You are on page 1of 13

‫تطور نظام الحكم في المغرب األقصى في فترة السعديين والعلويين‬

‫‪ 1‬ـ ـ ظهور الدولة الوطاسية ‪ 1471‬ــ ‪1554‬‬

‫ك ــان الض ــعف الموح ــدي وم ــا خلف ــه من انهي ــار في المؤسس ــات السياس ــية في‬
‫المغ ــرب الع ــربي ‪ ،‬ق ــد فتح الب ــاب واس ــعا أم ــام ال ــدويالت الجدي ــدة المتن ــاحرة وال ــتي‬
‫م ــافتئت أن انه ــارت سياس ــيا واقتص ــاديا وتك ــالب التحرش ــات األجنبي ــة ‪.‬ففي المغ ــرب‬
‫األقصــى بعــد أن تحــالف الوطاســيون مــع المرينــيين ضــد الموحــدين ‪ ،‬فقــد آل األمــر‬
‫بتع ــاظم نف ــوذهم وتمكن ــوا في األخ ــير من الس ــيطرة على ف ــاس في الرب ــع األخ ــير من‬
‫الق ـ ــرن الخ ـ ــامس عش ـ ــر ولكنهم لم يس ـ ــتطيعوا ال ـ ــدفاع عن البالد ال ـ ــتي س ـ ــيطر عليه ـ ــا‬
‫البرتغال واإلسبان على معظم السواحل ‪. 1‬‬

‫وفي نفس الــوقت كــان الصــراع على أشــده بين الوطاســيين والســعديين الــذين‬
‫ظه ـ ــروا في الجن ـ ــوب وأخ ـ ــذوا على ع ـ ــاتقهم حرك ـ ــة الجه ـ ــاد في جن ـ ــوب البالد ض ـ ــد‬
‫التحرش ـ ــات الخارجي ـ ــة ‪.‬وب ـ ــدأت الكف ـ ــة ت ـ ــرجح لص ـ ــالح الس ـ ــعديين‪. 2‬وفي ظ ـ ــل ه ـ ــذه‬
‫الظ ــروف ك ــان الص ــراع على أش ــده بين اإلس ــبان والبرتغ ــال للهيمن ــة على المن ــاطق‬
‫اإلسـ ــتراتيجية وخاصـ ــة في سـ ــواحل المغـ ــرب ‪.‬وقـ ــد سـ ــيطر البرتغـ ــال على المضـ ــيق‬
‫واألطلسي وبنو حصن سانتا كروز على وادي نون سنة ‪ 1478‬م ‪ ،‬وركز اإلسـبان‬
‫على السواحل المتوسطية ‪.‬‬

‫ــ صالح العقاد ‪ ،‬المغرب العربي في التاريخ الحديث والمعاصر ‪ ،‬ط ص‪ ، 1993 ، 6‬مطبعة األنجلو‬ ‫‪1‬‬

‫المصرية ‪. 50 ،‬‬

‫ـ ينتمي السعديون إلى أسرة تعود إلى محمد النفس الزكية وتقول أنها تنتمي إلى الحسن بن علي ‪ .‬وكانت‬ ‫‪2‬‬

‫فكرة النسب الشريف تقليدا في الدويالت اإلسالمية كاألدارسة وغيرهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفي نهاية القرن ‪ 15‬وبداية القرن ‪ 16‬احتل البرتغال واالسبان أغلب المــدن‬
‫المغربي ــة الس ــاحلية وه ــدد بعض الم ــدن الداخلي ــة مث ــل م ــراكش ‪ .‬وزاد األم ــر س ــوء‬
‫بــتراجع المــوارد الماليــة واالقتصــادية للمغــرب بســبب انعــدام األمن وتقلص التجــارة‬
‫‪3‬‬
‫مع أوربا والسودان الغربي ‪.‬‬

