Professional Documents
Culture Documents
ال تّخطيط ال تّربويّ - ماهيته، مبادئه، ومعاييره الأساس ية
ال تّخطيط ال تّربويّ - ماهيته، مبادئه، ومعاييره الأساس ية
األساسية
ّ ربوي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره
التّخطيط التّ ّ
RÉSUMÉ
Nous essayerons-tout au long de cet article d’évoquer L’importance et la pertinence de la
planification dans le domaine de l’éducation comme un instrument efficace pour la réalisation
des objectifs a cours ;moyen e long terme .
il est a note que certains chercheurs affirment que la planification obéit a certains critère
considères comme vecteur de changement et d’évolution de chaque société a savoir : le critère
historique ;social, économique voire même politique .nous retrouverons aussi les différents
principes de la planification dans le domaine de L’éducation a savoir :la réalité ,la flexibilité , la
continuité la complémentarité ,la coordination enfin la perspective .
الكلمات المفاتيح:
ثمة جدال
أهم سمات العصر الحالي ،إذ لم يعد ّ
يعد التّخطيط من شروط التّنمية ال ّشاملة للمجتمع ومن ّ
ّ
السند الوحيد لتحقيق
مؤسسة .فهو ّ
أي ّألي فرد أو موظّف أو ّ
عملية ضرورّية ّ
ّ بوي
عملية التّخطيط التّر ّ
ّ بأن
ّ
بوي أو معلّم .فبدونه يقع اإلنسان
أي مسؤول أو مشرف تر ّ
ميز في العمل لدى ّ
النجاح والتّح ّكم في األداء ،والتّ ّ
ّ
طاقات وامتالك اإلمكانات وضياع الجهد ،واهدار الوقت وتبديد الموارد
تجالية وتبديد ال ّ
ائية واالر ّ
في العشو ّ
المادية والبشرّية.
ّ
إن إعداد الخطط يعتبر بمثابة أدوات وبرامج عمل يهتدي بها المسؤول لتضمن له تلك الخطط التّموقع
ّ
وزع
وكيفية تحقيقها .كما ّأنها تعتبر برنامج عمل م ّ
ّ الزمان ،وتسمح له بتحديد األهداف
الصحيح في المكان و ّ
ّ
زمنية تسمح له بحسن استثمار الوقت.
على جداول ّ
لمية
بالنظرة الع ّ
ويتميز ّ
ّ المتحضر ،الذي يدرك قيمة الوقت،
ّ أن التّخطيط هو شعار اإلنسان
شك ّ
وال ّ
مدير أم مشرفا تربويا (مفتّشا) ،مطالب بوضع
ا ظفا كان أم
كل إنسان مو ّ
فإن ّ
الموضوعية .وعليه ّ
ّ ال ّشاملة و
تهيئ له
األولويات على ضوء اإلمكانات والظّروف المتاحة ،التي ّ
ّ ويومية تسمح له بالتّمييز بين
ّ سنوية
خطط ّ
تحقيق األهداف المسطّرة.
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
_ االختيار بين البدائل المتوفّرة في البرامج والوسائل واإلجراءات ما هو أنسب لتحقيق متطلّبات تنمي ة
المجتمع ،وما يناسب اإلمكانات والموارد المتاحة.
بوية المعاصرة واستدراك مكامن الخلل التي
طورات واالتّجاهات التّر ّ
بوي من مسايرة التّ ّ
النظام التّر ّ
_ تمكين ّ
وقعت في الماضي.
بوي.
ي للّنظام التّر ّ
الدور االستثمار ّ
مو ،لما يش ّكله من إبراز ّ
الن ّ
ومعدل ّ
ّ القومي
ّ الدخل
_ زيادة اإلنتاج و ّ
الرؤية ال ّشاملة لمختلف متطلّبات التّنمية ،وهذا من خالل التّنسيق الذي يقوم به المخطّطون مع
_ تحقيق ّ
عليمي أو غيره من المجاالت.
مختلف الجهات واألجهزة سواء في المجال التّ ّ
نظر لدوره في تجنيب التّداخل والجهد المضاعف ،بحيث من شأن
ا _ اقتصاد الجهد والوقت والمال،
المهام المنوطة
ّ كل األجهزة القائمة على التّعليم ،دون تداخل بينها في القيام ب
يحدد دور ّ
الجيد أن ّ
التّخطيط ّ
بها.
ألنه بدون
بوية؛ ّ
الرئيسة لتطوير األنظمة التّر ّ
ي في كّلّياته وجز ّئياته الوسيلة ّ
_ كما يش ّكل التّخطيط التّربو ّ
بوي
النظام التّر ّ
اإليجابية بين واقع ّ
ّ ثم تحديد الفروق
بوي ،ومن ّ
النظام التّر ّ
تخطيط ال يمكن تحديد مستقبل ّ
والمستوى الذي ينبغي أن يكون عليه في المستقبل.
إن مستوى ك ّل
عنصر زائدا ،بل ّ
ا بوي ليس مجاال ثانويا وال
أن التّخطيط التّر ّ
كل ما سبق يؤ ّكد على ّ
إن ّ
_ ّ
اآلني ة
الية و ّ
كل البعد عن االرتج ّ
الفعال البعيد ّ
العلمي ّ
ّ يتحدد بمدى قدرتها على التّخطيط
ّ مو
الن ّ
أمة من ّ ّ
الدول
المتسرعة ،التي ال تحسب للمستقبل حسابه ،فتفشل في تنميتها وتبتعد عن ركب ّ
ّ اجية
والق اررات المز ّ
المتطورة.
ّ
بوي نجد ما يلي (رمزي ربوي :من ّ
أهم المبادئ التي يقوم عليها التّخطيط التّر ّ _ IVمبادئ التّخطيط التّ ّ
الحي ،مرجع سابق ،ص :)27-25 ّ أحمد عبد
بوي وعالقته بمختلف المجاالت،
النظام التّر ّ
بوي تتطّلب معرفة واقع ّ
اقعية التّخطيط التّر ّ
إن و ّ
اقعيةّ :
_ 1الو ّ
اقعية أو بعبارة أخرى غير قابلة للتّنفيذ ،وحتّى يكون التّخطيط
بوية غير و ّ
طة تر ّ
فال ينبغي حينئذ وضع خ ّ
فإنه ينبغي مراعاة ما يلي:
بوي واقعياّ ،
التّر ّ
االجتماعي.
ّ _ ظروف المجتمع وطبيعة البناء
المادّية والبشرّية المتاحة.
المعنوية و ّ
ّ _ الموارد
بوية الحالية والمتوّقعة ومدى قدرتها على استيعاب متطلّبات تنفيذ الخطّة.
_ الهياكل التّر ّ
بوي بمختلف مك ّوناته،
النظام التّر ّ
الخاصة بمعرفة الوضع الذي سيكون عليه ّ
ّ افية
الدراسات االستشر ّ
_ ّ
طة.
المدرسين ومختلف األطراف المؤثّرة على تنفيذ الخ ّ
خاصة من حيث عدد التّالميذ و ّ
ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
نموي ة
الدولة الواضعة للخطّة التّ ّ
بمؤسسات ّ
ّ بوية ،بداية
المعنية بوضع وتنفيذ الخطّة التّر ّ
ّ مختلف األطراف
أن
طة ،إذ ّ
تجنبا لما قد يعيق تنفيذ الخ ّ
بوية ،وهذا ّ
طة التّر ّ
بويين المكّلفين بصياغة الخ ّ
ال ّشاملة إلى الخبراء التّر ّ
بالفوضوي ة
ّ سمية من شأنه أن يجعل الخطّة متّصفة
الر ّ
قنية دون مراجعة الهيئات ّ
اكتفاء الخبراء بالمعايير التّ ّ
حبر على ورق .ومن هنا يفرض التّنسيق نفسه كمبدأ
النهاية إلى بقاء الخطّة ا
يؤدي في ّ
تجالية ،وهذا ّ
واالر ّ
أساسي من مبادئ التّخطيط.
ّ
بوية على
تتوزع الخطّة التّر ّ
البد أن يكون مراعيا للمستقبل ،بحيث ّ
بوي ّإن التّخطيط التّر ّ
المستقبليةّ :
ّ _6
زمني بعيد ( 10إلى
ّ متوسط ( 4أو 5سنوات) ومدى
ّ زمني
ّ زمني قريب (من سنة إلى سنتين) ومدى
ّ مدى
مني بعيدا ،ومع ذلك تبقى
الز ّ
أقل د ّقة كّلما كان المدى ّ
فإن التّوّقع يكون دائما ّ
15سنة) .وبطبيعة الحال ّ
طباء،
المستقبلية في كا ّفة القطاعات (أ ّ
ّ خاصة فيما يتعّلق بتحقيق االحتياجات
ّ النظرة بعيدة المدى ضرورّية
ّ
العلمية المنهجّية
ّ الصياغة
إن التّخطيط للمستقبل يعني ّ
مهندسون ،معلّمونّ .)Philip H. p 37( )...
