Professional Documents
Culture Documents
ينظر للجريمة من الناحية االجتماعية كل فعل خاطئ مخالف لآلداب و األخالق أو العدالة في المجتمع،
ويشمل ذلك كل إخالل بنظام الجماعة أو اإلصرار بمصالح أو حقوق األفراد أو المساس بالقيم وبالمعنى
العام فإنها كل سلوك يعاقب عليه اجتماعيا.
وينظر للجريمة بالمفهوم القانوني كل مخالفة لقواعد القانون الوضعي المعمول به سواء كانت هذه القواعد
متعلقة بالقانون الجنائي أو غيره من القوانين.
تعريف الجريمة بالمفهوم الجنائي :لم تعرف القوانين الجنائية المختلفة الجريمة ،وذلك لعدم أهمية
التعريف ولوجود قاعدة اجتهاد مع وجود النص.
وقد عرفها الدكتور نجيب حسني "كل فعل غير مشروع صادر عن إرادة جنائية ويقرر له القانون عقوبة
أو تدابير أين "هناك تعريف يقول" أنها كل فعل امتناع يمكن إسناده لمرتكبه ويقرر له عقوبة جنائية".
ومهما اختلفت التعريفات فإنها جميعها تعتبر محاولة لوضع تعريف شامل يشمل كل الجوانب المتعلقة
بالجريمة وعليه فتعرف الجريمة بالمفهوم الجنائي" هي كل سلوك إيجابي أو سلبي يجرمه القانون ويقرر
له عقوبة أو تدابير أين باعتباره سلوك يشكل اعتداء على مصالح فردية أو اجتماعية يحميها القانون
الجنائي".
لتعريف اللغوي للجريمة :هي قطع الشيء ويقال الجريم الثمر اليابس والجرامة ما سقط من ثمر النخل
والجريمة النواة للثمر.
تطرقت المادة 124من القانون المدني لتعريف الجريمة المدنية على أنها كل فعل يأتيه اإلنسان فيسبب
خطأه ضررا لإلنسان فيلتزم بتعويضه ،فالجريمة المدنية قوامها عنصر الخطأ والضرر فال تقوم إال
بعنصر الضرر الذي يأتيه اإلنسان.
إذا فهذا التقسيم يعتمد على القانون الذي يحكم ويطبق على هذه الجريمة أي القانون المدني ،في الحين أن
الجريمة الجنائية يطبق عليها القانون الجنائي طبقا لنص المادة األولى من قانون العقوبات التي تؤكد أن
القانون هو الذي يحدد الفعل الممنوع وغير المشروع ويحدد له العقاب.
المطلب الثاني -الجريمة التأديبية :هي األخطاء اإلدارية أو اإلخالل بالوظائف اإلدارية أي قيام
الموظف باإلخالل بقانون يخضع له كالموظف العام والقاضي والخبير… أي أن المعتدي عليه هي الهيئة
التي ينتمي إليها.
ويكون عقاب هذا النوع من الجرائم بطابع خاص كالتوبيخ و اإلنذار والتوقيف والعزل والطرد وتملك
السلطات التأديبية صالحيات اختيار العقوبة بالنسبة لكل جريمة مع اإلشارة أنه قد يرتكب المجرم جريمة
جنائية يعاقب إثرها وفقا لقواعد قانون العقوبات ثم يتبع بعقوبات إدارية.
المطلب الثالث -الجريمة الجنائية :هي حسب المفهوم اإلصالحي هي كل فعل أو امتناع عن فعل
يجرمه القانون ويقرر له عقوبة أو تدبير أمن كالقتل والسرقة والنصب وخيانة األمانة والضرب والجرح،
يعني أن الجريمة الجنائية تقوم بمجرد إتيان الفعل الممنوع أو محاولة إتيانه وعقابه يكون محدد بنص
قانوني ( م 01ق ع) ،وقد تقوم دون وقوع الضرر مثل الشروع والتشرد والتسول وحمل السالح بدون
ترخيص.
تقسيم الجريمة حسب الركن المعنوي :وتنقسم الجريمة حسب الركن المعنوي إلى جريمة عمدية وجريمة
غير عمدية :
تقسيم الجريمة حسب الركن المادي :تنقسم الجريمة حسب الركن المادي إلى ما يلي :
-1الجريمة اإليجابية والجريمة السلبية :الجريمة اإليجابية هي التي تتم عن طريق فعل يأتيه اإلنسان
بحركة عضوية ينهي القانون على إتيانه كالقتل والضرب والجرح والسرقة والتزوير والونا وحمل السالح
وهتك العرض…الخ أما الجريمة السلبية فهي االمتناع عن فعل يفرضه القانون أي أن يتخذ اإلنسان موقفا
سلبيا من أمر القانون مثل إمتناع القاضي عن الحكم في القضايا ( 136ق.ع) واالمتناع عن التبليغ عن
الجريمة 281ق.ع علما أنه ال يمكن تصور الشروع في الجرائم السلبية.