‫من المعلوم أن الوطاسيين كـانوا أبنــاء عمومـة للمرينــيين ‪ ،‬وكـانوا على صــلة‬
‫وتعـ ــاون معهم ضـ ــد الموحـ ــدين في بدايـ ــة األمـ ــر ‪ ،‬وعندما تـ ــوفي أبـ ــو سـ ــعيد عثمـ ــان‬
‫المريــني تــرك في ســدة الحكم شــابا صــغيرا هيمن عليــه أبــو زكريــا يحي الوطاســي‬
‫ت ـ ـ ــدريجيا ‪.‬في زمن ازدادت هيمن ـ ـ ــة البرتغ ـ ـ ــال واإلس ـ ـ ــبان على الس ـ ـ ــواحل والعج ـ ـ ــز‬
‫الوطاسي الكبير في دحر األجـانب رغم تـزعمهم حركـة الجهـاد في الجنـوب ورجـال‬
‫الزوايا هناك ‪.‬‬

‫وفي عــام ‪ 1458‬تعرضــت األســرة الوطاســية لحملــة تصــفية واســعة على يــد‬
‫المل ــك عب ــد الحق‪ 4‬ال ــذي اس ــتعاد س ــلطة أج ــداده ‪ ،‬وفي ه ــذه الظ ــروف تحص ــن محم ــد‬
‫الشــيخ الوطاســي في مدينــة أصــيال وفــرض ســلطته على منــاطق واســعة في الجنــوب‬
‫ولكن ـ ــه عج ـ ــز عن توحي ـ ــد البالد أو دح ـ ــر التهدي ـ ــد الخ ـ ــارجي أو مواجه ـ ــة الظ ـ ــروف‬
‫االقتصــادية الصــعبة ‪ .‬وفي عهــد خلفائــه ‪ :‬الملقب بمحمــد البرتغــالي‪ ،‬وأبــو العبــاس‬
‫كــان اللجــوء لالســتعانة بالبرتغــاليين ضــد خصــومهم وخاصــة الســعديين في الجنــوب‬
‫الذين بدأت سيطرتهم تتوسع واســتولوا على مــراكش في ‪ 1525‬ثم فــاس في ‪1549‬‬
‫‪ ،‬ورغم محاول ـ ــة االس ـ ــتعانة ثاني ـ ــة باألج ـ ــانب مث ـ ــل ش ـ ــارل الخ ـ ــامس اإلس ـ ــباني ‪ ،‬أو‬
‫العثمانيين بالجزائر الذين شنوا حملة على فاس وأعـادو أبــو حسـون الوطاســي للحكم‬
‫سنة ‪ 1554‬لكن األمر انتهى بمقتله ووضع حد للحكم الوطاسي لصالح السعديين ‪.‬‬

‫ــ مقالتي عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ـ قتل في ‪.1465‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 2‬ــ الدولة السعدية ‪ 1549‬ـ ‪1621‬‬

‫كمــا ذكنــا ســابقا أن االرتبــاط بالنس ــب الشــريف للحكــام كــان مهم ــا في إرس ــاء‬
‫دع ــائم الحكم واألخـــذ بعواطـــف الرعيـــة ولهـــذا كـــان تقلي ــدا في العدي ــد من ال ــدويالت‬
‫اإلسالمية ‪.‬فمنهم من نسب السعديين إلى محمد النفس الزكية كما ذكـرت آنفـا ومنهم‬
‫نسبهم لبني سعد بن بكر بن هوازن قوم حليمة السعدية ‪.‬‬

‫وقي ـ ــل أن أس ـ ــالف الس ـ ــعديين ه ـ ــاجروا لجن ـ ــوب المغ ـ ــرب في الق ـ ــرن الس ـ ــابع‬
‫الهجري‪ .‬وبدرعة جنــوب السـوس تحديدا جنــوب مـراكش ‪ ،‬وفي ‪ 1509‬طـالب أهــل‬
‫السوس بالجنوب محمـد القـائم بـأمر اهلل‪ 5‬أن يتـولى الجهـاد بـالجنوب للـدفاع عن البالد‬
‫الـ ــتي وقعت الكثـ ــير من مـ ــدنها في أيـ ــدي االحتالل اإليبـ ــيري ووقعت البيعـ ــة لـ ــه في‬
‫‪ 1510‬بمدينــة تدســي بالســوس ‪ ،‬وفي البدايــة تجــاوب معهم الوطاســيون على أســاس‬
‫االســتعانة بهم على األجــانب ‪ ،‬وعــدم االصــطدام باألســرة الســعدية ومن يــدعمها من‬
‫حركــة القبائــل ورجـال الزوايــا بـالجنوب ‪.‬وبــايع رجــال القبائــل زعيم األســرة الســعدية‬
‫وقــدموا لــه عشــرة رجــال من كــل قبيلــة فكــون جيشــا قوامــه ‪ 500‬رجــل وأســنده البنــه‬
‫احمد األعرج من أجل مواجهة الحاميات البرتغاليين ‪.‬‬

