You are on page 1of 78

‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫الجمهـورية الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبـية‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعـة محمد بوضياف – بوهران ‪-‬‬
‫معهـد التربيـة البدنيـة والرياضيـة‬
‫مطبوعة‪:‬‬
‫‪ -‬منهجية البحث العلمي ‪-‬‬
‫محاضرات وأعمال موجهة مقدمة لطلبة السنة أولى جذع مشترك في ميدان‬
‫علوم وتقنيات األنشطة البدنية والرياضية‬

‫الوحدة‪ :‬منهجية‪.‬‬

‫‪ -‬المسوى‪ :‬ليسانس‪.‬‬

‫‪ -‬السداسي‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬الحجم الساعي في السداسي‪ 49 :‬سا‪.‬‬

‫‪ -‬محاضرة‪ :‬ساعة و نصف‬

‫‪ -‬أعمال موجهة‪ :‬ساعة و نصف‪.‬‬

‫من إعداد‪:‬‬
‫أستاذ محاضر صنف (ب)‬ ‫‪ -1‬د‪ .‬العرباوي سحنون‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019:‬‬

‫‪1‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬

‫‪1‬‬ ‫قائمة احملتويات‬


‫‪5‬‬ ‫ملخص‬
‫‪6‬‬ ‫مقدمـة‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬التأسيس النظري لمصطلحات مادة منهجية البحث العلمي‬

‫‪7‬‬ ‫تعريف املنهج‬ ‫‪1‬‬


‫‪7‬‬ ‫تعريف البحث‬ ‫‪2‬‬
‫‪7‬‬ ‫تعريف العلمي‬ ‫‪4‬‬
‫‪8‬‬ ‫تعريف البحث العلمي‬ ‫‪5‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬الروح العلمية‬

‫‪9‬‬ ‫متهيد‬
‫‪9‬‬ ‫مميزات الروح العلمية‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫املالحظة‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪10‬‬ ‫املساءلة‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪10‬‬ ‫االستدالل‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪11‬‬ ‫املنهج‬ ‫‪4-1‬‬
‫‪11‬‬ ‫التفتح الذاين‬ ‫‪5-1‬‬
‫‪11‬‬ ‫املوضوعية‬ ‫‪6-1‬‬
‫‪12‬‬ ‫خالصة‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬المعرفة‬

‫‪13‬‬ ‫متهيد‬
‫‪13‬‬ ‫معىن املعرفة‬ ‫‪1‬‬
‫‪13‬‬ ‫تعريف املعرفة‬ ‫‪2‬‬
‫‪14‬‬ ‫أمهية املعرفة‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪14‬‬ ‫تصنيف املعرفة‬ ‫‪4‬‬


‫‪15‬‬ ‫طرق حتصيل املعرفة‬ ‫‪5‬‬
‫‪16‬‬ ‫خصائص املعرفة العلمية‬ ‫‪6‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬العلم‬

‫‪18‬‬ ‫معىن العلم‬ ‫‪1‬‬


‫‪18‬‬ ‫أهداف العلم‬ ‫‪2‬‬
‫‪19‬‬ ‫خصائص العلم‬ ‫‪3‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬أساليب التفكير العلمـي‬

‫‪21‬‬ ‫معىن التفكري‬ ‫‪1‬‬


‫‪21‬‬ ‫أساليب التفكري‬ ‫‪2‬‬
‫‪21‬‬ ‫أساليب التفكري العشوائي‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 1-1-2‬مسات التفكري العشوائي‬
‫‪23‬‬ ‫أسلوب التفكري العلمي‬ ‫‪2-2‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 1-2-2‬مسات التفكري العلمي‬
‫المحاضرة السادسة‪ :‬البحث العلمـي‬

‫‪26‬‬ ‫تعريف البحث العلمي‬ ‫‪1‬‬


‫‪27‬‬ ‫أ داف البحث العلمي‬ ‫‪2‬‬
‫‪28‬‬ ‫أغراض البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية‬ ‫‪3‬‬
‫‪28‬‬ ‫متطلبات البحث العلمي‬ ‫‪4‬‬
‫‪29‬‬ ‫أمهية البحث العلمي‬ ‫‪5‬‬
‫‪30‬‬ ‫خصائص البحث العلمي‬ ‫‪6‬‬
‫المحاضرة السابعة‪ :‬أنواع البحوث العلمية‬

‫‪32‬‬ ‫متهيد‬
‫‪32‬‬ ‫أنواع البحوث العلمية‬ ‫‪1‬‬
‫‪33‬‬ ‫أنواع البحوث العلمية حسب اهلدف أو الغرض منها‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪33‬‬ ‫أنواع البحوث العلمية حسب املناهج املستخدمة فيها‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪35‬‬ ‫أنواع البحوث العلمية من حيث جهات تنفيذا‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪3‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪37‬‬ ‫أنواع البحوث العلمية حسب طبيعة البيانات‬ ‫‪4-1‬‬


‫‪37‬‬ ‫أنواع البحوث العلمية حسب أسلوب التفكري‬ ‫‪5-1‬‬
‫المحاضرة الثامنة‪ :‬صفات الباحث و البحث العلمي الجيد‬

‫‪38‬‬ ‫صفات البحث العلمي اجليد‬ ‫أوال‬


‫‪40‬‬ ‫صفات الباحث اجليد‬ ‫ثانيا‬
‫المحاضرة التاسعة‪ :‬مناهج البحث العلمي‬
‫‪44‬‬ ‫متهيد‬
‫‪44‬‬ ‫املنهج العلمي‬ ‫‪1‬‬
‫‪44‬‬ ‫مميزات املنهج العلمي‬ ‫‪2‬‬
‫المحاضرة العاشرة‪ :‬المنهج التاريخي‬

‫‪46‬‬ ‫متهيد‬
‫‪46‬‬ ‫تعريف املنهج التارخيي‬ ‫‪1‬‬
‫‪47‬‬ ‫أ هداف املنهج التارخيي‬ ‫‪2‬‬
‫‪47‬‬ ‫أمهية املنهج التارخيي‬ ‫‪3‬‬
‫‪48‬‬ ‫خطوات املنهج التارخيي‬ ‫‪4‬‬
‫‪51‬‬ ‫عيوب املنهج التارخيي‬ ‫‪5‬‬
‫المحاضرة الحادية عشر‪ :‬المنهج الوصفي‬

‫‪53‬‬ ‫متهيد‬
‫‪53‬‬ ‫تعريف املنهج الوصفي‬ ‫‪1‬‬
‫‪54‬‬ ‫أهداف املنهج الوصفي‬ ‫‪2‬‬
‫‪54‬‬ ‫خطوات املنهج الوصفي‬ ‫‪3‬‬
‫‪55‬‬ ‫مميزات املنهج الوصفي‬ ‫‪4‬‬
‫‪56‬‬ ‫عيوب املنهج الوصفي‬ ‫‪5‬‬
‫‪56‬‬ ‫أمناط املنهج الوصفي‬ ‫‪6‬‬
‫‪57‬‬ ‫الدراسات املسحية‬ ‫‪1-6‬‬

‫‪4‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪59‬‬ ‫دراسات العالقات املتبادلة‬ ‫‪2-6‬‬


‫‪60‬‬ ‫الدراسات التطورية‬ ‫‪3-6‬‬
‫المحاضرة الثانية عشر‪ :‬المنهج التجريبي‬

‫‪61‬‬ ‫متهيد‬
‫‪61‬‬ ‫تعريف املنهج التجرييب‬ ‫‪1‬‬
‫‪63‬‬ ‫مصطلحات املنهج التجرييب‬ ‫‪2‬‬
‫‪66‬‬ ‫خطوات املنهج التجرييب‬ ‫‪3‬‬
‫‪67‬‬ ‫تصميمات املنهج التجرييب‬ ‫‪4‬‬
‫‪67‬‬ ‫أنواع التصميمات التجريبية‬ ‫‪1-4‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪ 1-1-4‬أسلوب اجملموعة الواحدة‬
‫‪67‬‬ ‫‪ 2-1-4‬أسلوب اجملموعات املتكافئة‬
‫‪67‬‬ ‫‪ 3-1-4‬أسلوب تدوير اجملموعات‬
‫‪68‬‬ ‫مميزات املنهج التجرييب‬ ‫‪5‬‬
‫‪68‬‬ ‫عيوب املنهج التجرييب‬ ‫‪6‬‬
‫المحاضرة الثالثة عشر‪ :‬خطوات البحث العلمي‬

‫‪69‬‬ ‫متهيد‬
‫‪69‬‬ ‫الشعور واإلحساس مبشكلة البحث‬ ‫‪1‬‬
‫‪70‬‬ ‫حتديد املشكلة‬ ‫‪2‬‬
‫‪70‬‬ ‫حتديد أهداف البحث‬ ‫‪3‬‬
‫‪71‬‬ ‫مجع املادة العلمية‬ ‫‪4‬‬
‫‪71‬‬ ‫وضع الفروض العلمية‬ ‫‪5‬‬
‫‪71‬‬ ‫اختبار الفروض‬ ‫‪6‬‬
‫‪71‬‬ ‫عرض وحتليل وتفسري النتائج‬ ‫‪7‬‬
‫‪71‬‬ ‫الوصول إىل تعميمات علمية للنتائج‬ ‫‪8‬‬
‫‪72‬‬ ‫املصادر واملراجع‬

‫‪5‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬ملخص‪:‬‬
‫إن البحث هو السبيل األمثل للتوصل للحقيقة ‪ ،‬وليس هناك علم أو تقدم علمي إال عن طريق البحث العلمي كما أن‬
‫تقدم هذا األخري يعتمد على املنهج العلمي‪ ،‬وهلذا ِ‬
‫حظي موضوع البحث العلمي باهتمام كبري من املثقفني والرتبويني باعتباره‬
‫مرتكز حموري للوصول إىل احلقائق العلمية‪ ،‬وقد أصبحت مادة منهجية البحث العلمي تدرس يف كل اجلامعات عرب العامل ويف‬
‫مجيع التخصصات العلمية والتقنية وختصصات العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬وهتدف هذه املادة إىل تزويد الباحثني املبتدئني‬
‫وطالب املرحلة اجلامعية األوىل بالقواعد األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم البحث العلمي‪ ،‬ومببادئ إجراء البحوث‬
‫وإعدادا ‪ ،‬لنسعي بذلك إىل جعل الطالب اجلامعي منهجيا يف تفكريه وطروحاته وحبوثه متخلصا من اجلمود الفكري ومتوجها‬
‫حنو اإلبداع والتجديد والنقد والتحليل املمنهج واملنظم‪ ،‬وعليه فإن دراسة مادة منهجية البحث العلمي يف جمال الرتبية البدنية‬
‫والرياضية ركيزة أساسية للطالب‪ ،‬وال ميكن االستغناء عنها يف أية مرحلة من مراحل املسار الدارسي لديه‪.‬‬

‫تتضمن هذه املادة التعليمية ‪ -‬واليت هي مدخل إىل منهجية البحث العلمي بالنسبة لطالب السنة األوىل ‪ -‬على بعض‬
‫املفاهيم األساسية اخلاصة بالبحث العلمي‪ ،‬من خالل التطرق إىل كل من موضوع الروح العلمية‪ ،‬املعرفة‪ ،‬العلم‪ ،‬والبحث‬
‫العلمي باإلضافة إىل موضوع أساليب التفكري العلمي‪ ،‬وأنواع البحوث العلمية‪ ،‬وصفات الباحث والبحث العلمي اجليد‬
‫‪،‬كما تتناول موضوع مناهج البحث العلمي من خالل التطرق إىل كل من املنهج التارخيي‪ ،‬واملنهج الوصفي‪ ،‬واملنهج التجرييب‪،‬‬
‫لنعرض يف األخري خطوات البحث العلمي‪ ،‬وهتدف هذه املادة إىل‪:‬‬

‫‪ .1‬تزويد الطالب بالقواعد األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .2‬التعرف على أمهية البحث العلمي يف حل املشكالت‪.‬‬
‫‪ .3‬التعرف على أنواع البحوث العلمية وصفات الباحث و البحث العلمي اجليد‪.‬‬
‫‪ .4‬معرفة بعض أنواع مناهج البحث العلمي ومراحلها األساسية‪.‬‬
‫‪ .5‬غرس يف نفسية الطالب الرغبة يف البحث و املوضوعية يف الرأي‪.‬‬
‫‪ .6‬تعويد الطالب ممارسة البحث يف امليدان‪ ،‬وإكسابه بعض املهارات األساسية يف إعداد البحوث‪.‬‬
‫‪ .7‬تعويد الطالب على التنقيب عن احلقائق واكتشاف آفاقا جديدة من املعرفة و التعبري عن آرائه حبرية و صراحة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫أصبح البحث العلمي هو السمة البارزة للعصر احلديث بعد أن اتضحت أمهيته يف حتقيق التقدم احلضاري والرقي‬
‫البشري جملاالت احلياة املختلفة‪ ،‬فالعلم والعامل يف سباق للوصول إىل أكرب قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املستمدة من العلوم اليت‬
‫تكفل الرفاهية لإلنسان‪ ،‬وتضمن له التفوق على غريه‪،‬كما تأكدت أمهيته يف حل املشكالت االقتصادية والصحية والتعليمية‬
‫والرياضية وغريها‪ ،‬ومل يعد هناك أدىن شك يف أن البحث العلمي هو الطريق األمثل و الوحيد لتقدم الشعوب وتطورها وحل‬
‫املشكالت اليت تعاين منها البشرية‪ ،‬ويف اجملال الرياضي توجد الكثري من املشاكل اليت تتطلب البحث والتقصي واملعاجلة‪ ،‬و هذا‬
‫بالتأكيد ال يأيت بصورة عفوية أو معاجلة ذاتية و إمنا عن طريق علم مدروس ومربمج وخمطط له مسبقا هو البحث العلمي‪،‬‬
‫ولذا كان من الطبيعي أن توىل اجلامعات جل امتامها إىل تدريب الطالب على إتقان أساليب البحث العلمي أثناء دراستهم‬
‫اجلامعية ‪،‬بداية بتزويد الباحثني املبتدئني وطالب املرحلة اجلامعية األوىل بالقواعد األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم‬
‫البحث العلمي‪ ،‬ليتمكنوا فيما بعد من اكتساب مهارات حبثية جتعلهم قادرين على إضافة معارف جديدة إىل رصيد املعرفة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وعليه تعددت املقررات الدراسية لتعليم الطالب التفكري العلمي املنظم‪ ،‬ومناهج البحث العلمي‪ ،‬وقواعد الكتابة‬
‫العلمية وغريها‪ ،‬بغية إعداد طلبة باحثني قادرين على توظيف خمتلف الطرق العلمية حلل املشكالت اليت هلا عالقة مبيدان الرتبية‬
‫البدنية والرياضية‪.‬‬

‫ومنهنا جاءت هذه املطبوعة اليت هي حصيلة قراءات جمموعة من الكتب يف جمال البحث العلمي‪ ،‬لتتناول بعض القواعد‬
‫األساسية واملعارف النظرية املرتبطة مبفاهيم البحث العلمي‪ ،‬لتكون عونا لطلبة الرتبية البدنية والرياضية يف املرحلة اجلامعية األوىل‬
‫تسهل عليهم فهم املادة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة األولى‪:‬‬

‫‪ -‬التأسيس النظري لمصطلحات مادة منهجية البحث العلمي‪-‬‬


‫إذا جلأنا إىل حتليل عبارة منهجية البحث العلمي فإننا جند أهنا مكونة من ثالثة كلمات‪ :‬املنهج‪ ،‬البحث‪ ،‬العلم‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المنهج‪:‬‬
‫لغة‪" :‬هو الطريق الواضح‪ ،‬ويقال كذلك النهج‪ :‬الطريق هو مستقيم‪ ،‬حيث اتفقت كل املعاجم اللغوية على أن املنهج و‬
‫الطريق الذي يتبعه اإلنسان للوصول إىل غاية ما"(خان ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)15‬‬
‫اصطالحا‪" :‬املنهج خطة يسري عليها الباحث بدءا من التفكري يف موضوع البحث حىت ينتهي من إجنازه‪ ،‬واملنهج هو طريق‬
‫واضح يسلكه الباحث أو قواعد معروفة أكادمييا يسري عليها الباحث حىت ال يضل الطريق وال يزيغ عن اهلدف "(خان‬
‫‪ ،2011،‬صفحة ‪.)17‬‬
‫‪ -2‬تعريف البحـث‪:‬‬
‫لغة‪ ":‬هو مصدر الفعل املاضي حبث ومعناه طلب‪ ،‬فتهش‪ ،‬تقص ‪ ،‬تتبع‪ ،‬سأل‪ ،‬حترى‪ ،‬حاول‪ ،‬اكتشف و هبذا يكون معىن‬

‫البحث لغويا و الطلب والتفتيش وتقصي حقيقة من احلقائق أو أمر من األمور"(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)373‬‬

‫اصطالحا‪" :‬كلمة البحث تعين طلب احلقيقة وتقصيها وإذاعتها يف الناس"(خان ‪ ،2011،‬صفحة ‪ ،)19‬كما تدل كلمة‬
‫البحث على التفتيش مبثابرة وتدل أيضا على الفحص مستمر‪.‬‬

‫‪ -3‬أما المقصود بكلمة "منهج" البحث؟‬


‫‪ -‬هو الطريقة المتبعة لتقصي الحقائق و إدراك املعارف‪ ،‬أو هو الصيغة أو األسلوب املتبع يف ترتيب األفكار وعقلنة‬
‫الفرضيات وإخضاعها لالمتحان والتحليل مبا يضمن التوصل إىل نتائج معرفية جديدة‪.‬‬
‫أو هو "فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار من أجل الكشف عن حقيقة جمهولة لدينا أو من أجل الربهنة على‬
‫حقيقة ال يعرفها اآلخرين"(اليمني ‪ ،2010،‬صفحة ‪.)26‬‬

‫‪ -4‬تعريف العلمي‪:‬‬
‫" هي كلمة منسوبة إىل العلم وتعين املعرفة والدراية وإدراك احلقائق‪ ،‬كما تعين اإلحاطة واإلملام باحلقائق"(السيد علي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،2011،‬صفحة ‪ ،)373‬و هي من الفعل املاضي علم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫لغة‪" :‬جند أن كلمة " علم" يف اللغة تعين إدراك الشيء على ما هو عليه‪ ،‬أي على حقيقته‪ ،‬و هو اليقني واملعرفة"‬ ‫‪-‬‬
‫(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪ ،)372‬والعلم ضد اجلهل‪ ،‬ألنه إدراك كامل‪.‬‬
‫_ اصطالحا‪":‬هو جمموعة احلقائق والوقائع والنظريات‪ ،‬ومناهج البحث اليت تزخر هبا املؤلفات العلمية‪ ،‬وتستخدم كلمة علم‬
‫يف عصرنا هذا للداللة على جمموعة املعارف‪ ،‬ومجلة القوانني اليت اكتشفت"‪(.‬السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)372‬‬
‫_ ويقصد بالعلم كذلك باملعرفة املنسقة اليت تنشأ عن املالحظة والدراسة والتجريب واليت تتم هبدف حتديد طبيعة أو أصول‬
‫الشيء الذي تتم دراسته‪.‬‬

‫_ والعلم "يطلق على كل ألوان املعرفة اليت يتبع فيها القواعد وأساليب املنهج العلمي يف التعرف على األشياء‪ ،‬والعلم و جزء‬
‫من املعرفة ‪،‬وقد عرف بأنه املعرفة املصنفة املنسقة اليت مت الوصول إليها بإتباع قواعد املنهج العلمي الصحيح‪ ،‬مصاغة يف‬
‫القوانني العامة للظوا هر الفردية املتفرقة"(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)26‬‬

‫‪ -5‬تعريف البحث العلمي‪:‬‬


‫إذا حاولنا حتليل مصطلح "البحث العلمي" جند أنه يتكون من كلمتني "البحث" و"العلمي"‪ ،‬فأما كلمة البحث هي مشتقة‬
‫من مصدر الفعل املاضي حبث وتعين‪ :‬حاول‪ ،‬تتبع‪ ،‬حبث‪ ،‬سعى‪ ،‬حترى ‪...‬اخل‪ ،‬ويقصد بالبحث لغويا كذلك الطلب أو‬
‫التفتيش أو التقصي عن حقيقة من احلقائق أو أمر من األمور‪ ،‬أما املقطع الثاين "العلمي" هي كلمة منسوبة إىل العلم‪ ،‬والعلم‬
‫معناه املعرفة والدراية وإدراك احلقائق(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)373‬‬
‫*يوجد عدة تعريفات للبحث العلمي حتاول حتديد مفهومه ومعناه‪ ،‬ومن مجلتها‪:‬‬
‫_ و"عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومناهج علمية حمددة‪ -‬للحقائق العلمية‪ -‬بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو‬
‫إضافة اجلديد هلا"(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)373‬‬
‫ِ‬
‫التقصي‬ ‫الوصول إىل ِ‬
‫حل مشكلة حمَّدَّدة‪ ،‬أو اكتشاف حقائق جديدة وذلك عن طريـق‬ ‫ُ‬ ‫_ هو" الوسيلة اليت ميكن بواسطتها‬

‫الشامل والدقيق بواسطة املعلومات الدقيقة اليت يتم مجعها بإتباع أساليب علمية حمددة" (اخلياط ‪،2011‬صفحة ‪.)22‬‬

‫*ويف ضوء ذه التعريفات واملفا مي السابقة ميكن تعريف البحث العلمي كما يأيت‬
‫_ هو عملية فكرية منظمة يقوم هبا شخص يسمى (الباحث) ‪ ،‬من أجل تقصي احلقائق يف شأن مسألة أو مشكلة معينة‬
‫تسمى (موضوع البحث) بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) ‪ ،‬بغية الوصول إىل حلول مالئمة للعالج أو إىل‬
‫نتائج صاحلة للتعميم على املشاكل املماثلة تسمى (نتائج البحث)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫_ الروح العلمية ‪-‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن الـطـريـق إلـى الـمـعـرفـة الـعـلـمـيـة مـحـفـوف بـمـزالـق ومـخـاطـر كثرية‪ ،‬ولـهذا ليـس فـي مـتـنـاول أي إنـسـان نـيـل هـذه الـمـعـرفـة‬
‫فالـمـعـرفـة الـعـلـمـيـة تـتـطـلـب مـن الـبـاحـث اكـتـسـاب زاد لـيـس بـهـيـن الـمـنـال‪ ،‬هـذا الـزاد يـتـمـثـل فـي اكـتـسـاب خـصـال مـخـتـلـفـة‬
‫ومـجـمـوع هـذه الـخـصـال يـدعـى الـروح الـعـلـمـيـة‪ ،‬وحتصل هذه األخرية من خالل االستعداد الذاين للباحث ملواجهة كل‬
‫الصعاب و حتمل كل النتائج‪ ،‬فهي رغبة إجيابية فضولية لطلب املزيد من العلم دون يأس أو ملل‪ ،‬و تتميز الروح العلمية بقوة و‬
‫كثرة املالحظة‪ ،‬كما متتاز بكثرة املسألة و اإلكثار من الشكوك‪ ،‬كما جيب أن تتصف باالستدالل و طلب الربهان على‬
‫القواعد املكتسبة‪ ،‬كما تتصف الروح العلمية باملوضوعية واحلياد بعيدا عن الذاتية حبيث تكون روح الباحث مستقلة عن حميطه‬
‫وواقعه فاملوضوعية تتطلب تقدمي النقد بغض النظر عن املعلومات املرتقبة‪.‬‬
‫وبذلك فإن هذه االستعدادات الذانية اليت جيب أن يتميز هبا كل باحث علمي نسميها بـالروح العلمية وهي استعداد ذايت‬
‫خاص يكتسب بكثرة املالحظة فاملسألة يف التفتح وأخريا املوضوعية‪ ،‬و هي من شأهنا أن جتعل الباحث متشوقا إلدراك‬
‫احلقائق العلمية حىت ولو فشل يف حبثه‪ ،‬و هذه الروح العلمية هلا مميزات خاصة هبا ميكن إمجاهلا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬املالحظة‬
‫‪ ‬املساءلة‬
‫‪ ‬االستدالل‬
‫‪ ‬املنهج‬
‫‪ ‬التفتح الذايت‬
‫‪ ‬املوضوعية‬

‫‪10‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -1‬مميزات الروح العلمية‪:‬‬


‫‪ -1-1‬المالحظة‪:‬‬
‫تعترب املالحظة اللبنة األساسية للبحث العلمي النظري أو التطبيقي على حد سواء‪ ،‬وبذلك ال ميكن إجراء حبث علمي دون‬
‫وجود عنصر املالحظة‪ ،‬و هناك عدة تعريفات تتعلق باملالحظة نذكر منها أهنا‪ :‬إدراك الظواهر والوقائع والعالقات عن طريق‬
‫احلواس‪ ،‬سواء وحدها أو باستخدام املساعدة‪.‬‬
‫ملاذا نالحظ ؟ إنه الفضول يف املعرفة أو الرغبة اإلجيابية يف االطالع اليت يشعر هبا كل شخص ولكن بدرجات متفاوتة إذن‬
‫الروح املالحظة هي روح فضولية‪ ،‬ويظهر االستعداد الذاين للروح العلمية من خالل امليل حنو اال متام بكل ما حييط بنا‪ ،‬ما من‬
‫شخـص إال و جلس يف مكان ما يف الشارع أو يف حديقة أو غابة وكان منشغل بالرتكيز عـلى شيء معني‪ ،‬إذن هذا املوقف و‬
‫يف احلقيقة دليل على وجود رغبة يف الكشف عما ختفيه املظا ر اخلارجية‪ ،‬إن ذا اال متام املوجه حنو األشخاص واألشياء ما و‬
‫إال خطوة أوىل من جهد حملاولة فهم حميطنا‪.‬‬
‫ويف اجملال العلمي فإنه للوصول إىل الفهم فإن العلم قد أعد أدوات كثرية‪ ،‬تأيت يف مقدمة هذه األدوات املالحظة العلمية اليت‬
‫تسمح باكتشاف وفهم بعض جوانب الظواهر اليت مازالت إىل حد اآلن مبهمة‪ ،‬هذه املالحظة العلمية هي تلك اليت يكون‬
‫مصدرها العقل ويتم فيها االعتماد عن استخدام منهج معني‪ ،‬وتكمن مهمتها يف الكشف عن طبيعة الظاهرة وأجزائها‪ ،‬وبذلك‬
‫فاملالحظة العلمية هي تلك اليت تكون من اختصاص الباحثني واألكادمييني دون غريهم‪.‬‬
‫‪ -1-1-1‬مراحل المالحظة‪:‬‬
‫للمالحظة مراحل قسمها العامل ‪ selye‬و هي اإلدراك و التعرف والتقييم‪ ،‬إن هذه املراحل هي من مميزات املالحظة العلمية‬
‫ألنه يف احلياة العادية ميكننا التوقف عند املرحلة األوىل واالكتفاء هبا‪ ،‬أما يف حالة التزامنا بروح علمية فالبد من اجتياز بقية‬
‫املراحل‪ ،‬إن كل هذه املراحل أو العمليات تتم يف ذهنك يف وقت قصري نسبيا كما أنه ال ميكنك دائما إدراك كل هذه املراحل‬
‫املختلفة‪ ،‬من خالل كل ذلك ميكن القول أن املالحظة العلمية تقوم على اإلدراك والتعرف مث التقييم‪ ،‬و هذا ما مييز املالحظة‬
‫العلمية عن املشاهدة البسيطة اليت ليست هلا صلة بالروح العلمية‪.‬‬
‫‪ -2-1‬المساءلة‪:‬‬
‫املساءلة هي فعل التساؤل حول ظاهرة ما‪ ،‬حيث أن األسئلة اليت تطرح قبل املالحظة أو أثناءها هي اليت توجه مشاهدتنا إذن‬
‫بصفة عامة ميكن القول أن األسئلة هي اليت تسمح لنا بانتقاء الظوا هر وحتديدها‪.‬‬
‫إن من خصائص الروح العلمية و حب التساؤل‪ ،‬فأثناء قيامنا باملالحظة فإن الروح العلمية تبحث عن جتاوز جمرد املشاهدة‬
‫البسيطة‪ ،‬حيث يتم طرح السؤال‪ :‬ملاذا أخذ هذا الشيء أو أخذ ذاك هذا االجتاه أو ذاك ؟ أو ملاذا تتبىن هذه اجملموعات‬
‫االجتماعية ذا السلوك أو ذاك‪ ،‬إهنا الروح العلمية اليت حتب التساؤل باستمرار‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫بالنسبة للروح العلمية فإن كل معرفة ي جواب لسؤال‪ ،‬فإذا مل يكن هناك سؤال ال ميكن أن تكون هناك معرفة علمية‪ ،‬ويف جمال‬
‫البحث العلمي البد على الباحث أن يستمر يف طرح األسئلة دون توقف وذلك من أجل التوصل إىل تسجيل مالحظات‬
‫متعددة تكون معللة وموجهة من طرف تساؤالهتم‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬أهمية المساءلة‪:‬‬
‫إن االستغناء عن التساؤل اهلادف واملركز يفقد املالحظة قيمتها‪ ،‬فمهما كانت مدة مالحظتنا لظاهرة ما ودقتها فإهنا ستكون‬
‫خالية من كل قيمة مفيدة للمعرفة العلمية دون عملية التساؤل‪ ،‬فمثال أن شخصان يقومان مبالحظة نفس الظاهرة‪ ،‬وأن أحدمها‬
‫قد وضع مسبقا تساؤال حول ما سيشاهده بالنسبة إىل هذا الشخص‪ ،‬فإن املالحظة سيكون هلا من دون شك معىن أعمق‬
‫مقارنة مبالحظة الشخص الثاين اليت ختلو من أي تساؤل مسبق‪ ،‬وبالتايل سينساها مبجرد مرورها‪ ،‬إذن ميكن القول أن املساءلة‬
‫هي اليت تسمح بتحديد مشكلة البحث وتعريفها‪.‬‬
‫‪ -3-1‬االستدالل‪:‬‬
‫يعرف االستدالل بأنه ذلك الربهان الذي يبدأ من قضايا مسلم هبا و يسري إىل قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة دون اللجوء‬
‫إىل التجربة ‪،‬ويبدأ االستدالل بالنظريات اليت تستنبط منها الفرضيات مث ينتقل إىل عامل الواقع حبثا عن البيانات الختبار صحة‬
‫الفرضيات(الرفاعي ‪ ،2007،‬صفحة ‪.)86‬‬
‫إن االستدالل هو فعل التصوير عن طريق الذهن‪ ،‬و هو قدرة الفهم الذي ال مننحه يف احلال ملا ندركه‪ ،‬إن املساءلة يف حد‬
‫ذاهتا قائمة على االستدالل‪ ،‬و هنا العقل يفرض نفسه كأداة أساسية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬المنهج‪:‬‬
‫إن استعمال املنهج يف البحث العلمي مسألة جوهرية‪ ،‬إن طرحنا لألسئلـة جيب أن يتم وفق منهج وبصرامة ورغبة يف التنظيم كل‬
‫ذلك من أجل الوصول إىل نتيجة‪ ،‬كما أن اإلجراءات املستخدمة أثناء إعداد البحث وتنفيذه هي اليت حتدد النتائج‪ ،‬إذن املنهج‬
‫وسلسلة من املراحل املتتالية اليت ينبغي إتباعها بكيفية منسقة ومنظمة للوصول إىل نتائج صحيحة وبالتايل فإن إتباع منهج‬
‫صحيح يف البحث يؤدي بنا حتما إىل الوصول إىل نتائج صحيحة‪.‬‬
‫‪ -5-1‬التفتح الذاتي‪:‬‬
‫إن الباحث املتمسك بالروح العلمية واملتطلع ملعرفة احلقيقة حيرص أن يكون ذانه متفتحا على كل تغيري يف النتائج واالعرتاف‬
‫باحلقيقة دون االلتزام أو التشبث برأيه‪ ،‬فالروح العلمية جيب أن تتجاوز األحكام و احلس املشرتك املتفق عليه ‪،‬وأن تبتعد بقدر‬
‫اإلمكان عن العفوية يف التفكري‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫إن التفتح الذاين يتضمن فكرة احتمال عدم مالئمة الواقع مع األفكار امللقنة واملكتسبة‪ ،‬ويؤدي بنا إىل ترك األحكام املسبقة‬
‫جانبا‪ ،‬و قبول النتائج حىت و لو كانت متناقضة ألفكارنا املكتسبة‪ ،‬إذن علينا يف اجملال العلمي أن نرتك تصوراتنا األولية جانبا‪،‬‬
‫و هذا يتطلب جهدا للتحكم يف الذات‪.‬‬
‫‪ -1-5-1‬أهمية التفتح الذاتي‪:‬‬
‫إن الروح العلمية تقوم على أساس التفتح الذايت واالبتعاد و الرتاجع عن االعتقادات والطرق املتعود عليها يف التعامل مع‬
‫األشياء والتفكري فيها‪ ،‬حيث أن االعتماد على األفكار املسبقة قد يؤدي إىل إخفاء بعض األبعاد اجلديدة للظاهرة اليت جترى‬
‫مالحظتها‪ ،‬إن التفتح الذايت يتضمن ضرورة االحتياط من املعرفة العامة وإعادة تقييم املعرفة العلمية‪ ،‬ومن مث فإن الباحث جيب‬
‫أن يظل مستمرا يف تفتحه الذايت طوال مدة إجنازه للبحث‪.‬‬
‫‪ -6-1‬الموضوعية‪:‬‬
‫املوضوعية هي التجرد واحلياد يف الرأي واملوقف‪ ،‬أو هي ميزة من يتطرق إىل الواقع بأكرب صدق ممكن‪ ،‬و هي مبثابة مثل أعلى‬
‫يستحيل بلوغه بالرغم من أننا نطمح إىل وصف صادق ملا نشاهده أو نسمعه‪ ،‬واملوضوعية يقصد هبا أن ال ينحاز الباحث إىل‬
‫أفكاره أو توجهاته‪ ،‬مبعىن أن يكون حياديا يف حبثه ويتجرد من ذاتيته وينقل احلقائق كما هي يف الواقع‪ ،‬وأنه ال خيفي احلقائق اليت‬
‫ال تتوافق مع وجهة نظره وأحكامه املسبقة‪ ،‬واملوضوعية كذلك يقصد هبا أن يلتزم الباحث بإجراء حبثه باالعتماد على مقاييس‬
‫علمية دقيقة وإدراج احلقائق اليت تدعم وجهة نظره‪ ،‬وكذلك احلقائق اليت تتضارب مع منطلقاته وتصوره‪ ،‬إذن على الباحث أن‬
‫يعرتف بالنتائج املستخلصة حىت ولو كانت غري مطابقة لتصوره وتوقعاته‪.‬‬
‫ومبا أننا تطرقنا إىل املوضوعية فإنه جيب أن نتطرق إىل مصطلح آخر يقابله و هو" الذاتية" ‪ ،‬فإذا كانت املوضوعية هي‬
‫االبتعاد عن الذاتية سواء جبكم اجلنس أو املوطن أو العرق أو االنتماء السياسي أو الفكري أو اإليديولوجي‪ ،‬فإن الذاتية معناه‬
‫التعامل مع كل هذه اخلصائص‪ ،‬وبالنسبة للعلوم اإلنسانية تثار فيها مشكلة املوضوعية بأكثر حدة من نظريهتا العلوم الطبيعية‬
‫وذلك ألن العلوم اإلنسانية موضوعها و الظاهرة اإلنسانية والباحث جزء منها‪ ،‬وهلذا من الصعب التخلص من الشوائب الذاتية‬
‫واألفكار الشائعة‪ ،‬ولكن التخلص منها ليس أمرا مستحيال‪.‬‬

