Professional Documents
Culture Documents
Human Resources Management
Human Resources Management
1
إدارة الموارد البشرية
Human Resources Management
تأليف
الدكتور بسام محمد ابو خضير الدكتور عاكف لطفي الخصاونه
2017
2
الطبعة األولى
1438هـ2017 -م
المملكة األردنية الهاشمية
رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية
2017
يتحمللل المؤلللف كامللل المسللؤولية القانونيللة عللن محتللو مصللنفه وال يع ّبللر هللذا
المصنف عن رأي دائرة المكتبة الوطنية أو أي جهة حكومية أخر .
ال يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب ،أو تخزين مادته بطريقة االسترجاع أو نقله
على أي وجه أو بأي طريقة إلكترونية كانت أو ميكانيكية أو بالتصوير أو بالتسجيل
وبخالف ذلك إال بموافقة الناشر على هذا الكتاب مقدما
3
بسم هللا الرحمن الرحيم
اجدِينَ"
س ِوحي فَقَعُوا لَهُ َ
ِمن ُّر ِ
صدق هللا العظيم
(سورة،ص)72-71:
4
االهداء
بعدالة .....إلى كل عامل إلى كل مدير أو مسؤول يؤمن بإنسانية العامل ويقدر أدائه
ركن أساسي من أركان يعمل بتفان وباخَلص.....إلى كل طالب نجيب يؤمن بأنه
والديه ،وليساهم في بناء مدخَلت المنظومة المجتمعية ،ويجد ويجتهد ليحقق طموح
وعمله وأخَلقه وسلوكه منظومة مجتمعية صالحة.....إلى كل إ نسان معطاء بعلمه
ومواطنته الوظيفية.
إلى كافة من ساهم بتطوير الفكر اإلداري بشكل عام ،وإدارة الموارد البشرية بشكل
خاص ،نهدي هذا النتاج.
5
قائمة المحتويات
الصفحة الموضوع
19 المقدمة
الفصل األول
مكانة الموارد البشرية في األديان السماوية
25 -مقدمة
25 أوالً :مكانة الموارد البشرية في الديانة اليهودية
الفصل الثاني
مراحل تطور إدارة الموارد البشرية والمدخل المفاهيمي
43 -مقدمة
6
44 أوالً :مرحلة ما قبل الثورة الصناعية -
45 ثانياً :مرحلة الثورة الصناعية -
46 ثالثاُ :مرحلة ظهور المدارس اإلدارية في القرن العشرين -
55 رابعاً :مرحلة القرن المعاصر -
58 مفهوم إدارة الموارد البشرية -
60 تأثير إدارة الموارد البشرية على المنظمة -
63 أهداف إدارة الموارد البشرية -
64 أهمية إدارة الموارد البشرية -
66 الواقع التنظيمي إلدارة الموارد البشرية -
69 عَلقة علم إدارة الموارد البشرية بالعلوم األخرى -
72 هل إدارة الموارد البشرية علم أم فن؟ -
73 التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية -
77 أسئلة الفصل -
الفصل الثالث
تخطيط الموارد البشرية
7
119 أساليب التصميم الوظيفي -
121 العوامل المؤثرة في اختيار أساليب التصميم الوظيفي -
122 أهمية تصميم الوظائف -
123 ثانياً :التحليل الوظيفي -
123 المفهوم -
126 أهمية التحليل الوظيفي -
128 خطوات عملية التحليل للوظائف -
129 أساليب التحليل الوظيفي -
131 ثالثاً :الوصف الوظيفي -
131 المفهوم -
135 أهداف الوصف الوظيفي -
135 فوائد الوصف الوظيفي -
138 أسئلة الفصل -
الفصل الخامس
اختيار وتوظيف العاملين
143 مقدمة -
144 مفهوم عملية االختيار الوظيفي -
144 أهمية عملية االختيار والتوظيف -
145 التنظيم المعني بعملية اإلختيار والتوظيف -
146 العوامل التي تؤثر في عملية االختيار الوظيفي أو قبول األفراد -
لوظيفة ما
148 أسباب لجوء المنظمات إلى عملية التوظيف -
149 اال عتبارات األساسية التي يجب مراعاتها عند عملية االختيار -
والتوظيف
151 المشاكل التي تواجه المنظمات خَلل عملية التوظيف للموارد -
البشرية
152 مصادر توظيف الموارد البشرية التي تعتمد عليها المنظمات -
159 الخطوات األساسية في عملية االختيار والتوظيف -
182 أنواع عقود التوظيف -
184 أسئلة الفصل -
8
الفصل السادس
التدريب الوظيفي
189 مقدمة -
190 واقع ومفهوم التدريب الوظيفي -
192 فوائد التدريب الوظيفي -
196 خطوات تصميم البرامج التدريبية -
224 مواقع /أماكن التدريب -
226 من هي الجهة المسؤولة عن تدريب العاملين؟ -
227 أنواع التدريب -
233 أسئلة الفصل -
الفصل السابع
تقييم األداء
239 المفهوم -
241 مستويات تقييم األداء -
242 أهداف تقييم األداء -
243 خطوات تقييم األداء والمعايير -
246 الجوانب التي يجب مراعاتها في عملية تقييم األداء -
248 طرق تقييم األداء -
264 مسؤولية ادارة تقييم األداء -
266 من يقيم من؟ -
268 مدة التقييم -
269 أسئلة الفصل -
الفصل الثامن
إدارة العالقات الصناعية والنقابات
275 مقدمة -
276 مفهوم العَلقات الصناعية -
األسباب التي أدت إلى اهتمام المنظمات بتنظيم إدارة العَلقات 277 -
الصناعية
279 النقابات واالتحادات العمالية -
280 مفهوم النقابة واالتحاد العمالي -
9
282 مراحل تطور النقابات واالتحادات العمالية -
283 أنواع النقابات -
285 أهداف النقابات -
287 أسس ومبادئ العمل النقابي واالتحاد العمالي -
288 كيفية إدارة عَلقات العمل ما بين المنظمة والنقابة -
290 أسس عملية التفاوض -
293 أسباب الصراع ما بين المنظمات والنقابات -
295 أسئلة الفصل -
الفصل التاسع
حماية العاملين من المخاطر الوظيفية
301 مقدمة -
302 المفهوم -
304 أسباب حماية العاملين من المخاطر الوظيفية -
304 أشكال السلوكيات الخاطئة التي تساهم في عرقلةة تحقيةق السةَلمة -
والصحة المهنية
10
المنظمات الحكومية األ ردنية الداعمة لتنمية وتطوير الموارد البشرية
353 -مقدمة
354 -أوالً :الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب
356 -ثانياً :المؤسسة العامة للضمان االجتماعي
359 -ثالثاً :ديوان الخدمة المدنية
362 -رابعاً :صندوق التنمية والتشغيل
364 -خامساً :معهد اإلدارة العامة
366 -سادساً :مؤسسة التدريب المهني
369 -سابعاً :وزارة التربية والتعليم
371 -ثامناً :وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
373 -تاسعاً :وزارة العمل
375 -أسئلة الفصل
381 المراجع العربية
387 المراجع األجنبية
11
والمعايير النوعية
177 أسئلة في مقابلة عامة لمرشحي الوظائف 8-5
178 استمارة تقييم المقابلة 9-5
197 عناصر تصميم البرنامج التدريبي 1-6
202 كيفية تحديد االحتياجات التدريبية 2-6
216 برنامج تدريبي 3-6
221 كيفية تقييم برنامج تدريبي 4-6
228 أنواع التدريب وأقسامه 5-6
244 نقاط التقييم لعناصر األداء 1-7
245 عناصر األداء 2-7
250 تقييم صفات العاملين 3-7
253 اإلختيار اإلجباري في تقييم األداء 4-7
254 تقييم األداء حسب طريقة التدرج البياني 5-7
258 تقييم األداء حسب قوائم المراجعة 6-7
260 تقييم األداء حسب طريقة الترتيب 7-7
261 تقييم األداء حسب طريقة التوزيع اإللزامي 8-7
12
مقدمة
Preface
تتسارع في األلفية الثالثة ثورة معرفية وتكنولوجية ال ترأف بالمتخلفين عنها أو الغافلين
عن أهميتها حاضرا ً أو مستقبَلً ،ومَلمح نظام عالمي جديد بدأت تتشكل أبعاده في ظل
عالم تَلشت الحدود بين دوله؛ بفعل التغيرات المتسارعة في عناصر البيئة الداخلية
والخارجية ،والنمو الكبير في تقنيات وأدوات وأساليب االتصال ،وانتشار المعرفة؛
األمر الذي جعل المنظمات على اختَلفها أمام تحديات كبيرة في البقاء والنمو وتحقيق
الميزة التنافسية من خَلل المزج الصحيح بين مواردها المختلفة والتي يعتبر اإلنسان
أهمها ،حيث تعتمد كفاءة االنجاز لعناصر اإلنتاج مجتمعة على كفاءة العنصر البشري
المستخدم باعتباره خيارا ً استراتيجيا ً إلنجاح المنظمة والعمل.
هذه التغيرات التي عظمت من الدور الفاعل الذي يلعبه االنسان على مستوى المنظمة؛
ضاعفت االهتمام بالعنصر البشري كمورد هام من موارد المنظمة سوا ًء من خَلل
اال ختيار أو التأهيل والتنمية والتطوير ليتواءم مع المتغيرات المتسارعة في البيئتين
الداخلية والخارجية التي تنعكس على األعمال والوظائف القائمة في المنظمة.
وعليه ،فقد دأب رواد الفكر االداري المعاصر على االهتمام بالموارد البشرية من خَلل
البحث والدراسة والتنقيب عن كل ما من شأنه أن يعظم الدور اإلنساني ويزيد من كفاءة
وفاعلية العنصر البشري سوا ًء كان ذلك على المستوى األكاديمي (التعليمي) من ناحية
أو على مستوى إ دارة المنظمات (التطبيقي) من ناحية أخرى ،وقد استطاعت المنظمات
التي تبنت عملية االهتمام بالعنصر البشري وتفعيله من تحقيق نجاحات كبيرة على
مختلف مستويات المنظمة والدولة؛ األمر الذي عزز من مبدأ االستثمار باإلنسان على
المستوى المجتمعي وبالعاملين على المستوى التنظيمي ،وذلك من خَلل تبني أساليب
إدارية توفر لألفرا د فرص النمو والتنمية وتعزز قدراته وتوجهاته نحو العمل وتضمن
له الحقوق الوظيفية المختلفة التي توفر له حياة كريمة تحسن وتعظم من إنجازه كما ً
ونوعا ً؛ نظرا ً لما تحققه هذه النظم من تجذير لعوامل الرضا تجاه العمل وربطها مع
مؤشرات القدرة ،حيث تدور رحى المنظمات حول الموارد البشرية بتحقيق هدفين
رئيسين تنبثق عنهما مجموعة من األهداف الفرعية ،نأتي إلى تفصيلهما من خَلل
عرض محتويات هذا الكتاب ،وهذان العنصران هما القدرة والرغبة ،ولقد جاء هذا
الكتاب ليسلط الضوء على أهمية العنصر البشري ودوره كعنصر مهم من عناصر
العملية اإلنتاجية وينسجم مع التوجهات العالمية في التركيز على اإلنسان لتحسين
13
مستوى معيشته أوالً ومستوى أدائه ومخرجاته ثانيا ً ،حيث يقع هذا الكتاب في أحد
عشرفصَلً تراوحت بين التخطيط للموارد البشرية وعمليات االستقطاب والتعيين
والتدريب والتقييم والحماية ،آملين أن يشكل هذا النتاج الفكري إضافة نوعية إلى
المكتبىة العربية ،يتيح للزمَلء ،والمدرسين ،والطلبة ،والمهتمين بموضوع الموارد
البشرية المادة المناسبة التي نأمل أن تثري دراساتهم وأبحاثهم وبرامجهم التعليمية
والتدريبية ،ونترك المجال مفتوحا ً لمزيد من اإلضافات والتعديَلت على محتواه انطَلقا ً
من إ يماننا الراسخ بمبدأ التجديد والتحديث النابع من مجريات التغير المستمر في
الظروف البيئية المحيطة والتغيير الهادف نحو التطور.
والحمد هلل رب العالمين على فضله العظيم ونعمه التي ال تعد وال تحصى ،إنه نعم
المولى ونعم النصير
المؤلفون
د .عاكف لطفي الخصاونه
د .بسام محمد أبو خضير
د .محمد نايف العياصرة
العنوان االلكتروني:
Akif_khasawneh@yahoo.com
14
الفصل األول
مكانة الموارد البشرية في األديان السماوية
The status of human resources in the divine
religions
15
الفصل األول
مكانة الموارد البشرية في األديان السماوية
The status of human resources in the divine
religions
-مقدمة
أوالً :مكانة الموارد البشرية في الديانة اليهودية
16
الفصل األول
مكانة الموارد البشرية في األديان السماوية
The status of human resources in the divine religions
مقدمة Introduction
يصعب القول أن اإلهتمام بالموارد البشرية موضوع حديث يرتبط فقط بأصحاب
الفكر اإلداري المعاصر ،بل يعتبر من المواضيع التي لم تغفل عنها الكتب السماوية
(القرآن الكريم ،االنجيل ،والتوراه) ،بل وجاءت تلك الكتب أو األديان لترفع من مكانة
االنسان ولتحقق له سبل العيش األفضل ،وقد كان ذلك جليا ً من خَلل الديانات السماوية
التالية:
بين الهَلالت ( )2016أن الديانة اليهودية تعتبر من الديانات السماوية التي جاءت
لتحقيق أهداف نبيلة من خَلل كتاب التوراة الذي كان معبرا ً عن رسالة هللا سبحانه
وتعالى من خَلل سيدنا موسى عليه السَلم والتي حملت مبادئ سامية في مضامين
مختلفة تصب لصالح البشرية واالرتقاء بمكانة االنسان في الكون الذي خلق من أجله
كدعم المحتاجين والمساكين والعناية باليتامى واألرامل واإلحسان والتعاطف مع
األجناس األخرى والدعوة إلى احترامهم والحفاظ على حرمة الناس في مسكنهم
وحمايتهم من األذى والضرر.
17
لقد افتقد االنسان قبل قدوم المسيحية الى الكثير من حقوقه التي لم يكن يحكمها أي
روابط إنسانية أو قانونية؛ وذلك ألن حقوق االنسان كانت تذوب في كيان المجموعة،
ولكن كان لقدوم المسيحية من خَلل رسالة سيدنا عيسى عليه السَلم الكتاب المقدس
(االنجيل) دورا ً بارزا ً في إحداث نقلة نوعية لمكانة اإلنسان؛ نظرا ً لما حملته من مبادئ
وقيم المحبة والتسامح واإلخاء ،وأنقذته من المعاناة والشدائد ،وحققت له االحترام
والحقوق وفقا ً للمبادئ واألسس الهادفة الى طاعة هللا وعبادته ،ولم يتوقفوا حملة هذه
الرسالة عن مسيرة الفصل بين المبادئ األخَلقية والقانونية ،بل بدعوتهم الى جعل حق
االنسان وحريته قيدا ً على سلطان الدولة ،حيث ظهر مبدأ الحقوق الطبيعية التي تجعلها
حقوقا ً فوق القانون ،وقد باتت مهمة الدولة حماية ال حقوق التي تنسجم مع مطالب الناس
صونا ً لحرياتهم من ظلم أو استبداد الحاكم (الهَلالت.(2016 ،
لقد ظهر جليا ً االهتمام باالنسان من خَلل القرآن الكريم الذي أنزله هللا سبحانه وتعالى
رحمةً للناس من خَلل سيدنا محمد عليه الصَلة والسَلم ،واخراجهم من الظلمات إلى
النور ،وتكريما ً لَلنسان الذي اعتبرهُ هللا سبحانه وتعالى الخليفة في األرض ،وأورثه
الكثير من الميزات عن غيره من المخلوقات ،وأكرمه بنعم ال تعد وال تحصى ،وخلقه
بأحسن صورة ،وهناك العديد من اآليات القرآنية التي تبين ذلك ،وخير دليل على ذلك
ق بَشَرا ً على سبيل المثال ال الحصر هو قول هللا تعالى " :إِذْ قَا َل َربُّكَ ِل ْل َم ََلئِ َك ِة إِني خَا ِل ٌ
اجدِينَ" (ص .)72-71:وقوله وحي فَقَ ُعوا لَهُ َ
س ِ س َّو ْيتُهُ َونَفَختُ فِي ِه ِمن ُّر ِ ين فَإِذَا َ ِمن ِط ٍ
ت َوفَض َّْلنَا ُه ْم ":ولَقَدْ َك َّر ْمنَا بَنِي آدَ َم َو َح َم ْلنَا ُه ْم في ْالبَ ِر َو ْالبَ ْح ِر َو َرزَ ْقنَاهُم ِم َن الطَّيِبَا ِ تعالى َ
ض َّ":للاُ الَّذِي َجعَ َل لَ ُك ُم األ َ ْر َ َّ ضيَلً")االسراء .)70:وقوله تعالى ير ِم َّم ْن َخلَ ْقنَا ت َ ْف ِ علَى َكثِ ٍ َ
َّ
ص َو َر ُك ْم َو َرزَ قَ ُك ْم ِمنَ الط ِيبَاتِ" (غافر.)64: سنَ ُ َ
ص َّو َر ُك ْم فَأ ْح َ س َما َء ِبنَا ًء َو َ ارا َوال َّ قَ َر ً
ص َو َر ُك ْم َوإِلَ ْي ِه
سنَ ُ ص َّو َر ُك ْم فَأ َ ْح َق َو َ ض بِ ْال َح ِ ت َواأل َ ْر َ اوا ِ س َم َوقوله تعالى َ ":خلَقَ ال َّ
ير ".ص ُ ْال َم ِ
وهناك العديد من اآليات القرآنية واألحاديث النبوية الشريفة التي ال يتسع المجال
لحصرها في هذا الكتاب ،و التي تعتبر داللة على مظاهر التكريم للنفس االنسانية التي
كرم هللاُ بها االنسان وميزه بها عن غيره من المخلوقات .ويمكننا أن نسترشد فيما يلي
ببعض اآليات القرآنية من خَلل مضامين مختلفة تدل على ضرورة تطبيق اإلدارة في
مختلف جوانب الحياة والتعامل مع االنسان الذي نسميه اليوم بالموارد البشرية بحكمانية
18
وعقَلنية ،وبشكل يضمن قداسة واحترام هذا اإل نسان الذي كرمه هللا على جميع
مخلوقاته ،بما ينسجم مع القيم الدينية والدنيوية ،وبما يضمن توازن الحقوق والواجبات
التي جاءت من عند خير العلماء ،وخير الحاكمين ،وخير المشرعين هللا سبحانه وتعالى؛
لتكون صالحة لكل زمان ومكان ،وليس لهدف ربحي أو إقتصادي كما تطبقه كثير من
المنظمات المعاصرة ،وكما ينادي بها الكثير من أصحاب الفكر اإلداري المعاصر ،بل
هو تكريم من خالق اإلنسان لهذا اإلنسان؛ ليحقق تكامل نظم الحياة في مختلف الجوانب
االقتصادية ،واإلجتماعية ،والسياسية ،والبيئية ،والثقافية ،وغيرها من الجوانب التي
سخرها هللا سبحانه وتعالى لإلنسان ليكون خليفة له في األرض ،إلدارتها واستثمارها
بما ينسجم مع العقيدة الكونية والشريعة اإلسَلمية إلعمار األرض والعيش بترتيب
وتنظيم.
وإلبراز مكانة القرآن الكريم من حيث عنايته بالموارد البشرية ،نستعرض بشكل موجز
فيما يلي بعض المضامين التي ركزت على االهتمام باالنسان وهي على النحو التالي:
أي أن هللا سبحانه وتعالى ميز اإل نسان من خَلل تكريمه له؛ لكي يكون خليفة هللا في
األرض وإعمارها والوكيل على إدارة شؤونها ،حيث قال تعالىَ " :وإِذْ قَا َل َربُّكَ
ض َخلِيفَةً "( البقره ،)30:وقال تعالىَ ":وه َُو الَّذي َج َعلَ ُك ْم ِل ْل َم ََلئِ َك ِة ِإنِي َجا ِع ٌل فِي ْاأل َ ْر ِ
ض" (األنعام .)165 :وتكريما ً لإلنسان أيضا ً حتى يكون متمكنا ً على ف األ َ ْر ِ خََلئِ َ
األرض وقادرا ً على إدارة شؤونها دون عناء ،فان هللا سبحانه وتعالى أيضا ً سخر له
اإل مكانات التي ال تعد وال تحصى في الكون الكبير الذي خلقه هللا سبحانه وتعالى ،حيث
ت َو َما في ْاأل َ ْر ِ
ض َج ِميعا ً ِم ْنهُ إِ َّن فِي اوا ِ س َّخ َر لَ ُكم َّما في ال َّ
س َم َ قال هللا سبحانه وتعالى َ ":و َ
ت لَّقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ "( الجاثية.)13: ذَلِكَ َآل َيا ٍ
لقد حث هللاُ سبحانه وتعالى في كثير من اآليات القرآنية على ضرورة دفع األجر بعدال ٍة،
وأن ال يظلم صاحب العمل األجير أو العامل ،وأن يمنح األجير األجر المستحق بما
يتوافق مع أدائه وحجم األعباء التي يقوم بها ،حيث قال هللا سبحانه وتعالى َ ":وأ َ َّما الَّذِي َن
الظا ِل ِمين" (آل عمران،)57 : َّللاُ َال يُ ِحبُّ َّ ت فَيُ َوفِي ِه ْم أ ُ ُج َ
ور ُه ْم َو َّ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحا ِ آ َمنُوا َو َ
ع َم ًَل " سنَ َ ضيع أ َ ْجر َم ْن أ َ ْح َ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحات ِإنَّا َال نُ ِ وقوله تعالى ِ ":إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ
(الكهف .)30:وقول الرسول محمد ص َّل هللا عليه وسلم إن هللا تعالى قال :ثَلثة أنا
19
خصمهم يوم القيامة ,رجل أعطى بي ثم غدر ،ورجل باع حرا ً فأكل ثمنه ،ورجل
استأجر أجيرا ً فاستوفى منه ولم يعطه أجره ( صحيح البخاري .)488:114 ،وقال
تعالى ":إِ َّن َّللاَ يَأ ْ ُم ُر ُك ْم أَن تُؤدُّواْ األ َ َمانَا ِ
ت إِلَى أ َ ْه ِل َها" ( النساء ،)58:وقال تعالى َ " :ال
اط ِل " ( البقرة.)188 : ت َأ ْ ُكلُوا أ َ ْم َوالَ ُك ْم َبيْنَ ُك ْم ِبالْ َب ِ
حيث حث هللا ُ سبحانه وتعالى عباده على أن يخططوا في حياتهم ،وأن ال يعيشوا بشكل
عشوائي دون هدف ودون تنظيم؛ ألن ذلك يؤدي بهم الى المتاعب والى هدر الجهود
واإلمكانيات ،بل يجب أن يعتمدوا على التخطيط في الدنيا لمواجهة التحديات الدنيوية
َّار ْاآل ِخ َرة َ وبلوغ الفوز باآلخرة ،حيث قال هللا سبحانه وتعالى َ ":وابْت َغ ِ فِي َما آتَاكَ َّ
َّللاُ الد َ
َصيبَكَ ِم َن الدُّنْيَا" (القصص .)77 :وقوله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من سن َِو َال ت َ ْن َ
قوة ( األنفال.)60 :
في مضمون الرقابة الذاتية Self control
لقد خلق هللا سبحانه وتعالى اإلنسان وأودعه كتلة من المشاعر واألحاسيس التي يجب
أن تحترم ،وتقدر ،وتمنح الثقة من قِبل اآلخرين ،وأن تقوم بواجباتِها من وازع ذاتي،
وبما ينسجم مع القيم التي سنَّها هللا سبحانه وتعالى وأن يكون هللا هو الرقيب على أداء
اجدِين " ( الناس والبشر .حيث قال تعالى ":الَّذِي يَ َراكَ ِحي َن تَقُوم َوتَقَلُّبَكَ فِي ال َّ
س ِ
ير"ص ٌ ":وه َُو َم َع ُك ْم أ َ ْي َن َما ُكنْت ُ ْم َو َّ
َّللاُ ِب َما ت َ ْع َملُو َن بَ ِ الشعراء" ،)218وقال تعالى َ
ُور" (غافر ،)19:وقوله صد ُ (الحديد ،)4:وقال تعالى ":يَ ْعلَ ُم خَائِنَةَ ْاأل َ ْعيُ ِن َو َما ت ُ ْخ ِفي ال ُّ
َي ٍء َحسِي ًبا" ( النساء ،)86 :وقوله تعالى َ ":وأ َ ْن لَي َ
ْس علَى ُك ِل ش ْ تعالىِ ":إ َّن َّللاَ َكا َن َ
ف يُ َرى" (النجم ،)40-39:وقوله تعالى َ ":ما يَ ْل ِفظُ س ْو َس ْعيَهُ َ س َعى ؛ َوأ َ َّن َ ان ِإ َّال َما َ ِل ْ ِ
إل ْن َ
س ِ
ِم ْن قَ ْو ٍل إِ َّال لَدَيْ ِه َرقِيبٌ عَتِيدٌ "( ق.)18:
حيث ظهر جليا ً في كَلم هللا سبحانه وتعالى أن اختيار الشخص ذي الصفات الجيدة في
العمل تشكل نقطة أساسية ليس فقط لتحقيق المكاسب المادية للمنظمة ،وإنما من منطلق
تحقيق العدالة أيضا ً في اختيار الشخص األكثر كفاءة في الصفات الشخصية،
والمعرفية ،والمؤهَلت ،والعلم .وهناك العديد من اآليات القرآنية في هذا المجال ،فقد
ست َأ ْ َج ْرتَ ْالقَ ِو ُّ
ي ْاأل َ ِمين" ( القصص ،)26:وقوله قال هللا سبحانه وتعالى ":إِ َّن َخ ْي َر َم ِن ا ْ
20
َّللاُ يُؤْ ِتي ُم ْل َكهُ َم ْن يَ َ
شا ُء طةً ِفي ْال ِع ْل ِم َو ْال ِج ْس ِم َو َّ
س َ
ع َل ْي ُك ْم َوزَ ادَهُ َب ْ ص َ
ط َفاهُ َ تعالى ِ ":إ َّن َّ
َّللاَ ا ْ
ع ِلي ٌم " (البقره ،)247:وقوله تعالى ":يَ ْرفَعِ َّللاَّ ُ الَّذِي َن آ َمنُوا ِمن ُك ْم َوالَّذِينَ أُوتُوا َو َّ
َّللاُ َوا ِس ٌع َ
ست َ ِوي الَّذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِي َن الَ ت" ( المجادلة ،)11:وقوله تعالى ":قُ ْل ه َْل يَ ْ ْال ِع ْل َم دَ َر َجا ٍ
َي ْعلَ ُمونَ" (الزمر.)9:
أسس من ٍ حيث دعا هللا سبحانه وتعالى عباده البشر الى قبول بعضهم البعض على
المحبة واإلخاء ،ومنع التفرقة فيما بينهم؛ لينعكس ذلك على تعارف الناس وتقاربهم ،فقد
دعا هللا سبحانه وتعالى عباده إلى ذلك من خَلل قوله تعالى ":يَا أَيُّ َها النَّ ُ
اس ِإنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم
ارفُوا إِ َّن أ َ ْك َر َم ُك ْم ِع ْندَ َّللاَّ ِ أَتْقَا ُك ْم" ِم ْن ذَ َك ٍر َوأُنْث َ ٰى َو َجعَ ْلنَا ُك ْم ُ
شعُوبًا َوقَبَائِ َل لِتَعَ َ
(الحجرات.)13:
مما ال شك فيه أن هللا سبحانه وتعالى يقدر أن التحفيز والمكافأة تلعب دورا ً كبيرا ً في
زيادة فاعلية وأداء البشر نحو السعي إلى األفضل وخاصة إذا ادرك اإلنسان أن أعماله
سوف تكافأ .لذلك فقد ذكر هللا سبحانه وتعالى العديد من اآليات القرآنية في هذا الصدد،
حيث قال هللا تعالى ":فَ َم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْقَا َل ذَ َّرةٍ َخي ًْرا يَ َرهُ َو َم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْقَا َل ذَ َّرةٍ ش ًَّرا يَ َرهُ "
يرا " َّللا فَض ًَْل َكبِ ً (الزلزلة ،)7:وقوله تعالى َ ":وبَ ِش ِر ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِبأ َ َّن لَ ُه ْم ِمنَ َّ
ت أُو ٰلَئِكَ لَ ُه ْم َم ْغ ِف َرة ٌ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحا ِ ي الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ (األحزاب ،)33:وقوله تعالى ِ ":ليَ ْج ِز َ
صالِ ًحا ِم ْن ذَ َك ٍر أ َ ْو أ ُ ْنث َ ٰى َوه َُو ُمؤْ ِم ٌنع ِم َل َ َو ِر ْز ٌق َك ِري ٌم"(سبا ،)4:وقوله تعالى َ ":م ْن َ
س ِن َما َكانُوا َي ْع َملُون " ( النحل ،)97:وقوله طيِ َبةً َولَن َْج ِز َينَّ ُه ْم أ َ ْج َر ُه ْم ِبأ َ ْح َ
فَلَنُ ْح ِييَنَّهُ َح َياة ً َ
َت لَ ُه ْم َجنَّاتُ ْال ِف ْردَ ْو ِس نُ ُزال" ت َكان ْ صا ِل َحا ِع ِملُوا ال َّ تعالى ":إِ َّن الَّذِي َن آ َمنُوا َو َ
(الكهف.)107:
حيث حث هللا سبحانه وتعالى عباده البشر على التعلم واكتساب العلم والمعرفة في
شؤون الدنيا؛ ليتغلب اإلنسان على المصاعب والتحديات ،وليكون عنصرا ً فاعَلً في
المجتمع وقادرا ً على القيام برسالته التي كلفه هللا تعالى بها .وهناك الكثير من اآليات
القرآنية التي تحث على التعلم والعلم والسعي الى تجديد المعارف والتنوع فيها .وخير
دليل على ذلك هو أول كلمة وجهها هللا سبحانه وتعالى إلى رسوله محمد صلَّى هللا عليه
21
وسلم عن طريق الوحي جبريل عليه السَلم هي (اقرأ) ،عندما طلب منه أن يقرأ ويتعلم
سا َن ِم ْن ق ِْ
اإل ْن َ ق ؛ َخلَ َ القراءة والكتابة من خَلل قوله تعالى ":ا ْق َرأْ ِبا ْس ِم َر ِبكَ الَّذِي َخلَ َ
سانَ َما لَ ْم يَ ْعلَ ْم ؛" (العلق ،)5-1:وقوله علَّ َم ْ ِ
اإل ْن َ ق ؛ا ْق َرأْ َو َربُّكَ ْاأل َ ْك َر ُم ؛الَّذِي َ
علَّ َم بِ ْالقَلَ ِم؛ َ علَ ٍ
َ
ع ِل ْمتَ ُر ْشدًا " (الكهف،)66: علَ ٰى أ َ ْن ت ُ َع ِل َم ِن ِم َّما ُ س ٰى ه َْل أَت َّ ِب ُعكَ َ تعالى ":قَا َل لَهُ ُمو َ
وقوله تعالى ":قُ ْل ه َْل يَ ْست َ ِوي الَّذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِينَ ال يَ ْعلَ ُمونَ إِنَّ َما يَتَذَ َّك ُر أ ُ ْولُوا األ َ ْلبَابِ"
(الزمر.)9:
سا إِ َّال ُو ْسعَ َها " (البقره ،)286:وقال تعالى َ ":و َال تَقْتُلُوا َّللاُ نَ ْف ً
ف َّ قال تعالىَ ":ال يُ َك ِل ُ
":و َال ت َ ْقتُلُوا
َّللاَ َكانَ ِب ُك ْم َر ِحي ًما" (النساء ،)30-29:وقال هللا سبحانه وتعالى َ أ َ ْنفُ َ
س ُك ْم ِإ َّن َّ
ت الَّذِي أ َ ْو َالد ُك ْم َخ ْشيَة ِإ ْم ََلق" (اإلسراء ،)31:وقال تعالى ":فَ ْليَ ْعبُدُوا َربَّ َهذَا ْالبَ ْي ِ
ض ُم ْستَقَ ٌّر ":ولَ ُك ْم فِي األ َ ْر ِ طعَ َم ُه ْم ِم ْن ُجوعٍ َوآ َمنَ ُه ْم ِم ْن خ َْوفٍ " (قريش ،)3:وقال تعالى َ أَ ْ
َو َمت َاعٌ ِإلَى ِحي ٍْن" (البقره ،)36:وقوله تعالى ":الَّذِينَ آ َمنُوا َولَ ْم َي ْل ِبسُوا ِإي َمانَ ُهم ِبظُ ْل ٍم
أُو ٰلَئِكَ لَ ُه ُم ْاأل َ ْمنُ َوهُم ُّم ْهتَدُونَ" ( األنعام ،)82:وقوله تعالى َ ":ولَيُبَ ِدلَنَّ ُه ْم ِم ْن بَ ْع ِد خ َْوفِ ِه ْم
أ َ ْمنًا" (النور.)55:
يعتبر التمكين من المفاه يم التي احتواها القرآن الكريم وضمنها في مختلف اآليات التي
أنزلها هللا سبحانه وتعالى على سيدنا محمد ص َّل هللا عليه وسلم باللغة العربية من أجل
نشرها على الناس؛ إلخراجهم من الظلمات إلى النور ،ونقلهم من الحياة القديمة حياة
العزلة والضعف إلى حياة تتحلى بالعلم ،والمعرفة ،والتعلم ،والتعاون ،والتسامح،
وغيرها من كل المقومات التي تمكن اإلنسان ،وتزيد من رفاهيته ،وتكسبه قدرات
ومعارف ،وتنقله إ لى حياة أفضل مما كان عليها ،وخير دليل على ذلك على سبيل المثال
ال الحصر هو أول آية قرآنية انزلها هللا سبحانه وتعالى على سيدنا محمد ص َّل هللا عليه
وسلم كان هدفها تمكين هذا النبي الذي اختاره هللا سبحانه وتعالى لنقل رسالته إلى
البشرية عندما أنزل عليه الوحي وطلب منه أن يقرأ من خَلل اآلية القرآنية التالية" :
علَّ َم ق؛ا ْق َرأْ َو َربُّكَ ْاأل َ ْك َر ُم؛الَّذِي َ
علَّ َم ِب ْالقَلَ ِم؛ َ علَ ٍ ا ْق َرأْ ِبا ْس ِم َر ِبكَ الَّذِي َخلَقَ؛ َخلَقَ ْ ِ
اإلنْ َ
سانَ ِم ْن َ
سانَ َما لَ ْم يَ ْعلَ ْم ؛" (العلق ،رقم ،96االيات ،) 5-1وقوله تعالى ":أَلَ ْم يَ َر ْوا َك ْم أ َ ْهلَ ْكنَا ِْ
اإل ْن َ
22
ارا علَ ْي ِهم ِمد َْر ً س َماء َ س ْلنَا ال َّض َما لَ ْم نُ َم ِكن َّل ُك ْم َوأ َ ْر َ ِمن قَ ْب ِل ِهم ِمن قَ ْر ٍن َّم َّكنَّا ُه ْم ِفي األ َ ْر ِ
ار ت َْج ِري ِمن ت َ ْحتِ ِه ْم فَأ َ ْهلَ ْكنَاهُم ِبذُنُو ِب ِه ْم َوأَنشَأْنَا ِمن بَ ْع ِد ِه ْم قَ ْرنًا آخ َِرين" َو َج َع ْلنَا األ َ ْن َه َ
ض َو َجعَ ْلنَا لَ ُك ْم فِ ي َها تعالى":ولَقَدْ َم َّكنَّا ُك ْم فِي ْاأل َ ْر ِ
َ (االنعام ,رقم , 6آية .) 6وقوله
":و َكذَلِكَ َم َّكنَّا
يَل َما ت َ ْش ُك ُرونَ"(األعراف ،رقم , 7آية .)10وقوله تعالى َ ش قَ ِل ً َم َعا ِي َ
ْث يَشَا ُء " (يوسف ،رقم ,12آية .)56وقوله تعالى ": ض يَتَبَ َّوأ ُ ِم ْن َها َحي ُف فِي ْاأل َ ْر ِ س َ ِليُو ُ
وف َونَ َه ْوا عَ ِن الز َكاة َ َوأ َ َم ُروا بِ ْال َم ْع ُر ِ ض أَقَا ُموا ال َّ
ص ََلة َ َوآت َُوا َّ الَّذِينَ إِ ْن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ
ور"(الحج ،رقم ,22آية .)41 عاقِبَةُ ْاأل ُ ُم ِ
ْال ُم ْن َك ِر َو ِ َّّلِلِ َ
حيث يدرك المتمعن في الفكر اإلسَلمي أن كلمة القيادة بمسماها اللفظي لم تستخدم أو ُ
تذكر في القرآن الكريم ،وكذلك لم تستخدم أي مشتق من مشتقاتها ،ولكن على مستوى
المعنى لمفهوم القيادة ن جد أن هناك العديد من النصوص القرآنية التي أوردته مثل كلمة
"االمامه" ومشتقاتها ،ومن ذلك قوله تعالى َ ":وٱجعَلنَا لل ُمتَّقِينَ إِ َما ًما " (سورة الفرقان:
سرائِي َل آية ،) 74وكلمة "الحكم" ومشتقاتها ومن ذلك قوله تعالى َ ":ولَقَد َءات َينَا بَني إِ َ
كم َوالنُّبُ َّوة َ" (سورة الجاثية ،آية )16وفي كلمة "الخَلفة" ،قوله تعالى َاب َوال ُح َ ال ِكت َ
ضلَّكَ ق َو َال تَتَّبِعِ ٱل َه َو ٰى فَيُ ِ اس بِٱل َح ِاالرض فَٱحكم بين ٱلنَّ ِ ِ ":يَ ٰـدَ ُاو ۥدُ إِنَّا َجعَ ٰـلنكَ َخ ِليفَة ً فِى
سوالً أ َ ِن ڪل أ ُ َّم ٍة َّر ُ
ِ س ِبي ِل ٱّلِلَّ ِ" ( سورة ص :آيه ،)26وقوله تعالى َ ":ولَقَد َبعثنا فِى عن َ َ
ٱلط ٰـغُوتَ " (سورة النحل :آيه .)36لقد حوى الفكر اإلسَلمي عديدا ً ٱّلِلَ َوٱجتَنِبُوا ْ َّ ْ
ٱعبُدُوا َّ
من اإلثباتات واألدلة التي تبين واقع القيادة في اإلسَلم من حيث األهمية والصفات
اإليجابية التي ينبغي أن تتحلى بها ،والدور الذي يمكن أن تؤديه في الجماعة،
والواجبات الملقاة على عاتق القيادة اإلسَلمية في أوقات السِلم والحرب .حيث قال
اس أَن تح ُك ُمواْ ت ِإلَى أَه ِل َها َو ِإذَا َح َكمتُم َبينَ ٱلنَّ ِ
ٱّلِلَ َيأ ُم ُر ُكم أَن ت ُ َؤدُّواْ اال َم ٰـنَ ٰـ ِ
تعالى ِ ":إ َّن َّ
ٱّلِلِ لِنتَ لَ ُهم ِبٱل َعد ِل" (سوره النساء :آيه .)58وفي قوله تعالى " فَ ِب َما رح َم ٍة ِم َن َّ
ٱعف عن ُهم َوٱست ِغفر لَ ُهم َوشَا ِورهُم فِى ظ القلب النفَضُّواْ ِمن َحولِكَ فَ ُ غ ِلي َ
ظا َ َولَو ُكنتَ فَ ًّ
ٱّلِلَ يُ ِحبُّ ٱل ُمت ََو ِكلِينَ " (آل عمران :آيه .)159وفي علَى َّ
ٱّلِلِ ِإ َّن َّ عزَ متَ فَت ََو َّكل َ ٱالمرفَإِذَا َ
ِ
رض فَاح ُكم بَينَ النَّ ِ َ ً
ق َو َال ت َتبِع ِ اس بِال َح ِ قوله تعالى ":يَا دَ ُاوودُ إنَّا َجعَلنَاكَ َخ ِليفَة في األ ِ
سبِي ِل هللاِ" ( سورة ص .)26 :وقوله تعالى":يَ ٰـٰٓأ اَيها ٱلَّذِينَ َءا َمنُ ٰٓواْ عن َ ضلَّكَ َ ال َه َوى فَيُ ِ
مر ِمن ُكم" ( سورة النساء :آية .) 59وقوله تعالى سو َل َوأ ُ ْولِى ٱأل َ ِ ٱلر ُ طي ُعواْ َّ أ َ ِطي ُعواْ َّ
ٱّلِلَ َوأ َ ِ
وم ٱأل َ ِخ َر َوذَ َك َر َّ
ٱّلِلَ سنَةٌ ِل َمن َكانَ يَر ُجواْ َّ
ٱّلِلَ َوٱليَ َ سوة ٌ َح َ ٱّلِلِ أ ُ َ
سو ِل َّ ":لَّقَد َكانَ لَ ُكم فِى َر ُ
يرا " (سورة االحزاب :آيه .)21 َك ِث ً
23
في مضمون جودة أداء الموارد البشرية Performance quality
وحث هللا سبحانه َّ تعتبر الجودة من المفاهيم التي تناولها الفكر اإلسَلمي بشكل كبير،
وتعالى ورسوله الكريم الناس على اإللتزام بها وإتخاذها نهجا ً تطبيقيا ً في واقع العمل
والتعامل سوا ًء مع اآلخرين أو مع الذات؛ لتحقيق الطمأنينة والعدالة وراحة الضمير ،ال
سيما و أنها جاءت بمسميات لفظية مختلفة وعديدة تسمو معانيها على كل ما حمله الفكر
اإلداري المعاصر من مصطلحات كالجودة والنوعية وغيرها .ويمكن أن نستدل على
حث الفكر اإلسَلمي عليها من خَلل العديد من اآليات القرآنية تلك المعاني للجودة التي َّ
في كتاب هللا سبحانه وتعالى وأحاديث رسوله الكريم والتي حملت مفاهيم مختلفة،
ويمكننا أن نبين ذلك على النحو التالي (الهنيدي2008 ،؛ االشعري2000 ،؛ أبو سن،
1996؛ المطيري1997 ،؛ عساف:)1987 ،
. 1في مجال إتقان العمل :وهو تنفيذ العمل على الوجه األصح واألكمل وإتمامه
ص ْن َع َّللاَّ ِ الَّذِي أَتْقَنَ ُك َّل
بشكل يخلو من العيوب .حيث قال هللا سبحانه وتعالى ُ ":
ير ِب َما ت َ ْف َعلُونَ" (النمل :آية ،)8وروي عن أبو عبدالرحمن محمد َيءٍ ِإنَّهُ َخ ِب ٌ
ش ْ
ناصر الدين بن الحاج بن نجاتي بن آدم األشقودري االلباني أن الرسول محمد
ص َّل هللا عليه وسلم قال ) :إن هللا يحب إذا عمل أحدكم عمَلً أن يتقنه ( (صحيح
الجامع الصغير ،ج ،1ص )383وفي هذا حث صريح وواضح على جودة العمل
وإتقانه من غير نقصان أو عيب ،ودعوة الناس إلى الوفاء واإلخَلص بالعمل.
. 2في مجال اإلحسان :ويعني القيام باإلحسان في كل قول أو فعل واإلتيان به على
أحسن وجه .وهناك العديد من اآليات القرآنية التي تحث على عمل اإلحسان مثل
":وأ َ ْح ِسنُ َواْ إِ َّن َّللاَ يُ ِحبُّ ْال ُم ْح ِسنِينَ" (البقرة :آية .)195وقوله تعالى قوله تعالى َ
اس َوَّللا ُ ع ِن النَّ ِ ظ َو ْال َعافِي َن َ اظمِينَ ْالغَيْ َ س َّراء َوالض ََّّراء َو ْال َك ِ
":الَّذِينَ يُن ِفقُونَ فِي ال َّ
يُ ِحبُّ ْال ُم ْح ِسنِينَ" (آل عمران :آية .)134وقوله تعالى ِ ":إنَّا َكذَلِكَ ن َْج ِزي
سنَ َّللاَّ ُ إِلَيْكَ " تعالى":وأ َ ْحس ِْن َك َما أ َ ْح َ
َ ْال ُم ْح ِسنِينَ" (الصافات :آية ،)121وقوله
اآلخ َرةِ
ِ اب الدُّنْ َيا َو ُح ْس َن ث َ َوا ِ
ب (القصص :آية .)77وقوله تعالى":فَآت َا ُه ُم َّللا ُ ث َ َو َ
اس َوَّللاُ يُ ِحبُّ ْال ُم ْح ِسنِينَ" (ال عمران :آية ..)148وقوله تعالى َ ":وقُولُوا ِللنَّ ِ
ُح ْسناً" (البقرة :آية .)83
. 3في مجال العمل الصالح :وقد تم ذكره في الكثير من اآليات القرآنية الكريمة،
حيث يعني العمل الذي يراعي تجنب الخلل ومواصلة اإلخَلص في النية .وهناك
العديد من اآليات القرآنية التي تدعوا الى العمل الصالح ،وقد سبق وأن ذكرنا
معظمها في مضامين أُخرى في هذا الفصل مثل قوله تعالى ِ ":إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا
َت لَ ُه ْم َجنَّاتُ ْال ِف ْردَ ْو ِس نُ ُزال" (الكهف :آية .)107وقوله ت َكان ْ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحا ِ َو َ
24
الر ْح َم ُن ُودًّا" (مريم :آية س َي ْج َع ُل لَ ُه ُم َّ ت َ صا ِل َحا ِ ع ِم ُلوا ال َّ تعالى ِ ":إ َّن َّالذِينَ آ َمنُوا َو َ
ت أُولَئِكَ ُه ْم َخي ُْرالْبَ ِريَّة" صا ِل َحا ِ ع ِملُوا ال َّ .)96وقوله تعالىِ " :إ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ
سا َن لَ ِفي ُخ ْس ٍر؛ إِال الَّذِي َن آ َ َمنُوا اإلنْ َ
ص ِر؛ إِ َّن ِ ":و ْالعَ ْ(البينة :آية .)7وقوله تعالى َ
صب ِْر؛" (العصر :آية .)3 -1 ص ْوا ِبال َّ ق َوت ََوا َ ص ْوا ِب ْال َح ِ ت َوت ََوا َ ع ِملُوا ال َّ
صا ِل َحا ِ َو َ
في مجال العمل ال َحسن :هو أيضا من المفاهيم اإلسَلمية التي تدل على إتمام .4
العمل وانجازه بأفضل وجه .وهناك العديد من اآليات القرآنية التي تحث على أن
سانَ فِي أ َ ْح َ
س ِن ت َ ْق ِو ٍيم" اإلن َيكون العمل بوجهه ال َحسن مثل قوله تعالى" :لَقَدْ َخلَ ْقنَا ْ ِ
(التين :آية .)4وقوله تعالى "ادْ ُخلُواْ ْال َجنَّةَ بِ َما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ" (النحل :آية .)16
ع َمَلً"( الملك :آية سنُ َ وقوله تعالى ":الَّذِي َخلَقَ ْال َم ْوتَ َو ْال َح َياة َ ِليَ ْبلُ َو ُك ْم أَيُّ ُك ْم أ َ ْح َ
.)2
تض ْ "والَ ت َ ُكونُواْ َكالَّتِي نَقَ َ في مجال استثمار الوقت :قال تعالى في كتابه العزيز َ .5
غ َْزلَ َها ِمن َب ْع ِد قُ َّو ٍة أَن َكاثًا" (النحل :آية )92بمعنى عدم ضياع الوقت أو هدره
والدعوة إلى اإلنجاز واستثمار الوقت .وهذه المعاني مثبوتة في القرآن الكريم في
آيات عديدة.
ورى بَ ْينَ ُه ْم" (الشورى :آية .)38 ش َ":وأ َ ْم ُر ُه ْم ُ في مجال المشاركة :قال هللا تعالى َ .6
"وشَا ِو ْر ُه ْم فِي األ َ ْمر" (آل عمران :آية .)159 وقوله تعالىَ :
ت َر ِهينَةٌ" (المدثر :آية س َب ْ في مجال تحمل المسؤولية :قوله تعالى ُ ":ك ُّل نَ ْف ٍس ِب َما َك َ .7
ص َر َو ْالفُ َؤادَ ُك ُّل أُولئِكَ َكانَ عَ ْنهُ َمسْؤُ والً" س ْم َع َوالْبَ َ .)38وقوله تعالىِ " :إ َّن ال َّ
ع َّما ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ" (النحل :آية .)93 ":ولَت ُ ْسأَلُ َّن َ (اإلسراء :آية .)36وقوله تعالى َ
سئُولُونَ" (الصافات :آية .)24 ":و ِقفُ َو ُه ْم ِإنَّ ُهم َّم ْ
وقوله تعالى َ
بر َوالت َّ ْق َوى علَى الْ ِ اونُواْ َ ":وتَعَ َفي مجال التعاون والعمل الجماعي :قال هللا تعالى َ .8
":وقُ ِل ا ْع َملُوا ْ ان" (المائدة :آية .)2وقوله تعالى َ اإلثْ ِم َو ْالعُد َْو ِ علَى ِ اونُوا ْ َ
َوالَ تَعَ َ
سولُهُ َو ْال ُمؤْ ِمنُون" (التوبة :آية .)105وقوله تعالى ع َملَ ُك ْم َو َر ُ س َي َرى َّللا ُ َ فَ َ
َص ُمواْ بِ َح ْب ِل َّللاِ َج ِميعًا َوالَ تَفَ َّرقُواْ" (آل عمران :آية .)103حيث تبين من ":وا ْعت ِ َ
اآليات القرآنية مخاطبة هللا سبحانه وتعالى عباده بصيغة الجمع وليس المفرد،
ودعوتهم للعمل الجماعي والتكاتف لما فيه عمل الخير والتقوى .حيث يعتبر
التعاون والعمل الجماعي من مقومات تحقيق الجودة التي ساهمت في نجاح عمل
المنظمات اليابانية ومن أهم مرتكزات تحقيق الجودة التي نادى بها رواد فكر
إدارة الجودة المعاصرين.
":وفِي ذَ ِلكَ فَ ْليَتَنَافَ ِس في مجال السعي لتحقيق األفضلية أو المنافسة :قال هللا تعالى َ .9
سابِقُوا إِلَى َم ْغ ِف َرةٍ ِمن َّربِك ْم"
ُ سون" (المطففين :آية .)26وقوله تعالى َ ": ْال ُمتَنَافِ ُ
ض َها
ع ْر ُ عوا ْ إِلَى َم ْغ ِف َرةٍ ِمن َّربِ ُك ْم َو َجنَّ ٍة َ ار ُ
س ِ ":و َ (الحديد :آية .)21وقوله تعالى َ
25
َّت ِل ْل ُمت َّ ِقينَ" (آل عمران :آية .)133ض أ ُ ِعد ْ اواتُ َواأل َ ْر ُ
س َم َال َّ
. 10في مجال ارضاء العميل :هناك العديد من اآليات القرآنية واألحاديث النبوية
الشريفة التي تظهر االهتمام بالعميل والتعامل الحسن مع اآلخرين والتي من
بعضها قول هللا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز":يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َ َمنُوا َال ت َ ُخونُوا َّللاَّ َ
سو َل َوت َ ُخونُوا أ َ َمانَاتِ ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم ت َ ْعلَ ُمونَ" (األنفال :آية ،)27وقوله تعالى ":إِ َّن الر َُو َّ
َّ
َّللاَ ال يُ ِحبُّ كل ُمخت َا ٍل فخور" (النساء :آية ،)36وقول الرسول محمد صل هللاُ َ ْ َّ ُ َ َّ
عليه وسلم في حديثه الشريف كما رواه أبي هريرة رضي هللا عنه أنه قال (:من
غشنا فليس منا) (مسلم1989 ،ج ،1ص.)99
27
الفصل الثاني
مراحل تطور إدارة الموارد البشرية والمدخل المفاهيمي
Stages of the evolution of human resource
management and the conceptual approach
الفصل الثاني
مراحل تطور إدارة الموارد البشرية والمدخل المفاهيمي
28
Stages of the evolution of human resource
management
and the conceptual approach
مقدمة -
أوالً :مرحلة ما قبل الثورة الصناعية -
ثانياً :مرحلة الثورة الصناعية -
ثالثاُ :مرحلة ظهور المدارس اإلدارية في القرن العشرين -
رابعاً :مرحلة القرن المعاصر -
مفهوم ادارة الموارد البشرية -
تأثير إدارة الموارد البشرية على المنظمة -
أهداف ادارة الموارد البشرية -
أهمية إدارة الموارد البشرية -
الواقع التنظيمي إلدارة الموارد البشرية -
عَلقة علم إدارة الموارد البشرية بالعلوم األخرى -
هل إدارة الموارد البشرية علم أم فن؟ -
التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية -
أسئلة الفصل -
الفصل الثاني
مراحل تطور إدارة الموارد البشرية والمدخل المفاهيمي
29
Stages of the evolution of human resource
management and the conceptual approach
مقدمة Introduction
يدرك المتمعن في الفكر اإلداري أن إدارة الموارد البشرية مرت في مراحل تطور
متتالية على الرغم من التفاوت في مستويات التطور بين كل مرحلة وأخرى ،إال أنه
يمكن القول بشكل عام أن االهتمام بالموارد البشرية كان وما زال يلقى اهتماما ً كبيرا ً
من قبل أصحاب الفكر اإلداري واألكاديمي والدليل على ذلك تلك مراحل التطور
المتعاقبة والسريعة التي شهدتها إدارة الموارد البشرية على المستويين العلمي والعملي
على مر العصور ،وما زلنا نشهدها الى هذه اللحظة إيمانا ً منا أن الموارد البشرية ال
تنضب ،وال تجف ،وال تزول كغيرها من الموارد األخرى ،بل وتعتبر هي المسؤولة
عن الموارد األخرى من حيث أدائها وأستخدامها وجذبها ،فضَلً على أن العامل هو
كائن بشري يحكمه مجموعة من المشاعر واألحاسيس والعواطف التي تستحق االحترام
والتقدير؛ لينعكس ذلك على أدائه وسلوكه وأداء المنظمة ككل.
ويستحق منا الحال أن نوجز فيما يلي مراحل التطور التي مرت بها إدارة الموارد
البشرية ،والتي تعتبر كل مرحلة مهمة ألنها شكلت عنصرا ً تكميليا ً للمرحلة التي تبعتها:
وقد تميزت هذه المرحلة بشكل عةام بالفوضةى والهمجيةة فةي التعامةل مةع العةاملين،
والتي كانت أقرب ما يمكن وصفها بنظام شةريعة الغةاب التةي يستأسةد فيهةا القةوي علةى
الضةةعيف لغيةةاب األنظمةةة والقةةوانين والتنةةافس آنةةذاك ،والةةذي أتةةاح ألصةةحاب العمةةل
االستحواذ على العاملين بالشروط والمواصفات التي يضعها بنفسه ،ومةا علةى العةاملين
إال القبول بها والرضوخ لها من أجل الحصول على لقمة العيش ،ويمكن توضيح بشكل
أبرز واقع الموارد البشرية إ بان هذه المرحلة من خَلل فترتين أساسيتين هما:
30
. 1فترة استعباد العاملين :وهي مرحلة التعامل التي استخدمتها المنظمات
وأصحاب العمل مع اإلنسان من منطلق نظام العبودية والرق ،حيث كانت
النظرة للعامل في غاية االنحطاط وكان يتم التعامل مع العامل على أنه سلعة
تباع وتشترى ،ويقايض به ما بين أصحاب العمل حسب مزاجية المالكين
ورغباتهم ،وحسب حاجات العمل ومتطلبات اإلنجاز في ظل غياب تام ألنظمة
وقوانين العمل والعمال .وكان العامل في هذه المرحلة في غاية الطاعة
والرضوخ والتذلل لصاحب العمل لكسب رضاه والمحافظة على بقائه في عمله
وعلى لقمة عيشه.
