا كيعتػػز بأنػو مسػتعد لمتضػحية فػػي
سػبيؿ األىػػؿ كاألمػػة مػػف الصػػغر إلػػى الكبػػر كمػػا فعػػؿ مفػػدم بشػػعره تجػػاه الج ازئػػر كالج ازئػرييف
كلما لو مف ىمة كمدل أىمية شعره في التعريؼ بالقضية الجزائرية في المحافؿ الدكلية.
خصػػالو ،كعػػدؿ الشػػاعر كجيػػاده فػػي سػػبيؿ الػػكطف ،فػػي مكاجيػػة المسػػتعمر بشػػعره كبػػدكره فػػي
اإلسػػبلمية فػػي الج ازئػػر ،كمؤسػػس جمعيػػة العممػػاء المسػػمميف الج ازئػرييف ،يقػػكؿ لزىػػر دخػػاف فػػي
قصيدة "كطني":
2
والرجال كثيرين من أبناء بالدي.
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .143
2
المرجع نفسو ،ص .153
58
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
في الوصية الجزائرية ثورة لكل حفيد.
الشاعر ىنا يعتز برجاؿ مف مثؿ عبد الحميد بف باديس ،كيػرل بػأف الحريػة الجزائريػة لػـ
تػػأت مػػف العػػدـ بػػؿ بتضػػحية أبنائيػػا بالمػػاؿ كاألركاح ،كأف أبنػػاء الج ازئػػر مسػػتعدكف لمتضػػحية
أبناء كأحفاد.
كممػػا سػػبؽ قكلػػو فنػػرل أف الشػػاعر قػػد تبػػايف فػػي تكظيػػؼ الشخصػػيات منيػػا مػػا ىػػك دينػػي
كمنيػػا مػػا ىػػك تػػاريخي كحتػػى الشخصػػيات األدبيػػة كىػػذا دليػػؿ عمػػى اطػػبلع الشػػاعر بخصػػكص
-5سيمياء األماكن:
مف خبلؿ تتبعنا كتصفحنا لديكاف الشاعر لزىر دخاف كجدنا أنو قد كظؼ أماكف عدة
منيا جزائرية كمنيا عربية كنجد أف األماكف التي كظفيا كؿ كاحدة منيا تعبر عف معنى ما،
كليا بعد إما ديني أك تاريخي كمف بيف ىذه األماكف نجد:
أ -األوراس:
كظػؼ الشػاعر منطقػة األكراس كغيػره مػف الشػعراء الج ازئػرييف لمػا ليػا مػف داللػة تاريخيػة
في الج ازئػر ،فػاألكراس منطمػؽ كمعقػؿ الثػكار كالشػ اررة األكلػى لمثػكرة التحريريػة ،كيقػكؿ الشػاعر
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .09
59
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
وطن اإلبل صحرائو األساس.
فالشػػاعر ىنػػا يعتػػز بػػالكطف الػػذم فيػػو جبػػاؿ األكراس ،فيػػذه األخيػرة كانػػت منطمػػؽ حاسػػـ
فػػي تػػاريخ الج ازئػػر فمنيػػا مػػات رجػػاؿ كفييػػا احتمػػا المجاىػػدكف الػػذيف ناضػػمكا فػػي سػػبيؿ تحريػػر
الجزائر ،فبل نجد شاعر تغنى بالقضية الجزائرية إال كقد تحدث عف األكراس.
2
سفينة اليداية داي بناىا.
نجد الشاعر ىنا يتغنى بكطنو الجزائر بالحديث عف عاصمة الكطف التي تعد مف
أجمؿ كأعرؽ المدف فييا كيذكر بأنيا سفينة لميداية كأف الدام حسيف بناىا.
جو -الصحراء:
كظ ػػؼ الش ػػاعر الص ػػحراء لمدالل ػػة عم ػػى الكح ػػدة الترابي ػػة لم ػػكطف عك ػػس م ػػا كان ػػت فرنس ػػا
تكىمنا ،بأف الصحراء ليست جزء مف الجزائر ،كيقكؿ الشاعر في قصيدة "كطف ديدكش ":
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص 107
2
المرجع نفسو ،ص .81
60
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
ثارت معنا الحرية وأمياتنا والصحراء
2
وطن اإلبل صحرائو األساس.