‫‪ -‬خالصة‪:‬‬
‫من خالل كل ما تطرقنا له ميكن القول أن الروح العلمية هي استعداد ذايت خاص يكتسب عن طريق املمارسة والتجربة وتتميز‬
‫الروح العلمية بستة استعدادات ذات أمهية و هي ‪ :‬املالحظة‪ ،‬املساءلة‪ ،‬االستدالل‪ ،‬املنهج ‪،‬التفتح الذايت‪ ،‬وأخريا املوضوعية‬
‫ولكل واحدة من هذه االستعدادات دور يف كل حلظة من حلظاته من إجراء البحث فإذا كانت املالحظة تسمح بالتحقق من‬
‫االفرتاضات‪ ،‬فإن املساءلة تساهم يف حتديد موضوع البحث‪ ،‬وإن كان االستدالل هو األساس يف صياغة مشكلة البحث‪ ،‬فإن‬
‫املنهج املتبع يتضمن اإلجراءات اليت هتدف إىل تنظيم البحث‪ ،‬وأخريا إذا كان التفتح الذايت يسمح باالبتعاد على األفكار‬
‫املسبقة فإن املوضوعية ستظل مثال أعلى ينتظر بلوغه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الثالـثة‪:‬‬

‫‪ -‬المعـرفة ‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫لقد مر اإلنسان مبراحل عدة‪ ،‬وعلى مدى طويل مـن الزمـان‪ ،‬حـىت وصـل إىل مـا هـو عليـه اليـوم مـن التطـور يف أسـاليب التفكري‬
‫واحلصول على املعرفة‪ ،‬واإلنسان منذ نشأته أحاطت به املشكالت بشىت أنواعها‪ ،‬وقد تطلب منه مواجهتها وإجياد احللول‬
‫املناسبة هلا بإمكاناته احملدودة‪ ،‬وقد بدأ مبرحلة التأمل مبا حوله‪ ،‬والتساؤل عن أسباب الوقائع واألحداث‪ ،‬وكان من النادر أن مير‬
‫عليه يوم دون أن يتساءل عن أسباب ما حيدث له‪ ،‬وما حيدث من حوله يف بيئته اليت يعيش فيها‪ ،‬وكثريا ما كان يواجه‬
‫الصعوبات لإلجابة عن تساؤالته وإجياد احللول هلا‪ ،‬لكنه استمر يف ذلك من خالل احملاولة واخلطأ‪ ،‬ومن خالل مالحظته‬
‫للحيوانات فيصنع كما تصنع يف بعض املواقف احلياتية‪ ،‬ولكن كانت أكثر إجاباته وحلوله قاصرة‪ ،‬لقلة خرباته ومعارفه وضعف‬
‫إمكاناته ومع الوقت صار يكتسب املعرفة واخلربة الشخصية‪ ،‬وحتولت لتصبح معارفه وخرباته أعرافا وتقاليد‪ ،‬وتطورت ملراحل أكثر‬
‫تقدما من التفكري والتأمل إىل التفكري االستنباطي و االستقرائي‪ ،‬مث كان اكتشافه واستخدامه للمنهج العلمي يف التفكري‬
‫والبحث باستعماله أساليب املالحظة العلمية الدقيقة للوقائع وفرض الفرضيات وإجراء التجارب للوصول إىل احلقائق ‪.‬‬

‫‪ -1‬معنى المعرفة‪:‬‬
‫لقد استطاع اإلنسان مبا منحه اهلل تعاىل من نعمة العقل أن جيمع عرب تارخيه الطويل رصيدا هائال من املعارف واملعلومات‬
‫واخلربات والعلوم عن طريق حواسه‪ ،‬ومن خالل طرق وأساليب ومصادر خمتلفة‪ ،‬وحيصل اإلنسان على املعرفة من مصادر عدة‪،‬‬
‫ومنها أوال عن طريق التلقي من مصادر خارجية‪ ،‬كما يف تلقي اإلنسان األنباء والتعاليم الدينية السماوية عن طريق الرسل‬
‫واألنبياء‪ ،‬وكذلك من خالل العلماء والعارفني‪ ،‬ومن خالل اإلعالم ووسائله‪ ،‬والكتب‪ ،‬واملصدر الثاين و املالحطة‪ ،‬إذ يستعمل‬
‫اإلنسان مجيع حواسه فيسمع ويرى لكل ما حوله من أحداث بواسطة حواسه‪ ،‬واملصدر الثالث للمعرفة فهو التجربة اليت متثل‬
‫مستوى أرقى لتحصيل املعرفة‪ ،‬أما املصدر الرابع فهو االستنتاج يف عمل اإلنسان لعقله وتفكره فيما يتساءل عنه فيتوصل‬
‫للمعرفة من خالل عملية التفكري وإدراك احلقائق ذاتيا باالستنباط واالستقراء‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف المعرفة‪:‬‬
‫_تعين كلمة معرفة اإلحاطة بالشيء‪ ،‬أي العلم به‪ ،‬فاملعرفة أمشل وأوسع من العلم‪ ،‬ألهنا تشمل كل ذلك الرصيد الواسع‬
‫والضخم من املعارف والعلوم واملعلومات اليت استطاع اإلنسان أن جيمعه عرب مراحل التاريخ اإلنساين حبواسه وفكره(السيد‬
‫علي‪ ،2011 ،‬صفحة ‪.)371‬‬

‫‪14‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫_ كما تعرف املعرفة على أهنا جمموعة احلقائق واملعاين والتصورات واملهارات واآلراء واملعتقدات واألحكام و املفاهيم اليت‬

‫تتكون لدى اإلنسان نتيجة حملاوالته املتكررة لفهم الظواهر واألشياء احمليطة به(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)371‬‬

‫إن املعرفة ضرورية لإلنسان‪ ،‬ألن معرفة احلقائق تساعده على فهم القضايا اليت تواجهه يف حياتـه‪ ،‬وبفضل املعلومات اليت حيصل‬
‫عليها يستطيع اإلنسان أن يتعلم كيف جيتاز العقبات اليت حتول دون بلوغه الغايات اليت ينشدها‪ ،‬وتساعده أيضا على تدارك‬
‫األخطاء‪ ،‬واختاذ اإلجراءات املالئمة اليت متكنه من حتقيق أمانيه يف احلياة‪.‬‬
‫و ختتلف املعرفة العلمية عن املعرفة العادية بكوهنا قد بلغت درجة عالية من الصدق والثبات‪ ،‬وأمكن التحقق منها والتدليل‬
‫عليها‪ ،‬واملعرفة العلمية هي اليت يتم حتقيقها بالبحث والتمحيص‪.‬‬

‫‪ -3‬أهمية المعرفة‪:‬‬
‫ال أحد منا ينكر أمهية املعرفة لإلنسان‪ ،‬فهي تكمن فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تساعد على فهم القضايا اليت تواجه اإلنسان يف حياته‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على اجتياز العقبات اليت حتول دون بلوغ اإلنسان غاياته‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على تدارك األخطاء واختاذ اإلجراءات املالئمة لتحقيق األماين يف احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط للمستقبل‪.‬‬

‫‪ -4‬تصنيف المعرفة‪:‬‬
‫ميكن تصنيف املعرفة إىل‪:‬‬
‫‪ ‬املعرفة احلسية‪.‬‬
‫‪ ‬املعرفة الفلسفية‪.‬‬
‫‪ ‬املعرفة العلمية‪.‬‬

‫‪ :1-4‬المعرفة الحسية‪:‬‬
‫هي املعارف اليت حيصل عليها اإلنسان باستخدام حواسه إلدراك ظاهرة ما دون معرفة أو إدراك العالقات القائمة بني هذه‬
‫الظوا ر أو أسباهبا(مرسى ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)11‬‬
‫وتكون هذه املعرفة بواسطة املالحظات البسيطة واملباشرة والعفوية‪ ،‬يكتسبها اإلنسان عن طريق حواسه اجملردة كاللمس‬
‫واالستماع هدة املباشرة‪ ،‬و هذه املعرفة هي بسيطة ألن أدلة اإلقناع متوفرة وملموسة أو ثابتة يف ذهن اإلنسان(السيد علي‬
‫‪ ،2011،‬صفحة ‪.)371‬‬
‫إن اإلنسان منذ والدته يعتمد على حواسه من أجل اكتساب اخلربات ومعرفة العامل الذي حييط به؛ أي أنه يعتمد على حواسه‬
‫يف التعرف على ما لألشياء من صفات‪ ،‬ونتيجة لرتاكم هذه اخلربات يستطيع اإلنسان أن يفسر بعض ما يشاهده أو يسمعه‬
‫مثال‪ :‬مساع صوت الرعد أو الربق تعاقب الليل والنهار‪ ،‬طلوع الشمس وغروهبا‪ ،‬هتاطل األمطار‪ ،‬مساع الطفل للغة والديه يعطيه‬
‫‪15‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫فكرة عن طريقة املخاطبة أو اللغة اليت يتكلم هبا الوالدين‪ ،‬فاملعرفة احلسية ال تتم بغرض الوصول إىل احلقيقة العلمية لكن هي‬
‫عبارة عن مالحظة بسيطة للظواهر دون النظر إىل العالقات ما بني هذه الظواهر وأسباب حدوثها‪ ،‬ومن خصائصها أهنا تعتمد‬
‫على املالحظة البسيطة للظوا ر فتلعب احلواس الدور الكبري فيقبله العقل بدون تردد أو دراسة‪.‬‬
‫‪ -2-4‬المعرفة الفلسفية‪:‬‬
‫و هي جمموع املعارف واملعلومات اليت يتحصل عليها اإلنسان بواسطة استعمال الفكر ال احلواس‪ ،‬و هذه املعرفة مرتبطة‬
‫باملوضوعات واآلراء واألفكار اليت يطرحها الفالسفة وعلى مناهجهم يف طرح وتفسري هذه الظواهر حيث يستخدم فيها أساليب‬
‫التفكري والتأمل الفلسفي ملعرفة األسباب‪ ،‬احلتميات البعيدة للظواهر‪ ،‬مثل التفكري والتأمل يف أسباب احلياة واملوت‪ ،‬خلق الوجود‬
‫والكون‪ ،‬وترتبط املعرفة الفلسفية بشكل كبري باملرحلة اليت بدأ يستخدم فيها اإلنسان عقله بصورة كبرية يف تفسري الظواهر‬
‫الطبيعية واملعرفة الفلسفية غري خاضعة للتجربة‪.‬‬
‫‪ -3-4‬المعرفة العلمية‪:‬‬
‫و هي املعرفة اليت تتحقق على أساس املالحظات العلمية املنظمة‪ ،‬والتجارب املنظمة واملقصودة للظواهر واألشياء‪ ،‬ووضع‬
‫الفروض‪ ،‬واكتشاف النظريات العامة والقوانني العلمية الثابتة‪ ،‬القادرة على تفسري الظواهر واألمور تفسريا علميا‪ ،‬والتنبؤ مبا‬
‫سيحدث مستقبال والتحكم فيه‪ ،‬و هذا النوع األخري من املعرفة و وحده الذي َّ‬
‫يكون العلم‪.‬‬
‫هذا النوع من املعرفة يقوم على أساس املالحظة املنظمة للظواهر‪ ،‬ووضع الفرضيات العلمية املالئمة والتحقق منها عن طريق‬
‫التجربة ومجع البيانات وحتليلها وتفسريها(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)372‬‬
‫‪ -5‬طرق تحصيل المعرفة‪:‬‬
‫تعددت أساليب احلصول على املعرفة وتطورت عرب القرون‪ ،‬حيث استطاع اإلنسان وبدافع من احتياجاته املتطورة أن جيمع عرب‬
‫تارخيه الطويل رصيدا كبريا من املعرف والعلوم‪ ،‬وقد سلك يف مجع تلك املعارف عدة أساليب‪ ،‬ميثل كل منها حلقة أو مسارا من‬
‫حلقات أو مسارات تطور البحث‪ ،‬وميكن حتديد تلك الطرق كاآليت‪:‬‬
‫أ_ السلطة‪:‬‬
‫هي طريقة قدمية كانت كثريا ما تعتمد يف احلصول على املعرفة عندما كان ينظر إىل السلطة بشيخ القبيلة أو رئيسها على أهنا‬
‫مصدر مهم ميكن اللجوء إليه لتفسري الظواهر واألحداث‪ ،‬ويتم القبول مبا يقدم من تفسريات من دون مناقشة وذلك لتنزيه‬
‫أصحاب السلطة من اخلطأ فيما يقدمون من أفكار‪ ،‬واعتبار رأي رئس القبيلة و الصحيح الذي ال ميتد إليه اخلطأ من أي‬
‫جانب‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫ب_ أراء اآلخرين‪:‬‬


‫يف أحيان كثرية يواجه اإلنسان مشكالت ال تقع ضمن إطار خربته الشخصية فيلجأ إىل خربات اآلخرين واالستعانة هبا يف‬
‫تفسري الظواهر وحل املشكالت اليت يف الغالب تكون أوسع من اخلربات الذاتية للشخص‪ ،‬واالستعانة باآلخرين يلجأ إليه الفرد‬
‫منذ صغر سنه وتستمر معه يف حياته فكثريا ما يستعني الطفل باألبوين ومن هم أكرب منه سنا لتفسري بعض ما يراه مشكال‬
‫وحيتاج إىل تفسري‪ ،‬وكثريا ما يستعني الطلبة بأساتذهتم للحصول على إجابات لتساؤالهتم‪ ،‬وكثريا ما يستعني العاملون أو‬
‫املوظفون برؤسائهم للحصول على إجابة أو رأي هبم حاجة إليه يف جمال عملهم‪ ،‬وقد يلجأ الفرد إىل بعض اخلرباء من أهل‬
‫العلم من أصحاب الدراية واخلربة يف جمتمعات العلم(عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)33‬‬
‫ج_ التقاليد و العرف‪:‬‬
‫إن العادات والتقاليد املوروثة لعبت دورا مهما يف احلصول على احلقائق واملعارف اليت حيتاجها اإلنسان البدائي يف مواجهة‬
‫الظواهر واألحداث و هذه الطريقة معروفة يف احلصول على املعرفة منذ زمن بعيد‪ ،‬فقد يستعني الفرد باألعراف والتقاليد لتفسري‬
‫ما به من غموض‪.‬‬
‫د_ الخبرة الشخصية والتجربة التي يمر بها األفراد‪:‬‬
‫تعترب اخلربة مصدرا مهما من مصادر املعرفة قدميا وحديثا‪ ،‬و هذه اخلربة قد تكون مباشرة وقد تكون غري مباشرة‪ ،‬فاإلنسان‬
‫يطل على ما حييط به بواسطة ما زوده اهلل به من حواس كالنظر والسمع والشم والتذوق‪ ،‬فيكتسب عن طريق هذه احلواس‬
‫خربات حسية تتشكل منها بنيته املعرفية‪ ،‬وقد ميارس الفرد بالعمل الكثري من األعمال اليت تزوده مبعارف مل يكن يعرفها قبل‬
‫ممارسة ذلك العمل(عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)32‬‬
‫ه_ المحاولة و الخطأ‪:‬‬
‫استخدم اإلنسان هذه الطريقة منذ زمن لتفسري الظواهر واألحداث وكشف الغموض الذي يكتنفها‪ ،‬يوم كان ينسب الظواهر‬
‫واألحداث إىل عامل الصدفة ومل يكن بإمكانه البحث عن أسباهبا فكانت وسيلته لتفسريها وإزالة غموضها اللجوء إىل احملاولة‬
‫واخلطأ(عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)33‬‬
‫د_ التفكير االستنباطي أو ما نسميه القياس المنطقي و االستدالل‪:‬‬
‫يعتمد هذا األسلوب يف حكمه على الظواهر واألمور على القياس املنطقي‪ ،‬و هو أسلوب يتدرج من األمور العامة إىل اجلوانب‬
‫اخلاصة‪ ،‬أي التفكري القياسي و استدالل نازل ينتقل فيه التفكري من الكليات اليت يطلق عليها املقدمات إىل اجلزيئات اليت يطلق‬
‫عليها النتائج‪ ،‬واملقدمات متثل معرف كلية فيما متثل النتائج املعارف اجلزئية‪.‬‬
‫و_ التفكير االستقرائي‪:‬‬
‫التفكري االستقرائي هو استدالل أيضا ولكنه استدالل صاعد يسري باجتاه معاكس لالجتاه الذي يسري به التفكري القياسي‬
‫فالتفكري االستقرائي ينتقل من املالحظات اجلزئية أو األجزاء إىل الكل‪ ،‬أي أن هذا األسلوب يعتمد على تتبع اجلزئيات‬
‫للوصول منها إىل أحكام عامة ومالحظة األحكام اجلزئية لوضع أحكام للكل ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -6‬خصائص المعرفة العلمية‪:‬‬


‫‪ -‬أوال‪ :‬التراكمية‪:‬‬
‫تعود املعرفة جبذورها إىل بداية احلضارات اإلنسانية‪ ،‬وقد بنيت معارفنا فوق معارف كثرية أسهمت فيها حضارات إنسانية‬
‫خمتلفة‪ ،‬ألن املعرفة تبىن رميا من األسفل إىل األعلى نتيجة تراكم وتطور املعرفة العلمية‪.‬‬
‫والرتاكمية العلمية إما أهنا تأيت بالبديل فتلغي القدمي ‪ -‬فالكثري من النظريات واملعارف العلمية يف جماالت خمتلفة استغىن عنها‬
‫اإلنسان واستبدهلا بنظريات ومفا هيم ومعارف خاصة يف جمال العلوم االجتماعية اليت تتسم بالتغري والنسبية‪ -‬أو إضافة اجلديد‬
‫للقدمي (اخلياط ‪ ،2010،‬صفحة ‪.)20‬‬
‫ثانيا‪ :‬التنظيم‪:‬‬
‫إن املعرفة العلمية معرفة منظمة ختضع لضوابط وأسس منهجية‪ ،‬ال نستطيع الوصول إليها دون إتباع هذه األسس والتقيد‬
‫هبا‪،‬كما أن التطور العلمي يقتضي من الباحث التخصص يف ميدان علمي حمدد‪ ،‬وذلك حبكم التطور العلمي واملعريف‪ ،‬وتزايد‬
‫التخصصات وتنوع حقوهلا مما يسمح للباحث باالطالع على موضوعاته وفهم جزئياته وتقنياته‪( .‬اخلياط ‪ ،2011،‬صفحة‬
‫‪)21‬‬
‫ثالثا‪ :‬السببية‪:‬‬
‫يعرف السبب بأنه جمموع العوامل أو الشروط وكل أنواع الظروف اليت مىت حتققت ترتب عنها نتيجة مطردة‪ ،‬ونستطيع القول‬
‫بوجود عالقة سببية بني متغريين‪ :‬سبب (علة) ونتيجة (معلول)‪ ،‬عندمـا جنري جتارب عديدة وبنفس اهلدف نتحصل عل نفس‬
‫النتيجة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الدقة‪:‬‬
‫خيضع العلم ملبادئ ومفاهيم متعارف عليها بني ذوي االختصاص تتضمن مصطلحات ومعاين ومفاهيم دقيقة جدا وحمددة‪،‬‬
‫وجيب استعمال هذه املصطلحات بدقة وحتديد مدلوهلا العلمي‪ ،‬ألهنا عبارة عن اللغة اليت يتداوهلا املختصون يف فرع من فروع‬
‫املعرفة العلمية وتقتضي الدقة االستناد إىل معايري دقيقة‪ ،‬والتعبري بدقة عن املوضوعات اليت ندرسها‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اليقين‪:‬‬
‫إن املعرفة العلمية ال تفرض نفسها إال إذا كانت يقينية‪ ،‬أي أن صاحبها تيقن منها عمليا‪ ،‬فأصبح يستطيع إثباهتا بأدلة‬
‫وبراهني وحقائق وأسانيد موضوعية ال حتمل الشك‪ ،‬و هذا ما يعرف باليقني العلمي‪ ،‬فالنتائج اليت نتوصل إليها جيب أن تكون‬
‫مستنبطة من مقدمات ومعطيات موثوق من صحتها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫سادسا‪ :‬الموضوعية‪:‬‬
‫إن الباحث ينبغي أن يكون حياديا يف حبثه‪ ،‬يتجرد من ذاتيته‪ ،‬وينقل احلقائق واملعطيات كما هي يف الواقع‪ ،‬وأن ال خيفي‬
‫احلقائق اليت ال تتوافق مع وجهة نظره وأحكامه املسبقة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬التعميم‪:‬‬

‫من صفات العلم وخصائصه الرئيسية أنه يستطيع تعميم النتائج اليت يتوصل إليها على اجملتمع احملسوبة منه العينة‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫‪ -‬العلم ‪-‬‬
‫‪ -1‬معنى العلم‪:‬‬
‫_لغة‪" :‬جند أن كلمة "علم" تستمد أساسها من َعلم يعلم و هي عكس اجلهل‪ ،‬وتعين يف اللغة إدراك الشيء على ما و عليه‬
‫‪،‬أي على حقيقته‪ ،‬و و اليقني واملعرفة" (السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪ ،)372‬والعلم ضد اجلهل‪ ،‬ألنه إدراك كامل‪.‬‬
‫_اصطالحا‪ :‬و "مجلة احلقائق والوقائع والنظريات‪ ،‬ومنا ج البحث اليت تزخر هبا املؤلفات العلمية"(السيد علي ‪،2011،‬‬
‫صفحة ‪.)372‬‬
‫كذلك يعرف العلم بأنه‪:‬‬
‫_"املعرفة املنسقة اليت تنشأ عن املالحظة والدراسة والتجريب‪ ،‬واليت تتم هبدف حتديد طبيعة أو أسس وأصول ما تتم‬
‫دراسته"(املغريب ‪ ،2002،‬صفحة ‪.)15‬‬
‫‪"-‬جمموعة من املعارف املنسقة واليت ترتبط مبجال معني مت التواصل إليها باستخدام املنهج العلمي"(علي ‪ ،1999،‬صفحة‬
‫‪.)11‬‬
‫_ يطلق العلم على كل ألوان املعرفة اليت يتبع فيها القواعد وأساليب املنهج العلمي يف التعرف على األشياء‪ ،‬كما أن العلم‬
‫عرف بأنه املعرفة املصنفة املنسقة اليت مت الوصول إليها بإتباع قواعد املنهج العلمي الصحيح‪ ،‬مصاغة يف القوانني العامة للظواهر‬
‫الفردية املتفرقة(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)26‬‬
‫_ وحبسب قاموس أكسفورد‪ ،‬فالعلم " و ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق جبسد مرتابط مـن احلقـائق الثابتـة املصـنفة‪ ،‬والـيت‬
‫حتكمها قوانني عامة‪ ،‬وحتتوي على طـرق ومنـا ج موثـوق هبـا الكتشـاف احلقـائق اجلديـدة يف نطـاق الدراسـة"(املغريب ‪،2002،‬‬
‫صفحة ‪.)15‬‬
‫_ العلم و جمموعة من املعارف واحلقائق واملفاهيم املنظمة اليت أمكن التوصل إليها والتحقق من صـحتها عـن طريـق اسـتخدام‬
‫طرائق أو مناهج مناسبة‪ ،‬وميكن اعتبار العلم فرعا من فروع املعرفة إذا أن املعرفة أوسع وأمشل من العلم ‪،‬ألهنا حتتوي على‬
‫معارف علمية وأخرى غري علمية‪ ،‬ويتم التفريق بينهما يف ضوء الطرائق أو املناهج أو األساليب املستخدمة يف اكتساب هذه‬
‫املعارف‪ ،‬إذ إن استخدام املنهج العلمي هو الطريق الصحيح للتوصل إىل املعرفة العلمية(راتب ‪ ،1999،‬صفحة ‪.)21‬‬
‫‪19‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2‬أ هداف العلم‪:‬‬


‫_ أوال‪ :‬االكتشاف و التفسير‪:‬‬
‫إن الغاية والوظيفة األوىل للعلم‪ ،‬هي اكتشاف القوانني العلمية العامة والشاملة للظواهر واألحداث املتماثلة واملرتابطة واملتناسقة‪،‬‬
‫وذلك عن طريق مالحظة ورصد األحداث والظواهر املختلفة وتفسري ا بإعطاء العلل واألسباب‪ ،‬حول كيف وملاذا حتدث هذه‬
‫الظواهر هبذا الشكل وهبذه الطريقة ‪،‬وإجراء عمليات التجريب العلمـي للوصول إىل قوانني عامة وشاملة تفسر هذه الظوا هر و‬
‫الوقائع واألحداث (عاقل ‪ ،1982،‬صفحة ‪.)15،14‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬التنبؤ‪:‬‬
‫و هي التوقع العلمي والتنبؤ بكيفية عمل وتطور وسري األحداث‪ ،‬والظواهر الطبيعية وغري الطبيعية املنظمة بالقوانني العلمية‬
‫املكتشفة‪ ،‬فهكذا ميكن التنبؤ والتوقع العلمي مبوعد اخلسوف والكسوف‪ ،‬مبستقبل حالة الطقس‪ ،‬ومبستقبل تقلبات الرأي العام‬
‫سياسيا واجتماعيا إىل غري ذلك من احلاالت واألمور اليت ميكن التوقع والتنبؤ العلمي مبستقبلها‪ ،‬وذلك ألخذ االحتياطات‬
‫واإلجراءات الالزمة والضرورية ‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬الضبط والتحكم‪:‬‬
‫بعد غاية ووظيفة االكتشاف ووظيفة التنبؤ‪ ،‬تأيت وظيفة التحكم العلمي يف هذه الظواهر والسيطرة عليها‪ ،‬وتوجيهها‬
‫التوجيه املرغوب فيه‪ ،‬واستغالل النتائج واآلثار خلدمة مصلحة اإلنسانية‪ ،‬ووظيفة التحكم قد يكون نظريا وذلك عندما يقتصر‬
‫العلم على بيان وتفسري كيفية الضبط والتوجيه والتكييف للظواهر‪ ،‬وقد يكون عمليا وذلك حني يتدخل العامل لضبط األحداث‬
‫والسيطرة عليها‪ ،‬كأن يتحكم يف مسار األهنار‪ ،‬ومياه البحر واجلاذبية األرضية‪ ،‬وكذلك يتحكم يف األمراض‪ ،‬والسلوك اإلنساين‬
‫وضبطه وتوجيهه حنو اخلري‪ ،‬والتحكم يف الفضاء اخلارجي واستغالله عمليا‪.‬‬

‫‪ -3‬خصائص العلم‪ :‬يتصف العلم مبجموعة من اخلصائص املرتابطة و ي على حسب (أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪)29،28‬‬
‫أوال‪ :‬التراكمية‪:‬‬
‫نقصد بالرتاكمية أن العلم يسري يف خط متواصل مبعىن أن الباحث العلمي جيب أن يطلع على الدراسات اليت سبقت‬
‫وبالتايل فهو يبدأ من حيث ينتهي اآلخرون‪ ،‬وأن أي دراسة علمية تأخذ يف احلسبان النتائج اليت وصل إليها العلماء من قبل‪،‬‬
‫فهي عبارة عن إضافة اجلديد للقدمي‪ ،‬فالنظريات اجلديدة يف جمال العلم حتل حمل النظريات القدمية إذا أثبتت النظريات اجلديدة‬
‫خطأ النظريات القدمية‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬التنظيم‪:‬‬
‫نقصد بالتنظيم‪ ،‬تنظيم وتصنيف الظواهر من أجل دراستها‪ ،‬سواء تعلق األمر يف عملية مجع املعلومات أو عملية‬
‫التحليل والتفكري‪ ،‬فالتفكري العادي ال يتميز باملنهجية بل بالتلقائية والعفوية‪ ،‬فالباحث يف جمال علم التاريخ مثال إذا أراد دراسة‬

‫‪20‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫ظاهرة تارخيية ما فإنه جيد زمخا هائال من احلوادث التارخيية جيب عليه تنظيمها وتصنيفها حبيث يأخذ فقط ما يفيده يف حبثه‪،‬‬
‫واملعرفة العلمية معرفة منظمة ختضع لضوابط وأسس منهجية ال نستطيع الوصول إليها دون إتباع ذه األسس والتقيد هبا‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬المنهجية ‪:‬‬
‫إن العلم يستخدم املنهج يف الوصول إىل النتائج‪ ،‬سواء أكان ذلك يف عملية مجع املعلومات أو عملية التحليل والتفكري‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬الموضوعية‪:‬‬
‫تعين املوضوعية أن تكون خطوات البحث العلمي كافة قد مت تنفيذ ا بشكل موضوعي وليس شخصي متحيز‪ ،‬ومن مث‬
‫يتحتم على الباحث عند قيامه بدراسة الظواهر جيب عليه أن يدرسها على احلالة املوجودة عليها دون تغيري فيها‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫أنه يعتمد على املوضوعية يف دراستها بدون التأثر بأفكاره ومعتقداته الذاتية حىت ميكن معرفة األشياء كما هي على حقيقتها‪،‬‬
‫ال كما يود أن يراه ا‪ ،‬كما أنه ال يرتك مشاعره وآرائه الشخصية تؤثر على النتائج اليت ميكن التوصل إليها بعد تنفيذ خمتلف‬
‫املراحل‪.‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬العلم كمي‪:‬‬
‫إن مجيع العلوم حتاول أن تكون كمية حبيث يكون هلا مقاييس كمية حتددها‪ ،‬فكلما ارتكز العلم على مقاييس كمية‬
‫وأجهزة دقيقة كلما ذهب إىل حد كبري للموضوعية يف احلكم‪ ،‬وقد أصبحت العلوم االجتماعية واإلنسانية يعتمد على لغة‬
‫األرقام يف كثري من األحباث مثل استخدام اجلداول البيانية‪ ،‬والنسب املئوية واإلحصائيات وغري ا من األدوات الرياضية‪.‬‬
‫‪ -‬سادسا‪ :‬العلم قابل للقياس والتجريب‪:‬‬
‫هناك من يذهب إىل القول أن ما و قابل للقياس والتجريب فهو علمي‪ ،‬وما ال أستطيع جتريبه ال أستطيع تصديقه‪،‬‬
‫ففي جمال الرتبية البدنية والرياضية ناك ظواهر ميكن أن جنرهبا كقياس فعالية طريقة ما يف التدريس مثال‪.‬‬
‫‪ -‬سابعا‪ :‬العلم قابل للتعميم‪:‬‬
‫من صفات العلم وخصائصه الرئيسية أنه يستطيع تعميم النتائج الذي يتوصل إليها‪ ،‬ولكي يصل الباحث إىل التعميم‬
‫يستخدم املنهج اإلستقرائي الناقص و ذا باختيار عني ة عشوائيـة متثل اجملتمع متثيال صادقا‪ ،‬وتعمم النتائج اليت حصل عليها‬
‫على العينة اليت اختريت منه العينة‪ ،‬و يقصد بالتعميم االنتقال من احلكم اجلزئي إىل احلكم الكلي حبيث يدرس العلم الظاهرة‬
‫من خالل عينة وعند الوصول إىل نتيجة يتم تعميمها على اجملتمع األصلي أو الظاهرة و ذا نظرا لتعذر دراسة كامل اجملتمع‬
‫األصلي وكمثال‪ :‬فإنه ملا نقوم بتحليل الدم فإنه يأخذ منه عينة صغرية توضع يف أنبوب اختبار وما ينطبق عليها من موصفات‬
‫فإنه ينطبق على سائر الدم املوجود يف اجلسم‪.‬‬
‫‪ -‬ثامنا‪ :‬العلم نتائجه غير يقينية‪:‬‬
‫إنه مهما يكن العلم موضوعي ودقيق‪ ،‬لكن و عرضة للخطأ وهلذا عند دراسة حتليلية جند نتائجها تتمتع بصدق معني‬
‫وبنسبة خطأ كذلك معينة‪ ،‬وهلذا فإن النتائج دائما تكون فيها نسبة خطأ‪ ،‬وعليه ميكن أن جنري دراستني متشاهبتني رمبا حنصل‬

‫‪21‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫على نتيجتني متعارضتني‪ ،‬فمثال‪ :‬إذا ثبت أن طول العب شرط ضروري لتفوقه يف لعبة كرة الطائرة‪ ،‬وظهر أن ناك العب قصري‬
‫القامة يتميز بتفوق يف ذه اللعبة‪ ،‬إذا ذا كايف إللغاء احلكم السابق‪.‬‬
‫‪ -‬تاسعا‪ :‬العلم عالمي‪:‬‬
‫إن العلم ال حدود له بإمكان الباحث أن يطلع على النظريات والقوانني اليت مت اكتشافها يف مناطق متفرقة من العامل‬
‫وأن يستفيد منها‪ ،‬بغض النظر عن املنطقة وال الشخص الذي اكتشفها‪.‬‬
‫‪ -‬عاشرا‪ :‬العلم يؤثر ويتأثر‪:‬‬
‫إن العلم يتأثر باملستوى اإلجتماعي والثقايف للمجتمع ولألفراد‪ ،‬فكلما توافرت اإلمكانيات للباحثني كلما تطور العلم‬
‫كذلك و يؤثر أيضا يف اجملتمع فكلما تقدم العلم كلما عمل على تقدم وتطور اجملتمعات والشعوب‪.‬‬
‫‪ -‬إحدى عشر‪ :‬القدرة على التنبؤ‪:‬‬
‫من أ م خصائص العلم و قدرته على التنبؤ حيث أنه يساهم يف خدم ة اإلنسان فالتنبؤ بالزلزال واألعاصري قبل حدوثها‬
‫يساعد على انقاد حياة البشرية واحملافظة عليها ‪.‬‬

‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬
‫_ أساليب التفكير العلمـي‪-‬‬

