Professional Documents
Culture Documents
Ieps Seu
Ieps Seu
الوحدة :منهجية.
-المسوى :ليسانس.
-السداسي:
1
من إعداد:
أستاذ محاضر صنف (ب) -1د .العرباوي سحنون
السنة الجامعية2020/2019:
1
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
قائمة المحتويات
9 متهيد
9 مميزات الروح العلمية 1
9 املالحظة 1-1
10 املساءلة 2-1
10 االستدالل 3-1
11 املنهج 4-1
11 التفتح الذاين 5-1
11 املوضوعية 6-1
12 خالصة
المحاضرة الثالثة :المعرفة
13 متهيد
13 معىن املعرفة 1
13 تعريف املعرفة 2
14 أمهية املعرفة 3
2
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
32 متهيد
32 أنواع البحوث العلمية 1
33 أنواع البحوث العلمية حسب اهلدف أو الغرض منها 1-1
33 أنواع البحوث العلمية حسب املناهج املستخدمة فيها 2-1
35 أنواع البحوث العلمية من حيث جهات تنفيذا 3-1
3
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
46 متهيد
46 تعريف املنهج التارخيي 1
47 أ هداف املنهج التارخيي 2
47 أمهية املنهج التارخيي 3
48 خطوات املنهج التارخيي 4
51 عيوب املنهج التارخيي 5
المحاضرة الحادية عشر :المنهج الوصفي
53 متهيد
53 تعريف املنهج الوصفي 1
54 أهداف املنهج الوصفي 2
54 خطوات املنهج الوصفي 3
55 مميزات املنهج الوصفي 4
56 عيوب املنهج الوصفي 5
56 أمناط املنهج الوصفي 6
57 الدراسات املسحية 1-6
4
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
61 متهيد
61 تعريف املنهج التجرييب 1
63 مصطلحات املنهج التجرييب 2
66 خطوات املنهج التجرييب 3
67 تصميمات املنهج التجرييب 4
67 أنواع التصميمات التجريبية 1-4
67 1-1-4أسلوب اجملموعة الواحدة
67 2-1-4أسلوب اجملموعات املتكافئة
67 3-1-4أسلوب تدوير اجملموعات
68 مميزات املنهج التجرييب 5
68 عيوب املنهج التجرييب 6
المحاضرة الثالثة عشر :خطوات البحث العلمي
69 متهيد
69 الشعور واإلحساس مبشكلة البحث 1
70 حتديد املشكلة 2
70 حتديد أهداف البحث 3
71 مجع املادة العلمية 4
71 وضع الفروض العلمية 5
71 اختبار الفروض 6
71 عرض وحتليل وتفسري النتائج 7
71 الوصول إىل تعميمات علمية للنتائج 8
72 املصادر واملراجع
5
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-ملخص:
إن البحث هو السبيل األمثل للتوصل للحقيقة ،وليس هناك علم أو تقدم علمي إال عن طريق البحث العلمي كما أن
تقدم هذا األخري يعتمد على املنهج العلمي ،وهلذا ِ
حظي موضوع البحث العلمي باهتمام كبري من املثقفني والرتبويني باعتباره
مرتكز حموري للوصول إىل احلقائق العلمية ،وقد أصبحت مادة منهجية البحث العلمي تدرس يف كل اجلامعات عرب العامل ويف
مجيع التخصصات العلمية والتقنية وختصصات العلوم االجتماعية واإلنسانية ،وهتدف هذه املادة إىل تزويد الباحثني املبتدئني
وطالب املرحلة اجلامعية األوىل بالقواعد األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم البحث العلمي ،ومببادئ إجراء البحوث
وإعدادا ،لنسعي بذلك إىل جعل الطالب اجلامعي منهجيا يف تفكريه وطروحاته وحبوثه متخلصا من اجلمود الفكري ومتوجها
حنو اإلبداع والتجديد والنقد والتحليل املمنهج واملنظم ،وعليه فإن دراسة مادة منهجية البحث العلمي يف جمال الرتبية البدنية
والرياضية ركيزة أساسية للطالب ،وال ميكن االستغناء عنها يف أية مرحلة من مراحل املسار الدارسي لديه.
تتضمن هذه املادة التعليمية -واليت هي مدخل إىل منهجية البحث العلمي بالنسبة لطالب السنة األوىل -على بعض
املفاهيم األساسية اخلاصة بالبحث العلمي ،من خالل التطرق إىل كل من موضوع الروح العلمية ،املعرفة ،العلم ،والبحث
العلمي باإلضافة إىل موضوع أساليب التفكري العلمي ،وأنواع البحوث العلمية ،وصفات الباحث والبحث العلمي اجليد
،كما تتناول موضوع مناهج البحث العلمي من خالل التطرق إىل كل من املنهج التارخيي ،واملنهج الوصفي ،واملنهج التجرييب،
لنعرض يف األخري خطوات البحث العلمي ،وهتدف هذه املادة إىل:
.1تزويد الطالب بالقواعد األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم البحث العلمي.
.2التعرف على أمهية البحث العلمي يف حل املشكالت.
.3التعرف على أنواع البحوث العلمية وصفات الباحث و البحث العلمي اجليد.
.4معرفة بعض أنواع مناهج البحث العلمي ومراحلها األساسية.
.5غرس يف نفسية الطالب الرغبة يف البحث و املوضوعية يف الرأي.
.6تعويد الطالب ممارسة البحث يف امليدان ،وإكسابه بعض املهارات األساسية يف إعداد البحوث.
.7تعويد الطالب على التنقيب عن احلقائق واكتشاف آفاقا جديدة من املعرفة و التعبري عن آرائه حبرية و صراحة.
6
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-مقدمة:
أصبح البحث العلمي هو السمة البارزة للعصر احلديث بعد أن اتضحت أمهيته يف حتقيق التقدم احلضاري والرقي
البشري جملاالت احلياة املختلفة ،فالعلم والعامل يف سباق للوصول إىل أكرب قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املستمدة من العلوم اليت
تكفل الرفاهية لإلنسان ،وتضمن له التفوق على غريه،كما تأكدت أمهيته يف حل املشكالت االقتصادية والصحية والتعليمية
والرياضية وغريها ،ومل يعد هناك أدىن شك يف أن البحث العلمي هو الطريق األمثل و الوحيد لتقدم الشعوب وتطورها وحل
املشكالت اليت تعاين منها البشرية ،ويف اجملال الرياضي توجد الكثري من املشاكل اليت تتطلب البحث والتقصي واملعاجلة ،و هذا
بالتأكيد ال يأيت بصورة عفوية أو معاجلة ذاتية و إمنا عن طريق علم مدروس ومربمج وخمطط له مسبقا هو البحث العلمي،
ولذا كان من الطبيعي أن توىل اجلامعات جل امتامها إىل تدريب الطالب على إتقان أساليب البحث العلمي أثناء دراستهم
اجلامعية ،بداية بتزويد الباحثني املبتدئني وطالب املرحلة اجلامعية األوىل بالقواعد األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم
البحث العلمي ،ليتمكنوا فيما بعد من اكتساب مهارات حبثية جتعلهم قادرين على إضافة معارف جديدة إىل رصيد املعرفة
اإلنسانية ،وعليه تعددت املقررات الدراسية لتعليم الطالب التفكري العلمي املنظم ،ومناهج البحث العلمي ،وقواعد الكتابة
العلمية وغريها ،بغية إعداد طلبة باحثني قادرين على توظيف خمتلف الطرق العلمية حلل املشكالت اليت هلا عالقة مبيدان الرتبية
البدنية والرياضية.
ومنهنا جاءت هذه املطبوعة اليت هي حصيلة قراءات جمموعة من الكتب يف جمال البحث العلمي ،لتتناول بعض القواعد
األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم البحث العلمي ،لتكون عونا لطلبة الرتبية البدنية والرياضية يف املرحلة اجلامعية األوىل
تسهل عليهم فهم املادة.
7
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المحاضرة األولى:
-1تعريف المنهج:
لغة" :هو الطريق الواضح ،ويقال كذلك النهج :الطريق هو مستقيم ،حيث اتفقت كل املعاجم اللغوية على أن املنهج و
الطريق الذي يتبعه اإلنسان للوصول إىل غاية ما"(خان ،2011،صفحة .)15
اصطالحا" :املنهج خطة يسري عليها الباحث بدءا من التفكري يف موضوع البحث حىت ينتهي من إجنازه ،واملنهج هو طريق
واضح يسلكه الباحث أو قواعد معروفة أكادمييا يسري عليها الباحث حىت ال يضل الطريق وال يزيغ عن اهلدف "(خان
،2011،صفحة .)17
-2تعريف البحـث:
لغة ":هو مصدر الفعل املاضي حبث ومعناه طلب ،فتهش ،تقص ،تتبع ،سأل ،حترى ،حاول ،اكتشف و هبذا يكون معىن
البحث لغويا و الطلب والتفتيش وتقصي حقيقة من احلقائق أو أمر من األمور"(السيد علي ،2011،صفحة .)373
اصطالحا" :كلمة البحث تعين طلب احلقيقة وتقصيها وإذاعتها يف الناس"(خان ،2011،صفحة ،)19كما تدل كلمة
البحث على التفتيش مبثابرة وتدل أيضا على الفحص مستمر.
-4تعريف العلمي:
" هي كلمة منسوبة إىل العلم وتعين املعرفة والدراية وإدراك احلقائق ،كما تعين اإلحاطة واإلملام باحلقائق"(السيد علي -
،2011،صفحة ،)373و هي من الفعل املاضي علم.
8
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
لغة" :جند أن كلمة " علم" يف اللغة تعين إدراك الشيء على ما هو عليه ،أي على حقيقته ،و هو اليقني واملعرفة" -
(السيد علي ،2011،صفحة ،)372والعلم ضد اجلهل ،ألنه إدراك كامل.
_ اصطالحا":هو جمموعة احلقائق والوقائع والنظريات ،ومناهج البحث اليت تزخر هبا املؤلفات العلمية ،وتستخدم كلمة علم
يف عصرنا هذا للداللة على جمموعة املعارف ،ومجلة القوانني اليت اكتشفت"(.السيد علي ،2011،صفحة .)372
_ ويقصد بالعلم كذلك باملعرفة املنسقة اليت تنشأ عن املالحظة والدراسة والتجريب واليت تتم هبدف حتديد طبيعة أو أصول
الشيء الذي تتم دراسته.
_ والعلم "يطلق على كل ألوان املعرفة اليت يتبع فيها القواعد وأساليب املنهج العلمي يف التعرف على األشياء ،والعلم و جزء
من املعرفة ،وقد عرف بأنه املعرفة املصنفة املنسقة اليت مت الوصول إليها بإتباع قواعد املنهج العلمي الصحيح ،مصاغة يف
القوانني العامة للظوا هر الفردية املتفرقة"(أمحد ،2009،صفحة .)26
الشامل والدقيق بواسطة املعلومات الدقيقة اليت يتم مجعها بإتباع أساليب علمية حمددة" (اخلياط ،2011صفحة .)22
*ويف ضوء ذه التعريفات واملفا مي السابقة ميكن تعريف البحث العلمي كما يأيت
_ هو عملية فكرية منظمة يقوم هبا شخص يسمى (الباحث) ،من أجل تقصي احلقائق يف شأن مسألة أو مشكلة معينة
تسمى (موضوع البحث) بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) ،بغية الوصول إىل حلول مالئمة للعالج أو إىل
نتائج صاحلة للتعميم على املشاكل املماثلة تسمى (نتائج البحث).
9
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المحاضرة الثانية:
_ الروح العلمية -
تمهيد:
إن الـطـريـق إلـى الـمـعـرفـة الـعـلـمـيـة مـحـفـوف بـمـزالـق ومـخـاطـر كثرية ،ولـهذا ليـس فـي مـتـنـاول أي إنـسـان نـيـل هـذه الـمـعـرفـة
فالـمـعـرفـة الـعـلـمـيـة تـتـطـلـب مـن الـبـاحـث اكـتـسـاب زاد لـيـس بـهـيـن الـمـنـال ،هـذا الـزاد يـتـمـثـل فـي اكـتـسـاب خـصـال مـخـتـلـفـة
ومـجـمـوع هـذه الـخـصـال يـدعـى الـروح الـعـلـمـيـة ،وحتصل هذه األخرية من خالل االستعداد الذاين للباحث ملواجهة كل
الصعاب و حتمل كل النتائج ،فهي رغبة إجيابية فضولية لطلب املزيد من العلم دون يأس أو ملل ،و تتميز الروح العلمية بقوة و
كثرة املالحظة ،كما متتاز بكثرة املسألة و اإلكثار من الشكوك ،كما جيب أن تتصف باالستدالل و طلب الربهان على
القواعد املكتسبة ،كما تتصف الروح العلمية باملوضوعية واحلياد بعيدا عن الذاتية حبيث تكون روح الباحث مستقلة عن حميطه
وواقعه فاملوضوعية تتطلب تقدمي النقد بغض النظر عن املعلومات املرتقبة.
وبذلك فإن هذه االستعدادات الذانية اليت جيب أن يتميز هبا كل باحث علمي نسميها بـالروح العلمية وهي استعداد ذايت
خاص يكتسب بكثرة املالحظة فاملسألة يف التفتح وأخريا املوضوعية ،و هي من شأهنا أن جتعل الباحث متشوقا إلدراك
احلقائق العلمية حىت ولو فشل يف حبثه ،و هذه الروح العلمية هلا مميزات خاصة هبا ميكن إمجاهلا فيما يلي:
املالحظة
املساءلة
االستدالل
املنهج
التفتح الذايت
املوضوعية
10
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
11
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
بالنسبة للروح العلمية فإن كل معرفة ي جواب لسؤال ،فإذا مل يكن هناك سؤال ال ميكن أن تكون هناك معرفة علمية ،ويف جمال
البحث العلمي البد على الباحث أن يستمر يف طرح األسئلة دون توقف وذلك من أجل التوصل إىل تسجيل مالحظات
متعددة تكون معللة وموجهة من طرف تساؤالهتم.
-1-2-1أهمية المساءلة:
إن االستغناء عن التساؤل اهلادف واملركز يفقد املالحظة قيمتها ،فمهما كانت مدة مالحظتنا لظاهرة ما ودقتها فإهنا ستكون
خالية من كل قيمة مفيدة للمعرفة العلمية دون عملية التساؤل ،فمثال أن شخصان يقومان مبالحظة نفس الظاهرة ،وأن أحدمها
قد وضع مسبقا تساؤال حول ما سيشاهده بالنسبة إىل هذا الشخص ،فإن املالحظة سيكون هلا من دون شك معىن أعمق
مقارنة مبالحظة الشخص الثاين اليت ختلو من أي تساؤل مسبق ،وبالتايل سينساها مبجرد مرورها ،إذن ميكن القول أن املساءلة
هي اليت تسمح بتحديد مشكلة البحث وتعريفها.
-3-1االستدالل:
يعرف االستدالل بأنه ذلك الربهان الذي يبدأ من قضايا مسلم هبا و يسري إىل قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة دون اللجوء
إىل التجربة ،ويبدأ االستدالل بالنظريات اليت تستنبط منها الفرضيات مث ينتقل إىل عامل الواقع حبثا عن البيانات الختبار صحة
الفرضيات(الرفاعي ،2007،صفحة .)86
إن االستدالل هو فعل التصوير عن طريق الذهن ،و هو قدرة الفهم الذي ال مننحه يف احلال ملا ندركه ،إن املساءلة يف حد
ذاهتا قائمة على االستدالل ،و هنا العقل يفرض نفسه كأداة أساسية.
-4-1المنهج:
إن استعمال املنهج يف البحث العلمي مسألة جوهرية ،إن طرحنا لألسئلـة جيب أن يتم وفق منهج وبصرامة ورغبة يف التنظيم كل
ذلك من أجل الوصول إىل نتيجة ،كما أن اإلجراءات املستخدمة أثناء إعداد البحث وتنفيذه هي اليت حتدد النتائج ،إذن املنهج
وسلسلة من املراحل املتتالية اليت ينبغي إتباعها بكيفية منسقة ومنظمة للوصول إىل نتائج صحيحة وبالتايل فإن إتباع منهج
صحيح يف البحث يؤدي بنا حتما إىل الوصول إىل نتائج صحيحة.
-5-1التفتح الذاتي:
إن الباحث املتمسك بالروح العلمية واملتطلع ملعرفة احلقيقة حيرص أن يكون ذانه متفتحا على كل تغيري يف النتائج واالعرتاف
باحلقيقة دون االلتزام أو التشبث برأيه ،فالروح العلمية جيب أن تتجاوز األحكام و احلس املشرتك املتفق عليه ،وأن تبتعد بقدر
اإلمكان عن العفوية يف التفكري.