فالشػػاعر كظػػؼ الصػػحراء كجػػزء ال يتج ػ أز م ػػف الج ازئػػر ،حيػػث ربػػط الشػػاعر الص ػػحراء
ببػػاقي الػػكطف ككحػػدة ترابيػػة كاحػػدة ،فالصػػحراء فييػػا خيػرات كثػػركات كانػػت طامعػػة فييػػا فرنسػػا
كلكف لـ تحقؽ مبتغاىا لتصدم أبناء الجزائر ليا كاحباط خططيا كافشاليا.
د -القدس:
لـ يقتصػر الشػاعر عمػى تكظيػؼ مػدف كأمػاكف مػف كطنػو فقػد بػؿ تعػدل ذلػؾ إلػى أمػاكف
مف كطنو العربي ،حيث نجد أنو كظؼ مدينة القدس كذلؾ في قصيدتو "كطف الشمس":
3
أمير الدين صالح الدين رزقت.
4
مرحبا بعيد الجزائر وشيداء اإلسالم.
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .12
2
المرجع نفسو ،ص .107
3
المرجع نفسو ،ص .118
4
المرجع نفسو ،ص .123
61
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
فالشػاعر مػػف خػػبلؿ مػػا سػػبؽ نجػػده يتغنػػى بمدينػػة القػػدس التػػي أنجبػػت شخصػػية كصػػبلح
الػديف الػذم كػاف لػػو األثػر البػالر فػػي نشػر الػديف اإلسػػبلمي فػي شػتى بقػػاع العػالـ ،إضػافة إلػػى
ترحيبو بعيد العرب كالقدس كذلؾ كشيداء اإلسبلـ في الج ازئػر كاألمػة العربيػة كػذلؾ ،كالشػاعر
ت -مكة:
كظػػؼ الشػػاعر مكػػة المكرمػػة فػػي شػػعره لمػػا تحممػػو مػػف مكانػػة ىامػػة فػػي نفػػكس الشػػعب
الج ازئػػرم فيػػي كطػػف الرسػػكؿ صػػمى اهلل عميػػو كسػػمـ كميػػبط كحيػػو ،حيػػث يقػػكؿ الشػػاعر فػػي
1
يا جمال سنة مؤكدة وسنأكدىا سنة وسيرة وجمال وحروف.
فالشػػاعر ىنػػا يؤكػػد اتبػػاع الشػػعب الج ازئػػرم سػػنة نبيػػو كسػػيرتو العطػرة ككػػذلؾ يؤكػػد عمػػى
تبلكة القرآف الذم أنزؿ عمى سيدنا محمد صمى اهلل عميو كسمـ كما كانت تبلكتػو فػي مكػة كمػا
جاكرىا.
ث -الشام:
تعددت األماكف التي ذكرىا الشاعر لزىر دخاف كمف بينيا أيضا الشاـ التي تعد مف
الم ػػدف العربي ػػة الت ػػي يفتخ ػػر بي ػػا ،لمكانتي ػػا كعراقتي ػػا ،حي ػػث يق ػػكؿ ف ػػي قص ػػيدة "كط ػػف األق ػػبلـ
الجزائرية":
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .57
62
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
مرحبا بعيد الجزائر وشيداء اإلسالم.
فالشػػاعر ىنػػا يرحػػب بػػالعرب كيػػذكر مػػدنا عربيػة كالشػػاـ كالج ازئػػر كيرحػػب أيضػػا بشػػيداء
اإلسػػبلـ فالشػػاـ تشػػترؾ مػػع المػػدف العربيػػة فػػي التضػػحية بالشػػيداء ضػػد المسػػتعمر الغاصػػب
كالجائر ،فقد قدمت ىذه المدف الغالي كالنفيس في سبيؿ التحرر كاعبلء كممة الحؽ.
