You are on page 1of 82

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‬


‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫شعبة علم النفس‬

‫مذكرة ماستر‬
‫ميدا ن‪ :‬العلوم الاجامتعية‬
‫الفرع‪ :‬عمل النفس‬
‫ختصص‪ :‬عمل النفس العيادي‬

‫اعداد الطالب‪:‬‬
‫مريم كيحل‬

‫التوافق الزواجي لدى أمهات األفطاا المصابين‬


‫بفطيف التوحد‪.‬‬
‫إشراف ‪:‬‬

‫د‪ .‬راضية حاج لكح‬

‫السنة الجامعية‪9191-9102 :‬‬


‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‬
‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫شعبة علم النفس‬

‫مذكرة ماستر‬
‫ميدان‪ :‬العلوم الاجامتعية‬
‫الفرع‪ :‬عمل النفس‬
‫ختصص‪ :‬عمل النفس العيادي‬

‫اعداد الطالب‪:‬‬
‫مريم كيحل‬

‫التوافق الزواجي لدى أمهات األفطاا‬


‫المصابين بفطيف التوحد‪.‬‬
‫إشراف ‪:‬‬

‫د‪ .‬راضية حاج لكح‬

‫السنة الجامعية‪9191-9102 :‬‬


‫شكـــــــــــــــــــــــر وتقـــــــــــــــدير‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬

‫الشكر األول واألخير هلل سبحانه وتعالى الذي أعانني ووهبني القدرة على إنجاز هذا العمل‬

‫المتواضع ‪.‬‬

‫والشكر والتقدير ألستاذتي المشرفة " حاج لكحل راضية "‬

‫لتفضلها باإلشراف على هذه الرسالة وتوجيهاتها التي لم تبخل علي بها وصبرها وحرصها على‬

‫متابعتي في المذكرة ‪ ،‬وأتوجه بالشكر لكل أساتذة شعبة علم النفس العيادي على مجهوداتهم‬

‫القيمة‪.‬‬

‫كما أتوجه بالشكر أيضا إلى أمهات أطفال طيف التوحد اللواتي أتحن لي الفرصة إلجراء‬

‫المقابلة وتطبيق المقياس ولم يبخلن علي وكن متعاونات ‪.‬‬

‫إلى أسرتي الكريمة وكل من مد لي يد العون النجاز هذا البحث العلمي ‪.‬‬

‫وآخر دعائي الحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬


‫ملخص الدراسة‬

‫ملخص الدراسة ‪:‬‬

‫هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على مستوى التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين‬
‫بطيف التوحد ‪.‬‬
‫وأعتمدنا في بحثنا على المنهج العيادي القائم على تقنية دراسة الحالة ‪,‬حيث اجرينا مقابالت فردية‬
‫عيادية مع مجموعة من امهات االطفال المصابين بطيف التوحد ‪.‬وهو ما ساعدنا على تحديد مجموعة‬
‫الدراسة النهائية التي قدرت بحالتين تراوحت اعمارهن بين (‪, )13-13‬وقد قامت الباحثة بتطبيق مقياس‬
‫التوافق الزواجي عليهن‪.‬‬
‫وبعد تحليل معطيات مقياس التوافق الزواجي توصلنا الى ‪:‬‬
‫‪-‬توقعنا في فرضية الدراسة ان مستوى التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين بطيف التوحد‬
‫منخفض وقد تحققت الفرضية واظهرت حاالت الدراسة ان توافقهن الزواجي منخفض‪.‬‬
‫ولجمع البيانات استخدمت الباحثة األدوات التالية ‪ :‬المقابلة العيادية النصف موجهة ‪ ,‬ومقياس التوافق‬
‫الزواجي لمراد بوقطاية ( ‪. ) 0222‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬التوافق الزواجي ‪ ,‬طيف التوحد ‪.‬‬


‫ملخص الدراسة‬

Summary of the study


The current study aimed to determine the extent to which mother of autistic
child suffer from a decrease in her marital compatibility .certified from a
hypothesis that mother of autistic child suffer from a decrease in her marital
compatibility . and the researcher had followed the clinical approache case study.

Cases study the researcher conducted individual clinical interviews with


mothers of autistics children. Which helped the researcher determine the final
cases study which estimated in two 2 cases where the following conditions are
met if they are married .and not to exceed the age of 06 year . not any organic
ilness.and must be a house wife .

In order to collect the data the researcher used the following tools the semi
direct clinical interview. And the marital compatibility measure for morad
bougattaia .
.

Key words: marital compatibility. Autism spectrum disorder.


‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫شكر وتقدير‬
‫ملخص الدراسة باللغة العربية‬
‫ملخص الدراسة باللغة االجنبية‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس الجداول‬
‫مقدمة‬
‫الجانب النظري‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار النظري العام للدراسة‬


‫‪3‬‬ ‫اإلشكالية‬ ‫‪23‬‬
‫‪0‬‬ ‫فرضية الدراسة‬ ‫‪20‬‬
‫‪1‬‬ ‫أهمية الدراسة‬ ‫‪21‬‬
‫‪4‬‬ ‫اسباب إختيار الموضوع‬ ‫‪24‬‬
‫‪5‬‬ ‫تحديد المفاهيم‬ ‫‪25‬‬
‫‪6‬‬ ‫الدراسات السابقة‬ ‫‪26‬‬
‫‪8‬‬ ‫تعقيب على الدراسات السابقة‬ ‫‪20‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬طيف التوحد‬
‫‪32‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪32‬‬ ‫لمحة تاريخية عن اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪23‬‬
‫‪33‬‬ ‫تعريف اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪20‬‬
‫‪30‬‬ ‫أعراض اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪21‬‬
‫‪30‬‬ ‫خصائص اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪24‬‬
‫‪31‬‬ ‫تصنيفات اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪25‬‬
‫‪34‬‬ ‫أسباب اضطراب طيف التوحد‬ ‫‪26‬‬
‫‪36‬‬ ‫المعايير التشخيصية حسب الدليل االحصائي والتشخيصي الخامس لطيف التوحد‬ ‫‪20‬‬
‫‪30‬‬ ‫النظريات المفسرة الضطراب طيف التوحد‬ ‫‪28‬‬
‫‪33‬‬ ‫أساليب التدخل العالجي‬ ‫‪23‬‬
‫‪03‬‬ ‫الخالصة‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬التوافق الزواجي‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪01‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪01‬‬ ‫تعريف التوافق‬ ‫‪23‬‬
‫‪01‬‬ ‫تعريف التوافق الزواجي‬ ‫‪20‬‬
‫‪04‬‬ ‫مفاهيم مرتبطة بالتوافق الزواجي‬ ‫‪21‬‬
‫‪04‬‬ ‫أبعاد التوافق الزواجي‬ ‫‪24‬‬
‫‪05‬‬ ‫مظاهر التوافق الزواجي‬ ‫‪25‬‬
‫‪05‬‬ ‫أساسيات التوافق الزواجي‬ ‫‪26‬‬
‫‪06‬‬ ‫العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي‬ ‫‪20‬‬
‫‪08‬‬ ‫قياس التوافق الزواجي‬ ‫‪28‬‬
‫‪08‬‬ ‫النظريات المفسرة للتوافق الزواجي‬ ‫‪23‬‬
‫‪13‬‬ ‫معوقات التوافق الزواجي‬ ‫‪32‬‬
‫‪10‬‬ ‫مظاهر سوء التوافق الزواجي‬ ‫‪33‬‬
‫‪11‬‬ ‫طيف التوحد والتوافق الزواجي لدى األمهات‬ ‫‪30‬‬
‫‪15‬‬ ‫الخالصة‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬إجراءات الدراسة الميدانية‬
‫‪18‬‬ ‫الدراسة االستطالعية ونتائجها‬ ‫‪23‬‬
‫‪18‬‬ ‫منهج الدراسة‬ ‫‪20‬‬
‫‪18‬‬ ‫حاالت الدراسة‬ ‫‪21‬‬
‫‪13‬‬ ‫مجال الدراسة‬ ‫‪24‬‬
‫‪13‬‬ ‫أدوات الدراسة‬ ‫‪25‬‬
‫‪13‬‬ ‫المقابلة العيادية النصف موجهة‬ ‫‪3-5‬‬
‫‪13‬‬ ‫مقياس التوافق الزواجي‬ ‫‪0-5‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬عرض ومناقشة النتائج‬
‫‪14‬‬ ‫عرض وتحليل نتائج الحالة األولى‬ ‫‪23‬‬
‫‪46‬‬ ‫عرض وتحليل نتائج الحالة الثانية‬ ‫‪20‬‬
‫‪52‬‬ ‫مناقشة النتائج على ضوء فرضية الدراسة‬ ‫‪21‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المالحق‬

‫فـــــــــــــــــــــــهرس الجداول ‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪42‬‬ ‫جدول يوضح أبعاد مقياس التوافق الزواجي لمراد بوقطاية‬ ‫‪23‬‬
‫‪45‬‬ ‫جدول يوضح نتائج الحالة األولى على مقياس التوافق الزواجي‬ ‫‪20‬‬
‫‪48‬‬ ‫جدول يوضح نتائج الحالة الثانية على مقياس التوافق الزواجي‬ ‫‪21‬‬
‫مقـــــــــــــــــدمــــــــــــــــة‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫يعد التوافق من المتطلبات الجوهرية والهامة في كافة مستويات الحياة ويعبر عن تمتع الفرد بالصحة‬
‫النفسية والجسدية وتجعله يسلك نحو مواقف الحياة سلوكا يدل على توافقه وتقبله لذاته ولآلخرين سواء داخل‬
‫األسرة أو خارجها ‪ .‬فاألسرة مؤسسة عظيمة ولبنة أولى أساسية في بناء المجتمع ‪.‬حيث تعد الحياة الزوجية‬
‫عالقة إنسانية حميمية تحتاج الحب واالحترام لتنمو بشكل سليم ‪.‬‬

‫ويمثل التوافق الزواجي جوهر الغاية التي يصبو إليها األزواج في عالقاتهم الزواجية ومطلبا أساسيا‬
‫لضمان استقرار واستم اررية األسرة وحمايتها من التفكك ‪.‬وكذلك مظه ار داال على سواء وصحة العالقة التي‬
‫تجمع بين الزوجين وبالتالي صحة المناخ األسري ‪.‬ونجاحهما في مواجهة الضغوطات الحياتية وتشاركهما في‬
‫مسؤوليات الحياة الزوجية ويكفل لهما إشباع حاجاتهما النفسية والجسدية والشعور بالرضا واآلمن النفسي‬
‫ويدفعهما نحو النجاح والكفاءة في العمل‪.‬‬

‫ومن العوامل التي يمكن أن تؤثر على التوافق الزواجي بشكل أو بآخر هم االبناء ‪.‬فهم يحتاجون قد ار‬
‫كبي ار من التكلفة العاطفية والمالية‪.‬إضافة إلى الوقت والجهد وقد يكون هناك اختالف بين الزوجين حول عدد‬
‫األطفال الذين ينبغي إنجابهم ‪.‬فماذا لو تعلق األمر بمعاناة االبن من اضطراب مزمن كطيف التوحد مع كل‬
‫ما يحمله من خصائص سلوكية ولغوية‪ .‬نفسية واجتماعية وما يترتب عليها من صعوبات تواجه األبوين ‪.‬وقد‬
‫عرف هذا االضطراب في السنوات األخيرة انتشا ار رهيبا حول العالم حيث تشير اإلحصائيات العالمية إلى‬
‫ارتفاع نسبته من ‪ 3‬مصاب لكل ‪ 32222‬نسمة سنة ‪ 0224‬إلى ‪ 3‬مصاب لكل ‪ 322‬نسمة في سنة‬
‫‪ .0230‬بعض الدول اقل من ذلك مثل كندا التي بلغت نسبة انتشار التوحد فيها ‪3‬مصاب لكل ‪ 66‬نسمة ‪.‬‬
‫أما في الجزائر من فان اإلحصائيات المقدمة سنة ‪ 0236‬تشير إلى أن عدد المصابين بهذا االضطراب قد‬
‫بلغ ‪ 422222‬حالة ‪(.‬مزوز بركو واخرون ‪,0238,‬ص ‪)3‬‬

‫ويعاني الوالدان من خوف استثنائي حيال طفلهم الذي يحتاج إلى رعاية خاصة‪ .‬وتزداد حدة الضغوط‬
‫النفسية لدى األمهات أكثر منها عند اآلباء فهن يشعرن باأللم لعدم وجود استجابة الطفل العاطفية ويشعرن‬
‫بالقلق الدائم على مستقبله وكذلك تحملهن لعبء طفل غير سوي هن انفسهن قد ال يعرفن الطريقة السليمة‬
‫للتعامل معه‪ .‬ومما قد يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية وقد ينعكس على حياتهن الزوجية و االجتماعية‪.‬‬

‫والجل هذا كان موضوع بحثنا حول التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين بطيف التوحد‬
‫والذي تناولناه في جانبين جانب نظري وجانب تطبيقي ‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمــــــــــة‬

‫الجانب النظري للدراسة ضم ثالثة فصول ‪:‬‬


‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬تطرقنا فيه إلى إشكالية الدراسة وفرضياتها ودواعي اختيار الموضوع وأهدافه وأهميته‬
‫وبعض الدراسات السابقة والتعقيب عليها‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬تناولنا فيه تعريف التوافق الزواجي مفاهيم مرتبطة به أبعاده مظاهره أساسياته العوامل‬
‫المؤثرة فيه قياسه النظريات المفسرة له معوقاته ومظاهر سوء التوافق الزواجي ‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الثالث ‪ :‬حول طيف التوحد تعريفه أعراضه أسبابه تصنيفاته خصائص الطفل التوحدي المعايير‬
‫التشخيصية لمحة تاريخية وأخي ار طيف التوحد والتوافق الزواجي لدى األم ‪.‬‬

‫أما الجانب الثاني فقد خصص للتطبيقي ويشمل فصلين هما كالتالي ‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل الرابع ‪ :‬ضم اإلجراءات الميدانية من دراسة استطالعية والمنهج وحاالت الدراسة واألدوات‬
‫المستخدمة ‪.‬‬

‫‪ ‬الفصل الخامس ‪ :‬واألخير قمنا بعرض النتائج وتحليلها ومناقشتها‪.‬‬


‫الخاتمة تضمنت حوصلة لمنطلقات البحث من منهج حاالت الدراسة أدوات مستعملة فيه وأخي ار تذكير‬
‫بنتائج البحث واإلجابة عن فرضياته مع تقديم بعض التوصيات واالقتراحات‪.‬‬

‫ب‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار النظري العام للدراسة‬
‫‪ /3‬اإلشكالية‬
‫‪ /0‬فرضية الدراسة‬
‫‪ /1‬أهمية وأهداف الدراسة‬
‫‪ /4‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪ /5‬تحديد المفاهيم‬
‫‪ /6‬الدراسات السابقة‬
‫‪ /0‬تعقيب على الدراسات السابقة‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-1‬اإلشكالية ‪:‬‬

‫يعد طيف التوحد اضطرابا نمائيا عصبيا يصيب األطفال حديثي العهد في سن مبكرة فيعجز الطفل‬
‫منذ السنوات الثالث األولى من حياته في تطوير مهاراته االجتماعية نتيجة االضطرابات العصبية التي‬
‫يتعرض لها مما يؤثر على تواصله اللفظي والغير اللفظي ‪.‬باإلضافة إلى أن تأثيره يمتد ليشمل جوانب عدة‬
‫من شخصية الطفل حيث أنه اضطراب يتميز بعجز في بعدين أساسين هما عجز في التواصل والتفاعل‬
‫االجتماعي ومحدودية األنماط واألنشطة السلوكية ويتضمن ثالث مستويات على أن تظهر األعراض في فترة‬
‫نمو مبكرة مسببة ضعف شديد في األداء االجتماعي والمهني ‪.‬‬
‫(محمود حمدي‪ ,0202 ,‬ص ‪)33‬‬

‫وبناء عليه فان الطفل التوحدي يحتاج قد ار كبي ار من االهتمام والرعاية مقارنة بالطفل العادي ويعزو‬
‫بعض الباحثين المصدر الرئيسي للضغط لدى أولياء األطفال االمصابين بطيف التوحد إلى الصعوبات‬
‫اليومية للعائلة والتي تسببها السلوكات العديدة للطفل المصاب ‪ ,‬ويضاف إليها ضرورة التكيف مع االختالف‬
‫وعدم الشعور باألمن إزاء مستقبل هذا الطفل ‪ ,‬فحسب المالحظات فان أولياء األطفال المصابين بالتوحد‬
‫يظهرون احتماالت مرتفعة من العزلة االجتماعية واالنفصال الزواجي ‪ ,‬كما أن تقدمهم على المستوى المهني‬
‫صعب جدا وهم يعيشون القلق أكثر ولهم إدراك سلبي لكفاءاتهم كأولياء ‪ ,‬ويهدد صحتهم النفسية والجسدية‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته دراسة "جارسين" و "موكسنس " (‪ )3112‬أن االضطرابات السلوكية للطفل التوحدي‬
‫تهدد قدرة األولياء على البقاء بصحة جيدة ‪ ,‬وانه كلما زادت حدتها وشدتها تكون أكثر تهديدا ‪ ,‬وان الضغط‬
‫الناتج عنها يزيد في حين تنخفض الق اررات األبوية ونوعية الحياة إضافة إلى تأخر الحياة الزوجية‪.‬‬
‫(حادي ‪ 0238 ,‬ص ‪)32‬‬

‫وبتأثر حياتهما الزوجية يتأثر توافقهما الزواجي الذي هو "درجة التواصل الفكري الوجداني ‪ ,‬العاطفي‬
‫الجنسي بين الزوجين ‪ ,‬بما يحقق لهما اتخاذ أساليب توافقية سليمة تساعدهما في تخطي ما يتعرض حياتهما‬
‫الزوجية وتحقيق أقصى قدر معقول من السعادة والرضا" ‪ .‬فبالتوافق الزواجي يجد كل من الزوج والزوجة في‬
‫عالقتهما الزوجية ما يشبع حاجاتهما الجسمية والعاطفية واالجتماعية ويولد لهما شعو ار باالنتماء واالرتياح‬
‫‪(.‬محيلي‪ 0233,‬ص‪) 8‬‬

‫إن العالقة الزوجية الجيدة تعزز الوظيفة األبوية للزوجين وتقوي روابط الدعم بينهما عند الحاجة‪ .‬وقد‬
‫تحدث خالفات بينهما خاصة لو تعلق االمر بمعاناة االبن من اضطراب كطيف التوحد الذي هو في تزايد‬

‫‪1‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫كبير في االونة االخيرة‪ ,‬وفي الغالب األم هي من تتحمل المسؤولية وحدها في االهتمام بابنها المريض ‪,‬‬
‫باإلضافة إلى الصعوبات المرافقة لعملية التكفل به نظ ار لغياب التواصل وانغالقه على ذاته والجمود العاطفي‬
‫واالنفعالي وانعكاسات ذلك على حياتها الشخصية واالجتماعية والزوجية والمهنية ‪(.‬ابراهيمي‪ 0235,‬ص‪)18‬‬

‫هذا ما أكدته دراسة "رحال سامية" أن أكثر الصعوبات التي يجدها األولياء في تكفلهم بابنهم المصاب‬
‫بالتوحد تتعلق باإلعراض السلوكية كالعناد وعدم التقبل ‪ ,‬واإلحباط وضعف شبكة الدعم االجتماعي من طرف‬
‫عائلة الزوج ‪ ,‬واضطرار الزوجة للتخلي عن طموحاتها المهنية من اجل التكفل باالبن واحساسها تبعا لذلك‬
‫بالعزلة االجتماعية ‪ ,‬باإلضافة أن أنماط التواصل بين الزوجين غير وظيفية أحيانا والتؤدي إلى زيادة‬
‫االتصال بل إلى حفظه وال تؤدي إلى التكامل بل إلى التجنب ‪ ,‬كذلك بينت نتائج الدراسة ان هناك‬
‫اضطرابات في الدينامية الزوجية وبعض الصعوبات في التفاعل والتواصل آدت إلى سوء التوافق الزواجي"‪.‬‬
‫(رحال ‪ 0233,‬ص‪) 030‬‬
‫ومما سبق ذكره تحاول الباحثة الكشف عن تاثير طيف التوحد على التوافق الزواجي لالمهات ‪ ,‬وبناءا عليه‬
‫تم طرح التساؤل التالي ‪:‬‬
‫ما مستوى التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين بطيف التوحد ؟‬
‫‪-3‬فرضية الدراسة ‪:‬‬
‫مستوى التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين بطيف التوحد منخفض‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /2‬أهمية وأهداف الدراسة ‪:‬‬

‫تبرز أهمية الدراسة الحالية انطالقا من ناحيتين ‪:‬‬


‫من الناحية النظرية والتي نركز فيها على اغلب الدراسات التي تناولت اضطراب طيف التوحد وتاثيره‬
‫كاإلجهاد النفسي ‪ ,‬اإلنهاك والتعب ‪ ,‬مصادر الضغوط النفسية واستراتجيات المواجهة لدى‬ ‫على االم‬
‫األمهات ‪ ,‬وكذلك التوافق الزواجي الذي سنتناوله في دراستنا هذه‪.‬‬

