Professional Documents
Culture Documents
ثانيًا :الحديث المرفوع :وهو ما ُأضيف إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم من قو ٍل أو فع ٍل أو تقرير ،سواء
كان متصاًل أو منقطعًا ،وينقسم إلى:
فعل أو تقرير:
قول أو ٍ
-1مرفوع صريح :هو ما ورد عن رسول هللا من ٍ
والحديث المرفوع القولي الصريح ؛ وهو ما قاله الرسول صلى هللا عليه وسلم صراحةً ،ومثال ذلك حديث عمر
بن الخطاب رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :إنما األعمال بالنيات ،وإنما لكل امرئ ما
نوى ،فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله فهجرته إلى هللا ورسوله ،ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
والحديث المرفوع الفعلي :هو ما فعله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ورُوي عنه ،مثل الذي روته عنه أمنا
عائشة -رضي هللا عنها -كما روى ٌش َريح ،قال :قلت لعائشة" :بأي شيء كان يبدأ رسول هللا إذا دخل بيته؟ قالت:
بالسواك".
1
والحديث المرفوع التقريري :هو شيء قيل أو فُعل أمام رسول هللا وأق ّرهُ الرسول ولم ينهى عنه ،ومثال ذلك:
تقريره صلى هللا عليه وسلم برفعه الحرج في حجة الوداع عمن قال" :حلقت قبل أن أنحر" ،ومن قال" :نحرت
قبل أن أرمي؟" ،وأشباه ذلك.
-2المرفوع ُحك ًما :وهو رواية صحابي لشيء ال مجال لالجتهاد فيه ،أي في شيء ال يُمكن أن يعرفه دون
أن يُخبره الرسول به ،طالما لم يُعرف عنه األخذ باإلسرائيليات.
ثالثًا :الحديث الموقوف :هو ما نُسب إلى صحابي من قو ٍل أو فعل يقف إليه ال يمت ُد إلى رسول هللا ،أي لم
يُروى عن رسول هللا.
يقف عنده وال يمتد إلى صحابي أو إلى راب ًعا :الحديث المقطوع :هو ما نُسب إلى تابعي من قو ٍل أو فع ٍل ُ
رسول هللا ،أي لم يرويه عن أحد.
ير
(مالحظة) :الصحابي :هو من لقي الرسول وسمع منه وأدرك كالمه ،أما التابعي :هو من لقي الصحابة ولم َ
رسول هللا ولم يسمع منه .وتابعي التابعي :هو من لقي التابعين ممن لقوا الصحابة..
2
أقسام الحديث من حيث القبول والرد:
-1الحديث المقبول:
هو ما تر ّجح صدق ال ُمخبر به ،وأنواعه( :صحيح لذاته ،صحيح لغيره ،حسن لذاته ،حسن لغيره).
أواًل :الحديث الصحيح لذاته:
هو ما اتصل سنده ،بنقل العدل الضابط عن مثله ،وسلم من شذوذ وعلّة ،وتتفاوت درجات الصحيح حسب قوة
شروطه وضعفها .إ ًذا الشروط الكامنة في التعريف هم :5
أن يكون هناك اتصااًل في اإلسناد؛ ومعناه أن كل را ٍو من رواته قد أخذه ُمباشرةً ع ّمن فوقه من أول السند
إلى منتهاه ،وذلك بأن يستلزم معرفة بتاريخ ميالد ووفاة كل راوي في اإلسناد ،وبلده ،والطبقة التي هو
منها ،وال ُمدلّسين ،حتى نتأكد أن كُاًل منهم تلقى ممن قبله بنفسه في حياته وأنه ليس من المدلسين.
عدالة الر ّواة :أي أن ك ّل را ٍو من رواته اتصف بكونه ُمسل ًما بال ًغا عاقاًل غير فاسق وغير مخروم
المروءة.
ضبط الرواة :أي أن ُك ّل را ٍو من رواته كان تام الضبط ،أي يقظًا غير مغفاًل إن كان يُحدث عن حفظه
(ذاكرته جيدة) ،وإما أن يعلم معنى الحديث وما يُغير معناه إن كان يروي بالمعنى (يقول فيما معنى
حديث الرسول ال بنصّه) ،وإ ّما يضبط كتابه ويحفظه من التعديل إن كان يرويه من كتاب.
السالمة من الشذوذ :أي ال يكون الحديث شا ًذا ،أي ُمخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
فقد العلّة القادحة :أي أاّل يكون حديثًا معلواًل ،والعلّة سبب يقدح في صحة الحديث ،مع أن الظاهر
السالمة منه.
