You are on page 1of 19

‫أقسام الحديث من حيث ُمنتهى السند‪:‬‬

‫الحديث القدسي‪( .‬يرويه الرسول عن ربه)‬


‫مرفوع حُك ًما‪.‬‬ ‫الحديث المرفوع؛ وهو على نوعين‪:‬‬
‫مرفوع صريح (قولي‪ ،‬فعلي‪ ،‬تقريري)‪.‬‬
‫الحديث الموقوف‪.‬‬
‫الحديث المقطوع‪.‬‬
‫قول أضافة الرسول صلى هللا عليه وسلم إلى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ويُسمى‬ ‫أواًل ‪ :‬الحديث القدسي‪ :‬هو كل ٍ‬
‫بالحديث ألن رسول هللا هو الذي يحكيه ويرويه عن ربه‪ ،‬فيُضاف إلى هللا سُبحانه‪ ،‬ويقول في بدايته الراوي‪:‬‬
‫"قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما يرويه عن ربه‪"...‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء في الحديث القدسي على قولين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن لفظ األحاديث القدسية ومعناها من هللا سبحانه‪ ،‬وأوحى بها إلى نبيه بمكالمة أو إلهام أو قذف في‬
‫القلب‪ ،‬أو في منام‪ ،‬فلفظه من عند هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬فحكاها رسول هللا عن ربه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنها مما أخبر هللا بها نبيه‪ ،‬فمعناها من عند هللا لكن لفظها من عند رسول هللا‪ ،‬أي أخبر عن ذلك المعنى‬
‫بعبارة من نفسه‪.‬‬
‫والقول األول أقوى‪ ،‬ألنها سُميت أحاديث قُدسية ألن معناها من هللا سبحانه‪ ،‬واشتملت ضمائر التكلم الخاصة باهلل‬
‫سبحانه‪ ،‬كما في حديث أبي ذر‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما روى عن هللا تبارك وتعالى‪" :‬يا عبادي‬
‫إني حرمت الظلم على نفسي‪ ،‬وجعلته بينكم محرما فال تظالموا‪"...‬‬
‫ما الفرق بين الحديث القدسي والقرآن‪ ،‬وما الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي العادي؟‬
‫الحديث القدسي والقرآن كالهما كالم هللا‪ ،‬لكن الحديث القدسي ليست له خصائص القرآن‪ ،‬أي ال يُتعبد بتالوته‪،‬‬
‫وقد يكون متواتر أو آحاد بينما القرآن متواتر‪ ،‬ويجوز قراءته بالمعنى بعكس القرآن‪.‬‬
‫أما الحديث القدسي والحديث النبوي العادي متشابهان في كونه قد يكون صحيحًا أو ضعيفًا‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الحديث المرفوع‪ :‬وهو ما ُأضيف إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم من قو ٍل أو فع ٍل أو تقرير‪ ،‬سواء‬
‫كان متصاًل أو منقطعًا‪ ،‬وينقسم إلى‪:‬‬
‫فعل أو تقرير‪:‬‬
‫قول أو ٍ‬
‫‪ -1‬مرفوع صريح‪ :‬هو ما ورد عن رسول هللا من ٍ‬
‫والحديث المرفوع القولي الصريح ؛ وهو ما قاله الرسول صلى هللا عليه وسلم صراحةً‪ ،‬ومثال ذلك حديث عمر‬
‫بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل امرئ ما‬
‫نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله فهجرته إلى هللا ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو امرأة‬
‫ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"‪.‬‬
‫والحديث المرفوع الفعلي‪ :‬هو ما فعله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ورُوي عنه‪ ،‬مثل الذي روته عنه أمنا‬
‫عائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬كما روى ٌش َريح‪ ،‬قال‪ :‬قلت لعائشة‪" :‬بأي شيء كان يبدأ رسول هللا إذا دخل بيته؟ قالت‪:‬‬
‫بالسواك"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫والحديث المرفوع التقريري‪ :‬هو شيء قيل أو فُعل أمام رسول هللا وأق ّرهُ الرسول ولم ينهى عنه‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫تقريره صلى هللا عليه وسلم برفعه الحرج في حجة الوداع عمن قال‪" :‬حلقت قبل أن أنحر"‪ ،‬ومن قال‪" :‬نحرت‬
‫قبل أن أرمي؟"‪ ،‬وأشباه ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬المرفوع ُحك ًما‪ :‬وهو رواية صحابي لشيء ال مجال لالجتهاد فيه‪ ،‬أي في شيء ال يُمكن أن يعرفه دون‬
‫أن يُخبره الرسول به‪ ،‬طالما لم يُعرف عنه األخذ باإلسرائيليات‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الحديث الموقوف‪ :‬هو ما نُسب إلى صحابي من قو ٍل أو فعل يقف إليه ال يمت ُد إلى رسول هللا‪ ،‬أي لم‬
‫يُروى عن رسول هللا‪.‬‬
‫يقف عنده وال يمتد إلى صحابي أو إلى‬ ‫راب ًعا‪ :‬الحديث المقطوع‪ :‬هو ما نُسب إلى تابعي من قو ٍل أو فع ٍل ُ‬
‫رسول هللا‪ ،‬أي لم يرويه عن أحد‪.‬‬
‫ير‬
‫(مالحظة)‪ :‬الصحابي‪ :‬هو من لقي الرسول وسمع منه وأدرك كالمه‪ ،‬أما التابعي‪ :‬هو من لقي الصحابة ولم َ‬
‫رسول هللا ولم يسمع منه‪ .‬وتابعي التابعي‪ :‬هو من لقي التابعين ممن لقوا الصحابة‪..‬‬

‫أقسام الحديث من حيث عدد الرواة‪( :‬متواتر ‪ /‬وآحاد)‬


‫‪ -1‬الحديث المتواتر‪ :‬هو ما يرويه جماعة عن جماعة إلى آخر السند‪ ،‬تحيل العادة تواطؤهم على الكذب‪،‬‬
‫ويكون الحديث متوات ًرا حسب عدد الرواة والذي اختلف العلماء في تحديد عددهم‪ ،‬وشروط أن يكون‬
‫متواترًا‪:‬‬
‫‪ o‬أن يرويه عدد كثير‪ ،‬وإن اختلف العلماء في تحديد عددهم لكنهم رجحوا أنهم فوق الخمسة‪.‬‬
‫‪ o‬أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند‪.‬‬
‫‪ o‬كونهم ممن تحيل العادة تواطؤهم على الكذب‪.‬‬
‫‪ o‬أن يكون مستند خبرهم الحس‪ ،‬من مرئي أو مسموع أو ملموس‪ ،‬أي يقولوا‪ :‬سمعنا‪ ،‬رأينا‪ ...‬أما‬
‫إن كان استنادهم على العقل فال يُسمى متواترًا‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث اآلحاد‪ :‬هو الحديث الذي لم يصل حد التواتر أو لم يجمع شروطه‪ ،‬وهو على نوعين‪:‬‬
‫ضا بالمشهور؛ وهو الذي زاد عدد نقلته عن ثالثة في كل طبقة‪.‬‬ ‫‪ -‬مستفيض‪ :‬ويُدعى أي ً‬
‫‪ -‬غير مستفيض‪ :‬وهو إما عزيز؛ أي قام بنقله اثنان أو ثالثة في كل طبقة‪.‬‬
‫وإما بالغريب؛ وهو إذا تفرد فيه را ٍو واحد إما في متنه أو إسناده‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أقسام الحديث من حيث القبول والرد‪:‬‬
‫‪ -1‬الحديث المقبول‪:‬‬
‫هو ما تر ّجح صدق ال ُمخبر به‪ ،‬وأنواعه‪( :‬صحيح لذاته‪ ،‬صحيح لغيره‪ ،‬حسن لذاته‪ ،‬حسن لغيره)‪.‬‬
‫أواًل ‪ :‬الحديث الصحيح لذاته‪:‬‬
‫هو ما اتصل سنده‪ ،‬بنقل العدل الضابط عن مثله‪ ،‬وسلم من شذوذ وعلّة‪ ،‬وتتفاوت درجات الصحيح حسب قوة‬
‫شروطه وضعفها‪ .‬إ ًذا الشروط الكامنة في التعريف هم ‪:5‬‬
‫‪ ‬أن يكون هناك اتصااًل في اإلسناد؛ ومعناه أن كل را ٍو من رواته قد أخذه ُمباشرةً ع ّمن فوقه من أول السند‬
‫إلى منتهاه‪ ،‬وذلك بأن يستلزم معرفة بتاريخ ميالد ووفاة كل راوي في اإلسناد‪ ،‬وبلده‪ ،‬والطبقة التي هو‬
‫منها‪ ،‬وال ُمدلّسين‪ ،‬حتى نتأكد أن كُاًل منهم تلقى ممن قبله بنفسه في حياته وأنه ليس من المدلسين‪.‬‬
‫‪ ‬عدالة الر ّواة‪ :‬أي أن ك ّل را ٍو من رواته اتصف بكونه ُمسل ًما بال ًغا عاقاًل غير فاسق وغير مخروم‬
‫المروءة‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط الرواة‪ :‬أي أن ُك ّل را ٍو من رواته كان تام الضبط‪ ،‬أي يقظًا غير مغفاًل إن كان يُحدث عن حفظه‬
‫(ذاكرته جيدة)‪ ،‬وإما أن يعلم معنى الحديث وما يُغير معناه إن كان يروي بالمعنى (يقول فيما معنى‬
‫حديث الرسول ال بنصّه)‪ ،‬وإ ّما يضبط كتابه ويحفظه من التعديل إن كان يرويه من كتاب‪.‬‬
‫‪ ‬السالمة من الشذوذ‪ :‬أي ال يكون الحديث شا ًذا‪ ،‬أي ُمخالفة الثقة لمن هو أوثق منه‪.‬‬
‫‪ ‬فقد العلّة القادحة‪ :‬أي أاّل يكون حديثًا معلواًل ‪ ،‬والعلّة سبب يقدح في صحة الحديث‪ ،‬مع أن الظاهر‬
‫السالمة منه‪.‬‬
‫ومن الخمسة شروط السابقة من يتعلق باإلسناد‪ ،‬أو بالراوي‪ ،‬أو بالرواية المروية‪ ،‬فيُمكننا تقسيمهم من حيث‬
‫هذا الجانب إلى ‪ 3‬شروط‪:‬‬
‫‪ o‬اتصال اإلسناد‬
‫‪ o‬عدم الطعن في الراوي‪ :‬يعني كل را ٍو من سلسلة اإلسناد ال يكون مطعونًا فيه‪ ،‬ومن أسباب الطعن‪:‬‬
‫‪ -1‬الكذب؛ أن يكون في منتصف اإلسناد را ٍو يتعمد الكذب على رسول هللا‪ ،‬حينها يُطلق على الحديث‬
‫(حديث موضوع)‪.‬‬
‫‪ -2‬تهمة الكذب؛ أن يكون في منتصف اإلسناد را ٍو يُعرف عنه الكذب في العموم لكنه قد يكون لم‬
‫يكذب على رسول هللا لكن يُترك حديثه خوفًا من أن يكذب على رسول هللا فيُطلع على هذا الحديث‬
‫(حديث متروك)‪.‬‬
‫‪ -3‬الفسق وسقوط شرط عدالة الراوي؛ فإذا كان في اإلسناد راوي سبب الطعن فيه الفحش أو كثرة‬
‫الغفلة أو الفسق‪.‬‬
‫‪ -4‬الوهم؛ أن يكون في اإلسناد راوي يتخلل كالمه الوهم و ُعرف عنه ذلك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عدم المخالفة؛ فيما يخص الرواية‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫أي أاّل يُخالف الراوي من هم أولى منه بالقبول‪ ،‬وتُع َرف من خالل جمع طرق الحديث‪ ،‬ومقارنة‬
‫الروايات‪ ،‬أو أاّل تُخالف الرواية للمشهور عن الراوي‪ ،‬وذلك يكون بمعرفة أصول ذلك المحدث‪،‬‬
‫وعقيدته وما يتداوله أهل الثقات عنه‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الحديث الصحيح لغيره‪:‬‬