. 2مرحلة نظام الصناعات المنزلية والطوائف :وقد تميزت هذه المرحلة في تطور
الوظائف المهنية ،والحرفية ،والتخصص فيها ،واالعتراف بكينونتها من قبل
األسر التي كانت تستحوذ على ملكيتها وإدارتها؛ األمر الذي دفع بهم إلى
اال هتمام بالموارد البشرية وتدريبهم على المهن والحرف؛ لَلستعانة بهم عند
أوقات الشده كالمرض والعجز أو غيرها ،على الرغم أن تركيز أصحاب العمل
حول تأهيل العاملين في اتقان حرفية المهنة كان منحازا ً نحو أفراد األسرة
واألقارب؛ ليكونوا السند والوريث والخلف لهم.
ونظرا ً لصغر حجم المنظمات في هذه المرحلة وخصوصية ملكيتها األسرية والفردية؛
لم يكن نظام األجور مطلبا ً أساسيا ً ،وإنما كان التركيز على مطالب أخرى ،مثل :أنظمة
التأمين إلصابات العمل ،والتقدم في السن ،وأنظمة تحديد دور المعلم (المدرب) في
تأهيل الخلف ،والمساعد لمنع الفوضى ،وأنظمة لتحديد أولويات التأهيل للعاملين،
وتحديد مستوى المعلم األكثر براعة في أدائه .حيث تم معالجة هذه الحاجات وتلبية
مطالب أصحاب الحرف واألعمال من خَلل إنشاء ما يسمى (نظام الطوائف) ،والتي
هي عبارة عن تنظيم يشبه النقابة في الوقت الحاضر ،يتكون من مجموعة من أصحاب
الحرف المتشابهة فقط ،والتي ت ُعنى بتقديم الدعم ألعضائها في مختلف الجوانب ،ولكنها
تختلف عن النقابات في الوقت الحاضر من حيث أنها كانت تقتصر فقط على أصحاب
العمل كأعضاء فيها واستثناء العاملين.
وقد كان لظهور الطوائف دور بارز في تحسين مستوى االهتمام بالموارد البشرية سوا ًء
برب العمل أو بالعاملين ،حيث عملت الطوائف على تطوير أنظمة التدريب والتعلم
للعاملين من خَلل ما يسمى بنظام التلمذة الصناعية ( ،)Apprenticeshipالذي ُيعنى
بتأهيل وتعليم عمالة جديدة متخصصة في حرف مختلفة ضمن شروط ،وواجبات،
وحقوق معينة يلتزم بها كل من المعلم (المدرب) والمتعلم ( التلميذ).
31
ثانيا :مرحلة الثورة الصناعية Industrial revolution stage
-اتساع حجم المنظات وتنوع أعمالها بسبب سياسات االندماج والتحالفات ما بين
المنظمات ،والتي أتاحت الكثير من فرص التوظيف للموارد البشرية ،وإحَلل هذه
المنظمات مكان التنظيمات والصناعات المنزلية ،وهجرة أصحاب الحرف والمهن إلىها
من أجل العمل فيها.
إحَلل االآلت والمعدات محل األيدي العاملة لرفع مستوى األداء واإلنتاجية
للتمكن من تغطية حاجات األسواق ومتطلبات الزبائن من ناحية ،والقدرة على
تحقيق الميزة التنافسية من ناحية أخرى.
التركيز على مبدأ التخصصية في أنظمة الوظيفة وتقسيم األعمال.
التركيز على تحقيق المنفعة المتبادلة ما بين رب العمل والعاملين من خَلل
مبدأ الحقوق والواجبات التي يجب أن يلتزم بها كل طرف تجاه اآلخر.
ظهور دور ا لدولة والحكومات في سن األنظمة والقوانين والتشريعات المتعلقة
بشؤون العمل والعمال.
ظهور النقابات واال تحادات العمالية التي جاءت نتيجة مطالبات كثيرة من قبل
العاملين؛ لتوفر لهم بيئة العمل المَلئمة في هذه المنظمات الكبيرة من حيث
معدل األجور ،واالمتيازات ،وتحديد ساعات العمل ،واألمن الصحي والوظيفي
وغيرها.
وقد اهتمت كل مدرسة من المدارس االدارية بالموارد البشرية كَلً حسب طريقتها
الخاصة بها ،ويمكننا تسليط الضوء على أبرز ما تميزت به كل مدرسة من المدارس
االدارية على النحو التالي:
32
الرغم من بعض جوانب القصور واالنتقادات التي الحقت المدرسة الكَلسيكية،
والتي كان على رأسها نظرتها المتواضعة للعامل وأستغَلل طاقاته مقابل عوائد
ومكافآت مالية ،وتغييب المنافع اإلجتماعية والمعنوية ،وحرمانه من التنظيمات
غير الرسمية ،والرقابة الصارمة ،ولكن يمكن القول أنه على الرغم من بعض
اال نتقادات للمدرسة الكَلسيكية إال أنه كان لها بصمات أكيدة في وضع
األرضية ،وتمهيد الطريق أمام العاملين من ناحية نحو السعي لألفضل،
واختيار بيئات العمل األكثر مَلءمة مع إحتياجاتهم بسبب فرص الخبرة
والمعرفة التي توفرت للعاملين بعد أن كانوا قد افتقدوها إبان حقب تاريخية
سابقة ،ومن ناحية أخرى فإن المدرسة الكَلسيكية قد مهدت الطريق أمام
الباحثين والدارسين وأعتبرت شرارة العصف الذهني والمحرك لهم نحو
التقصي في جوانب الضعف التي الزمت أو ظهرت في أفكار بعض أصحاب
الفكر الكَلسيكي لتكون نقطة اإلنطَلق إ لى نتائج وحقائق ونظريات جديده
يكمل كل منها جوانب النقص والضعف لدى اآلخرى ،والتي ما كانت تتحقق
بالشكل الفاعل والمثير لوال ما أرساه أصحاب الفكر اإلداري الكَلسيكي من
مبادئ وأسس ونظريات.
وتجدر اإلشارة الى أن هناك حركتان ساهمتا في تطوير الفكر اإلداري في هذه المدرسة
وهما الحركة اإلدارية العلمية والحركة اإلدارية البيروقراطية ،ويمكن إيجاز كل ما
أضافته كل منهما على النحو التالي:
الحركة اإلدارية العلمية :وقد ا ستمر تأثير هذه الحركة لفترة تقارب الثَلثين
عاماً ،أي منذ عام 1900ولغاية عام ،1930والتي يعتبر من أبرز روادها ما
يلي:
-فريدريك تايلور( :)Frederick Taylorحيث يعتبر من أوائل أصحاب الفكر
اإلداري األمريكي والذي لقب بأبو اإلدارة العلمية ،وأول من كان له إسهامات
علمية في مجال اإلدارة من خَلل كتابه الشهير مبادئ اإلدارة العلمية ( The
،)principles of scientific managementوالذي أظهر فيه مجموعة من
المبادئ التي تهذب العَلقة والسلوكيات الوظيفية للموارد البشرية ممثلة
بالمديرين والعاملين ،ومن أهم تلك المبادئ ما يلي:
-1منح العاملين الحوافز المادية التي تتناسب مع الكفاءة واألداء.
-2تحديد المواصفات الوظيفية حتى يتسنى للعامل فهمها وأدراكها ،ولحمايته
من التشويش واإلرتباك.
33
-3اختيار العاملين حسب الكفاءة دون تحيز.
-4تدريب العاملين ووضعهم في المكان الوظيفي المناسب.
-5بناء عَلقات تعاون بين الرئيس والمرؤوس ،للوصول إلى الهدف
المطلوب.
-6العدالة في تقسيم المسؤوليات بين المستويات اإلدارية المختلفة.
-هنري فايول ( :)Henry Fayolوهو من أصحاب الفكر اإلداري الذي ينتمي
الى مدرسة تايلور العلمية ،وهو فرنسي األصل والذي تميز بكتابة الشهير"
اإلدارة العامة والصناعية" ،ويتميز فايول بأن األفكار التي جاء بها كثيرة
وشاملة ،ولكن أبرز ما تميز به تجاه الموارد البشرية هو ما يلي:
-1تقسيم العمل؛ لتخفيف األعباء على العاملين وتوضيح مهام الوظائف
اإلدارية والفنية.
-2إيجاد نظام عمل واضح يطبق بعدالة ومساواة على كافة المستويات
الوظيفية.
-3توحيد إصدار األوامر لحماية العاملين من اإلرتباك والتشويش الوظيفي.
-4منح األجور والمكافآت بشكل عادل دون تحيز وتمييز.
-5أن ال يكون مركزية في العمل؛ ألن ذلك يعيق أداء ودور المستويات
الوظيفية األخرى.
-6إحترام المستويات اإلدارية األقل للمستويات اإلدارية العليا والتسلسل
الوظيفي.
-7إجراء ترتيب مادي واجتماعي مناسب في المنظمة لتسهيل عمل وأداء
العاملين وتقوية الصَلت والعَلقات بينهم.
-8المساواة في المعاملة بين المستويات الوظيفية.
-9خلق اإلستقرار الوظيفي للعاملين والمحافظة عليهم.
-10أن يسود جو التعاون بين العاملين والعمل بروح الفريق الواحد.
34
المناسبة من المعدات والمستلزمات في المكان المناسب؛ ليسهل استخدامها
ووصول العاملين اليها بهدف توفير الوقت والجهد أيضا ً على العاملين.
ومن أبرز أصحاب الفكر االداري السلوكي التون مايو ( ،) Elton Mayoورفاقه أمثال
فرتز فيرتز ليزبيرغر ( ،)Fritz Lisbergerوابراهام ماسلو (،)Abraham Maslo
وماري باركر فوليت ( ،)Mary Parker Fuollettوتشيستر برنارد ( Chester
)Bernardوآخرون.
35
وقد كان لهم الفضل الكبير وبقيادة التون مايو الذي تزعم حركة العَلقات اإلنسانية
وأجرى العديد من الدراسات واألبحاث المتوالية من خَلل االعتماد على علوم مختلفة،
كعلم النفس ،وعلم اإلنسان ،وعلم اإلجتماع؛ بهدف إثبات للمدرسة الكَلسيكية أن العامل
كائن بشري لديه حاجات ورغبات يسعى الى إشباعها ،وأن إشباعها يؤدي الى زيادة
إنتاجية وأداء العامل كالحاجات االجتماعية ،والمعنوية ،والنفسية ،وأن الحاجات المادية
وحدها ال تكفي؛ ألن طبيعة التركيبة الشخصية للعاملين تختلف من شخص ألخر ،وأن
كل شخص له حاجات ومتطلبات تختلف وتتفاوت باختَلف الخصائص الشخصية ،وأن
العاملين جزءا ً من هذه البيئة التي يؤثروا ويتأثروا فيها.
ومن أبرز الدراسات التي قاموا بها هي دراسات هوثورن ()Howthorne Studis
تلك التي نفذت في مصانع شركة الكهرباء الغربية األمريكية ()Western Electric
القريبة من مدينة شيكاغو ،والتي تتبع لوالية الينوي األمريكية واستمرت لمدة خمسة
سنوات ما بين .1932-1927
وقد أعتمد الباحثون فيها على دراسة مجموعة من المتغيرات المختلفة في بيئة العمل
لقياس مدى فاعليتها على أداء العاملين إذا توفرت أو ُحجبت عنهم ،مثل :اإلضاءة،
والموسيقى ،واإلحترام والتقدير ،والثقة بالعاملين ،والتنظيمات غير الرسمية وغيرها
من الممارسات اإلدارية .وأبرز ما أضافته نتائج حركة العَلقات اإلنسانية هو:
أن العامل كائن بشري يتكون من كتل من األحاسيس والمشاعر والعواطف -
التي يجب أن تحترم وتقدر من قبل صاحب العمل؛ ألنها تزيد من مستوى أدائه
وإنتاجه.
أن زيادة مستوى رضا العاملين يؤدي الى زيادة مستوى األداء واألنتماء -
والوالء الوظيفي.
أن المنظمة مكان جامد وأن العاملين هم أساس كيانها ومن خَللهم تتحقق -
الديناميكية والتفاعل فيها وبناء النظام اإلجتماعي.
أن العامل إنسان يحتاج الى حوافز معنوية وإجتماعية وإقتصادية معا ً وأن -
الحوافز اإلقتصادية وحدها ال تكفي.
يجب أن يتم التعامل مع العاملين باسلوب ديموقراطي ونظام إتصال مرن -
ومفتوح؛ لخلق التفاعل والتناغم ما بين الرئيس والمرؤوس.
36
-3المدارس اإلدارية المعاصرة (The contemporary administrative
)approach
ويمكن أن نطلق على هذه المرحلة من المراحل التي شهدتها اإلدارة بشكل عام وإدارة
الموارد البشرية بشكل خاص بالحركات العلمية والعملية المتتابعة والمتعاقبة التي جاء
بها أصحاب الفكر اإلداري منذ عام 1945تقريبا ً وحتى نهاية القرن العشرين ،ممثلة
بمجموعة من المدارس اإلدارية المعاصرة ،والتي كان لكل مدرسة دور مهم أضافته
بخصوص الموارد البشرية ومن تلك المدارس مدرسة علم اإلدارة ،ومدرسة النظم،
والمدرسة الظرفية ،ومدرسة اإل دارة باألهداف ،والمدرسة اليابانية ،ومدرسة ثقافة
التميز ،ومدرسة التعلم.
ويمكن القول أيضا ً أن هناك جهودا ً متواصلة ألصحاب الفكر اإلداري ما زالت
مستمرة ،وتبحث بشكل مستفيض في هذا اال تجاه المتعلق بالموارد البشرية من مختلف
الجوانب واألبعاد؛ سوا ًء التنظيمية ،أو اإلقتصادية ،أو اإلجتماعية ،أو النفسية ،أو
غيرها ،ويمكن أن نوجز مجموعة مما حققته المدارس اإلدارية المعاصرة مجتمعة تجاه
الموارد البشرية وما أضافته إلى أفكار أصحاب الفكر اإلداري الكَلسيكي والسلوكي،
وفيما يلي أبرزها:
-التركيز على اإلنسان أكثر من اآللة كونه يمتلك العقل الذي من خَلله تدار
التكنولوجيا واالآلت ،وخير مثال على ذلك ما قامت به مدرسة علم اإلدارة من
حيث التركيز على أصحاب الكفاءات البشرية ذوي العقول الخَلقة
المتخصصين في علوم الفيزياء ،والرياضيات ،والهندسة ،واإلحصاء،
واإلقتصاد ،ال ستخدامه إبان الحرب العالمية الثانية للتمكن من القدرة على
ا ستخدام التقنيات التكنولوجية المختلفة ،وخاصة تلك التي كانت تتعلق باالآلت
والمعدات العسكرية؛ للقدرة على تحديد مواقع العدو وكشف تحركاته إلصابتها
بدقة والوصول إ لى تحقيق الهدف على مستويات عالية من الكفاءة والتميز.
-اإلعتراف الكلي بأن المنظمة كيان اجتماعي تحركه العَلقات المتبادلة بين كافة
العاملين في المستويات الوظيفية المختلفة ،وضرورة اإلهتمام المتوازن بكافة
عناصر اإلنتاج (الموارد المادية ،والموارد المالية ،والموارد البشرية،
والموارد التكنولوجية ،والموارد والمعرفية ،والرأسمال االجتماعي واإلدارة)؛
لكي ينعكس على جودة المخرجات ،والتحول من النظرة البدائية للعاملين على
أنهم موارد بشرية وليس مجرد عمالة مستخدمة.
37
اإلعتراف بأن التنظيمات اإلدارية المختلفة على إختَلف مكوناتها -كما ترى -
المدرسة الظرفية على وجه الخصوص -تعيش في بيئة متغيرة ،لذلك يجب
على اإلدارات العليا أن تراعي ظرورف المنظمة والعاملين فيها من حيث
ا ستخدام النمط القيادي أو اإلداري الذي يتَلءم مع البيئة التي توجد فيها المنظمة
والعاملين وما يحيط بهم من تغيرات وتحديات ،وأن ال يكون أسلوب التعامل
مع العاملين بشكل حدي أو متزمت من منطلق أن كل عامل له ظروف تختلف
عن اآلخر.
اإلعتراف بالنقابات العمالية التي لعبت دورا ً كبيرا ً في إجراء كثير من -
التغيرات المتعلقة بالعامل مثل وضع التشريعات المختلفة في العمل ،وتحديد
ساعات العمل ،و توفير األمن الوظيفي للعاملين ،توفير أماكن الرفاهية والترفيه
للعامل ،وتحقيق العدالة والمساواة للعامل ،و تحديد مستوى األجور وغيرها.
التركيز على الموارد البشرية باعتبارها من الموارد األساسية التي تسهم في -
تحقيق األهداف وفقا ً لما جاءت به مدرسة اإلدارة باألهداف على وجه
الخصوص وتحديد هدف معين واضح يشترك به الرئيس والمرؤوس لحماية
العاملين من التشوش ،وتوزيع المهام على العاملين حسب التخصصية والكفاءة،
والتركيز على مكافأة العامل المبدع وتطوير العامل غير المبدع.
زيادة مستوى اإلهتمام بالعنصر البشري كما جاء في المدرسة اليابانية والتي -
أبدت اهتماما ً كبيرا ً بالعاملين من مختلف الجوانب مثل اإلختيار العادل،
والتدريب ،ووضع الموظف المناسب في المكان المناسب ،والمشاركة،
والتعاون المتبادل ما بين الرئيس والمرؤوس ،ومكافأة عادلة ،وأمن وظيفي،
وعمل جماعي ،وتـأمين للعامل مدى الحياة ،ونقابات للعاملين باسم المنظمة
التي يعملون بها ،واحترام العمل وغيرها من الممارسات اإلدارية الكثيرة التي
ركزت اهتمامها بالعاملين.
التركيز عل ى الموارد البشرية الموجودة في البيئة الداخلية والخارجية في -
المنظمة ،وتحقيق التوازن في مستوى االهتمام ما بين العاملين ،والزبائن،
والمجتمع ،والموردين من منطلق أن كل منهما يكمل األخر ،وأن المنظمة
تعتمد على كل هذه العناصر التي تعتبر موارد بشرية ،وأن غياب أو وجود أي
خلل في هذه العناصر فإنه ينعكس على المنظمة ككل.
ضرورة التعلم من أخطاء العاملين والتنظيمات اإلدارية ،وأعتبارها بمثابة -
خبرات وتجارب تستفيد منها المنظمة في المستقبل ،وأن ال يكون الهدف هو
38
إيقاع العقوبة على ا لعامل المخطئ بقدر ما يتم التركيز على تصحيحه نحو
الصواب وإرشاده؛ ليتجنب الوقوع في الخطأ مرة أخرى.
وهي الفترة التي تعود الى نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين
الذي نعيشه ،والتي شهدت تغيرات كبيرة على الموارد البشرية سوا ًء كان على المستوى
التنظيمي في منظمات األعمال المختلفة وذلك من حيث االهتمام بالعاملين واالعتراف
بكينونات تنظيمية لهم على الهياكل التنظيمية ،كتنظيمات مستقلة في المهام ،والواجبات،
والمسوؤليات ،وغيرها ،أو على المستوى المجتمعي ،وذلك من حيث زيادة مستوى
االهتمام باإلنسان على اختَلف مواقعه الوظيفية ،والسعي نحو تنميته وتطويره سوا ًء
في مجال التعليم ،أو الصحة ،أو التوظيف ،أو الرعاية االجتماعية من خَلل صناديق
المعونة الوطنية ،والتقاعد ،والضمان االجتماعي ،وغيرها.
والمتمعن لواقع إدارة الموارد البشرية في المراحل آنفة الذكر يجد أن االهتمام
بالموارد البشرية لم يأت بسهولة وإ نما جاء نتيجة حركات فكرية متعاقبة استمرت
طويَلً ،واستنزفت كثيرا ً من الجهود والطاقات العقلية للباحثين والمفكرين ،وهناك أيضا ً
الكثير من الدوافع التي ساهمت في تطوير إدارة الموارد البشرية واالنتقال بها من
وضع الى و ضع أفضل مما هي عليه ،ومن أبرز تلك الدوافع ما يلي:
39
ظهور الجمعيات ،واالتحادات ،والمنظمات المحلية واإلقليمية والدولية ،التي -
تطالب بحقوق اإلنسان.
اإلثباتات ودالئل النجاح والتقدم التي تحققت للمنظمات والشعوب التي ركزت -
على الموارد البشرية وتبنتها في سياساتها ،كالمنظمات األمريكية ،والمنظمات
اليابانية ،والكورية ،والصينية ،والماليزية ،وغيرها.
زيادة الطلب على تحقيق معاينة الجودة الشاملة من قبل المستهلك ،حيث أدركت -
اإلدارات العليا من المنظمات أن الجودة تتحقق من خَلل إدارة الموارد البشرية
بشكل صحيح.
ظهور العولمة التي فتحت الفرص والمجاالت أمام الموارد البشرية في حرية -
التنقل والتوظيف واختيار رب العمل األفضل في التعاون والتعامل.
ظهور الجامعات والمؤسسات العلمية التي ساهمت في تغيير االتجاهات -
االجتماعية في المجتمعات ،وتثقيف روادها الذين يعتبروا من المدخَلت المهمة
في المؤسسات التنظيمية؛ إذ خلقت منهم أجياالً أكثر وعيا ً وادراكا ً لمكانة
وأهمية الموارد البشرية مما كان عليه الوضع سابقاً.
شدة المنافسة بين المنظمات في االستحواذ على الموارد البشرية الكفؤة. -
تطور واقع المنظمات اقتصادياً ،األمر الذي ساعدها في تحسين بيئة العمل -
والعمال وتطوير واقعهم المعيشي وزيادة مستوى الرفاهية لهم اقتصاديا ً
ومعنوياً.
زيادة حجم األعباء الوظيفية على اإلدارات العليا بسبب اتساع حجم المنظمات -
وتنوع أعمالها؛ مما أدى ذلك إلى صعوبة قدرة المدير على أن يتحمل كل شيء
بنفسه؛ مما دفع به إلى التقرب من العاملين؛ ليساعدوه على حمل بعض األعباء
الوظيفية؛ األمر الذي دفع باإلدارات العليا إلى استخدام منهج وممارسات إدارية
جديده اتجاه العاملين كالتمكين ،والتفويض ،والتدريب ،واإلحترام والتقدير،
والتحفيز والمرونة في التعامل.
ارتفاع سقف الحرية والتعبير عن المطالب الشخصية والذاتية دون قيود. -
تعددت مسميات إدارة الموارد البشرية عبر العقود الماضية ،وكذلك ما زالت تختلف حتى
هذا الوقت من منظمة ألخرى؛ وذلك ألسباب تتعلق بخصوصية المنظمة واإلدارات
القائمة عليها ،وقد اطلقت عليها مسميات مختلفة ،مثل :وحدة التوظيف ،إدارة األفراد،
40
إدارة المستخدمين ،إدارة العَلقات االنسانية ،إدارة الشؤون اإلدارية ،إدارة القوى
البشرية ،إدارة القوى العاملة ،إدارة شؤون العاملين ،اإلدارة الصناعية ،وغيرها من
المسميات ،وأخيرا ظهر مصطلح "ادارة الموارد البشرية" ،ومصطلح آخر يتداوله
أصحاب الفكر اإلداري في الوقت الحاضر هو "إدارة رأس المال البشري"" ،وإدارة
رأس المال الفكري" .لكن يمكن القول أن كل تلك المسميات مهما اختلفت فإنها تلتقي في
المعن ى والمضمون واألهداف المبنية على تأمين وتوفير قوة العمل التي تحتاجها المنظمة
وما يتبعها من مكافأة العاملين وتعويضهم ،وادامة وصيانة العاملين ،وتوفير بيئة آمنة لهم،
وتطوير العاملين وتدريبهم ،وادارة العَلقات الصناعية ،وتقييم وتحفيز العاملين ،وبناء
قاعدة معلوم ات شاملة عن العاملين في المنظمة (الطائي ،وآخرون.)39:2009 ،
ويعتبر مفهوم الموارد البشرية مفهوم شائك وخاصة إذا تناولناه بشكله الشمولي،
فهناك ا ختَلف في المنظور من حيث العدسة التي ينظر من خَللها كل من علماء
اإلدارة ،والتسويق ،واالقتصاد ،وعلم النفس ،وعلم السكان ،وعلم اإلجتماع ،والعلوم
األخرى -وإ لى الموارد البشرية وأن لكل منهم تفسير وتعريف مختلف عن اآلخر.
ولكن بشكل عام يمكن القول بأنه مهما كان هناك من اختَلف في تحديد المفهوم
بشكله الضيق ،إال أن هناك التقاء أيضا ً بأن الموارد البشرية هي عبارة عن الناس والبشر
أنفسهم الذين هم المديرون ،والعاملون ،والزبائن ،والموردون ،والمجتمع كله ،على
الرغم أن هناك من ينظر إ لى الموارد البشرية خاصة بعض المنظمات الدولية التي تهتم
بقياس مستويات التنمية البشرية -على أن الموارد البشرية هم الفئات العمرية المنتجة
اقتصاديا ً في المجتمع ،كما يرى آخرون أن الموارد البشرية هي كافة موجودات الدولة
والمجتمع من السكان على اختَلف مواقعهم المدنية والعسكرية وفئاتهم العمرية كونهم
مزيجا ً مجتمعيا ً ترعاهم الدولة اقتصاديا ً ،وسياسيا ً ،وثقافيا ً ،وأنهم عنصر بشري يتفاعل
مع المجتمع والدولة ( جَلل الدين.)1993،
أما نحن ف سوف نقتصر في هذا الكتاب على إدارة الموارد البشرية من منطلق إداري
وتنظيمي؛ محاولة منا إثراء الموضوع من الجانب التنظيمي وتجنيب الباحثين وخاصة
فئة الطلبة في مساقات العلوم اإلدارية من التشويش وإلبقائهم ضمن المسار المستهدف.
لذلك ،سوف نبين فيما يلي بعض التعريفات التي أوردها أصحاب الفكر اإلداري إلدارة
الموارد البشرية على النحو التالي:
41
هي عملية االهتمام بكل ما يتعلق بالموارد البشرية التي تحتاجها أية منظمة -
لتحقيق أهدافها من االقتناء ،واإلشراف ،والصيانة ،والتوجيه ،والتطوير،
لتحقيق األهداف (برنوطي.)2007،
هي اإلجراءات التي تمارسها وحدة الموارد البشرية في المنظمة من دراسة -
وتحليل؛ للتمكن من تحديد احتياجات المنظمة من العاملين ،واختيار الكفاءات
من خَلل المفاضلة واستخدام مجموعة من الممارسات تجاه العاملين لتنميتهم
مثل :التدريب ،والتقييم ،ووصف الوظائف ،واألمن والسَلمة ،ودفع الحوافز
والتعويضات المناسبة ).) Dissler, 2003
كل ما يتعلق باال هتمام بالعاملين في المنظمة من حيث التخطيط ،والتوجيه، -
والتنظيم ،والرقابة ،والجذب ،والتدريب ،والمحافظة على حقوقهم وامتيازاتهم
الوظيفية ،وحمايتهم من مخاطر العمل؛ لتحقيق أهداف الفرد والمنظمة
والمجتمع ).(Edwin, 1984
الوظيفة المعنية بتشجيع وتعزيز وتطوير فعالية العمل والنهوض بالموارد -
البشرية في المنظمة من خَلل التخطيط السليم ،والتنظيم ،والتوجيه ،والتنسيق،
والسيطرة على األنشطة المتعلقة بالتوظيف ،والتنمية ،والتحفيز وتعويضات
الموظفين؛ لتحقيق أهداف المؤسسة ).(Sison, 1982
وظيفة متميزة عن الوظائف األخرى في المنظمة من حيث أنها مترابطة مع -
الوظائف األخرى في المنظمة والقيام بمهام وأنشطة مختلفة مثل :جذب،
وتدريب ،وتطوير ،وحماية األفراد ،أو أجراءات التعيين ،والتقاعد للعاملين في
المنظمة ).(Lado & Wilson, 1994
وتأسيسا ً على ما تقدم يمكن أن نعرف إدارة الموارد البشرية بأنها عبارة عن تنظيم أو
وحدة تعنى بالعنصر البشري داخل المنظمة بدءا ً من تحديد االحتياجات الوظيفية،
وانتهاءا ً بإجراءات اإلحالة على التقاعد وإنهاء الخدمات ،مرورا ً بكل ما له عَلقة بواقع
العنصر البشري في المنظمة من :تحليل وظائف ،وتحديد خصائص شاغليها،
واختيارهم ،وتعيينهم ،وتدريبهم وتنميتهم ،وتقييمهم ،وتحفيزهم ،وتوفير البيئة المناسبة
لعملهم ،ووضع التشريعات الكفيلة بحماية الحقوق والواجبات الوظيفية.
42
يتضح من خَلل تعريفنا إلدارة الموارد البشرية أن لها تأثير مباشر على كافة
نشاطات المنظمة سوا ًء اإلدارية منها أو الفنية ويبرز تأثيرها على المنظمة من خَلل ما
يلي:
أوالُ :تأثير إدارة الموارد البشرية على وظائف المنظمة ( The impact of
human resource management on the functions of the
)organizationالمختلفة
ثانياُ :تأثير إدارة الموارد البشرية على وظائف اإلدارة ( The impact of
human resource management on the functions of
)managementنفسها ،وهي:
43
واحتوائهم؛ لينعكس ذلك على تعزيز العَلقات المتبادلة بينهم ،وتقوية صَلت
الثقة واالحترام؛ لينعكس بالتالي على األداء الفردي والمؤسسي.
الرقابة ( :) Controlحيث تتطلب الرقابة قدرة عالية من التحليل والمتابعة
وا ستخدام األساليب الكمية والنوعية؛ للتمكن من تحديد مستويات األداء
واإلنجاز ،وبالتالي فإن هذا يتطلب متخصصين يتميزون باإلعداد والمؤهَلت
الَلزمة؛ ليتمكنوا من تنفيذ هذه الوظيفة ،ككشف جوانب القوة وتعزيزها لدى
العاملين من خَلل أنظمة حوافز ومكافآت ،وكشف جوانب الضعف وتصحيحها
من خَلل برامج تدريبية يصعب تنفيذها في غياب إدارة الموارد البشرية.
إتخاذ القرار ( :)Decision makingوهي كغيرها من الوظائف اإلدارية التي
يصعب على المدير أن يتخذ قرار ناجح في غياب إدارة الموارد البشرية خاصة
في المجاالت اإلدارية والتنظيمية وشؤون وقوانين العمل والعمال؛ ألن ذلك
يتطلب معلومات وإرشادات ونصائح تتخصص فيها إدارة الموارد البشرية،
وخاصة في منظمات األعمال المعاصرة التي تتميز بتعقيد وتشعب وتنوع
أعمالها.
ثالثا :تأثير إدارة الموارد البشرية على المستويات اإلدارية العليا والوسطى
والدنيا ( The impact of human resource management on the
)levels of management
وذلك من خَلل ما يتعلق بالمسؤوليات اإلدارية واالستشارية التي تقع على عاتق
إدارة الموارد البشرية دون استثناء من خَلل المسؤوليات اإلدارية التي سبق وأن تم
توضيحها سابقا ً والتي تتعلق بالقيام بوظائف اإلدارة المختلفة ،والتي تلعب إدارة
الموارد البشرية دورا ً أساسيا ً في تفعيلها على مختلف المستويات الوظيفية .أما فيما
يتعلق بالمسؤوليات اإلستشارية التي تمارسها إدارة الموارد البشرية فإن ذلك ال
يخفى على أحد ،ف أي تنظيم يحتاج الى أنظمة العمل المختلفة المتعلقة بالتقاعد،
والتعيين ،واألجور ،واإلمتيازات ،والوصف الوظيفي ،وتطوير المهارات
والكفاءات البشرية فيه ،وتحديد مستويات العَلقة واالتصال بين المستويات
الوظيفية ،وغيرها من الممارسات التي تساهم في توفير بيئة العمل المَلئمة
للمستويات اإلدارية المختلفة ،وتساعدهم على التكيف مع واقعهم الوظيفي ،وكل
ذلك يعتبر إدارة الموارد البشرية هي الكفيلة في تحقيقه؛ لينعكس على التكامل
الوظيفي في مختلف المستويات الوظيفية؛ للوصول الى أداء تنظيمي متميز.
44
The purposes of the human resource أهداف إدارة الموارد البشرية
management
تتميز إدارة الموارد البشرية إ لى جانب هدفها األساسي المبني على تزويد المنظمة
في كل ما تحتاجه من المستويات الوظيفية كما ً ونوعا ً في الزمان والمكان المَلئمين بأن
هناك ثمة أهداف أخرى تمارسها إدارة الموارد البشرية ،وهي ( عباس وعلي:(2003،
الهدف األول :اجتماعي ( ،)Socialحيث يتمثل هذا الهدف في تحقيق أهداف المجتمع
عن طريق استخدام وتشغيل األفراد باألعمال المختلفة وفقا لكفاياتهم ،وبما يتيح الفرصة
للمجتمع للتطور والنمو في جميع جوانبه .وإدارة األفراد غالبا ما تستجيب لبعض
المحددات االجتماعية في هذا المجال كالتشريعات والقوانين الخاصة بالعمل والعاملين.
تعتبر إدارة أو وحدة الموارد البشرية تنظيما ً مهما ً للوصول إلى تحقيق األهداف
والغايات المرجوة من المنظمات على اختَلفها ،فأهميتها تكمن في دورها في رفع كفاءة
إ دارات المنظمة وفعاليتها في أداء مهامها وأنشطتها بوصفها محصلة نهائية لكفاءة
وفاعلية المنظمة ،ومدى قدرتها على التميز والمنافسة داخليا ً وخارجياً ،ويمكن تلخيص
أهمية إدارة الموارد البشرية في اآلتي:
45
تعتبر حلقة الوصل والربط ما بين كافة الوحدات /التنظيمات اإلدارية -
والمستويات التنظيمية.
توفر جميع اإلجراءات المتعلقة بالعاملين ( وصف وظيفي ،وتأهيل وتدريب، -
وأمن وسَلمة العاملين ،وأنظمة األ جور والحوافز) لتحقيق العدالة التنظيمية
والتميز في األداء.
تقديم النصائح واإلرشادات المختلفة والمتعلقة بالعاملين على مختلف مستوياتهم -
الوظيفية لإلدارة العليا؛ لَل ستفادة منها في أغراض التخطيط واختيار القيادات
اإلدارية ورسم السياسات المتعلقة بشؤون العمل والعاملين.
رفد المنظمة بالكفاءات المميزة من العاملين ).(Patton, et al., 2002 -
بناء عَلقات التعاون واإلحترام بين األفراد على مختلف مستوياتهم الوظيفية. -
توفير بيئة عمل مَلئمة تشجع العاملين على اإلبداع والتميز واالنتماء للمنظمة. -
الكشف عن المبدعين من العاملين وتطوير المستويات الوظيفية األقل إبداعاً. -
تخفيف األعباء الوظيفية عن االدارات األخرى ليتسنى لها القدرة على القيام -
بمهامها األساسية على أتم وجه.
تبني الموضوعية في قرارات الترقية وفق اعتبارات ومعايير عادلة. -
توفير المعلومة الصحيحة والواضحة والدقيقة حول العاملين في المنظمة وعلى -
درجة عالية من الشفافية.
تعتبر إدارة الموارد البشرية وحدة أو تنظيم كغيرها من الوحدات أو التنظيمات التى تقع
على الهيكل التنظيمي في المنظمة ،والتي تعتبر من الوظائف األساسية في المنظمة إلى
جانب وظيفة اإلنتاج ،والعمليات ،والتسويق ،والتمويل ،ولكنها تتميز عن التنظيمات
األخرى من حيث التخصصية المباشرة في شؤون العاملين في المنظمة كما ً ونوعا ً من
خَلل وظائف معينة مناطة فيها ،مثل :التوظيف ،والتدريب ،واالختيار ،والتحفيز،
والتقييم ،وتوفير األمن والسَلمة المهنية والصحية للعاملين ،علما ً أن التنظيمات األخرى
ال يعني أنها غير مسؤولة عن العاملين فيها ،وإنما يقع عليها أيضا ً مسؤولية كبيرة،
وخاصة على المستويات االدارية العليا في التنظيم أو في الوحدة االدارية من حيث
46
إدارة العاملين كَلً في وحدته ضمن األنظمة ،والقوانين ،والتعليمات ،واألسس التي
تعمل بموجبها المنظمة ،وبما يحقق العدالة بين العاملين ،والتعاون ،والقدرة في التأثير
عليهم للقيام بواجباتهم ومهامهم على أتم وجه.
ويمكن القول أن الشكل والواقع التنظيمي إلدارة الموارد البشرية يختلف من منظمة
ألخرى من حيث المسميات ،والمسؤوليات ،والحجم ،والدور الذي تلعبه ،وتقسيماتها
الوظيفية ،ولكن أبرز ما يميز تنظيم إدارة الموارد البشرية عن غيرها من الوحدات هو
عَلقتها التفاعلية مع كافة تنظيمات المنظمة ومستوياتها اإلدارية دون استثناء ،إذ تعتبر
حلقة الوصل األساسية بين الوحدات األخرى من أجل التعاون والمتابعة واإلشراف
الهادف الى التطوير المشترك ،علما ً أن مسؤولياتها اإلستشارية تكون بمثابة تقديم
النصح واإلرشاد لإلدارة العليا بما فيها الوحدات اإلدارية والفنية األخرى ،وال يمكنها
أن تفرض عليهم أو تلزمهم في أي قرار؛ ألن ذلك يعتبر من مسؤوليات ووظائف
اإلدارة العليا في المنظمة ،والتي تعتبر صاحبة القرار ولكن دور إدارة الموارد البشرية
غالبا ً ما يكون دورا ً استشاريا ً يمارس مهام ووظائف معينة ،كما تمارس التنظيمات
األخرى وظائفها المناطه بها.
ويتفق الكثيرون من أصحاب الفكر اإلداري في مجال إدارة الموارد البشرية أن هيكلة
إدارة الموارد البشرية تختلف من منظمة ألخرى من حيث الموقع التنظيمي،
والصَلحيات ،واألدوار المناطة بها ،أي أن هناك من المنظمات ما تستخدم أو تتبنى ما
يسمى بمركزية التنظيم للموارد البشرية ،والبعض اآلخر يستخدم أو يتبنى ما يسمى
بَلمركزية التنظيم للموارد البشرية ،حيث أن مركزية التنظيم تعتمد فيها المنظمة على
إنشاء إدارة أو وحدة واحدة مركزية إلدارة الموارد البشرية ،بحيث تناط كافة النشاطات
المتعلقة بالعاملين بها دون أن يكون للفروع األخرى أي دور أو سلطة او قرار في ذلك،
بحيث يكون دورهم تنفيذيا ً فقط .في حين أن األسلوب الَلمركزي إلدارة الموارد
البشرية هو األسلوب الذي تعتمد فيه إدارة المنظمة على إنشاء تنظيم فرعي الى جانب
المركز مع إعطائه دورا ً وسلطه في ممارسة نشاطات إدارة الموارد البشرية المختلفة
دون الرجوع للمركز .إال أن ا تباع أي من األسلوبين المركزي أو الَلمركزي يخضع
لعدة عوامل مؤثرة ،ومن أبرزها ما يلي (حمود:)2007،
47
أسلوب التنظيم في مثل هذه الحاالت المركزياً؛ للتمكن من تسيير األمور بشكل
أسرع وأفضل.
وجود الكفاءات البشرية ( :)Human competenciesأي أن توفر الكفاءة -
والمهارة العالية بين العاملين يؤدي الى ثقة اإلدارة العليا بهم ودفعها إلى
التنازل عن بعض السلطات وتفويض العاملين واستخدام اسلوب الَلمركزية.
التوافق بين األهداف ( :)Compatibility between goalsأي أنه كلما كان -
هناك توافق ما بين العاملين والمستويات الوظيفية األخرى في المنظمة مع
الهدف العام للمنظمة كلما أعطى ذلك داللة على مستوى الفهم والتناغم
والتعاون بين المستويات اإلدارية ،األمر الذي يجعل اإلدارة العليا أكثر توجها ً
الى إستخدام أسلوب التنظيم الَلمركزي.
نظام اإلنتاج ( :)Production Systemأي يعتمد على طبيعة العملية -
اإلنتاجية في المنظمة فكلما كانت العملية اإلنتاجية مستمرة ومتواصلة دون
وجود انقطاع أو إعاقة في األداء كلما أعطى داللة على أن العملية اإلنتاجية
ميسرة وتتجه نحو االستقرار في األداء؛ مما يشجع مثل هذا األمر على استخدام
األسلوب التنظيمي المركزي .أما في حالة اإلنتاج غير المستمر أو المتقطع
الذي قد يواجه عقبات ومعيقات في األداء فإن ذلك يدل على عدم استقرار
الحالة؛ األمر الذي يشجع على إستخدام أسلوب التنظيم الَلمركزي ،أي أن يقوم
المدير بإعطاء جزء من التفويض والصَلحيات للمستويات االدارية أو الفنية
األقل لتسيير األعمال.
التداخل بين نشاطات المنظمه ( Overlap between the activities of -
:)the organizationحيث يعتبر التداخل في نشاطات المنظمة نوعا ً من
التعقيد؛ األمر الذي يؤدي إ لى خلق صراعات تنظيمية بين اإلدارات التنظيمية؛
مما يشجع اإلدارة العليا على تبني أسلوب المركزية لضبط الموقف والسيطرة،
على أن يكون إتخاذ القرار من مصدر واحد.
التنوع في السلع والخدمات (:)The diversity of goods and services -
أي أن التنوع في تقديم سلع أو خدمات مختلفة والتعامل مع زبائن مختلفين فإن
ذلك يشجع على إستخدام أسلوب التنظيم الَلمركزي في إدارة الموارد البشرية،
حتى يتمكنوا من تسيير العمل بيسر والقدرة على تلبية متطلبات واحتياجات
الزبائن والسوق المستهدف.
المتغيرات البيئية التي تحيط بالمنظمة :أي أن البيئة التي تتسم باالستقرار -
والهدوء وعدم وجود إضطرابات فإن ذلك يشجع على إستخدام أسلوب التنظيم
48
ال مركزي كون األمور تسير دون عائق ،بينما إذ كان وضع البيئة التي تحيط
بالمنظمة هائجا ً وغير مستقر فإن ذلك يشجع تبني أسلوب التنظيم الَلمركزي
في إدارة الموارد البشرية؛ ألن ذلك يوفر مرونة أكثر في التعامل مع األحداث
والتحديات.
إن العَلقة المباشرة والوثيقة التي تتميز بها إدارة الموارد البشرية مع غيرها من
نشاطات وتنظيمات المنظمة ومسؤوليتها تجاههم فرض عليها أن تكون علما ً مستقَلً
يدَّرس في الجامعات والمعاهد ضمن أُسس علمية؛ لتمنكها من صقل نشاطها الفني
بأساليب وطرق علمية ،حتى تكون قادرة على القيام بوظائفها بشكل متميز .وطالما أن
إدارة الموارد البشرية تنظيم يعنى باإلنسان بكل مكوناته التنظيمية والمجتمعية (
مديرين ،وعاملين ،وزبائن ،وموردين ،ومنافسين) فإن هذه التخصصية فرضت على
علم إدارة الموارد البشرية ضرورة دراسة العلوم األخرى واالطَلع عليها وعلى
مبادئها التي ال يخلو منها عل ٌم من حيث عَلقته مع اإلنسان من ناحية ،وعَلقة اإلنسان
به كونه صاحب الفكر والباحث والمؤلف والمعلم للعلم ،وأن أصل العلوم سخرت لخدمة
اإلنسان ،وال يمكن أن يكون ألي علم وجود أو نشاط في غياب اإلنسان .ولبيان تلك
العَلقة ما بين علم إدارة الموارد البشرية والعلوم األخرى نوجز فيما يلي بعضا ً من
أنواع العلوم وعَلقتها المباشرة مع إدارة الموارد البشرية وهي:
50
المناسب ،واستثمار الطاقات البشرية بالشكل الصحيح من خَلل االختيار
العادل ،والتدريب ،والتقييم ،والتحفيز ،والمحافظة عليهم من الهَلك والمخاطر.
تعتبر إدارة الموارد البشرية علم كونها أحد فروع العلوم اإلدارية ،واإلنسانية،
واإلجتماعية .هذا فضَلً عن كونها واحدة من التخصصات األكاديمية التي أصبح يتجه
إليها الطالب في الدراسات الجامعية االولى والعليا وفق منهجية علمية تستند إلى القواعد
واألسس والنظريات العلمية التي تضبط تطبيق الممارسات اإلدارية بشكل أفضل في
واقع العمل ،وتساهم في تهذيب المهارات الفنية والمواهب وصقلها إلخراجها بمنظور
إبداعي يضمن الكفاءة والفاعلية في األداء.
بينما تعتبر إدارة الموارد البشرية فناً؛ ألن عملية التطبيق للجوانب العلمية تتطلب توفر
فلسفة وتكتيكٍ وبراع ٍة ومرون ٍة وخبرةٍ عالية خاصة إذا ما عرفنا أن التعامل مع هذا
العنصر البشري الذي يتميز عن غيره من الموارد من حيث المشاعر واألحاسيس
والعواطف والتركيبة الفسيولوجية التي تحتاج إلى أسلوب وفن وقدرة عالية في التعامل
معه.
فالقواعد واألسس والنظريات يلزم إلخراجها إلى حيز التطبيق خبرة وبراعة فائقتان
يتسق ويتفق كل منهما مع المعارف والعلوم والقواعد واألسس ،وهذا ما يدلل على
الجانب الفني في إدارة الموارد البشرية.
ويذهب البعض الى أبعد من ذلك ويرى أن إدارة الموارد البشرية هي مهنة إلى جانب
أنها علم وفن؛ ألنها تعتمد على مجموعة متعددة من الوظائف ،واألنشطة ،والبرامج،
والفعاليات ،والعمليات ،والمهام اإلدارية واالستشارية المتواصلة ،والمتفاعلة،
والمتجانسة ،في كافة أعمال المنظمات دون استثناء ( درة والصباغ.)2008 ،
51
Challenges facing human resource management
تواجه إدارة الموارد البشرية في كافة المنظمات على اختَلف أحجامها ،وأنواعها،
وأهدافها العديد من التحديات في مختلف المجاالت االقتصادية ،والثقافية ،واإلجتماعية،
والتنظيمية ،وقد كانت هذه التحديات نتاج كثير من التغيرات البيئية التي حدثت في نهاية
القرن العشرين وبداية القرن الحالي كالعولمة ،والتنافسية ،وثورة المعلومات
واإلتصاالت ،والتجارة األلكترونية ،وكلها كان لها األثر المباشر على بيئة األعمال،
كما اعتبرت بمثابة التنبيه للقيادات اإلدارية والمديرين على أن يكونوا أكثر قبوالً
للتفاعل مع التغيرات وأكثر مرونة في اال ستجابة لقواعد التغير ومتطلبات الجودة
وحاجات العمَلء والعاملين.
ويمكن إيجاز أبرز التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية على النحو اآلتي:
52
التغيرات البيئية ( )Environmental changesالمختلفة التي تحيط
بالمنظمة؛ األمر الذي يتطلب من القائمين على إدارة الموارد البشرية مواكبة
دراسة البيئة للتمكن من التكيف مع تغيراتها والتعامل معها.
تركيز رب العمل والقيادات اإلدارية العليا على إرضاء العميل ( Focusing
)on customers؛ األمر الذي يفرض على إدارة الموارد البشرية تكثيف
الجهود على العاملين في المستويات اإلدارية المختلفة لتأهيلهم بشكل صحيح؛
لينعكس على أدائهم وسلوكهم تجاه العمَلء.
التنوع في الموارد البشرية في المنظمة ( Diversity in human
)resources؛ األمر الذي يفرض على إدارة الموارد البشرية ضرورة التفاعل
مع كافة هذه التنوعات ،وا ستخدام أسلوب الذكاء العاطفي مع العاملين على
اختَلف خصائصهم وتنوعاتهم الشخصية ،والفكرية ،والثقافية ،والجندرية،
وغيرها.
ارتفاع مستوى األجور للفئة المبدعة من الكفاءات والخبراء العاملين ( High
)cost of wages and payment for the efficient employees؛
األمر الذي أدى الى خلق صراعات تنظيمية بين العاملين الخبراء ،والذي في
الغالب يعملون بموجب عقود عمل وبين العاملين األصليين في المنظمة.
تركيز المنظمات على ضرورة مواكبة التجديد واإلبتكار ( )Creativityفي
عمليات ومخرجات المنظمة والتركيز على التحسين المستمر ( Continuous
.)improvement
ضعف مستوى اإلهتمام واإلعتراف في تنظيمات إدارة الموارد البشرية كونها
تعتبر من العلوم والنشاطات الحديثة ()Science and modern activities
التي دخلت بيئة المنظمات بشكل عام والمنظمات العربية بشكل خاص.
اإلضرابات ( ) Strikesالوظيفية الناتجة عن ممارسات خاطئة تنبثق من
اإلدارات العليا أو نتيجة ممارسات تنظيمية أو سياسية على مستوى الدولة.
ديكتاتورية بعض القيادات ( )Dictatorship Leadersاإلدارية وعدم إعطاء
إدارة الموارد البشرية الدور الحقيقي في ممارسة وظائفها المختلفة.
وجود حمولة زائدة ( )Employees redundancyفي المنظمات ،أي أعداد
من العاملين تزيد عن حاجة المنظمة؛ األمر الذي يؤدي الى خلق بطالة مقنعة،
وخلق ترهل وظيفي يشكل عقبة أمام إدارات الموارد البشرية في التعامل مع
ذلك الكم من العاملين.
53
وهذا يعني أن ادارة الموارد البشرية أمام مجموعة من التحوالت تفرض عليها مجموعة
من التحديات ،وأبرز هذه التحوالت:
54
أسئلة الفصل الثاني
قارن بين واقع إ دارة الموارد البشرية خَلل فترة ما قبل الثورة الصناعية وأثناء .1
مرحلة الثورة الصناعية.
قارن بين واقع إ دارة الموارد البشرية عبر كل من المدرسة الكَلسيكية .2
والسلوكية والمعاصرة.
لقد شهد نهاية القرن العشرين وبدايات هذا القرن الحادي والعشرين تغير .3
واهتمام كبير في مختلف الجوانب المتعلقة بالموارد البشرية .اذكر الدوافع
والمبررات لذلك االهتمام.
عرف إدارة الموارد البشرية. .4
ما هو تأثير إدارة الموارد البشرية على المنظمة؟ .5
اذكر أهداف وأهمية إدارة الموارد البشرية في المنظمة. .6
لو كنت مديرا ً لمنظمة ما ،هل يمكن أ ن توضح ما هو نوع التنظيم (مركزي ،أم .7
المركزي) الذي سوف تختاره لتنظيم إدارة الموارد البشرية في منظمتك،
ولماذا؟
يواجه إدارة الموارد البشرية تحديات مختلفة ،اذكرها. .8
ما هي أبرز التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية في المنظمات؟ وكيف .9
يمكن التغلب عليها برأيك؟
55
الفصل الثالث
تخطيط الموارد البشرية
Human Resources Planning
56
الفصل الثالث
تخطيط الموارد البشرية
Human Resources Planning
مفهوم تخطيط الموارد البشرية -
أهمية التخطيط للموارد البشرية -
أهداف التخطيط للموارد البشرية -
المشكَلت الناتجة عن سوء العملية التخطيطية للموارد البشرية -
خصائص التخطيط للموارد البشرية -
التخطيط اإلستراتيجي للموارد البشرية -
خطوات التخطيط اإلستراتيجي للموارد البشرية -
العوامل المؤثرة في عملية تخطيط الموارد البشرية -
57
الفصل الثالث
تخطيط الموارد البشرية
Human Resources Planning
يرتبط مفهوم تخطيط الموارد البشرية بمفهوم التخطيط االداري باعتباره أحد أهم مفاهيم
العملية االدارية الذي يسبق غيره من الوظائف اجرائيا ً وأهمية ،ويعتبر التخطيط مطلبا ً
أساسيا ً في كل جوانب الحياة بشكل عام وفي مجال الموارد البشرية بشكل خاص؛ نظرا ً
لما لهذا المورد من خصوصية من حيث التعامل مع مزيج من العناصر البشرية التي
تتميز عن غيرها في كل شئ سوا ًء من حيث التركيبة الفسيولوجية ،والنفسية ،والفكرية،
واإلحتياجات المختلفة ،وغيرها؛ األمر الذي يفرض على المخططين ضرورة النظر
لكل هذه التغيرات وضرورة األخذ بها من خَلل التخطيط الجيد الذي يحقق لهذه
الموارد أكثر إيجابية وتطورا ً.
ويقوم التخطيط بشكل عام على التنبؤ بالمستقبل وتحديد األهداف بغية اإلجابة عن
مجموعة من األسئلة حول ماذا نعمل؟ وكيف نعمل؟ ومتى نعمل؟ ومن يعمل؟.
وفيما يتعلق بالموارد البشرية فهي تعتبر األساس في تحقيق األهداف االستراتيجية
للمنظمة باعتبار أن األفراد أحد أهم الموارد التي يجب إدارتها والتخطيط لها بعناية،
فالعاملين في المنظمة سوا ًء كانوا في المجال اإلداري أو المجال التنفيذي هم جزء من
58
األصول ،وليسوا جزءا ً من التكاليف ،ومن هنا تأتي أهمية التخطيط الفعال لهؤالء
األشخاص بالشكل الذي يجعلهم يساعدون في تحقيق أهداف المنظمة ،حيث تهتم عملية
تخطيط الموارد البشرية للحصول على األفراد المناسبين في ضوء الوصف الوظيفي
ال تحليلي المترتب على عمليتي تحليل وتصميم العمل.
والتخطيط في مجال الموارد البشرية يستدعي األمر تحديد االحتياجات البشرية كما ً
ونوعاً ،وهو عمل شمولي في بعده ،و يقتضي القيام بادارة مجموعة من المهام المناطة
بوحدة الموارد البشرية كاالستقطاب ،واالختيار ،والتعيين ،والتدريب ،وتقييم األداء،
وتحديد المسار الوظيفي...وغيرها.
ومما ال شك فيه أن التخطيط للموارد البشرية يكفل للمنظمة ضمان حصولها على
األفراد الَلزمين إل نجاز وظائفها بمجاالتها المختلفة اإلنتاجية ،والتسويقية ،والمالية،
واالدارية ،والبحث والتطوير ،وغيرها من الوظائف بأعلى درجة من الكفاءة والفاعلية.
