Professional Documents
Culture Documents
Issue 8 Q2 22
Issue 8 Q2 22
ّ
ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد
ﺗﻘﻮﻳﻢ ّ
اﻟﻄﻼب
ﻛﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ
manhajiyat.com
ّ ّ
ّ ّ ّ
عن تح ّديات التقويم في المدارس
ّ ّ
ﻣﻘﺎل
ّ ّ ّ ّ
فخ هذه التصنيفات التعلّميّة .أال تقع بعض المدارس في ّ الطلب ال خالف حول التح ّديات التي تواجه عمليّة تقويم ّ ّ. ّ ّ ّ ّ ّ
الناتجة عن إجراءات تقويم غير ف ّعالة أو مناسبة؟ هذا في المدارس ،ومدى ربطها باحتياجات الطالب من ًّ ّ ّ ّ
يؤكد عليه المقال الثالث الذي يتناول كيفيّة تقييم ما ّ جهة ،وبسياسات تعليميّة عادلة وف ّعالة من جهة أخرى. ّ ّ ّ ّ
الصعوبات التعلّميّة لدى ّ
الطلب ثنائيّي اللغة دون الوقوع فممارسات التقويم ل ّما تستطع بع ُد أن تح ّرر الطالب ّ ًّ ًّ ًّ ً ّ،
في نوع من المقاربة "القصور يّة" في تحليل نتائجهم .وكون صحته النفسيّة من عبء هذه المه ّمة وتداعياتها عىل ّ
التغيير في طرق التقويم يجب أن يطال ثقافة المدرسة وتحصيله الدراس ّي ونجاحه التربويّ ،فهو ضحيّة ممارسات
وسياساتها ومناهجها المتّبعة ،ث ّمة مقال عن أنموذج بدل من دعمه لتطوير تحاكمه عىل مستواه المعرف ّي اآلن ّيً ،
لتطبيق التقويم البديل والذي ينبثق من البرنامج المدرس ّي معارفه ومهاراته وربطها بما يحدث خارج سياق المدرسة.
المعتمد واحتياجات المنهج .وفي اإلطار ذاته ،مقال وتحكمت به وبدوره أدوات ّ وث ّمة تح ّديّات واجهت المعلّم
يليه عن التقويم عن طريق التخطيط باعتماد استراتيجيّة التقويم والسياسات المدرسيّة وفرضت عليه آليّة عمل
من شأنها دمج المتعلّمين وزيادة دافعيّتهم .وباالنتقال ميكانيكيّة أض ّرت ،في بعض األحيان ،بأسس تدريسه ورؤيته ّ
إىل المقالين السادس والسابع ،ندخل في تفاصيل أدوات التربويّة ،وح ّدت كذلك من مرونته ،وتركته أسي ًرا للمعارف
الصفيّة التي تنطلق من مالحظة ّ التقويم والممارسات التي ال يسمح الكتاب المدرس ّي بتداول غيرها .ال زالت أدوات
ّ
مستم ّرة متغيّرة الحتياجات الطلب :مقال عن استراتيجيّة منحى معيار يًّا
التقويم المستخدمة وطرق تطبيقها تعكس ً ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺸﻮﻟ ّﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ وﺗﺪﻗﻴﻖ ﻟﻐﻮيّ
األسئلة المفتوحة ،وآخر عن األلعاب اإللكترونيّة التي حلّت ً
منفصل عن العمليّة التعليميّة ،بدل أن يكون التقويم بنائيًّا ّ
ﺳﺎرة ﻣﺤﻤﺪ )ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﻴﺪ(
مكان االمتحان التقليديّ. فضل عن تح ّديات واجهت المدرسة، ً وجز ًءا أساس ًيّا منها.
إذ غال ًبا ما كانت تَخضع سياساتها التربويّة وأدوات قياسها ّ
الملف ،مقال عن التعلّم من خالل المشاريع ،يقترح ّ خارج ّ
الخاصة بها، لسياسات الدولة االقتصاديّة ومعايير التنمية ّ
علينا إغالق الكتب وتطوير المهارات .ومقال عن أه ّميّة عادل وال يسمح بتكافؤ الفرص بين ً فنظام التعليم ليس ّ
التمايز في العمليّة التعليميّة وعن إمكانيّة تطبيق التعليم المتعلّمين .وعليه ،يتناول العدد الثامن من منهجيّات هذه ّ
تركز عىل الجانب المتمايز .والتعليم ليس عمليّة بيداغوجيّة ِ ّ التح ّديات من خالل موضوعات متنوّعة. ، ّ
المعرف ّي فحسب ،بل تطال الجانب االجتماع ّي العاطف ّي
مقال عن الفاقد التعلّم ّي والفاقد ً أيضا ،من هنا نجد ً ملف العدد في "التقويم كممارسات تعليميّة" من يبحث ّ
االجتماع ّي العاطف ّي .وحول ربط التعليم بالواقع ليكون خالل سبع مقاالت تعرض مفهوم التقييم أو التقويم من
أستاذا" ،مقال رابع حول هذا ً حقيق ًيّا" ،دعوا الواقع يصير زوايا مختلفة .يتركنا المقال األ وّل مع أسئلة ّ
تأمليّة حول دور
الموضوع .والتعلّم النشط في قلب معادلة التعليم الف ّعالة، الطالب في عمليّة تقييم تعلّماته ويطرح إشكاليّة السلطة
الصف إىل المنزل يأخذنا إليها ّ وهذه رحلة تعلّم نشط من المعرفيّة التي نمارسها عىل الطالب من خالل ممارسات
طلبه؟ سفراء العلوم .وهل يفهم المعلّم احتياجات ّ التقييم .يقتضي التقويم مسؤوليّة مشتركة ،وذلك في
طلبه؟ هذا المنظور يوما مكان ّهل وضع المعلّم نفسه ً الظروف العاديّة ،فكيف الحال في الظروف االستثنائيّة
المختلف يطرحه المقال السادس .وهل تكتمل جوانب ثان عن التقييم الشامل بعد العودة إىل المدارس؟ مقال ٍ
العمليّة التعليميّة دون األهل؟ كيف ندير حوا ًرا مع أولياء لجميع المتعلّمين في المدارس ،وتحدي ًدا التقييم المبن ّي
األمور؟ ث ّم نختم العدد بمقال مترجم حول خمس طرق تدخل بعض عىل المنهج ،والذي يساعد عىل تحديد خطط ّ
تجعل التعلّم أولويّة ّ
للطلب. المتعلّمين دون أن يت ّم تصنيفهم ضمن فئة ذوي المشكالت
اﻟﻤﻮاد اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﺗﻌ ّﺒﺮ ﻋﻦ آراء ﻛﺘّﺎﺑﻬﺎ وﻻ ﺗﻌ ّﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي ﺗﺮﺷﻴﺪ أو ﻣﻨﻬﺠ ّﻴﺎت
2022 ربيع 3 manhajiyat.com
ّ
اﻟﻤﺬﻛﺮ واﻟﻤﺆﻧﺚ ّ
اﻟﻤﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻴّﺎت ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻻﺧﺘﺼﺎر ﻓﻘﻂ ،وﺗﺸﻤﻞ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﻠﻐﺔ
ﻣﻘﺎﻻت ّ
ﻋﺎﻣﺔ ّ ّ
ﻣﻠﻒ اﻟﻌﺪد
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
ﺗﻘﻮﻳﻢ ّ
اﻟﻄﻼب ﻛﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤ ّﻴﺔ
ّ
اﻟﺼﻒ إﱃ اﻟﻤﻨﺰل
ﺳﻔﺮاء اﻟﻌﻠﻮم
اﻟﺘﻌﻠّﻢ اﻟﻨﺸﻂ ﻣﻦ
أﻣﻞ أﺑﻮ زاﻳﺪ
58 ﻟﻨﻐﻠﻖ اﻟﻜﺘﺐ وﻧﻄ ّﻮر اﻟﻤﻬﺎرات
ﻣﺎﻫﺮ ﻣﻨﺼﻮر 38
ﻫﻞ أﻧﺖ ﻣﻌﻠّﻢ ﻣﺘﻔ ّﻬﻢ
ﻃﻼﺑﻚ؟ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ّ 62 ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﺘﻤﺎﻳﺰ
وإﻣﻜﺎﻧ ّﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ 44
اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ:
أﻓﻜﺎر وﻣﻤﺎرﺳﺎت 8
أﻟﻴﺲ ﻋﺒﻮد
ﻟﻤﻰ دﻏﻤﺎن راﺋﺪة اﻟﻘﺼﺎر
ّ
ﻓﻦ إدارة اﻟﺤﻮار ﻣﻊ
أوﻟﻴﺎء اﻷﻣﻮر 66 ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺎﻗﺪ اﻟﺘﻌﻠّﻤ ّﻲ واﻟﻔﺎﻗﺪ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋ ّﻲ اﻟﻌﺎﻃﻔ ّﻲ 50 اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ أﺛﻨﺎء اﻷزﻣﺎت
"إﺑﻘﺎء اﻟﻮﺿﻊ ﻋﲆ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻴﺲ ﺧﻴﺎ ًرا" 10
زﻫﺮاء ﺣﻤﺪان
ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﻄﺮاﺑﻠﺴﻲ وﺣﻴﺪ ﺟﺒﺮان
أﺑﻮاب اﻟﻤﺠﻠّﺔ
ﻗﺼﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ وﺗﺨﻄﻴﻂ ّ
اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻴﻦ ّ
ﻟﻮر اﻷﻋﻮر 22
ّ
اﻟﺼﻔﻴّﺔ
ﻛﺘﺐ ﺗﺮﺑﻮﻳّﺔ
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻮﻳﻤﺎت 78 ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺮﺑ ّﻮيّ
اﻟﺘﺴﻘﻴﻞ 72 اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠ ّﻴﺔ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ
ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟﺰﻋﺒﻲ
26
وﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻌﻼﻣﺎت
اﻗﺘﺒﺎس ﺗﺮﺑﻮيّ
ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﻘﻬﻮرﻳﻦ 80 ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻮل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ
اﻷﻃﺮاف اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴّﺔ ﻓﻲ 74 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻴﺮ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﻟﻌﺒﺔ إﻟﻜﺘﺮوﻧ ّﻴﺔ
أﺣﻤﺪ ﺑﻮﻋﻮﻧﻲ
30
اﻟﺘﻌﻠﻴﻢَ :ﻣﻦ اﻟﺮاﺑﺢ َ
وﻣﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮ؟
ﻣﺤﺎورة
ﻣﺎﻫﺮ اﻟﺤﺸﻮة 82 ﺑﺮوﻓﺎﻳﻞ
رﻣﺎن ..اﻟﻘﻮاﻣﻴﺲ واﻟﺨﺮاﺋﻂّ
ﻛﺎﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴّﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴّﺔ
76
التقييم :أفكار وممارسات
المفكر والتربوي ّ November ّ عن عمليّة التقييم؟ أطلق عىل الرغم من التمايز في أنواع التقييم ومفاهيمه ،أرى
( )2012سؤاال ً :من يمتلك التعلّم؟ واإلجابة عىل هذا السؤال
بديهيّة ال تتطلّب منّا تغيير عمليّة التقييم فحسب ،وإنّما تتطلّب
أ ّن مفهوم التقييم ينطلق من النظرة إىل العالم من
منظار وضع ّي أو ما بعد وضع ّي ،يرتكز عىل أ ّن الحقيقة
ّ
ملف العدد
تغيير تعاملنا مع عمليّة التعلّم ،فنستطيع عندها منح مساحات موجودة باستقالليّة خارج المتعلّم ،ويستطيع المعلّم ﻣﻘﺎل
أكبر للمتعلّمين في تقرير ما يرغبون في تعلّمه .عندها يستطيع
الميسر أو الداعم لعمليّة التعلّم ،وتقديم
ّ المعلّم أن يلعب دور
أو الباحث مالحظتها وقياسها بتدوين مالحظات
موضوعيّة غير متحيّزة ،وال مجال فيها للشخصنة.
