Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة نظريات التعلم للسنة أولى ماستر علم الاجتماع تنظيم وعمل
مطبوعة نظريات التعلم للسنة أولى ماستر علم الاجتماع تنظيم وعمل
1
ٍذبضرح افززبدُخ
توطئة:
اىتـ ميداف عمـ اجتماع التنظيـ بتطبيؽ نظريات عمـ االجتماع ومناىجو وأدواتو التصورية
في دراسة التنظيمات ذات األنماط المختمفة واألىداؼ المتباينة ويستمد ىذا الميداف أىميتو
مف ارتباطو الوثيؽ بالنظرية العامة في عمـ االجتماع ،ومف أىمية التنظيمات كمواقع
استراتيجية أو مجتمعات صغيرة ،يمكف اختبار ىذىالنظريات في نطاقيا .وتستند دراسات ىذا
M. الميداف أساسا عمى األسس النظرية التي قدميا عالـ االجتماع األلماني ماكس فيبر،
1
التعديبلت التي أدخمت عمى نموذجو المثالي البيروقراطي .
كما اىتـ عمـ اجتماع التنظيـ باألسموب الذي تترابط بو الميف بيدؼ وضع إطار الييكؿ
ظواىر التنظيمي لمبناء االجتماعي والعمؿ عمى تحقيؽ التكيؼ بيف األىداؼ المتغيرة و
1
طلعت إبراهيم لطفي،علم اجتماع التنظيم ،دار غريب ،مصر ،2007 ،ص.19
1
الصراع التي قد تنشأ خبلؿ مرحمة التكيؼ لؤلوضاع الجديدة -وفي ضوء ما سبؽ ،يمكف
القوؿ بأنو يمكف اعتبار عمـ اجتماع التنظيـ أحد المياديف المستقمة نسبيا في عمـ االجتماع،
وذلؾ عمى الرغـ مف وجود االرتباط الواضح واالعتماد المتبادؿ بيف ىذا الميداف وبيف غيره
مف مياديف الدراسة في عمـ االجتماع ،وخاصة ميداني عمـ االجتماع الصناعي وعمـ
2
االجتماع الميني.
)(C. Cooleyكاف أوؿ مف استخدـ تشارلز كولي، عمى الرغـ مف أف العالـ األمريكي
Organizationالذي أصدره عاـ 1909إال أف كولي ،لـ يقـ بصياغة مفيوـ الجماعة
الثانوية Secondary groupوقد ذكر القميؿ حوؿ ىذا المفيوـ .ومف ثـ قاـ عمماء
االجتماع بصياغة مفيومات أخرى تناسب طبيعة الجماعة الثانوية ،منيا مفيوما
3
التنظيـOrganizationوالبيروقراطية. Bureaucracy ".
وقد تختمؼ مسميات التنظيـ ،لكف جوىرىا واحد ال يتغير ،فقد يستخدـ البعض مصطمح
(البروقراطية) لئلشارة إلى المعنى الذي يقصد بمصطمح (التنظيـ) ،وقد يميؿ البعض اآلخر
إلى استخداـ مصطمحات محددة مثؿ (المؤسسة) أو (المنظمة) ،ولكنياتشير أيضا إلى
4
.. المعنى الذي يقصده مصطمحا «التنظيـ» و «البيروقراطية»
2
طلعت إبراهيم لطفي،مرجع سابق ،ص .22
3
كمال عبد الحميد الزيات ،علم االجتماع المهني ،مدخل نظري ،القاهرة ،مكتبة الشرق ،1980 ،ص. 72
4
Bernard Philips, Socilogy: From Concepts to Practice, MC Graw-Hill Bilk C. 1979, P 333
في طلعت إبراهيم لطفي،مرجع سابق ،ص .22
2
Etzioni.Aلمفيوـ التنظيـ ،وفي ىذا نجد أف مف أشيرالتعريفات تعريؼ (أميتايإتزيوني)،
الصدد يعرفالتنظيـ بأنو " وحدة اجتماعية تـ إنشاؤىا مف أجؿ تحقيؽ ىدؼ معيف" .ويرى
إتزيوني " أف التنظيـ عندما ينشأ تكوف لو أىداؼ واحتياجات تتعارض أحيانا مع أىداؼ
5
واحتياجات أعضاء ىذا التنظيـ".
ونجد أف أىـ ما يميز التنظيمات اعتمادىا عمى التقسيـ الدقيؽ لمعمؿ ،والقوة ،وتحديد
مسئوليات االتصاؿ ،ووجود مركز أو أكثر مف مراكز القوة يتولى ميمة مراقبة أعماؿ التنظيـ
وتوجييو نحو تحقيؽ أىدافو ،وضماف الحركة داخؿ بناء التنظيـ ،وذلؾ مف خبلؿ تغيير
مراكز األعضاء ،وانضماـ أعضاء جدد تتوافر فييـ صفات وخصائص مف أىميا التخصص
والخبرة الفنية ،ونبلحظ أف ىذه الخصائص التي تميز التنظيمات لـ تظير تمقائيا في سياؽ
التفاعؿ االجتماعي ،وانما تـ تحديدىا بطريقة عمدية .أي أف خصائص التنظيـ قد تحددت
بصورة رسمية ،ولذلؾ يستخدـ مصطمح التنظيـ الرسمي لئلشارة إلى ىذا النوع مف التنظيـ.
ومف ثـ يكوف التأسيس الرسمي لتحقيؽ ىدؼ محدد ىو المعيار الذي يميز دراستنا
لمتنظيمات عف دراسة التنظيـ االجتماعي (الوحدات اؿبوجو عاـ 6.و منو فإف التنظيـ الرسمي
االنخراط) وىما أساس الرسمية ....ومع ذلؾ فإف التنظيمات تحمؿ في داخميا تنظيمات
5
AmitaiEtzioni, Modern Organization, N.J Englewood Cliffes, Prentice Hall, 1964.p. 3
في طلعت إبراهيم لطفي ،مرجع سابق ،ص .23
6
محمد علي محمد ،مجتمع المصنع :دراسة في علم اجتماع التنظيم ،االسكندرية :ا-لهيئة المصرية العامة للكتاب ،1979 ،ص ص . 463-462
3
7
بعض تنميطات التنظيمات :
تنميطإتزيوني|صنؼ إتزيوني التنظيمات حسب عبلقات االمتثاؿ إلى ثبلثة أنماط عمى
النحو التالي:
:وىي تمؾ التنظيمات التي تفرض العضوية فييا عمى .1التنظيمات القيرية أو الممزمة
.2التنظيمات النفعية :وىي تمؾ التنظيمات التي يتـ إنشاؤىا مف أجؿ تحقيؽ أىداؼ وقوائد
.3التنظيمات االختيارية:وىي تمؾ التنظيمات التي يمتحؽ بيا األفراد باختيارىـ ويتركونيا
بإرادتيـ الحرة ،ومف أمثمة ىذه التنظيمات ،النوادي ،ودور العبادة .ونبلحظ أف التنظيمات
النفعية تقع في مركز متوسط بيف التنظيمات القيرية والتنظيمات االختيارية ،وذلؾ نظ ار
ألف العضوية في ىذه التنظيمات ال تعتبر إجبارية تماما ،كما أنيا ال تعتبر اختيارية
تماما.
إف ىذه األنماط الثبلثة مف التنظيمات ال توجد دائما مستقمة عف بعضيا البعض فقد يجمع
تنظيـ معيف بيف أكثر مف نمط مف ىذه األنماط التنظيمية السالفة الذكر .
تنميط بيتربالو و ريتشارد سكوت | صنفا التنظيمات عمى أساس المستفيد األوؿ مف
4
األوؿ مف األنشطة التنظيمية وطبقا لئلجابة عمى ىذا السؤاؿ السابؽ ،تـ تصنيؼ
.1تنظيمات المنفعة المتبادلة :وفيو يكوف المستفيد األوؿ مف أنشطة التنظيـ ىـ
والييئات المينية ،والتنظيمات الدينية .ونجد أف المشكمة األساسية التي تواجو ىذه
التنظيمات ،ىي مشكمة ضبط سموؾ األعضاء داخؿ ىذه ،التي تعتبر العضوية فييا
اختيارية .
.2تنظيمات العمؿ :وفييا يكوف المستفيد األوؿ ىـ المبلؾ ،ومف أمثمة ىذه التنظيمات،
المصانع ،والبنوؾ ،وشركات التأميف .ونجد أف أىـ المشكبلت التي تواجو مثؿ ىذه
التنظيمات تتمثؿ في كيفية تحقيؽ األرباح عف طريؽ الحصوؿ عمى أكبر عائد ممكف
.3تنظيمات الخدمة :وفييا يكوف المستفيد األوؿ ىـ العمبلء ،ومف أمثمتيا ،المستشفيات،
التنظيمات مشكمة رفع مستوى الكفاءة المينية لمعامميف فييذه التنظيمات حتى يمكنيـ
.4تنظيمات المصمحة العامة :وفييا يكوف المستفيد األوؿ مف أنشطة التنظيـ ىو
الجميور بوجو عاـ ،ومف أمثمتيا التنظيمات العسكرية ،وتنظيمات الشرطة واإلطفاء،
5
ونجد أف مثؿ ىذه التنظيمات تعمؿ تحت رقابة الجميور ،لذلؾ يجب أف تعمؿ عمى
مف أوجو النقد التي يمكف أف يتعرض ليا ىذا التنميط السابؽ ،أنو قد يكوف مف الصعب
تحديد المستفيد األوؿ أو األساسي مف األنشطة التي يؤدييا التنظيـ .لذلؾ قد يصعب أحيانا
تأثر بعض الميتميف بشئوف التنظيـ بالتحميؿ البنائي الوظيفي ،وما أطمؽ عميو بارسونز
الشروط أو المتطمبات الوظيفية ،فحاولوا تنميط التنظيمات عمى أساس وظائفيا .فشكؿ
التنظيـ تتـ رؤيتو كما يحدده الدور الذي يمعبو بالنسبة لمنسؽ االجتماعي ككؿ أكثر مما
تحدده أىداؼ أعضائو. .وعمى ذلؾ يمكف تقسيـ التنظيمات عمى أساس وظائفيا إلى أربعة
.1التنظيمات التي تيدؼ إلى تحقيؽ التكيؼ :ومف أمثمتيا تنظيمات العمؿ .
.2التنظيمات التي تواجو متطمب تحقيؽ اليدؼ :ومف أمثمتيا التنظيمات العسكرية .
.4التنظيمات التي تيدؼ إلى ضبط أو خفض التوتر ومف أمثمتيا التنظيمات الدينية التي
6
انًهف األول
انًرحهت األونى 1930-1900
االرجبهبد اىنالضُنُخ اىَُنبُّنُخ
رذعٍ ثأُ اىعقالُّخ ٍطيقخ
ئقزصبدٌ
ا رري اهفرد رجال
رعزجر اىعبٍو آىخ
.1نظرت إلى اإلنساف نظرة ساذجة محدودة ،واعتبرتو كائنا اقتصاديا ،أي أنو يمكف
8
حسين حريم ،إدارة المنظمات (منظور كلي) ،عمان ،دار الحامد للنشر ،2003 ،ص . 20
7
.2نظرت إلى المنظمة عمى أنيا تعمؿ في محيط مغمؽ وال تتفػاعؿ مع البيئػةالخاجية ،التي
.4اعتمدت معيار الكفاءة اإلنتاجية ) (Efficiencyفقط لمحكػـ عمػى نجػاح المنظمة .
.5رأت أف ىناؾ أسموبا أمثؿ ألداء العمؿ يمكف تطبيقو عالمياً .
ماكس فيبر
فردريؾ تيمور
ىنري فايوؿ
8
اىَذبضرح اىثبُّخ
فردرَل رُيىر
ّ ظرَخ اإلدارح اىعيَُخ
المتحدة األمريكية وتدرج في العمؿ مف عامػؿ إلػى ميندس .حيث حصؿ عمى شيادة
باليندسة الميكانيكية عف طريؽ المراسمة ثـ وبعد أف تقاعد مف العمؿ ألؼ كتاباً عف التجارب
.1911فقد الحظ تايمور تدنى معدؿ التي قاـ بيا سػماه ((مبػػادىء اإلدارة العمميػة))
اإلنتاجية وعدـ مبلءمة األدوات المستخدمة في اإلنتاج ،وعدـ وجود نظاـ ثابت ومعروؼ
10
ولمتأكد مف صحة ىذه االفتراضات قاـ بعدة تجارب منيا:
تجربة رفع الكتؿ المعدنية :قاـ تيمر بأخذ الضوء األخضر مف إدارة المصنع .I
لبلستغناء عف العماؿ غيػر المناسبيف و توظيؼ عماؿ أكثر تناسباً مع األعماؿ بدالً
منيـ (و ىذا لمتحقؽ مف صحة اإلفتراض بتدني معدؿ اإلنتاجيػة لمعػامميف ) .و بعد
9
قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة ،عمان ،دار وائل للنشر ، 2008 ،ص . 76
10
قاسم القريوتي ،مرجع سابق ،ص ص . 77-76
9
ذلؾ قاـ بقيػاس اإلنتاجيػة ليكسؼ أنيا تضاعفت عدة مرات باستخداـ نصؼ وقت العمؿ
.و بذلؾ أكد عمى ضرورة اىتماـ اإلدارة باختيار العامميف المناسبيف لؤلعماؿ التي
يقوموف بيا ،وعدـ االعتماد عمى معدالت اإلنتاج المتعارؼ عمييا والتي ال تقوـ عمى
الحظ تيمر أيضاً أف األدوات المستخدمة مف قبؿ العماؿ في رفع الكتػؿ المعدنية
األعماؿ سواء أكانت الخامات التي يرفعونيا ثقيمة أـ خفيفة .ولذلؾ قرر أف يستبدؿ تمؾ
األدوات بأدوات تتناسب مع طبيعة المواد التي يتعامؿ معيا العماؿ مما أدى إلى حدوث
تغير ىائؿ في حجـ اإلنتاجية .وقد استخمص مف ذلؾ ضرورة أف تتحمؿ اإلدارة مسئولية
الحظ تيمرأف تعامؿ العامميف مػع اآلالت وادخػاؿ عناصػر اإلنتػاجيتـ بطرؽ عشوائية تختمؼ
مف عامػؿ آلخػر ممػا يستوجب تصميـ نظاـ موحد لمتعامؿ مع اآلالت وتدريب العماؿ عمى
العمؿ وفقػاً لذلؾ ،وقد أدى ذلؾ إلى زيادة اإلنتاج بشكؿ ممحوظ .
10
(Principles of وعمى ضوء ىذه التجارب قاـ تيمربنشر كتابو “مبػادىء اإلدارة العممية
11
وفقاً ليا وىي:
ضرورة استبداؿ الطرؽ التقميدية في العمؿ والقائمة عمى التخميف لتحديد معدؿ اإلنتاجية
ضرورة أف تتحمؿ اإلدارة مسئولية اختيار العامميف وتدريبيـ عمػى الطػرقالمناسبة ألداء
األعماؿ .
ضرورة توزيع المسئولية عف العمؿ بيف اإلدارة والعامميف بحيث تقوـ اإلدارة بعممية
وقد كانت ىذه المبادي ،عمى ما يبدو فييا مف بساطة في الوقت الحاضر ثورة في حينيا
بالنسبة لوظيفة المدير أو المشرؼ ،حيث أصبح مف واجبو العمػؿ عمى اكتشاؼ الطريقة
المثمى ألداء كؿ خطوة مف خطوات العمؿ ،والعمػؿ عمػى اختيار العامميف بدقة وعمى أساس
الكفاءة ،ومف ثـ تحفيزىـ عمى أساس اإلنجازات التي يقدمونيا لمعمؿ .12
لذلؾ توصؼ نظرية تايمر ((بنظرية اآللة )) ألنيػا أغفمت آدمية الفرد أو العامؿ اإلنساني
داخؿ التنظيـ ،واعتبرت الفرد كاآللة مف منظور اقتصادي محض يقوـ عمى استغبلؿ أقصي
11
قاسم القريوتي ،مرجع سابق ،ص ص . 78-77
12
قاسم القريوتي ،مرجع سابق ،ص . 78
11
طاقة فيزيقية لديو في العمؿ .ويتحقؽ االستغبلؿ األمثؿ ليذه الطاقة مف خبلؿ تصميـ اآللة
ليكوف بالكيفية التػي تحقػؽ ىػذا االستغبلؿ .لذلؾ اىتـ تيمور وأتباعو بدراسة الوقت
والحركة .و وضػع أفضؿ فنوف الحركة الفيزيقية لآللة ذاتيا لتحقيؽ االستغبلؿ األمثؿ لمطاقة
كما أوردت ((اعتماد عالـ )) أف نظرية اإلدارة العممية عند تيمورتنيض عمى المبادئ
14
اآلتية:
في العممية اإلنتاجية ،ويتحدد أداء الواجب التنظيمي لمفرد (العامػؿ) بثبلث ممارسات
تعتمد عمى ما تمقاه مف تدريبات مسبقة عمى أدائيا والممارسات الثبلث لدور العامؿ ىي:
(ا) المتابعة الفنية لسير العمميات اإلنتاجية بواسطة اآللة ومف خبلؿ الجداوؿ الخاصة
بذلؾ( .ب) التعرؼ عمى ما ترسمو اآللة مف إشارات أو عبلمات أثناء تشغيؿ المادة
الخاـ ،والتصرؼ حياليا وفؽ ما تعممو العامؿ وتدرب عميو( .ج) القياـ بتغذية
Feedbackاآللة قبؿ بدء مرحمة التشغيؿ األولي وعقب انتياء كؿ مرحمة أو عممية
تشغيؿ.
