Professional Documents
Culture Documents
( )1نور سلمان :الدب الجزائري في رحاب الرفض والتحرير ،ط ،1دار الصالة للنشر والتوزيع ،الجزائر2009 ،م ،ص.129
صة القصيرة الجزائرية ،ط ،3.الدار العربي للكتاب ،ليبيا-تونس1977 ،م ،ص.29
( )4عبد ا الركيبي :الق ص
بمجرد ظهوره لفنا تقليديا ،والشاعر(أحمد
ل الفن الذي أصبح الخاصة تل
بفن التفقه ،هذا ل ل والنقدي جميعا ،لتراكم الخبرة الفردية
تل
الي)يعبر بالشعر علّ فهمه له بقوله: كاتب الغز
بذّ ما ارتفعا(.)1
ّ أو ت
بمدح ما انح ت الشعر يزري بأهل العلم ما اتضـعا
( )1نقل عن/بن قرين عبد ا :النقد الدبي الحديث في الجزائر ( 1830إلى ،)1982ص.37
( )3عبد ا الركيبي :قضايا عربية في الشعر الجزائري المعاصر ،ط ،3.الدار العربية للكتاب ،ليبيا-تونس ،ص.37
( )5عبد الملك مرتاض :فنون النثر الدبي في الجزائر (1954-1931م) ،ص.66
إصلحية ،فتنعّ علّ الطرقيين أفعالهم وأقوالهم ،وتصمهم بالوصمات القبيحة( )1هذا بالضافة إلّ ظهور كتاب
تل
(1927-1926م)كمؤشر الشعور باليقظة لدى (شعراء الجزائر في العصر الحاضر)لمحمد الهادي السنوسي سنة
الدباء الشباب الجزائريين من خلل التعليق البسيط الذي أورده عرضا في ديوانه الجامع لشعراء الجزائر في العصر
الحاضر ،وهو بصدد الترجمة لحياة الديب الشيخ محمد المولود بن الموهوب المولود عام 1866م .فقال":بينما القلم
بين أناملي يكتب هاته القصيدة إذا بالنباء تترى ،وتطيرها أسلك البرق في أنحاء العالم عن البطل المريكي
طيارته ،فكان لأول رجل قطعه في العالم أجمع...ومهما كان لنا في مثل
(لوندنبرج) الذي قطع بحر التلتطيّ علّ ل
كل العبرة لنا ،في قول (لوندنبرج) لسائله في باريس بعد أن انتهّ من روايته عن
فإن العبرة ،ل
هذا البطل من معتبر ل
مزقوها إربا إربا واقتسموها فعلمت
رحلته إليها:ما شعرت ساعة أن نزلت الرض إلل والجماهير تنوشني من ثيابي حتلّ ل
الحية تمل خزائنها بآثار العظماء ل بما تمل به المم الجاهلة
أن المم ل لأنهم يريدون منها تذكارا.قرأت هذا فعلمت ل
رؤؤسها وجيوبها من أسماء المشعوذين من الطرقيين وتمائم السرائليين"
()2
بأن دللته لشّ واضحة البعاد كيف ل وهي تنبئ بيقظة وعودة الوعي في ذهن ت
المتأمل لهذا القول المثير يجد ل
و ل
الشباب الجزائري.
ت
أن الشاعر الجزائري يبدأ قصيدته مباشرة بالشكوى من سوء حال الشعب ،ل
فيعدد النكبات والمصائب أضف إلّ ذلّ ل
يختتمها بالدعوة إلّ (المقاومة)وإلّ الستشهاد ،كما فعل ذلّ أمير الشعراء(محمد العيد
ل ط فيها هذا الشعب ثم
التي يتخب ل
آل خليفة):
واعوزت المرافق و الرفود أصابتنا الجوائح والـرزايا
وحزت في سواعدنا القيود حنت أعناقنا الغلل ظلما
فأخفتها الدسائس والكيود وأعلتنا المظالـم والشكـايا
وانكا ار وصعدت الخـدود وانغضت الرؤؤس لنا هزوا
ت
يعدد هذه المظالم ،يدعوا الشاعر الجزائري إلّ المقاومة:
وبعد أن ل
بل مهل فقد طال الرقود فقم يا ابن البلد اليوّ وانهض
()3
تظلتلك البنود أو اللحود وخض يا ابن الجزائر في المنايا
أن هذه الشعار قد أخذت مسا ار واحدا ويتجلّ في
والملحظة التي بمكن أن نستشلفها من خلل الشعار السابقة ،هي ل
الدعوة إلّ المقاومة من خلل شكل تقليدي يتغنّ بالجهاد والنضال ،ويدعوا إلّ وحدة الجزائر ويواكب الحداث
ل
السياسية.
( )2عبد ا ح صمادي :شعراء الجزائر في العصر الحاضر ،محمد الهادي السنوسي الزاهري ،ط ،2بهاء ال صددين للنشر والتوزيع ،ج ،2قسنطينة ،الجزائر،
2007م ،ص.27
( )3عبد العزيز شرف :المقاومة في الدب الجزائري المعاصر ،ط ،1دار الجيل ،بيروت1991 ،م ،ص.42-41
ورغم هذه الظروف الحرجة والصعبة التي ظهر فيها الشعر الجزائري إلل لأنه بقي وسيبقّ سجل للنضال الجزائري الذي
يتتبع الغزو الفرنسي ،ويعتلق عليه ويلهج بالنتصارات
عاش في أعماق التربة الجزائرية مصلفدا بأغلل القهر ،فهو ل
ويرثي الهزائم(.)1
فإن التقليديين فهموا ذلّ مميز تل
لفن الشعر ،ل أهم لبها الديب ل وإذا كانت المعاناة نتيجة المقاومة والنضال التي تل
يعبر
( )3نقل عن/بن قرين عبد ا:النقد الدبي الحديث في الجزائر(1830إلى1982م) ،ص.39
ت
يؤصل نظريا لمفهوم الشعر حيث
بالضافة إلّ هؤلء الشعراء نجد الشاعر إبراهيم أبو اليقظان الذي حاول أن ل
المة وتتجلّ فيه ت
ل أمة مرآتها ،ومرآة الدب الشعر ،فالشعر هو مظهر تظهر فيه مشاعر ل كل ل
أن آداب ل يقول":اعلم ل
أحوالها وتتراءى نفسيتها ويعرف بها درجة مزاجها العقلي"(.)2
"الشعر وحي يوحيه الخيال علّ النفس فينطلق به اللسان فينشده الدهر قرونا.