‫وبعـد القـائم تـولى الحكم ولديـه ‪ :‬أحمـد األعـرج ومحمـد الشـيخ ‪6‬سـنة ‪1517‬‬
‫وحقق ــا نجاح ــات معت ــبرة في ط ــرد البرتغ ــال من الس ــواحل الغربي ــة الجنوبي ــة ـ ـ ـ آس ــفي‬
‫محمــد الشــيخ ـ ـ الــذي لقب‬
‫وأزمــور في الجنــوب ‪ ...‬ـ ـ ‪ ،‬ورغم عــرض الوطاســيين على‬
‫نفسه بالمهدي السعدي حكم مراكش لكنــه رفض أمال منــه في ضــم مــراكش لملكــه‬

‫ـ ـ ويسمى أبي عبد اهلل محمد ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .‬ـ األول بويع بالخالفة والثاني تولى أمر السوس‬

‫‪3‬‬
‫ودخــل في صــراع مــع الوطاس ــيين وأخيــه واس ــتطاع أن يلحــق بهم اله ــزائم وي ــدخل‬
‫‪7‬‬
‫فاس سنة ‪ . 1549‬ويعد هو المؤسس الحقيقي للدولة السعدية بفاس ‪.‬‬

‫وق ــد واج ــه محم ــد الش ــيخ البرتغ ــاليين في الش ــمال واس ــترجع أص ــيلة والقص ــر‬
‫الصــغير ســنتي ‪ ، 1549‬ـ ‪1550‬ولم تبــق الحاميــات البرتغاليــة إال في طنجــة وســبتة‬
‫ومزغان ‪ ،‬ومن جهة أخرى كــان يواجـه أخيــه أحمــد األعـرج ‪ ،‬ومــؤامرات البرتغـال‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬‬ ‫ورفض عروض العثمانيين بالخضوع لهم‬

‫ولم يي ـ ــأس أب ـ ــو حس ـ ــون الوطاس ـ ــي من اس ـ ــتعادة مل ـ ــك أج ـ ــداده فتوج ـ ــه طالب ـ ــا‬
‫المسـ ــاعدة من البرتغـ ــاليين واالسـ ــبان والدولـ ــة العثمانيـ ــة ‪ ،‬وهـ ــذه األخـ ــيرة قـ ــدمت لـ ــه‬
‫المس ــاعدة من خالل ص ــالح رايس ال ــذي س ــير جيش ــا وأع ــاد أبي حس ــون للحكم س ــنة‬
‫‪ 1554‬ولكن لبضعة أشهر فقط ويسترد محمد المهدي سلطته على فاس ‪.‬‬

‫ومن هنـ ـ ــا تتضـ ـ ــح الوجهـ ـ ــة السـ ـ ــعدية بالتمسـ ـ ــك بـ ـ ــالحكم ‪ ،‬ومواجهـ ـ ــة الخطـ ـ ــر‬
‫البرتغـ ــالي واالسـ ــباني وعـ ــدم الخضـ ــوع لألتـ ــراك في الجزائـ ــر ‪ ،‬حـ ــتى أن السـ ــلطان‬
‫العثمــاني ســليمان القــانوني أرســل ســفارة للحــاكم الســعدي فــرفض فكــرة التبعيــة وجــاء‬
‫في رده تلقيب نفسه بأمير المؤمنين ‪.‬‬