بكل
لألهداف ،وتحديد التّدابير الالّزمة لتحقيقها ،ولمواجهة مختلف المشكالت المتوقّعة أثناء تنفيذ الخطّة ّ
محمد الطّّيب ،المرجع السابق نفسه ،ص.)62-61
جز ّئياتها ودقائقها (أحمد ّ
بوي ثالثة
عملية اإلصالح التّر ّ
تتضمن ّ
ّ ج _ من حيث األبعاد( ،لكحل لخضر ،2007 ،ص)242-240
يطية:
عملية تخط ّ
كل ّ أبعاد رئيسة ،وهي عناصر جوهرّية في ّ
بوي ،وهو لي س
النظام التّر ّ
يخية المؤثّرة في ّ
كل ما يتعّلق بالعناصر التّار ّ
اريخي :ويقصد به ّ
ّ _ البعد التّ
مكونات الخطّة.
كل ّ
للتغير واّنما منطلقا للتّخطيط ،فينبغي معرفة دور ومكانة هذا البعد في ّ
مجاال ّ
كل ما يتعلّق بهيكلة التّعليم وتنظيمه وتحديد التّشريعات والقوانين التي
نظيمي :ويقصد به ّ
ّ _ البعد التّ
تغير القوانين والتّشريعات كّلما تطّلب
بوية ال تأخذ شكال واحدا من الهيكلة ،كما ّأنها ّ
تسيره .فاألنظمة التّر ّ
ّ
متضمنة إلعادة هيكلة التّعليم وتغيير القوانين
ّ بوية ،إذا كانت
فإن الخطّة التّر ّ
األمر ذلك .وبناء على ذلك ّ
فإنها تشير بوضوح إلى الهيكلة والقوانين الجديدة بحيث تظهر الحاجة إليها من خالل
بويّ ،
للنظام التّر ّ
المسيرة ّ
ّ
تقدمها.
المنطقية التي ّ
ّ المبررات
ّ
يمس العالقة المباشرة بين األطراف المش ّكلة
كل ما ّ
البيداغوجي ّ
ّ إن المقصود بالبعد
البيداغوجيّ :
ّ _ البعد
يسية .وما يالحظ عل ى اتيجيات تدر ّ
تعليمية وأساليب واستر ّ
ّ اسية ووسائلعليمي ،من مناهج در ّ
للموقف التّ ّ
أن التّعديالت التي تحدث فيه تكون هي
يحتل المكانة القصوى في جّلها ،و ّ
ّ أن هذا البعد
اإلصالحات المختلفة ّ
موجها نحو العالقة المباشرة بين
بالدرجة األولى إلى كونه ّ
الغالبة إذا قورنت مع البعدين اآلخرين ،وهذا راجع ّ
وخاصة ما تعلّق منها بالعالقة بين المعلّم والتّلميذ .ومن أمثلة
ّ عليمي
مختلف األطراف المش ّكلة للموقف التّ ّ
اسية وتخطيط برامج تكوين المعّلمين وتحديث الوسائل الدر ّ
التّخطيط في هذا البعد نجد تخطيط المناهج ّ
التّعليمّية.
ويقسم التّخطيط من حيث مصدر القرار إلى قسمين: د _ من حيث مصدر القرارّ :
يتم من ِقَبل اإلدارة المركزّية ،ويتطّلب هذا ّ
النوع من التّخطيط ي :ويقصد به التّخطيط الذي ّ
_ تخطيط مركز ّ
وتعد
تنفيذ المخطّط نفسه في كا ّفة المناطق ،وال يسمح بالمبادرة إالّ في حدود ما ينسجم مع الخطّة المركزّيةّ ،
النوع من التّخطيط.
الجزائر من البلدان التي يسود فيها هذا ّ
ولكنه ال يأخذ
ي :وهو التّخطيط الذي ينسجم مع الخطوط العريضة لمتطّلبات التّنمية ّ
_ تخطيط غير مركز ّ
كل منطقة لها مجال من الحرّية؛ لكي تضع المخطّطات
كل المناطق ،بل ّ
شكال وال مضمونا واحدا في ّ
النوع من التّخطيط نجد الواليات المتّحدة
تطبق هذا ّ
الخاصة ،ومن البلدان التي ّ
ّ وضعيتها
ّ بوية التي تناسب
التّر ّ
بوية المناسبة لها.
لكل والية من والياتها بوضع الخطط التّر ّ
يكية التي تسمح ّ
األمر ّ
ربوي:
هـ _ أهداف التّخطيط التّ ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
لمية مستوحاة
مبنية على معطيات وبيانات ع ّ
للنظام التّربويّ ،
مستقبلية ّ
ّ بوي يش ّكل نظرة
إن التّخطيط التّر ّ
ّ
ي
أهم األهداف التي يسعى التّخطيط التّربو ّ
عملية هادفة ،ومن ّ
ّ بالضرورة
ّ يعد
فإنه ّ
من الواقع ،ومن هنا ّ
الحي ،مرجع سابق ،ص.)42-38
ّ لتحقيقها نذكر ما يلي( :رمزي أحمد عبد
ألنها أداة
ثمار حقيقيا؛ ّ
القتصادية :لقد أصبحت التّربية است ا
ّ الجتماعية و
ّ الربط بين التّربية والتّنمية
أ_ ّ
بكل مجاالتها ،ولذا أصبح في حكم المسّلمات ّأنه ال مجال للتّنمية بدون تربية.
تكوين اإلنسان صانع التّنمية ّ
بوي
االقتصادية .فا ّلنظام التّر ّ
ّ االجتماعية و
ّ مفصلي بين التّربية والتّنمية
ّ بوي كرابط
ومن هنا يأتي التّخطيط التّر ّ
االقتصادية .فإذا كانت المعطيات
ّ االجتماعية و
ّ المستقبلية بناء على الحاجات
ّ تصوراته وخططهّ يبني
تعد شرطا رئيسا لتحقيق التّنمية
فإن هذه األخيرة ّ
بويةّ ،
طة التّر ّ
االقتصادية منطلقا لبناء الخ ّ
ّ االجتماعية و
ّ
بمفهومها ال ّشامل.
نظر لما
بوي؛ وذلك ا
ي للتّخطيط التّر ّ
الماد ّية :وهو هدف جوهر ّ
البشرية و ّ
ّ ب _ الستخدام األمثل للموارد
كل قطاع ،وهذا انطالقا من
بوية من توزيع أمثل للموارد البشرّية حسب حاجات ّ
تتضمنه الخطّة التّر ّ
ّ ينبغي أن
دية
بوية الموارد الما ّ
تحدد الخطّة التّر ّ
المستقبلية للموارد الجديدة .كما ّ
ّ الخلل المالحظ في الواقع والتّوّقعات
المخصصة لتنفيذها ،وهي تسعى إلى توزيع هذه الموارد بال ّشكل الذي يم ّكن من تنفيذ الخطّة دون أّية مع ّوقات
ّ
تتجنب الخلل باإلفراط أو التّفريط في توظيف هذه الموارد.
مادية ،وهي في نفس ّ
ّ
امي هو قرار
مدة التّعليم اإللز ّ
إن تحديد ّ
اميّ :
سن التّعليم اإللز ّ
ج _ تحقيق الستيعاب الكامل لمن هم في ّ
بويين ملزمون بتحديد
فإن المخطّطين التّر ّ
ياسي ّ
الس ّ ياسية في البلد .وتبعا لهذا القرار ّ
الس ّالسلطات ّ
تتّخذه ّ
انية لمعرفة
الس ّك ّ
بويون من المعطيات ّ
يفية تحقيقه .لذلك ينطلق المخطّطون التّر ّ
العملية لك ّ
ّ اإلجراءات والتّدابير
المادّية والبشرّية والهياكل
ليحددوا بعد ذلك االحتياجات ّ
محدد؛ ّزمني ّ ّ امي على مدى
المعنيين بالتّعليم اإللز ّ
ّ عدد
الكم الهائل
عملية استيعاب هذا ّ امي .وبهذا تكون ّ
سن التّعليم اإللز ّ
عليمية الكفيلة باستقبال جميع من هم في ّ
التّ ّ
بوية ك ّل الوسائل
تتضمن الخطّة التّر ّ
ّ بد أن
بوي ،وال ّ
من المتعلّمين هدفا رئيسا يسعى لتحقيقه التّخطيط التّر ّ
الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.