اشعته من نافذتها فيضيئ بها
الشعر في نفس الشاعر نور مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ،يرسل ل
بطون الليالي المقبلة مدى العصور.
الشعر قالب عليه تسبّ أغراض النسان وتصاغ غايته وتفرغ مراميه.
الشعر ميزان توزن به القوال ومعرض فيه تعرض عظائم العمال ،وديوان ل
تدون فيه محامد الخصال لمن يأتي من
الجيال.
لوليات النقد الجزائري الحديث ،ديوان المطبوعات الجامعية ،المطبعة الجهوية ،قسنطينة1998 ،م،
( )2نقل عن /علي خذري :نقد الشعر مقاربة ص
ص.26
بأن نقادها ينظرون إلّ الشعر من خلل وظيفتهم ،كونهم بحاجة إلّ ل
كل ما من وكاستقراء عام لهذه الفترة نجد ل
بأية وسيلة كانت.
تغير المر الواقع ل
شأنه أن يعمل علّ ل
فإن ماهية الشعر في النقد الجزائري الحديث ،وعلّ نحو ما تملثلها التقليديون نجدها تتلسم وزبدة القول ،ل
بمجموعة من الملحظات يمكن أن نجملها في النقاط التالية :
وظل ل
يتردد عند كثير ل -1أجمع معظم النلقاد التقليديون في تعريفهم للشعر علّ مصطلح واحد وهو مصطلح الوحي
لنهم يصدرون من منبع واحد ،بالضافة إلّ محدودية ثقافتهم التي ل ل
تتعدى موروث الدب العربي. منهم؛ ل
أن تعريفاتهم لم تكن تقليدية محضة ،بل شابتها بعض الملمح الرومانسية ،بالرغم من غلبة الذوق الكلسيكي -2ل
الحي ،وهذا ما يجعل فكرة التجديد ل تحلتقق الكثير في الجزائر. تل
المتشبث بالماضي حيث يرى فيه المثل
تل
الديني ،والذوق الدبي ،وتقديست ت
متعددة ،فهم متجاذبون بين الروح ل ل أن الضواغط والضوابط علّ النلقاد كانت
-3ل
مما لأدى إلّ حيرة النلقاد في أمورهم وبالتالي اضطراب تعريفاتهم،
القدامّ ،وهذه الشياء قد تتناقض في موضوع واحد ،ل
علوة علّ ذلّ ظروفهم الثقافية المضطربة والمتفاوتة التي شلت أفكارهم.
أن الناقد يصدر عن تجربة شخصية ل تمت بصلة إلّ أن النقد التقليدي ذو طابع فردي أكثر منه جماعي ،بمعنّ ل
-4ل
أي اتجاه نقدي ل
معين مثل ما نجد في النتماءات النقدية الحديثة كجماعة الديوان وجماعة أبولو. ل
( )2عبد ا الركيبي :الشعر في زمن الحرية دراسات أدبية ونقدية ،ط ،1دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ،القبة ،الجزائر2009 ،م ،ص.201
( )3محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ط ،2دار الغرب اسسلمي ،بيروت2006 ،م ،ص.64-63
( )4عبد ا ح صمادي :أصوات من الدب الجزائري الحديث ،د.ط ،دار البعث ،قسنطينة2001 ،م ،ص.37
( )5نقل عن /بن قرين عبد ا :النقد الدبي الحديث في الجزائر ( 1830إلى 1982م) ،ص.25
شعرائنا في اللغة والبلغة ،والساليب العربية ،فدرسه والستفادة منه ،أمر ضروري لحفظ هذا اللسان المبين ،فكيف
نبني دعوتنا إلّ توسيع الشعر العربي بالتزهيد فيه .)1( "...
المتأمل لنص الشيخ المام عبد الحميد بن باديس تستوقفه نظرة الشيخ إلّ القصيدة العربية القديمة كمرجع للشاعر ت
و ل
المحدث من حيث اللغة والبلغة ،ومن حيث السلوب ،وهي العناصر التي تجعل من الشعر الحديث تقليديا ،إذا ما
أي تجديد ،وموقف المام بن باديس هذا هو موقف جمعية العلماء المسلمين؛ أئمتها
تمسّ بها ،وينتفي معه ل
ل
وأدباؤها .
()2
إن تأثر الحركة الدبية في الجزائر بالمدرسة الحيائية ،جعل الشعراء والنلقاد الجزائريين يظاهرون مدرسة الحياء ل
ضد ل
ضد طه حسين كما سبق وأن قلنا ،وحتّ علّ مستوى النقد الدبي ،فإذا مامدرسة الديوان ويقفون إلّ جانب الرافعي ل
فإن النقد إن لم يكن تل
ميتا فهو حمود الرائدة في الدعوة إلّ التجديد في النماط والساليب الشعرية ،ل
استثنينا آراء رمضان ل
اجترار للنقد المشرقي.)3(...