13
اعتماد عالم،اجالل اسماعيل حلمي ،المرجع السابق ،ص. 33
14
اعتماد عالم،اجالل اسماعيل حلمي ،المرجع السابق ،صص 34-33
12
.3ربط الحوافز والمكاسب المادية التي يجنييا العامؿ باإلنتاج ،وحتىبل يترؾ الفرد العمؿ إذا
ما تييأت لو ظروؼ مادية أفضؿ ،ولكي يضمف التنظيـ بقاءه واستم ارره ،يمزـ أف يحد –
قدر االستطاعة – مف فرص إقامة عبلقات إنسانية في موقع العمػؿ مػع اإللتزاـ بفكرة
أوصت نظرية اإلدارة العممية بضرورة التحكـ في جوانب العبلقة االعتمادية بيف الواجب
التنظيمي والفرد المكمؼ بو مف خبلؿ مقترحات خاصة بترتيبات إدارية ونظـ مالية
لؤلجور والحوافز ،وأف يكوف لمتنظيـ بفية فوقية تتصؼ بتدرج ىرمي لمسمطة تنيض عمى
تصميـ يحقؽ التنسيؽ بيف العناصر المسئولة عف أداء العمػؿ مػع الربط فيما بينيا
ومقاومة التباينات المتوقع حدوثيا بيف العناصر بعضيا البعض ،ومقاومة قنوات الربط
االجتماعية التي قد يحدثيا األفراد فيما بينيـ. ) Davis and Taylor)1976: 388 ( ،
Positionداخؿ التنظيـ .4قياـ التنظيـ عمى األعماؿ والمياـ الرسمية ويعتبر المركز
.6اختيار القيادات التنظيمية مف خبلؿ المنافسة القائمة عمى الجدارة واالستحقاؽ ،واتجػاه
األوامر والتعميمات مف أعمى إلى أسفؿ لمعامؿ دوف أف ترجع عكسيا .وتعتبػر التقارير
13
الخاصة بإنجاز العمؿ ،الشكؿ األوحد لبلتصااللرأسي مف أسفؿ إلى أعمى ( 1960: 54
ولكػي تجمؿ األسس السابقة تقوؿ إنيا تعتبر الفرد كاآللة حيث ارتبط بنظرية اإلدارة العممية
"" "Economic manوىو اصطبلح يغفؿ تماما البعد بمصطمح "الرجؿ االقتصادي
اإلنساني لمشخصية بينما يركز عمى البعد الفيزيقي بشكؿ كامؿ .15
15
اعتماد عالم،اجالل اسماعيل حلمي ،المرجع السابق ،ص. 34
14
اىَذبضرح اىثبىثخ
هْرٌ فبَىه
ّ ظرَخ ٍجبدئ اإلدارح
يختمؼ ىنريفايولعف تايمورفي الخمفية العممية ،فيو لػـ يبدأ حياتو العممية عامبلً ،بؿ مدي اًر
في أحد الشركات في بمده فرنسا ،وقد تعمـ مف خبرتو أف ىناؾ مبادىء إدارية يجب
مراعاتيا لمحصوؿ عمى إنتاج أفضؿ .و رأى أف ىذه المباديء قابمة لمتطبيؽ في كافة
المجاالت وعمى كؿ المستويات .وجد فايوألربعة عشر مبدءااعتبر أف تطبيقيا أساساً ميماً
.1تقسيـ العمؿ عمى أساس التخصص واعتبار ذلؾ آلية الزمة لزيادة اإلنتػاج و إتقانو .
.4وحدة األوامر ويعني ذلؾ أف يكوف ىناؾ مدير واحد مسئوؿ عف توجيػيالنشاطات
15
.5أولوية مصمحة العمؿ عمى المصالح الفردية .
.8التسمسؿ الرئاسي بما يضمف ربط كؿ مستوى إداري بمستوى إداري أعمى.
16
.12تشجيع روح الفريؽ.
16
قاسم القريوتي ،مرجع سابق ،صص . 79-78
16
اىَذبضرح اىراثعخ
ٍبمص فُجر
اىَْىرج اىَثبىٍ ىيجُروقراطُخ
17
: البيروقراطية مف النشأة إلى النقد
يرجع شيوع البيروقراطية" إلى قرنيف أو أكثر مف الزمف .إذ تشير الوثائؽ التاريخية إلى
أنيا استخدمت عاـ 1764مف قبؿ الفيمسوؼ الفرنسي الباروف دي جريػـ ليصػؼ بيا
النظاـ الحكومي الفرنسي ،وقد أدخمت في قاموس األكاديمية الفرنسية لتعني القوة والنفوذ
الذي يتمتع بو قادة ورؤساء الحكومات والييئات التنفيذية في الدولة .ومنو انتقمت إلى
القواميس والموسوعات األخرى .أمػا ظيورىا الفعمي التطبيقي فقديـ جدا ألنيا تقترف
بالنظـ الحاكمة في الحضارات القديمة كما سبؽ وأوضحنا في الفصؿ السابؽ .إف التتبع
الفكري لما كتػػب عػف مضموف البيروقراطية المتمثؿ بقػوة الدولة ونظاميا ،يمكف البدء بػو
مػف أفبلطػوف الػذي اعتبر العدالة اليدؼ لمحياة الفاضمة ،ومف واجب الدولة أف تثبت
أركاف العدالة .ويتـ ذلؾ حيف يمارس كػؿ شخص وظيفتو التي تناسب قدراتو ومواىبو
17
عامر الكبيسي ،التنظيم االداري الحكومي بين التقليد و المعاصرة :الفكر التنظيمي ،سوريا ،دار الرضا للنشر ،2004 ،ص ص . 83-78
17
.فاقترح الطبقات المينية الثبلث التي تحتاجيا الدولة وىي حسب ىرمو التنظيمي :
ومع أف العديد مف الفبلسفة وعمماء السياسة وعمماء االجتماع ىـ الذيف ساىموا في بمورة
الفكر التنظيمي والسياسي لمدولة إال أف الذيف كتبوا عف البيروقراطية ووقفوا عندىا ىـ
ماركس وموسكاوروبرت مشيمز .وقد جاءت نظرية ماكس فيبر تتويجا لمجيود الفكرية
التي تناولت البيروقراطية بالدراسة والتحميؿ .وقد يتعذر ىنا الخوض في تفاصيؿ المسيرة
الفكرية لمبيروقراطية ،وما نشر عنيا أو نقؿ عف فبلسفة الفكر السياسي واالجتماعي غير
أننا سنكتفي باإلشارة إلى أىـ ىؤالء ونقتبس بعضاً مف مقوالتيـ أو نوجزىا لتكوف خمفية
واذا ما تجاوزنا إسيامات الفبلسفة اليونانييف الكبار الذيف سبقت اإلشارة لبعضيـ في
الفبلسفة المنظريف لمبيروقراطية ولػو أنػو لػـ يقؼ عندىا إال في إطار تناولو لمدولة .ففي
كتابو فمسفة الحؽ عد ىيجؿ الموظفيف واألعواف الذيف يساعدوف الممؾ في أداء ميامو
بأنيـ أداة عقبلنية وضرورية الستمرار واستقرار الحكـ ،واف توجياتيـ وميوليـ تعكس
عقائدية الطبقة الحاكمة التي تخدميا ،وكذلؾ فإف البيروقراطيػة تعػد كالجسر الذي يربط
القاعدة بالقمة.
18
أما كارؿ ماركس ( )1883 - 1818فقػد قػبؿ فػي صػبػاه آراء ىيجػؿ القائمػة بػأف
البيروقراط يخدموف عامة الناس ،ويمثموف المصمحة العامة لكنو انقمب فيما بعد عمى
موقفو وأوصمتو تحميبلتو لمقوؿ بأف مصمحة الحكاـ ومصالحيـ تصبح بديمة أو متقدمة
عمى مصمحة الدولة والمجتمع .وأف مواقعيـ السمطوية ستجعميـ قادريف عمى استغبلؿ
نفوذىـ و تثبيت امتيازاتيـ ،وبالتالي تدفعيـ إلى معاداة التغيير أو الثورة عمى النظاـ
فالبيروقراطية عند مارکس شأنيا شأف أي طبقة تاريخية تمر بالضرورة بمرحمتيف :مرحمة
يبرز فييا طابعيا الثوري الدافع لقوى اإلنتاج ،ومرحمة يتأكد فييا طابعيا المحافظ
الرجعي حيف يصبح وجودىا عقبة أماـ تطور القوى المنتجة ،ويتـ ذلؾ حيف تستجمع
البيروقراطية مف المكاسب والمغانـ أكثر مما تحتاجو أو تستطيع احتواءه فتصبح منتفعة
عرؼ موسكا البيروقراطية عاـ 1859في كتابو "عمـ السياسة بأنيا نظاـ معقد يضػـ
عدداً مف الموظفيف الحكومييف ،وكاف موسكا قد فرؽ بيف نوعيف مف الحكومات :
19
أما فيبر فمـ يعرؼ البيروقراطية بكممات ،وانما تكمـ عف المعالـ التي تميز المنظمة
البيروقراطية .ومنيا يتضح أنو يطمقيا عمى المنظمة الواسعة والكبيرة التي تعتمد إدارتيا
عمى السمطة القانونية ذات الطابع العقمي الرشيد في إصدار األوامر ،و عدىا النموذج
المثالي لمتنظيـ.
معيا عمى أنيا أحد نماذج التنظيـ التي تيدؼ إلى تحقيؽ االستقرار والكفاءة اإلدارية
والدقة والسرعة في اإلنجاز ،لكنيـ بدأوا يتعرضوف لقصورىا ولئلنحرافات التي قد تنجـ
عنيا .أما المواطنوف العاديوف فقد بدؤوا يتعامموف معيا وكأنيا ظاىرة سمبية أو نمط
تنظيمي يؤكد حكـ الموظفيف واستعبلءىـ .وقد تأثر بعض عمماء السياسة واالجتماع بيذه
النظرة السمبية لمبيروقراطية ،ومف ىؤالء (ىػارولد السكي) الذي عرفيا في دائرة المعارؼ
لمعموـ االجتماعية بأنيا "النظاـ الحكومي الذي يشرؼ عمى إدارتو عدد مف الموظفيف
ممف ليـ قدر مف القوة تمكنيـ مف التحكـ في حريات المواطنيف المدنييف " .
وىذه التعريفات العممية والعامية ال تمغي التعريؼ المغوي لمكممة التي تعني بالمغة البلتينية
اإلدارة مف وراء المكتب ،وال تطمس التعريؼ المحايد الذي تستخدـ فيو حاليا مف قبؿ
أغمب المؤلفيف والكتاب حيف يطمقونيا عمى النظاـ اإلداري الحكومي ،وىـ موظفو الدولة
سواء أكانوا متطوريف أو متخمفيف ،فالمفظة بذلؾ تعني النظاـ اإلداري لمدولةوال تعكس أي
20
ماكس فيبر والنموذج المثالي (: ) 1920- 1864
فيبر ىو شخصية ألمانية درس القانوف وتعمؽ في الفمسفة واالقتصاد وعمـ االجتماع،
ونشر كتابو األوؿ عف الرأسمالية والبروتستانتية ،واشتير بكتابو الثاني نظرية التنظيـ
االجتماعي واالقتصادي الذي نشر بعد موتو .بعد فيبرصػاحب النظرية البيروقراطية
التقميدية بعد أف أطمقيا عمى كؿ تنظيـ إداري لو خصائص محددة سواء أكانت منظمة أو
دولة .وكاف قصده مف بناء النظرية أف يجعؿ منيا أداة إلجراء الدراسات المقارنة حوؿ
التنظيمات اإلدارية التاريخية ،و أف يشخص المنظمات الرسمية التي تبلئـ المجتمعات
الحديثة .
اعتمد فيبر مصطمح القوة أو السمطة أساسا لنظريتو .و القوةعنده تعني قدرة شخص
معيف في فرض إرادتو عمى اآلخريف .وقد فرؽ بيف ثبلثة أنواع مف السمطة :
.1السمطة الكارزمية وتقدـ الوالء المطمؽ لشخصية بطولية خارقة تجعؿ الرعية تستمـ
وتمتثؿ لسمطانو .فالتنظيـ ىنا يتسـ بعدـ االستقرار ويدار مف قبؿ قمة مف األفراد
21
.2السمطة التقميدية وتستمد شرعيتيا مف األعراؼ والعادات والتقاليد والتراث واحتراـ
الماضي ،والتنظيـ ىػنا إما أف يكوف وراثيا (ممكي أو مشيخي) او إقطاعي ،وفي
.3السمطة القانونية وتقوـ عمى أساس عقبلني وتصاغ في شكؿ قواعػد ومعايير
موضوعية ورسمية ،ويعتمد الحاكـ في إدارتو ىنا عمى السمطة المفوضة لو بالقانوف
والتي تمزـ األتباع بطاعتيا بحكـ القانوف وليس بحكـ الصفات الشخصية أو االحتراـ
الموروث .وقد أطمؽ عمى التنظيـ اإلداري المطبػؽ ليذا النوع مف السمطة " التنظيـ
وقد وقؼ عند ىذا النوع مف المجتمعات والتنظيمات المطبقة لمبيروقراطية وىي غالبا
المجتمعات الغربية التي عايشيا وشيدىا ،فحدد خصائصيا سواء أكانت عمى صعيد
يظير اقتصاد النقػود ويزوؿ نظاـ اإلقطاع ،ويكبر حجـ المجتمعات وتنمو الرأسمالية ،
وتتعقد الحياة ،وتفصؿ الممكية عف اإلدارة ويعتمد عمى الموائح والتشريعات الرسمية
لتنميط العبلقات والتصرفات ،وأطمؽ عمى ىذا النوع مف التنظيـ " النموذج المثالي " الذي
ويرى فيبر أف حركة التاريخ تسير نحو العقبلنية والرشد ،وأف الصراع بيف الكارزماتية
والشرعية ىو صراع بيف اإللياـ والروتيف .فاإللياـ قوة ثورية تظير في المجتمع تمقائيا
22
تبمغ النظـ االجتماعية القائمة أعمى مراحؿ الجمود فتطرح نظرة مبتكرة لمحياة .ولكػف
سرعاف ما تتحوؿ الكازرما إلى روتيف حيف ينتيي عيد القائد المميـ ،فيضطر خمفاؤه إلى
تأكيد النظاـ وااللتزاـ بالقواعد العقمية ،وعندىػا يظير التنظيـ البير وقراطي بديبلً لؤلسموب
التمقائي في األداء .وقػد يػنفػرد البيروقراطي ،حيف يحقػؽ مكانة سياسية في المجتمع
بالسمطة ،ويحرر نفسػو مػف القػيػود فيحػوؿ التنظيـ البيروقراطي لخدمتو .فيظير الصراع
مرة أخرى بينو وبيف البيروقراط المتضمعيف بالمعرفة الفنية المتخصصة ،فيفقد
الذينتنقصيـ الخبرة الفنية القدرة عمى السيطرة الكاممة عمى التنظيـ .وقػد تنبػو فيبر
لبعض النتائج السمبية التي ستصاحب التحوؿ نحو البيروقراطية ،ولذلؾ فإنو لـ يؤكد
حتميتو ألف الحياة غنية بما يشجع عمييا وبما يحوؿ دونيا .ولكنػو قػاؿ إف التنظيـ
البيروقراطي يستطيع أف يقوـ بوظائفو الحقيقية لصالح أولئؾ الذيف يعرفوف كيؼ يراقبونو
بطريقة فاعمة.
ونوجز ىنا أىـ خصائص النموذج المثالي البيروقراطي عند ماكس فيبر :
.2توضع الوظائؼ عمى سمـ ىرمي متدرج بجعؿ كؿ موظؼ مسؤوالً عف مساعدييوعف
.3توثيؽ القواعد واإلجراءات الضابطة لؤلفعاؿ ولمق اررات ولبلتصاالت تحريرياً ورسميا.
23
.4يعتمد في التعييف عمى الميارات الفنية والتعميـ الرسمي وتستبعد االرتباطات
السياسيةواألسرية وتعتمد األقدمية أساساً لمترقي عند تساوي األداء والكفاءة .