‫حيث توفر هذه الدراسة معلومات قيمة حول التوافق الزواجي لدى هاته الفئة وكذلك التعرف على‬
‫العوامل أو المعوقات التي تلعب دو ار فاعال في سوء التوافق الزواجي ‪.‬‬
‫ومن الناحية التطبيقية تكمن أهميتها فيما يمكن الخروج به من نتائج يمكن االستفادة منها وتوظيفها‬
‫لتصميم برامج للتكفل بأمهات أطفال طيف التوحد ومساعدتهن على فهم اضطراب أبنائهن وتصحيح‬
‫التصورات الخاطئة عنه ‪ ,‬باإلضافة لكونها تساعد المختصين في اإلرشاد الزواجي لوضع برامج تساعد‬
‫األزواج وأسرهم على تخطي الصعاب للوصول إلى درجة عالية من االستقرار النفسي واألسري ‪.‬‬

‫أما الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو الكشف عن مستوى التوافق الزواجي لدى امهات االطفال‬
‫المصابين بطيف التوحد وتاثير االظطراب على صحتهن النفسية والجسدية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /4‬أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫كان السبب المباشر والوجيه في اختيارينا لموضوع دراستنا هو محاولة معرفة وتوضيح األثر الذي‬
‫يتركه وجود طفل مصاب بطيف التوحد على األسرة عامة واالم بشكل خاص‪ .‬وللتعمق في الموضوع قمنا‬
‫العديد من أمهات أطفال طيف التوحد‬ ‫بزيارة المركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعوقين ذهنيا أين قابلنا‬
‫‪ ,‬وقد اجرينا معهن مقابالت عيادية وقد كانت معاناتهن واضحة ‪ ,‬ومنهن من اضطرت للتخلي عن وظيفتها‬
‫كي تستطيع االهتمام بابنها وان هذا القرار جاء تحت وابل من الضغط وليس رغبة منها وان زوجها يلومها‬
‫باستمرار ويحملها المسؤولية كاملة وأنها تركت ابنها للمربيات وآثرت عملها بدال منه وأضافت بان الصعوبة‬
‫الكبيرة في تعليمه كيفية الولوج للحمام وانها اخذت وقتا طويال وهو ما ارهقها جسديا الن ابنها ممتليء وهو‬
‫مازاد من صعوبة االمر‪.‬‬
‫وقالت بان إخوته يخافون منه وال يحبون التواجد معه في نفس المكان وبان زوجها يرفض اصطحابه معه‬
‫لل حديقة خوفا من أن يحرجه ويأخذ إخوته األصحاء فقط لتضيف بأنها أصبحت منعزلة تماما وناد ار ما‬
‫تحضر المناسبات العائلية في الفترة األخيرة خاصة المتعلقة بأهل زوجها فهم دوما يطالبونها بأن ال تحضر‬
‫ابنها معها ألنهم ينزعجون من سلوكاته ويخافون على أطفالهم منه وبأنه يمكن أن يؤذيهم بحسب تعبيرها ‪.‬‬
‫وفي ظل غياب الدعم والمساندة األسرية بشكل عام والزوج بشكل خاص في ظل وجود طفل توحدي تجد‬
‫األم نفسها مجبرة على تحمل المسؤولية وحدها والقيام بعدة ادوار في نفس الوقت وهو ما يمثل ضغطا‬
‫إضافيا يستنزف طاقتها النفسية والجسدية وينعكس على توافقها النفسي والزواجي ‪ ,‬لهذا اختارت الباحثة‬
‫موضوع دراستها حول التوافق الزواجي لدى أم الطفل المصاب بطيف التوحد بغرض معرفة مستوى توافقهن‬
‫الزواجي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /5‬تحديد المفاهيم ‪:‬‬


‫‪ 1-5‬التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫يشير عالء الدين كفافي ‪ :‬إلى مفهوم التوافق الزواجي على أنه " مجال من مجاالت التوافق العام وواحد‬
‫من أنماط التوافقات االجتماعية التي يهدف من خاللها الفرد أن يقيم عالقات منسجمة مع قرينه في الزواج‬
‫ويجد كل من الزوج والزوجة في العالقة الزواجية ما يشبع حاجاتهما الجسمية والعاطفية مما ينتج عنه حالة‬
‫من الرضا الزواجي ‪(.‬جعفر ‪, 0233,‬ص ‪)02‬‬
‫التعريف االجرائي ‪:‬‬
‫هو نمط من انماط التوافق يهدف من خالله الفرد القامة عالقة منسجمة مع شريك الحياة ‪ ,‬والشباع‬
‫الحاجات النفسية والجسدية والعاطفية ويحقق الرضا الزواجي ‪ .‬وهو الدرجة الكلية التي تتحصل عليها‬
‫الحالتان على مقياس التوافق الزواجي لمراد بوقطاية (‪.)0222‬‬
‫‪ 3-5‬تعريف طيف التوحد ‪:‬‬

‫من االضطرابات النمائية التطورية والذي يظهر في مراحل الطفولة المبكرة وينتج عنه اضطرابات‬
‫عصبية تؤثر على وظائف الدماغ وتظهر على شكل مشكالت تشمل مجالين في نمو السلوك وهما التواصل‬
‫والتفاعل االجتماعي واالهتمامات مقيدة ومكررة من السلوك واألنشطة ‪(.‬تكالي ‪ 0238,‬ص ‪)30‬‬
‫التعريف االجرائي ‪:‬‬
‫اظطراب نمائي يعيق التطور يظهر في مراحل الطفولة المبكرة ويمس مجالين اساسيين في نمو السلوك‬
‫وهما التواصل والتفاعل االجتماعي ‪ ,‬وسلوكات وانشطة مقيدة ومكررة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /6‬الدراسات السابقة ‪:‬‬


‫‪ 1-6‬دراسات عربية ‪:‬‬

‫دراسة " سامية رحال "(‪)3112‬‬


‫" التوافق الزواجي في ظل وجود طفل توحدي "‬
‫هدفت الدراسة إلي تحديد طبيعة الصعوبات التي تصادف األولياء في تكفلهم بطفل مصاب بالتوحد ‪,‬‬
‫ومعرفة مدى انعكاس الصعوبات المختلفة الناجمة عن التكفل بطفل توحدي على التوافق الزواجي لوالديه ‪,‬‬
‫وقد خصت هذه الدراسة زوج من بين األزواج الذين لديهم طفل مصاب بالتوحد شريطة أن ال يكون الزوجان‬
‫منفصلين أو مطلقين ‪ ,‬ويسكنان معا ‪ ,‬وقد استخدمت في الدراسة األدوات التالية ‪ :‬المالحظة ‪ ,‬المقابلة‬
‫العيادية نصف موجهة ومقياس التوافق الزواجي " لسبانييه غراهام " وقد خلصت النتائج إلى ‪:‬‬
‫* إن أكثر الصعوبات التي يجدها األولياء في تكفلهم بابنهم المصاب بطيف التوحد هي تلك المتعلقة‬
‫بتصرفات الطفل أو بعبارة ادق تلك التي تتعلق باألعراض السلوكية كالعناد وعدم تقبل اإلحباط وتلك التي‬
‫تتعلق بضعف القدرات اللغوية التواصلية لديه‪ .‬كما ان ضعف الشبكة الدعم االجتماعي من طرف عائلة‬
‫الزوج واضطرار الزوجة للتخلي عن طموحاتها المهنية من اجل التكفل باالبن ‪ ,‬واحساسها تبعا لذلك بالعزلة‬
‫االجتماعية ‪ ,‬من بين االنعكاسات التي يعيشانها او على األقل الزوجة ‪.‬‬
‫*أما من حيث الدينامية الزوجية ‪ ,‬فقد لمسنا عدة نقاط اختالف بين الزوجين كعدم اتفاقهما حول تشخيص‬
‫التوحد وحول أسباب السلوكات الغير عادية لالبن المصاب به‪.‬‬
‫*أن أنماط االتصال بين الزوجين غير وظيفية أحيانا ‪ ,‬ألنها ال تؤدي الى زيادة االتصال بل الى خفضه وال‬
‫تؤدي الى التكامل بل الى التجنب‪.‬‬
‫*أن صعوبات التكفل بطفلهم التوحدي تتعلق بشكل كبير بالجانب السلوكي للطفل المصاب به‪.‬‬
‫* بالنسبة لنوعية الحياة الزوجية فقد تبين ان هناك اضطرابات في الدينامية الزوجية وبعض الصعوبات في‬
‫التفاعل والتواصل أدت الى سوء التوافق الزواجي(رحال‪0233,‬ص‪) 030‬‬
‫دراسة بوشعراية طاهر ‪:3112‬‬
‫"الضغوط النفسية وعالقتها بالتوافق األسري لدى أباء وأمهات أطفال التوحد‪".‬‬
‫هدفت الدراسة إلى معرفة الفروق بين الضغوط النفسية وعالقتها بالتوافق األسري باإلضافة إلى التعرف على‬
‫الفروق بين الضغوط النفسية والتوافق األسري وفقا لبعض المتغيرات الديموغرافية ‪ :‬الجنس ‪ ,‬العمر ‪ ,‬المستوى‬
‫التعليمي وعدد أفراد األسرة‪.‬‬
‫تكونت العينة من ‪ 302‬أبا وأما ألطفال توحديين (‪62‬اب ‪ 62 +‬ام) واستجابو لمقياس الضغوط النفسية‬
‫ألولياء أمور المعاقين ومقياس التوافق األسري ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد خلصت النتائج إلى عدم وجود عالقة بين الضغوط النفسية والتوافق األسرية لدى أولياء أمور األطفال‬
‫التوحد ‪ ,‬في الوقت الذي بينت الدراسة أن هناك فروق في مستوى الضغوط النفسية بين األمهات واآلباء‬
‫باإلضافة إلى عدم وجود أي فروق في الضغوط النفسية والتوافق األسري ووفقا للمتغيرات الديموغرافية ( عمر‬
‫الوالدين ‪ ,‬المستوى التعليمي ‪ ,‬وعدد أفراد األسرة ) (تكالي‪0238,‬ص‪)3‬‬
‫‪ 3-6‬دراسات اجنبية ‪:‬‬
‫‪KOYDMIR ET AL 2015‬‬

‫"جودة الحياة واألعراض االكتئابية لدى أمهات األفراد التوحديين" ‪.‬‬


‫هدفت الدراسة إلى الكشف ع ن جودة الحياة ووجود األعراض االكتئابية لدى أمهات األطفال من ذوي‬
‫اضطراب التوحد وتمثلت عينة الدراسة في أربعة أمهات تراوحت اعمارهم بين (‪08‬و‪00‬سنة) ‪ ,‬ذو دخل‬
‫متوسط ومستوى تعليمي منخفض وتراوحت أعمار أبنائهن بين( ‪32‬و‪ 42‬سنة) وتمثلت أدوات الدراسة في‪:‬‬
‫استبيان الخصائص االجتماعية والديموغرافية والصحة ‪ ,‬ومقياس منظمة الصحة العالمية لجودة الحياة ‪,‬‬
‫ومقياس بيك لالكتئاب واليأس ‪ ,‬ومقياس االكتئاب للراشدين وأظهرت الدراسة ‪:‬‬
‫‪ /3‬عدم وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين جودة لحياة وظهور األعراض االكتئابية تعزى لمتغير عمر‬
‫الطفل ‪.‬‬
‫‪ /0‬وجود عالقة ارتباطيه سلبية عالية بين جودة الحياة والمستويات العالية من األعراض االكتئابية وارتباط‬
‫معتدل بين البيئة والدخل ‪(.‬دعو ‪,‬شنوفي ‪,0231,‬ص‪)8‬‬
‫‪KOYDMIR ET AL 2009‬‬
‫"اثر وجود طفل توحدي على األم التركية "‬
‫أجريت هذه الدراسة بهدف التحقيق في اثر وجود طفل توحدي على حياة األم التركية عن طريق إجراء‬
‫مقابالت المنظمة مع ‪ 32‬أمهات ألطفال توحديين حيث تم تصميم أسئلة المقابلة للكشف عن جوانب من‬
‫تجارب األمهات مع طفل معاق ‪ .‬وأظهرت النتائج عن مجموعة متنوعة من المواضيع ذات الصلة بتجارب‬
‫األم ‪ ,‬كردود الفعل إثر والدة طفل معاق ‪ ,‬مصادر الضغوط ‪ ,‬استراتجيات المواجهة المستخدمة للتعامل مع‬
‫الضغوط ‪ ,‬وذكرت جميع األمهات أنهن يعانين من ضغوط نفسية بسبب المشاكل المالية والمطالب الثقيلة‬
‫لرعاية األطفال ‪ ,‬وأظهرت أيضا أن هناك قلق حول مستقبل الطفل مما يضاعف حجم الضغوط (حادي كوثر‬
‫‪0238,‬ص‪)33‬‬
‫‪SYMOUR 2013‬‬
‫" التعب ‪ ,‬اإلجهاد واستراتجيات المواجهة لدى أمهات أطفال التوحد "‬
‫أشارت هذه الدراسة إلى أن الصعوبات السلوكية لدى الطفل التوحدي قد تساهم في إرهاق الوالدين والذي‬
‫دوره يساهم في تبني األم استراتجيات مواجهة غير تكيفية وغير فعالة والتي تزيد من اإلجهاد لديها ‪ ,‬حيث‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تناولت هذه الدراسة تأثير التعب لدى األمهات واستراتجيات المواجهة والعالقة بين االضطرابات السلوكية‬
‫للطفل والضغط األمومي لدى ‪ 65‬طفال من ذوي اضطراب طيف التوحد الذين تتراوح أعمارهم بين (‪5-0‬‬
‫سنوات ) وأظهرت النتائج أن التغلب لدى األمهات واستراتجيات المواجهة غير المالئمة تتوسط العالقة بين‬
‫االضطرابات السلوكية للطفل واإلجهاد لدى األمهات ‪...‬‬
‫وأبرزت أهمية التعب على رفاه األمهات باعتبارها مجاال هاما البد من النظر فيه لدى أمهات أطفال‬
‫التوحد ‪( .‬حادي‪, 0238 ,‬ص ‪) 30‬‬
‫‪ /0‬تعقيب على الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫من خالل عرضنا ألبرز الدراسات التي تناولت اضطراب التوحد ‪ ,‬اتضح زيادة اهتمام الباحثين به ‪,‬‬
‫وذلك من خالل البحث في أسبابه واألعراض الجوهرية التي تميزه عن بقية االضطرابات النمائية األخرى ‪,‬‬
‫وتشخيصه وبرامج التكفل بأطفال التوحد ‪ ,‬وكذا االهتمام بانعكاسات هذا االضطراب ليس على الطفل وحده‬
‫كذلك وبخاصة األم واالضطرابات النفسية التي يمكن أن تصاب بها ‪ ,‬حيث شملت‬ ‫بل على أسرته‬
‫اضطرابات نفسية عديدة كالضغط النفسي ‪ ,‬والتعب واإلجهاد ‪ ,‬التوافق األسري واألعراض االكتئابية ‪.‬‬

‫ومن أهم األهداف التي سعت إليها الدراسات السابقة حول اضطراب التوحد هو معرفة تأثيره في أسرة‬
‫الطفل وأساليب المواجهة المستعملة وكذلك عالقته بجودة حياة األمهات والتوافق األسري ‪.‬‬

‫ولقد اختلفت الدراسات من حيث حجم العينة التي تراوحت بين (‪65‬و‪ )302‬أما ‪ ,‬وكذلك بالنسبة للعمر‬
‫الزمني للعينة بين متوسط العمر وكبار السن ‪ ,‬وتنوعت األدوات المستخدمة في البحوث تبعا لمتطلبات‬
‫البحث العلمي ‪ .‬مقياس إدراك الضغط ‪ ,‬مقياس التوافق األسري ‪ ,‬مقياس منظمة الصحة العالمية لجودة‬
‫الحياة ‪ ,‬مقياس بيك لالكتئاب واليأس ‪ ,‬ومقياس االكتئاب للراشدين واستبيان الخصائص االجتماعية‬
‫والديموغرافية والصحة ‪ .‬واتفقت بعض الدراسات على ان امهات االطفال التوحديين يعانين من ضغط نفسي‬
‫مرتفع ‪ ,‬وبعض الدراسات االخرى تؤكد على ان هناك فروقا في مستوى الضغوط النفسية بين االمهات واالباء‬
‫لصالح االمهات ‪.‬‬

‫وبعد االطالع الواسع على مجموعة من الدراسات السابقة تمكنا من صياغة إشكالية بحثنا وتحديد‬
‫متغيرات دراستنا ‪ ,‬وما تم استخالصه من هاته الدراسات هو أنها تناولت مجموعة من االضطرابات النفسية‬
‫وكذلك التوافق الزواجي هذا المتغير البالغ األهمية في حياة أمهات أطفال التوحد وحياة أسرهن‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬طيف التوحد‬
‫تمهيد‬
‫‪ /3‬لمحة تاريخية عن اضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /0‬تعريف اضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /1‬أعراض اضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /4‬خصائص اضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /5‬تصنيفات اضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /6‬أسباب اضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /0‬المعايير الشخصيةحسب الدليل االحصائي والتشخيصي الخامس لطيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /8‬النظريات المفسرة الضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫‪ /3‬أساليب التدخل العالجي ‪.‬‬
‫الخالصة ‪.‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهيد ‪:‬‬

‫ازداد االهتمام بدراسة اضطراب طيف التوحد وهو اضطراب نمائي عصبي ‪ ,‬ويعتبر األكثر تعقيدا لكونه‬
‫يؤثر بشكل كبير على النمو لدى الطفل وقد تظهر على شكل مشكالت على جميع مستويات األداء ‪,‬‬
‫مشكالت في التفاعل مع اآلخرين ‪ ,‬مشكالت تكوين عالقات والحفاظ عليها ‪ ,‬باإلضافة إلى انعكاس تأثيراته‬
‫على أسرة الطفل التوحدي‪.‬‬
‫‪ -3‬لمحة تاريخية عن اضطراب طيف التوحد ‪:‬‬

‫يعتبر " ليو كانر " ‪ 3341‬أول من أشار إلى الذاتوية " التوحد " كاضطراب يحدث في الطفولة ‪ .‬حدث‬
‫ذلك حين كان " كانر " يقوم بفحص مجموعة من األطفال المتخلفين عقليا بجامعة هارفارد بالواليات المتحدة‬
‫األمريكية ‪ ,‬ولف ت اهتمامه وجود أنماط سلوكية غير عادية ألحد عشر طفال كانوا مصنفين على أنهم‬
‫متخلفين ‪ ,‬حيث الحظ استفاقهم المستمر في انغالق كامل على الذات ‪ ,‬والتفكير المتميز باالجترار الذي‬
‫تحكمه الذات آو حاجات النفس ‪ ,‬وتبعدهم عن الواقعية ‪ ,‬بل عن كل من حولهم من ظواهر أو أحداث أو‬
‫أفراد ‪ ,‬حتى لو كانوا أبويه أو إخوته فهم دائمو االنطواء والعزلة ‪ ,‬ال يتجاوبون مع أي مثير بيئي في المحيط‬
‫الذي يعيشون فيه كما لو كانت حواسهم الخمس قد توقفت عن توصيل اي من المثيرات الخارجية إلى داخلهم‬
‫التي أصبحت في انغالق تام ‪ ,‬حيث يصبح هنالك استحالة لتكوين عالقة مع أي من حولهم كما يفعل‬
‫غيرهم من األطفال ‪ ,‬وحتى عقليا منهم ‪ ( .‬آل إسماعيل ‪ 0230 ,‬ص ‪)33‬‬

‫وعلى الرغم من أن " كانر " قام برصد دقيق لخصائص هذه الفئة من األطفال وقام بتصنيفها على أنهم‬
‫فئة خاصة من حيث نوعية االضطراب واعراضها التي تميزها عن غيرها من االضطرابات ‪ ,‬فان االعتراف‬
‫بها كفئة يطلق عليه مصطلح " التوحد " آو االجترار لم يتم إال في عقد الستينيات حيث كانت تشخص على‬
‫أنها نوع من الفصام الطفولي ‪ ,‬وذلك وفق ما ورد في الدليل اإلحصائي لتشخيص األمراض العقلية في‬
‫الطبعة الثانية ‪ ,‬ولم يتم االعتراف بخطأ هذا التصنيف إال في عام ‪ 3382‬حينما نشرت الطبعة الثالثة المعدلة‬
‫والتي فرقت بوضوح بين الفصام واضطراب التوحد ‪.‬‬

‫ذلك أن هذا األخير يخلو تماما من أعراض الهلوسة أو الضالالت ‪ (.‬مدلل ‪ 0235 ,‬ص ‪. )35‬‬

‫وفي عام ‪ 3380‬وفي النسخة المعدلة الثالثة للدليل التشخيصي واإلحصائي لالضطرابات العقلية ونتيجة‬
‫لوجود مجموعة أطفال ال تنطبق عليهم جميع المعايير تم إضافة فئة جديدة سميت بفئة االضطرابات النمائية‬