وهذا الجترار قد لأدى إلّ نشوء صيحات تجديدية ،وهذه الصيحات لم تجد آذانا صاغية ،إلل مع مطلع الربعينيات وما
تشبع بروح الرومانسية الثورية التي وجدت هوى في قلوببعدها ،واحتضان الجيل الصاعد الجديد لفكارها بعد أن ل
الفن القصصي في الجزائر يدافع عن هذه
المبدعين الشباب ،فجعلت أديبا من الجيل الثاني كأحمد رضا حوحو رائد ل
ت
عامة
خاصة والدب ل الفكار باتلزان أكثر وبحجج أعمق وأحيانا بانفعال شديد من أجل إطلق سراح الشعر الجزائري ل
ت
المتوقع أن يهاجم
تؤجج العبقرية ،وكان من المنتظر و لمن قيود التقليد ،والعتراف للمبدع بغريزة الجنون والجنوح التي ل
ط المحافظ لجريدة البصائر ويقصد به المنهج الذي تتلبعه هذه الجريدة ،وهي لسان حال جمعية العلماء
رضا حوحو الخ ل
المسلمين الجزائريين الصلحية؛ التي ل تساوم في ميدان الفصاحة والعقيدة ،فقال في جريدة البصائر" :ل يمكن أن
لن العبقرية جنون ل يؤمن بالحدود ،ول يعرف القيود ول يخضع
يتسع صدرها لعموم جنونيات الدب ،والدب جنون ،ل
لنظام ،وإلل فهو الكلم عند النحاة والشعر عند العروضيين ...ولجريدة البصائر عذرها فهي لسان حال حركة ل يمكنها
أي مسلّ يسلكه فيها ...تريد نهضة أدبية فهل تريدها جريدة زاخرة لتتبع هوس أديب ل تدري ل ل طتها
أن تحيد عن خ ل
نستمر في نفخ تلّ الجثة تل
الميتة ،والسير علّ غرار تلّ الطريقة التقليدية .)4( "... ل منا أن
بالحيوية والتجديد ،أم تريد ل
تدخله مصطلحات خليقة بالدب والدباء كالهوس والجنون والقارئ لنص أحمد رضا حوحو يدرك ل
بأنه استخدم في ل
واختراق المحظور وهو إدراك جديد لسيرورة الدب التي يجب أن يكون عليها.
المطلب الثاني :التجاه التقليدي عند المير عبد القادر:
أن تيار التقليد والمحافظة الذي كان رائده المير عبد القادر جعل العديد من الصوات الشعرية تدرك عن كثب المأزق
ل
التعلق بالقديم ،من هناك كانت دوافع التجديد هي القوى وسرعان الذي آل إليه البداع الجزائري من ل
جراء النقل البليد و ل
( )1محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص.47-46
( )2بوجمعة بوبعيو :توظيف التراث في الشعر الجزائري الحديث( ،مخطوط) ،جامعة باجي مختار ،مطبعة المعارف ،عنابة2007 ،م ،ص.81
( )4نقل عن /محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص.65-64
تقوضت دعائم القديم في وجه رياح التجديد العاتية التي آمن بها الجيل الجديد من الشعراء الجزائريين من الذينما ل
سيغ تل
طي نتاجهم الدبي المشحون بالروح الرومانسية الثائرة مطلع الربعينيات وطوال الخمسينيات(.)1
السيد بعمل ممدوح حقي،إل لأنه أعاب عليه بعض الخطاء المنهجية منها:
رغم إشادة فؤاد صالح ل
أن ولد المير عبد القادر أهمل ذكر والده في التلصوف الرمزي ،كما أن
السيد إلّ ل
كما نبه فؤاد صالح ل
شعر المير الذي نظمه في زمان الصبا و الشباب ضاع و فقد
- 2أغراض شعره:
أ -الفخر:
طبيعي:
أ 1-الفخر ال ت
الجبال
ً السماء و ل
للعرب يبقى*** و ما تبقى ت
سؤددا ً
ر * ورثنا
ب -الحماسة:
إن شعر الحماسة هو افتخار بخوض المعارك و الحروب ،فل عجب أن يكون للحماسة نصيب من شعر
السيد يؤكد أن بعض
أن فؤاد صالح ل المير إذ شكلت طول مدة حروبه مع فرنسا مجال واسعا لقريحته،بل ل
الباحثين قد عد المير أول شاعر في المغرب العربي تعاطّ شعر الحماسة،.و قد افتتح المير عهد الشعر
الحماسي بمقصورته الكبرى إثر معركتي خنق النطاح الولّ و الثانية.
