You are on page 1of 7

‫خطب الجمعة واألعياد والمناسبات‬

‫تلقرام‬

‫─────────────‬

‫‪.cc‬خطبة‪.‬جمعة‪.‬مكتوبة‪.‬بعنوان‬

‫[√تحري الحالل والصدق والوفاء ف البيع ر‬


‫والشاء » ]√]‬ ‫ي‬

‫بتاري خ ‪1441 /‬‬

‫☜|•الخطب ة‪.‬األول ى‪.•|☜cc.‬‬

‫❁══❁❈۩❉۩❈❁══❁‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪.‬‬

‫ُ ه‬ ‫ُ ه‬
‫الحمد ِّلل رب العالمي ‪ ،‬الحمد ِّلل المنعم بجالئل النعم ودقائقها ‪ ،‬والعالم بما تكن الصدور من‬
‫ُ ُ‬
‫ضمائرها ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا ‪ ،‬وحده ال رشيك له ‪،‬‬

‫له الملك وله الحمد ‪ ،‬وهو عىل كل رشء قدير ‪ُ ،‬‬


‫يعز من يشاء ويذل من يشاء ‪ ،‬ويرزق من يشاء بغي‬ ‫ي‬
‫حساب ‪،‬‬

‫ً‬
‫وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدا عبد هللا ورسوله ‪ ،‬وصفيه من خلقه وحبيبه ‪ ،‬خاتم أنبيائه‬
‫‪ ،‬وسيد أصفيائه ‪ ،‬المخصوص بالمقام المحمود ‪ ،‬يف اليوم المشهود ‪ ،‬الذي ُجمع فيه األنبياء تحت‬
‫لوائه‪.‬‬

‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫آيات أحمد ال تحد لواصف‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫دهورا‬ ‫ولو َّانه أ ْ‬
‫مىل وعاش‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫بش ُ‬
‫اكم يا أمة المختار يف‬ ‫ر‬

‫َ‬
‫وحريرا‬ ‫يوم القيامة جنة‬

‫بأشف َ‬ ‫ُ ًّ‬
‫حقا ر‬ ‫ُ‬
‫مرسل‬ ‫فضلتم‬
‫َ‬
‫وحضورا‬ ‫خي اليية ً‬
‫باديا‬ ‫ر‬

‫صىل عليه هللا رب ً‬


‫دائما‬ ‫ري‬

‫وآله وسلم تسليما كثيا‬

‫َّ‬
‫أم ا ب ع د عب اد هللا ‪ -:‬اتقوا هللا َّربكم حق تقاته ‪ ،‬اتقوه يف أنفسكم وأهليكم ‪ ،‬واتقوه يف أعمالكم‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫وشائكم ‪ ،‬واتقوه فيما تأكلون وما ُت َ‬ ‫وأموالكم ‪ ،‬واتقوه ف بيعكم ر‬
‫طعمون وما ت ِنفقون وما تد ِخرون ‪،‬‬ ‫ي‬
‫َ َ ا‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض حَلًل‬ ‫واتقوه يف جميع عقودكم ومعامالتكم ‪ ،‬القائل سبحانه وتعاىل { يا أيها الناس كلوا ِمما ِ يف األر ِ‬
‫ي }‪ ،‬إن هللا سبحانه وتعاىل قد أباح لعباده األكل‬ ‫الش ْي َطان إ َّن ُه َل ُك ْم َع ُد ٌّو ُمب ٌ‬
‫َّ‬
‫ات‬ ‫َ ً َ َ َ َّ ُ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫طيبا وًل تت ِبعوا خطو ِ‬
‫والشب من الحالل الطيب ‪ ،‬وحرم عليهم الخبائب ونهاهم عن اكتساب المال الحرام ‪ ،‬ومن األسباب‬ ‫ر‬

‫بشط اإلبتعاد عن الربا والغش والخيانة ‪ ،‬فقال‬ ‫والشاء ‪ ،‬ر‬


‫المشوعة لكتساب الرزق الحالل ؛ هو البيع ر‬ ‫ر‬
‫َ َ َ ََ ُ َ ه‬ ‫َ َ َ َّ ه ُ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ َ ٌ ْ َ َ ْ َ َ ٰ َ َ ُ‬
‫اِّلل ۖ َو َم ْن‬
‫َه فله َما سلف وأ ْم ُره ِإىل ِ‬ ‫تعاىل ﴿ وأحل اِّلل البيع وحرم الربا ۚ فمن جاءه مو ِعظة ِمن رب ِه فانت‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ٰ َ َ ْ َ ُ َّ ُ‬
‫اب الن ِار ۖ ه ْم ِف َيها خ ِالدون ﴾‬‫عاد فأول ِئك أصح‬