‫‪10‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫الشاملة الغير محددة وفي عام ‪ 0222‬توسع مفهوم االضطرابات النمائية الشاملة وفي النسخة المعدلة من‬
‫الدل يل اإلحصائي والتشخيصي الرابع أصبح يضم فئات وهي اضطراب التوحد واضطراب ريت واضطراب‬
‫اسبرجر واضطراب تفكك الطفولة واالضطرابات النمائية الشاملة الغير محددة‪( .‬عادل عبد اهلل‪ 0228 ,‬ص‬
‫‪)36‬‬
‫وفي عام ‪ 0231‬ومن خالل النسخة جرى تعديل آخر على الفئات التي تندرج تحت مظلة االضطرابات‬
‫النمائية الشاملة واستثنيت متالزمة ريت كواحدة من اضطرابات التوحد ألنها أصبحت اضطراب معرف جينيا‬
‫كما تم تغيير تسمية هذه الفئة ليصبح اضطراب طيف التوحد وهو مسمى يجمع بين جميع الفئات السابقة‬
‫التي كانت تندرج ضمن ما يسمى باالضطرابات النمائية الشاملة‪.‬‬
‫( السيد محمد ‪ 0238 ,‬ص ‪)35‬‬
‫كان كانر اول من اشار الى الذاتوية (التوحد) كاضطراب من خالل فحصه لمجموعة من االطفال‬
‫المتخلفين ذهنيا في جامعة هارفارد وقد الحظ مجموعة من السلوكيات تميز هذه الفئة كا االجترارية ورغم‬
‫الرصد الدقيق من قبل كانر لخصائص هاته الفئة اال انه لم يتم االعتراف به كاضطراب فقط مع بداية‬
‫السيتينيات على انها نوع من الفصام الطفولي ‪ ,‬وفي عام‪ 3111‬في النسخة المعدلة الدليل التشخيصي‬
‫الرابع ادرج التوحد ‪,‬وفي النسخة االخيرة المعدلة ادرج التوحد تحت مظلة االظطرابات النمائية الشاملة‬
‫واستثنيت متالزمة ريت‪.‬‬
‫‪/3‬تعريف اظطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫تعريف " كانر " التشخيصي ( ‪ : )1242‬يعد كانر أول من حاول تعريف التوحد ‪ ,‬وعرفه على انه‬
‫اضطراب يظهر خالل الثالثين شه ار األولى من عمر الطفل ويعاني األطفال المصابون من الصفات التالية‬
‫مرك از على الصفتين األولى والثانية كمعيار في تشخيص التوحد ‪ :‬نقص شديد في التواصل العاطفي مع‬
‫اآلخرين ‪ ,‬الحفاظ على الروتين ومقاومة التغيير ‪ ,‬تمسك غير مناسب باألشياء ‪ ,‬ضعف القدرة على التخيل ‪,‬‬
‫العزلة الشديدة ‪( .‬عسيلة ‪ 0226 ,‬ص ‪)35‬‬

‫تعريف آخر ‪ :‬إعاقة نمائية تطورية تنضج قبل الثالث سنوات األولى من عمر الطفل ‪ ,‬وتتميز بقصور‬
‫في التفاعل االجتماعي واالتصال ‪ ,‬واألفراد التوحديين يبدون سلوكيات نمطية متكررة ومقيدة ‪( .‬الشربيني‬
‫‪,‬مصطفى ‪, 0233,‬ص‪)01‬‬

‫تعريف آخر ‪ :‬اضطراب نمائي ذو أساس عصبي جيني مرتبط بالمخ يصاحبه عجز في التفاعل‬
‫االجتماعي ‪ ,‬التواصل باإلضافة إلى اهتمامات وسلوكيات نمطية متكررة ‪.‬‬
‫( الجالمدة ‪ 0236 ,‬ص ‪)32‬‬

‫‪11‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫تعريف الدليل التشخيصي الخامس ‪ :‬هو قصور نوعي يظهر في مجالين نمائيين وهما ‪ :‬التفاعل‬
‫والتواصل االجتماعي وأنماط متكرر ومحددة السلوك واالهتمامات والنشاطات التي يجب آن يكتمل ظهورها‬
‫قبل السنة الثانية من العمر‪ ( .‬لملومة ‪ 0233 ,‬ص ‪)03‬‬
‫ومنه من خالل التعريفات السابقة يمكننا اعطاء تعريف الظطراب طيف التوحد بانه من االظطرابات‬
‫النمائية العصبية التي تظهر اعراضه في الطفولة المبكرة ويعيق الطفل عن نموه االجتماعي والتواصلي‬
‫‪,‬كما يتسم بوجود سلوكيات واهتمامات نمطية ومحدودة‪.‬‬
‫‪ -2‬أعراض اضطراب طبف التوحد ‪:‬‬

‫‪ ‬العزلة االجتماعية والقصور في مهارات التفاعل االجتماعي ‪.‬‬


‫‪ ‬صعوبات في مهارات التواصل اللغوي ( اللفظي والغير لفظي ) ‪.‬‬
‫‪ ‬النمطية ومحدودية النشطات واالهتمامات ‪.‬‬
‫‪ ‬قصور األداء الوظيفي والقدرات العقلية والمعرفية ‪.‬‬
‫‪ ‬االضطرابات السلوكية والقصور في اللعب التخيلي ‪.‬‬
‫‪ ‬القصور في التكامل الحسي ‪ ( .‬حاج شعيب ‪ 0238 ,‬ص ‪)04‬‬
‫وبناءا عليه ان اعراض طيف التوحد تمتد لتشمل عدة جوانب في شخصية الطفل منها مهاراته‬
‫االجتماعية‪,‬وكذلك تواصله اللغوي ‪ ,‬وتتميز سلوكاته باالجترارية والمحدودية‪.‬‬
‫‪/4‬خصائص اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫‪1-4‬الخصائص اللغوية‪:‬‬

‫ويمتاز األطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بعدد من الخصائص اللغوية ومنها ‪ :‬عدم القدرة على استخدام‬
‫اللغة والتواصل مع اآلخرين والتحدث بمعدل اقل من الطفل العادي وضعف القدرة على استخدام كلمات‬
‫جديدة ‪ ,‬االستخدام الغير عادي للغة مثل تكرار األمثلة وكذلك الكالم بنفس النغمة لكافة الموضوعات‬
‫باإلضافة إلى أنهم يواجهون صعوبات في فهم وادراك المتغيرات غير اللغوية مثل اإلشارات ‪ ,‬الحركات‬
‫وتعابير الوجه وصعوبة االنتباه إلى الصوت اإلنساني ‪.‬‬
‫‪ 3-4‬الخصائص السلوكية ‪:‬‬

‫تظهر هاته الفئة نوبات انفعالية حادة ويكون مصدر إزعاج لآلخرين ومن ابرز المالمح والخصائص‬
‫السلوكية ‪ ,‬عدم االستجابة لآلخرين مما يؤدي إلى عدم القدرة على استخدام وفهم اللغة بشكل صحيح ‪,‬‬

‫‪12‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫االحتفاظ بروتين معين وضعف التواصل مع اآلخرين ‪ ,‬الخوف من تغيرات بسيطة في البيئة وكذلك القيام‬
‫بحركات جسمية غريبة ‪ ,‬النشاط الزائد أو الخمول ‪ ( .‬المقابلة ‪ 0236 ,‬ص ‪)03‬‬
‫‪ 2-4‬الخصائص االجتماعية ‪:‬‬

‫يعاني األطفال ذوو اضطراب طيف التوحد من صعوبات في بدء العالقات االجتماعية والمحافظة عليها‬
‫اقرنهم ‪ ,‬رغم احتمالية ارتباطهم بشكل أفضل مع والديهم ‪ ,‬ومقدمي الرعاية وأشخاص آخرين مما‬
‫مع ا‬
‫يستطيعون توفير احتياجاتهم وقراءة مشاعرهم ‪ ,‬إذ تبدي هذه الفئة عدم اهتمام بمن حولهم ويفضلون الوحدة ‪,‬‬
‫وهم ناد ار ما يبحثون عن أي تواصل اجتماعيا ومشاركة تجاربهم مع غيرهم ‪ .‬ومع تقدم العمر تنمو لديهم‬
‫الرغبة حتى وان ظلوا يواجهون صعوبة شديدة في التعرف على كيفية التقرب من اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ 4-4‬الخصائص النفسية ‪:‬‬

‫حتى اآلن لم توضح الدراسات التي أجريت على التوحد أيا من الخصائص النفسية ‪ ,‬ولكن هناك بعض‬
‫الحاالت التي درست في العيادات الطبية تقترح انه ال يوجد الكثير من االضطرابات النفسية في التوحد ‪,‬‬
‫وال دراسات االكلينيكية تشير إلى حدوث االكتئاب في التوحد إال أن نسبة االنتشار الدقيقة ما زالت غير‬
‫معروفة ‪ .‬وقد أكدت الدراسات أن الحالة النفسية للتوحديين يمكن أن تتبدل بين مضادين بسرعة دون سابق‬
‫إنذار ‪ .‬كما يمكن أن يظهر الطفل المصاب بالتوحد بعض مشاعر الغيرة ‪ ,‬واإلحساس بالسعادة والتعلق‬
‫باآلخرين ‪ ,‬والحزن وقد تكون حالة االنفعاالت كالعدوان والصراخ ‪ ,‬ونوبات الغضب العارمة شائعة بين‬
‫األطفال التوحديين ‪ ( .‬الجالمدة ‪ 0236 ,‬ص ‪)33‬‬
‫لطيف التوحد مجموعة من الخصائص منها ما تعلق بالجانب االجتماعي كصعوبة تكوين عالقات مع‬
‫االخرين والحفاظ عليها والعزلة االجتماعية‪ ,‬منها ما هو سلوكي االنشطة والسلوكات النمطية والمحدودة‬
‫‪,‬ومنها ما تعلق باللغة والتواصل كعدم القدرة على استخدام اللغة والتحدث بمعدل اقل من االطفال العاديين‬
‫وتكرار الكالم ونفس االمثلة‪,‬اما النفسية فقد اشارت بعض الدراسات الى ا نهاته الفئة تظهر بعض مشاعر‬
‫الغيرة وبعض االنفعاالت كالعدوان والصراخ ‪.‬‬
‫‪/5‬تصنيفات اضطراب طيف التوحد‪:‬‬
‫‪ 1-5‬التوحد الكالسيكي ‪:‬‬

‫وهو صورة سريرية تتميز بعدم قدرة الطفل منذ والدته على إقامة اتصال عاطفي مع محيطه ويظهر هذا‬
‫االضطراب في وقت مبكر وقبل نهاية العامين األولين من الحياة ويتميز بالعزلة الشديدة والالمباالة وعدم‬
‫االهتمام العميق إزاء الناس واألشياء من الخارج وكذلك الرتابة والنمطية العشوائية ‪ ,‬باإلضافة إلى اضطراب‬
‫اللغة ‪ ( .‬مدلل ‪ 0235 ,‬ص‪)03‬‬

‫‪13‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫‪ 3-5‬متالزمة اسبرجر‪:‬‬

‫تشترك متالزمة اسبرجر في العديد من األعراض مع التوحد ولكنها تظهر اقل شدة ‪ ,‬ويشترك كالهما في‬
‫وجود عجز شديد في التواصل االجتماعي والقيام بأعمال نمطية متكررة وروتينية بها يتمتعون عادة بدرجة‬
‫ذكاء طبيعية وال يواجهون تأخ ار في اكتساب القدرة على الكالم من حيث المفردات والقواعد أو في مقدرتهم‬
‫على االعتماد على أنفسهم‪( .‬الشامي ‪ 0224 ,‬ص ‪)43‬‬
‫‪ 2-5‬االضطراب النمائي الشامل الغير محدد ‪:‬‬

‫يعرف االضطراب النمائي العام أو الشامل الغير المحدد بالتوحد غير النمطي وهو يمثل عادة‬
‫االضطراب األكثر تشخيصا بين االضطرابات الشاملة ‪ ,‬يتم تشخيصه عند وجود بعض مالمح التوحد في‬
‫الفرد وليس جميع معايير التشخيص في التوحد ‪ ,‬بالرغم من انهم يواجهون صعوبات على صعيد التفاعل‬
‫االجتماعي واللغوي والتواصل غير اللفظي واللعب اال أنها أعراض اقل شدة من التوحد ‪ ( .‬لملومة ‪0233 ,‬‬
‫ص ‪)03‬‬
‫اضطراب التفكك الطفولي ‪:‬‬

‫ويتميز هذا االضطراب بنمو سوي ظاهر لمدة اقلها سنتان بعد الوالدة باتصال غير لفظي او لفظي‬
‫مناسب للعمر او في العالقات االجتماعية ‪ ,‬وفي اللعب والسلوك التكيفي أيضا وفقدان هام للمهارات‬
‫المكتسبة كما تظهر سريريا ( قبل بلوغ سن العاشرة ) منها ‪ :‬اللغة التعبيرية او االستقبالية والمهارات‬
‫االجتماعية او السلوك التكيفي ‪ ( .‬المقابلة ‪ 0236 ,‬ص ‪)38‬‬
‫لطيف التوحد عدة تصنيفات ‪:‬التوحد الكالسيكي ‪,‬متالزمة اسبرجر ‪,‬التفكك الطفولي ‪,‬و االظطراب‬
‫النمائي الشامل غير المحدد‪.‬‬

‫‪/6‬اسباب اظطراب طيف التوحد‪:‬‬


‫‪ 1-6‬عوامل جينية ‪:‬‬

‫أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن هناك ارتباطا بين التوحد وشذوذ الكرموزومات وأوضحت هذه‬
‫‪Fragile X‬‬ ‫الدراسات أن هناك اتصاالت ارتباطيه وراثية مع التوحدي فقط وهذا الكروموزوم يسمى‬
‫‪ Syndrome‬ويعتبر هذا الكرموزوم شكل وراثي حديث مسبب للتوحد والتخلف العقلي وأيضا له دور أساسي‬

‫‪14‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫في حدوث مشكالت سلوكية مثل النشاط الزائد والسلوك األناني ‪ ,‬تأخر لغوي شديد وتأخر في النمو الحركي‬
‫ومهارات حسية فقيرة ‪ .‬وهذا الكروموزوم يكون شائعا بين البنين أكثر من البنات ‪.‬‬
‫‪ 3-6‬عوامل بيولوجية ‪:‬‬

‫وتنحصر هذه العوامل في الحاالت التي تسبب إصابة في الدماغ قبل الوالدة أو أثنائها أو بعدها ‪,‬‬
‫ونعني بذلك إصابة األم بأحد األمراض المعدية أثناء الحمل او تعرضها أثناء الوالدة لمشكالت مثل نقص‬
‫األكسجين ‪ ,‬استخدام آلة ‪ , ...‬أو عوامل بيئية أخرى مثل تعرض األم لنزيف قبل الوالدة أو حادث أو لكبر‬
‫سنها ‪(.‬حاج شعيب ‪, 0238,‬ص ‪)05‬‬
‫‪ 2-6‬عوامل نيرولوجينية ‪:‬‬

‫أوضحت بعض الدراسات الفروق الجنسية بين البنين والبنات بمعدل اإلصابة ومداها وقد توصلت إلى‪:‬‬
‫‪ -‬البنات التوحديات اقل من األوالد في اإلصابة باالضطرابات االرتقائية بشكل عام واضطراب التوحد بشكل‬
‫خاص ‪.‬‬
‫‪ -‬البنات التوحديات يظهرن مستوى اقل من األوالد التوحديين في نسبة الذكاء بفارق ال يقل عن ‪ 5‬درجات‬
‫خاصة فما يتعلق باختالف القدرات اللفظية ومهارات الرؤية المكانية‪.‬‬
‫‪ -‬توجد انحرافات شاذة على رسم المخ لدى االثنين ‪.‬‬
‫‪ -‬يبدي كل من البنين والبنات التوحديين اضطرابات سلوكية وعصبية وفقا لمعدالت الذكاء الذي يتوقف عليه‬
‫حجم االضطراب الوظيفي المعرفي‪(.‬بن عيسى‪ ,0238,‬ص‪)01‬‬
‫‪ 4-6‬العوامل العصبية ‪:‬‬

‫النسبة الكبيرة من الزيادة في الحجم حدثت في كل من الفص القفوي والفص الجداري واظهر الفحص‬
‫العصبي لألطفال الذين يعانون من التوحد انخفاضا في معدالت ضخ الدم ألجزاء من المخ التي تحتوي على‬
‫الفص الجداري مما يؤثر على العالقات االجتماعية واالستجابة السوية واللغة ‪ .‬أما في باقي األعراض فتتولد‬
‫نتيجة اضطرابات في الفص األمامي ‪.‬‬
‫‪ 5-6‬العقاقير ‪:‬‬
‫وهي مرتبطة بالتطعيمات وخاصة التطعيم الثالثي ‪ ,‬ويعزز هذا االفتراض زيادة التطعيمات التي تعطى‬
‫لألطفال إلى ان وصلت إلى ‪ 43‬تطعيما قبل بلوغ الطفل العامين ‪ ,‬كما أن وجود نسبة عالية من المعادن‬

‫‪15‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫الثقيلة داخل جسم األطفال المصابين بالتوحد والتي هي من مصادر بيئية ومن ضمنها اللقاحات ‪ ,‬أعطت‬
‫دعما قويا للفرضية ‪( .‬الشربيني‪,‬مصطفى‪ 0233 ,‬ص ‪)05‬‬
‫ونستنتج اناتفقت اغلب الدراسات على تعدد االسباب المؤدية لالصابة بطيف التوحد منها ما هو جيني‬
‫متعلق بالوراثة ‪,‬ومنها ماهو بيولوجي متعلق بوالدة الطفل سواء قبل الوالدة او بعدها ‪,‬او عصبي راجع‬
‫لزيادة في حجم كل من الفص القفوي والجداري ‪,‬ومنها ما تعلق بالعقاقير خاصة بالتطعيمات التي تعطى‬
‫لالطفال قبل بلوغهم عامين ‪.‬‬
‫‪/2‬المعايير التشخيصية حسب الدليل االحصائي والتشخيصي الخامس لطيف التوحد‪:‬‬

‫اهتمت الطبعة الخامسة من الدليل اإلحصائي والتشخيصي بضرورة تشخيص األطفال تشخيصا دقيقا‬
‫ومتعدد المستويات وذلك وفق المستويات الثالثة التالية ‪:‬‬
‫المستوى األول ‪:‬المحكات التشخيصية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬وجود ضعف في التواصل االجتماعي والتفاعالت االجتماعية ‪ ,‬كما يتضح ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫خلل في استخدام السلوكيات غير اللفظية مثل االتصال بالعين او التعبيرات الوجهية أو لغة الجسد ‪.‬‬
‫خلل في نمو العالقات مع األقران بما يالئم مستوى النمو ‪.‬‬
‫خلل في التبادل االجتماعي أو العاطفي مثل االقتراب من اآلخرين أو عدم إجراء محادثات فيها قول ورد ‪ ,‬أو‬
‫انخفاض مشاركة االهتمامات والمشاعر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنماط أو اهتمامات أو أنشطة سلوكية متكررة او ملزمة تظهر من خالل اثنين على األقل مما يلي ‪:‬‬
‫الحديث او الحركة او استخدام األشياء بصورة نمطية او متكررة ‪.‬‬
‫االلتزام بأعمال روتينية معينة في السلوك اللفظي او الغير لفظي او المقاومة المستمرة للتغير ‪.‬‬
‫فرط او انعدام النشاط في مدخالت اإلحساس او االهتمام الغير المعتاد بالبيئة الحسية مثل الشغف باألضواء‬
‫او األجسام الدوارة ‪.‬‬
‫اي اهتمامات ملزمة قد تكون غير طبيعية مثل االرتباط الشديد بأجزاء األشياء ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تبدا خالل الطفولة المبكرة ‪.‬‬
‫د‪ -‬أداء وظيفي محدود او ضعيف ‪ ( .‬الحويلة وآخرون ‪ 0234 ,‬ص ‪)851‬‬
‫المستوى الثاني ‪ :‬محكات التحديد ‪:‬‬

‫وتهدف إلى تحديد وجود االضطرابات األخرى المصاحبة لالضطراب من عدم وجودها بشرط أن ال‬
‫تكون هذه االضطرابات المصاحبة هي المسببة لظهور األعراض السلوكية التي استخدمت لتشخيص طيف‬

‫‪16‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫التوحد وال بد من دراية القائم على عملية التشخيص هنا باألعراض السلوكية الواردة في الطبعة الخامسة من‬
‫الدليل اإلحصائي وتتمثل هذه المحكات في ‪:‬‬
‫وجود أو عدم وجود اعتالالت عقلية مرافقة الضطراب طيف التوحد ‪.‬‬
‫وجود او عدم وجود اعتالالت لغوية مرافقة الضطراب طيف األوحد ‪.‬‬
‫الترابط مع حالة طبية او جينية او عوامل بيئية معروفة ( يرجى تحديد او ترميز الحاالت الطبية او الجينية‬
‫المترابطة )‬
‫مصاحبة االضطراب ألية اضطرابات عصبية نمائية أو عقلية او سلوكية ( يرجى تحديد أو ترميز تلك‬
‫االضطرابات )‬
‫مصاحبة االضطرابات للكتاتونيا ‪ ( .‬لملومة ‪ 0233 ,‬ص ‪)10‬‬
‫المستوى الثالث ‪:‬محكات مستوى الشدة ‪:‬‬

‫تهتم المعايير التشخيصية الواردة في الطبعة الخامسة للدليل التشخيصي واإلحصائي بعملية الربط‬
‫القررات التربوية المتعلقة بتحديد مستوى شدة الدعم المراد تقديمه للطفل المشخص‬
‫مابين التشخيص واتخاذ ا‬
‫باضطراب طيف التوحد ووفقا لمستوى شدة األعراض السلوكية لديه ‪ ,‬وتقسم المعايير التشخيصية مستوى‬
‫الشدة إلى ثالث مستويات يقل فيها مستوى الدعم المراد تقديمه تدريجيا بانخفاض مستوى شدة األعراض ‪.‬‬
‫وعليه فان جمعية علماء أطباء النفس العياديين األمريكية وهي المسؤولة عن إصدار الدليل التشخيصي قد‬
‫أعدت مقياس لتحديد مستوى شدة األعراض على أداء الطفل اليومي ومستوى الدعم المراد تقديمه والذي يجب‬
‫على الفاحصين تعبئته مباشرة أثناء جلسة التشخيص كما أن المقياس يمكن استخدامه الحقا لتحديد مدى‬
‫التقدم الحاصل للطفل في مستوى شدة االعراض كنتيجة ‪ ( .‬تكالي ‪ 0238 ,‬ص ‪)01‬‬