أليس عبود
النصح واإلرشاد للمتعلّم. أيضا العديد من المدارس والنظر يّات التربويّة هناك ً
التي بحثت في نظر يّات التعلّم ،مثل النظر يّة السلوكيّة،
ّ
تتحكم عندما يتغيّر مفهوم عمليّة التعلّم من مرجعيّة التي تنظر إىل المتعلّم عىل أنّه مركز للذاكرة ،وتنظر إىل يستغرق التقييم جز ًءا كبي ًرا من نقاشاتنا التربويّة لما يلعبه من
بالمعرفة ،وتق ّرر كيفيّة نقلها ،وتقيّم مدى نجاح المتعلّم في عمليّة التعليم عىل أنّها عمليّة تكرار للما ّدة المرغوب ّ
األقل ،بنا ًء عىل الطلب وترتيبهم من األفضل إىل دور في فرز ّ
اكتساب المعرفة والمهارة والقيم ،إىل عمليّة يتعاون فيها في تعلّمها كثي ًرا ،وعند تعلّمها ينال المتعلّم مكافأة. أحكام يطلقها المعلّمون والمعلّمات .قد يكون هذا الفرز مبنيًّا
المتعلّم مع المعلّم ،ويق ّرران من خاللها المحطّات التي ّ
يتوقفان عىل تقييم واحد أو ع ّدة تقييمات في مبحث واحد أو أكثر،
معا ،يصبح التقييم عمليّة احتفاء بالتعلّم
عندها لتقييم المسار ً أما النظر يّة اإلدراكيّة ،فترى أ ّن التعلّم يعتمد عىل عوامل
ّ ولكن ،مهما اختلفت نظرتنا إىل موضوع التقييم يبقى في النهاية
وليس عقابًا لمن ال يستطيع أن يحشر نفسه في قالب ص ّممه خارجيّة وعمليّات ذهنيّة داخليّة ،تحوّل المتعلّم إىل توصيفا للمتعلّم ،ويُق ّرَر من خالله نجاح الطالب أو رسوبه فيً
اآلخرون. معالج معلومات ،يعالج المعلومات ث ّم يخزّنها في المه ّمة المعنيّة ،ومدى جدارته لتحقيق التق ّدم في الما ّدة أو
الذاكرة .أما النظر يّة البنائيّة فتعتبر أ ّن المتعلّم يبني المدرسة أو االنتقال منها إىل الجامعة.
في النهاية ،أرى أ ّن هناك تط ّو ًرا في نظر يّات التعلّم ،وفي رؤيتنا أفكاره عىل التجارب السابقة ،وبالتالي ،يلعب دو ًرا
للعالم من خاللها ،ولكن ،بقي التقييم ،في أحسن أشكاله، نشطًا في عمليّة التعلّم ،ويتعلّم عن طريق مشكالت الطلب لمعرفة قدراتهم أو قيمهم أو نطلق هذا الحكم عىل ّ
خاضعا إىل النظرة الوضعيّة التي ت ّدعي أ ّن مخرجات عمليّة ً واقعيّة حقيقيّة .لكن ،بالرغم من سعي هذه النظر يّات مهاراتهم ،فأه ّميّة التقييم تكمن في أنّه يق ّرر مصير ّ
الطلب،
التعلّم قابلة للقياس والتقييم كنتاجات مستقلّة عن المتعلّم إىل إشراك المتعلّم في عمليّة التعلّم ،وإعطائه مساحة كما يق ّرر ،في المراحل الدراسيّة العليا ،إمكانيّة استمرار الطالب
وعمليّة التعلّم التي تحدث في داخله ،والتي ال ب ّد أن يكون لها ّ
المتلقي السلب ّي التخاذ القرار ،واالنتقال من دور في مسار أكاديم ّي مح ّدد أو في مسارات أخرى تتطلّب معارف
معنى .يساعدنا هذا القياس ،في النهاية ،عىل بناء معلومات إىل الدور الفاعلّ ،إل أنّه في النهاية نجد أ ّن المعلّم أقل من المهارات المطلوبة في المسارات األكاديميّة، ومهارات ّ
تعيننا في الحكم عىل المتعلّم ،كما يمكن أن يصبح تقييم بكل شيء ،فهو الذي يخطّط للتعلّم ،ويضع يقوم ّ الطب والهندسة والصيدلة في مجتمعاتنا ّ وتتربّع مسارات
تؤكد أو تدحض نظر يّة نطبّقها عمليّة التعلّم بطرق تجريبيّة ِ ّ وينفذها ،ث ّم يقيّم المخرجات .خالصة ّ االستراتيجيّات فالطلب الذين يحصلون عىل أعىل ّ العربيّة عىل ق ّمة الهرم،
عىل المتعلّمين ،أو نحكم عليهم من خاللها .لذلك يجب أن ً ّ ّ
ذلك ،أ ّن المعلم يسيطر عىل عمليّة التعلم ،بدل من العالمات في التقييمات واالمتحانات النهائيّة ،يلتحقون بهذه
نسعى إىل تطوير عمليّة التقييم ونقلها من المعلّم إىل المتعلّم، وبدل من أن يلعب الطالب دور ً تقديم الدعم ّ
للطلب، أما غيرهم فيلتحقون بكليّات العلوم اإلنسانيّة التخصصاتّ ،ّ
كل البعد عن إطالق أحكام عىل قدرات المتعلّمين كي نبتعد ّ القائد في رحلة التعلّم. واآلداب وغيرها.
ومهاراتهم ومعارفهم .وقد يبدأ ذلك عندما تغيّر الجامعات
تتحكم سياسات القبول بقدرة المدارس ّ طرق قبولها ّ
للطلب ،إذ إ ّن أش ّد سلبيّات التقييم أنّه يرفع من درجة التوتّر هناك تراتبيّة يفرضها المجتمع علينا ،وفق ما ّ
شكلناه فيه
الطلب واألهل والمعلّمين إىل عمليّة التقييم عىل تغيير نظرة ّ عند المتعلّم ،وكلّما زادت درجة التوتّر زادت أهميّة بقيمنا وأفكارنا ،حيث وضعنا الرياضيّات والعلوم في أعىل الهرم،
واالهتمام بالعالمة ،والسعي إىل الحصول عىل أعىل المع ّدالت التقييم في تقرير المصير .وبالتالي ،تؤ ّدي هذه العمليّة الطلب المتميّزين فيهما في مرتبة أعىل من غيرهم، ووضعنا ّ
التخصصات المرغوب فيها ،وث ّمة أمثلة كثيرة لطرق ّ لدخول إىل التقليل من دافعيّة المتعلّم ،حتى يصبح هدفه بنا ًء عىل نيلهم عالمة مرتفعة في اختبارات نهاية السنوات
مختلفة للقبول في الجامعات ،ولك ّن ذلك حديث آخر. الحصول عىل العالمة (المكافأة) ،وهذا ،بحسب الدراسيّة في المرحلة الثانويّة.
األبحاث التربويّة ( ،)Kohn, 2000; 2006ما يجعل
أليس عبود التعلّم سطحيًّا ،كما أ ّن المعلّم يتّجه إىل إحالة نجاحه أصبحنا نفاخر بأنّنا طوّرنا من آليّات التقييم وأشكاله ومفاهيمه
مديرة مدرسة األهليّة والمطران أو فشله إىل قدرات داخليّة قد تكون وراثيّة أو جينيّة، في ممارساتنا التربويّة الحديثة ،فنتح ّدث اليوم عن التقييم
األرد ّن وليس إىل الوقت والجهد المبذولين في التحفيز عىل التكوين ّي الذي يجري خالل عمليّة التعلّم ،ويهدف إىل مساعدة
عمليّة التقييم .والسؤال هنا :هل نستطيع االستغناء المعلّم عىل مراجعة عمليّة التعليم عن طريق جمع أدلّة
ومعلومات تسهم في تطويرها .يشار إىل ذلك بالتقييم من
المراجع أجل التعلّم ،وهناك ً
أيضا التقييم النهائ ّي الذي يت ّم قياسه وفق
معايير معيّنة يقتضيها المنهاج أو يضعها المعلّم .ونتح ّدث،
• Kohn, A. (2000). The Case against Standardized Testing: Raising the Scores, Ruining the Schools. Heinemann. ً
وسيلة للتعلّم ،يستخدم فيها الطالب كذلك ،عن مفهوم التقييم
• Kohn, A. (2006). The Trouble with Rubrics. English Journal, 95(4). https://www.alfiekohn.org/article/trou-
ble-rubrics/.
أسلوب تقييم ذات ّي ،يق ّرر من خالله ماذا يعرف أو ماذا يستطيع
• November, Alan C. (2012). Who Owns the Learning? Preparing Students for Success in the Digital Age. Solution أن يفعل ،فيصبح المتعلّم قاد ًرا عىل تقييم نفسه ،وتحليل ما
فضل عن مواطن قوّته وضعفه. يمكنه القيام بهً ،
Tree Press.
يُستخ َدم التقييم المبن ّي عىل المنهج اليوم في العديد من دول واقع التقييم في الظروف االستثنائ ّية
العالم ،ويهدف إىل تفعيل نظام جمع المعلومات إلمكانيّة
اعتماده في الرصد المستمر ،وفي توجيه عمليّة أخذ القرار يع ُّد التقييم أحد أسس العمليّة التعليميّة التعلّميّة ،فهو عمليّة
(هوسب وآخرون .)2013 ،فيو ّجه التقييم المبن ّي عىل المنهج مستم ّرة تضمن وصول المتعلّمين إىل األهداف المرجوّة.
عمليّة اتخاذ القرارات التي تت ّم بالتعاون بين اإلدارة والمعلّم، يع ّرف السرطاوي ( )2012التقييم بأنّه عمليّة جمع معلومات
ومع الفريق المتابع لعمليّة التقييم ،ويمكن هنا توضيح أربعة باستخدام ع ّدة أدوات وأساليب ،منها :المقابالت ،والمالحظات،
أنواع من القرارات التي يمكن اتخاذها: أما عواضة ( )2018فيع ّرف التقييم بأنّه واالختبارات ،وغيرهاّ .
.1قرارات الفرز ،حيث يت ّم تحديد المتعلّمين الذين يحتاجون عمليّة جمع معلومات تتّسم بالصدق والثقة ،بهدف مقارنة
إىل مساعدة والمع ّرضين لخطر اإلخفاق الدراس ّي. النتائج مع المعايير المنشودة ،واتخاذ القرار المناسب وفقها.
.2قرارات مراقبة تق ّدم األداء ،لتحديد المتعلّمين الذين ظل المرحلة االستثنائيّة وما يخص عمليّة التقييم في ّ ّ أما ماّ
يحققون األهداف ويمكنهم االنتقال إىل أهداف جديدة. ّ
اقتضته من انقطاع عن التعلّم واالنتقال إىل التعلّم عن بُعد ،فال
.3القرارات التشخيصيّة ،لتحديد نوع المساعدة التي يحتاجها ب ّد أن تفي بغرضها مع مراعاة الظرف االستثنائ ّي الذي تواجهه
المتعلّم. المدرسة في عصرنا الحال ّي ،حيث االنتقال بالنظام التعليم ّي
.4قرارات متعلّقة بمخرجات التعلّم ،لتحديد الوقت الذي السؤال ،ماعام ًة ال ب ّد أن يشمل طرق التقييم .وهنا يأتي ّ ّ
ّ
التوقف عن تقديم خدمات المساعدة ،أو يمكن فيه دور المدرسة والمعلّمين في تحديد أولويّات العمل والخطّة
المتخصصة.
ّ خدمات التربية المقبلة؟ كيف يمكن للتقييم أن يساعد أثناء هذه المرحلة؟
إ ّن ما تحتاجه المدرسة حاليًّا تقييم شامل يساعد عىل تحديد
النماذج المعتمدة في تصنيف الصعوبات التعلّم ّية يهدف هذا المقال اىل تسليط الضوء عىل ضرورة إجراء تقييم
يبيّن تع ّدد العوامل المسؤولة عن الصعوبات التعلميّة أ ّن باللغتين العربيّة واإلنكليز يّة أثناء تشخيص األطفال ثنائيّي اللغة
األسباب الكامنة وراءها كثيرة ،ما يعني أ ّن إجراء التشخيص (العربيّة ،واإلنكليز يّة ً
لغة ثانية) ،وذلك لالختالفات البنائيّة
وفق نظر يّة واحدة أمر شبه مستحيل ،فث ّمة فريق من الباحثين بكل لغة ،كاالختالفات المتعلّقة بعلم األصوات ،أو الخاصة ّ
ّ
والمشتغلين في الحقل التربوي ّ يعارضها لحساب فريق آخر. الصرف والنحو ،أو ترتيب الجملة ،أو غير ذلك.