جو -بغداد:
كمف المدف العربية أيضا نجد مدينة بغداد التي تعد مف أقدـ المدف العربية كأعرقيا فيػي
2
تحيا وألف تحيا جزائ ار وعماد.
الشػػاعر ىنػػا يحػػي بغػػداد كالج ازئػػر كحسػػب عنػكاف القصػػيدة "كطػػف االستشػػياد" فيػػك يػربط
بػػيف الج ازئػػر كبغػػداد مػػف خػػبلؿ التضػػحيات المقدمػػة فػػي سػػبيؿ إعػػبلء كممػػة الح ػؽ كمػػف خػػبلؿ
لقد مثؿ مستكل تعالؽ النص الشعرم باألحداث كالكقائع التاريخية بعضا مف اإليحػاءات
كالشذرات التي تجذب القارئ إلييا ،كتػكمئ لػو بػذلؾ ،فقػد ارتػبط الشػعر بػالتعبير عػف الحقػائؽ،
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .123
2
المرجع نفسو ،ص .74
63
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
لػػذا "كصػػؼ الشػػعر بأنػػو ديػكاف العػػرب ،ككػػاف الشػػعر يمثػػؿ لػػدل المػػؤرخيف ككتػػاب السػػير قيمػػة
معرفية إلى جانب القيمة التكثيقية ،كلعؿ الفضؿ يعػزل إلػى الشػعر العربػي فػي حفػظ كثيػر مػف
الكقػػائع كاألحػػداث فػػي تاريخنػػا ،كلػكال الشػػعر يمكػػف أف تكػػكف قػػد ضػػاعت كانػػدثرت" ،1فالشػػاعر
قديما سجؿ أمجاده كأمجاد قبيمتو ،كالشاعر المعاصر ىػك كػذلؾ ،فقػد صػكر لنػا أحػداثا ككقػائع
فمػػف ى ػػذا المنطمػػؽ عم ػػؿ "لزىػػر دخ ػػاف" عمػػى جمم ػػة مػػف االس ػػتدعاءات كالتفػػاعبلت م ػػع
أحداث تاريخية ككقائع كالتي اتكأ عمييا إلبراز رؤياه كمف بيف ىذه الكقائع نجد:
كالتي فييا بشر المصطفى -عميو الصبلة كالسػبلـ – بالنصػر كالتمكػيف ،حيػث ذكرىػا الشػاعر
عمى مرتيف في ديكانو كطف لمييدم ،حيث يقكؿ في قصيدة "كطف األلؼ استقبلؿ":
2
معاد حر وابن حرة وبالجياد.
فالشػػاعر ىنػػا يستحضػػر كاقعػة بػدر لمتعبيػػر عػػف الثػػكرة المباركػػة كجيػػاد أبنػػاء الج ازئػػر كمػػا
1
ينظر :جياد شاىر المجالي ،دراسات في اإلبداع الفني في الشعر :رؤل النقاد العرب في ضكء عمـ النفس األدبي ،د ط،
دار يافا العممية لمنشر كالتكزيع ،األردف ،د ت ،ص .185
2
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .130
64
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
ىذه جيوش ثارت وفداىا والوطنية.
ػاءا
الشاعر ىنا يعتز بسيرة بدر كالنبي صمى اهلل عميو كسمـ كيعتبر أف الجيكش ثػارت بن ن
عمى االقتداء بنيج النبي صمى اهلل عميو كسمـ كاتباع مآثره كأعمالو.
تناص الشاعر ىنا مع حدث يعد مف أىـ األحداث في تاريخ الجزائر ،كالذم ىك مػؤتمر
الصكماـ الذم يعد مف أىـ مراحؿ اإلعداد لمثكرة مػف حيػث التنظػيـ كتقسػيـ الكاليػات المعركفػة
2
وتعرف ثورتنا أننا لم حجارة صماء.