ومن الخمسة شروط السابقة من يتعلق باإلسناد ،أو بالراوي ،أو بالرواية المروية ،فيُمكننا تقسيمهم من حيث
هذا الجانب إلى 3شروط:
oاتصال اإلسناد
oعدم الطعن في الراوي :يعني كل را ٍو من سلسلة اإلسناد ال يكون مطعونًا فيه ،ومن أسباب الطعن:
-1الكذب؛ أن يكون في منتصف اإلسناد را ٍو يتعمد الكذب على رسول هللا ،حينها يُطلق على الحديث
(حديث موضوع).
-2تهمة الكذب؛ أن يكون في منتصف اإلسناد را ٍو يُعرف عنه الكذب في العموم لكنه قد يكون لم
يكذب على رسول هللا لكن يُترك حديثه خوفًا من أن يكذب على رسول هللا فيُطلع على هذا الحديث
(حديث متروك).
-3الفسق وسقوط شرط عدالة الراوي؛ فإذا كان في اإلسناد راوي سبب الطعن فيه الفحش أو كثرة
الغفلة أو الفسق.
-4الوهم؛ أن يكون في اإلسناد راوي يتخلل كالمه الوهم و ُعرف عنه ذلك.
3
عدم المخالفة؛ فيما يخص الرواية: o
أي أاّل يُخالف الراوي من هم أولى منه بالقبول ،وتُع َرف من خالل جمع طرق الحديث ،ومقارنة
الروايات ،أو أاّل تُخالف الرواية للمشهور عن الراوي ،وذلك يكون بمعرفة أصول ذلك المحدث،
وعقيدته وما يتداوله أهل الثقات عنه.
وأما الحديث الحسن الصحيح :هو مصطلح لإلمام الترمذي واستشكله بعض العلماء ،ألن الحسن قاصر عن
الصحيح ،فكيف يجتمع الشيء ونفيه معًا ،وقيل ردًا على ذلك :أنّه الحديث الذي له سندان ،سند عن ثقات وهو
صحيح وسند آخر حسن ،فجمع بينهما.
ثالثًا :الحديث الحسن لذاته:
وهو المشهور بعدالة وصدق راويه ،لكنه لم يبلغ درجة الصحيح لضعف الحفظ واإلتقان ،ومثاًل إن ُوجد في
اإلسناد راوي صدوق وقد يسهو = حسن لذاته ،وإذا أتى راوي آخر روى نفس الحديث بنفس اإلسناد إ ًذا قد أكد
كالم الراوي األول ،فيتأكد العلماء انتفاء السهو عن الراوي الصدوق في سلسلة اإلسناد فيرتقي الحديث لصحيح
لغيره.
الحديث المقبول
الحسن الصحيح
لذاته
لغيره لذاته (الصحيح) لغيره
4
-2الحديث المردود:
هو الحديث الذي لم يتر ّجح صدق المخبر به ،ويشمل:
الحديث المردود بسبب الطعن في الراوي.
الحديث المردود بسبب عدم اتصال اإلسناد.
أواًل :الحديث المردود بسبب الطعن في الراوي:
أ -الحديث الضعيف :وهو ما فقد شرطًا من شروط المقبول.
ُعرف هذا الحديث إال من جهته ،أو من ُعرف ب -الحديث المتروك :هو من يرويه من يُتهم بالكذب ،وال ي َ
بالكذب في حياته العامة ولم يثبت وقوع كذبه على الرسول ،لكن يُترك حديثه اتقا ًء ألن يكون قد كذب.
ت -الحديث الموضوع :وهو ال ُمختلق ،الذي ينسب إلى رسول هللا ما لم يقله ولم يفعله أو يُقرّه ،وليس بحديث،
وهو أش ّر أنواع الحديث.
ثانيًا :المردود بسبب سقط في اإلسناد:
أ -الحديث ال ُمعلّق :هو الذي حُذف -سقط -من بداية سلسلة إسناده راوي أو أكثر على التوالي( .وأول السند
هنا أي من جهتنا ال من عند الرسول والصحابة).
ب -الحديث المرسل :هو الذي سقط من سلسلة إسناده ما بعد التابعي -وما بعد التابعي هو الصحابي -راوي
أو أكثر على التوالي.
ت -الحديث ال ُمنقطع :هو ما لم يتصل إسناده سوا ًء كان على أي وج ٍه انقطاعه (يعني أي قطع في االسناد من
أي مكان).