.5فصػؿ اإلدارة عف الممكية فالعامموف في المنظمة ال يمتمكوف وسائؿ العمؿ أو اإلنتاج ،
ولكنيـ يتقاضوف المرتبات النقدية مقابؿ عمميـ .كما أف األفراد ال يمتمكوف المناصب
تمخيصا :
يتوقؼ تكامؿ البيروقراطية ومستوى أدائيا عمى توافر ىذه الشروط ودرجات تحققيا ،وعمى
...مف اعتماد المعرفة كأساس لممارسة العمؿ واعتماد الشرعية في ممارسة الصبلحية
الطبيعي أف ييتـ الغربيوف والرأسماليوف بالنظرية البيروقراطية لماكس فيبر وأف يترجموا كتبو
مف األلمانية ويكرسوا جيدىـ لمتبشير بيا والتشجيع عمى نقدىا ،فقد أرادوا مف خبلليا صرؼ
النظر عف مفيوـ ماركس الذي تكمـ عف الصراع الطبقي و وزواؿ البيروقراطية وبناء الطبقة
الواحدة التي تممؾ كؿ شيء ،وعندىا تحؿ الدولة نفسيا لتتولى الطبقة العاممة التي تضـ
الجميع محميا.
كما أف نظرية فيبر خففت مف آراء ((مشيمز)) الناقدة لمديمقراطية مف خبلؿ دراستو لمحزب
االشتراكي األلماني الذي يدعي اإللتزاـ بالديمقراطية ،فوجد أف ديمقراطيتو قد تمثمت في حكـ
24
األقمية واغتراب بقية أعضاء التنظيـ عما
اىَذبضرح اىخبٍطخ
ّقذ اىرؤَخاىنالضُنُخ فٍ اإلدارح يدور فيو فأسماىا ((األوليجاركية)).
وٍب رررت عْه ٍِ رذىه فنرٌ
واألوليجاركيةىي النظاـ الذي تستغؿ فيو
اإلنساني في المجتمع الرأسمالي .لكنو دعا إلى نشر التعميـ وتثقيؼ الجماىير لممارسة النقد
25
18
نقد الرؤية الكالسيكية في اإلدارة:
قدـ رواد المدرسة الكبلسيكية في اإلدارة مقترحات عديدة ىدفيا تحقيؽ المستوي األمػثؿ مف
اإلنتاجية والكفاءة التنظيمية .وتتمثؿ القضايا محور االىتماـ الرئيسي في النظػرية اإلدارية
في :التخصص وتقسيـ العمؿ ،والتدرج اليرمي لمسمطة السظيمية ،وتفويض السمطة ،ونطاؽ
الضيط ،وترتيب الوحدات الفرعية التي يتألؼ منيا التنظيـ ..وثػواجو النظرية الكبلسيكية في
.1تجاىػؿ عوامؿ خارجية مؤثرة عند الحديث عف الكفاية واإلنتاجية مثؿ العمالة التنظيمية
ومدى توافرىا في البيئة الخارجية ،والقيود المفروضة مف قبؿ تشريعات العمؿ واتفاقيات
النقابات العمالية.
.2تتأثر التخصصية داخؿ أي تنظيـ بالثقافة العامة لمبيئة المحيطة بو ،وىذا ما لـ تتعرض
.3تجاىػؿ دوافػع األفراد ومشاعرىـ في كؿ مستويات العمالة التنظيمية ،عمى اقتػراض أف
العماؿ يمثموف امتدادا لمماكينات التي يعمموف عمييا وأنيـ مجرد أدوات ينفذوف العمؿ
المطموب منيـ وفؽ تعميمات مفصمة وواضحة مف قبؿ المستويات اإلشرافية .
.4وجػود نمط رسػمي متدرج مف السمطة يبدأ مف أعمى مستوى إداري عبر مستويات إشرافية
26
.5تنيض النظرية الكبلسيكية لئلدارة عمى رؤية التنظيـ باعتبارىا نسقا مغمقا ،ومف ثـ فإف
اإلطار التصوري ليا يشوبو الكثير مف نقاط الضعؼ التي تتصؼ بيا مداخؿ النسؽ
المغمؽ.
19
أىـ تحوالت النظرية التنظيمية ،مف الكالسيكية إلى الحديثة :
تميزت النظريات التقميدية (الكبلسيكية) لممنظمة توكيدىا عمى الجوانب الرسمية في العبلقات
التنظيمية السائدة في المنظمة مثؿ التخصص ،وتقسيـ العمؿ ،والرشد (أو العقبلنية)،
والييكؿ التنظيمي ،والسمطة ،ونطاؽ االشراؼ ،وغيرىا مف االفتراضات الفكرية التي أولتػيػا
اىتماماً كبي اًر ،وحاولت جاىدة تفسير سعي المنظمة نحو تحقيؽ أىدافيا...
أما المدرسة االنسػانيػة (الػسمػوكػيػة) ،التي أعقبتيا في الظيور ،مف الناحية التػاريخيػة ،فػقػد
حاولت تدارؾ ىذا التفريط في العبلقات اإلنسانية مف خبلؿ االىتماـ بالجوانب غير الرسمية
وأولت عناية خاصة لمعنصر البشري .فقد أكدت عمى ضرورة تكييؼ البنية التنظيػمػيػة بمػا
ينسجـ ومتطمبات الفرد ،وعمى الحوافر المعنوية ،ودور جماعات العمؿ في المنظمة في اطار
وباستمرار تطور الفكر اإلنساني في مجاالت نظرية المنظمة ،وظيرت بوادر جديدة مف
خبلؿ دراسات وبحوث جديدة ...مثؿ نظرية ((ىربرت سايموف)) التي ترى أف التنظيـ يقوـ
عمى أساس اتخاذ الق اررات في سعيو لتحقيؽ األىداؼ كما أشار إلى أىمية عممية اتخاذ
الق اررات والمؤشرات التي تتفاعؿ معيا وسبؿ تحقيؽ المنظمة لؤلىداؼ(مبينا محدودية
19
خليل محمد حسن الشماع و خظير كاظم محمود ،نظرية المنظمة ،دار المسيرة ،عمان ،2005 ،ص ص . 82-81
27
العقبلنية ) ...وأكد ((شستر برناد)) ىو االخر عمى ضرورة وضع أسس جديدة تتناسب مع
اعػتػبػار المنظمة نظاماً اجتماعياً ىادفاً يقوـ عمى النشاط التعاوني بيف األفراد وأعتبر عنصر
الرغبة األساس في تحقيؽ األىداؼ .وقد شارؾ ىؤالء الباحثيف في صياغػة (( األثر
الساعية لتحقيؽ أىدافيا في ظؿ المعطيات البيئة ومتغيراتيا المختمفة ،وفي اطار منظور
يستوعب التفاعؿ المتبادؿ بيف المنظمة والبيئة ،كما أف االتجاىات الكمية التي اكػدتيا مدرسة
إتخاذ الق اررات ،ومحاولة اعتماد النموذج الرياضي و اإلحصائي في إدارة المنظمة ،و توجيو
االنتباه إلى ضرورة إدراؾ دور األثر البيئي ومتغيرات المناخ التنظيمي ...و تبعتيا
توجيات فكرية حديثة في نظرية المنظمة ،ال بد مف اإلشارة إلييا كالمدخؿ النظمي (مدرسة
النظـ) ،والمدخؿ الموقفي (أو الشرطي) ،والمدخؿ المتكامؿ ،ومدخؿ التغير والتطوير
28
اىَيف اىثبٍّ :
فٍ أعقبة اىَرديخ اىنالضُنُخ
فُأرثعُُْبربىقرُ اىعشرَِ
عيَبء ٍِ اىجْبئُخ اىىظُفُخَْزقذوُ
اىَْىرج اىَثبىٍ ىيجُروقراطُخ
29
....انطبلقاً مف االفتراضات السابقة طػورت المدرسة الكبلسيكية أفكارىػا ومفاىيميا ....كما
ظير امتدادا ليا عمماء مف البنائية الوظيفية ناقديف أو معدليف ،لكف متأخريف زمنيا عف
30
انًحاضرة انطادضت
تانكىتبارضىَس
تحهيم انتُظيى عهى أضاش
أَه َطق إجتًاعي نه
يتطهباث وظيفيت
التنظيمية في إطار تحميمي و بنائي وظيفي ربط فييا أفكاره النظرية بمبلحظاتو الواقعية،
مستخدما مفاىيما وتصورات ىامة و مميزة تربط التنظيـ بالفرد والبيئة الخارجية ...
اليامة والعناصر البنائية لمنسؽ االجتماعي و إف كنػا نجػد مماثمة واضحة بيف استخداـ
مفيوـ النسؽ والتنظيـ لديو .فيوضح أف النسؽ االجتماعي يتكوف مف عدة نقاط ىامة تكوف
.1تنبنياألنساؽ االجتماعية أساساً عمى الفعؿ ونبلحظ أف كؿ فعؿ بمثابة بناء في النسؽ
31
.2يتكوف البناء النسقي مف عبلقات معقدة ،ويظير ذلؾ في إطار ما يعرؼ بأنساؽ المكانة
و الدور حيث يتحدد وضع كؿ فرد حسب دوره و مكانتو التي يشغميا تنظيمياً .
و يحمؿ بارسونز عدة متطمبات وظيفية داخؿ النسؽ في صورة متطمبات اثناف منيا ييتماف
الكموف) و يتركزاف حػوؿ استقرار أو توازف النسؽ الداخمي ،واف كاف ذلؾ يتحدد في إطار
20
. النسؽ القيمي وتكامؿ األفراد مع األنساؽ الثقافية المعيارية
20
Parsons, T.The Social System, London: Routledge Kegan Paul Ltd 1970, p. 24-36
في عبد هللا عبد الرحمن ،علم اجتماع التنظيم ،دار المعرفة ،مصر ،2003 ،ص ص 348-347
32
اىَذبضرحاىطبثعخ
شطزر ثرّبرد
اىَْظَخ ّظبً اجزَبعٍ رعبوٍّ
رذقُق اىزىازُ اىزْظٍَُ شرط
ىيجقبء
أهَُخاالرصبه
أهَُخاىزْظٌُ غُر اىرضٍَ
يعود الفضؿ برناردفي التأكيد عمى ضرورة النظر لمتنظيـ عمى أنو كياف تعاوني ال يعتمد فقط
عمى السمطة الرسمية الممنوحة لمرئيس فػي إصدار األوامر و ال عمى التيديد بتوقيع
العقوبات وغير ذلؾ مف الحوافز السمبية .فقد أكد برنارد عمى أف السمطة الحقيقية لممدير ال
تعتمد فقط عمى حقو فػي إصػدار األوامر ،بؿ عمى رغبة المرؤوسيف في قبوؿ قيادتو
والتعاوف معو ،ومف ىنا جاء التأكيد عمى أىمية التنظيـ غير الرسمي بػشكؿ يفػوؽ أىمية
التنظيـ الرسمي ،وعمى أف يكوف دور المدير دور القائػد لمفريػؽ الػذي يحرص جاىداً عمى
تسييؿ عممية االتصاالت ،وتحفيز المرؤوسيف بمختمػؼ الطرؽ وخاصة استعماؿ الحوافز
المعنوية ليبذلوا أقصى طاقاتيـ .وقد ركز برناردعمى فكرة التوازف التنظيمي وضرورة أف تدرؾ
33
اإلدارة أف العامػؿ ال يمكنو أف يعطيمممنظمة إال إذا اعتقد أنو يتمقػى حػوافز عادلػةلقاء ما
يقدمو ليػا .و أف أي إخبلؿ بيذا التوازف سيعني تدني رغبة العامؿ في بذؿ طاقتو القصوى
في العمػؿ .وقد اعتمد برناردفي أفكاره ىذه عمى خبرتػو كمػدير فػي شػركة نيوجرسي بؿ
وشركة ) (AT & Tلبلتصاالت ،وقدـ خبلصة تمؾ الخبرة في كتابو الموسوـ وظائؼ المدير
21
.
ولذا فإف الحقيقة التي أبرزتيا نظرية النظاـ التعاوني ،أثناء توكيدىا عمى أىمية التنظيـ غير
الرسمي ،ىي أف التنظيـ الرسمي مف شأنو أف يسيـ في بناء عبلقات غير رسمية ت فبع مف
داخؿ األطر التركيبية لمعبلقات الرسمية السائدة في المنظمة ،أي أنو ال بد أف تراعي
اإلدارات المسؤولة أىمية استثمار األبعاد التي يحققيا التنظيـ غير الرسمي التي يمكف
تحقيؽ الشعور بالتكامؿ الشخصي واحتراـ الذات وحرية االختيار بالنسبة .3
تناولت نظرية برنارد القوى البشرية بأىمية استثنائية في معرض التوكيد عمى أسس التعاوف
اليادؼ في المنظمات المختمفة .ويمعب عنص ار االتصاؿ والتفاعؿ بيف األفراد دو اًر كبي اًر في
21
محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة و التنظيم ،عمان ،دار وائل للنشر ، 2008 ،ص . 85
22
خليل محمد حسن الشماع و خضير كاضم محمود ،نظرية المنظمة ،عمان ،دار المسيرة ، 2000 ،ص. 91
34
مجاؿ تحقيؽ أىداؼ المنظمة كما أف التعاوف بيف األفراد ال يمكف أف يحقؽ أىداؼ المنظمة
بكفاءة عالية إال إذا اقترف بمجموعة مف المغريات أو الحوافز التي تشجع اإلبداع واإلبتكار
لدى أعضاء المنظمة ،وأكد برنارد عمى حقيقة أساسية مفادىا ضرورة خمؽ جػوانب التوازف
بيف الحوافر المعطاة لؤلفراد وامكانية إسياميـ الفعاؿ في المنظمة وقػد قسـ برنارد المغريات
اؿحػوافػر المادية كػالنػقػود وغيرىا مف الحوافز العينيػ ػػة ذات القيـ المغرية أ.
الحوافز المعنوية كفرص التػقػدـ والترقية ،والوصوؿ لممراكز العميا في ب.
وال تحقؽ ىذه الحػوافػز أثرىا اإليجابي إال إذا اقترنت بعػوامػؿ التناسؽ والتكامؿ بيف
اإلسيامات والمردودات المتحققة منيا .وغػالبػاً مػا تمجأ اإلدارة إلى ترويج مثؿ ىذه المغريات
23
خليل محمد حسن الشماع و خضير كاضم محمود ،مرجع سابق ،ص . 92
35
اىَذبضرحاىثبٍْخ
أٍُزبَبَزسَىٍّ
ٍ خبىفخ فُجر فٍ رَُْظ
اىطيطخ و االٍزثبه
ًَ ط االيتثال يتبع ًَط
انطهطت و ًَط انطهطت
تىجهه األهذاف انتُظيًيت
أميتاي ايتزيوني | تنميط التنظيمات عمى أساس عالقات االمتثاؿ و أنماط السمطة :24
وفي ىذا الصدد فجد أف ايتزيوني A. Etzionقد وضع نموذجا لتنميط التنظيمات عمى
أساس عبلقات االمتثاؿ Complianceأي عمى أساس الطريقة التي يتصرؼ بيا أعضاء
المستوى التنظيمي األدنى في مواجية السمطة داخؿ التنظيـ (نمط االمتثاؿ يتبع نمط السمطة
و نمط السمطة توجيو األىداؼ التنظيمية ) .ويرى إيتزيوني أف ىناؾ ثبلثة أنماط مف السمطة
يقابميا ثبلثة أنماط مف االمتثاؿ .فيناؾ نمط السمطة القيرية الذي يستخدـ العقاب البدني
ويقابمو نمط االمتثاؿ اإلغترابي ،وىناؾ نمط السمطة الذي يستخدـ المكافآت ويقابمو نمط
االمتثاؿ الحسابي أو النفعي ،وأخي ار ىناؾ نمط السمطة الذي يستخدـ اإلقناع و المكافآت
24
طلعت ابراهيم ،مرجع سابق ،ص ص . 28-27
36
الرمزية ويقابمو نمط االمتثاؿ األخبلقي .وىذه األشكاؿ الثبلثة مف عبلقات االمتثاؿ ىي
األشكاؿ الشائعة التي يتكرر حدوثيا مف الناحية العممية بالنسبة لغيرىا مف عبلقات االمتثاؿ .