فالشاعر ىنا يؤكد عمى أف الشعب الجزائرم جاىز دكما كدقيؽ في مكاعيده مثمما حدث في
مػػؤتمر الصػػكماـ كيؤكػػد عمػػى أف الثػػكرة تعػػرؼ بػػأف الشػػعب لػػـ يعػػد كمػػا كػػاف خػػائؼ ،بػػؿ إنػػو
لزىػػر دخػػاف تنػػاص مػػع حػػدث ميػػـ فػػي الثػػكرة الجزائريػػة أال كىػػك الفػػاتح مػػف نػػكفمبر كىػػك
الش اررة األكلى الندالع الثػكرة المباركػة مػف عػاـ ال اربػع كالخمسػيف تسػع مائػة كألػؼ ،كىػك حػدث
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .71
2
المرجع نفسو ،ص .11
65
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
مخمد في ذكرل كػؿ ج ازئػرم لمػا مػف أىميػة تاريخيػة ،فيػك االنطبلقػة األكلػى التػي سػاىمت فػي
دحػػر كتكبيػػد فرنسػػا خسػػائر بش ػرية كماديػػة ،كلزىػػر دخػػاف مػػف الشػػعراء الػػذيف كظف ػكا مصػػطمح
نكفمبر كغيره مف شعراء الجزائر ،لما لو مف بعد تاريخي لو كقػع فػي نفػكس الشػعب الج ازئػرم،
1
ثورة بال موت وبيا األرواح خمدت.
فالشاعر يؤكد أف نكفبر مخمد في الذاكرة كلف ينسى ألنو مخمد بذكر األركاح التي استشيدت
2
حر عالي.
تؤكد أن نوفمبر توسد ًا
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .13
2
المرجع نفسو ،ص .52
66
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
1
أسطر ثورة أالف األشير.
فالشػػاعر لزىػػر دخػػاف يؤكػػد عمػػى قدسػػية كعظمػػة نػػكفمبر ألنػػو الش ػ اررة التػػي قػػادت إلػػى
النصػػر عمػػى المسػػتعمر الفرنسػػي ،فنػػكفمبر ارسػػخ فػػي أذىػػاف الج ازئ ػرييف ،فيػػك رمػػز النػػدالع
كجكرا.
ن الثكرة المباركة عمى الغاصب ك المستعمر الذم احتؿ الجزائر ظمما
غػػار ح ػراء ال ػػذم كػػاف يختم ػػي فيػػو رس ػػكؿ اهلل محمػػد ص ػػمى اهلل عميػػو كس ػػمـ قبػػؿ البعث ػػة
كنزكؿ القرآف عميو بكاسطة الممؾ جبريؿ عميو السبلـ ،كىك المكاف الذم نزؿ الكحي فيػو ألكؿ
مرة عمى النبي ،كيقكؿ لزىر دخاف في قصيدة "كطف ديدكش مراد":
2
نعرف مواعيدنا ونجعز دوما في الصومام وحراء.
الشػػاعر ىنػػا يػػرل بػػأف الػػكطف كأبنػػاء جػػاىز دكمػػا كمػػا حػػدث فػػي مػػؤتمر الصػػكماـ كغػػار
حراء كبأف الثكرة مباركػة كمػا كػاف الرسػكؿ صػمى اهلل عميػو كسػمـ مباركػا فػي حادثػة غػار حػراء
كنجاتو مف أيدم الكفار ،كأف أبناء الػكطف جػاىزيف لمػذكد عػف الػكطف كمحاربػة المسػتعمر كمػا
1
لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ص .93
2
المرجع نفسو ،ص 11
67
ماىية التناص قديما وحديثا الفصل األول:
كمف خبلؿ ما ذكرنا سابقا نبلحظ أف الشاعر لزىر دخاف قد كظؼ جممة مف التناصات
فػػي ديكانػػو "كطػػف لمييػػدم" ،حيػػث كانػػت متنكعػػة مػػف تناصػػات دينيػػة كأسػػطكرية كتناصػػات مػػع
األمثاؿ كالحكـ كتناص مع الشخصػيات كالكقػائع كاألحػداث كتنػاص األمػاكف ،كىػذا دليػؿ عمػى
سػػعة اطبلعػػو كتنػػكع منػػابع ثقافتػػو كرصػػيده المعرفػػي ال ازخػػر بمختمػػؼ المعػػارؼ ،دينيػػا كتاريخيػػا
كحتى تراثيا.