‫وعليه يتم تشخيص طيف التوحد حسب الطبعة الخامسة من الدليل االحصائي والتشخيصي على‬
‫ثالث مستويات هي ‪:‬محكات تشخيصية ‪,‬محكات التحديد ‪ ,‬ومستوى الشدة‪.‬‬

‫‪/ 8‬النظريات المفسرة الضط ارب طيف التوحد ‪:‬‬


‫‪ -1-8‬النظرية السيكولوجية ‪:‬‬
‫وهي من أشهر وأقدم النظريات التي فسرت حاالت التوحد والتي بدأها كانر والتي تفسر التوحد على انه حالة‬
‫من الهرب والعزلة من واقع مؤلم يعيشه الطفل نتيجة للفتور والجمود والالمباالة في العالقة بين االم وابنها‬
‫والتي قد تكون نتيجة للعالقات بينها وبين زوجها ‪ ,‬ويمكن ان يكون ذلك في فترة الحمل من خالل عدم حمل‬
‫األم أي مشاعر وانفعاالت نحو جنينها األمر الذي يفضي إلى والدة طفل مصاب بالتوحد‪ .‬وتعد هذه العالقة‬
‫مريضة ال يتخللها الحب والحنان ‪ ,‬لذلك فان السلوكات التي تصدر من الطفل هي بمثابة وسيلة دفاع لرفضه‬

‫‪17‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫عاطفيا ‪ .‬لذلك النشأة األولى التي عاشها الطفل هي السبب الرئيسي لحالة التوحد حسب هذه النظرية ‪.‬‬
‫(دعو‪,‬شنوفي‪ ,0231,‬ص‪)04‬‬
‫‪ -3-8‬النظرية البيوكيميائية ‪:‬‬
‫أن الخلل الكيميائي في الدماغ قد يؤثر على األداء الوظيفي ألجزاء من المخ كالفصين الصدغي واألمامي‬
‫وكذلك جذع المخ والمخيخ ‪ .‬ويعد السيروتونين من النواقل العصبية المهمة في الجهاز العصبي المركزي‬
‫الذي يتمركز في وسط الدماغ ‪ ,‬ويتحكم في العديد من الوظائف والعمليات السلوكية بما فيها اف ارزات‬
‫الهرمونات والنوم وح اررة الجسم والذاكرة والسلوك النمطي وقد عمل المختصون على فحص مستوى هذا الناقل‬
‫بفحص سائل المخ الشوكي ومستويات السيروتونين في الدم ‪ .‬كما الدوبامين يلعب دو ار في التوحد ‪ ,‬وهذا‬
‫يتشكل من الحامض االميني الفينيالنين ويتركز كذلك في الدماغ األوسط واذا زادت كميته فهو يلعب دو ار في‬
‫السلوكات التوحدية مثل الطقوسية والنمطية والنشاط الزائد ‪ (.‬مدلل ‪ 0235 ,‬ص ‪) 01‬‬
‫‪ -2-8‬النظرية العصبية ‪:‬‬
‫قد يرتبط التوحد باضطراب دماغي ناشئ من أصل عصبي أي اضطراب في المنظومة العصبية للمخ‬
‫وخاصة المتعلق بالفص الصدغي والمخيخ ‪ .‬فقد أظهرت بعض االختبارات التصويرية للدماغ إلى وجود‬
‫اختالفات غير عادية في تشكيل الدماغ ‪ ,‬كما توجد فروق في المخيخ إذا ما قورن بين األطفال العاديين‬
‫والمصابين بالتوحد إذ وجد العلماء ضمو ار في المخيخ يصل إلى ‪ 31‬بالمائة عند التوحديين في خاليا‬
‫بوركنجي ‪ .‬بينما لم يظهر فرق في حجم الفص الجبهي على عينة مقدارها ‪ 01‬طفال مصابا بالتوحد وأطفاال‬
‫عاديين ‪ .‬وتوصل كل من باومن وكامبر إلى أن وزن الدماغ المصابين بالتوحد أكثر وزنا من أدمغة أقرانهم‬
‫اآلخرين في مرحلة الطفولة ثم يكون اقل وزنا في مرحلة البلوغ ‪ ,‬كما أن هناك خلال في الخاليا الموجودة في‬
‫المخيخ إذ يكون نموها غير طبيعي فإما يكون نقصا آو فرطا في النمو وهو ما يؤثر على وظائف المخيخ ‪.‬‬
‫وأشار جلبريج ‪ 1226‬في دراساته التي بينت وجود اضطراب في وظائف المخ وهو ما أظهره التصوير‬
‫الطبقي المحوري بالكمبيوتر حيث وجد تغيرات في الفصوص الصدغية وحول بطينات المخ مما يؤدي إلى‬
‫ظهور سلوكات غير طبيعية ‪.‬‬
‫‪ -4-8‬دراسات االضطرابات التكوينية وصعوبات الوالدة ‪:‬‬
‫أشارت الدراسات والبحوث في هذا الجانب إلى أن االضطرابات التكوينية وصعوبات الوالدة قد تكون إحدى‬
‫األسباب التي تؤدي إلى حاالت التوحد كاإلصابة بالحصبة األلمانية أثناء فترة الحمل وخاصة األشهر الثالث‬
‫األولى ‪ ,‬نقص األكسجين ‪ ,‬حاالت النزيف التي تصيب األم ‪ ,‬وخاصة بين الشهر الرابع والثامن ‪ ,‬استخدام‬
‫عقاقير طبية خاصة المضادات الحيوية ‪ ,‬الوالدة المبكرة والعملية القيصرية ‪ ,‬الحوادث والصدمات وعمر األم‬
‫عند حمل الطفل ‪.‬‬
‫(سهيل ‪ 0235 ,‬ص ‪)00‬‬

‫‪18‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫ومن خالل ما سبق رغم االختالف الظاهر في تفسير طيف التوحد ‪,‬اال ان معظم النظريات ابدت‬
‫مساهمتها من زاويتها الخاصة‪.‬فالنظرية السيكولوجية تفسر طيف التوحد على انه حالة من الهرب و‬
‫العزلة من واقع مؤلم يعيشه الطفل نتيجة الجمود والفتور في العالقة مع االم ‪.‬اما النظرية البيوكيميائية‬
‫فارجعت السبب لوظائف الدماغ خاصة على مستوى الفص الصدغي واالمامي وكذلك النواقل‬
‫العصبية(السيروتونين والدوبامين)‪ .‬بالنسبة للنظرية العصبية فقد ركزت على االختالفات الغير عادية في‬
‫حجم الدماغ بين االطفال التوحديين واالطفال العاديين ونفس الشيء بالنسبة للفصوص‪ .‬اما بالنسبة‬
‫للدراسات االظطرابات التكوينيةوصعوبات الوالدة فهي تتعلق بمايصيب االم من امراض وحوادث اثناء فترة‬
‫الحمل ‪.‬‬
‫‪-2‬اساليب التدخل العالجي‪:‬‬

‫‪1-2‬العالج الطبي‪:‬‬
‫وهو عالج يهدف إلى التغلب على الخلل البيولوجي ‪ ,‬وهو ال يستخدم لعالج التوحد ولكن للتخفيف من‬
‫أعراضه الشاذة ‪ ,‬وذلك لخلق بيئة قادرة على زيادة النمو السليم وعملية التعلم ‪ .‬ويهدف أيضا لتعديل السلوك‬
‫فيجب أن يقيم وتقارن مخاطره ‪ ,‬كما أن هناك تفوت من شخص آلخر فيما يناسبه من أدوية وعقاقير ‪ ,‬مع‬
‫الحرص على عدم استخدام أي منها إال بموافقة ومعرفة الطبيب المختص ‪( .‬محمود حمدي‪0202 ,‬ص ‪)10‬‬
‫‪ 3-2‬العالج السلوكي ‪ :‬يتم تعديل السلوك من خالل الطرق التالية ‪:‬‬
‫المتنافرات ‪ :‬وهي بتوضيح الفرق بين السلوك وضده للطفل ‪ ,‬وبين السلوك الحسن والسلوك السئ ‪ ,‬ولكن‬
‫يعارض العديد من الناس أسلوب المتنافرات ‪.‬‬
‫‪2-2‬تصحيح كيمياء الجسم‪:‬‬
‫وذلك باستعمال المكمالت الغذائية أو بإزالة السموم الجسدية عن العناصر السامة مثل الزئبق ‪ ,‬وهذه‬
‫الطريقة هي بديل قيد االستعمال ‪.‬‬
‫أو باستخدام فنيات تعديل السلوك في إطار اإلشراط الكالسيكي اإلجرائي أو في ضوء فنيات التعلم‬
‫االجتماعي أو المعرفي ‪( .‬الشربيني ‪ ,‬مصطفى‪ 0233 ,‬ص ‪)030‬‬
‫‪ 2-2‬العالج النفسي التقليدي ‪:‬‬
‫يكون التركيز فيه على خلق بيئة بعيدة عن الوالدين حتى يستطيع الطفل أن ينمو كشخص مستقل ‪ ,‬إذ وجد‬
‫أن استخدام هذا العالج يرتبط بقدرة الطفل التعبيرية وان ‪ 03‬بالمائة من الحاالت التي تعرضت للعالج‬
‫أظهرت تقدما جيدا أو متوسطا ‪ ( .‬محمود حمدي ‪ 0202 ,‬ص ‪)14‬‬
‫‪ 4-2‬العالج المعرفي ‪:‬‬
‫انتهت نتائج دراسة "هادوين وآخرون " ( ‪ )3330‬الى عالج المشكالت المعرفية لدى التوحديين ‪ ,‬من خالل‬
‫تحسين مهارات التحدث ‪ ,‬واستخدام مصطلح الحالة العقلية في المحادثات ‪ ,‬فيتعلم الطالب تحديد التعبيرات‬

‫‪19‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫اللغوية الجسمية والوجهية لالنفعاالت ‪ ,‬وأخي ار يتم تحديد االنفعاالت من جانبها المعرفي ‪ ,‬وتم رصد بعض‬
‫التحسينات المحدودة وحالة المعتقدات ‪( .‬الشربيني ‪ ,‬مصطفى‪ 0233 ,‬ص ‪)011‬‬
‫‪ 5-2‬العالج بالموسيقى ‪ :‬هو نوع من أنواع التدخل العالجي يستخدم في مساعدة األطفال على التعامل‬
‫األكثر فعالية مع حياتهم والصعوبات التي تواجههم ‪ ,‬ولهذا التدخل أهمية خاصة مع األطفال التوحديين‬
‫بسبب طبيعة الموسيقى كمادة غير لغوية ‪ ,‬وتتجسد فائدته فيما يلي ‪:‬‬
‫ينمي ويطور المهارات االجتماعية االنفعالية اإلدراكية ‪ ,‬التعليمية ‪.‬‬
‫ينمي االنتباه لديه ‪.‬‬
‫يساعد على تعديل السلوك االجتماعي للطفل التوحدي مثل الجلوس على مقعد بهدوء أو االلتزام بالوجود مع‬
‫مجموعة من األطفال ‪.‬‬
‫‪ 6-2‬العالج باللعب ‪:‬‬
‫من األمور الثابتة أن اللعب يكسب األطفال التوحديين قيمة بارزة في نموهم االجتماعي ويمنحهم الثقة بالنفس‬
‫ويمدهم بعمليات التواصل االجتماعي مع اآلخرين ‪ .‬وتشكل مجموعة األلعاب واألنشطة الرياضية والحركية‬
‫والجسمية جميعها فائدة كبيرة في إزالة ظاهرة االنطواء والعزلة التي تميزه عن األطفال العاديين ‪ ,‬وان‬
‫الحرص على ذلك من خالل توفير األلعاب الهادفة له يكون قد تحقق للطفل نوعا من التوافق االجتماعي مع‬
‫أسرته وأقرانه وزمالئه في المدرسة ‪ (.‬مدلل ‪ 0235 ,‬ص ‪)55‬‬

‫نستنج انه تعددت االساليب المستخدمة في عالج طيف التوحد على حسب الجانب الذي تستهدفه‬
‫من شخصية الطفل فمنها المعرفي الذي يمس القدرات المعرفية للطفل مثل تحسين مهارات التحدث‪,‬ومنها‬
‫السلوكي ويهدف لتحسين سلوكات الطفل وتغييرها ‪,‬ايضا العالج باللعب فهو يساهم في نموهم االجتماعي‬
‫ويمدهم بعمليات التواصل االجتماعي مع االخرين ‪.‬كذلك العالج بالموسيقى ويسهم في تحسين المهارات‬
‫االجتماعية االنفعالية وينمي االنتباه لديهم ‪,‬العالج الدوائي ويستخدم للتخفيف من االعراض الشاذة ويجب‬
‫ان يقدم بعلم ومعرفة الطبيب المختص اما العالج النفسي التقليدي فهدفه ان ينمو الطفل كشخص مستقل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫طيف التوحد‬ ‫الفصل االثاني‬

‫الخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالصة ‪:‬‬

‫يتميز اضطراب طيف التوحد بخصائص معينة نتيجة قصور نوعي في مجالين هما التواصل والتفاعل‬
‫االجتماعي والنشاطات المتكررة والسلوكيات النمطية ‪ ,‬ومدى تعقيد هذا االضطراب والخصائص السلوكية‬
‫واالجتماعية واللغوية لهاته الفئة ‪ ,‬وانعكاس هذا على األداء الوظيفي لألسرة ‪ ,‬خاصة أن األطفال التوحديين‬
‫يتطلبون رعاية خاصة مقارنة باألطفال العاديين باالضافة الى التكاليف المادية ومصاريف التكفل التي تكون‬
‫احيانا فوق القدرة االستيعابية لالسرة خاصة المعوزة منها ‪.‬‬
‫وكذلك االثار النفسية المترتبة عنه خاصة االمهات باعتبارهن االقرب البنائهن وهو ماينعكس على صحتهن‬
‫الجسدية وحياتهن الزوجية مؤث ار على توافقهن الزواجي وهو ما سنتطرق له في الفصل الثالث حيت سنعرض‬
‫التعريف بالتوافق الزواجي ‪,‬اهم المفاهيم المرتبطة بالتوافق الزواجي ‪ ,‬ابعاد ومظاهر التوافق الزواجي‬
‫‪,‬اساسيات التوافق الزواجي ‪,‬العوامل المؤثرة‪,‬قياس التوافق الزواجي ‪ ,‬النظريات المفسرة له وكذلك معوقاته‬
‫واخي ار كعنصر طيف التوحد والتوافق الزواجي لدى االمهات ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوافق الــــــــــــــــــــــــــــزواجي‬
‫تمهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد‬
‫‪ /3‬تعريف التوافق‬
‫‪ /0‬تعريف التوافق الزواجي‬
‫‪ /1‬مفاهيم مرتبطة بالتوافق الزواجي‬
‫‪ /4‬أبعاد التوافق الزواجي‬
‫‪/5‬مظاهر التوافق الزواجي‬
‫‪ /6‬أساسيات التوافق الزواجي‬
‫‪ /0‬العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي‬
‫‪ /8‬قياس التوافق الزواجي‬
‫‪ /3‬النظريات المفسرة للتوافق‬
‫‪ /32‬معوقات التوافق الزواجي‬
‫‪ /33‬مظاهر سوء التوافق الزواجي‬
‫‪ /30‬طيف التوحد والتوافق الزواجي لدى االمهات‬
‫الخالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهيد ‪:‬‬

‫يعد التوافق الزواجي أهم متطلبات النمو النفسي ‪ ,‬فكلما كان الفرد متوافقا نفسيا أمكنه ذلك من التوافق‬
‫مع المحيط الذي يعيش فيه ‪ ,‬ويستهدف التوافق الرضا عن النفس وراحة البال واالطمئنان ‪ ,‬والتوافق الزواجي‬
‫من أهم مجاالت التوافق العام فهو عامل أساسي إلقامة حياة أسرية سعيدة ‪ ,‬وبناء عالقة إيجابية بين‬
‫الزوجين ‪ ,‬ويعبر عن مدى تقبل العالقة الزوجية وقيام الزوجين بأدوارهما وتشاركهما في تحمل المسؤولية‬
‫ويكفل لها إشباع حاجاتهما المختلفة النفسية والجنسية منها ‪.‬‬
‫‪ /3‬تعريف التوافق ‪:‬‬

‫تعريف ال زاروس ‪ " :‬التوافق هو مجموعة من العمليات النفسية التي تساعد الفرد على التغلب على‬
‫المتطلبات والظروف المتعددة ‪( ".‬القذافي‪ 3333 ,‬ص‪)323‬‬

‫تعريف عبد المنعم عبد اهلل حسيب ‪" :‬التوافق هو تلك العملية المستمرة التي يقوم بها الفرد لتعديل سلوكه ‪,‬‬
‫حتى يتالءم مع الظروف الطبيعية واالجتماعية والنفسية المحيطة بالفرد ‪ ,‬بحيث تصبح هذه البيئة أكثر‬
‫قابلية إلشباع حاجاته المختلفة "‪.‬‬
‫(محيلي‪, 0233,‬ص‪)02‬‬
‫‪ /0‬تعريف التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫تعريف محمد بيومي خليل ‪ " :‬التوافق الزواجي هو درجة التواصل الفكري الوجداني والعاطفي الجنسي بين‬
‫الزوجين بما يحقق لها اتخاذ أساليب توافقية سوية تساعدها في تخطي ما يتعرض حياتهما الزوجية من‬
‫عقبات وتحقيق أقصى قدر من السعادة والرضا ‪ ( ".‬بيومي‪3333‬ص ‪)36‬‬

‫ويعرفه عبد المعطي ودسوقي (‪ ": )1222‬بأنه االستعداد للحياة الزوجية ‪ ,‬والحب المتبادل واإلشباع الجنسي‬
‫‪ ,‬وتحمل مسؤوليات الحياة الزوجية ‪ ,‬والقدرة على حل مشكالتها وتصميم كال الزوجين على مواجهة المشاكل‬
‫المادية واالجتماعية والصحية والحرص على دوام العالقة الزوجية "‪ (.‬الهنائية‪ 0231 ,‬ص‪)32‬‬

‫كما يعرف على أنه حالة وجدانية تشير إلى مدى تقبل العالقة الزوجية ويعتبر محصلة التفاعالت‬
‫المتبادلة بين الزوجين في جوانب عدة نذكر منها ‪ :‬التعبير عن المشاعر الوجدانية للطرف األخر واحترامه‬

‫‪23‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫والثقة فيه واإلتفاق على أساليب تنشئة األطفال ‪ ,‬إضافة إلى الشعور باإلشباع الجنسي ‪ (.‬مكرلوفي‪,‬‬
‫‪0235‬ص ‪)43‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقة فإن التوافق الزواجي في مفهومه يشير إلى مدى توافق الزوجين في‬
‫عالقتهما ‪ ,‬وتشاركهما في القيام باألدوار وتحمل المسؤولية واشباع الحاجات النفسية والجنسية‪.‬‬
‫‪ /1‬مفاهيم مرتبطة بمفهوم التوافق الزواجي‪:‬‬

‫‪ 1/2‬الرضا الزواجي ‪:‬‬

‫عرفه شنايدر ‪ " :‬بأنه محصلة للخالف حول أساليب تربية األطفال والمدة التي يقضيانها معا ‪ ,‬وتحديد‬
‫األدوار واإلشتراك في حل المشكالت والتواصل العاطفي واإلشباع الجنسي ‪ ,‬طبيعة المتاعب والضغوط التي‬
‫تعترض األسرة عبر الزمن ومدى اإلتفاق حول المسائل المالية والشعور بالضيق بشكل عام ‪".‬‬
‫‪ 3/2‬االستقرار الزواجي ‪:‬‬

‫يقصد باستقرار العالقة الزوجية نجاحها وسالمتها من اإلضطراب والتوتر الزواجي ‪ ,‬مما يجعلها في‬
‫منأى عن التعرض للتهديد بالفشل وما ينتج عنه من طالق ‪ .‬فاالستقرار يتضمن التمسك بالعالقة الزوجية‬
‫ألن كال الطرفين يشعر بالتوافق والرضا والسعادة ‪ ,‬أما العالقة غير المستقرة فهي العالقة التي يشعر فيها‬
‫الطرفان بأنهما غير متوافقين وغير راضيين عن عالقتهما ‪(.‬بلميهوب‪0226 ,‬ص ‪)08‬‬
‫‪ 2/2‬السعادة الزوجية ‪:‬‬

‫يفرق كثبر من الباحثين بين السعادة بوصفها حالة انفعالية حساسة للتغيرات المفاجئة في المزاج ‪ ,‬وبين‬
‫الرضا إذ هو حالة معرفية أو معتمدة على الحكم ‪.‬‬
‫( سمكري‪0222,‬ص ‪)32‬‬
‫‪ 4/2‬النجاح الزواجي ‪:‬‬
‫ترى سناء الخولي (‪ )1882‬أن النجاح الزواجي يختلف عن التوافق الزواجي ‪ ,‬في أنه يشير إلى تحقيق‬
‫واحد أو أكثر من األهداف التالية ‪ :‬الدوام والرفقة‪ ,‬فالنجاح يشير إلى أنه إنجاز ثنائي وموافقة زوجية‪( .‬‬
‫غسيري ‪0232 ,‬ص ‪)44‬‬
‫‪ /4‬أبعاد التوافق الزواجي ‪:‬‬
‫حدد محمد السيد عبد الرحمان وراوية دسوقي (‪ )1288‬مجموعة من األبعاد للتوافق الزواجي تتمثل‬
‫فما يلي ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫*الخطبة واإلختيار الزواجي ‪ :‬وتشمل اختيار الزوج لشريك حياته وتفاهمهما ورأيهما عن اإلختيار‪.‬‬
‫*التوافق السري ‪ :‬أي االنسجام واالتفاق بين الزوجين على كافة أمور الحياة السرية‪.‬‬
‫*النضج اإلنفعالي والعاطفي ‪ :‬أي التجاوب الروحي واإلتزان النفسي والعصبي وتبادل الحب والتسامح ‪.‬‬
‫*العالقات اإلجتماعية ‪ :‬أي السعادة في إقامة عالقات مع اآلخرين واالتصال اإلجتماعي في سهولة ويسر‪.‬‬
‫*العالقات الشخصية ‪ :‬وتشمل العالقات القائمة بين الزوجين في إطار األسرة والزواج ويكون أساسها‬
‫اإلحترام المتبادل‪.‬‬
‫*التوافق الجنسي ‪ :‬ويتضمن السعادة الزوجية واإلشباع والرضا الجنسي والعاطفي واالستقرار الزواجي ‪(.‬‬
‫غسيري ‪0232 ,‬ص ‪)53‬‬