12
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
إن التفتح الذاين يتضمن فكرة احتمال عدم مالئمة الواقع مع األفكار امللقنة واملكتسبة ،ويؤدي بنا إىل ترك األحكام املسبقة
جانبا ،و قبول النتائج حىت و لو كانت متناقضة ألفكارنا املكتسبة ،إذن علينا يف اجملال العلمي أن نرتك تصوراتنا األولية جانبا،
و هذا يتطلب جهدا للتحكم يف الذات.
-1-5-1أهمية التفتح الذاتي:
إن الروح العلمية تقوم على أساس التفتح الذايت واالبتعاد و الرتاجع عن االعتقادات والطرق املتعود عليها يف التعامل مع
األشياء والتفكري فيها ،حيث أن االعتماد على األفكار املسبقة قد يؤدي إىل إخفاء بعض األبعاد اجلديدة للظاهرة اليت جترى
مالحظتها ،إن التفتح الذايت يتضمن ضرورة االحتياط من املعرفة العامة وإعادة تقييم املعرفة العلمية ،ومن مث فإن الباحث جيب
أن يظل مستمرا يف تفتحه الذايت طوال مدة إجنازه للبحث.
-6-1الموضوعية:
املوضوعية هي التجرد واحلياد يف الرأي واملوقف ،أو هي ميزة من يتطرق إىل الواقع بأكرب صدق ممكن ،و هي مبثابة مثل أعلى
يستحيل بلوغه بالرغم من أننا نطمح إىل وصف صادق ملا نشاهده أو نسمعه ،واملوضوعية يقصد هبا أن ال ينحاز الباحث إىل
أفكاره أو توجهاته ،مبعىن أن يكون حياديا يف حبثه ويتجرد من ذاتيته وينقل احلقائق كما هي يف الواقع ،وأنه ال خيفي احلقائق اليت
ال تتوافق مع وجهة نظره وأحكامه املسبقة ،واملوضوعية كذلك يقصد هبا أن يلتزم الباحث بإجراء حبثه باالعتماد على مقاييس
علمية دقيقة وإدراج احلقائق اليت تدعم وجهة نظره ،وكذلك احلقائق اليت تتضارب مع منطلقاته وتصوره ،إذن على الباحث أن
يعرتف بالنتائج املستخلصة حىت ولو كانت غري مطابقة لتصوره وتوقعاته.
ومبا أننا تطرقنا إىل املوضوعية فإنه جيب أن نتطرق إىل مصطلح آخر يقابله و هو" الذاتية" ،فإذا كانت املوضوعية هي
االبتعاد عن الذاتية سواء جبكم اجلنس أو املوطن أو العرق أو االنتماء السياسي أو الفكري أو اإليديولوجي ،فإن الذاتية معناه
التعامل مع كل هذه اخلصائص ،وبالنسبة للعلوم اإلنسانية تثار فيها مشكلة املوضوعية بأكثر حدة من نظريهتا العلوم الطبيعية
وذلك ألن العلوم اإلنسانية موضوعها و الظاهرة اإلنسانية والباحث جزء منها ،وهلذا من الصعب التخلص من الشوائب الذاتية
واألفكار الشائعة ،ولكن التخلص منها ليس أمرا مستحيال.
-خالصة:
من خالل كل ما تطرقنا له ميكن القول أن الروح العلمية هي استعداد ذايت خاص يكتسب عن طريق املمارسة والتجربة وتتميز
الروح العلمية بستة استعدادات ذات أمهية و هي :املالحظة ،املساءلة ،االستدالل ،املنهج ،التفتح الذايت ،وأخريا املوضوعية
ولكل واحدة من هذه االستعدادات دور يف كل حلظة من حلظاته من إجراء البحث فإذا كانت املالحظة تسمح بالتحقق من
االفرتاضات ،فإن املساءلة تساهم يف حتديد موضوع البحث ،وإن كان االستدالل هو األساس يف صياغة مشكلة البحث ،فإن
املنهج املتبع يتضمن اإلجراءات اليت هتدف إىل تنظيم البحث ،وأخريا إذا كان التفتح الذايت يسمح باالبتعاد على األفكار
املسبقة فإن املوضوعية ستظل مثال أعلى ينتظر بلوغه.
13
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المحاضرة الثالـثة:
-المعـرفة :
تمهيد:
لقد مر اإلنسان مبراحل عدة ،وعلى مدى طويل مـن الزمـان ،حـىت وصـل إىل مـا هـو عليـه اليـوم مـن التطـور يف أسـاليب التفكري
واحلصول على املعرفة ،واإلنسان منذ نشأته أحاطت به املشكالت بشىت أنواعها ،وقد تطلب منه مواجهتها وإجياد احللول
املناسبة هلا بإمكاناته احملدودة ،وقد بدأ مبرحلة التأمل مبا حوله ،والتساؤل عن أسباب الوقائع واألحداث ،وكان من النادر أن مير
عليه يوم دون أن يتساءل عن أسباب ما حيدث له ،وما حيدث من حوله يف بيئته اليت يعيش فيها ،وكثريا ما كان يواجه
الصعوبات لإلجابة عن تساؤالته وإجياد احللول هلا ،لكنه استمر يف ذلك من خالل احملاولة واخلطأ ،ومن خالل مالحظته
للحيوانات فيصنع كما تصنع يف بعض املواقف احلياتية ،ولكن كانت أكثر إجاباته وحلوله قاصرة ،لقلة خرباته ومعارفه وضعف
إمكاناته ومع الوقت صار يكتسب املعرفة واخلربة الشخصية ،وحتولت لتصبح معارفه وخرباته أعرافا وتقاليد ،وتطورت ملراحل أكثر
تقدما من التفكري والتأمل إىل التفكري االستنباطي و االستقرائي ،مث كان اكتشافه واستخدامه للمنهج العلمي يف التفكري
والبحث باستعماله أساليب املالحظة العلمية الدقيقة للوقائع وفرض الفرضيات وإجراء التجارب للوصول إىل احلقائق .
-1معنى المعرفة:
لقد استطاع اإلنسان مبا منحه اهلل تعاىل من نعمة العقل أن جيمع عرب تارخيه الطويل رصيدا هائال من املعارف واملعلومات
واخلربات والعلوم عن طريق حواسه ،ومن خالل طرق وأساليب ومصادر خمتلفة ،وحيصل اإلنسان على املعرفة من مصادر عدة،
ومنها أوال عن طريق التلقي من مصادر خارجية ،كما يف تلقي اإلنسان األنباء والتعاليم الدينية السماوية عن طريق الرسل
واألنبياء ،وكذلك من خالل العلماء والعارفني ،ومن خالل اإلعالم ووسائله ،والكتب ،واملصدر الثاين و املالحطة ،إذ يستعمل
اإلنسان مجيع حواسه فيسمع ويرى لكل ما حوله من أحداث بواسطة حواسه ،واملصدر الثالث للمعرفة فهو التجربة اليت متثل
مستوى أرقى لتحصيل املعرفة ،أما املصدر الرابع فهو االستنتاج يف عمل اإلنسان لعقله وتفكره فيما يتساءل عنه فيتوصل
للمعرفة من خالل عملية التفكري وإدراك احلقائق ذاتيا باالستنباط واالستقراء.
-2تعريف المعرفة:
_تعين كلمة معرفة اإلحاطة بالشيء ،أي العلم به ،فاملعرفة أمشل وأوسع من العلم ،ألهنا تشمل كل ذلك الرصيد الواسع
والضخم من املعارف والعلوم واملعلومات اليت استطاع اإلنسان أن جيمعه عرب مراحل التاريخ اإلنساين حبواسه وفكره(السيد
علي ،2011 ،صفحة .)371
14
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
_ كما تعرف املعرفة على أهنا جمموعة احلقائق واملعاين والتصورات واملهارات واآلراء واملعتقدات واألحكام و املفاهيم اليت
تتكون لدى اإلنسان نتيجة حملاوالته املتكررة لفهم الظواهر واألشياء احمليطة به(السيد علي ،2011،صفحة .)371
إن املعرفة ضرورية لإلنسان ،ألن معرفة احلقائق تساعده على فهم القضايا اليت تواجهه يف حياتـه ،وبفضل املعلومات اليت حيصل
عليها يستطيع اإلنسان أن يتعلم كيف جيتاز العقبات اليت حتول دون بلوغه الغايات اليت ينشدها ،وتساعده أيضا على تدارك
األخطاء ،واختاذ اإلجراءات املالئمة اليت متكنه من حتقيق أمانيه يف احلياة.
و ختتلف املعرفة العلمية عن املعرفة العادية بكوهنا قد بلغت درجة عالية من الصدق والثبات ،وأمكن التحقق منها والتدليل
عليها ،واملعرفة العلمية هي اليت يتم حتقيقها بالبحث والتمحيص.
-3أهمية المعرفة:
ال أحد منا ينكر أمهية املعرفة لإلنسان ،فهي تكمن فيما يلي:
-تساعد على فهم القضايا اليت تواجه اإلنسان يف حياته.
-تساعد على اجتياز العقبات اليت حتول دون بلوغ اإلنسان غاياته.
-تساعد على تدارك األخطاء واختاذ اإلجراءات املالئمة لتحقيق األماين يف احلياة.
-التخطيط للمستقبل.
-4تصنيف المعرفة:
ميكن تصنيف املعرفة إىل:
املعرفة احلسية.
املعرفة الفلسفية.
املعرفة العلمية.
:1-4المعرفة الحسية:
هي املعارف اليت حيصل عليها اإلنسان باستخدام حواسه إلدراك ظاهرة ما دون معرفة أو إدراك العالقات القائمة بني هذه
الظوا ر أو أسباهبا(مرسى ،2009،صفحة .)11
وتكون هذه املعرفة بواسطة املالحظات البسيطة واملباشرة والعفوية ،يكتسبها اإلنسان عن طريق حواسه اجملردة كاللمس
واالستماع هدة املباشرة ،و هذه املعرفة هي بسيطة ألن أدلة اإلقناع متوفرة وملموسة أو ثابتة يف ذهن اإلنسان(السيد علي
،2011،صفحة .)371
إن اإلنسان منذ والدته يعتمد على حواسه من أجل اكتساب اخلربات ومعرفة العامل الذي حييط به؛ أي أنه يعتمد على حواسه
يف التعرف على ما لألشياء من صفات ،ونتيجة لرتاكم هذه اخلربات يستطيع اإلنسان أن يفسر بعض ما يشاهده أو يسمعه
مثال :مساع صوت الرعد أو الربق تعاقب الليل والنهار ،طلوع الشمس وغروهبا ،هتاطل األمطار ،مساع الطفل للغة والديه يعطيه
15
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
فكرة عن طريقة املخاطبة أو اللغة اليت يتكلم هبا الوالدين ،فاملعرفة احلسية ال تتم بغرض الوصول إىل احلقيقة العلمية لكن هي
عبارة عن مالحظة بسيطة للظواهر دون النظر إىل العالقات ما بني هذه الظواهر وأسباب حدوثها ،ومن خصائصها أهنا تعتمد
على املالحظة البسيطة للظوا ر فتلعب احلواس الدور الكبري فيقبله العقل بدون تردد أو دراسة.
-2-4المعرفة الفلسفية:
و هي جمموع املعارف واملعلومات اليت يتحصل عليها اإلنسان بواسطة استعمال الفكر ال احلواس ،و هذه املعرفة مرتبطة
باملوضوعات واآلراء واألفكار اليت يطرحها الفالسفة وعلى مناهجهم يف طرح وتفسري هذه الظواهر حيث يستخدم فيها أساليب
التفكري والتأمل الفلسفي ملعرفة األسباب ،احلتميات البعيدة للظواهر ،مثل التفكري والتأمل يف أسباب احلياة واملوت ،خلق الوجود
والكون ،وترتبط املعرفة الفلسفية بشكل كبري باملرحلة اليت بدأ يستخدم فيها اإلنسان عقله بصورة كبرية يف تفسري الظواهر
الطبيعية واملعرفة الفلسفية غري خاضعة للتجربة.
-3-4المعرفة العلمية:
و هي املعرفة اليت تتحقق على أساس املالحظات العلمية املنظمة ،والتجارب املنظمة واملقصودة للظواهر واألشياء ،ووضع
الفروض ،واكتشاف النظريات العامة والقوانني العلمية الثابتة ،القادرة على تفسري الظواهر واألمور تفسريا علميا ،والتنبؤ مبا
سيحدث مستقبال والتحكم فيه ،و هذا النوع األخري من املعرفة و وحده الذي َّ
يكون العلم.
هذا النوع من املعرفة يقوم على أساس املالحظة املنظمة للظواهر ،ووضع الفرضيات العلمية املالئمة والتحقق منها عن طريق
التجربة ومجع البيانات وحتليلها وتفسريها(السيد علي ،2011،صفحة .)372
-5طرق تحصيل المعرفة:
تعددت أساليب احلصول على املعرفة وتطورت عرب القرون ،حيث استطاع اإلنسان وبدافع من احتياجاته املتطورة أن جيمع عرب
تارخيه الطويل رصيدا كبريا من املعرف والعلوم ،وقد سلك يف مجع تلك املعارف عدة أساليب ،ميثل كل منها حلقة أو مسارا من
حلقات أو مسارات تطور البحث ،وميكن حتديد تلك الطرق كاآليت:
أ_ السلطة:
هي طريقة قدمية كانت كثريا ما تعتمد يف احلصول على املعرفة عندما كان ينظر إىل السلطة بشيخ القبيلة أو رئيسها على أهنا
مصدر مهم ميكن اللجوء إليه لتفسري الظواهر واألحداث ،ويتم القبول مبا يقدم من تفسريات من دون مناقشة وذلك لتنزيه
أصحاب السلطة من اخلطأ فيما يقدمون من أفكار ،واعتبار رأي رئس القبيلة و الصحيح الذي ال ميتد إليه اخلطأ من أي
جانب.
16
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
18
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
سادسا :الموضوعية:
إن الباحث ينبغي أن يكون حياديا يف حبثه ،يتجرد من ذاتيته ،وينقل احلقائق واملعطيات كما هي يف الواقع ،وأن ال خيفي
احلقائق اليت ال تتوافق مع وجهة نظره وأحكامه املسبقة.
سابعا :التعميم:
من صفات العلم وخصائصه الرئيسية أنه يستطيع تعميم النتائج اليت يتوصل إليها على اجملتمع احملسوبة منه العينة.
المحاضرة الرابعة:
-العلم -
-1معنى العلم:
_لغة" :جند أن كلمة "علم" تستمد أساسها من َعلم يعلم و هي عكس اجلهل ،وتعين يف اللغة إدراك الشيء على ما و عليه
،أي على حقيقته ،و و اليقني واملعرفة" (السيد علي ،2011،صفحة ،)372والعلم ضد اجلهل ،ألنه إدراك كامل.
_اصطالحا :و "مجلة احلقائق والوقائع والنظريات ،ومنا ج البحث اليت تزخر هبا املؤلفات العلمية"(السيد علي ،2011،
صفحة .)372
كذلك يعرف العلم بأنه:
_"املعرفة املنسقة اليت تنشأ عن املالحظة والدراسة والتجريب ،واليت تتم هبدف حتديد طبيعة أو أسس وأصول ما تتم
دراسته"(املغريب ،2002،صفحة .)15
"-جمموعة من املعارف املنسقة واليت ترتبط مبجال معني مت التواصل إليها باستخدام املنهج العلمي"(علي ،1999،صفحة
.)11
_ يطلق العلم على كل ألوان املعرفة اليت يتبع فيها القواعد وأساليب املنهج العلمي يف التعرف على األشياء ،كما أن العلم
عرف بأنه املعرفة املصنفة املنسقة اليت مت الوصول إليها بإتباع قواعد املنهج العلمي الصحيح ،مصاغة يف القوانني العامة للظواهر
الفردية املتفرقة(أمحد ،2009،صفحة .)26
_ وحبسب قاموس أكسفورد ،فالعلم " و ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق جبسد مرتابط مـن احلقـائق الثابتـة املصـنفة ،والـيت
حتكمها قوانني عامة ،وحتتوي على طـرق ومنـا ج موثـوق هبـا الكتشـاف احلقـائق اجلديـدة يف نطـاق الدراسـة"(املغريب ،2002،
صفحة .)15
_ العلم و جمموعة من املعارف واحلقائق واملفاهيم املنظمة اليت أمكن التوصل إليها والتحقق من صـحتها عـن طريـق اسـتخدام
طرائق أو مناهج مناسبة ،وميكن اعتبار العلم فرعا من فروع املعرفة إذا أن املعرفة أوسع وأمشل من العلم ،ألهنا حتتوي على
معارف علمية وأخرى غري علمية ،ويتم التفريق بينهما يف ضوء الطرائق أو املناهج أو األساليب املستخدمة يف اكتساب هذه
املعارف ،إذ إن استخدام املنهج العلمي هو الطريق الصحيح للتوصل إىل املعرفة العلمية(راتب ،1999،صفحة .)21
19
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-3خصائص العلم :يتصف العلم مبجموعة من اخلصائص املرتابطة و ي على حسب (أمحد ،2009،صفحة )29،28
أوال :التراكمية:
نقصد بالرتاكمية أن العلم يسري يف خط متواصل مبعىن أن الباحث العلمي جيب أن يطلع على الدراسات اليت سبقت
وبالتايل فهو يبدأ من حيث ينتهي اآلخرون ،وأن أي دراسة علمية تأخذ يف احلسبان النتائج اليت وصل إليها العلماء من قبل،
فهي عبارة عن إضافة اجلديد للقدمي ،فالنظريات اجلديدة يف جمال العلم حتل حمل النظريات القدمية إذا أثبتت النظريات اجلديدة
خطأ النظريات القدمية.