‫وقـ ــد كـ ــانت مدينـ ــة تلمسـ ــان إحـ ــدى منـ ــاطق الصـ ــدام بين السـ ــلطتين السـ ــعدية‬
‫والتركي ــة من خالل أطم ــاع األولى وس ــيطرة األت ــراك عليه ــا من ــذ ‪ 1516‬ولم يتخل ــوا‬
‫عنها إلى نهاية الحكم العثماني بالجزائر ‪.‬وظلت العالقات متــوترة بين النظــامين إلى‬
‫درجة استعانة السعديين وتآمرهم مع االسبان ضد األتراك ‪.9‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .‬ـ صالح العقاد ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص ‪51‬‬

‫‪8‬‬
‫ـ قيل أنه استعان باإلسبان ضد العثمانيين ودبروا له مؤامرة وقتلوه في ‪1557‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .‬كان هذا في عهدي صالح رايس وحسن بن خير الدين بشكل أكثر‬

‫‪4‬‬
‫وتزداد الهوة بين السعديين واألتراك بتولي عبد اهلل الملقب بالغالب باهلل‬

‫( ‪ 1557‬ـ ‪ )1574‬وتوجه أخويه للسلطة العثمانية باسطنبول طلبا للدعم واستعادة‬


‫الحكم من أخيهم ــا ‪.‬ف ــازدادت العالق ــات س ــوء بين الس ــعديين والعثم ــانيين ب ــالجزائر ‪،‬‬
‫وحــرص الغــالب باهلل على تقويــة الدولــة وتنظيم فــاس وتطــوير التجــارة ‪ ،‬والتحــالف‬
‫مع االسبان وتشجيع التجارة مع اإلنجليز ‪.‬‬

‫وفي عهــد خلفــه المتوكل واصــل نفس السياســة الخارجيــة واســتغل عبــد الملــك‬
‫وأحمد الفرصـ ـ ــة والصـ ـ ــعوبات الـ ـ ــتي واجهتـ ـ ــه في حكم البالد فاسـ ـ ــتعانا بالعثمـ ـ ــانيين‬
‫ب ــالجزائر ودخال م ــراكش س ــنة ‪ 1576‬وتوج ــه المتوك ــل للبرتغ ــال لحملهم على دعم‬
‫ش ــرعيته في المغ ــرب فق ــدم سباس ــتيان بجيش قوام ــه عش ــرون ألف ــا إلى ج ــانب جيش‬
‫المتوكل والتقى الجيشان أمام قوات عبد الملك وأخيه أحمد في معركة واد المخــازن‬
‫‪10‬‬
‫بعـ ــد مرضـ ــه فـ ــآل‬ ‫في أوت ‪ 1578‬فقتـ ــل سباسـ ــتيان والمتوكـ ــل ‪ ،‬وعبـ ــد الملـ ــك‬
‫الحكم ألخيه أحمد ولقب بالمنصور‬

‫‪ 3‬ــ السياسة الخارجة ألحمد المنصور‬

‫‪ 1‬ـ ـ مــع الســودان الغــربي ‪ :‬ك ــانت العالق ــات المغربي ــة م ــع إفريقي ــا قديم ــة من ــذ عه ــد‬
‫المرابطين في القرن الحادي عشر ‪ ،‬ففضال عن المبادالت التجارية والعالقــات مــع‬

‫‪10‬‬
‫‪ .‬ـ فقد البرتغال ‪ 26‬ألفا من الجنود واألسرى ‪ ،‬وكانت المعركة شمال فاس‬

‫‪5‬‬
‫مختل ــف الس ــالطين واله ــدايا ‪ ،‬فق ــد ك ــان للعلم ــاء والفقه ــاء دورا في نش ــر اإلس ــالم في‬
‫بالد السودان الغربي مثل تومبوكتو وكاجاو وماجاورها ‪.‬‬