امي يفرضه
الجامعي :إذا كان االهتمام بالتّعليم اإللز ّ
ّ انوي و
وسع المطلوب في التّعليم الثّ ّ
د _ تحقيق التّ ّ
الجامعي تفرضه
ّ انوي و
فإن االهتمام بالتّعليم الثّ ّ
سن التّمدرسّ ،
لكل من هو في ّ اسي ّ
واجب توفير مقعد در ّ
علمية من
تعليمي مرتفع وتخريج كفاءات ّ
ّ حاجة المجتمع إلى متعّلمين من مستوى عال ،كفيل بتحقيق مستوى
االجتماعي المتزايد على هذين
ّ الفعالة والحاسمة في تحقيق التّنمية المنشودة .وباعتبار الطّلب
شأنها المساهمة ّ
بوي يهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص والتّوزيع العادل للمقاعد المتوفّرة،
فإن التّخطيط التّر ّ
المستويين من التّعليمّ ،
متضمنة للتوّقعات التي سيكون
ّ بوية
طة التّر ّ
بناء على القدرات وحاجات المجتمع .فينبغي حينئذ أن تكون الخ ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
ربوي:
ثانيا _ معايير التّخطيط التّ ّ
ا
طط حتّى يكون تخطيطه
المحددات التي ينطلق منها المخ ّ
ّ بوي تلك
إن المقصود بمعايير التّخطيط التّر ّ
ّ
مستجيبا لمختلف اتّجاهات ومطالب وتطّلعات المجتمع ،من أجل الوصول إلى أحسن مستوى ممكن من
قافية للمجتمع .ويعتبر
االجتماعية والثّ ّ
ّ مو ،في إطار الجمع بين متطّلبات التّنمية والخصائص الحضارّية و
الن ّ
ّ
نظر لما تمثّله
بوي ،وهذا ا
بأي تخطيط تر ّ
أهم العناصر التي ينبغي مراعاتها عند القيام ّ
موضوع المعايير من ّ
محددة
بوية والمعايير ال ّ
طة التّر ّ
أي تعارض بين الخ ّ
بكل محتوياتها ،و ّ
طة ّمن منطلقات متح ّكمة في تنفيذ الخ ّ
بوية
الصارمة؛ لتطابق الخطّة التّر ّ
بد من المراعاة ّ
لها يعني الفشل المتوقّع واهدار الجهد والوقت والمال ،فال ّ
كل المعايير التي سنذكرها فيما يلي (لكحل لخضر ،مرجع سابق ،ص:)240-237
مع ّ
تاريخية:
ّ حضارية
ّ _ 1معايير
بوي يجب أن يكون متطابقا مع اتّجاه المجتمع واتّجاه أفراده ،فينبغي أن ال يكون متعارضا
إن التّخطيط التّر ّ
ّ
المستمر .وينبغي أن يكون منسجما مع
ّ يخية ذات التّأثير
ي للمجتمع أو مع معطياته التّار ّ
مع االنتماء الحضار ّ
المعتزة بانتمائها والمدافعة عنه،
ّ خصية
بوي هو الكفيل بتخريج ال ّش ّ
النظام التّر ّ
ألن ّ
سمية للبلد؛ ّ
الر ّ
الدين والّلغة ّ
ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
بالدور الذي ينبغي أن تقوم به في تحقيق التّنمية ال ّشاملة التي تجعل له مكانة بين األمم .وا ّن الخطّة
والواعية ّ
لبي من ِقَبل أفراد
الس ّ
يخية من شأنها أن تجد التّفاعل ّ بوية إذا لم تكن مراعية للمعايير الحضارّية والتّار ّ
التّر ّ
أهم تخريج
المعرفي فقط ،واّنما بصفة ّ
ّ الكم
بوي تحقيق ّالنظام التّر ّ
ألن هذا األخير ال ينشد من ّ
المجتمع؛ ذلك ّ
يوجه المعرفة حسب الخصائص الحضارّية لمجتمعه.اإلنسان الذي ّ
اجتماعية:
ّ _ 2معايير
بد
يتضمن في أهدافه التّغيير نحو األفضل .وحتّى تح ّقق هذه األهداف ال ّ
ّ بد أن
بوي ال ّ
أي تخطيط تر ّ
إن ّ
ّ
معين ،يحمل شروط تجسيدها
اجتماعي ّ
ّ أن يكون االنطالق في صياغتها وتحديد وسائل تحقيقها من واقع
البد أن يراعي الخصائص
بوي تواجهه مشكالت تستدعي إصالحهّ ، وكل نظام تر ّ
على أرض الواقعّ .
بوية من االنطالق من جملة من األسئلة ألي خطّة تر ّ
اإلصالحي .وال بد حينئذ ّ
ّ االجتماعية في مشروعه
ّ
تعبر عن حجم المشكالت التي نسعى لحلّها من ذلك :ما هي درجة التّفاعل المتوقّعة من
الموضوعية التي ّ
ّ
أدت إلى
االجتماعية التي ّ
ّ اإلصالحي؟ ما هي األسباب والعوامل
ّ االجتماعية مع المشروع
ّ مختلف الفئات
الدور الذي
االجتماعي لدى األفراد؟ ما هو ّ
ّ بوي؟ ما هو مستوى الوعي
النظام التّر ّ
المشكالت التي يعاني منها ّ
االجتماعية؟ ما هي العناصر المتح ّكمة في شبكة
ّ بوي في الح ّد من اآلفات
يؤديه المخطط التّر ّ
يمكن أن ّ
السابقة التّي
المغيبة في المشاريع ّ
ّ االجتماعي المفقودة أو
ّ طابع
االجتماعية؟ ما هي العناصر ذات ال ّ
ّ العالقات
تؤديه وسائل اإلعالم؟ ما هو دورالدور الذي يمكن أن ّ مبررات لتخطيط جديد؟ ما هو ّ أدت إلى ظهور ّ ّ
االجتماعي ،وكيف نم ّكنها من
ّ النسيج
العملية؟ ما هي طبيعة األسرة ومكانتها في ّ
ّ النخبة والمثّقفين في هذه
ّ
المؤسسات
ّ سمية وباقي
الر ّ
بوية ّ
المؤسسات التّر ّ
ّ بوي؟ ما هي العالقة الموجودة بين
أداء دور أكبر في الفعل التّر ّ
االجتماعي؟.
ّ الربط الف ّعال بين المدرسة والمحيط
االجتماعية للتّربية؟ كيف يمكننا ّ
ّ
يؤديه المجتمع
الدور البارز الذي ّ
األهمّية الكبرى و ّ
ّ تعبر بوضوح عن
إن هذه األسئلة وغيرها كثيرّ ،
ّ
كل العوامل
يتضمن هذا المشروع ّ
ّ البد حينئذ أن
بوي ،و ّ
طط تر ّ
أي مخ ّ
بمختلف فئاته وخصائصه في إنجاح ّ
االجتماعية الكفيلة بتجسيده على أرض الواقع.
ّ
اني _الذي ينبغي أخذه بعين االعتبار عند وضعالس ّك ّ
االجتماعية نأخذ الواقع ّ
ّ وكمثال على المعايير
الحي ،مرجع سابق،
ّ الرئيسة التّالية (رمزي أحمد عبد
ويتضمن هذا الواقع العناصر ّ
ّ بوية_،
الخطّة التّر ّ
ص:)108-105
ي تخطيط
تعد نقطة االنطالق في أ ّ
للس ّكان ّ
اإلجمالي ّ
ّ إن معرفة العدد
اإلجماليّ :
ّ الس ّكان
أ _ عدد ّ
اإلجمالي يستطيع المخطّط أن يعرف حاجة
ّ بوي ،إذ من خالل هذا العدداجتماعي أو تر ّ
ّ اقتصادي أو
ّ
بوي.
طط التّر ّ
ويقدر الكلفة التي يتطّلبها تنفيذ المخ ّ
المجتمع للتّربيةّ ،
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
ي وطبيعة
بوي في معرفة مدى االستقرار األسر ّ
الزواج والطّالق :وهو ما يساعد المخطّط التّر ّ
معدل ّ
ح_ ّ
للداللة على ذلك ّأنها ّأول
دور تربويا كبيرا ،ويكفي ّ
تؤدي اإن األسرة ّانيّ .
الس ّك ّ
مو ّالن ّ
الحياة األسرّية ،وتوّقعات ّ
فسية
الن ّ
أدى إلى دخول أفراد أكثر توافقا من ا ّلناحية ّمحيط يعيش فيه الفرد ،فكّلما كان هذا المحيط مستقراّ ،
االجتماعية إ لى المدرسة ،وهو ما يساعد المدرسة على أداء دورها بشكل أفضل ،كما يعني دعم األسرة لدور
ّ و
يؤدي
طفل وهو ما ّ اسي أحسن لل ّ
طالق توافق در ّ
معدالت ال ّ
عليمية ،فنتوّقع من انخفاض ّ
المدرسة في رسالتها التّ ّ
بوي في بناء توّقعات
سرب المدرسيين ،وهي كّلها معطيات تساعد المخطّط التّر ّ
الرسوب والتّ ّ
إلى التّقليل من ّ
وقابلية للتّحقيق.