‫فاهلل سبحانه وتعاىل أحل البيع لعباده وحرم عليهم الربا ‪ ،‬ودلت هذه اآلية عىل قبول توبة أهل الربا‬
‫ً‬
‫إذا تابوا وأنابوا ‪ ،‬وتهدد هللا من مات غي تائبا من الربا بالخلود يف نار جهنم ‪ ،‬قال اإلمام الهادي يحﻴ‬
‫بن الحسي صلوات هللا عليه ‪ :‬وأما الربا فال يعالجه وال يعانيه إال الفسقه الفاجرون ر‬
‫الياﺓ من هللا‬
‫المحاربون والكفرﺓ المعتدون ‪ ،‬ألنه أمر من هللا عظم شأنه وجل أمره وآذن هللا عز وجل يف يسيه‬
‫ي*‬ ‫ق م َن الر َبا إ ْن ُك ْن ُت ْم ُم ْؤمن َ‬‫اِّلل َو َذ ُروا َما َب ِ َ‬
‫آم ُنوا َّات ُقوا ه َ‬ ‫ين َ‬ ‫بالمحاربة دون كثيه فقال تعاىل ‪{َ :‬يا َأ ُّي َها هالذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ‬
‫وس أ ْم َو ِالك ْم ًل تظ ِل ُمون َوًل تظل ُمون }‬
‫َ‬ ‫اِّلل َو َر ُسوله ۖ َوإ ْن ُت ْب ُت ْم َف َل ُك ْم ُر ُء ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ه‬
‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫َفإ ْن َل ْم َت ْف َع ُلوا َف ْأ َذ ُنوا ب َح ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫بق من الرباء ‪ ،‬دون الخروﺝ منه بأجمعه‬
‫فلم يصﺢ لهم اسم االيمان والتقوﻯ إن هم تشبثوا بﻴسي إن ي‬
‫طرا‪ ،‬ﺛم آذنهم بالحرب من هللا ورسوله إن أقاموا عىل لزوم بقيته وتركوا الخروﺝ منه بكليته ‪،‬‬

‫أب طالب عليه السالم أنه قال ‪ « :‬لعن رسول هللا صىل هللا عليه وعىل آله وسلم‬
‫عىل بن ر ي‬
‫وعن اإلمام ي‬
‫الربا وآكله وموكله وبايعه ومشييه وكاتبه وشاهديه»‪ .‬وقال صىل هللا عليه وعىل آله وسلم ‪ «:‬لدرهم‬

‫ربا أشد عند هللا من أرب ع وﺛالﺛي زنية أهونها إتيان الرجل أمه »‪ .‬وعن ي‬
‫عىل عليه السالم قال قال‬

‫رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم ‪« :‬لن تزال ي‬


‫امﻴ يكف عنها ما لم تظهر خصاال عمال بالربا ‪،‬‬
‫واﻇهار الرشا ‪ ،‬وقطع االرحام وترﻙ الصالﺓ يف الجماعة ‪ ،‬وترﻙ هذا البيت أن يؤم ‪،‬‬

‫فإذا ترﻙ هذا البيت أن يؤم لم يناﻇروا»‪ .‬وروي يف تفسي المصابيﺢ يف قصة اإلشاء أن ر ي‬
‫النﻴ صىل هللا‬
‫جييل عليه السالم إىل رجال كل واحد منهم كالبيت الضخم ‪ ،‬يقوم أحدهما‬
‫عليه وآله وسلم انطلق به ر‬
‫جييل من هؤالء ؟ قال هؤالء ‪ :‬الذين يأكلون الربا ال يقومون إال‬
‫فتميل به بطنه فيرصع ‪ ،‬فقلت ‪ «:‬يا ر‬
‫كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس‪.‬‬