أيضا في التعريفات المتع ّددة للصعوبات وقد انعكس هذا ً
التعلّميّة ،وفي عدم توحيد المكوّنات األساسيّة المسؤولة عن نماذج قياس الصعوبات التعلّم ّية وتصنيفها
ّ
الحس ّي والذاكرة العاملة وسرعة هذه الصعوبات ،كاإلدارك
معالجة المعلومات والتعبير الشفه ّي ،كما هو معروف وفق نموذج Mortonو Firthلقياس الصعوبات
تصنيف وكسلر العالم ّي. التعلّم ّية
تعـود أسـباب الصعوبـات التعلّميّـة ،بحسـب تصنيـف
وتجدر اإلشارة إىل أ ّن هناك نماذج متع ّددة لتحديد الصعوبات ،)1995( Morton & Firthإىل ثالثة عوامل أساسيّة ،منها
التعلّميّة ،ويع ّد " "Discrepancy modelأحد هذه العوامل البيولوجيّة واإلدراكيّة ،ومنها الخصائص السلوكيّة.
النماذج ،حيث يح ّدد الصعوبات التعلّميّة وفق قياس الفارق فعىل سبيل المثال ،يبيّن Pennington & Gilger
نتح ّدث في هذا المقال عن تجربة االمتحان اإللكترون ّي كأداة مق ّدمة
تقييميّة وتعليميّة في ما ّدة اإلعالميّة (الحاسوب اآلل ّي) ّ
لطلب
المرحلة اإلعداديّة (من الصف السابع إىل الصف التاسع) في أسهم تطوّر تقنيّات االتصال والتواصل ،وازدياد عدد المواقع
مدرسة إعداديّة في مدينة سوسة التونسيّة. ً
إسهاما والتطبيقات واأللعاب اإللكترونيّة ،في السنوات األخيرة،
كبي ًرا في إحداث تغيير مه ّم في تعاملنا مع هذه المنتجات
طريقة التقييم المعتمدة الرقميّة ،ولم يكن مجال التربية والتعليم مستثنًى من هذا
ً
بديل عن ّ
والمنصات التعليميّة التطوّر ،حيث برزت المواقع
درجت ما ّدة اإلعالميّة (الحاسوب اآلل ّي) باللغة الفرنسيّة ُ ً
منذ أن أ ِ عمليّتي التعليم والتقييم التقليديّتين ،أو مكمل لهما.
في البرامج الرسميّة المعتمدة لدى وزارة التربية التونسيّة،
ارتكزت طريقة التقييم عىل جانب نظري ّ أو جانب تطبيق ّي أو ً
طفل ذا يمكن أن نالحظ هذا التغيير بسهولة عندما نجالس
كليهما .تُق َّدم أسئلة االمتحان ورقيًّا ،في ِكال الجانبين ،ولكن، مثل ،ونالحظ كيفيّة استعماله للهاتف الذك ّي، سبع سنواتً ،
يكون عىل المتعلّم اإلجابة عىل الورق في الجانب النظريّ ،بينما ونراقب كيفيّة دخوله إىل أحد المتاجر اإللكترونيّة وتحميله
اإلجابة عىل الحاسوب باستخدام َ الجانب التطبيق ّي
ُ يتطلّب منه ألعابًا دون معرفته حتّى بحروف اللغة األجنبيّة المعتمدة
البرمجيّات المناسبة لموضوع االمتحان ،أو يُطلب منه إنجاز فيها ،وعندما نتابع تحميله للعبة وكيفيّة بدئه بمرحلة التدريب
ناقش ويُعطَى عالمة ،من صفر إىل مشروع رقم ّي يُعرض وي ُ َ
واكتشافه أسرار اللعبة التي يسابق الزمن فيها ليحصل عىل
عشرين .وأيًّا يكن ،فإ ّن الم ّدة الفاصلة بين بداية االمتحان المرتبة األوىل ،ث ّم نراقب تفاعله معها وفرحته باالنتصار،
وصدور النتائج تختلف باختالف نوع التقييم ،فإن كان االمتحان يحصل في نهايتهّ ً
سباقا أو عندما يخوض جولة تقييميّة أو
نظر يًّا تُع ّد الم ّدة باأليام ،وإن كان تطبيقيًّا يكون التقييم فور يًّا، كل ذلك ،من عد ًدا أو مرتبة في م ّدة زمنيّة مح ّددة .يوحي لنا ّ
مباشرة بعد انتهاء االمتحان ،ويدوّن المعلّم مجموع النقاط ً لعب وتفاعل وانتظار نتيجة والعمل عىل تحصيل مرتبة عليا،
أيضا .وفي الحالتين تكون عمليّة التقييم يدويّة ،إذ عىل ورقة ً باستنتاج متّصل بالعمليّة التقييميّة ،إذ يمكن أن تكون رقميّة
يصحح المعلّم االختبار ويسند العدد فيه ،ويكون الخطأ وار ًدا ّ ّ
ومحفزة عىل تحقيق مزيد من التعلّم ،بالتكرار وتجنّب األخطاء.
في احتساب مجموع النقاط.
المراجع
سبتي ،عبّاس .)2016( .مشروع األلعاب اإللكترونيّة في المناهج الدراسيّة .األلوكة االجتماعيّةhttps://bit. .
3n0FQqU/ly
manhajiyat.com
لنغلــق الكتب ونطـ ّور المهارات مقال
ﻣﻘﺎل
ماهر منصور
مح ّددة أكثر ،قد تهدف إىل تطوير مهارتين أو ثالث مهارات معاصرةً ،
فضل عن تطوير بعض المهارات االجتماعيّة ،كالعمل لمشكالت حقيقيّة وذات معنى ،بطريقة تشابه طريقة عمل مق ّدمة
فقط ،كأن ّ
يركز المشروع عىل مهارات التواصل أو مهارات اللغة. ضمن مجموعات واتخاذ أدوار متع ّددة وإدارة الوقت ،وبعض علماء الرياضيّات أو الكيمياء أو التاريخ أو المهندسين أو الكتّاب
الطلب ،قبل تنفيذ المشروع النهائ ّي ،بأساليب ّ تعلّم مهارات التواصل ،كاستخدام مصطلحات جديدة ضمن سياقات ّ
الصفيّة عتبر الباحثان أ َّن الغرفة
أو غيرهم من المهنيّين ،ويَ ِ اجلسوا في أماكنكم ،افتحوا الكتاب ،انتقلوا إىل الصفحة التالية،
واستراتيجيّات مختلفة ،عن أنواع الطاقة وتحوّالتها وأثرها في مختلفة ،وبعض مهارات العرض. الطلب لطرح التي تطبّق التعلّم بالمشاريع تتيح المجال أمام ّ النص ،استمعوا جيّ ًدا ،هيّا نعمل عىل أسئلة الدرس... اقرأوا ّ
البيئة ،واكتشفوا ممارسات الطاقة الصديقة للبيئة ،كما تد ّربوا األسئلة واقتراح الحلول ووضع النظر يّات والتفسيرات ونقاش وصفة طبخناها حتّى مللنا منها، ٌ هكذا تم ّرُ معظم حصصنا،
عىل مهارات يحتاجونها في المشروع وفي حياتهم العمليّة ،مثل ً
سبيل لتحقيق هذه األهداف، اخترنا أسلوب التعلّم بالمشاريع األفكار وتجربة األفكار الجديدة وتطبيقها ،ومن الجدير بالذكر أصاب العمليّة التعليميّة التي لم تتغيّر كثي ًرا منذ الثّورة َ وركو ٌد
مهارات البحث واإلدارة الذاتيّة وبعض المهارات االجتماعيّة لقدرته عىل تطوير المهارات والمعارف عند ّ
الطلب بطريقة الطلب في الصفوف التي هنا ما أشار إليه الباحثان من حصول ّ الصناعيّة في نهايات القرن الثامن عشر ،والذي خلّف روتينًا
التي تقتضي منهم العمل ضمن مجموعات .فكان ال ب ّد من أصيلة وممتعة ترتكز عىل الممارسة .وتجدر اإلشارة هنا إىل الطلب فيتُط ِبّق التعلّم بالمشاريع فيها عىل درجات أعىل من ّ تعليميًّا طُ ِبّق في حينه لتهيئة قوى عاملة للعمل في المصانع.
التخطيط للمشروع قبل أسابيع من تطبيقه ،وذلك لتدريب أ ّن المشروع ُص ِ ّمم لتقييم نهائ ّي شامل ،تتخلّله مجموعة الصفوف االعتياديّة. طلبنا للعمل في المصانع؟ وكيف يمكننا إعداد فهل ما زلنا ن ُ ِع ُّد ّ
الطلب عىل المهارات التي سيستخدمونها في المشروع .يت ّم ّ من المهارات ،ولكن ،يمكن كذلك تصميم المشاريع بطريقة الطلب للمنافسة لمستقبل نجهل معالمه؟ ماذا يحتاج ّ جيل
ٍ ٍ
كل منكما يمكن تعريف التعلّم بالمشاريع ،وفق ما ق ّدمه ّ في سوق العمل في القرن الواحد والعشرين؟
Krajcik et al., (1994),و )Blumenfeld et al., (1994
بأنّه نهج عا ّم لتصميم بيئة تعلّميّة تحتوي خمسة عناصر تتمثّل أهدف من المقال إىل تقديم فكرة نهج التعلّم بالمشاريع،
باآلتي: والتعريف بخطوات تطبيقه وفوائده ،لتطوير المهارات
.1البدء بسؤال مح ّرك أو إشكاليّة يجب إيجاد ّ
حل لها. الطلب بطريقة ممتعة وديناميكيّة ،تُعيد ّ والمعارف لدى
حل هذه اإلشكاليّة عن طريق البحث الطلب عىل ّ ّ .2يعمل الروح والمذاق إىل صفوفنا ومدارسنا ،ولتطبيق تجارب تعلُّم
والتساؤل ،بحيث يتعلّمون أفكا ًرا محور يّة في مجال ما، تُحاكي الواقع والحياة العمليّة ،وتحتاج إىل مهارات تفكير ّ
وحل
ويطبّقونها. مشكالت وتواصل وعمل جماع ّي وإدارة ذاتيّة ،وهي المهارات
الطلب والمعلّمون وأفراد من المجتمع في العمل .3يشارك ّ التي يحتاجها الطالب في جميع مراحل مسيرته األكاديميّة
التعاون ّي ،إليجاد حلول لإلشكاليّة. والمهنيّة.
الطلب عمليّة البحث والتساؤل ،يت ّم دعمهم .4أثناء خوض ّ
باستخدام تقنيّات تعليميّة لتحقيق إنجازات ال يستطيعون وعليه ،أعرض في هذا المقال أسلوب التعلّم بالمشاريع عن
عادة تحقيقها بمفردهم. ً ّ
الصف الرابع طلبطريق تجربة عمليّة مشوّقة طبّقتُها مع ّ
نتيجة عملهم عىلَ حسيّة ملموسة الطلب منتجات ّ .5ينتج ّ ابتدائ ّي في مدرسة دوليّة في قطر ،وكانت هذه التجربة
اإلشكاليّة. عملت عليها معهم خاللُ التعلّميّة واحدة من تجارب عديدة
العام الدراس ّي ،ومن الجميل بهذا األسلوب والنهج إمكانيّة
تخطيط مشروع أنموذج ّي ً
فضل ع ّما يتض ّمنه من استخدامه في أي ّ نوع من المدارس،
ّ
التخصصات ارتكز مشروع المقال عىل وحدة بحثيّة متع ّددة متعة للمعلّم والطالب ،كما يمكن تصميم المشروع بطريقة
حول موضوع الطاقة ،تشمل الدراسات االجتماعيّة والعلوم ّ
المتوفرة لدى أي ّ مدرسة. يُ َ
كتفى فيها بالمصادر
الصف الرابع للمشروع قبل البدء في ّ واللغة .خطّط معلّمو
الوحدة البحثيّة ،وكان الهدف من الوحدة تمكين ّ
الطلب من التعلّم بالمشاريع واستراتيج ّية التخطيط له
معرفة مجموعة من المفاهيم العلميّة ،كالطاقة والطاقة
المتج ّددة ومصادر الطاقة وتحوّالت الطاقة ،ومن وصفها مفهوم التعلّم بالمشاريع
ووصف تحوّالتها وتصنيفها ،باإلضاف ِة إىل إيجاد الروابط بين يع ّرف ) Krajcik & Blumenfeld (2005التعلّم بالمشاريع
بحلول لمشكالت
ٍ هذه المفاهيم والحياة العمليّة والتفكير بأنّه تعلّم مبن ّي عىل ظرف أو حالة ،تدفع ّ
الطلب إىل إيجاد حلول
فلسفة
التعليم
المتمايز
وإمكان ّية
تطبيقها
رائدة ّ
القصار
مق ّدمة
يجمع معظم التربويّين عىل أ ّن ّ
كل طالب يتعلّم بطريقة
الطلب المعارف وفق أساليب يحصل ّ مختلفة عن غيره ،إذ ّ
متباينة وفي م ّدة زمنيّة متفاوتة فيما بينهم .وقد أشارت
( Tomlinson (2017 ،2016إىل ضرورة األخذ بعين
االعتبار أنماط التعلّم ومستوى االستعداد لدى ّ
الطلب قبل
البدء بتصميم خطّة الدرس ،م ّما يتطلّب استخدام مجموعة
متنوّعة من االستراتيجيّات التعليميّة ،أو تقديم دروس
كل طالب.بمستويات متفاوتة الصعوبة ،بنا ًء عىل قدرة ّ
المراجع
• Tomlinson, C. (2016). Understanding Differentiated Instruction. Quick Reference Guide.