وفي ضوء ما سبؽ ،قاـ إيتزيوني ،بتصنيؼ التنظيمات حسب عبلقات االمتثاؿ إلى ثبلثة
و نبلحظ أف التنظيمات النفعية تقع في مركز متوسط بيف التنظيمات القيرية والتنظيمات
االختيارية ،وذلؾ نظ ار ألف العضوية في ىذه التنظيمات ال تعتبر إجبارية تماما ،كما أنيا ال
تعتبر اختيارية تماما .إف ىذه األنماط الثبلثة مف التنظيمات ال توجد دائما مستقمة عف
بعضيا البعض . .و قد يجمع تنظيـ معيف بيف أكثر مف نمط مف ىذه األنماط التنظيمية
37
اىَذبضرح اهادضعح
روثرد ٍُررىُ
ّ قذ اىَْىرج اىَثبىٍ
ىيجُروقراطُخ
اىْزبئجبىالوظُفُخ(اىطيجُخ
) ىيجُروقراطُخ
والرسمية والرشد والتخصص التي افترض أنيا تحقؽ الكفاءة العالية والدقة في األداء ...لكف
ميرتوف يرى خبلؼ ىذا فيي قد تكوف بنفس الوقت معوقة لممرونة ولمفاعمية ،وىذا يعني أف
Dysfuctionalأي لكؿ نظاـ اجتماعي أو إداري نتائج وظيفية إيجابية وأخرى ال وظيفية
سمبية.25
يعتبر روبرت ميرتوف مف عمماء البنائية الوظيفية .بيد أنو لـ ينتيج نيجيـ في استخداـ
المماثمة العضوية في الدراسة التحميمية لمتنظيـ .بؿ قدـ تصو ار نظريا ميما ،تمثؿ في تطوير
نظرية متوسطة المدى ،وتقوـ النظرية عمى ثبلثة مفاىيـ وامتدادىا – في تحميؿ التنظيـ
25
عامر الكبيسي ،التنظيم اإلداري و الحكومي :الفكر التنظيمي ،دار الرضا للنشر ،سورية ، 2004 ،ص. 83
38
()3البدائؿ الوظيفيةمقابؿ الفرضية التقميدية التي تزعـ أف أي مجتمع ال يستطيع أداء وظائفو
حاوؿ ميرتوف أف يربط بيف الفعؿ واالستجابة األفراد التنظيـ في ظؿ ظروؼ متغيرة،
واستخمص مف ذلؾ الفكرة الرئيسية األولى لنموذج المعوقات الوظيفية ،وباختصار تنيض
الفكرة األساسية لمنموذج عمى أف أعضاء التنظيـ يستجيبوف بطريقة ثابتة في المواقؼ
المماثمة دوف مراعاة لمتغير بيف موقؼ وأخر ،ونتيجةليػذا الجمػود وعدـ المرونة في عبلقة
الفعؿ واالستجابة ،تنشأ نتائج غير رشيدة .وعمىمستوى التنظيـ ،أوضح ميرتوف أف األفعاؿ
الناجحة في الماضي عمى أساس مػف التدريب والميارة ،يمكف أف تسفر عف استحابات غير
إضػافة لمجمػود وعدـ المرونة في عبلقة الفعؿ واالستجابة لمسموؾ التنظيمي الرشيد ،انتقد
ميرتوف قصور مناقشات فيبر بشأف الترشيد والكفاءة التعميمية في الحد الذي يمكف أف يبمغو
التنظيـ في تحقيقيا .وىذا أمر غير مقبوؿ.إذ أف واقع التنظيـ يقتضي وجود حدود لكؿ مف
الكفاية ،والخبرة ،والدقة ،والصدؽ ،وكما ينسحب ىػذا القوؿ عمى التنظيـ ككؿ ،فإنو ينسحب
عمى األفراد ،فعندما يمارس التنظيـ أنماطا مف الضغط عمى أفراده فإنو يحدث عف قصد
لضماف التزاميـ بقواعد محػددة مػف السموؾ مع ضماف والئيـ لمتنظيـ وتحقيؽ أعمى درجة مف
الرشادة والنظاـ ( . ) ,Dunkerly. 1972 27 : 28مف ىنا تبرز أىمية الضبط وحاجة
26
اعتماد عالم و إجالل حلمي ،مرجع سابق ،ص . 63
27
اعتماد عالم و إجالل حلمي ،مرجع سابق ،ص . 64
39
اإلدارة الماسة إليو حتى تضمف ثبات السموؾ التنظيمي مع إمكانية التنبؤ بو ،وبناء عمى ذلؾ
فإف تحقيؽ المطمبيف يستمزـ استمرار الرقابة والمتابعة في تنفيذ القواعد الرسمية واإلجراءات
المقننة نظاميا ،التي سوؼ تفضي إلى النتائج التالية كما رتبيا ميرتوف :28
أ .إنحسار العبلقات غير الرسمية ،ألف التنظيـ البيروقراطي يمثؿ مجموعة مف العبلقات
القائمة بيف الوظائؼ أو األدوار ،وتكوف االستجابة بيف األفراد أساس األوضاع الرسمية
التي يشغمونيا داخؿ التنظيـ ،ويحدث الصراع داخؿ التنظيـ ضمف إطار محدد تماما .
ب .ازدياداستدماجأعضاء التنظيـ لقواعد وتعميمات التنظيـ التػي تقنف كوسػائؿ لتحقيؽ أىدافو
ومف ثـ فإف ذلؾ يجعؿ ليا قيمة إيجابية مستقمة عف أىداؼ التنظيـ ذاتو ،ويقصد
باالستدماج ىنا أنو في ظؿ استم اررية التأكيد عمى اإللتزاـ بالنظاـ والشعور القوي بو ،قد
يحدث تحوؿ في مشاعر األفػراد نحو التنظيـ إلى اإلىتماـ بتفصيبلت ما يقوموف بو مف
عمؿ وفؽ ما تحدده القواعد الرسمية ،ومف ثـ تتحوؿ القواعد مف مجرد وسائؿ إلى غاية
في ذاتيػا ،ويحدث استبداؿ األىداؼ .الذي يترتب عميو -في ظؿ التأكيد عمى اإلمتثاؿ
واإلتباع الكمي لمقواعد أف يتوحد (يتماىى) الفرد معيا مما يجعمو قاد ار عمى الدفاع عف
نفسو مف خبلؿ استدماجو الجيد لمقواعد وتطويعيا بما يخدـ تحقيؽ أغراضو الخاصة
مف خبلؿ ذلؾ التحميؿ الواعي يرىميرتوف أف البنية التنظيمية تحمؿ في داخميػا مثيرات الخمؿ
الوظيفي .كما تؤدي إلى انخفاض الكفاءة التنظيمية ،ويبدو ىذا االستخبلص لمبرتونمف
28
اعتماد عالم و إجالل حلمي ،مرجع سابق ،صص . 64
40
خبلؿ تحميمو الوظيفي لبعض الخصائص البيروقراطية عند ماكس فيبر ،عمى النحو
التالي:29
.1تقسيـ العمؿ :قد يؤدي تقسيـ العمؿ إلى أف يصبح الفرد غير قادر عمى معرفة ماىػو
اليدؼ الفعمػي األمثؿ لمتنظيـ ،األمر الذي يفضي بالفرد إلى اإلحساس باإلغتراب ليس
.2تدرج السمطة :تستخدـ ىذه الخاصية داخؿ البيروقراطية لتؤكد عمى تحكـ المكتب األعمى
في المكتب األدنى وتوجييو مف قبؿ المستويات األعمى ،كما توضح التنسيؽ بيف
األنشطة داخؿ التنظيـ إلنجاز أىدافو .وتتمثؿ مظاىرىا في تركز المعرفة الفنية والخبرة
المتخصصة عند قمة التنظيـ (اإلدارة العميا) ويعػد ىػذا األمر مقبوال إذا تواجد التنظيـ في
ظروؼ بيئية مستقرة.أما إذا كانت الظروؼ غير مستقرة فقد ال تتحقؽ الكفاءة التنظيمية
في حالة تركز الخبرة المتخصصة عند قمة التنظيـ .في ىذه الحالة قد يحدث خمؿ
وظيفي مف خبلؿ إصرار مف ىـ في قمة التنظيـ عمى وجوب اإلمتثاؿ ألوامرىـ مف
جانب المرؤوسيف.
.3القواعد المجردة :مف فرضيات نمط فيير المثالي البيروقراطية ،أف القواعد تتواجد لتغطي
جميع المواقؼ الممكنة التي قد تظير فيما بعد ،وأف لكؿ موقؼ أساليبو المفروضة
نظاميا .بحيث تقمؿ مف فرص اتخاذ األفراد لق اررات عبر رشيدة .إال أنو قد تظير مواقؼ
يطوع فييا الفرد القواعد وفقا لما تتيحو لو حرية التصرؼ في تمؾ المواقؼ ،فقد يستخدـ
29
اعتماد عالم و إجالل حلمي ،مرجع سابق ،ص . 65
41
الفرد تمؾ القواعد كمظمة واقية لو يدافع بيا عف موقفو ،أو قد يمتزـ بيا حرفيا إذا اقتضت
الضرورة ذلؾ ،في ىذه الحالة ،يكوف الفرد أماـ ثبلث بدائؿ في مواجية الموقؼ.البديؿ
األوؿ :أف يستخدـ الفرد مف القواعد ما قد يناسب الموقؼ ،والبديؿ الثاني :أف يحيؿ الفرد
المشكمة إلى رئيسو المباشر .أما البديؿ األخير :فيو أف يبادر الفرد باتحاد القرار -
المناسب مف وجو نظره -لمواجية الموقؼ ،وال يخمو التصرؼ األخيػر -مف وجية نظر
.1972 28 and
و ىنا تظير مشكمة التوازف بيف النتائج اإليجابية والسمبية لمخصائص البيروقراطية ويضرب
ميرتوف األمثمة عمى ذلؾ ومنيا قولو (( :حيف يتقدـ مواطف بالشكوى عمى الموظؼ
البيروقراطي متظمماً مف سموكو نجد أف الوظؼ يتمسؾ بالمزيد مف اإلجراءات الرسمية لعرقمة
الشكوى والتستر عمى سموكو السيئ )) .ولذلؾ يرى أف الغرض الوظيفي لمتنظيـ البيروقراطي
ىو تنميط السموؾ الوظيفي لمعامميف وتسييؿ التنبؤ بتصرفاتيـ .أما النتائج البل وظيفية فيي
عػدـ المرونة واعاقة المبادأة .فتنميط الييكؿ أو إجراءات الترقيات حسب األقدمية قد
يتسبب في نتائج وآثار نفسية لػدى األفراد ،وىذا يستمزـ مراعاة البعد السايكولوجي والصفات
الشخصية لؤلفراد وتأثيرىا عمى تصرفاتيـ غير الرشيدة .وبذلؾ يوضح ميرتوف أف البناء
البيروقراطي يمزـ الموظؼ باالنضباط وااللتزاـ بنمطياتسموكية تتطمبيا أىداؼ المنظمة ،لكف
اآلليات الرقابية البيروقراطية يتعذر عمييا ضبط كؿ أنماط السموؾ البيروقراطي ،وخاصة
42
عند تعارضيا مع أىداؼ األفراد أنفسيـ مما يؤدي إلى التنازع والتناقض بيف القواعد الرسمية
واألنماط السموكية الفعمية ،وىذا يؤدي بدوره إلى وضع قواعد رسمية جديدة مف قبؿ المنظمة
لتنميط السموؾ وضبط الحاالت المتمردة في القواعد السابقة .فتؤدي ىذه إلى تقييد
التصرفات والحريات أو إلى المزيد مف التمرد .وىكذا يصور لنا ميرتوف عجز التنظيـ
30
حياة المنظمات واألفراد .
30
عامر الكبيسي ،مرجع سابق ،ص . 84
43
اىَذبضرحاىعبشرح
فُيُتضوزُّل
رفىَض اىطيطخ
اىضغىط اىفردَخ واىجُئُخعيً
اىَْظَخ اىجُروقراطُخ
المتوقعة لمبيروقراطية ،ويضيؼ إف التنظيمات الرسمية ،عمى غرار ما توضحو نظرية فيبر ،
ال يمكنيا وقؼ السموؾ البلعقبلني لؤلفراد كردة فعؿ تجاه الضغوط التي تمارسيا البيئة
الخارجية عمى المنظمة ،وكذلؾ فإف البيروقراطية تغفبللحاجات واألىداؼ الفردية والفرعية
المتعارضة مع أىداؼ التنظيـ .فالمنظمات عموما ىي أنساؽ إقتصادية تحتاج إلى توظيؼ
الموارد بكفاءة وفاعمية .وىي في نفس الوقت أنساؽ إجتماعية تعاونية ،فالييكؿ الرسمي الذي
يحكـ المتغيرات االقتصادية ال يستطيع مراقبة وضبط المتغيرات االجتماعية بما فييا قيـ
األفراد واتجاىاتيـ وحاجاتيـ الشخصية .31و يريسمزنيؾ أف البيروقراطية تواجو دائما الحاجة
لتعقد مياـ اإلدارة ،وتعدد مسئوليتيا .غير أف ذلؾ التفويض يؤدي إلى تمييع األىداؼ العامة
لمتنظيـ ،ألف وحداتو الفرعية سوؼ نتجو أكثر فأكثر نحو تحقيؽ أىدافيا الخاصة ،واعتبارىا
31
عامر الكبيسي ،مرجع سابق ،ص . 84
44
غايات في حد ذاتيا .ويتطمب ذلؾ بالضرورة استعادة مركزية الضبط واإلدارة ،ثـ تبدأ الدائرة
32
مف جديد.
وقد اعتمد «سمزنيؾ ،في تطوير نظريتو وأفكاره النظرية السالفة الذكر ،عمى دراسة امبيريقية
المنظمات األمريكية ،التي تيدؼ إلى رفع مستوى المعيشة في بعض المناطؽ القروية ،وذلؾ
مف خبلؿ تقديـ عدد مف الخدمات مثؿ :تنظيـ الري ،وتدعيـ القوة الكيربائية ،وتوزيع
المتعممة مف الفبلحيف في تمؾ المناطؽ ،قد مارست مجموعة مف الضغوط عمى سياسة
التنظيـ ،مما أدى في نياية األمر إلى تعديؿ األىداؼ األساسية لممنظمة ،لكي تتوافؽ مع
ظروؼ تمؾ المجتمعات ،مما يشير إلى أف بناء المجتمع المحمى يمكف أف يمارس ضغوطا
مف شأنيا أف تعدؿ مف أىداؼ التنظيـ .وقد قاـ سمزنيؾ بدراسة ىذه المنظمة بوصفيا
تنظيما ديموقراطيا يعبر عف مكاسب تحققت خبلؿ ىذه الفترة بإدخاؿ مشروعات إصبلحية
عديدة ،وحينما اىتـ سمزنيؾ بدراسة مشكمة الديموقراطية داخؿ التنظيـ ،وجد نفسو قريبا مف
دراسة ((ميتشيمز)) ،ألنو أوضح تطور األوليجاركية البيروقراطية ونموىا وكشؼ عف تسترىا
وراء قناع زائؼ مف الديموقراطية ،وقد بدأ سمزنيؾ بافتراض التسميـ بوجود ضغوط
بيروقراطية ،ثـ بدأ بعد ذلؾ في البحث عف الطريقة التي مف خبلليا يمارس الناس ضبطا
32
P Selznick, "Foundation of the Theory of Organization American Socialogical Review, vol. (1) 31, 1948, P 30
في طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 159
45
ومراقبة ذاتية .33ىذا وقد اىتـ سمزنيؾ ببحث الجانب التنظيمي لممعوقات الوظيفية ،فأوضح
النتائج المترتبة عمى تراكـ ىذه المعوقات ،وكشؼ عف وجود ميكانيزميف استخدمتيما منظمة
«التنس فالي» ،فمقد لجأت المنظمة إلى استقطاب البارزيف مف األعضاء في المجتمع
المحمي وأشركتيـ في إدارة التنظيـ ،بحيث جعمت مسئولية اتحاذ القرار مسئولية مشتركة بيف
أعضاء التنظيـ ورجاؿ المجتمع المحمي ،وبذلؾ تفادت المنظمة اليجوـ الذي قد يشنو رجاؿ
المجتمع المحمي عمى سياسة المنظمة ونشاطاتيا .ثـ لجأت المنظمة بعد ذلؾ إلى نشر
أيديولوجية خاصة بيا ،بحيث تضمف تحقيؽ القدر األدنى الضروري مف اإلمتثاؿ لقواعد
34
التنظيـ والوالء لسياستو.
ويرى «سمزنيؾ ،أف ىناؾ حاجات مختمفة لؤلنساؽ ،مف بينيا ،الحاجة إلى مشاركة أعضاء
التنظيـ ومعاونتيـ .ثـ حاوؿ دراسة مدى إشباع التنظيـ ليذه الحاجات ،فكشؼ أف وحدات
التنظيـ الفرعية تقاوـ وتعارض كؿ األمور التي ال تخداـ أغراضيا الخاصة ،كما حاوؿ
«سمزنيؾ» تفسير السموؾ التنظيمي في ضوء دافعية األفراد ،أو بارجاع ىذه الدافعية إلى
حاجات األفراد ،ويؤكد «سمرنيؾ» ،أنو يجب أف نحمؿ السموؾ التنظيمي في ضوء استجابة
التنظيـ لحاجات األفراد وتمبيتو ليا .وقد أوضح «سمزنيؾ ،أف التنظيـ قد يمجأ إلى رسـ
استراتيجيات ناجحة مؤقتة مثؿ المجوء إلى إشراؾ الجماعات التي تشكؿ تيديدا لمتنظيـ في
إدارتو ،ولكنو كشؼ عف أف ىذه االستراتيجية قد تخمؽ بطبيعتيا مشكبلت أخرى تتعمؽ
33
طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،صص . 160-159
34
طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 161-160
46
بالجانب الشرعي لمتنظيـ .35ويوضح سيمزنيؾ مف خبلؿ دراستو الميدانية لييئة وادي تنس
TVAأف انحرافات األفراد عف قواعد السموؾ الرسمي غالبا ما تنتشر بيف أفراد الجماعات
غير الرسمية داخؿ التنظيـ فنصبح ليا قوة القواعد الرسمية ،أي أف البلرسمية تصبح وكأنيا
مؤسسية ،institutionalizedوقد تكوف ليا نتائج سمبية أو إيحابية لممنظمة ولؤلفراد .ويقترح
.1ضماف األمف لممنظمة مف خبلؿ تنسيؽ عبلقتيا بالبيئة الخارجية المحيطة بيا .