-2الجريمة الوقتية والجريمة المستمرة :الجريمة الوقتية هي تلك الجرمية التي يقع ركنها المادي في زمن
محدود أي أنها تقع في فترة زمنية قصيرة وتنتهي بمجرد القيام بها مثل جريمة القتل تنتهي بمجرد إزهاق
روح اإلنسان والسرقة تنتهي بمجرد االختالس المحدد ،الجريمة المستمرة هي التي يكون ركنها المادي
يتطلب االستمرار لفترة غير محددة فقد تطول أو تقصر مثل جريمة إخفاء األشياء المسروقة ( 187ق.ع)
والحبس دون وجه حق ( 51ق.أ.ج)وحمل النياشين دون وجه حق ( 442ق.ع) جريمة استعمال
المحررات المزورة.
المطلب الرابع معييار التمييز بين ظروف الجريمة و اركانها
وتمكن أهمية التفرقة بين الجريمة الوقتية والجريمة المستمرة أن الجريمة الوقتية ال يسري عليها القانون
الذي سبقت صدوره ،أما الجريمة المستمرة فإنها يسرى عليها القانون الجديد حتى لو كان أشد ،نظرا
لحالة االستمرار.
كما أنه يمكن تقع الجريمة المستمرة في إقليمين أو أكثر عكس الجريمة الوقتية ،لذلك فإن الختصاص في
الجريمة الوقتية يكون للمحكمة التي وقعت في دائرتها الجريمة أما االختصاص في الجريمة المستمرة
يكون ألكثر من جهة ألن كل جهة يكون قد وقع فيها جزء من حالة االستمرار.
-3الجريمة البسيطة وجريمة اإلعتياد :الجريمة البسيطة تتكون من سلوك إجرامي واحد أي يكفي فيها
بسلوك بسيط مثل جرائم القتل والسرقة و الزنا وخيانة األمانة …الخ أما جريمة االعتياد فإنها تكون بأكثر
من فعل واحد مثل جريمة التسول (195ق.ع).
-4الجريمة المتتابة والجريمة المركبة :يقصد بالجريمة المتتابعة التكرار والتتابع عن األفعال أي أن يقع
على مجموعة من أفعال يعتبر كل واحد فيها سلوكا ممنوعا بالنظر للقانون ويجمع هذه األفعال وحدة
الغرض اإلجرامي مثل السرقة على دفعات متتالية أو كمن يضرب شخصا عدة ضربات.
أما الجريمة المركبة التي يكون ركنها المادي من عدة أفعال مثل جريمة النصب ( 372ق.ع) فلقيامها ال
بد من استعمال االحتيال ثم سلب مال الغير.
-5الجريمة المادية والجريمة الشكلية :الجريمة المادية هي الجريمة التي يترتب عنها نتيجة إجرامية
معينة عن الفعل مثل القتل ينتج عنه إزهاق روح اإلنسان أو الوفاة أما الجريمة الشكلية اليعتد فيها بوقوع
النتيجة اإلجرامية مثل حمل السالح بدون ترخيص وتقليد إختام الدولة.
-تسقط العقوبة بالتقادم في الجنايات بمضى 20سنة إذا لم يتم القبض على المحكوم عليه.
-تسقط العقوبة بالتقادم في الجنح بمضي خمس سنوات بعد صدور الحكم.
ال تنقضي الدعوى العمومية بالتقادم في الجنايات والجنح الموصوفة بأعمال إرهابية و تخريبية وتلك
المتعلقة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أو الرشوة واختالس األموال العمومية.
وتسمى هذه الترخيصات الثالثة بتقسيم الجريمة حسب القانون الذي يحكمها.
-4تقسيم الجريمة حسب الفاعل :القاعدة العامة أن قانون العقوبات يطبق على الجميع وتسمى بجرائم
قانون العقوبات إذا ارتكبها شخص مدني ،أما إذا ارتكبها عسكري تسمى جرائم عسكرية وتطبق عليه
األحكام العسكرية وفقا لقانون القضاء العسكري الصادر وفقا لألوامر رقم .71/28
-5تقسيم الجريمة حسب الحق المعتدى عليه :إذا كان الحق المعتدي عليه له اعتبارات سياسية تسمى
الجريمة السياسية مثل التآمر على نظام الحكم والتحريض على الفتنة.
أما إذا ارتكب الفعل وكان الهدف من ورائه شيوع الفحشاء بين دولتين أو أكثر وكان يعاقب عليه أكثر من
دولة تسمى جريمة دولية مثل تهريب المخدرات والمتاجرة بأجساد النساء.
أما إذا ارتكب مجرم وغالبا ما يكون زعيم دولة أو عدة زعماء على إشعال الحرب أو االعتداء على اآلثار
الثقافية أو الديانات أو التمييز العنصري تسمى جريمة ضد اإلنسانية.
-6تقسيم الجريمة حسب الجسامة :وهو التقسيم الذي اعتمده المشرع الجزائري في المادة الخامسة من
قانون العقوبات ،والمادة 27منه ،إذا يعتمد هذا التقسيم على الخطورة والشدة والجسامة وذلك على النحو
التالي :
أ) -الجناية :هي ذات الضرر الكبير والعقوبة األشد عقوبتها هي اإلعدام السجن المؤبد ،السجن المؤقت
بين 05سنوات وعشرين سنة.