‫وهو المشهور بعدالة وصدق راويه‪ ،‬لكنه ُمتأخر رتبة عن الصحيح لذاته في الضبط‪ ،‬وإتقان الراوي للحفظ‪،‬‬
‫وهو مجموع حديثان كُاًل منهما حسن لذاته فيرتقى في المرتبة ليُصبح صحيح لغيره‪.‬‬
‫إ ًذا‪ :‬حسن لذاته ‪ +‬حسن لذاته = الصحيح لغيره‪.‬‬

‫وأما الحديث الحسن الصحيح‪ :‬هو مصطلح لإلمام الترمذي واستشكله بعض العلماء‪ ،‬ألن الحسن قاصر عن‬
‫الصحيح‪ ،‬فكيف يجتمع الشيء ونفيه معًا‪ ،‬وقيل ردًا على ذلك‪ :‬أنّه الحديث الذي له سندان‪ ،‬سند عن ثقات وهو‬
‫صحيح وسند آخر حسن‪ ،‬فجمع بينهما‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الحديث الحسن لذاته‪:‬‬
‫وهو المشهور بعدالة وصدق راويه‪ ،‬لكنه لم يبلغ درجة الصحيح لضعف الحفظ واإلتقان‪ ،‬ومثاًل إن ُوجد في‬
‫اإلسناد راوي صدوق وقد يسهو = حسن لذاته‪ ،‬وإذا أتى راوي آخر روى نفس الحديث بنفس اإلسناد إ ًذا قد أكد‬
‫كالم الراوي األول‪ ،‬فيتأكد العلماء انتفاء السهو عن الراوي الصدوق في سلسلة اإلسناد فيرتقي الحديث لصحيح‬
‫لغيره‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬الحديث الحسن لغيره‪:‬‬


‫هو الضعيف إذا تعددت طرقه‪ ،‬ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه‪ ،‬أي أن الضعيف يرتقي لمرتبة‬
‫الحسن لغيره عن طريقين‪:‬‬
‫‪ ‬أن يُروى من طريق آخر فأكثر‪ ،‬على أن يكون الطريق اآلخر مثله أو أقوى‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع في سنده أو جهالة في رجاله ‪-‬أي في‬
‫اإلسناد راوي صدوق لكن له أوهام‪ ،-‬ال أن يكون السبب الفسق أو الكذب‪.‬‬
‫إ ًذا‪ :‬ضعيف ‪ +‬ضعيف = حسن لغيره‬

‫الحديث المقبول‬

‫الحسن‬ ‫الصحيح‬

‫لذاته‬
‫لغيره‬ ‫لذاته (الصحيح)‬ ‫لغيره‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬الحديث المردود‪:‬‬
‫هو الحديث الذي لم يتر ّجح صدق المخبر به‪ ،‬ويشمل‪:‬‬
‫الحديث المردود بسبب الطعن في الراوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحديث المردود بسبب عدم اتصال اإلسناد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أواًل ‪ :‬الحديث المردود بسبب الطعن في الراوي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحديث الضعيف‪ :‬وهو ما فقد شرطًا من شروط المقبول‪.‬‬
‫ُعرف هذا الحديث إال من جهته‪ ،‬أو من ُعرف‬ ‫ب‪ -‬الحديث المتروك‪ :‬هو من يرويه من يُتهم بالكذب‪ ،‬وال ي َ‬
‫بالكذب في حياته العامة ولم يثبت وقوع كذبه على الرسول‪ ،‬لكن يُترك حديثه اتقا ًء ألن يكون قد كذب‪.‬‬
‫ت‪ -‬الحديث الموضوع‪ :‬وهو ال ُمختلق‪ ،‬الذي ينسب إلى رسول هللا ما لم يقله ولم يفعله أو يُقرّه‪ ،‬وليس بحديث‪،‬‬
‫وهو أش ّر أنواع الحديث‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المردود بسبب سقط في اإلسناد‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحديث ال ُمعلّق‪ :‬هو الذي حُذف ‪-‬سقط‪ -‬من بداية سلسلة إسناده راوي أو أكثر على التوالي‪( .‬وأول السند‬
‫هنا أي من جهتنا ال من عند الرسول والصحابة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحديث المرسل‪ :‬هو الذي سقط من سلسلة إسناده ما بعد التابعي ‪-‬وما بعد التابعي هو الصحابي‪ -‬راوي‬
‫أو أكثر على التوالي‪.‬‬
‫ت‪ -‬الحديث ال ُمنقطع‪ :‬هو ما لم يتصل إسناده سوا ًء كان على أي وج ٍه انقطاعه (يعني أي قطع في االسناد من‬
‫أي مكان)‪.‬‬
‫ث‪ -‬الحديث المعضل‪ :‬هو الذي سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الحديث المدلس‪ :‬وهو من أنواع السقط الخفي‪ ،‬وفيه يستر ال ُمدلّس العيب في اإلسناد حتى يظن المتلقي‬
‫أنه ال سقط فيه (يعني لو في اإلسناد قطع ميبينوش في إسناده)‪ ،‬ويُمكن معرفة هذا النوع من مراجعة‬
‫تواريخ الوفاة والحياة والبلدان وهكذا‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المردود بسبب الروايات‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحديث الشاذ‪ :‬وهو ما رواه المقبول مخالفًا فيه ما هو أولى منه وأوثق منه‪ ،‬لمزيد ضبط أو كثرة عدد‪.‬‬
‫(ومعنى المقبول هنا أعم من الثقة أو الصدوق؛ والثقة هو اللي بيجمع بين الضبط والعدالة‪ ،‬والصدوق‬
‫يجمع بينهما لكن أقل رُتبة في الضبط)؛ يعني مثاًل ثقة خالف ثقة‪ ،‬أو صدوق خالف ثقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحديث ال ُمنكر‪ :‬هو ما رواه راوي ضعيف سيء الحفظ وخالف فيه الراوي الثقة‪.‬‬
‫ت‪ -‬الحديث المضطرب‪ :‬هو الحديث الذي يُروى على أوجه ُمتقاربة‪ ،‬لكن إن تر ّجحت إحدى الروايات على‬
‫األخرى بإحدى طرق الترجيح‪ ،‬بأن يكون راويها أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه‪ ،‬أو غيره‪ ،‬فالحكم‬
‫يكون للراجح وال يكون حينها ُمضطربًا‪.‬‬
‫ث‪ -‬الحديث المقلوب‪ :‬هو الحديث الذي حدث فيه تغيير في متنه أو سنده بإبدال أو تقديم أو تأخير ونحوه‬
‫ج‪ -‬الحديث ال ُمدرج‪ :‬هو أن يأتي راوي بإسناد‪ ،‬لكن يعترضه عارض‪ ،‬فيقول كال ًما من نفسه ال من عند‬
‫رسول هللا ُمعلقًا على العارض‪ ،‬فيظن المتلقي أنه من كالم الرسول فيُدرجه ضمن حديث رسول هللا‬
‫‪5‬‬
‫ويستند إلى اإلسناد الذي قاله الراوي‪ ،‬مثل رواية‪" :‬من كثرت صالته بالليل حسُنَ وجهه بالنهار"‪ ،‬وهنا‬
‫بعدما قال الراوي اإلسناد وقبل أن يقول المتن كان دخل عليهم المسجد رج ٌل ُمضيء الوجه‪ ،‬فعلّق عليه‬
‫قائاًل ‪ :‬من كثرت صالته‪ ،...‬فسهى أحد المتلقيين واستمع إليه وظنّه يقول حديث رسول هللا‪ ،‬فأخذه منه‬
‫ورواه‪ ،‬وال يُعرف هذا النوع من الحديث إال بمقارنة الروايات‪.‬‬
‫صحف‪ :‬هو المخالفة بتغيير حرف أو حروف‪ ،‬أو تشكيل مع بقاء صورة الخط في السياق‪،‬‬ ‫الحديث ال ُم ّ‬ ‫ح‪-‬‬
‫مثل نهي الرسول عن ال ِحلَق قبل الجمعة‪ ،‬فيأتي أحدهم ويقول‪ :‬لم أحلق ‪ 40‬يو ًما يوم الجمعة استنادًا‬
‫بالحلَق هنا هي حلقات طلب العلم والتحفيظ‪.‬‬ ‫الحلَق‪ ،‬والمقصود ِ‬‫لحديث رسول هللا‪ ،‬فيختلط عليه الحلق مع ِ‬
‫وقد يكون في اإلسناد أو المتن‪.‬‬
‫الحديث ال ُمعلّل‪ :‬أي فيه علّة معينة وتكون سبب خف ّي‪ ،‬يقدح في الحديث مع أن الظاهر السالمة منه‪،‬‬ ‫خ‪-‬‬
‫وطريقة معرفته‪ :‬المقارنة بين طرق جمع الحديث‪ ،‬وبين رواته‪ ،‬وضبطهم واتقانهم‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬علوم متون األحاديث‪:‬‬