وبخصوص مفهوم التخطيط يمكن القول أن هناك تعريفات مختلفة للتخطيط ال نريد أن
ندخل في استعراض تفصيلي لها؛ ألنه ما يهمنا هو أن ندرك أن التخطيط بمفهومة العام
"هو عبارة عن اإلعداد والتجهيز المسبق لما يمكن أن يكون عليه الحال أو الواقع في
المستقبل؛ للوصول الى تحقيق األهداف بشكل أفضل وأقل ما يمكن من الخسائر".
وفيما يتعلق بمفهوم التخطيط للموارد البشرية فإنه ال يختلف كثيرا ً عن مفهومه العام
بقدر ما يكون فيه أكثر تركيزا ً أو تخصصية وارتباطا ً بالتخطيط للموارد البشرية العاملة
في المنظمة من مختلف الجوانب؛ لذلك يمكن أن نعرف التخطيط للموارد البشرية بـ ِأنه
" عبارة عن اإلعداد والتجهيز المسبق والشامل لكل ما تحتاجه المنظمة من المستلزمات
للقوى العاملة فيها ،كالتخطيط لتحديد اإلحتياجات الوظيفية ،واالختبار ،والوصف
الوظيفي ،ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،والتدريب ،والتقييم ،وتوفير
األمن والسَلمة ،و العَلقات الصناعية واالهتمام بالمستويات الوظيفية وتسخيرها
للمنظمة بالكم والنوع وفي الزمان والمكان المَلئمين".
وهناك العديد من أصحاب الفكر اإلداري أكدوا أن االختَلف بين أصحاب الفكر
اإلداري في تعريف تخطيط إدارة الموارد البشرية لم يكن اختَلفا ً في جوهر المعنى،
وإنما كان االختَلف في صياغة التعريفات ،وأن معظم التعريفات لتخطيط إدارة
الموارد البشرية ركزت على المضامين التالية (دره: )2008 ،
59
النظرة المستقبلية والشمولية.
الربط بين احتياجات المنظمة واحتياجات العاملين.
اشتمال خطة الموارد البشرية على أنشطة إدارية مختلفة كالتخطيط ،واإلختيار،
والتدريب والتنمية ،والتقييم وغيرها.
التركيز على الموارد البشرية كعنصر بشري له احتياجات ورغبات ودور في
تطوير المنظمة يجب أن يحترم ويقدر.
60
والمهارية .ومن هذا المنطلق فإن عملية تخطيط الموارد البشرية تضمن الى حد
كبير تحديد االحتياجات بشكل دقيق؛ مما يساعد المنظمة على مواجهة ما قد
يوجه إليها من تساؤالت قانونية في مجال اختيار وتعيين ومكافأة العاملين.
. 4توقع التنبؤ باحتياجات المنظمة من الموارد البشرية كما ً ونوعا ً قبل وقت كاف
من لزومها؛ لتقوم ادارة المنظمة باإل يعاز بتوفيرها ،وبالتالي تخفيض التكلفة
الناتجة عن الزيادة أو النقص في العمالة.
. 5وسيلة تدفق الموارد البشرية إلى المنظمة؛ لتساعدها في تسيير أعمالها
ونشاطاتها المختلفة كالنشاطات التصنيعية ،واإلنتاجية ،والتسويقية ،والتمويلية.
. 6وسيلة داعمة لتخفيف األعباء الوظيفية عن العاملين والتشارك الوظيفي.
. 7بناء قاعدة معلوماتية دقيقة وشاملة عن القوى العاملة.
. 8كشف واقع أداء العاملين من حيث جوانب القوة والضعف ،واالستفادة من نتائج
التقييم ألغراض ا ختيار القيادات البديلة ،وتطوير برامج تدريبية لمعالجة
جوانب الضعف لدى العاملين.
. 9يساهم التخطيط في خلق التوازن الوظيفي بين وحدات وأقسام المنظمة بما
يتناسب مع حجم العمل واألعباء الوظيفية ).(Fisher, et al., 2003
. 10يساهم في ا ستثمار أمثل للموارد البشرية في مختلف المستويات الوظيفية
وتوزيع المواقع اإلدارية بأسلوب منهجي يتناسب مع المتغيرات الشخصية
والظروف الطارئة.
. 11يساعد المنظمة في كشف المتغيرات البيئية والتحديات التي يمكن أن تواجه
المنظمة في البيئة الداخلية والخارجية.
. 12يعزز أسلوب العمل المنهجي والعمل في ضوء الحقائق.
يهدف التخطيط للموارد البشرية الى تحقيق العديد من األهداف ،والتي من أبرزها:
61
تزويد اإلدارة العليا في مختلف االحتياجات المتعلقة بشؤون العمل والعمال. .4
التفاعل مع المتطلبات الوظيفية الحالية والمستقبلية للمنظمة. .5
تحقيق التوازن بين العرض والطلب للموارد البشرية ).(Noe, et al. 2000 .6
العمل على النهوض بالمنظمة وبمستوياتها التنظيمية المختلفة. .7
تحقيق التكامل بين خطط إدارة الموارد البشرية والخطط األخرى في المنظمة. .8
يلعب التخطيط الجيد إلدارة الموارد البشرية دورا ً بارزا ً في نجاح المنظمة
ومساعدتها في الوصول لألهداف بكفاءة وفاعلية ،في حين أن غياب التخطيط الجيد أو
سوء عملية التخطيط سوف يوقع المنظمة في الكثير من المشاكل ،والتي من أبرزها:
. 1التداخل في المهام والوظائف بين المستويات الوظيفية.
. 2وجود الترهل الوظيفي بين العاملين وضعف األداء.
. 3وجود تراكمات وظيفية وحمولة زائدة من العاملين في المنظمة (Denisi, et
). al., 2001
. 4عدم القدرة على توزيع العمالة وفق االسس العلمية ،وعدم القدرة على وضع
الشخص المناسب في المكان المناسب.
. 5الجذب العشوائي للكفاءات البشرية واالضطراب في عمليات التوظيف.
. 6اال ضطراب في تحقيق التوازن الوظيفي بين الوحدات واألقسام من حيث نوعية
الكفاءات وأعدادهم.
. 7تدني مستوى اإلنتاجية وخاصة في حال وجود نقص في الكفاءات البشرية.
. 8هدر الموارد المعرفية والمستودع المهاري لدى العاملين.
لذلك كله أصبح لزاما ً على مخططي الموارد البشرية مراعاة كثير من الجوانب قبل
البدء في عملية التخطيط لتفادي المشكَلت المختلفة ،ومن تلك االعتبارات التي يجب
مراعاتها طبيعة المنشأة ونوع نشاطها ،وحجمها ،ومكانتها التنافسية ،وأهدافها،
وا ستراتيجياتها ،وقوتها اإلقتصادية ،وبرامج وخطط التنظيمات األخرى في المنظمة،
والنظرة التنظيمية إ لى كافة وظائف إدارة الموارد البشرية ،والتركيز على تحقيق
المواءمة بين أهداف المنظمة وأهداف العاملين فيها.
62
ويمكن القول أيضا ً أن التخطيط للموارد البشرية يتطلب مجموعة من المستلزمات التي
تعتبر دعامة أساسية إلنجاح التخطيط ،ويجب على المخططين للموارد البشرية التأكد
من توفرها قبل القيام بعملية التخطيط لضمان نجاحها والخروج بنتائج إيجابية تنعكس
إيجابيا ً على منظومتها التنظيمية ومخرجات أدائها ،ومن أبرز المتطلبات ما يلي:
التأكد من دعم اإلدارة العليا المطلق إلدارة الموارد البشرية واالعتراف
بكينونتها التنظيمية بشكل رسمي كغيرها من التنظيمات الوظيفية في المنظمة.
التأكد من كفاءة الموارد المتاحة كالموارد المالية ،والتكنولوجية ،والمعلوماتية،
وغيرها.
التأكد من كفاءة العاملين في وحدة إدارة الموارد البشرية وخاصة المعنيين في
عملية التخطيط للموارد البشرية.
التأكد من منطق ية وواقعية العملية التخطيطية وقابليتها للتطبيق.
أن تكون الوحدة التنظيمية إلدارة الموارد البشرية هي صاحبة الشرعية
األساسية في ممارسة وظائفها دون وجود تداخل مع الوحدات التنظيمية
األخرى ،وأن يتم ال تعاون ما بين وحدة إدارة الموارد البشرية واإلدارات
التنفيذية األخرى في المنظمة.
63
الدراسة والتحليل وليس على العمل العشوائي ،وكذلك نشاط عملي يصاحب
األسلوب العلمي يهدف الى التطبيق.
التخطيط للموارد البشرية عملية مستمرة ( )Continuous processتواكب .4
دورة حياة المنظمة دون توقف ،ويهتم بالعاملين قبل تعيينهم ،وأثناء تعيينهم،
وإلى ما بع د التقاعد .وكذلك عملية مستمرة تقتضيها التغيرات البيئية المحيطة
المتسارعة ،بحيث تأتي عملية التخطيط للتمكن من القدرة على مواجهة
التغيرات والحد من أثارها السلبية.
التخطيط للموارد البشرية نظام وظيفي متكامل وشامل األبعاد ( Functional .5
،)system integrated and comprehensive Dimensionيهتم
بالعاملين على إختَلف مستوياتهم الوظيفية من حيث التخطيط ،واإلختيار،
ووضع الوصف الوظيفي ،والتدريب ،والتقييم ،وحماية العاملين وغيرها
).(French & Wendell, 2003
تحديد االحتياجات المستقبلبة من العاملين ( Determine the needs of the .6
) employeesمن خَلل تقديرات وتنبؤات المنظمة بهذه االحتياجات من
الكوادر البشرية المختلفة من الناحيتين الكمية والنوعية في الوقت والمكان
المناسبين؛ بغية تحقيق أهدافها.
التخطيط للموارد البشرية يتضمن جمع واستخدام المعلومات الَلزمة .7
( )Collection and use of informationالتخاذ القرارات الصحيحة
حول االستثمار األمثل في نشاطات الموارد البشرية المختلفة.
النظر الى الموارد البشرية كعنصر هام من عناصر العملية االنتاجية التي .8
تتعامل مع االنسان ككائن معقد التركيب (.)A human being complex
هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على عملية تخطيط الموارد البشرية أبرزها:
64
-المستوى التكنولوجي التقني المستخدم في المنظمة ،والذي يؤثر بشكل مباشر
على حجم العمالة ومستواها والمهارات والقدرات التي يجب أن تتميز بها.
-المؤثرات البيئية المتسارعة ،والتي ال ترحم المتخلفين عنها في كافة مجاالت
الحياة ،وتقتضي التكيف معها باالستجابة آلثارها.
-استراتيجية المنظمة الرئيسة ،حيث تعد عملية تخطيط الموارد البشرية جزءا ً
من التخطيط االستراتيجي العام للمنظمة؛ كونها تساعد في تحديد الموارد
المطلوبة؛ لتحقيق األهداف وتحديد ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع من على
ضوء الموارد المتاحة.
فرضت المتغيرات العالمية على المنظمات تبني اسلوب العمل االستراتيجي في كافة
مجاالت العمل ،فأصبح لكل مجال استراتيجية خاصة به تتشكل وتتكون منها
استراتيجية المنظمة ككل ،ذلك أن االستراتيجية تحدد وجهة المنظمة بتحقيق هدفها
وإنجاز مهمتها ،فهي إعَلن
عن النوايا والتوجهات في عصر المعرفة والتقنية ،واالستراتيجية وثيقة عملية تترتب
على التخطيط االستراتيجي الذي يعنى بتحديد معالم الطريق الذي تسير فيه المنظمات
نحو المستقبل لتحقيق أهدافها وبرامجها آخذة باالعتبار جميع المؤثرات البيئية الداخلية
منها والخارجية ،ويمكن القول أن التخطيط االستراتيجي الذي يراعي كفاءة تطبيق
الوظائف المختلفة إلدارة الموارد البشرية في الم نظمة على المدى البعيد وعلى مختلف
المستويات التنظيمية العليا ،والوسطى ،والدنيا ،وبما يتناسب مع أهداف المنظمة
والتغيرات البيئية من أجل تحقيق األداء المتميز على المستوى المؤسسي والتنظيمي
والفردي .ويرتبط التخطيط اإلستراتيجي في المنظمة بثَلثة مستويات من التخطيط وهي
):(Denisi, et al., 2001
65
على مستوى كافة التنظيمات دون تحيز واال هتمام بكافة األفراد والجماعات العاملة في
المنظمة على اختَلف توزيع مواقعهم الوظيفية.
يتضح مما سبق أن هناك ترابط بين التخطيط االستراتيجي وتخطيط الموارد البشرية،
وهذا الترابط نابع من أهمية الموارد البشرية في تحقيق أهداف المنظمة ،فالخطط
االستراتيجية الشاملة للمنظمة ال يمكن أن توضع موضع التنفيذ قبل أن يكون هناك
دراسة ألوضاع واحتياجات المنظمة من الموارد البشرية باعتبارها شريكا ً أساسيا ً في
تحقيق األهداف ،حيث أن كفاءة التحصيل لعناصر االنتاج مجتمعة في المنظمة تعتمد
على كفاءة العنصر االنساني ،وعلى هذا يمكن اعداد خطة للموارد البشرية وادراجها
ضمن الخطة االستراتيجية الشاملة للمنظمة؛ ألن تخطيط الموارد البشرية يحقق التوازن
بين حاجة المنظمة من الموارد البشرية كما ً ونوعا ً -وبين ما هو متاح من هذه الموارد
في المنظمة حاليا ً ومستقبَلً ،أي أن عملية التخطيط للموارد البشرية ذات بعد
استراتيجي قد تذهب بالمنظمة الى أبعد من ذلك ،أي ليس فقط التنبؤ باالحتياجات
واالستعداد لها ،ولكن التنبؤ باالحتياجات والتأثير فيها.
66
The strategic planning stages for human resources
تمر عملية التخطيط للموارد البشرية بمجموعة من الخطوات التي تبنى وتطبق
بشكل منهجي؛ لضمان حسن بناء العملية التخطيطية ؛من أجل تحقيق األهداف في
ضوء االعتماد على حقائق بدالً من التخمين أو التقديرات العشوائية .حيث تلعب
خطوات التخطيط دورا ً كبيرا ً في تحقيق مستويات أعلى من النجاح والتطور .وتتكون
عملية التخطيط من مجموعة من الخطوات األساسية التالية والتي نستعرض فيما يلي
مضامينها بشكل موجز:
وهي المرحلة التي تبدأ في جمع وعرض وتقييم المعلومات من البيئة الداخلية
والخارجية التي تحيط بالمنظمة ،ودراستها بشكل مستفيض ودقيق من قبل أصحاب
القرار اإلداري ،والمتخصصين في مختلف العلوم اإلدارية ،واإلنسانية ،والرياضيات،
واإلحصاء ،والحاسوب ،باال عتماد على ما يسمى بالتحليل الرباعي الذي يكشف كَلً من
جوانب (القوة ( ،)Strengthsوالضعف ( ،)Weaknessesوالفرص
( ،)Opportunitiesوالمخاطر ( )SWOT( )Threatsالتي تحيط بالمنظمة .وهذا
الموضوع يستحق منا أن نوضح عناصر كل من البيئة الداخلية والبيئة الخارجية على
النحو التالي:
67
أبرز مك ونات البيئة الداخلية التي يجب دراستها وتحليلها ما يلي (Dessler,
):2000
الهيكل التنظيمي للمنظمة ( :)Organizational structureحيث
يعتبر الهيكل التنظيمي اإلطار الرسمي للمنظمة ،والذي من خَلله
يمكن استكشاف واستقراء مكونات المنظمة التنظيمية المختلفة ،مثل:
حجم المنظمة ،وأقسام المنظمة ،واإلدوار ،والعَلقات داخل المنظمة،
وأسلوب النمط القيادي ،وطبيعة عمل المنظمة ،والصَلحيات،
والمسؤوليات ،ومستويات اال تصال ،والوظائف وتوصيفها ،وأسلوب
المركزية والَلمركزية بين دوائر وأقسام المنظمة.
الثقافة التنظيمية ( :)Organizational cultureوهي كل ما يتعلق
باألنظمة ،والقوانين ،والمعتقدات ،والتشريعات ،والشعارات،
والرموز ،والطقوس السائدة بين العاملين في المنظمة؛ للتأكد من مدى
تطبيقها بشكل متوازن وعادل ،ومدى تأثر العاملين بها داخل المنظمة،
ومدى تأثيرها على سلوك العاملين من حيث االنضباطية ،والتعاون،
والثقة السائدة في المنظمة بين المستويات الوظيفية المختلفة.
إدارة الموارد البشرية ( :)Human Resources Management
وهي عملية التحليل لعناصر القوى العاملة على اختَلف المستويات
الوظيفية ،وتحليل مستوى المهارات المتوفرة ،وأعداد العاملين،
وخصائصهم المختلفة في كل وحدة في المنظمة كالعمر ،والجنس،
والجنسية ،والتخصصات ،والمؤهَلت ،والخبرات العلمية والعملية
للعاملين لكشف جوانب القوة والضعف.
إدارة النشاطات التسويقية ( Marketing activities
:) managementوهي عملية التحليل التي يجب أن تشمل كافة
نشاطات التسويق وعناصر المزيج التسويقي المختلفة ،والتي تسمى ب
،7psأي المنتج ،Productوالسعر ،Priceوالترويج ،Promotion
والمكان ،Placeوالعاملون ( ،)Peopleوالعمليات (،)Process
والبيئة المادية ()Physical evidence؛ للتأكد من مدى كفاءة هذه
العناصر في المنظمة ،وكفاءة العاملين فيها من حيث الخبرة،
والمهارة ،والتخصص لكشف جوانب القوة والضعف؛ لتعزيز جوانب
القوة وتصحيح جوانب الضعف؛ بهدف رفع مكانة المنظمة وتحقيق
الميزة التنافسية لها.
68
إدارة النشاطات المالية (:)Financial activities managing
والتي تعتبر عناصر البيئة الداخلية األساسية؛ ألنها تتعلق بالموارد
المالية التي تشكل محورا ً أساسيا ً في كافة نشاطات المنظمة وعملياتها
المختلفة؛ وألن الموارد المالية ترتبط مع كافة الموارد األخرى من
حيث شراء المستلزمات ،والنفقات ،واألجور ،والرواتب ،والمكافآت
وأن تحليل هذه الموارد ضروري؛ ألنها تشكل نقطة مهمة إلدارة
الموارد البشرية؛ لتتمكن من القدرة على التخطيط للموارد البشرية من
حيث جذب كفاءات جديدة ،وإعداد برامج تدريبية ،ودفع الحوافز
والمكافآت وغيرها من المستلزمات الشرائية التي يحتاجها العاملون
في المنظمة.
إدارة العمليات ( :)Operations Managementأي تحليل كافة
أساليب العمل داخل المنظمة ،واإلجراءات ،والسياسات المستخدمة،
وكذلك كفاءة االآلت والمعدات والتكنولوجا؛ لتتمكن إدارة الموارد
البشرية من القدرة على كشف جوانب القوة والضعف ،وإتخاذ القرار
المَلئم من حيث تقديم النصائح واإلرشادات لإلدارة العليا في إعادة
النظر بالجانب التنظيمي للعاملين ،ووضع الشخص المناسب في
المكان المناسب ،وتطوير االآلت والمعدات بما يتناسب مع حجم العمل
والكفاءة التشغيلية .ومن العوامل المهمة التي يجب تحليلها في البيئة
الداخلية للمنظمة إستراتيجية المنظمة من حيث الخطط ،واألهداف،
والرسالة ،والرؤيا والتطلعات المستقبلية؛ للتأكد من مَلءمتها مع
الكفاءات البشرية وموارد المنظمة المختلفة؛ لضمان إنجاح المنظمة
وتحقيق أهدافها.
69
األهداف ) . (Ivancevich, 2001ومن مكونات البيئة الخارجية ما تسمى بعناصر
ال ،PESTELوالتي يمكن توضيحها على النحو اآلتي:
71
الخارج ،وحماية المستهلك ،واألجور والرواتب ،واإلستيراد
والتصدير ،واإلقامة والحدود ،واالستثمار ،والضرائب ،والجمارك،
والتقاعد ،والضمان اإلجتماعي ،وغيرها من العوامل التي تشكل
عنصرا ً ضاغطا ً على المنظمة وعائقا ً في تطوير أدائها ،وقدراتها،
وتنافسها ما لم يتم دراستها وتحليلها بشكل مستمر؛ للتمكن من الحد من
عواقبها وتقليل مخاطرها واغتنام الفرص اإليجابية فيها.
وهناك عوامل أخرى تشكل تحديا ً أمام المنظمات؛ لذا يجب دراستها
بشكل مستمر حتى ال تعيق تطورها ،وهي العوامل المتعلقة بالقوى
التنافسية ( ،) Competitive forcesأي تحليل كل ما يتعلق بالسوق
وا لمنافسين الموجودين فيه من حيث حجمهم ،وإمكانياتهم،
وخصائصهم ،ومنتجاتهم ،وأسعارهم ،ومواردهم البشرية ،وأنتشارهم
في السوق ،وغيرها من الجوانب لتتمكن إدارة الموارد البشرية من
كشف جوانب القوة ،والضعف ،والفرص ،والمخاطر ،وذلك للعمل
بشكل مغاير وبأساليب جديدة تضمن للمنظمة تحقيق التميز والتفوق
على المنظمات المنافسة.
ويرى الطائي وآخرون ( )2006أن من العوامل الخارجية التي يجب
تحليلها ما يسمى بتحليل تكوين القوى العاملة ،والذي يتعلق بتحليل كل
ما يتعلق بالعاملين من حيث الخصائص الشخصية ،والعمر ،والجنس،
والمستوى التعليمي والثقافي ،والوضع االجتماعي واألسري ،وغيره
من المعلومات التي تتعلق بالعامل.
72
الَلزمة ،وتحديد الموارد المختلفة ،وتحديد المهام والمسؤوليات من خَلل تقاسم األدوار
والمهمات ،وبناء فرص العمل المختلفة ،وتحديد الفترة الزمنية للوصول الى األهداف
المطلوبة ،وخلق تكامل وظيفي بين كافة المستويات التنظيمية سوا ًء اإلدارية منها أو
الفنية ،والمستويات اإلدارية العليا ،والوسطى ،والدنيا لضمان اإللتزام الكامل ألفراد
المنظمة بعملية التنفيذ لَلستراتيجية والعمل بروح الفريق الواحد سعيا ً الى تحقيق
األهداف طوعياً.
ال شك أن الطرق التي تستخدم في تحديد االحتياجات من الموارد البشرية ترتكز على
ما تم جمعه من المعلومات من البيئتين الداخلية والخارجية وباالعتماد على عملية
التحليل الرباعي لجوانب القوة والضعف ،والفرص ،المخاطر ( )SWOT؛ لتتمكن
إدارة الموارد البشرية من القدرة على التنبؤ بتحديد حاجاتها من األفراد العاملين .وتعتمد
عملية التنبؤ في تحديد اإلحتياجات من الموارد البشرية في المنظمة على طريقتين ،هما:
الطريقة النوعية ،والطريقة الكمية ،ويمكن توضيح بعض األساليب التي تستخدم في
الطريقتين على النحو اآلتي ):(Anothony, et al., 1999
74
طريقة السَلسل الزمنية ببعض المتغيرات التي تعتمد في تحديد إحتياجاتها من
األفراد والعاملين مثل:
-1التغيرات الدورية التي تحصل نتيجة حاالت االنكماش االقتصادي،
كالتضخم ،والبطالة ،والكساد.
-2اال تجاهات العامة للمنظمة وتوجهاتها المستقبلية ،والتي ترتبط غالبا ً
بأهداف المنظمة وسياساتها واستراتيجياتها.
-3التغيرات الموسمية الناتجة عن األعياد والمناسبات المختلفة وأوقات عمل
المنظمة ،من حيث آخر السنة أو آخر الشهر الذي ال شك أنه يتميز عن بقية
األيام من حيث زيادة مستوى الطلب على المنتج أو الخدمة؛ مما يفرض
ذلك على المنظمة ضرورة التفاعل مع هذه المطالب ،من خَلل توفير
األفراد العاملين كما ً ونوعا ً لمواجهة الطلب بالعرض المَلئم.
-4التغيرات البيئية الناتجة عن تقلبات البيئة وتغيراتها المستمرة التي تتسم
بعدم االستقرار وعدم الثبات ،كالتغيرات السياسية ،واإلقتصادية،
واإلجتماعية ،والثقافية ،والقانونية ،والتكنولوجية ،وغيرها ،والتي يجب
على إدارة الموارد البشرية التفاعل معها من حيث زيادة أعداد الموارد
البشرية أ والتقليل منها بما يتناسب مع حجم التغير وآثاره على المنظمة
).(Fisher, et al., 2003
تحليل عبء العمل ( :( Work load analysisوهو التحليل الذي يركز على
مقدار العمل المطلوب تحقيقه خَلل الفترة الزمنية الحالية المعمول بها في
المنظمة ،أو الفترة الزمنية المستقبلية التي يخطط لها لتحديد احتياجات المنظمة
من العاملين للقيام بالوظيفة دون أن يتم تنقيص أوقات فراغ العمل المختلفة
كاالستراحات والعطل واإلجازات ،بحيث يمكن التوصل الى مقدار العمل في
المنظمة للفترة الزمنية المخطط لها في المستقبل من خَلل عملية التنبؤ بحجم
الطلب على المنتجات أو مبيعات أو خدمات المنظمة المطلوب تحقيقها للفترة
القادمة .وللوصول الى تحديد العدد الَلزم من العاملين للقيام بحجم العبء
الوظيفي يتم ض رب معدل األداء بكمية العمل أو الوقت المستغرق لإلنجاز
75
مقسوما على عدد ساعات العمل للموظف (حمود والخريشه .)2007 ،ويمكن
توضيح ذلك من خَلل المثال التالي:
أذا افترضنا أن نوع العمل المطلوب تحقيقة هو معالجة مرضى في مستشفى ما ،وأن
حجم أو مقدار العمل الشهري 18000 :مريض ،وأن الوقت المستغرق لمعالجة
المريض هو 5دقائق ،على أن يكون عدد ساعات العمل الشهرية 240ساعة لكل
طبيب متضمنا ً كافة الفترات كاإلستراحة والتأخير والعطل.
90000 =5×18000دقيقه
1500 = 60÷90000ساعة عمل
6=240 ÷ 1500أطباء
وتدل هذه النتيجة على أن العبء الوظيفي الجديد للعمل يحتاج إلى 9أطباء ليتمكنوا
من القيام بمعالجة المرضى.
تحليل قوة العمل ( :)Work force analysisوهي الطريقة التي تعتمد على
تحليل وقت العمل الفعلي أو الصافي الذي يبذله العامل إلنجاز عمل معين ،على
76
أن يتم جمع كافة األوقات التي ال يبذلها العامل في العمل كالتأخير ،واإلجازات،
واإلستراحة ،واألمومة ،أو غيرها ثم يتم تنقيصها من عدد ساعات العمل
الشهرية مقسوما ً على عدد ساعات العمل المحددة .مثال على ذلك :فلو أخذنا
المثال السابق الذي طبقناه على عبء العمل والذي كان فيه عدد ساعات العمل
الشهرية 240ساعة عمل ،فإذا كان من ضمن هذه الساعات 10ساعات
استراحة ،و 20ساعة اجازة ،أو غيرها من األوقات التي قد ال تدخل ضمن
ساعات العمل أو االنجاز ،حيث أن مجموع عدد ساعات العمل المهدورة تبلغ
30ساعة ،وبالتالي يتم هنا وفق هذه الطريقة طرح 30ساعة من 240ساعة
وتساوي 210ساعة عمل فعلية ،أي بعد أن تم استبعاد الساعات الضائعة خَلل
ال شهر ،فإن الحاجة من الموظفين حينذاك للقيام بحجم العمل المطلوب هو:
7= 210 ÷ 1500أطباء.
ويمكن القول أن ا ستخدام أي من هذه الطرق لتحديد االحتياجات الوظيفية يجب األخذ
بعين اإلعتبار بعض الحاالت التي قد تتعرض لها المنظمة كالتقاعد ،والوفاة،
واإلستقالة ،وغيرها ،بحيث يكون هناك أعداد إضافية من العاملين على سبيل المثال
اإلحتياط لَلستفادة منهم عند أي ظرف طارئ قد تتعرض له المنظمة.
هناك العديد من التحديات التي تواجه مخططي إدارة الموارد البشرية ،وتحد من
دورهم في القيام بأدائهم بالشكل األمثل منها:
77
-4التعيينات الجديدة أو المفاجئة للعاملين ( New staff appointments or
) suddenوخاصة تلك التي تصدر نتيجة قرارات شخصية من قبل اإلدارة
العليا في المنظمة أو أصحاب المنظمة ومجالس اإلدارة فيها.
-5الترفيعات الجوازية ( :)Promotionsأي الترقية التي يحصل عليها بعض
الموظفين قبل انقضاء المدة المستحقة في الدرجة ألسباب مختلفة ،يتعلق
بعضها بتدخل من قبل اإلدارة العليا والمالكين ،أو ألسباب تحفيزية ،أو
غيرها ).(Dessler, 2000
ويمكن القول أن هذه التحديات تذكرنا بقول الشاعر :أن الرياح تجري أحيانا عكس ما
تتمناه السفن ،أي األمر الذي يفرض على تنظيم إدارة الموارد البشرية والقائمين عليها
ضرورة مراعاة جوانب مختلفة لمواجهة مثل هذه التحديات أو للتقليل من مخاطرها
مثل:
78
تغليب المصلحة العامة للمنظمة على المصلحة الخاصة ،دون تحيز من
قبل أصحاب القرار في المنظمة ،أو الرضوخ لذوي النفوذ في
التعيينات غير المبررة.
أن تكون الترفيعات الجوازية لمستحقيها فقط كنوع من التحفيز أو الثناء
والتقدير على تميز وإبداع الموظفين.
79
أسئلة الفصل الثالث
80
الفصل الرابع
تصميم وتحليل الوظائف ووصفها
Design, analysis and job describing
81
الفصل الرابع
تصميم وتحليل الوظائف ووصفها
Design, analysis and job describing
أوال :التصميم الوظيفي -
المفهوم -
أساليب التصميم الوظيفي -
العوامل المؤثرة في إختيار أساليب التصميم الوظيفي -
أهمية تصميم الوظائف -
ثانيا :التحليل الوظيفي -
المفهوم -
أهمية التحليل الوظيفي -
خطوات عملية التحليل للوظائف -
أساليب التحليل الوظيفي -
ثالثا :الوصف الوظيفي -
المفهوم -
أهداف الوصف الوظيفي -
فوائد الوصف الوظيفي -
أسئلة الفصل -
82
الفصل الرابع
تصميم وتحليل الوظائف ووصفها
Design, analysis and job describing
للتمكن من تغطية هذا الموضوع بشكل منظم وشمولي؛ يجب أن يتم تناول محاوره
بشكل متسلسل ومنهجي لضمان ترابط وتتابع المواضيع مع بعضها البعض .وفيما يلي
ٌ
موجز ألهم تلك المواضيع الثَلثة :التصميم الوظيفي ،والتحليل الوظيفي، عرض
ٌ
والوصف الوظيفي.
المفهوم Concept
تتباين مفاهيم التصميم الوظيفي أو تصميم العمل ،لكنها تلتقي في الهدف الرامي إلى أن
عملية التصميم ما هي إال عملية وإ جراء مهم وحاسم في حياة أي منظمة وخاصة منذ
بداية نشأتها؛ ألن الهدف األساسي من العملية التصميمية هو وضع وتأسيس كينونة
لوظيفة ما على الخريطة التنظيمية للمنظمة؛ ليكون لها مسار عمل واضح ،ومستقل،
ومنظم ،تساعد المنظمة في استمرار وتطور حياتها من ناحية ،ولتحقق التكامل والتناغم
مع وظائف ،وتنظيمات ،ونشاطات المنظمة المختلفة من ناحية اخرى؛ لتتمكن المنظمة
من العيش بجسم سليم متكامل األعضاء ،يضمن لها حياة سليمة قادرة على مواصلة
السير نحو تحقيق أهدافها واستمرارية عطائها بشكل يضمن لها القدرة على البقاء،
والمنافسة ،والتميز في األداء.
ويمكننا تعريف التصميم الوظيفي بأنه العمليات أو اإلجراءات التي يتشكل من خَللها
كيان ووجود تنظيمي لوظيفة ما على خارطة المنظمة وهيكلها التنظيمي؛ ليكون لها
سيادة مستقلة عن غيرها من التنظيمات في المنظمة من حيث المسمى ،والمهام،
والوظائف ،والعَلقات ،والخصائص الشخصية ،والمؤهَلت المطلوبة للعاملين فيها؛
لتتمكن من تحقيق التكامل والتناغم الوظيفي فيما بينها وبين غيرها من الكينونات
التنظيمية الوظيفية.
وتعتبر عملية التصميم الوظيفي من اإلجراءات المهمة جدا ً؛ كونها تمهد الطريق لخبراء
اإلدارة والتطوير ،وتساعدهم في عمليتي التحليل وتوصيف الوظيفة؛ ألن عملية
83
التصميم تعتبر خطوة سابقة وسيناريو مبدئي يتشكل من خَلله إطار وجسم أو هيكل
الوظيفة ،وتعطي الصورة العامة والكلية ،وبكل ما يرتبط بالوظيفة نفسها من أهداف
وخصائص ومهام ،بينما تأتي عملية التحليل والوصف الوظيفي لتجزئة المنظور العام
للوظيفة والتركيز على الجوانب التفصيلية والتفسيرية؛ لتحويل كيان الوظيفة من
صورتها الساكنة إ لى مزيج متنوع من األنشطة والفعاليات التي تتناغم مع أهداف
الوظيفة نفسها وخصائصها ودورها التنظيمي.
لذلك ،يقع على عاتق خبراء التطوير واإلدارة مراعاة بعض الجوانب عند عملية
التصميم الوظيفي مثل:
يمكن تطبيق أساليب التصميم الوظيفي أو كما يسمى أحيانا ً بتصميم العمل بعدة أشكال،
نبين فيما يلي أبرز األساليب ،المستخدمة ،وهي ):(Patton, et al., 2002
84
أسلوب التبسيط الوظيفي ( :)Job simplification methodوهو األسلوب
الذي يعتمد على مبدأ تحديد أقل ما يمكن من األعمال في الوظيفة الواحدة،
والتركيز على المهام األساسية والضرورية ،وحذف بعض المهام األقل
ضرورة؛ من أجل تحقيق التخصصية في المهام واألعمال التي يقوم بها
العاملون لتجنيب العامل من األعباء الوظيفية والمشاكل وحاالت التعقيد في
األداء المطلوب .ويمكن القول أن المدرسة العلمية في اإلدارة التي تعود
لفردريك تايلر أول من طبق مثل هذا األسلوب سعيا ً لتحقيق التخصص،
وتقسيم العمل للوصول إلى الكفاءة واإلنتاجية في األداء.
85
أسلوب التدوير الوظيفي ( :)Job rotation methodوهو األسلوب الذي
يتيح للعاملين فرص التنقل إلى وظائف وأعمال مختلفة في المنظمة للتعرف
على نشاطاتها المختلفة؛ إلكتساب التعلم والتنوع في المهارات والخبرات،
وهو اسلوب إ يجابي تستخدمه المنظمات الذكية لتكوين مزيج معرفي
ومستودع مهاري في عقول العاملين في المنظمة بهدف استثمارها عند الحاجة
.يتميز من حيث اإليجابيات في تنوع الخبرة والمعرفة ،وقتل الملل ،وكشف
إبداعات العاملين ،وتحقيق وفر اقتصادي على المنظمة ،وبناء مستودعات
مهارية ،وخلق التعاون والتآلف بين العاملين .بينما أبرز ما يؤخذ على هذا
اإلسلوب أنه يقلل من مستويات التخصص الوظيفي لدى العاملين ،وانشغال
دائرة الموارد البشرية في إ جراء ومتابعة عملية التدوير الوظيفي ،األمر الذي
يتطلب جهودا ً اضافية.
ويمكن إضافة أسلوب آخر حديث للتصميم الوظيفي /العمل وهو اسلوب
التصميم االفتراضي ( ) Virtual job methodالذي يتميز بعدم وجود كيان
له أو ديمومة أو شكل محدد ،ويعمل هذا النوع من خَلل تفعيل االدارة
اإللكترونية واستخدام نظم المعلومات االدارية.
تخضع إدارة المنظمة الى عوامل مختلفة قد تؤخر في عملية اختيار أو إعاقة أساليب
التصميم للوظيفة أو العمل ،ومن أبرز تلك العوامل المؤثرة ما يلي:
مستوى كفاءة العاملين العلمية والعملية ،ومدى التزامهم واندفاعهم للعمل ،حيث
يصعب على سبيل المثال ا ستخدام أسلوب التوسع الوظيفي لمستويات متدنية
من العاملين؛ ألن ذلك ينعكس سلبا ً على أداء المنظمة لعدم أهلية هؤالء لتحمل
مسؤوليات أوسع وجديدة في نفس المستوى.
86
مستوى العَلقة بين اإلدارة والعاملين.
مستوى التقنيات التكنولوجية المستخدمة في المنظمة.
حسب طبيعة ونمطية المهام المطلوب تحقيقها.
حسب خصوصية وطبيعة اإلدارة العليا ،وذلك من حيث مدى تقبلها إعطاء
العاملين حرية التصرف ،أو حجبها عنهم.
األنظمة والقوانين السائدة في المنظمة ومدى مرونتها وتفاعلها مع سياسات
العمل والتغير ).(Denisi, et al., 2001
يعود لتصميم الوظائف العديد من الفوائد التي ال شك أنها تنعكس على العاملين من
ناحية والمنظمة من ناحية أخرى ،ومن تلك الفوائد التي يحققها تصميم الوظيفة أو العمل
ما يلي ):(Noe,et al., 2000
المفهوم Concept
نأتي عملية التحليل الوظيفي أو العمل بعد عملية التصميم الوظيفي؛ لتترجم ما تم
تصميمه ،ولتضع النقاط على الحروف ،والتركيز على الجوانب التفصيلية للوظيفة؛
للوصول إ لى معنى معبر وشمولي لها يتحدد من خَللها البنية الكاملة للوظيفة،
87
والنشاطات ،واألدوار ،والمهام المناطة بها؛ ألن عملية التصميم للوظيفة تعتبر بمثابة
بناء اإلطار أو وضع السيناريو لكيان ما ،أي أشبه ما يكون بصوره ساكنة ،بينما تأتي
عملية التحليل للوظيفة لتحاكي هذه الصورة ،وتبث فيها الروح والحيوية؛ لتحدد كافة
مفرداتها ،ومضامينها ،وخصائصها ،وأوصافها ،ومواصفاتها الوظيفية.
وعلى هذا يمكن تعريف تحليل الوظيفة أو تحليل العمل بأنه عبارة عن مجموعة من
العمليات واإلجراءات التي تعنى بدراسة وظيفة ما من مختلف األبعاد من خَلل جمع
المعلومات والحقائق المختلفة للوصول الى إيجاد الوصف الوظيفي ( مهام ،وواجبات،
وعَلقات ،ومسؤوليات ،ومنهجية ،وظروف العمل) والمواصفات الوظيفية ( خبرات،
ومهارات ،وكفاءات ،ومؤهَلت علمية ،وصفات شخصية) المرتبطة بالوظيفة نفسها.
وال شك أن عملية التحليل ألي وظيفة بشكل عام تستدعي ضرورة الفهم والتمييز بين
المفاهيم المختلفة التي تساهم في عملية تصميم الوظائف بشكل عام وتحليل ووصف
الوظيفة بشكل خاص ،ومن أبرز تلك المفاهيم هي (عباس وعلي:)2003،
يترتب على عملية تحليل الوظيفة ،أو تحليل العمل العديد من الفوائد ،وفيما يلي أهمها:
ويجدر بالذكر الى أن محللي الوظائف في المنظمات يقع على عاتقهم دور كبير من
المسؤولية في تحديد وصف الوظيفة ووضع مواصفات مَلئمة لها تتناسب مع مكونات
المنظمة المختلفة في البيئة الداخلية والخارجية؛ وليتحقق من خَللها الصدق ،والثبات،
وشرعية األداء .لذلك يجب على محللي الوظائف والمديرين االعتماد على قنوات
90
مختلفة للتمكن من الوصول إل ى تحليل مَلئم يضمن أعلى مستويات من الدقة والوضوح
منها:
طريقة المقابلة ( :)Interview methodوهي التي تعتمد على اختيار عينة .1
من األعمال التي تمثل األعمال الموجودة في المنظمة ،ثم يتم مقابلة األفراد
العاملين في هذه األعمال بشكل فردي أو جماعي ،ثم جمع المعلومات المتعلقة
بالوظائف المراد تحليلها.
طريقة المَلحظة ( :)Observation methodوتعتمد على أسلوب المراقبة .2
المباشرة للعاملين أثن اء تأديتهم ألعمالهم والقيام بتدوين المعلومات وتسجيلها؛
ليصار الى دراستها وتحليلها.
طريقة االستبيان ( :)Questionnaire methodوتعتمد على وضع مجموعة .3
من األسئلة المتعلقة بطبيعة أداء وعمل العاملين وترتيبها في كراس ،ثم يطلب
من العاملين اإلجابة عليها لَلستفادة منها في عملية الدراسة والتحليل للوظيفة.
طريقة الندوات والمؤتمرات ( :)Seminars and conferences method .4
وتعتمد على جمع المعلومات المتعلقة بعمل ما من خَلل األفراد المشاركين في
ندوات أو مؤتمرات علمية؛ كونهم يتميزون بالمعرفة والتخصصية في شؤون
العمل والوظائف .
طريقة سجل الموظف اليومي (:)The daily record of the employee .5
وهي طريقة تعتمد على تسجيل وتوثيق الموظف لألعمال أو النشاطات التي
يمارسها خَلل اليوم أو فترات العمل المختلفة.
91
ا ن خطوات عملية التحليل للوظيفة أو العمل متعددة ،ولكننا نوجز فيما يلي بعضا ً منها
(دره والصباغ:)2008 ،
أن يتم تحديد سبب التحليل والهدف المراد تحقيقة من عملية التحليل. .1
أن يتم تحديد عدد الوظائف المراد تحليلها في المنظمة. .2
أن يتم تحديد أسلوب جمع البيانات والمعلومات لعملية التحليل ،وتحديد األسئلة .3
المراد توجيهها للعاملين ،أو دراستها بشكل دقيق وواضح.
أن يتم إعداد مسودة لتحليل الوظائف من خَلل استخدام نماذج منمطة لوصف .4
الوظائف مع مراعاة الشمولية في تغطية المجاالت األساسية المتعلقة بالوظيفة
المراد تحليلها ،على أن يتم إ جراء مراجعة دقيقة لتلك المسودات التي تم
الوصول اليها مع كل من شاغل الوظيفة ورئيسه المباشر أو مع مستوى إداري
آخر؛ للتأكد من صدق ودقة المعلومات التي تم جمعها.
أن يتم إعداد كشوف نهائية لتحليل الوظائف على أن يتم تجميع الوظائف .5
المتشابهة ضمن مجموعات أو فئات معينة ،ثم التأكد من جاهزية الكشوف
بشكلها النهائي ،ليصار إلى تقديمها لإلدارة العليا من أجل إقرارها واعتمادها.
تتعدد أساليب تحليل الوظائف أو األعمال ،وفي هذا الكتاب نود أن نركز على أهم
وأبرز األساليب وهي ):(Dessler, 2000
المفهوم Concept
93
إ ن عملية الوصف الوظيفي تأتي بعد عمليتي التصميم والتحليل الوظيفي ،وهي مرحلة
تكميلية تأتي؛ لتظهر الوظيفة بشكل وصفي وتعبيري شمولي من حيث الوصف
الوظيفي ،والمواصفات الوظيفية من خَلل قائمة مكتوبة توضح بشكل تفصيلي ماذا
سوف يعمل الموظف ،وفي أي موقع تنظيمي سوف يعمل ،وكيف يؤدي العمل ،ولماذا
يقوم بالعمل؟.
ويعتبر الوصف الوظيفي بأنه العملية التي يركز من خَللها على تحديد وتوثيق جانبين
أساسين في الوظيفة هما :وصف الوظيفة ،والمواصفات الوظيفة .ويمكن أن نسترجع ما
ذكرناه في هذا الفصل في التمي يز بينهما من خَلل المقارنة التالية:
الوصف الوظيفي ( :)Job descriptionوهو وثيقة يطلق عليها اسم "بطاقة الوصف
الوظيفي" ،وتشتمل على المضامين التالية:
94
ولمزيد من التوضيح يمكننا أن نعرض أدناه النموذج اآلتي رقم ( )4-1الذي يشتمل
على وصف لوظيفة رئيس قسم شؤون العاملين.
95
المهارات والقدرات والمعارف األساسية:
.1مهارة في حل الصراعات الوظيفية.
.2قدرة على العمل الجماعي.
.3مهارة في التخطيط والتنسيق ورسم السياسات الوظيفية المستقبلية.
.4مهارة في استخدام التكنولوجيا.
.5المعرفة في أنظمة وقوانين العمل والضمان اإلجتماعي.
بيئة العمل:
.1توفر وسائل تكنولوجية حديثة.
.2توفر أنظمة السَلمة والصحة المهنية.
.3التنقل ما بين العمل الميداني والمكتبي.
.4تعاون بين العاملين.
اعتماد الرئيس المباشر توقيع الموظف
................. ..................
يسعى أصحاب القرار اإلداري وراسمو السياسات الوظيفية وخبراء التطوير إلى وضع
وصف وظيفي دقيق لكل وظيفة لتحقيق أهداف عديدة منها:
96
ال شك أن الوصف الوظيفي يحقق العديد من الفوائد والمنافع سوا ًء للمنظمة أو العاملين.
ومن أبرز تلك الفوائد ما يلي:
كشف مستوى وقيمة كل وظيفة على حده؛ األمر الذي يساعد في بناء نظام .1
أجور وحوافز عادلة للعاملين.
كشف المخاطر الوظيفية من خَلل ما يترتب عليها من مسؤوليات وطبيعة .2
الوظيفة والظروف المحيطة فيها؛ األمر الذي يعزز لدى مديري الموارد
البشرية أخذ الحيطة والحذر وإ عداد أنظمة السَلمة والصحة المهنية المَلئمة.
منح الكفاءات الوظيفية المتقدمة للوظيفة معرفة التوافق ما بين الوظيفة الشاغرة .3
وما بين مواصفاتهم الوظيفية؛ األمر الذي يمنحهم السرعة في اتخاذ القرار
بالتقدم للوظيفة أو البحث عن غيرها؛ مما يساهم في توفير الجهود ،وبالتالي
تعزيز مستوى العَلقة والمصداقية ما بين الكفاءات من الموارد البشرية وما
بين المنظمة.
دعم قرارات إدارة الموارد البشرية في عملية اختيار وتعيين العاملين ،وذلك .4
من خَلل اختيار الكفاءات البشرية للوظيفة األكثر تناغما ً مع المواصفات
الوظيفية ،وإقصاء الكفاءات التي تتباين في المواصفات الوظيفية.
تمكين معدي ومنسقي برامج التدريب من وضع الخطط المَلئمة ،وتحديد .5
اإلحتياجات التدريبية للعاملين في المنظمة بشكل دقيق تضمن وضع برامج
تدريبية كفؤة ( مدربين ،ومتدربين ،وأساليب ،ومستلزمات) تناسب كل وظيفة
حسب أعبائها وتعقيداتها.
يساهم في دعم عملية المراقبة ومتابعة تقييم اإلدارة للعاملين ،حيث يتم ذلك من .6
خَلل مقارنة األداء المتحقق مع المهام الوظيفية المدونة في بطاقة الوصف
الوظيفي.
ضمان الحقوق والواجبات الوظيفية لكل من المنظمة والعاملين فيها ،بحيث .7
يضمن ذلك للمنظمة التزام العاملين وقيامهم بالمهام والمسؤوليات الوظيفية
حسب المطلوب ،وكذلك فإن ذلك بالمقابل يمنح العاملين حدودا ً وظيفية معينة
تحمي العاملين من أي مطالب او أعباء وظيفية إضافية ربما يمارسها بعض
المديرين بشكل تعسفي أو مزاجي.
مساعدة وتوجية الموظفين الجدد نحو القيام باألعمال المناطة بهم. .8
تنظيم العَلقات بين المستويات الوظيفية للعاملين وإعطاء كل منهم الشرعية في .9
الدور الذي يقوم به ،وذلك من خَلل تقسيم األعمال حسب مواصفات الوظيفة،
97
والتخصص ،وحماية العاملين من ازدواجية األداء أو التقارب في األدوار
والمهمات.
98
أسئلة الفصل الرابع
99
الفصل الخامس
اختيار وتوظيف العاملين
100
الفصل الخامس
اختيار وتوظيف العاملين
مقدمة -
مفهوم عملية االختيار الوظيفي -
أهمية عملية االختيار والتوظيف -
التنظيم المعني بعملية االختيار والتوظيف -
العوامل التي تؤثر في عملية االختيار الوظيفي ،أو قبول األفراد لوظيفة ما -
أسباب لجوء المنظمات الى عملية التوظيف -
اال عتبارات األساسية التي يجب مراعاتها عند عملية االختيار والتوظيف -
المشاكل التي تواجه المنظمات خَلل عملية التوظيف للموارد البشرية -
مصادر توظيف الموارد البشرية التي تعتمد عليها المنظمات -
الخطوات األساسية في عملية االختيار والتوظيف -
أنواع عقود التوظيف -
أسئلة الفصل -
الفصل الخامس
101
اختيار وتوظيف العاملين
Selection and recruitment of the employees
مقدمة Introduction
تعتبر عملية االختيار والتوظيف من الوظائف المعقدة التي تمارسها إدارة الموارد
البشرية كونها تتعلق باتخاذ قرار معين يصعب غالبا ً العدول أو التراجع عنه؛ وكون هذا
القرار يؤدي إ لى تحديد مصير المنظمة من حيث مستوى الكفاءات البشرية المختارة
لتسيير أعمال ووظائف المنظمة ،لذلك تتطلب عملية االختيار والتوظيف دراسة دقيقة
لكل مضامين الوصف الوظيفي والمواصفات الوظيفية للوصول الى تحقيق أهداف
المنظمة بشكل عام والموقع الوظيفي بشكل خاص بكفاءة وفاعلية؛ ألن الهدف األساسي
من هذه العملية هو القدرة على تحديد األفضلية لدى األفراد المتقدمين للوظيفة للتمكن
من إتخاذ القرار األفضل في إختيار األفراد األكثر تميزا ً أو تناغما ً مع متطلبات الوظيفة
واستبعاد غير المناسبين للوظيفة؛ ألن نوعية األفراد العاملين في المنظمة ومستوى
كفاءاتهم من أهم محركات ليس نجاح المنظمة فحسب بل في تحقيق التميز والجدارة
التنافسية لها.
إ ن عملية االختيار هي مرحلة أساسية في عملية التوظيف كونها تقوم بعملية انتقاء
أشخاص مؤهلين من بين مجموعة األشخاص المرشحين للوظيفة ،ليصار إلى توظيفهم
في المنظمة للقيام بأعباء الوظيفة.
ويمكننا استنادا ً إلى ذلك أن نعرف ا ختيار العاملين بأنه عبارة عن عملية يتم بموجبها
إجراء المفاضلة بين مجموعة من األفراد المتقدمين للوظيفة ،النتقاء األنسب منهم
وا تخاذ القرار بتوظيفهم في موقع معين في المنظمة.
ويتضح مما سبق أن عملية التوظيف للعاملين تستند على عملية االختيار ،وهي عملية
تكميلية تقوم بدور تنفيذي بنا ًء على اجراءات االختيار والتي تعد بمثابة إجراء استشاري
ومساعد في توظيف األفضل.
102
أهمية عملية اإلختيار والتوظيف
تحظى عملية االختيار بأهمية كبيرة في واقع العمل االداري؛ ألنها تحقق فوائد كثيرة،
وخاصة إذا تميزت عملية االختيار بالنزاهة ،والعدالة ،والشفافية ،واالستناد إلى األنظمة
والقوانين والمعايير واألسس العلمية .ومن تلك الفوائد ما يلي (Patton, et al.,
):2002
103
يختلف التنظيم المعني باالختيار أو التوظيف باختَلف عوامل كثيره منها نوع وطبيعة
عمل المنظمة ،وحجم المنظمة ،ونمط اإلدارة ،وطبيعة العَلقات التنظيمية ،ووجود
هيكل تنظيمي منظم ،وتخصصية الدور في المنظمة ،وكفاءات العاملين في إدارة
الموارد البشرية وغيرها...
ولكن يمكن القول وكما هو متعارف عليه في علوم اإلدارة والموارد البشرية أن التنظيم
المعني بالدرجة األولى في شؤون العاملين في أي منظمة هو تنظيم ادارة الموارد
البشرية ،كونه التنظيم المتخصص في ذلك ،لذلك يجب أن تسند كافة الوظائف
والنشاطات المتعلقة بشؤون العاملين إلى تنظيم إدارة الموارد البشرية بغض النظر عن
المسميات المختلفة كوحدة ،أو قسم ،أو شعبة ،أو غيرها.
العوامل التي تؤثر في عملية االختيار الوظيفي أو قبول األفراد لوظيفة ما
تتباين قدرة المنظمات في جذب الكفاءات البشرية ،حيث نجد أن كثيرا ً من المنظمات
تتميز عن غيرها من حيث اإلقبال والتدفق الشديد عليها من قبل األفراد وطالبي
الوظائف ،بينما قد نجد منظمات أخرى تعاني من صعوبة التوظيف ،أو جذب الكفاءات
ت من فراغ وانما يرتبط بالظروف المختلفة التي اليها .وال شك أن ذلك التباين لم يأ ِ
تحيط بالمنظمة .ومن أبرز العوامل المؤثرة ما يلي:
ال شك أن عملية التوظيف تكبد المنظمة الكثير من األعباء والجهود والتكاليف ،وال
تمارسها المنظمة من أجل التباهي أو التفاخر بأعداد العاملين فيها ،وإنما نتيجة دوافع
105
وأسباب مختلفة تفرض على المنظمة ضرورة رفد تنظيماتها المختلفة بموظفين جدد
وطاقات بشرية اضافية؛ لتمكنها من القدرة على مواصلة دورة حياتها من ناحية،
وتحقيق التميز من ناحية أخرى .ونجمل فيما يلي أبرز تلك األسباب أو الدوافع على
النحو التالي ):( Denisi, et al., 2001
اال عتبارات األساسية التي يجب مراعاتها عند عملية االختيار والتوظيف
تعتبر عملية االستقطاب الوظيفي أو التوظيف مرحلة مهمة ودقيقة في مسيرة عمل
المنظمة؛ ألن ذلك يسا هم في تحديد مستوى المنظمة من حيث مدى امتَلكها للمهارات
التي تمكنها من تعزيز مكانتها وقوتها التنافسية ،وإتاحة فرصة التميز لها عن غيرها من
المنظمات ،وخاصة التي تعمل ف ي نفس مجال عملها ،كما أن عملية التوظيف تعتبر
إجراءا ً إداريا ً تقوم به المنظمة وإ دارة الموارد البشرية تجاه األفراد الذين تقوم بتوظيفهم
فيها ،مما يعني أن ذلك يشكل التزاما ً قانونيا ً وأخَلقيا ً من قبل المنظمة تجاه أولئك
األفراد المعنيين بالتوظيف ،وخاصة بعد أن تصدر المنظمة قرار التعيين في شأنهم،
ويصبح بعد ذلك أمرا ً في غاية الصعوبة والتعقيد؛ ألن هناك التزامات قانونية وأخَلقية
من ناحية ،وجهود مادية ومعنوية قد تتكبدها المنظمة من ناحية اخرى؛ لذلك يجب على
المنظمة ومتخذي قرار التعيين والتوظيف فيها مراعاة مجموعة من االعتبارات قبل
اتخاذ قرار التوظيف أو اختيار العاملين ،مثل:
106
إيَلء مسؤولية التوظيف واختيار العاملين إلى دائرة الموارد البشرية كونها
الدائرة المتخصصة في ذلك ،على أن يكون ضمن رقابة اإلدارة العليا بعيدا ً عن
التدخل أو التحيز في عملية االختيار ألهداف شخصية.