‫‪ -1‬معنى التفكير‪:‬‬
‫التفكري و عملية عقلية ميارسها اجلميع‪ ،‬املواطنون العاديون‪ ،‬والقادة‪ ،‬والطلبة‪ ،‬واألساتذة‪ ،‬البسطاء‪ ،‬واملثقفون‪ ،‬والناس‬ ‫‪-‬‬
‫ال يكفون عن التفكري‪ ،‬حني تواجههم املشاكل يفكرون‪ ،‬حني خيططون ملستقبلهم ومستقبل أوالد م يفكرون‪ ،‬حني يريدون‬
‫اختاذ قرارات بسيطة أو مصريية يفكرون‪.‬‬
‫التفكري ممارسة طبيعية‪ ،‬و و النشاط العقلي الذي يواجه به اإلنسان مشكلة ما تصادفه يف حياته وتعرتض طريقه مهما‬ ‫‪-‬‬
‫كانت تلك املشكلة‪ ،‬كما و عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية اليت يقوم هبا الدماغ عندما يتعرض ملثري يتم استقباله عن‬
‫طريق واحدة أو أكثر من احلواس اخلمس‪.‬‬
‫التفكري و نشاط عقلي وذهين ميارسه الفرد إزاء حالة أو موقف ‪ ،‬وقد تكون مثل تلك املواقف واملشاكل جديدة عليه‬ ‫‪-‬‬
‫مل يتعامل معها من قبل‪ ،‬أو أن تكون قد مرت عليه ولكنه صعب عليه التعامل معها بالطرق واألساليب امليسرة له يف حينها (‬
‫قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)29‬‬

‫‪22‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2‬أساليب التفكير‪:‬‬
‫أساليب التفكري ي الطرق املختلفة اليت يستخدمها الفرد يف مواجهه ما يتعرض له من قضايا‪ ،‬أو صعوبات‪ ،‬أو‬
‫مشاكل وميكن التفرقة بني جمموعتني من أساليب التفكري‪:‬‬
‫‪ -‬أساليب التفكري العشوائي‪.‬‬
‫‪ -‬أساليب التفكري العلمي‪.‬‬

‫‪ -1-2‬أساليب التفكير العشوائي‪.‬‬


‫تعتمد ذه األساليب على ردود الفعل االعتيادية املستخدمة مرات عديدة متكررة ملواقف وأحداث متشاهبة اعرتضت‬
‫اإلنسان يف حياته أو ملواصلة حالة نشيطة تصادفه برد فعل بسيط ال حيتاج إىل جهد ذهين أو تفكري كثري وكبري‪ ،‬أو قد ال‬
‫حيتاج إىل تفكري إطالقا‪ ،‬مثال سقوط شيء من يد اإلنسان فيمد يده اللتقاطه‪ ،‬أو أن يطرد بيده حشرة قد دامهته على وجهه‪،‬‬
‫أو يعرتض طريق سريه عارض بسيط فيحيد عنه أو يعربه(قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)30‬‬
‫وأحيانا قد يتطور األسلوب االعتباطي فيما بعد إىل نوع من العلمية يف مواجهة أغلب املواقف واملشاكل اليت حتتاج إىل‬
‫ردود فعل وإجياد احللول املناسبة هلا‪ ،‬وأساليب التفكري العشوائي كثرية ميارسها الفرد واجلماعات‪ ،‬ومن أ م أساليب التفكري‬
‫العشوائي نذكر ما يأيت‪:‬‬
‫‪ -‬التفكري العاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬التفكري اخلرايف‪.‬‬
‫‪ -‬التفكري التعصيب‪.‬‬
‫‪ -‬التفكري العدمي‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب التفكري امليكيافيلي‪.‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬أسلوب التفكير العاطفي‪:‬‬
‫و أسلوب ميارسه الفرد ومتارسه اجلماعات‪ ،‬وتكون نقطة االنطالق يف هذا األسلوب و الشعور العاطفي واالنطباع‬
‫املتكون لدى الفرد عن املوضوع أو املشكلة اليت يفكر فيها‪ ،‬ويصبح أسلوب التفكري عشوائيا وعاطفيا إذا مل يتمكن الفرد – أو‬
‫اجلماعة – من اخلروج من أسر االنطباع العاطفي الذي تكون لديه‪ ،‬وإذا حتول ذا االنطباع إىل عنصر مقاومة عن استخدام‬
‫املعلومات اليت تتوفر عن املشكلة أو الظاهرة أو موضوع البحث‪ ،‬حيث يعطي التفكري العاطفي العقل إجازة وكما تكون نقطة‬
‫االنطالق هي االنطباع العاطفي تكون نتيجة التفكري متأثرة بنفس االنطباع العاطفي األول‪ ،‬ويتم اختاذ القرار حتت تأثري‬
‫االنطباعات العاطفية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬أسلوب التفكير الخرافي‪:‬‬


‫األسلوب اخلرايف و تفكري يستند فيه اإلنسان إىل أسباب غري صحيحة أو ساذجة يف تفسري املواقف أو الظواهر اليت‬
‫تواجهه يف احلياة ) مثل‪ :‬األمراض‪ ،‬الزالزل‪ ،‬والرباكني‪ ...‬اخل (‪ ،‬و هو أسلوب ميارسه الفرد ومتارسه اجلماعات‪ ،‬وتسيطر عليه‬
‫جمموعة صغرية أو كبرية من اخلرافات السائدة واملنقولة للفرد عرب األجيال‪ ،‬أو عرب عمليات التنشئة‪ ،‬أو عرب الرتاث‪ ،‬ويكون‬
‫التفكري خرافيا إذا حتكمت اخلرافات السائدة يف أسلوب البحث‪ ،‬أو إذا تقدمت كأسباب لتحليل الظاهرة أو املشكلة اليت‬
‫يبحثها أو يفكر فيها أو يدرسها أو يتحاور حوهلا الفرد‪ ،‬كثري من الناس يفسرون مرض أبنائهم باحلسد‪ ،‬ماذا لو فكر الطبيب‬
‫هبذا األسلوب ؟ بالتأكيد لن يتمكن من تشخيص املرض أو حتديد الدواء املطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬أسلوب التفكير التعصبي‪:‬‬
‫و أسلوب تفكري يتميز بالذاتية وبسيطرة النوازع الذاتية على التفكري واحلوار وحبث الظواهر واملشاكل‪ ،‬وبصفة خاصة‬
‫سيطرة نوازع التعصب للرأي‪ ،‬أو التعصب للفكرة‪ ،‬أو التعصب للطائفة‪ ،‬أو التعصب للدين‪ ،‬أو للجنس‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو للعنصر‬
‫‪،‬ولذلك جند من أشكال التفكري التعصيب املشهورة التفكري العنصري‪ ،‬لكن أخطر أنواع أسلوب التفكري العصيب و التعصب‬
‫للمعلومات اخلاطئة‪ ،‬حيث تسيطر الفكرة الذاتية املتكونة على العقل‪ ،‬وتغلقه أمام تدفق أي معلومات جديدة‪ ،‬وتغلقه أمام‬
‫إمكانيات اختبار صحة الرأي‪ ،‬وأمام مراجعة األفكار‪ ،‬فالتفكري التعصيب ينطلق من آراء وأفكار هنائية ومطلقة غري قابلة‬
‫لإلختبار أو النقد أو املراجعة‪ ،‬وأسلوبه يف التفكري والبحث و أسلوب إعادة إنتاج نفس األفكار بطريقة دورانية‪ ،‬حيث اهلدف‬
‫من البحث حمدد سلفا واملعلومات املقدمة عبارة عن آراء وأفكار سابقة التجهيز‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬أسلوب التفكير العدمي (الدوران بال دف)‪:‬‬
‫و أسلوب تفكري عشوائي متارسه اجلماعات وميارسه الف رد‪ ،‬وأبسط أشكاله ما حيدث للفرد يف حالة السرحان أو‬
‫الغفوة حيث حيدث أن ينطلق التفكري بال هدف حني تتوارد األفكار من املاضي ومن احلاضر‪ ،‬من الواقع ومن اخليال بال‬
‫نظام‪ ،‬ويتم اإلنتقال من فكرة إىل فكرة ومن موضوع إىل موضوع دون أن تكتمل أي فكرة أو أي موضوع‪ ،‬ويف بعض األحيان‬
‫العودة إىل الفكرة األوىل‪ ،‬و كذا الدوران حول فكرة واحدة أو بني األفكار دون هدف‪ ،‬هذه الطريقة عند الفرد تصبح أسلوبا‬
‫للتفكري العشوائي العدمي حينما تنتقل من حالة سرحان فردي أو غفوة فردية إىل أسلوب للتفكري بني جمموعة من األفراد‪ ،‬أو‬
‫طريقة إلدارة احلوار يف اجتماع‪ ،‬أو أسلوب إلدارة مناقشة حول موضوع‪ ،‬أو طريقة لبحث قضية‪ ،‬أو طريقة الختاذ قرار‪ ،‬أو‬
‫دراسة ظاهرة‪ ،‬أو إذا مت استخدامها كطريقة للتفكري يف مواجهة قضايا ومشاكل احلياة‪.‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬أسلوب التفكير الميكيافيلي( الغاية تبرر الوسيلة )‪:‬‬
‫معىن عبارة الغاية تربر الوسيلة و أن الفرد يصل إىل اهلدف بأي طريقة كانت‪ ،‬و ذا النوع من أسلوب تفكري يكون فيه‬
‫اهلدف حمدد سلفا‪ ،‬والوصول هلذا اهلدف احملدد و اهلدف من التفكري أو النقاش أو احلوار‪ ،‬وأسلوب التفكري امليكيافيلي‬

‫‪24‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫أسلوب ميارسه الفرد وتغرق فيه اجلماعات‪ ،‬و هو أسلوب لتربير الفكرة املسيطرة أو لتربير اخلطأ‪ ،‬حيث تتحول الفكرة املسيطرة‬
‫إىل فكرة كلية الصحة وال يأتيها اخلطأ من أي جانب‪ ،‬حيث تتحول الفكرة من فكرة قابلة ألن تكون خطأ أو صوابا إىل فكرة‬
‫صحتها مطلقة وغري قابلة للنقاش‪ ،‬ويتحول الرأي إىل عقيدة‪ ،‬ويتحول أسلوب التفكري إىل أسلوب تربير‪ ،‬فالغاية حمددة وال‬
‫حتتاج إال إىل ضرورة الوصول هلا بأي طريقة‪ ،‬ولذلك يتسم أسلوب التفكري امليكيافيلي باجلمود ‪ ،‬والغوغائية‪ ،‬واخلطابية‪،‬‬
‫والتأثري النفسي كأدوات إقناع باألفكار واآلراء‪ ،‬والتفكري امليكيافيلي عشوائي يف جوهره‪ ،‬يف استخدامه للتفكري كأدوات للتربير‬
‫يف سبيل الوصول للهدف احملدد أو املعروف سلفا الذي يكون غري قابل للنقاش‪ ،‬غري قابل للنقد‪ ،‬غري قابل للخطأ‪.‬‬
‫‪ --1-12‬سمات التفكير العشوائي‪:‬‬
‫إن من أهم مسات التفكري العشوائي جند ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬غلبة العاطفة على التفكري‪.‬‬
‫‪ ‬سيطرة اخلرافة يف عملية البحث عن األسباب‪.‬‬
‫‪ ‬اختالط األفكار وعدم تسلسلها‪.‬‬
‫‪ ‬العشوائية والقفز بني األفكار‪.‬‬
‫‪ ‬غياب األسئلة املنطقية‪.‬‬
‫‪ ‬سيطرة النزعة التعصبية‪.‬‬
‫‪ ‬العدمية وغياب اهلدف‪.‬‬
‫‪ ‬التربيرية امليكيافيلية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬أسلوب التفكير العلمي‪:‬‬


‫يعترب التفكري العلمي نقطة البداية ألي تقدم حضاري‪ ،‬حيث أنه التفكري املنظم الذي يتخذ أساسا للتوصل إىل املعرفة‬
‫و هو ينم عن وضوح الرؤيا وسالمة التفكري واستقامة األسلوب يف نقل األفكار واملالحظات والنتائج من املفكر أو الباحث إىل‬
‫القارئ واملطبق واملستفيد‪ ،‬وقد يرى البعض أن هذه هي مهمة علم املنطق الذي يبحث يف قوانني التفكري العلمي ومناجه من‬
‫أجل تنمية مهارات الباحث يف القدرة على االستنباط واالستقراء واملوضوعية يف حكمه على األمور وتقييمها (املغريب‬
‫‪ ،2002،‬صفحة ‪.)9،8‬‬
‫والتفكري العلمي و إطار فكري علمي ينتج عن تنظيم عقلي معني يقوم على عدد من املراحل اليت يسرتشد هبا الباحث‬
‫أو الطالب يف دراسته‪ ،‬واألسلوب العلمي يتميز بالدقة واملوضوعية‪ ،‬وباختيار احلقائق اختيارا يزيل عنها كل شك حمتمل‪ ،‬وال‬
‫جيب أن يغيب عن الذ ن أن احلقائق العلمية ليست ثابتة بل هي حقائق بلغت درجة عالية من الصدق‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬و العملية العقلية اليت يتم مبوجبها حل املشكالت أو اختاذ القرارات بطريقة علمية من خالل التفكري املنهجي املنظم‪ ،‬كما‬
‫يطلق على التفكري العلمي بأنه جمموعة من االسرتاتيجيات املتتابعة‪ ،‬تبدأ بالتعرف على املشكلة وحتديد ا‪ ،‬مث البحث عن‬
‫احللول وجتريبها‪ ،‬وتقوميها وانتقاء األمثل منها بغية إضفاء الفاعلية عليها‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬سمات التفكير العلمي‪:‬‬
‫مع تقدم العلم ورقى الفكر اإلنساين فرض املنطق احلديث وجوده واجته لدراسة طرق التفكري يف خمتلف العلوم واختذ يف‬
‫سبيل ذلك أسلوبا علميا متصفا بالصفات التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الموضوعية‪:‬‬
‫إن منطق التفكري العلمي يرفض االنطالق من نوازع ذاتية عاطفية يف الرصد أو التحليل والبحث عن األسباب‪ ،‬بل‬
‫اإلنطالق من املعلومات والفرضيات واحلقائق املتوفرة يف إطار من املوضوعية اليت جتعل منه أسلوبا للتفكري العلمي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخصوصية‪:‬‬
‫لكل علم من العلوم طرقه اخلاصة يف البحث والدراسة‪ ،‬وله أدواته اخلاصة يف التجربة والربهان وإثبات النتائج‪ ،‬واملنطق‬
‫احلديث ال يدرس القواعد الشكلية العامة ولكنه يدرس الطرق اخلاصة اليت تتبع بالفعل يف كل علم من العلوم‪ ،‬وبديهي أن‬
‫مناهج العلوم ختتلف باختالف الظواهر اليت تعاجلها‪ ،‬ومن املسلم به أن صفة اخلصوصية ال تتناقض إطالقا مع قواعد املنطق وال‬
‫تغفل عن التفاعل والرتابط احليوي بني العلوم املختلفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النسبية‪:‬‬
‫ال يدعي املنطق احلديث الوصول إىل حقائق مطلقة‪ ،‬وال يزعم أن القواعد اليت يهدف إىل الكشف عنها ثابتة دائمة أو‬
‫جمردة‪ ،‬بل يعرف أن هذه القواعد رن باحلالة اليت يصل إليها علم من العلوم يف وقت ما‪ ،‬ونظرا إىل أن كل حقيقة نصل إليها‬
‫ترتبط خبرباتنا السابقة سواء يف القياس أو التحليل فستبقى حقيقة نسبية‪ ،‬إن منطق امتلك احلقيقة املطلقة يتناقض مع منطق‬
‫التفكري العلمي‪ ،‬فمنطق امتلك احلقيقة املطلقة و منطق جدير بالتفكري اخلرايف والتفكري األسطوري والذايت التعصيب والعاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬السببية‪:‬‬
‫التفكري العلمي يقوم يف جوهره على عملية البحث عن األسباب‪ ،‬فلكل ظاهرة سبب أو جمموعة من األسباب هي‬
‫املسئولة جوهريا عن ظهورها‪ ،‬وعن طريق معرفة هذه األسباب نستطيع التقدم حنو حل املشكلة وحنو اختاذ القرار بطريقة علمية‬
‫والسببية يف التفكري العلمي ليست جمرد حبث عن أي أسباب‪ ،‬بل عن األسباب املوضوعية‪ ،‬املنطقية‪ ،‬الواقعية‪ ،‬ذات الصلة‪،‬‬
‫والت ي يقبلها العقل واليت تكون قابلة للمعرفة والقياس والرب ان على وجود ا وعلى عالقتها بالظاهرة أو باحلدث الذي نبحث‬
‫عن أسبابه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬خامسا‪ :‬التعددية‪:‬‬
‫ترتبط بسمة السببية يف التفكري العلمي مسة أخرى ال تقل أمهية و هي التعددية‪ ،‬فالتفكري العلمي ال يقف باألسباب‬
‫عند وجود سبب وحيد بالضرورة للظاهرة‪ ،‬بل عدة أسباب‪ ،‬وال ينظر للمشكلة باعتبار ا نتيجة لعامل واحد بالضرورة‪ ،‬بل عدة‬
‫عوامل وبني األسباب املتعددة والعوامل املتعددة توجد أسباب رئيسية وأسباب ثانوية‪ ،‬توجد أسباب مهمة وأسباب أكثر أمهية‪،‬‬
‫وتوجد أسباب جو رية وأسباب هامشية‪ ،‬وأسباب مباشرة وأسباب غري مباشرة ‪ ،‬وبني العوامل املتعددة توجد عوامل أساسية‬
‫وعوامل غري أساسية‪ ،‬وعوامل داخلية وعوامل خارجية و كذا‪.‬‬

‫‪ -‬سادسا‪ :‬التنظيم‪:‬‬
‫التنظيم مسة أساسية من مسات التفكري العلمي‪ ،‬فخطوات البحث حتتاج إىل تنظيم‪ ،‬واملعلومات املتوفرة حتتاج إىل‬
‫تصنيف واختيار وتنظيم‪ ،‬واألسباب اليت يتم التوصل إليها حتتاج إىل اختيار بني أسباب رئيسية وأسباب ثانوية‪ ،‬مباشرة وغري‬
‫مباشرة وبدون التنظيم ختتلط اخلطوات وختتلط األسباب ويسقط التفكري منذ البداية أو بعض مراحله يف خماطر التفكري‬
‫العشوائي‪ ،‬كالدوران بني األفكار‪ ،‬أو الغرق يف سيل املعلومات الفرعية‪ ،‬أو النقاش من أجل النقاش‪ ،‬أو ضياع األسباب الرئيسية‬
‫‪ ،‬أو ضياع اهلدف‪ ،‬أو عدم القدرة على استكمال البحث‪ ،‬أو حل املشكلة أو اختاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ -‬سابعا‪ :‬الترابط‪:‬‬
‫يتسم التفكري العلمي بالبحث يف عالقة الظاهرة اليت يتم دراستها‪ ،‬أو املشكلة اليت نبحث هلا عن حل أو القضية اليت‬
‫نفكر فيها ونناقشها لكي نتخذ قرارنا جتاهها‪ ،‬بغري ا من الظواهر‪ ،‬ففي التفكري العشوائي الظواهر منعزلة عن بعضها البعض‪،‬‬
‫ويف التفكري اخلرايف أو األسطوري كل ظاهرة خلفها خرافة أو أسطورة‪ ،‬لكن منطق التفكري العلمي يتسم بأنه منطق الشمول‬
‫والرتابط فالظواهر مرتابطة ومتشابكة‪ ،‬فبعض الظواهر كاألحداث التارخيية عبارة عن حلقات يف سلسلة‪ ،‬وكل حلقة سبقتها‬
‫حلقات وتلتها حلقات أخرى‪ ،‬وبعض الظواهر كاألحداث اإلجتماعية عبارة عن شبكة من العالقات بني الظواهر‪ ،‬فالبطالة‬
‫ظاهرة ال ميكن عزهلا عن ظواهر أخرى كاألزمة اإلقتصادية والفقر والعنف اإلجتماعي وضعف التنمية وغريها من الظواهر‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬و ذا الرتابط يف منطق التفكري العلمي يبتعد به عن البحث عن سبب وحيد حلدوث‬
‫الظاهرة أو املشكلة‪ ،‬ويبتعد به عن عزل األحداث والظوا ر عن بعضها‪ ،‬أو عزهلا عن البيئة احمليطة هبا‪.‬‬
‫‪ -‬ثامنا‪ :‬الهادفية‪:‬‬
‫التفكري العلمي ليس تفكريا يف اهلواء الطلق‪ ،‬ليس تفكريا يف الفراغ ‪،‬و ليس تفكريا بال هدف‪ ،‬بل و تفكري هادف‪،‬‬
‫ألنه يستهدف منذ البداية الوصول إىل حل للمشكلة‪ ،‬أو اختاذ قرار‪ ،‬أو تفسري ظاهرة‪ ،‬أو حبث قضية‪ ،‬واختاذ موقف جتاهها‪،‬‬
‫فالتفكري العلمي و العملية العقلية اليت يتم مبوجبها حل املشكالت أو اختاذ القرارات بطريقة علمية من خلل التفكري املنهجي‬
‫املنظم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة السادسة‪:‬‬
‫‪ -‬البحـث العلمـي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف البحث العلمي‪:‬‬


‫يقصد بالبحث العلمي االستقصاء الذي يتميز بالتنظيم الدقيق حملاولة التوصل إىل معلومات أو معارف أو عالقات‬
‫جديدة‪ ،‬وكذا التحقق من املعلومات واملعارف والعالقات املوجودة باستخدام طرائق أو مناهج موثوق يف مصداقيتها‪ ،‬والبحث‬
‫و وسيلة للدراسة ميكن بواسطتها الوصول إىل حل ملشكلة حمددة وذلك عن طريق التقصي الشامل واليقني جلميع الشوا د‬
‫واألدلة اليت ميكن التحقق منها واليت تتصل مبشكلة حمددة‪ ،‬كما يعترب البحث العلمي مرتكز حموري للوصول إىل احلقائق‬
‫العلمية‪ ،‬ووضعها يف إطار قواعد أو قوانني أو نظريات علمية كجوهر للعلوم ‪،‬ويتم التوصل إىل احلقائق عن طريق البحث وفق‬
‫مناهج علمية هادفة ودقيقة ومنظمة‪ ،‬واستخدام أدوات ووسائل حبثية‪ ،‬وإذا حاولنا حتليل مصطلح "البحث العلمي" جند أنه‬
‫يتكون من كلمتني "البحث" و"العلمي"‪ ،‬فأما كلمة البحث ي مشتقة من مصدر الفعل املاضي حبث وتعين‪ :‬حاول‪ ،‬تتبع‬
‫‪،‬تقصى‪ ،‬سعى‪ ،‬حترى ‪...‬اخل ‪،‬ويقصد بالبحث لغويا كذلك الطلب أو التفتيش أو التقصي عن حقيقة من احلقائق أو أمر من‬
‫األمور‪ ،‬أما املقطع الثاين "العلمي" ي كلمة منسوبة إىل العلم ‪ ،‬والعلم معناه املعرفة والدراية وإدراك احلقائق (السيد علي‬
‫‪ ،2011،‬صفحة ‪.)373‬‬
‫ِ‬
‫اختالف لغاهتم‬ ‫ويوجد عدة تعريفات للبحث العلمي تتشابهُ فيما بينها برغم اختالف املشارب الثقافية ألصحاهبا وبرغم‬
‫وبالدهم حتاول حتديد مفهومه ومعناه‪ ،‬ومن مجلتها‪:‬‬
‫_ و"عملية تقصي منظمة بإتباع أساليب ومنا ج علمية حمددة‪ -‬للحقائق العلمية‪ -‬بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو‬
‫إضافة اجلديد هلا" (السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)373‬‬
‫_ و"نشاط علمي منظم أو دراسة متعمقة متثل كشفا حلقيقة جديدة‪ ،‬أو التأكد من حقيقة قدمية سبق حبثها‪ ،‬وإضافة شيء‬
‫جديد هلا ‪،‬أو حل ملشكلة كان قد تعهد هبا شخص باحث بتقصيها وكشف حلها" (السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)374‬‬
‫ِ‬
‫التقصي‬ ‫الوصول إىل ِ‬
‫حل مشكلة حمَّدَّدة‪ ،‬أو اكتشاف حقائق جديدة وذلك عن طريـق‬ ‫ُ‬ ‫_ و"الوسيلة اليت ميكن بواسطتها‬

‫الشامل والدقيق بواسطة املعلومات الدقيقة اليت يتم مجعها بإتباع أساليب علمية حمددة" (اخلياط ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)22‬‬

‫_ و"االستقصاء الذي يتميز بالتنظيم الدقيق حملاولة التوصل إىل معلومات أو معارف أو عالقات جديدة‪ ،‬والتحقق من‬
‫املعلومات واملعارف والعالقات املوجودة وتطوير ا باستخدام طرائق ومناهج موثوق يف مصداقيتها" (إبراهيم‪ ،‬طرق ومناهج‬
‫البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ‪ ،2002،‬صفحة ‪)12‬‬

‫‪28‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫_ و"عمل فكري منظم يقوم به شخص مدرب و هو الباحث‪ ،‬من أجل مجع احلقائق وتنظيمها وتفسريها وربطها بالنظريات‬
‫واحلقائق هبدف التوصل إىل حل مشكلة أو لإلضافة إىل املعرفة يف حقل من حقول املعرفة" (حافظ ‪ ،2012،‬صفحة ‪.)3‬‬
‫_ و"جهد منظم للحصول على معرفة جديدة" (عوض ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)8‬‬
‫_ و"احملاولة الدقيقة الناقدة اليت تؤدي إىل حلول أو عالج املشكالت اليت تؤرق اإلنسانية وحتري ا" (السيد علي ‪،2011،‬‬
‫صفحة ‪.)374‬‬
‫_ و"استقصاء دقيق يهدف إىل اكتشاف حقائق جديدة وقواعد عامة ميكن التحقق منها" (إبراهيم‪ ،‬طرق ومناهج البحث‬
‫العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ‪ ،2002،‬صفحة ‪.)17‬‬
‫_ و"استقصاء منظم يهدف إىل إضافة معارف ميكن توصيلها والتحقق من صحتها عن طريق اإلختبار العلمي" (إبراهيم‪،‬‬
‫طرق ومنا ج البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ‪ ،2002،‬صفحة ‪.)17‬‬
‫_ و"وسيلة لالستعالم واالستقصاء املنظم والدقيق‪ ،‬الذي يقوم به الباحث‪ ،‬بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة‬
‫باإلضافة إىل تطوير أو تصحيح أو حتقيق املعلومات املوجودة فعال‪ ،‬على أن يتبع يف ذا الفحص واالستعالم الدقيق خطوات‬
‫املنهج العلمي" (السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)373‬‬
‫ونقد عميق مثَّ عرضها عرضا مكتمال‬
‫بتقص دقيق ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫_ و حماولة الكتشاف املعرفة والتنقيب عنها وتطويـر ا وفحصـها وحتقيقها‬

‫بذكاءٍّ وإدر ٍّاك َ‬


‫لتسري يف ركب احلضارة العاملية‪ ،‬وتسهم فيها إسهاما حيا شامال ‪.‬‬

‫_ و نشاط علمي منظم يتقدم به الباحث حلل مشكلة قائمة‪ ،‬أو لفحص موضوع معني واستقصائه‪ ،‬من أجل إضافة أمور‬
‫جديدة للمعرفة اإلنسانية أو إلعطاء نقد بناء ومقارنة معرفة سابقة هبدف تقصي احلقيقة ونشرها‪.‬‬
‫_ و حماولة دقيقة ومنظمة وناقدة للتوصل إىل حلول ملختلف املشكالت اليت تواجهها اإلنسانية وتثري قلق وحرية اإلنسان‪.‬‬
‫العلم ِي بأنه‪:‬‬ ‫ومفهوم عن البحث‬
‫ٍّ‬ ‫*ويف ضوء تلك التعريفات واملفاهيم السابقة ميكن اخلروج بتعر ٍّ‬
‫يف‬
‫عملية فكرية منظمة يقوم هبا شخص يسمى (الباحث)‪ ،‬من أجل تقصي احلقائق يف شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى –‬
‫(موضوع البحث) بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث)‪ ،‬بغية الوصول إىل حلول مالئمة للعالج أو إىل نتائج‬
‫صاحلة للتعميم على املشاكل املماثلة تسمى (نتائج البحث)‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تعدد هذه التعريفات فإهنا تشرتك مجيعها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫_ البحث العلمي حماولة منظمة هادفة أي تتبع أسلوبا أو منهجا معينا ‪.‬‬
‫_ البحث العلمي يهدف إىل زيادة املعرفة وتوسيع دائرهتا‪.‬‬
‫_ البحث العلمي خيترب املعارف والعالقات اليت يتوصل إليها وال يعلنها إال بعد فحصها وتثبيتها والتأكد منها‪.‬‬
‫_ البحث العلمي يشمل مجيع ميادين احلياة ومجيع مشكالهتا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2‬أهداف البحث العلمي‪:‬‬


‫هناك أهداف كثرية يبىن عليها ومن أجلها البحث العلمي ميكن تلخيصها يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬حنن نبحث كي نأيت بالقوانني والنظريات واملبادئ العامة اليت تساعد يف الفهم والتعامل مع مشاكلنا ‪.‬‬
‫‪ ‬حنن نبحث لنربز حقيقة ما ‪.‬‬
‫‪ ‬حنن نبحث لنصحح خطأ شائع أو نرد على أفكار معينة‪.‬‬
‫‪ ‬استخالص حقائق جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬املساعدة يف حل املشكالت العالقة سواء اجتماعية كانت‪ ،‬أو اقتصادية‪ ،‬أو تربوية‪ ،‬أو املتعلقة بامليدان الرياضي‪...‬إخل‬
‫‪ ‬حتسني نوعية البحوث واالرتقاء مبستواها‪ ،‬و ذا من خالل العمل اجلاد املبين على أسس عملية ناقدة للدراسات السابقة‬
‫حيث يقوم الباحث بتصحيح األخطاء السابقة‪ ،‬والبحث يف أوجه النقص فيها ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير املعرفة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬املساعدة على وضع اختبارات ومقاييس تسهل من مهمة الباحثني يف العمل بدقة‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد على نقد وتوجيه الربامج واملناهج الرتبوية وتقوميها وتعديلها حىت تتماشى واملتغريات القائمة واألهداف املسطرة‪.‬‬
‫‪ -3‬أغراض البحث العلمي في التربية البدنية والرياضية‪:‬‬
‫ميكن أن نلخص أغراض البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية كما جاء يف(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪ )37‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حماولة تنمية إجتاهات الطلبة والعاملني يف حل املشكالت املتعلقة بامليدان الرياضي‪.‬‬
‫‪ ‬تدريب العاملني يف القطاع من طلبة وباحثني على استخدام الطرق واألساليب العلمية حىت نزودهم بالكفاءة العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية املقدرة عند الطالب الباحث للتعرف على املشكالت املهنية اليت تواجهه‪.‬‬
‫‪ ‬ننمي لدى الطالب القدرة على مجع البيانات الالزمة هلذه املشكلة (من مصادر ومراجع وأدوات‪...‬إخل)‪.‬‬
‫‪ ‬نريب فيه املقدرة على متابعة وتفهم وتقومي البحوث العلمية وجنعله قادرا على االستفادة من النتائج اليت يتوصل إليها‪.‬‬
‫و هذا كله يسمح لنا من إعداد باحث قادر على توظيف خمتلف الطرق العلمية املناسبة حلل املشكالت املتعلقة‬
‫مبجاالت البحث واليت هلا عالقة مبيدان الرتبية البدنية والرياضية‪.‬‬
‫‪ -4‬متطلبات البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ ‬دراية الباحث بأصول وقواعد البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬تواجد املراجع و األجهزة العلمية احلديثة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود املكافآت واإلشراف املستمر من ذ وي اخلربة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -5‬أهمية البحث العلمي‪:‬‬


‫إن احلاجة إىل الدراسات والبحوث والتعلم أضحت اليوم مهمة أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬فالعلم والعامل يف سباق‬
‫للوصول إىل اكرب قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املستمدة من العلوم اليت تكفل الرفاهية لإلنسان‪ ،‬وتضمن له التفوق على غريه‪،‬‬
‫وإذا كانت الدول املتقدمة تويل ا متاما كبريا للبحث العلمي فذلك يرجع إىل أهنا أدركت أن عظمة األمم تكمن يف قدرات‬
‫أبنائها العلمية والفكرية و السلوكية‪ ،‬والبحث العلمي ميدان خصب ودعامة أساسية القتصاد الدول وتطور ا‪ ،‬وبالتايل حيقق‬
‫الرفاهية لشعوهبا واحملافظة على مكانتها الدولية‪.‬‬
‫وقد أصبحت منهجية البحث العلمي وأساليب القيام هبا من األمور املسلم هبا يف املؤسسات األكادميية و مراكز‬
‫البحوث باإلضافة إىل انتشار استخدامها يف معاجلة املشكالت اليت تواجـه اجملتمع بصفة عامة‪ ،‬حيث مل يعد البحث العلمي‬
‫قاصرا على ميادين العلوم الطبيعية وحدها‪.‬‬

‫‪ --15‬البحث العلمي وأهميته في ميادين العلوم‪:‬‬


‫يعيش العامل اليوم يف حالة سباق الكتساب أكرب قدر ممكن من املعرفة الدقيقة املستمدة من العلوم اليت تقود إىل التقدم‬
‫والرقي واالزدهار‪ ،‬فاملعرفة العلمية ‪-‬بال شك‪ -‬متثل مفتاحا للنجاح والتطور حنو األفضل‪ ،‬حيث تعترب املعرفة ضرورية لإلنسان‬
‫ألن معرفة احلقائق تساعده على فهم املسائل والقضايا اليت تواجه يف حياته العملية‪ ،‬إذ بفضل املعلومات اليت حيصل عليها‬
‫اإلنسان يستطيع أن يتعلم كيف يتخطى العقبات اليت حتول دون بلوغه األهداف املنشودة‪ ،‬ويعرف كيف يسطر االسرتاتيجيات‬
‫اليت تتيح له القدرة على تدارك األخطاء واختاذ إجراءات جديدة متكنه من حتقيق أمانيه يف احلياة‪ ،‬و يستطيع أن حيقق ما يرغب‬
‫فيه مستعينا بذكائه ومعرفته للكشف على العديد من الظواهر اليت جيهلها‪.‬‬
‫وحيتل البحث العلمي يف الوقت الراهن مكانا بارزا يف تقدم النهضة العلمية وتطورها‪ ،‬من خالل مسامهة الباحثني‬
‫بإضافتهم املبتكرة يف رصيد املعرفة اإلنسانية‪ ،‬حيث تعترب املؤسسات األكادميية هي املراكز الرئيسية هلذا النشاط العلمي احليوي‬
‫مبا هلا من وظيفة أساسية يف تشجيع البحث العلمي وتنشيطه وإثارة احلوافز العلمية لدى الطالب والدارس حىت يتمكن من‬
‫القيام هبذه املهمة على أكمل وجه‪.‬‬
‫ونظرا ألن البحث العلمي يعد من أهم وأعقد أوجه النشاط الفكري‪ ،‬فإن اجلامعات تبذل جهودا جبارة يف تدريب‬
‫الطالب على إتقانه أثناء دراستهم اجلامعية لتمكنهم من اكتساب مهارات حبثية جتعلهم قادرين على إضافة معرفة جديدة إىل‬
‫رصيد الفكر اإلنساين‪ ،‬كما تعمل اجلامعات على إظهار قدرة الطالب يف البحث العلمي عن طريق مجع وتقومي املعلومات‬
‫وعرضها بطريقة علمية سليمة يف إطار واضح املعامل‪ ،‬يربهن على قدرة الطالب على إتباع األساليب الصحيحة للبحث‬
‫وإصدار األحكام النقدية اليت تكشف عن مستواه العلمي ونضجه الفكري اليت متثل امليزة األساسية للدراسة األكادميية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫أ‪ -‬بالنسبة للطالب الجامعي‪:‬‬