‫أواًل ‪ :‬علم ُمختلف الحديث‪:‬‬
‫‪ ‬هو ما تعارض ظاهره مع القواعد فأوهم معنى باطاًل ‪ ،‬أو تعارض مع نص شرعي آخر‪.‬‬
‫‪ ‬وعلم مختلف الحديث هو اسم لألحاديث المتعارضة‪ ،‬أو للعلم الذي يُعنى بدفع ما قد يظهر‬
‫من اختالف وتناقض بين األحاديث‪.‬‬
‫‪ ‬ويسمى أيضًا علم ُمشكل الحديث‪ €،‬وقال اإلمام النووي‪" :‬هذا من أهم األنواع‪ ،‬ويضطر إلى‬
‫معرفته جميع العلماء من الطوائف‪."...‬‬
‫أن األصل في األحاديث الصحيحة الثابتة أال تتعارض؛ ألن الحق ال يعارض بعضه‬ ‫‪ ‬كما ّ‬
‫بعضًا‪ ،‬إ ًذا فالتعارض في األحاديث الصحيحة يكون ظاهريًا فقط‪ ،‬لكن عند تفصيله يثبُت عدم‬
‫التعارض‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن إزالة التعارض بالجمع والتوفيق بين النصين‪ ،‬بحيث يُع َمل بكل منهما‪ ،‬وتأتلف‬
‫األحاديث وال تختلف‪ ،‬وتتكامل وال تتعارض‪ ،‬أو يُر ّجح بينهما‪ ،‬فيُهمل أحد النصين‪ ،‬ويقدم‬
‫اآلخر عليه‪ ،‬وال يجوز االنتقال إلى الترجيح إال عند تعذر الجمع؛ ألن الترجيح ألحدهما ال بد‬
‫فيه من إلغاء أحد النصين بتضعيفه‪ ،‬أو الحكم بشذوذه‪ ،‬وإعمال الحديثين أولى من إهمال‬
‫أحدهما‪.‬‬
‫‪ ‬واألحاديث ال ُمش َكلة تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬أن يمكن الجمع بينهما بوجه ينفي االختالف بينهما‪ ،‬بإبداء وجه من التفسير للحديثين‬
‫المختلفين المشكلين يزيل اإلشكال‪ ،‬وينفي تنافي الحديث مع غيره‪( " ،‬أي يمكن الجمع) وذلك‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫بتأويل‪ ،‬أو تقييد‪ ،‬أو تخصيص بين معنييهما‪- ،‬بغير تعسف‪ -‬متعلق بالجمع‪ ،‬والتعسف‪ :‬هو أزيَد من‬
‫التكلف"‪.‬‬
‫الجمع بالتأويل‪.‬‬ ‫إ ًذا يُمكن الجمع بين حديثين من خالل‪:‬‬
‫الجمع بتخصيص العام‪.‬‬ ‫الجمع بتقييد المطلق‬
‫ومن أمثلة الجمع بالتأويل‪ :‬هو جمع قول رسول هللا ‪:‬ال( عدوى‪ ،)...‬مع حديث‪( :‬ف ّر من المجذوم كما تفرُّ من‬
‫بأن المرض‬ ‫بأن المقصد ّ‬ ‫األسد)‪ ،‬فيأتي أحد ويقول أن الحديثين متعارضان‪ ،‬لكن يُمكننا الجمع بينهما بتأويلهما ّ‬
‫غير مع ٍد في ذاته‪ ،‬إنما هو بأمر هللا‪ ،‬لكن مخالطة الصحيح للمريض قد تكون سببًا في اإلصابة‪ ،‬أي تتعدد أسباب‬
‫ألن الناس في‬ ‫أن األمراض قد تنتقل بقدرة هللا‪ّ ،‬‬ ‫أن المرض يعدي بنفسه‪ ،‬ال ّ‬ ‫اإلصابة بالمرض‪ ،‬إ ًذا فهو ينفي ّ‬
‫يظن أنه يعدي بنفسه‪ ،‬إ ًذا من عدى‬ ‫أن المرض ‪-‬مهما كان‪ -‬يُعدي بنفسه‪ ،‬ونقول لمن ّ‬ ‫الجاهلية كانوا يظنون ّ‬
‫األول؟‬
‫إ ًذا يُمكن الجمع بين الحديثين وال تعارض بينهما‪.‬‬
‫ومن أمثلة الجمع بتقييد ال ُمطلق‪ :‬أحاديث البشارة باستمرار وجود اإلسالم‪ ،‬كحديث جابر بن سمرة‪ ،‬عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬لن يبرح هذا الدين قائ ًما‪ ،‬يقات ُل عليه ِعصابةً من المسلمين‪ ،‬حتى تقوم الساعة)‪.‬‬
‫فالحديث هنا يُوضح أن المسلمين سيستمر بقاؤهم إلى يوم القيامة‪ ،‬فلن يخلو عنهم زمان حتى يأتيهم أمر هللا عز‬
‫هللا هللا)‪.‬‬
‫ال تقوم الساعة حتى ال يُقال في األرض ‪:‬‬ ‫وجل‪ ،‬وظاهره يتعارض مع قول رسول هللا‪( :‬‬
‫فيقول اإلمام النووي‪ :‬المراد برواية‪" :‬حتى تقوم الساعة" أي تقترب الساعة‪ ،‬حتى خروج الريح اللينة التي‬
‫تقبض أرواح المسلمين عند اقتراب الساعة‪ ،‬أي أنهم ال يزالون على الحق واإلسالم حتى تقبض روحهم هذه‬
‫الريح اللينة‪ ،‬عند اقتراب القيامة وظهور عالماتها‪ ،‬أ ّما الحديث اآلخر يعني بوقت قيامة القيامة ذاتها‪ ،‬وقتها لن‬
‫ألن هللا سيكون قد قبض أرواحهم جميعًا قبلها‪ ،‬فيبدو في‬ ‫يكون هناك فرد على وجه األرض يعبد هللا حق عبادته‪ّ ،‬‬
‫أن أحدهما ُمطلق‪ ،‬واآلخر به لفظٌ يُقيد المعنى‪ ،‬فال تعارض‪.‬‬ ‫الحديثين التعارض ظاهريًا‪ ،‬لكن نجد ّ‬
‫ومن أمثلة تخصيص العام‪ :‬أحاديث زيارة النساء للقبور؛ فمنها ما يزجر النساء عن زيارة المقابر كحديث‬
‫أن رسول هللا قال‪( :‬لعن هللا ز ّوارات القبور)‪ ،‬والذي يُفهم منه منع زيارة القبور للنساء‪.‬‬ ‫أبي هريرة ّ‬
‫إذن عام بالزيارة‪ ،‬كقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬فزوروا القبور فإنّها تُ َذ ّكر الموت)‪ ،‬وهنا‬ ‫ومنها ما فيها ٌ‬
‫الخطاب عام يشمل النساء والرجال‪ ،‬إ ًذا فهو إذن بالزيارة لهن‪.‬‬
‫ض ا سؤال السيدة عائشة لرسولنا عن ماذا تقول إذا زارت القبور‪ ،‬فقالت‪ :‬ماذا أقول لهم يا رسول‬ ‫وعندما نرى أي ً‬
‫هللا؟ قال‪( :‬قولي‪ :‬السالم على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين‪ ،‬ويرحم هللا ال ُمستقدَمين منّا وال ُمستأخرين‪ ،‬وإنّا‬
‫إن شاء هللا بكم لالحقون)‪ ،‬نرى أن هنا النبي أق ّرها على زيارة القبور وعلّمها كيف تدعو لألموات‪.‬‬
‫أن اللعن هنا إنما هو خاص بمكثرات الزيارة‪ ،‬لما تقتضيه صيغة ال ُمبالغة‬ ‫فعند الجمع بين األحاديث‪ ،‬نفهم ّ‬
‫(ز ّوارات)‪ ،‬ولعل العلّة في هذا ما يقتضي إليه ذلك من الصياح والبكاء وتضييع حق الزوج أو النفس‪ ،‬أو الذهاب‬
‫بزينة‪ ،‬فإذا كانت الزائرة صابرة ال يُخشى منها الجزع وهتك الحدود جاز لها أن تخرج وتزور القبور‪ ،‬أما غير‬
‫ذلك فال‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إ ًذا فاإلذن عام‪ ،‬واللعن خاص بمكثرات الزيارة‪ ،‬خاصة إذا اقترنت بارتكاب محرم‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أن يتضادا بحيث ال يُمكن الجمع بينهما‪ :‬وذلك على نوعين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن يظهر كون أحدهما ناس ًخا واآلخر منسو ًخا‪ ،‬فيُعمل بالناسخ ويُترك المنسوخ‪ ،‬وذلك‬
‫يكون بمعرفة تاريخ الحديثين‪ ،‬وأيهما متقدم وأيهما متأخر‪ ،‬فإن كان كذلك كان المتأخر ناس ًخا‬
‫لل ُمتقدم‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬أن ال تكون هناك داللة على أيهما الناسخ وأيهما المنسوخ‪ ،‬فحينها ينتهي الحال‪ €‬إلى‬
‫الترجيح‪ ،‬فيُعمل باألرجح منهما واألثبت‪ ،‬ويُترك اآلخر‪ ،‬ووجوه الترجيحات‪ €‬في األحاديث كثيرة‪،‬‬
‫أرجعها اإلمام السيوطي إلى سبعة أقسام‪ ،‬هم‪:‬‬
‫الترجيح بحال الراوي؛ وذلك من خالل النظر في كثرة الرواة له‪ ،‬وفقه الراوي ‪-‬فقد يكون هناك را ٍو‬ ‫‪-1‬‬
‫أكثر عل ًما وأوسع إدرا ًكا من را ٍو آخر‪ ،‬وعلمه بالنحو واللغة‪ ،‬وحفظ الراوي‪ ،‬وورعه وغيرها‪.‬‬
‫الترجيح بالتحمل؛ وذلك يكون بالنظر في الوقت‪ ،‬فمن كان تحمله للحديث بعد البلوغ ‪-‬أي سمعه وأدركه‬ ‫‪-2‬‬
‫ورواه بعد بلوغه‪ -‬فهو يُرجح عن من كان تحمله قبل البلوغ‪.‬‬
‫(يعني لو قدامك راجل هو اللي روى الحديث‪ ،‬وحديث تاني اللي رواه كان طفل‪ ،‬أنت هتثق أكتر في‬
‫كالم مين؟ الرجل طبعًا ألنه أكثر استيعاب وأكثر إدراك من الطفل‪ ،‬فهنا بنسميه إنه ُمتح ّمل‪ ،‬وبالتالي‬
‫بنرجح حديثه على حديث الطفل)‪.‬‬
‫الترجيح بوقت الورود؛ أي كتقديم األحاديث التي وردت في المدينة المنورة عن التي وردت في مكة‬ ‫‪-3‬‬
‫المكرمة‪ ،‬والدال على علو شأن رسول هللا يُر ّجح على الدال على الضعف‪ ،‬والدال على العلو يكون‬
‫ُمتأخ ًرا في التوقيت‪ ،‬لذا فهو يُرجّح‪.‬‬
‫الترجيح بلفظ الخبر؛ وهو على أوجه‪ :‬كترجيح الخاص على العام‪ ،‬والمطلق على ما ورد على سبب‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫والحقيقة على المجاز‪ ،‬والمنصوص على حكمه مع تشبيهه بمحل آخر‪ ،‬وما خطابه تكليفي على‬
‫الوضعي‪ ،‬وما قدم فيه ذكر العلة‪ ،‬أو دل االشتقاق على حكمه‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ألن األصل في األمور‬ ‫الترجيح بالحُكم؛ مثل أن نُقدم ما د ّل على التحريم على ما دل على اإلباحة‪ّ ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫صا لشيء بالتحريم‪ ،‬نُقدم هذا الحديث‪.‬‬ ‫اإلباحة‪ ،‬فإن أتى حديث يحمل تخصي ً‬
‫الترجيح بأمر خارجي؛ كتقديم ما يشهد له ظاهر القرآن‪ ،‬أو حديث آخر‪ ،‬أو اإلجماع أو ما قَبِل الشرع‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أو القياس‪ ،‬أو عمل األئمة أو الخلفاء الراشدين‪ ،‬أو معه حديث مرسل آخر‪ ،‬أو منقطع‪ ،‬أو له نظير متفق‬
‫على حكمه‪ ،‬وهكذا‪ .‬فيرجح على اآلخر ل ُمساندة الدليل الخارجي له‪.‬‬
‫الترجيح بكيفية الرواية؛ وذلك من خالل‪ :‬من يحكي بلفظه عمن يحكي بمعناه‪ ،‬ومن ورد فيه سبب‬ ‫‪-7‬‬
‫وروده عن الذي لم يرد فيه‪ ،‬ومن تكون ألفاظه دالة على االتصال‪.‬‬
‫(لو لقينا حديثين متعارضين‪ ،‬واحد فيه الراوي بيروي فيما معنى الحديث‪ ،‬والتاني بيقول إنه بيرويه زي‬
‫ما سمعه عن الرسول بالضبط‪ ،‬هنرجح مين؟ طبعًا اللي رواه بلفظ الرسول مش بمعناه‪ ،‬والحديث اللي‬
‫في سبب النزول عن الحديث اللي مش مذكور فيه سبب النزول)‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ثانيًا‪ :‬علم ناسخ الحديث ومنسوخه‪:‬‬
‫والنسخ لغة‪ :‬هو النقل‪ ،‬التحويل‪ ،‬اإلزالة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واصطال ًحا‪ :‬هو رفع الشارع حُك ًما من أحكامه السابق بحكم من أحكامه الالحق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شروط النسخ الشرعي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون الحكم المنسوخ شرعيًا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وأن يكون الدليل الدال على ارتفاع الحكم الشرعي متراخيًا عن الخطاب المنسوخ حكمه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وأال يكون الخطاب المرفوع حكمه ُمقيدًا بوقت معين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وأنه ال يكون إال في األوامر‪ ،‬أو في لفظ خبر معناه معنى أمر‪ ،‬وال يجوز النسخ في األخبار‪ ،‬وال‬ ‫‪-4‬‬
‫يدخل النسخ في العقائد‪.‬‬
‫أسباب النسخ (الحكمة من النسخ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫نزول الوحي بالحكم الشاق على المكلفين‪ ،‬فقد ينزل الحكم شاقًا الختبارهم وامتحان صدق إيمانهم‬ ‫‪-1‬‬
‫وتسليمهم وانقيادهم‪.‬‬
‫التد ّرج في التشريع؛ لحداثة الناس بالجاهلية‪ ،‬تأليفً لقلوبهم على اإلسالم وتهيأتهم‪ ،‬كتحريم‬ ‫‪-2‬‬
‫الخمر‪.‬‬
‫التيسير على المكلفين‪ ،‬ألن النسخ إذا كان لما هو أشق ففيه زيادة ثواب‪ ،‬وإن كان لما هو أخف ففيه‬ ‫‪-3‬‬
‫سهولة وتيسير‪.‬‬
‫حفظ مصالح العباد‪ ،‬فإذا كانت المصلحة لهم في تبديل حكم بحكم‪ ،‬كان التبديل لمراعاة المصلحة‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫فإن زالت حكمة األول أمر هللا بتركه واألخذ بالخطاب الجديد للحكمة فيه‪.‬‬
‫تطييبًا لنفس رسول هللا وأصحابه‪ ،‬وتميي ًزا لهذه األ ّمة‪ ،‬فنسخ بشريعته جميع الشرائع‪ ،‬وريعته ال‬ ‫‪-5‬‬
‫ناسخ لها‪.‬‬