-ثانيا :التنظيم:
نقصد بالتنظيم ،تنظيم وتصنيف الظواهر من أجل دراستها ،سواء تعلق األمر يف عملية مجع املعلومات أو عملية
التحليل والتفكري ،فالتفكري العادي ال يتميز باملنهجية بل بالتلقائية والعفوية ،فالباحث يف جمال علم التاريخ مثال إذا أراد دراسة
20
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
ظاهرة تارخيية ما فإنه جيد زمخا هائال من احلوادث التارخيية جيب عليه تنظيمها وتصنيفها حبيث يأخذ فقط ما يفيده يف حبثه،
واملعرفة العلمية معرفة منظمة ختضع لضوابط وأسس منهجية ال نستطيع الوصول إليها دون إتباع ذه األسس والتقيد هبا.
-ثالثا :المنهجية :
إن العلم يستخدم املنهج يف الوصول إىل النتائج ،سواء أكان ذلك يف عملية مجع املعلومات أو عملية التحليل والتفكري.
-رابعا :الموضوعية:
تعين املوضوعية أن تكون خطوات البحث العلمي كافة قد مت تنفيذ ا بشكل موضوعي وليس شخصي متحيز ،ومن مث
يتحتم على الباحث عند قيامه بدراسة الظواهر جيب عليه أن يدرسها على احلالة املوجودة عليها دون تغيري فيها ،باإلضافة إىل
أنه يعتمد على املوضوعية يف دراستها بدون التأثر بأفكاره ومعتقداته الذاتية حىت ميكن معرفة األشياء كما هي على حقيقتها،
ال كما يود أن يراه ا ،كما أنه ال يرتك مشاعره وآرائه الشخصية تؤثر على النتائج اليت ميكن التوصل إليها بعد تنفيذ خمتلف
املراحل.
-خامسا :العلم كمي:
إن مجيع العلوم حتاول أن تكون كمية حبيث يكون هلا مقاييس كمية حتددها ،فكلما ارتكز العلم على مقاييس كمية
وأجهزة دقيقة كلما ذهب إىل حد كبري للموضوعية يف احلكم ،وقد أصبحت العلوم االجتماعية واإلنسانية يعتمد على لغة
األرقام يف كثري من األحباث مثل استخدام اجلداول البيانية ،والنسب املئوية واإلحصائيات وغري ا من األدوات الرياضية.
-سادسا :العلم قابل للقياس والتجريب:
هناك من يذهب إىل القول أن ما و قابل للقياس والتجريب فهو علمي ،وما ال أستطيع جتريبه ال أستطيع تصديقه،
ففي جمال الرتبية البدنية والرياضية ناك ظواهر ميكن أن جنرهبا كقياس فعالية طريقة ما يف التدريس مثال.
-سابعا :العلم قابل للتعميم:
من صفات العلم وخصائصه الرئيسية أنه يستطيع تعميم النتائج الذي يتوصل إليها ،ولكي يصل الباحث إىل التعميم
يستخدم املنهج اإلستقرائي الناقص و ذا باختيار عني ة عشوائيـة متثل اجملتمع متثيال صادقا ،وتعمم النتائج اليت حصل عليها
على العينة اليت اختريت منه العينة ،و يقصد بالتعميم االنتقال من احلكم اجلزئي إىل احلكم الكلي حبيث يدرس العلم الظاهرة
من خالل عينة وعند الوصول إىل نتيجة يتم تعميمها على اجملتمع األصلي أو الظاهرة و ذا نظرا لتعذر دراسة كامل اجملتمع
األصلي وكمثال :فإنه ملا نقوم بتحليل الدم فإنه يأخذ منه عينة صغرية توضع يف أنبوب اختبار وما ينطبق عليها من موصفات
فإنه ينطبق على سائر الدم املوجود يف اجلسم.
-ثامنا :العلم نتائجه غير يقينية:
إنه مهما يكن العلم موضوعي ودقيق ،لكن و عرضة للخطأ وهلذا عند دراسة حتليلية جند نتائجها تتمتع بصدق معني
وبنسبة خطأ كذلك معينة ،وهلذا فإن النتائج دائما تكون فيها نسبة خطأ ،وعليه ميكن أن جنري دراستني متشاهبتني رمبا حنصل
21
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
على نتيجتني متعارضتني ،فمثال :إذا ثبت أن طول العب شرط ضروري لتفوقه يف لعبة كرة الطائرة ،وظهر أن ناك العب قصري
القامة يتميز بتفوق يف ذه اللعبة ،إذا ذا كايف إللغاء احلكم السابق.
-تاسعا :العلم عالمي:
إن العلم ال حدود له بإمكان الباحث أن يطلع على النظريات والقوانني اليت مت اكتشافها يف مناطق متفرقة من العامل
وأن يستفيد منها ،بغض النظر عن املنطقة وال الشخص الذي اكتشفها.
-عاشرا :العلم يؤثر ويتأثر:
إن العلم يتأثر باملستوى اإلجتماعي والثقايف للمجتمع ولألفراد ،فكلما توافرت اإلمكانيات للباحثني كلما تطور العلم
كذلك و يؤثر أيضا يف اجملتمع فكلما تقدم العلم كلما عمل على تقدم وتطور اجملتمعات والشعوب.
-إحدى عشر :القدرة على التنبؤ:
من أ م خصائص العلم و قدرته على التنبؤ حيث أنه يساهم يف خدم ة اإلنسان فالتنبؤ بالزلزال واألعاصري قبل حدوثها
يساعد على انقاد حياة البشرية واحملافظة عليها .
المحاضرة الخامسة:
_ أساليب التفكير العلمـي-
-1معنى التفكير:
التفكري و عملية عقلية ميارسها اجلميع ،املواطنون العاديون ،والقادة ،والطلبة ،واألساتذة ،البسطاء ،واملثقفون ،والناس -
ال يكفون عن التفكري ،حني تواجههم املشاكل يفكرون ،حني خيططون ملستقبلهم ومستقبل أوالد م يفكرون ،حني يريدون
اختاذ قرارات بسيطة أو مصريية يفكرون.
التفكري ممارسة طبيعية ،و و النشاط العقلي الذي يواجه به اإلنسان مشكلة ما تصادفه يف حياته وتعرتض طريقه مهما -
كانت تلك املشكلة ،كما و عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية اليت يقوم هبا الدماغ عندما يتعرض ملثري يتم استقباله عن
طريق واحدة أو أكثر من احلواس اخلمس.
التفكري و نشاط عقلي وذهين ميارسه الفرد إزاء حالة أو موقف ،وقد تكون مثل تلك املواقف واملشاكل جديدة عليه -
مل يتعامل معها من قبل ،أو أن تكون قد مرت عليه ولكنه صعب عليه التعامل معها بالطرق واألساليب امليسرة له يف حينها (
قنديلجي ،2008،صفحة .)29
22
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-2أساليب التفكير:
أساليب التفكري ي الطرق املختلفة اليت يستخدمها الفرد يف مواجهه ما يتعرض له من قضايا ،أو صعوبات ،أو
مشاكل وميكن التفرقة بني جمموعتني من أساليب التفكري:
-أساليب التفكري العشوائي.
-أساليب التفكري العلمي.
23
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
24
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
أسلوب ميارسه الفرد وتغرق فيه اجلماعات ،و هو أسلوب لتربير الفكرة املسيطرة أو لتربير اخلطأ ،حيث تتحول الفكرة املسيطرة
إىل فكرة كلية الصحة وال يأتيها اخلطأ من أي جانب ،حيث تتحول الفكرة من فكرة قابلة ألن تكون خطأ أو صوابا إىل فكرة
صحتها مطلقة وغري قابلة للنقاش ،ويتحول الرأي إىل عقيدة ،ويتحول أسلوب التفكري إىل أسلوب تربير ،فالغاية حمددة وال
حتتاج إال إىل ضرورة الوصول هلا بأي طريقة ،ولذلك يتسم أسلوب التفكري امليكيافيلي باجلمود ،والغوغائية ،واخلطابية،
والتأثري النفسي كأدوات إقناع باألفكار واآلراء ،والتفكري امليكيافيلي عشوائي يف جوهره ،يف استخدامه للتفكري كأدوات للتربير
يف سبيل الوصول للهدف احملدد أو املعروف سلفا الذي يكون غري قابل للنقاش ،غري قابل للنقد ،غري قابل للخطأ.
--1-12سمات التفكير العشوائي:
إن من أهم مسات التفكري العشوائي جند ما يلي:
غلبة العاطفة على التفكري.
سيطرة اخلرافة يف عملية البحث عن األسباب.
اختالط األفكار وعدم تسلسلها.
العشوائية والقفز بني األفكار.
غياب األسئلة املنطقية.
سيطرة النزعة التعصبية.
العدمية وغياب اهلدف.
التربيرية امليكيافيلية.
25
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-و العملية العقلية اليت يتم مبوجبها حل املشكالت أو اختاذ القرارات بطريقة علمية من خالل التفكري املنهجي املنظم ،كما
يطلق على التفكري العلمي بأنه جمموعة من االسرتاتيجيات املتتابعة ،تبدأ بالتعرف على املشكلة وحتديد ا ،مث البحث عن
احللول وجتريبها ،وتقوميها وانتقاء األمثل منها بغية إضفاء الفاعلية عليها.
-1-2-2سمات التفكير العلمي:
مع تقدم العلم ورقى الفكر اإلنساين فرض املنطق احلديث وجوده واجته لدراسة طرق التفكري يف خمتلف العلوم واختذ يف
سبيل ذلك أسلوبا علميا متصفا بالصفات التالية:
أوال :الموضوعية:
إن منطق التفكري العلمي يرفض االنطالق من نوازع ذاتية عاطفية يف الرصد أو التحليل والبحث عن األسباب ،بل
اإلنطالق من املعلومات والفرضيات واحلقائق املتوفرة يف إطار من املوضوعية اليت جتعل منه أسلوبا للتفكري العلمي.
ثانيا :الخصوصية:
لكل علم من العلوم طرقه اخلاصة يف البحث والدراسة ،وله أدواته اخلاصة يف التجربة والربهان وإثبات النتائج ،واملنطق
احلديث ال يدرس القواعد الشكلية العامة ولكنه يدرس الطرق اخلاصة اليت تتبع بالفعل يف كل علم من العلوم ،وبديهي أن
مناهج العلوم ختتلف باختالف الظواهر اليت تعاجلها ،ومن املسلم به أن صفة اخلصوصية ال تتناقض إطالقا مع قواعد املنطق وال
تغفل عن التفاعل والرتابط احليوي بني العلوم املختلفة.
ثالثا :النسبية:
ال يدعي املنطق احلديث الوصول إىل حقائق مطلقة ،وال يزعم أن القواعد اليت يهدف إىل الكشف عنها ثابتة دائمة أو
جمردة ،بل يعرف أن هذه القواعد رن باحلالة اليت يصل إليها علم من العلوم يف وقت ما ،ونظرا إىل أن كل حقيقة نصل إليها
ترتبط خبرباتنا السابقة سواء يف القياس أو التحليل فستبقى حقيقة نسبية ،إن منطق امتلك احلقيقة املطلقة يتناقض مع منطق
التفكري العلمي ،فمنطق امتلك احلقيقة املطلقة و منطق جدير بالتفكري اخلرايف والتفكري األسطوري والذايت التعصيب والعاطفي.
-رابعا :السببية:
التفكري العلمي يقوم يف جوهره على عملية البحث عن األسباب ،فلكل ظاهرة سبب أو جمموعة من األسباب هي
املسئولة جوهريا عن ظهورها ،وعن طريق معرفة هذه األسباب نستطيع التقدم حنو حل املشكلة وحنو اختاذ القرار بطريقة علمية
والسببية يف التفكري العلمي ليست جمرد حبث عن أي أسباب ،بل عن األسباب املوضوعية ،املنطقية ،الواقعية ،ذات الصلة،
والت ي يقبلها العقل واليت تكون قابلة للمعرفة والقياس والرب ان على وجود ا وعلى عالقتها بالظاهرة أو باحلدث الذي نبحث
عن أسبابه.
26
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-خامسا :التعددية:
ترتبط بسمة السببية يف التفكري العلمي مسة أخرى ال تقل أمهية و هي التعددية ،فالتفكري العلمي ال يقف باألسباب
عند وجود سبب وحيد بالضرورة للظاهرة ،بل عدة أسباب ،وال ينظر للمشكلة باعتبار ا نتيجة لعامل واحد بالضرورة ،بل عدة
عوامل وبني األسباب املتعددة والعوامل املتعددة توجد أسباب رئيسية وأسباب ثانوية ،توجد أسباب مهمة وأسباب أكثر أمهية،
وتوجد أسباب جو رية وأسباب هامشية ،وأسباب مباشرة وأسباب غري مباشرة ،وبني العوامل املتعددة توجد عوامل أساسية
وعوامل غري أساسية ،وعوامل داخلية وعوامل خارجية و كذا.
-سادسا :التنظيم:
التنظيم مسة أساسية من مسات التفكري العلمي ،فخطوات البحث حتتاج إىل تنظيم ،واملعلومات املتوفرة حتتاج إىل
تصنيف واختيار وتنظيم ،واألسباب اليت يتم التوصل إليها حتتاج إىل اختيار بني أسباب رئيسية وأسباب ثانوية ،مباشرة وغري
مباشرة وبدون التنظيم ختتلط اخلطوات وختتلط األسباب ويسقط التفكري منذ البداية أو بعض مراحله يف خماطر التفكري
العشوائي ،كالدوران بني األفكار ،أو الغرق يف سيل املعلومات الفرعية ،أو النقاش من أجل النقاش ،أو ضياع األسباب الرئيسية
،أو ضياع اهلدف ،أو عدم القدرة على استكمال البحث ،أو حل املشكلة أو اختاذ القرار .
-سابعا :الترابط:
يتسم التفكري العلمي بالبحث يف عالقة الظاهرة اليت يتم دراستها ،أو املشكلة اليت نبحث هلا عن حل أو القضية اليت
نفكر فيها ونناقشها لكي نتخذ قرارنا جتاهها ،بغري ا من الظواهر ،ففي التفكري العشوائي الظواهر منعزلة عن بعضها البعض،
ويف التفكري اخلرايف أو األسطوري كل ظاهرة خلفها خرافة أو أسطورة ،لكن منطق التفكري العلمي يتسم بأنه منطق الشمول
والرتابط فالظواهر مرتابطة ومتشابكة ،فبعض الظواهر كاألحداث التارخيية عبارة عن حلقات يف سلسلة ،وكل حلقة سبقتها
حلقات وتلتها حلقات أخرى ،وبعض الظواهر كاألحداث اإلجتماعية عبارة عن شبكة من العالقات بني الظواهر ،فالبطالة
ظاهرة ال ميكن عزهلا عن ظواهر أخرى كاألزمة اإلقتصادية والفقر والعنف اإلجتماعي وضعف التنمية وغريها من الظواهر
االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،و ذا الرتابط يف منطق التفكري العلمي يبتعد به عن البحث عن سبب وحيد حلدوث
الظاهرة أو املشكلة ،ويبتعد به عن عزل األحداث والظوا ر عن بعضها ،أو عزهلا عن البيئة احمليطة هبا.
-ثامنا :الهادفية:
التفكري العلمي ليس تفكريا يف اهلواء الطلق ،ليس تفكريا يف الفراغ ،و ليس تفكريا بال هدف ،بل و تفكري هادف،
ألنه يستهدف منذ البداية الوصول إىل حل للمشكلة ،أو اختاذ قرار ،أو تفسري ظاهرة ،أو حبث قضية ،واختاذ موقف جتاهها،
فالتفكري العلمي و العملية العقلية اليت يتم مبوجبها حل املشكالت أو اختاذ القرارات بطريقة علمية من خلل التفكري املنهجي
املنظم.