‫عب اد هللا ‪ -:‬إن البيع ر‬


‫والشاء يحتاﺝ إىل علم وتفقه يف الدين ‪ ،‬فمن باع واشيﻯ ولم يسأل عن حرام‬
‫عىل عليهم‬
‫عىل عليهما السالم عن آبائه ‪ ،‬عن ي‬ ‫وال حالل فقد ارتطم يف الربا ‪ ،‬روﻯ اإلمام زيد بن ي‬
‫إب أريد التجارﺓ فادع هللا يىل ‪ ،‬فقال له عليه السالم ‪«:‬‬
‫السالم ‪ :‬أن رجال أتاه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أمي المؤمني ‪ ،‬ي‬
‫أو فقهت يف دين هللا عز وجل ؟ قال ‪ :‬أو يكون بعﺾ ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬ويحك ‪ ،‬الفقه ﺛم المتجر ‪ ،‬إن من‬
‫باع واشيﻯ ‪ ،‬ولم يسأل عن حالل ‪ ،‬وال حرام ارتطم يف الربا ‪ ،‬ﺛم ارتطم »‪ .‬فعىل اإلنسان المؤمن أن‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫النﻴ صىل هللا عليه‬
‫وف ذلك ماروي عن ر ي‬ ‫يتحرﻯ يف مطمعه ومشبه وملبسه أن يكون حالال طيبا ‪ ،‬ي‬
‫وآله وسلم أنه قال ‪ (( :‬ال تزول قدم العبد يوم القيامة حﻴ يسأله هللا عن أرب ع عن عمره فيما أفناه‬
‫وعن جسده فيما أباله ‪ ،‬وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت )) ‪ .‬ولكن لألسف‬
‫الشديد أن‬

‫ر‬
‫أكي الناس يف هذا الزمان ال يبالون بجمع المال من حله ومن غي حله ‪ ،‬فمنهم من يكتسب المال عن‬
‫طريق المخدرات ‪ ،‬ومنهم من يجمع المال‬

‫عن طريق الربا ‪ ،‬أما الذين يزعمون أنهم يتحرون يف اكتساب المال الحالل ‪ ،‬فياهم يتعاملون يف بيعهم‬
‫وشائهم بالغش والخيانة ‪ ،‬ر‬
‫ويكيون الكذب واأليمان المغلظة ‪ ،‬والحلف بالطالق ‪،‬‬ ‫ر‬

‫الﻴ ُعرضت عىل السموات‬ ‫ر‬


‫أوال يعلمون أن البيع والشاء ‪ ،‬والصدق واألمانة والوفاء من جملة األمانة ي‬
‫واألرض والجبال فأبي أن يحملنها وأشفقن منها وحملها اإلنسان إنه كان ﻇلوما جهوال ‪ ،‬عب اد هللا ‪-:‬‬
‫إن ما نراه اليوم من عقوق اآلبناء لآلباء واألمهات هو بسبب هذا المال الذي اكتسبوه من الحرام ‪،‬‬

‫إن فساد الذرية بسبب الربا والغش والخداع ‪ ،‬والكذب والخيانة ‪ ،‬إن هذا المجتمع الفاسد الذي نراه‬
‫اليوم سببه أكل الحرام واإليمان الفاجرﺓ ‪ ،‬إن الحرام تكون ﺛمرته الفجور والعصيان ‪ ،‬والظلم والطغيان‬
‫ْ َُ‬
‫‪ ،‬والحالل تكون ﺛمرته الصالح والتقوﻯ ‪ ،‬والخي والسعادﺓ يف الدنيا واآلخرﺓ ‪ ،‬قال جل وعال ﴿ َوال َبلد‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ات ِلق ْو ٍم َي ْشك ُرون ﴾ ‪.‬‬ ‫َ ُ َ َ َ ْ ُ َّ َ ً َ َ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫َّ ُ َ ْ ُ َ َ ُ ُ ْ َ َ ه‬
‫الطيب يخ ُرﺝ نباته ِب ِإذ ِن رب ِه ۖ وال ِذي خبث ًل يخ ُرﺝ ِإًل ن ِكدا ۚ ك ٰذ ِلك نرصف اآلي ِ‬

‫عشات األيمان المغلطة ‪ ،‬والعهود والمواﺛيق‬ ‫عب اد هللا ‪ -:‬إن الكثي من الناس ال يبيع سلعته إال بعد ر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عىل أنها سالمة من العيوب ‪ ،‬وال يعلم أن فيها عيبا واحدا ‪ ،‬وربما كان كاذبا يف ذلك ‪،‬‬