68
الخاتمة
الخاتمة
الخاتمة:
الحمد هلل الذم بنعمتو تتـ الصالحات ،كبعد رحمتنا المتكاضعة في عكالـ نظرية
التناص التي أرقت الباحثيف في الكشؼ عف خباياىا كقكانينيا ،كبعد كؿ ما تطرقنا إليو في
الفصؿ النظرم كالفصؿ التطبيقي الذم حاكلنا فيو أف نستحضر نماذج مف التناصات في
شعر لزىر دخاف مف خبلؿ ديكانو "كطف لمييدم" تكصمنا إلى جممة مف النتائج كىي:
-كاف عجز البنيكية كما كصمت إليو مف محدكدية في تعامميا مع النص ،مف أىـ أسباب
بركز نظرية التناص ،التي كلدت في أحضاف تيارات ما بعد البنيكية التي انفتحت أكثر عمى
النص.
-التناص مصطمح عرؼ منطمقو عند ميخائيؿ باختيف بالحكارية ،قبؿ أف يتـ إعادة تركيبو
عند جكليا كريستيفا بحمة مغايرة تماما ،ليفتح المجاؿ بذلؾ أماـ الباحثيف كالميتميف في
الساحة النقدية كاألدبية ،فنتج عف تعدد مناىؿ كمشارب النقاد تعدد في المصطمحات الدالة
-التناص ىك تمؾ الممارسات التي تجمع النص بنص آخر سابؽ لو ،ليتحد معو بانسجاـ
-ظاىرة التناص ظاىرة نقدية غربية تسربت إلينا نتيجة احتكاكنا بيـ في اآلكنة األخيرة ،لكف
ىذا األمر ال يعني أف ىذه الظاىرة ليست ليا أثر في مكركثنا النقدم كالببلغي ،فقد جاءت
بتسميات عديدة كليس ىذا فقط بؿ كسعى الباحثكف العرب إلى إعطاء تفصيبلت عديدة ليذه
70
الخاتمة
التسميات بؿ كأضافكا إضافات عديدة كتفريعات جديدة ،كىذا مف خبلؿ تركيزىـ عمى الجانب
النظرم ليذه التسميات ،مع إعطاء أمثمة ليا ،ليأتي بعد ذلؾ العرب المحدثيف ليركزكا عمى
-ال يقتصر التناص عمى جنس أدبي معيف أك لغة معينة ،أك عصر كاحد ،فالشاعر حر
-النص ال يخمؽ مف عدـ ،إنو مزيج مف نصكص أخرل سالفة لو ،فكؿ نص ىك تشرب
كتحكيؿ كاعارة لعدد مف النصكص األخرل ،حيث ال مناص ألم مبدع كاف مف أف يستعيف
بتراثو الذم ينتمي إليو ،قد يككف ذلؾ بكعي مف المبدع أك بدكف كعي منو ،كبذلؾ يككف
-يساعد التناص في الكشؼ عف الخمفية الكاسعة لمشاعر كمدل اطبلعو عمى الثقافات
المختمفة.
-كاف الشاعر لزىر دخاف مثؿ أم شاعر آخر منفتحا عمى نصكص مختمفة التي اتخذىا
مرجعا خصبا إلعادة إنتاج نصكصو منيا القرآف الكريـ كالسنة النبكية ،إضافة إلى التاريخ
-تبقى ميمة رصد التناص كدراستو قائمة عمى المتمقي كمدل اطبلعو عمى كتابات متنكعة،
71
الخاتمة
كأخي ار نرجك أف نككف قد كفقنا كلك قميبل في معالجتنا لممكضكع ،إذ رغـ الجيكد التي
بذلناىا فنحف مقتنعكف أننا لـ نعالج كؿ جكانب المكضكع ،إذ ما ىي إال محاكلة ليست
األخيرة في مسار البحث ،كيبقى البحث مفتكحا عمى دراسات أخرل أكسع كأشمؿ.