27
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المحاضرة السادسة:
-البحـث العلمـي:
الشامل والدقيق بواسطة املعلومات الدقيقة اليت يتم مجعها بإتباع أساليب علمية حمددة" (اخلياط ،2011،صفحة .)22
_ و"االستقصاء الذي يتميز بالتنظيم الدقيق حملاولة التوصل إىل معلومات أو معارف أو عالقات جديدة ،والتحقق من
املعلومات واملعارف والعالقات املوجودة وتطوير ا باستخدام طرائق ومناهج موثوق يف مصداقيتها" (إبراهيم ،طرق ومناهج
البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ،2002،صفحة )12
28
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
_ و"عمل فكري منظم يقوم به شخص مدرب و هو الباحث ،من أجل مجع احلقائق وتنظيمها وتفسريها وربطها بالنظريات
واحلقائق هبدف التوصل إىل حل مشكلة أو لإلضافة إىل املعرفة يف حقل من حقول املعرفة" (حافظ ،2012،صفحة .)3
_ و"جهد منظم للحصول على معرفة جديدة" (عوض ،2008،صفحة .)8
_ و"احملاولة الدقيقة الناقدة اليت تؤدي إىل حلول أو عالج املشكالت اليت تؤرق اإلنسانية وحتري ا" (السيد علي ،2011،
صفحة .)374
_ و"استقصاء دقيق يهدف إىل اكتشاف حقائق جديدة وقواعد عامة ميكن التحقق منها" (إبراهيم ،طرق ومناهج البحث
العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ،2002،صفحة .)17
_ و"استقصاء منظم يهدف إىل إضافة معارف ميكن توصيلها والتحقق من صحتها عن طريق اإلختبار العلمي" (إبراهيم،
طرق ومنا ج البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ،2002،صفحة .)17
_ و"وسيلة لالستعالم واالستقصاء املنظم والدقيق ،الذي يقوم به الباحث ،بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة
باإلضافة إىل تطوير أو تصحيح أو حتقيق املعلومات املوجودة فعال ،على أن يتبع يف ذا الفحص واالستعالم الدقيق خطوات
املنهج العلمي" (السيد علي ،2011،صفحة .)373
ونقد عميق مثَّ عرضها عرضا مكتمال
بتقص دقيق ٍّ
ٍّ _ و حماولة الكتشاف املعرفة والتنقيب عنها وتطويـر ا وفحصـها وحتقيقها
_ و نشاط علمي منظم يتقدم به الباحث حلل مشكلة قائمة ،أو لفحص موضوع معني واستقصائه ،من أجل إضافة أمور
جديدة للمعرفة اإلنسانية أو إلعطاء نقد بناء ومقارنة معرفة سابقة هبدف تقصي احلقيقة ونشرها.
_ و حماولة دقيقة ومنظمة وناقدة للتوصل إىل حلول ملختلف املشكالت اليت تواجهها اإلنسانية وتثري قلق وحرية اإلنسان.
العلم ِي بأنه: ومفهوم عن البحث
ٍّ *ويف ضوء تلك التعريفات واملفاهيم السابقة ميكن اخلروج بتعر ٍّ
يف
عملية فكرية منظمة يقوم هبا شخص يسمى (الباحث) ،من أجل تقصي احلقائق يف شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى –
(موضوع البحث) بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) ،بغية الوصول إىل حلول مالئمة للعالج أو إىل نتائج
صاحلة للتعميم على املشاكل املماثلة تسمى (نتائج البحث).
وعلى الرغم من تعدد هذه التعريفات فإهنا تشرتك مجيعها يف النقاط التالية:
_ البحث العلمي حماولة منظمة هادفة أي تتبع أسلوبا أو منهجا معينا .
_ البحث العلمي يهدف إىل زيادة املعرفة وتوسيع دائرهتا.
_ البحث العلمي خيترب املعارف والعالقات اليت يتوصل إليها وال يعلنها إال بعد فحصها وتثبيتها والتأكد منها.
_ البحث العلمي يشمل مجيع ميادين احلياة ومجيع مشكالهتا.
29
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
30
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
31
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
32
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
معاجلة الكثري من املشاكل الصحية و القوامية وجلميع فئات اجملتمع الرياضي والغري الرياضي.
تطوير األندية الرياضية إداريا وفنيا واقتصاديا.
إجياد أفضل الطرائق التدريسية والتدريبية للمتعلم الرياضي.
ابتكار وسائل التدريب والتعلم احلركي املتطورة.
إجياد و ابتكار أفضل وسائل القياس والتحليل للمستوى الرياضي(.العبادي ،2015،صفحة )15
33
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المحاضرة السابعة:
-أنواع البحوث العلمية :
تمهيد:
اختالف البحوث مجيع مناحي احلياة وحاجات اإلنسان ورغباته ،ومن َمثَّ يكون ِ ِ يعُّ ُّد ُ
ُ جمال البحث العلم ِي واسعا حبيث يغطي َ
العلمية باختالف حقوهلا وميادينها تنويعا هلا ،وعموما بالنسبة ألنواع البحوث العلمية يف احلقيقة ال ُكتاب أو املتخصصني يف
هذا اجملال اختلفوا حول أنواع البحوث وكيفية تصنيفها ،حلد اآلن ال يوجد اتفاق حول تصنيف البحوث العلمية ،ولذلك
الطالب أو الباحث عندما يبحث أو يفتح أي كتاب لبعض املؤلفني يف هذا اجملال سوف جيد فيه اختالف يف التصنيفات
لكنها كلها تصب يف مسار واحد يف ذا اجملال ،وبالتايل فالتصنيف ليس مهما يف حد ذاته إال بقدر ما خيدم عملية البحث
وخطواته أي كيف تتم عملية البحث.
تنوعه بالبحوث الرتبوية واالجتماعية واجلغرافية والتارخيية وغريها ،ومن حيث
العلمي من حيث ميدانه يشري إىل ُّ
ُّ البحث
و ُ
العلمي من حيث املكان البحث
ُ ِ
وبالبحوث التارخيية وغريها ،كما يتنوع ِ
وبالبحوث التجريبية ِ
بالبحوث الوصفية مناهجه يتنوع
ُّ
34
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
حبوث
حبوث نوعية وأخرى كمية ،ومن حيث صيغ التفكري إىل ٍّ
حبوث ميدانية وأخرى خمربية ،ومن حيث طبيعة البيانات إىل ٍّ
إىل ٍّ
استنتاجية وأخرى استقرائية.
-1أنواع البحوث العلمية :هناك أكثر من أساس ميكن أن نبين عليه يف تصنيف البحوث ،من هذه التصنيفات نذكر ما
يلي يف هذا الشكل التوضيحي أدناه.
حسب جهة
حسب المنهج
تنفيذا
المستخدمم فها
ي
تصنيف البحوث
العلمية
حسب الهدف
حسب طبيعة أو الغرض منها
البيانات
حسب أسلوب
التفكير
35
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
36
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
37
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
تستخدم املصادر األخرى يف احلصول على البيانات واملعلومات اليت حيتاج إليها البحث بعد أن ُخيضعها الباحث للفحص
الدقيق والتحقق من صحتها و موضوعيتها.
-1-3-1البحوث األكاديمية:
هي البحوث اليت جترى يف اجلامعات واملعاهد واملؤسسات األكادميية املختلفة ،و هي البحوث الذي يسعى عادة
أصحاهبا للحصول على شهادة جامعية ،وقد تستغرق بني سنة و 3سنوات أو أكثر لتضيف شيئا جديدا للمعرفة اإلنسانة.
والبحوث األكادميية هي أقرب ما تكون للبحوث األساسية النظرية منها للتطبيقية ولكن ذلك ال مينع من االستفادة من
نتائجها وتطبيقها فيما بعد ،وميكن أن نصنف هذه البحوث األكادميية إىل مستويات عدة يف املرحلة اجلامعية هي:
-البحوث الدراسية.
-البحوث اجلامعية األولية(حبث للحصول على شهادة الليسانس).
-حبوث الدراسات العليا (حبث للحصول على درجة املاجستري).
-حبوث الدراسات العليا (حبث للحصول على درجة الدكتوراه).
-حبوث التدريسيني(حبوث األساتذة للرتقي).
أوال -البحوث الدراسية:
ه ي البحوث القصرية اليت يكلف هبا الطلبة بناءا على طلب من أساتذهتم يف خمتلف املواد ،وتسمى عادة باملقالة أو
البحوث الدراسية ،وهتدف إىل تدريب الطالب على تنظيم أفكاره وعرضها بصورة سليمة ،وأيضا على االستعانة باملكتبة
والبحث عن املصادر واملراجع ،وتدريبه على اإلخالص واألمانة وحتمل املسؤولية يف نقل املعلومات ،وقد ال يتعدى حجم
البحث 15صفحة.
ثانيا -البحوث الجامعية األولى(بحث للحصول على شهادة الليسانس):
هي أحد متطلبات التخرج لنيل شهادة الليسانس ،و هي من البحوث القصرية إال أهنا أكثر تعمقا من البحوث
ا لدراسية ويتطلب من الباحث مستوى فكريا أعلى ومقدرة أكرب على التحليل واملقارنة والنقد ،والغرض منها و تدريب الطالب
على اختيار موضوع البحث ،وحتديد اإلشكالية اليت سيتعامل معها ،ووضع االقرتاحات الالزمة هلا ،واختيار األدوات املناسبة
38
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
للبحث باإلضافة إىل تدريبه على طرق الرتتيب والتفكري املنطقي السليم ،و هذه البحوث ليس املقصود منها التوصل إىل
ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة بل تنمية قدرات الطالب يف السيطرة على املعلومات ومصادر املعرفة.
ثالثا -بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الماجستير)(الرسالة) :
تعترب أحد املتممات لنيل درجة علمية عالية عادة ما تكون درجة املاجستري ،واهلدف األول منها و أن حيصل الطالب
على جتارب يف البحث حتت إشراف أحد األساتذة ليمكنه ذلك من التحضري للدكتوراه.
وتعترب امتحانا يعطي فكرة عن موا هب الطالب ومدى صالحيته للدكتوراه ،و هي فرصة ليثبت الطالب سعة اطالعه
وعمق تفكريه وقوته يف النقد والتبصر فيما يصادفه من أمور ،وتتصف الرسالة بأهنا حبث مبتكر أصيل يف موضوع من
املوضوعات ،وتعاجل الرسالة مشكلة خيتار ا الباحث وحيدد ا ويضع افرتاضاهتا ،ويسعى إىل التوصل إىل نتائج جديدة مل تعرف
من قبل ،وهلذا فالرسالة حتتاج إىل مدة زمنية طويلة نسبيا قد تكون عاما أو أكثر.
رابعا -بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الدكتوراه)(األطروحة):
األطروحة مصطلح يطلق على البحث الذي يقدمه الباحث لنيل شهادة الدكتوراه ،و هي أرفع درجات البحث منهجا
وعلما وتعلما ونظرة وفق قواعد جادة حتكم تقدمي املادة العلمية باستيعاب دقيق ورؤية أكثر تعمقا (حممود ،2006،صفحة
.)15يتفق األساتذة و رجال العلم على أن األطروحة هي حبث علمي أصيل يهدف إىل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم
واملعرفة وختتلف أطروحة الدكتوراه عن املاجستري يف أن اجلديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم جيب أن يكون أوضح وأقوى،
وأعمق وأدق وأن تكون على مستوى أعلى ،وقد ميتد الزمن بالباحث ألكثر من سنة أو سنتني رمبا عدة أعوام ،وتعتمد رسالة
الدكتوراه على مراجع أوسع ،وحتتاج إىل براعة يف التحليل وتنظيم املادة العلمية ،وجيب أن تعطي فكرة على أن مقدمها يستطيع
االستقالل بعد ا بالبحث دون أن حيتاج إىل من يشرف عليه ويوجه ألنه يف هذه املرحلة يكون الباحث قد امتلك موهبة جيدة
للبحث وبالتايل رسالته تكون إضافة حقيقية للعلم .
خامسا -بحوث التدريسيين (بحوث األساتذة للترقي):
ميثل هذا النوع النسبة األكرب من األحباث ،وتكون إما كتاب يشتمل على البحث الذي أعده األستاذ ،أو مقال علمي
ينشر يف إحدى اجملالت العلمية اليت تصدر يف داخل اجلامعة أو خارجها ،أو مؤمتر علمي يشارك فيه األستاذ ببحثه.
-3-1البحوث الغير أكاديمية:
هي حبوث متخصصة تنفذ يف املؤسسات املختلفة بغرض تطوير أعماهلا ومعاجلة املشاكل و االختناقات اليت قد يعرتض
طريقها ،فهي إذن أقرب ما يكون إىل البحوث التطبيقية ،ففي بعض األحيان احلكومة أو مؤسسة معينة تطرح حبث معني على
باحثني من خارج أعضاء هيئة التدريس وتضع له مبالغ معينة ويطلق عليها كذلك البحوث املهنية.
39
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
40
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المحاضرة الثامنة:
ت .الداللة :أي أن يكون العنوان شامال ملوضوع البحث وداال عليه داللة واضحة وبعيدا عن العموميات(إبارهيم ،طرق
ومناهج البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ،2002،صفحة .)44
-2الدقة :تعترب الدقة أول صفة من صفات البحث العلمي اجليد ،ويكون البحث دقيقا عندما يتم االستعانة باألدوات
واملقاييس املوضوعية والدقيقة وخاصة يف مجع املعلومات والبيانات والتحقق منها و هذا وفقا ملوضوع البحث و هدفه ،حيث
إن املعلومات املوثقة بذكر مصادرها تدل على ِ
الدقة يف البحث ،وتعطي القارئ معلومات أكيدة ،وعلى العكس من ذلك فإن
نقل املعلومات بدون معرفة مصادرها ،أو ما يتناقله الناس دون متحيص أو تدقيق وحبث عن مصادره ،والتأكد من سالمته،
أمور تفقد البحث أمهيته وقيمته ،والدقة تكون سواء يف اختيار األدوات كما ذكرنا أو يف تسجيل النتائج أو يف كتابة
التقارير(أمحد ،2009 ،صفحة .)42
وعلى الباحث أن يكون دقيقيا يف اختيار املتغري املراد البحث فيه ،ويف وصفه ،ويف حتديد عنوان حبثه ،ويف كل ما
يكتبه أو ينقله عن املصادر ذات العالقة ببحثه ،لكي ال يقع يف أخطاء تداخل املوضوعات يف بعضها ،مما قد يؤثر بالتايل يف
اختياره ملصادره ومقاييسه ووسائله اإلحصائية ويف نتائج حبثه وتفسريها ،إن عنوان املوضوع جيب أن يعرب عن مضمونه
فحسب ،فيجب على الباحث أن ُحي ِدد موضوعه حتديدا دقيقا ،وال خيرج يف املعاجلة عنه ،وال مي ِهد له باملقدمات الطويلة جدا،
أو يأيت مبتعلقاته بشكل موسع جدا فيه استطراد وخروج عن املقصود ،بل حياول الرتكيز اجلاد على موضوعه ،وخري الكالم ما
قل ودل ،فاحلشو واخلروج عن املوضوع أمور مزعجة للقارئ ِ
تنفر من البحث. َّ
-3التنسيق والتنظيم :التنسيق نقصد به السريورة؛ مبعىن أن البحث جيب أن يسري بأسلوب منطقي وبتقسيم واحد
معروف ويكون االنتقال من باب إىل باب بشكل منطقي مرن ومتزن ومضبوط ،واالنتقال من فصل إىل فصل كذلك يكون
بنفس النسق حيث ال يكون هناك هفوة أو فراغ بينهما ،ويكون ذلك أيضا بتنظيم خطته بشكل منطقي واضح مستوعب،
41
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
فيوزع أفكاره الرئيسة ضمن أبواب وفصـول منسجمة ،مث يبدأ الكتابة وذلك بتسلسل أفكاره ،وينتقل مع القارئ من نقطة إىل
أخرى برتابط ،فيُ ِحس قارئ حبثه أنه يهضم ما يقرأ ،فال ينتقل ملا بعده إال وقد استوعب ما قبله وفهمه ،وعلى العكس يكون
الغموض.