‫وكـان المنصـور أهم عمـل قـام بـه في السـودان الغـربي هـو حملتـه الـتي كـانت‬
‫‪11‬‬
‫في ‪ ،1581‬واســتولى على بالد تيكــورارين وتــوث ‪ ،‬كمــا اتصــل بــه ملــك بورنو‬
‫على أسـاس دعمـه بالمـال والســالح لنشـر اإلسـالم وانتهى األمـر أن يكــون ذلــك تحت‬
‫اسمه وتحت واليته ‪ .‬وكان من نتــائج ذلـك أن انتشــر اإلســالم في منــاطق واسـعة في‬
‫السودان الغربي‪ .‬وقد أصر المنصور على أن يدخل ملك كاجــاو المســلم ( اســحاق )‬
‫بإفريقيــا الوســطى تحت وصــايته بــالقوة ‪.‬وجــرد لــه عــدة حمالت أســفرت عن توطيــد‬
‫حكم ــه هن ــاك‪.‬وخض ــوع ملكه ــا ل ــه وتعه ــد ب ــدفع الجزي ــة ‪ ،‬س ــنة ‪999‬ه ‪1581 /‬م‬
‫‪.‬ولكن المنصور أخضعه بالقوة وهلك ملكها ‪ ،‬كما قــاوم ملــك ســنغي ‪ :‬اســكي‬
‫نوح‪.‬‬

‫وهكـ ــذا تخضـ ــع معظم إفريقيـ ــا الغربيـ ــة والوسـ ــطى حـ ــتى قيـ ــل أن كلمتـ ــه هي‬
‫النافــذة بين النوبــة واألطلســي وكســب من وراء ذلــك أمــواال طائلــة من الــذهب والتــبر‬
‫أنعش بها البالد وحصن الموانئ ولكن كانت على حساب القضاء على ممالك كانت‬
‫تنشر اإلسالم والعربية بين القبائل الوثنية ‪ ،‬منها مملكة ســنغي الــتي كــان لهــا إشــعاع‬
‫إسـ ــالمي كبـ ــير ‪.‬هالك اآلالف من الضـ ــحايا المسـ ــلمين من الطـ ــرفين منهم العلمـ ــاء ‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى ظهرت فئة المولدين والتمــازج بين أبنــاء المغــرب وشـعوب إفريقيــا‬
‫الوسطى والغربية‬

‫العالقات الخارجية‬

‫ـ كان مسلما‬ ‫‪11‬‬

‫‪6‬‬
‫مــع اســبانيا‪ :‬تم ــيزت ه ــذه العالق ــات ب ــالتوتر ال ــدائم بحكم األطم ــاع االس ــبانية‬ ‫‪/1‬‬
‫الدائمـ ـ ـ ـ ــة في السـ ـ ـ ـ ــواحل المغربيـ ـ ـ ـ ــة ‪ :‬سـ ـ ـ ـ ــبتة ومليليـ ـ ـ ـ ــة وتطـ ـ ـ ـ ــوان ‪ ،‬ومزغرليـ ـ ـ ـ ــة ‪،‬‬
‫ومزغران ‪. ..‬كما شكلت مالذا ألبناء العائلة السعدية المناوئين ‪.‬‬

‫‪ / 2‬مع الدولة العثمانيةـ ‪:‬‬

‫غلب عليها العالقات الحسنة ‪ ،‬وربما هذا يعود إلى االشتراك في سوء العالقات مع‬
‫األسبان ‪ ،‬وتوجه المنصور نحو جنوب الصحراء ‪.‬‬

‫‪ / 3‬العالق ــة م ــع بريطانيا ‪ :‬تمـ ــيزت بالودية وحسـ ــن العالقـ ــات في عهـ ــد المنصـ ــور‬
‫والملكة إليزابث وصلت إلى محاولة إقامة حلف بينهما سنة ‪1606‬م ضد اإلســبان ‪،‬‬
‫فك ـ ــان المغ ـ ــرب يس ـ ــتورد من ـ ــه الس ـ ــالح ‪ ،‬ولهم ـ ــا نفس الع ـ ــداء م ـ ــع اس ـ ــبانيا ‪،‬وس ـ ــوقا‬
‫لصــادرات المغــرب من الملح والســكر ‪ ،‬كمــا ســعت الملكــة إلــيزابيث إقامــة حلــف مــع‬
‫الدولة المغربية ضد ملــك البرتغــال بعــد وفــاة سباســتيان لكن المنصــور رفض الحلــف‬
‫المقترح ‪.‬ألن فيليب الثاني تنازل له عن اصيال في ‪ 1589‬من أجل كسب حياده ‪.‬‬