ّ اقعية
أكثر و ّ
الريف إلى المدينة غالبا ما تنتج مشكالت
إن الهجرة من ّ
الريف إلى المدينةّ :
اخلية من ّ
الد ّط _ الهجرة ّ
ليمية
الس ّكان ،وهو ما يتطّلب خدمات تع ّ
بوية في المجتمع ،تتمثّل بصفة رئيسة في زيادة مفاجئة لعدد ّ
تر ّ
ألنها لم تؤخذ بالحسبان أثناء
الزيادة أن تظهر المشكالت أثناء التّنفيذ؛ ّ
أن عدم اإلحاطة بهذه ّ
إضافية .ومن ّ
ّ
أن عدد
بوي في األرياف ،من ذلك ّ
أن هذه الهجرة تؤثّر سلبا على الواقع التّر ّ
بوية .كما ّ
وضع الخطّة التّر ّ
خاصة المعّلمين،
ّ بويين وبصفة
تمس فئة المؤطّرين التّر ّ
أن هذه الهجرة قد ّ
الهياكل يفوق الطّلب عليها ،كما ّ
زمنية طويلة دون تعليم .لذا ينبغي أن يكون
لمدة ّ
وهو ما ينعكس سلبا على تعليم األطفال ،الذين قد يبقوا ّ
ظاهرة صعودا ونزوال.
تحدد اتّجاه هذه ال ّ
اإلحصائية التي ّ
ّ بوي على علم بالمعطيات
المخطّط التّر ّ
حقيقية على كا ّفة األصعدة،
ّ الخارجية أصبحت تش ّكل مشكلة
ّ إن الهجرة
ي _ الهجرة إلى الخارجّ :
لبية لهذه الظّاهرة على التّربية والتّعليم نجد
الس ّ
كل فئات المجتمع دون استثناء .ومن اآلثار ّ
تمس ّ
وأصبحت ّ
بويين ،واألخطر من ذلك هجرة الكفاءات ذات المستوى العالي من
هجرة بعض المعلّمين والمؤطّرين التّر ّ
السريع لهذه
عاجز عن التّعويض ّ
ا جامعيين وباحثين في مختلف المجاالت ،وهو ما يجعل المجتمع
ّ أساتذة
تم تكوينها بأموال المجتمع ،ولما وصلت إلى مرحلة العطاء واإلبداع وجدت نفسها في خدمة
الكفاءات التي ّ
بوي أن يكون على علم بهذه الظّاهرة التي
أي جهد أو إنفا ق في تكوينها .وعلى المخطّط التّر ّ
مجتمع لم يبذل ّ
طاقة العاملة ،فيبني توّقعاته تبعا لالتّجاه
االجتماعي وعلى صعيد ال ّ
ّ النسيج
مما يؤثّر على ّ
تسجل صعودا قويا ّّ
الحد من هذه الظّاهرة،بوي في ّ النظام التّر ّ
يؤديه ّ
الدور الذي ينبغي أن ّ
يحدد ّ
ظاهرة ،كما ّ المتصاعد لهذه ال ّ
اسية بال ّشكل الذي يجعل جيل المستقبل أكثر تعلّقا بوطنه وحبا لخدمته.
الدر ّ
وذلك من خالل تطوير المناهج ّ
سياسية:
ّ _ 3معايير
ياسية ،وبناء على
الس ّالسلطة ّ
تتبناها ّ
العامة التي ّ
ّ نموية
ياسة التّ ّ
الس ّ
مكونات ّ
أهم ّ
بوي أحد ّ
النظام التّر ّ
يعد ّ
ّ
النظام
تام بالمكانة التي يحتلّها هذا ّ
اإلصالحية أن يكونوا على اطّالع ّ
ّ فإنه ينبغي على واضعي الخطط
ذلك ّ
اإلصالحية .وهذا
ّ للعملية
ّ السلطة
تتبناها ّ
صورات التي ّ
العامة ،وعلى مختلف التّ ّ
ّ نموية
طة التّ ّ
في إطار الخ ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
بوية .واذا
عملية تنفيذ الخطّة التّر ّ
كل الوسائل التي تتطلّبها ّ
األول عن توفير ّ
السلطة هي المسؤول ّ
راجع لكون ّ
طة
فإننا نتوّقع أن تسير الخ ّ
ياسيةّ ،
الس ّاالجتماعية و ّ
ّ يخية والحضارّية و
ام بين المعايير التّار ّ
تم التّطابق التّ ّ
ما ّ
اإليجابي لتنفيذ محتوياتها ،من
ّ السير
طرتها ،وهنا يتح ّقق ّ
بوية نحو تحقيق أكبر قدر من األهداف التي س ّ
التّر ّ
أسفل ألعلى ومن أعلى ألسفل.
بوية نجد ما يلي:
ياسية المؤثّرة في وضع الخطط التّر ّ
الس ّأهم العناصر ّ
ومن ّ
السياسة
فإن ّالسياس ّي ،ومن هنا ّ
بالنظام ّ
بوي ارتباطا وثيقا ّ
النظام التّر ّ
ياسي :يرتبط ّ
الس ّأ _ طبيعة ال ّنظام ّ
دي تختلفعد ّ
ياسي التّ ّ
الس ّالنظام ّ
ياسي ،فالتّربية في ّ
الس ّبوية تختلف من مجتمع آلخر تبعا لطبيعة نظامه ّ التّر ّ
اطي ،كما
الديمقر ّ
النظام ّ
طي عنها في ّ
النظام التّسّل ّ
األحادي ،كما نجدها مختلفة في ّ
ّ ياسي
الس ّ
النظام ّ
عنها في ّ
الي.
النظام الفيدر ّ
ي أو ّي عنها في الّنظام الالّمركز ّالنظام المركز ّ
نجدها مختلفة في ّ
يكي الذي يقوم على الالّمركزّية في بوي األمر ّ
النظام التّر ّ
ياسي ،نذكر ّ
الس ّ النظام ّ ومن أمثلة تأثير طبيعة ّ
حرّية .وال
اطية وال ّ
يكيين في إرساء قواعد ال ّديمقر ّ
مسك بالالّمركزّية نابع من رغبة األمر ّ
بوي ،وهذا التّ ّ
التّسيير التّر ّ
حمد منير
مسؤولية الواليات (م ّ
ّ ذكر للتّعليم وهو ما يجعل التّربية والتّعليم تحت
يكي ا
الدستور األمر ّ
نجد في ّ
ياسي اختالفا
الس ّيكي تبعا لنظامه ّ
بوي األمر ّ
النظام التّر ّ مرسي ،1993 :ص ، )160-159وبهذا يختلف ّ
عد
نسي ،الذي ي ّ
بوي الفر ّ
النظام التّر ّ
ي نجد ّ
ي .وكمثال للتّسيير المركز ّجوهريا عن األنظمة ذات التّسيير المركز ّ
ونظر لطبيعة
ا (محمد منير مرسي ،مرجع سابق ،ص.)211 ّ نموذجا تقليديا للمركزّية ال ّشديدة في التّعليم
ب
سياسي ،وهذا حتّى تص ّ
ّ كل نظام
خصوصيات ّ
ّ بوي ينبغي أن يراعي
فإن التّخطيط التّر ّ
ياسيّ ،
الس ّ
النظام ّ ّ
العامة للمجتمع.
السياسة ّبوية في إطار ّ
طة التّر ّ
الخ ّ
للدستور والمواثيق
طلعا ومستوعبا ّ
بوي أن يكون م ّ
طط التّر ّ
الدستور ومواثيق المجتمع :على المخ ّ
ب _ ّ
وجهات الكبرى للمجتمع والمبادئ
أن هذه الوثائق تحتوي التّ ّ
بالدرجة األولى إلى ّ
المسيرة للمجتمع ،وذلك راجع ّ
ّ
إن الخطّةنفيذية .ومن هنا ف ّ
تجسدها سائر الهيئات التّ ّ
االجتماعي التي ينبغي أن ّ
ّ ياسي و
الس ّللنموذج ّ
العامة ّ
ّ
يخي ة
سمية التي ينبغي بدورها أن تكون منسجمة مع الخصائص التّار ّ
الر ّ
البد أن تعكس هذه الوثائق ّ
بوية ّالتّر ّ
بوي ينبغي أن يكون ملما كذلك بالمعطيات
فإن المخطّط التّر ّ
والحضارّية للمجتمع .وباإلضافة إلى هذه الوثائق ّ
تسجل تناقضات أ و
تام مع القانون ،بحيث ال ّ
بوية في تطابق ّ
القانونية وهذا حتّى تكون الخطّة التّر ّ
ّ يعية و
التّشر ّ
تضمن جمل ة
ّ ي الذي
الدستور الجزائر ّ
فراغات يفرض القانون ملئها .وكمثال على محتويات هذه الوثائق نذكر ّ
اد نذكر:
بوي ،ومن هذه المو ّ
يخص عمل المخطّط التّر ّ
ّ اد ذات داللة واضحة فيما
من المو ّ
قدمته
دية توجد سلطة قائمة تنفّذ مشروعها الذي ّ
عد ّ
ياسية :في المجتمعات التّ ّ
الس ّج _ تأثير التّنظيمات ّ
السلطة وترصد هفواتها ونقائصها.