‫‪ ‬طرق معرفة ناسخ الحديث ومنسوخة‪:‬‬


‫‪ -1‬يُعرف من رسول هللا‪ ،‬كقوله صلى هللا عليه وسلم‪( :‬نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها‪ ،‬ونهيتكم‬
‫عن لحوم األضاحي فوق ثالث‪ ،‬فامسكوا ما بدا لكم‪.)...‬‬

‫‪9‬‬
‫ينصّ عليه صحابي‪ ،‬كقول جابر بن عبد هللا‪ :‬كان آخر األمرين من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن رسول‬‫"ترك الوضوء مما مست النار"‪ ،‬ثُم نجد حديث عبد هللا بن عباس وغيره من الصحابة ّ‬
‫هللا أك ّل كتف شاة ثُم صلّى وتوضأ‪ .‬إ ًذا األول منسوخ والثاني ناس ٌخ له‪.‬‬
‫يُعرف بتاريخ الواقعتين؛ مثل حديث رسول هللا‪ « :‬أفطر الحاجم والمحجوم » ثُم حديث ابن عباس‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن النبي ﷺ "احتجم وهو محرم صائم"‪ .‬فيظهر أن الثاني ناسخ لألول من حيث إنه روي رُوي‬
‫زمان الفتح‪ ،‬والثاني في حجة الوداع‪.‬‬
‫يُعرف باإلجماع‪.‬‬‫‪-4‬‬
‫‪ ‬حكم العمل بالحديث المنسوخ‪:‬‬
‫حكمه ترك العمل به‪ ،‬ويُروى ليعُلم‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬علم أسباب ورود الحديث‪:‬‬