72
الممحق
الممحق
حياتو:
لزىر دخاف مف مكاليد 28جكيمية 1979في بمدية قمار كالية الكادم الجزائر ،درس
لزىر دخاف في مدينة الكادم بمدية قمار ستة سنكات في مدرسة الشييد رضا حكحك االبتدائية
كفي المرحمة المتكسطة مف التعميـ التحؽ بمدرسة البشير اإلبراىيمي كبعدىا انتقؿ إلى متقنة
العبلمة عبد القادر الياجكرم التي درس فييا عاـ كاحد ثـ تكقؼ عف الدراسة بشيادة األكلى
ثانكم كبدكف رسكب طيمة فترة التمدرس ،كىك اآلف في مستكل الركائي الشاعر بيذه الشيادة
التي يعتز بيا كثيرا ،كذلؾ بفضؿ غربتو التي كانت في ليبيا طيمة سبعة أعكاـ كنصؼ،
صقمت مكىبة الكتابة لدل لزىر دخاف حتى انطمؽ في عاـ 1998بقصيدة "كطني" في
1
مدينة عيف ازرة في ليبيا.
نبلحظ مما س بؽ أف الشاعر لزىر دخاف يمتمؾ ممكة شعرية كبيرة مكنتو مف إصدار
ىذه اإلبداعات بيذا الكـ الغزير ،كذلؾ دليؿ عمى سعة اطبلعو كثقافتو المتنكعة.
75
قائمة
المصادر و المراجع
قائمة المصادر والمراجع
.1ابراىيـ مصطفى الدىكف ،التناص في شعر أبك العبلء المعرم ،ط ،1دار النثر،
.2ابف رشيؽ القيركاني ،العمدة في صناعة الشعر كنقده ،تح :مفيد محمد قميحة ،ج ،1
.3ابف رشيؽ القيركاني ،العمدة في محساف الشعر كآدابو كنقده ،تح :محمد عبد القادر
.4ابف رشيؽ القيركاني ،العمدة في محساف الشعر كآدابو ،ج ،2د ط ،دار الجيؿ،
.5ابف منظكر ،لساف العرب ،ج ،6د ط ،دار المعارؼ ،القاىرة ،مصر ،د ت.
.6أبك عبد اهلل محمد ابف اسماعيؿ البخارم ،صحيح البخارم ،ط ،1دار ابف كثير،
.7أبك ىبلؿ العسكرم ،كتاب الصناعتيف الكتابة كالشعر ،تح :مفيد قميحة ،ط ،2دار
.8أحمد ابف عبد ربو ،العقد الفريد ،ج ،2د ط ،المطبعة الشرقية ،القاىرة.1916 ،
.9أحمد الزعبي ،التناص نظريا كتطبيقيا ،ط ،1مكتبة الكتاني ،إريد.1985 ،
77
قائمة المصادر والمراجع
.11أحمد الياشمي ،جكاىر الببلغة في المعاني كالبياف كالبديع ،د ط ،المكتبة العصرية،
.12أحمد أميف ،النقد األدبي ،ج ،1ط ،3مكتبة النيضة المصرية.1963 ،
.13أحمد حسف حامد ،التضميف في العربية (بحث في الببلغة كالنحك) ،الدار العربية
.14أحمد حمدم ،األعماؿ الشعرية غير الكاممة ،د ط ،منشكرات ك ازرة الثقافة الجزائرية،
.2007
.15أحمد طعمة حمبي ،التناص بيف النظرية كالتطبيؽ (شعر البياتي انمكذجا) ،د ط،
.16الخطيب التبريزم ،شرح ديكاف عنترة ،ط ،1دار الكتاب العربي ،بيركت.1992 ،
.17القاضي بف عبد العزيز الجرجاني ،الكساطة بيف المتنبي كخصكمو ،تح :محمد أبك
.18إيميا الحاكم ،شرح ديكاف أبي تماـ ،ط ،1دار الكتاب المبناني.1981 ،
.19بدكم طبانة ،السرقات األدبية ،د ط ،نيضة مصر ،الفجالة ،القاىرة ،د ت.