‫ومن خالل ما ذكرنا إن أهم األبعاد التي اشتمل عليها التوافق الزواجي تدرجت من اختيار الشريكين‬
‫لبعضهما البعض واتفاقهما على األمور السرية لتشمل النضج االنفعالي والعاطفي مرو ار بالعالقات‬
‫الشخصية واالجتماعية أي األسرة والعالقات مع اآلخرين ‪ ,‬باإلضافة إلى اإلشباع الجنسي والعاطفي‪.‬‬
‫‪ /5‬مظاهر التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫يعتبر التوافق الزواجي موضوع حيوي يحدث بين الزوجين ومع ذلك يمتد أثره إلى من حوله حيث يتم‬
‫فيه إشباع مجموعة من الدوافع والحاجات وقد توصلت الدراسات لمجموعة من المظاهر الدالة على حدوث‬
‫التوافق الزواجي من بينها ‪:‬‬
‫‪ -‬التعاون بين الزوجين في أداء األدوار والشعور بالسعادة والرضا عن الحياة والراحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور المساندة بين األزواج واألسرة مما يساهم في حل المشكالت بسهولة نسبيا ‪.‬‬
‫‪ -‬شعور األبناء باألمن النفسي ‪.‬‬
‫‪ -‬التواصل الناجح واإلشباع الجنسي باإلضافة للحب المتبادل والرضا عن الزواج بين الطرفين ‪.‬‬
‫‪ -‬النجاح والكفاءة في العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق مطالب وأهداف الزوجين مما يعني اتفاق السلوكيات مع التوقعات وكذلك االنسجام والقدرة على حل‬
‫المشكالت وتقديم المساعدات لبعضهما ‪ (.‬عون‪0234 ,‬ص ‪)11‬‬
‫إن تعاون الزوجين في أداء األدوار ‪ ,‬ومساندة بعضهما لحل المشكالت والتواصل الناجح واإلشباع‬
‫الجنسي والحب المتبادل ‪ ,‬وشعور األبناء باألمن النفسي من أبرز مظاهر التوافق الزواجي‪.‬‬
‫‪ /6‬أساسيات التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫الكفاءة في القيام باألدوار الزوجية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪25‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫المواءمة ‪ :‬أي قدرة الزوجين على التوفيق بين دورهما األسري والزواجي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقناع واالقتناع ‪ :‬يشمل وجود المهارة والقدرة على اإلقناع وكذا القابلية لالقتناع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االكتشاف والتعزيز ‪ :‬من خالل معرفة احد الزوجين المزايا وااليجابيات للطرف األخر والعمل على‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيزها‪.‬‬
‫التالقي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكامل ‪ :‬محاولة أن تكتمل جوانب النقص في الطرف اآلخر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلرادة ‪ :‬ونقصد به وجود اإلرادة الذاتية لدى الزوجين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حجم التواصل الزواجي وأساليبه ‪ :‬ويقصد به التفاعل بين الزوجين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(مكرلوفي‪0235 ,‬ص ‪)43‬‬

‫ومنه فإن للتوافق الزواجي أساسيات يقوم عليها متعلقة بكفاءة الزوجين في القيام بأدوارهما الزوجية‬
‫واألسرية والتوفيق بينهما ‪ ,‬وتعزيز إيجابيات ومزايا الطرف اآلخر‪ ,‬ومحاولة تكملة جوانب النقص فيه‬
‫باإلضافة إلى التواصل والتفاعل بينهما ‪.‬‬
‫‪ /2‬العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬خبرات الطفولة ‪:‬‬

‫تؤثر خبرات الطفولة لكل من الزوجين على توافقهما الزواجي سلبا وايجابا‪ .‬فقد أوضحت دراسة عبد‬
‫الرحمان ودسوقي (‪)1288‬أن ‪ 08‬بالمائة من المتوفقين زواجيا كان تقييمهم لطفولتهم على أنها سعيدة أو‬
‫سعيدة جدا مقابل ‪ 53.55‬بالمائة من غير المتوافقين زواجيا ‪.‬وكذلك فان أسلوب التربية والتوجيه الذي يقوم‬
‫على الحزم بدون قسوة يلعب دو ار ‪ ,‬فقد اوضحت النتائج ان ‪ 62.0‬بالمائة من المتوافقين زواجيا مقابل‬
‫‪ 13.4‬بالمائة من غير المتوافقين زواجيا كان أسلوب التربية لديهم يقوم على الحزم بال قسوة ‪ .‬فعالقة الطفل‬
‫بوالديه منذ الطفولة المبكرة هي التي تسمح له بان يفهم معنى الحب ‪(.‬العيفة ‪, 0233,‬ص‪)03‬‬
‫‪ -3-2‬االختيار الزواجي ‪:‬‬

‫األسرة مؤسسة عظيمة ولبنة أولى أساسية في بناء المجتمع ولكي تنجح هذه المؤسسة في القيام بأدوارها‬
‫المختلفة كان البد من االختيار السليم والموفق للشريك وحتى يكون ذلك فاالختيار الزواجي يستند على‬
‫محكات منها ‪ :‬السمات الشكلية ‪ ,‬السمات االقتصادية ‪ ,‬االجتماعية والنفسية وكذلك الجانب الديني والفكري‬
‫والثقافي ‪(.‬جعفر ‪, 0233,‬ص ‪)08‬‬

‫‪26‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫‪ -2-2‬السن عند الزواج ‪:‬‬

‫حيث أثبتت الدراسات أن الزواج المبكر يزيد من عدم االستقرار الزواجي حيث أشارت هالة فرجاني‬
‫(‪ )1221‬إلى أن فارق السن بين الزوجين يؤثر على درجة التوافق الزواجي فكلما تقدم السن باألزواج وكان‬
‫فارق السن بينهم كبير كلما زادت المعاناة بين الزوجين خاصة في الجانب العاطفي والجنسي مما يمثل بذرة‬
‫سوء التوافق ‪ .‬وتشير العزة (‪ )3111‬إلى أن اختالف األعمار بين الزوجين وخصوصا عندما يكون الفرق‬
‫كبي ار بينهما يؤدي إلى سوء الفهم في الكثير من المجاالت والذي يؤدي بدوره إلى سوء التوافق الزواجي ‪.‬‬
‫‪ -4-2‬النضج االنفعالي ‪:‬‬

‫يمثل التوافق الزواجي المظهر السلوكي الظاهري للشخصية ‪ ,‬وهو محصلة لدوافع وسمات عديدة أهمها‬
‫النضج االنفعالي للفرد والذي يعد مؤش ار مهما للمرونة وعدم الجمود ‪ ,‬وبذلك فان النضج االنفعالي يسهم في‬
‫تحقيق التوافق الزواجي الن الشخص الناضج انفعاليا لديه منظور خاص للحياة ‪ ,‬وان عدم النضج االنفعالي‬
‫ألحد الزوجين أو كليهما معا يؤدي إلى عدم التوافق الزواجي ‪.‬‬
‫‪ -5-2‬األطفال ‪:‬‬

‫إن وجود األطفال غالبا ما يجعل كال من الزوجين يخفف من حدة توتره ويحاول حل المشاكل وتضييق‬
‫هوة الخالفات بينهما ‪ .‬على الرغم من أن هناك خالفات تنشأ بسبب األطفال الختالف الزوجين ألنهم‬
‫يحتاجون قد ار كبي ار من التكلفة العاطفية والمالية ‪ ,‬إضافة إلى الوقت والجهد وقد يكون هناك اختالف بين‬
‫الزوجين حول عدد األطفال الذي ينبغي إنجابهم أو الرغبة في إنجاب أطفال ذكور ‪ ,‬وقد يميل الخالف إلى‬
‫قدر كبير من األهمية وهو الخالف حول طريقة تربية األطفال ‪(.‬زكيري‪, 0238,‬ص ‪)02‬‬

‫‪ -6-0‬مدة الزواج ‪:‬‬

‫تشير الخولي (‪ )1284‬إلى أن أهمية الوقت الذي يقضيه الزوجان مع بعضهما ‪ ,‬فالتجربة المشتركة‬
‫تمدهما برباط قوي يوجد عالما خاصا بهما يتبادالن خالله األخذ والعطاء ويشتركان في مواجهة األزمات‬
‫ومعالجة الخالفات ‪ .‬ويعني ذلك نمو االتجاهات الجديدة نحو الزواج بمرور الوقت ويصبح الزوجان أكثر‬
‫إدراكا للخصائص الشخصية المحبذة بينهما ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫‪ -2-2‬المستوى التعليمي لدى الزوجين ‪:‬‬

‫تذكر الخولي (‪ )1284‬إن التباين الكبير في المستوى التعليمي بين الزوجين يصيب الحياة بينهما بنوع‬
‫من الفتور أو الضعف التفاعلي السلبي ‪ ,‬مما قد يصل بهما إلى التفكك واالنفصال وعليه يعتبر التقارب‬
‫الفكري والثقافي والتعليمي عامال مساعدا في نجاح الحياة الزوجية ‪ (.‬سراي‪0230 ,‬ص ‪)83‬‬
‫ومما سبق ذكره فإن المستوى التعليمي للزوجين ‪ ,‬وسن ومدة الزواج ‪ ,‬والنضج اإلنفعالي واالختيار‬
‫الزواجي وخبرات الطفولة عوامل ال يمكن إغفال تأثيرها على التوافق الزواجي‪.‬‬

‫‪ /8‬قياس التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫بدأ قياس التوافق الزواجي بطرق متعددة في أواخر العشرينيات ثم ظهرت بعد ذلك بعشر سنوات دراسة‬
‫واسعة وشاملة إهتمت بتحديد العوامل الشخصية المرتبطة بالتوافق الزواجي وتبين أن معظم الدراسات تركز‬
‫بصفة أولية على خمسة مقاييس أو أقسام ‪:‬االنسجام أو عدم االهتمامات واألنشطة المشتركة ‪ ,‬واظهار‬
‫العواطف والثقة المتبادلة ‪ ,‬عدم اإلشباع والشعور بالعزلة الشخصية والتعاسة‪.‬‬

‫وهناك محاولة أخرى لتصميم مقياس آخر يمكن تطبيقه لتقييم العالقات الزوجية ‪ ,‬يقوم على تساؤالت‬
‫مهمة وهي ‪ :‬كيف يقابل الزوج احتياجات وتوقعات المجتمع وما هي العوامل التي تساهم في دوامه وثباته ؟‬
‫درجة الوحدة التي تنمو بين أعضاءه والدرجة التي تسهم بها في نمو الشخصية ؟ وقد وضعت برنارد عالمة‬
‫مميزة تصلح لتقييم العالقة الزوجية ‪,‬فالمعيار أو المقياس المناسب في رأيها يجب أال ينهض على عالقة‬
‫متخيلة ‪ ,‬وانما يجب أن يقوم على عالقة ممكنة ومحسوسة ‪ (.‬الخولي ‪3380 ,‬ص ‪)033‬‬

‫وبناء عليه مر قياس التوافق الزواجي بطرق متعددة ‪ ,‬لتنتهي بعض الدراسات إلى تحديد العوامل‬
‫الشخصية المرتبطة به وتنبأت بالنجاح الزواجي وكذلك محاولة تصميم مقياس يقوم على مجموعة من‬
‫التساؤالت ‪ ,‬لتضع برنارد عالمة لتقييم العالقة الزوجية وأنها يجب أن تقوم على عالقة ممكنة ومحسوسة‪.‬‬
‫‪ /3‬النظريات المفسرة للتوافق الزواجي ‪:‬‬

‫‪ 3/3‬نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظرية التحليل النفسي ‪:‬‬

‫ال يفوتنا هنا أن نؤكد على نظرية أساسية وهي نظرية الصورة الوالدية إحدى نظريات التحليل النفسي ‪,‬‬
‫والتي تذهب إلى أن الوالد آو الوالدة تلعب دو ار جوهريا في عملية اختيار الشريك ‪ ,‬كما أن طبيعة العالقات‬

‫‪28‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫االنفعالية األولى للطفل هي التي تشكل شخصيته ‪ ,‬فعن طريق االتصال بين الطفل والمحيطين به في‬
‫طفولته المبكرة يتعلم كيف يحب وكيف يكره ‪ ,‬وكيف يتجنب وكيف يقبل ‪ ,‬ويكون الطفل عالقة عاطفية وثيقة‬
‫مع احد األشخاص المهمين في طفولته المبكرة ‪ ,‬وعادة ما يكون األب بالنسبة للطفلة وتكون األم بالنسبة‬
‫للطفل الذكر ‪ ,‬وعندما يكبر الطفل يميل إلى إعادة تلك العالقة واحيائها ويرغب في الشريك يعيد معه هذه‬
‫العالقة إذا كانت مشبعة ‪ ,‬واذا لم تكن مشبعة فانه يرغب في أن يعيش مع الشريك الخبرات المشبعة التي‬
‫كان يتمنى آن يعيشها وهو صغير وحرم منها ‪.‬‬

‫فالطريقة التي عومال بها في طفولتهما من والديهما ومدى تعرضهما للثواب أو العقاب ومدى إشباع‬
‫واحباط حاجاتهما األساسية األولية ‪ ,‬كالحاجة إلى الطعام او الشراب واإلخراج ‪ ,‬والحاجة للتقبل واالنتماء‬
‫والحاجة إلى أالمان النفسي ‪ ,‬وأيضا عالقة الوالدين ببعضهما وباآلخرين جميعها عوامل مؤثرة على توافق‬
‫الزوجين آو عدمه ‪.‬‬

‫ودعما لتأثير الخبرات المبكرة على الفرد تشير نتائج العديد من الدراسات الى أهمية هذه الخبرات في‬
‫مراحل النمو األولى وانعكاسها على السلوك المستقبلي نحو الشريك ‪ ,‬حيث وجد " ترمان " في دراسته أن‬
‫أكثر العوامل المالئمة لنجاح الزواج هي سعادة األبوين وسعادة الزوج والزوجة إبان الطفولة ‪ ,‬وانعدام الصراع‬
‫بين الطفل وأمه وأبيه ‪ ,‬وجود نظام عائلي محكم ‪ ,‬وتوافر الرابطة القوية بين األم واألب‪.‬‬

‫كما وجدت دراسة "عبد المعطي ودسوقي" (‪ )1222‬أن الصورة الوالدية لدى األزواج الغير متوافقين‬
‫زواجيا ‪ ,‬تأخذ مظه ار بالغ السلبية ‪ ,‬وان صورة األم تأخذ مظهر اإلهمال في العالقات الزوجية والالمباالة فما‬
‫يتعلق باألبناء وان العالقة مع الوالدي ن غير مشبعة وتتسم بالسلبية والتباعد والتخلص من تبعيتهما او‬
‫تسلطهما ‪ ,‬مما يجعل الزواج مصدر لإلحباط آو عدم اإلشباع ‪ .‬كما تبين من دراسة "عبد الرحمان ودسوقي"‬
‫أن المتوافقين زواجيا يقيمون طفولتهم على أنها سعيدة أو سعيدة جدا ‪ ,‬مقابل غير المتوافقين زواجيا ‪ .‬كما‬
‫تب ين أن المتوافقين زواجيا كانوا يعاقبون أحيانا آو ناد ار مقابل غير المتوافقين زواجيا‪ .‬وكان أسلوب التربية‬
‫لديهم يقوم على الحزم بال قسوة ‪ ,‬كما آن قوة العالقة مع األب كانت في صالح المتوافقين زواجيا ‪ .‬كذلك قوة‬
‫العالقة مع األم كانت قوية إلى حد كبير ‪ ,‬كذلك السعادة الزوجية للوالدين تعد سعيدة جدا بالنسبة للمتوافقين‬
‫زواجيا مقابل غير المتوافقين ‪.‬‬

‫كما توصلت دراسة "البنا " (‪ )1226‬إلى ارتباط الجوانب االنفعالية والعاطفية والجنسية لدى الزوجة‬
‫بالصورة الوالدية ودراسة "الرفاعي " (‪ )1224‬إلى انه كلما كانت معاملة األب وأالم ايجابية مع ابنتهما ساعد‬
‫ذلك على استمرار زواجهما وكلما كانت معاملتهما لها سلبية دل على أن زواجهما مهدد بالطالق ‪ .‬فأسلوب‬

‫‪29‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫التعامل بين الزوجين يكتسبه الطفل عن طريق التقليد فالبنت عندما تتزوج تقلد أمها في معاملة زوجها ‪(.‬‬
‫سمكري ‪0223 ,‬ص ص ‪)02,03‬‬
‫‪ 0/3‬النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتظرية الســــــــــــــــــــــــــــــلوكية ‪:‬‬

‫تركز هذه النظرية على السلوك الظاهر في اللحظة الحالية دون االهتمام باألسباب التاريخية والخبرات‬
‫الماضية ‪ ,‬ويرى السلوكيون أن السلوك في جملته مكتسب ومتعلم من البيئة ‪ .‬وان عدم التوافق الزواجي هو‬
‫نمط من أنماط سلوكية من اآلخرين ‪ ,‬وعند تعديل البيئة التي نشأ فيها التعلم الخاطئ ( عدم التوافق الزواجي‬
‫) فانه يمكن تعلم السلوك الصحيح ( التوافق الزواجي )‪ ( .‬مكرلوفي‪0235 ,‬ص ‪)52‬‬
‫‪ 1/3‬نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظرية الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذات ‪:‬‬

‫اهتمام " كارل روجرز " بالذات حيث يرى أن التوافق النفسي يتوافر عندما يكون متسقا مع مفهوم الذات‬
‫‪ ,‬من خالل الخبرات التي يمر بها الفرد ‪ ,‬لهذا ركز كارل روجرز على جهازين هما الكائن الحي والذات وقد‬
‫يعارض احدهما األخر ‪ ,‬وحينئذ ينشأ سوء التوافق النفسي ‪ ,‬فان فكرة اتساق الفرد مع مفهوم ذاته يزيد تقديره‬
‫لذاته ‪ ,‬وبناءا على ذلك يزيد التوافق الزواجي بينه وبين الشريك اآلخر‪.‬‬

‫أما إذا اضطربت العالقة بين الفرد وذاته فانه يكون سئ التوافق‪ .‬فمفهوم الذات لدى الزوج يتأثر ببعض‬
‫العوامل منها أساليب المعاملة الزوجية بينه وبين الزوج اآلخر‪( .‬ونوغي‪,0234,‬ص‪)05‬‬
‫‪ 4/3‬نظريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــةالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدور ‪:‬‬

‫عند توافق توقعات الدور يحدث االنسجام والتوافق بين الزوجين وعند تعارض توقعات الدور ألحد‬
‫الزوجين أو كالهما قد يظهر عدم التوافق وتظهر المشكالت الزواجية ‪ .‬وتشير الحنطي (‪ )3333‬أن نظرية‬
‫الدور ينبثق عنها اتجاهان متباعدان احدهما االتجاه التفاعلي الذي يرى أن التوافق الزواجي يتحدد في درجة‬
‫ما تتوقعه الزوجة من زوجها وحقيقة ما يدركه الزوج عن زوجته ‪.‬أما االتجاه اآلخر في نظرية الدور فهو‬
‫االتجاه السلوكي االجتماعي الذي يتحدد من خالل السلوك اإلنساني الذي يحدث في مواقف أسرية ‪( .‬‬
‫العنزي ‪0228 ,‬ص‪)06,‬‬
‫‪ 5/3‬الــــــــــــــــــــــــنظرية المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعرفية ‪:‬‬

‫يتضمن النموذج المعرفي ادراكات وتوقعات ‪ ,‬ومعتقدات ‪ ,‬حول ما يتعين أن تكون عليه األمور وحول‬
‫ما سيحدث ‪ .‬كل هذه عبارة عن ظواهر معرفية تختص بالطريقة التي تتم بها معالجة المعلومات ‪ ,‬وتكون‬

‫‪30‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫نشطة في التقدير المعرفي في سياق العالقات الثنائية مما تشوه خبرة الزوجين حول تفاعلهما ‪ ,‬وتؤدي بهما‬
‫إلى التفاعل بطرق تضر حياتهما الزوجية بصفة عامة ‪ .‬يشكل الزوجان إدراكات خاصة حول األحداث التي‬
‫يمكن أن تعكس الواقع أو ال تعكسه ‪ ,‬كان يتعرض احد الزوجين إلى النقد معتب ار إياه رفضا ‪ ,‬وهو يتضمن‬
‫اللوم أو النية الحسنة كما يتضمن إفراطا في التعميم ‪ .‬ولكن من المهم التمييز بين المعتقدات العامة التي‬
‫يعتقدها األفراد ما سيحدث في زواجهم ‪,‬وبين التوقعات المحددة لديهم حول عالقاتهم وتتضمن التوقعات‬
‫احتماالت لوقوع أحداث معينة ‪ ,‬عادة ما تكون ذات طبيعة توافقية من حيث أنها تؤدي إلى حدوث أو توقع‬
‫نتائج مرغوبة ‪ ,‬اعتمادا على الخبرة السابقة ‪ ,‬كذلك العالقات الجنسية يعتبر الزوجان أن مشكالتهم فريدة من‬
‫نوعها ‪ ,‬وال يوجد لها مثيل لدى غيرهم ‪ ,‬وأنهم وحدهم من يعانون من هذه الصعوبة ‪ ,‬فمعلوماتهم تعتمد على‬
‫خبراتهم وعلى العادات والتقاليد الدينية والتشوهات المعرفية لديهم‪.‬‬
‫( بلميهوب ‪ ,0226 ,‬ص ‪)06‬‬