ألم تر في " خنق التنطاح " نطاحنا *** غداة التقينا َم شجاع لهم لوى
ج -الغزل:
ينتمي غزل المير إلّ تيار الغزل العذري و لقد أرجع فؤاد صالح السيد السبب ،إلّ تربيته السلمية و
ثقافته الصوفية فانعكست هذه الجوانب الخلقية و الروحية في أشعاره الغزلية،
إننا نجد في الدب العربي القديم شعراء حاولوا المزج بين شجاعة الرجل في مواجهة البطال في الحروب
و ضعفه أمام المرأة ،و هذا ما نلقاه في شعر المير عبد القادر ،و حاول فؤاد صالح السيد تفسير ما أسماه
خضوع المير للمرأة بإرجاعه إلّ عاملين هما:
الصعبة ،و هذا ما أدى
* والدته :كان يكن لها الحترام و الحب الشديدين و التي كان يستشيرها في المور ل
ربما إلّ تحويل هذا الحب و العجاب إلّ المرأة بوجه عام
* سلطان الجمال:
يعترف المير بسطوة الحب علّ قلبهو الفارس ل يليق أن يخضع إل لسلطان و احد و هو الحب إذ
يقول:
الرجل الجواد
و سلطان الجمال له إعتزاز*** على ذي الخيل و ت
أجمل الباحث فؤاد صالح السيد خصائص غزل المير عبد القادر في هذه العناصر:
يطلعنا المير من خلل غزله علّ حالته النفسية المأسوية التي سببها الحب فهو مثل غريق و أسير و
ضعيف ،إذ يقول :
الصد
حريق بنار الهجر و الوجد و ت
ق السقم مكلوّ الحشا***
أسير س
غريق ً
ق
حريق هل سمعتم بمثل ذا *** ففي القلب نار و المياه على الخد
ق غريق
ً
يصور لنا المير في قصائده الغزلية التناقض الموجود بين نفسه المحبة التي يغمرها الحزن و البكاء و
حال حبيبته المدللة،و لهذا فشعره ملئ بالطباق و المقابلة
د 1-الخمرة:
السيد أن
لم يذكر المير الخمرة الحسية في قصائده،و إنما ذكر الخمرة المعنوية ،و لقد بين فؤاد صالح ل
بالشاعر الصوفي ابن الفارض ( 1181م 1235-م) المير كان متأث ار في شعره هذا ل
خلق ة
الكةرًّ ةش زربنا على ذَر الحبيب مدامةر*** س زكرنا بها من ز
قبل أن ًي ة ة ً
د 2-الحبيب:
أصبحت المرأة في الشعر الصوفي رم از دال علّ ال لذات اللهية،و بهذا يكون ل
الشعر شع ار غزليا
الراح. أوقات و ت
الرو حح و ل
الرو حح لي و ر
هم راح*** يا ممن ح
عيد و أفر ح
صلكم د ح م
هـ -المدح:
السيد مدح المير إلّ ثلثة أنواع هي المدح الصوفي و هو متعلق بمدح شيوخه و قسم فؤاد صالح ل ل
السياسي و هو مرتبط خاصة بشكره للخليفة العثماني الذي أكرمه فهو من باب رد الجميل ل غير ،و المدح ل
المدح الدبي الذي هو نتيجة لعلقات الصداقة التي نسجت بينه و بين علماء الشام و أدبائها.
يقول المير مادحا العثمانيين الذين اختصوا بفتح القسطنطينية:
و -الوصف:
دمر :
يقول المير واصفا قصر بناه في ل
( )1على خذري :نقد الشعر مقاربة لوليات النقد الجزائري الحديث ،ص.46-45
حمود -وحوحو)، إن أوضح صورة تجديدية في النقد الدبي الحديث هي ما تملثل في كتابات (رمضان ل ل
المستجد
ل فالتغير
ل ومواقفهما من الدب التقليدي ومفاهيمه ،ل سيما مواقفهما الرائدة من النواع الدبية والسلوب الدبي،
وفنا ولغة
أدبيا فظهرت الدعوة إلّ التجديد في الرؤية فك ار ل
ثقافيا وانعكس ل
وطنيا من بداية العشرينيات فرض نفسه لل
وأسلوبا وشكل ومضمونا للعمل الدبي .
()1
ومـاذا يضير السـجن من َـان ذا قدر فمـاذا يفيد القـصر ،والقلب حـائر
سيشـكو الذى والدمع من عينيه يجـري الردى بنـضاله
ومـن لم يـذق طعم ت
يرى من صروف الدهر عـس ار على عسر(.)2 يعيـش َئـيبا حائ ار طـول دهـره
( )1بن قرين عبد ا :النقد الدبي الحديث في الجزائر (1830إلى1982م) ،ص.60
( )2مجموعة من المؤلفين :معجم أعلم النقد العربي في القرن العشرين ،جامعة باجي مختار ،عنابة ،كلية الداب والعلوم اسنسانية والجتماعية،
الجزائر ،د.ت ،ص.139
ت
السل منه ،فانتهّ من الحياة زهرة يانعة ذبلت فجأة في جانفي 1929م(.)1
تمكن داء ل
هذا وقد ل
المتحررة بالرغم من تجربته
ل المنوع وبأفكاره ورؤاه
جادا في الحياة الدبية ،بإنتاجه ل
حمود إسهاما لكان لرمضان ل
القصيرة في كتاباته الساخنة عبر الصحافة الجزائرية المناضلة ...وهذا السهام جعله يحمل لواء التجديد في الشعر
الجزائري ضمن التيار الرومانسي "فهو ل يتوانّ أبدا في خوض ثورة ل
ضد أولئّ المقلدين التلباعيين الذين ظلوا بعيدين
عن عصرهم في نظرهم للشعر وفهمهم له ،فمن هذا المنطلق طالب الجيال من الشعراء بمجاوزة نظام القصيدة
حددتها الممارسة الطويلة ودعمها الخطاب النقدي الدائر حول
وتأسيس كتابة جديدة ل تلتزم بمراسم الشعر العربي كما ل
تلّ الممارسة"(.)2
المة العربية
حمود مقالته في مجلة الشهاب في سنة 1927م ،وفي الوقت الذي كانت فيه ل وقد نشر رمضان ل
لت
المتمرد دون ل
تردد فشرع متخ لذا من مجلة وتستعد للحتفاء بتتويج شوقي بإمارة الشعر العربي ..خرج هذا الشاب
ل تتأهب
ل
الشهاب ابتداءا من الثاني من شهر فيفري منب ار لنشر سلسلته النقدية النارية الجريئة ضد شوقي وتيار المحافظين
تأملته النقدية هذه تحت عنوان (حقيقة الشعر وفوائده) ،وهو تساؤل مشروع ينم عن روح لتواقة ت
والمقلدين ،وقد نشر ل
"إن شوقي لم يأت بجديد لم يعرف من قبل ،أو من طريقة ابتكرها من عنده حق شوقي :لللتساؤل والتطلع فيقول في ل
وخاصة به دون غيره ،أو اخترع أسلوبا يلئم العصر ...وأكثر شعره أقرب إلّ العهد القديم منه إلّ القرن العشرين
ل
همم الخاملين ،خصوصا لت
ويحرك ل الذي يحتاج إلّ شعر وطني ،قومي سياسي ،حماسي ،يجلب المنفعة ويدفع الضرر،
والشرق الفتي في فاتحة نهضته الجديدة.)3(" ...