78
قائمة المصادر والمراجع
.20جماؿ مباركي ،التناص كجمالياتو في الشعر الجزائرم المعاصر ،د.ط ،دار ىكمة
.21جياد شاىر المجالي ،دراسات في اإلبداع الفني في الشعر :رؤل النقاد العرب في
ضكء عمـ النفس األدبي ،د ط ،دار يافا العممية لمنشر كالتكزيع ،األردف ،د ت.
.22حبيب مكنسي ،تكترات اإلبداع الشعرم نحك رؤية داخمية لمدفؽ الشعرم كتضاريس
.23حسيف فبللي ،السمة كالنص السردم ،مقاربة سيميائية في شفرة المغة ،دراسة نقدية،
.24سعيد حسف البحيرم ،عمـ لغة النص ،نحك آفاؽ جديدة ،زىراء الشرؽ ،ط ،1
.25سعيد سبلـ ،التناص التراثي الركاية الجزائرية انمكجا ،د ط ،عالـ الكتب الحديث،
.2010
.26سعيد عمكش ،معجـ المصطمحات األدبية المعاصرة ،ط ،1دار الكتب المبناني،
بيركت.1985 ،
.27سعيد يقطيف ،الركاية كالتراث السردم (مف أجؿ كعي جديد بالتراث) ،ط ،1المركز
79
قائمة المصادر والمراجع
.28سعيد يقطيف ،انفتاح النص الركائي (النص كالسياؽ) ،ط ،3المركز الثقافي العربي،
.29سعيد يقطيف ،انفتاح النص الركائي ،ط ،2المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء،
المغرب.1989 ،
.30عبد الرحمف العربي ابف خمدكف ،المقدمة ،تحقيؽ دركيش الجكيدم ،ط ،2المكتبة
.31عبد الرحمف عبد الحميد عمي ،النقد األدبي بيف الحداثة كالتقميد ،دار الكتاب
.32عبد القادر بقشي ،التناص في الخطاب النقدم كالببلغي( ،دراسة نظرية كتطبيقية)،
.33عبد اهلل الغذامي ،الخطيئة كالتكفير (مف البنيكية إلى التشريحية) د ط ،دار سعاد
.34عبد الممؾ مرتاض ،نظرية النص األدبي ،ط ،2دار ىكمة لمطباعة ،الجزائر،
.2010
.35عصاـ حفظ اهلل كاصؿ ،التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر( ،أحمد
80
قائمة المصادر والمراجع
.36عمي البطؿ ،الرمز األسطكرم في شعرية شاكر السياب ،د ط ،الربعياف لمنشر
.37عمي عشيرم زايد ،استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر ،ط ،1
.38لزىر دخاف ،كطف لمييدم ،ط ،1حركؼ منثكرة لمنشر اإللكتركني ،د ت.
.39محمد بنيس ،الشعر العربي الحديث بنياتو كابدالتو (الشعر المعاصر) ،ج ،3ط ،2
.40محمد بنيس ،حداثة السؤاؿ (بخصكص الحداثة العربية في الشعر كالثقافة) ،ط ،2
.41محمد بنيس ،ظاىرة الشعر المعاصر في المغرب ،د ط ،دار العكدة ،بيركت ،لبناف،
.1979
.42محمد خير البقاعي ،دراسات في النص كالتناصية ،ط ،1مركز اإلنماء الحضارم،
.43محمد شعيب ،المتنبي بيف ناقديو في القديـ كالحديث ،دار المعارؼ ،مصر،
.1964
.44محمد عزاـ ،النص الغائب (تجميات التناص في الشعر العربي) ،د ط ،منشكرات
81
قائمة المصادر والمراجع
.45محمد قنكش ،مف األخذ األدبي إلى التداخؿ النصي لدل العرب (دراسة في
.46محمد مرتضى الزبيدم الحسيني ،تاج العركس مف جكاىر القامكس ،تح :عبد العميـ
.48محمد مفتاح ،تحميؿ الخطاب الشعرم (استراتيجية التناص) ،ط ،4المركز الثقافي
.49مصطفى ابراىيـ كآخركف ،المعجـ الكسيط ،ج ،7د ط ،مجمع المغة العربية
.50نيمة فيصؿ األحمد ،التفاعؿ النصي (التناصية ،النظرية كالمنيج) ،ط ،1الييئة
.51نكر الديف السد ،األسمكبية كتحميؿ الخطاب ،دراسة في النقد العربي الحديث( ،تحميؿ
الخطاب الشعرم كالسردم) ،ج ،2د ط ،دار ىكمة ،الجزائر ،د ت.