.3اإلعتراؼ بالعبلقات غير الرسمية داخؿ المنظمة بيف األفراد والجماعات .واحتياجاتيا
والعمؿ عمى توفيرىا .
.4النظر لممنظمة عمى أنيا نسؽ تعاوني وبناء اجتماعي توافقي يضمف المصالحة بيف
أىداؼ األفراد والجماعات واألىداؼ الرسمية والبيئة .
ولكي تحقػؽ المنظمات وأفرادىػا األىػداؼ والغايػات البػد مػف مراعاة الوسائؿ .وبذلؾ ينتيي
إلى اتياـ البيروقراطية رغـ ما فييا مف إيجابيات بأنيا تغفػؿ عػدداً مف المتغيرات وتعجز عف
تحقيؽ الديناميكية وحؿ الصراع الديمكتيكي بيف المصالح والقػوى العاممة في المنظمة أو
36
المتفاعمة معيا.
35
السيد الحسيني ،النظرية اإلجتماعية و دراسة التنظيم ،القاهرة ،دار المعارف ، 1985 ،ص94-92
36
طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 159
47
اىَذبضرح اىذبدَخ عشرح
أىفِ جىىذّر
قىاعذ اىجُروقراطُخ
اىُْبثُخ
حاوؿ (ألفف جولدنر) ) (A. Gouldnerاختبار بعض متضمنات نظرية «فيبر» واقعيا
خاصة مقولة«فيبر» (بأف فاعمية السمطة القانونية تتوقؼ عمى طريقة وضع القواعد القانونية
باإلتفاؽ أو باإلجبار أو بكمييما ،عمى أساس أف ىذه القواعد تتفؽ مع القيـ الرشيدة .....)37
وقد أورد جولدنرنتائج ىذا اإلختبار في كتابو «أنماط البيروقراطية في الصناعة» حيث
ذىبإلى أف «فيبر» قد خمط بيف نمطيف مف أنماط السمطة القانونية ووضعيما كما لو كانا
نمطا واحدا .النمط األوؿ ىو الذي يمكف أف يطمؽ عميو البيروقراطية النيابيةوفيو توضع
القواعد القانونية باإلتفاؽ بيف الرئيس والمرءوس ،وبذلؾ يعكس ىذا النمط رضا اإلدارة
والعماؿ (يخفض التوتر و يحد مف الصراع) ،ويرتكز عمى أسس ديموقراطية(و يعتبر شرعيا
37
-Weber, Max, The Theory of Social and Economic Organization, Trans,Henderson, A. & Parsons, T. (ed.) N. Y.
Oxfrd University Press, 1947, p. 329.
في طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 152
48
مف قبؿ الطرفيف ) .وأما النمط الثاني ،فيو ما يمكف أف يطمؽ عميو البيروقراطية العقابية أو
الجزائية،وفيو تعرض القواعد عمى األفراد .38أي أف السمطة تقوـ بفرض ىذا النمط مف
و يتضح مما سبؽ ،أف جولدنر قد كشؼ عف أف ىناؾ بعض الخمط فيما تضمنتو نظرية
فيبر ،إذ إنو لـ يميز بيف القواعد القانونية التي تفرضيا السمطة ،وبيف تمؾ القواعد التي يتـ
اإلتفاؽ عمييا بيف الرئيس والمرؤوس ،وذلؾ عمى الرغـ مف أف طريقة وضع ىذه القواعد
تؤثر في فاعمية السمطة القانونية ،أو في فاعمية ((السمطة البيروقراطية))كما يسمييا جولدنر.
40
قاـ جولدنر بدراسة ميدانية لمؤسسة تنقسـ إلى وحدتيف إحداىما منجـ لمجبس واألخرى مصنع
األلواح الجدارية التي تعتمد عمى الجبس .فوجد اختبلفات كبيرة في درجة التبقرط في كؿ مف
المنجـ والمصنع .فالتدرج أو التسمسؿ في السمطة كاف (في المنجـ )أقؿ تطورا ،وتقسيـ
العمؿ ومجاالت الكفاءة كانت أقؿ وضوحا ،فقد كاف القميؿ مف التركيز عمى القواعد
الحاالت التي يطمب فييا عماؿ المناجـ المساعدة ناد ار ما ما يتبعوف القنوات المعيودة
لمحصوؿ عمى األوامر لتوجيو اآلخريف لمساعدتيـ .ببساطة ،يطمب عماؿ المنجـ المساعدة
مف زمبلئيـ ،ألف الواجبات الرسمية غير محددة بدقة ووضوح .فالمناوبة يتـ اإلتفاؽ بينيـ
38
A.wGouldner, patterns of Industrial Barraucracy, Glencoe III, The Fee Pres 1954.P 24.
39
طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 152
40
ibid, P. 20
في طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 152
49
حوليا ،ويقوموف بإصبلح الماكنات رغـ أنيا جزء مف عمؿ الميندسيف.كما أف مدة و توقيت
تناوؿ الطعاـ غير محددة بدقة .فقد قبؿ المشرفوف (مف العماؿ) العمؿ بالتعاوف والتناغـ مع
التنظيـ الرسمي ،فتكونت بينيـ عبلقات ودية ولـ يعطوا أىمية لمكانة اإلشراؼ الرسمية .41
وقد لخص أحد عماؿ المناجـ القدماء الوضعية كما يمي ":عندنا ىنا ال توجد أوامر ،فنحف
أسياد أنفسنا" .فقد أعزى جولدنراإلختبلؼ في درجة التبقرط بيف عماؿ المنجـ والمصنع إلى
أف ظروؼ العمؿ في المنجـ كاف فييا التنبؤ أقؿ :فعماؿ المنجـ لـ تكف لدييـ المعمومات
الكافية حوؿ مقدار الجبس المتوفر كما ال يستطيعوف التنبؤ باألخطار المختمفة التي
يتعرضوف ليا كاالنييارات .في ىذه الحاالت ال يوجد أي قدر مف اإلجراءات الرسمية
تستطيع التحكـ والمراقبة في ىذه العوامؿ .لذا تعود عماؿ المنجـ عمى القياـ باتخاذ ق اررات
حوؿ القضايا التي ال يمكف أف تكوف محكومة حص ار باإلجراءات الرسمية مثؿ استراتيجيات
الحفر واستخراج الجبس واسناد السقؼ ،وأف المشاكؿ التي تعترضيـ ال تتبع نفس األنماط
القياسية.ومجموعة اإلجراءات المعدة مسبقا تصبح غير الئقة لقضاياىـ .بالمقابؿ ،عممية
إنتاج األلواح الجدارية في المصنع اتبعت طريقة روتينية ،فتقسيـ العمؿ محدد بدقة ووضوح
واإلجراءات معينة و محددة ،وكؿ العمميات قابمة لمتنبؤ( أي قمة الضبط البيروقراطي)
.42حيث وجد جولدنر أف كبل مف الرؤساء والمرءوسيف(في المصنع) كانوا يستخدموف ىذه
الػقػواعػد ألىداؼ مختمفة ،إذ يستخدميا الرؤساء بيدؼ العقاب ،ويستخدميا المرءوسوف كأداة
41
رابح كعباش ،علم اجتماع التنظيم ،مخبر علم اجتماع االتصال جامعة قسنطينة ،الجزائر ، 2006 ،ص 176-175
42
رابح كعباش ،مرجع سابق ،ص . 176
50
لممساومة .أي أف ىذا النمط مف القواعد البيروقراطية قد ينطوي عمى وجود بعض المعوقات
الوظيفية أو الصراعات ،ألف القيـ المستندة إليو ال تمقى قبوال مف كؿ عضو في التنظيـ،
43
عكس ما ىو عميو الحاؿ بالنسبة لمقواعد البيروقراطية النيابية (في المنجـ ) .
ىذا ويذىب جولدنر إلى أف التنظيـ الذي يعتمد عمى نمط البيروقراطية النيابية ،يمجأ إلى
تزويد العامميف فيو بالتعميـ والثقافة المتخصصة والتدريب (و ىو أحسف ما يكوف في البيئة
غير المستقرة أو الخطرة والتي يصعب فييا التنبؤ ) .وغالبا ما يرجع اإلنحراؼ عف القواعد
البيروقراطية النيابية إلى جيؿ العامميف وعدـ إلماميـ بيذه القواعد التي تمقى قبوال عاما مف
كما يتضح مما سبؽ ،أف جولدنر قد ميز بيف نمطيف مف أنماط البيروقراطية الصناعية ،مما
ممكنو مف األخذ بوجية نظر متفائمة في مقابؿ تمؾ النظرة المتشائمة التي ذىب إلييا كؿ مف
«فيبر» و«ميتشيمز» ،الذيف بالغا في أىمية الضغوط التي يفرضيا التنظيـ عمى ممارسة
الديموقراطية ،متجاىميف بذلؾ تمؾ الضغوط األخرى التي قد تعمؿ عمى تحقيؽ األىداؼ
45
الديموقراطية داخؿ التنظيـ.
43
طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 153
44
ibid, P.24
في طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 153
45
طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص . 153
51
اىَذبضرح اىثبُّخ عشرح
ثُزر ثالو
اىجُروقراطُخ اىذَْبٍنُخ
اىجُروقراطُخ و
اىذََقراطُخ
46
:نشر (( ببلو )) كتابو نظرية بيتر بالو
1986 األوؿ عاـ 1953وأسماه ((ديناميكية البيروقراطية)) .ونشر كتابو الثاني عاـ
وشكؾ في بعض فرضياتيا ،كما وأوضح بعض اآلثار السمبية الناجمة عنيا ...فاإلجراءات
والقواعػد النػمػطيػة الرسمية التي تضعيا المنظمة ،ال يمكػف أف تسمح باستيعاب الحاجات
الكامنة أو غير المتوقعة ،سواء لؤلفراد أو لممنظمة .واف إمكانية قياـ المنظمة البيروقراطية
بيئة أخرى ،كما أ ف تجدد القيـ أو نجاحيا في بعض المجتمعات ال يضمف نجاحيا في
والمفاىيـ الحضارية يفرض عمى المنظمات تجديد وسائميا وأساليبيا .ومف األفكار التي
فكرة الرقابة الذاتية بديبلً بالتفصيؿ ،ممي از التكيؼ التمقائي والتكيؼ المخطط ،ويطرح
لمرقابة واإلشراؼ المباشر ،ويشير بوعي إلى تقوية روابػط الػوالء واالنتماء لممنظمات.
46
الكبيسي ،مرجع سابق ،ص ص . 89-88
52
وفي كتابو الثاني تساءؿ عف آثار شيوع المنظمات البيروقراطية في المجتمعات الحديثة عمى
الحريات الديمقراطية ،غير أنو أكد بنفس الوقت أىميتيا لبناء المجتمع الديمقراطي .
فاألىداؼ الديمقراطية مستحيمة التحقؽ دوف مشاركة المنظمات البيروقراطية المترجمة ليا....
أما الخطر البيروقراطي فيتمثؿ في خمقيا لمتفاوت بيف الصبلحيات المعطاة عبر سمميا
اليرمي ،إذ تمنح قمة مف األفراد جػؿ الصبلحيات ،وتحرـ الغالبية منيـ مف التمتع بيا .
وانتيى ببلو إلى القوؿ :إف البيروقراطية تعد تحديا لمديمقراطية وليست مقوضا ليا .والبد مف
إيجاد الوسائؿ الديمقراطية لمسيطرة عمييا قبؿ أف تصيرنا عبيداً ليا .
53
اىَيف اىثبىث :
اىَرديخ اىثبَُخ1960-1930
اىَذرضخاىطيىمُخ
اىعبٍو
ئّطبُ و ىُص آىخ
إذا كانت المدرسة الكبلسيكية قد ركزت عمى جوانب تقسيـ العمؿ ،والتخصص ،والتسمسؿ
الرئاسي ،والسمطة و التنسيؽ وغيرىا فيما يتعمؽ بتنظيػـ العمػؿ ،وأىممػت العنصر اإلنساني،
فإف المدرسة السموكية قد ركزت بدورىػا عمػى سػموؾ األفراد والجماعات وأىممت الجوانب
54
التنظيمية األخرى مثؿ تصميـ األعمػاؿ،
اىَذبضرح اىثبىثخ عشرح
ئىزىُ ٍبَى واإلجػراءات والتقنيات والعبلقات الوظيفية
درمخ اىعالقبربالّطبُّخو
الكمية في المنظمة وغيرىػا ،ويرى أحػد
رجبرة هبوثىرُ
الكتػاب أف الكبلسيكييف قد درسوا “المنظمات
أبراىاـ ماسمو.
47
حسين حريم ،إدارة المنظمات (منظور كلي) ،عمان ،دار الحامد للنشر ،2003 ،ص . 29
55
48
: إلتوف مايو و تجارب ىاوثورف
تحولت النظرة لمتنظيمات في ىذه المرحمة مف كونيا كيانات ميكانيكية إلى كيانات اجتماعية
عضوية .حيث دخؿ عمى الخط عمماء النفس وعممػاء االجتمػاع والعموـ السموكية المختمفة.
إف العنواف الرئيس ليذه المرحمة ىو مدرسة العبلقػات اإلنسانية التي ال ترى في التنظيمات
آالت جامدة يثبت فييا األفراد ،وال قطع غيار يمكف استبداليا بسيولة وانما كيانات إنسانية
تتكوف مف مياـ وبشر .ويمكف توثيػؽ الجيود البحثية في ىذه المرحمة تحت عناويف رئيسة
وىػي :تجػارب مػصنع ىوثورنالمرحمة األولى والمرحمة الثانية.....و امتدادا ليا ظير عمماء
سميت تجارب ىوثورف بيذا االسـ ألنيا أجريت في مصانع ىوثورف فػي شركة وسترف
-1924 إليكتريؾ في والية إلينوي في الواليات المتحدة األمريكية ،وذلؾ في الفترة ما بيف
1927والتي استمرت إلى الثبلثينػات .وقػد كػانػت تمػؾ الدراسات امتداداً لتجارب فردريؾ
48
قاسم القريوتي ،مرجع سابق ،ص ص .84-81
56
تيمر) ، (Taylorحيث ركزت بداية عمى العوامؿ المادية والطبيعية التي تتعمؽ باإلجياد ،
واألجور ،والظروؼ المحيطة بمكاف العمؿ وأثرىا عمى اإلنتاج وليس عمى العوامؿ النفسية
تجربة اإلضاءة :قاـ فريؽ العمؿ البحثي القائـ عمى تمؾ التجربة ،وبناءاً عمى االقتػراض
بأف تحسيف ظروؼ العمؿ الطبيعية مف إضاءة وتيوية يؤثر عمى اإلنتاجية ،بعمػؿ
تجارب عمى مجموعة مف العامميف في أحد ورشات مصانع ىوثورف ،حيث تػـ تقسيـ
جماعات العمؿ إلى جماعات ضبط وجماعات تجريبية ،وتـ تجريب عػدة مستويات مف
اإلضاءة ،مف إضاءة غير جيدة إلى إضاءة عادية ،والى إضاءة جيدة .وتـ في كؿ
مرحمة قياس إنتاجية العامميف في المجموعات التجريبية تحت الظروؼ المختمفة ،ولدىشة
فريؽ العمؿ لـ يكف ىناؾ فروقاً ذات معنى في مستويات اإلنتاج مما استدعى مف فريؽ
البحث االنتقاؿ إلى تجربة أخرى بيدؼ التثبت مف فرضية ثانية تتصؿ أيضاً بأىمية
تجربة جدولة العمؿ :قاـ الفريؽ البحثي القائـ عمى التجربة بتوزيع أوقات العمؿ مف
خػبلؿ تغييػر فترات الراحة التي بأخذىا العماؿ عدة مرات ،بحيث اختمفت في كؿ مرة
الفتػرة التي يقضييا العماؿ في العمؿ قبؿ أخذ فترة راحة ،وذلؾ لمبلحظة عبلقػة ذلػؾ
باإلنتاج مع طوؿ أو قصر فترات العمؿ المختمفة .وقد الحظ الباحثوف أيضاً وبعد قياس
اإلنتاجية في مختمؼ األوضاع أنو لـ يحصؿ تغيير كاؼ في اإلنتاجية يفػسر وجود
57
عبلقة بيف الشعور بالتعب واإلنتاجية ،ولذلؾ انتقؿ فريؽ البحث إلى فحص فرضية ثالثة
وىي العبلقة بيف الحوافز المادية الممثمة باألجور والحوافز وبيف زيادة اإلنتاجية .