• Tomlinson, C. (2017). How to Differentiate Instruction in Academically Diverse Classrooms. Booktopia.
الذي يحدث في نظام تعليم ّي ال تتوافر فيه اإلمكانات الكاملة الفاقد التعلّم ّي من جهة أخرى ،قد يؤ ّدي االضطراب في التعليم إىل ظهور مق ّدمة
( .)2020 ,Loriéكما يمكن أن يُع ّرَف الفاقد التعلّم ّي بأنّه أساليب تربويّة إبداعيّة عظيمة ،وإىل تحقيق بعض اإلصالحات
الطلب ،أو تراجع مستوى التق ّدم في تراجع مستوى التعلّم لدى ّ آرا ٌء حول المفهوم في العمليّة التعليميّة .لذلك ،هناك من يدعو إىل تجنّب ظل الصح ّي التي شهدها العالم في ّ
ّ أ ّدت إجراءات الحجر
ً عمليّة تعلّمهم، المبالغة في الحديث عن اآلثار السلبيّة ،وعدم تجاهل بروز
مقارنة بما كان عليه في عام دراس ّي سابق سار ينطلق مفهوم الفاقد التعلّم ّي من افتراض يقضي بأ ّن ما جائحة كورونا في العامين الدراسيّين األخيرين ،وما رافقها
عىل ما يرام (.)UNESCO et al., 2021 كان ينبغي تعلّمه من معارف ومهارات واتجاهات وقيم لم أشكال جديدة من التعلّم .باإلضافة إىل أ ّن االضطراب الحاصل من اضطراب ،إىل إغالق المدارس لفترات طويلة ،سوا ًء
تحقق دون المستوى المطلوب ألسباب معيّنة، يتحقق البتّة ،أو ّ
ّ ّ
الماسة إىل تقعيد بيانات دقيقة يمكن قد ألمح إىل الحاجة أكانت الفترات مستم ّرة أم متقطّعة ،واللجوء إىل بدائل
التفاعل السلب ّي مع الفاقد التعلّم ّي وبالتالي ،أصبح مصنّ ًفا فقدانًا للتعلّم لدى المتعلّمين .ث ّمة ع ّدة االعتماد عليها في االستجابة لحاالت الطوارئ ومتابعة مآالتها، تعليميّة مثل التعليم عن بعد في معظم الدول .رافق
دعا الباحثان )2021( Strauss & Gabrielإىل عدم المبالغة جوانب لهذا الفاقد ،فمنه ما يتعلّق بالمعارف والمهارات، وفي إعداد االستراتيجيّات التي تسهم في التخفيف من ح ّدة ذلك بعض مظاهر العزلة االجتماعيّة لدى األطفال ،وتزايد
ّ األضرار وتجاوزها.
التوقف عن في تقدير االضطراب الناتج عن جائحة كورونا ،وإىل ومنه ما يتعلّق باالتجاهات والقيم التي تع ّد جان ًبا مه ًّما فيه، مشاعر الخوف والقلق من الواقع والمستقبل المجهول.
إخبار األطفال بأنّهم تخلّفوا عن الركب وعليهم اللحاق به ،حيث إذ يصعب تعويض الجانب المعرف ّي والمهارات ّي دون التعامل
ّ ً
ضعيفا للتعلّم ،وناد ًرا ما إ ّن اللحاق بالركب يع ّد سب ًبا نركز في هذا المقال عىل العالقة القائمة بين الفاقد التعلّم ّي ّ
تشكل معه ،ويصعب تجنيب المتعلّم ما قد يلحق به من أضرار في تركز االهتمام عىل الجانب المعرف ّي لوحظ أنّه كثي ًرا ما ّ
الحوافز العالجيّة سياقات لممارسة هادفة .كما أشارا إىل أ ّن المستقبل (جبران.)2021 ، والفاقد االجتماع ّي العاطف ّي في ما يتّصل بعمليّة التعلّم، في عمليّة التعليم عن بعد ،أو في التعليم الوجاه ّي بعد
األطفال يتعلّمون بشكل أفضل عندما يؤمن الكبار بقدرتهم ولذلك ،نبدأ بتوضيح المفهوم األ وّل باالستناد إىل بعض اآلراء الطلب ما فاتهم من تراجع ح ّدة األزمة ،من أجل تعويض ّ
عىل التعلّم ،فيخلقون لهم األسباب والفرص المالئمة لذلك. بالمقابل ،هناك من ينظر إىل الفاقد التعلّم ّي عىل أنّه مج ّرد حوله ،مع اإلشارة إىل جوانبه ،ث ّم نبيّن أه ّميّة التعلّم االجتماع ّي معارف .في حين لم ينل الجانبين االجتماع ّي والعاطف ّي
انطالقا من اعتبار رفاهية ً أما )2021( Fryeفيعتقد أنّه ّ الطلب ،وننهي المقال ّ والعاطف ّي ودوره في تنمية مهارات
تراجع في المعرفة أو المهارات الموجودة ،إذ يشير المهت ّمون االهتما ُم المناسب ،وكان ذلك موضع انتقاد الكثيرين ،إذ
وصحتهم النفسيّة من أوىل االهتمامات التربويّة ،كان ّ األطفال بإصالح التعليم إىل الفجوات التعلّميّة الناتجة عن اختالف المكان الطلب عىل بعرض مجموعة من االستراتيجيّات التي تساعد ّ إ ّن عدم االهتمام بالجوانب النفسيّة والمهارات االجتماعيّة
ّ
من المتوقع أن ّ التكيّف مع الظروف الطارئة وتسهم في تعزيز شخصيّتهم
تركز جهود نظام التعليم عىل زيادة خدمات الطلب أثناء تعلّمهم عن المكان الذي يجب الذي يوجد فيه ّ تشكل جز ًءا أساسيًّا من شخصيّته ،من شأنه للمتعلّم ،التي ّ
الصحة النفسيّة ،وإدماج األطفال في النشاطات التواصليّة ّ أن يكونوا فيه ،وهناك من يسلّط الضوء عىل الفاقد التعلّم ّي التربويّة. أن يفقد العمليّة التعليميّة شيئًا من قيمتها التربويّة.
ّ
ﻣﻘﺎل
ً
دعــوا الواقــع يصيــر معلما! بنان منصور
يهدف هذا المقال إىل توضيح أهميّة ربط التعليم بالحياة مق ّدمة
العمليّة والمواقف الواقعيّة ،وذلك باالستناد إىل بعض
ّ
الصف األ وّل .وعليه، نفذتها مع ّ
طلب األمثلة والتجارب التي ّ
الحظت ،إثر ما شاهدتُه في بعض المدارس ،أ ّن التعليم ُ
أبدأ المقال بحديث نظري ّ أح ّدد فيه مفهوم التعليم المرتبط ليس عىل ارتباط وثيق بالحياة الواقعيّة ،فالمعرفة تُق َّدم في
بالواقع وصفات المعلّم المتج ّدد ،ث ّم أنتقل إىل عرض تجربتي الحظت أ ّن
ُ الموا ّد الدراسيّة منفصلة عن الحياة العمليّة ،كما
بتقديم ثالثة أمثلة أنموذجيّة. بعض المعلّمين يهملون ربط التعليم بالواقع ،عىل الرغم من
أهميّة هذا الربط في تنمية مهارات التفكير واالستكشاف
التعليم المرتبط بالواقع والمعلّم الواقع ّي ً
فضل ع ّما يضيفه إىل والتواصل الف ّعال وتثبيت المعلومات،
الحصة الدراسيّة من متعة ،وما يتيحه من فرص أمام المتعلّم ّ
مفهوم التعليم المرتبط بالواقع أما أساليب التعليم التقليديّة فال تلبّي طموح لإلبداع واالبتكارّ .
كل من تويج والزهراني ( ،)2018وعبد الرؤوف ومح ّمد يرى ّ المتعلّمين في أغلب األحيان ،إذ تعتمد عىل التلقين السلب ّي
( )2019أ ّن التعليم المرتبط بالواقع يعني ربط المواقف الذي يكون فيه دور المتعلّم هامشيًّا ،بل ال يكتمل التعلّم لديه،
التعليميّة بالمواقف الحياتيّة ،وهي السياق الذي يت ّم فيه بحيث تكون المعلومات نظر يّة مج ّردة ،تنتهي في ذهنه بانتهاء
التعليم ويستم ّر بناء مهارات التفكير العليا ،كالتفكير اإلبداع ّي العام الدراس ّي.
فضل عن المعارف التي تربطه بواقع الحياة ً وحل المشكالت،ّ
التي يعيشها ،وبالتجارب التي يختبرها. من أجل ذلك ،كان ال ب ّد من تغيير استراتيجيّة التعليم بطرق
تدمج المتعلّمين بالحياة الواقعيّة ،في سبيل الحصول عىل
أيضا في إعداد المتعلّمين للمستقبل تكمن أهميّة هذا التعليم ً جودة عالية من المعرفة المستم ّرة ،إذ إ ّن مبدأ التعليم استمرار
من خالل األمثلة الحيّة التي يمارسونها في العمليّة التعليميّة، المعرفة وتطويرها بحسب المرحلة العمر يّة وربطها بالحياة
وفي زيادة وعيهم بالمفاهيم الواقعيّة ،وبناء ثقتهم بأنفسهم بما الواقعيّة ،لتساعد المتعلّمين عىل االندماج فيها والتعامل مع
يجدونه من حلول للمشكالت التي تواجههم وبما ينمو لديهم مواقفها بسهولة .من هنا جاءت أه ّميّة ربط التعليم بالمهارات
من مهارات التواصل والحوار ،باإلضافة إىل إثارة تفكيرهم وفق الحياتيّة.
سفراء العلوم
إكساب الطالب بعض الممارسات المخبر يّة ضمن .3
حدود المنزل ،والبحث عن بدائل للعمل في ما يتّصل بأدوات كل من اللقاني والجمل ( )2003التعلّم النشط بأنّه يع ّرف ّ
التجربة أو الموا ّد الكيميائيّة الالزمة. التعلّم الذي يكون فيه للطالب دور ف ّعال ،حيث يشارك بالقراءة
تعزيز المرونة الفكر يّة لدى الطالب باكتشاف حلول .4 والبحث واالطالع ،وينظّم النشاطات الصفيّة والالصفيّة ،وال
واحدة من بينهن التقاط صورة النجم ،بتثبيت عدسة قلم ليزر تصاعد الغازات إثر عمليّة انحالل األوكسيداين .كما ّ
توصلن تمكنت الطالبات من تنفيذ التجربة ومن إدراك مدى الصوت ّ مهمات تعلّم ّية نشطة
ّ
عىل كاميرا الهاتف المحمول ،ث ّم قامت بإنتاج فيديو توضيح ّي إىل االستنتاج بكتابة معادلة كيميائيّة رمز يّة للتفاعل ،من توصل َن إىل معرفة
المسموع وفق ما أجرينَه من قياسات ،كما ّ
حققت هدفها وأ ّدت دور سفيرة لبقية زميالتها ،وهكذا ّ أجل تحديد الغاز المتصاعد ،ثم وثّقن التجربة بفيديو ترويج ّي جديدة مفادها أ ّن مدى الصوت المسموع ّ
يقل كلّما تق ّدم عمر ت ّم تصميم مه ّمات تعلّميّة من واقع حصص العلوم لطالبات
ً ً ّ فضل عن تحقيقهن توعية صحيّة ألفراد أسرهن. اإلنسانً ، الصفين الثامن والتاسعّ ،
ّ
ومشاركة العلم مع زميالتها ناقلة المعرفة إىل أسرتها، العلوم، الصف االفتراض ّي ،أو يتضمن خطوات التنفيذ ،وتقديمه في نفذ َن من خاللها تجارب علميّة وعمليّة
ومجتمعها الخارج ّي. نشره في مجتمعات العلوم عىل مواقع التواصل االجتماع ّي. في المنزل ،وبحثن عن موارد من الوسط المحيط ،مثل المطبخ،
تح ّديّات كيميائ ّية وبدائل ومن ث ّم قمن بعرضها أمام العائلة ،متق ّمصات دور العالِم بما
خاتمة ليلة صافية من ليالي ديسمبر الصف التاسع، ّ عقدت نشاطًا حول درس "االنحالل" لطالبات ُ مارسنَ ُه من مهارات المالحظة واالستنتاج ،وفي النهاية ،وثّقت
في درس "لمعان النجوم" موقف تعليم ّي ينطلق من بيئة عادة توظيف نشاط خارج ّي ً وهو من الدروس التي يصعب الطالبات العمل بصناعة منتج رقم ّي مو ّجه إعالميًّا في وسائل
وجدت أ ّن هذا
ُ بنا ًء عىل تجربتي لهذه النشاطات مع طالباتي، ً
جدول للبيانات يتط ّرق إىل مقادير ّ
الصف ،إذ يتناول هذا الدرس حولها ،لما يتط ّرق إليه من أنواع التفاعالت الكيميائيّة ،إذ يحتاج التواصل االجتماع ّي.