‫المحـــــاضرة الســــابعةـ‬
‫‪7‬‬
‫الــــــدولة العـــــلويـــةـ بالمغرب‬

‫تمهيد‬

‫عقب الفوضى التي عمت بعد وفاة احمد المنصور انتشرت الطرق الصــوفية‬
‫في م ـ ــراكش ‪ ،‬ففي إقليم درع ـ ــا والس ـ ــوس س ـ ــيطر رج ـ ــال الطريق ـ ــة الس ـ ــماللية على‬
‫الحكم ‪ ،‬ولكن ك ــثرت مظ ــاهر االس ــتياء منهم ‪ ،‬وفي ظ ــل ه ــذه الظ ــروف ظه ــر أح ــد‬
‫األشـ ــراف ‪ :‬م ــوالي محم ــد بن الش ــريف‪ ، 12‬فبايعـ ــه أهـ ــل سجلماسـ ــة ‪ ،‬ثم رغب في‬
‫التوســع نحــو فــاس ودخلهــا في ‪ 1646‬ولم يســتقر فيهــا ‪ ،‬وفي ســنة ‪ 1666‬اغتصــب‬
‫الحكم أخوه محمد الرشيد ويعتبره الكثير مؤسس الدولة العلوية ‪.‬‬

‫وتميزت األسرة العلوية في عهده ب ‪:‬‬

‫ـ الصراع مع الطرق الصوفية‬

‫ـ معظم فترة حكمهم سادها العداء مع الدولة العثمانية ‪.‬‬

‫الدولة العلوية بالمغرب في عهد موالي إسماعيل‬

‫وبعـ ــد الرشـ ــيد تـ ــولى الحكم م ــوالي إس ــماعيل أطـ ــول فـ ــترة ‪ 1672‬ـ ‪1727‬‬
‫وتميز ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ ـ ـ العم ـ ــل على محارب ـ ــة النزع ـ ــات االنفص ـ ــالية وخاص ـ ــة في المرحل ـ ــة األولى من‬
‫الحكم‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تثبيت قوة الحكم المركزي‬

‫‪ 3‬ـ إعطاء هيبة للدولة في العالم الخارجي ‪.‬‬

‫ـ ينتمي أشراف السعديين والعلويين لألشراف الحسنيين خالفا لألشراف الحسينيين بالشمال ومنهم‬ ‫‪12‬‬

‫األدارسة‬

‫‪8‬‬
‫‪ 4‬ـ التخلي عن االستعانة بالقبائل ضد األخرى ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ـ ــ تك ــوين جيش من العبي ــد الس ــود ( العبي ــد ال ــذين ح ــررهم وأعط ــاهم اإلقطاع ــات‬
‫‪13‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأصبحوا يدينون له بالوالء ) ويسمى بجيش البخاري‬

‫‪ 6‬ـ كون جيشا قوامه ‪ 150000‬جندي ‪.‬‬

‫‪ 7‬حاول التوغل في الجنوب على غرار سلفه المنصــور ولكن ليس بنفس الدرجــة ‪.‬‬
‫فوصـــلت حركاتـــه إلى موريتانيـــا وشـــنقيط وأصـــبحت معظم ه ــذه المن ــاطق خاض ــعة‬
‫للمخزن‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ أنشأ الحاميات الثابتة في المناطق اإلستراتيجية ‪ :‬تازا ‪ ،‬الحدود مع الجزائر ‪،‬‬