لل ّشعب من أجل تزكيته وتقديمه للتّنفيذ ،كما توجد معارضة تراقب أداء ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
كبير في
دور اتؤدي ا
ياسية سواء كانت في الحكم أم في المعارضة ّ
الس ّفإن األحزاب ّ
وفي كثير من الحاالت ّ
بد أن
سياسي ال ّ
ّ فكل تنظيم
ططات التّنمية في شتّى القطاعات ومن ضمنها قطاع التّنمية والتّعليمّ . توجيه مخ ّ
الخاصة به ،التي يعمل على تجسيدها على أرض الواقع في حالة وصوله للحكم. ّ بوية
تكون له رؤيته التّر ّ
السلطة .ونجد
بوية لألحزاب مهما كان موقعها من ّ
بوي أن يكون مطّلعا على البرامج التّر ّ
وعلى المخطّط التّر ّ
يمتد لكي يجعل
العام فقط ،بل ّ
الري ّي وصناعة ّأ
ياسية ال يتوّقف على المد الجماهير ّ
الس ّأن تأثير التّنظيمات ّ
ّ
معدة
بوي ،ويكون التّأثير أكبر كلّما كانت البرامج ّ
النظام التّر ّ
صور األنسب ألداء ّ
قوة اقتراح في التّ ّ
من برامجها ّ
كل من
بوي في ّ
الضّيقة للحزب .ويستفيد المخطّط التّر ّ
اتية والمصلحة ّ
علمية سليمة بعيدة عن ال ّذ ّ
ّ على أسس
نموية ال ّشاملة.
السياسة التّ ّ
األفكار البّناءة التي ال تتعارض في مجملها مع ّ
السلطة في تحديد
تدخل هذه ّ
ربوية :فهل يكون ّ
ياسية في القرارات التّ ّ
الس ّالسلطة ّ
تدخل ّ
كيفية ّ
ّ د _
دق التّفاصيل حتّى ولو
تتدخل في أ ّ
قنيين ،أم ّأنها ّ
العامة ،لتترك األمر بعد ذلك للخبراء والتّ ّ
ّ بوية
السياسة التّر ّ
ّ
ي بأن
الحرّية أكبر كلّما سمح ذلك للمخطّط التّربو ّ
فإنه كلّما كان هامش ّ
تقنية بحتة؟ .وبطبيعة الحال ّ
كانت ّ
الدعم من المسؤولين ،وهو ما يجعله في
كل ّبأنه سيلقى ّ
ألنه يشعر ّ
كل العوامل الكفيلة بإنجاح الخطّة؛ ّ
يراعي ّ
نفس الوقت مبدعا في تخطيطه ومدركا للحدود التي ينبغي عدم تجاوزها .ومن الباحثين الذين تناولوا العالقة
ياسية نجد روسكوG.C.
الس ّالسلطات ّ
بوي باعتباره عمال تقنيا يتك ّفل به الخبراء ودور ّ
طط التّر ّ
بين عمل المخ ّ
قنية ،وفي حالة غياب هذا
ياسية واإلجراءات التّ ّ
الس ّ Ruscoeالذي أ ّكد ضرورة االنسجام التّام بين الق اررات ّ
محددة يضاف إليه تسييس المعرفة .وهكذا يأتي المخطّط
بوية ّ
فإنه ينتج عن ذلك غياب سياسة تر ّ
االنسجام ّ
ياسية كمصدر ألخذ القرار واإلدارة كمنفّذة للق اررات المتّخذة
الس ّالسلطة ّ
بوية في موقع وسط بين ّ
التّر ّ
فالبد عليه من العمل في
ّ قني لعمله،
( ،)Gordon. C. Ruscoe: 1970, p 22-24فرغم الطّابع التّ ّ
مسؤولياته
ّ كل طرف ب
فعالية كلّما التزم ّ
ّ بوي أكثر
النظام التّر ّ
العامة للبلد .ويكون ّ
ّ السياسة
تام مع ّ
توافق ّ
بوية في أحسن الظّروف.
يسهل تنفيذ الخطّة التّر ّ
ومهامه ،وهو ما ّ
ّ
اجتماعية
ّ أي تنمية
بوي أساس ّ
النظام التّر ّ
يعد ّ
العامةّ :
ّ نموية
السياسة التّ ّ
ربوي في ّ
هـ _ مكانة ال ّنظام التّ ّ
ولويات ،ومن
بوي االهتمام األكبر في أغلب بلدان العالم ،واعتبر من األ ّ
اقتصادية ،لهذا نال اإلصالح التّر ّ
ّ و
انيات
فخصصت له الميز ّ ّ االجتماعي.
ّ طور واالزدهار
اتيجية التي يتوقّف عليها مسار التّ ّ
الميادين اإلستر ّ
العالميين لتزويدها
ّ الدول في ذلك خيرة الخبراء
الدراسات والبحوث ،واستقدمت ّالضخمة ،وأنجزت من أجله ّ
ّ
طرة لتنمية المجتمع.
العلمية الكفيلة بتحقيق األهداف المس ّ
ّ طرق
باألساليب وال ّ
شخصية الفرد ضمن الجماعة التي ينتمي
ّ بكل اختصار في كونها أداة تشكيل
أهمّية التّربية تتمثّل ّ
إن ّّ
إليها .فهي بهذا الوحيدة دون سواها التي تعمل على تزويد المجتمع بالموارد والكفاءات البشرّية التي تح ّقق له
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
وهويتها وانتمائها،
ّ متشبثة بتاريخها
ّ ولية ،فهي تخرجها بحيث تكون
الد ّ
التّنمية ال ّشاملة وتحافظ على مكانته ّ
النظام
أمتها دون ذوبان وال انغالق .وهكذا نجد تطوير ّ
ومتشبعة بنور العلم والمعرفة والخبرة لتصنع مجد ّ
ّ
كل
حدّيات على كا ّفة المستويات ،ووسيلة تحقيق األهداف في ّ
بوي وحسن التّخطيط له أداة مواجهة التّ ّ
التّر ّ
الصرامة الكبرى في التّخطيط والتّنفيذ والتّقويم (لكحل لخضر ،مرجع
األهمّية القصوى و ّ
ّ الميادين ،لهذا نال
سابق ،ص.)231
تقدم أي مجتمع ترتبط بالمكانة التي يوليها هذا المجتمع للتّربية في
بأن معرفة مدى ّ
ومن هنا يمكننا القول ّ
األولويات بحيث تكون القاطرة التي
ّ فإما أن تكون في سلّم
تحقيق تنميته ال ّشاملة ،ونكون هنا أمام حالتين؛ ّ
بوي للمكانة التي
طط التّر ّ
أهمّية فتكون تابعة لغيرها من المجاالت .وا ّن إدراك المخ ّ
أقل ّ
تقود التّنمية ،أو تكون ّ
األولويات كما هو األمر في
ّ قمة
يوجهه في بناء مخطّطه؛ حتّى تبقى التّربية في ّ
تحتّلها التّربية من شأنه أن ّ
ي في التّنمية في الحالة الثّانية.
أهميتها ودورها المحور ّ
ينبه إلى ّ
الحالة األولى ،أو ّ
يشجع على التّطلّع للتّنمية ،أم هو وضع
مستقر ّ
ّ العام :ونقصد به هل هو وضع ّ ياسي
الس ّ و _ الوضع ّ
سي .وفي هذه
ألنه ال تنمية بدون استقرار سيا ّ
أهمّية؛ ذلك ّ
أقل ّ
مضطرب ينشد االستقرار؟ وهنا تصبح التّنمية ّ
فإن الفرق كبير بين عمل
فإن االهتمام يكون منصبا نحو إزالة أسباب عدم االستقرار ،وبطبيعة الحال ّ
الحالة ّ
مهدد في استق ارره .وهكذا نجد االستقرار
بوي في مجتمع ينشد التّنمية ال ّشاملة ،وبين مجتمع ّ
طط التّر ّ
المخ ّ
ياسية
الس ّبوي ناجح (زغلول مرسي ،1991 ،ص ،)3ففي األوضاع ّ ألي تخطيط تر ّ
ياسي شرطا مسبقا ّ الس ّّ
بوية ،المتمثّلة بصفة
الحد األدنى من الخدمات التّر ّ
بوي بتحقيق ّ
النظام التّر ّ
المستقرة يكتفي القائمون على ّ
ّ غير
أن االضطراب وعدم
عليمية في أداء دورها .وال يفوتنا هنا أن نشير إلى ّ
المؤسسات التّ ّ
ّ أساسية في استمرار
ّ
الدولة نفسها كما هو
يؤدي االضطراب إلى زوال ّ
بالدرجة نفسها ،ففي بعض الحاالت ّ
االستقرار ال يكون كّله ّ
الدولة التي تشرف على
مما يسمح ببقاء ّ
أقل ّ
الصومال ،وفي حاالت أخرى يكون االضطراب ّ
الحال في ّ
أقل ما يمكن تقديمه من خدمات في شتّى المجاالت.