يمكن الطالب من المحتوى العلم ّي المتناول النهج في التعليم ال ّ الطالب إىل تفكيك الما ّدة الواحدة إىل ما ّدتين أو أكثر ،كتفكيك
لمعان النجوم وألوانها ،تع ّرفت الطالبات فيه إىل ثاني ألمع نجم نق ّدم ،في هذا القسم من المقال ،نماذج تطبيقيّة ن ُ ّف َذت
ينفذهالصفيّة فحسب ،بل يزيد ثقته بنفسه بما ّ ّ ّ
الحصة في في الجزء الشمال ّي ،أال وهو نجم الشعرى اليمانيّة .اتّخذ الدرس أكسيد الهيدروجين إىل ماء وغاز األكسجين بإضافة ما ّدة يوديد في فترة التعلّم عن بعد ،وأصبحت ً
نهجا للممارسة التربويّة
ً ً ّ
من مه ّمات تعلميّة تنفيذا نشطا ،إذ يتجاوز التلقين السلب ّي مسا ًرا حوار يًّا تساءلن فيه عن سبب تسمية النجم باسمه، وجدت صعوبة في تصميم مه ّمة ُ البوتاسيوم .فللوهلة األوىل الممتعة في تدريس ما ّدة العلوم ،واستم ّر توظيفها بعد
والعرض العلم ّي .كما أ ّن الترويج اإلعالم ّي لنتاجات الطالب في فتطوّر النقاش نحو البحث في سياقات الميثولوجيا وارتباطاتها للدرس ،الفتقار بيئة الطالبات المنزليّة للمواد الكيميائيّة الالزمة، العودة إىل المدرسة في عمليّة التعلّم الوجاه ّي ،وفي عمليّة
الصفوف االفتراضيّة أو في وسائل التواصل االجتماع ّي ،يعمل بتسمية النجم وشهرته في قصص الشعوب القديمة .األمر ولكن بعد البحث عن مجاالت استخدام الما ّدة ،تبيّن أنّها التعلّم المدمج.
عىل خلق نوع جديد من التعزيز اإليجاب ّي والمعنوي ّ الذي يواكب ّ
وحفزني عىل الذي أشعل حماسهن لرصد النجم في السماء، تتواجد في مكوّنات صبغة الشعر ،والتي تس ّمى تجار يًّا بما ّدة
مستج ّدات العصر عبر فضاءات مختلفة خارج الصف الدراس ّي. عقد نشاط خارج ّي ،كلّ ُ
فت فيه الطالبات بالمه ّمة اآلتية: أما الما ّدة المضافة األوكسيداين المستخدمة لتفتيح الشعرّ ، الصوت المسموع وغير المسموع
•رصد نجم الشعرى اليمانيّة بالعين المج ّردة ،بصحبة األهل فت الطالبات بالمه ّمة وفق فاستُب ِدلت بالقليل من الخميرة .كلّ ُ انطالقا من درس "تر ّدد الصوت" في منهاج الصف الثامن، ً
واألصدقاء. الخطوات اآلتية: والذي يتط ّرق إىل أسئلة تجريبيّة ،من مثل :هل تستطيع أذن
أمل أبو زايد •الزمان 15 :ديسمبر الساعة التاسعة مسا ًء. .1البحث في المنزل أو في صيدليّة الح ّي عن مواد التفاعل اإلنسان سماع األصوات جميعها؟ هل تسمع القطة أصواتًا ال
الالزمة لنشاط االنحالل ،وهي ما ّدة األوكسيداين التي يمكن
مد ّرسة علوم •المكان :الجهة الغربيّة بالقرب من األفق ،جنوب كوكبة استخالصها من صبغة الشعر ،وخميرة ،وصابون ّ نستطيع سماعها؟ ما قيمة التر ّددات للمدى المسموع لدى
ً جاف
فلسطين سابقا). الجبار (من كويكبات الشتاء الشهيرة التي ُد ِرست اإلنسان؟
وصابون سائل ،وكأس زجاج ّي يشبه األنبوب أو زجاجة ذات
•شرط إضاف ّي لنجاح الرصد :يجب أن تكون السماء صافية قطر صغير. لتنفذها الطالبات في منازلهن ،وذلك مت مه ّمة عمليّة ّص ّم ُ
وخالية من الغيوم. .2ملء ثلث الكأس باألوكسيداين ،ثم إضافة ثالث قطرات من وفق الخطوات اآلتية:
•البحث عن اسم النجم باللغة اإلنجليز يّة ،وتقديم ّ
قصة الصابون السائل ،وربع ملعقة من الخميرة. .1قياس المدى المسموع لجميع أفراد األسرة باستخدام تطبيق
واحدة من قصص الشعوب القديمة حول النجم. .3إجراء تفاعل االنحالل أمام أفراد األسرة ،واإلجابة عىل فحص السمع عىل أجهزة "األندرويد" ،أو من خالل فيديو
أسئلتهم ،وتوضيح ما ت ّم مالحظته واستنتاجه. يعرض التر ّددات الصوتيّة من HZ 5إىل .HZ 20000
•االستعانة بتطبيق Stellariumلتحديد موقع النجم. ّ
.4توثيق العمل في صور مرتّبة أو فيديو ترويج ّي منظم ،يحتوي .2ترتيب قيم المدى المسموع ألفراد األسرة في جدول.
قامت الطالبات برصد النجم في السماء ،واستطاعت طالبة المواد واألدوات وطريقة التجربة والمالحظة واالستنتاج. .3اسـتقراء البيانـات فـي الجـدول ،وتسـجيل المالحظـات
اكتشفت الطالبات ،من خالل هذا النشاط ،أسماء جديدة واالسـتنتاجات.
للموا ّد الكيميائيّة المستعملة في المنتجات التجار يّة ،وتع ّرفن .4البحث عن إرشادات ونصائح حول سالمة األذن ووقايتها من
المراجع التلوّث السمع ّي.
عىل بعض استخدامات هذه الموا ّد ،وعىل التفسيرات المصاحبة
•سعادة ،جودت وزمالؤه .)2006( .التعلّم النشط بين النظر يّة والتطبيق .دار الشروق للنشر والتوزيع. .5ترتيب خطوات التجربة في تقرير أو منتج ترويج ّي رقم ّي
للتغيّرات الظاهرة أثناء أداء التجربة ،حيث صاحب التفاعل (فيديو ،بوستر).
•اللقاني ،أحمد حسين ،والجمل ،علي أحمد ( .)2003معجم المصطلحات التربويّة المعرفيّة في المناهج وطرق
التدريس .عالم الكتب.
تتمثّل الفرضيّة األوىل في أ ّن البشر ال يلجؤون إىل العنف أو مع زمالئي المعلّمين والمرشدين النفسيّين .لذا ،أتط ّرق في هذا شك أ ّن المعلّمين ،بشكل عا ّم ،ال ّ
يتلقون مثل هذه التوبيخات، ال ّ مق ّدمة
السلوك السلب ّي ّإل عندما يعجزون عن الوصول إىل استراتيجيّات المقال إىل توضيح مفهوم التواصل التعاطف ّي ،ث ّم أعرض تجربة توصلنا نحن-
طلبهم .ولكن ،ماذا لو ّغير أنّهم قد يو ّجهونها إىل ّ
أكثر فعاليّة لتلبية احتياجاتهم (روزنبرج .)2008 ،إذا ما أسقطنا أنموذجيّة ،أستخلص من خاللها بعض المقوّمات التي يمتاز بها المعلّمين -إىل عالقة جيّدة مع ّ
طلبنا ،نستند بها إىل التواصل نجد بعض المعلّمين ،في كثير من الممارسات التربويّة ،يطلقون
طلبنا ،نجد أطفالنا في المدارس هذا االفتراض عىل تعاملنا مع ّ هذا النوع من التواصل. الف ّعال الخالي من التأنيب والتعنيف النفس ّي أو الجسديّ، أحكاما مسبقة عىل ّ ً
طلبهم دون إدراك الضغوطات النفسيّة
بحاجة إىل معلّم يو ّجههم لتحديد احتياجاتهم والتعبير عنها ً
تواصل مبنيًّا ونبتعد بها عن إطالق األحكام المسبقة ،فنبني واالجتماعيّة التي يواجهونها في حياتهم اليوميّة ،ما ينعكس
بصورة إيجابيّة ،وتلبيتها بطريقة مرنة دون اللجوء إىل العنف. مفهوم التواصل التعاطف ّي عىل فهم مكنونات الطرف اآلخر وحاجاته ،ذاك التواصل الذي برمتها.
بطلبه ،ويعرقل العمليّة التربويّة ّسل ًبا عىل عالقة المعلّم ّ
سلوكا ً
عنيفا تعبي ٌر عن احتياجات ً فسلوك الطفل في المدرسة أطلق عليه روزنبرج (" )2008التواصل الالعنيف" أو "التواصل الصف؟ هلّ وهنا نسأل :ماذا لو انعكست األدوار داخل غرفة
إما لخوفه أو لعجزه أو لعدم داخليّة ال يستطيع التعبير عنهاّ ، يع ّرف روزنبرج ( )2008التواصل التعاطف ّي بأنّه" :ليس طريقة التعاطف ّي". سبق ألحدكم أن سمع من أحد ّ
طلبه تعبي ًرا مهينًا ،من مثل:
قدرته عىل إيجاد شخص يساعده في ذلك. إلنهاء خالف ،وإنّما طريقة مص ّممة للتواصل غير العنيف، المبال" ،أو غيرها
ٍ "أنت معلّم غب ّي" ،أو "أنت أنان ّي" ،أو "أنت
لزيادة التعاطف وتحسين نوعيّة حياة أولئك الذين يستخدمون ً
انطالقا من أه ّميّة تأهيل المعلّمين من الناحية النفسيّة ً
أحكاما مسبقة عنك من من الكلمات التي تحمل في طيّاتها
أما الفرضيّة الثانية ،وهي الفرضيّة األكثر أهميّة ،فتتمثّل في ّ هذه الطريقة واألشخاص من حولهم" (ص .)6أثارت اهتمامي واألكاديميّة ،وتوجيههم نحو التعامل التربوي ّ المناسب مع دون النظر في حالتك النفسيّة أو في حاجاتك الراهنة أو في
اعتبار أثر التصنيفات السلبيّة مثل "كسول" و"غب ّي" أكثر فرضيّتان من الفرضيّات التي يستند إليها المفهوم ،إذ تالمسان األطفال القادمين من بيئات مختلفة ،كان الهدف المباشر من واقعك الحيات ّي؟
وضو ًحا من أثر التصنيفات اإليجابيّة أو المحايدة ،إذ إ ّن األخيرة عمق مجالنا التربوي ّ وطريقة تعاملنا مع ّ
طلبنا. المقال مشاركة تجربتي الشخصيّة في مجال التواصل التعاطف ّي
فاطمة الطرابلسي
مستشارة بيداغوجيّة
تونس
التعلّم
الطلب للدراسة "إذا لم نمنح العالمات التقليديّة ،فهل نُع ّد ّ بدل من العالمات. من االهتمام حول مالحظات المعلّمينً ،
الجامعيّة؟" بطبيعة الحال ،ال يمكننا التنبّؤ بما سيواجهه أطفالنا لينصب تركيز الطّالب
ّ تقول الودنّ :
"أخ ْر تسليم التقدير الفعل ّي
في التعليم ما بعد الثانويّ ،ولكن يبدو أ ّن هناك تو ّج ًها نحو عىل المالحظات بدل العالمة" .لقد ج ّربت هذه االستراتيجيّة
"عدم تقدير العالمات" لدى بعض أساتذة الجامعات .وأشار بمساعدة أحد ُمد ّرسي الرياضيات ،حيث وضعنا في فصولنا
أولويّة
مقال صدر عام 2019إىل أ ّن هناك "أسبابًا تربويّة وجيهة الدراسيّة العالمات المعتادة والمالحظات الموجزة عىل
لـعدم تقدير العالمات ،وردت في نتائج المقال ،تشير إىل أ ّن سجل أي ّ خصم للدرجات أو أي ّ عالمة في االختبارات ،لكنّنا لم ن ُ ِّ
العالمات تلعب دو ًرا عرضيًّا في التحفيز ،وتُقلّل من االستمتاع االختبار نفسه ،وحين وزّعنا أوراق االختبارات عىل ّ
الطلب ،طلبنا
بالتعلّم ،وتزيد من مخاوف الفشل ،باإلضافة إىل أنّها ليست
الطلب .واستنا ًدا إىل أبحاث
ً
ّ مقياسا جيّ ًدا لتعلّم
ّ ّ
ً بالضرورة
أخرى ،فقد تبيّن أن الطلب عرضة دائما للتفاقم المفرط".