مراعاة سياسات تحليل الوظائف وتوصيفها وأن يتم اختيار األفراد الذين تتناغم
مواصفاتهم الوظيفية مع الوصف الوظيفي.
دراسة وتحليل سوق العمل للتمكن من اختيار العمالة األكثر تميزا ً من مختلف
الجوانب الثقافية ،واالجتماعية ،والمعرفية ،واألخَلقية ،وغيرها.
العمل بموجب منهجية و اجراءات واضحة ودقيقة ( تحديد االحتياجات
والشواغر الوظيفية ،و تحديد الوصف الوظيفي ،و تحديد المواصفات الوظيفية،
واالعَلن ،وتحديد المسؤولين عن التوظيف ،وتحديد أسئلة المقابَلت ،وتوفير
البيئة المَلئمة للمقابلة وغيرها.
أن يتم االعَلن عن الوظائف المطلوبة عبر وسائل اإلعَلم المختلفة ( السمعية،
والبصرية ،و المقروءة ،والمكتوبة) لضمان الحصول على أكبر قدر ممكن من
الكفاءات المتنوعة للتمكن من وضع بدائل وأختيار األفضل.
أن تكون عملية االختيار والتوظيف ضمن استراتيجية تنظيمية واضحة تتحدد
من خَلل خطط ،وسياسات ،وبرامج ،واجراءات ،وموازنات ،وقوانين،
وتشريعات معينة تكفل حقوق وواجبات وظيفية صحيحة وعادلة.
تواجه المنظمات بشكل عام وإدارة الموارد البشرية بشكل خاص الكثير من التحديات
والمشاكل عند اتخاذ قرار بشأن توظيف عاملين جدد ،وخاصة من ذوي الخبرات
والكفاءات المتميزة ،ومن أبرز تلك التحديات ما يلي:
تدخل الحكومات في سياسات العمل والعمال :حيث يعتبر التدخل الحكومي في
كثير من األحيان إيجابيا ً لمنظمات الدولة على اختَلف أعمالها ،والمجتمع
السكاني ،والموارد البشرية؛ ألنها تهدف إلى تنظيم نشاطاتها وحمايتها من أي
استغَلل أو أطماع جانبية أو شخصية .لكن هناك بعض السياسات واألنظمة
107
الحكومية الناقدة ،والتي قد تؤدي الى إ حداث تحديات في عملية استقطاب
المنظمات للموارد البشرية ،ومن أبرز تلك التحديات التدخل الحكومي في
مستويات األجور والرواتب ،وقوانين اإلقامة ،والحدود ،وأولوية التعيين
للمواطنين وأبناء البلد ،وتحديد تخصصات معينة للعمالة ،وتحديد جنسية
العمالة التي ترتبط في كثير من األحيان بالعَلقات السياسية بين الدولة نفسها
والدول األخرى المصدرة للعمالة ،وغيرها من التحديات األخرى.
التنافس بين المنظمات في االستحواذ على ذوي الكفاءات والمهارات المبدعة
في الموارد البشرية؛ األمر الذي يفرض على المنظمات تحمل أعباء مالية
إ ضافية لدفعها كرواتب وحوافز وامتيازات لذوي التخصصات الفريدة
والمبدعين من الكفاءات البشرية.
المركز والمكانة االقتصادية للمنظمة ومستوى الرخاء الذي تتميز فيه عن
غيرها من المنظمات ،لتتمكن من الدخول في سوق المنافسة ودفع امتيازات
منافسة للكفاءات العاملة للتمكن من استقطابها.
الثقافة المجتمعية التي توجه سلوك العاملين نحو قبول الغير والتفاعل مع
اآلخرين واالنسجام مع الوظيفة ،حيث أن هناك الكثير من األفراد الذين تحكمهم
ثقافة العيب أو الفئوية والنزعات المختلفة التي تؤثر على قرار اختيارهم
لوظيفة في موقع ما أو العمل مع مجتمع ما.
وجود المنظمة في بيئة طبيعية ال تَلئم ذوي الكفاءات من الموارد البشرية
كالظروف المناخية والكوارث الطبيعية المختلفة وغيرها.
الوساطة والمحسوبية في التعيينات واختيار العاملين.
ارتفاع مستويات المعيشة وتدني األوضاع االقتصادية؛ األمر الذي قد يؤدي
الى هجرة الكفاءات الوظيفية إلى الخارج سعيا ً لتحسين المستوى المعيشي
ومستوى الدخل.
يمكن للمنظمة أن ترفد نفسها بالموارد البشرية من خَلل مصدرين أساسيين هما:
المصادر الداخلية ( )Internal resourcesوالمصادر الخارجية ( External
108
،) resourcesونوضح فيما يلي أبرز ما يحيط بهذه المصادر على النحو التالي
):(Ivancevich, 2001
وتعتمد المنظمة على مصادرها الداخلية في التوظيف من خَلل اتباع أساليب مختلفة،
وفيما يلي أهمها:
اإل عَلنات الداخلية عن الوظائف المتوفرة من خَلل عدة طرق كاالجتماعات،
واتصال الرئيس المباشر مع مرؤوسية ،ولوحات اإلعَلنات ،وموقع المنظمة
االلكتروني وغيرها..
التنقَلت الداخلية في الوظائف ،بحيث يتم اختيار األفراد األكثر كفاءة وتميزا ً
في مواقع وظيفية مختلفة ونقلهم الى الوظائف الشاغرة.
الترقية الجوازية للعاملين ( ،)Exceptional promotionوالتي تعتمد على
ترفيع العاملين المتميزين والمبدعين بشكل استثنائي من مستويات وظيفية دنيا
إلى مستويات وظيفية أعلى تكريما ً لجهودهم ،وكأسلوب تحفيزي للتميز في
األداء.
الترقية الوجوبية للعاملين ) ،) Mandatory promotionوالتي تعتمد على
ترفيع العاملين إلى مستوى أعلى من الوظائف أو الدرجات الوظيفية بعد
ا نتهاء الفترة المقررة للموظف في الدرجة أو الوظيفة ،أي أن الموظف ينتقل
إ لى مستوى وظيفي أعلى بعد انتهاء الفترة المقررة للموظف في الدرجة
مباشرة .حيث تحدد كثيرا ً من المنظمات ،خاصة في القطاع العام فترة خمس
سنوات للموظف في الدرجة لَلنتقال إلى درجة أعلى ،علما ً أن ذلك يختلف
باختَلف المنظمة وأنظمة عملها وقوانينها.
الترقية المشروطة باجتياز الفحص (Conditional promotion cross
) ،examinationوالتي تعتمد على تحديد اختبار معين للعاملين من خَلل
وضع مجموعة من األسئلة والمقابَلت للعاملين المراد اختيارهم لموقع وظيفي
109
ما ،على أن يتم اختيار الموظف األكثر ابداعا ً وتفوقا ً في اجتياز االختبار
المقرر .وي ستخدم هذا االسلوب لتعبئة الشواغر الوظيفية العليا.
استدعاء المنظمة للموظفين المجازين أو المعارين ( Call the staff who
،) are abroadأي أن يتم طلب واستدعاء ذوي الكفاءات من موظفي المنظمة
الذين يكونون في إجازة عمل ،أو إعارة مع منظمات خارجية إلنهاء تعاقده أو
قطع إ جازتهم لتغطية الشواغر الوظيفية الموجودة في المنظمة.
تكليف الموظفين الحاليين بأعباء إضافية ( Assigning existing staff
)additional job loadsمن خَلل زيادة عدد ساعات العمل ،أو أي أساليب
اخرى قد يرتئيها المدير مَلئمة كالتدوير ،أو التحميل ،أو التبسيط الوظيفي ،أو
غيرها من األساليب لَلستغناء عن تعيينات جديدة لموظفين خارجيين.
ويترتب على هذا االسلوب بعض اإليجابيات والسلبيات ،فمن االيجابيات مثَلً :تقوية
العَلقات بين العاملين واإلدارة العليا ،واستثمار الخزين المهاري والمعرفي المتوفر
لدى المنظمة ،و خلق أعلى مستويات من الرضا واالنتماء الوظيفي للعاملين ،كما يعتبر
أقل تكلفة بالمقارنة مع المصادر الخارجية ،وتحفيز العاملين على المثابرة والجد
والتميز ليكون لهم نصيب في التطور الوظيفي .ولكن يوجه إلى هذا االسلوب بعض
االنتقادات مثل :حرمان المنظمة من التجدد في الطاقات الوظيفية وضخ دماء جديدة،
وزيادة مستوى العبء الوظيفي على العاملين؛ مما يؤدي إلى انعكاس سلبي على أداء
العاملين بشكل خاص والمنظمة بشكل عام ،اضافة الى زيادة التكاليف التدريبية الناتجة
عن توفير فرص تدريب هؤالء األفراد الذين يتم نقلهم لوظائف أخرى .كما يعاب على
هذا األسلوب النقص الكبير في المصادر الداخلية للمنظمة بسبب التقاعد ،والوفاة،
والفصل ،أو ترك العمل ،أو المرض؛ مما يجعل هذا المصدر غير كافيا ً لتغطية
االحتياجات الحقيقية للمنظمة على المدى البعيد ،خاصة المنظمات التي تعيش حالة
تطور وتوسع كبيرين.
110
عبر عناوينها االلكترونية ،أو العادية ،أو الحضور الشخصي من أجل طلب
التوظيف فيها.
اإلعَلنات ( :)Advertisingأي طلب المنظمة لعدد من العاملين من خَلل
وسائل اإلعَلم المختلفة .حيث يعتبر هذا االسلوب من األساليب الفعالة،
وخاصة إذا ما تم مراعاة بعض الجوانب عند اإلعَلن عن طلب موظفين ،مثل
الوضوح والدقة في تحديد المواصفات والمتطلبات الوظيفية ،والتنوع في
وسائل اإلعَلم ،وتحديد فترات زمنية كافية لَلعَلن عن الوظائف وغيرها.
توصية العاملين في المنظمة ( Recommendation of the
،) employeesأي أن تحصل المنظمة على عاملين من ذوي المهارات
والكفاءات من خَلل توصيات ونصائح بعض العاملين الحاليين في المنظمة
نظرا ً لخبراتهم ومعارفهم في سوق العمل .يعتبر مثل هذا االسلوب إيجابيا ً
أيضا ً ،وخاصة إذا كانت التوصيات مبنية على المصلحة العامة للمنظمة،
والشفافية ،والصدق ،وال تتحيز ألي اعتبارات خاصة أو شخصية.
وكاالت اال ستخدام ومكاتب التوظيف المختلفة ()Employment agencies
وهي التي تقدم خدمات في مجال التوظيف وتوفير العمالة مقابل منافع مالية
تح صل عليها من قبل الشخص الباحث عن العمل أو المنظمة المعنيه بالعمل.
وتنتشر في الوقت الحاضر الكثير من مكاتب االستخدام في مواقع جغرافية،
ومواقع الكترونية مختلفة.
النقابات المهنية والعمالية والجمعيات واالتحادات ( Professional labor
،)unions and associations unionsحيث تساهم بشكل فاعل كثير من
النقابات في إكساب أعضائها المنتسبين اليها بالخبرات والمهارات من خَلل
البرامج التدريبية والتأهيل ،وتساهم أيضا ً في إيجاد فرص عمل لهم من خَلل
التواصل مع سوق العمل الداخلي والخارجي.
المدراس والمراكز المهنية والمعاهد والجامعات األكاديمية ( Schools,
vocational centers, academic institutes and universities
،) institutionsحيث تساهم في إكساب الطلبة أو الدارسين فيها مهارات
ومعارف مختلفة في مجاالت مختلفة من العلوم والتخصصات العلمية،
وتزويدهم بشهادات علمية تمكنهم من تقديمها الى فرص وظيفية كَلً حسب
تخصصة وخبراته .كما تساهم كثير من الجامعات بإيجاد فرص عمل ووظائف
لخريجيها المتميزين ،وخاصة في القطاع الخاص ومنظمات األعمال التي
تبحث عن المتفوقين والمتميزين في تحصيلهم العلمي.
111
مراكز التدريب ( ،) Training centersوهي مراكز تحتوي على عدد من
المنتسبين إليها ،وتقدم لهم برامج تدريبية نظرية أو عملية في مجاالت أو علوم
معينة خَلل فترة زمنية محددة ،ثم يتم بعد ذلك منحهم شهادات في المجال
المعرفي الذي تم إنجازه.
السجَلت الشخصية للكفاءات والمبدعين من الموارد البشرية ( Personal
كثير من المنظماتٌ :)records of competenciesوهو مصدر تلجأ إليه
وخاصة الساعية إلى التميز ،حيث يعتمد هذا االسلوب على عملية التحري،
والمتابعة ،والبحث عن المبدعين من خَلل سيرتهم الذاتية ،ومواهبهم،
وانجازاتهم اإل بداعية المشهود لها ،والعمل على التواصل معهم من قبل المنظمة
نفسها أو المعنيين بإدارة الموارد البشرية فيها من أجل جذبهم واالستفادة من
خبراتهم .ويعتبر مثل هذا االسلوب نادرا ً وفريدا ً من نوعه؛ ألنه يتطلب جهودا ً
حثيثة وتكاليف باهظة للتمكن من الوصول إليهم ،علما ً أنه يعتبر من األساليب
الداعمة في رفد المنظمة بعوائد إيجابية كتحقيق الجدارة التنافسية والتميز
والشهرة والربح.
منظمات األعمال المشابهه ( :)Similar business organizationsوهي
طريقة تلجأ إليها بعض المنظمات في القطاعين (العام والخاص) ،ولكن أكثر ما
يتم استخدام هذه الطريقة في القطاع العام .وفي هذه الطريقة يتم استخدام
أسلوبين في التوظيف وهما:
. 1األسلوب التبادلي في الكفاءات ( Mutual approach in
:) competenciesوهو أسلوب يعتمد على التبادل الوظيفي بين
المنظمات بالكفاءات حسب احتياجات كل منظمة ،وبنا ًء على ذلك يتم
إ برام اتفاقية بين المنظمتين ليتحدد من خَللها الشروط والمواصفات
الوظيفية كالخبرات ،والتخصص ،والعمر ،والفترة الزمنية ،واألجور،
وطريقة الدفع ،وغيرها .وكثيرا ً من المنظمات الحكومية تستخدم هذا
األسلوب بمسميات مختلفة كاإلعارة واالنتداب أو التفرغ العلمي كما
هو في المؤسسات التعليمية.
. 2استعارة الكفاءات ( :)Borrowing competenciesوهي مصدر
توظيف تلجأ إليها في كثير من األحيان منظمات األعمال ،وخاصة
الناشئة لَلستفادة من تجارب المنظمات القائمة وبعض الكفاءات
البشرية العاملة فيها من أجل القدرة على البدء في أنشطتها وأعمالها
بأقل المخاطر .ويتسم هذا األسلوب بقدرة المنظمة الناشئة في االستفادة
112
والتعلم من الخبرات األخرى وتوريدها للعاملين فيها ،وتقليل حجم
المخاطر الوظيفية ،ولكن قد يؤخذ على هذا األسلوب أنه يعتبر توظيفا ً
مؤقتا ً ويخضع إلى فترة زمنية معينة ،باإلضافة إلى أن إنتماء الموظف
طا ً وميوال ً للمنظمة األُم.
ووال َءه يبقى أكثر إرتبا ً
بينما يوجه إلى هذا األسلوب بعض االنتقادات ،من أبرزها هو أن التوظيف الخارجي
يؤدي في بعض األحيان إ لى خلق صراعات وظيفية بين العاملين وخاصة إذا كانت
التعيينات في مواقع إشرافية أو تتميز عن عقود عمل الموظفين األصليين في المنظمة
بالراتب والمكافآت ،مما يسبب عدم الرضا بين العاملين الحاليين ،وضعف مستوى
العَلقة مع اإلدارة العليا ،وحاجة الموظف الخارجي الى بعض الوقت ليتمكن من
التكيف مع بيئة وظروف المنظمة ،وحاجة اإلدارة العليا إلى بعض الوقت؛ للتمكن من
غرس الثقافة التنظيمية لدى الموظفين الجدد وتعديل سلوكهم التنظيمي بما ينسجم مع
أهداف المنظمة.
113
الطبيعي أن تقوم المنظمة بعملية االختيار والتوظيف دون أن تمر بخطوات أو اجراءات
منظمة ومتسلسلة وممنهجة ،وأن غير ذلك ال شك أنه قد يعطي داللة سلبية على إدارة
المنظمة والقائمين عليها كالتسلطية ،واالنفرادية في القرار ،وغياب العمل المؤسسي
وغيرها.
ويمكن أن نوجز في ما يلي أبرز خطوات عملية االختيار والتوظيف على النحو التالي:
ثانيا :التقدم بذلك رسميا لالدارة العليا من خالل نموذج رسمي ( To inform the
)top management about the required jobsيكون مخصصا ً لهذا الغرض ،أو
من خَلل كتابة نصية تعبيرية تبين حاجة المنظمة إلى تعبئة الشواغر الوظيفية الَلزمة
من أجل الحصول على موافقة اإلدارة العليا في التوظيف؛ للتمكن من السير في
اإلجراءات الَلزمة؛ ألن ذلك يتطلب قرارا ً إداريا ً من قبل اإلدارة العليا .ويمكننا توضيح
ذلك من خَلل النموذج التالي رقم (.)5-1
نموذج رقم ( )5-1طلب من مدير إدارة الموارد البشرية لإلدارة العليا لتعبئة شواغر
شعار المنظمة....
اسم المنظمة....
التاريخ........:
الرقم........:
114
السيد المدير العام المحترم
الموضوع :الموافقة على طلب تعبئة الشواغر في المنظمة
تحية طيبة وبعد،،
نعلمكم أن هناك شواغر وظيفية تحت مسمى ( )........عددها ( )........في قسم
( )........التابع لدائرة ( ،)...........والتي تم إشغارها بسبب ( استقاالت ،أو تقاعد ،أو
ترك العمل ،أو وفيات) ،أو غيرها.
لذا؛ نرجو التكرم بالموافقة واإليعاز لمن يلزم للسير بإجراءات التوظيف حسب األصول
والتعليمات المعمول بها في المنظمة؛ لتلبية احتياجات تلك األقسام والدوائر ولتتمكن من
القيام بأدائها على أفضل وجه للوصول إلى تحقيق أهداف المنظمة .شاكرين تعاونكم.
وتفضلوا بقبول فائق اإلحترام
مقدم
مدير دائرة الموارد البشرية......
التوقيع.......................
ثالثا :إصدار المدير العام قراره ،والرد على كتاب مدير إدارة الموارد البشرية بشكل
رسمي (Formal decision by the director general to the director of
،)the human resources managementحيث يقوم المدير العام بالرد بشكل
رسمي على كتاب مدير ادارة الموارد البشرية بتعبئة الشواغر الوظيفية من المصادر
الخارجية أو الداخلية ،وذلك بعد إجراء المشاورات مع المستويات اإلدارية االستشارية
والدوائر المعنية ،واإليعاز لدائرة الموارد البشرية السير بإجراءات تعبئة الشواغر
الوظيفية في المنظمة .ونوضح ذلك من خَلل النموذج التالي رقم ( ) 5-2يوضح ذلك.
نموذج رقم ( ) 5-2موافقة االدارة العليا على طلب مدير إدارة الموارد البشرية في
تعبئة شواغر
شعار المنظمة....
اسم المنظمة....
التاريخ..............
رقم الكتاب...........
115
السيد مدير دائرة الموارد البشرية المحترم
الموضوع :السير بإجراءات التوظيف المطلوبة
تحية وبعد،،
إشارة لكتابكم رقم ( ).....تاريخ ( )....المتضمن توظيف عدد ( )....من العاملين في
قسم ( )....التابع لدائرة ( .)....نعلمكم بالموافقة على التوظيف حسب المذكور أعَله،
ونوعز إليكم السير باإلجراءات الَلزمة حسب األصول والتعليمات المعمول بها في
المنظمة بالتعاون مع الدائرة المعنية ،على أن يتم اعَلمي وتزويدي بالمستجدات في هذا
الخصوص.
واقبلوا اإلحترام
المدير
العام......
التوقيع ........
رابعا :أن يقوم مدير إدارة الموارد البشرية بالتعاون مع األقسام المختلفة التابعة له
كقسم التوظيف ،أو شؤون العاملين والتطوير ،وغيرها بتحديد الوظائف المطلوبة
( )Select the required functionsمن خَلل قائمة خاصة بالتعاون مع الدوائر
المعنية ،وأن يتم تحديد وصف الوظائف وتحديد مواصفات أو شروط إشغالها وإبراز
اال متيازات لتلك الوظائف ،على أن يتم مراعاة الدقة والمنطقية في ذلك إلعطاء الصورة
الحقيقي ة عن الوظيفية الشاغرة أمام طالبي الوظائف ،أو األفراد الراغبين في التقدم لها؛
حتى يتمكنوا من خَل لها إتخاذ قرارهم نحو إبداء رغبتهم في التقدم للوظيفة ،أو اإلمتناع
عن ذلك.
خامسا :تدقيق القائمة بشكل نهائي للتأكد من صحتها ودقتها ثم ارسالها الى وسائل
اإلعالم المختلفة (السمعية ،والمقرؤة ،والمكتوبة ،وااللكترونية ،وغيرها) ( Auditing
)carefully the jobs list and to get ready for announce by the media
لإل عَلن عن توفر وظائف شاغرة لتتمكن المنظمة من الحصول على استقطاب
الكفاءات البشرية وفقا ً للوصف والمواصفات الوظيفية المطلوبة .والنموذج التالي رقم
( ) 3-5يوضح آلية اإلعَلن عن تعبئة شواغر وظيفية.
116
شعار الشركة.............
اسم الشركة...............
تعلن شركة المَلك التسويقية في المملكة األردنية الهاشمية عن رغبتها في تعبئة
الشواغر الوظيفية التالية:
المواصفات /الشروط الوظيفية المهام الوظيفية اسم الرقم
الوظيفة
. 1أن يكون قادرا ً على . 1االشراف على 1رئيس
التعامل مع العاملين الموظفين العاملين في قسم
واحتوائهم. القسم لتنفيذ المهام عَلقات
. 2أن يكون لدية القدرة في المطلوبة. عامة
إعداد الخطابات . 2تنظيم برامج إعَلمية
والتعامل مع وسائل ونشرها عبر وسائل
االعَلم. اإلعَلم المختلفة.
. 3إتقان اللغة اإلنجليزية . 3إعداد المخاطبات
والبرامج الحاسوبية. الرسمية وتمثيل الشركة
. 4اإلتيكيت والدبلوماسية في المحافل الدولية.
في التعامل. . 4استقبال الوفود األجنبية
. 5القدرة على إقناع القادمين للشركة.
الزبائن. . 5تنظيم نشاطات توعوية
. 6أخرى.... في كيفية إستخدام
منتجات الشركة.
. 6تقديم الخدمة لزبائن
الشركة واستقبالهم.
. 7أخرى...
-1اإللمام بقوانين التسويق -1مراجعة أنظمة وقوانين 2موظف
والصادرات والواردات. الشركة وتطويرها. قانوني
-2معرفة قوانين الدولة . 1تقديم االستشارات
والمؤسسات الوطنية القانونية في مجال
ذات العَلقة. الحقوق الملكية الفكرية.
-3المعرفة بقوانين حقوق . 2إعداد الرسائل
الملكية الفكرية. والمذكرات القانونية.
117
-4إتقان اللغتين االنجليزية . 3التواصل مع المنظمات
والفرنسية. العالمية لصياغة
-5القدرة على صياغة اتفاقيات التعاون.
المذكرات واالتفاقيات . 4أخرى ....
الدولية.
-6أخرى...
تتميز الوظائف أعَله برواتب وامتيازات وظيفية مغرية ،علما ً بأن
التوظيف في الشركة هو نظام العقود الدائمة ،وأن يكون الدوام من
الساعة الثامنة صباحا ً وحتى الرابعة مسا ًء باستثناء أيام العطل
الرسمية ،فمن يجد في نفسه الكفاءة المطلوبة الدخول إلى موقع
الشركة االلكتروني ( )......وتعبئة طلب التوظيف المخصص، مَلحظة
وإ رفاقه بالسيرة الذتية وصور عن األوراق والشهادات الثبوتية،
وإرسالها إ لى دائرة الموارد البشرية عبر الموقع االلكتروني لشركة
المَلك التسويقية الواقعة في مدينة إربد في المملكة االردنية
الهاشمية حتى موعد أقصاه .....الموافق .....حتى الساعة....
للمراجعة واال ستفسار :يرجى زيارة مقر الشركة الكائن في مدينة
إربد ،أو اال تصال على هاتف رقم ،....أو زيارة الموقع االلكتروني
للشركة......
سادسا :استقبال دائرة الموارد البشرية طلبات أو نماذج التوظيف ( Reception of
the human resources department requests oremployment
)applicationsالمخصصة والمعدة من قبل دائرة الموارد البشرية بعد أن يتم تعبئتها
وإ رسالها من قبل األفراد المتقدمين للوظائف عبر البريد العادي أو االلكتروني للمنظمة
والعمل على تجميعها وتنظيمها وتصنيفها كَلً حسب الوظائف المطلوبة .ويمكننا
توضيح ذلك من خَلل النموذج التالي رقم (.)5-4
شعار الشركة...............
شركة المَلك التسويقية
118
-1معلومات عامة:
-تاريخ الميَلد........ -األسم الرباعي.....
-رقم بطاقة األحوال -الحالة اال جتماعية.....
المدنية.......
رقم - -عنوان السكن.....
الهاتف..................
-اسم الوظيفة المتقدم -البريد األ لكتروني.....
لها..........
-2المؤهالت العلمية:
المعدل/ سنة التخرج الجامعة التخصص المؤهل
التقدير العلمي
-3الخبرات العملية:
المهام سبب ترك العمل سنوات العمل اسم الوظيفة مكان العمل
الرئيسية
-4الدورات التدريبة:
مواضيع تاريخ الدورة مدة الدورة اسم الدورة مكان الدورة
الدورة
التدريبية
119
التي تربطك بهم األلكتروني
ويجب أن ننوه هنا أن أغلب المنظمات تقوم بتحديد أهمية لكل فقرة موجوده في نموذج
التوظيف من خَلل إعطائها أوزانا ً نوعية أو قيمة معينة تتحدد من خَللها العَلقة بين
الدرجة التي يحصل عليها كل متقدم للوظيفة وبين أهمية المهارة أو القدرة التي
تتضمنها الفقرة؛ ألنه من الطبيعي أن الفقرات التي ترتبط بكفاءة األداء أو إنتاجية العمل
تكون فيه نسب النجاح أعلى ،فعلى سبيل المثال عندما يكون تقدير أحد األفراد في درجة
البكالوريوس امتياز ،بينما يكون التقدير للفرد اآلخر جيد ،فمن البديهي أن يحصل الفرد
وزن أعلى من الفرد ذي التقدير الجيد ،بحيث يعطى الفرد ذو ٍ ذو التقدير اإلمتياز على
تقدير االمتياز عَلمة ( )10ويعطى الفرد ذو التقدير الجيد عَلمة ( .)8وهكذا على كافة
المواصفات الشخصية األخرى التي يتميز بها كل فرد عن اآلخر ،كالدرجة العلمية،
وعدد سنوات الخبرة ،والتقدير ،والمهارات ،وغيرها من المواصفات األخرى ،ثم يتم
جمعها في النهاية ،وبذلك يكون الفرد صاحب المجموع األعلى في العَلمات هو الفائز
في تحقيق األفضلية في المواصفات الوظيفية المطلوبة.
لإلجابة على هذا السؤال ،يجب على المنظمة أوال ً أن تحدد المواصفات الوظيفية
المطلوبة للوظيفة ،ويجب أن تعطي كل خاصية أو صفة منها وزنا ً نوعياً؛ لتتمكن من
احتسابها لكل من المتقدمين ،وللتمكن من خَللها الوصول إلى مجموع كلي لكل تلك
120
الصفات ،ومن خَللها يتم تحديد الفرد األكثر أفضلية في تحقيق المواصفات والمعايير
المطلوبة.
مثال على ذلك :ترغب شركة المَلك التسويقية تعيين موظف في قسم المحاسبة على
أن تتوافر فيه الشروط التالية :مؤهل علمي ،و تخصص دقيق في مجال التدقيق ،وخريج
إحدى الجامعات المرموقة ،وأن يكون تقديره جيد فأعلى .علما ً أن المعايير النوعية
للخصائص الوظيفية المطلوبة كما هي مبينه في النموذج التالي رقم (.) 5-5
ولنفترض أن هناك 3متقدمين إلشغال وظيفة محاسبة تدقيق المعلن عنها في شركة
المَلك التسويقية ،وهم المدرجة أسماءهم في النموذج أدناه رقم ( :)5-6
121
فالسؤال إذن :أي من المتقدمين أعَله يمكن اختياره إلشغال وظيفة محاسب في شركة
مَلك التسويقية؟
الحل هو :مقارنة الخصائص الوظيفية لكل متقدم للوظيفة ضمن معايير الشركة
المحددة .ويمكننا مقارنة ذلك من خَلل النموذج أدناه رقم ( :)5-7
الجواب إذن يمكن اختيار المتقدمة تيمار إلشغال وظيفة محاسب في شركة مَلك
التسويقية؛ وذلك كون تيمار هي التي حصلت على أعلى مستوى من النقاط حسب
المواصفات والمعايير المعتمدة.
ثامنا :ا ستدعاء المرشحين لتقديم االختبارات الالزمة في المجال الوظيفي المطلوب
()Recall candidates to provide tests؛ للتمكن من معرفة وقياس مدى انسجام
كل فرد مع الوظيفة المرشح الشغالها ،والتي يجب أن تكون االختبارات مستمدة من
الوصف الوظيفي والمواصفات الوظيفية؛ ألن كل وظيفة لها اختبار في مجاالت تختلف
عن األخرى .ومن تلك االختبارات التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية هي (French,
):2003
122
اختبار في القدرات المعرفية ( :)Test incognitive abilitiesوتتضمن -
المعارف اإل ضافية التي قد يتميز بها فرد عن اآلخر ،مثل :معرفة فرد لثَلث
لغات ،أو معرفة الفرد مهارات متعمقة في إتقان وتطبيق برامج حاسوبية
متنوعة وغيرها.
اختبار في القدرات العقلية ( :)Test the mental capacityوتتضمن الذكاء -
وسرعة البديهه التي يتميز بها شحص عن اآلخر ،مثل /السرعة في التعلم،
واتقان العمل بوقت أقل من اآلخر.
اختبار في القدرات الحدسية ( :)Test the intuitive capacityوالتي -
تتضمن مدى قدرة الفرد على الشعور ،والتنبؤ ،والتفاعل مع العمل أو اآلخرين،
والتجاوب السريع ،وأقرب ما يمكن أن نصف هذا بما يعنيه المثل الذي يقول:
"أن اللبيب من اإلشارة يفهم".
اختبار في القدرات النفسية ( :)Test the psychological capacityوهي -
التي تقيس مدى قدرة الفرد في التعامل مع اآلخرين بتوازن ،ومنطقية ،وتحكم
بالمشاعر واألحاسيس وأن ال تكون سلوكياته مفرطة أو متهور في ردود الفعل
تجاه اآلخرين.
وتعتبر االختبارات ضرورية ومهمة جدا ً؛ ألنها تشكل أداة أساسية في رفد اإلدارة
بالمعلومات الموضوعية المتعلقة باألفراد المتقدمين إلشغال الوظائف ،وألنها تكشف
مدى اال نسجام والتناغم ما بين طالبي الوظائف والوظائف نفسها المرشحين لها ،وتمكن
كذلك إدارة الموارد البشرية من االختيار السليم من بين كافة المتقدمين إلشغال
الوظائف ،كما تكشف لإلدارة قدرات ومهارات أخرى لألفراد قد تستخدمها اإلدارة
مستقبَلً في استراتيجياتها الوظيفية والوظائف العليا وغيرها .ومن أجل تحقيق
الموضوعية في عملية االختبار يجب أن ي توفر فيها شرطان أساسيان وهما:
اإلعداد والتخطيط المسبق والمنظم للمقابلة المراد إجرائها ( Preset and -1
،) orderly planningبحيث يتم التحاور وفق أسس منطقية وعلمية
تركز على وقائع الوصف والمواصفات الوظيفية.
أن يتم توثيق وتدوين كل ما يتعلق بعملية المقابَلت ( Documenting -2
،)and recording the interview processوذلك ألغراض قانونية
تحمي مصالح الطرفين (المتقدم للوظيفة ،وصاحب العمل).
أن تتم المقابلة على أرضية من االحترام المتبادل بين األطراف المشتركة -3
في المقابلة ( Mutual respect between the parties involved in
،)the interviewبحيث يتم إ تاحة فرص التبادل في الحوار ،بحيث ال
يشعر المتقدم للوظيفة أنه يستجوب ،بل يشعر باإلخترام والثقة والطمأنية
حتى ينعكس ذلك إيجابيا ً على سلوكه تجاه المنظمة وأعضائها الذين قد
يكونون زمَلء له في الوظيفة.
اإلحاطة باألسئلة المراد طرحها على طالب الوظيفة -4
( )Comprehensiveness of the interview questionsوتغطية
األشياء الضرورية.
أن تكون األسئلة منطقية وواقعية ( Questions to be logical and -5
.)realistic
124
-6أن يتم التركيز في المقابلة على الجوانب التي لم يتمكنوا من الحصول
عليها في الوثائق التي قدمت مع طلب التوظيف ( To recover all
information that may not mentiond in the job
.)application
-7أن يكون األطراف المخولين باجراء المقابلة مع طالبي الوظيفة على قدر
عال من المعرفة ،والتخصص ،والخبرة في المواضيع المطروحة،
والحكمة في إدارة عملية المقابلة ( Enough experience and
knowledge of the reviewrs and to have awisdom of
.)managing the interview process.
-8اختيار نوع أو شكل المقابلة التي تحقق منافع متبادلة للطرفين ( Select
the type of the interview that brings mutual benefits to
)the partiesوالتي توفر أعلى كم من المعلومات ،وتتيح الحرية في
طرح األسئلة والردود عليها .وتأخذ المقابلة أشكال مختلفة منها:
المقابلة المخططة أو المقننة ( :)Structured interviewوهي التي
تعتمد على وضع أسئلة محددة مكتوبة في استمارة المقابلة التي تم
إ عدادها وعدم الخروج عن مضامينها.
المقابلة غير المخططة أو غير المقننة ()Unstructured interview
:وهي التي تتيح فرصة التحاور وتبادل الحديث والنقاش بين األطراف
المتقابلة ولكن ضمن إطار أو موضوع محدد مسبقا ً.
المقابلة المختلطة أو الممزوجة ( :)Mixed interviewوهي التي
تجمع بين المخططة وغير المخططة من خَلل إتاحة فرصة التحاور
والتبادل في النقاش والحديث بين األطراف المشمولة في المقابلة.
ونوضح فيما يلي من خَلل النموذج التالي رقم ( ) 5-8بعض األسئلة التي تستخدم
أثناء إجراء المقابَلت:
السؤال الرقم
لماذا تريد العمل في منظمتنا؟ 1
أين كنت تعمل؟ ولماذا تركت العمل؟ 2
هل يمكن أن تتقبل أي وظيفة أو عمل يناط اليك من قبل رئيسك المباشر؟ 3
125
هل يمكنك العمل ضمن فرق ومجموعات وظيفية؟ 4
كيف استطعت أن تتوصل الى معرفة الشواغر الوظيفية في منظمتنا؟ 5
هل لديك طموح في الوصول الى مواقع إدارية عليا في منظمتنا؟ 6
هل تقبل بأي راتب يدفع لك؟ 7
هل تعمل بموجب خطط وأهداف واضحة؟ 8
كيف لك أن تعرف لي اإلبداع الوظيفي؟ 9
هل لك أن تحدد لي معوقات العمل؟ 10
إذا واجهتك مشكلة في العمل ،هل تبذل جهدا ً لحلها ،أم تتركها؟ 11
كيف تنظر إلى األنظمة والقوانين؟ 12
هل لديك أي سؤال تقدمة لنا؟ 13
لقد سعدنا بمقابلتك ،هل ترغب باالستفسار عن أي شئ؟ 14
شاكرين حضورك وسوف يتم اال تصال معك الخبارك عن نتائج المقابلة. 15
وبعد انتهاء المقابلة يقوم أعضاء فريق أو لجنة المقابلة باجراء تقييم لكل األفراد الذين
تم مقابلتهم ،للتمكن من القدرة على اختيار األفضل .وللمزيد من التوضيح نبين من
خَلل النموذج أدناه رقم ( ) 5-9إستمارة تقييم افتراضية لمقابلة ما:
شعار الشركة............
اسم الشركة.............
معلومات عامة (:)Jeneral information
اسم المتقدم للوظيفة........................:
اسم الوظيفة................................
مقبول متوسط الصفات والمواصفات الوظيفية ممتاز جيد جدا ً جيد
للموظف
-1المواصفات الجسمانية ((Physical characterestics
-الوزن
-الطول
-البصر
-األناقة
126
-أحرى.......
-2المؤهالت المعرفية ( ( Knowledge qualifications
-القدرة على التعلم
-السرعة في اإلجابة
-اإلحاطة بالمعرفة
-أخرى......
-3اإلتجاهات )(Attitudes
-قيادي
-انطواءي
-متعصب
-متفائل
-4خصائص شخصية )( Personal characterestics
-العمر
-الحالة االجتماعية
-مكان السكن
-الجنسية
-5اآلفاق المستقبلية () Future prospects
-مبدع
-تقليدي
-اجتماعي
-أخرى.....
-6أمتيازات أخر )(Other characterestics
-جريء
-جاد
-نشيط
-متكلم
-متعدد اللغات
-أخرى...
النتيجة ().............
التوصيات......................................................................................:
127
□ غير مناسب للوظيفة □ مناسب للوظيفة
أسماء لجنة المقابلة:
................................. -1التوقيع..................
................................... -2التوقيع...............
................................... -3التوقيع.................
التاريخ.................
أحد عشر :إجراء الفحوصات الطبية الالزمة ( Conduct the necessary medical
) testsحيث تأتي هذه المرحلة األخيرة وذلك للتأكد من صحة وسَلمة الفرد المتقدم
للوظيفة وخلوه من األمراض المزمنة أو المعدية؛ للتأكد من المطابقة ما بين المواصفات
الوظيفية وطبيعة الوظيفة من حيث البنية الجسدية ،والطول ،والوزن ،وقوة البصر،
والسمع ،واإلعاقات ،وغيرها من المواصفات أو األمراض التي ال تتناسب مع كثير من
الوظائف ).(Dessler, 2000
أثنا عشر :إصدار قرار التوظيف ( :)The issuance ofa hiring decisionوهي
المرحلة التي تأتي بعد اختياز المتقدم للوظيفة للفحوصات الطبية واألمنية والحصول
على نتائج الفحص اإليجابية ،حيث يتم بعد ذلك إعداد الوثائق الَلزمة وابرام عقود
العمل ،المطلوبة بين الطرفين ،وإجراء تعهدات معينة ،وفي أغلب الدول تنص قوانين
الخدمة المدنية فيها على أن يتم وضع الموظف الجديد تحت التجربة لمدة معينة تختلف
باختَلف الدولة والمنظمة وطبيعة الوظيفة ،ومن ثم يتم تعيينه بشكل دائم أو ثابت
بالوظيفة إذا أثبت كفاءته ونجاحه في الوظيفة والمهام الموكلة له واالنضباطية في
العمل.
ثالث عشر :استقبال إدارة الموارد البشرية للموظفين الجدد ( Reception of
)human resources management for new employeesواجراء الترتيبات
المختلفة لهم مثل:
128
االلتقاء والترحيب بهم. -
تقديم برنامج تعريفي لهم عن المنظمة وأهدافها ،وسياساتها، -
وإستراتيجيتها ،وأنشطتها ،وأنظمتها ،وقوانينها.
تعريف كل موظف بالقسم الخاص به وطبيعة أعماله ودوره في -
تحقيق أهدافه.
توضيح الحقوق والواجبات الوظيفية للموظفين من حيث ساعات -
العمل ،واال ستراحات ،واإلجازات ،واالمتيازات الوظيفية،
والرواتب ،والمكافآت ،واالنضباطية ،والتزام واحترام األنظمة
والقوانين ،والتعاون مع اآلخرين ،والسرية ،والمثابرة في العمل،
والمحافظة على ممتلكات المنظمة وغيرها..
توفير المستلزمات الوظيفية للموظف الجديد من حيث القرطاسية -
والمكتبية ،والكرسي ،وأجهزة الكمبيوتر ،ومعدات األمن والسَلمة
المهنية ،وغيرها..
إجراء التدريب الَلزم له ليتمكن من البدء بعمله بشكل صحيح. -
زيارة مواقع العمل وتقديم برامج توعوية لتعريفهم بمخاطر بعض -
الوظائف والمهن للحماية منها وتجنب مخاطرها.
ومن الجدير أن ننوه هنا بأن التعيين النهائي للموظف أو التثبيت في الوظيفة يأتي بعد
اجتياز فترة التجربة بنجاح.
تختلف المنظمات عن غيرها من حيث اختيار نوع عقود العمل وذلك باختَلف المنظمة
وطبيعة عملها وسياستها واستراتيجياتها التنظيمية ،وكذلك باختَلف حجم العمل ،ومدى
تناغم المواصفات الوظيفية مع خصائص الوظيفة ،ومدى قناعة اإلدارة العليا وتوجهاتها
في اخت يار عقود العمل التي تحقق أكثر منفعة للمنظمة.
وتعرف عقود التوظيف بأنها عبارة عن وثائق رسمية تكتب بين الطرفين ( أصحاب
العمل ،والعاملين) لضمان حقوق وواجبات كل من منهما الوظيفية تجاه اآلخر ،وتأخذ
عقود العمل أنواعا ً مختلفة وهي:
-عقود العمل الدائمة :وهي التي ال يحكمها فترة زمنية محددة النتهاء
العمل ،حيث يستمر الموظف العمل بوظيفته في المنظمة طيلة فترة
حياتهما.
129
-عقود العمل المحددة :وهي التي يتم بموجبها تحديد فترة بداية
ونهاية العمل ،أي يكون هناك فترة ووقت محدد متفق عليه بين
صاحب العمل والعامل ،ويمكن لمثل هذا النوع في عقود العمل أن
يحدد بموافقة الطرفين لمدة زمنية أخرى تحدد باالتفاق.
-عقود العمل المؤقته :وهي عقود العمل التي تنتهي بانتهاء المهمة أو
الهدف الذي يحدد بشكل مسبق .حيث يستخدم هذا النوع من العقود
في المنظمات التي يكون طبيعة الوظائف فيها متعلقة بالمشاريع
االنشائية والمقاوالت والدراسات.
130
الفصل السادس
التدريب الوظيفي
Functional Training
131
الفصل السادس
التدريب الوظيفي
Functional Training
مقدمة -
واقع ومفهوم التدريب الوظيفي -
فوائد التدريب الوظيفي -
خطوات تصميم البرامج التدريبية -
مواقع /أماكن التدريب -
من هي الجهة المسؤولة عن تدريب العاملين؟ -
أنواع التدريب -
أسئلة الفصل -
132
الفصل السادس
التدريب الوظيفي
Functional Training
مقدمة Introduction
نظرا ً لما يشكله التدريب الوظيفي من أهمية كبيرة وانعكاسات ايجابية على األداء
الوظيفي؛ فقد احتل مكانة كبيرة لدى الكثير من المدارس اإلدارية على اختَلف أنواعها.
ومع تطور االهتمام بتنظيمات إ دارة الموارد البشرية واستقَلليتها فقد أصبح التدريب
من الوظائف األساسية المناطة بإدارة الموارد البشرية؛ ألنه يُشكل المحرك األساسي
لعجلة التطور الوظيفي للعاملين والمنظمة على حد سواء ،ومحور التنمية الشاملة التي
من خَللها يتغذى اإلنسان فكريا ً وجسديا ً بمكتسبات جديدة تحرك فيه مجريات التغيير
والتطور ،وتمكنه من تحقيق تحديثات مختلفة في نمط حياته وبيئة عمله التي لم تعد
تحتمل أو تتقبل أداء روتيني أو اعتيادي بقدر ما أصبح التركيز فيها على أداء الجودة
كمطلب أساسي لبق اء المنظمات المعاصرة وتميزها والريادة في تطبيق أساليب العمل
الممنهجة ،ومواكبة العولمة ،والحداثة ،والتكيف مع القوى الثقافية واالجتماعية والتنمية
سبل التوازن في األداء والتطور نحو العمل األفضل .واذ يعتبر المستدامة ،التي توفر ُ
التدريب بشكل عام والتدريب الوظيف ي للعاملين بشكل خاص المحرك األساسي لتحقيق
كل ما هو إ يجابي على أدائهم وأداء منظماتهم ،ويعتبرالضمان الوحيد لنقلهم من واقع
عمل يتسم بالرتابة والتقليد إ لى واقع أفضل يحقق لهم الجديد في المعارف والمعلومات
133
للخروج عن المألوف أثناء القيام باألعمال والوظائف المناطة بالعاملين ،خاصة أن
منظمات اليوم أصبحت تعيش في عصر ملئ بالتغيرات والتطورات المختلفة في
جوانب الحياة المختلفة ،وأن بقاء عملها ضمن أسلوب تقليدي يعتمد على الفطرة ،أو
العمل باسلوب الفزعة دون االستناد إلى األنشطة التدريبية قد يؤدي إلى حرمانها بَل
شك من تحقيق الكفاءة المنشودة وإلى تحجيم نشاطاتها وإضعاف دورة حياتها.
يرتبط التدريب الوظيفي بالواقع التنظيمي المناط بإدارة الموارد البشرية كونه يتعلق
بشكل مباشر بالعاملين في المنظمة على اختَلف مستوياتهم الوظيفية واإلدارية من
حيث التأهيل ،والتطوير ،وبناء الكفاءات ،والتمكين ،والتعلم الهادف الى تهذيب البنية
االنسانية ،وتحسين مستوى أدائها بما ينسجم مع حداثة التطور وتوجهات المنظمة،
والذي من خَللها يمكن الدارة المنظمة اتخاذ قراراتها المختلفة في مسيرة عملها ورسم
استراتيجاتها المتعلقة في فرص المنافسة ومكانتها السوقية وتنفيذ سياستها وخططها
وأهدافها المختلفة كالترقيات ،والتعيينات ،والتوسع في نشاطاتها ،وغيرها من
النشاطات ،التي يصعب تحقيقها في غياب النشاطات التدريبية ايمانا ً بأن التدريب أحد
أهم مفاتيح التطوير والتنمية للعاملين.
لذلك ،فقد عكفت إدارة الموارد البشرية في المنظمات المعاصرة على المزيد من
االهتمام باألنشطة التدريبية من خَلل طرق مختلفة ،يعتمد بعضها على بناء التحالفات
والتعاقدات مع منظمات استشارية وتدريبية متخصصة محلية ،أو اقليمية ،أو عالمية،
تعنى بتو فير البرامج التدريبية المختلفة لموظفيها ،وهناك الكثير من المنظمات التي
أصبح لها مراكز تدريب خاصة فيها تشرف عليها ادارة الموارد البشرية في المنظمة؛
لتكون مهمتها إعداد البرامج التدريبية المختلفة لموظفي المنظمة بنا ًء على احتياجاتها
التدريبية.
وبنا ًء على ذلك ي مكن تعريف التدريب الوظيفي بأنه عبارة عن نشاط مخطط ومنظم
وموجه يهدف إلى اكتساب العاملين القدرات والمهارات المرتبطة بالعمل والحصول
على المعارف التي تساعد في تحسين األداء وتحقيق أهداف المنظمة بأعلى درجة من
الكفاية والفاعلية.
تتضح فوائد التدريب من كونه مدخَلً علميا ً يساعد في زيادة فاعلية أداء األفراد ورفع
قدراتهم النوعية في مجاالت األعمال اليومية والمستقبلية ،إضافة إلى رفدهم بالمعلومات
والمهارات الوظيفية الَلزمة التي تساهم في زيادة قدراتهم لتنعكس على واقع أدائهم
العملي ،والعمل بما هو غير مألوف لبلوغ التغيير والتجدد واإلبداع ،باإلضافة إلى
إحداث تغييرات إيجابية في سلوك العاملين واتجاهاتهم نحو العمل ،وتزويدهم بالمعرفة
الجديدة ،وتنمية قدراتهم ،وصقل مهاراتهم ،والتأثير في تعديل أفكارهم وسلوكياتهم،
135
وتطوير العادات واألساليب بما ينسجم مع ثقافة المنظمة التي يعملون بها لتحقيق اإلبداع
والتفوق في العمل (الخصاونه.)2011 ،
ويمكن القول بأن أهمية التدريب ال تقتصر على المستوى الفردي أو العاملين في
المنظمة فحسب بل تشتمل على جوانب مختلفة وهي (عباس وعلي:)2003 ،
الحد من نقاط الضعف في األداء ومعالجتها ،سوا ًء تعلق ذلك باألداء الحالي ،أو
األداء المستقبلي المتوقع؛ مما يؤدي إلى زيادة مستوى األداء وتحسين المستوى
اإلنتاجي في المنظمة بشكل عام.
زيادة مستوى المعرفة والمهارة المتعلقة بالعمل المؤسسي في المستويات
والمواقع اإلدارية المختلفة في المنظمة.
دعم قدرات ال منظمة على اتخاذ القرارات باسلوب أكثر عقَلنية وفاعلية وحل
المشاكل التي تواجهها بنفسها.
يساعد في تجديد وإثراء المنظمة بالمعلومات الضرورية التي تحتاجها؛ لوضع
أهدافها وتخطيط سياساتها المستقبلية.
مساعدة المنظمة في بناء قاعدة فاعلة لَلتصاالت واالستشارات الداخلية.
يساهم في ربط أهداف العاملين بأهداف المنظمة ،وتحقيق التناغم المتبادل
بينهم.
يساعد في تحسين األنماط القيادية وتعزيز مستوى القرارات اإلدارية.
يساعد في خلق اتجاهات إيجابية على المستويين الداخلي والخارجي للمنظمة،
والعمل على توظيفها في تحقيق الهدف.
يساعد العاملين في التعرف على األهداف التنظيمية؛ مما يؤدي إلى توضيح
السياسات العامة للمنظمة.
يساهم في انفتاح المنظمة على المجتمع الخارجي والتعرف على جوانب
الضعف والقوة وواقعها التنافسي مع المنظمات األخرى.
يساهم التدريب في التقليل من الحاجة إلى الوظائف اإلشرافية والرقابية كون
العامل يكون قد تعلم وأصبح قادرا ً على أداء العمل بنفسة.
136
يقلل التدريب من مخاطر وإصابات العمل داخل المنظمة؛ األمر الذي يحمي
المنظمة من المساءلة القانونية ويضمن لها مستوى اجتماعي وشهرة أفضل
أمام المنظمات األخرى والمجتمع بشكل عام.
يساهم في تحقيق المرونة في استخدام واستثمار الموارد البشرية في المنظمة
وذلك من حيث إمكانية استخدام العاملين في أكثر من موقع وظيفي ،واستثمار
الكفاءات عند إ جراء تغييرات او تنقَلت وظيفية أو عند ضغوطات العمل
الموسمية ،أو أي حاالت تقص طارئة في الموارد البشرية العاملة في المنظمة.
يعمل التدريب على تزويد األفراد العاملين بمهارات ومعارف جديدة لم تكن
موجودة لديهم من قبل ،وتمكنهم من القيام بأداء واجباتهم الوظيفية بأكبر قدر
ممكن من الكفاءة.
يساعد األفراد العاملين في تطوير قدراتهم في االتصال والتفاعل البناء الذي
يعزز من دورهم في األداء.
يساعد األفراد العاملين على اتخاذ القرارات األكثر دقة ،وتزيد من قابليتهم
ومهاراتهم في التعامل مع المشاكل الوظيفية وطرق حلها.
يعمل التدريب على تطوير وتعديل سلوكيات األفراد العاملين بما يتَلءم مع
طبيعة أعمال منظماتهم وأهدافها التنظيمية.
يساعد التدريب األفراد العاملين في تنمية وتطوير واقعهم الوظيفي ،ويمنحهم
فرص الترقية والتطوير والتنافس في العمل.
يعمل التدريب على الحد من أخطاء العاملين والتقليل منها.
يعمل التدريب على زيادة والء العاملين لمنظماتهم وإداراتها ،وبالتالي يزيد من
االلتزام واالنضباط واإلخَلص في العمل.
يساعد في تقليل القلق الناجم عن عدم المعرفة بالعمل ،أو قلة المهارات التي
ينجم عنها ضعف األداء.
يعمل التدريب على تزويد األفراد العاملين بالمعلومات التي تساعد في تحسين
مهارات القيادة واالتصال لديهم.
137
ثالثاً :الفوائد التي يحققها للعَلقات اإلنسانية ( Benefits of developping the
:)human relationsوهي التي تعود فائدتها على بناء العَلقات اإلنسانية والمتمثلة
باألمور التالية-:
وتجدر االشارة الى أن التدريب ال يعتبر شافيا ً لحل كافة مشاكل المنظمة ،أو تطوير
أدائها ،أو سد كافة الفجوات فيها؛ ألن هناك كثيرا ً من المشاكل التنظيمية والفنية
الموجودة داخل المنظمة يصعب حلها من حَلل التدريب مثل غياب العدالة التنظيمية،
وضعف أنظمة االتصاالت التنظيمية ،وطبيعة النمط القيادي في المنظمة ،وتدني
مستوى األجور والحوافز ،وعدم مَلءمة البيئة والمناخ التنظيمي في المنظمة ،وعدم
حداثة التقنيات المستخدمة وغيرها؛ األمر الذي قد يخلق لدى العاملين ردة فعل سلبية
تنعكس على أدائهم ومستوى انتاجيتهم اضافة لما تسببه من الصراعات الوظيفية وزيادة
مستوى الدوران الوظيفي بين العاملين ،وخاصة تلك الفئة من العاملين الذين قد حصلوا
على برامج تدريبية ،ووصلوا إلى مستوى متقدم من الكفاءة والمعرفة في مجاالت
العمل ،أي أن ذلك التدريب الذي حقق لهم التأهيل الَلزم يوفر لهم فرص وظيفية في
منظمات أخرى وعنصر جذب قوي؛ مما يدفعهم إلى ترك وظائفهم الحالية ،واالنتقال
إلى وظائف ومنظمات أخرى تقدر كفاءاتهم وخبراتهم المعرفية ،وما كان ذلك ليتحقق
لهم مثل هذه الفرص لوال التدريب الذي حصلوا عليه في منظمتهم االولى (درة،
.)2008
لذلك فاإل دارات الذكية هي التي تدرك من ناحية مدى أهمية التدريب للعاملين
وانعكاساته اإليجابية على األداء ،وفي الوقت نفسه ال يعتبر العصا السحرية لحل كافة
مشاكل المنظمة بقدر ما يمكن اعتباره وسيلة يتكامل دوره مع غيره من الوظائف
والممارسات اإلدارية المختلفة التي تضمن إ طار عمل نظمي متكامل كل جزء فيه يعزز
138
الجزء اآلخر من المنظومة التنظيمية للوصول الى تحقيق التوازن في كفاءة األداء
الفردي والمؤسسي معا ً ،ولتتمكن المنظمة من استثمار نتائج أنشطتها التدريبية إيجابيا ً
ضمن أهدافها المنشودة.