تجربة األجور:قاـ فريؽ العمؿ البحثي بإنشاء نظاـ لمحوافز يتـ مف خبللو إعطػاء حػوافز
لمجماعات التي تنجز وحدات عمؿ إضافية ،وتـ قياس اإلنتاجية قبؿ وبعد تطبيػؽ
الحوافز ،ولـ يبلحظ فريؽ البحث أيضاً فروقاً حقيقية في مستويات اإلنتاجية بشكؿ كاؼ
.لقد شكمت ىذه النتػائج فػي التجارب الثبلث مفاجأة لفريؽ البحث جعميا توجو اىتماماتيا
إلى وجية جديدة وىي التوجو نحو العامميف مباشرة لمتعرؼ عمى سر ىذه النتائج
في ىذه المرحمة مف الدراسة انضمإلى فريؽ البحث أحد األساتذة مػف جامعػة في ىارفارد
وىو إلتوف مايو ) (Elton Mayoحيث ترأس فريؽ البحػث فػي شػركة وسترف الكتريؾ بصفتو
1932-1927تـ خبلليا استشارياً ،واستمرت الجيود البحثية حوالي خمس سنوات مف
القياـ بعدة تجارب ركزت عمى التعرؼ عمى ما يريده العماؿ وما يفكروف بو ،ومف ىذه
التجارب:
تجربة المقابالت :توجو فريؽ البحث في ىذه التجربة مباشرة لمعامميف ممف تـ إجراء
التجػارب السابقة عمييـ لمتعرؼ عمى السر الذي يكمف وراء الثبات النسبي لوتيرة اإلنتاج
رغـ التغير في العوامؿ المتصمة باإلضاءة ،واإلجياد الجسمي واألجور التي كانت تبرر
وجود اختبلؼ في اإلنتاجية .وقد بينت المقاببلت مع العامميف أف العوامؿ المسئولة عف
58
الثبات في اإلنتاجية أمور نفسية ومعنوية تتصؿ بما كاف يدور في أذىاف العماؿ مف
أفكار وتوقعات .حيث إعتقد أولئؾ العماؿ أف ىناؾ شيئاً ما وراء ىذه التجارب مما يوجب
عمييـ أف يحرصوا عمى تثبيت اإلنتاجية حتى ال تتأثر مصالحيـ سمبياً .وقد دؿ ذلؾ
عمى أف العوامؿ النفسية وليس العوامؿ المادية ذات أثر كبيػر عمػى اإلنتاجية .واستزادة
في المعمومات طمب فريؽ البحث مػف العػامميف أف يحػددوا مختمؼ األمور التي تزعجيـ
في العمؿ مف حيث العبلقات ،وأسموب اإلشػراؼ المفضؿ لدييـ .وحتى يتيقف فريؽ
البحث مف صحة المعمومات التي تـ جمعيا تػـ القياـ مبلحظة السموؾ الجماعي
تجربة مالحظة السموؾ الجماعي :قاـ فريؽ البحث ولمتيقف مف المعمومات التي تـ
جمعيا عف طريؽ المقاببلت بمبلحظة ميدانية لسموؾ العامميف أثناء العمؿ وسجموا
مبلحظات عمى أسموب العمؿ ،وديناميكية عمؿ الجماعات كما رأوىا عمى أرض الواقع .
.1.أىمية الحوافز المعنوية مثؿ نمط اإلشراؼ ،والعبلقات الطيبة عمى اإلنتاجيػةبشكؿ
.2.التعرؼ عمى أثر الجماعات غير الرسمية عمى اإلنتاجية ،إذ أف ليذه الجماعات ما
يحافظ عمى مصمحتيا .إذ يمكف لمجماعة أف تؤثر سمباً أو إيجاباً عمى إنتاجيػة
العامميف بما ترى فيو مصمحة لمجماعة ككؿ ،وتمارس الجماعة ضغطاً عمى العامؿ
الكسوؿ ليرفع إنتاجيتو ،وعمى الموظؼ المنتج بشكؿ كبير وشاذ عف المجموعػة
59
لمتمشي مع المستوى العاـ أو معدؿ اإلنتاجية الذي تعتبره مقبوال ،حتػى ال تتػأثر
باختصار:
شكمت ىذه التجارب تأثي اًر كبي اًر عمى نظرية التنظيـ مؤكػدة عمى أنسنة التنظيـ ،ولفتت
أنظار الباحثيف واإلدارييف إلػى أثػر القيـ واالتجاىات ونمط العبلقات عمى اإلنتاجية وأصبح
ىناؾ تأكيد عمى النواحي اإلنسانية التي أصبح مطموباً مف المديريف والمشرفيف أف يعطوىػا
مػزيػداً مػف االىتماـ .فقد ولى عيد النظر لمتنظيـ كآلة جامدة يتوجب عمى العامميف التكيؼ
مػع متطمباتيا بشكؿ تمقائي ،بؿ أصبح االىتماـ واضحاً بػضرورة إعػادة تصميـ الوظائؼ
بشكؿ يتناسب مع رغبات وقدرات العامميف باعتبارىـ العنصر األىـ فػي أي تنظيـ .
60
اىَذبضرح اىراثعخ عشرح
ٍبرٌ ثبرمر فىىيُذ
اىَشبرمخ فٍ اىطيطخ
ركزت (( فولميت)) عمى الجماعة أكثر مف تركيزىا عمى الفرد ،واىتمت في كتاباتيا
الكبلسيكية .
و فيما يتعمؽ بالجماعة قد اىتمت بكيفية تكويف الجماعات وكيؼ تعمػؿ ىػذه الجماعات،
وكيؼ أف مشاركة المرؤوسيف يمكف أف تسيـ في نجاح المنظمة .كما أنيا ركزت عمى أىمية
التنسيؽ واعتبرتو ميمة حيوية وأساسية لئلدارة الفعالة الكفأة ...كما اقترحت مجموعة مف
49
المبادئ العامة لممساعدة في تحقيؽ التنسيؽ .
49
حسين حريم ،إدارة المنظمات (منظور كلي) ،عمان ،دار الحامد للنشر ،2003 ،ص ص . 27-26:
61
اىَذبضرح اىخبٍطخعشرح
درمخاىعالقبربإلّطبُّخ
اىجذَذح
.1دوجالش ٍنجرَجىر
.2أثراهبً ٍبضيى.
.3فرَذرَل هُرزثرغ
دوجالس .1
X اقترح مكجريجور وجود فمسفتيف و وجيتي نظر مختمفتيف بشأف اإلنساف :األولى نظرية
وىي سمبية ،والثانية النظرية yوىي إيجابية ،واستنتج مكجريجور أف افتراضات المدير بشأف
اآلخريف ليا تأثير كبير عمى الطريقة التي يعامميـ بيا.تتضمف نظرية Xأربعة افتراضات :
العامؿ ال يحب العمؿ ،ويحاوؿ تجنب العمؿ ،كمما أمكف ذلؾ. أ.
بما أف العامؿ يكره العمؿ ،يجب إرغامو ،أو السيطرة عميػو ،أو تيديده ب.
ذلؾ.
50
حسين حريم ،إدارة المنظمات (منظور كلي) ،عمان ،دار الحامد للنشر ،2003 ،ص ص. 28-27
62
معظـ العامميف يضعوف االستقرار واألماف فوؽ كؿ اعتبار فالعػامؿ ث.
وقد اقترح مكجريجور أربعة افتراضات أخرى أطمؽ عمييا نظرية yبالمقارنػةمع االفتراضات
يمارس الناس توجييا ورقابة ذاتية إذا ما التزموا باألىداؼ . ب.
الفرد العادي قادر عمى أف يتعمـ قبوؿ المسؤولية ،وحتى السعي ليا. ت.
الناس بصفة عامة لدييـ قدرات كاممة .و مقدرة عمى اتخاذ ق اررات ث.
جيػدة .وليست تمؾ القدرات بالضرورة محصورة فقط في أولئؾ الذيػف يشػغمونوظائؼ قيادية
.
وقد فضؿ مكجريجور افتراضات نظرية Yواقترح أف توجػو المديريػف فػي تصميـ المنظمات
وتحفيز مرؤوسييـ .ويمكف أف يعزى الحماس الكبير( لممشاركة في اتخاذ الق اررات ،وايجاد
أعمػاؿ تتضمػف المسؤولية والتحدي لمعامميف ،وتطوير عبلقات جيدة في الجماعة) ،فػػي أوائػؿ
51
حسين حريم ،إدارة المنظمات (منظور كلي) ،عمان ،دار الحامد للنشر ،2003 ،ص ص . 29-28
63
وقد أسيـ بشكؿ ممحوظ في نظرية الدافعية اإلنسانية ،مف خبلؿ نظريػة سػمـ الحاجات .حيث
صنؼ حاجات اإلنساف إلى خمس مجموعات مرتبة عمى شكؿ سمـ تأتي في قاعدتو
الحاجات الفسيولوجية ،تمييا حاجػات األمػاف واالستقرار ،ثـ حاجات االنتماء ،فحاجات
اإلحتراـ أو المكانة ،وأخي ار تأتي حاجػات تحقيؽ الذات في أعمى السمـ .فاإلنساف ييتـ أوال
بإشباع الحاجات الفسيولوجية ،ثـ حاجات األمػػاف وىكػذا ...فالحاجات غير المشبعة تؤثر في
سموؾ الفرد ،واذا ما تـ إشباع حاجة يتوقؼ تأثيرىػا عمى سموؾ الفرد.
عوامؿ وىو صاحب نظرية ذات العاممينفي الدافعية .وقسـ عوامؿ العمؿ إلى مجموعتيف:
الصيانةوىي إف لػـ تتوافػر تسبب عدـ الرضا لمفرد ،وتتعمؽ ىذه العوامؿ بظروؼ العمؿ (مثؿ
عوامػؿ ظػروؼ العمػؿ ،الراتب ،نوع اإلشراؼ ،وغيرىا) ،أمػا العوامؿ الثانيػة فػيي
الدافعيػةوىي إذا توافرت تسبب الرضا وتحفز الفرد إلى مزيػد مػف العمػؿ والجيد ،وتتعمؽ ىذه
العوامؿ بجوىر العمؿ (االعتراؼ ،الترقية ،التطور وغيرىا) ....وقد استنتج بأف إثراء|إغناء
52
حسين حريم ،إدارة المنظمات (منظور كلي) ،عمان ،دار الحامد للنشر ،2003 ،ص . 29
64
انًهف انرابع
انًرحهت انثانثت 1980-1960 :
اإلرجبهبد اىذذَثخ
اىعقالُّخ ٍذذودح
ىُص هْبك دو وادذ و ودُذ
ىَشنالد اىزْظٌُ
اىَْظَخ ّظبً ٍفزىح
اىعبٍو هى أهٌ اىَىارد
65
اىَذبضرح اىثبىثخ عشرح
هرثردضبََِو جَُص ٍبرظ
ّ ظرَخ صْع اىقرار
ثعذ 1960
يريسايمنأف القرار -في ضوء نظرية اتخاذ القرار – يعتبر محصمة يستخمصيا الفرد مف
بيف مجموعة مف البدائبللمتاحة ،لكي يتمكف مف حؿ المشكبلت التي تواجو تحقيؽ األىداؼ
التنظيمية ،أي أف القرار ىو وسيمة لتحقيؽ أىداؼ التنظيـ .بؿ إف سايمف ذىب إلى أبعد
حيث أف کتاب ((المنظمات)) لممؤلفيف الذي صدر عاـ 1958يعد نقطة تحوؿ في
الفكر التنظيمي ألنو استوعب جؿ نظريات التنظيـ الكبلسيكية والمحدثة و وضع حجر
53
H, Simon, Administrative Behavior, N. Y. 1961. P. 102.
في طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص 156
66
األساس لفكر التنظيـ المعاصر في نظريتو الموسومة ب(( نظرية صنع القرار )) أو
فمنطمقات النظرية وفقت بيف المتغيرات المادية والمتغيرات النفسية ،وأضافت ليا
54
: العمميات اإلدراكية .وسنوجز المفاىيـ األساسية لنظريتيما التنظيمية كما يمي
نظاـ Systemلمعالقات االجتماعية المترابطة الصادرة مف .1إف المنظمة عبارة عف
.2إف استمرارىـ قائـ ماداـ نفعيـ يزيد عمى عطائيـ وفقاً لمعاييرىـ القيمية (حد الرضا).
.3إف عطاء األفراد والجماعات لممنظمة ىي المدخبلت التي تمكنيا مف تقديـ المستحقات
المجزية ليـ .واف استمرار المنظمة يتوقؼ عمى قدرتيا في توفير ما تدفعو لمعامميف
المنظمة ومف وجية نظر األفراد والجماعات بيف ما يأخذونو وما يعطونو ،واف أي
انسحاب أو خمؿ في طرفي المعادلة يستمزـ إعادة توزيعممحفاظ عمى التوازف والبقاء .
.5والتوازف بيف األخذ والعطاء يرتبط بنوعيف مف الق اررات ،أحدىما حوؿ استمرار البقاء
والمشاركة أو االنسحاب وترؾ المنظمة .أما الثاني فيتعمػؽ بػالكـ والنوع الذي سيعطيو
لممنظمة في حالة البقاء ،ولكؿ مف الق اررات ىذه متغيرات و عوامؿ داخمية و خارجية.
54
عامر الكبيسي ،مرجع سابق ،ص ص . 113-111 :
67
.6واذا كانت النظريات الكبلسيكية تفترض الرشػد والعقبلنية لدى األفراد والجماعات الختيار
الق اررات التي تحقؽ ليـ أعمى العوائد ،فإف ىذه النظرية ترى تعػذر تحقؽ ذلػؾ لدى
األفراد ،فيـ كبشر ال يمكنيـ استحضار جميع البدائؿ الممكنة ،واف استحضروىا فبل
يمكنيـ التنبؤ بكؿ احتماالت وقوعيا ،وال المفاضمة بيف نتائجيا وفؽ معايير وأسػػس
عف أقصىالعوائد (النفع و المصمحة ) فإف الق اررات يكفييا أف تكوف مرضية.
.7و ألف الرضػى مػف جػانب المنظمػة أو مػف األفراد يرتب ػط ػ بمػػدى الطمػوحو ألف األخير
يتعرض لمتغيير كمما زادت قدرات األفراد عمى تحقيؽ النتائج األفضؿ المرتبطة بزيادة
.و اإلبداع بدوره يستمزـ إعادة عطائيـ ،فإف بحثيمسيخمؽ أماميـ فرص اإلبداع
توزيع بيف العطاء واألخذ .وىكذا تصبح المنظمات عالماً معقداً في متغيراتو وفي قػواه
الفاعمة مما يجعمو مستعصياً عمى أية نظرية جامدة أو مثالية أو معيارية.ألف أي
سيجعؿ مف برامجيا الحالية غير مرضية ،والتحقيؽ الرضى تبحث المنظمة عف تغير
برامجيا وتجديدىا ،وعندىا تحتاج إلى موازنة جديده بيف الخطاء واألخذ وىكذا تستمر
.8الفرد عند سايموف يبحث ىو أيضا عف تحقيؽ أىدافو واشباع طموحاتو مف خبلؿ
المنظمة عمى الرغـ مف أف ىذه األىداؼ قد ال تنسجـ مع أىداؼ المنظمة .و لكف حيف
68
يوضع الفرد في مواقؼ تنظيمية ضاغطة ،فإنو يستجيب ليا إمػا عػبػر قػ اررات روتينية
إف كانت الضغوط مكررة و معادة ،أو إنو يقؼ أماميا بتأف إف كانت المشكمة مستجدة .
وىذا ىو الفارؽ بيف الق اررات المبرمجة وغير المبرمجة .واذا كانت الق اررات المبرمجة
تحقؽ اإلستقرار لممنظمة ،فإف الق اررات غير المبرمجػة تقود إلى التغيير .والتغيير
يستمزـ اإلبداع الذي ييدؼ إلى إعادة االستقرار والعودة مرة أخرى إلى الق اررات
المبرمجة.
وقد رأى سايموف أف التنظيمات تعتمد عمى أسموبيف لتقسيـ العمؿ والتخصص ،فمنيا
أف ىناؾ نوعيف التخصص الرأسي الذي ينقسـ فيو العمؿ عمى أساس القوة .ومف ذلؾ نجد
مف الوظائؼ تتمثؿ األولى في األداء والثانية في اتخاذ القرار ،وبيذا يتحدد دور الفرد
حسب مكانتو .فكمما ارتفعت مكانتو في التنظيـ ،كمما زاد اسيامو في عممية اتخاذ القرار،
وكمما انخفضت مكانتو في التنظيـ زاد إسيامو في األداء الفعمي و نقص إسيامو في صنع
القرار داخؿ التنظيـ .وتمثؿ التنظيمات الرسمية أبنية التخاذ الق اررات ،ألف طبيعة التنظيـ
تحدد لكؿ فردما ينبغي أف يتخذه مف ق اررات و يوضح لو أنواع التأثيرات التي يمكف أف
يتعرض ليا .فإذا كانت وظيفة اإلدارة العميا ىي وضع الخطوط العريضة لمسياسة العامة،
فاإلدارة الوسطى وظيفتيا تحويؿ ىذه السياسات إلى ق اررات ،وتبقى وظيفة اإلشراؼ عمى
55
تنفيذ ىذه الق اررات مف مياـ اإلدارة الدنيا .