تحقيق ّ
اقتصادية:
ّ _ 4معايير
اإلصالحي ال ينبغي أن
ّ فإن المخطّط
بوي يحتاج إلى تمويل حتّى تتح ّقق أهدافه؛ ولذا ّ
أي نظام تر ّ
إن ّ
ّ
بوية مراعاة ال ّشروط
أي خطّة تر ّ
يطبق فيه .فينبغي في ّ
االقتصادية للبلد الذي ّ
ّ يتعدى في مضمونه القدرات
ّ
الزمة
ولكنها غير قابلة للتّحقيق بسبب عدم توّفر الموارد ال ّ
االقتصادية وعدم صياغة أهداف جليلة في معناها ّ
ّ
متكونين حسب الحاجات
ّ عليمية التي تخرج
تتضمن المواد والوحدات التّ ّ
ّ لذلك .كما ينبغي على الخطّة أن
مؤهلة
يمر بها .فقد يكون في حاجة إلى يد عاملة ّ
االقتصادية للمجتمع ،وحسب طبيعة المرحلة التّنموية التي ّ
ّ
الدقيقة
ملحة إلى إطارات في العلوم ّ
الصناع ة أو غيرهما من المجاالت .كما قد تكون حاجته ّ
الزراعة أو ّ
في ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
لمعدل
لعام للبلد ،فكلّما كان هذا ا ّ
االقتصادي ا ّ
ّ مو مؤ ّش ار هاما على الوضع
الن ّ
معدل ّ
يعد ّ
موّ :
معدل ال ّن ّ
د_ ّ
دل
العام .وكّلما كان منخفضا ّ
االجتماعي ّ
ّ اقتصادية تنعكس على الوضع
ّ رفاهية
ّ دل ذلك على مرتفعا كّلما ّ
بقية المجاالت.
ستمتد آثارها إلى ّ
ّ اقتصادية
ّ ذلك على وجود أزمة
إشكالية التّربية هل هي استثمار أم استهالك؟ مطروحة في عالمنا
ّ القتصادي :لم تعد
ّ مو
هـ _ التّربية وال ّن ّ
كبير بل محوريا في عملّية التّنمية بشتّى
دور اتؤدي ا
أن التّربية ّ
ألنه بات في حكم المسّلمات ّ
المعاصر؛ ذلك ّ
نتنبأ لمجتمع ما بمستقبل تنميته .وقد ازداد
بوي كما ونوعا ،على قدر ما ّ
النظام التّر ّ
قوة ّ
مجاالتها ،فعلى قدر ّ
عدة نذكر منها ما يلي (المرجع نفسه،
االقتصادي للتّربية لعوامل ّ
ّ اهتمام الخبراء والباحثين بالمردود
ص:)122-121
خاصة بعد أن أثبتت ال ّدراسات أ ّن
ّ االقتصادي،
ّ مو
الن ّ
ألهمّية التّربية ودورها في تحقيق ّ
_ اإلدراك المتزايد ّ
ي.
تعد أفضل استثمار وأحسن توظيف لرأس المال البشر ّ
التّربية ّ
يوجه بشكل أكبر للعائد االقتصادي للتّربية.
مما جعل االهتمام ّ
المضطر لإلنفاق على التّعليمّ ،
ّ _ االرتفاع
خاصة في عصر
ّ عليمي
تعد التّربية أفضل المصادر لزيادة أرباح األفراد ،بحيث أصبح المستوى التّ ّ
_ ّ
كبير في زيادة دخل األفراد.
دور ايؤدي االمعرفة ّ
دية.
أهم مصدر من مصادر التّنمية االقتصا ّ
العلمي _الذي هو ثمرة من ثمار التّربية_ ّ
ّ يعد البحث
_ ّ
الدول التي يقوم اقتصادها على
االقتصادي في ّ
ّ مو
الن ّ
ويمكننا معرفة ذلك من خالل المقارنة بين مستوى ّ
بيعية _كما
لدول التي يقوم اقتصادها على الثّروات الطّ ّ
المتقدمة_ وبين ا ّ
ّ الدول
المعرفة _كما هو الحال في ّ
النامية_.
الدول ّ
هو الحال في كثير من ّ
بالدور األكبر في اإلبداع واإلنتاج
النظام التّربوي محضن اكتشاف واعداد المواهب التي تضطلع ّ
يعد ّ
_ ّ
االقتصادية للمجتمع.
ّ القوة
العلمي الذي يزيد من ّ
ّ
اصة أمام
كيف مع ظروف العمل ،خ ّ
بمهمة إعداد األفراد مهما كان مستواهم للتّ ّ
ّ بوي
النظام التّر ّ
_ يضطلع ّ
عليمي للعامل مرتفعا
محل خالف ّأنه كّلما كان المستوى التّ ّ
السريعة في وسائل اإلنتاج ،وليس ّ
قنية ّ
غيرات التّ ّ
التّ ّ
كيف أفضل.كلّما كانت قدرته على التّ ّ
خاصة منها الكفاءات
ّ يزود المجتمع بمختلف حاجاته من الطّاقات العاملة،
بوي هو الذي ّ
النظام التّر ّ
إن ّ_ ّ
االجتماعية ،وال يتسنى المجتمع أن يح ّقق نموا
ّ االقتصادية و
ّ المؤهلة التي يحتاجها المجتمع في تسيير التّنمية
ّ
مؤهلة.
اقتصاديا مرتفعا بطاقات عاملة غير ّ
تربوية:
ّ _ 5معايير
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
الحي ،مرجع
ّ الكم ّية :ونجد ضمن هذه المعطيات ما يلي( :رمزي أحمد عبد
ربوية ّ
ج _ المعطيات التّ ّ
سابق ،ص.)118-115
عليمية ومعرفة
السكان حسب المستويات التّ ّ
وتتضمن توزيع ّ
ّ للس ّكان:
عليمي ّ
_ معلومات عن المستوى التّ ّ
عليمي حسب الجنس
األمّية في المجتمع ،وتفاوت المستوى التّ ّ
كل مستوى ،تضاف إليها نسبة ّ العدد في ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
عليمي والمنطقة.
الس ّن والجنس والمستوى التّ ّ
موزعين حسب ّ
المؤسسات ّ
ّ _ عدد األفراد المستفيدين من هذه
ضعيتهم
النشاط ،ومعرفة و ّ عليمي وشروط ممارستهم لهذا ّ
المؤسسات ومستواهم التّ ّ
ّ طرين في هذه _ عدد المؤ ّ
متطوعون أم أجراء.
ّ هل هم
الخصوصية ،واقتناء الكتب
ّ بالدروس
وخاصة ما تعلّق منه ّ
ّ ي على تعليم أبنائهم_ مستوى اإلنفاق األسر ّ
عليمية المختلفة...
والوسائل التّ ّ
عنصر محوريا في تحقيق التّنمية ينبغي أن
ا بوي حتّى يكون
النظام التّر ّ
إن ّالكيفيةّ :
ّ ربوية
د _ المعطيات التّ ّ
يصب في تحقيق التّعليم
ّ الكيفي الذي
ّ يهتم بالجانب
البد عليه أن ّ الكمّية فقط ،بل ّ
ال يقتصر على العناصر ّ
الحقيقي الذي يمكننا بواسطته الحكم على مدى
ّ المحك
ّ الكمّية
وعي الذي يمكن اعتباره بعد توّفر ال ّشروط ّ
الن ّ
ّ
ي أن يكون
الكيفي التي ينبغي على المخطّط التّربو ّ
ّ أهم المعلومات ذات الطّابع
بوي ،ومن ّ
النظام التّر ّ
فعالّية ّ
الحي ،مرجع سابق ،ص.)120-119 ّ ملما بها ،نجد ما يلي( :رمزي أحمد عبد
بوي فكرة واضحة عن المسار
عليمية المسطّرة تعطي للمخطّط التّر ّ
إن دراسة األهداف التّ ّ
_ أهداف التّعليمّ :
عامة .وينطلق المخطط في صياغة خطّته من خالل الوقوف على مدى
بوية بصفة ّ
للسياسة التّر ّ
المحدد ّ
ّ
بوية متفاوتة
بكل مجاالته لتحقيق أهداف جديدة .واألنظمة التّر ّ
قابلية الواقع ّ
تحقيق األهداف المسطّرة ،ومدى ّ
يهم
نوعية ،وما ّ
الكم ّي ،ومن يتجاوز ذلك إلى تحقيق أهداف ّ
بوية بين من يرّكز على الجانب ّ في أهدافها التّر ّ
وي
النظام التّرب ّ
األهمّية الكبيرة التي تحتّلها األهداف في توجيه القائمين على ّ
ّ كل هذا
بوي في ّ
المخطط التّر ّ
تعليمية وغيرها .ويمكننا القول ف ي
ّ نحو توفير مختلف الوسائل الكفيلة بتحقيقها ،من هياكل ومناهج ووسائل
حدد
بوي أن ي ّ
كلما سمح ذلك للمخطط التّر ّ
اقعية وقابلة للتّحقيقّ ،
السابقة و ّ
هذا المجال ّأنه كلّما كانت األهداف ّ
بوي على كا ّفة المستويات.