منهم النظر فيها وإجراء التصحيحات ،ولم نناقش الدرجات،
إثر مساعدتهم في إجراء التصحيحات ،وإنّما اكتفينا بمناقشة
المفاهيم والتعقيبات .أثار هذا األمر غضب األطفال في البداية،
ّ
الطلب
يركزون عىل أدائهم الفعل ّي ،وكنت ولكن مع مرور الوقت بدأوا ّ
يمكن للمعلّمين مواجهة بعض هذه اآلثار الضا ّرة للعالمات كل طالب بمفرده ،بنا ًء عىل طلبه بعد يوم واحد، أجتمع مع ّ
الطلب مسؤوليّة تقييم أنفسهم .فعندما ّ من خالل تحميل في حال أراد معرفة عالماته ،إذ تبقى مسألة تعيين العالمات كريستال فرومرت
الطلب بإنجاز مشروع وفق نموذج تقييم ّي ،اطلب منهم تُكلّف ّ مطل ًبا دراسيًّا.
خصص دقيقة لالجتماع معهم الخاص بهم ،ثم ّّ تعبئة النموذج
وجدت عد ًدا من المعلّمين في مدرستي يشاطرونني سأمي من ُ عندما يُعيد المعلّمون إجراء االختبارات ّ
لطلبهم ،ويُغيّرون
لمناقشته .في بعض األحيان ،يكون تقديرهم لعالماتهم ّ
أقل .3قلّل المخاطر هوس التركيز عىل العالمات ،وقد تشاركنا ً يركز ّ الطريقة التي ي ُ ِع ُّدون بها العالماتّ ،
معا االستراتيجيّات الطلب عىل المهارات
من تقديراتك لها ،وهي بداية رائعة لمحادثة مفيدة ،باإلضافة تشير األبحاث إىل أنّه ال ينبغي أب ًدا تقدير الواجب المنزل ّي أو
ّ والموارد التي ساعدتنا في التقليل من االهتمام بالعالمات في التي يكتسبونها ،وليس عىل العالمات التي ينالونها.
الطلب يتح ّملون مسؤوليّة إىل ذلك ،يجعل التقييم الذات ّي التقييم التكوين ّي ،فمعظم المعلّمين الذين أعرفهم يضعون
فصولنا الدراسيّة ،عىل الرغم من أنّه كان ال يزال يتعيّن علينا
تعلّمهم ،ويُعزّز مهاراتهم ما فوق المعرفيّة. عالمات عىل الواجبات المنزليّة المنجزة ،وبالنسبة لي فقد يدخل ّ
ّ ُ ُ تقديرُها .ومن هذا المنطلق ،أجرينا خمسة تعديالت من شأنها طلبي إىل الفصل الدراس ّي ،في المدرسة اإلعداديّة
بسجل لمن احتفظت تجاوزت ذلك قبل بضع سنوات ،إذ
فت ،في أحالمي ،عن تقدير عالمات ّ ّ
توق ُ أن تنأى بثقافة الفصل الدراس ّي عن العالمات. والثانويّةُ ،متل ّهفين ومنجزين واجباتهم المدرسيّة بالكامل ،وهم
الطلب ،وكانوا ينجزون كان يقوم بواجبه المنزل ّي ،بغية عرضه في اجتماع أولياء
عىل استعداد لطرح أسئلة الفهم ،غير راغبين في نيل عالمة عىل
فروضهم بفرح من أجل ُمتعة التعلّم الخالصة .ولكن في الواقع، دت عىل أ ّن الواجب المنزل ّي كان فرصة للممارسة األمور ،وش ّد ُ
تُح ّدد العالمات ،مهما كانت سيّئة ،وفترات التدريب ،ومراتب رت إلغاء واالستكشاف .ولتقليل الضغط بشكل أكبر ،ق ّر ُ 5تعديالت لجعل ثقافة الفصل الدراس ّي في عملهم ،إذ أنجزوا مه ّماتهم في سبيل التعلّم ...ث ّم أستيقظ من
النجاح والتفوّق .ومع ذلك ،يُمكننا ،كمعلّمين ،أن نكون ُمبدعين كل نصف عام الطلب في اختبار ّ
العالمات المتدنّية التي ينالها ّ منأى عن العالمات هذا الحلم الجميل.
ً ّ
يتحقق الطلب عادة من عالماتهم في اإلنترنت ّ في الواقع،
داخل حجراتنا الدراسيّة لجعل العالمات أكثر ّ
دقة ّ
وأقل إجها ًدا، دراس ّي ،حيث يضع ذلك ح ًّدا للكثير من القلق والبكاء.
.1ع ِّدل أسلوب كالمك مع األطفال وأولياء األمور باستمرار ،ويطرحون أسئلة حولها ،من مثل:
ولجعل التعاون أساس تقديرها. ّ ً
درجة ت ُ َ
ّ .4
وفر عمل ّيات إعادة االختبار الطلب حماسه إلنجاز أحد الفروض، عندما كان يفقد أحد خصم إذا نسيت بعض الوحدات؟ •كم
ّ
كنت أو ّجه إليه تهديدات ،من مثل" :عليك إنجازه ألنني سأضع ُ خصم عىل التهجئة؟ ُ ً
•كم درجة ت َ
إنّني من أش ّد المعجبين بمدونة "ستار ساكستين" ،حيث تكتب
أما اآلن فأدلي ،بدل ذلك ،بعبارات تشجيعيّة، عليه عالمة!"ّ ، •ما الذي يُمكنني فعله لنيل الدرجة األعىل؟
كثي ًرا عن تقدير العالمات المستندة إىل المعايير ،وقد أشارت في ّ
أبليت حسنًا في تبسيط الجذور ،إنّني أتطلع إىلَ من مثل" :لقد
اعتماد طريقة لتطبيق هذه المهارة وفق ُمبر َهنَة فيثاغورس؟ أمضيت عقو ًدا عىل هذا النحو في فصول الرياضيّات،
ُ بعد أن
Originally published (June 30, 2021) on Edutopia.org. [5 Ways to Help Students Focus on Learn- دائما؟ بالطبع ال .فإدراك ً هل تنجح هذه الطريقة معك أفكر في كيفيّة إسهام تص ّرفاتي في بناء ثقافة الهوس بدأت ّ
ُ
ing Rather Than Grades] was translated with the permission of Edutopia. While this translation ّ أسلوب كالمي الذي ّ
ّ
زت فيه عىل التعلم ِعوض النتائج ،أدى رك ُ وشعرت بالحرج من االعتراف بأنّني
ُ بالعالمات لدى الطالب،
has been prepared with the consent of Edutopia, it has not been approved by Edutopia and may إىل تغيير ثقافة ّ كنت أمتدح ّ
لت أسلوب الكالم مع صفي الدراس ّي .كما ع ّد ُ ّ
وتحسنهم، الطلب عىل عالماتهم بدل مجهودهم ُ
therefore differ from the authentic text. In cases of doubt the authentic text should be consulted
أصبحت أرسل إليهم بري ًدا إلكترونيًّا أو أتّصل بهم
ُ األهل ،إذ كنت ّ
أركز في اجتماع أولياء األمور ،بشكل عام ،عىل الدرجات بل ُ
and will prevail in the event of conflict.
بشأن معلومات حول المفاهيم أو المهارات التي كان يُظهرها ّ ّ
التي نالها الطلب بدل التركيز عىل مدى تعلمهم.
manhajiyat.com
مفهوم تربويّ
ﻣﻘﺎل
Scaffolding التسقيل
وتمييز الروابط بين هذه المفاهيم برسم الخرائط ً
دعما طل ٌب ّ
أكفاء التسقيل بالنظير :يُق ّدم فيه ّ يع ّد التسقيل عمليّة ف ّعالة في التعليم ،حيث يُسا ِعد المعلّم من خاللها
المفاهيميّة. ّ
األقل كفاءة في أداء المه ّمة المستهدفة، ّ
للطلب الحقا من إنجازها ً ّ
يتمكنوا الطلب عىل أداء المه ّمات بنجاح ،حتى ّ
للطلب الذين يتمتّعون بقدراتومثال ذلك ،يمكن ّ الطلب ووظائفهم بمفردهم ،فالتسقيل هو أحد أسس تطوير كفايات ّ
ّ
خاص إذا ،إىل تقديم دعم يهدف التسقيلً ، ّ
والحث عالية في التح ّدث بلغة ما طرح األسئلة العقليّة العليا (.)Gibbons, 2015
للطالب من أجل إتمام المه ّمات المتّصلة بقضايا عىل اإلجابة باستخدام الصور أو الحديث أو الكتابة، يُع ّرَف التسقيل كذلك بأنّه مجموعة من العمليّات التي يؤ ّديها المعلمّ
المناهج التعليميّة وقضايا التعلّم التعاون ّي .وقد طل ٍب حديثي العهد باللغة عىل تحسين لمساعدة ّ الطلب عىل تحقيق الفهم ،عىل أن يقلّل المعلّم من ّ بهدف مساعدة
الطلب المرتبطةّ ركز عىل تحسين ممارسات يُ ِّ قدراتهم في التح ّدث بها. ّ
مساعدته شيئًا فشيئا ،لدفعهم نحو االستقالليّة في التعلم (مسلم،
ً
بالعمليّة ذاتها ،ومهاراتهم التعاونيّة والتواصليّة، الطلب بشكل تفاعل ّي ،إذ يفيد المعلّم م ّما
.)2015ويدعم التسقيل ّ
وإسهامهم في العمل الجماع ّي ،وغير ذلك من التسقيل بالحاسوب :يُستخ َدم الحاسوب في عمليّة يعرفونه بالفعل ،ويساعدهم عىل المشاركة في المه ّمات بشكل هادف،
ممارسات ومهارات تعلّميّة (Kahrimanis, التسقيل للتخفيف من عبء السقاالت ،ويمكن من وعىل اكتساب المهارات التي تتجاوز قدراتهم غير المدعومة (Collins
.)et al., 2011 خالله ،عىل سبيل المثال ،توضيح المفاهيم المه ّمة .)et al., 1989ولتنفيذ التسقيل يستخدم المعلّم السقاالت بطريقة
التي يرتبط بعضها ببعض في المشكلة المطروحة، تهدف ،عند الحاجة ،إىل دفع الطالب إىل مستوى أعىل من التطوّر ضمن
خطّة عمل ،ثم يسحبها تدريجيًّا حين يتقن الطالب بمفرده أداء المه ّمة
المراجع الالزمة (.)Lajoie, 2005
دعما ّ
مؤقتاً، يمتاز التسقيل عن أشكال الدعم التعليم ّي األخرى بكونه ً
•مسلم ،عبد هللا حسن .)2015( .مهارات االتصال اإلداري والحوار .دار المعتز للنشر والتوزيع. للطلب أثناء تعاملهم مع المشكالت ،وبالتالي ،ال يع ّد ّ وفره المعلّم يُ ّ
• Belland, B. R. (2017). Instructional scaffolding in STEM education: Strategies and efficacy evi- وكل دعمللطلب أثناء تفاعلهم مع المشكالتّ ، كل دعم ال يُق َّدم ّ تسقيل ُّ
ً
dence. Springer. يستم ّر إىل وقت غير ُمح َّدد ،فالهدف من التسقيل يكمن في اكتساب
• Collins, A., Collins, A., Brown, J. S., & Newman, S. E.. (1989). Cognitive apprenticeship: Teaching تمكنهم من أداء المه ّمة المستهدفة في المستقبل الطلب المهارة التي ّ ّ
the crafts of reading, writing, and mathematics. In Resnick, L. B. (ed). Knowing, learning, and مستقل (.)Wood, et al. 1976 ً ّ أدا ًء
instruction: Essays in honor of Robert Glaser. Lawrence Erlbaum Associates.