ث -الحديث المعضل :هو الذي سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي.
ج -الحديث المدلس :وهو من أنواع السقط الخفي ،وفيه يستر ال ُمدلّس العيب في اإلسناد حتى يظن المتلقي
أنه ال سقط فيه (يعني لو في اإلسناد قطع ميبينوش في إسناده) ،ويُمكن معرفة هذا النوع من مراجعة
تواريخ الوفاة والحياة والبلدان وهكذا.
ثالثًا :المردود بسبب الروايات:
أ -الحديث الشاذ :وهو ما رواه المقبول مخالفًا فيه ما هو أولى منه وأوثق منه ،لمزيد ضبط أو كثرة عدد.
(ومعنى المقبول هنا أعم من الثقة أو الصدوق؛ والثقة هو اللي بيجمع بين الضبط والعدالة ،والصدوق
يجمع بينهما لكن أقل رُتبة في الضبط)؛ يعني مثاًل ثقة خالف ثقة ،أو صدوق خالف ثقة.
ب -الحديث ال ُمنكر :هو ما رواه راوي ضعيف سيء الحفظ وخالف فيه الراوي الثقة.
ت -الحديث المضطرب :هو الحديث الذي يُروى على أوجه ُمتقاربة ،لكن إن تر ّجحت إحدى الروايات على
األخرى بإحدى طرق الترجيح ،بأن يكون راويها أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه ،أو غيره ،فالحكم
يكون للراجح وال يكون حينها ُمضطربًا.
ث -الحديث المقلوب :هو الحديث الذي حدث فيه تغيير في متنه أو سنده بإبدال أو تقديم أو تأخير ونحوه
ج -الحديث ال ُمدرج :هو أن يأتي راوي بإسناد ،لكن يعترضه عارض ،فيقول كال ًما من نفسه ال من عند
رسول هللا ُمعلقًا على العارض ،فيظن المتلقي أنه من كالم الرسول فيُدرجه ضمن حديث رسول هللا
5
ويستند إلى اإلسناد الذي قاله الراوي ،مثل رواية" :من كثرت صالته بالليل حسُنَ وجهه بالنهار" ،وهنا
بعدما قال الراوي اإلسناد وقبل أن يقول المتن كان دخل عليهم المسجد رج ٌل ُمضيء الوجه ،فعلّق عليه
قائاًل :من كثرت صالته ،...فسهى أحد المتلقيين واستمع إليه وظنّه يقول حديث رسول هللا ،فأخذه منه
ورواه ،وال يُعرف هذا النوع من الحديث إال بمقارنة الروايات.
صحف :هو المخالفة بتغيير حرف أو حروف ،أو تشكيل مع بقاء صورة الخط في السياق، الحديث ال ُم ّ ح-
مثل نهي الرسول عن ال ِحلَق قبل الجمعة ،فيأتي أحدهم ويقول :لم أحلق 40يو ًما يوم الجمعة استنادًا
بالحلَق هنا هي حلقات طلب العلم والتحفيظ. الحلَق ،والمقصود ِلحديث رسول هللا ،فيختلط عليه الحلق مع ِ
وقد يكون في اإلسناد أو المتن.
الحديث ال ُمعلّل :أي فيه علّة معينة وتكون سبب خف ّي ،يقدح في الحديث مع أن الظاهر السالمة منه، خ-
وطريقة معرفته :المقارنة بين طرق جمع الحديث ،وبين رواته ،وضبطهم واتقانهم.
7
إ ًذا فاإلذن عام ،واللعن خاص بمكثرات الزيارة ،خاصة إذا اقترنت بارتكاب محرم.
القسم الثاني :أن يتضادا بحيث ال يُمكن الجمع بينهما :وذلك على نوعين:
أحدهما :أن يظهر كون أحدهما ناس ًخا واآلخر منسو ًخا ،فيُعمل بالناسخ ويُترك المنسوخ ،وذلك
يكون بمعرفة تاريخ الحديثين ،وأيهما متقدم وأيهما متأخر ،فإن كان كذلك كان المتأخر ناس ًخا
لل ُمتقدم.