-4الترابط بين أجزاء البحث :إنه من الضروري أن تكون أقسام البحث وأجزاؤه املختلفة متماسكة ومرتابطة ،سواء كان
ذلك على مستوى الفصول أو املباحث أو األجزاء األخرى اليت تظهر يف البحث ،فينبغي أن يكون هناك ترابط وتسلسل
منطقي بني الفصول ،كما ينبغي أن يكون ناك ترابط وتسلسل يف املعلومات بني املبحث األول ،أو اجلزء األول من الفصل
الواحد وبني املباحث واألجزاء املتتالية األخرى(قنديلجي ،2008،صفحة .)51
-5أن يكون البحث علمي في منهجه وإجراءاته :هذا يعين أن يستخدم الباحث يف خطواته أثناء البحث األسلوب
العلمي يف مجيع املراحل واألجزاء.
-6االبتعاد عن التحيز في الوصول إلى النتائج :تعترب النتائج اليت توصل إليها الباحث من خالل حتليله للبيانات
واملعلومات اجملمعة هي زبدة البحث ونقطة ارتكازه ،لذا جيب على الباحث أن ال يتحيز للفروض الذي اليت وضعها ألجل
حتقيقها وال مييل هلا ،وأن يبتعد عن التحيز يف ذكر النتائج اليت توصل إليها ،وأن ال يرتك مشاعره و أرائه الشخصية تؤثر على
هذه النتائج.
-7الموضوعية :مبعىن أن يكون البحث خايل من ذاتية امليول الشخصية ،مبعىن أن يعتمد البحث على االختبارات
واملقاييس اليت تقيس الظاهرة بدون تدخل الذاتية ،ويبتعد عن التقدير الذايت الذي قد تتدخل فيه األهواء والعواطف.
-8أن يكون البحث كامال متكامال :أن ينتهي البحث كما بدأ باجلدية اليت يتطلبها من األول إىل األخري ،متكامال مبعىن
أن تدرس املشكلة من مجيع جوانبها وزواياها.
-9أن يكون البحث عملي :جيب أن يتناول البحث املشاكل اليت تدور يف امليدان العملي واليت تعيق االختصاص
الرياضي من أجل الرفع من مستواه.
-11أن يكون أساس للتعميم :وذلك مع التحفظ يف جمال التعميم حيث يكون على اجملتمع احملسوبة منه العينة ،والغاية يف
أي حبث علمي سليم و معرفة احلقائق ووصف احلوادث وتفسريها والكشف عن العالقة الكامنة فيها والوصول إىل مبادئ
وتعميمات عامة ميكن التنبؤ على أساسها بالنسبة للمستقبل.
-11حداثة الموضوع :إن املشكلة جيب أن تكون تعاجل الواقع املعاصر اليت تعيش فيه دون غريه.
-12أن يكون غرضه واضحا :مبعىن أن يكون له هدف يسعى إىل حتقيقه وسؤال جييب عليه يعيق تقدم اجملتمع ،وأن حيقق
املهمة اليت أنشئ من أجلها وال غريها.
42
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
43
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-1توفر الرغبة في موضوع البحث :تعترب رغبة الباحث يف جمال موضوع البحث وميله حنوه عامل مهم يف إجناح عمله
وحبثه فالرغبة الشخصية دائما هي عامل مساعد ودافع فعال يؤدي للنجاح.
-2الصبر والجد والقدرة على التحمل :إن عملية البحث عملية شاقة ذهنيا وجسديا وماديا ،فكثري من البحوث حتتاج
إىل التفتيش املستمر عن مصادر املعلومات املطلوبة واملناسبة ،وإن الكثري منها حيتاج إىل مراجعات قد تستغرق فرتة طويلة من
الباحث أو قد تطول عما توقعه الباحث يف البداية نظرا لتدخل بعض املتغريات العرضية ،لذا فإن الباحث اجليد حباجة إىل
حتمل مثل تلك املشاق وغريها والتعايش معها بذكاء وصرب وتأين ،حيث أن مثل هذه البحوث قد تكون شاقة وطويلة
فالباحث الذي يصيبه امللل يف أية مرحلة من مراحل البحث املختلفة وفقد الصرب والقدرة على التحمل يف مجع البيانات الكافية
والوافية عن حبثه مكتوب عليه بالفشل والتقصري يف جانب أو أكثر من جوانب البحث(قنديلجي ،2008،صفحة .)54
-3الذكاء والموهبة :وذلك لالستفادة منها يف اختيار املشكلة وحتديدها وعمل بقية عناصر البحث وفق األسس العلمية
املقررة.
-4التواضع العلمي :إن تواضع الباحث وعدم ترفعه على الباحثني اآلخرين الذين سبقوه يف جمال حبثه وموضوعه الذي
يتناوله يف غاية األمهية ،وذلك لتفادي االفتخار بقدراته ،كما جيب عليه أن يسلم بنسبية ما يتوصل إليه من نتائج ،وأن عليه
العدول عن رأيه إذا ما توافرت آراء قيمة خمتلفة ،وكذلك فإن التواضع يف البحث يأخذ اجتاها مهما آخرا و عدم استخدام
عبارة (أنا) يف الكتابة أي أن ال يذكر وجدت أو عملت ،بل يستخدم عبارة وجد الباحث أو عمل الباحث ،و كذا بالنسبة
للعبارات املشاهبة األخرى يف البحث(قنديلجي ،2008،صفحة .)55
-5إتقان المهارات األساسية الالزمة للبحث العلمي :هناك العديد من املهارات اليت يتحتم على الباحث التدرب
عليها وإتقاهنا من أجل تنفيذ البحث بطريقة علمية سليمة ،مثل مهارات إجراء املقابالت ،ومهارة تصميم االستبانة ،ومهارات
اختيار عينة الدراسة ،ومهارة مراجعة الدراسات السابقة ونقدها واالستفادة منها.
-6المعرفة الواسعة في موضوع البحث :فبدون توفر خلفية وهافية لدى الباحث حول موضوع البحث أو املشكلة
املراد دراستها تكون إجراءات البحث ونتائجه ضعيفة ،فال ميكن أن نتصور أن يقوم شخص بعمل حبث يف جمال علوم
األنشطة البدنية والرياضية إذا افتقر هذا الشخص للمعارف األساسية يف هذا اجملال.
-7أن تتوافر لدى الباحث المعرفة ببعض األساليب اإلحصائية :فقد أصبح استخدام األساليب اإلحصائية يف جمال
البحث العلمي أمرا أساسيا للعديد من األحباث وخاصة يف جمال علوم األنشطة البدنية والرياضية.
-8الموضوعية والحياد في تصميم البحث وفي عرض النتائج ومناقشتها :على الباحث أن يلتزم باحلياد التام يف
إجراءات البحث املختلفة وأن يبتعد عن التزامه بآرائه الشخصية أو بتحريف نتائج البحث إذا تعارضت مع مصاحله الذاتية.
44
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-9اإللمام باللغة :اللغة هي وسيلة توصيل املعلومات واألفكار من ذهن إىل آخر كي توصل هذه املعلومات بطريقة علمية
سليمة ،وعليه ال بد من اإلملام بقواعد اللغة املستخدمة.
-11اإللمام بقواعد العلم :ينبغي أن تكون للباحث قاعدة علمية متينة يعتمد عليها يف دراسته وأحباثه اخلاصة و هذه تنمى
بالقراءة املستمرة.
-11حب العلم واالطالع مها القوة الدافعة الستمرار البحث والدراسة.
* و هناك جمموعة من املبادئ اليت جيب أن يلتزم هبا الباحث و هي:
-1أخالقيات البحث العلمي:
هناك اعتبارات أخالقية مرتبطة بالبحث العلمي تقتضي احرتام حقوق اآلخرين وآرائهم وكرامتهم ،سواء أكانوا من
الزمالء الباحثني ،أم من املشاركني يف البحث ،أم من املستهدفني من البحث ،وتتبىن مبادئ أخالقيات البحث العلمي عامة
قيميت "العمل اإلجيايب" و "جتنب الضرر " ،و ناك بعض االعتبارات بالنسبة للسلوك األخالقي تتضمن اآليت:
45
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
6-1السرية:
مبعىن عدم إظهار استجابات املبحوثني ،واقتصار استخدامها على أغراض البحث العلمي حىت ولو على الباحث نفسه
لضمان احلياد يف حاالت معينة.
7-1المساواة:
مبعىن إشعار املبحوثني بأهنم سواء ،ألنـه قـد مت اختيارهم ممثلني لعينة الدراسة بصورة عشوائية ،وبالتايل يتساوى أفراد
اجملموعة الضابطة مع أفراد اجملموعة التجريبية يف حالة استخدام املنهج التجرييب إال إذا أراد الباحث أن يتعرف على أثر وجود
املتغري املستقل من غيابه.
8-1حماية المشاركين من أي ضرر:
مبعىن أن الباحث مسؤول عن توفري احلماية للمبحوثني املشاركني يف البحث من أي خطر مادي ،أو معنوي ،أو
اجتماعي وإذا كان يرتتب على مشاركتهم حدوث ضرر معني فالباحث عليه إخبارهم باحتمالية حدوث ضرر ما منذ البداية.
9-1إعداد تقري ٍر ٍ
واف :
مبعىن أن الباحث بعد ما يفرغ من إعداد حبثه مسئول عن كتابة تقرير عن نتائج البحث ،وتزويد املبحوثني املشاركني به
الراغبني يف االطالع على نتائج البحث.
- 10-1االنفتاح العقلي:
جيب على الباحث أال يتسم باجلمود والتعصب والتحيز ،فيجب أن يكون ذهنه متفتحا قابل لتغيري موقفه على كل تغيري
يف النتائج ،واإلعرتاف باحلقيقة دون اإللتزام أو التشبث برأيه.
-11-1التأني واالبتعاد عن التسرع:
جيب على الباحث أال يتسرع يف إصدار األحكام ولكن يتأىن حىت يقيم األدلة الكافية الشاملة على صحة رأيه.
-12-1السالمة:
على الباحث أن ال يعرض نفسه أو اآلخرين ممن جيري عليهم التجربة خلطر جسدي أو أخالقي ،وال حياول تنفيذ حبثه يف
بيئات قد تكون خطرة من النواحي اجليولوجية ،اجلوية ،االجتماعية ،أو الكيميائية ،كما أن سالمة املستهدفني من البحث
مهمة أيضا ،فال يعرضهم لإلحراج أو يشعرهم باخلجل أو يعرضهم للخطر يف موضوع حبثه.
-13-1الثقة:
حياول الباحث أن يبين عالقة ثقة مع الذين يعمل معهم ،حىت حيصل على تعاون أكرب منهم ونتائج أكثر أدقة ،وال
يستغل ثقة الناس الذين يقوم بدراستهم.
46
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
أن يـ َقدِّم شيئًاً جدي ًدا :من الضروري جدا أن يـ َق ِدر الباحث أمهية املوضوع الذي سيكتب فيه ِوج َهدَّته -1
وطرافتـه ،فال يكتب موضوعا َسبـ َقه غريه إليه فأشبـعه حبثا وحتليال وبيانا ،إال إذا كان غريه قد تناول جانبا من جوانبه ،فال بأس
يف أن خيتار جانبا آخر ،فلكل موضوع جوانب عدة .
-2خصوبة وغزارة مصادر البحث:
من عوامل جناح البحث أيضا خصوبة مادته وأفكاره ،وغزارة مصادره وتوافرها ،وعلى العكس من ذلك البحث الفقري
باملادة العلمية ،الفقري باملصادر لن يكون ناجحا وسيتعب كاتبه كثريا ،ولذلك عليه أن يبحث عن مصادر لبحثه قبل اختياره
ليعرف ل يستطيع الكتابة فيه أم ال؟
-3العلمية والموضوعية:
على الباحث أن يتناول موضوع حبثه بشكل حمدد بعيد عن التصورات أو اآلراء الشخصية ،وال يعتمد على املصادر
غري املوثوقة يف التفسري أو التحليل ،بل باستخدام االختبار والقياس والتجريب ،ودون اخلوض يف موضوعات أو متغريات أخرى
ال عالقة هلا ببحثه ،ومن الضروري أن يعتقد أو يؤمن باحلتمية يف أن الظواهر والسلوكيات واألحداث يف حياتنا هلا أسباهبا
ونتائجها لكل مثري استجابة ،ولكل فعل ردة فعل ،أي أهنا ال تقع مصادفة أو دون سبب معني ،لذلك فالبحث العلمي
يكشف عن تلك األسباب ليتوصل إىل حقائق علمية دقيقة ميكن اعتمادها يف تفسري تلك الظواهر واألحداث .
المحاضرة التاسعة:
-مناهج البحث العلمي-
تمهيد:
منهج البحث العلمي و الدراسة الفكرية الواعية للمناهج املختلفة اليت تطبق مبختلف العلوم تبعا الختالف موضوعاهتا
كما ميكن أن نعرفه بأنه جمموعة من اخلطوات املنظمة والعمليات العقلية الواعية واملبادئ العامة والطرق الفعلية اليت يستخدمها
الباحث لتفهم الظاهرة موضوع دراسته ،فمنهج البحث و خطوات منظمة يتبعها الباحث يف معاجلة املوضوعات اليت يقوم
بدراستها إىل أن يصل إىل نتيجة معينة ،أو هو طريقة موضوعية يتبعها الباحث لدراسة ظاهرة من الظواهر بقصد تشخيصها
وحتديد أبعاد ا ومعرفة أسباهبا وطرق عالجها والوصول إىل نتائج عامة ميكن تطبيقها.
واملنهج العلمي و الطريقة واإلجراءات اليت يتبعها الباحث يف دراسة املشكلة من أجل التوصل إىل احلقيقة العلمية ،ويطلق
على العلم الذي يعين بأساليب البحث العلمي وإجراءاته وأدواته وأخالقياته مناهج البحث العلمي(عطية ،2009،صفحة
. )60
47
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-1المنهج العلمي:
-1-1تعريفه:
_ يعرف املنهج العلمي بأنه الوسيلة اليت ميكن عن طريقها الوصول إىل احلقيقة أو إىل جمموعة احلقائق يف أي موقف من
املواقف وحماولة اختبار ا للتأكد من صالحيتها يف مواقف أخرى وتعميمها ،و هي هدف كل حبث علمي.
العامة (الرفاعي ،2007، ف بأنه الطريق ِ
املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم بواسطة جمموعة من القواعد َّ _ كما ي َـعَّر ُ
صفحة.(19
_ إن املنهج يف البحث العلمي يعين جمموعة من القواعد و األسس اليت يتم وضعها من أجل الوصول إىل حقيقة معينة ،وعليه
إن طبيعة املوضوع ي اليت حتدد نوع املنهج.
_ و الكيفية أو الطريقة اليت يسلكها الباحث يف معاجلة موضوعه إلجياد حلول ملشكلة حبثه ،ومن املناهج املستخدمة يف
البحوث جند املنهج الوصفي ،املنهج التارخيي ،املنهج التجرييب ...إخل.
_ و الطريقة اليت تتبع للكشف عن احلقائق بواسطة استخدام جمموعة من القواعد العامة ترتبط بتجميع البيانات وحتليلها حىت
تصل إىل نتائج ملموسة.
العلمي:
ِّ مميزات المنهج
ُ -2
العلمي كما أشار إليها (الرفاعي ،2007،صفحة )19بامليزات اآلتيـة:
ُّ املنهج
ميتاز ُ
يتوصلون إىل نفس النتائج بإتباع نفس املنهج وبعبارةٍّ أخرى َّ
فإن مجيع الباحثني َّ _ املوضوعية والبعد عن األهواء الشخصيةٍّ ،
عند دراسة الظاهرة موضوع البحث ،ويبدو ذلك باملثالني التاليني:
عبارةٌ موضوعية َّ
ألهنا حقيقةٌ ميكن قياسها ،فيما علي طالب خلوق فالعبارة األوىل ٌ
علي طالب مواظب على دوامه املدرس ِيٌّ ،
_ ٌّ
شخص إىل
ٍّ الذايت الذي خيتلف منتعتمد على احلكم ِعبارةٌ غري موضوعية تتأثر بوجهة النظر الشخصية اليت ُ العبارة الثانية ٌ
آخر.
وحكمة األوائل وتفسري ِاهتم للظواهر كوسيلة من
ِ االعتماد لدرجةٍّ كبرية على العادات والتقاليد واخلربة الشخصية
َ _ يرفض
سيؤدي إىل الر ِ
كود لكن االسرتشاد بالرتاث الذي تراكم عرب القرون له قيمته ،واالعتماد عليه فقط ِ وسائل الوصول إىل احلقيقة ،و َّ
ُ َ
االجتماع ِي.
_ نتائج البحث العلمي قابلة لإلثبات ،ونعين هبذا إمكانية التأكد من نتائج البحث العلم ِي والربهنة عليها يف أ ِي ٍّ
وقت من
األوقات.