‫إن البحوث القصرية اليت يكتبها الطالب يف اجلامعة الغاية منها تعويد الطالب على التنقيب عن احلقائق واكتشاف‬
‫آفاقا جديدة من املعرفة و التعبري عن آرائه حبرية وصراحة‪ ،‬وميكن تلخيص األهداف الرئيسية لكتابة األحباث إىل جانب ما ذكر‬
‫يف‪:‬‬
‫‪ ‬يتيح البحث العلمي للباحث االعتماد على نفسه يف دراسة املشكالت ويف اكتساب املعلومة‪ ،‬ويدربه على الصرب‬
‫واجلد واإلخالص‪.‬‬
‫‪ ‬يكون عالقة وطيدة بني الباحث واملكتبة‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد الباحث على التعمق يف االختصاص‪.‬‬
‫‪ ‬جيعل من الباحث شخصية خمتلفة من حيث التفكري‪ ،‬والسلوك‪ ،‬واالنضباط وما إىل ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إثراء معلومات الطالب يف مواضيع معينة‪.‬‬
‫‪ ‬التعود على إتباع األساليب والقواعد العلمية املعتمدة يف كتابة البحوث‪.‬‬
‫‪ ‬التعود على استخدام الوثائق و الكتب و مصادر املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬التعود على معاجلة املواضيع مبوضوعية ونزاهة ونظام يف العمل‪.‬‬
‫‪ ‬التعود على أخالقيات العلم والبحث العلمي(اخلياط‪ ،‬أساليب البحث العلمي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)33‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة للمجتمع‪:‬‬


‫‪ ‬يساهم يف تطوير اجملتمعات ونشر الثقافة والوعي‪.‬‬
‫‪ ‬يعترب الدعامة األساسية لتحقيق الرفاهية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬حل املشكالت االقتصادية والسياسية والصحية والتعليمية والرتبوية وتفسري الظوا ر الطبيعية والتنبؤ هبا‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية البحث العلمي في المجال الرياضي‪:‬‬
‫إن رقي اجملتمعات وتطوره وخصوصا يف اجلانب الصحي الرياضي مل يكن وليد الصدفة وإمنا عن طريق البحث العلمي والتقصي‬
‫للحقائق وهلذا فإن البلدان اليت متتلك مراكز حبثية متطورة وباحثني متمكنني علميا أصبحت هلم مكانة متميزة ‪ ،‬وخري مثال‬
‫على ذلك عندما نقارن املستوى األوروبية مع مستوى الدول النامية يف بناء الرياضيني واملالعب واألجهزة الرياضية ومستوى‬
‫التفوق جند أنفسنا بعيدين جدا يف املقارنة وحنتاج إىل وقفة جدية يف دراسة طرائق تطوير البحث العلمي أوال ومن مث املواكبة يف‬
‫تطوير الباحثني وتطوير املستلزمات البحثية ثانيا‪ ،‬وميكن ان نلخص أمهية البحث العلمي يف اجلانب الرياضي مبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تطور الالعبني يف خمتلف األلعاب ويف كافة اجلوانب البدنية و املهارية و اخلططية والنفسية‪.‬‬
‫‪ ‬إجياد األساليب العلمية يف انتقاء الرياضيني وختصصاهتم الرياضية‬

‫‪32‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ ‬معاجلة الكثري من املشاكل الصحية و القوامية وجلميع فئات اجملتمع الرياضي والغري الرياضي‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير األندية الرياضية إداريا وفنيا واقتصاديا‪.‬‬
‫‪ ‬إجياد أفضل الطرائق التدريسية والتدريبية للمتعلم الرياضي‪.‬‬
‫‪ ‬ابتكار وسائل التدريب والتعلم احلركي املتطورة‪.‬‬
‫‪ ‬إجياد و ابتكار أفضل وسائل القياس والتحليل للمستوى الرياضي‪(.‬العبادي ‪ ،2015،‬صفحة ‪)15‬‬

‫‪ -6‬خصائص البحث العلمي‪:‬‬


‫البحث العلمي عمل منظم ادف ينبغي أن تتوافر فيه اخلصائص اآلتية لكي ميكن االعتماد على نتائجه و االستفادة منها‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬الموضوعية‪:‬‬
‫تعين خاصية املوضوعية أن تكون خطوات البحث العلمي كافة قد مت تنفيذها بشكل موضوعي وليس شخصي متحيز‬
‫وحيتم ذا األمر على الباحثني أن ال يرتكوا مشاعرهم و أهرائهم الشخصية تؤثر على النتائج اليت ميكن التوصل إليها بعد تنفيذ‬
‫خمتلف املراحل أو اخلطوات املقررة للبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الدقة وقابلية االختبار‪:‬‬
‫يعين ذلك بـأن تكون املشكلة أو الظاهرة خاضعة للبحث‪ ،‬وأن يتوفر هلا العديد من مصادر املعلومات املختلفة‪ ،‬وأن‬
‫تكون ما حتويه هذه املصادر من معلومات على قدر كاف من الدقة والصحة‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬إمكانية تكرار النتائج‪:‬‬
‫تعين ذه اخلاصية انـه ميكن احلصول على نفس النتائج تقريبا بإتباع املنهجية العلمية نفسها وخطوات البحث مرة أخرى‬
‫وحتت نفس الشروط والظروف‪ ،‬و ذه اخلاصية تعمق الثقة يف دقة اإلجراءات اليت مت اختاذها لتحديد مشكلة البحث من جهة‬
‫واملنهجية املطبقة من جهة أخرى‪،‬كما تثبت ذه اخلاصية أيضا صحة البناء النظري والتطبيقي للبحث ومشروعيته‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬التبسيط واالختصار‪:‬‬
‫إن ذروة االبتكار والتجديد يف جمال العلم و التبسيط املنطقي يف املعاجلة والتناول املتسلسل للظوا ر موضوع اال متام‬
‫ذلك ألنه من املعروف أن إجراء البحوث – أيا كان نوعها – يتطلب الكثري من اجلهد والوقت واملال ‪،‬األمر الذي حيتم على‬
‫اخلرباء يف جمال البحث العلمي السعي إىل التبسيط واالختصار يف اإلجراءات واملراحل بشرط أن ال يؤثر هذا على دقة نتائج‬
‫البحث وإمكانية تعميمها‪.‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬أن يتناول البحث العلمي تحقيق غاية أو هدف‪:‬‬
‫أن يكون للبحث العلمي غاية أو هدف من وراء إجرائه‪ ،‬وحتديد دف البحث يكون بشكل واضح ودقيق‪ ،‬ذا العامل‬
‫يساعد يف تسهيل خطوات البحث العلمي وإجراءاته كما انه يساعد يف سرعة اإلجناز واحلصول على البيانات املالئمة‪ ،‬ويعزز‬
‫من النتائج اليت ميكن احلصول عليها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬سادسا‪ :‬التنظيم والشمولية‪:‬‬


‫من خصائص البحث العلمي أنه عمل منظم‪ ،‬فسمة التنظيم الزمة من لوازم البحث العلمي فضال عن الشمولية اليت‬
‫تعين أن يكون شامال ألبعاد املوضوع أو الظاهرة املبحوثة‪ ،‬ويقتضي أن تنظم املعلومات بطريقة يسهل فهمها وتفسريها(عطية‬
‫‪ ،2009،‬صفحة ‪.)31‬‬
‫‪ -‬سابعا‪ :‬األمانة العلمية‪:‬‬
‫من مسات البحث العلمي األمانة يف مجع املعلومات وعرض البيانات والنتائج وعدم حتريفها أو حتريف ما توصل إليه‬
‫اآلخرون خلدمة توجهات الباحث الذاتية أو إرضاء جهات معينة‪ ،‬و ذا يقتضي أخذ املعلومات من مصادرها األساسية‪ ،‬وذكر‬
‫املصادر وأصحاهبا‪ ،‬وجتنب أي تغيري يؤثر يف داللتها‪ ،‬أو يؤدي إىل حتريفها (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)31‬‬
‫‪ -‬ثامنا‪ :‬وضوح اللغة‪:‬‬
‫لغة البحث العلمي غري لغة األدب لذلك جيب أن تكون مصاغة بدقة برتاكيب ذات داللة حمددة واضحة سهلة ال‬
‫تقبل التأويل بعيدة عن اخليال واملبالغة (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)31‬‬
‫‪ -‬تاسعا‪ :‬التعميم والتنبؤ‪:‬‬
‫يعين استخدام نتائج البحث الحقا يف التنبؤ حباالت ومواقف مشاهبة‪ ،‬حيث إن نتائج البحث العلمي قد متتد إىل‬
‫التنبؤ بالعديد من الظوا ر واحلاالت املشاهبة قبل وقوعها ‪.‬‬

‫المحاضرة السابعة‪:‬‬
‫‪ -‬أنواع البحوث العلمية ‪:‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫اختالف البحوث‬ ‫مجيع مناحي احلياة وحاجات اإلنسان ورغباته‪ ،‬ومن َمثَّ يكون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يعُّ ُّد ُ‬
‫ُ‬ ‫جمال البحث العلم ِي واسعا حبيث يغطي َ‬
‫العلمية باختالف حقوهلا وميادينها تنويعا هلا‪ ،‬وعموما بالنسبة ألنواع البحوث العلمية يف احلقيقة ال ُكتاب أو املتخصصني يف‬
‫هذا اجملال اختلفوا حول أنواع البحوث وكيفية تصنيفها‪ ،‬حلد اآلن ال يوجد اتفاق حول تصنيف البحوث العلمية‪ ،‬ولذلك‬
‫الطالب أو الباحث عندما يبحث أو يفتح أي كتاب لبعض املؤلفني يف هذا اجملال سوف جيد فيه اختالف يف التصنيفات‬
‫لكنها كلها تصب يف مسار واحد يف ذا اجملال‪ ،‬وبالتايل فالتصنيف ليس مهما يف حد ذاته إال بقدر ما خيدم عملية البحث‬
‫وخطواته أي كيف تتم عملية البحث‪.‬‬
‫تنوعه بالبحوث الرتبوية واالجتماعية واجلغرافية والتارخيية وغريها‪ ،‬ومن حيث‬
‫العلمي من حيث ميدانه يشري إىل ُّ‬
‫ُّ‬ ‫البحث‬
‫و ُ‬
‫العلمي من حيث املكان‬ ‫البحث‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وبالبحوث التارخيية وغريها‪ ،‬كما يتنوع‬ ‫ِ‬
‫وبالبحوث التجريبية‬ ‫ِ‬
‫بالبحوث الوصفية‬ ‫مناهجه يتنوع‬
‫ُّ‬

‫‪34‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫حبوث‬
‫حبوث نوعية وأخرى كمية‪ ،‬ومن حيث صيغ التفكري إىل ٍّ‬
‫حبوث ميدانية وأخرى خمربية‪ ،‬ومن حيث طبيعة البيانات إىل ٍّ‬
‫إىل ٍّ‬
‫استنتاجية وأخرى استقرائية‪.‬‬

‫‪ -1‬أنواع البحوث العلمية‪ :‬هناك أكثر من أساس ميكن أن نبين عليه يف تصنيف البحوث‪ ،‬من هذه التصنيفات نذكر ما‬
‫يلي يف هذا الشكل التوضيحي أدناه‪.‬‬

‫حسب جهة‬
‫حسب المنهج‬
‫تنفيذا‬
‫المستخدمم فها‬
‫ي‬

‫تصنيف البحوث‬
‫العلمية‬
‫حسب الهدف‬
‫حسب طبيعة‬ ‫أو الغرض منها‬
‫البيانات‬
‫حسب أسلوب‬
‫التفكير‬

‫‪ -‬شكل يوضح تصنيف البحوث العلمية ‪-‬‬


‫‪ 1-1‬أنواع البحوث حسب الهدف أو الغرض منها‪:‬‬
‫‪ -1-1-1‬بحوث نظرية (أساسية)‪:‬‬
‫هي حبوث تستهدف الوصول إىل املعرفة واحلقائق والقوانني العلمية والنظريات‪ ،‬و هي بذلك تسهم يف تطوير العلوم‬
‫ومنو املعرفة العلمية ويف حتقيق فهم أمشل وأعمق هلا بصرف النظر عن اال متام بالتطبيقات العلمية هلذه املعرفة‪ ،‬أي دون تطبيق‬
‫نتائجها يف اجملال العلمي‪ ،‬و هي تعتمد بصورة رئيسية على الفكر والتحليل املنطقي(شحاتة ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)82‬‬
‫‪ -1-2-1‬بحوث تطبيقية‪:‬‬
‫هتدف هذه البحوث إىل تطبيق املعرفة العلمية املتوفرة يف حل بعض املشكالت اآلنية اليت تواجه جمتمعا ما أو التوصل‬
‫إىل عالج موقف معني‪ ،‬و هذا النوع من البحوث له قيمته يف حل املشكالت امليدانية يف جماالت املؤسسات الرتبوية‬
‫واالجتماعية والصناعية وغريها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2-1‬أنواع البحوث حسب المناهج (األساليب) المستخدمة فيها‪:‬‬


‫‪ -‬حبوث تارخيية‪.‬‬
‫‪ -‬حبوث وصفية‪.‬‬
‫‪ -‬حبوث جتريبية‪.‬‬
‫‪ -1-2-1‬بحوث تاريخية‪:‬‬
‫هي تلك البحوث اليت تستخدم منهج البحث التارخيي‪ ،‬واليت هتتم بدراسة وتسجل األحداث والوقائع اليت جرت‬
‫ومتت يف املاضي‪ ،‬وهي ال تقف عند جمرد الوصف والتسجيل ملعرفة املاضي فحسب‪ ،‬وإمنا تتضمن حتليال وتفسريا للماضي بغية‬
‫اكتشاف تعميمات تساعد على فهم احلاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث يف املستقبل‪ ،‬ويركز البحث التارخيي عادة على التغري‬
‫والتطور يف األفكار واالجتاهات واملمارسات لدى األفراد أو اجلماعات أو املؤسسات االجتماعية املختلفة‪ ،‬ويستخدم البحث‬
‫التارخيي نوعني من املصادر للحصول على املادة العلمية ومها املصادر األولية والثانوية (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)60‬‬
‫‪ ‬مصادر أولية كاآلثار والسجالت والوثائق واألشخاص‪.‬‬
‫‪ ‬مصادر ثانوية مثل كتابات الباحثني واملؤرخني والرواة ‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬بحوث وصفية‪:‬‬
‫هتدف هذه البحوث إىل اكتشاف الوقائع ووصف الظواهر أو أحداث معينة وصفا دقيقا‪ ،‬وحتديد خصائصها حتديدا‬
‫كيفيا أو كميا‪ ،‬كما تقوم جبمع احلقائق واملعلومات عنها ووصف الظروف اخلاصة هبا وتقرير حالتها كما توجد عليه يف الواقع‪،‬‬
‫ويف كثري من احلاالت ال تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي فقط‪ ،‬وإمنا متتد إىل أكثر من ذلك‬
‫ألهنا تتضمن تفسريها ومعرفة العالقات اليت توجد بني هذه الظاهرة وغريها من الظواهر املتشاهبة ‪،‬ويُستخدم جلمع البيانات‬
‫واملعلومات يف أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل املالحظة‪ ،‬واملقابلة‪ ،‬واالختبارات‪ ،‬واالستبيانات‪ ،‬وعادة ما‬
‫تستخدم هذه البحوث يف التعرف على اآلراء واملعتقدات واالجتاهات عند األفراد واجلماعات وحتليلها بغرض الوصول إىل نتائج‬
‫متثل فهما للحاضر ليستهدف توجيه املستقبل (إبراهيم‪ ،‬أسس البحث العلمي إلعداد الراسائل اجلامعية ‪ ،2000،‬صفحة‬
‫‪.)40‬‬
‫يرتبط البحث الوصفي بدراسة واقع األحداث والظواهر واملواقف واآلراء وحتليلها ووصف للوضع الراهن وتفسريه‪ ،‬بغرض‬
‫الوصول إىل استنتاجات مفيدة إما لتصحيح هذا الواقع أو حتديثه أو تطويره‪ ،‬هذه االستنتاجات متثل فهما للحاضر ليستهدف‬
‫توجيه املستقبل‪.‬‬
‫وتندرج حتت البحث الوصفي يف الرتبية كما يرى فان دالني(عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪:)61‬‬

‫‪36‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫أوال‪ -‬الدراسات المسحية‪:‬‬


‫و هي أشهر أنواع البحوث العلمية اليت هتتم بدراسة الظواهر املوجودة يف مجاعة معينة يف الوقت احلاضر أي موجودة بالفعل‬
‫وقت إجراء املسح‪ ،‬حيث يقوم الباحث يف الدراس ة املسحية مبالحظة الظاهرة ومجع املعلومات عنها بشكل دقيق ومفصل‬
‫وهذا هبدف التعرف على األوضاع الراهنة لتحسني األوضاع االجتماعية والرتبوية والنفسية والرياضية واالقتصادية‪.‬‬
‫وهذه البحوث تتم بواسطة استجواب مجيع أفراد جمتمع البحث أو عينة كبرية منهم وذلك هبدف وصف الظاهرة املدروسة من‬
‫حيث طبيعتها ودرجة وجود ا فقط‪ ،‬وهلذا فاملسح يستخدم هبدف احلصول على معلومات من مجهور معني أو عينة منه‪ ،‬وهذا‬
‫حلل املشكالت العالقة‪ ،‬كما أنه يساعدنا يف كشف العالقة املوجودة بني خمتلف الظواهر‪ ،‬اليت قد ال يستطيع الباحث الوصول‬
‫إليها بدون استخدام املسح‪ ،‬وتتضمن الدراسات املسحية املسوح الرتبوية‪ ،‬وعناصر النظام الرتبوي‪ ،‬وحتليل العمل الذي يتناول‬
‫مسح الواجبات واملسؤوليات واملمارسات يف الواقع الرتبوي‪ ،‬واملسوح االجتماعية‪ ،‬وحتليل احملتوى‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬دراسات العالقات المتبادلة(اإلرتباطية)‪:‬‬
‫تعترب أفضل أنواع البحوث الوصفية‪ ،‬اليت هتدف إىل التعرف على العالقات القائمة اليت تربط خمتلف الظواهر واكتشاف عالقة‬
‫بني متغرييـن أو أكثـر ‪،‬وتستهـدف معرفة عالقة أو ارتباط بني متغرييـن أو أكثـر ‪،‬ودرجة هذه العالقة‪ ،‬ويعرب عن درجة العالقة‬
‫بني املتغريات مبعامل االرتباط مثل دراسة عن عالقة الذكاء بالتحصيل الدراسي‪ ،‬وتصنف حتت هذا النوع دراسة احلالة‬
‫‪،‬والدراسات السببية املقارنة‪ ،‬والدراسات اإلرتباطية‪ ،‬أما منهج هذه الدراسات فيندرج ضمن منهج البحث الوصفي الذي‬
‫سيأيت احلديث عنه الحقا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدراسات التطورية‪:‬‬
‫تتناول ذه البحوث الوضع القائم للظواهر‪ ،‬وكذلك التغريات اليت حتدث نتيجة ملرور الزمن‪ ،‬فهي هتتم وتصف التغريات خالل‬
‫مرحل تطور ا يف فرتة زمنية معينة‪ ،‬ومن أمثلة البحوث التطورية دراسات النمو االجتماعي أو النفسي أو احلركي أو اجلسمي أو‬
‫العقلي وغري ا من مظاهر النمو األخرى لإلنسان من امليالد حىت الشيخوخة فضال عن ا متامها بالعوامل اليت تؤثر يف عملية‬
‫النمو‪ ،‬وكذا الدراسات اليت هتتم بالتغري يف جمال التعليم والصحة ‪،‬والتغريات اجلوهرية اليت حتدث يف جمال األمن‪.‬‬
‫‪ _1‬بحوث تجريبية‪:‬‬
‫هي البحوث اليت تستخدم التجربة يف إثبات الفروض‪ ،‬أو إثبات الفروض عن طريق التجريب‪ ،‬وعادة ما جترى هذه‬
‫البحوث يف املختربات العملية املختلفة األغراض و األنواع ‪،‬و هذا النوع من البحوث يعترب من أفضل أنواع البحوث ألهنا تعطي‬
‫نتائج أكثر مصداقية وأكثر دقة‪ ،‬و هي هتدف إىل حل املشكالت والظواهر على أساس املنهج التجرييب أو منهج البحث‬
‫العلمي القائم على املالحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة املضبوطة للتحقق من صحة هذه الفروض‪ ،‬وتعترب التجربة العلمية‬
‫مصدرا رئيسيا للوصول إىل النتائج أو احللول بالنسبة للمشكالت اليت يدرسها البحث التجرييب‪ ،‬ولكن يف نفس الوقت‬

‫‪37‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫تستخدم املصادر األخرى يف احلصول على البيانات واملعلومات اليت حيتاج إليها البحث بعد أن ُخيضعها الباحث للفحص‬
‫الدقيق والتحقق من صحتها و موضوعيتها‪.‬‬

‫‪ -3-1‬أنواع البحوث من حيث جهات تنفيذ ا‪:‬‬


‫البحوث من حيث اجلهات املسؤولة عن تنفيذ ا فهي تقسم حسب(قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪ )61،60‬كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬البحوث األكادميية‪.‬‬
‫‪ -‬البحوث الغري أكادميية‪.‬‬

‫‪ -1-3-1‬البحوث األكاديمية‪:‬‬
‫هي البحوث اليت جترى يف اجلامعات واملعاهد واملؤسسات األكادميية املختلفة‪ ،‬و هي البحوث الذي يسعى عادة‬
‫أصحاهبا للحصول على شهادة جامعية‪ ،‬وقد تستغرق بني سنة و‪ 3‬سنوات أو أكثر لتضيف شيئا جديدا للمعرفة اإلنسانة‪.‬‬
‫والبحوث األكادميية هي أقرب ما تكون للبحوث األساسية النظرية منها للتطبيقية ولكن ذلك ال مينع من االستفادة من‬
‫نتائجها وتطبيقها فيما بعد‪ ،‬وميكن أن نصنف هذه البحوث األكادميية إىل مستويات عدة يف املرحلة اجلامعية هي‪:‬‬
‫‪ -‬البحوث الدراسية‪.‬‬
‫‪ -‬البحوث اجلامعية األولية(حبث للحصول على شهادة الليسانس)‪.‬‬
‫‪ -‬حبوث الدراسات العليا (حبث للحصول على درجة املاجستري)‪.‬‬
‫‪ -‬حبوث الدراسات العليا (حبث للحصول على درجة الدكتوراه)‪.‬‬
‫‪ -‬حبوث التدريسيني(حبوث األساتذة للرتقي)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬البحوث الدراسية‪:‬‬
‫ه ي البحوث القصرية اليت يكلف هبا الطلبة بناءا على طلب من أساتذهتم يف خمتلف املواد‪ ،‬وتسمى عادة باملقالة أو‬
‫البحوث الدراسية‪ ،‬وهتدف إىل تدريب الطالب على تنظيم أفكاره وعرضها بصورة سليمة‪ ،‬وأيضا على االستعانة باملكتبة‬
‫والبحث عن املصادر واملراجع‪ ،‬وتدريبه على اإلخالص واألمانة وحتمل املسؤولية يف نقل املعلومات‪ ،‬وقد ال يتعدى حجم‬
‫البحث ‪ 15‬صفحة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬البحوث الجامعية األولى(بحث للحصول على شهادة الليسانس)‪:‬‬
‫هي أحد متطلبات التخرج لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬و هي من البحوث القصرية إال أهنا أكثر تعمقا من البحوث‬
‫ا لدراسية ويتطلب من الباحث مستوى فكريا أعلى ومقدرة أكرب على التحليل واملقارنة والنقد‪ ،‬والغرض منها و تدريب الطالب‬
‫على اختيار موضوع البحث‪ ،‬وحتديد اإلشكالية اليت سيتعامل معها‪ ،‬ووضع االقرتاحات الالزمة هلا‪ ،‬واختيار األدوات املناسبة‬

‫‪38‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫للبحث باإلضافة إىل تدريبه على طرق الرتتيب والتفكري املنطقي السليم ‪،‬و هذه البحوث ليس املقصود منها التوصل إىل‬
‫ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة بل تنمية قدرات الطالب يف السيطرة على املعلومات ومصادر املعرفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الماجستير)(الرسالة) ‪:‬‬
‫تعترب أحد املتممات لنيل درجة علمية عالية عادة ما تكون درجة املاجستري‪ ،‬واهلدف األول منها و أن حيصل الطالب‬
‫على جتارب يف البحث حتت إشراف أحد األساتذة ليمكنه ذلك من التحضري للدكتوراه‪.‬‬
‫وتعترب امتحانا يعطي فكرة عن موا هب الطالب ومدى صالحيته للدكتوراه‪ ،‬و هي فرصة ليثبت الطالب سعة اطالعه‬
‫وعمق تفكريه وقوته يف النقد والتبصر فيما يصادفه من أمور‪ ،‬وتتصف الرسالة بأهنا حبث مبتكر أصيل يف موضوع من‬
‫املوضوعات‪ ،‬وتعاجل الرسالة مشكلة خيتار ا الباحث وحيدد ا ويضع افرتاضاهتا‪ ،‬ويسعى إىل التوصل إىل نتائج جديدة مل تعرف‬
‫من قبل‪ ،‬وهلذا فالرسالة حتتاج إىل مدة زمنية طويلة نسبيا قد تكون عاما أو أكثر‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬بحوث الدراسات العليا (بحث للحصول على درجة الدكتوراه)(األطروحة)‪:‬‬
‫األطروحة مصطلح يطلق على البحث الذي يقدمه الباحث لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬و هي أرفع درجات البحث منهجا‬
‫وعلما وتعلما ونظرة وفق قواعد جادة حتكم تقدمي املادة العلمية باستيعاب دقيق ورؤية أكثر تعمقا (حممود ‪ ،2006،‬صفحة‬
‫‪ .)15‬يتفق األساتذة و رجال العلم على أن األطروحة هي حبث علمي أصيل يهدف إىل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم‬
‫واملعرفة وختتلف أطروحة الدكتوراه عن املاجستري يف أن اجلديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم جيب أن يكون أوضح وأقوى‪،‬‬
‫وأعمق وأدق وأن تكون على مستوى أعلى‪ ،‬وقد ميتد الزمن بالباحث ألكثر من سنة أو سنتني رمبا عدة أعوام‪ ،‬وتعتمد رسالة‬
‫الدكتوراه على مراجع أوسع‪ ،‬وحتتاج إىل براعة يف التحليل وتنظيم املادة العلمية‪ ،‬وجيب أن تعطي فكرة على أن مقدمها يستطيع‬
‫االستقالل بعد ا بالبحث دون أن حيتاج إىل من يشرف عليه ويوجه ألنه يف هذه املرحلة يكون الباحث قد امتلك موهبة جيدة‬
‫للبحث وبالتايل رسالته تكون إضافة حقيقية للعلم ‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬بحوث التدريسيين (بحوث األساتذة للترقي)‪:‬‬
‫ميثل هذا النوع النسبة األكرب من األحباث‪ ،‬وتكون إما كتاب يشتمل على البحث الذي أعده األستاذ‪ ،‬أو مقال علمي‬
‫ينشر يف إحدى اجملالت العلمية اليت تصدر يف داخل اجلامعة أو خارجها‪ ،‬أو مؤمتر علمي يشارك فيه األستاذ ببحثه‪.‬‬
‫‪-3-1‬البحوث الغير أكاديمية‪:‬‬
‫هي حبوث متخصصة تنفذ يف املؤسسات املختلفة بغرض تطوير أعماهلا ومعاجلة املشاكل و االختناقات اليت قد يعرتض‬
‫طريقها‪ ،‬فهي إذن أقرب ما يكون إىل البحوث التطبيقية‪ ،‬ففي بعض األحيان احلكومة أو مؤسسة معينة تطرح حبث معني على‬
‫باحثني من خارج أعضاء هيئة التدريس وتضع له مبالغ معينة ويطلق عليها كذلك البحوث املهنية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -4-1‬أنواع البحوث حسب طبيعة البيانات‪:‬‬


‫‪ -1-4-1‬البحوث الكمية (المسحية)‪ :‬هتدف هذه البحوث إىل وصف الظاهرة والتعبري عنها باألرقام والقيم‬
‫وختضع للتحليل اإلحصائي‪ ،‬و هي حبوث تقوم على مجع البيانات الرقمية عن الظاهرة قيد الدراسة من خالل استعمال‬
‫أدوات قياس كمية‪ ،‬وختضع لشروط الصدق والثبات وتعاجل بياناهتا إحصائيا ومن مث تعميم النتائج على اجملتمع األصلي‪ ،‬و‬
‫هي حبوث هتتم باألرقام‪ ،‬بالعدد وباملقدار‪.‬‬
‫‪ -2-4-1‬البحوث النوعية(الكيفية)‪:‬‬
‫يهتم هذا النوع من البحوث بالكيف وليس بالكم‪ ،‬فهي البحوث اليت ال ميكن قياسها‪ ،‬مثل قياس اجتاهات أو سلوك‬
‫األفراد أو سلوك العدوان لدى األطفال من خالل املقابالت‪ ،‬استطالعات رأي‪ ،‬املالحظة‪ ،‬وجهات النظر لألفراد واجلماعات‬
‫حتليل الوثائق مثل البحوث التارخيية‪ ،‬فهي حبوث تستخدم بيانات‪ ،‬كلمات‪ ،‬صور‪ ،‬تفسريات وال هتتم بالنواحي الرقمية أو‬
‫العددية فهي هتتم بالعمليات اإلجرائية(السلوك) أكثر من النتائج‪ ،‬ويتم مجع البيانات عن طريق املالحظة املباشرة‪ ،‬املقابلة‪،‬‬
‫الفحص الدقيق‪.‬‬

‫‪ 5-1‬أنواع البحوث حسب أسلوب التفكير‪:‬‬


‫تصنف البحوث حسب أسلوب التفكري إىل‪:‬‬
‫‪1-5-1‬التفكير االستقرائي‪:‬‬
‫هذه البحوث تقوم على دراسة بعض جزيئات من الظاهرة وإخضاعها للمالحظة والتجريب والوصول إىل نتائج تطبق‬
‫على مجيع احلاالت املشاهبة واليت مل تدخل يف نطاق املالحظة والتجريب‪ ،‬أي يستطيع الباحث أن يتنبأ مبا ميكن أن حيدث‬
‫على احلاالت املشاهبة‪ ،‬مبعىن يدرس جزء من اجملتمع األصلي مث حياول تعميم النتائج على مجيع أفراد اجملتمع "من اجلزء إىل‬
‫الكل"‪ ،‬أي أنه ينتقل من املعلوم إىل اجملهول و إطالق أحكام عامة وكشف عن القوانني‪.‬‬
‫‪-2-5-1‬التفكير االستنباطي‪:‬‬
‫يطلق عليه أيضا " طريق القياس"‪ ،‬و هو يسري يف اجتاه معاكس للتفكري االستقرائي الذي يتبعه التجريبيون‪ ،‬و هذا‬
‫األسلوب ينقل العامل الباحث بصورة منطقية من املبادئ والنتائج اليت تقوم على البديهيات واملسلمات العلمية إىل اجلزئيات‬
‫وإىل استنتاجات فردية معينة‪ ،‬ويعتمد التفكري االستنباطي على القاعدة القائلة أنه ما يصدق على الكل يصدق أيضا على‬
‫اجلزء على اعتبار أن اجلزء يقع منطقيا ضمن الكل أو داخل الكل ويستخدم هلذا الغرض وسيلة تسمى القياس‪ ،‬و هو ينطلق‬
‫أو يعتمد على حقائق معروفة ‪،‬فاألسلوب االستقرائي يبدأ باجلزئيات ليتوصل إىل القوانني واملسلمات العلمية‪ ،‬يف حني أن‬
‫االستنباط أو القياس يبدأ بالقوانني ليستنبط منها احلقائق‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الثامنة‪:‬‬

‫‪ -‬صفات الباحث و البحث العلمي الجيد ‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬صفات البحث العلمي الجيد‪:‬‬


‫إن البحث العلمي اجليد املطلوب واحملقق للغرض الذي يتوخاه الباحث‪ ،‬ينبغي أن تتوفر فيه جمموعة من الشروط‬
‫واملستلزمات البحثية األساسية‪ ،‬واليت ميكن أن نوضحها باآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬العنوان الواضح والشامل للبحث‪ :‬يعترب االختيار املوفق لعنوان البحث أمر ضروري يف تقدمي صورة جيدة عن البحث‪،‬‬
‫ولذا ينبغي أن تتوفر ثالث مسات أساسية يف العنوان و هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الشمولية‪ :‬أي أن يشمل العنوان بعرباته اجملال الدقيق احملدد للموضوع البحثي‪.‬‬
‫ب‪ .‬الوضوح‪ :‬جيب أن تكون مصطلحات العنوان وعباراته املستخدمة واضحة‪.‬‬