واآلخر :أن ال تكون هناك داللة على أيهما الناسخ وأيهما المنسوخ ،فحينها ينتهي الحال €إلى
الترجيح ،فيُعمل باألرجح منهما واألثبت ،ويُترك اآلخر ،ووجوه الترجيحات €في األحاديث كثيرة،
أرجعها اإلمام السيوطي إلى سبعة أقسام ،هم:
الترجيح بحال الراوي؛ وذلك من خالل النظر في كثرة الرواة له ،وفقه الراوي -فقد يكون هناك را ٍو -1
أكثر عل ًما وأوسع إدرا ًكا من را ٍو آخر ،وعلمه بالنحو واللغة ،وحفظ الراوي ،وورعه وغيرها.
الترجيح بالتحمل؛ وذلك يكون بالنظر في الوقت ،فمن كان تحمله للحديث بعد البلوغ -أي سمعه وأدركه -2
ورواه بعد بلوغه -فهو يُرجح عن من كان تحمله قبل البلوغ.
(يعني لو قدامك راجل هو اللي روى الحديث ،وحديث تاني اللي رواه كان طفل ،أنت هتثق أكتر في
كالم مين؟ الرجل طبعًا ألنه أكثر استيعاب وأكثر إدراك من الطفل ،فهنا بنسميه إنه ُمتح ّمل ،وبالتالي
بنرجح حديثه على حديث الطفل).
الترجيح بوقت الورود؛ أي كتقديم األحاديث التي وردت في المدينة المنورة عن التي وردت في مكة -3
المكرمة ،والدال على علو شأن رسول هللا يُر ّجح على الدال على الضعف ،والدال على العلو يكون
ُمتأخ ًرا في التوقيت ،لذا فهو يُرجّح.
الترجيح بلفظ الخبر؛ وهو على أوجه :كترجيح الخاص على العام ،والمطلق على ما ورد على سبب، -4
والحقيقة على المجاز ،والمنصوص على حكمه مع تشبيهه بمحل آخر ،وما خطابه تكليفي على
الوضعي ،وما قدم فيه ذكر العلة ،أو دل االشتقاق على حكمه ،وهكذا.
ألن األصل في األمور الترجيح بالحُكم؛ مثل أن نُقدم ما د ّل على التحريم على ما دل على اإلباحةّ ، -5
صا لشيء بالتحريم ،نُقدم هذا الحديث. اإلباحة ،فإن أتى حديث يحمل تخصي ً
الترجيح بأمر خارجي؛ كتقديم ما يشهد له ظاهر القرآن ،أو حديث آخر ،أو اإلجماع أو ما قَبِل الشرع، -6
أو القياس ،أو عمل األئمة أو الخلفاء الراشدين ،أو معه حديث مرسل آخر ،أو منقطع ،أو له نظير متفق
على حكمه ،وهكذا .فيرجح على اآلخر ل ُمساندة الدليل الخارجي له.
الترجيح بكيفية الرواية؛ وذلك من خالل :من يحكي بلفظه عمن يحكي بمعناه ،ومن ورد فيه سبب -7
وروده عن الذي لم يرد فيه ،ومن تكون ألفاظه دالة على االتصال.
(لو لقينا حديثين متعارضين ،واحد فيه الراوي بيروي فيما معنى الحديث ،والتاني بيقول إنه بيرويه زي
ما سمعه عن الرسول بالضبط ،هنرجح مين؟ طبعًا اللي رواه بلفظ الرسول مش بمعناه ،والحديث اللي
في سبب النزول عن الحديث اللي مش مذكور فيه سبب النزول).
8
ثانيًا :علم ناسخ الحديث ومنسوخه:
والنسخ لغة :هو النقل ،التحويل ،اإلزالة.
واصطال ًحا :هو رفع الشارع حُك ًما من أحكامه السابق بحكم من أحكامه الالحق.
شروط النسخ الشرعي:
أن يكون الحكم المنسوخ شرعيًا. -1
وأن يكون الدليل الدال على ارتفاع الحكم الشرعي متراخيًا عن الخطاب المنسوخ حكمه. -2
وأال يكون الخطاب المرفوع حكمه ُمقيدًا بوقت معين. -3
وأنه ال يكون إال في األوامر ،أو في لفظ خبر معناه معنى أمر ،وال يجوز النسخ في األخبار ،وال -4
يدخل النسخ في العقائد.
أسباب النسخ (الحكمة من النسخ):
نزول الوحي بالحكم الشاق على المكلفين ،فقد ينزل الحكم شاقًا الختبارهم وامتحان صدق إيمانهم -1
وتسليمهم وانقيادهم.
التد ّرج في التشريع؛ لحداثة الناس بالجاهلية ،تأليفً لقلوبهم على اإلسالم وتهيأتهم ،كتحريم -2
الخمر.
