You are on page 1of 5

‫‪bac-done.

tn‬‬

‫مناهج التشريع‬

‫في تحديد المفاهيم‪:‬‬


‫مناهج التشريع‪:‬‬

‫هي القواعد العامة والطرق التي يتوصل لها المجتهد إلى استنباط األحكام الشرعية‪ ،‬من أدلتها في الوضعيات التي ليس لها‬
‫حكم في القرآن أو السنة‪.‬‬

‫االجتهاد‪:‬‬

‫االجتهاد هو بذل الجهد العقلي فهي استنباط األحكام الشرعية من أدلتها لما يستجد من حوادث ال نص على حكمها في‬
‫القرآن والسنة النبوية‪.‬‬

‫الحاجة إلى االجتهاد‪:‬‬


‫األحكام الشرعية محدودة وال تشمل كل جزئيات الحياة بتوقف نزول الوحي بينما قضايا الحياة غير متناهية‪ ،‬لذلك يعتبر‬
‫االجتهاد ضروري لوضع أحكام للقضايا المستجدة‪ .‬كما أن االجتهاد أداة للتواصل بين النصوص الشرعية الثابتة (القرآن‬
‫والسنة) وبين الحياة ومصالح الناس المتجددة‪ .‬وباالجتهاد يؤدي العقل دوره في التفكير والبحث والدراسة وبالتالي سد باب‬
‫الجمود الفكري والحضاري والتخلف‪ .‬كما يم ّكن المسلم من معالجة قضايا الحياة فال يكون الدين بمعزل عن الواقع وبالتالي‪،‬‬
‫يحقق االجتهاد التجديد المستمر في الفكر التشريعي وهوا ما يساهم في إثراء الثروة الفقهية ومواكبة العصر‪.‬‬

‫مجاالت االجتهاد‪:‬‬
‫النصوص القطعية واضحة ال تحتمل اجتهادا أو تأويال ففيما يكون االجتهاد؟‬

‫االجتهاد فيما فيه نص‪:‬‬

‫أي النصوص التي وردت في إطار الظنية في ثبوتها كالسنة النبوية أو في داللتها كالقرآن والسنة‪.‬‬

‫االجتهاد فيما ال نص فيه‪:‬‬

‫أي القضايا التي لم ينص عليها القرآن والسنة وهو أوسع مجال لالجتهاد لتطور الحياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫شروط االجتهاد‪:‬‬
‫شروط ذاتية‪:‬‬

‫اإلسالم والعقل والبلوغ والعدالة‪.‬‬

‫شروط موضوعية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪bac-done.tn‬‬

‫تتمثل الشروط الموضوعية في حذق اللغة العربية والمعرفة بأصول الفقه ومعرفة مقاصد الشريعة والمعرفة بالمحكم‬
‫والمتشابه ومعرفة درجات األحاديث ومعرفة الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول فضال عن الخبرة بشؤون الحياة وقضايا‬
‫العصر حتى يعرف ما يترتب عن فتواه في العاجل واآلجل‪.‬‬

‫فاالجتهاد ضرورة شرعية وواقعية في كل العصور لذلك وجب على المسلم أن يولي العقل المكانة التي يستحقها ويركز‬
‫مناهج اجتهاد تجديدية تواكب التطور وتحقق انتماءه إلى العصر‪.‬‬

‫اإلجماع‪:‬‬
‫تعريفه‪:‬‬

‫هو اتفاق المجتهدين من المسلمين بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم على رأي أو حكم لم يرد ذكره في القرآن وال في‬
‫السنة ويحتل اإلجماع المرتبة الثالثة بعد القرآن والسنة والعمل به واجب‪.‬‬

‫حجيته‪:‬‬

‫قال تعالى‪ ”:‬يَا َأ ُّيهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا َأ ِطيعُوا هَّللا َ َوَأ ِطيعُوا ال َّرسُو َل َوُأولِي اَأْل ْم ِر ِمن ُك ْم” سورة النساء اآلية ‪ .59‬وقال صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ”:‬ال تجتمع أمتي على ضاللة”‪ .‬ومثال ذلك‪ ،‬إجماع الصحابة رضوان هللا عليهم جميعا على حرب المرتدين وعلى‬
‫الخالفة كنظام للحكم‪.‬‬

‫شروطه‪:‬‬

‫أن يكون المجتمعون من المسلمين‪.‬‬

‫أن يستندوا على دليل من الكتاب والسنة‪.‬‬

‫أن يتفقوا جميعا‪.‬‬

‫القياس‪:‬‬
‫تعريفه‪:‬‬

‫هو إلحاق واقعة ال نص على حكمها بواقعة ورد نص لتساوي الواقعتين في علة الحكم‪.‬‬

‫أركانه‪:‬‬

‫األصل‪ :‬واقعة ورد فيها حكم‪ :‬الخمر‬

‫الفرع‪ :‬واقعة لم يرد فيها حكم‪ :‬المخدرات‬

‫العلة‪ :‬هي موجبة الحكم‪ :‬االسكار واالتالف للصحة والمال‬

‫الحكم‪ :‬هو الحكم الشرعي الذي ورد فيه نص‪ :‬التحريم‬

‫حجيته‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪bac-done.tn‬‬

‫ُول ِإن ُكنتُ ْم تُْؤ ِمنُونَ بِاهَّلل ِ َو ْاليَوْ ِم اآْل ِخ ِر ۚ ٰ َذلِ َ‬


‫ك َخ ْي ٌر َوَأحْ َسنُ تَْأ ِوياًل ”‬ ‫قال تعالى‪ ”:‬فَِإن تَنَا َز ْعتُ ْم فِي َش ْي ٍء فَ ُر ُّدوهُ ِإلَى هَّللا ِ َوال َّرس ِ‬
‫سورة النساء اآلية ‪.59‬‬