‫ومما سبق ذكره رغم االختالف الظاهر في تفسير التوافق الزواجي ‪ ,‬إال أن معظم النظريات التي أبدت‬
‫مساهمتها من زاويتها الخاصة ‪ ,‬بإلقاء الضوء على عامل مهم من عوامل التوافق الزواجي ‪ ,‬نجد نظريات‬
‫التحليل النفسي التي أرجعت الصعوبات الحالية في العالقات إلى خبرات الماضي ‪ ,‬بالرجوع إلى أصولها في‬
‫التفاعالت األولى بين الوالدين ‪ /‬طفل العالقة بالموضوع ‪ .‬والنظريات السلوكية التي أرجعت المشكالت إلى‬
‫خلل وظيفي لبنية السلوك ‪ ,‬واعتبرتها مصد ار للتعلم المكتسب ‪ .‬والنظريات المعرفية التي أرجعت الظاهر‬
‫المعرفية إلى تشوه في اإلدراك والتوقعات وكيفية معالجة المعلومات ‪ .‬ونظريات الذات التي ركزت على‬
‫مفهوم تميز الذات‪.‬‬

‫وما نستخلصه هو القول أن هناك تكامال بين هذه النظريات أكثر من كونه اختالفا إذ النظريات التي‬
‫تهتم بما يحدث أالن فقط ‪ ,‬ومهملة الخبرات السابقة تكون نظرتها جزئية الن معظم االضطرابات قد تعود‬
‫إلى مرحلة الطفولة فقط واهمال ما يحدث اآلن ‪ ,‬فاألفضل الجمع بين كل هذه النظريات حتى تكون لنا‬
‫نظرة شمولية عند التعامل مع مشكالت األزواج ‪.‬‬
‫‪ /32‬معوقات التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫إن التوافق الزواجي يقوم على أساس العالقة المتبادلة بين الزوجين وان لكل منهما شخصيته التي لها‬
‫سماتها وأساليبها الخاصة في المعاملة الزوجية لهذا فالحياة الزوجية السعيدة ال تخلو من وجود بعض‬
‫االختالفات والتي تتحول من خالل تفاهم الزوجين إلى مدعم جيد ومساعد على التوافق الزواجي ‪.‬‬
‫هناك مجموعة من المعوقات للتوافق الزواجي نذكر مها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -3-8‬البعد األخالقي ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫الشك في تصرفات احد الزوجين ‪ ,‬سفر الزوج لفترات طويلة ‪ ,‬انحراف الزوج ‪..‬‬
‫‪ -0-8‬البعد المادي ‪:‬‬
‫كثرة طلبت الزوجة ‪ ,‬طمع الزوج في مرتب زوجته العاملة ‪ ,‬إهمال الزوج الزائد الحتياجات األسرة ‪...‬‬
‫‪ -1-8‬البعد الثقافي ‪:‬‬
‫انخفاض الوعي الثقافي ألحد الزوجين ‪ ,‬التفاوت الشديد في مستوى ثقافة الزوجين ‪.‬‬
‫‪ -4-8‬البعد النفسي ‪:‬‬
‫كثرة الضغوط ‪ ,‬الغيرة الزائدة ‪...‬‬
‫‪ -5-8‬البعد الشخصي ‪:‬‬
‫عدم عناية الزوجة بمظهرها في المنزل ‪ ,‬ضعف شخصية الزوج ‪...‬‬
‫( إبراهيمي ‪0235 ,‬ص‪)46‬‬

‫اذن يلعب البعد االخالقي والمادي والثقافي والنفسي والشخصي مؤثرات مهمة يمكن ان تعيق التوافق‬
‫الزواجي لما لها من اهمية في حياة الزوجين ‪.‬‬
‫‪ /33‬مظاهر سوء التوافق الزواجي ‪:‬‬

‫*المشاجرات األسرية التي تنشأ بين الزوج والزوجة ‪ :‬والتي قد تصل إلى درجة خطيرة عندما يقتضي الموقف‬
‫تدخل طرف ثالث لحل النزاع ‪.‬‬
‫*سخط الزوج أو الزوجة على حياته ‪ :‬لعدم الشعور بالسعادة أو رغبة أحدهما في التخلي عن واجباته األسرية‬
‫من مادية ومعنوية ‪ ,‬وهروبه من المنزل إلى المقاهي واتخاذ المسكن مكانا للنوم والطعام أو هروب الزوجة‬
‫بادعاء المرض أو النوم أو التردد على بيت ذويها ‪ ,‬عجز مثل هذا الزوج أو الزوجة عن مواجهة مشكالتهما‬
‫بااللتجاء إلى وسائل هروبية من الموقف ‪ ,‬ومحاولة إنكاره بالسهر دليل على سوء التوافق الزواجي ‪.‬‬
‫*أفكار في الطالق واللجوء إلى الطالق ‪ :‬وهو مظهر لتلك الحياة الزوجية التي ينعدم فيها التكيف بين‬
‫الزوجين ‪ ,‬وال تتولد فكرة الطالق لدى الزوجين أو لدى احدهما فجأة ‪ ,‬وانما سبق هذه المرحلة عدة خطوات‬
‫ممهدة يأتي بعدها الطالق كحل نهائي ال مفر منه ‪ ,‬ومعنى هذا أن الطالق مظهر لتفاقم الخالف بين‬
‫الزوجين إلى الحد الذي يمتنع معه كل توافق ‪ ,‬فال يكون ثمة سبيل للتراضي وال يكون هناك مجال للعودة إلى‬
‫حياة التكيف فاالنفصال عادة هو الحلقة األخيرة في مراحل الشجار‪.‬‬
‫*التفكك األسري ‪:‬‬
‫في حالة العالقة الرسمية قائمة بين الزوجين إال أن األسرة ال تقوم بوظائفها الحيوية‪.‬‬
‫(العيفة ‪ 0233,‬ص‪)00‬‬

‫‪32‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫ان من بين المظاهر الدالة على سوء التوافق الزواجي الشجارات بين الزوجين والتي تاخذ احيانا‬
‫منحى خطي ار قد يتطلب تدخل طرف ثالث لحل الصراع ‪,‬وكذلك رغبة احد الزوجين في التخلي عن االخر‬
‫او رغبته في التهرب من واجباته االسرية نتيجة الظروف المادية والمعنوية‬ ‫لعدم شعوره بالسعادة‬
‫‪,‬وعجزهما عن حل مشكالتهما الزوجية ‪ ,‬وكذلك التفكير في الطالق وعدم قيام االسرة بوظائفها الحيوية‪.‬‬

‫‪-13‬طيف التوحد والتوافق الزواجي لدى االمهات ‪:‬‬

‫إن اللحظة التي يتم فيها اكتشاف أن الطفل غير سوي مصاب باضطراب من االضطرابات النمائية العصبية‬
‫كطيف التوحد الذي يعتبر أكثر تعقيدا إذ يتسم بعدة خصائص تتمثل في اعتالل وعجز في التواصل والتفاعل‬
‫االجتماعي وسلوكيات محددة بأنماط متكررة ‪ ,‬عجز فكري ‪ ,‬مشكالت في النوم والتغذية ‪ ,‬باإلضافة إلى‬
‫تغيير مسار النمو النفسي ‪ ,‬حيث ال يسير بشكل سوي وفق أنماط النمو السليم فيظهر الطفل رفض لآلخرين‬
‫بصورة فجائية ويبدأ بالتصرف بصورة غريبة تفقده مهارات اكتسبها من قبل كاللغة والمهارات االجتماعية‬
‫فيصبح مالحظا من قبل المحيطين به من أفراد أسرته ‪ ,‬ويتطلب قد ار كبي ار من الرعاية واالهتمام مقارنة‬
‫بأقرانه من األطفال العاديين مؤث ار بذلك على األداء الوظيفي لألسرة ‪.‬‬

‫اذ نجد دراسة "سيكو ار واخرون (‪ :)3112‬أجراها على ( ‪ ) 316‬أسرة في الكشف عن العالقة بين‬
‫األداء الوظيفي األسري والمشكالت لدى أطفال طيف التوحد ‪ ,‬وقد خلصت نتائج الدراسة إلى وجود فروق‬
‫دالة إحصائيا بين مجموعات الدراسة في أبعاد مقياس تأثير األسرة المتمثلة في اتجاهات السالبة نحو الرعاية‬
‫الوالدية ‪ ,‬العالقات االجتماعية ‪ ,‬تأثير األشقاء ‪ ,‬وقد وجدت عالقة بين المشكالت السلوكية ذات التوجه‬
‫الخارجي واألداء الوظيفي األكثر سوءا ‪ ,‬حيث ارتبطت سلوكيات الطفل بشدة بزيادة المدركات السالبة نحو‬
‫المعاملة الوالدية وسوء األداء الوظيفي االجتماعي ‪.‬‬

‫وكذلك ارتبطت دراسة ( زابلو تسك ) ‪ : 3113‬في الكشف عن العالقة مابين الصحة النفسية‬
‫والضغوط األسرية واألداء الوظيفي ‪ ,‬وقد توصلت النتائج إلى أن أمهات األطفال ذوي اإلعاقات الشديدة أكثر‬
‫احتماال لتلقي االكتئاب ‪ ,‬باإلضافة إلى انخفاض جودة الحياة لديهن في العديد من األبعاد ‪ ,‬وقد عانت هاته‬
‫األمهات مستويات مرتفعة من الضغوط ومستويات منخفضة من الصحة النفسية مقارنة بأمهات األطفال‬
‫العاديين ‪.‬‬
‫( السيد محمد ‪ 0238 ,‬ص ‪) 08 – 00‬‬

‫‪33‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫وان األسر التي يعيش بها أطفال ذوو طيف التوحد تتحمل الكثير من األعباء النفسية واالقتصادية‬
‫‪ ,‬فضال عن غياب الدعم والمساندة االجتماعية التي تكون األسرة في حاجة ماسة لها مما يؤثر على أدائها‬
‫الوظيفي بشكل عام ‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته دراسة "المين"(‪ :)3118‬على وجود عالقة دالة إحصائيا بين كل من المساندة االجتماعية‬
‫والدخل واألداء الوظيفي األسري ‪ ,‬وقد أسفرت استجابات الوالدين على األسئلة المفتوحة عن حاجتهم لألشكال‬
‫االيجابية من الدعم االجتماعي والمساعدة في التغلب على القصور األسري وبعض المشكالت السلوكية‬
‫المحددة التي تزيد من حدة الضغوط‪.‬‬

‫وفي اغلب الحاالت فان األمهات هن من يتحملن المسؤولية في الرعاية واالهتمام بأبنائهن ‪,‬ولذلك يعتبرن‬
‫األكثر عرضة للضغوط التي تؤثر على صحتهن النفسية والجسدية وعلى حياتهن الزوجية واالجتماعية ‪.‬‬
‫وهذا ما توافق مع دراسة "جونسون وسيمبسون"(‪:)3112‬والتي أكدت أن أمهات األطفال ذوي اضطراب‬
‫طيف التوحد في خطر المعاناة من االنعزال والضغوط بسبب تقويض الوظائف األسرية لألزواج‪.‬‬

‫وكذلك دراسة"اوجستين"(‪ :)0234‬انه عندما يقع كاهل األعمال األسرية على احد الوالدين تنخفض نسبة‬
‫الرضا عن الشريك األخر ‪ ,‬وان نسبة تحمل اآلباء لمسؤولية رعاية الطفل منخفضة مقارنة باألمهات ‪.‬‬
‫(بن عيسى‪, 0230,‬ص ‪)42‬‬

‫‪34‬‬
‫التوافـــــق الزواجـــــــي‬ ‫الفصل االثالث‬

‫الخالصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫من خالل ما تطرقنا له في هذا الفصل فإن هناك اختالف في تناول وتحديد مفهوم التوافق الزواجي من‬
‫قبل الباحثين ‪ ,‬وذلك باختالف االتجاه النظري لكل واحد منهم سواء كان تحليليا ‪ ,‬سلوكيا ‪ ,‬معرفيا واجتماعيا‬
‫‪ ,‬إال أن هناك اتفاق على أنه يتمثل في االختيار المناسب للزوج واالستعداد للحياة الزوجية والحب المتبادل‬
‫وتحمل المسؤوليات ‪ ,‬واإلشباع الجنسي واالستقرار الزواجي ‪.‬‬

‫أي أنه يتحقق بإشباع المطالب التي يرجوها الزوجان منه ‪ ,‬ولكن قد يخفق الزواج في تحقيق إحدى‬
‫مطالبه ‪ ,‬نظ ار لوجود طفل معاق في األسرة ‪,‬كإصابته باضطراب التوحد وهو من االضطرابات المعقدة والتي‬
‫في تزايد كبير ‪ ,‬يستوجب عناية خاصة ويتطلب من الزوجين كفاءة في القيام بأدوارهما باإلضافة إلى‬
‫االنسجام في ذلك‪ .‬وأن أي خلل أو تقصير من أحد الزوجين في تحمل المسؤولية تاركا الطرف اآلخر يعاني‬
‫وحده مما قد يؤثر على حياتهما االنفعالية والعالئقية فيؤثر على حياتهما الزوجية وعلى االداء الوظيفي لالسرة‬
‫وكذلك غياب الدعم والمساندة االجتماعية االيجابية خاصة فيما يتعلق بالمصاريف المادية للتكفل بالطفل‬
‫التوحدي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصل الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرابع ‪:‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬
‫‪-3‬الدراسة االستطالعية ونتائجها ‪.‬‬
‫‪-0‬منهج الدراسة‪.‬‬
‫‪-1‬حاالت الدراسة‪.‬‬
‫‪-4‬مجال الدراسة‪.‬‬
‫‪-5‬أدوات الدراسة‪.‬‬
‫‪ 3-5‬المقابلة العيادية النصف موجهة ‪.‬‬

‫‪ 0-5‬مقياس التوافق الزواجي ‪.‬‬


‫اجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪-3‬الدراسة االستطالعية ونتائجها ‪:‬‬

‫تعتبر الدراسة االستطالعية من أهم المراحل في البحث العلمي لما لها من أهداف تساعد الباحث في‬
‫عملية التأكد من صحة توافق المنهج المختار للدراسة مع متغيراتها وكذا معرفة مدى مالءمة أدوات القياس ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنها تزود الباحث وتمكنه من معرفة الظروف المحيطة بالمؤسسة والتأكد من توفر عينة الدراسة‬
‫وجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات حولها وتحديد الفئة العمرية والجنس‪ ( .‬زكيري ‪ 0238 ,‬ص ‪)44‬‬
‫بعد اختيارنا لموضوع الدراسة قمنا بقراءات و مطالعات عديدة حوله ‪ ,‬من الكتب ووسائل اإلعالم المختلفة‬
‫المرئية والسمعية والمكتوبة ‪ .‬ثم قمنا بمقابالت عيادية مبدئية مع حاالت الدراسة والمتمثلة في أمهات أطفال‬
‫ذوو طيف التوحد ‪ ,‬وحددنا مكان الدراسة بالمركز النفسي البيداغوجي لالطفال المعوقين ذهنيا بحي العالية‬
‫الشمالية –بسكرة ‪.‬وتحصلنا من خالل الدراسة االستطالعية على النتائج التالية ‪:‬‬
‫‪-‬تحديد موضوع البحث بصورة دقيقة وضبط فرضيات الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬تحديد متغيرات الدراسة وضبطها ‪.‬‬
‫‪-‬الحصول على حاالت الدراسة ‪.‬‬
‫‪-0‬منهج الدراسة ‪:‬‬

‫نظ ار لطبيعة الدراسة السيكولوجية لموضوعنا اعتمدنا على المنهج العيادي القائم على تقنية دراسة الحالة‬
‫ألنه األنسب لدراستنا فهو يستخدم في دراسة فردية بعينها ويستخدم ألغراض عملية ونفسية من اجل تشخيص‬
‫مظاهر االختالل التي تحمل الشخص على الذهاب إلى المختص النفسي ‪ ( .‬شقير ‪ 0222 ,‬ص ‪)40‬‬

‫" وهو الدراسة االكلينيكية التي تتميز بدراسة الفرد كوحدة متكاملة متميزة عن غيرها ومالحظة اساليب‬
‫سلوكية معينة واستخالص سمات الشخصية خاصة ‪.‬والهدف هو فهم شخصية فرد معين بالذات وتقديم‬
‫المساعدة اليه ‪(.‬العيفة‪,0233,‬ص‪)48‬‬

‫‪-2‬حاالت الدراسة‪:‬‬
‫تم اختيار حالتي الدراسة بطريقة قصدية وذلك بعد اجراء مقابالت عيادية مع مجموعة من امهات اطفال‬
‫مصابين بطيف التوحد مرفقة باستمارة فيها البيانات الشخصية ‪ ,‬حيث تتوفر فيهن الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪-‬ان تكون االمهات غير منفصالت عن اب الطفل المعاق‪.‬‬
‫‪-‬ان ال يكون لالمهات ابن اخر مصاب باعاقة ‪.‬‬
‫‪-‬أن ال تتجاوز أعمارهن ‪ 62‬سنة ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪-‬أن ال تعاني األم من أمراض عضوية ‪.‬‬


‫‪-4‬مجال الدراسة ‪:‬‬

‫تم القيام بالجانب التطبيقي من الدراسة بمدينة بسكرة بالمركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعوقين‬
‫ذهنيا الكائن بحي العالية الشمالية – بسكرة – الذي تم إنشاؤه بتاريخ ‪ 3332/23/03‬وتم فتحه رسميا بتاريخ‬
‫‪ , 3331 /30 /23‬وقدرة استيعابه النظري ‪ 02‬طفل ونظام التكفل بالمركز نصف داخلي ‪ ,‬عدد األفواج‬
‫التربوية ‪ 23‬وفوج منها مخصص ألطفال التوحد ‪ .‬كما يضم المركز مختص تربوي ‪ ,‬ومختص عيادي‬
‫ومختص ارطفوني ‪ ,‬مختص نفسو حركي ‪ ,‬مربي متخصص رئيسي ‪ .‬وتستخدم في هذا التصنيف اختبارات‬
‫ومقاييس نفسية أهمها ‪ :‬اختبار رسم الرجل ‪ ,‬واختبار كولومبيا ‪.‬‬
‫و قد استغرقت مدة التطبيق مع الحالتين ‪ 35‬يوما من ‪ 13‬ماي ‪ 0202‬الى ‪ 34‬جوان ‪. 0202‬‬
‫‪-5‬ادوات الدراسة‪:‬‬

‫‪ 1-5‬المقابلة العيادية النصف موجهة ‪:‬‬

‫اعتمدنا على المقابلة العيادية النصف موجهة ألنها تسمح بجمع اكبر قدر من المعلومات باإلضافة إلى‬
‫أنها تعطي فرصة للعميل للتعبير عن نفسه بكل حرية ‪ ,‬وتعرف على أنها‪ ":‬أداة لجمع المعلومات وفق أسئلة‬
‫تتضمن توجيه المقابلة وفي نفس الوقت حرية التعبير عن الحالة" ‪.‬‬
‫( محيلي ‪ 0233 ,‬ص ‪)56‬‬

‫‪3-5‬مقياس التوافق الزواجي ‪:‬‬


‫مقياس التوافق الزواجي لمراد بوقطاية (‪ )0222‬صمم خصيصا لقياس التوافق الزواجي في المجتمع الجزائري‬
‫بمعنى انه مستمد من البنية الثقافية واالجتماعية والنسق القيمي له ‪,‬والذي يضفي داللة على انماط التفاعل‬
‫بين الزوجين ‪.‬ويستهدف المقياس قياس االبعاد او المجاالت االساسية للتوافق في الحياة الزوجية وتتجلى فيما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫اجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجدول رقم(‪ )1‬يوضح ابعاد مقياس التوافق الزواجي لمراد بوقطاية (‪)3111‬‬
‫تعريف األبعاد أو‬ ‫األبعاد أو المجاالت وأرقام البنود التي تشملها‬
‫المجاالت‬
‫االتصال‬ ‫الطبيعة‬ ‫‪ /3‬العالقات االجتماعية ‪.06.00.1.4.5.6.0.3.32.33.30.31.38.33.02.03 0 :‬‬
‫الوالدين‬ ‫بين‬
‫واالقارب واالصدقاء‬
‫والجيران ‪.‬‬
‫باالشباع‬ ‫تتعلق‬ ‫‪ /0‬العالقات الجنسية وتنظيم االنجاب للزوجين ‪1.8 :‬‬
‫الجنسي‬ ‫والرضا‬
‫ومدى االتفاق على‬
‫تنظيم االنجاب ‪.‬‬
‫مدى‬ ‫بها‬ ‫يقصد‬ ‫‪ /1‬العالقات الثقافية ‪.14.15.16.12 :‬‬
‫واحترام‬ ‫تطبيق‬
‫التعاليم الدينية ولقيم‬
‫واالعراف‬
‫االجتماعية‬
‫االسرية‬ ‫الق اررات‬ ‫‪ /4‬مجاالت التعاون والتشاور بين الزوجين ‪33.32.34.35.38.21.21.24.25 :‬‬
‫بالتعاون‬ ‫تتخذ‬
‫بين‬ ‫والتشاور‬
‫الزوجين‪.‬‬
‫االعتناء‬ ‫‪ /5‬مجاالت النظافة ومظهر االسرة ‪32 :‬‬
‫بمظه ارالسرة‬
‫والنظافة ‪.‬‬
‫مدى ارتياح الزوج‬ ‫‪ /6‬االختيار الزواجي ‪.23.45.48 :‬‬
‫في اختيار شريكة‬
‫حياته او الزوجة في‬
‫العيش مع شريك‬
‫حياتها ‪.‬‬