‫ت‪ .‬الداللة‪ :‬أي أن يكون العنوان شامال ملوضوع البحث وداال عليه داللة واضحة وبعيدا عن العموميات(إبارهيم‪ ،‬طرق‬
‫ومناهج البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ‪ ،2002،‬صفحة ‪.)44‬‬
‫‪ -2‬الدقة‪ :‬تعترب الدقة أول صفة من صفات البحث العلمي اجليد‪ ،‬ويكون البحث دقيقا عندما يتم االستعانة باألدوات‬
‫واملقاييس املوضوعية والدقيقة وخاصة يف مجع املعلومات والبيانات والتحقق منها و هذا وفقا ملوضوع البحث و هدفه‪ ،‬حيث‬
‫إن املعلومات املوثقة بذكر مصادرها تدل على ِ‬
‫الدقة يف البحث‪ ،‬وتعطي القارئ معلومات أكيدة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن‬
‫نقل املعلومات بدون معرفة مصادرها‪ ،‬أو ما يتناقله الناس دون متحيص أو تدقيق وحبث عن مصادره‪ ،‬والتأكد من سالمته‪،‬‬
‫أمور تفقد البحث أمهيته وقيمته ‪،‬والدقة تكون سواء يف اختيار األدوات كما ذكرنا أو يف تسجيل النتائج أو يف كتابة‬
‫التقارير(أمحد ‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)42‬‬
‫وعلى الباحث أن يكون دقيقيا يف اختيار املتغري املراد البحث فيه‪ ،‬ويف وصفه‪ ،‬ويف حتديد عنوان حبثه‪ ،‬ويف كل ما‬
‫يكتبه أو ينقله عن املصادر ذات العالقة ببحثه‪ ،‬لكي ال يقع يف أخطاء تداخل املوضوعات يف بعضها‪ ،‬مما قد يؤثر بالتايل يف‬
‫اختياره ملصادره ومقاييسه ووسائله اإلحصائية ويف نتائج حبثه وتفسريها‪ ،‬إن عنوان املوضوع جيب أن يعرب عن مضمونه‬
‫فحسب‪ ،‬فيجب على الباحث أن ُحي ِدد موضوعه حتديدا دقيقا‪ ،‬وال خيرج يف املعاجلة عنه‪ ،‬وال مي ِهد له باملقدمات الطويلة جدا‪،‬‬
‫أو يأيت مبتعلقاته بشكل موسع جدا فيه استطراد وخروج عن املقصود‪ ،‬بل حياول الرتكيز اجلاد على موضوعه‪ ،‬وخري الكالم ما‬
‫قل ودل‪ ،‬فاحلشو واخلروج عن املوضوع أمور مزعجة للقارئ ِ‬
‫تنفر من البحث‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -3‬التنسيق والتنظيم‪ :‬التنسيق نقصد به السريورة؛ مبعىن أن البحث جيب أن يسري بأسلوب منطقي وبتقسيم واحد‬
‫معروف ويكون االنتقال من باب إىل باب بشكل منطقي مرن ومتزن ومضبوط‪ ،‬واالنتقال من فصل إىل فصل كذلك يكون‬
‫بنفس النسق حيث ال يكون هناك هفوة أو فراغ بينهما‪ ،‬ويكون ذلك أيضا بتنظيم خطته بشكل منطقي واضح مستوعب‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫فيوزع أفكاره الرئيسة ضمن أبواب وفصـول منسجمة‪ ،‬مث يبدأ الكتابة وذلك بتسلسل أفكاره‪ ،‬وينتقل مع القارئ من نقطة إىل‬
‫أخرى برتابط‪ ،‬فيُ ِحس قارئ حبثه أنه يهضم ما يقرأ‪ ،‬فال ينتقل ملا بعده إال وقد استوعب ما قبله وفهمه‪ ،‬وعلى العكس يكون‬
‫الغموض‪.‬‬
‫‪ -4‬الترابط بين أجزاء البحث‪ :‬إنه من الضروري أن تكون أقسام البحث وأجزاؤه املختلفة متماسكة ومرتابطة‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك على مستوى الفصول أو املباحث أو األجزاء األخرى اليت تظهر يف البحث‪ ،‬فينبغي أن يكون هناك ترابط وتسلسل‬
‫منطقي بني الفصول‪ ،‬كما ينبغي أن يكون ناك ترابط وتسلسل يف املعلومات بني املبحث األول‪ ،‬أو اجلزء األول من الفصل‬
‫الواحد وبني املباحث واألجزاء املتتالية األخرى(قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)51‬‬
‫‪ -5‬أن يكون البحث علمي في منهجه وإجراءاته‪ :‬هذا يعين أن يستخدم الباحث يف خطواته أثناء البحث األسلوب‬
‫العلمي يف مجيع املراحل واألجزاء‪.‬‬
‫‪ -6‬االبتعاد عن التحيز في الوصول إلى النتائج‪ :‬تعترب النتائج اليت توصل إليها الباحث من خالل حتليله للبيانات‬
‫واملعلومات اجملمعة هي زبدة البحث ونقطة ارتكازه‪ ،‬لذا جيب على الباحث أن ال يتحيز للفروض الذي اليت وضعها ألجل‬
‫حتقيقها وال مييل هلا‪ ،‬وأن يبتعد عن التحيز يف ذكر النتائج اليت توصل إليها‪ ،‬وأن ال يرتك مشاعره و أرائه الشخصية تؤثر على‬
‫هذه النتائج‪.‬‬
‫‪ -7‬الموضوعية‪ :‬مبعىن أن يكون البحث خايل من ذاتية امليول الشخصية‪ ،‬مبعىن أن يعتمد البحث على االختبارات‬
‫واملقاييس اليت تقيس الظاهرة بدون تدخل الذاتية‪ ،‬ويبتعد عن التقدير الذايت الذي قد تتدخل فيه األهواء والعواطف‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يكون البحث كامال متكامال‪ :‬أن ينتهي البحث كما بدأ باجلدية اليت يتطلبها من األول إىل األخري‪ ،‬متكامال مبعىن‬
‫أن تدرس املشكلة من مجيع جوانبها وزواياها‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يكون البحث عملي‪ :‬جيب أن يتناول البحث املشاكل اليت تدور يف امليدان العملي واليت تعيق االختصاص‬
‫الرياضي من أجل الرفع من مستواه‪.‬‬
‫‪ -11‬أن يكون أساس للتعميم‪ :‬وذلك مع التحفظ يف جمال التعميم حيث يكون على اجملتمع احملسوبة منه العينة‪ ،‬والغاية يف‬
‫أي حبث علمي سليم و معرفة احلقائق ووصف احلوادث وتفسريها والكشف عن العالقة الكامنة فيها والوصول إىل مبادئ‬
‫وتعميمات عامة ميكن التنبؤ على أساسها بالنسبة للمستقبل‪.‬‬
‫‪ -11‬حداثة الموضوع‪ :‬إن املشكلة جيب أن تكون تعاجل الواقع املعاصر اليت تعيش فيه دون غريه‪.‬‬
‫‪ -12‬أن يكون غرضه واضحا‪ :‬مبعىن أن يكون له هدف يسعى إىل حتقيقه وسؤال جييب عليه يعيق تقدم اجملتمع‪ ،‬وأن حيقق‬
‫املهمة اليت أنشئ من أجلها وال غريها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -13‬سالمة األسلوب و وضوح العبارة‪ :‬إن مما ِ‬


‫يكسب البحث أمهية كبرية‪ ،‬سالمة أسلوبه من األخطاء النحوية واللغوية و‬
‫وضوح عباراته‪ ،‬فال تكون غامضة‪ ،‬ومما يفقد البحث أمهيته كثرة األخطاء النحوية أو اللغوية أو العلمية‪ ،‬فعلى الباحث أن‬
‫َحيرص على الكتابة وفق أسلوب واضح‪ ،‬ومقروء‪ ،‬ومشوق‪ ،‬حماوال قدر اإلمكان جتنب األخطاء النحوية واللغوية‪ ،‬وإذا كان‬
‫ضعيفا يف اللغة ‪،‬فليحاول تاليف نقصه بطلب هذا العلم على أهله‪ ،‬وكثرة املطالعة يف كتبه‪ ،‬و ليستعن بأساتذة وبزمالء له أقوياء‬
‫يف اللغة يف قراءة حبثه‪ ،‬ليستدركوا أخطاءه قبل طبع البحث وظهوره‪.‬‬
‫‪ -14‬الحيوية و الواقعية‪ :‬من عوامل جناح املوضوع أن يكون حيويا واقعيا‪ ،‬له ِصلة قوية مبيل الطالب‪ ،‬وحاجة اجملتمع‪ ،‬وكلما‬
‫ويقدم هلم نفعا‪ ،‬أو حلوال ملشاكلهم‪ ،‬أو يشخص هلم‬ ‫ِ‬ ‫اتسعت دائرة االنتفاع به ازدادت أمهيته‪ ،‬فالكتابة مبوضوع يهم الناس‬
‫مرضا أو يسعى يف تطوير جمتمعهم وراحتهم ورفاهيتهم‪ ،‬أهم من الكتابة مبوضوع خيايل بعيد عن واقع الناس ألهنم لن يهتموا‬
‫به ‪.‬‬
‫‪ -15‬اإلسناد‪ :‬ينبغي أن يعتمد الباحث يف كتابة حبثه على الكتب والدراسات األصلية واملسندة‪ ،‬وعليه أن يكون دقيقا يف‬
‫مجع معلوماته‪ ،‬وتعترب األمانة العلمية يف االقتباس واالستفادة من املعلومات ونقلها أمرا يف غاية األمهية يف كتابة‬
‫البحوث(قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)50‬‬
‫وترتكز األمانة العلمية في البحث على جانبين أساسين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلشارة إىل املصدر أو املصادر اليت استقي الباحث منها معلوماته وأفكاره‪ ،‬مع ذكر البيانات األساسية الكاملة للمصدر‬
‫كعنوان املصدر‪ ،‬والسنة اليت نشر فيها‪ ،‬واملؤلف أو املؤلفون‪ ،‬والناشر‪ ،‬واملكان‪ ،‬ورقم اجمللد‪ ،‬وعدد الصفحات‪.‬‬
‫ب‪ .‬التأكد من عدم تشويه األفكار واآلراء املنقولة من املصادر‪ ،‬فعلى الباحث أن يذكر الفكرة أو املعلومة اليت قد استفاد منها‬
‫بذات املعىن الذي وردت فيه‪.‬‬
‫‪ -16‬أن ال يكون نسخة من حبوث سابقة لدرجة يتم فيها نسخ أو طبع أحد هذه البحوث وعمل تغيريات طفيفة فيه‪.‬‬
‫‪ -17‬أن يكون إجرائيا يف مجيع أجزائه وأن تتوفر فيه الشروط العلمية الالزمة والوقت الكايف واملال الالزم لذلك واإلمكانيات‬
‫الضرورية إلجناحه‪.‬‬
‫‪ -18‬اإلسهام واإلضافة إىل املعرفة يف جمال ختصص الباحث أي أن البحث اجليد و الذي يضيف معلومات جديدة يف نفس‬
‫اجملال‪.‬‬
‫‪ -19‬أن يفتح أفاقا جديدة لدراسات أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬صفات الباحث الجيد‪:‬‬


‫البحث إبداع وجتديد فيه الكثري من املشقة واملعاناة‪ ،‬لذا ينبغي على الباحث الذي ينجز هذا البحث بأن يتميز‬
‫خبصائص معينة تظهر يف شخصيته لكي يكون موفقا يف إعداد وكتابة حبثه وإجنازه على الوجه املطلوب واألكمل‪ ،‬واليت نذكر‬
‫منها ما يلي‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -1‬توفر الرغبة في موضوع البحث‪ :‬تعترب رغبة الباحث يف جمال موضوع البحث وميله حنوه عامل مهم يف إجناح عمله‬
‫وحبثه فالرغبة الشخصية دائما هي عامل مساعد ودافع فعال يؤدي للنجاح‪.‬‬
‫‪ -2‬الصبر والجد والقدرة على التحمل‪ :‬إن عملية البحث عملية شاقة ذهنيا وجسديا وماديا ‪ ،‬فكثري من البحوث حتتاج‬
‫إىل التفتيش املستمر عن مصادر املعلومات املطلوبة واملناسبة‪ ،‬وإن الكثري منها حيتاج إىل مراجعات قد تستغرق فرتة طويلة من‬
‫الباحث أو قد تطول عما توقعه الباحث يف البداية نظرا لتدخل بعض املتغريات العرضية‪ ،‬لذا فإن الباحث اجليد حباجة إىل‬
‫حتمل مثل تلك املشاق وغريها والتعايش معها بذكاء وصرب وتأين‪ ،‬حيث أن مثل هذه البحوث قد تكون شاقة وطويلة‬
‫فالباحث الذي يصيبه امللل يف أية مرحلة من مراحل البحث املختلفة وفقد الصرب والقدرة على التحمل يف مجع البيانات الكافية‬
‫والوافية عن حبثه مكتوب عليه بالفشل والتقصري يف جانب أو أكثر من جوانب البحث(قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)54‬‬
‫‪ -3‬الذكاء والموهبة‪ :‬وذلك لالستفادة منها يف اختيار املشكلة وحتديدها وعمل بقية عناصر البحث وفق األسس العلمية‬
‫املقررة‪.‬‬
‫‪ -4‬التواضع العلمي‪ :‬إن تواضع الباحث وعدم ترفعه على الباحثني اآلخرين الذين سبقوه يف جمال حبثه وموضوعه الذي‬
‫يتناوله يف غاية األمهية‪ ،‬وذلك لتفادي االفتخار بقدراته‪ ،‬كما جيب عليه أن يسلم بنسبية ما يتوصل إليه من نتائج‪ ،‬وأن عليه‬
‫العدول عن رأيه إذا ما توافرت آراء قيمة خمتلفة‪ ،‬وكذلك فإن التواضع يف البحث يأخذ اجتاها مهما آخرا و عدم استخدام‬
‫عبارة (أنا) يف الكتابة أي أن ال يذكر وجدت أو عملت‪ ،‬بل يستخدم عبارة وجد الباحث أو عمل الباحث‪ ،‬و كذا بالنسبة‬
‫للعبارات املشاهبة األخرى يف البحث(قنديلجي ‪ ،2008،‬صفحة ‪.)55‬‬
‫‪ -5‬إتقان المهارات األساسية الالزمة للبحث العلمي‪ :‬هناك العديد من املهارات اليت يتحتم على الباحث التدرب‬
‫عليها وإتقاهنا من أجل تنفيذ البحث بطريقة علمية سليمة‪ ،‬مثل مهارات إجراء املقابالت‪ ،‬ومهارة تصميم االستبانة‪ ،‬ومهارات‬
‫اختيار عينة الدراسة‪ ،‬ومهارة مراجعة الدراسات السابقة ونقدها واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -6‬المعرفة الواسعة في موضوع البحث‪ :‬فبدون توفر خلفية وهافية لدى الباحث حول موضوع البحث أو املشكلة‬
‫املراد دراستها تكون إجراءات البحث ونتائجه ضعيفة‪ ،‬فال ميكن أن نتصور أن يقوم شخص بعمل حبث يف جمال علوم‬
‫األنشطة البدنية والرياضية إذا افتقر هذا الشخص للمعارف األساسية يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تتوافر لدى الباحث المعرفة ببعض األساليب اإلحصائية‪ :‬فقد أصبح استخدام األساليب اإلحصائية يف جمال‬
‫البحث العلمي أمرا أساسيا للعديد من األحباث وخاصة يف جمال علوم األنشطة البدنية والرياضية‪.‬‬
‫‪ -8‬الموضوعية والحياد في تصميم البحث وفي عرض النتائج ومناقشتها‪ :‬على الباحث أن يلتزم باحلياد التام يف‬
‫إجراءات البحث املختلفة وأن يبتعد عن التزامه بآرائه الشخصية أو بتحريف نتائج البحث إذا تعارضت مع مصاحله الذاتية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -9‬اإللمام باللغة‪ :‬اللغة هي وسيلة توصيل املعلومات واألفكار من ذهن إىل آخر كي توصل هذه املعلومات بطريقة علمية‬
‫سليمة‪ ،‬وعليه ال بد من اإلملام بقواعد اللغة املستخدمة‪.‬‬
‫‪ -11‬اإللمام بقواعد العلم‪ :‬ينبغي أن تكون للباحث قاعدة علمية متينة يعتمد عليها يف دراسته وأحباثه اخلاصة و هذه تنمى‬
‫بالقراءة املستمرة‪.‬‬
‫‪ -11‬حب العلم واالطالع مها القوة الدافعة الستمرار البحث والدراسة‪.‬‬
‫* و هناك جمموعة من املبادئ اليت جيب أن يلتزم هبا الباحث و هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أخالقيات البحث العلمي‪:‬‬
‫هناك اعتبارات أخالقية مرتبطة بالبحث العلمي تقتضي احرتام حقوق اآلخرين وآرائهم وكرامتهم‪ ،‬سواء أكانوا من‬
‫الزمالء الباحثني‪ ،‬أم من املشاركني يف البحث‪ ،‬أم من املستهدفني من البحث‪ ،‬وتتبىن مبادئ أخالقيات البحث العلمي عامة‬
‫قيميت "العمل اإلجيايب" و "جتنب الضرر "‪ ،‬و ناك بعض االعتبارات بالنسبة للسلوك األخالقي تتضمن اآليت‪:‬‬

‫‪ -1-1‬الحيادية واألمانة العلمية‪:‬‬


‫مبعىن أن ال ينحاز الباحث يف تناوله موضوع حبثه ألهوائه وآرائه الشخصيـة‪ ،‬وال لفئة معينة جيري عليها البحث‪ ،‬فعليه أن‬
‫يكون أمينا يف الكتابـة فيما ينقل عن املراجع واملصادر العلمية السابقـة‪ ،‬ويف حتليل وتفسري نتائج البحث‪ ،‬فال يتالعب هبا وال‬
‫يفسرها حبسب ما حيب أو يتمىن‪ ،‬وأن ال يلجأ الباحث إىل التزوير يف اإلجابات أو يف االقتباس من املصادر الوثائقية‬
‫املوضوعية؛ مبعىن أن يكون هدف الباحث من إعداد البحث و التوصل إىل احلقيقة وليس جين مصاحل شخصية‪.‬‬
‫‪ 2-1‬المصداقية‪:‬‬
‫جيب أن يكون نقل بيانات ونتائج البحث بصدق‪ ،‬وأن يكون الباحث أمينا فيما ينقله‪ ،‬وأال يكمل أية معلومات‬
‫ناقصة أو غري كاملة‪ ،‬فال يعتمد على الظن‪ ،‬وال حياول إدخال بيانات معتمدا على نتائج النظريات‪ ،‬أو دراسات لباحثني‬
‫آخرين‪.‬‬
‫‪ 3-1‬احترام المبحوث‪:‬‬
‫مبعىن أن ال يوجه للباحث األسئلة اليت حتط من قدر املبحوث‪ ،‬وتقلل من احرتامه لنفسه‪.‬‬
‫‪ 4-1‬المصارحة‪:‬‬
‫مبعىن أن يوضح الباحث أهداف حبثه احلقيقية للمبحوث‪ ،‬وبالتايل تأيت املشاركة على النحو املطلوب من جانب املبحوث‪.‬‬
‫‪ 5-1‬المشاركة التطوعية‪:‬‬
‫مبعىن للمبحوث حرية االختيار يف املشاركة‪ ،‬واالنسحاب منها وقت ما يشاء دون ممارسة ضغوط عليه من قبل الباحث‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪6-1‬السرية‪:‬‬
‫مبعىن عدم إظهار استجابات املبحوثني‪ ،‬واقتصار استخدامها على أغراض البحث العلمي حىت ولو على الباحث نفسه‬
‫لضمان احلياد يف حاالت معينة‪.‬‬
‫‪ 7-1‬المساواة‪:‬‬
‫مبعىن إشعار املبحوثني بأهنم سواء‪ ،‬ألنـه قـد مت اختيارهم ممثلني لعينة الدراسة بصورة عشوائية‪ ،‬وبالتايل يتساوى أفراد‬
‫اجملموعة الضابطة مع أفراد اجملموعة التجريبية يف حالة استخدام املنهج التجرييب إال إذا أراد الباحث أن يتعرف على أثر وجود‬
‫املتغري املستقل من غيابه‪.‬‬
‫‪ 8-1‬حماية المشاركين من أي ضرر‪:‬‬
‫مبعىن أن الباحث مسؤول عن توفري احلماية للمبحوثني املشاركني يف البحث من أي خطر مادي‪ ،‬أو معنوي‪ ،‬أو‬
‫اجتماعي وإذا كان يرتتب على مشاركتهم حدوث ضرر معني فالباحث عليه إخبارهم باحتمالية حدوث ضرر ما منذ البداية‪.‬‬
‫‪ 9-1‬إعداد تقري ٍر ٍ‬
‫واف ‪:‬‬
‫مبعىن أن الباحث بعد ما يفرغ من إعداد حبثه مسئول عن كتابة تقرير عن نتائج البحث‪ ،‬وتزويد املبحوثني املشاركني به‬
‫الراغبني يف االطالع على نتائج البحث‪.‬‬
‫‪ - 10-1‬االنفتاح العقلي‪:‬‬
‫جيب على الباحث أال يتسم باجلمود والتعصب والتحيز‪ ،‬فيجب أن يكون ذهنه متفتحا قابل لتغيري موقفه على كل تغيري‬
‫يف النتائج‪ ،‬واإلعرتاف باحلقيقة دون اإللتزام أو التشبث برأيه‪.‬‬
‫‪ -11-1‬التأني واالبتعاد عن التسرع‪:‬‬
‫جيب على الباحث أال يتسرع يف إصدار األحكام ولكن يتأىن حىت يقيم األدلة الكافية الشاملة على صحة رأيه‪.‬‬
‫‪ -12-1‬السالمة‪:‬‬
‫على الباحث أن ال يعرض نفسه أو اآلخرين ممن جيري عليهم التجربة خلطر جسدي أو أخالقي‪ ،‬وال حياول تنفيذ حبثه يف‬
‫بيئات قد تكون خطرة من النواحي اجليولوجية‪ ،‬اجلوية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬أو الكيميائية‪ ،‬كما أن سالمة املستهدفني من البحث‬
‫مهمة أيضا ‪ ،‬فال يعرضهم لإلحراج أو يشعرهم باخلجل أو يعرضهم للخطر يف موضوع حبثه‪.‬‬
‫‪ -13-1‬الثقة‪:‬‬
‫حياول الباحث أن يبين عالقة ثقة مع الذين يعمل معهم‪ ،‬حىت حيصل على تعاون أكرب منهم ونتائج أكثر أدقة‪ ،‬وال‬
‫يستغل ثقة الناس الذين يقوم بدراستهم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫*ومن أهم الشروط اليت على الباحث العلمي االلتزام هبا‪:‬‬

‫أن يـ َقدِّم شيئًاً جدي ًدا ‪ :‬من الضروري جدا أن يـ َق ِدر الباحث أمهية املوضوع الذي سيكتب فيه ِوج َهدَّته‬ ‫‪-1‬‬
‫وطرافتـه‪ ،‬فال يكتب موضوعا َسبـ َقه غريه إليه فأشبـعه حبثا وحتليال وبيانا‪ ،‬إال إذا كان غريه قد تناول جانبا من جوانبه‪ ،‬فال بأس‬
‫يف أن خيتار جانبا آخر‪ ،‬فلكل موضوع جوانب عدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬خصوبة وغزارة مصادر البحث‪:‬‬
‫من عوامل جناح البحث أيضا خصوبة مادته وأفكاره‪ ،‬وغزارة مصادره وتوافرها‪ ،‬وعلى العكس من ذلك البحث الفقري‬
‫باملادة العلمية‪ ،‬الفقري باملصادر لن يكون ناجحا وسيتعب كاتبه كثريا‪ ،‬ولذلك عليه أن يبحث عن مصادر لبحثه قبل اختياره‬
‫ليعرف ل يستطيع الكتابة فيه أم ال؟‬
‫‪ -3‬العلمية والموضوعية‪:‬‬
‫على الباحث أن يتناول موضوع حبثه بشكل حمدد بعيد عن التصورات أو اآلراء الشخصية‪ ،‬وال يعتمد على املصادر‬
‫غري املوثوقة يف التفسري أو التحليل‪ ،‬بل باستخدام االختبار والقياس والتجريب‪ ،‬ودون اخلوض يف موضوعات أو متغريات أخرى‬
‫ال عالقة هلا ببحثه‪ ،‬ومن الضروري أن يعتقد أو يؤمن باحلتمية يف أن الظواهر والسلوكيات واألحداث يف حياتنا هلا أسباهبا‬
‫ونتائجها لكل مثري استجابة‪ ،‬ولكل فعل ردة فعل‪ ،‬أي أهنا ال تقع مصادفة أو دون سبب معني‪ ،‬لذلك فالبحث العلمي‬
‫يكشف عن تلك األسباب ليتوصل إىل حقائق علمية دقيقة ميكن اعتمادها يف تفسري تلك الظواهر واألحداث ‪.‬‬

‫المحاضرة التاسعة‪:‬‬
‫‪ -‬مناهج البحث العلمي‪-‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫منهج البحث العلمي و الدراسة الفكرية الواعية للمناهج املختلفة اليت تطبق مبختلف العلوم تبعا الختالف موضوعاهتا‬
‫كما ميكن أن نعرفه بأنه جمموعة من اخلطوات املنظمة والعمليات العقلية الواعية واملبادئ العامة والطرق الفعلية اليت يستخدمها‬
‫الباحث لتفهم الظاهرة موضوع دراسته‪ ،‬فمنهج البحث و خطوات منظمة يتبعها الباحث يف معاجلة املوضوعات اليت يقوم‬
‫بدراستها إىل أن يصل إىل نتيجة معينة‪ ،‬أو هو طريقة موضوعية يتبعها الباحث لدراسة ظاهرة من الظواهر بقصد تشخيصها‬
‫وحتديد أبعاد ا ومعرفة أسباهبا وطرق عالجها والوصول إىل نتائج عامة ميكن تطبيقها‪.‬‬
‫واملنهج العلمي و الطريقة واإلجراءات اليت يتبعها الباحث يف دراسة املشكلة من أجل التوصل إىل احلقيقة العلمية‪ ،‬ويطلق‬
‫على العلم الذي يعين بأساليب البحث العلمي وإجراءاته وأدواته وأخالقياته مناهج البحث العلمي(عطية ‪ ،2009،‬صفحة‬
‫‪. )60‬‬

‫‪47‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -1‬المنهج العلمي‪:‬‬
‫‪ -1-1‬تعريفه‪:‬‬
‫_ يعرف املنهج العلمي بأنه الوسيلة اليت ميكن عن طريقها الوصول إىل احلقيقة أو إىل جمموعة احلقائق يف أي موقف من‬
‫املواقف وحماولة اختبار ا للتأكد من صالحيتها يف مواقف أخرى وتعميمها‪ ،‬و هي هدف كل حبث علمي‪.‬‬
‫العامة (الرفاعي ‪،2007،‬‬ ‫ف بأنه الطريق ِ‬
‫املؤدي إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوم بواسطة جمموعة من القواعد َّ‬ ‫_ كما ي َـعَّر ُ‬
‫صفحة‪.(19‬‬
‫_ إن املنهج يف البحث العلمي يعين جمموعة من القواعد و األسس اليت يتم وضعها من أجل الوصول إىل حقيقة معينة‪ ،‬وعليه‬
‫إن طبيعة املوضوع ي اليت حتدد نوع املنهج‪.‬‬
‫_ و الكيفية أو الطريقة اليت يسلكها الباحث يف معاجلة موضوعه إلجياد حلول ملشكلة حبثه‪ ،‬ومن املناهج املستخدمة يف‬
‫البحوث جند املنهج الوصفي‪ ،‬املنهج التارخيي‪ ،‬املنهج التجرييب ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫_ و الطريقة اليت تتبع للكشف عن احلقائق بواسطة استخدام جمموعة من القواعد العامة ترتبط بتجميع البيانات وحتليلها حىت‬
‫تصل إىل نتائج ملموسة‪.‬‬

‫العلمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫مميزات المنهج‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫العلمي كما أشار إليها (الرفاعي ‪ ،2007،‬صفحة ‪ )19‬بامليزات اآلتيـة‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫املنهج‬
‫ميتاز ُ‬
‫يتوصلون إىل نفس النتائج بإتباع نفس املنهج‬ ‫وبعبارةٍّ أخرى َّ‬
‫فإن مجيع الباحثني َّ‬ ‫_ املوضوعية والبعد عن األهواء الشخصية‪ٍّ ،‬‬
‫عند دراسة الظاهرة موضوع البحث‪ ،‬ويبدو ذلك باملثالني التاليني‪:‬‬
‫عبارةٌ موضوعية َّ‬
‫ألهنا حقيقةٌ ميكن قياسها‪ ،‬فيما‬ ‫علي طالب خلوق فالعبارة األوىل ٌ‬
‫علي طالب مواظب على دوامه املدرس ِي‪ٌّ ،‬‬
‫_ ٌّ‬
‫شخص إىل‬
‫ٍّ‬ ‫الذايت الذي خيتلف من‬‫تعتمد على احلكم ِ‬‫عبارةٌ غري موضوعية تتأثر بوجهة النظر الشخصية اليت ُ‬ ‫العبارة الثانية ٌ‬
‫آخر‪.‬‬
‫وحكمة األوائل وتفسري ِاهتم للظواهر كوسيلة من‬
‫ِ‬ ‫االعتماد لدرجةٍّ كبرية على العادات والتقاليد واخلربة الشخصية‬
‫َ‬ ‫_ يرفض‬
‫سيؤدي إىل الر ِ‬
‫كود‬ ‫لكن االسرتشاد بالرتاث الذي تراكم عرب القرون له قيمته‪ ،‬واالعتماد عليه فقط ِ‬ ‫وسائل الوصول إىل احلقيقة‪ ،‬و َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫االجتماع ِي‪.‬‬

‫_ نتائج البحث العلمي قابلة لإلثبات‪ ،‬ونعين هبذا إمكانية التأكد من نتائج البحث العلم ِي والربهنة عليها يف أ ِي ٍّ‬
‫وقت من‬

‫األوقات‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫_ نتائج البحث العلم ِي قابلة للتعميم ‪ ،‬ويقصد بذلك تعميم نتائج العينة موضوع البحث على مفردات جمتمعها الذي‬
‫صعب‬ ‫ِ‬
‫سهل‪ ،‬لكنَّه ٌ‬
‫عامة يستفاد منها يف تفسري ظواهر أخرى مشاهبة‪ ،‬والتعميم يف العلوم الطبيعية ٌ‬
‫أخ َذت منه واخلروج بقواعد َّ‬
‫لكن هذا خيتلف‬
‫ومرُّد ذلك إىل وجود جتانس يف الصفات األساسية للظواهر الطبيعية‪ ،‬و َّ‬
‫يف العلوم االجتماعية واإلنسانية؛ ُّ‬
‫يصعب معه‬
‫ُ‬ ‫فالبشر خيتلفون يف شخصياهتم وعواطفهم ومدى استجاباهتم للمؤثرات املختلفة مما‬
‫ُ‬ ‫بالنسبة للعلوم االجتماعية‬
‫احلصول على نتائج صادقة قابلة للتعميم‪.‬‬
‫ليتالءم وتنوع العلوم‬
‫َ‬ ‫للتعدُّد والتنوع‬
‫ميتاز املنهج العلمي باملرونة ليوائم املشاكل والعلوم املختلفة أي مرونته وقابليته ُّ‬ ‫‪-‬‬
‫واملشكالت البحثية‪.‬‬
‫_ يساعد على تنظيم خطوات الباحث وجهده ووقته‪.‬‬
‫_ يساعد على التفكري العلمي املنظم‪ ،‬وإتباع خطوات علمية متتابعة‪.‬‬
‫_ تسهيل عمل الباحث بإجراءات متفق عليها علميا‪.‬‬
‫يوجد العديد من التصنيفات املتبعة ملناهج البحث العلمي‪ ،‬وإن هذه املناهج ختتلف يف متطلباهتا وإجراءاهتا تبعا لطبيعة‬
‫البحث وأهدافه والظواهر اليت يبحث فيها‪ ،‬وإن ناك أكثر من تصنيف لتلك املناهج‪ ،‬ولكن ما يهمنا يف جمال الرتبية البدنية‬
‫والرياضية و‪:‬‬
‫_ املنهج التارخيي‪.‬‬
‫_ املنهج الوصفي‪.‬‬
‫_ املنهج التجرييب‪.‬‬

‫المحاضرة العاشرة‪:‬‬

‫‪-‬المنهج التاريخي‪ -‬تمهيد‪:‬‬


‫يعد املنهج التارخيي عنصرا ال غىن عنه يف إجناز الكثري من البحوث يف جمال العلوم اإلنسانية والغري إنسانية‪ ،‬فكثري من‬
‫الدراسات للظواهر اإلجتماعية ال تكفي املالحظة والدراسة امليدانية لفهمها بل حيتاج األمر إىل دراسة تطور تلك الظواهر‬
‫وتارخيها ليكتمل فهمها‪ ،‬ويعتمد املنهج التارخيي على وصف وتسجيل الوقائع واألحداث املاضية‪ ،‬ويدرسها وحيللها ويفسرها‬
‫على أسس علمية دقيقة‪ ،‬بغرض الوصول إىل نتائج متثل حقائق منطقية وتعميمات تساعد يف فهم ذلك املاضي واالستناد على‬
‫ذلك الفهم يف التعرف على احلاضر‪ ،‬وكذلك الوصول إىل التنبؤ باملستقبل‪.‬‬
‫واملنهج التارخيي و الذي يستخدمه اإلنسان يف التعرف على املاضي ويستخدمه الباحثون يف اجملال العلمي إذا ما أرادوا تعقب‬
‫حدث بعينه أو ظاهرة للتعرف على مدى تطورها عرب العصور‪ ،‬وحتديد عوامل تغريها وانتقال من حال إىل حال‪ ،‬فاألحداث‬
‫التارخيية ال ميكن إعادهتا مرة أخرى ألهنا حدثت يف املاضي‪ ،‬وال ميكننا أن ندير عجلة الزمن إىل الوراء‪ ،‬ولكن يستطيع الباحث‬

‫‪49‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫التارخيي أن يسرتجع ما كانت عليه ظاهرة ما يف زمان معني عن طريقة خملفات وأثار لتلك الظاهرة ‪،‬فالتاريخ يعترب سجل له‬
‫داللته ومعناه وليس جمرد تسجيل لألحداث املاضية‪ ،‬ففيه تتم دراسة األفراد واجلماعات واألحداث واحلركات واألفكار يف‬
‫عالقتها مبكان وزمان ما‪.‬‬
‫و املنهج التارخيي ال يقف عند جمرد الوصف وتسجيل األحداث والوقائع اليت جرت ومتت يف املاضي فحسب‪ ،‬وإمنا يتضمن‬
‫حتليال وتفسريا للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم احلاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث يف املستقبل‪ ،‬ويركز‬
‫البحث التارخيي عادة على التغري والتطور يف األفكار واالجتاهات واملمارسات لدى األفراد أو اجلماعات أو املؤسسات‬
‫االجتماعية املختلفة‪ ،‬ويستخدم الباحث التارخيي نوعني من املصادر للحصول على املادة العلمية ومها املصادر األولية والثانوية‪.‬‬
‫_ مصادر أولية كاآلثار والسجالت والوثائق و األشخاص‪.‬‬
‫_ مصادر ثانوية مثل كتابات الباحثني واملؤرخني والرواة‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المنهج التاريخي‪:‬‬