55
عبد الهادي الجوهريو براهيم أبو الغار ،دراسات في علم اجتماع اإلدارة ،دراسات نهضة الشرق ،القاهرة ، 1980 ،ص.78:
69
قرار انتماء ....أخي ار نبلحظ أف ىذا التفسير الذي ذىب إليو «سايمف» – ألسباب
الفرد لمتنظيـ ومشاركتو فيو – يفترض السمبية في أعضاء التنظيـ ،وأف ىؤالء األعضاء
أدوات سمبية بصفة مبدئية ،قادرة عمى القياـ بالعمؿ وقبوؿ التوجييات ،ولكنيا ال تبادر ...
و عميو فإف نظرية سايمف ال تخرج عف توجيات المدرسة الكبلسيكية الميكانيكية ( عقبلنية
الرجؿ االقتصادي) و التي كانت محؿ انتقاد ،لكنو (سايمف) أبدع مقولة محدودية العقالنية
( تحدىا العوامؿ المذكورة أعبله ) و تبنى أىمية الحوافز المعنوية ( جعميا تضاىي الحوافز
المادية ) ....و مف إضافات سايمف الى تراث النظرية الكبلسيكية نذكر أيضا تأكيده و زميمو
((مارش )) عمى إمكانية حدوث الصراع .حيث يشير إلى نوعيف أساسييف مف الصراعات
تتمثؿ في :صراع داخؿ الفرد ذاتو ،وصراع بيف الفرد وغيره مف األفراد داخؿ التنظيـ .ويتـ
رد فعؿ التنظيـ في مواجية ىذه الصراعات عف طريؽ أربع عمميات ىي :حؿ المشكبلت،
56
. واإلقناع ،والمساومة ،والمناورات السياسية
56
James Marsh and H. Simon, Organizations, N. Y:John Wiley and Sons, Inc. 1918, PP. 110-112
في طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص 159
70
انًحاضرة انرابعت عشرة
ّظرَخ اىَىقف
ثرّس و ضزىمر
ىىرّص وىىرظ
ثعذ 1960
تعطي نظرية الموقؼ لممنظمة مرونة كبيرة في التعامؿ مع العامميف فييا ،أو مع المتعامميف
Xو، Y مع البيئة التي تعمؿ وسطىا .فبعد أف طرح مكريجور بديميف لمتعامؿ ىما نظريتي
فإف أصحاب ىذه النظرية يطرحوف بدائؿ متعددة ،وكأنيـ يريدوف القوؿ إنو :ال توجد
نظرية واحدة يمكف أف تصػمػـ لػكػؿ المنظمات أو لممنظمة الواحدة عمى مػدى المواقؼ
والظروؼ ...إذا لكؿ موقؼ نظريتو ولكؿ ظرؼ قراره ولكؿ حادث حديثو .والبد مف تطابؽ
لممنظمة (س) والتي تعمؿ في إنتاج الزجاج و التي تضـ خمسة آالؼ عامؿ كؿ منيـ
يعرؼ واجبو المحدد .لكف المنظمة (ص) التي تعمؿ في إجراء البحوث والدراسات الميدانية
57
عامرالكبيسي ،مرجع سابق ،ص ص .117-115
71
والمختبرية ال يمكنيا أف تكوف بيروقراطية بأي حػاؿ مػف األحواؿ ،فما عمييا إال أف تأخذ
نظرية Yالتي تفترض في الفرد حب العمؿ وميمو لئلبداع لتحقيؽ الذات .وعميو فإف نظرية
الموقؼ الموقؼ انطمقت مف الفكرة القائمة بأنو ال توجد طريقة واحدة لبناء اليياكؿ التنظيمية
و رسـ العبلقات بيف الرؤساء والمرؤوسيف تعد األفضؿ دوما .و لكنيا ترى أف كؿ شيء
يعتمد عمى الظروؼ .و تختمؼ اآلراء المبررة ليذه النظرية باختبلؼ أنصارىا .فأنصار
النظاـ الطبيعي يروف أت التنظيـ ينبغي أف ال يكوف نمطيا و ال رشيدا أو معقوليا .ألف ذلؾ
يعني أف األىداؼ التنظيمية ثابتة و محددة مف طرؼ القيادات أو النخبة .و الصحيح ىو أف
يترؾ لمبيئة تقرير أولوية األىداؼ حسب ظروفيا لتبقى المنظمة حية .
ويرى أنصار النظاـ الطبيعي أف المنظمة نظاـ لمتفاعؿ اإلنساني القابؿ لمتكيؼ والتغير
حسب ما تتطمب أجواؤه المحيطة وظروفو الخاصة وحسب الظروؼ المفروضة عميو .وقد
أظيرت الدراسة الميدانية التي أجراىا برنز و ستولكر عمى 100شركة ناجحة في بريطانيا
أف ىياكميا التنظيمية كانت مختمفة بدرجات كبيرة مع أف جميعيا كانت فعالة و كفأة .و
الحظ أف االختبلؼ في اليياكؿ التنظيمية كاف ممحوظا كمما كانت البيئات التنظيمية مختمفة.
وقد أتممورنس و لػورش ما جاءت بو النظرية الموقفية عمى يد أنصار النظاـ الطبيعي
فطرحا كتابيما الموسوـ بالمنظمة والبيئة ،متسائميف عف نمط التنظيـ األفضػؿ الػذي يمكنو
.و قد اختا ار التفاعؿ مع كؿ أنواع الظروؼ االقتصادية والسوقية في البيئة المحيطة
صناعات ببلستيكية معروفة بآدائيا الجيد ،وأخرى أقؿ شيرة منيا .ودرسا أثر البيئة
72
ومتطمباتيا عمى ىذا األداء ،و حاوال تطبيؽ النتائج عمى منظمات صناعية في مياديف
أخرى لممقارنة بينيا واكتشاؼ العبلقات و صياغة التعميمات عف مطالب البيئة و أثرىا
عمى واقع المنظمات وحالتيا .كما انتقبل إلى بيئات مختمفة أخرى ،و اختا ار منظمات
المتغيرات المعرفة العممية والتقنيات صناعية مختمفة أيضػاً مركزيف جؿ اىتماميـ عمى
مع القيادات والعامميف لجمع المعمومات ،إضافة إلى مبلحظاتيما ومعايشتيما الميدانية .
صناعات الحاويات تختمؼ في ظروفيا البيئية ،وأنيا قد تميزت عف بعضيا البعض في
طبيعة الوحدات المتخصصة في مياـ التوحيد والتنسيؽ بسبب حاجػة كػؿ قطاع إلى نمط
العالمية ،والصناعات الغذائية تميزت بتغير معتدؿ ،أما صناعات الحاويات فتميزت بتغير
ضوء دراستيما تـ تصنيؼ البيئات المدروسة وفقاً لدرجة التأكد و وفقاً لمستوى التنوع .
73
انًحاضرة انخايطت عشرة
ّظرَخ اىْظٌ
ئَطزِ
مبرس و مبُ
ثعذ 1960
في الوقت الذي عدت المنظمة نظاماً مغمقا في الفكر التقميدي ..و قد شارؾ في بمورة
تالکوتبارسونزوديفد ايستف و كاتز و كاف و شيف و المنظمة وفقاً ليذه النظرية كياف معقد
التركيب وكؿ مكوف مف أجزاء ،بؿ ىي نظاـ مف النظـ الفرعية المترابطة والمتفاعمة .و إف
المنظمات الفاعمة في مجتمع ما تعد مجموعػة نظػـ تسيـ في تكويف النظاـ العاـ .وتساعد
النظرة النظميػة ىػذه عمى إعطاء األجزاء و المكونات اىميتيا .كما تؤكد عمى ضرورة
توحدىا وتفاعميا لبناء النظاـ األعقد الػذي تكوف مخرجاتو أىـ و أكبر مف مخرجات أي جزء
58
عامر الكبيسي ،مرجع سابق ،ص ص . 120-118
74
منو .كما تبرز ىذه النظرية أىمية البيئة الخارجية أو المحيط الذي تعمؿ فيو المنظمة ،
العناصر الرئيسية (وفقاً ليذه النظرية) التي تدرس المنظمة مف خالليا :
.1المدخالت :وىي الموارد التي تحصؿ عمييا المنظمة مف بيئتيا الخارجية وتتمثؿ في
الطاقات البشرية والمادية والدعـ المادي والمعنوي ،وما تقدمو النظـ السياسية و
االقتصادية واالجتماعيػة مػف منػاخ وظروؼ ،ومتغيرات تؤثر عمى المنظمة .
.2العممية :ونقصد بيا مجموعة األنشطة التي توظؼ الطاقة المتاحة لتحويؿ المدخبلت
إلى مخرجات .فاإلنتاج والتمويؿ والصيانة والتدريب والتوظيؼ والتركيب كميا أنشطة
تكمؿ العممية.
.3المخرجات :و ىي حصيمة العممية والناتج الذي تفرزه المنظمة لمبيئة والمتمثؿ في السمع
والخدمات والنتاج العممي أو اإلبداعي أو الترفييي ،وغيرىا مف العوائد التي تقدميا المنظمات
.4التغذية العكسية :وتعني إيصاؿ المخرجات لممجتمع كمردود يقابؿ المدخبلت المقدمة
.و عمييا يتوقؼ التقدـ الذي ينجـ عف أداء المنظمات ،وفي ضوئيا يتقرر حجـ الزيادة
خصائص النظاـ المفتوح حسب کاتز و كاف :يمخصانو في تسع خصائص ىي :
75
( )1استقباؿ الطاقة ( )2إخضاعيا لمعمميات ( )3تحويميا إلى مخرجات ( )4تناغـ األحداث
شروط استمرار حياة المنظمة :وتطرح ىذه النظرية مصطمحات ومفاىيـ عديدة لتحميؿ
المنظمات وتقييـ آدائيا فاستمرار المنظمة واستقرارىا يتوقؼ عمى نوعيف مف التوازف و
.1التوازف الداخمي بيف أجزاء النظاـ و عناصره لتخفيؼ الصراع و التناقض لمحػد الػذي
الكمية ورفد النظاـ بالمخرجات التي تزيد مف قدرتو عمى تطوير طاقتو المحولة إلى
مدخبلت.
.3كما تطرح مفيوـ المعموماتية واالتصاالت الراجعة وتطوير نظـ المتابعة والرقابة
لتصحيح االنحرافات وربط الخطط بالتقويـ والتنفيذ بالمتابعة .و البحث عف أدوات
لقياس النتائج وربط الكمفة بالعائد وغيرىا مف األساليب الكمية التي تبمورت فيما بعد
وقد أو جز (کاست و روزنويؾ) خصائص النظاـ العاـ و التي تبدو مقبولة وسائدة في
76
.1إف النظاـ يضـ مجموعة مف النظـ الفرعية التي تتكوف بدورىػا مػف أجػزاء مترابطة و
عناصر متداخمة سواء أكاف ذلؾ النظاـ آليا أو بيولوجيا أو اجتماعياً ،فبل نظاـ بدوف
.2إف النظاـ يعد كبل وكميو Holisanليس مجرد جمع مف األجزاء ,فالشمولية أو الكمية ىي
.3والنظـ قد تكوف مغمقة أو مفتوحة ..النظـ المفتوحة ىي التي تتبادؿ فييا المعمومات
والطاقة واألشياء المادية مع بيئتيا المحيطة .وتعد النظـ االجتماعية والبيولوجية مفتوحة
و مع ذلؾ فإف االنفتاح بطبيعتيا ،أما النظيـ اآللية فقد تكوف مفتوحة أو مغمقة .
واالنغالؽ النظـ يعد نسبيا و ليس مطمقا ،و قد يكوف مناسبا لبعض النظـ و في
.4إف بعض النظـ المفتوحة تعد تحويمية لكونيا تحوؿ المدخبلت إلى مخرجات .فيي
.5ولكؿ نظاـ حدود ،تفصمو عف بيئتو ،ومصطمح الحدود يساعدنا في التمييز بيف النظـ
منيا المنظمات يتعذر تعريفيا فيي إما تكوف جامدة أو مرنة .
.6وتتعرض النظـ المغمقة عادة لبلندثار واستنزاؼ الطاقة و التي قد تتزايد حتى ينيار
النظاـ أو ينحؿ .والميؿ نحو تعاظـ االندثار و تسارعو سببو الخمؿ و الفوضى ،أو
77
نقص الموارد أو العجز في تحويؿ المدخبلت إلى مخرجات ،وىو ما يسمى باالندثار أو
المغمقة يعد التغير في االندثار إيجابيا عمى الدواـ أما في النظـ البيولوجية واالجتماعية
فإف االندثار يمكف الحد منو و ربما تحويمو إلى اندثار سمبي ،و ىو عممية تكامؿ و
.7حالة التوازف واستمرار التعادؿ الستاتيكي ،تكاد تكوف سمة النظـ المغمقة ،وىي تؤدي
عادة إلى االستنزاؼ السمبي ثـ الوفاة .أما النظـ المفتوحة فيي التي تحقؽ التوازف
التمقائي . CYBERNETCS
78
انًحاضرة انطادضت عشرة
ٍذخو اىْطق االجزَبعٍ – اىزقٍْ
عالقخ اىْطق اىزقزٍ ثبىْطق
االجزَبعٍ
دراضخ عالقخ اىزقُْخ ثبىزْظٌُ
فٍ ثُئبد ٍزغُرح
ٍِ روادهب :
ئََرٌ و ررضذ
جىاُ وودوارد
ثرّس و ضزىمر
59
: مدخؿ النسؽ االجتماعي – التقني
معيد تافيستوؾ في أواخر الخمسينات مف القرف العشريف أمكف لفريؽ مف الباحثيف في
لمعبلقات اإلنسانية أف يستخمصوا عددا مف الفرضيات األساسية ،التػي أجػريت عمػى مناجـ
. 1958-1950و كػونت ىػذه الفرضيات في مجموعيا ما الفحـ خبلؿ الفترة ما بيف
يعرؼ بالمدخؿ االجتماعي التقني في دراسة التنظيـ ،و ظيور مصطمح األنساقاالجتماعية
59
اعتماد عالم ،مرجع سابق ،ص ص . 67-66
79
إمري Emeryو تريست بدايػة مػف إسيامات التقنية socio Technical system
إزاء االعتماد المتزايد مف جانب التنظيمات االقتصادية عمى التقنية بأنماطيا المتنوعة
والمركبة ،ازداد اىتماـ عمماء االجتماع بيذه الظاىرة و حاولوا معرفة مدى تأثيرىا في تحديد
الخصائص البنائية والتنظيمية لممشروعات االقتصادية و لـ يتوقؼ اىتماـ العمماء عند ىذا
المجاؿ مف الرؤية التحميمية ،بؿ حاولوا دراسة عبلقة التقنية بالتنظيـ في بيئات متغيرة .و
حوؿ ىذه العبلقة الدينامية بيف التقنية والبنية التنظيمية أثيرت تساؤالت حوؿ مدى تحقيؽ
التوازف و االستقرار لمتنظيـ كما تناقشيا نظػرية األنساؽ .لذلؾ يمكف القوؿ اف عمماء مدخؿ
: 100 النسؽ االجتماعي التقني انطمقوا مف مقوالت نظرية النسؽ االجتماعي (
. ) Silverman1971
.1تقوـ الفكرة األساسية ليذا المدخؿ و ببساطة شديدة عمى افتراض أف الفرد ال يعيش في
عالـ اجتماعي تقني داخؿ التنظيـ الرسمي فقط ،بؿ وخارجو .لذلؾ يجب أف يوجد
توازف مناسب بيف البيئتيف (الداخمية والخارجية) بما يحقؽ لمفرد اإلحساس بالرضا
والضبط .
.2تمثؿ مقولة إنجاز الميمة األساسية لمتنظيـ الفرضية األساسية الثانية التي يجب أف
تصمـ مػف أجميػا المكونات التقنية االجتماعية لمنسؽ الكمي (التنظيـ) .و يعتبر النمط
80
التقني الدقيؽ والمبلئـ لتحقيؽ الميمة األساسية متغي ار كما ىو الحاؿ بالنسبة لمبنية
االجتماعية التي تتواءـ معو في شكؿ إندماجي ،بحيث يقوـ تصميـ العمؿ عمييما دوف
أفضمية أو أسبقية ألحدىما عمى اآلخر .و أف نجاح التنظيـ في تحقيؽ ىدفو يعتمد
اعتمادا جوىريا عمى مدى التوافؽ المستمر الذي يحققو بيف الحاجات اإلنسانية وأداء
.3يقوـ النسؽ االجتماعي التقني عمى دور الجماعات المستقمة نسبيا في األداء الكمي
لمميمة بأقؿ قدر مف التداخؿ بيف أفراد المجموعة الذيف يجمعيـ حيز مكاني معيف (سواء
عمى مستوي اإلدارة أو في موقع اإلنتاج بيف العماؿ ) Waston1980, 219 ( .