• Gibbons, P. (2015). Scaffolding language, scaffolding learning: teaching English language يُصنّف (2017) Bellandالتسقيل ضمن ثالثة أشكال :التسقيل الفرديّ،
learners in the mainstream classroom. Heinemann.
والتسقيل بالنظير ،والتسقيل بالحاسوب.
• Kahrimanis, G. Avouris, N., & Daradoumis, V. K. (2011). Interaction Analysis as a Tool for Sup- التسقيل الفردي ّ :يستخدمه ُمعلّم واحد بشكل فردي ّ مع طالب واحد
porting Collaboration: An Overview. In Daradoumis, T., Caballé, S., Juan, A., Xhafa, F. (ed). Tech-
لتقييم مستواه الحال ّي ،وتزويده بالدعم المناسب ألداء المهارات
nology-Enhanced Systems and Tools for Collaborative Learning Scaffolding. Springer.
واكتسابها في المه ّمة المستهدفة ،حتى يصبح باإلمكان إزالة السقاالت
• Lajoie, S. P. (2005). Extending the scaffolding metaphor. Instructional Science. (33). 541–557.
بالكامل ،وتمكين الطالب من تحقيق التعلّم بمفرده .تشمل وسائل
• Wood, D., Bruner, J. S., & Ross, G. (1976). The role of tutoring in problem solving. Journal of السقاالت الفرديّة عىل سبيل المثال :النمذجة ،وطرح األسئلة ،والشرح،
Child Psychology and Psychiatry. (17). 89–100. والتغذية الراجعة.
وضح التقرير أ ّن الحجج المرتبطة بالكفاءة واالبتكار واإلنصاف تكمن من هذا المنطلقّ ،
التعليـمَ :مـن الرابح َ
ومن الخاسـر؟
ّ
في صميم النقاشات المتعلقة بدور األطراف الفاعلة غير الحكوميّة في قطاع التعليم ،ذلك
ّ
المؤسسات التعليميّة أ ّن منظّمات دوليّة كثيرة تق ّدم الدعم المطلق والموارد الوفيرة إىل
غير الحكوميّة ،ما يُؤثِّر في األجندات .بالمقابل ،كانت األطراف الفاعلة غير الحكوميّة ،وفق
التقرير ،هي الرائدة في مجال الرعاية وخدمات تعليم األطفال دون س ّن الثالث سنوات، أصدرت اليونيسكو ،ضمن تقاريرها السنويّة المرتبطة بالتقرير
ً
مقارنة بواقعها في مرحلة التعليم األساس ّي ،حيث كما في مرحلة ما قبل التعليم االبتدائ ّي، العالم ّي لرصد التعليم ،تقري َرها لعام ،2021بعنوان "األطراف
دائما في مجال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة. تبتكر ً ومن الخاسر؟".الفاعلة غير الحكوميّة في التعليمَ :من الرابح َ
أما في مرحلة التعليم الجامع ّي ،فاألطراف الفاعلة الحكوميّة وغير الحكوميّة ،في جميع ّ ً
يتو ّجه هذا التقرير إىل ُصنّاع السياسات التعليميّة ،انطالقا من
ّ
الحصة األكبر من تمويله ،ما يزيد ؤمن التعليم الجامع ّي ،فتحصل األُسر عىل البلدان تقري ًبا ،ت ُ ِ ّ مؤسسات التربية والتعليم، اهتمام منظّمة اليونيسكو بجميع ّ
الحاجة إىل دعم الدولة وغيرها .باإلضافة إىل ذلك ،فقد ّ
أكد التقرير أ ّن الجهات الفاعلة غير في قطاع التعليم الحكوم ّي وغير الحكوم ّي ،تتمثّل الحكوميّة منها وغير الحكوميّة ،داعيها إىل التعامل مع ّ
الطلب
قنوات وآليّات مختلفة ،مثل الشراكات البحثيّةٍ الحكوميّة تؤثّر في التعليم الجامع ّي عبر باآلتي: والمعلّمين ضمن نظام واحد ،وتزويد الحكومات بمعايير
والمناصرة وإصالحات اإلدارة الحكوميّة المناسبة لألعمال وكسب التأييد .ورصد التقرير، تدخل األطراف ّ .1االعتقاد بإمكانيّة تحديد نطاق مكنها من حماية ّ
حق ومعلومات وحوافز وطرق للمحاسبة ،ت ُ ِ ّ
أيضا ،الدور الذي لعبته الجهات الفاعلة غير الحكوميّة في توسيع نطاق خدمات التعليم ً الحكوميّة وغير الحكوميّة الفاعلة في قطاع التعليم. الجميع في التعليم وتنفيذه.
التقن ّي والمهن ّي ،ليشمل الكبار ،وال سيّما في مجال تعليم اللغات. ّ
الخاص تحكم القطاع .2ا ّدعاء القدرة عىل تحديد مدى ّ
في التعليم. ركز التقرير عىل أهميّة وضع الحكومات لمعايير الجودة والسالمة ّ
أشار التقرير إىل التق ّدم المالحظ في جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ونشرها ،بغية ّ
.3مسؤوليّة القطاع الخاص عن خصخصة التعليم. المؤسسات التعليميّة ،لحمايةّ والشمول ،وتطبيقها في جميع
تحقيق الهدف الرابع للتنمية المستدامة ،واألهداف التي ح ّددتها البلدان لتحقيق خطّة .4عدالة التعليم العا ّم. ّ
المؤسسات المع ّرضة للخسارة في ظل سيادة التنافس من ّ
التنمية المستدامة لعام ّ ،2030إل أ ّن جائحة كورونا سبّبت انتكاسات كبيرة في األدوات .5اختيار األهل للمدرسة بنا ًء عىل معلومات تتّصل أجل تقديم خدمات تعليميّة متميّزة ،والذي غال ًبا ما تخرج منه
القياسيّة المستخدمة لرصد تق ّدم التعليم ،وفرضت ضرورة إعادة النظر في األهداف بمدى جودة التعليم فيها. ً
رابحة ،داع ًيا الحكومات المؤسسات التعليميّة غير الحكوميّةّ
ال ُمتعلِّقة بالتعليم االبتدائ ّي والثانويّ ،والطفولة المبكرة ،والتّعليم التقن ّي والمهن ّي .6فعاليّة المنافسة في تحسين المدرسة. المؤسسات جميعها ،ومساعدتها عىل تحسين ّ ّ
إىل التدخل في
والجامع ّي ،وتعليم الكبار ،ومهارات العمل ،واإلنصاف ،وإلمام الكبار بالقراءة والكتابة ّ
الخاصة. .7أفضليّة المدارس والجامعات خدماتها ،وتقييم إنجازاتها ،ونشر مخرجات التقييم .تط ّرق
والحساب ،والتنمية المستدامة والمواطنة العالميّة ،ومرافق التعليم ،والمنح الدراسيّة، حل للتس ّرب المدرس ّي. الخاص ًّّ .8اعتبار التعليم التقرير ،كذلك ،إىل ضرورة تفكير صنّاع السياسات في الخيارات
والمعلّمين ،والتمويل ،والتعليم المتّصل بأهداف التنمية المستدامة األخرى. ً ّ
الخاص حل لثغرات تمويل التعليم. ّ .9اعتبار التعليم األساسيّة التي تتاح لألطراف غير الحكوميّة في التعليم ،بين
.10قدرة تنظيم النشاط غير الحكوم ّي عىل تجاوز جميع اإلنصاف وحر يّة االختيار ،وبين تشجيع المبادرات ووضع
َخلُص التقرير ،في النهاية ،إىل مجموعة من التوصيّات التي دعا فيها إىل ضرورة تفادي المخاوف المتّصلة بتوفير الخدمات التعليميّة. المعايير ،وبين الوسائل واالحتياجات ،وبين االلتزامات الفور يّة،
تمويل التعليم ،لتفضيل بعض ّ
الطلب واستثناء غيرهم ،وإىل إرساء معايير الجودة واالتفاق بموجب الهدف 4من أهداف التنمية المستدامة ،وااللتزامات
المؤسسات الحكوميّة وغير الحكوميّةّ تنطبق عىل
ِ عىل عمليّات مشتركة للرصد والدعم انتقل التقرير ،بعد ذلك ،إىل مسألة مدى توفير األطراف التي يتعيّن تحقيقها تدريجيًّا ،وبين قطاع التعليم والقطاعات
ً
فضل عن تيسير نشر االبتكار من خالل النظام التعليم ّي ألجل الصالح العامّ، جميعها، الفاعلة غير الحكوميّة للخدمات وفق تصنيف مبن ّي عىل االجتماعيّة األخرى.
ّ
والحفاظ عىل الشفافيّة والشموليّة في عمليّة وضع السياسات العامة عىل النحو الذي طبيعة عالقتها بالدولة ،وعىل دوافعها وأسعارهاُ ،م ِ ّ
ؤك ًدا
ّ
الخاصة. عطّل المصالح
يُ ِ شكله التنظيم من تح ٍّد أمام الحكومة لتقديم عىل ما ّ أكد التقرير أ ّن ث ّمة ً
نقاشا دائ ًرا حول قدرة األطراف الفاعلة وقد ّ
نصفة ،وبنوعيّة جيّدة ،مع اإلشارة إىل التعليم بصورة ُم ِ غير الحكوميّة ،من خالل نشاطاتها التعليميّة ،عىل تعزيز الكفاءة
أه ّم المؤثّرات المسهمة في تحقيق ذلك ،والكامنة في واإلنصاف والشمول واالبتكار في قطاع التعليم ،وقد أسفر
هذا النقاش عن ُمؤيِّدين للنشاطات التعليميّة غير الحكوميّة،
ومعارضين لها .وخلُص إىل أ ّن جميع األطراف ،الحكوميّة وغير
الحكوميّة ،ال يمكن االستغناء عنها في الدور التكميل ّي الذي
تلعبه في تقديم الخدمات التعليميّة.
ووقف التقرير عند عشر خرافات رائجة حول األطراف الفاعلة
رمان القواميس بملصقات غنيّة بالتفاصيل لتشجيع عزّزت ّ رمان من تجربة شخصيّة للباحثة التربويّة جاءت فكرة ّ
ً
عالقة معها، الحوار ،وشخصيّات مركز يّة ليبني المتعلّم َ ّ
ماجدة حوراني خالل فترة عملها معلمة لغة عربيّة في
فتساعده عىل االندماج واالستمتاع أثناء عمليّة التعلّم. الواليات المتّحدة األمريكيّة لألطفال غير الناطقين بها ،إذ
رمان ملصقات حائط بأحجام وموضوعات متع ّددة أنتجت ّ ً
أصيل مص ّو ًرا قاموسا عربيًّا
ً لم تجد ،خالل فترة تدريسها،
.1ثالث خرائط حائط ُص ّممت بعناية فائقة إلظهار خرائط الحائط التفاعل ّية الصف ّي ،من أجل توفير أدوات متكاملة تدعم ّ لالستخدام لألطفال ،بمعنى أ ّن القواميس العربيّة المصوّرة كانت
المعلومات الثقافيّة الثر يّة ،تتض ّمن أكثر من ستّين القواميس في تبسيط عمليّة تعلّم لغة جديدة .كما أنتجت قواميس مترجمة عن لغات أخرى ،ونقلت رسوماتها من
موقعا حضار يًّا وثقافيًّا بجود ٍة عالية إلظهار جماليّة
ً رمان إىل إنتاج خرائط الوطن العرب ّي للحائط ،باعتبارها سعت ّ لكل قاموس تدعم تعلّم المفردات الجديدة، بطاقات ّ لغاتها األصليّة .وشرعت حوراني بالبحث من أجل تحقيق
المواقع ،إىل جانب أه ّم المعلومات السياحيّة أداة مرئيّة تفاعليّة لنقل الثقافة العربيّة إىل الذين يسعون ً ولتساعد عىل التعلّم بشكل متكامل من خالل التكرار وتحفيز وجود قاموس عرب ّي مصوّر أصيل ،يحتوي مضامين عربيّة
والجغرافيّة إلنتاج لوحة فنّيّة زاخرة بالمعلومات عن إىل فهم جغرافيّتها وتاريخها وثقافتها .تشمل هذه الخرائط االسترجاع النشط ،ما يس ّهل تخزين الكلمات الجديدة في ثقافيّة ،ويعبّر عن الثقافة العربيّة اإلنسانيّة.