النظام التّر ّ
أهدافا جديدة تزيد من مستوى أداء ّ
األدائي للحكم على مدى
ّ العملي
ّ المحك
ّ اسية في كونها
الدر ّ
أهمّية المناهج ّ
اسية :تتمثّل ّ
الدر ّ
_ المناهج ّ
بوي أن يكون
يتزود بها المتعّلمون .وعلى المخطط التّر ّ
المعرفية التي ّ
ّ المادة
ّ بوية ،وهي
تحقّق األهداف التّر ّ
ويحدد مستواها ومدى قدرة المتعّلمين على استيعابها ،وهذا حتّى تكون
ّ جيدا على هذه المناهج،
طلعا اطالعا ّ
مّ
لوكي للتّالميذ.
الس ّالمعرفي و ّ
ّ مبنية على أسس سليمة فيما يتعلّق بالجانبخطّته ّ
النظر في هيكلة التّعليم،
بوية ال ّشاملة إعادة ّ
تتضمن اإلصالحات التّر ّ
ّ _ هيكلة التّعليم وتنظيمه :غالبا ما
المتوسط
ّ ومدة التّعليم
االبتدائي من 6إلى 5سنواتّ ،
ّ مدة التّعليم
تم تغيير ّ
مؤخ ار في الجزائر حيث ّ
كما وقع ّ
مية .ويحتاج
هيكلية وتنظي ّ
ّ انوي ،وهي كلّها تغييرات
من 3إلى 4سنوات ،وأعيد تنظيم ال ّشعب في التّعليم الثّ ّ
ال
يتسنى له ذلك إ ّ
بوي إلى هيكلة وتنظيم جديد للتّعليم ،وال ّ
النظام التّر ّ
بوي إلى معرفة مدى حاجة ّ
المخطط التّر ّ
ماعية.
اقتصادية واجت ّ
ّ بيداغوجية و
ّ نفسية
فعالية الهيكلة الحالية ،بناء على معطيات ّ
إذا تأ ّكد من عدم ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
بوي ،فكلّما
النظام التّر ّ
تطور ّ
الهامة على مدى ّ
ّ عليمية من المؤ ّشرات
تعد الوسائل التّ ّ
عليميةّ :
_ الوسائل التّ ّ
لعملية
إيجابية كّلما أمكننا الحكم على ا ّ
ّ ومؤدية لنتائج أكثر
ّ طورات الحاصلة
كانت هذه الوسائل مواكبة للتّ ّ
بوي أن يراعي في خطّته
الصحيح من حيث األداء ،وعلى المخطط التّر ّ
عليمية ّأنها في الطّريق ّ
التّعليمة التّ ّ
الوصية على توفيرها وتحقّق كفاءة المعلّمين في
ّ تعليمية حديثة بشرط قدرة الهيئات
ّ ضرورة إدخال وسائل
نوعية الوسائل وضمان
يجي في ّ
يقدم بدائل تم ّكن من التّحسين التّدر ّ
فإنه ّ
حسن استخدامها ،وفي حالة العكس ّ
استعمالها على الوجه المطلوب.
الناجح هو الذي يستطيع أن
ي علما قائما بذاته ،والمدير ّ
المدرسية :لقد أصبح التّسيير اإلدار ّ
ّ _ اإلدارة
طة
للمؤسسة .ومن مستلزمات الخ ّّ السير الحسن
السليم نحو ّويوجهه التّوجيه ّ
ّ جي
في فريقه البيداغو ّ يتح ّكم
أن يكون المخطط ملما بأساليب التّسيير الحالية؛ حتّى يعرف ما هي التّعديالت التي ينبغي القيام بها الجيدة
ّ
قوية بين اإلدارة والمستخدمين من جهة،
تفاعلية ّ
ّ المدرسية بطرق أكثر تحقيقا لعالقة
ّ من أجل تسيير اإلدارة
وبينها وبين التالميذ من جهة أخرى.
تعليمية ال يمكن االستغناء عنها ،وهي تجسيد للمناهج
ّ المدرسي وسيلة
ّ المدرسية :الكتاب
ّ _ الكتب
لمادة التي
يعد للتّلميذ واجهة ا ّ
تم تخطيطه في هذه المناهج .و ّ
كل ما ّعملي ّ
ّ اسية ،بحيث تتناول بشكل
الدر ّ
ّ
جيدا من حيث ال ّشكل والمضمون كّلما سمح ذلك للتّلميذ بتعّلم أفضل .وعلى المخطط
يدرسها فكّلما كان ّ
يكون صورة واضحة حول هذه الكتب؛ حتّى يعرف المكانة التي أن تحتّلها في خطّته ،فهل ينصح بوي أن ّ
التّر ّ
بتغييرها؟ أم بتعديلها؟ أم بإبقائها على ما هي عليه؟ ،وال يتأتّى له ذلك دون تقييم الكتب الحالية وتقديم
العلمية لإلجراءات التي نصح باتّخاذها.
ّ المبررات
ي
الخاصة :وفي هذا المجال ينطلق المخطط التّربو ّ
ّ المتفوقين وذوي االحتياجات
_ االعتناء بالموهوبين و ّ
كيفية االعتناء بها .فهل
ليقدم االقت ارحات الكفيلة بتحديد ّ
اقعية في التّعامل مع هذه الفئات؛ ّ
من المشكالت الو ّ
المؤسسات العادية ويفصلون عن بقية التالميذ؟ ،وما هو نوع
ّ خاصة؟ أم يدمجون في
ّ مؤسسات
تخصص لهم ّ
ّ
التّكوين الذي يتل ّقاه معلموهم؟ إلى غير ذلك من التّساؤالت التي ينبغي أن يجيب عنها إجرائيا في مخطّطه
بوي.
التّر ّ
فعال دون االهتمام بمستوى المعلّمين
بوي ّ
وكيفية تكوينهم :ال يمكن تحقيق نظام تر ّ
ّ _ مستوى المعلّمين
بوي أن يدرس بعمق واقع تكوين المعّلمين وشروط
وكيفية تكوينهم .وفي هذا المجال على المخطط التّر ّ
ّ
عليمية ،ويقترح تبعا
توظيفهم ،ويقف على تأثير هذا الواقع في مستوى تحصيل التّالميذ وتحقيق األهداف التّ ّ
الرفع من هذا المستوى ومدى ضرورة تغيير برامج التّكوين وشروط التّوظيف؛ حتّى يحقق الّنظام
كيفية ّ
لذلك ّ
بوي أهدافا أفضل فيما يتعّلق بتحسين مستوى المتعلمين.
التّر ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
عالمية:
ّ _ 6معايير
كل ما يدور حوله من أحداث
أي مجتمع ال يمكنه أن يعيش منغلقا على ذاته ،معرضا عن ّ
إن ّ
ّ
ألي مجتمع أن يبقى معزوال عن التّأثيرات
العالمي .وفي عصرنا الحالي ال يمكن ّ
ّ وتغيرات على المستوى
ّ
ألي مجتمع أن يبقى بمنأى عن تأثيراتها،
العالمية حتّى ولو أراد ذلك .فالعولمة قد فرضت نفسها ،وال يمكن ّ
ّ
بوية،
ثقافية وتر ّ
اعية و ّ
اقتصادية واجتم ّ
ّ سياسية و
ّ العالمية تتّخذ أشكاال مختلفة،
ّ ثم التّعامل معها .والتّأثيرات
ومن ّ
بوي أن يكون في المكانة الجدير به في التّعامل مع مختلف هذه التّأثيرات .وقد تكون
النظام التّر ّ
بد على ّ
وال ّ
البد حينئذ من
يهدد المجتمع واستق ارره على كافّة المستويات ،و ّ
سلبية ،إذا كانت تحمل ما ّ
العالمية ّ
ّ التّأثيرات
إيجابي إذا كان
ّ أن هذه التّأثيرات قد تكون ذات طابع
الحد من هذه التّأثيرات ،كما ّ
تحديد طرق ووسائل ّ
بد من االطالع على مختلف نتائج األبحاث والتّجارب التي تفيد
ثم ال ّ مضمونها تقنيا وأداتيا مفيدا ،ومن ّ
بوي ة ،من ذلك االستفادة من المقاربات الحديثة في صياغة المناهج
حل بعض مشكالته التّر ّ
مجتمعنا في ّ
عليمية الحديثة ،مع اإلشارة إلى ضرورة التّعديل
بوية المعاصرة وتوظيف الوسائل التّ ّ
فسية التّر ّ
الن ّ
النظرّيات ّ
وّ
والتّكييف كّلما تطّلب األمر ذلك.