أن حال المة العربية يستوجب أكثر من إن شعر شوقي في رأي رمضان ل
حمود لم يأت بجديد ،في حين ل ل
ت
أن شعر التغني بجمال القصور والمنتزهات وجعل الشعر حلية كجواري القصور ،كما يعرب أسفه ل
بكل م اررة علّ ل تل
شوقي لم يختلف في شيء عن شعر من سبقوه سواء من ناحية الموضوعات أو اللغة أو حتّ في محاولته المسرحية
ود":إن هذه
ل حم
للتحرر كما يقول رمضان ل
ل التواقة
حار أو ملهبا للنفوس ل
التي كان أولّ به أن يسلّ فيها نهجا دراميا لا
تتقد حماسة ووطنية"(.)4
المة في حاجة إلّ مسرحيات شعرية دراماتيكية ل
ل
حمود أن ليوجه نقده مباشرة إلّ رائد المدرسة التقليدية المحافظة أو مدرسة الحياء
كان إذن لزاما علّ رمضان ل
فإنه يعني بذلّ نقد الكلسيكية في الدب العربي شوقي؛لنه عندما ينقد رائد المدرسة التقليدية ل
ل كما يطلق عليها أحمد
خاصة ،كون شوقي في هذه الثناء كان يستقطب النظار في الوطن العربي كتله، ل عامة ،وفي الدب الجزائري
ل
ويستحوذ علّ المكانة المرموقة عند الدباء والشعراء ،ويتخ لذ شعره مثال يحتذى ،ونموذجا ينسبح علّ منواله ،وكان
يقل عن ذلّ الصيت الذي اكتسبه في المشرق العربي ،وقد أظهر رمضان ل
حمود من لشوقي في الجزائر صيت ل ل
()5
( )1عمر بن قينة :صوت الجزائر في الفكر العربي الحديث (أعلم ..وقضايا ..ومواقف) ،د.ط ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر،
1993م ،ص.139-138
( )2علي خذري :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص.47
( )3رمضان ح صمود :بذور الحياة ،ص .116نقل عن /محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص.127
إن شوقي أحيا الشعر العربي بعد موته ،وفتح وبعد أن لت
يكرر راجعا علّ أمير الشعراء ":نعم ل
يؤكد هذه التوطئة ل
سن طريقة ابتكرها من عنده،
ولكنه مع ذلّ لم يأت بجديد لم يعرف من قبل أو ل الباب الذي أغلقته السنون الطوال ،ل
وخاصة به دون غيره ،أو اخترع أسلوبا يلئم العصر الحاضر ،وغاية ما هنالّ لأنه جاء بالهيكل القديم للشعر،
مادته، الموضوع في قرون بلّ عهدها ،ودرس رسمها فكساه حلة من جميل خياله ،ورلقة أسلوبه ،وفخامة ألفاظه ،ل
وقوة ل
باتلساع دائرة معارفه ومعلوماته ،وضرب له علّ أوتار قلوب ،كانت تتمنّ بجدع النف أن يرسل ا لها من وتوجه ت
ل ل
يسمعها نغمات شعر الفحول من القدماء ،ويحتذى حذوهم حتّ تكون حياتهم متلصلة بسلسلة محكمة العقد مع حياة
فلما ظهر شوقي تلقته علّ ضمأ"(.)2
أجدادهم ،ل
الداء ونقطة الضعف ،لت
ويؤكد ليؤكد بعد ذلّ رمضان نظرته إلّ شوقي بوضوح أكثر ،ويضع يده علّ موطن ل لت
الذم بما يشبه المدح" :شوقي ،وما أدراك ما شوقي شاعر حكيم مجيد في الطبقة الولّ من الفحول البائدة ،له غيرة
ل
ت
حد التقليد ،وعدم اللتفات إلّ جوانبه ،وأكثر شعره أقرب إلّ العهد القديم منه كبيرة علّ الدب القديم ،ت
متمسّ به إلّ ل
ل
ت
لت
ويحرك وطني قومي سياسي حماسي ،يجلب المنفعة ويدفع الضرر، إلّ القرن العشرين الذي يحتاج إلّ شعر ل
الخاملين.)3( "...