الوطن العرب ّي. جميع الدول العربيّة وأسماء العواصم والمدن الرئيسة في الذاكرة ،ويس ّهل عمليّة التعلّم من خالل اللّعب بها فرديًّا
.2أوراق عمل تفاعليّة لدعم الحصول عىل المعلومات من كل بلد ،وأه ّم المواقع السياحيّة واألثر يّة ،باإلضافة إىل ّ وضمن مجموعات. تُق ِّدم ّ
رمان موار َد مختلفة بطريقة ُمنتقاة ،لتبسيط عمليّة
خالل التفاعل مع الخريطة. األنهار والبحيرات والبحار والجبال والصحاري. التعلّم بتوفيرها موا ّد مساندة وداعمة ألي ّ منهاج مدرس ّي
ّ
.3جواز سفر ثقاف ّي التّحاد الدول العربيّة ،يتطلب حصول يعتبر مشروع خرائط الوطن العرب ّي أوىل األدوات البصر يّة أو استخدام فرديّ ،وهذه الموا ّد تتنوّع بين سلسلة قواميس
المتعلّمين عليه إنجاز بحث عن بلد عرب ّي ،وهو بمثابة رمان ثالثةالتفاعليّة ال ُمنتَجة في الوطن العرب ّي ،إذ أنتجت ّ مصوّرة ،وملصقات وبطاقات ،وخرائط حائط تفاعليّة.
دليل منظّم لألطفال الكتشاف معلومات حول جميع شكل أدوات تعلّميّة يستطيع األطفال ما بين عمر خرائط لتُ ِ ّ
البلدان العربيّة. عاما استخدامها في تطوير معرفتهم الستّة والثمانية عشر ً سلسلة القواميس ال ُمص ّورة
.4دليل حول كيفيّة تفعيل الخريطة قدر اإلمكان ،للوصول الجغرافيّة واللغويّة والثقافيّة حول بلدان المنطقة العربيّة.
إىل مستويات مختلفة من التعليم ،وربطها بوحدات رمان بفكرة أ ّن التعلّم يجب أن يكون تفاعليًّا وتكامليًّا
تؤم ُن ّ هي مجموعة قواميس لغويّة وثقافيّة بالدرجة األوىل،
تعليميّة متنوّعة. ومشو ًّقا ،وانطالقا من فكرة التعلّم النّشط ،شملت الخرائط
ً رجمت عنوبلغات ُمختلفة ،ت ُ َ
ٍ وبمواصفات تربويّة وعالميّة،
عىل: القاموس العرب ّي ال ُمص َّور ،الذي كان باكورة إصدارات ّ
رمان،
جامعا للمعلومات أو ً من ينجح بهذه الوسيلة في أن يصبح "يكشف التحليل الموضوع ّي لعالقة المعلّم والطالب القائمة
كتالو ًجا لها ،ولكن تبقى الحقيقة العارية وهي أ ّن الذي ُخ ِزّن داخل المدرسة وخارجها عن أسلوب التواصل بينهما ،وهو
بالفعل ليست المعلومات وإنّما عقل اإلنسان الذي ُح ِرم بهذا حاك يقوم بدوره المعلّم ومستمعأسلوب يعتمد عىل وجود ٍ
ّ
الموفق في التعليم من فرص اإلبداع والتطوير ،إذ األسلوب غير عامة أو أبعا ًدا يقوم بدوره الطالب ،وسواء كان الموضوع ً
قيما ّ
الحق دون أن يتساءل ّ كيف يمكن لإلنسان أن يمارس وجوده عقليّة مستم ّدة من الواقع فإنّه ّ
يظل فاق ًدا للحياة ،وتلك هي
ودون أن يعمل؟ أزمة التعليم.
الحقة إنّما تنبثق من ّ ليس ذلك بالطبع ممكنًا ،أل ّن المعرفة يتح ّدث المعلّم عن الواقع وكأنّه موات ال حياة فيه أو كأنّه
اإلبداع الذي هو وليد القلق المستمر ،وبالتالي ال يستطيع متوقف ومحصور وقابل لالستنتاج ،وبذلك يبدو الموضوع ّ
اإلنسان أن يجيب عن تساؤالته ّإل إذا اتصل بهذا العالم وعمل غري ًبا عىل خبرة التالميذ ،وتنتهي مه ّمة المد ّرس في هذه
مشاركا مع غيره .ويتضح من مفهوم التعليم البنك ّي ً فيه قصته وهو محتوى العالقة عند ملء عقول التالميذ بمحتوى ّ
يتفضل بها أولئك الذين يعتبرون ّ أ ّن التعليم مج ّرد منحة مبتسر ال يستثير اهتمام أولئك الذين أ ُ ِر يد لهم أن يتعاملوا معه،
أنفسهم مالكين للمعرفة عىل أولئك الذين يفترضون أنّهم ال ُ
فرغت من محتواها و ُج ِ ّوفت لتصبح في ذلك أ ّن الكلمات قد أ ِ
يعرفونها ،غير أ ّن إضفاء الجهل عىل اآلخرين هو في حقيقته النهاية مثا ًرا لألغراب.
من مخلّفات فلسفة القهر التي تج ّرد التعليم والمعرفة من
خاصيّتهما كعمليتي بحث مستم ّر من أجل اكتساب الح ّر يّة. إ ّن أه ّم ما يميّز التعليم التلقين ّي هي لهجته المتعالية وعدم
وفي إطار التعليم البنك ّي يق ّدم المد ّرس نفسه للتالميذ عىل أنّه قدرته عىل إحداث التغيير ،16 = 4 × 4 .عاصمة كذا ،كذا.
الصورة المضادة لهم ،وهو بإضفائه صفة الجهل عليهم يب ّرر ّ
والتذكر وإعادة الجمل الطلب فينحصر دورهم في الحفظ أما ّ ّ
وجوده كأستاذ لهم ،وعند هذه المرحلة يت ّم تغريب التالميذ التي سمعوها دون أن يتع ّمقوا في مضمونها ،وليس من هدف
واستعبادهم .وبحسب المنظور الهيجل ّي للديالكتيك فإ ّن ّ
التذكر الطلب عىل أسلوب لهذا التعليم التلقين ّي سوى تعويد ّ
أيضا تبرير لوجود األستاذ بينهم، اعتراف التالميذ بجهلهم هو ً ّ
يصب الميكانيك ّي لمحتوى الدرس ،وتحويلهم اىل آنيّة فارغة
ً
مطلقا وعىل غير ما يكون العبيد فإ ّن هؤالء التالميذ ال يكتشفون فيها المعلّم كلماته الجوفاء .وما ّ
ظل المعلّم قاد ًرا عىل القيام
أنّهم يعلّمون األستاذ .وفي ضوء ما ذكرناه يتبيّن لنا أ ّن التعليم بهذه المه ّمة كان ً
دليل عىل كفاءته ،وما ظلّت األواني قادرة عىل
حل التناقض القائم بين األستاذ الحق هو ذلك الذي يعمد اىل ّ ّ الطلب ،وهكذا أصبح التعليم االمتالء كان ذلك ً
دليل عىل امتياز ّ
وتلميذه ويعمد إىل إيجاد نوع من المصالحة يصبح الطرفان الطلب فيه اىل بنوك يقوم األساتذة فيهاضربًا من اإليداع تحوّل ّ
وطلبًا في الوقت نفسه.فيها أساتذة ّ بدور المودعين ،فلم يعد األستاذ وسيلة من وسائل المعرفة
واالتصال ،بل أصبح مصدر بيانات ومودع معلومات ينتظره
الطلب في صبر ليستذكروا ما يقوله ث ّم يعيدوه ،ذلك هو ّ
فرايري ،باولو .)1980( .تعليم المقهورين( .ترجمة :نور عوض ،يوسف). المفهوم البنك ّي للتعليم الذي تح ّدد فيه دور الطالب كمستقبل
دار القلم .ص.52-51 . للمعلومات يمأل بها رأسه ويخزّنها دون وعي .وال ّ
شك أ ّن هناك
التغيير التربوي ّ صعب ج ًّدا ،كأنّني أريد تحريك عجلة ضخمة، في رام هللا ،وفي مدرسة المطران في القدس .وكان صديقي تعمل اآلن بعد مسيرة طويلة في التعليم في مجال تطويره،
وأشعر أحيانًا بعدم القدرة عىل الدفع وحدي ،وبأنّني بحاجة إىل وزميلي خليل محشي يدرس ماجستير تربية في الجامعة لو تخ ّيلنا خبراتك وتجاربك المهن ّية ومنجزك األكاديم ّي
مساعدة اآلخرين. رت دراسة ماجستيراألميركيّة في بيروت ،فراودتني الفكرة وق ّر ُ والبحث ّي بمثابة منعطفات أو تقاطع طرق ،كيف يمكنك
وجدت أ ّن التربية أقرب إىل اهتماماتي من الفيزياء.
ُ تربية. رسم المسار الذي وصل بك إىل أن يكون انشغالك الرئيس
مثل ،كانت اهتماماتي البحثيّة المح ّرك الرئيس خلف تأسيس ً تطوير التعليم؟
برنامج ماجستير التربية في جامعة بيرزيت .كان تركيز البرنامج درست الدكتوراه في جامعة ستانفورد ،وكان ُ بعد الماجستير،
صل بتطوير ممارسات المعلّمين في بحثيًّا أكثر من كونه متّ ً دائما أن أعود إىل جامعة بيرزيت ،فارتباطي بها ،منذ كانت ه ّمي ً درست بكالوريوس فيزياء في كلّيّة بيرزيت في الجامعة ُ البداية من الفيزياء،
الحقل التربويّ ،ولكن بالرغم من ذلك أصبح كثيرون من خ ّر يجي عاما .كان لي دور يمكنني تقديمه كلّيّة ،وعمري سبعة عشر ً درست ماجستير فيزياء في الجامعة نفسها ،ولكن ُ األمريكيّة في بيروت ،ث ّم
البرنامج مدراء مدارس ومشرفين ومو ّجهين في التربية ،سوا ًء في تلك الفترة ،وال سيّما أ ّن كثي ًرا من الزمالء التحقوا بالعمل فت عن إكمال الماجستير .كان من بسبب إضراب الجامعة سنة ّ 1975
توق ُ
الضفة الغربيّة أو القدس ،وكان إسهام البرنامج في ذلك ّ في فوجدت دوري أو رسالتي في التربية. ُ الفدائ ّي، ُ
ووجدت الصعب عل ّي ربط الفيزياء النظر يّة باألحداث السياسيّة من حولنا،
كنت في مجلس الجامعة، ُ بار ًزا .كذلك ،بعد فترة ،وحين معقدة ج ًّدا ،وثالث مواد في الميكانيكا الكالسيكيّة،
ّ نفسي أدرس رياضيّات
ضغطت بقوّة لتأسيس كلّيّة التربية،
ُ وعمي ًدا لكلّيّة اآلداب، كل انشغالي عىل محاوالت بعد الماجستير والدكتوراه ،ارتكز ّ حتّى أعرف كيف يتح ّرك البلبل ،وأ ّن له ثالثة أنواع من الحركات .هذا مثال
وصار لدينا بكالوريوس في التربية. لتحسين وضع التربية ،في أماكن مح ّددة أحيانًا ،في مدارس يوضح عدم إيجادي أي ّ ارتباط في تلك الفترة بين دراستي للفيزياء وما يحصل ّ
عامة أحيانًا
خاصة ومشاريع صغيرة بعينها ،وفي سياقات ّ ّ حولي.
أيضا في مساعدة زميلي خليل محشي ،مع نقابات أسهمت ً
ُ العامة في البلد.
ّ أخرى ،لمحاولة التأثير في السياسات التربويّة
المعلّمين في إنشاء مركز للمعلّمين ،وهو مركز التطوّر المهن ّي ً
واضحا لدي ّ كان انشغالي يتراوح بين هذين المستويين ،ولم يكن ُ
وعدت ُ
تركت، في تلك الفترة أصبحت اهتماماتي السياسيّة هي الغالبة ،لذلك
يتحكم المعلّمون أنفسهم بتطوّرهم المهن ّي،
ّ "المورد" ،وفيه أيّهما األكثر إفادة وتأثي ًرا في التربية ،فلطالما خالجني شعور بأ ّن إىل فلسطين وعلّمت لثالث سنوات في مدارس ّ
خاصة ،في مدرسة الفرندز