‫‪ 9‬ـ تميزت حمالته بالشدة والقسوة في اإلخضاع وكل من يتمرد عن والئه‬

‫‪ 10‬ـ احتكار التجارة الخارجية في الموانئ ‪ ،‬وضمان دخل ثابت للبالد ‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ ـ اتجــه إلى مواجهــة األجــانب الســترداد المــدن الضــائعة ‪ :‬فتمكن من اســترجاع‬
‫المعم ـ ــورة ( المهدي ـ ــة ) من االس ـ ــبان‪ ، 1681‬والع ـ ــرائش ‪ ، 1689‬وأص ـ ــيلة ‪1691‬‬
‫وفشل في استرجاع سبتة ومليلية من االسبام ومزغان من البرتغال الــتي بقيت حــتى‬
‫استرها حفيده موالي محمد ‪.1766‬‬

‫‪ 12‬ـ ـ حــاول نســج عالقــات مــع األوربــيين وخاصــة مــع ‪ :‬لــويس الرابــع عشــر ووقــع‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬وه ــو به ــذا يري ــد الوق ــوف في وج ــه االس ــبان‬ ‫مع ــه معاه ــدة تجاري ــة س ــنة ‪1682‬‬
‫والبرتغال من جهة ومجاراة العثمانيين في عالقاتهم مع فرنسا ‪.‬‬

‫ـ يقسمون على صحيح البخاري للوالء‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫ـ صالح العقاد ‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪9‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ 13‬ـ كما عقد معاهدة مع بريطانيا ‪15‬في سنة ‪ ( 1716‬امتيازات تجارية ) ‪.‬‬

‫‪ /1‬مع الدول األوربيةـ ‪:‬‬

‫كانت العالقات المغربية األوربية تتحكم فيها عدة معطيات منها ‪:‬‬

‫ـ األطماع االسبانية في المغرب‬

‫ـ التوتر القائم مع الجزائر‬

‫ـ سياسة العلويين القائمة على رفض أي خضوع للعثمانيين‬

‫ـ التحالفات األوربية المختلفة والمتغيرة اتجاه المغرب أوالجزائر أو الدولة العثمانية‬


‫‪ .‬ـ ـ ـ ـ سياسة المغرب التوسعية سياسيا أو تجاريا ‪.‬‬

‫مع فرنسا‬

‫تقرب موالي إسماعيل من فرنسا لمواجهة األسبان ‪ ،‬وقد ارسل سفارة إلى‬
‫لويس الرابع عشر لعقد اتفاقية تجارية وإ قامة السالم بينهما وامتيازات لرعايا‬
‫فرنسا بالمغرب والتعاون أثناء عمليات القرصنة ‪.‬ورغم تضمين االعتراف بالمولى‬
‫إسماعيل كقوة إسالمية ودولية لكن ذلك كان شكليا في ظل التقارب الفرنسي‬
‫العثماني ومراوغات لويس ‪. 14‬ولذلك تعثرت عدة مشاريع لالتفاق ( سفارة الحاج‬
‫محمد تميم سنة ‪ ،1861‬وسفارة ابن عائشة سنة ‪.) 1698‬وكان موالي إسماعيل‬
‫يشعر بالغرور واالعتداد بالنفس والندية مع الدولة العثمانية ‪.‬‬

‫ـ انسحبت من طنجة سنة ‪ 1684‬واحتلت جبل طارق في ‪. 1704‬‬ ‫‪15‬‬

‫ـ صالح العقاد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪10‬‬
‫مع بريطانيا ‪:‬غلبت عليها العالقات التجارية طيلة العهد العلوي وأهمها االتفاقية‬
‫الموقعة مع موالي إسماعيل سنة ‪.1716‬‬

‫العالقة مع الجزائر‬

‫رغم أنها عرفت بعض التحسن كانت عالقات متوترة وتحكم‪-‬ها األطماع‬
‫المغربية في تلمسان ‪ ،‬وحتى التآمر مع القوى األوربية مثل فرنسا ( ‪) 1682‬‬
‫على الجزائر ‪ ،‬فكان للمولى إسماعيل عدة حمالت على األراضي الجزائرية‬
‫منها ‪:‬‬