‫_ املنهج التارخيي و "الطريق الذي يتبعه الباحث يف مجع معلوماته عن األحداث واحلقائق املاضية‪ ،‬ويف فحصها‬
‫ونقدها وحتليلها والتأكد من صحتها‪ ،‬ويف عرضها وترتيبها وتفسريها‪ ،‬واستخالص التعميمات والنتائج العامة منها واليت‬
‫ال تقف فائدهتا على فهم أحداث املاضي فحسب بل تتعداه إىل املساعدة يف تفسري األحداث واملشاكل اجلارية ويف‬
‫توجيه التخطيط بالنسبة للمستقبل ويقوم املنهج التارخيي على أساس الفحص الدقيق والنقد املوضوعي للمصادر‬
‫املختلفة للحقائق العلمية" (اليمني ‪ ،2010،‬صفحة ‪.(165‬‬
‫‪ -‬و "املنهج الذي يعمل على اسرتداد التاريخ أو املاضي ‪،‬واكتشاف حلول للمشاكل اجلارية على ضوء ما مت يف املاضي‪،‬‬
‫ويعتمد كثريا على مجع املعلومات التارخيية ونقد ا وحتليلها" (اخلياط‪ ،‬أساليب البحث العلمي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)142‬‬
‫‪-‬‬ ‫و "املنهج املعين بوصف األحداث اليت وقعت يف املاضي وصفا كيفيا‪ ،‬يتناول رصد عناصر ا وحتليلها ومناقشتها‬
‫وتفسريها و االستناد على ذلك الوصف يف استيعاب الواقع احلايل‪ ،‬وتوقع اجتاهاهتا املستقبلية القريبة والبعيدة" (السيد علي‬
‫‪392 . 2011‬ص )‪.‬‬
‫‪ -‬و املنهج الذي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث املاضي‪ ،‬ويدرسها ويفسرها وحيللها على أسس علمية منهجية‬
‫ودقيقة‪ ،‬بقصد التوصل إىل حقائق وتعميمات تساعدنا يف فهم احلاضر والتنبؤ باملستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬و أسلوب يستخدم يف دراسة الظواهر واألحداث واملواقف اليت مضى عليها زمن قصري أو طويل‪ ،‬فهو مرتبط بدراسة املاضي‬
‫وأحداثه ‪،‬كما يرتبط بدراسة الظواهر احلاضرة بالرجوع لنشأهتا والتطورات اليت مرت عليها والعوامل اليت أدت لتكوينها‬
‫بالشكل احلايل‪.‬‬
‫‪ -‬املنهج التارخيي يدرس املاضي لفهم احلاضر والتنبؤ باملستقبل‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪50‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2‬أ هداف المنهج التاريخي‪:‬‬


‫*يهدف البحث التارخيي إىل‪:‬‬
‫‪ -‬الكشف عن معارف جديدة‪ ،‬وإيضاح املعارف القائمة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة احلوادث املاضية‪ ،‬وفهمها وشرحها وتفسري ا‪.‬‬
‫‪ -‬فحص األدلة اليت تتصل بأحداث املاضي وتقوميها لغرض استخدامها يف الوصول إىل نتائج دقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول إىل استنتاجات صحيحة تتعلق بأسباب األحداث املاضية واجتاهاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬التنبؤ باألحداث املستقبلية يف ضوء تقومي األحداث املاضية وأثر ا يف األحداث احلاضرة (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)127‬‬

‫‪ -3‬أهمية المنهج التاريخي‪:‬‬


‫*تتجلى أمهية البحث التارخيي فيما يلي‪:‬‬
‫اإلجابة عن األسئلة اخلاصة بأحداث املاضي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توضيح العالقة بني املاضي واحلاضر‪ ،‬ألن معرفة املاضي ميكن أن يقدم منظورا أفضل ألحداث احلاضر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسجيل وتقييم إجنازات األفراد‪ ،‬املنظمات أو املؤسسات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرف على تطور منا ج الرتبية الرياضية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة التطور التارخيي حلركات اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد الدراسات التارخيية على الربط بني الظوا ر احلالية واملاضية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة أهم التغريات اليت طرأت على القوانني وأنظمة اللعب اليت كانت من قبل وكذلك الصريورة اليت مرت هبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد يف الكشف عن املشكالت اليت واجهها اإلنسان يف املاضي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد يف حتديد العالقة بني املشكلة أو الظاهرة وبني العوامل البيئية واالجتماعية واالقتصادية اليت أدت هلا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرف على العوامل اليت أثرت على اجملاالت الرتبوية والرياضية‪.‬‬
‫التعرف على أهم املقاييس ونوعية املالعب واألدوات واألجهزة املستخدمة ومدى تطور ا عرب الزمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرف على خطوات ومراحل التسيري يف اجملال الرياضي ويف اإلدارة الرياضية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األسلوب التارخيي الوحيد الذي يدرس ظواهر التطور اإلنساين والطبيعي يف خمتلف اجملاالت (اخلياط‪ ،‬أساسيات‬ ‫‪-‬‬
‫البحوث الكمية والنوعية يف العلوم اإلجتماعية ‪ ،2010،‬صفحة ‪.)289‬‬
‫ولكن جيب مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫أن املادة التارخيية ترتبط باملاضي فتحتاج لنقد وفحص دقيقني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن املادة التارخيية ليست هدف ولكن وسيلة إلثبات الفروض والوصول لنتائج صاحلة للتعميم وميكن قبوهلا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورة توفر املهارة يف معاجلة الظوا ر التارخيية وتفسري ا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪51‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -4‬خطوات المنهج التاريخي‪:‬‬


‫يعتمد املنهج التارخيي نفس خطوات البحث العلمي يف دراسة املشكلة و هي حسب (أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪:)117‬‬
‫‪ -‬اختيار املشكلة وحتديدها‪.‬‬
‫‪ -‬مجع املادة التارخيية‪.‬‬
‫‪ -‬نقد املادة التارخيية‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة الفروض‪.‬‬
‫‪ -‬عرض النتائج وتفسريها‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة تقرير البحث‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اختيار المشكلة و تحديدها‪:‬‬
‫إن اختيار أحد املشكالت التارخيية لدراستها ليس باألمر السهل بل و من أهم األمور وأصعبها‪ ،‬والتوفيق يف هذه‬
‫املرحلة يعترب من املفاتيح املهمة واألساسية يف البحث‪ ،‬وهلذا ينبغي احلذر من اختيار مشكلة البحث التارخيي اليت تفتقر إىل‬
‫بيانات غري موجودة أو غري متاحة‪ ،‬ويف هذه احلالة مشكلة البحث يصعب دراستها بصورة متكاملة ويصعب اختبار فروض‬
‫البحث‪ ،‬وبالتايل عدم القدرة على التوصل إىل نتائج دقيقة‪ ،‬لذلك من املفضل اختيار موضوع البحث التارخيي حبيث يتعلق‬
‫بدراسة مشكلة واحدة حمددة بصورة واضحة بدال من اختيار مشكلة متسعة يصعب على الباحث دراستها بعمق يف وقت‬
‫مناسب‪.‬‬
‫إن البحث التارخيي خيضع يف تصميمه ومنهجه بالضبط‪ ،‬فهو تصميم متسلسل يفسر األسئلة ويضع اخلطة لإلجابة عنها‬
‫والبحث يف اجملال التارخيي يف الرتبية البدنية والرياضية خصب جدا‪ ،‬وميدان ثري باملواضيع اليت حتتاج إىل البحث والتقصي‬
‫والتحقيق‪ ،‬والتدقيق‪ ،‬والتمحيص‪ ،‬حىت تستطيع من خالهلا اإلجابة عن أسئلة عديدة يف جمال تاريخ احلركة الرياضية‪ ،‬كأن‬
‫يدرس مثال‪:‬‬
‫‪ -‬تطور األنشطة الرياضية سواء الفردية أو اجلماعية يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬دور فريق جبهة التحرير الوطين لكرة القدم يف نشر القضية اجلزائرية يف احملافل الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل نتائج إفريقيا يف الدورات األوملبية‪.‬‬
‫‪ -‬كرة القدم وتطور ا التارخيي يف إفريقيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جمع المادة التاريخية‪:‬‬
‫بعد أن حيدد الباحث أهداف حبثه ويضع تساؤالته ‪،‬يقوم جبمع املعلومات والبيانات التارخيية حول املوضوع(املادة‬
‫التارخيية)‪ ،‬وذلك بالرجوع إىل أثار وخملفات املاضي‪ ،‬وإىل خربات ومالحظات وروايات أشخاص آخرين عايشوا احلقيقة أو‬

‫‪52‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫الفرتة اليت يرغب يف دراستها أو مسعوا عنها من مصادر موثوقة‪ ،‬حيث يقوم الباحث جبمع وحصر املصادر واملراجع العلمية‬
‫للحصول على مادة علمية تارخيية حلل مشكلة البحث‪ ،‬واليت حسب األمهية تصنف إىل‪:‬‬
‫‪ -‬مصادر أولية (األصلية)‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر ثانوية ( اليت تؤخذ من املصادر األولية)‪.‬‬
‫أ‪-‬المصادر األولية‪ :‬أي املصادر اليت تتعلق باملوضوع بطريقة مباشرة‪ ،‬حيث تشمل كل من شهود العيان‪ ،‬اآلثار مثل بقايا‬
‫حضارات ماضية أو أحداث يف املاضي مثل‪ :‬بقايا املباين‪ ،‬واألدوات‪ ،‬واملالبس‪ ،‬والنقود‪ ،‬واألسلحة‪...‬اخل من األدوات اليت تعرب‬
‫عن حقبة تارخيية معينة‪ ،‬والوثائق مثل‪ :‬سجالت ألحداث ماضية‪ ،‬أشرطة مسعية أو بصرية‪ ،‬صور‪ ،‬رسائل‪ ،‬املذكرات‪ ،‬حماضر‬
‫احملاكم واإلحصائيات اهلامة‪ ،‬املخطوطات‪...‬إخل‪.‬‬
‫ب‪-‬المصادر الثانوية‪ :‬وهي املصادر اليت تؤخذ من املصادر األولية ويعاد تسجيلها أو نشرها بعد ذلك يف سجالت أخرى‬
‫وعادة ما تكون يف غري احلالة اليت مت تسجيلها يف املصادر األولية ‪،‬وتشمل كل ما نقل أو كتب عن املصادر األولية كالصحف‬
‫واجلرائد اليومية ‪،‬والتقارير‪ ،‬وبعض املراجع املتخصصة‪...‬اخل‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬نقد المادة التاريخية‪ :‬بعد مجع املادة العلمية من مصادر ا األولية والثانوية‪ ،‬يتطلب من الباحث دراسة هذه‬
‫املعلومات دراسة فاحصة وحيلل حمتواها ويتأكد منها‪ ،‬بعد ذلك يبدأ بعملية نقد هذه املعلومات وتقوميها للتأكد من صحتها‬
‫ودرجة موثوقية حمتواها ومصادرها وتزداد احلاجة إىل نقد املادة العلمية يف حالة حدوثها يف فرتة زمنية بعيدة وبني تسجيلها‪،‬‬
‫وهلذا حيتاج الباحث التارخيي إىل حس ووعي وذكاء وقدرة على فهم السلوك يف حتليل احلقائق التارخيية‪ ،‬وأن يتميز بالصرب‬
‫وسعة البال ‪،‬ولكي يعطي املؤرخ لإلنسانية وصفا دقيقا وصادقا لألحداث املاضية جيب أن ختضع املادة اخلربية اليت مجعت لنقد‬
‫خارجي وداخلي صارم‪.‬‬
‫أ‪ -‬النقد الخارجي‪ :‬ويعين التأكد من أصالة مصادر املعلومات‪ ،‬وكوهنا مصادر حقيقية صادرة عن أصحاهبا احلقيقيني‪ ،‬فهذا‬
‫النقد يوجه إىل الوثيقة أو املصدر وليس إىل ما حتويه من مضمون‪ ،‬وعلى ذا األساس فالنقد اخلارجي و عملية تقومي لغرض‬
‫إصدار حكم على صحة الوثيقة أو مصدرها ال حمتواها ‪ ،‬وهو يرتبط بشكل الوثيقة وصلتها بعصرها ومدى انتساهبا ملؤلفها‪،‬‬
‫وعليه جيب على الباحث التأكد من شيئني ضروريني مها صدق الوثيقة والتأكد من مصدر الوثيقة‪ ،‬ومن أبز أهداف النقد‬
‫اخلارجي اكتشاف أي تزوير أو حتريف يف الوثيقة أو املصدر من خالل إجابة الباحث على التساؤالت اليت تتعلق بالوثيقة أو‬
‫املصدر مثل‪:‬‬
‫مىت ظهرت أو صدرت الوثيقة ؟ و أين؟‬
‫‪ -‬هل كتبت يف وقت حدوث احلدث أم بعده مبدة؟‬
‫‪ -‬ما درجة املوثوقية بكاتبها أو اجلهة اليت صدرت عنها؟‬
‫‪ -‬هل متت كتابة الوثيقة خبط صاحبها أم كتبت عنه؟‬
‫‪ -‬هل تتحدث الوثيقة بلغة العصر الذي كتبت فيه؟‬

‫‪53‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬هل املواد اليت كتبت عليها تتفق مع العصر املنتمية هلا؟‬


‫‪ -‬من و كاتبها؟‬
‫‪ -‬هل هذه النسخة األصلية للوثيقة؟‬
‫‪ -‬هل هبا شطب إضافة أو حذف؟‬
‫‪ -‬هل تتحدث عن أشياء معروفة هبذا العصر؟ (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)134‬‬
‫ب‪ -‬النقد الداخلي‪ :‬ويعين حتديد مدى دقة وصحة حمتوى املعلومات والبيانات اليت تقدمها الوثيقة‪ ،‬ومدى صدقها وقيمتها‪،‬‬
‫أي يقتصر على التأكد من حقيق ة املعاين واملعلومات أو البيانات اليت اشتملت عليها الوثيق ة بشىت الطرق املختلفة والوقوف‬
‫على ما تضمنته من تناقضات أو أخطاء‪ ،‬لذلك فإن النقد الداخلي يهدف إىل‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد الظروف اليت أنتجت فيها الوثيقة لالستفادة منها يف تفسري املعلومات الواردة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد قيمة احملتوى وصلته بالبحث‪.‬‬
‫وذلك من خالل اإلجابة على التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ما الذي يعنيه املؤلف من كل كلمة وكل عبارة؟‬
‫‪ -‬هل العبارات اليت كتبها املؤلف ميكن الوثوق هبا؟‬
‫‪ -‬هل كان املؤلف ذا قدرة على رصد هذه األحداث؟‬
‫‪ -‬هل ناك تناقض يف حمتواها؟‬
‫‪ -‬هل الظروف احمليطة بكتابتها كانت تتسم حبرية التعبري والكتابة؟‬
‫‪ -‬ما مدى التوافق بني احملتوى اليت تقدمه الوثيقة وبني وجهات نظر اآلخرين ممن عاصروا األحداث أو شاهدوا؟‬
‫وخنلص إىل القول أن النقد اخلارجي يركز على التحليل الشكلي لبيانات الوثائق لغرض احلكم على مدى أصالتها وخلوها من‬
‫أي تزوير أو حتريف‪ ،‬أما النقد الداخلي فيهتم بالتحقق من دقة البيانات اليت حتتوي عليها تلك الوثائق وصدقها‪ ،‬ومعرفة‬
‫الظروف اليت أحاطت هبا يف وقت كتابتها أو إنتاجها (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)135‬‬
‫رابعا‪ -‬صياغة الفروض‪:‬‬
‫بعد إمتام مجع املعلومات وإجراء عمليات النقد الداخلي واخلارجي للمعلومات والبيانات التارخيية خيطو الباحث حنو‬
‫صياغة الفرضيات اليت تفسر األحداث والظواهر‪ ،‬حيث يقوم بوضع فروض البحث‪ ،‬واليت تتطلب منه قدرا كبريا من املهارة‬
‫والقدرة على التخيل‪ ،‬وسعة األفق والتفكري املنطقي السليم‪ ،‬فالباحث التارخيي ال يكتفي جبمع احلقائق ووصفها وتصنيفها‪،‬‬
‫وإمنا يقوم بصياغة فروض تفسر وقوع الظاهرة اليت يقوم بدراستها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫والفرض يف البحث التارخيي يبدأ على تصور ذهين عام ينطلق منه الباحث فيعمل على جتميع البيانات املمكنة اليت‬
‫حيتمل أن تزيد ذلك التصور جالء ووضوحا ‪،‬وبوضع هذه الفروض جتعل الباحث يركز على ما جيب إتباعه الجناز البحث‬
‫والتوجه حنو املصادر اليت ميكن أن حتتوي على معلومات تؤيد ذه الفروض أو ترفضها‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬عرض النتائج و تفسيرها‪:‬‬


‫بعد االنتهاء من مجع معلوماته ونقدها وفحصها وحتليلها‪ ،‬ومن صياغة الفروض املختلفة لتفسري احلوادث والظواهر‬
‫التارخيية اليت يدرسها‪ ،‬ومن اختبار كل فرض من الفروض اليت قدمها‪ ،‬يقوم الباحث بعرض النتائج اليت توصل إليها مبنتهى الدقة‬
‫وتفسريها ومناقشتها وحتليلها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬كتابة تقرير البحث‪ :‬بعد االنتهاء من إجراءات البحث ينتقل الباحث إىل املرحلة النهائية واألخرية من حبثه‪،‬‬
‫حيث يقوم بكتابة تقرير حبثه الذي يلخص فيه احلقائق والنتائج اليت توصل إليها يف أسلوب علمي رصني بعيدا عن املبالغات‪،‬‬
‫وبشكل منظم ودقيق‪ ،‬وهذا يف ضوء اخلطة اليت وضعها واليت ينبغي أن تتضمن‪ :‬مقدمة البحث التارخيي‪ ،‬ومشكلته‪ ،‬وفروضه‪،‬‬
‫واملنهج واألساليب املستخدمة الختبار الفروض مث النتائج اليت توصل إليها‪ ،‬واخلامتة واالقرتاحات مع ذكر قائمة املراجع ويف‬
‫بعض األحيان املالحق‪.‬‬
‫‪ -5‬عيوب المنهج التاريخي‪:‬‬
‫يعتقد بعض الباحثني أن الدراسات التارخيية اليت تستخدم املنهج التارخيي يف البحث ليست دراسات علمية وذلك‬
‫لعدم خضوعها للتجريب وعدم القدرة على ضبط العوامل املؤثرة أو تثبيتها و عزهلا‪ ،‬بينما يرى باحثون آخرون أن إخضاع املادة‬
‫التارخيية للنقد الداخلي واخلارجي يوفر قدرا من الدقة واملوضوعية يرقى باملنهج التارخيي إىل املستوى العلمي‪ ،‬إال أن النظر إىل‬
‫املنهج التارخيي كأسلوب علمي ال مينع من ذكر بعض املالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املعرفة التارخيية معرفة جزئية حبكم طبيعتها وليست كاملة‪ ،‬حيث ال ميكن احلصول على معرفة كاملة للماضي وذلك بسبب‬
‫مصادر املعرفة التارخيية وتعرضها للتلف والتزوير‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تطبيق املنهج العلمي يف األسلوب التارخيي لطبيعة الظاهرة التارخيية اليت يصعب إخضاعها للتجريب‪ ،‬حيث يواجه‬
‫الباحثون الذين يستخدمون األسلوب التارخيي صعوبة واضحة يف تطبيق املنهج العلمي يف البحث وذلك بسبب طبيعة‬
‫الظاهرة التارخيية وطبيعة مصادرها وصعوبة إخضاعها للتجريب وصعوبة وضع الفروض وصعوبة التنبؤ باملستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬املادة التارخيية أكثر تعقيدا من حيث املعلومات واملعارف يف جماالت احلياة األخرى‪ ،‬وبذلك يصعب على الباحث وضع‬
‫فروض معينة واختبار ا‪ ،‬ألن عالقة السبب بالنتيجة يف حتديد احلوادث التارخيية ليست عالقة بسيطة فاألسباب متشابكة‬
‫ويصعب رد النتيجة إىل إحداها‪.‬‬
‫ال ختضع املادة التارخيية للتجريب وبذلك يصعب إثبات الفرضيات وحتقيقها جتريبيا‪ ،‬فاملصادر التارخيية عرض ة للخطأ والبد‬
‫من اعتماد مالحظات اآلخرين وأقواهلم الن الباحث ال يتمكن من االتصال املباشر باملادة التارخيية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬يصعب الوصول إىل نتائج تصلح للتعميم يف األحباث التارخيية وذلك الرتباط الظاهرة التارخيية بظروف زمنية ومكانية‬
‫يصعب تكرارها بنفس الدرجة من الدقة ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة االعتماد عليه يف الوصول إىل استنتاجات حول أحداث املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة السيطرة على الظواهر التارخيية وضبطها كما و حال ضبط املتغريات يف البحوث األخرى ألن احلوادث التارخيية‬
‫حدثت يف زمن مضى وال ميكن تكرار حدوثها وضبط العوامل املؤثرة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬تعترب املوضوعية يف البحوث التارخيية أمرا مشكوكا فيه العتماد الباحثني يف بعض األحيان على شهادات أفراد يشك يف‬
‫نزاهتم (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)137‬‬

‫المحاضرة الحادية عشر‪:‬‬


‫‪ -‬المنهج الوصفي‪-‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يلجأ الكثري من الباحثني يف اجملال الرتبوي والنفسي والرياضي إىل استخدام املنهج الوصفي يف دراسة الكثري من‬
‫حاالت احلاضر‪ ،‬وعندما يكون على علم بأبعاد ا‪ ،‬فهو يهتم جبمع أوصاف دقيقة علمية للظاهرة املقصودة‪ ،‬ووصف للوضع‬
‫الراهن وتفسريه‪ ،‬كما يستخدم املنهج الوصفي يف التعرف على اآلراء واملعتقدات واالجتاهات عند األفراد واجلماعات‪،‬‬
‫ويستخدم الباحث الوصف من أجل التحقق وفهم أفضل للظاهرة موضوع البحث‪ ،‬وهو ال يقتصر على مجع البيانات وتدوينها‬
‫إمنا ميتد إىل ما و أبعد من ذلك ألنه يتضمن تفسري ا كذلك‪ ،‬ومعرفة العالقات اليت توجد بني ذه الظاهرة وغريها من الظوا ر‬
‫املتشاهبة‪ ،‬ومقارنتها مبا جيب أن يكون للتعرف على سبب حدوث املشكلة وطريقة حلها ووضع التنبؤات املستقبلية لألحداث‬
‫(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)123‬‬
‫الوصفي من أكثر مناهج البحث العلم ِي استخداما من قبل الرتبويني؛ لذلك فإنه وباإلضافة إىل ما ورد‬
‫ُّ‬ ‫ويعُّ ُّد املنهج‬

‫ات السابقة ميكن إبراز أهم خصائصه باآلتـي‪:‬‬


‫عنه يف الفقر ٍّ‬

‫فيخري الباحث منها ما له صلة بدراسته لتحليل العالقة‬


‫‪ -‬أنه يبحث العالقة بني أشياء خمتلفة يف طبيعتها مل تسبق دراستها‪َّ ،‬‬
‫بينها‪.‬‬
‫صحتها‪.‬‬
‫مقرتحات وحلوال مع اختبار َّ‬
‫ٍّ‬ ‫يتضمن‬
‫‪ -‬أنه َّ‬
‫عامة‪.‬‬
‫للتوصل إىل قاعدة َّ‬
‫يتم يف ذا املنهج استخدام الطريقة املنطقية (االستقرائية‪ ،‬االستـنـتاجية) ُّ‬
‫‪ -‬أنه كثريا ما ُّ‬
‫‪ -‬أنَّه يهتم جبمع أوصاف دقيقة علمية للظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -1‬تعريف المنهج الوصفي‪:‬‬


‫* ع ِرف املنهج الوصفي تعريفات عديدة نذكر منها ما يأيت‪:‬‬

‫هو "ذلك املنهج الذي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد يف الواقع‪ ،‬ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعرب‬ ‫‪-‬‬
‫عنها تعبريا كميا أو كيفيا" (أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪ ،)123‬فالتعبري (الوصف) الكيفي يصف لنا الظاهرة ويوضح‬
‫خصائصها‪ ،‬أما التعبري (الكمي) فيعطينا وصفا رقميا (كميا) يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها ودرجات ارتباطها مع‬
‫الظوا ر املختلفة‪ ،‬وبالتايل األسلوب الوصفي ال يقتصر على وصف الظاهرة ومجع املعلومات والبيانات فقط ولكن البد من‬
‫تصنيف املعلومات وتنظيمها والتعبري عنها كميا وكيفيا وذلك لفهم طبيعة العالقة بني هذه الظاهرة والظواهر األخرى‪.‬‬
‫و "جمموعة اإلجراءات البحثية اليت يقوم هبا الباحث بشكل متكامل لوصف الظاهرة املبحوثة معتمدا على مجع‬ ‫‪-‬‬
‫املعلومات والبيانات وتصنيفها‪ ،‬ومعاجلتها وحتليلها حتليال كافيا دقيقا الستخالص داللتها والوصول إىل نتائج أو تعميمات عن‬
‫الظاهرة ‪،‬أو املوضوع حمل البحث" (عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)138‬‬
‫و"أحد أشكال التحليل والتفسري العلمي املنظم‪ ،‬لوصف ظاهرة أو مشكلة حمددة وتصويرها كميا عن طريق مجع بيانات‬
‫ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو املشكلة وتصنيفها وحتليلها وإخضاعها للدراسة" (السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)393‬‬
‫يعترب طريقة لوصف الظاهرة املدروسة وتصويرها كميا عن طريق مجع معلومات مقننة عن املشكلة وتصنيفها وحتليلها‬ ‫‪-‬‬
‫وإخضاعها للدراسة الدقيقة‪ ،‬وهتتم الدراسة الوصفية بتحديد الظروف والعالقات اليت توجد بني الوقائع واملظاهر‪ ،‬كما هتتم‬
‫بتحديد املمارسات الشائعة والتعرف على اإلجتاهات وامليول واآلراء واملعتقدات عن األفراد واجلماعات وطريقة منوها وتطورها‪،‬‬
‫كما هتتم أيضا بالظروف اإلجتماعية والسياسية و اإلقتصادية والرياضية وغريها يف مجاعة معينة أو يف جمتمع معني‪ ،‬وتسهم‬
‫الدراسات الوصفة يف إضافة معلومات حقيقية عن الوضع الراهن للظواهر الرياضية املختلفة اليت تؤثر إجيابا أو سلبا على‬
‫الرياضة ككل‪.‬‬
‫و املنهج الذي يقوم بوصف ما و كائن وتفسريه‪ ،‬وحيدد الظروف والعالقات املوجودة بني املتغريات‪ ،‬وال يقتصر على‬ ‫‪-‬‬
‫مجع البيانات وتبويبها فحسب بل يتضمن قدرا من التفسري هلذه البيانات‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف المنهج الوصفي‪:‬‬
‫إن من أبرز أهداف املنهج الوصفي و فهم احلاضر من أجل توجيه املستقبل عن طريق توفري البيانات واحلقائق اليت‬
‫تتصل بالظاهرة‪ ،‬وكذا توضيح العالقات بني الظواهر املختلفة وبني مكونات الظاهرة نفسها لذلك فهو يهدف إىل‪:‬‬
‫مجع بيانات وحقائق مفصلة ملشكلة موجودة فعال يف جمتمع معني‪ ،‬لغرض حتديد حجم املشكلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حتديد وتوضيح املشاكل املوجودة فعليا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إجياد العالقة بني الظواهر املختلفة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إجراء مقارنات لبعض الظواهر أو املشكالت وتقوميها وإجياد العالقات بني تلك الظواهر أو املشكالت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪57‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫حتديد ما ينبغي فعله جتاه هذه الظواهر أو املشكالت من خالل اإلستفادة من آراء وخربات األفراد ووضع خطط‬ ‫‪‬‬
‫مستقبلية الختاذ القرارات املناسبة ملواقف مشاهبة‪.‬‬
‫وبشكل عام فإن املنهج الوصفي ال يهدف إىل وصف الظواهر أو وصف واقع كما و فقط‪ ،‬بل الوصول إىل‬
‫استنتاجات تساهم يف فهم هذا الواقع وتطويره (املاجد ‪ ،2001،‬صفحة ‪.)12‬‬
‫‪ -3‬خطوات المنهج الوصفي‪:‬‬
‫املنهج الوصفي و أحد أسلوب البحث العلمي أو الطريقة العلمية يف البحث‪ ،‬وال ختتلف خطوات املنهج الوصفي عن‬
‫ب قية خطوات البحوث األخرى‪ ،‬من حيث منط وطبيعة الدراسة والطريق اليت تسلكه ألهنا تعتمد على استخدام الطريقة العلمية‬
‫يف البحث‪ ،‬وهلذا يسري الباحث وفق هذا األسلوب على خطوات الطريقة العلمية نفسها‪ ،‬واليت تبدأ بتحديد املشكلة مث فرض‬
‫الفروض واختبار صحة الفروض إىل غاية الوصول إىل تعميم النتائج‪ ،‬لكن طبيعة املنهج الوصفي تتطلب من الباحث املزيد من‬
‫اخلطوات اليت ميكن عرضها على النحو التايل‪:‬‬
‫أ‪ -‬الشعور بمشكلة البحث وجمع المعلومات والبيانات التي تساعد على تحديدها‪:‬‬
‫اإلحساس مبشكلة البحث نقطةَ البداية يف البحث العلم ِي ‪ ،‬و هي تساؤل يدور يف ذهن الباحث حول‬
‫ُ‬ ‫يعُّ ُّد ُ‬
‫الشعوُر و‬
‫معني ‪ ،‬وعموما‬
‫غامض حيتاج إىل تفسري‪ ،‬وتنبع مشكلة البحث من شعور الباحث حبرية وغموض اجتاه موضوع َّ‬
‫ٍّ‬ ‫موضوع‬
‫فمشكلة الدراسة قد تكون نتيجة ملا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الشعور بعدم الرضا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحساس بوجود خطأٍّ ما‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة ألداء شيءٍّ جديد‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني الوضع احلايل يف ٍّ‬
‫جمال ما‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحديد المشكلة التي يريد الباحث دراستها وصياغتها في شكل سؤال أو أكثر من سؤال‪:‬‬
‫يسميها‬
‫الباحث خطوة بتحديد ا؛ وحتديد مشكلة البحث ‪ -‬أو ما َّ‬
‫ُ‬ ‫بعد الشعور واإلحساس مبشكلة البحث ينتقل‬
‫أمر مهمٌّ‬
‫يتم قبل االنتقال إىل مراحل البحث األخرى‪ ،‬و ذا ٌ‬
‫الباحثون أحيانا مبوضوع الدراسة ‪ -‬بشكل واضح ودقيق جيب أن َّ‬
‫الباحث‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ألن حتديد مشكلة البحث و البداية البحثية احلقيقية‪ ،‬وعليه ترتتب جودة وأمهية واستيفاء البيانات اليت سيجمعها‬
‫سيتوصل إىل نتائج دراسته اليت تتأثر أمهيتها بذلك‪ ،‬و هذا يتطلب منه دراسة واعية وافية جلميع جوانبها ومن مصادر‬
‫َّ‬ ‫ومنها‬
‫خمتلفة‪.‬‬
‫ت‪ -‬وضع الفرض أو الفروض كحلول مبدئية للمشكلة يتجه الباحث مبوجبها للوصول إىل احلل املطلوب‪.‬‬
‫ث‪ -‬اختيار العينة املالئمة هلذه الدراسة اليت ستجرى عليها الدراسة مع توضيح حجم ذه العينة وأسلوب اختيار ا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫ج‪ -‬خيتار الباحث أدوات البحث اليت سيستخدمها يف احلصول على املعلومات الالزمة حول املشكلة (استبيان‪ ،‬مقابلة‪،‬‬
‫مالحظة ‪ ،‬اختبار‪...‬إخل) و هذا وفقا لطبيعة مشكلة البحث وفروضه‪.‬‬
‫ح‪ -‬القيام بتعيني أدوات البحث اليت يرغب استخداما يف البحث‪.‬‬
‫خ‪ -‬تقنني أدوات البحث وهذا حبساب صدقها وثباهتا‪.‬‬
‫القيام جبمع املعلومات املطلوبة باستخدام األدوات اليت وظفها بطريقة دقيقة ومنظمة‪.‬‬ ‫د‪-‬‬
‫الوصول إىل النتائج وتنظيمها وتصنيفها‪.‬‬ ‫ذ‪-‬‬
‫حتليل النتائج وتفسريها‪.‬‬ ‫ر‪-‬‬
‫ر‪ -‬استخالص االستنتاجات والتعميمات املناسبة للدراسة (أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)125‬‬

‫‪ -4‬مميزات المنهج الوصفي‪:‬‬


‫يتميز املنهج الوصفي بعدة خصائص‪:‬‬
‫‪ ‬أنه يقدم معلومات وحقائق عن واقع الظاهرة احلايل‪.‬‬
‫‪ ‬يوضح العالقة بني الظوا ر املختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد يف التنبؤ مبستقبل الظاهرة نفسها‪.‬‬
‫‪ ‬يعترب األسلوب األكثر شيوعا واستخداما يف العلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -5‬عيوب المنهج الوصفي‪:‬‬
‫رغم املزايا السابقة لألسلوب الوصفي يوجه إليه الكثري من االنتقادات من بينها‪:‬‬
‫‪ ‬قد يعتمد الباحث على معلومات خاطئة من مصادر خاطئة‪.‬‬
‫‪ ‬قد يتحيز الباحث يف مجعه للمعلومات إىل مصادر معينة تزوده مبا يرغب من معلومات‪.‬‬
‫‪ ‬يتم مجع املعلومات يف الدراسات الوصفية عن طريق العديد من األشخاص‪ ،‬حيث كل واحد له أسلوبه اخلاص يف مجع‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬إن قدرة الدراسات الوصفية على التنبؤ تبقى حمدودة وذلك لصعوبة الظاهرة االجتماعية وسرعة تغري ا‪.‬‬
‫‪ -‬أمثلة‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة ظاهرة التسرب املدرسي‪( .‬أسلوب وصفي)‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة اجتاهات الطالب للدراسة باملعهد‪(.‬أسلوب وصفي)‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مشكالت عمل املرأة باجملتمع اجلزائري ‪ (.‬أسلوب وصفي)‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -6‬أنماط المنهج الوصفي‪:‬‬