‫والنﻴ صىل هللا عليه وآله وسلم ‪ :‬يقول (( اليمي تنفق السلعة ‪ ،‬وتمحق ر‬
‫اليكة ‪ ،‬وإن اليمي الفاجرﺓ‬ ‫ري‬
‫عىل عن آبائه عليهم السالم قال ‪ :‬قال رسول هللا‬
‫لتدع الديار من أهلها بالقع ))‪ .‬وعن اإلمام زيد بن ي‬
‫صىل هللا عليه وآله وسلم ‪(( :‬ﺛالﺛة اليكلمهم هللا تعاىل ‪ ،‬وال ينظر إليهم يوم القيامة ‪ ،‬وال يزكيهم ‪،‬‬
‫ولهم عذاب أليم ‪ :‬رجل بايع إماما إن أعطاه شيئا من الدنيا وف له ‪ ،‬وإن لم يعطه لم يف له ‪ ،‬ورجل له‬
‫أعﻄ يف سلعته كذا وكذا‬
‫ي‬ ‫ماء عىل ﻇهر الطريق يمنعه سابلة الطريق ‪ ،‬ورجل حلف بعد العرص لقد‬
‫فأخذها اآلخر مصدقا للذي قال وهو كاذب ))‪ .‬عب اد هللا ‪ -:‬إن الكذب حرام يف جميع المجاالت ‪ ،‬فال‬
‫يكن تعاملك مع الناس بالكذب والغش والخيانة ‪ ،‬إن الكذب من صفات المنافقي ‪ ،‬فقد روي عن‬
‫ف‪،‬‬‫ال ٌث ‪ :‬إ َذا َح َّد َث َك َذ َب ‪َ ،‬وإ َذا َو َع َد َأ ْخ َل َ‬
‫َ َ‬
‫ﺛ‬ ‫ق‬ ‫اف‬
‫َُ َُ‬
‫ن‬‫الم‬ ‫ة‬ ‫آي‬ ‫َ((‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫ه‬
‫َّ‬
‫أن‬ ‫النﻴ صىل هللا عليه وآله وسلم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ري‬
‫ه َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُّ َ ه َ َ ُ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ ُْ َ َ َ‬
‫و ِإذا اؤت ِمن خان ))‪﴿ ،‬يا أيها ال ِذين آمنوا ًل تخونوا اِّلل والرسول وتخونوا أمان ِاتكم وأنتم تعلمون *‬
‫يم ﴾ إن الغش والخيانة ال يجوزان يف جميع‬ ‫اِّلل ع ْن َد ُه َأ ْج ٌر َعظ ٌ‬
‫اع َل ُموا َأ َّن َما َأ ْم َو ُال ُك ْم َو َأ ْو ًَل ُد ُك ْم ف ْت َن ٌة َو َأ َّن ه َ‬
‫َ ْ‬
‫و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عىل عليه السالم قال ‪ :‬مر رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم عىل رجل‬
‫األديان السماوية ‪ ،‬فعن ي‬
‫يبيع طعاما فنظر رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم إىل خارجه فأعجبه فأدخل يده إىل داخله‬
‫فأخرﺝ منه قبضة فكان أردﻯ من الخارﺝ ‪ ،‬فقال رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم ‪ (( :‬من غشنا‬
‫فلﻴس‬

‫صيﺓ طعام فأدخل‬ ‫منا ))‪ .‬وعن ر ي‬


‫أب هريرﺓ أن رسول هللا صىل هللا عليه وآله وسلم مر يف السوق عىل ر‬
‫يده فيها فنالت أصابعه بلال فقال ‪:‬‬