‫هو علم يُبحث فيه عن األسباب الداعية إلى ذكر رسول ہللا ﷺ للحديث‪ ،‬وهذا السبب قد يكون‬ ‫‪‬‬
‫سؤااًل ‪ ،‬وقد يكون قصة‪ ،‬وقد تكون حادثة‪ ،‬فيقول النبي صلى هللا عليه وسلم الحديث بسببه أو‬
‫بسببها‪.‬‬
‫والحديث الشريف في الورود على قسمين‪" :‬ما له سبب قيل ألجله‪ ،‬وما ال سبب له"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األول‪ :‬أن يقع حدث قواُل أو فعاُل أو سؤااًل ممن عاصروا النبي ﷺ‪ ،‬فيقول النبي قوالً بشأنه بوحي من‬
‫هللا‪ ،‬وهذا هو المراد بسبب ورود الحديث‪ ،‬وأمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬مثال القول‪ :‬حديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬جاء رجالن من المشرق فخطبا‪ ،‬فقال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ّ « :‬‬
‫إن من البيان لسحرا»‪.‬‬
‫‪ -2‬مثال الفعل‪ :‬حديث أبي هريرة قال‪ :‬أشبعوا الوضوء‪ ،‬فأبا القاسم صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫«ويل لألعقاب من النّار»‪ .‬وسبب وروده‪ :‬قال عبد هللا بن عمرو رضي هللا عنهما‪ :‬رجعنا‬
‫مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم‬
‫عند العصر‪ ،‬فتوضئوا ولهم عجال فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء فقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬ويل لألعقاب من النار‪ ،‬أسبغوا الوضوء»‪.‬‬
‫‪ -3‬مثال للسؤال‪ :‬حديث ابن عباس عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬الماء ال يُنجّسه شيء"‪.‬‬
‫سبب وروده‪ :‬كما في حديث أبي سعيد الخدري‪ ،‬أنه قيل لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يطرح فيها الحيض ولحم الكالب والنتن؟ فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪« :‬الماء طهور ال ينجسه شيء»‬
‫الثاني‪ :‬أن ال يكون له سبب مباشر؛ فيذكره النبي ﷺ ابتدا ًء بوحي من هللا سبحانه حسب الحاجة‬
‫والمصلحة‪ ،‬من غير ارتباط بسبب نزول‪ ،‬ومن أمثلته حديث رسول هللا عن صالة الضحى‪ ،‬فيقول النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪« :‬يُصبح على كل سالمي من أحدكم صدقة‪ ،‬فكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وكل تحميدة‬

‫‪10‬‬
‫صدقة‪ ،‬وكل تهليلة صدقة‪ ،‬وكل تكبيرة صدقة‪ ،‬وأمر بالمعروف صدقة‪ ،‬ونهي عن المنكر صدقة‪،‬‬
‫ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»‪.‬‬

‫سبب ورود الحديث قد يُنقل في الحديث‪ ،‬وقد يُذكر في غيره‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫أواًل ‪ :‬ذكر السبب في الحديث؛ ومن أمثلته‪ :‬روى أبو هريرة ‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم دخل‬
‫المسجد فدخل رجل فصلى‪ ،‬فسلّم على النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فرد وقال‪« :‬ارجع فصل‪ ،‬فإنك لم‬
‫تصل»‪ ،‬فرجع يصلي كما صلى‪ ،‬ثم جاء‪ ،‬فسلم على النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال رسول هللا‪« :‬ارجع‬
‫فصل‪ ،‬فإنك لم تصل» ثالثا‪ ،‬فقال‪ :‬والذي بعثك بالحق ما ُأحسن غيره؛ فعلمني‪ ،‬فقال رسول هللا‪« :‬إذا‬
‫قمت إلى الصالة فكبر‪ ،‬ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن‪ ،‬ثم اركع حتى تطمئن راكعًا‪ ،‬ثم ارفع حتى تعدل‬
‫قائ ًما‪ ،‬ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا‪ ،‬ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا‪ ،‬وافعل ذلك في صالتك كلها»‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن ال يُذكر السبب في الحديث‪ ،‬أو ينقل في بعض طرقه دون بعض‪ :‬ومن أمثلته‪ :‬حديث ابن بريدة‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني عمران بن حصين ‪-‬وكان مبسو ًرا‪ -‬قال‪ :‬سألت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن صالة‬
‫الرجل قاعدًا‪ ،‬فقال‪« :‬إن صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا‪ ،‬فله نصف أجر القائم‪ ،‬ومن صلى‬
‫نائ ًم ا‪ ،‬فله نصف أجر القاعد»‪ ،‬وكان سبب هذا الحديث مرض عمران بالبواسير وكانت تشق عليه‬
‫الصالة على صيغتها‪ ،‬فكان حديث رسول هللا برخصة الصالة على هيئة الجلوس أو االستلقاء نائ ًما على‬
‫قدر المشقة والمرض‪.‬‬
‫فائدة معرفتنا ألسباب ورود الحديث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ألن ذكر السبب يُعلمنا بضبط الراوي للخبر‪ ،‬ويُعين على إدراك الحكم الشرعي الذي يتضمنه‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‪( :‬كتب الحديث و ُمصنفاته)‬

‫‪11‬‬
‫المصنفين الذين ألفوا في علم الحديث‪ ،‬من خالل جمع األحاديث التي وصلتنا مروية عن رسول هللا‬
‫بإسنادها‪ ،‬وتسجل الحديث في كتبهم‪ ،‬سواء كان الحديث ضعيف أو صحيح أو كان من ثقة أو‬
‫صدوق أو غيره‪ ،‬فسجلوها في كتب اسمها‪:‬‬
‫‪ -‬كتب الصحاح‪ €،‬مثل صحيح بخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -‬كتب السنن؛ كسنن أبي داوود وابن ماجة والترمذي‪.‬‬
‫‪ -‬كتب اسمها المصنفات‪ €‬أو الموطئات أو المسانيد‪.‬‬
‫وكل كتاب له منهج في التأليف يختلف عن غيره‪ ،‬أي طريقة في جمع األحاديث‬
‫وتصنيفها ووضعها في الكتاب‪ €،‬وسنذكر منهم (صحيح بخاري‪ ،‬صحيح مسلم‪،‬‬
‫سنن ابن ماجة‪ ،‬وداوود والترمذي‪ ،‬والنسائي)‪.‬‬
‫أواًل ‪ :‬صحيح البخاري‪:‬‬
‫شروط البخاري في صحيحه‪:‬‬
‫‪-‬اتصال اإلسناد؛ وذلك من خالل‪( :‬لقاء‪ ،‬معاصرة‪ ،‬طول مالزمة)؛ أي أن يُعاصر التلميذ شيخه الذي تلقى عنه‪،‬‬
‫وأن يحدث لقاء بين الشيخ والتلميذ‪ ،‬وأال يكون لقا ًءا واحدًا أو اثنين‪ ،‬بل أن يكونَ ُمالز ًما له سنةً أو اثنتين‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون الراوي ثقة ؛ (والراوي الثقة هو الذي يجمع بين شرطي الضبط والعدالة‪ ،‬أي يكون قوي الحفظ‪ ،‬وبه‬
‫مروءة ليس بفاسق)‪.‬‬
‫‪-‬أاّل يكون الراوي ُمدلّسًا؛ والمدلس هو من يضع لمن سمع منه ما لم يسمع منه‪.‬‬
‫منهج البخاري في صحيحه‪:‬‬
‫موضوع‬
‫ٍ‬ ‫رتب البخاري األحاديث ترتيبًا موضوعيًا‪ ،‬أي أنه جمع كل األحاديث التي تتحدث عن‬ ‫‪-1‬‬
‫ب واحد‪ ،‬فصنفها على أبواب الفقه والعقائد والتفسير واآلداب‪.‬‬ ‫واحد تحت با ٍ‬
‫ب يضم عددًا من األحاديث‪ ،‬قد يكثر بعضها في باب‪،‬‬ ‫قسم كتابه الصحيح إلى عدة أبواب‪ُ ،‬كل با ٍ‬ ‫‪-2‬‬
‫ويقل بعضها في باب أو تنعدم‪ ،‬ليُشير إلى أن هذا العنوان لم يجد فيه حديثًا يخضع لشروطه حتى‬
‫يُدرجه تحته‪.‬‬
‫لم يُرتب األبواب المتقاربة في الموضوعات بحيث تكون ُمتتابعة‪ ،‬بل قد يبدأ بأبواب موضوعات‬ ‫‪-3‬‬
‫ب في موضوعات العقيدة مرة ُأخرى؛ فبدأ بـ‪":‬بدء الوحي" ثُم ذكر‬ ‫العقيدة ثُم الفقه ثُم يعود ألبوا ٍ‬
‫بعده "اإليمان" ثم "العلم"‪ ،‬ثُم "الطهارة" ثم "الصالة"‪ €،‬ثم "الزكاة"‪...‬‬
‫كان يُكرر اإلمام البخاري بعض األحاديث الصحيحة في كتابه؛ بحيث قد يشتمل الحديث الواحد‬ ‫‪-4‬‬
‫على أكثر من معنى‪ ،‬وكل معنى يندرج تحت باب ُمعين‪.‬‬
‫تراجم األبواب عنده بعضها تكون ظاهرة وبعضها خفية؛ فالظاهرة‪ :‬أن تكون داللتها تُطابق ما‬ ‫‪-5‬‬
‫يورده من أحاديث تحتها‪ ،‬وبعضها خفي أو داللته غير واضحة بشكل كافي لتدل على ما يورده‬
‫تحتها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫األصل أنه في صحيحه لم إال ما اتصل سنده‪ ،‬ولكنه في التراجم (عناوين األبواب)‪ ،‬والمتابعات‬ ‫‪-6‬‬
‫أورد بعض األسانيد غير المتصلة (المعلقة والمرسلة) ألغراض علمية ثانوية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬صحيح ُمسلم‪:‬‬