أن شوقي ليس له قصائد تحوم حول السياسة والجتماع كالتي بكّ فيها دمشقوهنا ل يعني عند رمضان ل
تحت عنوان (ظئر السلم) ،بل معاذ ا ،ولكن يريد أن يقول" :من يجود بمثل (صدى الحرب) و (كبار حوادث وادي
النيل) و (النيل) ،بنفس واحد ،علّ نفس واحد ،ل يتخللها ملل ،ول ضعف ول قصور لقدير و لأيم ا ،وقدير علّ أن
متقدة وطنية غالية يتضاءل بجانبها شعر
الجوال آيات شعرية دراماطيقية هائلة حماسية ل
السيال ،وفكره ل
يدرج بيراعه ل
(فولتير) و (لمارتين) وروايات (شكسبير) و ( هيجو)" (.)4
( )1نقل عن /صالح خرفي :ح صمود رمضان ،د.ط ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر1985 ،م ،ص.58-57
( )2رمضان ح صمود :بذور الحياة ،ص.116نقل عن /صالح خرفي :ح صمود رمضان ،ص.58
ويرجع هذا إلّ طبيعة النفس الرومانسية التي تجعل للقلب مكانة أعلّ من مكانة العقل ،بالضافة إلّ كون
حد بعيد من أفكار المدرسة الرومانسية الفرنسية التي استفادت منها القطار العربية
حمود قد استفاد إلّ ل
رمضان ل
حمود هو أحد
خاّ(المدرسة الشابية)في تونس ،فإذا نسبت المدرسة إلّ أبي القاسم الشابي ،فرمضان ل
ل آنذاك ،وبشكل
أقطاب هذه المدرسة(.)2
حمود المتجتلي في شعره ،ذلّ الشعر الذي دعا اليه نقديا لم يقصد به التغريب كماإن التجديد عند رمضان ل ل
افترض محمد مصايف ،بل هو التجديد النابع من الحياة الجديدة نفسها ،وهذا موقف واع صريح يفهم من النص"فالدعوة
الفني ،وصدق العاطفة وسبر أعماق الحياة ليست تقليدا لحد ،بل هي تعبير عن ذلّ العصر ت
إلّ صدق التصوير ل
الذي يعيش فيه الناقد"(.)3
بأن الشعر هو النطق بالحقيقة كما قال شابلن ،وتلّ الحقيقة يشعر بها القلب ،والشاعر يرى رمضان ل
حمود ل
ظامون الماديون عبيد التقليد
أن الشعر هو أعلّ منزلة من أن يتناوله هؤلء الن ل
الصادق قريب من الوحي ،بالضافة إلّ ل
وأعداء الختراع ،إذ ل يدرك كنهه وحقيقته إلل من له فكر ثاقب ،وعقل صائب ،وذوق سليم ،حتّ يقدر أن يستخرج ل
دره
من صدفه وسمينه من غتثله ،ومن نبش دفائنه بغير هاته اللت والشروط الثلث فقد حاول مستحيل ،وطلب أم ار
عسي ار( ،)4وكان من الذين:
عجوز له شطر وشطر هـو الصدر أتوا بكـلّ ل تز
يحــرك سامعـا
ضمـه القبـر
كعظم رميم ناخر ت وقد حشروا أجزاءه تحـت خيمة
بقافية للشـّ يقذفـها البحـر وزين بالوزن الذي صـار مقتفـى
تز
وما هو شعـر ساحـر ل ول نثر وقالوا وضعنا الشعر للناس هـاديا
وَـذب وتمويه يمـوت به الفكر ولكتنه نظــم وقـول مبعثــر
أن الشعور هو الشعر
أل فاعلموا ت فقلت لهم لمـتا تباهـوا بقولهـم :
يحن لـه الصدر
ت فما الشعر إلت ما وليس بتنميق وتزويـر عــارف
الحب ينشده الطيــر
وهذا غثاء ت مـرتل
ت فهذا خرير الماء شـعـر
وهذا صفير الريح ينطحه الصخـر وهذا زئير السـد تحمـي عرينها
وهذا غراب التليل يطرده الفجـر الجـو ثائر
وهذا قصيف الرعد في ت
وان لم يذقه الجامد زت
الميت الغـر(.)5 فذاك هـو الشعـر الحقيـق بعينه
( )2إبراهيم رماني :أوراق في النقد الدبي ،ط ،1دار الشهاب للطباعة والنشر ،باتنة ،الجزائر1985 ،م ،ص.47
( )1نقل عن/محمد ناصر:الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص.138-137
( )3عبد ا الركيبي:الشاعر جلواح من التمر د صد إلى النتحار ،د.ط ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر1986 ،م ،ص.272
وتنكر ذويه وأصدقائه له ،وهجرته إلّ الغربة مع إجباره علّ خوض
ل بالضافة إلّ اخفاقه في تل
حبه وفي حياته،
جمل...كل هذه العوامل والمؤثرات صبغت شعره بهذه الصبغة الحزينة المتشائمة،
ل حرب عالمية ل ناقة له منها ول
ردد الحديث عن الزمن وكيف لأنه يهلّ الناس ،ويقضي علّ
ردد في أشعاره كثي ار حديث الموت والفناء ،كما لحيث ل
حادا ،يقول الركيبي
أحسوا بالموت والزمن إحساسا ل
آمالهم ،وهو يشبه الشابي وغيره من الشعراء الغربيين والعرب الذين ل
تأملته الفكرية والفلسفية ،نلحظ لأنه تأثر بالحياة في
اح":إننا حين نبحث في شعر جلواح ونغوّ في ل
مقوما شعر جلو ل
ل
شابا واعيا
مرت به وببلده؛فقد تأثر بحربين عالميتين:الولّ كان فيها طفل والثانية كان ل
المهجر وبالحداث التي ل
متمردا ساخطا علّوآماله...كل ذلّ جعل منه شاع ار لت
ل المدمرة ،كما عاش تجربة قاسية...أخفق في طموحه بنتائجها ل
تنكر له وجافاه وسبب له ما يعاني من فراغ نفسي رهيب ،ورلبما كان لحسد معاصرين له أثره الحياة وعلّ النسان علّ ل
تأملت ت
ه...إنني لم أق أر ل
وتحديه للموضوعات التي التزم بها شعراء عصر ل ل في هذه الثورة علّ التقاليد السائدة في وقته
بهذا العمق في شعرنا ول تصوي ار للتجارب والمشاعر بهذه الجرأة التي لمستها لدى جلواح"(.)1
وهنا ل يمكنني أن ألوم الشاعر علّ نظرته المتشائمة ،كيف ل وهو تل
يعبر عن تجربته في الحياة وعصره
بصدق ،وهذا هو معنّ الصدق في الشعر ،فشاعرنا جلواح كان صادقا أمينا في نقل إحساسه وشعوره بلغة صادقة
ت
تجسد مأساته المؤلمة.