‫(( ما هذا يا صاحب الطعام ؟ ))‬

‫فقال ‪ :‬يا رسول هللا أصابته السماء ‪ ،‬فقال صىل هللا عليه وآله وسلم ‪ (( :‬أفال جعلته فوق الطعام لياه‬
‫َ َ‬
‫﴿يا أ ُّي َها‬ ‫الناس ‪ ،‬من غشنا فلﻴس منا ))‪ .‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ‪ ،‬بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ َْ ُ ُ‬ ‫ُْ‬
‫اض ِمنك ْم ۚ َوًل تقتلوا أنف َسك ْم ۚ ِإن‬ ‫آم ُنوا ًَل َت ْأ ُك ُلوا َأ ْم َو َال ُك ْم َب ْي َن ُك ْم ب ْال َب ِ َّ َ ْ َ ُ َ َ َ ا َ ْ َ َ‬
‫ين َ‬ ‫هالذ َ‬
‫اط ِل ِإًل أن تكون ِتجارﺓ عن تر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ َ َ ً َ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَ‬
‫اِّلل َي ِس ًيا ﴾‬ ‫ً َ‬
‫يه نارا ۚ وكان ذ ٰ ِلك عىل ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ‬
‫اِّلل كان ِبكم ر ِحيما * ومن يفعل ذ ٰ ِلك عدوانا وﻇلما فسوف نص ِل ِ‬
‫ْ َ ً‬
‫ْ‬ ‫َ ه‬
‫اِّلل ۚ إ َّن ه َ‬
‫اِّلل َب ِص ٌي ِبال ِع َب ِاد} بارﻙ هللا يىل ولكم يف القرآن‬ ‫َ َ َْ ُُ َ َ َُ ُ َ ُْ ََُ ُ َْ‬
‫{ فستذكرون ما أقول لكم ۚ وأفوض أم ِري ِإىل ِ ِ‬
‫ونفعﻴ هللا وإياكم بما فيه من اآليات والذكر الحكيم ‪ ،‬أقول ما تسمعون وأستغفر هللا العظيم‬
‫ي‬ ‫الكريم ‪،‬‬
‫يىل ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ‪،‬‬

‫❁══❁❈۩❉۩❈❁══❁‬

‫☜|•الخطب ة‪.‬الثانية‪cc.‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫يعﻄ‬ ‫الحمد هلل رب العالمي ‪ ،‬ال يسأم من ر‬


‫كيﺓ السؤال والطلب ‪ ،‬سبحانه إذا سئل أعﻄ وأجاب ‪،‬‬
‫ي‬
‫رض بالقليل أعطاه الكثي ‪ ،‬ومن سخط فالحرمان قد وجب‬ ‫الدنيا لمن يحب ومن ال يحب ‪ ،‬من ي‬
‫َ‬
‫نحمده تبارﻙ وتعاىل عىل كل ما منﺢ أو سلب ‪ ،‬ونسأله الخلود يف دار السالم حيث ال لغو وال صخب ‪،‬‬
‫وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال رشيك له‪ .‬له الملك وإليه المنقلب‪ .‬وأشهد أن خاتم المرسلي هو‬
‫رتج ومأمول‪ .‬صل وسلم عىل‬‫محمد بن عبدهللا بن عبدالمطلب‪ .‬فيا رب يا أكرم مسؤول‪ .‬ويا خي ُم ر‬
‫سيد األعاجم والعرب‪ .‬وعىل آله الهداﺓ ما الح يف األفق نجم أو غرب‪.‬‬

‫أم ا ب ع د‬

‫أيها الناس ‪ :‬اتقوا هللا ربكم ‪ ،‬وأدوا فرائضه عليكم ‪ ،‬وأحسنوا إىل خلقه لعلكم تفلحون‪ .‬لقد أرشد‬
‫الشع‬ ‫اإلسالم أتباعه إىل تحري المصداقية ‪ ،‬واألمانة والورع ف جميع المعامالت ‪ ،‬إن العدل هو ر‬
‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َْ ُ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫اإللَه الذي من أجله أرسل الرسل إىل عباده كما قال تعاىل ‪ { :‬وياقو ِم أوفوا ال ِمكيال وال ِميان ِبال ِقس ِط‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫اس أش َي َاءه ْم‬‫َوًل ت ْبخ ُسوا الن‬
‫َْ‬
‫األ ْرض ُم ْفسد َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ين }‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوًل ت ْعث ْوا ِ يف‬