تعتمد عملية تصميم وإ عداد البرامج التدريبية على مجموعة من العناصر المترابطة
ضمن إ طار تنظيمي ممنهج ومتفاعل في العَلقات يوجب على منظميها توخي الدقة
والحذر في كل خطوة فيها من خَلل استخدام األساليب العلمية واشباعها بالدراسات
الدقيقة ،لضمان الوصول إلى وضع برنامج تدريبي كفؤ قابل للتطبيق وقادر على تحقيق
أهداف المنظمة الكمية والنوعية من احتياجاتها التدريبية بكفاءة .وفيما يلي توضي ٌح
لعناصر تصميم البرامج التدريبية كما هي ممثلة في النموذج اآلتي رقم (.)6-1
العمليات المدخالت
المخرجات
اتخاذ قرار التنفيذ للبرنامج عناصر البرنامج التدريبي،
مستوى التحصيل الكمي وتشتمل على:
والنوعي في المجاالت التدريبي ،ويشمل:
-تحديد
التالية: متابعة وإدارة البرنامج - االحتياجات
مجاالت - التدريبي إداريا ً وفنياً. التدريبية.
المعارف، وضع الخطط وإقرارها. - -تحديد أهداف
والمهارات، توزيع المدربين حسب - المنظمة.
واالتجاهات، االختصاص. -تحديد المتدربين
والسلوكيات تطبيق األنظمة والقوانين - المعنين.
المكتبية. والتعليمات. -تحديد مضمون
مجاالت التطوير - توزيع المواد العلمية. - البرنامج
والتنمية استثمار الموارد - التدريبي.
المتخصصة المخصصة. -تحديد أساليب
للمنظمة التزام ومسؤولية كافة - التدريب المَلئمة
والعاملين. أعضاء البرنامج التدريبي. .
عوائد أخرى، - بناء فرق العمل. - -تحديد المدربين
مثل :تحقيق تفاعل فرق العمل. - األكفاء.
الميزة التنافسية، -تفاعل متبادل. -توفير
والمكانة، -انشطة اخرى. المخصصات
والسمعة، المالية الَلزمة.
واألرباح، -توفير التسهيَلت
وغيرها.... الَلزمة.
-تنفيذ البرنامج
التدريبي.
-بناء نموذج
تقييمي للبرنامج
139 التدريبي.
التغذية الراجعة
ويمكن استقائها من المصادر التالية :المدرب ،والمتدرب ،والرئيس المباشر،
والزبائن ،و آخرون...
وسنتاول فيما يلي بشكل موجز لتلك العناصر ولكل خطوة رئيسية من خطوات نظام
التصميم للبرنامج التدريبي:
تعتبر الخطوة األولى من خطوات تصميم البرنامج التدريبي وأهمها؛ ألنها تعتبر
األساس والقاعدة التي تبنى عليها بقية الخطوات األخرى ،فإذا كانت القاعدة متينة فان
ذلك يقود إلى تحقيق عوائد إيجابية للمنظمة وتحقيق المنظمة ألهدافها بكفاءة ،وإذا كان
خَلف ذلك فإن بنية هيكل البرنامج التدريبي تبقى ضعيفة وتكون فرص الفشل فيه
حتمية أكبر من فرص النجاح.
إن تحديد االحتياجات التدريبية عملية نشطه منظمة ومدروسة تقوم بها ادارة الموارد
البشرية بشكل مستمر في المنظمة؛ لتتمكن من خَللها معرفة وحصر كفاءة ومهارات
كافة المستويات الوظيفية لكشف جوانب الضعف ،ومعالجتها ،وكشف جوانب القوة
وتعزيزها؛ لتنعكس أخيرا ً على أدائهم من ناحية وتحقيق التطوير والتنمية للمنظمة من
ناحية اخرى.
ويمكننا أن نبين للقارئ أن تعريفنا هذا لتحديد االحتياجات التدريبية لم يركز فقط كما
تناوله بعض أصحاب الفكر اإل داري في هذا المجال على أنه ظاهرة أو نشاط يأتي كرد
فعل على وجود مشكلة أو خلل أو ضعف في األداء لمعالجتها ،وانما جاء تعريفنا هذا
ليبين للقارئ أن مفهوم تحديد االحتياجات التدريبية يشتمل على مجموعة من المضامين
وهي:
-إن تحديد اإلحتياجات التدريبية ليست ظاهرة وإ نما هي عملية نشطة ومستمرة
ومنظمة تعتمد على دراسة وتحليل دقيق لكل من المواقع الوظيفية والعاملين.
-إن تحديد اال حتياجات التدريبية وظيفة متخصصة تقوم بها إدارة الموارد
البشرية في المنظمة ،وترتبط مع غيرها من الوظائف.
-إن عملية تحديد االحتياجات التدريبية ال تقتصر على مستوى وظيفي معين،
وانما هي شاملة لكافة المستويات الوظيفية دون استثناء.
140
-تركز عملية تحديد االحتياجات التدريبية ليس فقط على جوانب الضعف
الموجودة لدى العاملين ،وانما تركز كذلك على كشف جوانب القوة لتعزيزها
والتنوع في بناء مهارات ومعارف جديدة.
وتمارس إدارة الموارد البشرية متابعة عملية تحديد االحتياجات التدريبية لغايات متعددة
من أهمها:
ومما ال شك فيه أن عملية تحديد االحتياجات التدريبية عملية صعبة ومعقدة؛ ألنها تستند
على معلومات يتعين أن تكون على قدر عال من الدقة والشمولية ،باالضافة كونها
تدرس العملية وتحللها من جوانب مختلفة؛ حتى تتمكن من الوصول إلى تحديد قرار
صائب لجوانب الضعف وجوانب القوة .وأبرز تلك الجوانب التي يجب دراستها
وتحليلها ،وهي:
141
الزبائن وسمعة المنظمة .كما يعتمد أسلوب التحليل التنظيمي على دراسة رؤية،
ورسالة ،وأهداف ،وأستراتيجيات المنظمة؛ للتأكد من مدى تحقيقها؛ ألن ذلك
يكشف مستويات التطور والنجاح للمنظمة.
-دراسة وتحليل الوظيفة ( :)The functionوهو التحليل الذي يركز على
الوظيفة نفسها أو طبيعة العمل ،وما يتميز به عن غيره من الوظائف أو
ا ألعمال الموجودة في المنظمة ،بحيث يؤخذ باالعتبار مراعاة الوظائف التي
يكون فيها درجة أعلى في الحساسية ،والدقة ،والتعقيد ،وسرعة التجدد في
نشاطاتها ،وصعوبة األعباء الوظيفية المناطة فيها ،وخطورة موقعها الوظيفي،
سوا ًء فيما يتعلق بالخطورة المتعلقة بالسَلمة والصحة المهنية أو درجة
المخاطرة العالية في اتخاذ القرار فيها.
-دراسة وتحليل شاغل الوظيفة ( الموظف) ( :)The employeeوهو الذي
يركز على الموظف نفسة من خَلل دراسة كافة الخصائص الشخصية المتعلقة
به ،ومعرفة مستوى أداءة بالمقارنة مع أداء زمَلئه في وظائف متشابهة،
وقياس مستوى أدائ ه بالمقارنة مع فترات زمنية سابقة ،وكذلك دراسة كل ما
يتعلق بالشروط والمواصفات الوظيفية للتأكد من المطابقة واالنسجام ما بينه
وبين متطلبات الوظيفية ،ويجب أن يتم في هذا التحليل مراعاة اختيار الموظف
للتدريب بما يتماشى مع مقاييس أدائه المتحققة ،ومستوى النضوج الفكري،
والذكاء ،والقابلية للتعلم ،والرغبة في االبداع ،ودرجة التخصصية مع محتوى
البرنامج التدريبي لتحقيق األهداف المطلوبة والعوائد اإليجابية للتدريب.
وهناك أساليب مختلفة يتم استخدامها في عملية الدراسة والبحث لتحديد االحتياجات
التدريبية كالمقابلة أو المَلحظة ،واالستمارة ،والتقارير ،والمطبوعات ،واالحتياجات،
والعصف الذهني ،واألساليب اإلسقاطية ،وغيرها .ويفضل أثناء عملية تحديد
االحتياجات التدريبية أن يتم االعتماد على أكثر من اسلوب للتوصل إلى قرار يتوفر فيه
أعلى مستويات من التأكد والدقة؛ ألن كل أسلوب يختلف عن اآلخر من حيث
اإليجابيات والسلبيات.
وللمزيد من التوضيح حول كيفية تحديد االحتياجات التدريبية نبين في النموذج اآلتي
رقم ( ) 6-2إطارا ً توضيحيا ً لشركة ما ترغب في تحديد احتياجاتها التدريبية.
142
نموذج ( )6-2يبين كيفية تحديد االحتياجات التدريبية
اسم الشركة..........................
التاريخ.................................................................:
أخر العدد مكان أهداف مجال الموقع اسم الرقم
التدريب التدريب التدريب الوظيفي الموظف
المقترح
نظري + 1 القدرة على جامعة في اللغة موظفة سناء 1
عملي التعامل مع السوربون العَلقات العامة الفرنسية
الزبائن
20ساعة 1 القدرة على وكالة قسم كتابة رئيس لؤي 2
اعداد التقارير األنباء التقارير االعَلم
األردنية الصحفية الصحفية
عملي 1 بناء جامعة كيفية قسم نظم رئيس سالم 3
البلقاء قواعد المعلومات الرقابة
التطبيقية البيانات اإلدارية
.......... 1 تعلم القيادة معهد مدير الموارد االدارة منير 4
واتخاذ القرار اإلدارة العليا البشرية
العامة
.......... 1 معهد لتسويق التصميم قسم التسويق ريم 5
الفنون الشركة الجرافيكي
الكتروني ا ً
تأتي هذه المرحلة بعد مرحلة تحديد االحتياجات التدريبية لتلبي غايات المنظمة
وحاجاتها ،ولتعكس حَلً لمشاكل أو قصور في أداء العاملين ،أو أداء المنظمة من
ناحية ،أو لتعزيز المهارات والقدرات سعيا ً نحو المزيد من االرتقاء والتطور
الَلمحدود؛ لمواكبة التغيرات والمستجدات التي تمكن المنظمة من بقائها في مقدمة
الصفوف في الريادة والتميز ).(Patton, et al., 2002
143
ويمكن القول أن مرحلة تحديد األهداف تعتبر من أهم الخطوات في عملية تصميم
البرنامج التدريبي؛ ألنها الخطوة التي تح رك وتفعل ما يسبقها وما يليها من خطوات ،أي
أن تحديد االحتياجات التدريبية تأتي استجابة للهدف المنشود ،بينما ما يليها من خطوات
تحدده األهداف ،والتي بدورها تحدد محتويات البرنامج التدريبي على أن يكون الهدف
معالجة ضعف ،أو تعزيز قدرة ومهارة ،أو تعديل السلوك ،وكذلك فإن أسلوب التدريب،
واختيار المكان والزمان التدريبي ،ونوعية المدربين ،وتحديد حجم النفقات تتحدد بناء
على األهداف المراد تحقيقها.
وانطَلقا ً من ذلك يمكن تحديد مزيج مختلف من األهداف للبرامج التدريبية ومنها:
-هدف إكساب المتدربين معارف جيدة ،تتحقق من خَللها إضافة معرفة علمية
جديدة أو إثراء معلومات غير موجودة لديهم؛ لتنعكس على رفع مستوى
أدائهم ،مثل أن يكون المدير في شركة ما يحمل الشهادة الثانوية العامة ولكنه
ناجح في عمله ولكن اذا تم تزويده ببرامج تدريبية في مجاالت اإلدارة تؤدي
الى زيادة وأثراء مستوى المعرفة العلمية لديه ،مما ينعكس ذلك إيجابيا ً على
زيادة مستوى أدائه ونجاحه.
-هدف إكساب المتدربين المهارات والخبرات المصحوبة بجوانب نظرية
ومعلوماتية ،يتحقق من خَللها براعة وحرفية مهنية في األداء كالسرعة
والدقة ،وغيرها ،مثل تدريب موظف في قسم اإلنتاج للعمل على اآلت وأجهزة
جديدة على قدر عال من الدقة والخطورة في التفاعل معها ،وبالتالي فإن ذلك
يتطلب اعطاء الموظف معلومات ومعارف عملية تمكنه من ادارتها والتعامل
معها؛ الستثمارها بشكل ايجابي وتفادي مخاطرها.
-هدف إكساب المتدربين سلوكيات جديدة تنسجم مع ثقافة المنظمة وهذا يرتبط
بالقيم واالتجاهات ،والمبادئ ،واألعراف ،والعادات ،والتقاليد ،والطقوس،
والشعارات ،والرموز ،وغيرها من الجوانب الكثيرة التي تتميز بالتعقيد،
والتي يصعب تغييرها لدى الفرد بمقدار ما يمكن تعديلها أو تطويرها الى
سلوكيات تتناغم مع أهداف المنظمة .والحديث في هذا الموضوع واسع؛ ألنه
يرتبط ويتداخل بعلوم مختلفة كعلم النفس ،واالجتماع ،واالنسان ،واإلدارة،
وغيرها وال مجال للدخول في تلك االختَلفات .ولكننا نختصر ذلك من خَلل
خبرتنا في هذا المجال؛ لنبين للقارئ أن التدريب على تغيير أو تعديل
السلوكيات أمر في غاية الصعوبة والتعقيد وخير دليل على ذلك أن كثيرا ً من
المنظمات كمنظمات األعمال والمنظمات العسكرية تخضع الفرد قبل اختياره
144
للتعيين فيها إلى شروط معينة ودقيقة وتقوم بدراسة شاملة لكافة خصائصة
وصفاته كاألمانة ،والصدق ،واإلخَلص ،والدقة ،والسرعة في األداء،
والحنكة ،واالنضباط ،واالستقامة ،والمرونة ،واالستجابة ،وغيرها من
الصفات المختلفة التي من خَللها ينعكس السلوك للفرد .حيث أن عدم توفر
األمانة لدى الفرد يعني أن هذا سلوك سوف ينعكس على أداء الموظف،
وبالتالي قد ال يكون الموظف أمينا ً على أسرار المنظمة ،ويقوم بإفشاء
أسرارها في المجالس واالجتماعات العامة وغيرها .حيث يقودنا هذا الى
اعتبار أن السلوك صفة متجذرة في بنية الفرد وشخصيته؛ األمر الذي يتطلب
الكثير من الجهود التنظيمية واالستعانة بخبرات ومهارات علماء النفس،
واألطباء ،واستخدام األساليب اإلدارية المختلفة للتمكن من تعديلها أو التقليل
منها .وتحتاج مثل هذه البرامج التدريبية إلى مزيج متنوع من التدريبات التي
تجمع بين المعارف ،والمعلومات ،والخبرات ،والمهارات النظرية والعملية؛
لتعكس قوى قابلة للتأثير اإليجابي.
-االستفادة من المستودع المهاري والمعرفي في المنظمة الذي يركز على بناء
ما يمكن أن نسميه هنا برأس المال الفكري ،والذي يركز على خلق مزيج
متنوع من الكفاءات والخبرات ،والمهارات للمنظمة لَلستفادة منها في
مشاريعها الحالية والمستقبلية المختلفة ،والتوسع في نشاطاتها واستراتيجياتها،
وتحقيق الجدارة التنافسية ،ولَلستفادة من ذلك الخزين أو المستودع المهاري
في الظروف الطارئة اإليجابية منها كالتوسع ،والتنوع في نشاطاتها ،وفتح
فروع جديدة ،أو السلبية منها كحاالت الوفاة ،واالستقاالت ،وترك الوظيفة،
وغيرها .أي بمعنى آخر عندما يكون لدى المنظمة خزين معرفي ومهاري فإن
ذلك يحقق لها جوانب قوة ،ويمكنها من استثمار هذا الخزين بشكل مباشر عند
الحاجة إليه .وتستخدم المنظمات مثل هذه األساليب لبناء المستودعات
المعرفية والمهارية فيها من خَلل البرامج التدريبية المختلفة سوا ًء الداخلية
منها كالتدوير الوظيفي ،أو الدورات الداخلية أو الخارجية من خَلل المكاتب
التدريبية والتبادل المعرفي والخبرات ،وغيرها .وينبغي أن تتوفر في الهدف
مجموعة من الشروط لكي تتحقق والتي أصبحت تسمى بعناصر ال
) ،) SMARTوهي مجموعة من الشروط الَلزم توفرها أثناء تحديد
األهداف ،ويمكننا توضيح تلك العناصر على النحو التالي (جوده:)2008 ،
S -وتعني ( ،( Specificأي أن يكون الهدف محدد وواضح بشكل
دقيق.
145
Mوتعني ( ،)Measurableأي قابل للقياس للتأكد من مستوى -
تحقيقه.
Aويعني ( ،)Achievableأي قابل للتحقق واالنجاز بحيث ال يكون -
مثاليا ً أو خياليا ً الى درجة معقدة يصعب تحقيقه والوصول اليه.
Rويعني ( ،)Relatedأي ذو عَلقة بطبيعة عمل المنظمة والموظف -
المتدرب واألهداف.
Tويعني ( ،) Time Frameأي أن يحدد الهدف بفترة زمنية معينة -
من حيث البدء بتطبيقه وفترة محددة للمساءلة عن النتائج المتحققة.
وهي الخطوة التي تأتي نتيجة عملية تحديد االحتياجات التدريبية في المنظمة؛ لتتفاعل
مع األهداف المنشود تحقيقها في المنظمة ،لذلك يجب عند اختيار المتدربين لبرنامج
تدريبي ضرورة مراعاة مجموعة من الجوانب والتي من أبرزها:
146
أن يكون اختيار المتدرب لهدف المعالجة لمشكلة ،أو الوقاية ،أو
التطوير.
أن يراعى المصلحة العامة للمنظمة وليس المصلحة الشخصية.
التوازن في اختيار التدريب للوظائف اإلدارية والفنية وكذلك بين
المستويات الوظيفية العليا والوسطى والدنيا.
وتعني هذه المرحلة تحديد المواضيع المراد تدريب العاملين عليها وإدخالها في البرنامج
التدريبي ،وتأتي المضامين لَلستجابة على ما تم وضعه من أهداف يسعى البرنامج
التدريبي إلى تغييرها أو تطويرها ،أو تعليمها للمتدربين.
وتختلف محتويات البرامج التدريبية تبعا ً للهدف المرتبط بكل برنامج ،وكذلك تبعا ً لنوع
التدريب المختلفة كالتدريب اإلداري ،واإلشرافي ،والفني ،والمهني ،والتخصصي،
والتشغيلي ،وغيرها .لكن ما يجب على أي برنامج تدريبي وإن أختلف في الهدف
ضرورة االلتقاء والتناغم في مجموعة من العناصر وهي:
147
التركيز على تخصصية الموضوع المراد تعليمه للمتدرب واالبتعاد
عن العموميات.
التركيز على المواضيع الحديثة.
تجنب التكرار في طرح المواضيع.
مراعاة الفترة الزمنية المحددة للبرنامج التدريبي (Gomez-Mejia,
).1998
تعرف أساليب التدريب بالطريقة أو اآللية التي يعطي أو يقدم فيها المدرب البرنامج
التدريبي للمتدربين .ويعتبر أيضا ً من العناصر األساسية التي تساهم في تحقيق أهداف
البرنامج التدريبي بكفاءة.
وهناك العديد من أساليب التدريب التي يمكن أن يستخدمها المدرب في برامجه التدريبية
وفيما يلي أهمها:
148
دراسة الحالة ( :)Case studyهو أسلوب يركز على وصف لموقف معين
من خَلل كتابتها على شكل قصة حقيقية أو افتراضية ،ويتم فيها تحديد
مجموعة من المشاكل والعناصر والمتغيرات ضمن أحداث أو تفاعَلت مختلفة
ليصار من خَللها الى وضع تصور لها من قبل المتدرب وتقديم آرائه
وأقتراحاته حول كيفية التعامل مع هذه الحالة.
تمثيل األدوار ( :) Role representationوهو أسلوب درامي وتمثيلي أو
تقمص المتدرب لقضايا ،أو ظواهر ،أو موضوعات حقيقية في الحياة ،أو
ألدوار شخصيات معينة ،كدور المحاضر ،أو القاضي ،أو المدير ،وغيرها
ألكساب المتدرب فرصة التخيل والممارسة والتمكين ولو كان لحظيا ً مع تلك
األجواء أو المواقف لتعزز عنده األهداف المطلوبة.
العروض العملية ( :)Practical presentationsوهي النشاطات أو األعمال
التي يقوم بها المدرب بتطبيقها فعليا ً على أرض الواقع أمام المتدرب لتوضيح
كيفية تحقيقها بمهارة ،مثل عرض في شركة كمبيوتر حول كيفية التعامل مع
األجهزة وصيانتها .أو مثل العروض التي يقدمها الضباط العسكريون أمام
الجنود في الميدان لتعليمهم كيفية أدائها ،وغيرها من األمثلة الكثيرة على ذلك.
األساليب اإلسقاطية ( :)Projection methodsوهي أشبه ما تكون بقصة ،أو
شكل ،أو صورة ،ولكنها غير مكتملة تعرض على المتدربين ليبقى الجزء
التكميلي منها خيارا ً أمام المتدربين لتكميله والتعبير عنه بما يروه مناسباً.
ويعتبر هذا األسلوب من األساليب التي تكشف ميول وتوجهات األفراد ومدى
قدرتهم على الخيال واإلبداع والثقة بالنفس.
أساليب تدريب الحساسية ( :)Sensetivity training methodوهو أسلوب
كما بينت برنوطي ( ) 2007يركز على تعديل سلوكيات العاملين بشكل عام
والمستويات الوظيفية في اإلدارة العليا بشكل خاص من خَلل جلسات جماعية
مطولة يشرف عليها متخصصين في اإلرشاد النفسي والعَلجي؛ لتصحيح
العيوب واألخطاء في ذاتهم لينعكس ذلك إيجابيا ً على سلوكهم تجاه المنظمة.
التدريب الذاتي ( : )Self-trainingوهو من األساليب التي يعتمد فيها
المتدرب على نفسه في التعلم واكتساب مهارات ومعارف جديده دون أن يكون
هناك مدرب ،وإ نما يعتمد على جهود الفرد نفسه وسعيه إلى التعلم من خَلل
طرق مختلفة مثل االنترنت ،والبرامج الحاسوبية ،والمكتبات ،والمبادرة في
االطَلع المستمر ،وطرح األسئلة المتميزة ،والتطفل ،وجمع المعلومات الذاتية.
149
المشاركة في اللجان ( :)Participation with committeesوهو اسلوب
يكتسب من خَلله الموظف معارف وسلوكيات جديده تمكنه من تعزيز خبراته
وتهذيب سلوكه وتطوير ذاته.
فترة التجربة للموظف ( :)Experience period for the employeeوهو
أ سلوب تستخدمة كثير من المنظمات للموظفين الجدد؛ ويكون الهدف منه إما
تقييم أداء الموظف واختياره للتوظيف بنا ًء على ذلك ،أو لتطوير أدائه ليتم
وضعة في المكان الوظيفي ا لمناسب ،وقد يتقاضى الموظف خَلل فترة التجربة
أجورا ً أو مكافأة رمزية ومحددة أو دون ذلك ،ويكون ذلك متفقا ً عليه بشكل
سابق ضمن عقد مبرم بين الطرفين.
الزيارات الميدانية ( :)Field visitsوهو أسلوب يعتمد على زيارة فريق أو
مجموعة من الموظفين لمواقع وظيفية وميدانية لمنظمات أخرى ،لَلطَلع على
تجاربها في مجال عمل معين ،ويقوم بعد ذلك الفريق باعداد تقرير حول
الزيارة أو عقد حلقة نقاش لمناقشة ما تم االستفادة منه من تلك الزيارة.
المكتب أو المقعد المجاور ( :)Office near byوهو أسلوب يعتمد على
وضع موظف بجانب موظف أخر لَلطَلع على ما يقوم به من أعمال؛
لَلستفادة منها؛ وليتمكن من تعلمها وتطبيقها ،وهو اسلوب تستخدمه الكثيرمن
المنظمات وخاصة مع الموظفين الجدد.
التدريب التخيلي /االفتراضي ( :)Virtual trainningوهو أسلوب التدريب
الذي يعتمد على محاكاة الذات من خَلل تخيل الفرد أو تصوره لموقف ما،
يكون قد حدث معه ،أو يستعد إلى مواجهته في المستقبل من أجل تمثيله على
أرض الواقع ذهنيا ً ونفسيا ً من أجل التهيؤ لمواجهتة والتفاعل معه أيجابياً .مثل
أن يتخيل فرد ما مقابلة محددة له من أجل التوظيف في شركة معينة ،حيث يقوم
بالتدرب والمحاكاه ذاتيا ً كيف يتصرف في المقابلة ،وكيف يجيب على األسئلة،
وغيرها من السلوكيات أو ردود األفعال التي ربما يتوقع حدوثها أثناء المقابلة.
وهناك أساليب عديده يمكن استخدامها كوسائل تدريبية كالمؤتمرات وورش وحلقات
العمل والندوات وغيرها.
ولكي تحقق أساليب التدريب أهداف البرنامج التدريبي وعوائد ايجابية تنعكس على
المتدرب والمنظمة يجب أن يراعى فيها ما يلي:
150
استخدام االسلوب التدريبي الذي يتماشى مع هدف البرنامج التدريبي ومستوى
البساطة أو التعقيد فيه .أي بمعنى إذا كان هدف المنظمة من البرنامج التدريبي
هو إكساب الموظفين الجدد معارف في الحقوق والواجبات التي تقع عليهم ،فهنا
من البديهي أن يكون أ سلوب التدريب لهم نظري أو محاضرات إلطَلعهم على
األنظمة ،والقوانين ،والتعليمات ،وسياسات عمل المنظمة ،وغيرها ،وال داعي
أن يتم إدخال أساليب الحساسية مثَلً أو دراسة الحالة أو غيرها من األساليب
المعقدة؛ ألن ذلك فقط يؤدي بالغرض المطلوب ،ويحقق األهداف المرجوة،
وخاصة أن استخدام أية أساليب إضافية يشكل عبئا ً ماليا ً وجهودا ً إضافية على
المنظمة.
استخدام األساليب النظرية والعملية كلما اقتضت الحاجة.
توفير المدربين المتميزين من ذوي الخبرة والمعرفة والكفاءة في الجوانب
العلمية والعملية والسلوكية.
استخدام التقنيات المختلفة ( السمعية ،والبصرية ،والمقروءة ،وغيرها) بما
يتناسب مع هدف البرنامج التدريبي والفروقات الشخصية للمتدربين.
أي تخصيص المبالغ التي سوف تدفع وتنفق على البرنامج التدريبي؛ ألن هذه
المخصصات في العادة يجب أن تكون مشمولة في ميزانية المنظمة في بداية كل عام
جديد ،من المعروف أن لكل برنامج تدريبي نفقات ومصاريف عالية تختلف عن اآلخر.
وتستخدم المخصصات المالية في البرنامج التدريبي في مجاالت مختلفة منها:
152
Provision of supplies needed for the training program and
facilities
حيث يجب توفير كل ما يمكن أن يحتاجة المدرب والمتدرب والمشرفين على البرنامج
التدريبي مثل:
تجهيز وإ عداد جدول أو رزنامة توضح كافة النشاطات والفترة الزمنية التي
يتضمنها البرنامج التدريبي وتوضيحها في إطار منظم يوزع على عدد أيام
الفترة الزمنية للتدريب ،مثل تحديد ما يتعلق بالتدريب في اليوم األول من حيث
اسم الموضوع ،واسم المدرب ،ووقت التدريب ،ومكان التدريب ،ونوع
التدريب ،ووقت االستراحة ،ووقت تناول الوجبات ،وأوقات الرحَلت .وهكذا
يحدد كيفية تنفيذ البرنامج التدريبي لليوم الثاني كما هو الحال في اليوم األول،
وهكذا لليوم الثالث ثم الرابع إلى حد االنتهاء والتقييم للبرنامج التدريبي،
والنموذج التالي رقم ( ) 6-3يوضح على سبيل المثال ال الحصر برنامج
تدريبي افتراضي مختصر.
نموذج رقم ( )6-3برنامج تدريبي
اسم البرنامج التدريبي :تطوير مهارات االتصال والديبلوماسية
الفئة المستهدفة :موظفي االدارة الوسطى في وحدات العَلقات العامة
مكان البرنامج التدريبي :فندق الشيراتون /عمان
فترة انعقاد البرنامج التدريبي 2017/1/1 :ولغاية 2017/1/15
الجهة المشرفة على البرنامج التدريبي :مؤسسة المشاعل للعلوم والتكنولوجيا
المكان اسم المحاضر الموضوع الوقت اليوم
والتاريخ
وزارة مدير عام مؤسسة كلمة الترحيب 9 -8
االعَلم المشاعل
- استراحة 9.30-9 األحد
مدير وكالة األنباء مهارات االتصال الحديثة -9.30 2017/1/1
10.30
مدير المعهد العَلقات العامة بين العلم -10,30
الدبلوماسي والفن 11,30
Philip Kotler 1-11.30االستراتيجيات التسويقية
- استراحة الغداء 2-1
153
الجامعة وزير االعَلم فن التعامل مع اآلخرين 10-8 االثنين
االردنية - استراحة -10 2017/1/2
10.30
رئيس الجامعة دراسات تطبيقية في حل -10.30
االردنية المشاكل 12
مدير جائزة اإلبداع التفكير اإلبداعي 1-12
- استراحة الغداء 2-1
جامعة رئيس جامعة البلقاء إدارة التنوع الوظيفي 10-8
البلقاء التطبيقية
التطبيقية - استراحة -10
10.30 الثَلثاء
وزير العمل ادارة الصراعات الوظيفية -10.30 2017/1/3
12
د .عبد الباري درة أسلوب الذكاء العاطفي 1-12
- استراحة الغداء 2-1
جامعة عميد كلية االعَلم الديبلوماسية 10-8
اليرموك في جامعة اليرموك في التعامل
- استراحة -10
10.30
Fika Henwasak التجربة -10.30
االربعاء
اليابانية في 11.30
2017/1/4
خدمة الزبائن
مدير العَلقات العامة زيارة ميدانية 1-11.30
الى السفارة
اليابانية
- استراحة الغداء 2-1
وهي العملية التي تأتي لتطبيق وإخراج كل ما تم التخطيط له نظريا ً إلى واقع ميداني
ولتحويل الخطوات السابقة التي ذكرناها في البرنامج التدريبي في نموذج رقم () 6-1
إ لى تنفيذ فعلي بشكل منهجي وعلمي كما تم التنظيم والتخطيط له لتحويل المدخَلت
والعمليات الى مخرجات تلبي األهداف التي صمم من أجلها البرنامج التدريبي ،والتي
يعتبر بمثابة المخرجات ،أي مستوى العوائد التي تعود على المنظمة والموظف بالنفع
مثل عوائد المهارات ،والمعارف ،والسلوكيات ،والتطوير ،والتنمية ،والميزة التنافسية،
والمكانة ،وزيادة الحصة السوقية ،واألرباح ،وغيرها من األهداف والمخرجات التي
بينها الشكل نفسه.
كما وتعتبر خطوة التنفيذ عملية فعل ( )Actionتلزم كافة األطراف المشتركة في
البرنامج التدريبي كالمصمم للبرنامج التدريبي ،والمنسق ،والمدرب ،والمتدرب،
والمحاسبين ،وأصحاب أماكن التدريب ،والموظفين المساندين ،وغيرهم بالتقيد
وااللتزام التام بالمسؤوليات وكل ما يقع عليهم من حقوق وواجبات يضمنها لهم
البرنامج التدريبي في إطاره التنظيمي ).(Noe, etal., 2000
155
وللمزيد من التوضيح نبين أنه في هذه المرحلة يجب على كافة األطراف االلتزام والتقيد
في تطبيق ما جاء في خطوات اعداد وتصميم البرنامج التدريبي مثل:
تقيد كافة األطراف بأهداف البرنامج التدريبي الذي وضع من أجله.
التقيد بتنفيذ تدريب األفراد الذين تم اختيارهم للتدريب.
التقيد بكافة نصوص ومحتويات البرنامج التدريبي وعدم الخروج عن
مضمونه.
التقيد بتنفيذ أساليب التدريب كما تم تحديدها واالتفاق عليها وعدم االخَلل بما
تم االتفاق عليه.
التقيد بأسماء المدربين الذين تم اختيارهم وفق المواصفات والشروط
والمؤهَلت المحددة.
التقيد بصرف كافة المستحقات المالية للمعنين ضمن األسس والمبادئ التي
حددت.
التقيد بتوفير كافة التسهيَلت والمستلزمات التي يحتاجها البرنامج التدريبي
ضمن الشروط واالتفاقيات المبرمة.
التقيد بتنفيذ البرنامج التدريبي ضمن الفترة الزمنية المحددة دون تأخير.
تأتي هذه الخطوة بعد االنتهاء من البرنامج التدريبي للتأكد من مدى تحقيق البرنامج
لألهداف .ويمكن تقييم البرنامج التدريبي عن طريق اعداد مجموعة من األسئلة التي يتم
الحصول على اجابة عليها من خَلل وسائل مختلفة كاالستمارة ،والمقابلة ،والمَلحظة،
واللقاءات ،وغيرها .ويمكن الحكم على مستوى التقييم من خَلل متغيرات مختلفة ،مثل:
156
والحصة السوقية ،والتوسع في النشاطات ،والسمعة ،والشهرة ،والمكانة
التنافسية.
ردود فعل الرئيس المباشر للمتدرب وما يلمسة من تغيرات متحققة (Denisi,
).etal., 2001
ويمكننا أن نوضح للقارئ نموذج تقييمي مختصر لبرنامج تدريبي افتراضي من خَلل
النموذج أدناه رقم (:)6-4
يرجى تعبئة النموذج أدناه واختيار االجابة المناسبة بشكل موضوعي لهذا البرنامج
التدريبي؛ لنتمكن من تطويره بما يلبي طموحاتكم واحتياجاتكم المستقبلية في التدريب.
-اسم البرنامج التدريبي......: -اسم المتدرب ( اختياري)......
-تاريخ االنتهاء من البرنامج -تاريخ بدء البرنامج التدريبي......
التدريبي......
-مكان انعقاد البرنامج -الجهة المشرفة على البرنامج التدريبي......
التدريبي.........
ممتاز جيد جيد مقبول ضعيف الفقرات الفقرات الرقم
جدا
مستوى الحضور في 1
مواضيع البرنامج الفقرات
التدريبي. المتعلقة
مَلءمة مواضيع بالمتدرب 2
البرنامج التدريبي مع
عملك.
مساهمة البرنامج في 3
المجاالت المعرفية.
مساهمة البرنامج في 4
المجاالت المهارية.
سهولة فهم مواضيع 5
البرنامج التدريبي.
157
مستوى المنفعة المتحققة 6
من البرنامج التدريبي
ترابطية مواد 7 الفقرات
البرنامج المتعلقة
التدريبي. بمحتو
وضوح مواد 8 البرنامج
البرنامج التدريبي
التدريبي.
تغطية المواد 9
المطروحة
وشموليتها.
التوازن بين 10
الجانب النظري
والعملي.
مدة البرنامج التدريبي. 11
كفاءة المدرب 12
النظرية. الفقرات
كفاءة المدرب 13 المتعلقة
العملية بالمدرب
أسلوب المدرب 14
في توصيل
المعلومة
التزام المدرب 15
بالمواعيد
والمحاضرات.
تفاعل المدرب وتعاونه 16
مع المتدربين.
الفقرات
المتعقلة
بمستو
التسهيالت
158
المقدمة
ال هل لديك اقتراحات لتطوير البرنامج التدريبي نعم □
□
اذا كان نعم اذكرها......................................................................:
ولكننا يمكن أن نضيف في هذا الجانب أن عملية التقييم الفاعلة هي التي ال تكون فقط
عند االنتهاء من البرنامج التدريبي ،بل هي التي تواكب تقييم البرنامج التدريبي ما قبل
التنفيذ ،وأثناء تنفيذه ،وبعد التنفيذ ،في كافة خطواته لكشف جوانب الضعف فيه
وتصحيحها وكشف جوانب القوة وتعزيزها .وكذلك الحال بالنسبة للمتدرب والمدرب
فإن العملية التقي يمية لهما هي التي تكون ما قبل دخولهما إلى البرنامج التدريبي ،وأثناء
التنفيذ ،وما بعد االنتهاء من البرنامج التدريبي؛ ألنه من خَلل ذلك يمكن معرفة
مستوياتهم بشكل أدق والحكم بأكثر دقة وواقعية على مستوى العوائد المتوقع تحقيقها.
أوال :التدريب داخل وأثناء العمل المؤسسي (:)Internal and within the work
وهو التدريب الذي يكون في موقع عمل المنظمة وأثناء ساعات العمل الرسمي ،بحيث
يتم الحاق المتدرب بموظف أكثر خبرة وتأهيَلً يعمل في المنظمة ليقوم بتدريب
الموظف المرشح للتدريب على األعمال التي يتخصص فيها ،أو أن يكون داخل
المنظمة مركز متخصص للتدريب ومجهز بكافة الوسائل الَلزمة ويتم الحاق الموظفين
للتدرب فيه.
وأبرز ما يتميز به هذا األسلوب من ايجابيات هو أنه غير مكلف ،التدريب يكون واقعيا ً
وعمليا ً ،وتكون االستفادة مباشرة من خَلل التفاعل المتبادل ،والتنوع في العوائد
المعرفية والمهارية (نظري ،عملي) ،كذلك يتم التعرف على موظفين جدد ،وتغيير
الروتين المعتاد في نفوس العاملين من خَلل العمل في بيئة ومناخ جديد .بينما ما يؤخذ
على هذا األسلوب من سلبيات هو أن مستوى القيمة من المعارف والمهارات المعطاه
للمتدربين قد تخضع إلى مزاجية المتدرب ،وحسب مستوى انشغاله ،ومدى رغبته في
قبول وتعليم المتدربين في إعطائهم المعلومة أو احتكارها.
159
ثانيا :تدريب خارج مكان العمل ( :)Out of the organizationوهو التدريب الذي
يكون خارج المنظمة ،بحيث يتاح للموظف فرص الخروج من المنظمة التي يعمل فيها
بشكل جزئي ،على أن تقطتع من ساعات عمله ،أو يُفرغ الموظف كليا ً من العمل
المرتبط فيه لفترة االنتهاء من البرنامج التدريبي الخارجي ،حيث يكون مثل هذا النوع
من التدريب من خَلل الجهات التالية:
ال شك أن التدريب هو من الوظائف األساسية المناطة بادارة الموارد البشرية؛ لذلك فإن
تنظيم إدارة الموارد البشرية هو المسؤول بالدرجة األولى عن كل ما يتعلق بالعملية
التدريبية من خَلل إعدادها ،وتصميمها ،وتقسيمها على كافة مستويات المنظمة
وأنشطتها .حتى تتمكن ادارة الموارد البشرية من القيام بوظيفة التدريب بكفاءة -يجب
أن يكون هناك دور ومسؤولية تناط بتنظيمات أخرى في المنظمة وهي:
161
يمكن القول أن التدريب يتميز عن غيره من وظائف ادارة الموارد البشرية بأن له أنواع
مختلفة وعديدة ،ويمكن أن نجمل أبرز أنواع التدريب حسب التقسيمات التالية المبينة في
النموذج أدناه رقم ( :)6-5
وللمزيد من التوضيح يمكننا توضيح كل نوع من األنواع التدريبية التي ظهرت في
الشكل أعَله على النحو التالي:
162
أ -التدريب للموظفين الجدد ( :)Training for new employeesوهو التدريب الذي
يركز على الموظفين في المراحل األولى في توظيفهم ،ويسمى هذا النوع من التدريب
الوظيفي ب:
163
التدريب المهني ( :)Vocational trainingوهو التدريب الذي يركز على
إ كساب الفرد مهارات ومعارف في مجاالت حرفيه أو تصنيعية ،ويركز مثل
هذا النوع على الجوانب العملية التي تكسب الفرد براعة وإتقان لألداء.
التدريب للمدريين ( :)Training for trainersويركز هذا النوع من التدريب
على اعداد برامج تدريبية متخصصة للمديريين؛ ليتم إعدادهم ،وتأهيلهم،
وتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم في المجاالت اإلدارية والفنية؛ ليتمكنوا من تنفيذ
برامجهم التدريبية بما يتماشى مع الحداثة والتطور والقدرة على التعامل مع
المتدربين واحتوائهم ،وتوصيل المعلومة إليهم بشكل ايجابي.
التدريب التخصصي ( :)Specialized trainingويركز هذا التدريب على
الوظائف ذات المستوى العالي من الدقة والتخصصية لغرض التميز في أدائها،
أو لمواكبة التطورات المرتبطة بهذه الوظائف ،مثل :الوظائف المتعلقة
بالتخصصات الطبية والحاسوبية وغيرها ).(Dessler, 2000
164
تدريب إرشادي أو توجيهي ( Training for counseling and
،)guidanceحيث يشبه هذا النوع التدريب األساسي ،والذي يستهدف
الموظفين الجدد ،والذي وضحناه سابقا ً في هذا المحور.
تدريب عَلجي ( :)Corrective trainingوهو تدريب يأتي كرد فعل على
فشل المنظمة أو الموظفين في أداء ما ،ويتم وضع برنامج تدريبي كحالة انقاذ
لوضع أو مشكلة متكررة لمعالجتها والسيطرة عليها.
تدريب وقائي ( :)Preventive trainningوهو تدريب استباقي ،يتم تدريب
العاملين من خَلله على جوانب مختلفة تتعلق في طبيعة العمل الحالي أو
المستقبلي لتجنيبهم من الوقوع في الخطأ.
تدريب تطويري ( :)Developmental trainingوهو نوع من التدريب
الذي يستخدم كثيرا ً في المنظمات خاصة في تلك التي تتطلع إلى التميز
والحداثة ،والتي تواكب التخطيط البناء في مواردها البشرية ومشاريعها
التنموية ضمن عمل مؤسسي استراتيجي؛ للمحافظة على ديمومة التطور،
ولبناء خزين معرفي مستمر ومتجدد؛ لَلستفادة منه واستثماره في نشاطاتها
التوسعية وفي الترقيات والمنافسة ).(Fisher, et al., 2003
165
أسئلة الفصل السادس
166
الفصل السابع
تقييم األداء
Performance Evaluation
167
الفصل السابع
تقييم األداء
Performance Evaluation
المفهوم -
مستويات تقييم األداء -
أهداف تقييم األداء -
خطوات تقييم األداء والمعايير -
الجوانب التي يجب مراعاتها في عملية تقييم األداء -
طرق تقييم األداء -
مسؤولية إدارة تقييم األداء -
من يقيم من؟ -
مدة التقييم -
أسئلة الفصل -
168
الفصل السابع
تقييم األداء
Performance Evaluation
يعتبر األداء المحور الرئيس الذي تعنى به االدارات على اختَلف أنواعها كونه يشكل
أهم أهداف المنظمة ،إذ أن معظم المنظمات تتوقع من العاملين فيها أن يؤدوا مهامهم
التي أسندت اليهم بكفاءة وفاعلية ،وهذا يقتضي بالضرورة تقييم األداء لكي تعرف
مواطن القوة ومكامن الضعف عند هؤالء العاملين لتحديد ما يقتضي فعله.
ومن جهة أخرى وعلى نفس الدرجة من األهمية يحدد تقييم األداء تلك الفئة من
الموظفين الذين ال يحققون للمنظمة أهدافها ،ويشكلون عبئا ً عليها ،ومن هم األجدر
لَلحتفاظ بهم في المنظمة.
وقد تم تعريف تقييم األداء بأنه عبارة عن عملية تقدير أداء كل فرد من العاملين خَلل
فترة زمنية معينة لتقدير مستوى ونوعية األداء المتحقق ( برنوطي.)2007 ،
ويرى البعض أن تقييم األداء هو نفسه تقييم الكفاءات الذي يعني أداء الفرد بكل ما
يتعلق به من خصائص نفسية ،أو بدنية ،أو مهارات فنية أو سلوكية أو فكرية؛ من أجل
تحديد نقاط القوة وتعزيزها وتحديد جوانب الضعف ومعالجتها؛ بغية تطوير أداء
العاملين وتحقيق الفعالية للمنظمة (السالم.)2009،
169
وتم تعري ف تقييم األداء بأنه عبارة عن تقرير دوري يبين مستوى أداء الفرد ونوع
سلوكه مقارنة مع م همات وواجبات الوظيفة المنوطه به لكشف جوانب الضعف
ومعالجتها ،وكشف جوانب القوة وتعزيزها ( صالح.)2004 ،
بينما عرف ( دره ،والصباغ ) 2009،تقييم األداء بأنه عبارة عن عملية إصدار الحكم
على أداء وسلوك العاملين في العمل؛ للتمكن من اتخاذ القرار في عملية االحتفاظ
بالعاملين ،أو ترقيتهم ،أو نقلهم ،الى مواقع وظيفية أخرى ،أو التغيير على مستوى
العوائد المالية للعاملين ،أو تدريبهم وتنميتهم ،أو تأديبهم ،أو فصلهم واالستغناء عنهم.
نستنتج مما تقدم أن مفهوم تقييم األداء يشتمل على العناصر اآلتية:
مفهوم مرادف أو م رتبط بأحد أهم وظائف االدارة وعناصرها األساسية أال
وهي ال رقابة التي تأتي كمرحلة تكميلية ضرورية لباقي وظائف اإلدارة
المختلفة كالتخطيط ،والتنظيم ،والتوجيه ،واتخاذ القرار للتأكد من ترابطية
العَلقة وسير اإل جراءات حسب المرسوم وضمن المعايير والمقاييس المحددة.
عملية ونشاط مستمر يواكب كافة مراحل العملية اإلنتاجية ودورة حياة العمل.
عملية تعود بنتائج إ يجابية لمتخذ القرار فيما يتعلق بإجراءات العمل من حيث
تعزيز جوانب القوة ومعالجة جوانب الضعف بعد الكشف عنها.
إ ن عملية التقييم لألداء ال تقتصر فقط على تقييم أداء الفرد أو العامل في المنظمة ،وانما
يتم التقييم لجوانب مختلفة ومتعدده ،ويمكن ايجازها في اآلتي:
170
-3تقييم األداء المؤسسي ( :)Institutional performance assessmentوهو
التقييم الذي يركز على كشف مستوى منظمة معينة في كافة أقسامها وتنظيماتها
-من حيث إنجازها وتميزها في جوانب معينة بالمقارنة مع غيرها من
المنظمات المماثلة.
-4تقييم األداء المجتمعي ( :)Community performance evaluationوهو
التقييم الذي يركز على كشف مستوى وواقع مجتمع أو شعب كامل مع غيره
من الشعوب أو المجتمعات -من حيث مستوى التنمية في المجاالت المختلفة
كاالقتصادية ،واالجتماعية ،والثقافية ،والبيئية ،وغيرها استنادا ً على معايير أو
مقاييس دولية معينة.
يرتبط بعملية تقييم األداء العديد من األهداف التي تستخدم ألغراض تخطيطية،
وتنظيمية ،وتنموية مختلفة ،تعود بالنفع والفائدة على المجتمع والمنظمة والفرد على
السواء ،ويمكن القول أن الهدف األساسي من عملية تقييم األداء هو الوصول الى جمع
المعلومة؛ وذلك المتَلك المعرفة حول األداء ممثَلً بالجهد ،والنتائج المتحققة،
والسلوك ،وغيرها من معايير األداء المختلفة التي من خَللها يتم الوصول إلى تحقيق
أهداف كثيرة ومتنوعه ،وفيما يلي أبرز أهداف عملية تقييم األداء (عباس ،وعلي،
:)2003
-1كشف مستوى االنتاجية الحقيقية لكل مستوى وظيفي على حده ،وتحسين
مستوى اإلنتاج وتطويره ،حيث تعني اإلنتاجية نسبة المخرجات إلى المدخَلت
في العملية االن تاجية أو الخدمية ،واذ تستخدم اإلنتاجية كمعيار أساسي في قياس
األداء ،ويمكن قياسها من خَلل عملية قسمة المخرجات على المدخَلت (
حمود ،والخريشه .)2007 ،وهناك ما يسمى باإلنتاجية الكلية وهي التي تقيس
نسبة كافة المخرجات إلى المدخَلت من (عمل ،ومواد أولية ،ومعدات
وماكنات ،ومعلومات ،وموارد مالية ،وأخرى) .وهناك اإلنتاجية الجزئية التي
تقيس المخرجات إ لى المدخَلت ولكن تكون على مستوى جزء محدد في
المنظمة؛ لتحديد مستواه بالمقارنة مع غيره من أجزاء المنظمة األخرى .وال
تكون شاملة لكافة أجزاء المنظمة.
-2تحديد اإلحتياجات الوظيفية بما ينسجم مع حجم األعباء التي يقوم بها الموظف
والمنظمة.
-3تحديد اإل حتياجات التدريبية التي تساهم في زيادة مستوى األداء الوظيفي.
171
-4تحديد أنظمة دفع عادلة للعاملين في األجور ،والرواتب ،واالمتيازات المختلفة.
ترتبط عملية تقييم األداء بمجموعة من الخطوات والمراحل المتسلسلة ،والتي يحكمها
اسلوب عمل علمي ممنهج يضمن الوصول إلى قياس دقيق لتقييم األداء المراد قياسة،
و يعكس نتائج صحيحة تساهم بشكل فعلي في الوصول إلى الهدف المنشود؛ لتحقيق
العوائد اإل يجابية على المنظمة والعاملين فيها ،والوصول إلى استخدام نتائج التقييم
بالشكل األمثل من قبل إدارات المنظمة وأصحاب القرار فيها؛ لذلك يتطلب من الجهات
التي تقوم بعملية التقييم أن ال تقوم بها بشكل عشوائي وإنما عليها أن تتبنى أسلوبا ً علميا ً
ممنهجيا ً يمكن تلخيصه باآلتي( :عباس وعلي)244 :2003 ،؛ (صالح:)139 :2004 ،
-1تحديد عناصر األداء المراد تقييمها :حيث أن عناصر األداء كثيرة ومتنوعة،
و تختلف باختَلف المنظمات ونشاطاتها ،وكذلك أهداف عملية التقييم؛ األمر
الذي يؤدي الى صعوبة في توحيد أو اعتماد معايير ومقاييس األداء في كافة
المنظمات ،فلو رجعنا مثَلً الى الدراسات واألبحاث السابقة في مجال تقييم
وقياس األداء -لوجدنا أن هناك عناصر مختلفة تم دراستها واستخدامها من قبل
الباحثين كاإلبداع ،والسرعة ،والدقة ،واالنضباط ،والتعاون ،واحترام
اآلخرين ،والمعرفة بالعمل ،والقيادة ،واالنتاجية ،والتقيد باألنظمة والقوانين،
وتفويض الصَلحيات ،وتحمل المسؤولية ،واحترام الوقت ،والقدرة على
التواصل ،وغيرها.
-2تحديد سلم للتقديرات التي تترتب على عملية القياس (ممتاز ،جيد جداً ،جيد،
متوسط ،ضعيف).
172
-3تحديد نقاط معيارية لكل درجة من الدرجات التي يتم وضعها كما هو مبين في
النموذج أدناه رقم (.)7-1
جدول رقم ( )7-1نقاط التقييم لعناصر األداء
النقاط الدرجة
100-90 ممتاز
89 -80 جيد جدا ً
79 -70 جيد
69 -60 متوسط
59 -50 ضغيف
49-0 راسب
-4وضع عناصر األداء والدرجات والنقاط داخل نموذج يتم إعداده لهذه الغاية
يطلق عليه اسم "نموذج تقييم األداء" كما هو مبين في الجدول ادناه رقم (7-
:)2
نموذج رقم ( )7-2عناصر األداء
األوزان المعيارية الفقرات
متوسط ضعيف راسب جيد جدا جيد ممتاز عناصر األداء الرقم
49-0 59-50 69-60 79-70 89-80 100-90
. 1اإلبداع
. 2السرعة
. 3الدقة
. 4االنضباط
. 5التعاون
. 6احترام اآلخرين
. 7المعرفة بالعمل
. 8القيادة
. 9اإلنتاجية
. 10التقيد بأنظمة
المنظمة
. 11تفويض
173
الصَلحيات
. 12تحمل المسؤولية
. 13احترام الوقت
. 14القدرة على
التواصل
المجموع
التاريخ..........: التوقيع..............: اسم المقيم................:
أن يقوم المقيم بكتابة وتدوين أية مَلحظات بجانب كل عنصر من عناصر -5
التقييم ،أو في المكان المخصص لذلك في أسفل النموذج.
أن يتم بعد ذلك تحليل البيانات وجمع النقاط التي حصل عليها كل فرد في -6
نموذج التقييم النهائي لتحديد التقدير النهائي لكل فرد ،ثم فرز درجة كل منهم
حسب النقاط التي حصل عليها كما تم توضيحه في الجدول رقم (.)7-2
أن يتم اقرار نموذج التقييم من قبل الشخص الذي قام بعملية التقييم من خَلل -7
كتابة اسمه وتوقيعه وتاريخ التقييم في أسفل النموذج؛ ألغراض التوثيق
والمراجعة عند الطلب.
رفع نتائج التقييم إ لى الجهات المتخصصه أو أصحاب القرار المعنيين لَلستفادة -8
منها في األغراض التنظيمية والتخطيطية المستهدفة.
توثيق نتائج التقييم لَلستفادة منها في التقييم التراكمي. -9
تعتبر عملية تقييم األداء من أكثر العمليات دقة وحساسية؛ ألنها ترتبط بنتائج يستند
عليها في عملية صنع القرار ،ورسم السياسات ،وتطوير األنظمة والقوانين ،والتخطيط،
وغيرها من اإلجراءات التي تؤثر على واقع المنظمة وأدائها .لذلك يقع على عاتق إدارة
الموارد البشرية بشكل خاص والجهات األخرى المعنية بالتقييم بشكل عام ضرورة
مراعاة مجموعة من الجوانب للوصول الى مخرجات تقييم صحيحة منها:
174
-1الدقة في اختيار عناصر تقييم األداء بما ينسجم مع األهداف،
والظواهر والمشاكل المراد الوصول اليها.
-2اختيار أوزان معيارية تضمن توزيع حقيقي لمستويات األداء بين
األفراد المراد تقييمهم للوقوف على تمثيل عادل لكل مستوى.
-3الدقة والوضوح في صياغة األسئلة المتعلقة بكل عنصر واالبتعاد عن
الغموض والتكرار.
-4إعطاء تعريفات إ جرائية لعناصر األداء المراد قياسها بما ينسجم مع
هدف العملية التقييمية.
-5االبتعاد عن التحيز والمزاجية في عملية التقييم ،وأن يتم التقييم
بحيادية مطلقة ،أي بما ينسجم مع قناعة المقيم دونما التأثر بأراء
اآلخرين.