ل
استحق شاعرنا جلواح المكانة التي يتمتلع بها الدباء الجزائريين الحقيقيين ،نتيجة ربطه بين ماضي
ل وهكذا
الشعب وحاضره ،وتعبيره عن لت
قيمه وتقاليده وحضارته.
ظل الحركة الصلحية ،ظهر من بين ت
وفي غمرة انتشار الشعر الصلحي الخاضع للمناسبات والمحافل في ل
بخاصة إلّ أدب يعتمد(الصدق الفني) ،والتعبير عن بعامة والشعراء منهم ت
ل النلقاد والدباء من راح ليوجه أنظار الدباء ل
المشاعر والحاسيس ،ومن هؤلء كاتب رومانسي مرهف الشعور طالما أطلق عليه ابن باديس لقب(كاتب الطبيعة)،
الحس ،رقيق السلوب ،رومانسي
ل الحساس) ،هو محمد البشير العلوي()2؛حيث يقول فيه« :أديب مرهف
ل أو(الديب
متخصصا في وصف الطبيعة"(.)3
ل النزعة ،يكاد يكون
فالشعر في نظره هو"الذي يمكن أن نلمس فيه روح الشاعر سواء أكانت مسرورة نشوى ،تكاد تثب من خلل
ت
كل بيت ،أو في حسرة من اللم ،ولذعة من لت
مر الشكوى ،إن كان مكلوم الفؤاد.)4( "... ل
أهمية عن قضية الصدق الفني؛وهي قضية(الجمال) ،حيث تعرض لقضية أخرى ل ل
تقل ل فإن الناقد قد ل
وإلّ جانب ذلّ ل
بأن الجمال ليس موضوعيا بقدر ما هو ذاتي( ،)5كون الذات القارئة هي التي تتأثر به نتيجة وقعه الموسيقي وما
يرى ل
يحدثه من أثر ،فيفجر في نفسه من الحاسيس المتشابهة...فقيمة الشعر عنده تقاس بمقدار ما تحدثه من أثر في نفس
( )2محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية(1975-1925م) ،ص.139-138
عما كان سائدا في تلّ المرحلة ،وأعطّ ميزه لتمكن فعل من انشاء خطاب أدبي جديد ل وتبعية ،لذلّ ل
ل تخلف
ل عليه من
قوة إشعاع ونهوض ثقافي كان له دو ار كبي ار في ظهور حركة أدبية جزائرية قبل وبعد الستقلل(.)4 لبداعه ل
التلجاه ،فقد أوضح في مقالته النقدية عن نظريته ويبدوا أحمد رضا حوحو من أبرز النلقاد الجزائريين لهذا ت
يقول":إن الواعية ،وتملثله الكامل للخصائص التي يتميز بها الدب والفن عند أصحاب ت
التلجاه الرومانسي ،وذلّ حيث
ل ل ل
الشعر لم يعد ذلّ الكلم الموزون المقلفّ ،والكتابة لم تعد تلّ اللفاظ الرلنانة ،والتراكيب الصحيحة.نعم ل
إن هذه المواد
الفن ،فما هي إلل هيكل تنقصه الروح ،وهذه الروح هي الصدق في ولكنها ليست هي الدب و ل وفن ،للكل أدب لت
ضرورية ل
فنان إذا
التعبير عن المشاعر والحساس وخلجات النفس للوصول إلّ مشاعر الغير ومخاطبة أرواحهم ،فأنت أديب أو ل
تصور تصوي ار صادقا أخيلتّ وخلجات نفسّ دون أن استطعت أن تل
تعبر تعبي ار صحيحا عن مشاعرك وإحساساتّ ،وأن ل
للقراء حسابا ،ودون أن تجعل نصب عينيّ رضاهم أو سخطهم"(.)5
تحسب ل
( )1المرجع نفسه:ص.62-61
( )2محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية(1975-1925م) ،ص..140
( )4الطيب ولد العروسي :أعلم من الدب الجزائري الحديث ،د.ط ،دار الحكمة للنشر ،الجزائر2009 ،م ،ص.83
( )2نقل عن /محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص.141
( )3محمد الخضر عبد القادر السائحي :روحي لكم تراجم ومختارات من الشعر الجزائري الحديث ،د.ط ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر،
1986م ،ص.159
( )4نقل عن /محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص .142
خاصة ،وهم في هذا ل يختلفون عن بقية الدباء والشعراء في الوطن العربي الذي اقتصر بصلة إلّ الشعر والدب ل
أخذهم بهذا المذهب علّ نقطتين أساسيتين وهما ..." :مقاومة الدب التقليدي ،والدعوة إلّ الرجوع إلّ ذات الديب،
ووصف تجاربه الفردية والنسانية في حدود ما يشعر به ،أو ما يصل إليه تفكيره دون اللجوء إلّ الثقافة التقليدية التي
وصور وآراء بليت ،وطال بها العهد.)1( "...
ل تجعل منه صدى لمشاعر
يميز الدب الرومانسي في الجزائر أو الوطن العربي عنه في أوروبا ،فمن وهذا هو الفارق الساسي الذي تل
بمعوقاتها التي تحول دون حرية الفرد،
أن الرومانسية الوروبية في صورتها العامة ،كانت ثورة علّ الكلسيكية ل المعلوم ل
ت
الدين.