‫ال يوجد اتفاق بني املشتغلني مبناهج البحث حول كيفية حتديد أقسام وأمناط املنهج الوصفي‪ ،‬حيث هناك أمناط كثرية خمتلفة‪،‬‬
‫لكن يف هذا الصدد سوف نتطرق إىل التصنيف األكثر شيوعا واستخداما يف اجملال الرياضي و هو على النحو التايل‪:‬‬
‫الدراسات املسحية‪ :‬وتشمل املسح املدرسي واملسح االجتماعي‪ ،‬دراسات الرأي العام ‪،‬حتليل العمل‪ ،‬حتليل الوثائق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسات العالقات املتبادلة‪ :‬وتشمل دراسات احلالة‪ ،‬والدراسات املقارنة‪ ،‬و االرتباطية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات التطورية‪ :‬مثل دراسات النمو الطويل واملستعرضة( الطريقة الطولية والطريقة املستعرضة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المنهج الوصفي‬

‫الدراسات التطورية‬ ‫دراسات العالقات المتبادلة‬ ‫الدراسات المسحية‬

‫الطريقة الطولية‬ ‫الدراسات اإلرتباطية‬ ‫املسح املدرسي‬

‫الطريقة املستعرضة‬ ‫الدراسات السببية املقارنة‬ ‫املسح اإلجتماعي‬

‫دراسة احلالة‬ ‫دراسات الرأي العام‬

‫‪ -‬شكل يوضح أمأنماطالمنهج الوصفي ‪-‬‬ ‫حتليل العمل‬

‫حتليل الوثائق( املضمون)‬

‫‪ 1-6‬الد راسات المسحية‪:‬‬


‫هي إحدى األساليب املستخدمة يف البحوث الوصفية اليت هتتم بدراسة عامة لظاهرة موجودة يف مجاعة معينة ويف‬
‫مكان معني يف الوقت احلاضر؛ أي موجودة بالفعل وقت إجراء املسح‪.‬‬
‫يقوم الباحث يف الدراسة املسحية مبالحظة الظاهرة ومجع املعلومات والبيانات عنها‪ ،‬بشكل دقيق ومفصل و هذا‬
‫هلدف التعرف على األوضاع الراهنة لتحسني األوضاع االجتماعية والرتبوية والنفسية والرياضية واالقتصادية‪ ،‬ويستفاد من املسح‬
‫يف التخطيط لتنمية احلياة البشرية من مجيع النواحي‪ ،‬ومعرفة أراء وأفكار اجلماعات والتعرف على ميوهلم واجتاهاهتم ‪،‬كما‬
‫ميكن أن يساعدنا املسح يف حتديد تأثري املشكالت املختلفة على اجملتمع‪ ،‬وقياس اجتاهات الرأي العام حنو موضوعات خمتلفة‬

‫‪60‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫وتقومي جهود األفراد لتحسني أوضاع معينة‪ ،‬ومعرفة مدى التقدم لظاهرة ما وإدخال التطور والتعديل عليها إذا ظهر هبا‬
‫نقص(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)127‬‬
‫*وقد عرفت الدراسة المسحية بأنها‪:‬‬
‫_ "جتميع منظم للبيانات املتعلقة مبؤسسات إدارية أو علمية أو ثقافية أو إجتماعية كاملكتبات واملدارس واملستشفيات مثال‬
‫وأنشطتها املختلفة وموظفيها خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬والوظيفة األساسية للدراسات املسحية هي مجيع املعلومات اليت ميكن‬
‫فيما بعد حتليلها وتفسري ا‪ ،‬ومن مث اخلروج باستنتاجات معينة" (السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)393‬‬
‫_ "ذلك النوع من البحث الذي يتم بواسطة استجواب مجيع أفراد جمتمع البحث أو عينة كبرية منهم‪ ،‬وذلك بقصد وصف‬
‫الظاهرة املدروسة من حيث طبيعتها ودرجة وجود ا فقط‪ ،‬دون أن يتجاوز ذلك إىل دراسة العالقة أو استنتاج األسباب"(السيد‬
‫علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)393‬‬
‫_ "حماولة حبثية منظمة لتقرير الوضع الراهن لظاهرة‪ ،‬أو موضوع‪ ،‬أو مجاعة‪ ،‬ووصفه وحتليله هبدف الوصول إىل معلومات وافية‬
‫دقيقة عنه‪ ،‬تنصب على الوقت احلاضر)وقت إجراء البحث( يف حماولة الكشف عن األوضاع القائمة لتطوير ا إىل‬
‫األفضل"(عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)139‬‬
‫وهتدف هذه الدراسات إىل الوصول لبيانات ميكن تصنيفها وتفسريها وتعميمها لالستفادة هبا يف املستقبل وخاصة يف‬
‫األغراض العلمية كما يستخدم كثريا ملعرفة الظواهر والتدقيق فيها وكشف العالقة بني خمتلف جوانبها‪ ،‬وهلذا فاملسح يستخدم‬
‫هلدف احلصول على معلومات من مجهور معني أو عينة منه‪ ،‬و هذا حلل املشكالت العالقة‪ ،‬كما أنه يساعدنا يف كشف‬
‫العالقة بني خمتلف الظواهر‪ ،‬اليت قد ال يستطيع الباحث الوصول إليها بدون استخدام املسح(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)127‬‬
‫و هي هتتم بدراسة الوضع الراهن‪ ،‬حيث مت الباحث مبالحظة الظاهرة ومجع املعلومات عنها يف احلالة اليت عليها وقت‬
‫دراستها‪ ،‬وليس عن طريق االعتماد على البيانات يف صور مصادرة أولية أو ثانوية كما يف املنهج التارخيي (العبادي ‪،2015،‬‬
‫صفحة ‪)76‬‬
‫‪ 1-1-6‬أهمية الدراسات المسحية‪:‬‬
‫توفري معلومات منظمة عن الكثري من الظواهر تؤدي إىل فهمها ومعرفة عناصر ا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسهم يف دراسة املشكالت ومعرفة آثارها وتقدمي اقرتاحات حللها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستفاد منها يف التخطيط للعملية التعليمية والرتبوية بشكل عام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عن طريقها ميكن معرفة الرأي العام واجتاهاته حنو الكثري من القضايا‪ ،‬علما بأن املسح قد يكون مسحا شامال جلميع‬ ‫‪-‬‬
‫أفراد اجملتمع ميكن السيطرة عليه وحصره بالكامل‪ ،‬وقد يكون عن طريق اختيار عينة ممثلة للمجتمع ومسح السمات املستهدفة‬
‫فيها وتعميم النتائج على اجملتمع الذي متثله(عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)140‬‬
‫‪ -2-1-6‬مراحل التخطيط للبحث المسحي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إجراءات تمهيدية‪ :‬تكمن اإلجراءات التمهيدية فيما يلي‪:‬‬
‫‪61‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫اهلدف من إجراء املسح‪ :‬جيب أن حيدد اهلدف من املسح حتديدا واضحا ومركزا مثال‪ :‬عندما يكون استطالع آراء‬ ‫‪-‬‬
‫املدربني حنو الربامج التدريبية‪ ،‬يف ذه احلالة يتطلب توضيح من م املدربني؟ ما و االختصاص الرياضي؟ من م املتدربني؟‬
‫جمتمع املسح‪ :‬يعترب حتديد جمتمع املسح اهلدف الثاين لإلجرءات التمهيدية لتصميم املسح‪ ،‬وبدون ذا التحديد تصبح‬ ‫‪-‬‬
‫عينة البحث غري ممثلة للمجتمع مما حيد من إمكانية تعميم النتائج‪.‬‬
‫إمكانية إجراء املسح‪ :‬مدى توفر اإلمكانات سواء من حيث التمويل املايل‪ ،‬أو من حيث توفر البيانات ومدى إمكانية‬ ‫‪-‬‬
‫احلصول عليها‪ ،‬وكذلك مدى إمكانية توفر األشخاص املساعدين جلمع البيانات‪ ،‬باإلضافة إىل إمكانية املعاجلة الفنية من‬
‫حتليل وتبويب للنتائج‪.‬‬
‫ب‪ -‬اختيار العينة‪.‬‬
‫ت‪ -‬استخدام أدوات المسح‪.‬‬
‫ث‪ -‬تحليل البيانات‪ :‬تتمثل ذه اخلطوة يف جتميع كم من البيانات وحتليلها إحصائيا‪.‬‬

‫‪ -3-1-6‬أنواع الدراسات المسحية‪:‬‬


‫‪ -‬أوال‪ :‬المسح المدرسي‪:‬‬
‫و املسح الذي يهتم بدراسة املشكالت والظوا ر والقضايا املتعلقة بامليدان الرتبوي ومكوناته كاملعلمني‪ ،‬والطلبة‬
‫وأساليب التعليم‪ ،‬واإلدارة املدرسية‪ ،‬و هو جيرى يف املؤسسات الرتبوية ألجل التقومي الداخلي واخلارجي للربامج التعليمية أو‬
‫بعض جوانبه لوضع خطط مناسبة لرفع الكفاءة العلمية الرتبوية وفعاليتها و ذا ألجل حتقيق األهداف الرتبوية(أمحد ‪،2009،‬‬
‫صفحة ‪.)127‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬المسح االجتماعي‪:‬‬
‫يهتم ذا النوع من الدراسات املسحية بدراسة املشكالت أو الظواهر املتعلقة باجملال االجتماعي‪ ،‬ومعرفة تأثريها على‬
‫اجملتمع‪ ،‬عن طريق مجع البيانات وحصر اإلمكانيات اليت هلا صلة باملشكلة‪ ،‬وحماولة وضع حلول مقرتحة هلذه املشكلة‪ ،‬وهو‬
‫يعاجل عدة جوانب من احلياة االجتماعية كدراسة الناحية السكانية‪ ،‬التعليمية‪ ،‬الصحية‪ ،‬الزراعية‪ ،‬الرياضية‪...‬إخل مثال‪ :‬كأن‬
‫يقوم باحث بالدراسة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تأثري ممارسة النشاطات الرياضية على سلوك املنحرفني داخل مؤسسات إعادة الرتبية‪.‬‬
‫‪ -‬تأثري ممارسة الرياضة يف التقليل من ظاهرة العنف داخل املؤسسات الرتبوية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬دراسات الرأي العام‪:‬‬


‫هتتم هذه الدراسات مبوقف الرأي العام أو اجلماعات إزاء مشكلة معينة يف زمن معني)السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة‬
‫‪ (394‬حبيث هتدف إىل معرفة أراء وأفكار اجلماعات وميوهلم واجتاهاهتم حنو مشكلة معينة )خمتلف القضايا املطروحة‬
‫‪62‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫لالستطالع( وقياس اجتا ات الرأي العام حنو موضوعات خمتلفة‪ ،‬وكثريا ما يستخدم هذا النوع من املسح يف اجملال الرياضي‬
‫وجمال الرتبية البدنية والرياضية‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪ -‬استطالع رأي اجلمهور بالنسبة للربامج الرياضية يف اإلذاعة والتلفزيون‪.‬‬
‫‪ -‬استطالع الرأي العام حول مستوى البطولة الوطنية لكرة القدم‪.‬‬
‫‪ -‬ابعار‪ :‬تحليل العمل‪:‬‬
‫ه ذا النوع من الدراسات املسحية يهتم بدراسة املعلومات واملهمات املرتبطة بعمل أو وظيفة‪ ،‬فهو يتوىل حتليل العمل أو‬
‫النشاط الذي يقوم به الفرد‪ ،‬بقصد توصيف األداء يف كل مهمة ‪ ،‬وعادة ما يتم عن طريق دراسة األوضاع اإلدارية والتنظيمية‬
‫والتعليمية والصحية وغريا داخل املؤسسات‪ ،‬وفيه جتمع البيانات واملعلومات عن أنشطة وواجبات ومسؤوليات العاملني‪ ،‬كذلك‬
‫وضعهم وعالقاهتم داخل اهليكل التنظيمي للعمل وظروف عملهم وطبيعتها وخرباهتم ومهاراهتم‪ ،‬حيث أن حتليل العمل يساعد‬
‫الباحثني واملسؤولني على املؤسسات العاملة جبمع معطيات خاصة حول الظروف الراهنة ومسات العمال ‪.‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬تحليل الوثائق(تحليل المحتوى أو المضمون)‪:‬‬
‫يهتم ذا النمط بتحديد اجتاهات األفراد واجلماعات حنو موضوع حمدد‪ ،‬و يربطه هذا العمل مبا حتتويـه الوثائق من‬
‫بيانات ومعلومات‪ ،‬وهو يستخدم يف عمله املنهج التارخيي‪ ،‬غري أن املنهج التارخيي يعتمد على دراسة األحداث املاضية‪ ،‬وحتليل‬
‫الوثائق يعتمد على دراسة الوضع الراهن أو احلايل‪ ،‬وكثريا ما يقوم الباحثون بتحليل القواعد والقوانني والقواعد اليت تضعها‬
‫اهليئات الوصية من خالل املنشورات واملراسيم والتقارير‪ ،‬ويقومون بتصنيف املعلومات املتحصل عليه ا ‪،‬و هذا يفيدنا يف وصف‬
‫الظروف واملمارسات القائمة يف اجملتمع والتعرف على االجتاهات والفروق يف املمارسات القائمة يف خمتلف املناطق‪.‬‬
‫‪ -2-6‬دراسات العالقات المتبادلة‪:‬‬
‫يف بعض األحيان ال يكتفي الباحث للحصول على أوصاف دقيقة للظواهر اليت يدرسها‪ ،‬ولكنه يهتم بالتعرف على‬
‫العالقات القائمة اليت ت ربط بني خمتلف الظوا ر‪ ،‬من خالل مجع البيانات وحتليلها والتعمق فيها‪ ،‬وبذلك فهي تسعى إىل‬
‫أبعد ما تسعى إليه الدراسات املسحية‪ ،‬ففيها ال يكتفي الباحث مبجرد مجع البيانات عن الوضع القائم بالظاهرة بل يسعى إىل‬
‫تعقب ذه البيانات لغرض الوصول إىل أبعاد أكثر عمقا عن الظاهرة‪ ،‬وتتفرع ذه الدراسات إىل ثالثة أنواع و ي كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬دراسة الحالة‪:‬‬
‫إن دراسة احلالة تقوم على البحث و التحليل املعمق للظاهرة‪ ،‬حيث إن الباحثني يف اجملال االجتماعـي والنفسي والرياضي‬
‫عادة ما يوجهون اهتماماهتم بدراسة شخصية الفرد هبدف تشخيص حالة معينة‪ ،‬باعتباره ممثل ومكون للجماعة الذي‬
‫ينتمي إليها‪ ،‬أو يقوم الباحث بدراسة مستفيضة لعدد حمدود من احلاالت املختلفة مثال دراسة التطور لشخصية ما‪ ،‬أو ظاهرة‬
‫أو جمال معني‪ ،‬كما أنه يصعب تعميمها على اجملتمعات األخرى‪ ،‬ألهنا دراسة خاصة حبالة معينة ميكن أن ال تكون يف غريها‬

‫‪63‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫من احلاالت ويستطيع الباحث احلصول على بيانات دراسة احلالة من العديد من املصادر كاملالحظات واملقابالت الشخصية‬
‫مع املفحوصني ومع األصدقاء واألقارب‪ ،‬واإلختبارات واملقاييس النفسية أو اإلجتماعية أو اجلسمية ‪...‬إخل‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الدراسات السببية المقارنة‪:‬‬
‫ويقصد هبذا النمط‪ ،‬ذلك البحث الذي يتعدى حدود وصف الظاهرة حمل الدراسة إىل معرفة أسباب حدوثها)كيف‬
‫وملاذا حتدث هذه الظاهرة(‪ ،‬من خالل إجراء مقارنات بني الظوا ر املختلفة‪ ،‬وهو حياول املقارنة بني جانبني أو أكثر من‬
‫جوانب البحث أو املوضوع‪ ،‬وهو يقارن نواحي التشابه و االختالف بني الظواهر ويصف العوامل اليت تكمن وراء الظاهرة‪،‬‬
‫فهي يبحث يف أسباب ونتائج حدوث االختالف بني جمموعتني أو أكثر(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)395‬‬
‫كما يُعرف منهج البحث السبيب املقارن على أنه البحث الذي حياول فيه الباحث حتديد السبب حلدوث فروق يف جمموعة من‬

‫األفراد‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قد يكون التفسري احملتمل للفروق الظاهرة بني التالميذ يف األداء احلركي و الفرض القائل بأن االشرتاك يف النشاط احلركي‬
‫خارج درس الرتبية البدنية والرياضية و العامل األساسي املسا م يف ذلك‪ ،‬ويقوم الباحث بتنفيذ االختبارات على العينتني وعند‬
‫املقارنة إذا تبني أن ناك فروق لصاحل التالميذ املشرتكني يف النشاط الرياضي خارج درس الرتبية البدنية والرياضية عندئذ النتيجة‬
‫حتقق صدق الفرض املقرتح‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬الدراسات اإلرتباطية‪:‬‬
‫الدراسة اإلرتباطية ي الدراسة اليت هتتم ببحث حجم ونوع العالقة القائمة بني متغريين أو أكثر‪ ،‬وكوهنا سالبة أم‬
‫موجبة ويعرب عن درجتها ومقدارها مبعامل االرتباط‪ ،‬ويلجأ إليها الباحث عندما يريد معرفة العالقات املتداخلة بني هذه‬
‫املتغريات كالعالقة بني الذكاء والتحصيل‪ ،‬والعالقة بني التحصيل واخللفية الثقافية لوالديه)عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.(159‬‬
‫فالبحث االرتباطي و حماولة التحقق من وجود أو عدم وجود عالقة بني متغريين قابلني للقياس‪ ،‬ويستخدم البحث االرتباطي‬
‫حملاولة اإلجابة عن ثالثة أسئلة ي‪:‬‬
‫‪ -‬ال توجد عالقة بني متغريين (أو أكثر)؟‬
‫‪ -‬ما هو اجتاه هذه العالقة؟‬
‫‪ -‬ما هو مقدار أو حجم هذه العالقة‪.‬‬
‫‪ --36‬الدراسات التطورية‪:‬‬
‫اختلف الكثري من املؤلفني والباحثني حول تسمية ذا النوع من الدراسات‪ ،‬فمنهم من يطلق عليها اسم دراسات النمو‬
‫والتطور‪ ،‬ومنهم من أطلق عليها اسم الدراسات النمائية‪ ،‬وآخرون أطلقوا عليها الدراسات التتبعية‪ ،‬و هذا النوع من الدراسات‬

‫‪64‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫اليت يهدف إىل قياس مقدار التطور أو دراسة التغريات احلادثة للظاهرة املبحوثة يف موقف أو جانب معني مع مرور الزمن أو يف‬
‫مرحلة زمنية حمددة‪ ،‬فهي حبوث تصف سري التطورات أو التغريات اليت حتصل للظاهرة عرب مدة زمنية حمددة‪ ،‬وال تقتصر على‬
‫وصف الوضع احلايل للظاهرة إمنا تتابع دراستها ملعرفة التغريات اليت متر هبا مع الزمن وما خلفها من عوامل أو أسباب‪،‬‬
‫وتستخدم هذه البحوث يف جماالت كثرية منها اجملال الرتبوي لدراسة النمو البشري وتطوره وما حيصل للفرد من تطور عرب الزمن‬
‫يف اجلوانب املختلفة احلركية‪ ،‬واللغوية‪ ،‬والوجدانية‪ ،‬وغري ا)عطية ‪ ،2009،‬صفحة ‪.(169‬‬
‫*ويتبع يف دراسة النمو إحدى الطريقتني‪:‬‬

‫‪ -1‬الطريقة الطويلة‪ :‬وتعين هذه الطريقة إجراء دراسة لظاهرة معينة خالل فرتة زمنية حمددة‪ ،‬كأن نقوم قياس النمو لدى‬

‫نفس العينة خالل طول فرتة اليت حنددها‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نقوم بدراسة النمو اجلسمي واإلنفعايل والنفسي عند األطفال من ‪1‬سنة إىل ‪ 6‬سنوات‪ ،‬ففي ذه الدراسة نقوم بدراسة‬
‫األطفال من العينة من السنة ‪ 1‬سنة مث نتتبعهم خالل ‪ 2‬سنة و‪ 3‬سنوات مث ‪4‬سنوات مث ‪ 5‬سنوات حىت ‪ 6‬سنوات‪ ،‬أي أننا‬
‫نقوم بدراسة تتبعية هلذه الظوا ر املدروسة من السنة األوىل حىت ‪ 06‬سنوات‪ ،‬وتتميز الدراسة الطولية بأهنا تتناول عددا أقل من‬
‫املفحوصني‪ ،‬وقياس عدد كبري من املتغريات‪.‬‬
‫‪ -2‬الطريقة المستعرضة‪ :‬وتعين إجراء دراسة على أكثر من جمموعة من الظواهر خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬كأن يدرس‬
‫الباحث النمو العقلي أو النمو االجتماعي ألكثر من جمموعة من األفراد بأعمار خمتلفة خالل فرتة زمنية حمددة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬يقوم الباحث باختيار جمموعة من األطفال يف أعمار خمتلفة وتطبق عليهم جمموعة واحدة من املقاييس بدال من تكرار‬
‫القياس على نفس األطفال كما يف الطريقة الطولية‪ ،‬أي أن الباحث يقوم بإمتام دراسته دون انتظار األطفال حىت يكربون‬
‫وميرون على كل السنوات ويف ذه الطريقة يقوم الباحث مبالحظة جمموعة خمتلفة وكل جمموعة مأخوذة من مستوى عمري معني‪،‬‬
‫مث يقوم بدراسة البيانات املتجمعة من هذه اجملموعات للتوصل إىل األمناط لعامة اليت يرغب يف دراستها ‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية عشر‪:‬‬


‫‪ -‬المنهج التجريبي ‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعد املنهج التجرييب أقرب مناهج البحوث حلل املشاكل بالطريقة العلمية الصحيحة واملوضوعية واليقينية يف البحث عن‬
‫احلقيقة واكتشافها وتفسريها والتنبؤ هبا والتحكم فيها‪ ،‬باإلضافة إىل إسهامه يف تقدم البحث يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫ومن بينها علم الرياضة‪ ،‬كما يعترب املنهج التجرييب من أكثر املنا ج العلمية اليت تتمثل فيها معامل الطريقة العلمية بصورة‬
‫واضحة ذلك أنه ال يقف عند جمرد وصف موقف أو حتديد حالة أو التأريخ للحوادث اليت وقعت يف املاضي‪ ،‬بل يقوم الباحث‬

‫‪65‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫بدراسة املتغريات املتعلقة بظاهرة معينة‪ ،‬واليت حيدث يف بعضها تغيريا مقصودا‪ ،‬ويتحكم يف متغريات أخرى حىت يتوصل إىل‬
‫العالقات السببية بني كل هذه املتغريات وأثناء ذلك يراعى حتقيق أقصى درجات الضبط العلمي‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المنهج التجريبي‪:‬‬
‫يقصد باملنهج التجرييب و "ذلك النوع من املناهج البحثية الذي يستخدم التجربة يف اختبار فرض معني ويقرر عالقة‬ ‫‪-‬‬
‫بني متغريين‪ ،‬وذلك عن طريق الدراسة للمواقف املتقابلة اليت ضبطت كل املتغريات ما عدا املتغري الذي يهتم بدراسة‬
‫تأثريه"(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)397‬‬
‫كما يعرف املنهج التجرييب بأنه" استخدام التجربة يف إثبات الفروض أو إثبات الفروض عن طريق التجريب‪ ،‬ويعترب‬ ‫‪-‬‬
‫املنهج التجرييب من أكثر وسائل البحث كفاية يف الوصول إىل معرفة موثوق هبا عند استخدامه يف حل املشكالت "(املاجد‬
‫‪ ،2001،‬صفحة ‪.)34‬‬
‫واملنهج التجرييب و املنهج الذي يعتمد على إجراء التجربة وفقا لضوابط حمددة‪ ،‬ويبحث العالقة بني السبب والنتيجة‬ ‫‪-‬‬
‫ويتميز بارتباطه وتفاعله بالظروف احمليطة‪ ،‬مبعىن آخر فإن املنهج التجرييب عبارة عن قياس حمكم ألثر عامل معني‪ ،‬هبدف‬
‫اختبار صحة الفروض العلمية اليت وضعها الباحث أو التحقق من نتائج معينة‪.‬‬
‫_ كما يعرف على أنه الطريقة حلل املشكالت بأسل وب علمي‪ ،‬عن طريق التحكم يف مجيع متغريات البحث واملؤشرات و‬

‫وضعهم حتت التجربة‪.‬‬

‫_ هو حماولة لضبط كل العوامل األساسية املؤثرة يف املتغري أو املتغريات التابعة يف التجربة ما عدا عامال واحدا يتحكم فيه‬
‫الباحث ويغريه على حنو معني بقصد حتديد وقياس تأثريه على املتغري أو املتغريات التابعة ‪ ،‬واملنهج التجرييب و الذي يقوم على‬
‫أساس املالحظة والتجربة إلثبات صحة الفروض‪ ،‬وذلك باستخدام قوانني علمية عامة‪.‬‬
‫ويسمى املتغري الذي يتحكم فيه الباحث عن قصد يف التجربة باملتغري املستقل أو(املتغري التجرييب) أو (املعاجل)‪ ،‬أما نوع الفعل أو‬
‫السلوك الناتج عن تأثري املتغري املستقل فيسمى املتغري التابع أو)الناتج(‪ ،‬وميكن أن تشمل التجربة على متغري مستقل ومتغري‬
‫تابع واحد‪ ،‬كما قد تشمل على أكثر من متغري مستقل وأكثر من متغري تابع و ذا يتوقف على طبيعة مشكلة البحث‪ .‬ومن‬
‫خالل ما تقدم ميكن أن نعرف املنهج التجرييب حسب (اليمني ‪ ،2010،‬صفحة ‪ )127‬يف اجملال الرياضي بأنه املالحظة‬
‫املوضوعية لظاهرة معينة حتدث يف موقف يتميز بالضبط احملكم‪ ،‬ويتضمن متغريا (عامال) أو أكثر بينما تثبت املتغريات‬
‫العوامل األخرى‪.‬‬
‫* وتتمثل األسس العامة للبحث التجرييب وطبيعته يف أنه‪:‬‬
‫‪ -‬يستخدم التجربة يف اختبار فرض معني ويقرر عالقة بني متغريين‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة ضبط كل املتغريات اليت تؤثر على الظاهرة عدا املتغري التجرييب وذلك لقياس أثره على الظاهرة أو الواقع‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫وتتنوع التجارب يف البحث التجرييب بني التجارب املعملية والتجارب غري املعملية‪ ،‬كما تتنوع التجارب حسب جمموعات‬
‫الدراس ة بني التجربة اليت جتري على جمموع ة واحدة والتجربة اليت جتري على أكثر من جمموع ة‪ ،‬وميكن أن يتنوع املدى‬
‫التجـرييب كذلك بني التجربة اليت حتتاج إىل وقت طويل والتجربة اليت حتتاج إىل وقت قصري‪.‬‬
‫‪ -2‬مصطلحات المنهج التجريبي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬المجموعة التجريبية ‪ :‬هي اجملموعة اليت تتعرض للمتغري املستقل)املتغري التجرييب( ملعرفة تأثري ذا املتغري عليها‪.‬‬
‫‪-2-2‬المجموعة الضابطة ‪ :‬هي اجملموعة اليت تظل حتت الظروف العادية وال تتعرض للمتغري التجرييب‪ ،‬وفائدة هذه‬
‫اجملموعة للباحث أن الفروق بني اجملموعتني التجريبية والضابطة ناجتة عن املتغري التجرييب الذي تعرضت له اجملموعة‬
‫التجريبية و هي أساس للحكم ومعرفة النتيجة‪.‬‬
‫‪-2-2‬الضبط التجريبي‪ :‬يقصد بالضبط التجرييب احملاوالت املبذولة إلزالة تأثري أي متغري)ما عدا املتغري املستقل( الذي ميكن‬
‫أن يؤثر على املتغري التابع‪ ،‬والضبط التجرييب نوع من التثبيت أو عزل للمتغريات اليت يرى الباحث أهنا قد تؤثر على نتائج‬
‫التجريب وبدون ممارسة الباحث إلجراءات الضبط الصحيحة‪ ،‬فإنه يصعب على الباحث أن يتعرف على املسببات احلقيقية‬
‫للنتائج‪ ،‬وبالتايل جيب على الباحث أن يتحكم يف جمموعة من املتغريات اليت ميكن أن تؤثر يف البحث وعلى نتائجه‪ ،‬وإتاحة‬
‫اجملال للمتغري التجرييب وحده بالتأثري على املتغري التابع‪ ،‬فإذا مل يتمكن الباحث من ضبط هذه العوامل فإنه ال يستطيع التكلم‬
‫عن حبث جترييب‪ ،‬ألن ذا األخري مرتبط بضبط العوامل احمليطة بالتجربة‪.‬‬
‫والبحث يف اجملال الرتبوي عموما والرتبية البدنية خصوصا‪ ،‬يصعب فيه ضبط العوامل احمليطة بالتجربة‪ ،‬و ذا نتيجة لطبيعة هذه‬
‫الظواهر املعقدة‪ ،‬لكن جيب على الباحث أن يسعى دائما لوضع تصميمات جتريبية لبحثه لتوفري أكرب قدر من الضبط ويهدف‬
‫الباحث من عملية الضبط إىل حتقيق جمموعة من األهداف هي‪:‬‬
‫‪-1-2-2‬عزل المتغيرات أو تثبيتها‪:‬‬
‫يقوم الباحث يف البحوث التجريبية بعزل أو تثبيت املتغريات اليت قد تؤثر يف املتغري التابع‪ ،‬و ذا العزل أو التثبيت يف‬
‫البحوث التجريبية ضروري ومهم‪ ،‬حىت تكون النتائج ذات داللة ومصداقية ‪ ،‬وحىت نستطيع التأكد من أن التغريات اليت‬
‫حدثت يف املتغري التابع ي راجعة فقط إىل املتغري املستقل‪.‬‬
‫فالعزل يقصد به تنحية املؤثر الذي ميكن أن يؤدي إىل تغري يف نتيجة املتغري املستقل‪ ،‬كأن نأخذ على سبيل املثال ما يلي‪:‬‬
‫إذا أردنا أن نعرف أثر اللمس يف التمييز بني األشياء‪ ،‬فإننا نعصب عيون املفحوصني حىت نتمكن من فحصهم‪ ،‬وبالتايل قمنا‬
‫بعزل متغري يكون له أثر على عملية التمييز‪.‬‬
‫أما التثبيت فعندما يتعذر على الباحث عزل املتغريات اليت تؤثر يف البحث مثل السن‪ ،‬أو اجلنس‪ ،‬أو الذكاء ‪،‬أو الوزن ويف ذا‬
‫احلال يكون الباحث ملزما على تثبيت ذه العوام ل حىت تكون نتائجه ذات داللة ومصداقية‪ ،‬و هنا يكون الباحث ملزما‬
‫بتوزيع العينة على جمموعات بشكل متشابه أو متجانس حىت يثبت ذه العوامل‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪-1-2-2‬التغير في كم المتغير التجريبي‪:‬‬


‫إن التغري يف كم املتغري التجرييب يعين قدرة الباحث على التحكم يف مقدار تأثري املتغري املستقل على املتغري التابع يف‬
‫التجربة‪ ،‬ولكي يتمكن من ذلك جيب أن يكون الباحث قادرا على التغيري يف كم املتغريات التجريبية اليت يتناوهلا يف حبثه‪ ،‬فمثال‬
‫يف اجملال الرياضي بإمكان الباحث التحكم يف كم املتغريات التجريبية باستخدام برنامج تدرييب باألثقال فيمكنه التحكم يف‬
‫أوزان األثقال املستخدمة أو ميكنه التغيري يف شدة احلمل يف برنامج التدرييب‪ ،‬ويساعد ذا التحكم الكمي يف املتغريات املستقلة‬
‫بالتعرف على تأثري ذه املتغريات الكمية يف درجاهتا املختلفة على املتغري التابع يف التجربة‪.‬‬
‫‪-2-2-2‬التغير الكمي للمتغيرات‪:‬‬
‫يهدف الباحث التجرييب إىل حتديد التغري احلادث يف املتغري التابع يف صورة كمية‪ ،‬فهو ال يكتفي بأن يقر بوجود عالقة‬
‫ارتباطيىة إجيابية أو سلبية بني املتغري التابع واملتغري املستقل فحسب‪ ،‬وإمنا يكون دفه األساسي حتديد درجة العالقة بني ذين‬
‫املتغريين بشكل كمي‪.‬‬
‫‪ -3-2‬متغيرات البحث‪ :‬هي كل العوامل اليت تدخل يف نطاق التجربة البحثية‪ ،‬واليت قد يغري ا الباحث‪ ،‬وتؤثر يف نتائج‬
‫البحث‪ ،‬ويف البحوث التجريبية تكون هذه املتغريات واضح ة املعامل حيث تكون يف ثالث ة أمناط هي‪ :‬املتغريات املستقلة‪،‬‬
‫واملتغريات التابعة‪ ،‬واملتغريات املشوشة‪.‬‬
‫‪-1-3-2‬المتغير المستقل‪ :‬ويسمى أيضا املتغري التجرييب‪ ،‬وهو املتغري الذي يهدف الباحث إىل دراسة آثاره على متغري‬
‫آخر ويصطلح عليه باملتغري التابع)نتيجة(‪ ،‬أو و املتغري الذي يفرتض الباحث أنه السبب‪ ،‬أو أحد األسباب لنتيجة معينة‪،‬‬
‫ودراسته قد تؤدي إىل معرفة أثره على متغري آخر‪.‬‬
‫المتغير التابع‪ :‬ويسمى أيضا باملتغري النتاج‪ ،‬وهو العامل الذي يتبع العامل املستقل‪ ،‬ويعرف بأنه املتغري الذي‬ ‫‪-1-4-2‬‬
‫يتغري نتيجة تأثري املتغري املستقل‪ ،‬أو و املتغري الذي يراد معرفة تأثري املتغري املستقل عليه؛ أي ذا املتغري يكون ناجتا أو يتغري تبعا‬
‫لتغيري متغري آخر)املتغري املستقل‪(.‬‬
‫‪ -‬مثال‪ :1‬اإلعداد البدين اجليد يزيد من فرص التفوق الرياضي ‪.‬‬
‫‪ -‬املتغري املستقل‪ :‬اإلعداد البدين اجليد ‪.‬‬
‫املتغري التابع‪ :‬التفوق الرياضي ‪.‬‬
‫‪ -‬مثال ‪ :2‬أثر استخدام األسلوب األمري على تعلم مهارة التمرير يف كرة الطائرة‪.‬‬
‫‪ -‬املتغري املستقل‪ :‬األسلوب األمري‪.‬‬
‫‪ -‬املتغري التابع‪ :‬مهارة التمرير يف كرة الطائرة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -2-4-2‬المتغير المشوش)المتغيرات المشوشة‪(:‬‬