48
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
_ نتائج البحث العلم ِي قابلة للتعميم ،ويقصد بذلك تعميم نتائج العينة موضوع البحث على مفردات جمتمعها الذي
صعب ِ
سهل ،لكنَّه ٌ
عامة يستفاد منها يف تفسري ظواهر أخرى مشاهبة ،والتعميم يف العلوم الطبيعية ٌ
أخ َذت منه واخلروج بقواعد َّ
لكن هذا خيتلف
ومرُّد ذلك إىل وجود جتانس يف الصفات األساسية للظواهر الطبيعية ،و َّ
يف العلوم االجتماعية واإلنسانية؛ ُّ
يصعب معه
ُ فالبشر خيتلفون يف شخصياهتم وعواطفهم ومدى استجاباهتم للمؤثرات املختلفة مما
ُ بالنسبة للعلوم االجتماعية
احلصول على نتائج صادقة قابلة للتعميم.
ليتالءم وتنوع العلوم
َ للتعدُّد والتنوع
ميتاز املنهج العلمي باملرونة ليوائم املشاكل والعلوم املختلفة أي مرونته وقابليته ُّ -
واملشكالت البحثية.
_ يساعد على تنظيم خطوات الباحث وجهده ووقته.
_ يساعد على التفكري العلمي املنظم ،وإتباع خطوات علمية متتابعة.
_ تسهيل عمل الباحث بإجراءات متفق عليها علميا.
يوجد العديد من التصنيفات املتبعة ملناهج البحث العلمي ،وإن هذه املناهج ختتلف يف متطلباهتا وإجراءاهتا تبعا لطبيعة
البحث وأهدافه والظواهر اليت يبحث فيها ،وإن ناك أكثر من تصنيف لتلك املناهج ،ولكن ما يهمنا يف جمال الرتبية البدنية
والرياضية و:
_ املنهج التارخيي.
_ املنهج الوصفي.
_ املنهج التجرييب.
المحاضرة العاشرة:
49
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
التارخيي أن يسرتجع ما كانت عليه ظاهرة ما يف زمان معني عن طريقة خملفات وأثار لتلك الظاهرة ،فالتاريخ يعترب سجل له
داللته ومعناه وليس جمرد تسجيل لألحداث املاضية ،ففيه تتم دراسة األفراد واجلماعات واألحداث واحلركات واألفكار يف
عالقتها مبكان وزمان ما.
و املنهج التارخيي ال يقف عند جمرد الوصف وتسجيل األحداث والوقائع اليت جرت ومتت يف املاضي فحسب ،وإمنا يتضمن
حتليال وتفسريا للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم احلاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث يف املستقبل ،ويركز
البحث التارخيي عادة على التغري والتطور يف األفكار واالجتاهات واملمارسات لدى األفراد أو اجلماعات أو املؤسسات
االجتماعية املختلفة ،ويستخدم الباحث التارخيي نوعني من املصادر للحصول على املادة العلمية ومها املصادر األولية والثانوية.
_ مصادر أولية كاآلثار والسجالت والوثائق و األشخاص.
_ مصادر ثانوية مثل كتابات الباحثني واملؤرخني والرواة.
51
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
52
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
الفرتة اليت يرغب يف دراستها أو مسعوا عنها من مصادر موثوقة ،حيث يقوم الباحث جبمع وحصر املصادر واملراجع العلمية
للحصول على مادة علمية تارخيية حلل مشكلة البحث ،واليت حسب األمهية تصنف إىل:
-مصادر أولية (األصلية).
-مصادر ثانوية ( اليت تؤخذ من املصادر األولية).
أ-المصادر األولية :أي املصادر اليت تتعلق باملوضوع بطريقة مباشرة ،حيث تشمل كل من شهود العيان ،اآلثار مثل بقايا
حضارات ماضية أو أحداث يف املاضي مثل :بقايا املباين ،واألدوات ،واملالبس ،والنقود ،واألسلحة...اخل من األدوات اليت تعرب
عن حقبة تارخيية معينة ،والوثائق مثل :سجالت ألحداث ماضية ،أشرطة مسعية أو بصرية ،صور ،رسائل ،املذكرات ،حماضر
احملاكم واإلحصائيات اهلامة ،املخطوطات...إخل.
ب-المصادر الثانوية :وهي املصادر اليت تؤخذ من املصادر األولية ويعاد تسجيلها أو نشرها بعد ذلك يف سجالت أخرى
وعادة ما تكون يف غري احلالة اليت مت تسجيلها يف املصادر األولية ،وتشمل كل ما نقل أو كتب عن املصادر األولية كالصحف
واجلرائد اليومية ،والتقارير ،وبعض املراجع املتخصصة...اخل.
ثالثا -نقد المادة التاريخية :بعد مجع املادة العلمية من مصادر ا األولية والثانوية ،يتطلب من الباحث دراسة هذه
املعلومات دراسة فاحصة وحيلل حمتواها ويتأكد منها ،بعد ذلك يبدأ بعملية نقد هذه املعلومات وتقوميها للتأكد من صحتها
ودرجة موثوقية حمتواها ومصادرها وتزداد احلاجة إىل نقد املادة العلمية يف حالة حدوثها يف فرتة زمنية بعيدة وبني تسجيلها،
وهلذا حيتاج الباحث التارخيي إىل حس ووعي وذكاء وقدرة على فهم السلوك يف حتليل احلقائق التارخيية ،وأن يتميز بالصرب
وسعة البال ،ولكي يعطي املؤرخ لإلنسانية وصفا دقيقا وصادقا لألحداث املاضية جيب أن ختضع املادة اخلربية اليت مجعت لنقد
خارجي وداخلي صارم.
أ -النقد الخارجي :ويعين التأكد من أصالة مصادر املعلومات ،وكوهنا مصادر حقيقية صادرة عن أصحاهبا احلقيقيني ،فهذا
النقد يوجه إىل الوثيقة أو املصدر وليس إىل ما حتويه من مضمون ،وعلى ذا األساس فالنقد اخلارجي و عملية تقومي لغرض
إصدار حكم على صحة الوثيقة أو مصدرها ال حمتواها ،وهو يرتبط بشكل الوثيقة وصلتها بعصرها ومدى انتساهبا ملؤلفها،
وعليه جيب على الباحث التأكد من شيئني ضروريني مها صدق الوثيقة والتأكد من مصدر الوثيقة ،ومن أبز أهداف النقد
اخلارجي اكتشاف أي تزوير أو حتريف يف الوثيقة أو املصدر من خالل إجابة الباحث على التساؤالت اليت تتعلق بالوثيقة أو
املصدر مثل:
مىت ظهرت أو صدرت الوثيقة ؟ و أين؟
-هل كتبت يف وقت حدوث احلدث أم بعده مبدة؟
-ما درجة املوثوقية بكاتبها أو اجلهة اليت صدرت عنها؟
-هل متت كتابة الوثيقة خبط صاحبها أم كتبت عنه؟
-هل تتحدث الوثيقة بلغة العصر الذي كتبت فيه؟
53
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
54
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
والفرض يف البحث التارخيي يبدأ على تصور ذهين عام ينطلق منه الباحث فيعمل على جتميع البيانات املمكنة اليت
حيتمل أن تزيد ذلك التصور جالء ووضوحا ،وبوضع هذه الفروض جتعل الباحث يركز على ما جيب إتباعه الجناز البحث
والتوجه حنو املصادر اليت ميكن أن حتتوي على معلومات تؤيد ذه الفروض أو ترفضها.
55
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-يصعب الوصول إىل نتائج تصلح للتعميم يف األحباث التارخيية وذلك الرتباط الظاهرة التارخيية بظروف زمنية ومكانية
يصعب تكرارها بنفس الدرجة من الدقة .
-صعوبة االعتماد عليه يف الوصول إىل استنتاجات حول أحداث املستقبل.
-صعوبة السيطرة على الظواهر التارخيية وضبطها كما و حال ضبط املتغريات يف البحوث األخرى ألن احلوادث التارخيية
حدثت يف زمن مضى وال ميكن تكرار حدوثها وضبط العوامل املؤثرة فيها.
-تعترب املوضوعية يف البحوث التارخيية أمرا مشكوكا فيه العتماد الباحثني يف بعض األحيان على شهادات أفراد يشك يف
نزاهتم (عطية ،2009،صفحة .)137
تمهيد:
يلجأ الكثري من الباحثني يف اجملال الرتبوي والنفسي والرياضي إىل استخدام املنهج الوصفي يف دراسة الكثري من
حاالت احلاضر ،وعندما يكون على علم بأبعاد ا ،فهو يهتم جبمع أوصاف دقيقة علمية للظاهرة املقصودة ،ووصف للوضع
الراهن وتفسريه ،كما يستخدم املنهج الوصفي يف التعرف على اآلراء واملعتقدات واالجتاهات عند األفراد واجلماعات،
ويستخدم الباحث الوصف من أجل التحقق وفهم أفضل للظاهرة موضوع البحث ،وهو ال يقتصر على مجع البيانات وتدوينها
إمنا ميتد إىل ما و أبعد من ذلك ألنه يتضمن تفسري ا كذلك ،ومعرفة العالقات اليت توجد بني ذه الظاهرة وغريها من الظوا ر
املتشاهبة ،ومقارنتها مبا جيب أن يكون للتعرف على سبب حدوث املشكلة وطريقة حلها ووضع التنبؤات املستقبلية لألحداث
(أمحد ،2009،صفحة .)123
الوصفي من أكثر مناهج البحث العلم ِي استخداما من قبل الرتبويني؛ لذلك فإنه وباإلضافة إىل ما ورد
ُّ ويعُّ ُّد املنهج
56
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
هو "ذلك املنهج الذي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد يف الواقع ،ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعرب -
عنها تعبريا كميا أو كيفيا" (أمحد ،2009،صفحة ،)123فالتعبري (الوصف) الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح
خصائصها ،أما التعبري (الكمي) فيعطينا وصفا رقميا (كميا) يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع
الظوا ر املختلفة ،وبالتايل األسلوب الوصفي ال يقتصر على وصف الظاهرة ومجع املعلومات والبيانات فقط ولكن البد من
تصنيف املعلومات وتنظيمها والتعبري عنها كميا وكيفيا وذلك لفهم طبيعة العالقة بني هذه الظاهرة والظواهر األخرى.
و "جمموعة اإلجراءات البحثية اليت يقوم هبا الباحث بشكل متكامل لوصف الظاهرة املبحوثة معتمدا على مجع -
املعلومات والبيانات وتصنيفها ،ومعاجلتها وحتليلها حتليال كافيا دقيقا الستخالص داللتها والوصول إىل نتائج أو تعميمات عن
الظاهرة ،أو املوضوع حمل البحث" (عطية ،2009،صفحة .)138
و"أحد أشكال التحليل والتفسري العلمي املنظم ،لوصف ظاهرة أو مشكلة حمددة وتصويرها كميا عن طريق مجع بيانات
ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو املشكلة وتصنيفها وحتليلها وإخضاعها للدراسة" (السيد علي ،2011،صفحة .)393
يعترب طريقة لوصف الظاهرة املدروسة وتصويرها كميا عن طريق مجع معلومات مقننة عن املشكلة وتصنيفها وحتليلها -
وإخضاعها للدراسة الدقيقة ،وهتتم الدراسة الوصفية بتحديد الظروف والعالقات اليت توجد بني الوقائع واملظاهر ،كما هتتم
بتحديد املمارسات الشائعة والتعرف على اإلجتاهات وامليول واآلراء واملعتقدات عن األفراد واجلماعات وطريقة منوها وتطورها،
كما هتتم أيضا بالظروف اإلجتماعية والسياسية و اإلقتصادية والرياضية وغريها يف مجاعة معينة أو يف جمتمع معني ،وتسهم
الدراسات الوصفة يف إضافة معلومات حقيقية عن الوضع الراهن للظواهر الرياضية املختلفة اليت تؤثر إجيابا أو سلبا على
الرياضة ككل.
و املنهج الذي يقوم بوصف ما و كائن وتفسريه ،وحيدد الظروف والعالقات املوجودة بني املتغريات ،وال يقتصر على -
مجع البيانات وتبويبها فحسب بل يتضمن قدرا من التفسري هلذه البيانات.
-2أهداف المنهج الوصفي:
إن من أبرز أهداف املنهج الوصفي و فهم احلاضر من أجل توجيه املستقبل عن طريق توفري البيانات واحلقائق اليت
تتصل بالظاهرة ،وكذا توضيح العالقات بني الظواهر املختلفة وبني مكونات الظاهرة نفسها لذلك فهو يهدف إىل:
مجع بيانات وحقائق مفصلة ملشكلة موجودة فعال يف جمتمع معني ،لغرض حتديد حجم املشكلة.
حتديد وتوضيح املشاكل املوجودة فعليا.
إجياد العالقة بني الظواهر املختلفة .
إجراء مقارنات لبعض الظواهر أو املشكالت وتقوميها وإجياد العالقات بني تلك الظواهر أو املشكالت.
57
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
حتديد ما ينبغي فعله جتاه هذه الظواهر أو املشكالت من خالل اإلستفادة من آراء وخربات األفراد ووضع خطط
مستقبلية الختاذ القرارات املناسبة ملواقف مشاهبة.
وبشكل عام فإن املنهج الوصفي ال يهدف إىل وصف الظواهر أو وصف واقع كما و فقط ،بل الوصول إىل
استنتاجات تساهم يف فهم هذا الواقع وتطويره (املاجد ،2001،صفحة .)12
-3خطوات المنهج الوصفي:
املنهج الوصفي و أحد أسلوب البحث العلمي أو الطريقة العلمية يف البحث ،وال ختتلف خطوات املنهج الوصفي عن
ب قية خطوات البحوث األخرى ،من حيث منط وطبيعة الدراسة والطريق اليت تسلكه ألهنا تعتمد على استخدام الطريقة العلمية
يف البحث ،وهلذا يسري الباحث وفق هذا األسلوب على خطوات الطريقة العلمية نفسها ،واليت تبدأ بتحديد املشكلة مث فرض
الفروض واختبار صحة الفروض إىل غاية الوصول إىل تعميم النتائج ،لكن طبيعة املنهج الوصفي تتطلب من الباحث املزيد من
اخلطوات اليت ميكن عرضها على النحو التايل:
أ -الشعور بمشكلة البحث وجمع المعلومات والبيانات التي تساعد على تحديدها:
اإلحساس مبشكلة البحث نقطةَ البداية يف البحث العلم ِي ،و هي تساؤل يدور يف ذهن الباحث حول
ُ يعُّ ُّد ُ
الشعوُر و
معني ،وعموما
غامض حيتاج إىل تفسري ،وتنبع مشكلة البحث من شعور الباحث حبرية وغموض اجتاه موضوع َّ
ٍّ موضوع
فمشكلة الدراسة قد تكون نتيجة ملا يلي:
-الشعور بعدم الرضا.
-اإلحساس بوجود خطأٍّ ما.
-احلاجة ألداء شيءٍّ جديد.
-حتسني الوضع احلايل يف ٍّ
جمال ما.
ب -تحديد المشكلة التي يريد الباحث دراستها وصياغتها في شكل سؤال أو أكثر من سؤال:
يسميها
الباحث خطوة بتحديد ا؛ وحتديد مشكلة البحث -أو ما َّ
ُ بعد الشعور واإلحساس مبشكلة البحث ينتقل
أمر مهمٌّ
يتم قبل االنتقال إىل مراحل البحث األخرى ،و ذا ٌ
الباحثون أحيانا مبوضوع الدراسة -بشكل واضح ودقيق جيب أن َّ
الباحث
ُ َّ
ألن حتديد مشكلة البحث و البداية البحثية احلقيقية ،وعليه ترتتب جودة وأمهية واستيفاء البيانات اليت سيجمعها
سيتوصل إىل نتائج دراسته اليت تتأثر أمهيتها بذلك ،و هذا يتطلب منه دراسة واعية وافية جلميع جوانبها ومن مصادر
َّ ومنها
خمتلفة.
ت -وضع الفرض أو الفروض كحلول مبدئية للمشكلة يتجه الباحث مبوجبها للوصول إىل احلل املطلوب.
ث -اختيار العينة املالئمة هلذه الدراسة اليت ستجرى عليها الدراسة مع توضيح حجم ذه العينة وأسلوب اختيار ا.
58
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
ج -خيتار الباحث أدوات البحث اليت سيستخدمها يف احلصول على املعلومات الالزمة حول املشكلة (استبيان ،مقابلة،
مالحظة ،اختبار...إخل) و هذا وفقا لطبيعة مشكلة البحث وفروضه.
ح -القيام بتعيني أدوات البحث اليت يرغب استخداما يف البحث.
خ -تقنني أدوات البحث وهذا حبساب صدقها وثباهتا.