وتحكم العقل ،والمنطق ،والخلق ،و ل
وهذا يدلنا مرة أخرى ،بأن الدباء الجزائريين التلذين اختاروا هذا ت
التلجاه لم يختاروه عن تقليد أو انبهار ،و لإنما ل
حد ذاتها دافعة لهم للستصراخ، وجدوا فيه ما يلئم معاناتهم اليومية ،وما يشعرون به من توترات نفسية كانت في ل
التغير والتطوير وكان لهم بالفعل"...نتائج باهرة ،وخطّ جريئة سديدة في الشعر
قوية في ل
والثورة ،والتعبير عن إرادة ل
والنثر بالقطر الجزائري.)2("..
وعموما ومن خلل رصدنا لبرز التجاهات التي تعللقت بالمجال النقدي الجزائري قبل الستقلل بش لقيه
طبيعيا أن تبدو فيه
ل بأن النقد الجزائري في هذه الفترة كان في طور النشوء والتبلور وكان
يتضح لنا ل
ل المجدد
المحافظ و ل
النقائص والعثرات ،والفتقار للنضج.
بحجة لأنها ل تمتثلل
غض الطرف عن تلّ السهامات والتعليقات النقدية ل بأي حال من الحوال ل
كما ل يمكن ل
شكلت الحجر الساس الذي أسس عليه بنيان النقد الجزائري في تلّ الفترة.
مناهج نقدية مكتملة ،كونها ل
وبالرغم من نظرة النقاد الجزائريين الجزئية وافتقارها إلّ التعليل الكافي ،والشواهد المقنعة إلل لأننا ل يمكن أن
ونتهم نقادنا بالضعف والتقصير؛ كيف ل والدب الجزائري في تلّ الفترة كان يعاني في مجمله من الضعف ل نتنكر
ل
الصدد يقول
ل كالقصة القصيرة والرواية والمسرحية ،وبهذا
ل شكل ومضمونا ،كما كان يعاني من الفتقار إلّ أجناس أدبية
عمار بن زايد " :ومن هنا يبدو جليال ل
أن الدب والنقد كليهما في حاجة إلّ مزيد من الوقت والتجربة والخبرة ليعطينا ل
أن
المرجوة ،وتخرجنا من دائرة الغموض والفوضّ ،والضطرابات إلّ دائرة الوضوح والنضج نريد هنا أن نؤكد ل
ل النتائج
الول هو ضعف الدب الجزائري الحديث الضطراب في النقد الدبي الجزائري الحديث يعود إلّ أمرين اثنين :المر ل
وبخاصة ما تعلق منها
ل تنوعه آنذاك ،والمر الثاني هو محدودية الثقافة الدبية والنقدية لدى النقاد الجزائريين،
وعدم ل
بالتيارات الدبية والمناهج النقدية" (.)3
المطلب الثالث :التيار التجديدي في تونس(أبو القاسم الشابي):
بارز في عرض حركية الشعر المعاصر في الحياة الثقافية التونسية ،ولعل دور زا
لقد قدمت القصيدة الحرة في تونس زا
الشابي) الرومانسية خاصة عند العديد من السماء قد خاضوا مرحلة التجريب في شعر التفعيلة بعد ثورة (أبي القاسم ت
َرو ومتنور صادح،صالح القرمادي،سالم التلبان ،محمد رضا الكافي،وغيرهم من السماء
كل من أبي القاسم محمد ت
( )1محمد غنيمي هلل :الرومانتيكية ،ص 246نقل عن /محمد ناصر :الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية (1975-1925م) ،ص
.144
( )3ع صمار بن زايد :النقد الدبي الجزائري الحديث ،د.ط ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الرغاية ،الجزائر1990 ،م ،ص .124
البارزة في سماء الشعر الحر،ونسوق بعض النماذج التي تعكس حالة المجتمع التواق إلّ التغيير،وهذا ماعكسه
شعر"الطاهر الهمامي"،والذي يصور حالة من التشظي في مجتمع ممزق يعيش غربة ووحشة ،إذ يقول :
باعة الكلّ البيض
مازالت قلوبهم تنبض
ومازالوا يعيشون
وقد حسبناهم غابوا
()1
وتابوا
في حين نجد ظهور نخبة من الشعراء الشباب الذي تشربوا من منابيع الحداثة الفكرية واللغوية وتربوا علّ فلسفة
نحو التغيير المستمر كما في مدونات
سلوكا م
ز بودلير وفولتير وجوته وكافكا ونيرودا حتّ بات النص الشعري عندهم
الشاعر (عصاّ شرف الدين) نحو( :ديوان ترجمان المدينة،وديوان المنازل)،وهما يصوران واقع المثقف وحالة اليأس
والضياع والحصار التي يعيشها في كنف مجتمع مهزوم نفسيا ،يصطاد آهات المثقفين ويقوم بتعريتها من خلل التنكيل
بهم في المنتديات والمهرجانات ليس إلل ،ولعل قصيدة-دولب،والتي تمثل حالة من التيه والفزع والفراغ التي يمر بها
عموما،إذ يقول:
ز المثقف التونسي بشكل خاّ والمغاربي
"في ذات اللحظة في العاّ العاشر بعد اللفين
تسألني امرأة عن عمري:
عن اسمي:
أذَر
ل ً
عن لغتي:
سأحاول
ً -
عن بلدي:
-أخلع نعلي ،وأمضي بعيون حافي قة
ت
()2
الدولب"
ب في نفس
أما في قصيدة (الطائر المعلق)،فتجده يصور لنا حالة الموت في المدينة ،واللم الذي بات عنو زانا للمعاناة داخل ل
أسوارها ،فيقول:
" ..وراء السور شيطان
أتى بالحبل علقه..
بابهم:
ً وذاك الباب
ز
فانتعل هم الشهداء
وطأطئ رأس غفلتك
مهل !
وسر فيها على ق
- 1عصام شرف الدين:ترجمان المدينة ،مسكيلياني للنشر والتوزيع،زعوان،تونس،ط2006 ،1ـ ص .102 ،101