بوي؛ حتّى
عملية التّخطيط التّر ّ
ّ توجه
بأننا حاولنا تحديد مختلف المعايير التي ّ
وفي األخير يمكن القول ّ
يخية وما تش ّكله
مكوناته .وجاءت على رأس هذه المعايير الحضارّية التّار ّ
بكل ّ
يكون منسجما ومستجيبا للواقع ّ
بوية الب ّد لها
كل خطّة تر ّ
أن ّ
ماعية ورأينا ّ
ثم جاءت المعايير االجت ّ
وهويتهّ ،
ّ خصوصيات المجتمع وانتمائه
ّ
وتبين
االجتماعية التي تسعى لحلّهاّ ،
ّ تحدد حجم ونوع المشكالت
النجاح أن تنطلق من الواقع ،وأن ّ
لتضمن ّ
العام
صور ّ أهمّية في التّ ّ
من ّ ياسية وما تمثّله
الس ّالحل .وبعد ذلك تطرقنا للمعايير ّ
ّ كيفية الوصول إلى ذلك
ّ
لدولة
العام ل ّ
وجه ّ تعبر عن التّ ّ
ّ بوية
أن الخطّة التّر ّ
بقية المعايير ،إذ ّ
للخطّة ،بما يح ّقق األهداف المنسجمة مع ّ
مادّية كفيلة
اقتصادي وامكانات ّ
ّ تتضمنه من واقع
ّ االقتصادية وما
ّ تعرضنا للمعايير
ثم ّ
بويّ .
في المجال التّر ّ
بوية وما يرتبط بها من هياكل وموارد بشرّي ة
ثم المعايير التّر ّ
طةّ .
المالية لتنفيذ الخ ّ
ّ كل المتطّلبات
بتوفير ّ
طة
المكونات التي ينبغي أن تؤخذ بالحسبان أثناء وضع الخ ّ
ّ اسية وغيرها من
تعليمية ومناهج در ّ
ّ ووسائل
أخير
بوي .و ا
النظام التّر ّ
بوية؛ حتّى تكون مستجيبة لمتطّلبات اإلصالح والتّغيير نحو األفضل الذي ينشده ّ
التّر ّ
بد من
بقية العالم ،فال ّ
بوية لم تعد معزولة عن ّ
أن المجتمعات وأنظمتها التّر ّ
العالمية؛ ذلك ّ
ّ ذكرنا المعايير
طورات ،واالستفادة من خبرات اآلخرين مع المحافظة على الخصائص الحضارّية للمجتمع .ونرى
مواكبة التّ ّ
فعالة وتطبيقها عل ى
بوية ّ
كل ال ّشروط الكفيلة ببناء خطّة تر ّ
حد بعيد ّ
تتضمن إلى ّ
ّ أن المعايير التي تناولناها
ّ
أحسن وجه ممكن.
الهامة بمثابة استنتاجات وتوصيات ،وهي:
كما يمكن أن نشير في األخير إلى مجموعة من العناصر ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
بوية في بالدنا ومنذ عقود إلى تحسين أدائها وتجويده؛ متّجهة من أجل ذلك نحو
_ تسعى المنظومة التّر ّ
ظروف
النمط الذي ساد عقودا طويلة بفعل ال ّ
مطية في التّسيير واإلدارة .وهو ّ
الن ّ
تحرير المدرس من سيطرة ّ
حول الذي تشهده
مر بها العال م .لتنسجم بذلك المدرسة واإلدارة ،مع طبيعة التّ ّ
االقتصادية التي ّ
ّ ياسية و
الس ّ
ّ
صة ،وتقاسم
المجتمعي ة ،وتشجيع المبادرات الخا ّ
ّ بوية منذ فترة ،نحو توسيع مساحة المسؤو ّلية
المنظومة التّر ّ
بوية واضحة.
طة عمل تر ّ
المسؤوليات ،وبذلك تبني خ ّ
ّ األعباء أو
العقالني للتّعليم وحركته نحو المستقبل .وذلك عن طريق
ّ بوي أّنه التّوجيه
_ يع ّرف العلماء التّخطيط التّر ّ
رجوة منه
الدراسة ،تمكينا لهذا التّعليم من تحقيق األهداف الم ّ
القررات القائمة على البحث و ّ
إعداد مجموعة من ا
فاعلية ،وأوفرها وقتا.
ّ بأنجع الوسائل وأكثرها
أي عمل يقوم
عليمية ،ومرحلة التّفكير التي تسبق تنفيذ ّ
_ يش ّكل التّخطيط عنصار هاما في مجال اإلدارة التّ ّ
تبين األهداف المطلوب
ثم وضع خطّة ّ
عما سيكون عليه الحال في المستقبلّ ،
تصور افتراضات ّ
ّ على
الزم
السير والمراحل المختلفة الواجب المرور بها ،والوقت ال ّ
طة ّوكيفية استخدام هذه العناصر ،وخ ّ
ّ تحقيقها،
لتنفيذ هذه األعمال.
وية،
أي خطّة ترب ّ
فالبد من توافر مجموعة من ال ّشروط في ّ
ّ أهمّية كبرى،
بوي ذا ّ
_ إذا كان التّخطيط التّر ّ
نتحرك؟ كيف لنا
الهامة :إلى أين نحن ذاهبون؟ وفي أي إطار ّ
ّ مما يستوجب اإلجابة عن جملة من األسئلة
ّ
المهام التي سوف يضطلع بها العاملون بالمدرسة من أجل
ّ أن نبلغ الهدف؟ بمعنى ّأنها إيجاز لمجموعة
اتيجيات للتّغيير
اتيجية من قيم ومفاهيم ،ومن طموحات فائقة ،ومن استر ّ
تحقيق ما تبنوه في رؤيتهم االستر ّ
النقاط التّالية:
نلخصها في ّ
والمنافسة والجودة ،ويمكننا أن ّ
_ وضوح األهداف.
اقعية.
_ الو ّ
العلمية
ّ المنهجية
ّ _
كاملية.
مولية والتّ ّ
_ ال ّش ّ
_ القدرة على التّ ّنبؤ.
األولويات.
ّ _ ترتيب
_ المرونة.
االستمررّية.
ا _
قابلية التّقويم.
_ ّ
التّخطيط التّربو ّ
ي :ماهيته ،مبادئه ،ومعاييره األساس ّية مجلة الباحث
مرجوة،
بوية لبلوغ األهداف ال ّ
أساسي في نجاح المشاريع التّر ّ
ّ بوي شرط
إن التّخطيط التّر ّ
وفي األخير نقول ّ
طة
البد من توّفر أمرين هما :سالمة التّخطيط واإلعالم به .وعليه فالخ ّ
بوي ّ ولتحقيق أهداف التّخطيط التّر ّ
تتم عل ى أساس تحقيق أقصى كفاءة ممكنة في استخدام الموارد واإلمكانات التي يمكن أن
بوية يجب أن ّ
التّر ّ
تتوفّر وباختيار الوسائل واألساليب واإلج ارءات التي تضمن تحقيق االستخدام الكفء بحيث يتحقّق أقصى
يتم فيه تالفي حصول
وبأقل قدر ممكن من الموارد واإلمكانات ،وبال ّشكل الذي ّ
ّ قدر ممكن من األهداف،
الهدر وتبديد الموارد واإلمكانات وضعف درجة االنتفاع بها.
قائمة المراجع:
الدراسات:
ّأو ال _ ّ
العربية:
ّ _ 1بال ّلغة
الجامعي الحديث ،اإلسكندرّية.1999 ،
ّ بوي ،ط ،1المكتب
محمد الطّّيب :التّخطيط التّر ّ
_ أحمد ّ
النشر ،اإلسكندرّية.2006 ،
طباعة و ّ
ومبرراته وأسسه ،ط ،1دار الوفاء لدنيا ال ّ
بوي :ماهيته ّ
الحي :التّخطيط التّر ّ
ّ _ رمزي أحمد عبد
يكولوجية ،ط ،1منشورات عالم
ّ الس
يداكتيكية و ّ
ّ الد
البيداغوجية و ّ
ّ موسوعي في المصطلحات والمفاهيم
ّ بوي؛ معجم
_ غريب ،عبد الكريم :المنهل التّر ّ
الدار البيضاء ،المغرب.2006 ،التّربيةّ ،
محمد منير مرسي :االتّجاهات المعاصرة في التّربية المقارنة ،عالم الكتب ،القاهرة.1993 ،
_ ّ
الفرنسية:
ّ _ 2باللّغة
1. Philip H.Coombs: Qu’est-ce que la planification de l’éducation? UNESCO; Institut International de
Planification de l’Education, Paris, 1970.
2. Gordon. C.Ruscoe: Planification de l’éducation: les conditions de réussite, UNESCO; Institut International
de Planification de l’Education, Paris, 1970.
ثانيا _ المقالت:
ا
الفصلية للتّربية ،العدد ،77 :مركز مطبوعات اليونسكو ،القاهرة.1991 ،
ّ "مستقبليات" ،المجلّة
ّ _ مجلّة
الجامعية:
ّ الرسائل
ثالثاا _ ّ
بي ،أطروحة لنيل شهادة
بي والعالم العر ّ
تطور التّربية في العالم الغر ّ
بوي من خالل ّ
يخي في اإلصالح التّر ّ
_ لكحل لخضر ،استثمار البعد التّار ّ
الدكتوراه في علوم التّربية ،جامعة الجزائر.2007 ،
ّ