تأسيسا عمى الفرضيات السابقة ،تتبمور المشكمة البحثية الرئيسية لمدخؿ النسؽ االجتماعي
التقني في دراسة األداء الكؼء ألي ميمة أساسية لمتنظيـ في ارتباطيا بمتطمبات التقنية
واألفراد كأعضاء في التنظيـ فضبل عف البيئة الخارجية .و مف المنظور التحميمي ،يفترض
عمماء ىذا المدخؿ ضرورة االرتباط القوي بيف متغيرات ثبلثة جوىرية ىي :التقنية و السوؽ
(البيئة الخارجية) وحاجات األفراد كأعضاء داخؿ التنظيـ ،وأف تمؾ العبلقة تحدد الشكؿ
التنظيمي.
81
انًهف انخايص
انُظرياث انًعاصرة (بعذ )1980
انتحهيم االضتراتيجي :ييشال
كروزييه
انى دخم انثقافي :ويهياو أوتشي
بُاء انهىيت في انتُظيى :ريُى
ضاَطىنيى
82
انًحاضرة الضابعة عشرة
ٍُشبه مروزَُه
اىزذيُو االضزرارُجٍ
ىظبهرح اىجُروقراطُخ
ٍْ طقخ اىشل ٍصذر ٍِ
ٍصبدر اىطيطخ
60
: 1977 لظاىرة البيروقراطية
حمؿ كروزييو ظاىرة السمطة داخؿ التنظيـ وبيف أف عبلقات السمطة داخؿ التنظيـ ال تتوقؼ
عند العبلقات الرسمية التسمسمية حيث بيف أف الفاعميف في الموقؼ البيروقراطي قد تنقصيـ
الفعالية والمبادرات بسبب القوانيف التي ال يمكف أف تتوقع كؿ المواقؼ وىو ما يسمح لمبعض
بأخذ جزء مف السمطة خارج أو باإلضافة إلى ما تسمح بو القوانيف ،فكؿ موظؼ يحاوؿ
لممارسة التأثير وتطوير استراتيجيات ليصبح عامبل فاعبل في التنظيـ .بالمقابؿ يحاوؿ
التنظيـ وضع قوانيف جديدة لمحد مف ىذه السمطة التي ال تخضع لممراقبة ،تضاؼ ىذه
القوانيف الجديدة إلى القوانيف السابقة لتصبح معرقمة وىو ما يترتب عنو روتيف مضر بفعالية
60
عبدالكريم بوحفص ،تطور الفكر التنظيمي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2017 ،ص ص . 249-248
83
العامؿ .يستنتج ميشيؿ كروزيو مف ىذا التحميؿ أف البيروقراطية تنظيـ ال يمكف أف يصحح
أخطاءه.
L'acteur et le رفض كروزييو وفريدبرغ فكرة العامؿ السمبي ،وحاوؿ كروزييو في كتابو
" systèmeأف يبيف الدور الفاعؿ لمعامؿ برفضو النموذج البيروقراطي القائـ حسبو عمى
عبلقات السمطة التي تمنع التنظيـ مف القضاء عمى االضطرابات وتتجاىؿ تأثير العبلقات
واالستراتيجيات التي يمكف أف يطورىا العامؿ كونو عامبل فاعبل في التنظيـ .يرى كروزييو
وفريدبرع في ىذا الصدد أف العامؿ ال يستجيب سمبيا لمحيطو بؿ يتصرؼ كعنصر فعاؿ في
التنظيـ إذ يحاوؿ االستفادة مف عممو ومركزه ومنو فإف السمطة الحقيقة لمفرد داخؿ التنظيـ
تتمثؿ في قدرتو عمى استغبلؿ مناطؽ االرتياب أو الشؾ في محيطو .توجد في كؿ
تنظيمثغرات او معارؼ أو قدرات مفقودة أو لـ يحددىا التنظيـ بدقة فمثبل ال توجد آجاؿ
زمنية إلصبلح العطب في اآلالت أو أف التنظيـ ال يحدد حجـ الرقابة التي يمارسيا المشرؼ
) (L'acteurىو مف عمى العماؿ .ومف ىنا فإف العامؿ الفاعؿ أو الفاعؿ االستراتيجي
يستفيد مف ىذه الثغرات والنقائص ويتحكـ فييا لممارسة نفوذه عمى اآلخريف وتحقيؽ أىدافو
فيو يكتسب ىامش حرية أكبر ،أي استقبللية أكبر تزيد مف قدرتو عمى إخفاء نواياه .يقيـ
الرسمي التي يفرضيا التنظيـ الرسمي وىو نسؽ مبنى عمى التفاعؿ االجتماعي اليومي.
84
قد ال تتطابؽ السمطة التي يكتسبيا العماؿ مف خبلؿ التفاعؿ االجتماعي اليومي مع السمطة
)1977 التنظيمية .وقد يكوف مصدرىا التمتع بكفاءة معينة وىو ما عرفو كروزيييوفريدبرغ(
بسمطة الخبير أو التحكـ في المعمومات أو القدرة عمى االتصاؿ .مف ىذا المنطمؽ ميز
.1سمطة الخبير.
.4السمطة المرتبطة بالقدرة عمى التحكـ واستعماؿ "مناطؽ الظؿ أو الشؾ" التي تعطى
85
انًحاضرة انثايُت عشرة
وَيُبً أورشٍ
اىْظرَخ » « Z
رذذَذ ثقبفخ اىَإضطخ
فزخ االرصبه
ٍ شبرمخ واضعخ ىيعَبه فٍ ارخبر
اىقرار
تعرؼ العالـ عمى نماذج تسيير المؤسسات اليابانية وتسيير المواد البشرية فييا بفضؿ أعماؿ
الباحث األمريكي ولياـ اوتشي بالدرجة األولى والباحث األمريكي ويمياـ إيدوارد ديمينغ
والمسير الياباني تايشيأوىنو وىو الياباني الوحيد الذي ساىـ في ظيور وتطور النموذج
الياباني في التسيير .والمبلحظ أف النموذج الياباني ال يقوـ عمى نظريات وانما عمى إجراءات
عممية ساىمت في تفوؽ المؤسسات اليابانية عمى نظيراتيا األمريكية .تنبو اوتشي في
السنوات 1980إلى أف الشركات اليابانية تحقؽ معدالت إنتاجية أكبر مقارنة بالشركات
االمريكية ومف ىنا عكؼ عمى تحديد أسباب ىذا التفوؽ قصد إعادة بعث االقتصاد
األمريكي .الحظ أف تطور إنتاجية الشركات اليابانية يعود لبراعتيا في إدارة العنصر البشري
61
عبدالكريم بوحفص ،تطور الفكر التنظيمي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2017 ،ص ص . 263-257
86
وليس لمسياسات االستثمارية والنقدية التي تتبعيا .أقاـ اوتشي مناظرة بيف الشركات اليابانية
والشركات االمريكية ووضعيا في اطار واحد كما يظير في الجدوؿ .أطمؽ اوتشي المختصر
)(aعمى نمط اإلدارة االمريكية والمختصر( )jعمى نمط اإلدارة اليابانية ،وتبيف لو مف خبلؿ
ىذه المناظرة أف بعض الشركات االمريكية التي حققت معدالت إنتاجية مرتفعة تتميز
بالصفات الحسفة لكؿ مف النمطيف السابقيف في أسموب إدارتيا وقد أطمؽ اوتشي عمى ىذا
قبؿ الحديث عف النمط ) (zفي التسيير يجدر بنا التذكير بأف النموذج الياباني ...حيث تركز
اإلدارة اليابانية عمى خمسة محاور رئيسة وىي :العنصر البشري ،وديمقراطية اإلدارة،
87
والمناخ التنظيمي وبيئة العمؿ ،وجودة االنتاج ...و مف أىـ المباديء الناتجة عف ىذه
المحاور نجد :مشاركة جميع العماؿ في عممية صنع القرار و تشجيعيـ عمى االبتكار و
االبداع .
تضع النظرية " "Zثقة كبيرة في عماليا حتى يكوف ىذا النمط مف التسيير بالمشاركة فعاال.
تقترح ىذه النظرية أيضا مشاركة العماؿ في اتخاذ الق اررات اليامة في التنظيـ ومف أجؿ ذلؾ
يجب أف تعطى ليـ المعمومات حوؿ مختمؼ رىانات المؤسسة ،ويجب أف يتمتعوا بالكفاءات
التخاذ الق اررات .يشير ويمياـ أوشي إلى أف اإلدارة تقمؿ في بعض األحياف مف قدرة العماؿ
لممشاركة الفعالة في اتخاذ الق اررات اليامة ،وليذا فإنو يقترح أف يتحوؿ العماؿ مف
متخصصيف إلى عماؿ بكفاءات عامة (بمعنى موسعة) ،وزيادة معارفيـ حوؿ المؤسسة
وحوؿ سياقات دوراف العمؿ والتكويف المتواصؿ .تكوف الترقية في المؤسسات التي تطبؽ نمط
التسيير مف النوع " " Zبطيئة كوف العماؿ يقضوف وقتا أطوؿ لتعمـ طرؽ سير المؤسسة
.3تطوير تقنيات االتصاؿ لتدفؽ المعمومات األساسية مف المستويات الدنيا إلى المستويات
88
.4وضع أىداؼ تنظيمية واضحة ،ونقميا إلى جميع العامميف واشراكيـ في اتخاذ القرار.
.5التقميؿ مف دوراف العماؿ بمحاولة إدماج العماؿ في المؤسسة ونقؿ الموظؼ مف وظيفة
.8تشجيع العبلقات المباشرة بيف العماؿ واإلدارة بتقميؿ مستويات اإلشراؼ ،واالىتماـ
بحاجات العامميف ورغباتيـ وطموحيـ باعتبار أف ىناؾ تفاعؿ طبيعي بيف العمؿ والحياة
االجتماعية ،ليذا فالتنظيـ يشبو العائمة مف ناحية عبلقة العامميف ببعضيـ البعض.
.9األخذ بعيف االعتبار الفائدة العامة بالتركيز عمى فريؽ العمؿ بدال مف التركيز عمى الفرد.
اعتبا ار ليذه الخصائص فإف نظرية " " Zتمثؿ امتدادا لنظرية " "Xو " "Yلمباحث ماجريجر
وتقترب مف نظرية ويمياـ ديمينغ .تسعى نظرية " " Zإلى ابراز أىمية الوالء الذي تظيره اليد
العاممة التي تبقى في المؤسسة طيمة مسيرتيا المينية .فكمما وصؿ العامؿ إلى مستوى تسيير
أعمى ،كاف أعمـ مف أي كاف بسير المؤسسة وبتاريخيا واجراءات العمؿ فييا ،ويصبح بدوره
قاد ار عمى تطبيؽ مبادئ التسيير حسب النظرية " " Zمع العماؿ الجدد.
89
انًحاضرة الاثشعت عشرة
ريُىضاَطىنيى
انهىيت انُابعت يٍ
ظروف انشغمتعُي أٌ
انتُظيى هى عبارة عٍ
عًهيت تعهى ثقافي
62
: ثقافي
identite an يكتسب فيو الفرد ىوية اجتماعية ،وىذه اليوية النابعة مف ظروؼ الشغؿ
،ىي عبارة عف عممية تعمـ ثقافي في الشغؿ apprentissage culturel au travail
،fusionأو النمط الجماىيري الذي يتمثؿ في االنصيار داخؿ .1نمط أو ثقافة االلتحاـ
الجماعة عف طريؽ المحاكاة واالمتثاؿ لمعايير و قواعد الفئة التي ينتمي إلييا الفرد،
62
R. Sainsaulieu, L'identité au travail, Presses de la Fondation: Nationale des Sciences Politiques, Paris, 1977,
p.436
في لحبيب معمري ،التنظيم في النظرية السوسيولوجية ،دار ما بعد الحداثة ،المغرب ،2009 ،ص ص . 127-125
90
والتضامنمع أعضاء ىذه الفئة ،والخضوع لسمطة الرئيس أو الزعيـ .ويتحسد ىذا النمط
.2نمط أو ثقافة التفاوض negociationالذي نجده عند المينييف ذوي التأىيؿ العالي ،وعند
األطر العاممة في اإلنتاج،والذيف يسعوف باستمرار إلى تأكيد خصوصيتيـ عمى أرض
الواقع ،والتفاوض حوؿ تحالفيـ واالعتراؼ الذي يحضوف بو اجتماعيا ،نظ ار لكفاءاتيـ و
القائمة ليس عمى أشكاؿ التضامف واالنتماء إلى جماعات معينة ،بؿ عمى المودة
واالنسجاـ والتواصؿ العاطفي والدخوؿ في شبكة مف العبلقات الخاصة بيف الزمبلء أو
.4نمط أو ثقافة االنكماش ، retraitالذي يجعؿ بعض األعضاء يبتعدوف عف كؿ التزاـ في
العبلقات الجماعية أو الوالء لجماعات أو لعبلقات بيشخصية معينة .كما يحدث عادة
داخؿ التنظيـ .وىذا النوع مف التصرؼ ال يعني أف التراجع واالنكماش يتولداف عف
عجز سيكولوجي أو شيء مف القبيؿ .إف األمر يتعمؽ بسموؾ شائع في التنظيمات حيث
نجده عند النساء ،والعماؿ المؤىميف ،والعماؿ الشباب ،والمستخدميف والعماؿ المياجريف،
والعماؿ المنحدريف مف البادية ،ألف ىذه الفئات تولي أىمية أكبر لمحياة التي تمارسيا
91
إف اليوية االجتماعية تظير مف خبلؿ ىذه األنماط األربعة التي قاـ بتحميميا رينو
سانسوليوبناءا عمى الفوارؽ الموجودة بيف مختمؼ الفئات التي يتشكؿ منيا التنظيـ ،فيذا
األخير ىو عبارة عف وسط غير متجانس نظ ار لمكفاءات والخصوصيات التي تميز كؿ فئة
مف الفئات العاممة داخؿ التنظيـ .كما أنو ،مف جية أخرى ،عبارة عف وسط يعكس مستوى
التطور الذي حققو المجتمع عبر التاريخ .فاليوية االجتماعية عند رينو سانسوليو تتجمى
في طبيعة التنظيـ التي تعكس خصوصيات المرحمة التاريخية التي يمر منيا ،وذلؾ طبقا
لمعايير االنتماء والصراع واإلنجاز والمسار في المينة التي تحدد أنماط بناء اليوية في
الشغؿ.
92
قبئَخ اىَراجع
.1إعتماد عبلـ و جبلؿ حممي ،عمـ اجتماع التنظيـ ،مكتبة االنجمو المصرية .2013 ،
.2حسيف حريـ ،إدارة المنظمات (منظور كمي) ،عماف ،دار الحامد لمنشر2003،
.3خميؿ محمد حسف الشماع و خظير كاظـ محمود ،نظرية المنظمة ،دار المسيرة ،عماف 2005 ،
.4طمعت إبراىيـ لطفي،عمـ اجتماع التنظيـ ،دار غريب ،مصر.2007،
.5كماؿ عبد الحميد الزيات ،عمـ االجتماع الميني ،مدخؿ نظري ،القاىرة ،مكتبة الشرؽ.1980 ،
.6لحبيب معمري ،التنظيـ في النظرية السوسيولوجية ،دار ما بعد الحداثة ،المغرب 2009 ،
.7محمد عمي محمد ،مجتمع المصنع :دراسة في عمـ اجتماع التنظيـ ،االسكندرية :الييئة المصرية
العامة لمكتاب .1979،
.8قاسـ القريوتي ،نظرية المنظمة ،عماف ،دار وائؿ لمنشر . 2008 ،
.9عامر الكبيسي ،التنظيـ االداري الحكومي بيف التقميد و المعاصرة :الفكر التنظيمي ،سوريا ،دار
الرضا لمنشر .2004 ،
السيد الحسيني ،النظرية اإلجتماعية و دراسة التنظيـ ،القاىرة ،دار المعارؼ .1985، .10
رابح كعباش ،عمـ اجتماع التنظيـ ،مخبر عمـ اجتماع االتصاؿ جامعة قسنطينة ،الجزائر 2006، .11
عبد اهلل عبد الرحمف ،عمـ اجتماع التنظيـ ،دار المعرفة ،مصر.2003، .12
عبد اليادي الجوىري و براىيـ أبو الغار ،دراسات في عمـ اجتماع اإلدارة ،دراسات نيضة .13
الشرؽ ،القاىرة . 1980،
عبدالكريـ بوحفص ،تطور الفكر التنظيمي ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر . 2017، .14
93