.52كليد قصاب ،مناىج النقد األدبي الحديث (رؤية إسبلمية) د ط ،دار الفكر،
82
قائمة المصادر والمراجع
.1تزفيطاف تكدكركؼ ،الشعرية ،تر :شكرم المبخكت كرجاء بف سبلمة ،ط ،2دار
.2تزفيطاف تكدكركؼ ،ميخائيؿ باختيف (المبدأ الحكارم) ،تر :فخرم صبلح ،ط ،2
.3جراىاـ أالف ،نظرية التناص ،تر :باسؿ المسالمة ،ط ،1دار التككيف ،دمشؽ،
سكريا.2011 ،
.4جكليا كريستيفا ،عمـ النص ،تر :فريد الزاىي ،مر :عبد الجميؿ ناظـ ،ط ،2دار
.5جيرار جينيت ،مدخؿ جامع النص ،تر :عبد الرحمف أيكب ،ط ،2دار تكبقاؿ ،الدار
البيضاء.1986 ،
الغمارم) ،رسالة ماجستير ،كمية اآلداب كالمغات كالفنكف ،قسـ المغة العربية كآدابيا ،جامعة
83
قائمة المصادر والمراجع
.2العربي حسيف ،التناص كجمالياتو في شعر مصطفى الغمارم ،رسالة ماجستير ،كمية
اآلداب كالمغات ،قسـ المغة العربية كآدابيا ،جامعة بف يكسؼ بف خدة ،الجزائر2006 ،
2007 -
.3سارة بكجمعة ،جماليات التناص في شعر محمد جربكعة ،رسالة ماستر ،كمية اآلداب
كالمغات ،قسـ اآلداب كالمغة العربية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2015-2014 ،
.4عبد الفتاح بف خميفة ،التناص التراثي في شعر مفدم زكرياء (قصيدة إلى الريفييف كسكؽ
عكاظ أنمكذجا) ،رسالة ماجستير في قضايا األدب كالدراسات النقدية ،كمية اآلداب
.5محمد مياكش الظفيرم ،أشكاؿ التناص الشعرم عند الثبيتي ،جامعة المدينة العالمية،
رسالة ماجستير في األدب العربي كالنقد األدبي ،كمية المغات.2020 - 2019 ،
.1عبد العزيز حمكدة ،المرايا المحدبة ،مف البنيكية إلى التفكيؾ ،العدد ،232سمسمة عالـ
.2عزة جربكع ،التناص مع القرآف الكريـ في الشعر العربي المعاصر ،مجمة فكر كابداع ،ع
،11مصر.2002 ،
.3نادك قاسـ ،التناص القرآني كاإلنجيمي كالتكراتي في شعر أمؿ دنقؿ ،مجمة جامعة القدس
84
قائمة المصادر والمراجع
23/06/2011.،- https://m.marefa.org
23/06/2011.،- https://ar.m.wikibedia.org
85
الفيرس
الفيرس
الفيرس:
الصفحة المحتويات:
- إىداء:
أ-ق مقدمة:
07 تمييد:
87
الفيرس
37 الفصل الثاني :تجميات التناص في ديون لزىر دخان "وطني لمييدي"
38 تمييد:
88
الفيرس
70 خاتمة:
74 ممحؽ:
89