التيسير على المكلفين ،ألن النسخ إذا كان لما هو أشق ففيه زيادة ثواب ،وإن كان لما هو أخف ففيه -3
سهولة وتيسير.
حفظ مصالح العباد ،فإذا كانت المصلحة لهم في تبديل حكم بحكم ،كان التبديل لمراعاة المصلحة، -4
فإن زالت حكمة األول أمر هللا بتركه واألخذ بالخطاب الجديد للحكمة فيه.
تطييبًا لنفس رسول هللا وأصحابه ،وتميي ًزا لهذه األ ّمة ،فنسخ بشريعته جميع الشرائع ،وريعته ال -5
ناسخ لها.
9
ينصّ عليه صحابي ،كقول جابر بن عبد هللا :كان آخر األمرين من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: -2
أن رسول"ترك الوضوء مما مست النار" ،ثُم نجد حديث عبد هللا بن عباس وغيره من الصحابة ّ
هللا أك ّل كتف شاة ثُم صلّى وتوضأ .إ ًذا األول منسوخ والثاني ناس ٌخ له.
يُعرف بتاريخ الواقعتين؛ مثل حديث رسول هللا « :أفطر الحاجم والمحجوم » ثُم حديث ابن عباس: -3
أن النبي ﷺ "احتجم وهو محرم صائم" .فيظهر أن الثاني ناسخ لألول من حيث إنه روي رُوي
زمان الفتح ،والثاني في حجة الوداع.
يُعرف باإلجماع.-4
حكم العمل بالحديث المنسوخ:
حكمه ترك العمل به ،ويُروى ليعُلم.
10
صدقة ،وكل تهليلة صدقة ،وكل تكبيرة صدقة ،وأمر بالمعروف صدقة ،ونهي عن المنكر صدقة،
ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».
11
المصنفين الذين ألفوا في علم الحديث ،من خالل جمع األحاديث التي وصلتنا مروية عن رسول هللا
بإسنادها ،وتسجل الحديث في كتبهم ،سواء كان الحديث ضعيف أو صحيح أو كان من ثقة أو
صدوق أو غيره ،فسجلوها في كتب اسمها:
-كتب الصحاح €،مثل صحيح بخاري ومسلم.
-كتب السنن؛ كسنن أبي داوود وابن ماجة والترمذي.
-كتب اسمها المصنفات €أو الموطئات أو المسانيد.
وكل كتاب له منهج في التأليف يختلف عن غيره ،أي طريقة في جمع األحاديث
وتصنيفها ووضعها في الكتاب €،وسنذكر منهم (صحيح بخاري ،صحيح مسلم،
سنن ابن ماجة ،وداوود والترمذي ،والنسائي).
أواًل :صحيح البخاري:
شروط البخاري في صحيحه:
-اتصال اإلسناد؛ وذلك من خالل( :لقاء ،معاصرة ،طول مالزمة)؛ أي أن يُعاصر التلميذ شيخه الذي تلقى عنه،
وأن يحدث لقاء بين الشيخ والتلميذ ،وأال يكون لقا ًءا واحدًا أو اثنين ،بل أن يكونَ ُمالز ًما له سنةً أو اثنتين.
-أن يكون الراوي ثقة ؛ (والراوي الثقة هو الذي يجمع بين شرطي الضبط والعدالة ،أي يكون قوي الحفظ ،وبه
مروءة ليس بفاسق).
-أاّل يكون الراوي ُمدلّسًا؛ والمدلس هو من يضع لمن سمع منه ما لم يسمع منه.
منهج البخاري في صحيحه:
موضوع
ٍ رتب البخاري األحاديث ترتيبًا موضوعيًا ،أي أنه جمع كل األحاديث التي تتحدث عن -1
ب واحد ،فصنفها على أبواب الفقه والعقائد والتفسير واآلداب. واحد تحت با ٍ
ب يضم عددًا من األحاديث ،قد يكثر بعضها في باب، قسم كتابه الصحيح إلى عدة أبوابُ ،كل با ٍ -2
ويقل بعضها في باب أو تنعدم ،ليُشير إلى أن هذا العنوان لم يجد فيه حديثًا يخضع لشروطه حتى
يُدرجه تحته.