‫مشاعر كل زوج‬ ‫‪ /0‬العالقات بين الزوجين ‪.22.26.22.28.22.41.41.43.42.44.46.42.42.51.51.53 :‬‬


‫اتجاه اآلخر ‪.‬‬

‫( ونوغي ‪ 0234 ,‬ص ‪) 052‬‬

‫‪40‬‬
‫اجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪1-3-5‬الخصائص السيكومترية للمقياس ‪:‬‬


‫اجري المقياس على عينة حيث استغرق إجراؤه ثالثة أشهر ‪ ,‬واستغلت البيانات في تقدير الخصائص‬
‫السيكومترية للمقياس بما في ذلك قياس الثبات ‪ .‬بما أن المقياس ال ينطوي على عوامل متباينة بل على أبعاد‬
‫منسجمة في إطار المفهوم العام المتمثل في التوافق الزواجي ولذلك استعمل الباحث طريقة الفا كرومباخ ‪.‬‬
‫بعد تحليل المعطيات باستعمال طريقة الحزم اإلحصائية ‪ ,‬وجد الباحث معامل الفا كرومباخ يساوي ‪34,81‬‬
‫وهو مستوى ثبات مرتفع ‪.‬‬
‫كما ظهر صدق المحكمين بأن مقياس التوافق الزواجي على مستوى عالي من الصدق والصالحية‪.‬‬

‫‪3-3-5‬تنقيط مقياس التوافق الزواجي‪:‬‬


‫بما أن مقياس التوافق الزواجي ينطوي على خمس بدائل‪:‬‬
‫هذه الخمس البدائل موزعة على (‪ )54‬سؤال ‪ ,‬وبالتالي يمكننا استخراج المتوافقين زواجيا وغير‬
‫المتوافقين زواجيا وذلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1-‬المتوافقين زواجيا ‪ :‬اتفاق تام = ‪ 002 = 5 × 54‬درجة ‪.‬‬
‫هذه الفئة من المتوافقين زواجيا يحصلون على ( ‪ ) 002‬درجة على مقياس التوافق الزواجي لمراد‬
‫بوقطاية ( ‪. ) 0222‬‬
‫‪ -3-‬غير المتوافقين زواجيا ‪ :‬ال يوجد اتفاق تام إطالقا = ‪ 54 = 3 × 54‬درجة ‪.‬‬
‫ولم يتم تحديد طول الفئة للمقياس وهي ‪ 41 = 5 /54 – 002 :‬ووفقا لتقدير الطالبة الباحثة ووفقا لما‬
‫يتناسب مع الدراسة الحالية قسم المقياس إلى خمس مجاالت وهي ‪:‬‬
‫‪ 30 -54‬ال يوجد توافق إطالقا ‪.‬‬
‫‪ 343 – 38‬اتفاق قليل ‪.‬‬
‫‪ 385 -340‬اتفاق متوسط ‪.‬‬
‫‪ 003 -386‬اتفاق ‪.‬‬
‫‪ 002 -012‬اتفاق تام ‪ ( .‬العيفة ‪ 0233 ,‬ص ‪) 50‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬عرض ومناقشة النتائج ‪:‬‬
‫‪-3‬عرض وتحليل نتائج الحالة األولى ‪.‬‬
‫‪-0‬عرض وتحليل نتائج الحالة الثانية ‪.‬‬
‫‪-1‬مناقشة النتائج على ضوء فرضية الدراسة‪.‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪-1‬عرض وتحليل نتائج الحالة األولى ‪:‬‬


‫‪ -1-1‬تقديم الحالة األولى ‪:‬‬
‫المهنة ‪ :‬طبيبة‬ ‫اإلسم ‪ :‬أم عبد اهلل‬
‫عدد األوالد ‪21 :‬‬ ‫السن ‪13 :‬‬
‫مدة الزواج ‪ 30 :‬سنة‬ ‫المستوى التعليمي ‪ :‬جامعي‬
‫المستوى المعيشي ‪ :‬جيد‬
‫‪ 3-1‬ملخص المقابلة مع الحالة األولى ‪:‬‬

‫يعاني الطفل عبد اهلل من طيف التوحد وقد تم تشخيص إصابته بشكل نهائي عندما كان في سن الثالثة‬
‫من طرف مختص ارطفوني بالتعاون مع طبيب أطفال في الجزائر العاصمة ‪ ,‬وهو اآلن في التاسعة ‪ ,‬تقول‬
‫أم عبد اهلل أنها في البداية ظنت بان لديه مشاكل في النطق والسمع وانه تأخر بسيط ويستحسن مع مرور‬
‫الوقت وان آخر شئ توقعته ان يكون طفال توحديا ‪ ,‬وأنها شعرت بالعجز واليأس عندما تم تأكيد التشخيص‬
‫لتضيف أنها تعاني في التعامل مع سلوكياته خاصة التخريب داخل المنزل ‪ ,‬وعدم االستقاللية ‪ ,‬فهي لحد‬
‫اآلن من يقوم بتنظيفه وانه دوما يقوم بتوسيخ نفسه وفي أي مكان ماعدا الحمام الذي ال يعرفه أبدا وانه يهرب‬
‫بصفة متكررة من البيت وتستغرق الكثير من الوقت إليجاده وأحيانا تستاء من انتقاد الناس والجيران لسلوكياته‬
‫ويصفونه بالمجنون ‪ ,‬وان األطفال يهربون عندما يرونه ويخافون منه ‪ ,‬ونتاجا لذلك فهي ال تصطحبه معها‬
‫الي مناسبة كانت خوفا من ان يسبب لها اإلحراج ‪ ,‬لتضيف بأنها تتعب كثي ار بمفردها نظ ار لغياب الدعم‬
‫خاصة من األقارب وآسرتها الذين ينزعجون من تصرفات طفلها الغير مفهومة حسبهم ‪ ,‬وان زوجها يساعدها‬
‫فقط عندما يكون في المنزل وانه ناد ار ما يصطحبه معه للخارج ويكتفي بأخذ إخوته األصحاء فقط ‪ ,‬أنها هي‬
‫من تتحمل مسؤولية إخراجه بنفسها ومراقبته كي ال يؤذي اآلخرين ‪.‬‬

‫لتضيف قائلة بأنها أخذته لعدة مراكز خاصة لكن دون جدوى او تحسن ملحوظ وتقول أنها تركت عملها‬
‫كطبيبة لتتفرغ لالعتناء به وان زوجها يلومها باستمرار ألنها فضلت مهنتها على ابنها الصغير وهذا نتاج‬
‫ألنانيتها ‪ .‬وهو ما أوضحته ام عبد اهلل بأنها متعبة نفسيا وجسديا وانعكس هذا على أسرتها وزواجها أيضا ‪,‬‬
‫وانها أحيانا في لحظات القنوط واليأس تتمنى ان يموت ابنها وتنتهي معاناتها على حد قولها ‪.‬‬
‫‪ 2-1‬تحليل المقابلة مع الحالة االولى ‪:‬‬

‫من خالل المقابلة التي أجريت مع الحالة الحظنا أنها تعاني من ضغط نفسي شديد جراء تشخيص ابنها‬
‫اضطراب طيف التوحد باإلضافة إلى السلوكيات المزعجة واالعتناء به وذلك في قولها ‪ " :‬دائما يوسخ على‬

‫‪43‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫روحو ويهرب من الدار واحيانا نضرب وانا نحوس عليه ونخاف عليه من والد الحرام يغتصبوه واذا خليتو‬
‫فالدار يخرب ويفسد الحوايج وراني تاعبة معاه بزاف " ‪.‬‬

‫كما نالحظ على الحالة عدم تقبل المرض وذلك من خالل قولها ‪ " :‬أخر حاجة كنت نتوقعها هذا‬
‫المرض ‪ ,‬قلت انا الطفل دمو ثقيل باش يهدر بصح معليش " وهذا يدل على أنها أخذت وقتا طويال لتتكيف‬
‫مع الوضع الجديد لطفلها ‪ ,‬والتغيرات التي طرأت على حياتها ‪ ,‬وتقر بأنها ال زالت تعاني لحد اللحظة وذلك‬
‫في قولها ‪ " :‬ساعات من القنطة واليأس نقول كون غير داه ربي نتهناو في زوج " ‪ .‬وهو ما يدل على‬
‫المعاناة النفسية الشديدة وانعكاسات ذلك على حياتها الجسدية واالجتماعية أيضا وذلك في قولها ‪ " :‬ما‬
‫نتهنى برقدة ديما يطول مايرقدش واذا رقد ينوض بالخف وكي نروح لدارنا ايامات خاوتي ما يقعدوش في‬
‫الدار ويتقلقو من وليدي كثر خير ميمتي"‪.‬‬

‫وكذلك انعكاساته على حياتها الزوجية ودورها كأم لطفليها اآلخرين وزوجة أيضا في قولها ‪:‬‬
‫"طول نعس فيه هملت وليداتي لخرين راني مقصرة معاهم ومع راجلي " لتضيف " ديما يوسخلي في‬
‫لفراشات ديما راني نغسل وتوجور يطيش عليا اماكلة راني دايرة كادنة للفريجيدار " ‪.‬‬

‫وتضيف قائلة بان زوجها يؤنبها ويلومها ويذكرها بأنها في بداية حياتها الزوجية فضلت هنتها كطبيبة‬
‫وتركت ابنها للمربيات وانها السبب في كل ما يحدث حيث تقول ‪ " :‬راجل يديما يلومني يقولي انتي السبة‬
‫كنتي انانية لو كان قابلتي الطفل ماكناش نوصلو لهذي الحالة وراهو ذرك بصحتو ولباس عليه" ‪.‬‬

‫وهو ما اثر على قيامها بدورها داخل االسرة كام وكزوجة‪ ,‬فالنجاح في القيام باألدوار الزوجية يمنح‬
‫الشعور بالكفاءة في القيام بالدور داخل األسرة ‪ ,‬باإلضافة إلى تقييم الفرد لنفسه بصورة ايجابية ‪.‬‬

‫لتضيف كذلك بأنها عندما تشكو زوجها المها نتيجة لغياب الدعم ‪ ,‬وتحملها المسؤولية وأنها هي من‬
‫اختارته وقبلت به قائلة ‪ " :‬أمي دائما تحملني مسؤولية هذا الزواج وانو انا اللي اخترت نمشي فيه وواحد‬
‫ماضربني على ايدي " ‪.‬‬

‫كل هذه التغيرات النفسية والجسدية التي طرأت على حالة األم نتيجة الضغوط التي تعيشها بسبب مرض‬
‫ابنها باإلضافة إلى غياب الدعم األسري خاصة من الزوج الذي يتحجج بالعمل وانه يحرجه دائما عندما‬
‫يصطحبه معه وان األطفال يخافون منه وال يعرفون انه مريض في قولها ‪ " :‬وليدي مسكين مريض يغيضني‬
‫ما يعرف والو ديما لوالد الصغار يخافو منو ويقولولي هذا مجنون " ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫لتضيف بان عالقتهما الجنسية تأثرت كثي ار فزوجها ال يمانع من إنجاب المزيد من األطفال وانه ال باس‬
‫بذلك فهو قادر ماديا لكنها ترفض ذلك ألنها ليست مستعدة لتربي من جديد وان طفلها التوحدي يساوي عشرة‬
‫أطفال مجتمعين في قولها ‪ " :‬راجلي حاب يزيد لوالد وانا مانيش قابلة ابني المريض راهو بعشر ذراري كيفو‬
‫مانقدرش نلحق واخوتو لوخرين هملتهم" ‪.‬‬

‫وانطالقا مما صرحت به الحالة فهذا يدل على حاجتها إلى الدعم المعنوي خاصة من الزوج وأسرته‬
‫وكذلك الدعم االجتماعي أكثر من الدعم المادي‪.‬‬
‫‪ 4-1‬تحليل نتائج المقياس للحالة االولى ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ )3‬يوضح نتائج الحالة االولى على مقياس التوافق الزواجي‬
‫الدرجة المتحصل عليها‬ ‫األبعاد‬
‫‪15‬‬ ‫العالقات االجتماعية‬
‫‪1‬‬ ‫العالقة الجنسية وتنظيم اإلنجاب للزوجين‬
‫‪02‬‬ ‫العالقات الثقافية‬
‫‪08‬‬ ‫مجاالت التعاون والتشاور بين الزوجين‬
‫‪5‬‬ ‫مجاالت النظافة ومظهر األسرة‬
‫‪35‬‬ ‫االختيار الزواجي‬
‫‪12‬‬ ‫العالقات بين الزوجين‬
‫‪343‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل ما أظهرته نتائج المقياس تحصلت الحالة على ‪ 343‬درجة وهي محصورة في المجال بين (‬
‫‪ ) 343 -38‬وهي تدل على وجود اتفاق قليل ‪ ,‬وقد كانت نتائجها على مجموعة من األبعاد متفاوتة من بعد‬
‫آلخر وهي كما يلي ‪ :‬في البعد األول تحصلت على ‪ 15‬درجة وهو بعد العالقات االجتماعية آما في بعد‬
‫العالقات الجنسية وتنظيم اإلنجاب تحصلت على ‪ , 1‬كما كانت درجتها في بعد العالقات الثقافية ‪, 02‬‬
‫وتحصلت على ‪ 08‬في بعد مجاالت التعاون والتشاور بين الزوجين ‪ ,‬وعلى ‪ 5‬درجات في بعد مجاالت‬
‫النظافة ومظهر األسرة ‪ ,‬وفي بعد االختيار الزواجي تحصلت على ‪ 35‬درجة ‪ ,‬أما البعد األخير هو العالقات‬
‫بين الزوجين فتحصلت على ‪ 12‬درجة ‪.‬وهذا يدل على توافق زواجي منخفض ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -5-1‬التحليل العام للحالة ‪:‬‬

‫من خالل نتائج كل من المقابلة ومقياس التوافق الزواجي تبين ان الحالة لديها توافق زواجي منخفض‬
‫على مستوى مقياس التوافق الزواجي خاصة بالنسبة لبعد العالقات االجتماعية وبعد مجاالت التعاون‬
‫والتشاور بين الزوجين وبعد العالقات بين الزوجين ‪ ,‬وهذا راجع إلى غياب الدعم المعنوي والضغوطات‬
‫النفسية التي تعيشها الحالة‪.‬‬

‫وتبين من خالل المقابلة أيضا بان الحالة ال تتفق مع زوجها في تشخيص طيف التوحد وكذلك األسباب‬
‫الحق يقية للسلوكات غير العادية لالبن المصاب وهو ما يؤثر على الدينامية الزوجية وهذا ما أكدته دراسة‬
‫رحال سامية (‪ )0233‬بان اختالف الزوجين أو عدم اتفاقهما على تشخيص التوحد وحول أسباب السلوكات‬
‫الغير عادية لالبن المصاب تؤثر على الدينامية الزوجية ‪.‬‬
‫وتبين كذلك من خالل المقابلة بان الحالة تأثرت عالقتها الجنسية وبأنها ال تتفق مع زوجها حول إنجاب‬
‫المزيد من األوالد ‪ .‬ويشير الشطي ( ‪ )3335‬إلى " أن الفشل في إقامة عالقة جنسية سليمة ومشبعة احد‬
‫أهم المشكالت الزوجية التي تؤدي الى تصدع الزواج وتفككه وما ينجم عن ذلك من صراع وفشل في‬
‫الحياة الزوجية " ‪.‬‬
‫‪-3‬عرض وتحليل نتائج الحالة الثانية ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬تقديم الحالة الثانية ‪:‬‬


‫المهنة ‪ :‬إدارية‬ ‫االسم ‪ :‬ام محمد‬
‫عدد األوالد ‪20 :‬‬ ‫السن ‪13 :‬‬
‫مدة الزواج ‪ 5 :‬سنوات‬ ‫المستوى التعليمي ‪ :‬بكالوريا‬
‫المستوى المعيشي ‪ :‬متوسط‬
‫‪ 3-3‬ملخص المقابلة مع الحالة الثانية‪:‬‬
‫محمد طفل مصاب بطيف التوحد وقد تم تأكيد التشخيص وهو في سن العامين من طرف طبيب أطفال‬
‫ومختص ارطفوني في والية سطيف وهو اآلن يبلغ من العمر ‪ 4‬سنوات ‪ ,‬تقول ام محمد بأنها ظنت بان لديه‬
‫تأخر في النمو خاصة وانه تأخر في النطق والمشي وعمره ‪ 38‬شه ار ومنذ ذلك الحين وهي تجري له‬
‫الفحوصات حتى تم تأكيد إصابته بطيف التوحد ‪ ,‬لتضيف قائلة بأنها ووالده لم يصدقا ذلك وتطلب األمر وقتا‬
‫حتى تقبال خاصة الزوج ظل يقول بانه بخير ولديه تأخر فقط وان التشخيص غير صحيح ومع مرور الوقت‬
‫تكيف مع الوضع الجديد وان ابنهما طفل توحدي ‪ .‬تقول ام محمد مع مرور الوقت عانيت في البداية خاصة‬

‫‪46‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وانه أصبح عصبيا وكثير الهرج وال يطيق البقاء في نفس المكان لوقت طويل وتضيف قائلة بأنها منذ البداية‬
‫هي من تصطحبه دائما وبان والده ليس مبالي وان المسؤولية كلها على عاتقها باإلضافة إلى وضعهم المادي‬
‫وان األطباء والعالج يتكلفون كثي ار وان زوجها عامل بسيط بدخل محدود وهو ما اضطرها للبحث عن عمل‬
‫لتساعد زوجها في المصاريف قبل ان تتوقف عن العمل لتهتم بابنها وابنتهاالمولودة حديثا‪.‬‬
‫‪-2-3‬تحليل المقابلة مع الحالة الثانية ‪:‬‬

‫من خالل المقابلة التي أجريت مع الحالة الحظنا أنها تعاني من اإلرهاق والتعب النفسي خاصة مع‬
‫الوضع الجديد ومع والدتها البنتها والمسؤولية الملقاة عليها حيث قالت ‪ " :‬لقيت روحي بالحمل دخلني‬
‫اكتئاب مع المرض تاع محمد دخلت في دوامة الوحم وديما مريضة بديث نثقال " ‪ .‬لتضيف أيضا بأنها‬
‫عانت من صعوبة في التواصل معه وأنها لم تكن تفهم ما يقول حتى بلغ الثالثة من العمر لتدخله مركز‬
‫لمختص ارطفوني وقد بدا عليه تحسن ‪:‬‬
‫" حتى عمر الثالث سنوات دخلتو الرطفوني وبدا يتحسن قبل ما كنتش نفهم عليه وش يحوس "‬
‫باإلضافة إلى السلوكات النمطية والعصبية الزائدة وهو ما زاد من معاناتها ‪ ":‬مانكذبش عليك لحد االن مش‬
‫مستوعبة وماقدرتش نعاونو وزيد ماني عارفة على هذا المرض والو غير من النت بديت نحوس عليه اهلل‬
‫غالب ‪" ...‬‬

‫وتشتكي أيضا من الزوج وانه دوما يتذمر ويقول بان االطباء اخطاوا التشخيص وانه بخير مضيفة "‬
‫زوجي صفر معاونة حتى وليت ندير معاه الحس ومنين نقلو خرجو يقولي يبهدل بيا ب ار الناس يقعدو‬
‫يتفرجو فينا ‪ "...‬وتضيف أم محمد بأنها ال تخرج للمناسبات وناد ار ما تزور أقارب زوجها ألنها ال تحب‬
‫كلمات المواساة ‪ ":‬كاينين ناس منحبهمش يشفقو على وليدي وال عليا ويقولولي مسكين وانا نحس روحي‬
‫مش آآلز على بيها مانروحش ‪. "..‬‬

‫لتضيف ام محمد قائلة بان مرض ابنها عطل حياتها المهنية وثبطها عن تحقيق طموحاتها وأنها لم‬
‫تحرز أي تقدم وأنها أصبحت اكبر من سنها ب ‪ 322‬سنة " مرض محمد اثرلي على حياتي كاملة وربطني‬
‫خالني مانتقدمش حبست مكاني ‪ ,‬مش غير طموحاتي ‪ ,‬ليوم راني نحس عمري ‪ 111‬سنة ‪ " ..‬وتضيف‬
‫أيضا أن رغبتها الجنسية ليست كما في السابق وأنها ال تريد المزيد من األطفال ‪ " :‬ال رغبة لدي فقدت‬
‫الشهية ‪" ..‬‬