-6اعتماد نتائج عملية التقييم التي يتم الوصول اليها ،واالبتعاد عن
تسييس المعلومة أو التحريف.
-7إ عطاء عملية التقييم الوقت الكافي ليتسنى للشخص المقيم فرصة تفهم
األسئلة واإلجابة عليها بدقة.
-8تنفيذ عملية التقييم في بيئة يسودها االستقرار والهدوء بعيدا ً عن
الضوضاء أو التوترات المختلفة التي قد تؤثر على مسار عملية
التقييم.
-9أن يكون القائمين على عملية التقييم على قدر عال من المعرفة
والخبرة والتخصص بإدارة عملية التقييم.
االعتماد على التنوع في طرق قياس األداء بهدف إثراء النتائج -10
باألدلة والبراهين التي تعزز من مستويات الرضا والقناعة بالنتائج
المتحققة.
التعدد والتنوع في مصادر التقييم وعدم االعتماد على مقيم -11
واحد لتفادي األخطاء واالبتعاد عن التحيز.
يوجد العديد من الطرق التي تستخدم في تقييم األداء علما ً أنه ال يوجد طريقة يمكن
القول أنها مثالية أو متكاملة من كافة الجوانب؛ وذلك ألن اختيار أي طريقة في التقييم
يرتبط بالهدف من عملية التقييم ،ونوع وحجم المنظمات أو األفراد المراد تقييمهم،
175
واالمكانيات المتوفرة ،ونمط االدارة وأسلوبها ،وغيرها من الظروف األخرى .ويمكننا
في هذا الجانب أن نوجز أبرز الطرق المستخدمة في عملية تقييم األداء على النحو
التالي:
وهي الطريقة التي يمكن أن نسميها بالطريقة التايلورية نسبة إلى فريدريك تايلر أول
من استخدمها ،حيث تعتمد هذه الطريقة على مستويات معيارية يترتب على العامل الذي
يتجاوز حد المعيار أن يتقاضى أجورا ً إضافية على كافة الوحدات التي أنتجها ،أما إذا لم
يتمكن من بلوغ الحد المعياري فيتقاضى أجرا ً على الوحدات التي أنجزها بدون أي
إضافات.
مثال :إذا كان المستوى المعياري لَلنتاج في مصنع ما عشرة وحدات ،وكانت أجرة
الوحدة الواحدة ضمن المعيار دينار واحد ،وأجرة الوحدة فوق المعيار دينار ونصف.
جد كم يتقاضى عامل أنجز في اليوم األول ( )12وحدة ،وفي اليوم الثاني ( )5وحدات؟
الحل:
وتتميز هذه الطريقة بالبساطة والسهولة ،والتحفيز على المثابرة والمنافسة ،وامكانية
متابعة األداء المتحقق والرقابة .بينما يعاب على هذه الطريقة هو أن مستوى األداء فيها
يختلف باختَلف المهمة المناطة بالفرد ،وعدم مراعاة ظروف العامل والمتغيرات التي
تحيط به (حمود ،والخريشة.)2007 ،
طريقة يتم من خَللها تصميم قائمة تشتمل على مجموعة من العبارات والفقرات التي
تقيس سلوكيات معينة من خَلل تحديد عناصر األداء المراد قياسها مثل تحمل
المسؤولية ،والسرعة في تنفيذ العمل ،واحترام األنظمة والتعليمات ،والعَلقة مع زمَلء
العمل ،و القدرة على التعلم وغيرها .حيث يتم بعد تحديد السلوكيات المراد قياسها
وضعها في قائمة معينة وتحديد درجات متفاوته من مستويات األداء ،ثم الطلب من
176
القائم على عملية التقييم اختيار اإلجابة األكثر تطابقا ً مع أداء الفرد للتمكن من الوصول
إلى تحديد أكثر السلوكيات المناطة بكل فرد ،والتي تميزه عن اآلخرين في األداء.
وتتميز هذه الطريقة بأنها تحقق العدالة نظرا ً لمعرفة كل من الرئيس والمرؤوس
سلوكيات وعناصر األداء المراد قياسها ،وتوفر تغذية راجعة جيدة للموظفين تساهم في
تعديل سلوكياتهم .بينما يعاب على هذه الطريقة أنها تحتاج إلى وقت وجهد كبير للتمكن
من إدارتها بنجاح ،وتحتاج الى استمرار تطبيقها أكثر من مرة من أجل تطوير المقاييس
والتحقق م ن مدى توافر السلوكيات في العمل أو عدم توفرها.
وتعتمد هذه الطريقة على تحديد الصفات المراد قياسها للعاملين مثل الصفات المتعلقة
بكيفية التعامل مع اآلخرين ،والطَلقة في التحدث ،واسلوب االصغاء والتخاطب،
والروح الرياضية ،وضبط الذات ،والحركة والديناميكية ،والباقة واالتيكيت ،وغيرها.
بحيث يتم إ عطاء درجات ونقاط لكل صفة من الصفات المراد قياسها للتمكن من تحديد
ما يتميز به كل موظف عن اآلخرين في الصفات بعد أن يتم جمع النقاط لكل من
الصفات التي خضعت للقياس ،والنموذج التالي رقم ( )7-3يوضح ذلك.
المحادثة -1
اإلصغاء والتخاطب -2
الروح الرياضية -3
ضبط الذات -4
الحركة والديناميكية -5
اللباقة واإلتيكيت -6
كيفية التعامل مع اآلخرين -7
المجموع
177
وتتميز هذه الطريقة بالبساطة وسهولة التطبيق ،ولكن ما يؤخذ على هذه الطريقة هو
إمكانية تحيز المقيم ،وتأثرة ب الصفات التي تنسجم مع رغبته وشخصيته ،ونقص العدالة
كون كل وظيفة تختلف عن األ خرى من حيث متطلباتها للصفات ( حمود ،والخريشه،
.)2007
وتعتمد هذه الطريقة على أ سلوب تقييم أداء العاملين وهم يقومون بتأدية واجباتهم
الوظيفية استنادا ً على ما يقومون به من سلوكات إ يجابية أو سلبية ،بحيث يقوم الرئيس
المباشر بفتح سجل خاص باألداء والقيام بتسجيل وتوثيق إيجابيات وسلبيات كل موظف
على حده؛ للتمكن من الرجوع إليها عند تعبئة نموذج التقييم للموظفين وإصدار حكم
التقييم بشكل محايد تبعا ً للوقائع الحقيقية المناطة بكل موظف .وتتميز هذه الطريقة بعدم
التحيز ألي موظف ،وأن نتائج التقييم قدمت بنا ًء على أدلة وأحداث حقيقية وجذب
اهتمام وانتباه العاملين للعمل ،أما ما يؤخذ على هذه الطريقة فهو أنها تحتاج الى رقابة
مستمرة وقد تخلق فرص التوتر بين العاملين وحاجزا ً بين الرئيس والمرؤوس وخاصة
عندما يشعر المرؤوس أن سلوكاته تخضع للمراقبة.
وتعتمد هذه الطريقة على األ سلوب الكتابي والتعبيري من خَلل كتابة مقالة أو تقرير من
قبل الشخص القائم بعملية التقييم توضح جوانب القوة والضعف في أداء الموظف وكل
ما يتمتع به من صفات يطلب قياسها.
تتميز هذه الطريقة بالبساطة وامكانية تطبيقها من قبل أي شخص دون الخضوع الى
تدريب ،ولكن من أبرز عيوبها أنها ال تمتلك مواصفات معيارية ،وتحتاج إلى وقت
طويل في الكتابة والتعبير ،ويصعب تطبيقها على أعداد كبيرة من العاملين ،وتحتاج الى
مهارة عالية في الصياغة والتعبير ،واإللمام بكافة المعلومات دون نقصان أو زيادة
وإمكانية تحيز المقيم تبعا ً لمؤثرات أو ظروف مختلفة.
178
سادسا :طريقة االختيار اإلجباري ()Forced selection method
تعتمد هذه الطريقة على تصميم قائمة تشتمل على مجموعة من العبارات أو الصفات
المراد قياسها في شخص ما ،ثم يتم عرضها على الطرف المكلف بعملية التقييم ليقوم
بإعادة ترتيبها حسب أولوية ارتباط كل فقرة بالشخص المستهدف من عملية التقييم ،أو
إعطاء كل فقرة رقما ً متسلسَلً حسب ارتباطها أو تطابقها بأداء الشخص المطلوب
تقييمه ،ويتم تحليل القائمة من خَلل إعطاء كل فقرة وزنا ً معيناً ،بحيث ال يكون ظاهرا ً
على النموذج تجنبا ً لتحيز الشخض المقيم أثناء التقييم وترتيبه للفقرات .وللمزيد من
التوضيح نبين ذلك من خَلل النموذج التالي رقم (.)7-4
تتميز هذه الطريقة بالسهولة في التنفيذ ،والحد من التحيز ،وتمنح المقيم حرية وفرص
االختيار والتقييم ،لكن ما يؤخذ على هذه الطريقة أنه يصعب تطبيقها على عدد كبير من
العاملين وعلى صفات أو عناصر كثيرة ،وتحتاج إلى وقت وجهد كبير في عملية
التنفيذ ،وإرباك المقيم أثناء عملية االختيار والتقييم ،خاصة إذا كانت بعض الصفات
مجتمعة في نفس الفرد الخاضع للتقييم.
179
تعتمد هذه الطريقة على تحديد عدد من العناصر التي تتعلق باألداء المراد قياسه ،ويتم
إدراج هذه العناصر في استبانة أو نموذج خاص ،ومن ثم يتم تحديد مقياس متدرج من (
،) 5 -1أو ( ،)1-3حيث يمثل رقم ( )1اقل درجة في التقييم و( )5أو ( )3أعلى درجة
ووضع أوزان بجانب كل مقياس؛ ليقوم المقيم باختيار الدرجة التي تتفق مع أداء
الموظف المراد تقييمه الى أن يتم االنتهاء من اختبار كافة الفقرات ليصار الى تحليل
االستبانة أو النموذج وجمع األوزان؛ لتحديد مستوى كل موظف مستهدف في عملية
التقييم .ويمكن توضيح هذه الطريقة بالنموذج التالي رقم (.) 7-5
الجزء الثاني :العبارات التالية ذات عالقة بمتفيرات ضغوط العمل (المتغير المستقل) .يرجى
وضع اشارة (×) في المكان الذي يناسب اجابتك.
الوضع األسري
180
يتقبل أفراد أسرتي طبيعة ظروف وظيفتي. 3
الوضع االقتصادي
181
صعوبة المهمة
المناخ التنظيمي
تتميز هذه الطريقة بالسهولة وأنها أكثر شيوعا ً واستخداما ً وإمكانية تطبيقها على عدد
قليل من العاملين ،وانخفاض تكاليفها ،لكن ما يؤخذ عليها من حيث احتمالية تحيز القائم
في عملية التقييم ،وامكانية ضعف ارتباط بعض الفقرات بالعناصر األساسية.
182
ثامنا :طريقة قوائم المراجعة ()Check list method
وهي طريقة تعتمد على تحديد مجموعة من العناصر أو الصفات والخصائص المراد
قياسها ووضعها في نموذج خاص؛ ليتم االجابة عليها من قبل الجهة المعنية بعملية
التقييم بنعم أو ال ،ثم تعاد بعد تعبئتها إلى القسم المعني؛ ليصار إلى تحليلها واستخراج
النتائج حسب األوزان النوعية المعطاه والمحددة مسبقا ً لكل فقرة من الفقرات ،على أن
تكون سرية ال يعرف بها إال ادارة الموارد البشرية أو الجهة المعنية بالتحليل ،وال تكون
واضحة للجهة التي تقوم بعملية التقييم لتجنب التحيز .وللمزيد من التوضيح نبين أدناه
في النموذج رقم ( ) 7-6طريقة التقييم لألداء حسب قوائم المراجعة.
تعتمد على قيام الجهة التي تتولى عملية التقييم القيام بالخطوات التالية:
183
. 4يعاد النظر في القائمة االولى ،ويتم اختيار أسوأ األفراد من حيث الصفات
المحددة ،ويتم شطب اسمه من القائمة االولى ووضعه في أدنى القائمة االخرى
المستقلة.
. 5ثم يعاد للقائمة االولى ،ويتم بالتناوب اختيار األفضل مرة ثم األسوأ مرة ،حتى
يتم االنتهاء من كافة األسماء.
ولمزيد من التوضيح يمكننا تمثيل ذلك في النموذج ادناه رقم () 7-7
تتميز هذه الطريقة بالسهولة والبساطة وقلة التكاليف والسرعة ،ولكن من عيوبها أنها
تحتاج الى أكثر من طرف ليقوم أو ليدير عملية التقييم لتجنب التحيز وللتمكن من
السيطرة على عملية الترتيب ،كما يصعب تطبيق هذه الطريقة على عدد كبير من
العاملين ،وكذلك يصعب قياس صفات كثيره؛ ألنها تحتاج الى جهد ووقت كبير لمقارنة
الصفات خاصة إ ذا كانت كثيرة ومتعددة ،كما أنها ال توضح نقاط القوة والضعف لدى
كل طرف في عملية التقييم ،وال تحدد مقدار الفروقات بين كل فرد وآخر في نفس
المجموعة.
184
ويمكن القول أن هذه الطريقة تستخدم بشكل شائع في المنظمات ألغراض الترقية،
واختيار الكفاءات لمواقع قيادية ،ولتحديد مستوى المكافآت ،واألجور ،والمنح الدراسية،
وغيرها.
وهي الطريقة التي تعتمد على توزيع األفراد المراد تقييمهم على مبدأ منحى التوزيع
الطبيعي المعتدل طبقا ً لمستوى األداء العام لألفراد ،حيث يكون المبدأ هو التركز عند
الوسط ،بينما تكون المفردات في األطراف قليلة ،وتتناقص كلما ابتعدنا عن الوسط.
وللمزيد من التوضيح يمكننا عرض المثال التالي:
يوجد في شعبة إدارة الموارد البشرية 100طالب ،وفي نهاية الفصل تم إعَلن النتائج
حسب النموذج أدناه رقم ( .) 7-8كيف يمكن تقييم أداء الطلبة حسب طريقة التوزيع
االلزامي؟
الحل هو:
185
45
40
35
30
25
20
15
10
5
0
ا ب+ ب ج+ ج
وهو أ سلوب التقييم الذي يعتمد على قيام اإلدارة بتحديد أهدافها بدقة ووضوح وتعميمها
على كافة المستويات اإلدارية في المنظمة مع ضرورة مراعاة توفر كل الموارد
والعناصر الَلزمة لتحقيق هذه األهداف ومتابعة تقييم تحقيق أهدافها بشكل مستمر من
قبل األفراد .ويعود أسلوب اإلدارة باألهداف إلى صاحب الفكر األمريكي بيتر دركر
( ) Peter Druckerالذي ركز على أهمية هذا األسلوب من خَلل كتابه المسمى
"ممارسة اإلدارة" " "The practice of managementالذي نشره عام 1954
نظرا ً الحتوائها على المرتكزات التالية (الخصاونه:)2011 ،
186
. 1تحديد أهداف المنظمة بدقة ،ووضوح ،وواقعية ،وتعميمها على كافة المستويات
اإلدارية العاملة في المنظمة.
. 2تشاركيه العمل ووضع األهداف ما بين الرئيس والمرؤوس
. 3تحديد فترة زمنية معينة للوصول إلى الهدف.
. 4تحديد وتخصيص الموارد المستخدمة ،وتحديد مجاالت المسؤولية الرئيسة لكل
عضو في التنظيم في ضوء النتائج المتوقع تحقيقها.
. 5تحديد المعيار لألداء للتأكد من إمكانية قياسه.
. 6التقويم وذلك بهدف التأكد من مستويات السير في تنفيذ األهداف التي وضعت
بهدف كشف جوانب الضعف وتصحيحها من خَلل األساليب اإلدارية المختلفة
كتدريب العاملين أو استبدالهم ،وكشف جوانب القوة وتعزيزها من خَلل
استخدام أساليب إدارية مختلفة كالحوافز والمكافآت وغيرها.
. 7تحقيق األهداف ،وهي المرحلة التي يتم فيها استَلم النتائج واإلعَلن عنها،
حيث يفترض في هذه المرحلة أن يتم تحقيق األهداف بمستوى عال من الدقة
واإل يجابية كون هذا األسلوب اإلداري يخضع إلى مراحل متسلسلة لمجريات
األمور وسير عمليات التنفيذ .كما يتم في هذه المرحلة االستفادة من كل
العمليات التي مرت بها ليتم تفاديها في األعمال والخطط المستقبلية أو في حال
وضع أهداف جديدة.
إذن نستنتج من هذه المرتكزات بأن اإلدارة باألهداف تساهم في تفعيل دور كل عضو
في التنظيم ،للمساهمة في تحقيق األهداف وغرس قيم المسؤولية الذاتية ،وتعزز مبدأ
الثقة واالحترام بين الرئيس والمرؤوس ،وتساعد في تحفيز العمل الفردي وتوجه
األفراد نحو واجباتهم ومهامهم المنوطة بهم؛ مما يؤدي إلى تكثيف التركيز على األداء
وتحقيق فرص أكثر في اإلبداع والتفوق في االنجاز.
لقد بينا سابقا ً أن تقييم أداء العاملين يعتبر من أهم وظائف إدارة الموارد البشرية في
المنظمة ،لكن اذا سألنا نفس السؤال على من تقع مسؤولية إدارة تقييم األداء في
187
المنظمة؟ فالجواب حتما ً تقع مسؤولية إدارة تقييم األداء في المنظمة على إدارة الموارد
البشرية ،ولكن يمكن أن نوجه سؤاالً آخر ،وهو :هل تنجح إدارة الموارد البشرية من
إدارة تقييم األداء وحدها في غياب دور الوحدات والمستويات األخرى ،كاإلدارة العليا
والرئيس المباشر للعاملين؟ فالجواب بكل صراحة ال يمكن إلدارة الموارد البشرية أن
تنجح وحدها إذا لم تجد دعما ً ومساندة من الجهات األخرى في المنظمة ،ألن إدارة تقييم
األداء مسؤولية مشتركة ،ولكن يقع جلها على إدارة الموارد البشرية في المنظمة؛ ولكن
يلزم دعم اإل دارة العليا وتبنيها لسياسة واستراتيجية التقييم ،إضافة الى دعم الرئيس
المباشر لمرؤسية وتفاعله معهم وقبول االجابة على نموذج التقييم وتعبئتة .لذلك يمكن
القول بكل بساطة أن مسؤولية إدارة تقييم األداء تقع على جهات مختلفة ،وهي إدارة
الموارد البشرية ،واإلدارة العليا ،والرئيس المباشر ،ونوضح فيما يلي بشكل موجز دور
كل منهم على النحو اآلتي:
ثانياً :دور االدارة العليا ( :)Senior managementحيث تعتبر اإلدارة العليا هي
صاحب القرار والسلطة في الدرجة األولى ،وهي المعنية في رسم سياسات المنظمة
ووضع استراتيجياتها خاصة على المدى البعيد ،وكذلك فإن اإلدارة العليا تلعب دورا ً
مؤثرا ً على مختلف المستويات اإلدارية في المنظمة؛ لَلستجابة والتفاعل مع إرادتها
وأهدافها وتخصيص الموارد المختلفة إلدارة الموارد البشرية؛ لتتمكن من إيجاد قبول
وتأييد من قبل العاملين وإ يجاد الموارد المختلفة التي تحتاجها في عملية التقييم ،فاإلدارة
العليا هي القادرة على محاسبة من يقف موقفا ً سلبيا ً أو معارضا ً لعملية التقييم ،وكذلك
مكافأة من يقف موقفا ً إيجابيا ً أو داعما ً لعملية التقييم.
188
إضافة إلى ذلك فإن اإل دارة العليا هي التي تتحمل مسؤولية مراجعة التقارير والنتائج،
واتخاذ قرار بقبولها ،أو عدم قبولها ،أو تعديلها واتخاذ اإلجراءات المناسبة بشأنها،
والتأكد من سَلمة تنفيذ عملية التقييم بعدالة وضمن معايير وأهداف وسياسات المنظمة
بما ينسجم مع قوانين المنظمة والدولة.
ثالثاً :الرئيس المباشر ( :)Direct supervisorحيث يلعب الرئيس المباشر دورا ً مهما ً
وفاعَلً في تنفيذ عملية التقييم؛ ألنه يعتبر األكثر ترابطا ً وذات عَلقة مباشرة مع
العاملين واألكثر معرفة بسلوكياتهم ،كونه المسؤول المباشر عنهم وعن تطوير أدائهم؛
األمر الذي يقود العاملين إ لى احترام رئيسهم المباشر وقبول تنفيذ عملية التقييم ضمن
الوقت المحدد وبمصداقية.
يقيم األفراد بعضهم بعض على اختَلف مستوياتهم ومواقعهم الوظيفية ذلك؛ ألن عملية
التقييم تهدف إ لى تحديد مدى قناعة واحتياجات ورضا هذه الفئة من األفراد عن أداء
الفئة االخرى ،وأن عملية الرضا مسألة تعتبر في غايىة التعقيد ،وال يمكن أن يتم
الوصول إلى مستويات رضا بين األفراد بشكل متساو ،وذلك ألسباب كثيرة يرتبط
أساسها باالحتياجات والرغبات المختلفة للناس ،وذلك باختَلف مستوى قبولهم
وتمييزهم للجودة التي يختلف فيها كل فرد عن اآلخر؛ نظرا ً لمتغيرات عديده
كالفسيولوجية ،واالقتصادية ،والبيئية ،والثقافية ،واالجتماعية ،وغيرها .لذلك نسعى
دائما ً نحن بشكل عام وإ دارة المنظمات بشكل خاص الوقوف على تقييم مستوى أداء
بعضنا بعضا ً؛ بهدف التطوير والتغيير ،لما فيه منفعة لَلنسانية .ونعود لنجيب على
السؤال أعَله ونقول أن عملية التقييم تتم من خَلل أطراف مختلفة هي:
الرئيس يقيم أداء مرؤوسيه للوقوف على جوانب القوة لتعزيزها وجوانب
الضعف لمعالجتها في منظمته؛ بغية تطوير أداء المنظمة وتحقيق التميز لها.
المرؤوسون يقيمون رؤسا َءهم للتعرف على مستوى رضا العاملين عن أداء
رؤسائهم ،والممارسات اإلدارية تجاههم ،ومدى تطبيق العدالة واالتصال
الفاعل بينهم ،ومستوى العَلقة التي تربطهم.
الزبون يقيم أداء التاجر ،والبائع ،والمنظمات ،والعاملين فيها على اختَلف
مستوياتهم الوظيفية؛ لكشف مستوى رضا الزبون عن أداء المنظمة والعاملين
كالتعامل ،والجودة ،والنظافة واالحترام ،والسعر ،وغيرها.
189
التقييم الذاتي الذي يعتمد على تقييم الفرد لنفسه ألغراض التطوير وتحسين
مستوى األداء واالنتقال لوضع أفضل مما هو عليه.
تقييم زمَلء العمل الذي يستخدم حين يكون بين الموظف وزمَلئه اتصاالت
وعَلقات عمل مستمرة؛ ولكن يجب ان يكون هاك ثقة بين الموظف وزمَلئه
النجاح هذا التقييم (درة ،والصناع.)2008،
تقييم متعدد األطراف ( التقييم بدرجة ) 360وهو التقييم الذي يشترك فيه كافة
أصحاب المصالح كأفراد المجتمع على اختَلف أجناسهم وتركيبهم،
والمزودون ،والموردون ،والتجار ،والمساهمون ،وغيرهم ،مثل :أن يتم تقييم
المجتمع ألداء رئيس الحكومة أو حاكم اداري أو غيره.
ال شك أن عملية التقييم تختلف من منظمة إلى أخرى ،وذلك باختَلف عوامل ترتبط
بحجمها ،وأهدافها ،ونشاطاتها ،وحساسية أعمالها ،ومركزية أو المركزية إدارتها،
وغيرها .و يمكن القول أن المنظمات الذكية واالستراتيجية في إدارة شؤونها هي التي
تعمل بموجب سياسة عمل واضحة في نظام التقييم فيها ،بحيث تضمن من خَللها
معرفة شمولية لكافة أنواع األداء فيها على اختَلف مستوياتهم المؤسسية ،والجماعية،
والفردية؛ للتمكن من معرفة جوانب القوة ،والضعف ،والفرص ،والمحاطر فيها؛
لَلستفادة منها في استراتيجياتها في الحصة السوقية ،وتحديد االحتياجات التدريبية،
واالستقطاب الوظيفي ،والتدوير الوظيفي وغيره.
190
أسئلة الفصل السابع
191
الفصل الثامن
إدارة العالقات الصناعية والنقابات
Industrial relations and unions
management
192
الفصل الثامن
إدارة العالقات الصناعية والنقابات
Industrial relations and unions management
مقدمة -
مفهوم العَلقات الصناعية -
األسباب التي أدت إلى اهتمام المنظمات بتنظيم إدارة العَلقات الصناعية -
النقابات واالتحادات العمالية -
مفهوم النقابة واالتحاد العمالي -
مراحل تطور النقابات واالتحادات العمالية -
أنواع النقابات -
أهداف النقابات -
أسس ومبادئ العمل النقابي واالتحاد العمالي -
كيفية إدارة عَلقات العمل ما بين المنظمة والنقابة -
أسس عملية التفاوض -
أسباب الصراع ما بين المنظمات والنقابات -
أسئلة الفصل -
الفصل الثامن
193
إدارة العالقات الصناعية والنقابات
Industrial relations and unions management
مقدمة Introduction
يعود االهتمام بموضوع العَلقات الصناعية كجانب تخصصي إلى عدد من الدول
األوروبية والواليات األميركية المتحدة ،وكان ذلك في بدايات الثورة الصناعية نظرا ً
لما أحدثته من تغيرات مختلفة في التقنيات وأنماط اإلنتاج ،والجودة ،والتميز ،والتنافس،
واالنفتاح ،واالنتشار ،وغيرها من األمور الكثيرة التي فرضت على المنظمات كافة
ضرورة إيجاد الكفاءات البشرية المؤهلة والقادرة على التفاعل مع متطلبات المنظمة
وأساليب العمل الحديثة؛ األمر الذي دفع بالمنظمات والقائمين على إدارتها بذل المزيد
من االهتمام بالعاملين وتطوير العَلقات معهم ،ومع من يمثلهم في التنظيمات النقابية
واالتحادية المختلفة من ناحية ،ومع الحكومة وتنظيماتها التشريعية والقانونية من ناحية
أخرى ،كونها الجهة األساسية الحاضنة للمنظمة والنقابة على السواء( القريوتي،
.)2010
وكذلك فقد عزز ظهور النقابات في مرحلة الثورة الصناعية مكانة تنظيمية مرموقة
ساهمت في جمع صفوف العاملين ،وتوحيد وتقوية كلمتهم ،وحماية مصالحهم ،والدفاع
عنها ،ورعاية حقوقهم الوظيف ية أمام إدارات المنظمات والمصانع التي كانوا يعملون
فيها ،واثبتت إل دارة المنظمات أن العامل يعتبر من أهم عناصر اإلنتاج؛ ولذلك يجب أن
يتم تقديرة في بيئة العمل وتوفير ظروف العمل المَلئمة له؛ ليساهم بشكل فاعل في
العملية اإلنتاجية (أبو شيخه.)2009 ،
فيما يتعلق بمفهوم العَلقات الصناعية يمكن القول أن هناك العديد من التعريفات التي
تناولت هذا المفهوم ،ولكنها لم تجمع على تعريف محدد من حيث الصياغة والتعبير
على الرغم من اختَلف البعض في طرح المسميات إلدارة العَلقات الصناعية ،حيث
تناولها البعض باسم إدارة العَلقات الصناعية ،والبعض اآلخر باسم إدارة العَلقات
العمالية ،أو عَلقات العمل وغيرها ،ولكن على الرغم من االختَلف في المسميات إال
أن المعنى العام يأتي في نفس االتجاه .حيث استخدم البعض مصطلح عَلقات العمل،
194
وعرفها بأنها نمط العَلقات التي تسود بين أطراف العملية اإلنتاجية وذلك من حيث
سبل االتصال فيما يتعلق بإجراءات
السلطات ،والواجبات ،وعَلقات القوة ،وأنماط و ُ
العمل ،واألجور ،والمكافآت ،والتعويضات ،وغيرها من اإلجراءات التي تضمن تحقيق
منافع ومصالح مشتركة بين المنظمة والعاملين (القريوتي . )2010 ،
وعرفت العَلقات الصناعية بأنها العَلقة التي تنشأ بين طرفي العملية اإلنتاجية (العمال
واالدارة) فيما يتعلق بشؤون االستخدام (حسن.)1979،
في حين تناول آخرون أمثال حمود ،والخريشه ( )2007و البرنوطي ()2007
العَلقات الصناعية على أنه مصطلح مرادف إلدارة الموارد البشرية ،ولكنه يستخدم في
الغالب لدى المنظمات التي ينتمي العاملون فيها إلى نقابة أو اتحاد عمالي قوي يفرض
كل أو بعض الشروط المتعلقة باالستخدام ،بحيث تكون هذه من مسؤوليات تنظيم إدارة
العَلقات الصناعية ومتابعته مع النقابات ،والتفاوض معها ،وتنفيذ البنود التي يتم
االتفاق عليها ما بين المنظمة والنقابة ،بينما إدارة الموارد البشرية هي التي تعنى
بشؤون العاملين داخل المنظمة ،وخاصة أولئك الذين ال ينتمون إلى نقابات عمالية
كاإلداريين ،والفنيين ،والكتبة ،وغيرهم.
و يمكن تعريف ادارة العَلقات الصناعية من خَلل الكلمات الواردة بالمصطلح نفسه
للوصول إلى المفهوم الشمولي وهو على النحو التالي:
وتأسيسا ً على ذلك فان إدارة العَلقات الصناعية هو مصطلح يعبرعن تسخير وتطبيق
الممارسات اإل دارية وبناء الروابط والصَلت االيجابية ما بين المنظمة والعاملين فيها،
أو من يمثلهم من الحكومات ،والنقابات ،واالتحادات؛ للوصول إلى توافق مشترك
يضمن حقوق وواجبات الطرفين (المنظمة ،والعمالة).
195
األسباب التي أدت إلى اهتمام المنظمات بتنظيم إدارة العالقات الصناعية
يوجد العديد من األسباب التي فرضت على المنظمات والقائمين على إدارتها على
اختَلف تصنيفاتها -ضرورة االهتمام بالعَلقات الصناعية واعتبارها أحد أهم
التنظيمات ،ومن أبرز تلك األسباب ما يلي:
196
أنظمتها وسياساتها العمالية القديمة بما ينسجم مع سياسات وقوانين العمل
الدولية الحديثة.
-اتساع حجم المنظمات وزيادة حجم األعباء عليها ( Expansion the size of
)organizations and increase the size of the burden؛ األمر الذي
فرض عليها ضرورة توفر تنظيم متخصص لمتابعة عمل ما يتعلق بإدارة
العَلقات الصناعية ما بين المنظمة وشؤون العاملين فيها وممثليهم (Gomez-
).Mejia & Cardy,1998
النقابات واالتحادات العمالية Syndicates and unions
وتعتبر النقابات العمالية مظهرا ً حضاريا ً يعبر عن ديمقراطية الدول الحاضنة لها؛ لذا
فإن النقابات العمالية القوية ظهرت في الدول الصناعية المتقدمة ،وكان أول ظهورها
في بدايات القرن التاسع عشر ميَلدي بسبب الثورة الصناعية وما أحدثته من تغييرات
مختلفة غيرت في جوانب الحياة االجتماعية ،واالقتصادية ،والثقافية لفئة الطبقة العاملة
( عبوي.)2010،
مفهوم النقابة واالتحاد العمالي The concept of the syndicates and the
Labor Union
تعرف النقابة بأنها عبارة عن اتحاد مستديم غير مؤقت لحماية أفراده في العمل (زويلف
وآخرون.)1994،
ومن وجهة نظرنا فإن النقابة هي عبارة عن جمعية أو رابطة ( منظمة) تجمع أعضاء
يشتركون مع بعضهم البعض في خصائص معينة كالحرفة ،أو المهنة ،أو الوظيفة
وتعنى بالدفاع عن حقوق أعضائها ،وتوفير الخدمات الَلزمة لهم ،وإلزامهم بواجبات
197
محددة ،وتحكم كل منها قوانين وأنظمة خاصة بها تختلف باختَلف الدول التي توجد بها
هذه النقابة.
بينما يختلف مفهوم االتحاد ( )Unionعن النقابة من حيث أن االتحاد العمالي يكون
أشمل ( ) Comprehensiveمن النقابة أي هو عبارة عن اتحاد نقابات أو نقابة نقابات
وليس نقابة أفراد ،وهو إ تفاق بين مجموعة من النقابات في مجال أو مكان ما على
تكوين اتحاد من أجل أن يكون وسيلة أقوى للضغط والتأثير على الطرف اآلخر .فعلى
سبيل المثال :إذا تم اتحاد كافة النقابات للعاملين في مجال النقل فان ذلك يمنحها قوة أكثر
في حالة السعي نحو مطالب جديدة ألن كافة تلك النقابات تكون مسيرة بيد االتحاد الذي
يجمع شملها ويوحد رأيها وقرارها (برنوطي.)2007،
يصنف االتحاد إلى ثَلث أصناف (( )Three typesبرنوطي )2007 ،وهي:
وعندما نقول التنظيم النقابي فان ذلك يعني حراك ( )Activityيقوم به مجموعة من
األفراد أو العاملين لتشكيل كيان يحقق لهم مصالحهم المختلفة كاالقتصادية ،والثقافية،
واالجتماعية ،وحتى السياسية ،كما أصبحت النقابة في كثير من الدول المتقدمة تلعب
198
دورا ً كبيرا ً في الجوانب السياسية واالنتخابات والتمثيل الحكومي ،كما يعكس الوجود
النقابي في الدولة داللة حضارية وديمقراطية تبعث على التعاون والتقدم والتطور؛
ولهذا السبب نَلحظ بأن بداية ظهور النقابات كان في الدول المتقدمة كاالوروبية
واألمريكية ،والتي تعتبر الرائدة في التقدم في مختلف جوانب الحياة ،ومن ثم انتقل
تدريجيا ً إلى كثير من الدول األخرى ،إلى أن وصل الدول النامية ومنها الدول العربية.
وكما أسلفنا سابقا ً فا ن عملية التكوين النقابي عملية ليست سهلة؛ ألنها تحتاج بالدرجة
األولى إلى وعي ( )Awarenessاألفراد القائمين عليها مع وضوح الهدف ( Clarity
)of goalبعيدا ً عن التعصبية والمصالح الشخصية البحتة بقدر ما يكون الهدف منها
هو التركيز على المصالح المشتركة ،والمنافع المتبادلة ،وحب العمل الجماعي
( ) Teamwork abilityالذي يتحقق من خَلله نتائج أفضل في األداء واإلنتاجية التي
يتحقق أيضا من خَللها مسؤولية اجتماعية مشتركة تعود على أفراد التنظيم النقابي
أنفسهم من جهة وعلى المجتمع من جهة أخرى .وتحتاج عملية التكوين أو البناء النقابي
حتى تنجح الى مستوى كاف من الدعم والقناعة السياسية ( Governmental
)conviction and political supportلدى الدولة والحكومات ،ألنها تعتبر البوتقة
الحاضنة ( ) Incubatorألي تنظيم من حيث اتخاذ قرار التكوين والموافقة على إنشاء
النقابة ومنها ترخيص رسمي وقانوني ،ومن حيث التوجيه ،والتنظيم ،والرقابة ،وغيرها
من اإلجراءات اإلدارية المختلفة.
مرحلة إنشاء الطوائف ألصحاب حرف أو مهن معينة وبعض العاملين معهم. .1
مرحلة ما بعد الثورة الصناعية التي شهدت توسع النقابة في قبول األعضاء .2
لمن يرغب من العاملين دون االقتصار على المالكين أو على فئات مختارة من
العاملين.
مرحلة تكوين االتحادات العمالي ة وتدويل العمل النقابي ،أي عمل أو اتحاد .3
مجموعة من النقابات تحت مظلة واحدة لتكون أكثر قوة ً وتأثيرا ً.
مرحلة تدخل الحكومات والدول لتنظيم عمل النقابات وبناء العَلقة اإليجابية مع .4
األطراف ذات العَلقة.
199
. 5مرحلة إ عادة البناء الداخلي للنقابات ( الهندرة) وتحديد دورها وأهدافها لتعزيز
مكانتها على المستوى المجتمعي ومستوى األعضاء المنتسبين إليها.
200
أن تنحصر على مجتمع أو دولة معينة مثل رابطة العالم اإلسَلمي ،وجمعية رجال
األعمال الدولية ،واالتحاد الدولي لكرة القدم ،وغيرها.
هذا ويمكن القول :إ نه مهما اختلفت النقابات من حيث النوع ( )Typeإال أنها تلتقي
من حيث الهدف ( ،)Goalالذي يتركز حول حماية مصالح أعضائها ( Protect
،)the interests of its membersوالدفاع عنهم في حالة مواجهة أية مشاكل أو
عقبات في المنظمات التي يعملون فيها ،وتعمل على تحقيق المنافع المشتركة
كالمنافع االقتصادية ،واالجتماعية ،والثقافية ،وغيرها.
يوجد للنقابات على اختَلف أنواعها العديد من األهداف التي تسعى إلى تحقيقها
لألعضاء المنتسبين إليها ،وفيما يلي أهمها:
تحسين وتطوير العَلقات مع المنظمات التي يعمل فيها أعضاء النقابة -1
(.)Developing the relationships with the organizations
إجراء المساومات الجماعية ( )Collective bargainingمع المنظمات التي -2
يعمل فيها العاملون المنتسبون للنقابة فيما يتعلق بمطالب العاملين وحقوقهم
الوظيفية؛ األمر الذي يمنح العاملين قوة واعتبار أكثر تجاه أصحاب العمل؛ ألن
التمثيل يكون جماعيا ً وقانونيا ً بدالً من المطالب الفردية.
مشاركة إ دارة المنظمات في قراراتها المتعلقة بشؤون العاملين ( It shares -3
and joins the organizationsin in any decisions that related to
،)personnel affairsللتدخل وتعديل القرارات التعسفية ،أو التي ال تستجم
مع أهداف النقابة وأعضائها.
المتابعة المستمرة لقوانين العمل ( )Follow-up the labor lawsالتي -4
تصدر عن المؤسسات العامة المختلفة في الدولة؛ لإللمام بها والتمكن من
استخدامها أثناء التعاون مع المنظمات ،والتأكيد على ضرورة تطبيقها تجاه
العاملين.
المتابعة المستمرة مع المنظمات التي يعمل فيها األعضاء المنتسبين للنقابة -5
للتأكد من مصداقية المنظمات في تطبيق قوانين العمل واالتفاقيات (Follow-
up of the credibility of the organizations in the
)implementation of labor laws and agreementsالمبرمة مع
201
النقابة من حيث األجور ،وساعات العمل ،وعدم التميز أو العدالة التنظيمية،
والسَلمة والصحة المهنية ،وغيرها من الحقوق الوظيفية للعاملين.
-6تقديم التدريب والتأهيل الَلزم ألعضائها ( Providing the necessary
) training for its membersمن خَلل عقد برامج تدريبية ومنحهم
شهادات خبره وتوصية تمكنهم من االستفادة منها في فرص وظيفية في أسواق
العمل المختلفة الداخلية منها والخارجية.
-7تقديم الخدمات االجتماعية ،والترفيهية ،والتسهيَلت المختلفة لألعضاء
( Providing their members with various social services and
) facilitiesلينعكس ذلك على والئهم وانتمائهم للنقابة ،وكذلك على أدائهم
الوظيفي؛ ألن ذلك يعكس سمعة ايجابية للنقابة نفسها ويجعل األعضاء
المنتسبين اليها (العاملون) أكثر احتراما ً وتقديرا ً من قبل أصحاب العمل؛ األمر
الذي يعزز لديهم الرغبة في تجديد عقود العاملين واالحتفاظ بهم وإجراء عقود
عمل جديدة مع العاملين المنتسبين لمثل هذه النقابات .ومن الخدمات التي يمكن
للنقابة أن تقدمها :القروض المالية الميسرة ،وإسكان للعاملين ،ومؤسسات أو
جمعيات استهَلكية ،ودور الرعاية والحضانة ،ورحَلت ترفيهية ،ومنح
دراسية ،و تأمين صحي وطبي مناسب ،ومكافآت نهاية الخدمة ،وغيرها.
يتبين مما تقدم أن كافة األهداف ال تي سبق ذكرها للنقابة تعتبر بمثابة عناصر محفزة
ودافعة ( )Incentives and motivationللعاملين لَلنضمام أو االنتساب إليها
النقابة ،وتشكل كذلك عناصر تأثير ( )Impact factorsمهمة على المنظمة
وإدارتها ،وسياساتها ،وأنظمتها المختلفة المتعلقة بشؤون العاملين من ناحية ،وكذلك
على الدولة والحكومة من حيث التأثير عليها في سياسات ،وتشريعات ،وقوانين
العمل والعمال من ناحية أخرى.
لذلك يمكن القول أن عملية التأثير ( )Impactللنقابة عملية ذات حدين هما أن
التأثير يكون على المنظمة والدولة معاً ،ويكون التأثير مرتبطا ً بكافة األهداف
النقابية أعَله وبكل ما يتعلق بشؤون العمل والعمال المتفق عليها مسبقا ً والمستجدة
حسب المتغيرات.
202
Basics and principles of the syndicates activities
يوجد مبادئ أساسية للعمل النقابي تمكن المنظمة من تحقيق النجاح واألهداف التي تنشأ
من أجلها ،وفيما يلي أبرز تلك المبادئ وهي:
203
لما كانت النقابة تنظيم كغيره من التنظيمات فإن ذلك يعني أنه يقع عليها ما يقع على أي
تنظيم أخر من الضوابط السلوكية والمسؤوليات األخَلقية تجاه كافة أصحاب المصالح
الذين يتعامل معهم سوا َء كانوا أعضاء منتسبين إليها ،أو حكومات تعمل تحت مظلتها،
أو منظمات تشغل العاملين المنتسبين إليها ( األعضاء) ،كما أسلفنا سابقا ً في هذا
الفصل ،فإن مبدأ ظهور النقابة والسماح لها بأن تأخذ دورها ومكانتها في المجتمع ما
هي إال ظاهرة تعبر عن أصالة الرقي والتقدم والتحضر؛ لذلك يمكننا أن نقول أن مبدأ
العَلقة ما بين المنظمة والنقابة يجب أن ينطلق من تلك المبادئ النبيلة التي تأسست من
أجلها ،ال من مبدأ العمل
الندي أو استغَلل أي طرف الطرف اآلخر؛ ألن الهدف األساسي ألي تنظيم في
المجتمع هو اعتبار كل طرف متمم للطرف اآلخر لتسير كافة اإلجراءات بشكلها
الصحيح لصالح الموارد البشرية الذين هم في األساس مديرون وعما ٌل وزبائن
ومستهلكون وغيرهم ،ال ليكونوا حجر عثرة أمام ما يحقق لهم المنفعة؛ لذلك يجب أن
تكون العَل قة ما بين المنظمة والنقابة مبنية على الحوار الجماعي مستندة على األسس
العلمية ،واإلنسانية ،واألخَلقية ،مع التركيز على المصلحة الوطنية العليا أوالً؛
للوصول إلى اتفاقية تضمن نجاح مشترك ومصالح متبادلة في المنافع في كل ما يتعلق
بشؤون العمل والعمال ،وبما يتناسب مع الطرفين (المنظمة والنقابة) دون النظر إلى
مبدأ الغالب والمغلوب ،وبحيث يتم التفاوض بين الطرفين بأسلوب ديمقراطي ،يغلب
مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد ،وفي جو من األلفة والتفاهم والتعاون واالحترام
المتبادل؛ ألن ذلك يعزز المنظومة المجتمعية ويمأسس للحركة النقابية ،ويقودها إلى
نتائج تنعكس ثمارها على كافة الموارد البشرية في المجتمع دون استثناء ،وتحقق قواسم
مشتركة في كافة الجوانب االقتصادية ،واالجتماعية ،والثقافية ،والسياسية ،وغيرها.
وتأسيسا ً على ذلك يمكن القول أن القارئ المتمعن في ما تناولناه أعَله يدرك أن حقيقة
العَلقة ما بين المنظمة والنقابة يجب أن تنطوي على مجموعة من المبادئ والقيم
األخَلقية المتبادلة ،وفيما يلي أهمها:
-التزام كل طرف تجاه اآلخر ببنود االتفاقية أو عقود العمل المبرمة ،وعدم
االخَلل بها بغض النظر عن تعاقب اإلدارات ،أو تغير ملكيتها ،أو غير ذلك.
-التزا م كل طرف من األطراف بأنظمة وقوانين وتشريعات الدولة والعمل ضمن
حدودها ،وخاصة تلك المؤسسات المعنية بشؤون العمل والعمال كوزارة
العمل ،ووزارة الداخلية ،ووزارة الصحة ،ومؤسسة الضمان االجتماعي،
وديوان الخدمة المدنية ،والمؤسسات األمنية ،وغيرها.
204
اإليمان المتبادل بأن العامل هو كيان بشري وإنساني يجب احترامه وعدم -
استغَلله.
اإليمان المتبادل بأن العامل أساس بقاء ونجاح أي تنظيم سوا ًء منظمة أو نقابة -
وهو العنصر الفاعل واألهم.
تأدية حقوق وواجبات كل طرف تجاه الطرف االخر ،أي أن يؤدي العامل -
المنتمي إلى نقابة ما الواجبات الوظيفية التي تقع عليه ،وااللتزام بأنظمة
المنظمة وقوانينها ،وأوامر وتعليمات صاحب العمل ،ضمن اإلطار الوظيفي،
والمحافظة على أسرار المنظمة ،والحرص على ممتلكاتها ،وأموالها المختلفة،
وحمايتها من الهدر ،أو التخريب ،أو االختَلس ،أو غيرها؛ مما قد يسئ إلى
المنظمة التي يعمل فيها .وفي المقابل على المنظمة أن تؤدي للعامل ما يقع
عليها من حقوق مثل :األجور والمكافآت ،وساعات العمل ،واالحترام،
والعدالة ،وحمايته من المخاطر الوظيفية ،وعدم استغَلله ،وغيرها من الحقوق
المشروعة.
التفاني في اللقاءات المشتركة واالحترام المتبادل أثناء التحاور والنقاش -
للوصول الى قاسم مشترك يحقق رضا كافة األطراف.
205
التفاوضي وبيئة الحوار .ويترتب كذلك على إدارة المنظمات المتفاوضة ( المنظمة،
النقابة) عند اختيار األطراف للتفاوض ضرورة تبني مجموعة من األسس لتمكين
مفاوضيها من تحقيق النجاح ،وفيما يلي أهمها ( القريوتي:)2010 ،
أن يقوم كل طرف متفاوض بتمثيل المنظمة التي انتدبته وتنفيذ السياسات -1
واإل جراءات التي تحدد لهم من قبل االدارة المركزية.
تحديد األهداف المراد تحقيقها من عملية التفاوض بشكل يرتبط مع الواقعية -2
والوضوح.
تحديد المواضيع أو المحتويات المراد طرحها ومناقشتها بشكل دقيق بما -3
ينسجم مع الهدف.
اختيار األشخاص المطلوب منهم تنفيذ عملية التفويض بشكل صحيح، -4
بشكل يتناسب كل شخص مع الدور الذي سوف يقوم به في عملية التفاوض
من حيث الشخصية ،والثقافة ،والمعرفة ،والكفاءة ،وغيرها من الصفات.
اختيار ال طرق المثلى الدارة محاور العملية التفاوضية بالشكل الذي يتناسب -5
مع الموقف ،ومدى تجاوب وتفاعل المفاوض من الطرف اآلخر؛ ألن هناك
من هو المفاوض المتعاون ،والمفاوض المنافس ،والمتفاوض المتوافق،
والمفوض المتهرب ،وغيره .وهذا يتطلب أن يكون لدى المفاوض القدرة
على التحكم بالمشاعر ،والقدرة على االصغاء ،وفهم أساليب المفاوضين،
واستخدام أ سلوب المد والجزر ،بما يتناسب مع دقة الموقف التفاوضي
وأسلوب كل طرف منهم.
تحديد الزمان والمكان المناسبين لضمان بيئة تفاوضية مَلئمة من حيث -6
الفترة الزمنية التي تغطي محاور العملية التفاوضية من ناحية ،وتوفير
المكان المَلئم الذي يضمن بيئة ومناخا ً مناسبا ً وآمناً ،وغير منحاز ألي
طرف من األطراف المتفاوضة.
تنفيذ العملية التفاوضية حسب المرسوم والمخطط لها ،وااللتزام بالنصوص -7
واألدوار التي يحددها رئيس الوفد التفاوضي.
اعتماد نتائج عملية التفاوض في حال الوصول إلى توافق مشترك من -8
خَلل محضر رسمي ،أو معاهدة ،أو اتفاقية يوقعها طرفا العملية
التفاوضية ،أو الطلب من طرف ثالث التدخل في حالة الفشل في الوصول
إ لى حلول أو تسوية تَلئم جميع األطراف.
206
وفي الغالب فإن نتائج العملية التفاوضية التي يحصل عليها كل فريق متفاوض تختلف
باختَلف عوامل عديده منها:
هناك عدة أسباب تدفع إلى إ حداث الصراعات والمشاكل ما بين المنظمة والنقابة؛ األمر
الذي يستدعي في كثير من األحيان توسيط جهات حكومية ،كوزارة العمل ألنها الجهة
المسؤولة عن تنظيم قطاع العمل والمراقبة على أداء المنظمات في القطاع الخاص،
وكذلك فإن قطاع القضاء والمحاكم تأخذ نصيبا ً عاليا ً من القضايا والشكاوي المتعلقة
عرض ألبرز أسبابٌ ببعض منظمات األعمال والنقابات العمالية المختلفة ،و فيما يلي
الصراعات التي تنجم ما بين المنظمات والنقابات وهي:
208
أسئلة الفصل الثامن
209
الفصل التاسع
حماية العاملين من المخاطر الوظيفية
Protection the emp;oyees from the job
hazards
210
الفصل التاسع
حماية العاملين من المخاطر الوظيفية
Protection the emp;oyees from the job hazards
مقدمة -
المفهوم -
أسباب حماية العاملين من المخاطر الوظيفية -
أشةةكال السةةلوكيات الخاطئةةة التةةي تسةةاهم فةةي عرقلةةة تحقيةةق السةةَلمة والصةةحة -
المهنية
الفصل التاسع
حماية العاملين من المخاطر الوظيفية
211
Protection the personnel from the job hazards
مقدمة Introduction
تعتبةر مهمةةة حمايةةة العةةاملين مةةن األضةةرار والمخةاطر التةةي قةةد تلحةةق بهةةم أثنةةاء العمةةل
وتأديتهم لوجبةاتهم الوظيفيةة مةن المهةام األساسةية التةي تةرتبط بمسةؤولية إدارة المةوارد
البشرية في أي منظمة وأكثرها صعوبة وتعقيداً؛ ألن عملية توفير الحماية للعاملين أمر
يخضع إلى كثير من االحتياطات التي يصةعب السةيطرة علةى بعضةها نظةرا ً الرتباطهةا
بمتغيرات طارئة يصعب التخطيط أو التنبؤ بمجرياتها ،وقد ال تكون مسبباتها تنظيمية،
بل قد ترتبط بمسببات بيئية كاألمراض ،واألوبئة ،والمتغيرات البيئية المختلفة ،وكذلك
مسببات شخصية كالوعي ،واإلدراك ،والثقافة ،والعمر ،والخبرة ،وغيرها من المسببات
التي سوف يتم تناولها الحقا ً في هذا الفصل.
لكةةن مهمةةا كانةةت الصةةعوبة فةة ي مواجهةةة المخةةاطر ،إال أن موضةةوع ادارتهةةا وحمايةةة
العاملين من المخاطر موضوع مهم جدا ً تسعى المنظمات إلى التعامل معةه بشةكل جةدي
وذلك باعتباره بالدرجة األولى مسةؤولية المنظمةة المنةاط بةإدارة المةوارد البشةرية علةى
وجه الخصوص؛ األمر الذي يحتم عليها التزامات أخَلقية ومسةؤول يات اجتماعيةة تجةاه
هذه القوى البشرية التةي تعتبةر العنصةر الةديناميكي فةي نجةاح المنظمةة أو فشةلها ،يةأتي
اهتمةةام إ دارة المةةوارد البشةةرية بحمايةةة العةةاملين مةةن المخةةاطر ووقةةايتهم مةةن التعةةرض
لإلصابات ،كون هذه اإلصةابات يترتةب عليهةا إعاقةات مختلفةة تةؤدي إلةى إحةداث خلةل
معين في أداء العاملين ،وتوقف سير نشاط
المنظمة وتكبيدها خسائر وتكاليف مختلفة على المستويين المادي والمعنوي؛ مما يحةدو
بالمنظمات إلى االهتمام بادارة السَلمة والصحة للعاملين ،لحمةايتهم مةن المخةاطر التةي
قد تلحق بهم ،أو التقليل من أثارها السلبية إلى أدني مستوى ممكن؛ لةذلك بةادرت الكثيةر
من المنظمات باتخاذ إجراءات وسياسات تنظيمية مختلفة لتتمكن مةن الحةد مةن حةوادث
وإصةةابات العمةةل سةةوا ًء كةةان ذلةةك مةةن خةةَلل برامجهةةا التدريبيةةة واإلرشةةادية ،أو سةةن
التشريعات واعتماد برامج الوقاية والتوعية ،وغيرها من اإلجراءات التي تحكم وتهذب
تصرفات العاملين فيها في مواقعهم الوظيفية المختلفة.
212
المفهوم Concept
قبل التطرق إلى التفاصيل في هذا المضمون يجب أن نميز بين مفهةومين أساسةيين مةن
أنةواع المخةاطر التةةي تسةعى إ دارة المةوارد البشةةرية إلةى التعامةل معهمةةا فةي أي منظمةةة
لحمايةةة العةةاملين فيهمةةا وهمةةا السةةَلمة المهنيةةة ( ،)Occupational safetyوالصةةحة
المهنية ( ،) Occupational Heathويمكننا التمييز بينهما على النحو التالي.
وتأسيسا ً على ما تقدم يتبين أن كل من المصطلحين أعَله وان كان االخةتَلف قلةيَلً فةي
المضمون ،إال أن جوهر المعنى يتركز حول ضرورة توفير الحماية للمنظمة والعاملين
من المخةاطر الوظيفيةة التةي قةد تةؤثر سةلبا ً علةى سةَلمتهم وصةحتهم المهنيةة ،والتةي قةد
تسبب لهم إصابات ينتج عنها أضرارا ً مادية أو معنوية بس بب عدم تةوفر أو قصةور فةي
توفير بيئة العمل المَلئمة ،أي أن المصطلحين متداخَلن كونهما يلتقيان في نتيجة واحدة
يتمخض عنها حصول حدث ( )Eventللعةاملين ،وهةو حةدث اإلصةابة وإحةداث ضةرر
ما ،والتي تعني خلل ما يؤدي إلى التوقف أو اإلعاقة أو البطء في األداء المعتاد للعامةل.