لم يُرتب األبواب المتقاربة في الموضوعات بحيث تكون ُمتتابعة ،بل قد يبدأ بأبواب موضوعات -3
ب في موضوعات العقيدة مرة ُأخرى؛ فبدأ بـ":بدء الوحي" ثُم ذكر العقيدة ثُم الفقه ثُم يعود ألبوا ٍ
بعده "اإليمان" ثم "العلم" ،ثُم "الطهارة" ثم "الصالة" €،ثم "الزكاة"...
كان يُكرر اإلمام البخاري بعض األحاديث الصحيحة في كتابه؛ بحيث قد يشتمل الحديث الواحد -4
على أكثر من معنى ،وكل معنى يندرج تحت باب ُمعين.
تراجم األبواب عنده بعضها تكون ظاهرة وبعضها خفية؛ فالظاهرة :أن تكون داللتها تُطابق ما -5
يورده من أحاديث تحتها ،وبعضها خفي أو داللته غير واضحة بشكل كافي لتدل على ما يورده
تحتها.
12
األصل أنه في صحيحه لم إال ما اتصل سنده ،ولكنه في التراجم (عناوين األبواب) ،والمتابعات -6
أورد بعض األسانيد غير المتصلة (المعلقة والمرسلة) ألغراض علمية ثانوية.
13
تحرى في ذكر أي زيادة عما سمعه من شيخه ،مثل أن يقول شيخه" :حدثنا عبد هللا بن مسلمة ،حدثنا -7
سليمان "..ولم يذكر أي سليمان ،أي لم يذكر نسبه ،فيأتي اإلمام ُمسلم باإلسناد ويضع رم ًزا أو عالمة
أن شيخه لم يُحدد نسب سُليمان الذي يقصده في اإلسناد ،وهذا من دقته وأمانته. ليُبين ّ
قسم األخبار المسندة إلى رسول ہللا ﷺ إلى ثالثة أقسام ،تضم أربع طبقات تبعًا لدرجات الرواة -8
ومكانتهم ،ومن حيث قبول رواياتهم وردها:
القسم األول :وهو ما رواه ثقة عن ثقة عن ثقة حتى آخر اإلسناد في كل الطبقات (أي إسناد كله ثقات)،
فيكون أول إسنا ٍد يبدأ به.
القسم الثاني :وفيه قد يكون أهل الطبقة الثانية في اإلسناد من أصحاب الحفظ األقل إتقانًا وضبطًا قلياًل ،
ويأتي به بعد روايات القسم األول ،لذا يُسمى بالمتابعات.
القسم الثالث :ويشمل المتهمين من أهل الطبقة الثالثة والغالب على حديثه الوهم من أهل الطبقة الرابعة،
فهؤالء ال يعرج على حديثهم.
أسئلة:
السؤال األول :اختر ما بين األقواس اإلجابة الصحيحة:
هو ما جاء عن التابعين ،من أقوالهم ،وأفعالهم موقوفًا عليهم( .الحديث الموقوف /الحديث المرفوع/ -1
الحديث المقطوع).
هو ما ُأضيف إلى الصحابي من قول أو فعل( .الحديث الموقوف /الحديث المرفوع /الحديث القدسي). -2
هو ما أضيف إلى النبي من قول أو فعل أو تقرير سواء كان متصاًل أو منقطعًا (الحديث الموقوف/ -3
الحديث المرفوع /الحديث القدسي).
الحديث ....وحي من هللا لفظه ومعناه( .الحديث الموقوف /الحديث المرفوع /الحديث القدسي). -4
.............هو خبر جماعة يُفيد بنفسه العلم بصدقه. -5
(الصحيح لذاته /الصحيح لغيره /الحسن لغيره).
(الغريب /العزيز /المشهور). الحديث :........ما زاد نقله على ثالثة ،ولم يصل إلى حد التواتر. -6
(الغريب /العزيز/ الحديث :.........ما اشترك اثنان أو ثالثة في روايته. -7
المشهور).
الحديث :.........هو الذي يتفرد به بعض الرواة ،وكذلك الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر ال يذكره فيه غيره، -8
(الغريب /العزيز /المشهور) إما في متنه وإما في إسناده.
الحديث الشاذ مردود بسبب( ........ :الطعن في الراوي /السقط في اإلسناد /اختالف الروايات) -9
............تعني أن يكون يقظًا ،ليس مغفال ،يعلم معنى الحديث إن كان يروي بالمعنى ،ويحفظ كتابه من -10
(عدالة الراوي /ضبط الراوي /اتصال اإلسناد) التبديل والتغيير.