‫‪ /1‬كانت غزوته على الجزائر ( تلمسان ) وخاللها أظهرت بعض القبائل العربية‬
‫اعترافها به مثل ‪ :‬قبائل بنو عامر ‪ ،‬وذي منبع ‪ ،‬والمهارية ‪،‬‬
‫والحشم ‪،‬والعمور ‪... ،‬وانتهت بصلح مع حاكم الجزائر على أساس احترام الحدود‬
‫أ بينهما‪.‬‬

‫‪ /2‬حملة ‪ 1103 /1691‬على تلمسان ‪ :‬تزامنت هذه الحملة مع هجوم الباي‬


‫محمد التونسي على قسنطينة ولكن الداي شعبان تمكن من صد األول والتوجه‬
‫للثاني وهزمه والحق به خسائر بشرية كبيرة وتابعه أثناء انسحابه نحو فاس فطلب‬
‫‪17‬‬
‫الصلح من الداي شعبان ‪.‬‬

‫وقد اشتاط الداي شعبان من هذه المؤامرة بين المولى إسماعيل والباي‬
‫محمد التونسي وإ نها ضد الهيبة العثمانية وتمكين العنصر العربي على حساب‬
‫‪18‬‬
‫التركي ‪.‬ومساعي موالي إسماعيل وأحالمه بحكم بالد المغرب كله ‪.‬‬

‫ـ إبراهيم شحاتة ‪ ،‬حسن أطوار العالقات المغربية العثمانية " قراءة في تاريخ المغرب عبر خمسة قرون‬ ‫‪17‬‬

‫" ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ 1710 ( ، 1981 ،‬ـ ‪ ) 1947‬ص ‪، 421‬‬

‫ـ نفسه ‪ ،‬ص ‪.437‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ /3‬حملـ ــة ‪ /1701‬ـ ـ ‪1112‬ه وقعت ه ـ ــذه الحمل ـ ــة طمع ـ ــا في التوس ـ ــع في الغ ـ ــرب‬
‫الجزائري وكانت معركة كبيرة قرب الغديوة دامت أربعة ساعات فقد المغرب فيها‬
‫‪ 3000‬جنــدي و‪ 500‬قائــد وجــرح وأســر إســماعيل ولم يطلــق ســراحه إال بعــد تعهــده‬
‫بالع ــدول عن مش ــروعه التوس ــعي في الجزائ ــر وأن ح ــدود التافن ــة هي الس ــارية بين‬
‫البلدين ‪.‬‬

‫مع الدولة العثمانية ‪:‬‬

‫كانت هذه العالقات تحكمها عدة عوامل منها‬

‫‪ 1‬ـ ـ ـ أن الدولـ ــة العثمانيـ ــة تـ ــرى في نفسـ ــها القـ ــوة األولى وحاميـ ــة اإلسـ ــالم في وجـ ــه‬
‫النصارى في المتوسط ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ــ ك ــان المغ ــرب ي ــرى في نســـبه الع ــربي والش ــريف ص ــاحب الوالي ــة ول ــه رغب ــة‬
‫جامحة في التوسع وخاصة في المناطق القرييبة منه مثل الجزائر ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ كــانت لغــة النديــة الــتي يتكلم بهــا المــولى إســماعيل أو غــيره من الحكــام المغاربــة‬
‫في‬

‫وجه السلطان العثماني سببا دائما للتوتر بينهما ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ ـ ـ ك ـ ــانت غ ـ ــزوات إس ـ ــماعيل المتك ـ ــررة على الجزائ ـ ــر مث ـ ــار غض ـ ــب الدول ـ ــة‬
‫العثمانية‪.‬وناشده السلطان بالكف عن هذا السلوك ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ التقارب المريب مع بعض الدول األوربية ( حدثت إشاعة على أســاس لقــاء بين‬
‫قنصــل فرنســا ســانت أمــان والقائــد علي عبــد اهلل ســنة ‪ ) 1682‬حــول مســاعدة فرنســا‬
‫للمغرب على غزو الجزائر ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 6‬ـ مخاطبــة الســلطان العثمــاني للمــولى إســماعيل بحاكم والية فاس أثنــاء الــرد على‬
‫مراسالته ومنها أثناء تهنئته بتحرير وهران األول ‪. 1707‬‬

‫‪13‬‬

You might also like