‫شروط اإلمام ُمسلم في صحيحه‪:‬‬
‫أن يكون الحديث متصل اإلسناد (ويشترط فيه المعاصرة لكن ال يشترط طول المالزمة مثل اإلمام‬ ‫‪o‬‬
‫البخاري‪ ،‬وإنما يكفيه اللقاء إن ق ّل أو كثر)‪.‬‬
‫أن يكون الراوي ثقة يروي عن راوي ثقة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫أاّل يكون هناك شذو ًذا وال علّة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫أاّل يكون الراوي ُمدلّسًا‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫منهج ُمسلم في صحيحه‪:‬‬


‫تميز منهج اإلمام مسلم في صحيحه بسمات‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه صحیح بمقدمة‪ ،‬ذكر فيها تنصيص لعلوم الحديث كبداية للعلم‪ ،‬بعكس اإلمام البخاري‪.‬‬
‫‪ -2‬جمع فيه الحديث الصحيح مجردًا عن مأثورات الصحابة والتابعين إال نادرًا‪ ،‬بعكس البخاري‪.‬‬
‫‪ -3‬رتب صحيحه على كتب وأبواب‪ ،‬مثل اإلمام البخاري‪ ،‬لكنه اختلف عنه في ترتيب األبواب داخل‬
‫الكتاب‪ ،‬فجعل األبواب متقاربة الموضوعات‪ €‬تكون ُمتتالية‪ ،‬فأبواب موضوعات الفقه تلي بعضها‬
‫البعض‪ ،‬وأبواب موضوعات العقيدة وهكذا‪.‬‬
‫‪ -4‬جمع طُرق األحاديث وأسانيدها في موضع واحد‪ ،‬دون أن يُكرر المتن مثلما كان يفعل شيخه البخاري في‬
‫صحيحه؛ وذلك ألنه لم يقصد بالجمع عرض ما في األحاديث من األحكام كما فعل اإلمام البخاري‪ ،‬فإذا‬
‫اتحد المتن ال يكرره‪ ،‬وإذا كان االختالف يسي ًرا نبه عليه فقط‪ ،‬أما إذا كان غير يسير فإنه يعيد المتن؛ ألنه‬
‫يصبح حينئذ متنا جديدًا‪.‬‬
‫‪ -5‬اعتنى بضبط اختالف ألفاظ الرواة اعتنا ًء كبي ًرا‪ ،‬فإن حدثه أكثر من شيخ‪ ،‬نبه على أن ما أثبته في كتابه‬
‫أن "حدثنا "ال‬ ‫إنما هي رواية فالن وألفاظه‪ ،‬بل وميز بين قول الراوي "حدثنا" و "أخبرنا"‪ ،‬وفرّق بينهما ّ‬
‫يجوز إطالقه أن تُقال إال على ما سمعه من لفظ الشيخ (الشيخ نطقه بنفسه)‪ ،‬أما "أخبرنا" هو ما قُرئ‬
‫على الشيخ (أي أتى بالمتن وطلب من تالميذه أن يقرأوه عليه)‪.‬‬
‫‪ . -6‬اعتنى باألسانيد‪ ،‬ولم يكتف ببعضها‪ ،‬مع إيجاز العبارة وكمال حسنها‪ ،‬كأن يذكر سندًا لحديث ما‪ ،‬ثم‬
‫يقول‪( :‬ح) =حدثنا‪ ،‬ويذكر سندا آخر أو أكثر للحديث‪ ،‬والكل متفق في بعض الرجال‪ ،‬لكنه ينبه على‬
‫اإلسناد في كل حديث‪( ،‬أي كلهم لهم نفس اإلسناد‪ ،‬فكان بإمكانه أن يجمع أسانيد أحاديث الصحيفة‬
‫الواحدة بإسنا ٍد واحد‪ ،‬فيذكر اإلسناد مرة واحدة ألول حديث فقط‪ ،‬ويُنبه أن بقية األحاديث لها نفس هذا‬
‫اإلسناد‪ ،‬لكنه ورعًا وتحريًا وإتقانًا كان يأبى إال أن يضع كل حديث منهم ُمقترنًا بإسناده منفردًا)‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تحرى في ذكر أي زيادة عما سمعه من شيخه‪ ،‬مثل أن يقول شيخه‪" :‬حدثنا عبد هللا بن مسلمة‪ ،‬حدثنا‬ ‫‪-7‬‬
‫سليمان‪ "..‬ولم يذكر أي سليمان‪ ،‬أي لم يذكر نسبه‪ ،‬فيأتي اإلمام ُمسلم باإلسناد ويضع رم ًزا أو عالمة‬
‫أن شيخه لم يُحدد نسب سُليمان الذي يقصده في اإلسناد‪ ،‬وهذا من دقته وأمانته‪.‬‬ ‫ليُبين ّ‬
‫قسم األخبار المسندة إلى رسول ہللا ﷺ إلى ثالثة أقسام‪ ،‬تضم أربع طبقات تبعًا لدرجات الرواة‬ ‫‪-8‬‬
‫ومكانتهم‪ ،‬ومن حيث قبول رواياتهم وردها‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬وهو ما رواه ثقة عن ثقة عن ثقة حتى آخر اإلسناد في كل الطبقات (أي إسناد كله ثقات)‪،‬‬
‫فيكون أول إسنا ٍد يبدأ به‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬وفيه قد يكون أهل الطبقة الثانية في اإلسناد من أصحاب الحفظ األقل إتقانًا وضبطًا قلياًل ‪،‬‬
‫ويأتي به بعد روايات القسم األول‪ ،‬لذا يُسمى بالمتابعات‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬ويشمل المتهمين من أهل الطبقة الثالثة والغالب على حديثه الوهم من أهل الطبقة الرابعة‪،‬‬
‫فهؤالء ال يعرج على حديثهم‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬سنن الترمذي‪:‬‬


‫سننه‪:‬‬
‫شروط الترمذي في ُ‬
‫شرط الترمذي في سننه أن يكون جميع ما في هذا الكتاب من أحاديث هو معمول بها‪ ،‬أي ال يضع فيه حديث‬
‫للرسول لكن ال يعمل به الناس‪.‬‬
‫منهج اإلمام الترمذي في السنن‪:‬‬
‫منهجه منهج واضح يمكن بيانه فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬رتبه على كتب وأبواب فقهية‪.‬‬
‫‪ -2‬لم يلتزم فيه باألحاديث الصحيحة فقط‪ ،‬بل أدرج فيه الصحيح والحسن والضعيف‪ ،‬لكنه كان يبين درجة‬
‫كل حديث في موضعه من الكتاب مع بيان علته إذا كان معلواًل ‪ ،‬أي يضعه ويُعلق عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬ال يُدرج في كتابه إال حديثًا عَمل به فقيه أو احتج به محتج‪.‬‬
‫‪ -4‬اختصر طرق الحديث‪ ،‬فإذا كان في الباب عدة أحاديث‪ ،‬ذكر واحدًا أو أكثر‪ ،‬وأشار إلى ما عدا ذلك‬
‫فيقول‪ :‬وفي الباب عن فالن وفالن؛ أي يذكر الحديث وجميع األسانيد له وال يُكرره‪.‬‬
‫‪ -5‬يذكر األحاديث المخالفة والمعارضة لما رواه في الباب‪ ،‬ويبين درجتها‪ ،‬أو من أخذ بها من الفقهاء‪ ،‬أو‬
‫أنها منسوخة‪ ،‬وأحيانًا ال يكتفي بتسجيل اآلراء‪ ،‬وإنما يذكر رأيه في المسألة الفقهية‪.‬‬
‫‪ -6‬أنهى سننه بخاتمة‪ ،‬وهي كتاب العلل الذي جمع فيه فوائد حديثية مهمة‪( .‬وهو ما يُميز منهجه)‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬سنن أبي داود‪:‬‬


‫شروط أبي داود في سننه‪:‬‬
‫اهتم في سننه بجمع ما هو صحيح‪ ،‬وحسن‪ ،‬أو صالح لالحتجاج‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -2‬أنه قد يُخرج الحديث الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره؛ ألنه أقوى من رأي الرجال‪ ،‬وذكر اإلمام أبي‬
‫داود بعض األحاديث الضعيفة في كتابه لألمور اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ألن طريقته في التصنيف هي أن يجمع كل األحاديث التي تتضمن أحكاما فقهية ذهب إلى القول بها‬
‫عالم من العلماء‪.‬‬
‫‪ -‬ألنه كان يرى أن الحديث الضعيف –إن لم يكن شديد الضعف‪ -‬أقوى من رأي الرجال ومن القياس‪.‬‬
‫‪ -‬وأنه إذا كان الحديث شديد الضعف‪ ،‬فإنما يُورده ليدل على عدم تبنيه لمضمونه‪ ،‬وكأنه بذلك يرد‬
‫على اآلخرين به قائاًل ‪ :‬ليس لكم دليل بهذا الحديث على رأيكم؛ ألن الحديث شديد الضعف‪( .‬أي‬
‫ليُعرف ضعف الحديث إذا استشهد به أحد على رأيه للرد عليه)‪.‬‬
‫منهج أبي داود في سننه‪:‬‬
‫‪ -1‬رتب أبو داود أحاديثه ترتيبا فقهيًا‪ ،‬وصنفها على كتب‪ ،‬تندرج تحتها أبواب مثل الترمذي‪.‬‬
‫‪ -2‬يبدأ األبواب بذكر األحاديث الصحيحة‪ ،‬وقد يسوق بعدها أحيانًا غير الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -3‬يُنبه على اختالف الرواة في ألفاظ المتون التي تلتقي في موضوع واحد‪ ،‬مثل أن أحدهم قال "جلس"‬
‫واآلخر "قعد" فيُركز على اختالف اللفظ‪.‬‬
‫‪ -4‬يذكر ما يخدم الناحية الفقهية التي غني بها كتابه‪( ،‬ويختلف فيها عن الترمذي) وذلك بأنه‪:‬‬
‫أ‪ -‬يذكر بعض القواعد التي تُتبع عندما يبدو تعارض ظاهر األحاديث؛ ليلفت نظرنا إلى الفهم الصحيح‪.‬‬
‫ب‪ -‬ينقل أقوال بعض األئمة وآراء الفقهاء تعقيبًا على بعض األحاديث‪.‬‬
‫ت‪ -‬يذكر بعض آراء السلف‪ ،‬ويختار منها‪.‬‬