القيام جبمع املعلومات املطلوبة باستخدام األدوات اليت وظفها بطريقة دقيقة ومنظمة. د-
الوصول إىل النتائج وتنظيمها وتصنيفها. ذ-
حتليل النتائج وتفسريها. ر-
ر -استخالص االستنتاجات والتعميمات املناسبة للدراسة (أمحد ،2009،صفحة .)125
59
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
المنهج الوصفي
60
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
وتقومي جهود األفراد لتحسني أوضاع معينة ،ومعرفة مدى التقدم لظاهرة ما وإدخال التطور والتعديل عليها إذا ظهر هبا
نقص(أمحد ،2009،صفحة .)127
*وقد عرفت الدراسة المسحية بأنها:
_ "جتميع منظم للبيانات املتعلقة مبؤسسات إدارية أو علمية أو ثقافية أو إجتماعية كاملكتبات واملدارس واملستشفيات مثال
وأنشطتها املختلفة وموظفيها خالل فرتة زمنية معينة ،والوظيفة األساسية للدراسات املسحية هي مجيع املعلومات اليت ميكن
فيما بعد حتليلها وتفسري ا ،ومن مث اخلروج باستنتاجات معينة" (السيد علي ،2011،صفحة .)393
_ "ذلك النوع من البحث الذي يتم بواسطة استجواب مجيع أفراد جمتمع البحث أو عينة كبرية منهم ،وذلك بقصد وصف
الظاهرة املدروسة من حيث طبيعتها ودرجة وجود ا فقط ،دون أن يتجاوز ذلك إىل دراسة العالقة أو استنتاج األسباب"(السيد
علي ،2011،صفحة .)393
_ "حماولة حبثية منظمة لتقرير الوضع الراهن لظاهرة ،أو موضوع ،أو مجاعة ،ووصفه وحتليله هبدف الوصول إىل معلومات وافية
دقيقة عنه ،تنصب على الوقت احلاضر)وقت إجراء البحث( يف حماولة الكشف عن األوضاع القائمة لتطوير ا إىل
األفضل"(عطية ،2009،صفحة .)139
وهتدف هذه الدراسات إىل الوصول لبيانات ميكن تصنيفها وتفسريها وتعميمها لالستفادة هبا يف املستقبل وخاصة يف
األغراض العلمية كما يستخدم كثريا ملعرفة الظواهر والتدقيق فيها وكشف العالقة بني خمتلف جوانبها ،وهلذا فاملسح يستخدم
هلدف احلصول على معلومات من مجهور معني أو عينة منه ،و هذا حلل املشكالت العالقة ،كما أنه يساعدنا يف كشف
العالقة بني خمتلف الظواهر ،اليت قد ال يستطيع الباحث الوصول إليها بدون استخدام املسح(أمحد ،2009،صفحة .)127
و هي هتتم بدراسة الوضع الراهن ،حيث مت الباحث مبالحظة الظاهرة ومجع املعلومات عنها يف احلالة اليت عليها وقت
دراستها ،وليس عن طريق االعتماد على البيانات يف صور مصادرة أولية أو ثانوية كما يف املنهج التارخيي (العبادي ،2015،
صفحة )76
1-1-6أهمية الدراسات المسحية:
توفري معلومات منظمة عن الكثري من الظواهر تؤدي إىل فهمها ومعرفة عناصر ا. -
تسهم يف دراسة املشكالت ومعرفة آثارها وتقدمي اقرتاحات حللها. -
يستفاد منها يف التخطيط للعملية التعليمية والرتبوية بشكل عام. -
عن طريقها ميكن معرفة الرأي العام واجتاهاته حنو الكثري من القضايا ،علما بأن املسح قد يكون مسحا شامال جلميع -
أفراد اجملتمع ميكن السيطرة عليه وحصره بالكامل ،وقد يكون عن طريق اختيار عينة ممثلة للمجتمع ومسح السمات املستهدفة
فيها وتعميم النتائج على اجملتمع الذي متثله(عطية ،2009،صفحة .)140
-2-1-6مراحل التخطيط للبحث المسحي:
أ -إجراءات تمهيدية :تكمن اإلجراءات التمهيدية فيما يلي:
61
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
اهلدف من إجراء املسح :جيب أن حيدد اهلدف من املسح حتديدا واضحا ومركزا مثال :عندما يكون استطالع آراء -
املدربني حنو الربامج التدريبية ،يف ذه احلالة يتطلب توضيح من م املدربني؟ ما و االختصاص الرياضي؟ من م املتدربني؟
جمتمع املسح :يعترب حتديد جمتمع املسح اهلدف الثاين لإلجرءات التمهيدية لتصميم املسح ،وبدون ذا التحديد تصبح -
عينة البحث غري ممثلة للمجتمع مما حيد من إمكانية تعميم النتائج.
إمكانية إجراء املسح :مدى توفر اإلمكانات سواء من حيث التمويل املايل ،أو من حيث توفر البيانات ومدى إمكانية -
احلصول عليها ،وكذلك مدى إمكانية توفر األشخاص املساعدين جلمع البيانات ،باإلضافة إىل إمكانية املعاجلة الفنية من
حتليل وتبويب للنتائج.
ب -اختيار العينة.
ت -استخدام أدوات المسح.
ث -تحليل البيانات :تتمثل ذه اخلطوة يف جتميع كم من البيانات وحتليلها إحصائيا.
لالستطالع( وقياس اجتا ات الرأي العام حنو موضوعات خمتلفة ،وكثريا ما يستخدم هذا النوع من املسح يف اجملال الرياضي
وجمال الرتبية البدنية والرياضية.
مثال:
-استطالع رأي اجلمهور بالنسبة للربامج الرياضية يف اإلذاعة والتلفزيون.
-استطالع الرأي العام حول مستوى البطولة الوطنية لكرة القدم.
-ابعار :تحليل العمل:
ه ذا النوع من الدراسات املسحية يهتم بدراسة املعلومات واملهمات املرتبطة بعمل أو وظيفة ،فهو يتوىل حتليل العمل أو
النشاط الذي يقوم به الفرد ،بقصد توصيف األداء يف كل مهمة ،وعادة ما يتم عن طريق دراسة األوضاع اإلدارية والتنظيمية
والتعليمية والصحية وغريا داخل املؤسسات ،وفيه جتمع البيانات واملعلومات عن أنشطة وواجبات ومسؤوليات العاملني ،كذلك
وضعهم وعالقاهتم داخل اهليكل التنظيمي للعمل وظروف عملهم وطبيعتها وخرباهتم ومهاراهتم ،حيث أن حتليل العمل يساعد
الباحثني واملسؤولني على املؤسسات العاملة جبمع معطيات خاصة حول الظروف الراهنة ومسات العمال .
-خامسا :تحليل الوثائق(تحليل المحتوى أو المضمون):
يهتم ذا النمط بتحديد اجتاهات األفراد واجلماعات حنو موضوع حمدد ،و يربطه هذا العمل مبا حتتويـه الوثائق من
بيانات ومعلومات ،وهو يستخدم يف عمله املنهج التارخيي ،غري أن املنهج التارخيي يعتمد على دراسة األحداث املاضية ،وحتليل
الوثائق يعتمد على دراسة الوضع الراهن أو احلايل ،وكثريا ما يقوم الباحثون بتحليل القواعد والقوانني والقواعد اليت تضعها
اهليئات الوصية من خالل املنشورات واملراسيم والتقارير ،ويقومون بتصنيف املعلومات املتحصل عليه ا ،و هذا يفيدنا يف وصف
الظروف واملمارسات القائمة يف اجملتمع والتعرف على االجتاهات والفروق يف املمارسات القائمة يف خمتلف املناطق.
-2-6دراسات العالقات المتبادلة:
يف بعض األحيان ال يكتفي الباحث للحصول على أوصاف دقيقة للظواهر اليت يدرسها ،ولكنه يهتم بالتعرف على
العالقات القائمة اليت ت ربط بني خمتلف الظوا ر ،من خالل مجع البيانات وحتليلها والتعمق فيها ،وبذلك فهي تسعى إىل
أبعد ما تسعى إليه الدراسات املسحية ،ففيها ال يكتفي الباحث مبجرد مجع البيانات عن الوضع القائم بالظاهرة بل يسعى إىل
تعقب ذه البيانات لغرض الوصول إىل أبعاد أكثر عمقا عن الظاهرة ،وتتفرع ذه الدراسات إىل ثالثة أنواع و ي كاآليت:
-أوال :دراسة الحالة:
إن دراسة احلالة تقوم على البحث و التحليل املعمق للظاهرة ،حيث إن الباحثني يف اجملال االجتماعـي والنفسي والرياضي
عادة ما يوجهون اهتماماهتم بدراسة شخصية الفرد هبدف تشخيص حالة معينة ،باعتباره ممثل ومكون للجماعة الذي
ينتمي إليها ،أو يقوم الباحث بدراسة مستفيضة لعدد حمدود من احلاالت املختلفة مثال دراسة التطور لشخصية ما ،أو ظاهرة
أو جمال معني ،كما أنه يصعب تعميمها على اجملتمعات األخرى ،ألهنا دراسة خاصة حبالة معينة ميكن أن ال تكون يف غريها
63
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
من احلاالت ويستطيع الباحث احلصول على بيانات دراسة احلالة من العديد من املصادر كاملالحظات واملقابالت الشخصية
مع املفحوصني ومع األصدقاء واألقارب ،واإلختبارات واملقاييس النفسية أو اإلجتماعية أو اجلسمية ...إخل
-ثانيا :الدراسات السببية المقارنة:
ويقصد هبذا النمط ،ذلك البحث الذي يتعدى حدود وصف الظاهرة حمل الدراسة إىل معرفة أسباب حدوثها)كيف
وملاذا حتدث هذه الظاهرة( ،من خالل إجراء مقارنات بني الظوا ر املختلفة ،وهو حياول املقارنة بني جانبني أو أكثر من
جوانب البحث أو املوضوع ،وهو يقارن نواحي التشابه و االختالف بني الظواهر ويصف العوامل اليت تكمن وراء الظاهرة،
فهي يبحث يف أسباب ونتائج حدوث االختالف بني جمموعتني أو أكثر(السيد علي ،2011،صفحة .)395
كما يُعرف منهج البحث السبيب املقارن على أنه البحث الذي حياول فيه الباحث حتديد السبب حلدوث فروق يف جمموعة من
األفراد.
مثال :قد يكون التفسري احملتمل للفروق الظاهرة بني التالميذ يف األداء احلركي و الفرض القائل بأن االشرتاك يف النشاط احلركي
خارج درس الرتبية البدنية والرياضية و العامل األساسي املسا م يف ذلك ،ويقوم الباحث بتنفيذ االختبارات على العينتني وعند
املقارنة إذا تبني أن ناك فروق لصاحل التالميذ املشرتكني يف النشاط الرياضي خارج درس الرتبية البدنية والرياضية عندئذ النتيجة
حتقق صدق الفرض املقرتح.
-ثالثا :الدراسات اإلرتباطية:
الدراسة اإلرتباطية ي الدراسة اليت هتتم ببحث حجم ونوع العالقة القائمة بني متغريين أو أكثر ،وكوهنا سالبة أم
موجبة ويعرب عن درجتها ومقدارها مبعامل االرتباط ،ويلجأ إليها الباحث عندما يريد معرفة العالقات املتداخلة بني هذه
املتغريات كالعالقة بني الذكاء والتحصيل ،والعالقة بني التحصيل واخللفية الثقافية لوالديه)عطية ،2009،صفحة .(159
فالبحث االرتباطي و حماولة التحقق من وجود أو عدم وجود عالقة بني متغريين قابلني للقياس ،ويستخدم البحث االرتباطي
حملاولة اإلجابة عن ثالثة أسئلة ي:
-ال توجد عالقة بني متغريين (أو أكثر)؟
-ما هو اجتاه هذه العالقة؟
-ما هو مقدار أو حجم هذه العالقة.
--36الدراسات التطورية:
اختلف الكثري من املؤلفني والباحثني حول تسمية ذا النوع من الدراسات ،فمنهم من يطلق عليها اسم دراسات النمو
والتطور ،ومنهم من أطلق عليها اسم الدراسات النمائية ،وآخرون أطلقوا عليها الدراسات التتبعية ،و هذا النوع من الدراسات
64
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
اليت يهدف إىل قياس مقدار التطور أو دراسة التغريات احلادثة للظاهرة املبحوثة يف موقف أو جانب معني مع مرور الزمن أو يف
مرحلة زمنية حمددة ،فهي حبوث تصف سري التطورات أو التغريات اليت حتصل للظاهرة عرب مدة زمنية حمددة ،وال تقتصر على
وصف الوضع احلايل للظاهرة إمنا تتابع دراستها ملعرفة التغريات اليت متر هبا مع الزمن وما خلفها من عوامل أو أسباب،
وتستخدم هذه البحوث يف جماالت كثرية منها اجملال الرتبوي لدراسة النمو البشري وتطوره وما حيصل للفرد من تطور عرب الزمن
يف اجلوانب املختلفة احلركية ،واللغوية ،والوجدانية ،وغري ا)عطية ،2009،صفحة .(169
*ويتبع يف دراسة النمو إحدى الطريقتني:
-1الطريقة الطويلة :وتعين هذه الطريقة إجراء دراسة لظاهرة معينة خالل فرتة زمنية حمددة ،كأن نقوم قياس النمو لدى
مثال :نقوم بدراسة النمو اجلسمي واإلنفعايل والنفسي عند األطفال من 1سنة إىل 6سنوات ،ففي ذه الدراسة نقوم بدراسة
األطفال من العينة من السنة 1سنة مث نتتبعهم خالل 2سنة و 3سنوات مث 4سنوات مث 5سنوات حىت 6سنوات ،أي أننا
نقوم بدراسة تتبعية هلذه الظوا ر املدروسة من السنة األوىل حىت 06سنوات ،وتتميز الدراسة الطولية بأهنا تتناول عددا أقل من
املفحوصني ،وقياس عدد كبري من املتغريات.
-2الطريقة المستعرضة :وتعين إجراء دراسة على أكثر من جمموعة من الظواهر خالل فرتة زمنية معينة ،كأن يدرس
الباحث النمو العقلي أو النمو االجتماعي ألكثر من جمموعة من األفراد بأعمار خمتلفة خالل فرتة زمنية حمددة.
مثال :يقوم الباحث باختيار جمموعة من األطفال يف أعمار خمتلفة وتطبق عليهم جمموعة واحدة من املقاييس بدال من تكرار
القياس على نفس األطفال كما يف الطريقة الطولية ،أي أن الباحث يقوم بإمتام دراسته دون انتظار األطفال حىت يكربون
وميرون على كل السنوات ويف ذه الطريقة يقوم الباحث مبالحظة جمموعة خمتلفة وكل جمموعة مأخوذة من مستوى عمري معني،
مث يقوم بدراسة البيانات املتجمعة من هذه اجملموعات للتوصل إىل األمناط لعامة اليت يرغب يف دراستها .
تمهيد:
يعد املنهج التجرييب أقرب مناهج البحوث حلل املشاكل بالطريقة العلمية الصحيحة واملوضوعية واليقينية يف البحث عن
احلقيقة واكتشافها وتفسريها والتنبؤ هبا والتحكم فيها ،باإلضافة إىل إسهامه يف تقدم البحث يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية
ومن بينها علم الرياضة ،كما يعترب املنهج التجرييب من أكثر املنا ج العلمية اليت تتمثل فيها معامل الطريقة العلمية بصورة
واضحة ذلك أنه ال يقف عند جمرد وصف موقف أو حتديد حالة أو التأريخ للحوادث اليت وقعت يف املاضي ،بل يقوم الباحث
65
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
بدراسة املتغريات املتعلقة بظاهرة معينة ،واليت حيدث يف بعضها تغيريا مقصودا ،ويتحكم يف متغريات أخرى حىت يتوصل إىل
العالقات السببية بني كل هذه املتغريات وأثناء ذلك يراعى حتقيق أقصى درجات الضبط العلمي.
-1تعريف المنهج التجريبي:
يقصد باملنهج التجرييب و "ذلك النوع من املناهج البحثية الذي يستخدم التجربة يف اختبار فرض معني ويقرر عالقة -
بني متغريين ،وذلك عن طريق الدراسة للمواقف املتقابلة اليت ضبطت كل املتغريات ما عدا املتغري الذي يهتم بدراسة
تأثريه"(السيد علي ،2011،صفحة .)397
كما يعرف املنهج التجرييب بأنه" استخدام التجربة يف إثبات الفروض أو إثبات الفروض عن طريق التجريب ،ويعترب -
املنهج التجرييب من أكثر وسائل البحث كفاية يف الوصول إىل معرفة موثوق هبا عند استخدامه يف حل املشكالت "(املاجد
،2001،صفحة .)34
واملنهج التجرييب و املنهج الذي يعتمد على إجراء التجربة وفقا لضوابط حمددة ،ويبحث العالقة بني السبب والنتيجة -
ويتميز بارتباطه وتفاعله بالظروف احمليطة ،مبعىن آخر فإن املنهج التجرييب عبارة عن قياس حمكم ألثر عامل معني ،هبدف
اختبار صحة الفروض العلمية اليت وضعها الباحث أو التحقق من نتائج معينة.