ب) -الجنح :هي المتوسطة الضرر عقوبتها من شهرين إلى خمس سنوات حبسا ماعدا العقوبات التي
يقرر لها القانون عقوبات أخرى ،إضافة للغرامة التي تتجاوز ألفين ( 2000د.ج).
ج)-المخالفات :ذات الضرر الضعبف أو التافه عقوبتها من يوم إلى شهرين حبس والغرامة من عشرين(
)20إلى ألفين( )2000د.ج.
يجب العلم بأنه ال جريمة وال عقوبة إال بنص القانون ومن هنا وجود أي جريمة وفرض العقوبة عليها
يعود إلى وجود نص قانوني ثم وجود قانون العقوبات الذي يجرم الفعل ويفرض العقوبة الُم ناسبة على
الجاني ووجود الركن القانوني ُم هم جدًا وبصورة كبيرة في أي جريمة وبدونه ال وجود ألي جريمة وال
عقاب على أي جريمة إال بوجود الركن القانوني أي الشرعي .ويقع على عاتق المحامين الجنائيين اثبات
براءة المتهم والدفاع عنه في محاكمة عادلة .
يقع الركن المادي بحق شيء يحميه القانون ويكون عبارة عن أي اعتدات أو إنتهاك يقع بحق الغير اي
األشياء المادية والملموسة مثل إزهاق روح أحد األفراد بعد إطالق الرصاص عليه ويتكون الركن المادي
من ثالث عناصر وهي:
النتيجة :وهي ردت الفعل الناتجة عن الفعل وما يترتب فيما بعد الفعل مثل وضع السم في كأس أحد
األشخاص النتيجة هي إزهاق روح الُم جنى عليه.
العالقة السببية :وهو وجود الرابطة بين الفعل والنتيجة مثل أنه وفات الُم جنى عليه نتيجة شرب كمية كبيرة
من السم الذي وضعه الجاني بالكأس وليس بفعل وجود سبب اخر.
وعند توفر تلك األركان جميعها يكون هنا لدينا ركن مادي.
وهو توافر اإلرادة اآلثمة والقصد اإلجرامي لدى الجاني من أجل إحداث نتيجة سيئة مع العلم بماديات
الجريمة ونتائج الفعل مع ذلك أقدم الجاني على الفعل من أجل إحداث نتيجة معينة وسيئة وترك أثر
قانوني ،وجود الركن المعنوي يعني وجود األصل ويكون خاص بالجريمة بشكل ُم باشر ،ويوجد الركن
المعنوي بالحرائم المقصودة ألنه ال يتصور وجود الركن المعنوي فيه الجرائم الغير مقصود دون توافر
النية فيه احداث نتيجة مثل :جرائم القتل الناتجة عن العمليات الطبية ،كمان أن الركن المعنوي بوجود
بالجرائم اإليجابية مثل السرقة والخطف واالغتصاب والقتل وااليذاء وغيرها.
وهناك أيضًا :ركن دولي والذي يكن له دور في تحديد إذا كانت الجريمة داخلية اي داخل حدود الدولة ام
خارجية.
وعند توافر أركان الجريمة جميعها من وجود الركن المادي أي إحداث النتيجة ومع وجود الركن المعنوي
واإلرادة اآلثمة وايضُا وجود الركن الشرعي الذي يعتبر أساس كل العقوبات ومصدرها وبدون الركن
الشرعي ال حدوث للجريمة ألن الجرائم وردت على سبيل الحصر ومحدود بالقانون.
يجب العلم بأن أسباب الجرائم كبيرة وكثيرة وبهذه الفترة انتشرت بشكل كبير الجرائم التي يجب أن يفرض
على كل مرتكبها العقوبة المناسبة وعدم الصمت عن إهدار الحقوق وذلك ألن دم اإلنسان غير رخيص ال
يجب االستخافة به ومن أجل ردع الجاني فعندما يعرف بأن عليه عقوبة تحققت جميع أركانها يندم على
فعله ويمنع من تكراره وايضًا يردع كل من تتسول له نفسه من ارتكاب الجريمة ،وألن عند توافر جميع
أركان الجريمة يعني توافر الخطر الكبير على المجتمع ويعني وجود الفوضى ويعني وجود جاني يستحق
جزاته وفقًا للعقوبة التي قررها قانون العقوبات وايضًا وجود مجنى عليه يجب نصرته من محامي جنائي،
ولكن يجب التنويه أيًض ا بحال اختلفت أحد األركان أو انعدم وجودها تكون العقوبة مختلفة أو ُم خفف
فعقوبة توافر جميع األركان تختلف عن عقوبة ركن واحد من أركان الجريمة ،وألن وفقًا ألركان الجريمة
قد يتغير جسامة الفعل وقد يتغير وصف الجريمة وتقويتها لذلك تقدير األمر يعود إلى القاضي ويفرض
العقوبة بناءًا على توافر األركان.