‫سا‪ :‬السنن ال ُكبرى والصغرى للنسائي‪:‬‬


‫خام ً‬
‫منهج اإلمام النسائي‪:‬‬
‫اقتصر على أحاديث األحكام ‪-‬أي‪ :‬الفقه‪ -‬إال قلياًل ‪ ،‬ورتبها ترتيبا فقهيا‪ ،‬كما فعل أبو داود تقريبًا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قسم كتاب السنن إلى كتب‪ ،‬والكتب إلى أبواب‪ ،‬ووضع تراجم ‪-‬عناوين‪ -‬لألبواب تدل على فقهه ودقة‬ ‫‪-2‬‬
‫استنباطه‪.‬‬
‫رتب أبوابه األول فاألول بحسب ترتيبها في الشرع‪ ،‬ترتيبًا منطقيًا مترابطًا‪ ،‬أي مثاًل ‪ :‬باب الطهارة‪ ،‬ثُم‬ ‫‪-3‬‬
‫الوضوء‪ ،‬ثُم الصالة ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ليس في كتابه السنن تعقيبات فقهية‪ ،‬وال يذكر آراء الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب‪ ،‬مثل الترمذي‬ ‫‪-4‬‬
‫وأبي داوود‪.‬‬
‫يتشابه مع اإلمام البخاري في تكرار الحديث الواحد تحت عدة تراجم‪ ،‬الشتمالها على عدة فوائد فقهية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وما يُميزه أنّه يبين غريب بعض األلفاظ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫يشير إلى األحاديث الضعيفة والمنكرة أحيانًا‪ ،‬ويُعلّق عليها ويذكر سبب ضعفها وعلّتها‪..‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اهتم بضبط اختالف ألفاظ الرواة‪ ،‬مثل اإلمام ُمسلم‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫يهتم بمختلف الحديث‪ ،‬أي األحاديث التي ظاهرها التعارض‪ ،‬وترجيح الصحيح من األحاديث‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪15‬‬
‫سا‪ :‬سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫ساد ً‬
‫منهج ابن ماجه‪:‬‬
‫قُسم كتاب السنن على كتب وأبواب‪ ،‬ورتبها ترتيبًا فقهيًا‪ ،‬ووضع تراجم لألبواب‪ ،‬كسنن الترمذي‪ ،‬وابن‬ ‫‪-1‬‬
‫داوود والنسائي‪.‬‬
‫ق أو تبيين لسبب ضعفها‪ ،‬وعلّتها‪ ،‬فهو أكثر كتاب‬ ‫يذكر األحاديث الضعيفة ويضعها في الفضاء دون تعلي ٍ‬ ‫‪-2‬‬
‫سنن يضم أحاديث ضعيفة‪ ،‬لذا فهو من أضعف الكتب‪.‬‬
‫وضع ُمقدمة لكتابه مثل اإلمام ُمسلم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تكرار أو تجزئة بعكس البخاري والنسائي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ .‬يذكر الحديث كاماًل دون‬ ‫‪-4‬‬
‫انفرد عن الجميع في كونه يروي عن ال ُمتهمين بالكذب في العموم لكن ال يروي حديثًا ل ُمتهمين بالوضع أو‬ ‫‪-5‬‬
‫الكذب في أحاديث األحكام الفقهية‪.‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬اختر ما بين األقواس اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫هو ما جاء عن التابعين‪ ،‬من أقوالهم‪ ،‬وأفعالهم موقوفًا عليهم‪( .‬الحديث الموقوف‪ /‬الحديث المرفوع‪/‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الحديث المقطوع)‪.‬‬
‫هو ما ُأضيف إلى الصحابي من قول أو فعل‪( .‬الحديث الموقوف‪ /‬الحديث المرفوع‪ /‬الحديث القدسي)‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هو ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير سواء كان متصاًل أو منقطعًا (الحديث الموقوف‪/‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الحديث المرفوع‪ /‬الحديث القدسي)‪.‬‬
‫الحديث ‪ ....‬وحي من هللا لفظه ومعناه‪( .‬الحديث الموقوف‪ /‬الحديث المرفوع‪ /‬الحديث القدسي)‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ .............‬هو خبر جماعة يُفيد بنفسه العلم بصدقه‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫(الصحيح لذاته‪ /‬الصحيح لغيره‪ /‬الحسن لغيره)‪.‬‬
‫(الغريب‪ /‬العزيز‪ /‬المشهور)‪.‬‬ ‫الحديث ‪ :........‬ما زاد نقله على ثالثة‪ ،‬ولم يصل إلى حد التواتر‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫(الغريب‪ /‬العزيز‪/‬‬ ‫الحديث ‪ :.........‬ما اشترك اثنان أو ثالثة في روايته‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫المشهور)‪.‬‬
‫الحديث ‪ :.........‬هو الذي يتفرد به بعض الرواة‪ ،‬وكذلك الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر ال يذكره فيه غيره‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫(الغريب‪ /‬العزيز‪ /‬المشهور)‬ ‫إما في متنه وإما في إسناده‪.‬‬
‫الحديث الشاذ مردود بسبب‪( ........ :‬الطعن في الراوي ‪ /‬السقط في اإلسناد ‪ /‬اختالف الروايات)‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ ............‬تعني أن يكون يقظًا‪ ،‬ليس مغفال‪ ،‬يعلم معنى الحديث إن كان يروي بالمعنى‪ ،‬ويحفظ كتابه من‬ ‫‪-10‬‬
‫(عدالة الراوي‪ /‬ضبط الراوي ‪/‬اتصال اإلسناد)‬ ‫التبديل والتغيير‪.‬‬
‫‪َ ..............‬ملَكة تَحْ ِملهُ على ُمالزمة التقوى والمروءة‪ ،‬والمراد بالتّقوى‪ :‬اجتناب األعمال السيئة من‬ ‫‪-11‬‬
‫(عدالة الراوي‪ /‬ضبط الراوي ‪/‬اتصال اإلسناد)‬ ‫شرك أو فسق أو بدعة‪.‬‬
‫‪ ...............‬هو الحديث الذي سقط من أول إسناده راوي أو أكثر على التوالي‪.‬‬ ‫‪-12‬‬