أم ا فيما يتعلق باإلصابة فإن هناك مسةتويات مختلفةة لحجةم اإلصةابة كاإلصةابة البليغةة،
والمتوسةطة ،والضةعيفة ،أي أن حجةم اإل صةابة يختلةف بةاختَلف نةوع الحةادث ،وكةذلك
باختَلف مستويات التجهيز واإلعةداد والتخطةيط الوقةائي المعةد مةن قبةل إدارة المنظمةة
سبل السَلمة والصحة المه نية للعةاملين لمواجهةة حةوادث العمةل لضةمان سةَلمة لتوفير ُ
العاملين وحمايتهم من المخاطر المختلفة .وتعرف حوادث العمل بأنها عبارة عن كل ما
213
يحدث بشكل مفاجئ فةي بيئةة العمةل ،وينةتج عنهةا أضةرار لموجةودات المنظمةة الماديةة
أوالبشرية أو كليهما.
تسعى إدارة المنظمات لتوفير السَلمة والصحة المهنية للعاملين ألسباب مختلفة أهمها:
سةةعي المنظمةةة للمحافظةةة علةةى عمليةةة اإلنتةةاج فيهةةا وحمايتهةةا مةةن التعطةةل أو -
التوقف.
انصياع المنظمات لتشريعات العمل على المستوى الوطني والدولي. -
االستجابة والتفاعل مع المطالب النقابية والعمالية. -
االسةةتجابة والتفاعةةل مةةع مطالةةب العةةاملين للحصةةول علةةى رضةةاهم ،ووالئهةةم -
للمنظمة ،والحد من دوران العمل.
المحافظة على شهرة وسمعة المنظمة بالمقارنة مع المنظمات األخرى. -
حماية المنظمة من المساءلة القانونية أمام القضاء أو المحاكم. -
المحافظة على كفاءات المنظمة من إصابات وحوادث العمل. -
أشكال السلوكيات الخاطئة التي تساهم في عرقلة تحقيق السالمة والصحة المهنية
هناك الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تتناقض مع تحقيق السَلمة والصحة المهنية،
بل وتساهم بشكل فاعل في كثير من األحيان بتأزيم الواقع الصحي وتُسبب للمنظمة
ول لعاملين مشاكل وتحديات خطيرة على سَلمتهم وصحتهم ،ومن تلك السلوكيات ما
يلي:
-1توجه العاملين نحو قبول الوظا ئف والمهام التي تناط بهم دون توفر الخبرة
والمعرفة الكافية ألدائها ،وعدم االعتراف في جوانب القصور والضعف لديهم
خاصة في المجاالت العملية.
214
الصراعات الوظيفية ( )Functional conflictsالمختلفة التي تنشأ داخل -2
التنظيمات بين العاملين على اختَلف المستويات الوظيفية؛ األمر الذي يخلق
فوضى ،ويؤدي إلى تصاعد المشاكل ،وتوليد العنف والجرائم والسلوكيات
العدوانية بين العاملين.
تفرد بعض العاملين في أرائهم ( )Adhere to the personal viewsوعدم -3
االنصياع ألوامر وتعليمات وقوانين المنظمة أو رؤسائهم المباشرين من حيث
التقيد ،أو االلتزا م بأنظمة السَلمة والصحة المهنية المعمول بها في المنظمة،
أو التعليمات التي تهدف إلى توجيهم وإرشادهم نحو العمل الصحيح والصواب
ومن تلك المخالفات:
-عدم االلتزام بالمكان المخصص للتدخين ،األمر الذي قد يؤدي إلى
إلحاق األذى باآلخرين ،وكذلك إحداث حرائق في مواقع المنظمة،
وخاصة إذا كان طبيعة المواد التي يتعاملون بها سريعة االشتعال أو
حساسة.
-عدم التقيد في ارتداء المَلبس الواقية.
-عدم التقيد في تناول وجبات الطعام والشراب في المكان والوقت
المخصص.
-عدم حرص العاملين على متابعة عملية االتصال مع الرئيس المباشر
والتفاعل مع فريق العمل والعمل الجماعي.
تعايش العاملين في بيئة عمل يسودها القلق والتوتر ( Coexistence of the -4
)staff in an an anxiety and tension environmentألسباب ترتبط
بعدم مَلءمة مناخ المنظمة ،وغياب العدالة ،وعدم االستقرار الوظيفي
للعاملين ،وتدني مستوى األجور ،وغيرها من األسباب المختلفة التي تؤدي إلى
توتر وقلق العاملين.
ارتباط بعض العاملين بوظائف ومهام في ظروف خطرة ( Dangerous -5
)jobs and tasksكالحرارة ،والرطوبة ،واألشعة ،والمواد الكيماوية،
والتلوث ،والضوضاء ،وغيرها من الوظائف التي تؤدي إلى إصابة العاملين
بأمراض مختلفة تؤثر على السمع ،والبصر ،والعضَلت ،والمفاصل،
والعظام ،والرئة ،والقلب ،وغيرها من أجزاء الجسم األخرى.
الثقة المفرطة بالذات ( )Excessive self-confidenceمن قبل بعض -6
العاملين؛ األمر الذي يخلق لديهم الغرور واالعتزاز الزائد بالنفس ،أو ما يمكننا
أن نسميه بجنون العظمة ،والذي يصل بالفرد أن يجعل من نفسه مميزا ً في
215
أدائه عن الزمَلء دون أن يضع أي اهتمام أو اعتبار ألداء اآلخرين ويقوم
بتنفيذ المهام بشكل سريع وارتجالي بعيدا ً عن العقَلنية أو التوازن.
التنظيمي في المنظمة يلعب دورا ً مهما ً في تنظيم مهام وأداء العاملين من حيث اختيار
الشخص المناسب ووضعه في المكان المناسب ،باإلضافة إلى أساليب مختلفة يمكن
لإلدارة العليا أن تمارسها فيما يتعلق بشؤون العاملين لحمايتهم من المخاطر الوظيفية
كالتدريب ،والتحفيز ،والمراقبة ،وغيرها من األساليب اإلدارية.
رابعا :أسباب تتعلق بالجانب الفني للوظيفة ( :)Job nature causesوهي األسباب
التي ترتبط بتقنيات الوظيفة وتكنولوجياتها ،واألجهزة والمعدات المرتبطة بها من حيث
حساسية التعامل معها ،ودقتها ،وسرعتها ،ومدى توفر أنظمة وقائية وصيانة مستمرة
216
تضمن قدرة العامل على التعامل معها بسهولة واستمرارية دون توقف ،ودون إلحاق أي
أضرار أو إصابات بالعاملين عليها.
خامسا :أسباب تتعلق بالوظيفة نفسها ( :)Job content causesأي ما يترتب على
الوظيفة من مهام ،وأعباء ،ومسؤوليات ،من حيث حجم األعمال ،والصعوبة ،والتعقيد،
والدقة؛ األمر الذي يجب تمكين العاملين في مثل هذه الوظائف لتأهيلهم من القيام بها
وتنفيذها دون خسائر أو أضرار.
ال شك أن عملية تحقيق السَلمة والصحة المهنية للعاملين والمنظمة مسألة نسبية يمكن
تحقيقها ،ومع ذلك فهي تشكل تحديا ً كبيرا ً أمام اإلدارات ومديري الموارد البشرية؛ ألن
الحوادث التي ينتج عنها اإلصابة أو الضرر هي حالة مفاجئة أو وقتية ،حيث أن حدوثها
يرتبط في الغالب بمتغيرات مختلفة ،يصعب على إدارة الموارد البشرية التكهن او توقع
وقت حدوثها ،أو التنبؤ بحجم األضرار أو الخسائر التي قد تنجم عنها .لكن على الرغم
من ذلك فان اإلدارات المعاصرة -خاصة تلك المعنية بإدارة الموارد البشرية -تواصل
جهودها نحو السعي لتوفير السَلمة والصحة المهنية للعاملين على الرغم من القناعة
أمر صعب ،باإلضافة إلى أن عملية التخطيط و بأن عملية تحديد الحوادث أو التنبؤ بها ٌ
بناء استراتيجيات لتحقيق السَلمة والصحة المهنية أمر يؤدي الى تذليل نتائج الحدث
والحد من مستوى االصابات واألضرار حال حدوثها ،وما يمكن أن يلحق بالمنظمة
والعاملين فيها من آثار سلبية .لذلك فهناك طرق مختلفة يمكن الدارة الموارد البشرية
استخدامها لتقليل المخاطر الوظيفية التي يتعرض لها العاملون ،ولتحقيق شروط
السَلمة والصحة المهنية لهم ،وفيما يلي أهم تلك الطرق :
217
-إ يجاد تنظيم مستقل على الهيكل التنظيمي في المنظمة يعنى بادارة
الموارد البشرية واستراتيجياتها ورفده بالكفاءات المتخصصة
والمؤهلة.
-اعطاء مدير ادارة الموارد البشرية الصَلحيات والتفويض الَلزم في
إدارة شؤون دائرته مع حرية اختيار العاملين ضمن األسس العلمية
دون التدخل أو التحيز.
-رفد دائرة الموارد البشرية بالمخصصات المالية التي تمكنها من توفير
مستلزمات السَلمة والصحة المهنية المختلفة كاإلنفاق على الدراسات
واألبحاث المتعلق ة بهذا الخصوص ،وشراء مستلزمات الوقاية من
الحوادث كالمَلبس الواقية ،والكمامات ،واألقنعة ،والمعدات
اللوجستية ،وغيرها.
-متابعة تطوير األنظمة والقوانين والتشريعات المتعلقة بالسَلمة
والصحة المهنية في المنظمة ،والتأكيد على ضرورة تطبيقها من قبل
مدراء الوحدات التنظيمية المختلفة.
-إصدار الحوافز اإليجابية والسلبية التي تمنح للعاملين وفقا ً لمستوى
تعاونهم واستجابتهم مع تعليمات اإلدارة ،والتقيد ببرامج السَلمة
والصحة المهنية المعمول بها في المنظمة.
-وضع الموظف المناسب في المكان الناسب وفقا ً لمتطلبات الوظيفة
ومواصفاتها ،واعتمادا ً على رأي وتنسيب مدير إدارة الموارد البشرية.
-2على مستو دائرة الموارد البشرية ( By human resources
:) departmentحيث أن هذه الدائرة هي التي تعتبر المسؤولة بالدرجة االولى
عن كل ما يتعلق بالعاملين وفقا ً للمهام والمسؤوليات التي تحددها اإلدارة العليا،
والتي تناط بهم؛ لذلك يترتب عليها تفعيل دورها في هذا المجال من خَلل
نشاطات مختلفة مثل:
-إ نشاء قسم متخصص بإدارة السَلمة والصحة المهنية في مديرية
الموارد البشرية ورفده بالموظفين المتخصصين ،بحيث يعنى باجراء
الدراسات واألبحاث ،وجمع المعلومات المختلفة عن حاالت اإلصابات
والحوادث في المنظمة ،ومتابعة تقيد والتزام العاملين بضوابط السَلمة
والصحة المهنية وفقا ً للتعليمات المتفق عليها في المنظمة ،ورفع
تقارير بهذا الخصوص لمديرهم المباشر في دائرة الموارد البشرية
ليقوم بدوره بمعالجتها مع الجهات المتخصصة في المنظمة كالمديرين،
218
والمشرفين ،والمتخصصين بالعَلج النفسي واالجتماعي ،واإلدارة
العليا ،وغيرهم.
بناء عَلقات طيبه مبنية على االحترام والثقة مع الدوائر المختلفة في -
المنظمة بشكل عام؛ وذلك ألغراض المساعده في إجراء الدراسات؛
للتمكن من حصر جوانب الضعف التي تواجه العاملين ،وعقد البرامج
التدريبية الَلزمة ،وعمل عَلقات جيدة مع دائرة العَلقات العامة بشكل
خاص؛ لزيادة مستوى التعاون فيما بينهم وخاصة في مجال التوعية،
والتثقيف ،واصدار النشرات ،واعطاء المحاضرات المختلفة في مجال
السَلمة والصحة العامة.
التأكد من توفير مستلزمات الوقاية المَلئمة لحماية العاملين من -
الحوادث والمخاطر التي قد تلحق بهم كالنظارات الواقية ،وأغطية
الرأس ،والقفازات ،وأقنعة الوجه ،والكمامات ،وأحذية السَلمة،
والمراييل المخصصة للعمل ،واألجهزة التي تحمي من أمراض
الصدر ،والقلب ،والعضَلت ،وغيرها من المعدات التي يستخدمها
العامل في كثير من األحيان كوسيط أو قابض يتناول به أو يمسك بها
األشياء الحادة أو الخطيرة من خَلل التعاون مع الدائرة المالية
واللوازم والمشتريات والمواصفات والمقاييس.
التأكد من سَلمة األجهزة والمكاتب والمعدات ومَلءمتها للعمل من -
خَلل الفحص المستمر وإجراء الصيانة الَلزمة لها من خَلل التعاون
مع وحدات التصليح والصيانة في المنظمة.
اجراء التعاون المستمر مع المنظمات المعنية بشؤون العمل والعمال -
سوا ًء العامة منها أو الخاصة؛ وذلك للتمكن من متابعة األنظمة
والقوانين والتشريعات المتعلقة بالعمل والعمال وتطبيقها في المنظمة
كوزارة العمل ،والضمان االجتماعي ،والصحة ،والنقابات العمالية
المختلفة.
عزل اآلالت والمكاتب أو المواد الخطرة عن األماكن العامة ووضع -
عَلمات ويافطات تحذيرية للداللة على خطورتها.
تبني مبدأ حماية وسَلمة العاملين واعتمادها ضمن أولويات وسياسات -
واستراتيجيات عمل دائرة الموارد البشرية وعلى مستوى وحدات
األعمال في المنظمة.
219
-تنفيذ عملية اختيار الكفاءات البشرية وفق منهج علمي يضمن اختيار
الشخص المناسب بما يتَلءم مع الوصف والمواصفات الوظيفية مع
مراعاة الخصائص الشخصية المَلئمة كالعمر ،والسَلمة العقلية
والجسدية ،والخبرة ،والمؤهل ،والنضوج ،وغيرها.
-متابعة إجراءات الرقابة والتفتيش والجوالت االستكشافية بالتعاون مع
دائرة الرقابة والتفتيش في المنظمة؛ لكشف جوانب الخلل في عناصر
االنتاج المختلفة ومخالفات العاملين للضوابط الوقائية ومعالجتها
بالطرق المَلئمة.
إجراء دراسات وأبحاث من خَلل جمع المعلومات حول معدالت -
الحوادث واإلصابات؛ لرصد الخسائر والتكاليف التي تلحق بالمنظمة
والعاملين للوقوف على مسبباتها ،وللتمكن من معالجتها واالستفادة
منها عند التخطيط.
- 3على مستو العامل ) :)By the level of employeeحيث يترتب على
العاملين أيضا إجراءات مختلفة لحماية أنفسهم سوا ًء من الحوادث الطارئة ،أو من
األمراض التي قد يتعرضون لها في بيئة المنظمة .حيث ال تقع المسؤولية المطلقة دائما ً
على إدارة المنظمة أو مدير إدارة الموارد البشرية؛ وذلك ألن كثيرا ً من الحوادث تكون
مفاجئ ة وقد يكون المتسبب األساسي فيها العامل نفسه .لذلك هناك الكثير من التوصيات
التي يجب على العامل ا تباعها لتجنب إصابات الحوادث مثل:
-اعتراف العامل بجوانب القصور والضةعف سةوا ًء العلميةة أو العمليةة والسةعي
نحو التعلم والتدرب عليها قبل قبول الوظيفة أو المهمة المرتبطة بةه ،وخاصةة
إذا كانت طبيعة هذه المهمة حساسة ومعقدة تتطلب المعرفة المسبقة.
-انصياع العامل ألوامر وتعليمات رئيسه المباشر وقبول النصائح واإلرشةادات
بروح رياضية ،وعدم محاولة االنفراد في الرأي أو التمرد على رئيسه.
-تجنب اإلفراط في الثقة بالنفس واالبتعاد عن الغرور أو االعتزاز الذاتي.
-ادماج العامل في العمل ضمن فرق عمةل جماعيةة والتعةاون والتشةاور فةي أي
أعمال يشوبها الغموض أو التعقيد.
-االتةةزان والتةةأني عنةةد البةةدء بتنفيةةذ المهةةام المطلوبةةة ،واالبتعةةاد عةةن األسةةلوب
االرتجالي أو العشوائي.
-عدم التردد في الرجوع إلى الرئيس المباشر في حالة مواجهة الموظف عقبات
أو مشاكل مستعصية.
220
-االبتعاد عن المواقع الخطرة التي قد تسبب للعامل إصابة أو ضرر كالحرائق
والحرارة ،واالرتفاعات ،واالنهيارات ،والفيضانات ،والعنف ،وغيرها.
-عدم متابعة العمل في حالة التوتر أو المرض أو أي سبب قد يؤدي إلى فقةدان
العامةل توازنة ه أو صةوابه أو شةةرود الةذهن؛ ألن ذلةةك سةيزيد مةةن تةدني حالتةةه
الصحية وسيؤدي إلى إلحةاق األضةرار بةه سةوا ًء كانةت أضةرار جسةمانية ،أو
معنوية ،أو مالية ،أو غيرها.
-حرص العاملين على استخدام وسائل الوقاية المختلفة وخاصةة فةي حةال تنفيةذ
أعمال أو مهام تتطلب الوقاية والحذر.
221
-إجراء التفتيش الدوري على المنظمةات وإصةدار العقوبةات للمنظمةات
المخالفة ،وكذلك تقةديم مكافةآت للمنظمةات الملتزمةة مةن أجةل تحفيزهةا
علةى التميةز ،وخلةق المنافسةة فيمةةا بينهةا نحةو االنضةباط والتعةاون فةةي
تطبيق أنظمة السَلمة والصحة المهنية.
-5عللى المسلتو اللدولي ( :)By the international levelوالمقصةود بالمسةتوى
الةدولي المنظمةات الدوليةة المختلفةة ،وكةةذلك اإلقليميةة كمنظمةة العمةل الدوليةة ،ومنظمةةة
المواصفات والمقاييس الدولية ،ومنظمة العمل العربية ،وغيرها .حيث تلعب دورا ً كبيرا ً
في التأثير على المنظمات للتقيد بأنظمة السَلمة والصحة المهنية للعاملين ،وخاصة فةي
ظةةل المنظمةةات المعاصةةرة التةةي أصةةبحت تتميةةز بتنوعهةةا فةةي مجةةال القةةوى العاملةةة ،أو
انتشار فروعها في مناطق مختلفة من دول العالم .حيث يمكن أن تؤثر المنظمات الدولية
من خَلل:
-التأثير على المنظمات مةن خةَلل الحكومةات التةي تعتبةر الممثةل الشةرعي لهةا -
بتطبيق أنظمة وقوانين العمل الدولية.
إصدار إحصاءات دورية بأعداد الحوادث واإلصابات التي تحدث في الدول. -
تكريم المنظمات المتميةزة التةي تطبةق معةايير الجةودة والمواصةفات والمقةاييس -
من خَلل منحهم شهادات في التميز والجودة.
إبرام اتفاقيات تعاونية مع المنظمات لتبادل الخبرات ،والتجارب ،والتدريب في -
مجال السَلمة والصحة المهنية.
وهناك أبعاد أخةرى تسةاهم فةي زيةادة مسةتوى تحقيةق السةَلمة والصةحة المهنيةة ،مثةل:
تةوفير التصةميم الهندسةي المَلئةم لمبةةاني المنظمةة ،والتمديةدات والتجهيةزات الكهربائيةةة
والميكانيكيةة بالشةكل الةةذي يتماشةى مةةع طبيعةة عمةةل المنظمةة ،وكةةذلك تةوفير الخةةدمات
المختلفة للعاملين في المنظمة لَلقتصاد الجهد وحمايتهم من التعةرض لمخةاطر مختلفةة،
وأخذ تدابير األمن والحراسة على مواقع مختلفة في المنظمة ،وعقد اتفاقيات تعاون مةع
الجهات المعنية والةدفاع المةدني والمستشةفيات والمراكةز الصةحية ،وتةوفير وسةائل نقةل
م خصصة لنقةل عمةال المنظمةة ،وتةوفير سةكن ومراكةز تجاريةة مجةاورة لمراكةز عمةل
الموظفين وغيرها من الخدمات.
وال شةةك أن النقابةةات والجمعيةةات واالتحةةادات العماليةةة وغيرهةةا مةةن الجهةةات الممثلةةة
للعمالة تلعب كذلك دورا ً بارزا ً في تحقيق السَلمة والصحة المهنية من خةَلل أعضةائها
وذلك مةن خةَلل بةرامج التوعيةة والتثقيةف والتأكيةد علةى أعضةائها (العمالةة) بضةرورة
التقيد بأنظمةة وقةوانين العمةل والعمةال مةن جهةة ،ومةن جهةة أخةرى فةإن متابعةة وتأكيةد
222
النقابةةات العماليةةة علةةى المنظمةةات التةةي تتعاقةةد معهةةا فةةي شةةؤون التوظيةةف والتشةةغيل
بضةةرورة تةةوفير متطلبةةات األمةةن والسةةَلمة المهن يةةة والصةةحية ،وإبرامهةةا فةةي عقةةود
التوظيةف واالتفاقيةات -هةو عامةل مةؤثر علةةى المنظمةات نحةو تطبيةق متطلبةات األمةةن
والسَلمة الصحية في بيئة منظماتهم.
223
أسئلة الفصل التاسع
224
الفصل العاشر
األجور والرواتب للعاملين
Wages and salaries of the employees
225
الفصل العاشر
األجور والرواتب للعاملين
Wages and salaries of the employees
مقدمة -
مفهوم األجور والرواتب -
أنواع األجور -
مسؤوليات تصميم أنظمة األجور -
الجوانب الواجب مراعاتها عند بناء نظام األجور والرواتب -
أهمية األجور والرواتب -
طرق دفع األجور -
تحديات تحديد أنظمة األجور والرواتب -
أسئلة الفصل -
الفصل العاشر
226
األجور والرواتب للعاملين
Wages and salaries of the employees
مقدمة Introduction
لقد شكلت أنظمة األ جور وما زالت تشكل أحد أبرز المحةاور المتداولةة فةي بيئةة العمةل؛
وذلك لما لها من آثار إيجابية كثيرة تنعكس على الرضا ،واالستقرار ،والوالء ،وغيرها
من الدعائم المختلفة التي تزيد من مستويات األداء وتفع ل العملية االنتاجيةة لةدى العامةل
والمنظمة معا ً ،وتةؤدي إلةى تحقيةق التميةز الشةمولي ،كيةف ال؟ وإذ تعتبةر األجةور علةى
اختَلف أنواعها كما أثبتتها المدرسة السلوكية والمدارس اإلدارية المعاصرة -أحةد أهةم
محركات التحفيز للعاملين؛ ألنها هي التي ترتبط مباشرة بَل شك بحتمية حصةول الفةرد
على حاجاته أو الحرمان منها ،وهل هناك مةن فةرد علةى هةذا الكوكةب يمكنةه أن يعةيش
دون أن يلبي حاجا ته؟ وهل هناك من فرد مثةالي فةي هةذا الكوكةب يقبةل أن يعمةل بةدون
أجر؟ فالجواب حتما ً كَل ،فة َل يوجةد فةرد إال ويعمةل مةن أجةل الحصةول علةى أجةر ،وال
مكان للمثالية فةي هةذا الجانةب؛ ألن األجةر هةو الةذي يحقةق للفةرد مةا يشةاء مةن حاجاتةه
المختلفة ،وبالتالي فهو الذي يحدد مصير الفرد بالبقاء أو الفناء.
هناك كلمات مختلفة لألجور نستخدمها في واقةع حياتنةا كالرواتةب ،والمرتةب ،والبةدل،
والمعةةةاش ،وغيرهةةةا مةةةن المصةةةطلحات التةةةي يختلةةةف اسةةةتخدامها بةةةاختَلف الشةةةعوب
وثقافاتها ،واللهجات ،واألعراق ،وغيرهةا ،لكةن الكثيةر ممةن تنةاول هةذا الموضةوع مةن
أصحاب الفكر
اإلداري سوا ًء العربي أو األجنبي أجمعوا على أن األجر هو مقدار ما يدفع للعامل مقابل
الجهد الذي يقوم به على مسةتوى العمةل بالسةاعة أو اليةوم أو األسةابيع وحسةب الطلةب،
بينما الراتب هو مقدار ما يدفع للعامل مقا بل الجهد الذي يقوم به على المستوى الشهري
المنتظم .وكذلك مصطلح بدالت والذي يعني مقدار القيمة المدفوعة بدل الجهد المبةذول،
وكذلك مصطلح معةاش والةذي نسةتخدمه كثيةرا ً خاصةة فةي لهجتنةا العاميةة عنةدما يسةأل
بعضنا بعضا ً كم معاشك؟ والذي يقصد بةه مقةدار األجةر أو القيمةة التةي تمةنح لةك مقابةل
سبل أو متطلبات العيش أو الحياة. الجهود المبذولة لتغطية ُ
227
إذن نستنتج أن هناك مصطلحات مرادفة عديدة لأل جور ،ولكن مهما اختلفت في التسمية
إال أننا نعتقد أنها تلتقي فةي نفةس المعنةى وهةو مقةدار أو قيمةة العوائةد التةي تةدفع للعامةل
مقابل الجهود الجسدية أو الفكرية التي يبذلها في عمل ما.
ولعلنا نؤكد أن هذه العوائد ما هي إال عبارة عن استحقاق مادي أو معنوي يمنح للعامةل
من قبل صاحب العمل نتيجة جهود متحققة ،تعكس على صاحب العمةل أيضةا عوائةد أو
منةةافع ماديةةة كةةالربح ،واإلنتاجيةةة ،وغيرهةةا ،وكةةذلك عوائةةد معنويةةة كالشهرة،والسةةمعة،
والتميز ،وغيرها.
على الرغم من أن مسؤولية تصميم أنظمة االجور تقع على وحدة إدارة الموارد البشرية
في المنظمة ،إال أنه يمكن القول أن هذا اإلجراء ال يكفي؛ ألن ذلك قد يتيح ألي إدارة أو
منظمة االنفراد ببناء وتصةميم أنظمةة األ جةور فيهةا بمةا ينسةجم مةع مصةالحها المختلفةة،
ومةةةع سياسةةةتها ،وأنظمتهةةةا ،واسةةةتراتيجياتها التنافسةةةية ،ومركزهةةةا السةةةوقي ،ومكانتهةةةا
228
االقتصادية ،وغيرها من االعتبارات األخرى؛ األمر الذي قد يةؤدي إلةى خلةق نةوعٍ مةن
الفوضى في قطاع العمل والعمال ،ول غيرها من الجوانب السلبية التي قد ال يحمد عقباها
كاالستغَلل الةوظيفي ،واحتكةار المسةتحقات العماليةة ،وغيرهةا .ويمكةن القةول كةذلك أن
مسؤولية بناء وتصميم نظام األجور أمر لم يعد كما كان عليه الحال قبةل مرحلةة الثةورة
الصناعية ،والتي كان صاحب العمل فيها هو الذي ينفرد و يتحكم في وضع نظام األجر،
وآلية دفع األ جور .ولكن ونتيجة التطورات المختلفة ،وخاصة ما بعةد الثةورة الصةناعية
نجةد أن كثيةرا ً مةن األمةور قةد تغيةرت ،ومنهةا هةذه المسةؤولية التةي نحةن بصةدد تناولهةةا
والمتعلقةةة بأنظمةةة األجةةور واالمتيةةازات ا لمختلفةةة للعةةاملين ،حيةةث أصةةبح يشةةترك فيهةةا
أطةةراف مختلفةةةة إلةةى جانةةةب إدارة المةةةوارد البشةةرية أو المنظمةةةة نفسةةها ،وأبةةةرز تلةةةك
األطراف نوجزها على النحو التالي:
تحديةةد مسةةتوى العةةبء الةةوظيفي الةةذي يقةةع علةةى كةةل النشةةاطات الوظيفيةةة فةةي
المنظمة من خَلل تحليل الوظائف المدرجة على الهيكل التنظيمي للمنظمة.
دراسة وتحليل مسةتويات األداء بالمقارنةة مةع وصةف الوظيفةة وخصائصةها؛
للتمكن من تحديد أنظمة االجور والمكافآت بعدالة وإعطائها لمستحقيها.
دراسة وتحليل البيئة السوقية؛ للتمكن من الوقوف على معدل مستويات األجور
لةةةدى المنظمةةةات األخةةةرى ،والتعةةةرف كةةةذلك علةةةى القةةةوة الشةةةرائية والتكةةةاليف
والتضخم وغيرها من المتغيةرات االقتصةادية؛ للةتمكن مةن بنةاء وتصةميم نظةام
أ جور يتناسب مع األوضاع والتغيرات االقتصادية المختلفة.
التواصل مع الجهات الحكومية ،والنقابات ،واالتحادات العمالية المعنية بشؤون
العمل والعمال؛ للتمكن من التعاون فةي الوصةول إلةى بنةاء أنظمةة أجةور تحقةق
مصةةالح مشةةةتركة ومتبادلةةةة لكةةةل مةةن العمةةةال ،وأصةةةحاب العمةةةل ،والمجتمةةةع،
والحكومات.
229
القطاع الحكومي وفق معايير الدولة نفسةها ،أو وفةق المعةايير الدوليةة ،وذلةك مةن خةَلل
إنشةةاء مؤسسةةات حكوميةةة تعنةةى بتحديةةد األجةةور ،والرواتةةب ،والمكافةةآت ،وغيرهةةا مةةن
المستحقات العمالي ة ،مثل ديوان الخدمةة المدنيةة فةي األردن الةذي يعنةى بتصةميم أنظمةة
األجور ،والرواتب ،والمكافآت للموظفين في القطاع العام ضمن أسةس وظيفيةة محةددة،
وكذلك وزارة العمل التي تعنى بتحديد أنظمة األجور والرواتةب ،وخاصةة الحةد األدنةى
منها للموظفين العاملين في القطاع الخاص .وكذلك يلعب الجهاز الحكومي دور آخر في
تحديد نظام االجور والرواتب من خَلل الدور الرقابي على المؤسسات العامة والخاصة
كونه الجهة أو المظلة الوحيدة وصاحب الشرعية المسؤولة عةن تنظةيم عمةل مؤسسةات
الدولة المختلفة.
يشةكل نظةام األ جةةور والرواتةب محةةور أساسةي فةةي إنجةاح المنظمةةة أو فشةلها؛ ألن ذلةةك
يةةرتبط بشةةكل مباشةةر بمخرجةةات وقةةيم ماليةةة تقةةوم المنظمةةة بةةدفعها للعةةاملين فيهةةا ،وأن
مستوى هذه القيم التي تدفع للعاملين ال شك أنهةا تةرتبط أيضةا ارتباطةا ً مباشةرا ً بعناصةر
كثيةةرة تتعلةةق بالعةةاملين كةةاألداء ،والرضةةا واالسةةتقرار الةةوظيفي ،والسةةلوك ،والتميةةز،
230
والجذب أو االستقطاب الوظيفي وغيرهةا؛ لةذلك يتوجةب علةى مصةممي أنظمةة االجةور
والرواتب ضرورة مراعاة مجموعة من العوامل عند تصميم وبناء نظام األجةور وفيمةا
يلي أهمها ):(Fisher, et al., 2003
العوامةةل االقتصةةادية المتعلقةةة بمسةةتوى العوائةةد واألربةةاح الماليةةة التةةي تحققهةةا .1
المنظمة نتيجة الجهود التي يبذلها العاملون فيها.
العوامل االقتصادية المتعلقة بمستوى الوضع االقتصادي للمجمتع والدولة ،وما .2
يترتب عليه من متغيرات اقتصةادية مختلفةة كاألسةعار ،والتضةخم ،والتكةاليف،
والنفقةات ،والبطالةةة ،ومقةةدارالناتج المحلةةي اإلجمةالي ،وأسةةعار صةةرف العملةةة،
وغيرها.
العوامةةل اإلداريةةة المتعلقةةة بطبيعةةة الوظيفةةة مةةن حيةةث البسةةاطة أو التعقيةةةد، .3
والمخةةاطر والمسةةؤولية بالمقارنةةة مةةع غيره ةا مةةن الوظةةائف االخةةرى اإلداريةةة
والفنية التي تقع على الهيكل التنظيمي.
العوامةةل األخَلقيةةة والتةةي تتعلةةق بالعدالةةة الوظيفيةةة وإعطةةاء االجةةور للعةةاملين .4
ضمن أسس واضةحة وعادلةة دون تحيةز أو تمييةز ،وهنةاك نةوعين مةن العدالةة
وهةةةي العدالةةةة الداخليةةةة والتةةةي تعنةةةي إ نصةةةاف العةةةاملين الةةةذين يتشةةةابهوا فةةةي
الخصائص الوظيفية داخل المنظمةة نفسةها ،بحيةث ال يكةون بيةنهم اخةتَلف فةي
األجر أو المكافآت تبعا ً لعوامل أو اعتبارات شخصية ،وإنمةا يكةون نظةام الةدفع
فيهةةا علةةى أسةةس ثابتةةة وواضةةحة لةةدى الجميةةع بمةةا ينسةةجم مةةع عةةبء الوظيفيةةة
ومتطلباتها وخصائصها .أما النوع الثاني مةن العدالةة ،فهةو :العدالةة الخارجيةة،
والتةةي تعنةةي أن تراع ةي المنظمةةة أ جةةور العةةاملين فيهةةا بمةةا ينسةةجم مةةع أجةةور
العاملين في منظمات أخرى لنفس الوظيفة ( الطائي ،وآخرون.)2006 :
العوامل النفسية التي تمكن طالبي الوظائف أو المستخدمين من إشباع حاجاتهم .5
ورغباتهم.
العوامل القانونية والتشريعية ،وهي المتعلقة باألنظمةة والقةوانين التةي تفرضةها .6
الدولة على المنظمات كالحد األدنى من األجور ،وآلية التوظيف ،ونظام العقود،
والتأمين ،والضمان االجتماعي ،والمكافآت ،وغيرها.
التعاون والتنسيق مع ممثلي النقابات واالتحادات العمالية ،التي تعتبر كأطراف .7
ضاغط ة أو جهات شد عكسي قد تعرض المنظمات إلى مشاكل أو إلى حالة من
عدم االستقرار.
231
. 8العوامةةل الشخصةةية والتةةي تتعلةةق بالخصةةائص الشخصةةية للعةةاملين كةةالعمر،
والحالةةةة االجتماعيةةةة ،والمؤهةةةل العلمةةةي ،والتخصةةةص ،والخبةةةرات ،والةةةذكاء،
والمهارة ،وغيرها.
. 9عوامل العرض والطلب علةى المةوارد البشةرية وخاصةة ذوي الخبةرة والكفةاءة
التةةي تسةةعى الكثيةةر مةةن المنظمةةات المعاصةةرة إلةةى االسةةتحواذ علةةى الكفةةاءات
البشرية واستقطابها ،وخاصةة تلةك المنظمةات التةي تسةعى إلةى تحقيةق الجةدارة
التنافسية ( القريوتي.)2010 ،
. 10المرونةةة والوضةةوح فةةي صةةياغة بنةةود نظةةام األجةةور أو المكافةةآت التةةي تمةةنح
للعاملين ،بحيث يكون لدى المنظمة القدرة على منح العاملين أجورا ً أو مكافةآت
أو زيادات استثنائية إذا تطلب األمر ،أي أن ال يكةون نظةام األجةور والمكافةآت
مقننا ً أو جامدا ً ،بل يجب أن يكةون مرنةا ً وقةابَلً للتغييةر حسةب مصةلحة العمةل،
وحسب التغيرات السوقية والبيئة التنافسية ،فمثَلً قد يتطلب طبيعة عمل منظمة
ما طلب زيادة في اإلنتةاج فةي فتةرة زمنيةة معينةة مةن السةنة نتيجةة لظةرف مةا؛
األمةةر الةةذي يتطلةةب مةةن إدارة المنظمةةة زيةةادة عةةدد سةةاعات العمةةل أو توظيةةف
كفاءات مؤقتة؛ مما يتطلب األمر أيضا أجورا ً ومكافةآت إضةافية يجةب أن تةدفع
للعاملين مقابل ح جم العمل اإلضافي المترتب عليهم ،وبالتالي إن لم تكن أنظمةة
االجور والمكافآت مرنة فان ذلك قد يعيق المنظمة ع ن القدرة علةى زيةادة حجةم
اإلنتاج وتلبية متطلبات السوق وإحراجها أمام السو ق والزبائن .حيث أن نظام
األجر المرن يمةنح المنظمةة القةدرة علةى إجةراء الزيةادات والعةَلوات للعةاملين
فيها مثل ( أبو شيخه:)2010 ،
الزيادات الدورية التي تمنح للعاملين كل فترة زمنية معينة ،كالراتب
الثالث عشر في نهاية العام.
الزيادات التي تمنح للعاملين نتيجة التغير في ارتفاع مستوى المعيشة
والظروف المختلفة ،والتي تسمى "عَلوة غَلء المعيشة".
الزيادا ت االستثنائية التي تمنح للموظف المتميز في األداء.
232
تعتبر األ جور والرواتب وسيلة لتحقيةق األهةداف المتمثلةة فةي الغالةب بةاألداء ،حيةث أن
األداء يعبةةةر عةةةن العمليةةةة أو اإلجةةةراء المبةةةذول للوصةةةول إلةةةى الهةةةدف ،بينمةةةا األجةةةور
والرواتب المدفوعة للعةاملين ،تعبةر عةن الوسةيلة التةي تسةتخدم للوصةول إلةى األهةداف
المرجةةةوة سةةةوا ًء أكةةةان ذلةةةك مةةةن جانةةةب إدارة المنظمةةةة ،أي الطةةةرف المةةةانح لألجةةةور
والرواتب ،أو كان ذلك من جانب الموظف نفسه ،أي الطرف المتلقي لألجور .ومن هذا
المنطلق فإن االعتماد على مبدأ األ جور المدفوعة للعاملين فإن ذلةك يعنةي أن هنةاك أداء
يقدمه الموظف للمنظمة لتتمكن المنظمة من تحقيق أهدافها المختلفةة ،وكةذلك هةو الحةال
أيضا بالنسبة للموظف فإن األداء أو الجهود التةي يبةذلها تجةاه منظمةة معينةة مةا هةي إال
وسيلة يقوم بها؛ ليتمكن من خَللها الحصول على األ جور أو العوائةد المختلفةة التةي مةن
خَللها يستطيع أن يحقق أهدافه المختلفةة .لةذلك يمكةن القةول هنةا أن العَلقةة تبادليةة فةي
تحقيق المنافع ،فالمنظمة تطلب األداء سعيا ً للربح واإلنتاجية والبقاء والتميز وغيرها من
األهداف ،وكذلك بالنسبة للموظف ،فإنه يقوم باألداء سعيا ً لكسب المال وتحقيق الحاجات
والمتطلبات المختلفة .ومن هذا المنطلق يمكننا القول بأن لألجور والرواتب أهمية كبيرة
تنعكس على أطراف متعددة كالفرد ،والمؤسسة ،والمجتمع .وللمزيد من التوضيح يمكننا
إيجاز أهمية األجور على النحو التالي:
أوال :أهميلة األجلور والرواتلب بالنسلبة للفلرد (الموظلف) ( The importance of
:)wages & salaries upon the employeeحيةةث تةةنعكس أهميةةة االجةةور
والرواتب على الفرد من خَلل الجوانب التالية:
إكسةةاب الفةةرد الثقةةة بةةالنفس والشةةعور بأنةةه عنصةةر منةةتج ومهةةم فةةي
المنظومة المجتمعية.
تمكين الفرد وإكسابه االستقَللية الذاتية وحريةة التصةرف فةي الشةراء
باألسعار التي تَلئم مستوى األجر.
وسيلة محفزة لزيادة مستوى األداء.
يعتبر اسلوبا ً يعزز من إ يجابية العَلقة بةين الموظةف وصةاحب العمةل،
وخاصة إذا كان مقدار األداء المبةذول وقيمةة األجةور المدفوعةة ترتقةي
إلى مستوى التوقع المتبادل بين الموظف وصاحب العمل.
تزيد من مستوى الرضا والوالء الوظيفي ،وخاصة إذا تةوفرت العدالةة
الوظيفية في األجور المدفوعة.
تعتبةةةر أداة لتنظةةةيم المسةةةتوى المعيشةةةي للموظةةةف وتحةةةدد لةةةه المكانةةةة
االجتماعية.
233
يعتبر األجر المدفوع أداة قيةاس يسةتطيع الموظةف مةن خَللةه أن يقةدر
مسةةتوى الجهةةد الةةذي يقةةوم بةةه بالمقارنةةة مةةع غيةةره مةةن العةةاملين فةةي
الوظائف األخرى.
مةنح الفةةرد القناعةة واإليمةةان بةةأن جهةوده ال تضةةيع هةدرا ً ،وإنمةةا تقابةةل
بقيمة وتقدير.
ثانيا :أهمية األجور والرواتب بالنسبة للمنظملة ( & The importance of wages
،)salaries upon the organizationحيث تكمن األهمية في الجوانب التالية:
رفةد العةاملين بعوائةةد ماليةة تسةةاهم فةي تطةوير الواقةةع المعيشةي وتنميةةة
الموارد البشرية ،على الرغم أن هذه العوائد المالية ال تقدم مجانا ً وإنما
مقابل أداء وجهود مبذولة.
كشةةف مسةةتوى الةةدور التنمةةوي والقةةةوة االقتصةةادية التةةي تسةةاهم بهةةةا
المنظمة تجاه المجتمع ،ح يث يمكن قياس ذلك من خَلل حجم التوظيف
وإعداد العاملين فيها ،وقيمة المدفوعات والعوائةد التةي تقةدمها للعةاملين
وأسرهم والمجتمع بالمقارنة مع المنظمات األخرى.
كشةف مسةةتوى مخرجةةات المنظمةة مةةع مةةدخَلت العةاملين فيهةةا؛ األمةةر
الذي يساهم في عملية اتخاذ القةرارات المَلئمةة المتعلقةة بإعةادة أنظمةة
األجور ،أو الحجم الوظيفي ،أو غيرها من السياسات أو االستراتيجيات
المتعلقة باالجور ،والرواتب ،والمكافآت ،أو العوائد األخرى.
المسةةاهمة فةةةي خلةةةق االسةةتقرار االجتمةةةاعي والمسةةةؤولية االجتماعيةةةة
والوطنية.
وسيلة لجذب الكفاءات التي يمكن من خَللها أن تحقةق للمنظمةة الميةزة
التنافسية.
ثالثا :أهمية األجور والرواتب بالنسبة للمجتملع ( & The importance of wages
،) salaries upon the societyحيث تكمن أهمية هذا الجانب من خَلل ما يلي:
234
دعم عجلة االقتصاد الوطني وذلك مةن خةَلل الحةد مةن الفقةر والبطالةة
ودعةم خزينةةة الدولةة مةةن خةَلل االقتطاعةةات والضةرائب التةةي تفةةرض
على الموظفين وخاصة ذوي الدخل المرتفع.
تنشةةيط الحركةةة السةةوقية والتجاريةةة ،وتفعيةةل عمليةةة التةةدفق والسةةيولة
النقدية ،وذلك من خَلل العرض والطلب وبنةاء المشةاريع االسةتثمارية
المختلفة.
سبل تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع في مختلف الجوانب وتطوير ُ
العيش للسكان.
تعزيةةةز مبةةةدأ التقةةةايض والتبةةةادل التجةةةاري بةةةين النةةةاس لسةةةد حاجةةةاتهم
ورغباتهم.
تساهم األ جةور والرواتةب فةي تهةذيب سةلوكيات النةاس وتنظةيم حيةاتهم
األسرية.
تساهم في الحد من الضغوطات وحاالت التوتر التي قد تصيب البعض
نتيجة ضنك العيش أو شح الموارد.
المساهمة في تحقيق المنفعة النفسية للعاملين وذويهم مةن خةَلل تحقيةق
الرفاهيةةة والسةةعادة والسةةرور فةةي نفوسةةهم ،وخاصةةة عنةةدما يسةةتطيع
الموظةةةف أن يلبةةةي احتياجاتةةةه أو احتياجةةةات أفةةةراد أسةةةرتة المختلفةةةة
كالحاجات العَلجية ،أو الغذائية ،أو الترفيهية ،وغيرها.
يحصةةل العةةاملون علةةى أ جةةورهم مقابةةل األداء الةةذي يقومةةون بةةه بطةةرق مختلفةةة ،حيةةث
تسةتخدم كةةل منظمةة أو دولةةة الطريقةةة التةي تةةتَلءم مةةع طبيعتهةا ،وأنظمتهةةا ،وقوانينهةةا،
وسياستها ،وطبيعة عملها ،وكذلك حسب االتفاقية التي تبرم ما بةين القةائمين علةى إدارة
المنظمات وبين طالبي العمل أو الوظيفة؛ ويمكننا اسةتعراض أبةرز طةرق دفةع األجةور
على النحو التالي:
أوال :دفع األجر على مبدأ وحدة الزمنPayment the wages upon the time ( .
)period
حيث تعتبر هذه الطريقة من الطرق الشائعة االستعمال بسبب بساطتها وسهولتها ،حيث
يتم بموجةب هةذه الطريقةة دفةع األجةر اعتمةادا ً علةى وحةدة الةزمن المتفةق عليهةا مةا بةين
235
صاحب العمل والعامل كالساعة ،أو اليوم ،أو األسبوع ،أو الشهر ،أو الفصل ،أو السنة،
ويكون األجر غير محكوم بكمية اإلنتاج.
مثال ( )1تم تعيين السيد وليد في شركة الوجبات السريعة للطعام مقابل أجر مقدارة ()5
دنانير عن كل ساعة عمل.
مثال ( )2تم تعيين السيد ليةث فةي شةركة الصةناعات الغذائيةة مقابةل أجةر مقةداره ()30
دينةار يوميةا ً ،علةى أن تكةون عةدد سةاعات العمةل فةي اليةوم مةن السةاعة الثامنةة صةةباحا ً
ولغاية الساعة الثانية بعد الظهر.
مثال ( )3تم تعيين المهندسة سماهر في شركة الصةناعات الهندسةية مقابةل أجةر مقةداره
( )400دينار أسبوعيا ً على أن تكون عدد ساعات العمل في األسبوع 70ساعة.
مثال ( )4تمت الموافقة على تعيين الخبير يزبد في وزارة العمل براتب مقةداره ()950
دينار في الشهر شامَلً كافة العَلوات المخصصة له وفق نظام ديوان الخدمة المدنية.
مثال ( )5تم تعيين المدرس مراد كمعلم بديل في مدرسة الندى األساسية ،ليقوم بتدريس
مةادة الرياضةيات للفصةل الدراسةي الثةاني مةةن العةام 2017مقابةل أجةر مقطةوع مقةةداره
400دينار ال غير عن كل شهر.
236
-إذا كان طبيعة عمل المنظمة غير ملموس كاألعمال الخدماتية.
من إيجابيات هةذه الطريقةة أنهةا بسةيطة وسةهلة االسةتخدام وال تتطلةب عمليةات حسةابية
معقةةدة ،وتسةةاهم فةةي زيةةادة مسةةتوى التعةةاون بةةين العةةاملين ،وإعطةةاء العةةاملين أجةةورا ً
متساوية ،تحقق االستقرار والطمأنينة النفسية للعاملين؛ ألن األ جور ثابتة ال تتغير .ولكن
أبرز العيوب تكمن في عدم تمييز الموظفين المبدعين ذوي الكفاءات من غير المبدعين؛
مما يعمل على الحد من اإلبداع واالبتكار لدى الموظفين ( ناصر.)2004 ،
ثانيلا :دفلع األجلر عللى مبلدأ الكميلة اإلنتاجيلة ( Payment the wages upon the
)total of production
يعتبر هذا االسلوب من أوائل األساليب التةي اسةتخدمت وخاصةة فةي منظمةات األعمةال
الصناعية ،حيث يعتمد هذا النظام في دفع األ جور للعةاملين علةى مبةدأ الكميةة الفعليةة أو
عدد الوحدات التي ينتجها العامل؛ وذلك من خَلل تحديةد أجةرة الوحةدة المنتجةة للةتمكن
مةةن حسةةاب األجةةر المسةةتحق للعامةةل وذلةةك عةةن طريةةق ضللرب كميللة اإلنتللاج أو عللدد
الوحلللدات المنجلللزة بلللاألجر المحلللدد للوحلللدة الواحلللدة مباشلللرة .وتتميةةةز هةةةذه الطريقةةةة
باستخدام أسلوبين في نظام دفع األجور ،وهما:
237
-األسلوب الثةاني :أسةلوب دفةع األجةر المتغيةر ( ،)Variable wage payوهةو
االسلوب الذي يةتم بموجبةه تحديةد أجةرين أو أكثةر لكةل مسةتوى إنتةاج يقةوم بةه
العاملون داخل المنظمة ( الطائي وآخرون .)2006،ومن بعض التجارب التةي
استخدمت هذا النظام وخاصة نظام دفع األجر الفردي ،هي:
. 1أسةلوب فريةدريك ونسةلو تةايلور ( :)Fredrick W. Taylorوالةذي
يعتبر من أوائل من طبق هذا النظةام ويعتمةد علةى تحديةد كميةة معينةة
مةةن اإلنتةةاج المطلةةوب تحقيقهةةا للعةةاملين خةةَلل فتةةرة أو وقةةت العمةةل
المحدد وتسمى كمية معيارية ،ويتم بموجب ذلك تحديد أجر أدنى يدفع
للعامل الذي يقل إنتاجةه عةن الكميةة المحةددة ،وفةي المقابةل ُيةدفع أجةر
آخر للعامل الذي يصل إنتاجه أو يزيد عن الكميةة اإلنتاجيةة المحةددة.
وللمزيد من التوضيح يمكننةا أن نفتةرض أن أحةد المصةانع األمريكيةة
للمَلبس العاملة في مدينة الحسن الصناعية قامت بتحديد كمية اإلنتاج
كوحدة معيارية على أن تكون ( )100قطعة في اليوم كوحةدة إنتاجةه،
وأن معةةدل األجةةر لكةةل وحةةدة منتجةةه هةةو ( )2دوالر أمريكةةي للعامةةل
الذي يصل إلى هذا المعيار أو يزيد ،بينما يدفع أجر العامةل الةذي يقةل
عن هذا المعيار ( )1دوالر أمريكي فقط ،ولنفترض بنا ًء على ذلك أن
العامل أمجد الذي يعمل في المصنع قد حقق إنتاجا ً مقداره 90قطعةة،
والعامل أيوب قد حقق إنتاجا مقداره 100قطعة ،والعامل فراس حقق
إنتاجةا ً مقةةداره 105قطعةةة ،وهكةةذا .فكةةم يكةةون األجةةر المسةةتحق لكةةل
عامل في اليوم الواحد ضمن هذه المعطيات حسب طريقة تايلور آنفةة
الذكر؟
الجواب هو:
األجر الذي يستحقه العامل أمجد هو 90=1 × 90 :دوالر أمريكي في اليوم.
األجةةر الةةذي يسةةتحقه العامةةل أيةةوب هةةو 200=2 × 100 :دوالر أمريكةةي فةةي
اليوم.
األجةةر الةةذي يسةةتحقه العامةةل فةةراس هةةو 210=2× 105 :دوالر أمريكةةي فةةي
اليوم.
ويمكن استخدام هذه الطريقة في حاالت مختلفة أهمها:
-أ سلوب يحفز العاملين على زيادة مست وى األداء لتحسين مستوى الدخل.
-وسيلة الستثمار الوقت والجهد وتعبئة أوقات الفراغ بعوائد مالية إضافية.
-تحقيق المنفعة الزمانية والحيازية للزبائن ،أي توفير المنتج علةى مةدار السةاعة
للزبون ،وإ تاحة فرص الشراء والتملك في أي وقت.
-خلق روح المثابرة والمنافسة بين العاملين.
-تنمية القدرات اإل بداعية واالبتكارات لدى العاملين.
-تحقيق العدالة والمساواة بين العاملين من حيث األجور ،حيث يكون أجر العامل
بمقدار الجهد الذي يبذله ،وكمية اإلنتاج التي يحققها.
-تقلل من عملية الرقابة المباشرة ،وتغرس لدى العاملين الرقابة الذاتية؛ ألن دافع
العامل في مثل هذا األسلوب للعمل واإلنجاز يكون ذاتيا ً لتحقيق المكاسةب التةي
يطمح إليها.
-استثمار بعض األصول الثابتة كةاآلالت ،والمعةدات ،والتكنولوجيةا المسةتخدمة،
وخاصة إذا كانت أسعارها مرتفعةة؛ األمةر الةذي يجعةل زيةادة تشةغيلها مصةدرا ً
لمزيد من الدخل؛ لتغطية المصاريف والنفقات المختلفة.
-حةث إ دارة المنظمةة علةى مواكبةة عمليةة الرقابةة علةى جةودة وصةةَلحية اآلالت
والمعةةةدات؛ لضةةةةبط مواقةةةع األعطةةةةال والخلةةةةل فيهةةةا وإصةةةةَلحها أوال بةةةةأول،
وتطويرها بدالً من أن تتراكم وتقف فجأة عن العمل.
أما سلبيات هذا األسلوب ،فهي على سبيل المثال:
239
عدم وجود مقاييس أو معايير محدده لكافة األعمال اإلنتاجية. -
استغَلل الطاقات البشرية؛ األمر الةذي قةد يةؤدي إلةى إرهاقهةا واإحةاق أضةرار -
نفسية أو جسدية نتيجة الجهود اإل ضافية التةي قةد يبةذلها العامةل للحصةول علةى
أجور اضافية.
تسريع اهتَلك اآلالت والمعدات المستخدمة. -
ال تراع ي الظروف والمتغيةرات المختلفةة للعامةل ،حيةث أن بعةض العةاملين قةد -
يكةةون لةةديهم ظةةروف أو مشةةاكل معينةةة ،ممةةا يةةؤدي ذلةةك إلةةى حرمةةانهم مةةن
الحصول على األجور اإلضافية كحاالت المرض ،أو الوفاة ،أو غيرها.
قد يؤدي إلى شعور العامل بأنه مستغل ومستنزف ،أي أنه ال يمنح األجر إال إذا -
أنتج؛ األمر الذي قد ينعكس على مستوى العَلقة والثقة ما بين العامل وصاحب
العمل.
انخفاض مستوى الجودة والنوعية للمنتج. -
تحتةاج إلةةى متابعةةة حثيثةة لةةمالت والمكنةات المسةتخدمة لحمايتهةةا مةةن الخةةراب -
واألعطةةال ،والمحافظةةة علةةى كفاءتهةةا؛ ألن ذلةةك يضةةمن العدالةةة فةةي األجةةور
وتوفير جهود العاملين.
تحميةل المنظمةة أعبةاء ماليةة إضةافية تةدفع للعةاملين؛ األمةر الةذي يفةرض علةى -
المنظمات التي من خَللها تستطيع المنظمة أن تضبط مصةاريفها ونفقاتهةا .بمةا
يتناسب مع العوائد ،ومع سياسات المنظمة ،واستراتيجياتها التسويقية ،والبيعية،
لحماية المنظمة والسوق المستهدف من الكساد السلعي.
تحتاج إ لى اجراء عمليات حسابية مستمرة تتمكن من خَللها احتساب أجةر كةل -
عامل على حده بما يتناسب مع كمية اإلنتاج.