‫عباد هللا ‪ :‬خذوا الحق وأدوه يف معامالتكم وال تبخسوا الناس أشيائهم وال تأكلوا أموالهم بالباطل ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ه َ َ ْ َ ُ َ َ َّ‬ ‫َْ ٌ ُْ َ‬
‫اس َي ْست ْوفون * َو ِإذا‬ ‫َ‬
‫واسمعوا ماذا قال هللا تبارﻙ وتعاىل ‪ {:-‬ويل ِللمطف ِفي * ال ِذين ِإذا اكتالوا عىل الن ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ ُ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ُ ُ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َّ‬
‫اس ِل َرب‬‫الن ُ‬ ‫شون * أًل َيظ ُّن أول ِئك أن ُه ْم َم ْب ُعوﺛون * ِل َي ْو ٍم َع ِظ ٍيم * يوم يقوم‬‫كالوهم أو وزنوهم يخ ِ‬
‫والشاء وحسن التعامل فيه ال يخيب صاحبه ً‬
‫أجرا ‪،‬‬ ‫ي } عباد هللا ‪ :‬إن الصدق ف البيع ر‬ ‫ْال َع َالم َ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫بخس ً‬ ‫ُ َ‬
‫يوض عماله يف المحل بأن يكشفوا للناس عن‬
‫ي‬ ‫ربحا ‪ ،‬يحىك أن رجال من الصالحي كان‬ ‫وال ي‬
‫ً‬
‫معيبا ‪ ،‬ولم يكن صاحب المحل‬ ‫عيوب بضاعته إذا وجدت ‪ ،‬وذات يوم جاء يهودي فاشيﻯ ً‬
‫ﺛوبا‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫موجودا‪ .‬فقال العامل ‪ ( :‬هذا يهودي ال يهمنا أن نطلعه عىل العيب ) ﺛم حرص صاحب المحل فسأله‬
‫عن الثوب فقال ‪ :‬بعته لليهودي بثالﺛة آالف درهم ‪ ،‬ولم أطلعه عىل عيبه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين هو ؟ فقال ‪:‬‬
‫لقد رجع مع القافلة ‪ ،‬فأخذ الرجل المال معه ﺛم تبع القافلة حﻴ أدركها فقال لليهودي ‪ :‬يا هذا ‪ ،‬لقد‬
‫اشييت ﺛوب كذا وكذا وبه عيب ‪ ،‬فخذ دراهمك وهات الثوب ‪ ،‬فقال اليهودي ‪ :‬ما حملك عىل هذا‬
‫؟ ‪ .‬قال الرجل ‪ :‬اإلسالم ‪ ،‬إذ يقول رسول هللا ‪-‬صىل هللا عليه وآله وسلم ( من غشنا فلﻴس منا ) فقال‬
‫الﻴ دفعتها لكم كانت مزيفة ‪ ،‬فخذ مكانها هذه الثالﺛة آالف الصحيحة ‪ ،‬وأشهد‬ ‫اليهودي ‪ :‬والدراهم ي‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫أال إله إال هللا ‪ ،‬وأن محمدا رسول هللا ‪ ،‬عب اد هللا ‪ :‬بادروا بالتوبة النصوح واإلقالع عن الغش والخداع‬
‫بالنواض واألقدام ‪،‬‬
‫ي‬ ‫والكذب واإليمان الفاجرﺓ ‪ ،‬قبل األخذ‬
‫ً‬
‫لحما نبت من سحت ‪ ،‬أال ر‬
‫وأكيوا يف هذا اليوم وأمثاله من الصالﺓ والسالم‬ ‫واعلموا أنه ال يدخل الجنة‬
‫النﻴ وآله إمتثاال لقول هللا جل جالله ‪ ،‬الذي أمركم بأمر بداء فيه بنفسه وﺛﻴ بمالئكته المسبحه‬ ‫عىل ر ي‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بقدسه وﺛلث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه فقال جل من قائل عليما {{ إ َّن ه َ‬
‫اِّلل َو َمَل ِئكته ُي َصلون‬ ‫ِ‬
‫آم ُنوا َص ُّلوا َع َل ْيه َو َس هل ُموا َت ْسل ً‬
‫يما }}‬ ‫النﻴ ۚ َيا َأ ُّي َها هالذ َ‬
‫ين َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عىل ِر ي‬