‫شروطه‪ :‬أن ال يخالف نصا شرعيا من الكتاب أو السنة‪.‬‬

‫المصالح المرسلة‪ :‬االستصالح‬


‫تعريفه‪:‬‬

‫هو تشريع حكم في واقعة ال نصّ فيه وال إجماع بناءا على مراعاة مصلحة مطلقة لم يد ّل دليل شرعي على اعتبارها أو‬
‫إلغائها‪ .‬وتنبني المصالح المرسلة على جلب المصلحة ودفع المفسدة أو المضرّة ومثال ذلك ثبوت ال ّزواج بوثيقة رسميّة أو‬
‫اتّخاذ السّجون كوسيلة لإلصالح والقصاص‪.‬‬

‫حجيّته‪:‬‬
‫ّ‬

‫التّطوّر فرض مصالح جديدة وجب أخذها بعين االعتبار وإالّ تعطّلت مصالح النّاس ووقف التّشريع عن مسايرة تطوّر‬
‫الحياة‪.‬‬

‫شروطه‪:‬‬

‫أن تكون مصلحة حقيقيّة ال وهميّة‪.‬‬

‫أن تكون مصلحة عا ّمة ال خاصّة‪.‬‬

‫أن تكون مصلحة عقليّة‪.‬‬

‫أن تكون مالئمة لمقاصد ال ّشريعة وهي الحفاظ على الكلّيّات الخمس (ال ّدين‪ ،‬النّفس‪ ،‬العقل‪ ،‬النّسب‪ ،‬المال)‪.‬‬

‫االستحسان‪:‬‬
‫تعريفه‪:‬‬

‫هو ترجيح قياس حف ّي على قياس جل ّي لمرجع يعت ّد به شرعا ومثال ذلك القياس الجلي” يقتضي الحكم بنجاسة الماء الذي‬
‫تشربه سباع الطّير كالصّقور والنّسور قياسا على سباع البهائم كاألسد والنّمر لعلّة نجاسة لعابها لكن القياس الخف ّي يقتضي‬
‫الحكم بطهارتها استحسانا ألنّها تتناول الماء بمناقيرها وهي من عظم ظاهر وألنّه يصعب االحتراز منها بالنّسبة إلى س ّكان‬
‫الصّحاري‪.‬‬

‫حجيّته‪:‬‬
‫ّ‬

‫قال صلى هللا عليه وسلم‪“ :‬ما رآه المسلمون حسنا فهو عند هللا حسن‪”.‬‬

‫االستصحاب‪:‬‬
‫تعريفه‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪bac-done.tn‬‬

‫هو الحكم على ال ّشيء بما كان ثابتا عليه من قبل حتّى يقوم ال ّدليل على تغيّر تلك الحالة ومثاله اعتبار المتّهم بريء حتّى‬
‫يثبت ال ّدليل عليه بالجرم‪.‬‬

‫حجيّته‪:‬‬
‫ّ‬

‫قال تعالى‪ ”:‬وس ّخر لكم ما في السّماوات وما في األرض جميعا منه‪ ”.‬الجاثية ‪ .13‬فاألصل في األشياء اإلباحة إلى أن يثبت‬
‫عكس ذلك… والهدف من االستصحاب تجنّب االرتجال في إصدار الحكم‪.‬‬

‫العرف – العادّة‪:‬‬
‫تعريفه‪:‬‬

‫هو ما تعارفه النّاس وساروا عليه من قول أو فعل أو ترك‪ ،‬متى لم يخالف دليال شرعيّا‪.‬‬

‫أنواعه‪:‬‬

‫العرف نوعان‪ ،‬عرف صحيح وهو ما تعارفه النّاس ولم يخالف دليال شرعيّا فال يحل محرما ويبطل واجبا (المولد) وعرف‬
‫فاسد هوما تعارفه النّاس لكنّه يخالف ال ّشرع (األولياء الصّالحين)‪.‬‬

‫حجيّته‪:‬‬
‫ّ‬

‫قال تعالى‪“ :‬خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين” األعراف ‪.200‬‬

‫القواعد الفقهيّة‪:‬‬
‫تعريفها‪:‬‬

‫هي حكم كلّي ينطبق على جميع جزئيّات األمر أو أكثرها لتعرّف أحكامها منه ومثال ذلك جدار متداعي السّقوط يزال دفعا‬
‫للضّرر أو مجنون خطير يعزل دفعا للضّرر أو انتشار المخ ّدرات تمنع دفعا للضّرر‪ .‬وتنطبق على هذه الجزئيات القاعدة‬
‫التالية‪ :‬الضرر ال بد أن يزال‪.‬‬

‫نماذج من القواعد الفقهية‪:‬‬

‫المشقة تجلب التيسير‪.‬‬

‫األصل في األشياء اإلباحة‪.‬‬

‫الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬

‫قال تعالى‪ ”:‬وما جعل عليكم في الدين من حرج”‪.‬‬

‫أهمية القواعد الفقهية‪:‬‬

‫هذه القواعد تساعد الدارس للفقه على تكوين ملكة فقهية يصبح بموجبها له الكفاءة والقدرة على الحكم في أحوال الناس‪ .‬فهي‬
‫مظهر من مظاهر النضج المنهجي لدى المسلمين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪bac-done.tn‬‬

‫خاتمة‬
‫ليس الهدف من التشريع اإلسالمي وما فيه من تكاليف اإلثقال على الناس بل جلب المصالح إليهم ودرء المفاسد عنهم‬
‫والرحمة بهم لذلك تضمن التشريع باب الرخص مسايرة ألوضاع الناس المتقلبة تماشيا مع مقاصد الشريعة‬

‫‪5‬‬

You might also like