‫‪16‬‬
‫(الحديث ال ُمرسل‪ /‬الحديث ال ُمعلق‪ /‬الحديث المنقطع)‪.‬‬
‫الحديث ‪ ..............‬هو ما لم يتصل إسناده سوا ًء كان على أي وج ٍه انقطاعه‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫(ال ُمرسل‪ /‬ال ُمعلق‪ /‬المنقطع)‪.‬‬
‫الحديث ‪ ..............‬وهو ال ُمختلق‪ ،‬الذي ينسب إلى رسول هللا ما لم يقله ولم يفعله أو يُقرّه‪ ،‬وليس‬ ‫‪-14‬‬
‫(المتروك‪ /‬الضعيف‪ /‬الموضوع)‪.‬‬ ‫بحديث‪ ،‬وهو أش ّر أنواع الحديث‪.‬‬
‫الحديث ‪ ............‬هو الذي فقد شرطًا من شروط المقبول‪( .‬المتروك‪ /‬الضعيف‪ /‬الموضوع)‬ ‫‪-15‬‬
‫ُعرف هذا الحديث إال من جهته‪ ،‬أو من ُعرف‬ ‫الحديث ‪ ............‬هو الذي يرويه من يُتهم بالكذب‪ ،‬وال ي َ‬ ‫‪-16‬‬
‫بالكذب في حياته العامة ولم يثبت وقوع كذبه على الرسول‪ ،‬لكن يُترك حديثه اتقا ًء ألن يكون قد كذب‪.‬‬
‫(المتروك‪ /‬الضعيف‪ /‬الموضوع)‬
‫الحديث المعضل مردود بسبب‪........ :‬‬ ‫‪-17‬‬
‫(الطعن في الراوي ‪ /‬السقط في اإلسناد ‪ /‬اختالف الروايات)‪.‬‬
‫الحديث المضطرب‪ €‬مردود بسبب‪.............. :‬‬ ‫‪-18‬‬
‫(الطعن في الراوي ‪ /‬السقط في اإلسناد ‪ /‬اختالف الروايات)‬
‫الحديث المعلق مردود بسبب‪................. :‬‬ ‫‪-19‬‬
‫(الطعن في الراوي ‪ /‬السقط في اإلسناد ‪ /‬اختالف الروايات)‬
‫الحديث المرسل مردود بسبب‪................ :‬‬ ‫‪-20‬‬
‫(الطعن في الراوي ‪ /‬السقط في اإلسناد ‪ /‬اختالف الروايات)‬
‫الحديث ‪ ..............‬هو الذي رواه راوي ضعيف سيء الحفظ وخالف فيه الراوي الثقة‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫(منكر ‪ُ /‬مدرج ‪ /‬مضطرب)‪.‬‬
‫الحديث ‪ ..............‬هو ما ُغيّر سياق إسناده‪ ،‬أو ُأدخل في متنه ما ليس منه بال فصل‪.‬‬ ‫‪-22‬‬
‫(منكر ‪ُ /‬مدرج ‪ /‬مضطرب)‪.‬‬
‫الحديث ‪ ............‬هو الحديث الحسن لذاته إذا تعددت طرقه بشواهد أو متابعات‪.‬‬ ‫‪-23‬‬
‫(الصحيح لذاته – الصحيح لغيره – الحسن لغيره)‬
‫الحديث الذي وقعت فيه المخالفة بتغيير حرف‪ ،‬أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق‪:‬‬ ‫‪-24‬‬
‫(المصحف ‪ /‬المنكر‪ /‬المضطرب)‬
‫حديث‪( :‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي‪ ،‬وجعلته بينكم محرما فال تظالموا‪ )..‬هو حديث‪:‬‬ ‫‪-25‬‬
‫(مرفوع ‪/‬موقوف‪ /‬قدسي)‬
‫عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إنما األعمال بالنيات‪،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫وإنما لكل امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله فهجرته إلى هللا ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته‬
‫إلى دنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"‪ ،‬الحديث‪:‬‬
‫(مرفوع ‪/‬موقوف‪ /‬قدسي)‬
‫قول الحسن البصري في الصالة خلف المبتدع‪" :‬صل‪ ،‬وعليه بدعته"‪ ،‬هو حديث‪:‬‬ ‫‪-27‬‬
‫(مرفوع ‪/‬موقوف‪ /‬مقطوع)‬
‫وقول البخاري‪( :‬وَأ َّم ابنُ عباس وهو متيمم)‪ ،‬هو حديث‪:‬‬ ‫‪-28‬‬
‫(مرفوع ‪/‬موقوف‪ /‬مقطوع(‬
‫‪17‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬قارن بين‪ :‬الجمع بين (ألحاديث المتعارضة بتأويل ‪ -‬الجمع بينها بتقييد مطلق ‪-‬‬
‫الجمع بتخصيص عام)‪ .‬ج‪ :‬صفحة ‪7‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬ع ّرف كُاًل من‪:‬‬
‫علم مختلف الحديث‪ .‬ج‪ :‬صفحة ‪ 6‬مع ذكر مثال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علم ناسخ الحديث ومنسوخه‪ :‬ج‪ :‬صفحة ‪( 9‬لغة واصطال ًحا مع ذكر مثال)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫علم أسباب ورود األحاديث‪ .‬ج‪ :‬صفحة ‪( 10‬التعريف مع ذكر أمثلة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السؤال الرابع‪ :‬ادحض الشبهة في كُاًل من‪:‬‬
‫قد يبدو اختالف وتناقض ظاهر بين حديث ونص شرعي آخر؛ مما يوهم التعارض‪ ،‬ويثير‪ c‬الشبهات‬ ‫‪-‬‬
‫حول األحاديث‪ ،‬ادحض هذه الشبهة‪ .‬ج‪(:‬هنتكلم عن قسمي األحاديث اللي ظاهرها التعارض في ص‬
‫‪ 7‬و‪ 8‬و‪.)9‬‬
‫شُبهة وقوع النسخ في بعض أحكام اإلسالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن هللا كيفَ يحكم بشي ٍء ثُم يرجع فيه‪،‬‬ ‫أن البعض يُثيرون في أمر نسخ بعض األحكام ُشبهة ّ‬ ‫ج‪ :‬نقول ّ‬
‫سوا ًء باألخف أو باألصعب‪ ،‬ألم يكن قادرًا أن يُن ّزل الحكم الناسخ ُمباشرة؟ ‪-‬وتنزه هللا تعالى ع ّما‬
‫أن هللا سُبحانه له حكمة في ُكل ما يفعله ويُق ّدره‪ ،‬فقد ينزل الوحي بالحكم الشاق‬ ‫يقولون‪ -‬نر ّد ونقول ّ‬
‫في بادئ األمر ليمتحن المؤمنين ويختبر صدقهم‪ ،‬وتسليمهم ألمر هللا وانقيادهم له‪ ،‬ثُم بعد ذلك يُن ّزل‬
‫هللا حُك ًما ينسخه يكون أخف للتيسير عليهم‪ ،‬وقد يُن ّزل الحكم األيسر ثُم يتدرج في التشريع حتى‬
‫يتناسب مع طبيعة البيئة الجاهلية التي دخل عليها اإلسالم‪ ،‬لتأليف قلوبهم ولتيسير تطبيق الحكم‬
‫عليهم‪ ،‬كتحريم الخمر‪.‬‬
‫أن في النسخ فيه حفظ مصالح العباد‪ ،‬فإذا كانت المصلحة لهم في تبديل حكم بحكم‪ ،‬كان التبديل‬ ‫كما ّ‬
‫لمراعاة المصلحة‪ ،‬فإن زالت حكمة األول أمر هللا بتركه واألخذ بالخطاب الجديد للحكمة فيه‪ ،‬وفيه‬
‫تطييبًا لنفس رسول هللا وأصحابه‪ ،‬وتميي ًزا لهذه األ ّمة‪ ،‬فنسخ بشريعته جميع الشرائع‪ ،‬وريعته ال ناسخ‬
‫لها‪.‬‬
‫أن من الشبهات المثارة في قضية النسخ هو نسخ األمور المتعلقة بالعقائد‪ ،‬وهو أم ٌر باطل‪،‬‬ ‫كما ّ‬
‫فالعقيدة هي أمر ثابت بكل ما فيه ال تقبل النسخ والتبديل‪ ،‬ومن يُثير هذه الشبهة ال يعلم بشكل كافي‬
‫عن علم ناسخ الحديث ومنسوخه وشروط النسخ‪.‬‬
‫السؤال الخامس‪ :‬بين نوع واحد من علوم الحديث في األحاديث التالية‪:‬‬
‫‪( -1‬ال عدوى وال صفر وال هامة)؛ علم مختلف الحديث‬
‫(أفطر الحاجم والمحجوم)؛ علم ناسخ الحديث ومنسوخه‬ ‫‪-2‬‬
‫هللا هللا)؛ علم مختلف الحديث‪.‬‬
‫ال( تقوم الساعة حتى ال يقول في األرض ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪18‬‬
‫‪( -4‬لعن رسول هللا ز ّوارات القبور)؛ علم مختلف الحديث‪.‬‬
‫فصل فإنك لم تصل)؛ علم أسباب ورود الحديث‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪( -5‬قم‬
‫‪( -6‬صالة الجالس نصف صالة القائم)؛ علم أسباب ورود الحديث‪.‬‬
‫‪( -7‬ما من مولود إال يولد على الفطرة)؛ علم مختلف الحديث‪.‬‬
‫‪( -8‬توضئوا مما مست النار)؛ علم ناسخ الحديث ومنسوخه‪.‬‬
‫‪( -9‬إذا سكر فاجلدوه ‪ ...‬فإن عار الرابعة فاقتلوه)؛ علم ناسخ الحديث ومنسوخه‪.‬‬
‫‪(-10‬وي ٌل لألعقاب من النار)؛ علم أسباب ورود الحديث‪.‬‬
‫‪(-11‬الماء ال يُنجسه شيء)؛ علم أسباب ورود الحديث‪.‬‬
‫السؤال السادس‪ :‬أذكر‪:‬‬
‫طرق معرفة الناسخ والمنسوخ‪ .‬ج‪ :‬ص‪10‬‬ ‫‪-‬‬
‫أسباب النسخ‪ .‬ج‪ :‬ص ‪9‬‬ ‫‪-‬‬
‫قِس َمي الورود في الحديث الشريف‪ /‬طَريقَي معرفة سبب ورود الحديث‪ .‬ج‪:‬صفحة ‪10،11‬‬ ‫‪-‬‬

‫السؤال السابع‪ :‬حدد موضع الخطأ في العبارات اآلتية‪ ،‬مع تصويب الخطأ‪:‬‬
‫خ ّرج النسائي أحاديثًا ضعيفة في سننه‪ c‬إذ لم يجد في الباب غيرها‪ ،‬ألنها أقوى من رأي الرجال‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التصويب‪ :‬خرّج أبي داوود‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الخطأ‪ :‬النسائي‪.‬‬
‫كان البخاري ال يُدرج في كتابه إال حديثًا عَمل به فقيه أو احتج به محتج‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التصويب‪ :‬الترمذي‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الخطأ‪ :‬البخاري‪.‬‬
‫يتشابه اإلمام النسائي مع اإلمام البخاري في عدم تكرار الحديث الواحد تحت عدة تراجم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ج‪ :‬الخطأ‪ :‬عدم تكرار الحديث‪ .‬التصويب‪ :‬تكرار الحديث‪.‬‬
‫اإلمام النسائي في سننه ينقل أقوال بعض األئمة وآراء الفقهاء تعقيبًا على بعض األحاديث‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫التصويب‪ :‬أبي داوود‪.‬‬ ‫ج‪ :‬الخطأ‪ :‬النسائي‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like