َ ..............ملَكة تَحْ ِملهُ على ُمالزمة التقوى والمروءة ،والمراد بالتّقوى :اجتناب األعمال السيئة من -11
(عدالة الراوي /ضبط الراوي /اتصال اإلسناد) شرك أو فسق أو بدعة.
...............هو الحديث الذي سقط من أول إسناده راوي أو أكثر على التوالي. -12
16
(الحديث ال ُمرسل /الحديث ال ُمعلق /الحديث المنقطع).
الحديث ..............هو ما لم يتصل إسناده سوا ًء كان على أي وج ٍه انقطاعه. -13
(ال ُمرسل /ال ُمعلق /المنقطع).
الحديث ..............وهو ال ُمختلق ،الذي ينسب إلى رسول هللا ما لم يقله ولم يفعله أو يُقرّه ،وليس -14
(المتروك /الضعيف /الموضوع). بحديث ،وهو أش ّر أنواع الحديث.
الحديث ............هو الذي فقد شرطًا من شروط المقبول( .المتروك /الضعيف /الموضوع) -15
ُعرف هذا الحديث إال من جهته ،أو من ُعرف الحديث ............هو الذي يرويه من يُتهم بالكذب ،وال ي َ -16
بالكذب في حياته العامة ولم يثبت وقوع كذبه على الرسول ،لكن يُترك حديثه اتقا ًء ألن يكون قد كذب.
(المتروك /الضعيف /الموضوع)
الحديث المعضل مردود بسبب........ : -17
(الطعن في الراوي /السقط في اإلسناد /اختالف الروايات).
الحديث المضطرب €مردود بسبب.............. : -18
(الطعن في الراوي /السقط في اإلسناد /اختالف الروايات)
الحديث المعلق مردود بسبب................. : -19
(الطعن في الراوي /السقط في اإلسناد /اختالف الروايات)
الحديث المرسل مردود بسبب................ : -20
(الطعن في الراوي /السقط في اإلسناد /اختالف الروايات)
الحديث ..............هو الذي رواه راوي ضعيف سيء الحفظ وخالف فيه الراوي الثقة. -21
(منكر ُ /مدرج /مضطرب).
الحديث ..............هو ما ُغيّر سياق إسناده ،أو ُأدخل في متنه ما ليس منه بال فصل. -22
(منكر ُ /مدرج /مضطرب).
الحديث ............هو الحديث الحسن لذاته إذا تعددت طرقه بشواهد أو متابعات. -23
(الصحيح لذاته – الصحيح لغيره – الحسن لغيره)
الحديث الذي وقعت فيه المخالفة بتغيير حرف ،أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق: -24
(المصحف /المنكر /المضطرب)
حديث( :يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ،وجعلته بينكم محرما فال تظالموا )..هو حديث: -25
(مرفوع /موقوف /قدسي)
عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :إنما األعمال بالنيات، -26
وإنما لكل امرئ ما نوى ،فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله فهجرته إلى هللا ورسوله ،ومن كانت هجرته
إلى دنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" ،الحديث:
(مرفوع /موقوف /قدسي)
قول الحسن البصري في الصالة خلف المبتدع" :صل ،وعليه بدعته" ،هو حديث: -27
(مرفوع /موقوف /مقطوع)
وقول البخاري( :وَأ َّم ابنُ عباس وهو متيمم) ،هو حديث: -28
(مرفوع /موقوف /مقطوع(
17
السؤال الثاني :قارن بين :الجمع بين (ألحاديث المتعارضة بتأويل -الجمع بينها بتقييد مطلق -
الجمع بتخصيص عام) .ج :صفحة 7
السؤال الثالث :ع ّرف كُاًل من:
علم مختلف الحديث .ج :صفحة 6مع ذكر مثال. -
علم ناسخ الحديث ومنسوخه :ج :صفحة ( 9لغة واصطال ًحا مع ذكر مثال). -
علم أسباب ورود األحاديث .ج :صفحة ( 10التعريف مع ذكر أمثلة). -
السؤال الرابع :ادحض الشبهة في كُاًل من:
قد يبدو اختالف وتناقض ظاهر بين حديث ونص شرعي آخر؛ مما يوهم التعارض ،ويثير cالشبهات -
حول األحاديث ،ادحض هذه الشبهة .ج(:هنتكلم عن قسمي األحاديث اللي ظاهرها التعارض في ص
7و 8و.)9
شُبهة وقوع النسخ في بعض أحكام اإلسالم. -
أن هللا كيفَ يحكم بشي ٍء ثُم يرجع فيه، أن البعض يُثيرون في أمر نسخ بعض األحكام ُشبهة ّ ج :نقول ّ
سوا ًء باألخف أو باألصعب ،ألم يكن قادرًا أن يُن ّزل الحكم الناسخ ُمباشرة؟ -وتنزه هللا تعالى ع ّما
أن هللا سُبحانه له حكمة في ُكل ما يفعله ويُق ّدره ،فقد ينزل الوحي بالحكم الشاق يقولون -نر ّد ونقول ّ
في بادئ األمر ليمتحن المؤمنين ويختبر صدقهم ،وتسليمهم ألمر هللا وانقيادهم له ،ثُم بعد ذلك يُن ّزل
هللا حُك ًما ينسخه يكون أخف للتيسير عليهم ،وقد يُن ّزل الحكم األيسر ثُم يتدرج في التشريع حتى
يتناسب مع طبيعة البيئة الجاهلية التي دخل عليها اإلسالم ،لتأليف قلوبهم ولتيسير تطبيق الحكم
عليهم ،كتحريم الخمر.