_ كما يعرف على أنه الطريقة حلل املشكالت بأسل وب علمي ،عن طريق التحكم يف مجيع متغريات البحث واملؤشرات و
_ هو حماولة لضبط كل العوامل األساسية املؤثرة يف املتغري أو املتغريات التابعة يف التجربة ما عدا عامال واحدا يتحكم فيه
الباحث ويغريه على حنو معني بقصد حتديد وقياس تأثريه على املتغري أو املتغريات التابعة ،واملنهج التجرييب و الذي يقوم على
أساس املالحظة والتجربة إلثبات صحة الفروض ،وذلك باستخدام قوانني علمية عامة.
ويسمى املتغري الذي يتحكم فيه الباحث عن قصد يف التجربة باملتغري املستقل أو(املتغري التجرييب) أو (املعاجل) ،أما نوع الفعل أو
السلوك الناتج عن تأثري املتغري املستقل فيسمى املتغري التابع أو)الناتج( ،وميكن أن تشمل التجربة على متغري مستقل ومتغري
تابع واحد ،كما قد تشمل على أكثر من متغري مستقل وأكثر من متغري تابع و ذا يتوقف على طبيعة مشكلة البحث .ومن
خالل ما تقدم ميكن أن نعرف املنهج التجرييب حسب (اليمني ،2010،صفحة )127يف اجملال الرياضي بأنه املالحظة
املوضوعية لظاهرة معينة حتدث يف موقف يتميز بالضبط احملكم ،ويتضمن متغريا (عامال) أو أكثر بينما تثبت املتغريات
العوامل األخرى.
* وتتمثل األسس العامة للبحث التجرييب وطبيعته يف أنه:
-يستخدم التجربة يف اختبار فرض معني ويقرر عالقة بني متغريين.
-حماولة ضبط كل املتغريات اليت تؤثر على الظاهرة عدا املتغري التجرييب وذلك لقياس أثره على الظاهرة أو الواقع.
66
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
وتتنوع التجارب يف البحث التجرييب بني التجارب املعملية والتجارب غري املعملية ،كما تتنوع التجارب حسب جمموعات
الدراس ة بني التجربة اليت جتري على جمموع ة واحدة والتجربة اليت جتري على أكثر من جمموع ة ،وميكن أن يتنوع املدى
التجـرييب كذلك بني التجربة اليت حتتاج إىل وقت طويل والتجربة اليت حتتاج إىل وقت قصري.
-2مصطلحات المنهج التجريبي:
-1-2المجموعة التجريبية :هي اجملموعة اليت تتعرض للمتغري املستقل)املتغري التجرييب( ملعرفة تأثري ذا املتغري عليها.
-2-2المجموعة الضابطة :هي اجملموعة اليت تظل حتت الظروف العادية وال تتعرض للمتغري التجرييب ،وفائدة هذه
اجملموعة للباحث أن الفروق بني اجملموعتني التجريبية والضابطة ناجتة عن املتغري التجرييب الذي تعرضت له اجملموعة
التجريبية و هي أساس للحكم ومعرفة النتيجة.
-2-2الضبط التجريبي :يقصد بالضبط التجرييب احملاوالت املبذولة إلزالة تأثري أي متغري)ما عدا املتغري املستقل( الذي ميكن
أن يؤثر على املتغري التابع ،والضبط التجرييب نوع من التثبيت أو عزل للمتغريات اليت يرى الباحث أهنا قد تؤثر على نتائج
التجريب وبدون ممارسة الباحث إلجراءات الضبط الصحيحة ،فإنه يصعب على الباحث أن يتعرف على املسببات احلقيقية
للنتائج ،وبالتايل جيب على الباحث أن يتحكم يف جمموعة من املتغريات اليت ميكن أن تؤثر يف البحث وعلى نتائجه ،وإتاحة
اجملال للمتغري التجرييب وحده بالتأثري على املتغري التابع ،فإذا مل يتمكن الباحث من ضبط هذه العوامل فإنه ال يستطيع التكلم
عن حبث جترييب ،ألن ذا األخري مرتبط بضبط العوامل احمليطة بالتجربة.
والبحث يف اجملال الرتبوي عموما والرتبية البدنية خصوصا ،يصعب فيه ضبط العوامل احمليطة بالتجربة ،و ذا نتيجة لطبيعة هذه
الظواهر املعقدة ،لكن جيب على الباحث أن يسعى دائما لوضع تصميمات جتريبية لبحثه لتوفري أكرب قدر من الضبط ويهدف
الباحث من عملية الضبط إىل حتقيق جمموعة من األهداف هي:
-1-2-2عزل المتغيرات أو تثبيتها:
يقوم الباحث يف البحوث التجريبية بعزل أو تثبيت املتغريات اليت قد تؤثر يف املتغري التابع ،و ذا العزل أو التثبيت يف
البحوث التجريبية ضروري ومهم ،حىت تكون النتائج ذات داللة ومصداقية ،وحىت نستطيع التأكد من أن التغريات اليت
حدثت يف املتغري التابع ي راجعة فقط إىل املتغري املستقل.
فالعزل يقصد به تنحية املؤثر الذي ميكن أن يؤدي إىل تغري يف نتيجة املتغري املستقل ،كأن نأخذ على سبيل املثال ما يلي:
إذا أردنا أن نعرف أثر اللمس يف التمييز بني األشياء ،فإننا نعصب عيون املفحوصني حىت نتمكن من فحصهم ،وبالتايل قمنا
بعزل متغري يكون له أثر على عملية التمييز.
أما التثبيت فعندما يتعذر على الباحث عزل املتغريات اليت تؤثر يف البحث مثل السن ،أو اجلنس ،أو الذكاء ،أو الوزن ويف ذا
احلال يكون الباحث ملزما على تثبيت ذه العوام ل حىت تكون نتائجه ذات داللة ومصداقية ،و هنا يكون الباحث ملزما
بتوزيع العينة على جمموعات بشكل متشابه أو متجانس حىت يثبت ذه العوامل.
67
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
68
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
69
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
املذكورة يف نتائج التجربة ،ولكن إذا فشلنا يف ضبط اإلجراءات التجريبية فإن االختالفات فيها قد تؤثر يف تأثري الربنامج
التدرييب ،ويف إتقان املهارات
احلركية ،فإذ مل يعط للمجموعتني نفس القدر من املمارسة ،أو قمنا بتطبيق الربنامج التدرييب على إحدى اجملموعتني صباحا
واألخرى مساءا ،أو تدريب إحدى اجملموعتني يف قاعة ،وأخرى يف اهلواء الطلق ،أو أعطينا إلحدامها وقتا خيتلف عن األخرى
يف إجراء االختبار البعدي ،فهذه كلها عوامل تتعلق باإلجراءات التجريبية تؤثر يف التجربة ،وعلى ذا األساس فإن ضبط
اإلجراءات التجريبية له أمهية كبرية يف البحوث التجريبية ،حىت ميكننا أن نرجع االختالفات بني اجملموعات التجريبية والضابطة
إىل تأثري املتغري التجرييب وحده.
-3-3-4-2المتغيرات الخارجية:
يوجد العديد من املتغريات اخلارجية اليت ميكن أن تؤثر على املتغري التابع يف التجربة ،فتدريب إحدى اجملموعتني يف
شروط ختتلف عن شروط اجملموع ة األخرى ،يؤثر على التجربة يف مثالنا السابق ،أو تدريب اجملموع ات مع بعض قد يؤدي
إىل تب ادل اكتساب اخلربة بينها مما يؤثر على نتائج القياس البعدي.
-5-2التجربة :مالحظة الظاهرة حتت ظروف حمكومة ،والتحكم يف مجيع املتغريات باستثناء متغري واحد ،أي جو ر
التجريب و التحكم يف املتغريات(مرسى ،2009،صفحة .)73
-6-2االختبار القبلي :وهو االختبار الذي ختتربه اجملموعتان التجريبية والضابطة قبل إجراء التجربة.
-7-2االختبار البعدي :وهو االختبار الذي ختتربه اجملموعتان التجريبية والضابطة بعد إجراء التجربة.
70
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
71
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
72
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
74
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-أن َ
خيترب وضوح األهداف بصياغتها على شكل أسئلة.
-4جمع المادة العلمية (جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة):
تعترب املراجع من األدوات واملصادر اليت ال غىن عنها للباحث للحصول على املعطيات واملعلومات اليت تساعد يف بناء
وحل املشكلة املطروحة ،لذلك جيب على الباحث أن يكون على إطالع مستمر ويقوم جبمع كل املعطيات املتعلقة مبوضوع
البحث ،من كتب ومراجع علمية ،كذلك البحوث والدراسات السابقة مبختلف اللغات سواء كانت هلا عالقة بنقطة أو أكثر
يف البحث(أمحد ،2009،صفحة .)40
-5وضع الفروض العلمية:
بعد صياغة املشكلة وحتديد أ داف البحث تأيت خطوة فرض الفروض ،حيث يقوم الباحث بوضع تصور مبدئي كتفسري
مقرتح أو ختمينات معقولة كحل ممكن للظاهرة قيد البحث ،و ذه التفسريات أو التخمينات يطلق عليها الفرض ،و ي تعتمد
على خربة الباحث واطالعه يف موضوع حبثه ،حيث إن وضع الفروض ليست عملية إعتباطية أو ارجتالية تقوم على أهواء
الباحث وإمنا ي عملية تقتضي التأمل والتفكري واالستناد إىل أسس علمية واطالع على األدب النظري للموضوع وما سبق
فيه من دراسات سابقة إلجياد ما يربر القضية.
-6اختبار الفروض:
تعترب ذه املرحلة من أ م مراحل البحث ،فالفرض يف حد ذاته ليست له قيمة علمية ما مل يكن اختبار صحته علميا
وموضوعيا حيث أن التحقق من صحتها يعين أن الباحث قد متكن من الوصول إىل احلل الصحيح للمشكلة اليت يقوم
بدراستها وعلى ذا فغالبا مما يؤدي الفرض إىل القيام مبالحظات متعددة وإجراء جتارب للتأكد من صدقه وصحته(أمحد
،2009،صفحة .)41
-7عرض و تحليل و تفسير النتائج:
إن نتائج البحث ي خالصة ما توصل إليه الباحث من بيانات ،وعلى الباحث بعد أن ينتهي من إجراء جتاربه والتحقق من
صحة فروضه يصل يف النهاية إىل جمموعة من النتائج -سواء كانت تتفق مع توقعاته أو ختتلف عنها -اليت يقوم بتنظيمها يف
جداول ورسوم بيانية إىل غري ذلك من أجل تسهيل قراءهتا وفهمها وتلخيصها ،ويقوم الباحث مبناقشتها وتفسري ذه النتائج
حىت يتمكن من إدراك العالقات القائمة بني خمتلف أجزائها وجوانبها والوصول إىل استنتاجات حمددة يعتمد عليها الباحث يف
تفسري املوضوع الذي بصدد دراسته ،ومعرفة الفروض اليت ميكن قبوهلا واألخرى اليت ميكن نفيها أو تتعارض مع النتائج
والوصول إىل حل املشكلة قيد البحث ،وتعترب مرحلة التحليل من أ م مراحل البحث العلمي وأخطر ا ،وعليها تتوقف
75
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
التفسريات والنتائج ،وهلذا جيب على الباحث أن يوليها أكرب قدر من العناية واال متام ،وان يكون دقيقا فيها وإال أصبحت
نتائجه وتفسريات ه مشكوكا فيها و ذا ما يقلل من قيمة دراسته.
-8الوصول إلى تعميمات علمية للنتائج:
يف ذه املرحلة يقوم الباحث بتعميم النتائج على اجملتمع كله وحىت على احلاالت املشابه ة ،واليت مل تدخل يف نطاق حبث ه
(أمحد ،2009،صفحة .)41
76
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-المصادر والمراجع:
أبو القاسم عبد القادر صاحل ،أمحد الشيخ أمحد ،سليمان حيي حممد عبد اهلل ،عبد الو اب عبد اهلل حممد ،علي عبد -1
اهلل احلاكم ،عفاف عبد الرحيم حممد ،عصام حممد عبد املاجد( .)2001.املرشد يف إعداد البحوث والدراسات العلمية.
السودان:
مركز البحث العلمي والعالقات اخلارجية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
أمحد حسني الرفاعي 2007.مناج البحث العلمي -تطبيقات إدارية واقتصادية .-عمان -األردن :-دار -2
وسائل للنشر والتوزيع.
بوداود عبد اليمني 2010.مناج البحث العلمي يف علوم وتقنيات النشاط البدين الرياضي .اجلزائر :ديوان -3
املطبوعات اجلامعية.
بوداود عبد اليمني ،عطاء اهلل أمحد .2009.املرشد يف البحث العلمي لطلبة الرتبية البدنية والرياضية .اجلزائر :ديوان -4
املطبوعات اجلزائرية.
-5حسن أمحد الشافعي ،سوزان أمحد علي .1999.مبادئ البحث العلمي يف الرتبية البدنية وال رياضية
.اإلسكندرية :منشأة املعارف.
-6حسن أمحد الشافعي ،حممد حسني عابدين ،سوزان أمحد على مرسى .2009.مبادئ البحث العلمي يف الرتبية
البدنية والرياضية والعلوم اإلنسانية و االجتماعية .اإلسكندرية -مصر :دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع.
حسن شحاتة .2008.املرجع يف مناج البحوث الرتبوية والنفسية .القا رة :مكتبة الدار العربية. -7
محدي شاكر حممود .2006.البحث الرتبوي للمعلمني واملعلمات .اململكة العربية السعودية :دار األندلس للنشر -8
والتوزيع.
-9حيدر عبد الرزاق كاظم العبادي .2015.أساسيات كتابة البحث العلمي يف الرتبية البدنية وعلوم الرياضة.
البصرة -العراق :شركة الغدير للطباعة والنشر احملدودة.
-10عامر قنديلجي .2008.البحث العلمي واستخدام مصادر املعلومات التقليدية واإللكرتونية .عمان -األردن :دار
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
-11عبد الرشيد بن عبد العزيز حافظ .2012.أساسيات البحث العلمي .اململكة العربية السعودية :جامعة امللك عبد
العزيز.
-12عدنان عوض .2008.مناج البحث العلمي .القا رة -مصر :الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات.
-13عصام الدين متويل عبد اله .2016.كيفية إعداد حبث أو دراسة يف جمال الرتبية البدنية والرياضية .اإلسكندرية :دار
الوفاء لدنيا الطباعة.
77
السنة أولى جذع مشترك منهجية البحث العلمي
-14عكلة سليمان احلوري ،ند سليمان على .2016.الدليل إىل البحث العلمي ومناجه يف العلوم الرتبوية واإلنسانية.
القا رة :مركز الكتاب احلديث.
-15فاخر عاقل .1982.أسس البحث العلمي يف العلوم السلوكية .عمان :اجلامعة األردنية.
-16كامل املغريب .2002.أساليب البحث العلمي .عمان :دار الثقافة للنشر والتوزيع.
-17ماجد حممد اخلياط .2010.أساسيات البحوث الكمية والنوعية يف العلوم االجتماعية .عمان -األردن :دار الراية
للنشر والتوزيع.
-18ماجد حممد اخلياط .2011.أساليب البحث العلمي .عمان -األردن :دار الراية للنشر والتوزيع.
-19حمسن علي عطية .2009.البحث العلمي يف الرتبية مناجه ،أدواته ،وسائله اإلحصائية .عمان األردن :دار املناهج
للنشر والتوزيع.
-20حممد السيد علي .2011.موسوعة املصطلحات الرتبوية .عمان :دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة.
-21حممد حسن عالوي ،أسامة كامل راتب .1999.البحث العلمي يف الرتبية الرياضية وعلم النفس الرياضي .القا رة -
مصر :دار الفكر العريب.
-22حممد خان .2011.منهجية البحث العلمي وفق نظام .LMDاجلزائر :ديوان املطبوعات اجلامعية.
-23مروان عبد اجمليد إبرا مي .2000.أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل اجلامعية .عمان -األردن :مؤسسة الوراق
للنشر والتوزيع.
-24مروان عبد اجمليد إبرا مي .2002.طرق ومناج البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية .عمان :الدار العلمية
الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع.
78