‫اللهم فصل وسلم وبارﻙ عىل البشي النذير والشاﺝ المني ‪ ،‬الرحمة المهداﺓ والنعمة المسداﺓ محمد‬
‫والمزك بخاتم‬
‫ي‬ ‫بن عبدهللا بن عبدالمطلب بن هاشم ‪ ،‬وصل وسلم عىل أخيه ووصيه أمي المؤمني ‪،‬‬
‫أب األئمة األطايب موالنا أمي‬
‫اليمي ‪ ،‬فارس بدر وأحد وحني ‪ ،‬وقاتل الناكثي والقاسطي والمارقي ‪ ،‬ر ي‬
‫ََ‬
‫أب طالب ‪ ،‬وعىل زوجته الحوراء فلذﺓ كبد المصطق ‪ ،‬وخامسة أهل الكساء وسيدﺓ‬ ‫عىل بن ر ي‬
‫المؤمني ي‬
‫النساء ‪ ،‬فاطمة البتول الزهراء ‪ ،‬وعىل ولديهما اإلمامي األعظمي والقمرين النيين ‪ ،‬سيدا شباب أهل‬
‫ً‬
‫وأب عبدهللا الحسي ‪ ،‬شهيد كربالء المقتول‬ ‫أب محمد الحسن المقتول سما ‪ ،‬ر ي‬ ‫الجنة ‪ ،‬أمي المؤمني ر ي‬
‫ََ‬ ‫ً‬
‫عىل ‪ ،‬وعىل‬
‫ي‬ ‫بن‬ ‫زيد‬ ‫اإلمام‬ ‫موالنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الجىل‬
‫ي‬ ‫المذهب‬ ‫صاحب‬ ‫الوىل‬
‫ي‬ ‫بن‬ ‫الوىل‬
‫ي‬ ‫اإلمام‬ ‫ىل‬ ‫عدوانا وﻇلما ‪ ،‬وع‬
‫ََ‬
‫وعىل أهل بﻴت نبيك‬ ‫اإلمام الهادي إىل الحق المبي ‪ ،‬يحﻴ بن الحسي بن القاسم بن إبرهيم ‪،‬‬
‫ََ‬
‫وعىل التابعي لهم بأحسان إىل يوم الدين ‪ ،‬وارض اللهم عن‬ ‫الطاهرين ‪ ،‬الدعاﺓ منهم والمقتصدين ‪،‬‬
‫الصحابة األخيار ‪ ،‬من المهاجرين واألنصار ‪ ،‬وارض اللهم عنا وعن والدينا ومشائخنا يف الدين برحمتك‬
‫يا أرحم الراحمي ‪ ،‬اللهم اغننا بحاللك عن حرامك ‪ ،‬وبطاعتك عن معصيتك ‪ ،‬وبفضلك عمن سواﻙ‬
‫أكي همنا ‪ ،‬وال مبلغ‬
‫‪ ،‬ويش لنا يف األرزاق ‪ ،‬وبارﻙ لنا يف أقواتنا وأوقاتنا وأعمارنا ‪ ،‬وال تجعل الدنيا ر‬
‫علمنا ‪ ،‬وال غاية رغبتنا ‪ ،‬ووفقنا ِلما ينفعنا يف معادنا ‪ ،‬اللهم إنا نعوذ بك من الكذب والغش والخيانة ‪،‬‬
‫ونعوذ بك من مساوئ األخالق كلها ‪ ،‬اللهم انرص اإلسالم والمسلمي ودمر الباطل والمبطلي ‪ ،‬اللهم‬
‫اسقنا الغيث وأمنا‬

‫من الخوف وال تجعلنا من القانطي ‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمي‬
‫ُْ‬ ‫َ‬
‫ان َو ِإيت ِاء ِذي الق ْر ر َب‬ ‫اِّلل َي ْأ ُم ُر ب ْال َع ْدل َو ْاإل ْح َ‬
‫س‬ ‫عباد هللا إن هللا يأمركم بثالث وينهاكم عن ﺛالث{إ َّن ه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْ َ َ َْ ْ َ َ ْ ُْ َ َ َْْ َ ُ ُ ْ ََه ُْ ََ هُ َ‬
‫وينَه ع ِن الفحش ِاء والمنك ِر والب ِيغ ي ِعظكم لعلكم تذكرون } فاذكروا هللا يذكركم ‪ ،‬واشكروه يزدكم ‪،‬‬
‫واستغفروه يغفر لكم ‪ ،‬وأقم الصالﺓ‬

‫‪،‬‬
‫═❁❈۩❉۩❈❁══❁❁══❁‬

‫َ‬
‫ِ‪:‬مـن هنـ↶ـا】العلم والعلماء الزيدية️【قنـاة‬

‫‪#‬‬

‫‪https://t.me/joinchat/AAAAAFglRkGfz-gSgucafA‬‬

‫ْ‬ ‫ر ْ َ‬
‫شالخطب ال َمگتۆبة والدروس اليومية|‬
‫ِلن ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ال َعىل الخ ْي ِر كف ِاع ِله ‪#.‬‬ ‫واحت ِس ُب وا األ ْج َر بإذن هللا فال د‬ ‫▎ أنش ُروها‬

‫❁══❁❈۩❉۩❈❁══❁‬

You might also like