أن في النسخ فيه حفظ مصالح العباد ،فإذا كانت المصلحة لهم في تبديل حكم بحكم ،كان التبديل كما ّ
لمراعاة المصلحة ،فإن زالت حكمة األول أمر هللا بتركه واألخذ بالخطاب الجديد للحكمة فيه ،وفيه
تطييبًا لنفس رسول هللا وأصحابه ،وتميي ًزا لهذه األ ّمة ،فنسخ بشريعته جميع الشرائع ،وريعته ال ناسخ
لها.
أن من الشبهات المثارة في قضية النسخ هو نسخ األمور المتعلقة بالعقائد ،وهو أم ٌر باطل، كما ّ
فالعقيدة هي أمر ثابت بكل ما فيه ال تقبل النسخ والتبديل ،ومن يُثير هذه الشبهة ال يعلم بشكل كافي
عن علم ناسخ الحديث ومنسوخه وشروط النسخ.
السؤال الخامس :بين نوع واحد من علوم الحديث في األحاديث التالية:
( -1ال عدوى وال صفر وال هامة)؛ علم مختلف الحديث
(أفطر الحاجم والمحجوم)؛ علم ناسخ الحديث ومنسوخه -2
هللا هللا)؛ علم مختلف الحديث.
ال( تقوم الساعة حتى ال يقول في األرض : -3
18
( -4لعن رسول هللا ز ّوارات القبور)؛ علم مختلف الحديث.
فصل فإنك لم تصل)؛ علم أسباب ورود الحديث. ِ ( -5قم
( -6صالة الجالس نصف صالة القائم)؛ علم أسباب ورود الحديث.
( -7ما من مولود إال يولد على الفطرة)؛ علم مختلف الحديث.
( -8توضئوا مما مست النار)؛ علم ناسخ الحديث ومنسوخه.
( -9إذا سكر فاجلدوه ...فإن عار الرابعة فاقتلوه)؛ علم ناسخ الحديث ومنسوخه.
(-10وي ٌل لألعقاب من النار)؛ علم أسباب ورود الحديث.
(-11الماء ال يُنجسه شيء)؛ علم أسباب ورود الحديث.
السؤال السادس :أذكر:
طرق معرفة الناسخ والمنسوخ .ج :ص10 -
أسباب النسخ .ج :ص 9 -
قِس َمي الورود في الحديث الشريف /طَريقَي معرفة سبب ورود الحديث .ج:صفحة 10،11 -
السؤال السابع :حدد موضع الخطأ في العبارات اآلتية ،مع تصويب الخطأ:
خ ّرج النسائي أحاديثًا ضعيفة في سننه cإذ لم يجد في الباب غيرها ،ألنها أقوى من رأي الرجال. -1
التصويب :خرّج أبي داوود. ج :الخطأ :النسائي.
كان البخاري ال يُدرج في كتابه إال حديثًا عَمل به فقيه أو احتج به محتج. -2
التصويب :الترمذي. ج :الخطأ :البخاري.
يتشابه اإلمام النسائي مع اإلمام البخاري في عدم تكرار الحديث الواحد تحت عدة تراجم. -3
ج :الخطأ :عدم تكرار الحديث .التصويب :تكرار الحديث.
اإلمام النسائي في سننه ينقل أقوال بعض األئمة وآراء الفقهاء تعقيبًا على بعض األحاديث. -4
التصويب :أبي داوود. ج :الخطأ :النسائي.
19