‫وهي مجيع املتغريات اليت ميكن أن تؤثر على املتغري املستقل حىت تغري النتيجة أال وهي املتغري التابع‪ ،‬وهي مرتبطة بعملية‬
‫الضبط‪ ،‬ويف جمال الرتبية البدنية والرياضية فإن املتغريات املشوشة عديدة جدا‪ ،‬ألن السلوك اإلنساين يف اجملال الرياضي يتميز‬
‫بالتعدد والتنوع‪ ،‬وعلى ذا جيب على الباحث كما ذكرنا سابقا ضبط أو تثبيت ذه املتغريات‪ ،‬وعليه عند ضبط هذه املتغريات‬
‫جيب ضبط ثالثة متغريات ي على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ -1-3-4-2‬المتغيرات المرتبطة بمجتمع البحث‪:‬‬
‫يوجد جمموعة من املتغريات املرتبطة بالعينة املدروسة )جمتمع البحث( واليت جيب على الباحث أن يضبطها بدقة‪ ،‬واليت‬
‫ميكن أن تؤثر يف املتغري التابع ونذكر منها السن‪ ،‬واجلنس‪ ،‬واحلالة اجلسمية‪ ،‬واحلالة االنفعالية ‪،‬والذكاء‪ ،‬اخلربات الرتبوية‪،‬‬
‫والثقافية و االجتماعية إىل غري ذلك من األمور املرتبطة ارتباطا وثيقا بعينة البحث ‪ ،‬فالباحث ال يستطيع أن جيزم بدقة أثر‬
‫املتغري املستقل على املتغري التابع إال إذا وجد الوسائل املساعدة على ضبط ذه العوامل‪ ،‬وخاصة يف التجارب اليت تدور على‬
‫املقارنة بني أكثر من جمموعة‪ ،‬لذلك فإن التخطيط اجليد للبحث التجرييب يتطلب من الباحث أن يراعي عند إجراء التجارب‬
‫بني أكثر من جمموعة حتقيق التكافؤ بينها يف املتغريات أو اخلصائص الذي ميكن أن تؤثر يف املتغري التابع‪ ،‬لكي يظهر بوضوح‬
‫األثر احلقيقي للمتغري أو املتغريات املستقلة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا أردنا دراسة أثر برنامج رياضي على تعلم مهارة ما عند العيب كرة اليد‪ ،‬فإذا أظهرت النتائج تفوق جمموعة جتريبية على‬
‫الضابطة يف تلك املتغريات‪ ،‬فال ميكن احلكم بأن تفوق اجملموعة التجريبية يرجع إىل تأثري الربنامج الرياضي املقرتح ألننا مل حندد‬
‫املستوى‪ ،‬وال السن‪ ،‬وال تركيبة اجملموعة من الناحية األسرية والثقافية واالجتماعية إىل غري ذلك‪ ،‬وعلى ذا األساس جيب ضبط‬
‫هذه العوامل حىت حنقق التجانس والتكافؤ يف اجملموعات قبل البدء يف التجريب(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)142‬‬
‫‪ -2-3-4-2‬المتغيرات المرتبطة باإلجراءات التجريبية‪:‬‬
‫كل حبث علمي له إجراءاته اخلاصة به‪ ،‬ويف البحوث التجريبية ناك إجراءات ضرورية إذ مل يتم ضبطها فإهنا تؤثر على‬
‫نتائج البحث‪ ،‬ولذلك جيب توجيه اإل متام إىل ضبط اإلجراءات التجريبية للحصول على نتائج على درجة عالية من الصدق‪.‬‬
‫ومن املتغريات املهمة ي‪:‬‬
‫‪ -‬الزمان‪.‬‬
‫‪ -‬املكان‪.‬‬
‫‪ -‬االختبارات‪.‬‬
‫‪ -‬حمتوى التجربة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا أردنا أن نعرف أثر برنامج تدرييب على تعلم املهارات احلركية يف رياضة ما‪ ،‬فإننا نقوم باختاذ مجيع التدابري‬
‫واالحتياطات يف مجيع النواحي البدنية و املهارية والنفسية واالجتماعية والعقلية‪ ،‬حبيث ال ميكن أن يؤثر التباين يف اخلصائص‬

‫‪69‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫املذكورة يف نتائج التجربة‪ ،‬ولكن إذا فشلنا يف ضبط اإلجراءات التجريبية فإن االختالفات فيها قد تؤثر يف تأثري الربنامج‬
‫التدرييب‪ ،‬ويف إتقان املهارات‬
‫احلركية‪ ،‬فإذ مل يعط للمجموعتني نفس القدر من املمارسة‪ ،‬أو قمنا بتطبيق الربنامج التدرييب على إحدى اجملموعتني صباحا‬
‫واألخرى مساءا‪ ،‬أو تدريب إحدى اجملموعتني يف قاعة‪ ،‬وأخرى يف اهلواء الطلق‪ ،‬أو أعطينا إلحدامها وقتا خيتلف عن األخرى‬
‫يف إجراء االختبار البعدي‪ ،‬فهذه كلها عوامل تتعلق باإلجراءات التجريبية تؤثر يف التجربة‪ ،‬وعلى ذا األساس فإن ضبط‬
‫اإلجراءات التجريبية له أمهية كبرية يف البحوث التجريبية‪ ،‬حىت ميكننا أن نرجع االختالفات بني اجملموعات التجريبية والضابطة‬
‫إىل تأثري املتغري التجرييب وحده‪.‬‬
‫‪ -3-3-4-2‬المتغيرات الخارجية‪:‬‬
‫يوجد العديد من املتغريات اخلارجية اليت ميكن أن تؤثر على املتغري التابع يف التجربة‪ ،‬فتدريب إحدى اجملموعتني يف‬
‫شروط ختتلف عن شروط اجملموع ة األخرى‪ ،‬يؤثر على التجربة يف مثالنا السابق‪ ،‬أو تدريب اجملموع ات مع بعض قد يؤدي‬
‫إىل تب ادل اكتساب اخلربة بينها مما يؤثر على نتائج القياس البعدي‪.‬‬
‫‪ -5-2‬التجربة‪ :‬مالحظة الظاهرة حتت ظروف حمكومة‪ ،‬والتحكم يف مجيع املتغريات باستثناء متغري واحد‪ ،‬أي جو ر‬
‫التجريب و التحكم يف املتغريات(مرسى ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)73‬‬
‫‪ -6-2‬االختبار القبلي‪ :‬وهو االختبار الذي ختتربه اجملموعتان التجريبية والضابطة قبل إجراء التجربة‪.‬‬
‫‪ -7-2‬االختبار البعدي‪ :‬وهو االختبار الذي ختتربه اجملموعتان التجريبية والضابطة بعد إجراء التجربة‪.‬‬

‫‪ -3‬خطوات المنهج التجريبي‪:‬‬


‫اخلطوات املستخدمة يف البحث التجرييب ي نفس اخلطوات املستخدمة يف منا ج البحوث األخرى و هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬صياغة املشكلة وحتديد أبعادها‪.‬‬
‫ب‪ -‬صياغة الفروض‪.‬‬
‫ت‪ -‬وضع تصميم جترييب وقد يتطلب ذلك من الباحث القيام مبا يأيت‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار العينة‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف املفحوصني يف جمموعات متجانسة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد العوامل غري التجريبية وضبطها‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد الوسائل واملتطلبات اخلاصة بقياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها‪.‬‬
‫‪ -‬تعيني مكان التجربة و وقت إجرائها والفرتة اليت تستغرقها‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باختبارات أولية استطالعية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫ث‪ -‬القيام بالتجربة املطلوبة‪.‬‬


‫ج‪ -‬تنظيم البيانات وحتديد ا بشكل يؤدي إىل تقدير جيد وغري متحيز‪.‬‬
‫ح‪ -‬تطبيق الوسائل اإلحصائية املناسبة لتحديد مدى الثقة يف نتائج التجربة والدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬تصميمات المنهج التجريبي‪:‬‬
‫ويقصد به إعداد اإلجراءات اليت سيستخدمها الباحث الختبار فروضه‪ ،‬ومن هذه اإلجراءات اختيار العينة‪ ،‬ضبط‬
‫العوامل املؤثرة غري العامل املستقل‪ ،‬حتديد مكان وزمان التجربة‪ ،‬إعداد االختبارات‪ ،‬وبالتايل يكون الباحث قام بتحديد الكيفية‬
‫اليت سيدير هبا دراسته‪ ،‬لكي حيصل على إجابة عن مشكلة البحث وتساؤالته‪.‬‬
‫‪ -4-1‬أنواع التصميمات التجريبية‪:‬‬
‫توجد مناذج متعددة من التصميمات التجريبية‪ ،‬وعلى الباحث اختيار التصميم التجرييب املناسب حسب طبيعة الدراسة‬
‫من أجل اختبار صحة الفرض‪ ،‬وسوف نتناول فيما يلي بعض التصميمات التجريبية اليت يشيع استعماهلا يف اجملال الرياضي و‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -1-1-4‬أسلوب المجموعة الواحدة‪:‬‬
‫يستخدم هذا األسلوب على جمموعة واحدة فقط من األفراد‪ ،‬تتعرض الختبار قبلي ملعرفة حالتها قبل إدخال املتغري‬
‫التجرييب مث نعرضها للمتغري التجرييب ونقوم بعد ذلك بإجراء اختبار بعدي‪ ،‬فيكون الفرق يف نتائج اجملموعة على االختبارين‬
‫القبلي والبعدي ناجتا عن تأثر ا باملتغري التجرييب‪ ،‬وميكن تلخيص ذا التصميم كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إجراء اختبار قبلي للمجموعة قبل إدخال املتغري املستقل‪.‬‬


‫‪ -‬إدخال املتغري املستقل" التجرييب"‪.‬‬
‫‪ -‬جيرى اختبار بعدي لقياس تأثري املتغري املستقل على املتغري التابع‪.‬‬
‫‪ -‬حيسب الفرق بني املتوسط القبلي والبعدي مث ختترب داللة ذا الفرق إحصائيا)السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.(400‬‬

‫‪ -2-1-4‬أسلوب المجموعات المتكافئة‪:‬‬


‫للتغلب على عيوب التصميم التجرييب ذي اجملموعة الواحدة تستخدم تصميمات تتضمن أكثر من جمموعة ولكن‬
‫ويشرتط أن تكون اجملموعات متكافئة متاما ‪ ،‬حيث ندخل العامل التجرييب على اجملموعة التجريبية وترتك األخرى يف ظروفها‬
‫الطبيعية وبذلك يكون الفرق ناجتا عن تأثر اجملموعة التجريبية بالعامل التجرييب‪.‬‬
‫إن حتقيق التكافؤ بني اجملموعات التجريبية والضابطة أمر مهم لكي تكون اجملموعات متماثلة قدر اإلمكان يف مجيع‬
‫العوامل اليت تؤثر يف املتغري التابع‪ ،‬وإذا مل ميكن حتديد وتكافؤ اجملاميع ال ميكن التأكد من الفروق بني اجملموعتني التجريبية‬
‫والضابطة مثال ترجع إىل املتغري املستقل أم إىل الفروق األصلية بني اجملموعتني‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -3-1-4‬أسلوب تدوير المجموعات‪:‬‬


‫يستخدم الباحث ذا التصميم حني يريد أن يقارن بني أسلوبني يف العمل أو بني تأثري متغريين مستقلني فإنه مييل إىل‬
‫استخدام أسلوب تدوير اجملموعات‪ ،‬ويقصد هبذا األسلوب أن يعمل الباحث على إعداد جمموعتني متكافئتني وتعرض األوىل‬
‫للمتغري التجرييب األول والثانية للمتغري التجرييب الثاين‪ ،‬وبعد فرتة ختضع األوىل للمتغري التجرييب الثاين وختضع اجملموعة الثانية‬
‫للمتغري التجرييب األول‪ ،‬مث يقارن بني أثر املتغري األول على اجملموعتني وأثر املتغري الثاين على اجملموعتني كذلك ‪ ،‬وحيسب الفرق‬
‫بني أثرا ملتغريين وفيما يلي توضيح ذا التصميم‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار جمموعتني متكافئتني‪ ،‬إحدامها جتريبية أوىل‪ ،‬واألخرى جتريبية ثانية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريض اجملموعة األوىل للمتغري املستقل األول‪ ،‬واجملموعة األخرى للمتغري املستقل الثاين‪.‬‬
‫‪ -‬بعد فرتة من الزمن‪ ،‬يتم تعريض اجملموعة األوىل للمتغري املستقل الثاين‪ ،‬واجملموعة األخرى للمتغري املستقل األول‪.‬‬
‫‪ -‬املقارنة بني أثر املتغري املستقل األول على اجملموعتني‪ ،‬وأثر املتغري املستقل الثاين على اجملموعتني‪.‬‬
‫‪ -‬حساب داللة الفرق بني أثر املتغريين(السيد علي ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)400‬‬

‫‪ -5‬مميزات المنهج التجريبي‪:‬‬


‫‪ -‬يسمح املنهج التجرييب مبعرفة قيمة تأثري املتغري املستقل على املتغري التابع‪.‬‬
‫‪ -‬يتميز املنهج التجرييب بتحقيق مستوى عال من الضبط التجرييب‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الضبط يف التجريب بصفة عامة يعين مزيدا من الثقة يف النتائج اليت توصل إليها‪.‬‬
‫‪ -‬يستطيع الباحث من تكرار التجربة أكثر من مرة للتأكد من صحة النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬توفر املوضوعية أي عدم حتيز الباحث للبحث‪.‬‬
‫‪ -6‬عيوب المنهج التجريبي‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة إجياد عينة ممثلة خلصائص اجملتمع مما جيعل تعميم نتائج التجربة أمرا صعبا‪ ،‬ألن عدم متثيل العينة للمجتمع مينع‬
‫تعميم نتائجها‪.‬‬
‫‪ -‬دقة النتائج تعتمد على دقة األدوات‪.‬‬
‫‪ -‬دقة النتائج تعتمد على دقة ضبط العوامل املؤثرة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة ضبط املتغريات بشكل يصعب عزهلا أو تثبيتها‪.‬‬
‫‪ -‬تتم التجارب يف ظروف مصطنعة و ليست طبيعية مما تؤثر على استجابة املفحوصني‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫المحاضرة الثالثة عشر‪:‬‬


‫‪ -‬خطوات البحث العلمي‪-‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ات أساسية وجورية‪ ،‬وهذه اخلطوات يعاجلها الباحثون تقريبا بالتسلسل‬
‫مير البحث العلمي الكامل الناجح خبطو ٍّ‬
‫حبث إىل‬ ‫املتعارف عليه‪ ،‬وخيتلف الزمن واجلهد املبذوالن ِ‬
‫لكل خطوة من تلك اخلطوات‪ ،‬كما خيتلفان للخطوة الواحدة من ٍّ‬
‫ات البحث العلم ِي الكامل حبيث ال ميكن تقسيم البحث إىل مراحل زمنية منفصلة تنتهي‬
‫آخر‪ ،‬وتتداخل وتتشابك خطو ُ‬
‫عمل له أولوله آخر ‪،‬وما بينهما توجد خطوات ومراحل ينبغي أن يقطعها‬
‫مرحلةٌ لتبدأَ مرحلةٌ تالية فإجراء البحوث العلمية ٌ‬
‫ومهارةُ الباحث تعتمد أساسا على استعداده وعلى تدريبه يف ذا اجملال‪ ،‬وعموما البَّ َّد من أن يـربز‬
‫ُ‬ ‫الباحث بدقةٍّ ومهارة‪،‬‬
‫ُ‬
‫مر هبا من البداية حىت النهاية‪،‬‬
‫ودقيق حبيث يستطيع قارئ حبثه معرفة كافة اخلطوات اليت َّ‬
‫اضح ٍّ‬‫بشكل و ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫الباحث تلك اخلطوات‬
‫ُ‬
‫موضوعي ويتيح لباحثني آخرين إجراء دراسات‬
‫ٍّ‬ ‫بشكل‬
‫ٍّ‬ ‫التعرف على أبعاد البحث وتقوميه‬
‫و ذا من شأنه أن يساعد القارئ يف ُّ‬
‫موازيـة ملقارنة النتائج‪.‬‬
‫وقد اختلفت وجهات نظر العلماء فيما يتعلق باخلطوات اليت جيب أن يتبعها الباحث يف إجراءات حبثه‪ ،‬ولكن على‬
‫الرغم من وجود ذه االختالفات يف خطواهتا إال أن ناك مراحل وخطوات عامة تلتقي عند ا البحوث العلمية يكاد يكون نسبة‬
‫اتفاق حوهلا سنحاول عرضها حسب الرتتيب اآليت‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعور واإلحساس بمشكلة البحث‪:‬‬


‫إن أول خطوات البحث العلمي لدى الفرد تبدأ بالشعور بوجود مشكلة نتيجة التصافه حبب االستطالع واالكتشاف‬
‫الشعوُر‬
‫ُ‬ ‫حيث أنه يسعى دائما إىل االتصال مبن حوله والتعرف على الظواهر ‪،‬ومييل إىل التفسري للحوادث‪ ،‬وعليه يعُّ ُّد‬
‫اإلحساس مبشكلة البحث نقطةَ البداية يف البحث العلم ِي‪ ،‬واإلحساس باملشكلة مرتبط باستعمال الفكرة والتفكري إلجياد‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫مستمرة ومنتظمة ما دامت املشكلة قائمة‬
‫َّ‬ ‫بصورةٍّ‬
‫ٌّك للفكر وإلثارة التفكري ٍّ‬
‫احللول املناسبة بصورة موضوعية علمية‪ ،‬فهو إذن حم ٌّ‬
‫حل (اخلياط ‪ ،2011،‬صفحة ‪.)43‬‬
‫وحباجة إىل ٍّ‬
‫معني‪ ،‬ومن الضرور ِي التمييز بني مشكلة البحث‬
‫وتنبع مشكلة البحث من شعور الباحث حبرية وغموض جتاه موضوع َّ‬
‫غامض‬
‫ٍّ‬ ‫ومشكالت احلياة العادية‪ ،‬فمشكلةُ البحث ي موضوع الدراسة‪ ،‬أو ي تساؤل يدور يف ذ ن الباحث حول موضوع‬
‫تساؤل حول أبعاد العالقة بني املعلِم والطالب وتأثري ا يف حتقيق أ داف العملية‬
‫ٌ‬ ‫حيتاج إىل تفسري‪ ،‬فقد يدور يف ذ ن الباحث‬
‫يب‬
‫اإلجيايب أو السل ُّ‬
‫ُّ‬ ‫التعليمية والرتبوية‪ ،‬وبالتايل فإنَّه يقوم بإجراء دراسة حول ذا املوضوع‪ ،‬ومشكلة البحث يف ذه احلالة و التأثري‬
‫توصل الباحث لطبيعة ذه‬ ‫حل هلا‪ ،‬فإذا ما َّ‬‫لطبيعة العالقة بني املعلم والطالب‪ ،‬وتزول مشكلةُ البحث بتفسري ا أو بإجياد ٍّ‬
‫يضع العالج لألبعاد السلبية فهذه مشكلةٌ‬
‫حل املشكلة دون أن يكون مطلوبا منه أن َ‬‫العالقة وحتديد تأثري ا فإنَّه يكون قد َّ‬
‫حبثيةٌ أخرى‪ ،‬وعموما فمشكلة الدراسة قد تكون نتيجة ملا يلي‪:‬‬
‫‪73‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬الشعور بعدم الرضا‪.‬‬


‫‪ -‬اإلحساس بوجود خطأٍّ ما‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة ألداء شيءٍّ جديد‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني الوضع احلايل يف ٍّ‬
‫جمال ما‪.‬‬
‫‪ -‬توفري أفكار جديدة يف ِ‬
‫حل مشكلة موجودة ومعروفة مسبقا‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد مشكلة البحث‪:‬‬
‫املشكلة ي ظاهرة حتتاج إىل التفسري أو قضية يشوهبا الغموض‪ ،‬وتبدأ بعد ذلك عملية البحث إلزالة ذا الغموض الذي‬
‫حييط هبا‪ ،‬من أجل الوصول إىل تفسريات علمية لإلجابة على التساؤالت اليت تتعلق هبذه الظاهرة‪ ،‬فبعد الشعور واإلحساس‬
‫يسميها الباحثون أحيانا مبوضوع الدراسة ‪-‬‬
‫الباحث خطوة بتحديد ا‪ ،‬وحتديد مشكلة البحث ‪ -‬أو ما َّ‬
‫ُ‬ ‫مبشكلة البحث ينتقل‬
‫حتديد مشكلة البحث و البداية‬
‫ألن َ‬ ‫مهم َّ‬
‫أمر ٌّ‬
‫يتم قبل االنتقال إىل مراحل البحث األخرى‪ ،‬و ذا ٌ‬
‫بشكل واضح ودقيق جيب أن َّ‬
‫سيتوصل إىل نتائج دراسته اليت‬
‫َّ‬ ‫الباحث ومنها‬
‫ُ‬ ‫البحثية احلقيقية‪ ،‬وعليه ترتتب جودة وأمهية واستيفاء البيانات اليت سيجمعها‬
‫تتأثر أمهيتُها بذلك‪ ،‬و ذا يتطلب منه دراسة واعية وافية جلميع جوانبها ومن مصادر خمتلفة‪ ،‬علما أن حتديد مشكلة البحث‬
‫الباحث دراسته وليس يف ذ نه‬
‫ُ‬ ‫بشكل واضح ودقيق على الرغم من أمهية ذلك قد ال يكون ممكنا يف بعض األحيان‪ ،‬فقد يبدأ‬
‫ٍّ‬
‫البحث واالستقصاء وبالتايل فإنه ال حر َج من إعادة صياغة‬
‫َ‬ ‫غامض بوجود مشكلةٍّ ما تس ُّ‬
‫تحق‬ ‫ٍّ‬ ‫شعوٍّر‬
‫عامة أو ٍّ‬
‫سوى فكرة َّ‬
‫مرَّكبة فعلى‬ ‫ِ‬
‫ف وقتا وجهدا‪ ،‬وإذا كانت مشكلة البحث َّ‬ ‫لكن ذا غالبا ما يكل ُ‬
‫املشكلة بتقُّدُّم سري البحث ومرور الزمن‪ ،‬و َّ‬
‫جزءٍّ من املشكلة‬ ‫كل منها مشكلة فرعية يساهم حلها يف ِ‬
‫حل ٍّ‬ ‫الباحث أن يقوم بتحليلها وِرِد ا إىل عَّدَّة مشكالت بسيطة متثل ٌّ‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد أ هداف البحث‪:‬‬
‫اهلدف من البحث يفهم عادة على أنه السبب الذي من أجله قام الباحث ببحثه‪ ،‬فالباحث عادة وبعد أن ِ‬
‫حيد َد‬ ‫ُ‬
‫داف ِ‬
‫يوضحها حتت عنوان بارز‪ ،‬فالباحث حني خيتار لبحثـه‬ ‫أسئلة حبثه ينتقل خطوة إىل ترمجتها بصياغتها على شكل أ ٍّ‬
‫موضوعا معينا )مشكلة حبثية( يهدف يف النهاية إىل إثبات قضية معينة أو نفيها أو استخالص نتائج حمَّدَّدة‪ ،‬وحتديد األهداف‬
‫الباحث أثناء البحث باإلحباط أو االرتباك‪ ،‬وقد ال يدري إن كانت احلقائق اليت‬
‫ُ‬ ‫مفتاح النجاح يف البحوث‪ ،‬فقد يشعر‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫مجعها مالئمة أو كافية وال يسعفه يف مثل ذه املواقف إالَّ األهداف احملَّدَّدة‪ ،‬فتحديد األهداف ذو صلة قويَّة بتحديد مشكلة‬
‫البحث‪ ،‬وهو الحق ال سابق لتحديد ا‪ ،‬والباحث الذي جييد حتديد وحصر موضوعه يكون أكثر قدرة على صياغة أ داف‬
‫حتديد أ داف البحث إالَّ حتدي ٌد حملاوره اليت سيتناوهلا الباحث من خالهلا‪ ،‬ومن املبادئ اليت ميكن االسرتشاد هبا عند‬
‫حبثه‪ ،‬وما ُ‬
‫املبادئ اآلتـية‪:‬‬
‫ُ‬ ‫كتابة أ داف البحث‬

‫‪74‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬أن تكو َن أ داف البحث ذات صلة بطبيعة مشكلة البحث‪.‬‬


‫لعامة‪.‬‬
‫أن األهداف احملَّدَّدة خريٌ من األهداف ا َّ‬ ‫‪ -‬أن َّ‬
‫يتذكَر الباحث دائما َّ‬
‫‪ -‬أن تكو َن األهداف واضحة ال غامضة تربك الباحث‪.‬‬

‫‪ -‬أن َ‬
‫خيترب وضوح األهداف بصياغتها على شكل أسئلة‪.‬‬
‫‪ -4‬جمع المادة العلمية (جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة)‪:‬‬
‫تعترب املراجع من األدوات واملصادر اليت ال غىن عنها للباحث للحصول على املعطيات واملعلومات اليت تساعد يف بناء‬
‫وحل املشكلة املطروحة‪ ،‬لذلك جيب على الباحث أن يكون على إطالع مستمر ويقوم جبمع كل املعطيات املتعلقة مبوضوع‬
‫البحث‪ ،‬من كتب ومراجع علمية‪ ،‬كذلك البحوث والدراسات السابقة مبختلف اللغات سواء كانت هلا عالقة بنقطة أو أكثر‬
‫يف البحث(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)40‬‬
‫‪ -5‬وضع الفروض العلمية‪:‬‬
‫بعد صياغة املشكلة وحتديد أ داف البحث تأيت خطوة فرض الفروض‪ ،‬حيث يقوم الباحث بوضع تصور مبدئي كتفسري‬
‫مقرتح أو ختمينات معقولة كحل ممكن للظاهرة قيد البحث‪ ،‬و ذه التفسريات أو التخمينات يطلق عليها الفرض‪ ،‬و ي تعتمد‬
‫على خربة الباحث واطالعه يف موضوع حبثه‪ ،‬حيث إن وضع الفروض ليست عملية إعتباطية أو ارجتالية تقوم على أهواء‬
‫الباحث وإمنا ي عملية تقتضي التأمل والتفكري واالستناد إىل أسس علمية واطالع على األدب النظري للموضوع وما سبق‬
‫فيه من دراسات سابقة إلجياد ما يربر القضية‪.‬‬
‫‪ -6‬اختبار الفروض‪:‬‬
‫تعترب ذه املرحلة من أ م مراحل البحث‪ ،‬فالفرض يف حد ذاته ليست له قيمة علمية ما مل يكن اختبار صحته علميا‬
‫وموضوعيا حيث أن التحقق من صحتها يعين أن الباحث قد متكن من الوصول إىل احلل الصحيح للمشكلة اليت يقوم‬
‫بدراستها وعلى ذا فغالبا مما يؤدي الفرض إىل القيام مبالحظات متعددة وإجراء جتارب للتأكد من صدقه وصحته(أمحد‬
‫‪ ،2009،‬صفحة ‪.)41‬‬
‫‪ -7‬عرض و تحليل و تفسير النتائج‪:‬‬
‫إن نتائج البحث ي خالصة ما توصل إليه الباحث من بيانات‪ ،‬وعلى الباحث بعد أن ينتهي من إجراء جتاربه والتحقق من‬
‫صحة فروضه يصل يف النهاية إىل جمموعة من النتائج ‪ -‬سواء كانت تتفق مع توقعاته أو ختتلف عنها‪ -‬اليت يقوم بتنظيمها يف‬
‫جداول ورسوم بيانية إىل غري ذلك من أجل تسهيل قراءهتا وفهمها وتلخيصها‪ ،‬ويقوم الباحث مبناقشتها وتفسري ذه النتائج‬
‫حىت يتمكن من إدراك العالقات القائمة بني خمتلف أجزائها وجوانبها والوصول إىل استنتاجات حمددة يعتمد عليها الباحث يف‬
‫تفسري املوضوع الذي بصدد دراسته‪ ،‬ومعرفة الفروض اليت ميكن قبوهلا واألخرى اليت ميكن نفيها أو تتعارض مع النتائج‬
‫والوصول إىل حل املشكلة قيد البحث‪ ،‬وتعترب مرحلة التحليل من أ م مراحل البحث العلمي وأخطر ا‪ ،‬وعليها تتوقف‬

‫‪75‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫التفسريات والنتائج‪ ،‬وهلذا جيب على الباحث أن يوليها أكرب قدر من العناية واال متام‪ ،‬وان يكون دقيقا فيها وإال أصبحت‬
‫نتائجه وتفسريات ه مشكوكا فيها و ذا ما يقلل من قيمة دراسته‪.‬‬
‫‪ -8‬الوصول إلى تعميمات علمية للنتائج‪:‬‬
‫يف ذه املرحلة يقوم الباحث بتعميم النتائج على اجملتمع كله وحىت على احلاالت املشابه ة‪ ،‬واليت مل تدخل يف نطاق حبث ه‬
‫(أمحد ‪ ،2009،‬صفحة ‪.)41‬‬

‫‪76‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أبو القاسم عبد القادر صاحل‪ ،‬أمحد الشيخ أمحد ‪،‬سليمان حيي حممد عبد اهلل‪ ،‬عبد الو اب عبد اهلل حممد‪ ،‬علي عبد‬ ‫‪-1‬‬
‫اهلل احلاكم‪ ،‬عفاف عبد الرحيم حممد‪ ،‬عصام حممد عبد املاجد( ‪ .)2001.‬املرشد يف إعداد البحوث والدراسات العلمية‪.‬‬
‫السودان‪:‬‬
‫مركز البحث العلمي والعالقات اخلارجية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫أمحد حسني الرفاعي ‪ 2007.‬مناج البحث العلمي ‪ -‬تطبيقات إدارية واقتصادية ‪ .-‬عمان ‪ -‬األردن ‪ :-‬دار‬ ‫‪-2‬‬
‫وسائل للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫بوداود عبد اليمني ‪ 2010.‬مناج البحث العلمي يف علوم وتقنيات النشاط البدين الرياضي‪ .‬اجلزائر‪ :‬ديوان‬ ‫‪-3‬‬
‫املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫بوداود عبد اليمني‪ ،‬عطاء اهلل أمحد ‪ .2009.‬املرشد يف البحث العلمي لطلبة الرتبية البدنية والرياضية‪ .‬اجلزائر‪ :‬ديوان‬ ‫‪-4‬‬
‫املطبوعات اجلزائرية‪.‬‬
‫‪ -5‬حسن أمحد الشافعي ‪ ،‬سوزان أمحد علي ‪ .1999.‬مبادئ البحث العلمي يف الرتبية البدنية وال رياضية‬
‫‪.‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪.‬‬
‫‪ -6‬حسن أمحد الشافعي‪ ،‬حممد حسني عابدين‪ ،‬سوزان أمحد على مرسى ‪ .2009.‬مبادئ البحث العلمي يف الرتبية‬
‫البدنية والرياضية والعلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ .‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪ :‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫حسن شحاتة ‪ .2008.‬املرجع يف مناج البحوث الرتبوية والنفسية‪ .‬القا رة‪ :‬مكتبة الدار العربية‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫محدي شاكر حممود ‪ .2006.‬البحث الرتبوي للمعلمني واملعلمات ‪.‬اململكة العربية السعودية‪ :‬دار األندلس للنشر‬ ‫‪-8‬‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -9‬حيدر عبد الرزاق كاظم العبادي ‪ .2015.‬أساسيات كتابة البحث العلمي يف الرتبية البدنية وعلوم الرياضة‪.‬‬
‫البصرة‪ -‬العراق‪ :‬شركة الغدير للطباعة والنشر احملدودة‪.‬‬
‫‪ -10‬عامر قنديلجي ‪ .2008.‬البحث العلمي واستخدام مصادر املعلومات التقليدية واإللكرتونية‪ .‬عمان ‪ -‬األردن‪ :‬دار‬
‫اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -11‬عبد الرشيد بن عبد العزيز حافظ ‪ .2012.‬أساسيات البحث العلمي‪ .‬اململكة العربية السعودية‪ :‬جامعة امللك عبد‬
‫العزيز‪.‬‬
‫‪ -12‬عدنان عوض ‪ .2008.‬مناج البحث العلمي‪ .‬القا رة ‪ -‬مصر‪ :‬الشركة العربية املتحدة للتسويق والتوريدات‪.‬‬
‫‪ -13‬عصام الدين متويل عبد اله‪ .2016.‬كيفية إعداد حبث أو دراسة يف جمال الرتبية البدنية والرياضية‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار‬
‫الوفاء لدنيا الطباعة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫السنة أولى جذع مشترك‬ ‫منهجية البحث العلمي‬

‫‪ -14‬عكلة سليمان احلوري‪ ،‬ند سليمان على ‪ .2016.‬الدليل إىل البحث العلمي ومناجه يف العلوم الرتبوية واإلنسانية‪.‬‬
‫القا رة‪ :‬مركز الكتاب احلديث‪.‬‬
‫‪ -15‬فاخر عاقل ‪ .1982.‬أسس البحث العلمي يف العلوم السلوكية‪ .‬عمان‪ :‬اجلامعة األردنية‪.‬‬
‫‪ -16‬كامل املغريب ‪ .2002.‬أساليب البحث العلمي‪ .‬عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -17‬ماجد حممد اخلياط ‪ .2010.‬أساسيات البحوث الكمية والنوعية يف العلوم االجتماعية‪ .‬عمان ‪ -‬األردن‪ :‬دار الراية‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -18‬ماجد حممد اخلياط ‪ .2011.‬أساليب البحث العلمي‪ .‬عمان ‪ -‬األردن‪ :‬دار الراية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -19‬حمسن علي عطية ‪ .2009.‬البحث العلمي يف الرتبية مناجه‪ ،‬أدواته‪ ،‬وسائله اإلحصائية‪ .‬عمان األردن‪ :‬دار املناهج‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -20‬حممد السيد علي ‪ .2011.‬موسوعة املصطلحات الرتبوية‪ .‬عمان‪ :‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة‪.‬‬
‫‪ -21‬حممد حسن عالوي‪ ،‬أسامة كامل راتب ‪ .1999.‬البحث العلمي يف الرتبية الرياضية وعلم النفس الرياضي‪ .‬القا رة ‪-‬‬
‫مصر‪ :‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫‪ -22‬حممد خان ‪ .2011.‬منهجية البحث العلمي وفق نظام ‪ .LMD‬اجلزائر‪ :‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫‪ -23‬مروان عبد اجمليد إبرا مي ‪ .2000.‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل اجلامعية‪ .‬عمان ‪ -‬األردن‪ :‬مؤسسة الوراق‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -24‬مروان عبد اجمليد إبرا مي ‪ .2002.‬طرق ومناج البحث العلمي يف الرتبية البدنية والرياضية ‪.‬عمان‪ :‬الدار العلمية‬
‫الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪78‬‬

You might also like