240
وأبةرز مةةا تمتةاز بةةه هةذه الطريقةةة هةو ارتباطهةةا بالجانةب اإلنسةةاني والظةةروف
الشخصية ،وتحقيق العدالة والمساواة ،وبث روح المنافسة بين العاملين ،إضافة
الى أنها تزيةد مةن مسةتوى الةوالء واالنتمةاء للمنظمةة مةن قبةل العةاملين خاصةة
ذوي القدرات المحدودة .أما ما يمكن أن يؤخذ على هذا النظام ،هو أنةه ذلةك قةد
يؤدي إلةى تةدني مسةتوى اإل نتاجيةة للمنظمةة وانخفةاض مسةتواها التنافسةي بةين
المنظمات.
مثةةال :اذا كةةان الوقةةت المعيةةاري لعمةةل العةةاملين فةةي مصةةنع مةةا 10سةةاعات ،واسةةتطاع
العامل عيسى من انجازه في 7ساعات ،علما ً أن اجرة الساعة الواحدة 4دنانير ،وكانت
النسبة المئوية للوقت المتوفر .%60كم يستحق هذا العامل عيسى من األجر؟
الحل:
= 7.2+28
241
سميت بهذا االسم؛ ألن أول تطبيةق لهةا كةان فةي مصةانع ديفيةد روان ،حيةث تتشةابه مةع
طريقة هالسي في كثير من الجوانب والمزايا ،لكنها تركز أكثر في احتساب األجر على
مبدأ مفهوم التةوفير فةي الوقةت المبةذول فةي أداء العمةل مقارنةة بالوقةت المعيةاري ،ويةتم
حساب الحافز والمكافأة في هذه الطريقة اعتمادا ً على األجر األساسي ونسبة الوفةورات
في الوقت المبذول الى الوقةت المعيةاري المحةدد (عةامر .)2011،وتختلةف عةن طريقةة
هالسةةي مةةن خةةَلل حسةةاب العةةَلوة اإلضةةافية اعتمةةادا ً علةةى القةةانون التةةالي ( الطةةائي،
وآخرون:)2006:
مثال :اذا كان الوقت المعياري فةي مصةنع األدويةة ( )10سةاعات مقابةل أجةرة مقةدارها
( ) 5دنةانير فةةي السةاعة ،ولكةةن اسةةتطاع العامةل عبةةد الةةرحمن أن ينجةز العمةةل خةةَلل 7
ساعات .كم يستحق هذا العامل اجرة إضافية؟
7−10
×5 الحل+ 7× 5 :
10
3
×5 + 35
10
5×0.3+35
وهناك تجارب عديده تستخدم لحساب االجور الفرديةة والتةي ال مجةال لشةرح تفاصةيلها
ولكن يستحق منا ذكر بعضها مثةل تجربةة اميرسةون ( . )Amersonوبيةدو (،)Bydo
وميرك ( ،)Merickوكذلك تجربة سكانلون ( ،)Skanlonالتي تستخدم كأسةلوب لةدفع
أجور إ ضافية ومكافآت لكافة العاملين في المنظمة دون استثناء ،وبشكل متساو أو ضمن
فروقات تحددها لجان متخصصة في هذا الغرض.
ثالث لاُ :دفللع األجللر علللى مبللدأ العمولللة ( Payment the wages upon the
)Commission
وهو نظام تستخدمة كثير من منظمات األعمال وخاصة التي تعمل فةي مجةال المبيعةات
والتسويق ،حيث يتم بموجب هذا االسلوب تحديد أجر ثابت للعامةل باالضةافة إلةى قيمةة
242
نقدية إضافية تحدد مسبقا ً،و تدفع له على أساس نسبة مئوية لقيمة أو كمية البضاعة التي
يتم بيعها أو تسويقها (.) McConnell& Brue,2008
عدم قدرة الموظف في هذا المجال التحكم بالمتغيرات البيئية المختلفة ( حمةود، -
والخريشه.)2007 ،
إجهاد العاملين للحصول على أجور او عمولة إضافية. -
ارتباط مستوى أداء الفرد بمستوى حاجاته ورغباته؛ األمر الذي قد ينعكس سلبا ً -
على أداء المنظمة ونشةاطاتها البيعيةة والتسةويقية خاصةة إذا كةان الموظةف فةي
هذا المجال غير نشط ،أو غير طموح ،أو ليس بحاجة لعوائد نقدية ،وإنما يعمل
فقط ألغراض المكانة االجتماعية أو غيرها.
إ جراء عمليات حسابية مسةتمرة لحسةاب مسةتوى األجةور اإلضةافية أو العمولةة -
حسب النسب المئوية المتفق عليها.
( Payment the wages upon رابعلا :دفلع األجلر عللى مبلدأ االكراميلة /البغشلي
)the tips
يعتبر أسلوب اإل كرامية أو البغشيش مةن األسةاليب الشةائعة فةي دفةع اإلجةور والمكافةآت
للعاملين ،على الرغم من أن هناك اختَلفا ً كبيرا ً حول هذا المصطلح ،وذلك مةن حيةث
المفهوم أو استخدامه بين المنظمات أو الشعوب والدول .لكننا سة نتناوله فةي هةذا الكتةاب
من منطلق أنه نظام يطبق في كافة منظمات األعمال األمريكية بشكل عام ،وفةي معظةم
منظماتنةةا العربيةةة بشةةكل خةةاص ،خاصةةة تلةةك التةةي تعنةةى بشةةؤون الخةةدمات كالسةةياحة،
والفنادق ،والمطاعم ،والمقاهي ،وغيرها من أعمال الخدمات المختلفة.
243
لذلك يمكننا تعريف هذا المفهوم على أنه أسلوب دفع قيمة نقدية للعامل مةن قبةل العمةَلء
بشكل طوعي مقابل مستوى الخدمة التي يتلقاها العميل.
وبالطبع تختلف كل منظمة عن غيرها من حيث تطبيق هذا األسلوب ،حيث تعتمد بعض
المنظمات على تحديد مسةتوى أجةر ثابةت للعامةل مقابةل مةا يحصةل عليةه الموظةف مةن
إكراميةةات مةةن قبةةل العمةةَلء ،حيةةث تكةةون اإلكراميةةات مباشةةرة تةةدفع مةةن قبةةل العميةةل
للموظف ،أو يتم جمع ما يدفع من اكراميات وتوزيعها نهاية عمل اليوم ،أو االسبوع ،أو
الشهر على كافة العاملين الذين يعملون بموجب هذا النظام كموظفين األدالء السةياحيين
والفنادق والمطاعم وغيرها.
-هةةذا األسةةلوب يحفةةز العةةاملين ألداء أفضةةل تجةةاه العميةةل ،ويزيةةد مةةن مسةةتوى
التنافس.
-يحقق وفرا ً اقتصاديا ً للمنظمة ،وال يحملها أعباء مالية إضافية.
-سهولة صرف الرواتب واالجور دون الحاجة إلى استخدام عمليات حسابية.
بينما نعتقد أن هناك مآخذ على هذا األسلوب ،منها أنه:
يخةةدش مشةةاعر كثيةةر مةةن العةةاملين ،وال يتناسةةب مةةع كافةةة ثقافةةات النةةاس أو -
الشعوب.
يخضع إلى مزاج العميل وثقافته ومس توى رضاه عن أداء الموظف. -
يرتبط هذا األسلوب بالمتغيرات البيئية كموسم السياحة والسفر وغيرها؛ األمةر -
الذي قد ال يحقق للموظف استقرارا ً وظيفيا ً أو مستوى دخل محدد.
ي خلق الصراعات بين العاملين في هذا المجال وغيرهم من العةاملين فةي مواقةع -
وظيفية اخرى في المنظمة.
ال يخةدم الموظةف عنةد بلوغةة سةةن التقاعةد؛ ألن ذلةك ال يةدخل فةي كشةةوفات أو -
سجَلت الموظف المالية.
244
وهةةو أسةةلوب حةةديث شةةاع اسةةتخدامه مةةع فتةةرة ظهةةور التكنولوجيةةا والتقنيةةات الحديثةةة
كالشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل االجتماعي المختلفة .وهو أسلوب يعتمد على عملية
تعاقد ما بين منظمة ما وآخةرون مةن ذوي الكفةاءات؛ للقيةام بمهةام وظيفيةة معينةة مقابةل
أجر محدد على أن يتم االلتزا م بتسليم المهمة للمنظمة خَلل فترة زمنية محةددة دون أن
تلزم الفرد بساعات عمل محددة ،ودون أن يكون له حيز مكاني في المنظمة ،وإنما يتاح
للفرد حرية إنجازالعمل المطلوب منه أو المتفق عليه من خَلل موقعه أو مكان سكنه.
يوفر ل لموظف المرونة وحرية إنجاز للعمل؛ مما قد ينعكس على زيادة مسةتوى -
الرغبة في األداء.
يوفير حيز مكاني للمنظمة وخاصة إذا كانت بعض المهام الوظيفية محةدودة أو -
موسمية الطابع.
يمنح الموظف الممارس لمثل هذه الوظائف فرص وظيفية أخرى. -
تحقةةةق للموظةةةف الممةةةارس لمثةةةل هةةةذه الوظةةةائف الراحةةةة مةةةن عنةةةاء الةةةدوام، -
والضغوطات ،والمواصَلت ،والصراعات الوظيفية.
-عدم تبعية الموظف فةي كثيةر مةن األحيةان إلةى الهيكةل التنظيمةي فةي المنظمةة؛
األمر الذي قد ينعكس على مستوى والئه وانتمائه للمنظمة.
-العزلة الوظيفية نتيجة عدم احتكاك الموظف أو تعايشه مع الموظفين اآلخرين،
وحرمانه من االطَلع على الثقافات األخرى في بيئة العمل.
-يتطلب هذا النوع من الوظةائف ابةداعا ً حقيقيةا ً وكفةاءات ذات مسةتوى عةال مةن
التميز.
-يتم في كثير من األحيان دفع األجرلمثل هذا االسلوب من العمل بشكل مقطوع،
مما ال يخدم الموظف عند بلوغة سن التقاعد؛ ألن ذلك ال يدخل في كشوفات أو
سجَلت الموظف المالية.
245
يواجةةه المنظمةةات العديةةد مةةن المشةةاكل فةةي مجةةال نظةةام األ جةةور وتحديةةد المةةدفوعات
للعاملين ،ومن أبرز المشاكل ما يلي:
246
من هي الجهات المسؤولة عن تصميم أنظمة األجور؟ -2
ما هي أبرز الجوانب التي يجب مراعاتها عند بناء أنظمة -3
األجور؟
يوجد لألجور أهميات مختلفة ،اذكرها مع الشرح. -4
اذكر مع الشرح طرق دفع األجور. -5
يواجه مصممي األ جور والرواتب محددات مختلفة ،ما هي. -6
247
المنظمات الحكومية األردنية الداعمة لتنمية وتطوير الموارد
البشرية
Jordanian government organizations that
support the growth
and development of human resources
248
Jordanian government organizations that support the growth
249
Jordanian government organizations that support the
growth
and development of human resources
مقدمة Introduction
يوجد العديد من المنظمات األردنية سوا ًء العامة منها أو الخاصة التي تعنى وتهتم
بتطوير وتنمية الموارد البشرية ،وخاصة اذا تناولنا الموارد البشرية بشكلها العام أو
الشمولي ،وأن حصر جميعها يعتبر في غاية الصعوبة ،هذا فضَلً على أن المنظمة
بتركيبتها العامة ما هي اال كينونة اجتماعية تتكون بالدرجة االولى من العنصر البشري
الذي يعتبر المحرك األساسي لعملية نجاحها وتطورها من ناحية ،ومن ناحية أخرى فان
لكل منظمة على اختَلفها دور في تطوير وتنمية الموارد البشرية العاملة فيها وإن
اختلف ذلك في األساليب أو المستويات ،وذلك ايمانا ً من المنظمة بالمسؤولية االجتماعية
ومسؤولياتها القيمية واألخَلقية التي تقع على عاتقها.
لذلك وكما أسلفنا سابقا ً فانه يصعب علينا حصر كافة المنظمات التي تعنى بإدارة وتنمية
الموارد البشرية؛ ألننا نؤكد أن كل منظمة تقوم بهذه المسؤولية بشكل مباشر أو غير
مباشر ،وذلك من خَلل التعيين ،والتوظيف ،والتدريب ،ودفع الرواتب واالجور،
والمتابعة والتقييم ،وتوفير التسهيَلت والخدمات المختلفة .وسوف نتناول في هذا الكتاب
بعض المنظمات العامة في األردن التي تعنى بإدارة وتنمية وتطوير الموارد البشرية،
وهي على النحو التالي:
بمناسبة الذكرى الحادية والستين لعيد االستقَلل في الخامس والعشرون من أيار عام
2007وإيمانا من جَللة الملك عبدهللا الثاني بن الحسين المعظم بأهمية مشاركة الشباب
األردني في عملية التنمية االقتصادية ،واالجتماعية ،والسياسية ،وإعداد جيل من
الشباب المؤهل -جاءت التوجيهات الملكية السامية إلى القوات المسلحة األردنية ،والتي
أوعز جَللة الملك فيها بتنفيذ مشروع الستخدام مدنيين في القوات المسلحة األردنية؛
250
للعمل في قطاع اإلنشاءات بالتنسيق مع وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص ،من
أ جل تسليح الشباب في مختلف المحافظات بالمهارات والقدرات الَلزمة للعمل والعطاء
وزيادة اإلنتاج.
يرأس الشركة لجنة توجيهية عليا برئاسة دولة رئيس الوزراء وعضوية رئيس هيئة
األركان المشتركة ،ووزير العمل ،ووزير المالية ،ووزير األشغال العامة واإلسكان،
و ممثل عن القطاع الخاص ،كما يضم مجلس إدارة الشركة أعضاء من القوات المسلحة
األردنية والقطاعين العام والخاص.
قامت الشركة بإجراء عدة دراسات لواقع سوق العمل المحلي واحتياجات كل من
صاحب العمل والعامل للوصول إلى اسلوب عملي يلبي احتياجات كَل الطرفين،
ويساهم في تحقيق رؤية الشركة وأهدافها حيث تم تصنيف هذه االحتياجات كما يلي:
متطلبات صاحب العمل :حيث تركز على االلتزام والجدية في العمل من خَلل
توفير الوسائل الكفيلة لضبط جدية المتدرب والتزامه بالعمل والتأهيل من خَلل
نظام استخدام المدنيين في القوات المسلحة ووجود آلية للثواب والعقاب.
تحقيق جودة اإلنتاج :التركيز على جودة المخرجات النهائية للمتدرب؛ لما لذلك
من تأثير إ يجابي على جودة العمل وتخفيض كلفة المنتج.
التدريب لتلبية حاجة السوق :تدريب المتدربين حسب االحتياجات الفعلية لسوق
العمل ،وتوزيع المتدربين على شركات المقاوالت حسب حاجتها ومراحل
العمل لديها.
متطلبات العامل االردني :أي تحقيق العدالة في األجور من خَلل توفير الكلف العادلة
ألجور المهني األردني مقارنة مع العامل الوافد .وتوفير بيئة عمل مَلئمة من خَلل
السعي نحو إيجاد بيئة عمل مناسبه تكفل الحصول على األمن الوظيفي والتأمين
والضمان األجتماعي.
251
الرسالة :تلبية االحتياجات الكمية والنوعية لسوقي العمل األردني والعربي من القوى
المهنية العاملة من خَلل تصميم وتنفيذ برامج تدريبية مهنية وتطبيقية متنوعة جاذبة
للشباب المستهدف ومتوافقة مع المعايير واألنظمة الدولية الحديثة ،وبشراكة فاعلة مع
مؤسسات وطنية ودولية.
تلبية احتياجات سوق العمل االردني بالكفاية الكمية والنوعية من القوى المهنية
العاملة المتميزة.
تعديل اتجاهات الشباب نحو العمل المهني ،و كسب تأييد المجتمعات المحلية
نحو تحقيق هذه الغايه.
تخصيص برامج تدريبية مهنية متخصصة لتلبية احتياجات أسواق العمل
العربية.
تعزيز القدرات المالية واإلدارية للشركة بدخولها في أعمال استثمارية وانتاجية
مدرة للدخل.
الرؤيا :ضمان اجتماع شامل ،يتسم بالريادة في الخدمة ،والحماية ،واالستدامة ،ويساهم
في دفع عجلة التنمية في المملكة .
الرسالة :مؤسسة وطنية تطبق نظاما ً تأمينيا ً تكافليا ً قائماًعلى الشراكة مع الجهات ذات
العَلقة ،وينسجم مع احتياجات المؤمن عليهم والمنشآت ،ويساهم في تحقيق األمن
االجتماعي والتنمية االقتصادية للمملكة.
252
القيم :الخدمة المتميزة ،والشفافية ،والمساءلة ،واالحترام ،وروح الفريق ،والمبادرة
واإلبداع ،والعدالة.
253
التبادلية في نظم الضمان االجتماعي وعالميتها ،حيث أصبحت نظم الضمان
االجتماعي جزءا ً من التشريعات القانونية واالجتماعية واالقتصادية للغالبية
العظمى من دول العالم ،حيث يسمح تماثل النظم إلى تبادلية المنافع عبر برامج
ثنائية أو جماعية بين الدول .
جاء إنشاء ديوان الخدمة المدنية ،بعد صدور قانون ديوان الموظفين المدنيين رقم ()11
لسنة 1955في األول من نيسان وباشر رئيس الديوان أعماله في األول من أيار 1955
ا ستجابة للتطورات و المستجدات التي واكبت التطور الكبير الذي شهده جهاز اإلدارة
العامة ،في الفترة التي أعقبت إعَلن المملكة األردنية الهاشمية و توحيد الضفتين عام
،1950و صدور الدستور الحالي في عام ،1952و ما رافق ذلك من توسع أفقي و
عامودي في أعداد األجهزة الحكومية المعنية بتقديم مختلف أنواع الخدمات للمواطنين.
ويعتبر نظام الخدمة المدنية رقم ( )1لسنة 1958أول تشريع ناظم لمختلف جوانب
إدارة وتنظيم شؤون الوظيفة والموظفين الحكوميين في المملكة االردنية الهاشمية ،حيث
اشتمل على ( )200مادة تناولت األطر العامة لتعيين الموظفين الحكوميين وتقسيم
الموظفين إلى صنفين (مصنفين و غير مصنفين) إضافة لفئة العقود ،وتم توزيع الكادر
الوظيفي على سلم رواتب مكونا ً من عشر درجات بواقع خمس سنوات في الدرجة
الواحدة ،و في عام 1963صدر قانون الخدمة المدنية رقم ( )48لسنة ،1963الذي
نص على إعادة تشكيل لجنة انتقاء الموظفين.
الرؤيــة :الريادة والتميز في ادارة الموارد البشرية والوظيفة العامة في الخدمة المدنية
الرسالة :تنظيم وادارة شؤون الوظيفة العامة وتطويرها بأبعادها البشرية ،واإلجرائية،
والقانونية ،والرقابية بالتعاون مع الشركاء والدوائر المعنية في الخدمة المدنية ،من
خَلل
منهجية المبادرة واإلبداع ،وترسيخ مبادئ النزاهة والعدالة ،وتكافؤ الفرص في تطبيق
التشريعات بهدف االرتقاء باألداء والتميز في تقديم الخدمة لمتلقيها.
254
المرتكزات والقيم.
األهداف الوطنية:
األهداف القطاعية:
تطوير أداء الجهاز الحكومي وتعزيز الرقابة والمساءلة وقياس األداء .
تطوير الموارد البشرية في القطاع العام وإعداد القيادات المتميزة.
تكريس ثقافة التميز.
استكمال شبكة خدمات الحكومة اإللكترونية.
ترسيخ النهج التشاركي ما بين مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص
على المستويين المحلي واإلقليمي.
األهداف المؤسسية
255
تطوير معايير لتقييم أداء موظفي جهاز الخدمة المدنية من خَلل وضع
مؤشرات أداء لوظائف الخدمة المدنية الفعلية النمطية.
النهوض بواقع القوى البشرية في الخدمة المدنية.
ترسيخ اإلبداع ،والتميز ،والمبادرة ،واالبتكار في الخدمة المدنية .
توظيف واستثمار تكنولوجيا المعلومات في إدارة الموارد البشرية في الخدمة
المدنية لضمان تقديم كافة الخدمات وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية،
وتقديم الدعم واإلسناد الفني للدوائر في هذا المجال.
تعزيز النهج التشاركي ما بين الدوائر الحكومية ذات الصلة في إدارة شؤون
الوظيفة العامة والخدمة المدنية وتطويرها على المستويين المحلي واإلقليمي
للنهوض بالدور المجتمعي لديوان الخدمة المدنية.
تطو ير بيئة عمل ديوان الخدمة المدنية التنظيمية والبشرية لتعزيز قدرات
موظفي ديوان الخدمة المدنية.
أما الدور الذي يقوم به ديوان الخدمة المدنية في مجال التوظيف ،والذي يتمثل في
تأمين ما تحتاجه الدوائر الحكومية من مؤهَلت علمية على ضوء الشواغر المتوفرة
لديها يتم في اطار محددات رئيسية هي:
-1التزام الديوان بتعبئة الوظائف وفق متطلبات وشروط إشغال الوظائف عند
تقديم طلب تعبئتها وذلك وفقا ً للنماذج المعدة لهذه الغاية.
-2االلتزا م بأحكام نظام الخدمة المدنية وتعليمات اختيار وتعيين الموظفين.
-3محدودية الشواغر المتوفرة لغايات التعيين مقارنة بعدد طلبات التوظيف
المقدمة للديوان.
جاء إنشاء صندوق التنمية والتشغيل لتخفيف اآلثار السلبية الناجمة عن تطبيق برامج
التصحيح االقتصادي ،فقد صدر قرار مجلس الوزراء بتأسيس صندوق التنمية
والتشغيل بتاريخ 18/11/1989حيث انطلق بعدها في شباط 1991بممارسة النشاطات
اإلقراضية كمؤسسة حكومية تعنى بتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة المدرة للدخل
والتي تستهدف الفئات الفقيرة والعاطلة عن العمل ( .) http://www.defjo.net/site
الرسالة :جعل العمل الحر من أهم الوسائل المتاحة للتخفيف من أعداد الفئات الفقيرة
والعاطلين عن العمل من كَل الجنسين من خَلل تقديم القروض الميسرة والعون الفني
واإلداري؛ لتمكينهم من إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة توفر لهم ولغيرهم فرص عمل
مستدامة.،وترسيخ مناخ العدالة ،وبناء روح التعاون ،وتعزيز الشفافية ،والعناية
باحتياجات العاملين بما يفضي إلى رفع روحهم المعنوية وإسعاده .،والمساهمة في
برامج تنمية المجتمع بما يؤدي إلى توطيد متطلبات التنمية المستدامة والرفاه العام .
257
Institute of Public Administration خامسا :معهد اإلدارة العامة
))(JIPA
نبذة عن المعهد
أنشئ المعهد في عام 1968باسم معهد اإلدارة العامة ليساهم في تنمية الموارد البشرية
في القطاع العام المتنامي من خَلل عقد البرامج التدريبية ،وإجراء الدراسات والبحوث
في المجاالت اإلدارية والمالية .واستمر المعهد بالقيام بمهامه بما ينسجم مع متطلبات
القطاع العام ومستجداته ،وقد تغير اسمه في عام 2001ليصبح "المعهد الوطني
للتدريب"؛ لتكون جل نشاطاته منصبة على التدريب ،وبتاريخ 2012/11/14صدرت
اإلرادة الملكية السامية بالموافقة على نظام معهد اإلدارة العامة رقم ( )72لسنة ،2012
وقد تم نشره في الجريدة الرسمية الذي صدر بتاريخ 2012/11/14بموجب المادة
( )120من الدستور (.)http://www.jipa.gov.jo
الرسالة :تقديم برامج تدريبية وفنية واستشارات متخصصة تساهم في تطوير الموارد
البشرية الوطنية والعربية ،وتمكنها من العمل بكفاءة وفق أفضل الممارسات .
القيم الجوهرية :الجدارة في التدريب ،والتركيز على متلقي الخدمة ،واالحتراف في
األداء ،والتحسين المستمر ،والعمل بروح الفريق ،والشفافية والمساءلة.
أهداف المعهد وواجباته :تتلخص مهام المعهد وواجباته كما جاءت في المادة رقم ()5
من النظام رقم ( )72لسنة 2012بما يلي :
258
عقد ورش العمل والمؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة.
إعداد الوثائق والنشرات بهدف نشر المعرفة ،والمهارات ،واالتجاهات
اإليجابية ،بما يضمن التبادل المعرفي واالستفاده من الممارسات اإلدارية
المتميزة .
التعاون مع مراكز التدريب والتأهيل في القطاع الخاص لتطبيق معايير التأهيل
والتدريب المعتمدة في المعهد .
عقد اتفاقيات توأمة مع المنظمات والمعاهد المشابهه.
تم انشاء مؤسسة التدريب المهني بموجب القانون المؤقت رقم ( )35لسنة 1976وتعمل
حاليا ً بموجب القانون رقم ( )11لسنة 1985قانون مؤسسة التدريب المهني والقانون
المعدل رقم ( )50لسنة 2001والقانون رقم 27لسنة 1999قانون تنظيم العمل المهني
(.)http://vtc.gov.jo
وتقوم المؤسسة بتقديم خدماتها لكافة المواطنين بغض النظر عن مستواهم التعليمي من
مبدأ التعليم المستمر مدى الحياة سوا ًء في برامج اإل عداد المهني بكافة مستوياتها المهنية
أو برامج رفع الكفاءة لرفع كفاءة العمل الممارسن في سوق العمل ،كما تقوم المؤسسة
بتقديم خدمات التدريب واالستشارات في مجال السَلمة والصحة المهنية؛ للحد من
الحوادث في مواقع ،وتدريب المدربين والمشرفين في النواحي المسلكية واإلدارية،
وتطوير عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنظيم سوق العمل األردني.
الرسالة :تدريب وإعداد قوى عاملة مؤهلة ومنافسة في التخصصات المهنية المختلفة
ورفع كفاءتها ،بناء على احتياجات سوق العمل من خَلل تصميم ،وتنفيذ ،وتقويم برامج
التدريب ،وفقا ً ألعلى معايير الجودة بالمشاركة مع أصحاب العمل ومؤسسات المجتمع
المدني ،التدريب في مجال تدريب المدربين والمشرفين ،التدريب في مجال السَلمة
والصحة المهني ،تصنيف العاملين المهنيين الممارسين ومحَلت المهن وفقا ً لمعايير
مهنية وطنية معتمدة ،تقديم خدمات إلنشاء وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
الرؤية :الريادة والتميز في تقديم خدمات التدريب المهني ،وتصنيف العاملين والمحَلت
المهنية ،ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفقا ً الحتياجات المجتمع وسوق العمل.
القيم والمبادئ والمفاهيم :االنتماء والوالء للمؤسسة ،والعمل بروح
الفريق ،والشفافية ،وتميز األداء وإتقان العمل ،والتدريب للجميع ،والتدريب
259
المستمر ،والموضوعية في التدريب ،واإلدارة بالحقائق ،والمرونة ،واالستجابة
للتغيرات.
مهام المؤسسه
إتاحة فرص التدريب المهني إلعداد القوى العاملة الفنية ورفع كفاءتها في
مختلف تخصصات ومستويات التدريب المهني غير األكاديمي والعمل على
تنويع التدريب المهني.
تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و تقديم خدمات اإلرشاد المساندة.
تنظيم ممارسة العمل المهني من خَلل تصنيف محَلت العمل والعاملين فيها.
األهداف االستراتيجية
رفع كفاءة وفعالية مؤسسة التدريب المهني .
رفع كفاءة وفعالية منظومة التدريب المهني وفق متطلبات سوق العمل،
والمعايير الدولية.
زيادة مشاركة القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني .
المساهمة في إعداد سياسات التدريب المهني لتمكين مجلس التشغيل والتعليم
والتدريب المهني والتقني من تحقيق أهدافه
260
برامج تدريبية في مجال السَلمة والصحة المهنية :وهي برامج تهدف إلى
تدريب العاملين في المؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص ،ورفع
كفاءتهم في مجال السَلمة والصحة المهنية.
برامج تدريب المدربين :وهي برامج تهدف إلى إعداد المدربين المهنيين
ورفع كفاءتهم في أساليب التدريب والتعليم وبناء قدراتهم.
برامج تدريب المشرفين :وهي برامج تهدف إلى تدريب المشرفين في
القطاعين العام والخاص ،ورفع كفاءتهم في المهارات اإلدارية واإلشرافية،
خاصة في مجال التدريب والتعليم المهني والتقني.
برامج تدريب السواقين :وهي برامج تهدف إلى تدريب السواقين في
القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني في مجال السواقة ورفع
كفاءتهم لإلرتقاء من فئة إلى فئة أعلى ،وفقا ً لما هو معمول به لدى المعهد
المروري األردني التابع لمديرية األمن العام.
الدبلوم التقني والدبلوم الفني :حيث قامت مؤسسة التدريب المهني وجامعة
البلقاء التطبيقية بتوقيع اتفاقية تعاون تقوم مؤسسة التدريب المهني بموجبها
بتدريس سبعة برامج جديدة تتميز هذة البرامج بتركيزها على إكساب الطَلب
المهارات األدائية ،والمسلكية ومهارات التطوير الذاتي تحقيقا ً للرؤيا الملكية
السامية بتخريج إجيال من الفنيين القادرين على التعامل مع التكنولوجيا
الحديثة ،ومواكبة التطور المستمر والسريع لهذه التكنولوجيا.
سابعا :وزارة التربية والتعليم ( )Ministry of Education
الرؤياhttp://www.moe.gov.jo
تمتلك المملكة األردنية الهاشمية منظومات من الموارد البشرية ذات جودة تنافسية كفؤه
وقادرة على تزويد المجتمع بخبرات تعليمية مستمرة مدى الحياة ،وذات صلة وثيقة
بحاجاته الراهنة والمستقبلية ،وذلك استجابة للتنمية االقتصادية المستدامة وتحفيزها عن
طريق إعداد أفراد متعلمين وقوى عمل ماهرة ." .
الرسالة :تطوير نظام تربوي عماده "التميز" ،يعتمد على موارده البشرية ،استنادا ً إلى
معايير عالمية وقيم اجتماعيـة ،وروح تنافسية عالية؛ ممـا يساهـم في تقـدم األردن فـي
خضـم "االقتصاد المعرفي العالمي " .
القيم الجوهرية :توفير فرص تعليمية للجميع ،المواطنة الصالحة ،والوالء ،واإلنتماء،
والجودة ،والعدالة ،والمساواة ،والفاعلية ،والكفاءة ،والمواءمة ،وبناء شراكات فاعلة.
261
مبادئ السياسة التربوية ،تتمثل مبادئ السياسة التربوية فيما يلي-:
. 1توجيه النظام التربوي ليكون أكثر مواءمة لحاجات الفرد والمجتمع وإقامة
التوازن بينهما.
. 2توفير الفرص لتحقيق مبدأ التربية المستدامة ،واستثمار أنماط التربية الموازية
بالتنسيق مع الجهات المختصة
. 3تأكيد أهمية التربية السياسية في النظام التربوي ،وترسيخ مبادئ المشاركة،
والعدالة ،والديمقراطية ،وممارستها.
. 4توجيه العملية التربوية توجيها يطور في شخصية المواطن القدرة على التحليل،
والنقد والمبادرة ،واإلبداع ،والحوار االيجابي ،وتعزيز القيم المستمدة من
الحضارة العربية واإلسَلمية واإلنسانية.
. 5ترسيخ المنهج العلمي في النظام التربوي تخطيطا ً ،وتنفيذا ً،وتقويما ً،وتطوير
نظم البحث والتقويم والمتابعة.
. 6توسيع أنماط التربية في المؤسسات التربوية لتشمل برامج التربية الخاصة،
والموهوبين ،وذوي االحتياجات الخاصة.
. 7تأكيد مفهوم الخبرة الشاملة بما في ذلك الخبرات المهنية والتكنولوجية.
. 8التأكيد على أن التعليم رسالة ومهنة لها قواعدها الخلقية والمهنية.
. 9توجيه النظام التربوي بما يكفل تحقيق مركزية التخطيط العام ،والمتابعة،
والَلمركزية في اإلدارة.
. 10االعتزاز بمكانة المعلم العلمية واالجتماعية لدوره المتميز في بناء اإلنسان
والمجتمع.
. 11تأكيد أهمية التربية العسكرية والثقافة البيئية.
أنشئت وزارة التعليم العالي عام ،1985وصدر قانون التعليم العالي رقم ( )28لسنة
1985الذي حدد أهداف التعليم العالي كما حدد صَلحيات ومسؤوليات مجلس التعليم
العالي ووزارة التعليم العالي ،وعَلقاتها بمؤسسات التعليم العالي ،وبعد مرور ثَلثة
عشر عاما ً على تأسيس الوزارة صدر قانون التعليم العالي رقم ( )6لسنة ،1998والذي
262
تم بموجبه إلغاء وزارة التعليم العالي واستبدالها بمجلس التعليم العالي ،وإتباع كافة
كليات المجتمع األردنية لجامعة البلقاء التطبيقية.
وبعد تسلم جَللة الملك عبدهللا الثاني بن الحسين المعظم سلطاته الدستورية ورد في أحد
كتب التكليف الملكي السامي إعادة إنشاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ
2001/8/21لتتولى عملية اإلشراف والمراقبة على مؤسسات التعليم العالي الرسمية
والخاصة والنهوض بمستوى التعليم العالي؛ ليواكب ويتواءم مع التطورات التي شهدها
قطاع التعليم العالي في العالم وحاجات وتطلعات المجتمع.
صدرت ثَلثة قوانين أساسية تنظم سير العمل في هذه الوزارة عام 2001ثم جرى
عليها التعديل في العامين 2004/2003وهي:
وتشرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي األردنية على قطاع التعليم العالي ،في
األردن من خَلل مجلس التعليم العالي الذي يتولى رسم السياسة العامة لقطاع التعليم
العالي وصندوق دعم البحث العلمي ،و هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي ،وفريق
الوزارة الفني واإلداري المتمثل يعدد من المديريات التي تدعم العمل ومن شانها
االرتقاء بمستوى التعليم العالي في األردن من خَلل لجان علمية متخصصة تقوم
بدارسة كافة الشهادات الصادرة عن مؤسسات التعليم العالي غير األردنية ،واالعتراف
بها ،ومعادلتها والتصديق على كافة الوثائق الصادرة.
كما وتقوم الوزارة بدعم الطلبة المتفوقين المحتاجين الدارسين في الجامعات األردنية
الرسمية من خَلل بعثات أوائل المملكة وأوائل األلوية والمنح والقروض المقدمة من
صندوق دعم الطالب ،إضافة إلى عدد من المن ح المقدمة من شركات القطاع الخاص،
والمنح المقدمة من صندوق دعم البحث بحيث يتم دعم مشروعات البحث العلمي التي
تلبي االحتياجات واألولويات الوطنية ،وتقديم منح لطلبة الدراسات العليا المتفوقين
أكاديمياً ،إضافة إلى إنشاء عدد من البرامج الدولية منها مكتب تمبوس الوطني
( ) TEMPUSلتبادل الطلبة للدراسة في الجامعات األوروبية نظام الدراسات العليا،
263
ومشروع األمم المتحدة اإلنمائي ( ،)UNDPمشروع تطوير التعليم العالي نحو
االقتصاد المعرفي ( )HERfKEلدعم أعمال الوزارة والقطاع على حد سواء
ومما يستحق الذكر أ ن نبين ان وزارة التعليم العالي تلعب دورا ً أساسيا ً أيضا ً في تنمية
وتطوير شريحة كبية من الطلبة في الجامعات والكليات العامة والخاصة التي تعتبر
وزارة التعليم العالي هي المظلة األساسية لتلك الجامعات والكليات ،وذلك من حيث
الجانب الرقابي واالشرافي عليها؛ لضمان مخرجات من الطلبة والخريجين على قدر
عال من النوعية والتميز في المهارات العلمية والمعرفية.
تأسست وزارة الشؤون االجتماعية في عام 1951م والتي ضمت قسما ً خاصا ً للعمال
ليقوم باإلشراف على التنظيم النقابي ،وفي عام 1960م تأسست أول دائرة للعمل تنفيذا ً
ألحكام قانون العمل رقم () 21لسنة 1960م حيث أضيفت تسمية العمل إلى وزارة
الشؤون االجتماعية ،وتقديرا ً من الحكومة للدور الكبير الذي تقوم به القوى العاملة في
عملية التنمية االقتصادي ة واالجتماعية ،فقد تم إنشاء وزارة العمل كوزارة مستقلة في
عام 1976م بموجب نظام تنظيمها رقم ( )40لسنة 1976م.
وتتولى الوزارة منذ إنشائها مسؤولية تحقيق األهداف العامة لشؤون العمل والعمال في
المملكة ،ولمواكبة التطورات االجتماعية واالقتصادية فقد تم إصدار قانون العمل رقم
( )8لسنة 1996م ووضع نظام تنظيم إداري للوزارة رقم ( )38لسنة 1994م
وتعديَلته.
وتعتبر وزارة العمل من الوزارات الخدمية التي تسعى إلى تقديم الخدمات للمواطنين،
ومن أبرز الخدمات التي تقوم الوزارة بتقديمها :خدمات (اإلشراف على شؤون العمل
والعمال ،والمسا همة في تنظيم سوق العمل األردني ،وتشغيل االردنيين في الداخل
والخارج ...الخ) .وتقوم الوزارة بالعديد من المهام أبرزها:
264
رعاية العمال األردنيين خارج المملكة ،وتنمية عَلقات العمل مع الدول
المستقبلة لهم ،وتنظيم الشؤون المتعلقة بالعاملين األجانب داخل المملكة،
واإلشراف عليهم وتحديد شروط عملهم.
تنظيم سوق العمل األردني ،ووضع التعليمات الَلزمة؛ لتوفير فرص العمل
والتشغيل لألردنيين داخل المملكة وخارجها ،وبالتعاون مع الجهات المختصة.
تسجيل نقابات العمال ونقابات أصحاب العمل.
المساهمة والمشاركة في أعمال اللجنة الثَلثية؛ وذلك لتمكين اللجنة من القيام
بالمهام والصَلحيات المنيطة بها والواردة في نظام اللجنة الثَلثية لشؤون
العمل رقم ( )21لسنة 2012وقانون العمل.
تتولى الوزارة توفير فرص العمل لألردنيين داخل المملكة وخارجها.
تنمية التعاون والتنسيق مع منظمات العمل العربية والدولية وبما يخدم قطاع
العمل.
الرسالــة :المساهمة في رفع نسبة المشاركة االقتصادية من خَلل تهيئة القوى العاملة
وتشغياها وتوفير الحماية االجتماعية لها وتنظيم سوق العمل في األردن.
الرؤية :الوصول بسوق العمل األردني إلى مرحلة التشغيل األمثل ،وتنظيم شؤون
العمل فيه من خَلل تطوير وتفعيل التشريعات الناظمة له ،وفقا ً ألفضل الممارسات
والمعايير الدولية.
265
كيف يساهم ديوان الخدمة المنية في تنمية وتطوير الموارد البشرية في -3
األردن؟
كيف يساهم صندوق التنمية والتشغيل في تنمية وتطوير الموارد -4
البشرية في األردن؟
كيف يساهم معهد اإلدارة العامة في تنمية وتطوير الموارد البشرية في -5
األردن؟
كيف تساهم مؤسسة التدريب المهني في تنمية وتطوير الموارد البشرية -6
في األردن؟
كيف تساهم وزارة التربية والتعليم في تنمية وتطوير الموارد البشرية -7
في األردن؟
كيف تساهم وزارة التعليم العالي في تنمية وتطوير الموارد البشرية في -8
األردن؟
كيف تساهم وزارة العمل في تنمية وتطوير الموارد البشرية في -9
األردن؟
266
قائمة المراجع
References List
قائمة المراجع
267
References List
-المراجع العربية
-المراجع األجنبية
المراجع العربية
القران الكريم. .1
االشعري ،احمد بن داوود ( .)2000مقدمة في اإلدارة اإلسَلمية .دار الشروق، .2
السعودية ،جدة.
أبو سن ،احمد إبراهيم ( .)1996اإلدارة في اإلسَلم (ط .)6السعودية، .3
الرياض :دار الخريجين.
أبو شيخه ،نادر ( .)2010ادارة الموارد البشرية :إطار نظري وحاالت عملية، .4
دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،االردن.
اإلدارة العامة للتربية والتعليم ( .)2007فقه الجودة في االسَلم .المملكة العربية .5
السعوديةhttp://www.girlseduep.gov.sa/aljoda/eslamic.htm :
268
. 6البخاري ،االمام ابي عبدهللا محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ابن المغيره بن
بردزبة البخاري الجعفي ،البخاري ( .)1980صحيح البخاري ،جزء ،8
صفحة ،104دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان.
. 7برنوطي ،سعاد ( .)2007إدارة الموارد البشرية ،الطبعة الثالثة ،دار وائل
للنشر،عمان.
. 8بطيخ ،رمضان محمد ( .)1993أصول التنظيم اإلداري في النظم الوضعية
اإلسَلمية ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،القاهرة.
. 9الجندي ،صابر الحسيني ( .)2005اختيار القيادة اإلدارية ،بين القانون وعلم
اإلدارة ،رسالة دكتوراه غير منشوره ،جامعة عين شمس ،القاهرة.
. 10الجزائري ،ابو بكر جابر ( .)1992ايسر التفاسير لكَلم العلي الكبير وبهامشه
" نهر الخير على أيسر التفاسير" ،الطبعة الرابعة ،راسم للطباعة واإلعَلن،
جدة ،المملكة العربية السعودية.
. 11جَلل الدين ،محمد العوضي ( .)1993التنمية البشرية ،تطوير القدرات وتعظيم
االستفادة منها في الوطن العربي ،المعهد العربي للتخطيط ،الكويت.
. 12جوده ،محفوظ احمد ( .) 2008ادارة الجودة الشاملة :مفاهيم وتطبيقات ،الطبعة
الثالثة ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن.
. 13حسن ،عادل ( .)1979إدارة األفراد والعَلقات اإلنسانية ،دار الجامعات
المصرية ،االسكندرية ،جمهورية مصر العربية.
. 14حمود ،خضير كاظم ( .)2007إدارة الجودة وخدمة العمَلء( .ط .)2األردن،
عمان :دار الميسرة للنشر والتوزيع.
. 15حمود ،خضر ،والخريشه ،ياسين ( .)2007إدارة الوارد البشرية ،دار الميسرة
للنشر والتوزيع ،عمان.
. 16الخشروم ،محمد مصطفى ،ومرسي نبيل محمد ( .)1998إدارة األعمال:
المبادئ والمهارات والوظائف ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،اإلسكندرية،
جمهورية مصر العربية.
ديوان الخدمة المدنيةhttp://www.csb.gov.jo ،
. 17خصاونه ،عاكف لطفي ( .)2011إدارة اإلبداع واالبتكار في منظمات األعمال،
دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
. 18دره ،عبد الباري ،والصباغ زهير( .)2004إدارة الموارد البشرية في القرن
الحادي والعشرين :منحى تنظيمي ،دار وائل للنشر ،عمان.
269
زويلف ،مهدي حسن ( ،)1986إدارة األفراد والعَلقات الصناعية ،الطبعة . 19
الثانية ،دار المثنى للطباعة والنشر ،بغداد ،العراق.
زويلف ،مهدي حسن؛ اللوزي سليمان ،والكركي عادل ( .)1994ادارة . 20
العَلقات الصناعية ،دار حنين للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
الزيان ،رمضان (بَل) .مدخل لدراسة مفهوم القيادة وطبيعتها فياإلسَلم، . 21
منتدى الشريعة والحياةwww.azhour.com/vb/showthread.php?t= .
,7402أخذت بتاريخ .2010/8/13
السالم ،مؤيد سعيد ( .)2009إدارة الموارد البشرية :مدخل استراتيجي . 22
تكاملي ،إ ثراء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب )http//net.mil.jo( ، . 23
الشهري ،احمد بن حمدان بن محمد (بَل) .عوامل النصر والتمكين ،دراسات . 24
إ سَلمية في ضوء القران الكريم .الموقع االلكتروني.www.almoslim.net
اخذ بتاريخ .2012/6/5
صالح ،محمد ،فالح ( .)2004إدارة الموارد البشرية :عرض وتحليل ،دار . 25
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
. 26صحيح مسلم ،اإلمام أبي الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم القشيري
النيسابوري .)1989( ،صحيح مسلم ،صفحة ،99الجزء األول ،146 ،دار
السَلم ،الرياض.
. 27صحيح الجامع الصغير وزياداته ،الجزء األول ,صفحة .383
. 28صندوق التنمية والتشغيلhttp://www.defjo.net/site ،
. 29الطائي ،يوسف؛ الفضل مؤيد ،والعبادي هاشم ( .)2006إدارة الموارد
البشرية ،مدخل إستراتيجي ،دار الوراق للنشر ،عمان ،األردن.
. 30الطبري ،محمد بن جرير ( .) 2001جامع البيان عن تأويل اي القران ،دار
إحياء التراث العربي ،بيروت.
. 31الطراونة ،محمد احمد؛ والبلبيسي بدرية ( .)2002الجودة الشاملة واألداء
المؤسسي :دراسة تطبيقية على المصارف التجارية في األردن .جامعة مؤته،
مجلة مؤتة للبحوث والدراسات ،المجلد ،17العدد ،00ص .42-11
. 32عامر ،سامح عبد المطلب ( .) 2011استراتيجيات ادارة الموارد البشرية ،دار
الفكر للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
270
العبادي ،احمد عبد الحاج ( .)2007أ ثر تطبيق إدارة الجودة الشاملة على رضا . 33
العمَلء في المصانع األردنية إلنتاج األدوية .رسالة دكتوراه غير منشورة،
جامعة عمان العربية للدراسات العليا ،عمان ،األردن.
عباس ،سهيلة ،وعلي علي حسين ( .)2003إدارة الموارد البشرية ،الطبعة . 34
ال ثالثة ،دار وائل للنشر ،عمان.
العساف ،حسن موسى ( .)2006التمكين الوظيفي لدى القيادات األكاديمية في . 35
الجامعات األردنية العامة وعَلقته بااللتزام التنظيمي واالستقرار الوظيفي
الطوعي لدى أعضاء هيئاتها التدريسية ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة
عمان العربية للدراسات العليا ،عمان ،األردن.
عساف ،محمود ( .)1987المنهج اإلسَلمي في إدارة األعمال .جمهورية مصر . 36
العربية ،القاهرة. :مكتبة عين شمس.
عبد الوهاب ،محمد رفعت ،وعثمان حسين ( .)2000أساسيات اإلدارة العامة، . 37
دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،جمهورية مصر العربية.
عبوي ،زيد ( .) 2006ادارة الموارد البشرية ،دار كنوز المعرفة للنشر . 38
والتوزيع ،عمان ،األردن.
علوان ،قاسم نايف ( .)2005إدارة الجودة الشاملة ومتطلبات االيزو . 39
. 2000:9001األردن ،عمان :دار الثقافة للنشر والتوزيع.
العزاوي ،نجم عبدهللا ،.وجواد عباس حسين ( ،)2010الوظائف االستراتيجية . 40
في ادارة الموارد البشرية ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.
العميرة ،محمد بن عبد العزيز ( .)2003عَلقة الجودة الشاملة باألداء الوظيفي . 41
في القطاع الصحي .رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،الرياض ،المملكة العربية السعودية.
الفياض ،محمود احمد ( .)2005تمكين العاملين كمدخل اداري وأثره على . 42
القدرة التنافسية :دراسة ميدانية ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة عمان
العربية للدراسات العليا ،عمان ،األردن.
الفياض ،محمود احمد ( .)1995اثر القيادي النمط على اإلبداع اإلداري . 43
للشر كات الصناعية المساهمة العامة األردنية :استخدام نظرية الشبكة اإلدارية.
رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة األردنية ،عمان.
القريوتي ،محمد قاسم ( .)2000السلوك التنظيمي :دراسة السلوك اإلنساني . 44
الفردي والجماعي في المنظمات المختلفة ،دار الشروق للنشر ،عمان.
271
القريوتي ،قاسم محمد ( .)2010إدارة الموارد البشرية ،دار وائل للنشر، . 45
عمان ،األردن.
القضاة ،محمد علي ( .) 2006اثر تبني إستراتيجية الجودة الشاملة في تحسين . 46
الموقف التنافسي في المصانع األردنية إلنتاج األدوية .رسالة دكتوراه غير
منشورة ،جامعة عمان العربية للدراسات العليا ،عمان ،األردن.
الكريدس ،عبد العزيز صالح ( .)2008متطلبات تطبيق إدارة الجودة الشاملة . 47
في إدارة المنشآت الرياضية وانعكاساتها األمنية .رسالة ماجستير غير
منشورة ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض ،المملكة العربية
السعودية.
محمود خضر ،والخريشه ياسين ( .)2007إدارة الموارد البشرية ،دار المسيرة . 48
للنشر ،عمان ،األردن.
المؤسسة العامة للضمان االجتماعيhttp://www.ssc.gov.jo ، . 49
مؤسسة التدريب المهنيhttp://vtc.gov.jo ، . 50
المطيري ،حزام بن ماطر ( .)1997اإلدارة اإلسَلمية :المنهج والممارسة. . 51
المملكة العربية السعودية ،الرياض :جامعة الملك سعود.
ناصر ،سومر ( .)2004أنظمة األجور وأثرها على أداء العاملين في شركات . 52
ومؤسسات القطاع العام الصناعي في سورية :دراس ميدانية على شركات
الغزل والنسيج في الساحل السوري ،بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في إدارة
األ عمال ،جامعة تشرين ،الجمهورية العربية السورية.
معهد اإلدارة العامةhttp://www.jipa.gov.jo ، . 53
النعيمي ،محمد عبد العال؛ راتب صويص ،وغالب ،صويص ( .)2009إدارة . 54
الجودة المعاصرة :مقدمة في إدارة الجودة الشاملة لإلنتاج والعمليات
والخدمات .األردن ،عمان :دار اليازوري للنشر.
الهنيدي ،جمال محمد ( .)2008مبادئ الجودة الشاملة في اإلسَلم .جمهورية . 55
مصر العربية :دار النشر للجامعات ،القاهرة.
الهَلالت ،محمد ( .)2016حقوق االنسان :ضماناتها ومبررات قيودها في . 56
الدستور األردني والتشريع المقارن ،الدار الدولية للنشر والتوزيع ،عمان،
االردن.
وزارة التربية والتعليمhttp://www.moe.gov.jo ، . 57
وزارة التعليم لعالي والبحث العلميhttp://www.mohe.gov.jo، . 58
وزارة العملhttp://www.mol.gov.jo ، . 59
272
المراجع األجنبية
273
York.
9. Dessler, Gary (2000). Human Resources Management,
Prentice Hall, Upper Saddle River 8th edition, New Jersey.
10.Dessler, Gary (2003). Human Resource Management, 9th
Edition, Prentice-Hall, New Jersey.
11.Douglas T. J., & William J.Q. (2001). Total Quality
Management and Competitive Advantage: The Role of
Structural Control and Exploration. The Academy of
Management Journal. Vol. 44. No. 1, pp 153-162.
12.Edwin, Flippo (1984).Personnel Management, Mc Graw-
Hill Book Company, Newyork.
13.Evans J. R., & Lindsay W.M.. (1996). Management and
Control of Quality (3rd ed.). West New York..
14.Fisher, D., Cynthia., Schoenteldt, F., Lyle and Show, B.,
James (2003). Human Resource Management. 5th edition,
Houghton Mifflin Company, New York.
15.Flumber, Robert (1983). The New Management, 3rd. Ed.
Macmillan Publishing Co., Inc., New York.
16.French, L., Wendell (2003). Human Resource Management,
5th edition, Houghton Mifflin Company, New York.
17.Gomez-Mejia, Balkin, B. David and Cardy, L., Robert
(1998). Managing Human Resource, Prentice Hall, New
York.
18.Heizer J. & Reader B. (1988). Production and Operation
Management. London: Allyn & Bacon Inc.
http;//kenanaonline.com/users/ahmedkordy/ postsy 336842.
19.Huczynsky, Andrzej and Buchanan David (2001).
Organizational Behavior An Introductory Text, 4th. Ed.,
Prentice Hall, New York.
20.Ismail, Azman., Abd Halim, Farida., Abdullah, Dayang
Nailul Munna Abang., Shinan, Ahmad Sofian., Muda,
274
Agatha Lamentan Anak and Samsudin, Shairazi (2009). The
Mediating Effect of Empowerment in the Relationship
between Transformational Leadership and Service Quality,
International Journal of Business and Management, Vol. 4,
No. 4.
21.Ivancevich, John (2001). Human Resources Management,
McGraw- Hill, Irwin, New York.
22.Juran, J.M. (1992). Juran on Quality by Design: the New
Steps for Planning Quality into Goods and Services. The
Free Press.
23.Kreitner, Robert and Kinicki Angelo (1992). Organizational
Behavior, 2nd. Ed. IRWIN, New York.
24.Lado, A.A and Wilson, M (1994). Human Resource Systems
and Sustained Competitive Advantage: A Competence
Based Perspective, Academy of Management Review, 19,
PP 699-727.
25.Likert, Rensis (1961). New Patterns of Management Mc
Grow- hill Book co, New York.
26.Littrel, Romie, F. (2003). Employee Empowerment in
China, a Case Study, Aucland University of Technology,
Faculty of Business, Newzealand.
27.Mass, E., and Douglas J., (1981). Contemporary
Introduction, Prentice Hall Inc., New York.
28.McConnell, Cambell and Brue Stanley (2008). Econamics,
17th edition, McGraw Hill, Irwin, New York.
29.Moordead, Gregory and griffin, Ricky (2001).
Organizational Behavior: Managing People and
Organization, U.S.A., Boston, Houghton Mifflin Company.
30.Niehoff, Brian, P., Moorman, Robert, H., Blakley, Gerald
and Fulerm Jack (2001). The Influence of Empowerment
and Job Enrichment on Employee Loyalty in a Downsizing
275
Environment, Group and Organization Management, Vol.
26, No. 1, March, PP. 93-113.
31.Noe, A., Raymond., Hallenbeck, R., John., Gerhart, Barry
and Wright, M., Patrick (2000). Human Resources
Management, Irwin, McGraw-Hill, New York.
32.Patton, W., David., Wit, L., Stephanie., Lovrich, P.,
Nicholas and Fredericksen, T., Patrica (2002). Human
Resources Management, Houghton Mifflin Company, New
York.
33.Robbins, S. P., (2001). Organizational Behavior, Prentice
Hall, New Jersey.
34.Rue, Leslie and Byars Lloyds (2003). Management,
McGraw-hill, Boston.
35.Schermenhorn, John (2002). Management, John Wiley &
Sons Inc., New York.
36.Schermerhorn, JR., Hunt, J. G., and Obsorn, R.N. (2000).
Organizational Behavior, New York, Mc Graw-Hill.
37.Sison, Perfecto (1982) Personnel and Human Resource
Development, 5th. Edition Re & Book store, Manila,
Philippines.
38.Wheelen,Thomas L.and Hunger David (2000). Strategic
Management and Business Policy, Prentice Hall, New York.
39.Yukl, Gary and Becker, Wendy, S. (2006). Effective of
Empowerment in Organizations, Organization Management
Journal, Linking Theory & Practice, Vol. 3, No. 3, PP. 210-
231.
40.Zanatta- Buehler, Kerri (2004). Leadership, Passion and
Organizational Excellence: Examining the Link. Master
Thesis, Royal Roads University, Canada.
276
277