‫‪47‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وكذلك من خالل المقابلة أيضا تبين أن أم محمد لديها قلق المستقبل حول ما سيؤول إليه مرض ابنها‬
‫وأنها تفقد األمل وأحيانا أخرى تتفاءل وبان زوجها عندما يغضب منه يقول لها بأنه ليس فيه أمل ‪ " :‬ساعات‬
‫نتقلق عليه وليدي يشفني ‪ ,‬باباه كي يقلق منو يقلي هذا يبقى كما هك مامنوش امل ‪. " ..‬‬
‫وتقول أيضا بان الدعم األكبر كان من طرف عائلتها خاصة أمها أنها تتقاسم معها عبء االهتمام به‬
‫خاصة في فترة حملها ومرضها وأنها كانت في حالة صدمة وعدم تقبل لمرض ابنها ‪ " :‬كنت نخليه في دارنا‬
‫مع ماما ‪ ,‬كنت نتوحم ومريضة ماقدرتش ‪. " ..‬‬

‫ومن خالل المقابلة مع الحالة اتضح بان الحالة تعاني من اإلرهاق النفسي ولديها قلق حول مستقبل‬
‫ابنها ‪ ,‬وبأنها بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي ‪ ,‬وان مرض ابنها اثر على حياتها المهنية وطموحها ‪.‬‬
‫‪ 4-3‬تحليل نتائج المقياس ‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ )2‬يوضح نتائج الحالة الثانية على مقياس التوافق الزواجي‬
‫الـ ــدرجة المتحصل عليها‬ ‫األب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعاد‬

‫‪03‬‬ ‫العالقات االجتماعية‬


‫‪5‬‬ ‫العالقات الجنسية وتنظيم اإلنجاب للزوجين‬

‫‪30‬‬ ‫العالقات الثقافية‬

‫‪33‬‬ ‫مجاالت التعاون والتشاور بين الزوجين‬


‫‪0‬‬ ‫مجاالت النظافة و مظهر األسرة‬

‫‪6‬‬ ‫االختيار الزواجي‬

‫‪60‬‬ ‫العالقات بين الزوجين‬

‫‪315‬‬ ‫الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجمـ ــوع ‪:‬‬

‫تحصلت الحالة في مقياس مراد بوقطاية (‪ )0222‬للتوافق الزواجي على درجة كلية قدرها ‪ 315‬درجة‬
‫دلت على وجود اتفاق قليل محصورة في ( ‪ . )343-38‬حيث كانت نتائجها على مجموعة من األبعاد كما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تحصلت الحالة في البعد األول على ‪ 03‬وهو بعد العالقات االجتماعية أما في العالقات الجنسية‬
‫وتنظيم اإلنجاب كانت الدرجة ‪ , 5‬وكذلك بعد العالقات الثقافية تحصلت على ‪ 30‬درجة ‪ ,‬وتحصلت على‬
‫‪ 33‬درجة في بعد مجاالت التعاون والتشاور بين الزوجين ‪ ,‬أما بعد مجاالت النظافة ومظهر األسرة فكانت ‪0‬‬
‫درجة ‪ ,‬وفي بعد االختيار الزواجي تحصلت على ‪ 6‬درجات وفي البعد األخير وهو بعد العالقات بين‬
‫الزوجين تحصلت على ‪ 60‬درجة ‪.‬وهو يدل على توافق زواجي منخفض‪.‬‬
‫‪ 5-3‬التحليل العام للحالة الثانية ‪:‬‬
‫من خالل نتائج المقابلة العيادية النصف موجهة وكذلك نتائج مقياس التوافق الزواجي والتي تدل على‬
‫أن الحالة لديها اتفاق قليل أي توافق زواجي منخفض خاصة بالنسبة لبعد العالقات الجنسية وتنظيم اإلنجاب‬
‫للزوجين وكذلك مجاالت التشاور والتعاون بين الزوجين وهذا راجع لغياب الدعم المعنوي من طرف الزوج‬
‫وعائلت ه خاصة وكذلك طبيعة التواصل بين الزوجين وغياب التفاعل بينهما وراجع لنوعية الحياة والدينامية‬
‫الزوجية والتي تؤدي إلى سوء التوافق الزواجي‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته دراسة رحال سامية (‪ )0233‬أن االضطرابات في الدينامية الزوجية وبعض الصعوبات في‬
‫التفاعل أدت إلى سوء التوافق الزواجي ‪.‬‬

‫وكذلك ظروفهم المعيشية والوضع المادي غير المستقر للزوج والبيئة التي تعيش فيها االسرة وهذا ما أكدته‬
‫دراسة كويديمير وآخرون (‪ )0235‬عن وجود عالقة ارتباطية سلبية عالية بين جودة الحياة والمستويات‬
‫العالية من األعراض االكتئابية وارتباط معتدل بين البيئة والدخل ( بن عيسى ‪ 0238 ,‬ص ‪. )30‬‬

‫‪49‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ - 3‬ومناقشة النتائج على ضوء ضوء فرضية الدراسة ‪:‬‬


‫بإتباع المنهج العيادي القائم على دراسة الحالة واستنادا إلى المقابلة العيادية النصف موجهة ومقياس‬
‫التوافق الزواجي لمراد بوقطاية( ‪ , ) 0222‬حيث انطلقنا من فرضية مفادها أن مستوى التوافق الزواجي لدى‬
‫أمهات األطفال المصابين بطيف التوحد منخفض ‪.‬‬
‫وتوصلنا إلى النتائج التالية ‪:‬‬
‫تحققت الفرضية مع حالتي الدراسة والتي تنص على أن مستوى التوافق الزواجي لدى أمهات األطفال‬
‫المصابين بطيف التوحد منخفض وذلك راجع لمجموعة من المؤشرات من بينها الضغوط النفسية والجسدية‬
‫التي تعيشها األمهات وهو ما انعكس على حياتهن الزوجية واالجتماعية ‪ ,‬باإلضافة إلى غياب الدعم المعنوي‬
‫والمادي من طرف الزوج بشكل خاص والمحيط األسري بشكل عام ‪,‬واضطرار األمهات في اغلب الحاالت‬
‫للتخلي عن وظائفهن وطموحاتهن من اجل التفرغ للعناية بأبنائهن وهو ما يؤثر على صحتهن النفسية‬
‫ويجعلهن منعزالت اجتماعيا وهذا ما أكدته دراسة رحال سامية (‪)0233‬‬
‫أن‪ :‬ضعف شبكة الدعم االجتماعي من طرف عائلة الزوج واضطرار الزوجة للتخلي عن طموحاتها المهنية‬
‫من اجل التكفل باالبن واحساسها تبعا لذلك بالعزلة االجتماعية من االنعكاسات التي يعيشانها أو على األقل‬
‫الزوجة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الصعوبات التي تواجه األمهات أثناء محاولتهن االعتناء بأبنائهن نظ ار لطبيعة االضطراب‬
‫وما يحمله من خصائص سلوكية ولغوية واجتماعية تصعب عليهن المهمة وهذا ما أكدته دراسة" رحال سامية‬
‫"(‪ )3112‬أن أكثر الصعوبات التي يجدها األولياء في تكفلهم بطفلهم المصاب بطيف التوحد هي تلك‬
‫المتعلقة بتصرفات الطفل أو بعبارة أدق تلك التي تتعلق باألعراض السلوكية كالعناد وعدم تقبل اإلحباط‬
‫وبضعف القدرات اللغوية التواصلية لديه ‪.‬‬
‫وان القلق المستمر على مستقبل الطفل وما تتطلبه عملية التكفل به من تكاليف مالية تثقل كاهل األسر‬
‫التي قد ال تستطيع توفيرها بسبب الحاجة ومدخول الزوج الضعيف كما في الحالة الثانية (أم محمد)‬
‫تضاعف الضغوط النفسية وهو ما توافق مع دراسة "كويديمير واخرون" (‪ )3112‬التي تؤكد أن األمهات‬
‫يعانين من ضغوط نفسية بسبب المشاكل المالية والمطالب الثقيلة لرعاية األطفال وان القلق حول مستقبل‬
‫الطفل يضاعف حجم الضغوط ‪.‬‬
‫وتؤكد دراسة فهمي (‪ )0225‬أن الحب المتبادل بين الزوجين يعد عامال مهما لحدوث التوافق‬
‫الجنسي إذ يعد مطلبا لنمو الشخصية السوية فهو من العوامل المهمة في تحقيق العالقة الجنسية االيجابية‬
‫بين الزوجين والسعادة فالحب بينهما وثيقة أمان تساعدهما على تحقيق التوافق الجنسي‪ .‬وهذا ما تفتقده‬
‫الحالة الثانية فلديها نفور من العالقة الجنسية وتقول بأنها فقدت الرغبة في ذلك ‪.‬ونفس الشيء بالنسبة للحالة‬
‫األولى هي األخرى تأثرت عالقتها الجنسية وليس لديها رغبة في إنجاب المزيد من األطفال‪ .‬و تفكير‬

‫‪50‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫األزواج فقط في اإلنجاب أكثر واالستمتاع بالعالقة الجنسية على حساب راحة الزوجة دون مراعاة ما تتحمله‬
‫من ضغوط نفسية والجهد المضاعف والمبذول في رعاية األبناء وهو ماجعل توافقهما الزواجي ينخفض ‪.‬‬

‫إن فشل احد الزوجين في تحقيق التوازن بين حقوقه وواجباته وبين مطالبه ومطالب األسرة فيعجز عن‬
‫القيام بوظائفه وحل المشكالت والصراعات الناتجة خاصة في ظل وجود طفل توحدي ‪,‬مما يجعل الزوجين‬
‫يتبعان أساليب سلوكية غير توافقية كالمعاملة القائمة على النبذ واإلهمال من طرف الزوج ‪,‬او نظرة الزوجة‬
‫لنفسها وتقديرها المنخفض لذاتها ‪ ,‬وأنماط االتصال غير الوظيفية تعبر عن سوء التوافق الزواجي وهو ما‬
‫أكدته "ونوغي فطيمة"(‪ )3114‬إن فشل الزوجين في تحقيق أهداف الزواج النفسية واالجتماعية وعدم قدرة‬
‫الزوجين على حل مشكالتهما ومواجهتها ‪,‬وضعف التواصل بينهما بالرغم من قيام العالقات الزوجية بصورة‬
‫شرعية إال انه يكسوها التصدع ‪.‬‬
‫وفي األخير وقد توضح من خالل الدراسة ان مستوى التوافق الزواجي لدى أمهات األطفال المصابين‬
‫بطيف التوحد منخفض خاصة بعدي العالقات الجنسية والعالقات االجتماعية‪ .‬وغياب الدعم من شريك الحياة‬
‫وحتى من المحيط العائلي واضطرار الزوجة للتخلي عن طموحاتها المهنية من اجل التفرغ للعناية بابنها ‪,‬‬
‫وكذلك نظرة المجتمع بتلك الصورة السيئة البنها وانتقاد سلوكياته ووصفه أحيانا بالمجنون ما يؤثر عليها‬
‫ويجرحها نفسيا ‪.‬وكذلك تفكير الزوج في إشباع رغبته الجنسية وانجاب المزيد من األطفال دون مراعاة ما‬
‫تعيشة الزوجة من ضغوط تؤثر على صحتها النفسية والجسدية وهو ما ينعكس سلبا على حياتها الزوجية‬
‫ويؤدي لخفض توافقها الزواجي ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫خـــــاتمـة‬
‫خاتمـــــة‬

‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫يدور موضوع دراستنا حول التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين بطيف التوحد وقد صممت‬
‫الدراسة الحالية الختبار الفرضية المرفقة في اإلطار العام للدراسة‪.‬‬
‫وللتحقق من صحة الفرضية تبنينا المنهج العيادي القائم على تقنية دراسة الحالة الذي يتالءم مع موضوع‬
‫دراستنا ‪,‬وقد ضم بحثنا حالتين تم اختيارهما بطريقة قصدية ‪.‬‬
‫وقد استعنا بتقنية المقابلة العيادية النصف موجهة مرفقة باستمارة اسئلة حول البيانات الشخصية ‪,‬ومقياس‬
‫التوافق الزواجي ل "مراد بوقطاية"(‪ )0222‬المصمم خصيصا لقياس التوافق الزواجي في المجتمع الجزائري ‪.‬‬

‫وبعد تحليل النتائج المتوصل إليها والتي خلصنا من خاللها الى اختبار صحة فرضية الدراسة وتوصلنا الى‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫تحققت فرضية الدراسة التي تنص على ان مستوى التوافق الزواجي لدى امهات االطفال المصابين بطيف‬
‫التوحد منخفض ‪.‬‬
‫تبين من خالل المقياس أن أمهات االطفال المصابين بطيف التوحد يعانين من انخفاض في توافقهن‬
‫الزواجي وذلك على مستوى األبعاد التالية ‪ :‬العالقات االجتماعية ‪,‬العالقات الجنسية وتنظيم اإلنجاب‬
‫واالختيار الزواجي‪.‬‬
‫من خالل هذه الدراسة اكتشفنا حقيقة ما تعيشه امهات االطفال المصابين بطيف التوحد والصعوبات التي‬
‫تواجههن بسب طبيعة االظطراب وما يحمله من خصائص تزيد من صعوبة التعامل ومحاولةالتكفل باالطفال‬
‫وانعكاسات ذلك على صحتهن النفسية والجسدية وحياتهن الزوجية واالجتماعية على حد سواء ‪.‬‬
‫ومنه فان دراستنا قد تكون حاف از للباحثين لالهتمام بهاته الفئة ‪,‬وبذل المزيد من الجهد للتكفل باالمهات من‬
‫خالل توفير قاعدة بيانات صحية ‪,‬نفسية واجتماعية عنهن ‪.‬وفي هذا الصدد نقترح بعض الدراسات عن هاته‬
‫الفئة مثال‪:‬‬
‫‪-‬القيام بدراسة نفسية حول مرحلة التشخيص باعتبارها مرحلة حساسة تسبق الكشف عن تاكيد اصابة الطفل‬
‫بطيف التوحد من عدمه‪.‬‬
‫‪-‬إيضاح مدى تأثير التوافق الزواجي على الصحة النفسية لألمهات في ضوء المتغيرات الديمغرافية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬وفي األخير ال يسعنا من خالل هذه الدراسة المتواضعة إال تقديم اقتراحات لصالح أمهات طيف التوحد‬
‫والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬تنظيم دورات إعالمية تحسيسية لألمهات للتعريف بهذا االضطراب أكثر واألعراض الخاصة به لمساعدة‬
‫األمهات على فهمه ‪.‬‬

‫ج‬
‫خاتمـــــة‬

‫‪-‬تقديم االقتراحات واإلرشادات التربوية والعالجية من اجل الحفاظ على جودة حياة األم من خالل النصائح‬
‫والتوجيهات‪.‬‬
‫‪-‬إعداد برامج من اجل التكفل النفسي الجيد بهاته الفئة يشرف عليها مختصون نفسانيون ذوو خبرة في هذا‬
‫المجال ‪ .‬وكذا تدريب األمهات على استراتيجيات فعالة للتخفيف من معاناتهم النفسية وتعليمهم أساليب‬
‫توافقية تضمن لهم استمرار حياتهم الزوجية وتوافقهم‪.‬‬
‫‪-‬وضع برامج وقائية عالجية مناسبة على مستوى األزواج لتشخيص المشكالت التي يواجهها األزواج‬
‫والوصول للعوامل التي تساهم في تحقيق االستقرار الزواجي‪.‬‬
‫‪-‬القيام ببحوث فيما يتعلق بتأثير التوافق الزواجي واألسري على مدى تقدم الطفل التوحدي في البرامج‬
‫العالجية‪.‬‬
‫‪-‬تقديم خدمات إرشادية للمقبلين على الزواج ‪.‬وذلك بفتح مكاتب لإلرشاد الزواجي ‪.‬‬

‫د‬
‫قائــمة المراجـع‬
‫قائمـــــة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬إبراهيم محمود بدر (‪:)0224‬الطفل التوحدي ‪,‬تشخيصه وعالجه‪,‬مكتبة االنجلو المصرية‪,‬القاهرة‪.‬‬


‫‪ -0‬إبراهيمي أسماء (‪:)0235‬الضغوط المهنية وعالقتها بالتوافق الزواجي لدى المرأة العاملة‪,‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه‪,‬علم النفس المرضي االجتماعي‪,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -1‬آل إسماعيل حازم رضوان(‪:)0230‬التوحد واضطرابات التواصل‪,‬ط‪,3‬دار مجدوالي للنشر‬
‫والتوزيع‪,‬عمان‪,‬األردن‪.‬‬
‫‪ -4‬ان كرينغ‪,‬شيري جونسون(‪:)0236‬علم النفس المرضي‪,‬ترجمة امثال هادي الحويلة وآخرون‪,‬مكتبة‬
‫االنجلو المصرية‪,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -5‬الجالمدة فوزية عبد اهلل(‪:)0236‬قضايا ومشكالت األطفال ذوي اضطراب طيف التوحد‪,‬ط‪,3‬دار الزهراء‬
‫للنشر والتوزيع‪,‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -6‬الخولي سناء(‪:)3380‬الزواج والحياة األسرية‪,‬دار النهضة للنشر والتوزيع‪,‬بيروت‪,‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -0‬السيد محمد رحمة عبد الرحمان (‪:)0238‬االداء الوظيفي االسري وعالقته باللغة البراغماتية واضطراب‬
‫ضعف االنتباه والنشاط الزائد لدى االطفال ذوو اضطراب طيف التوحد‪,‬رسالة ماجستير في التربية ‪,‬جامعة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪-8‬الشامي وفاء(‪:)0224‬خفايا التوحد‪,‬أشكاله أسبابه وتشخيصه‪,‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪.‬الرياض‪.‬‬
‫‪ -3‬الشربيني السيد كامل‪,‬مصطفى أسامة فاروق(‪:)0233‬سمات التوحد‪,‬ط‪,3‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪,‬عمان ‪,‬األردن‪.‬‬
‫‪ -32‬الشربيني السيد كامل‪,‬مصطفى أسامة فاروق (‪ :)0233‬التوحد ‪,‬األسباب‪,‬التشخيص والعالج‪,‬ط‪,3‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع‪,‬عمان‪,‬األردن‪.‬‬
‫‪-33‬العنزي فرحان سالم بن ربيع (‪ :)0228‬دور اساليب التفكير ومعايير اختيار الشريك وبعض المتغيرات‬
‫الديمغرافية في تحقيق مستوى التوافق الزواجي لدى عينة من المجتمع السعودي ‪,‬رسالة دكتوراه ‪,‬علم‬
‫النفس ‪,‬جامعة القرى ‪,‬السعودية‪.‬‬
‫‪-30‬العيفة هناء (‪:)0233‬التوافق الزواجي لدى المرأة من سلوك نمط الشخصية‪,‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر‪,‬علم النفس العيادي‪ ,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -31‬المقابلة جمال خلف(‪:)0236‬اظطرابات طيف التوحد‪,‬التشخيص والتدخالت العالجية‪ ,‬دار يافا العلمية‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ,‬عمان ‪,‬االردن‪.‬‬
‫‪-34‬الملومة ابتسام (‪:)0233‬اضطراب التكامل الحسي وعالقته بالحركات النمطية لدى أطفال ذوي اضطراب‬
‫طيف التوحد‪,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ‪,‬جامعة بسكرة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫قائمـــــة المراجع‬

‫‪ -35‬الهنائية ميمونة بنت عدي(‪:)0231‬بعض العوامل المسهمة في سوء التوافق الزواجي كما يدركها‬
‫القائمون على لجان التوفيق والمصالحة وبعض المترددين عليها بمحافظة مسقط ‪ ,‬رسالة ماجستير ‪ ,‬ارشاد‬
‫نفسي ‪,‬جامعة نزوى‪.‬‬
‫‪-36‬بلميهوب كلثوم (‪:)0226‬االستقرار الزواجي‪,‬دراسة في علم النفس‪,‬منشورات دار الخير‪.‬‬
‫‪ -30‬بن عيسى اسماء (‪:)0238‬جودة حياة امهات االطفال المصابين بطيف التوحد ‪ ,‬مذكرة ماستر ‪,‬علم‬
‫النفس العيادي ‪ ,‬جامعة مستغانم‪.‬‬
‫‪-38‬بوقطاية مراد (‪: )0222‬القيم والتوافق الزواجي في المجتمع الجزائري‪,‬أطروحة دكتوراه‪,‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ -33‬بيومي خليل (‪: )3333‬سيكولوجية العالقات الزوجية‪,‬دار قباء للطباعة‪.‬‬
‫‪ -02‬تكالي فدوى ياسمينة (‪: )0238‬البروفيل النفسي الم الطفل المصاب بطيف التوحد‪,‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر‪,‬علم النفس العيادي ‪,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪-03‬جعفر سارة (‪ : )0233‬التوافق الزواجي لدى الزوجة المصابة بداء السكري‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‬
‫‪,‬علم النفس العيادي‪ ,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -00‬حاج شعيب فؤاد ياسين (‪ : )0238‬تأثير إيقاع القران الكريم على االنتباه عند األطفال المصابين‬
‫بطيف التوحد‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر ارطوفونيا ‪ ,‬جامعة مستغانم‪.‬‬
‫‪ -01‬حادي كوثر(‪: )0238‬الضغط النفسي عند أمهات األطفال التوحديين‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪,‬علم‬
‫النفس المدرسي‪,‬جامعة سعيدة‪.‬‬
‫‪ -04‬دعو سميرة ‪ ,‬شنوفي نورة (‪ : )0231‬الضغط النفسي واستراتيجيات المواجهة لدى أم الطفل التوحدي‪,‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ,‬علم النفس العيادي‪ ,‬جامعة البويرة‪.‬‬
‫‪ -05‬رحال سامية (‪ : )0233‬التوافق الزواجي في ظل وجود طفل توحدي‪ ,‬مجلة الدولية للدراسات التربوية‪,‬‬
‫العدد‪ , 1‬المجلد‪.5‬‬
‫‪ -06‬زكيري هاجر(‪:)0238‬التوافق الزواجي وعالقته بالتوافق النفسي لدى االستاذة الجامعية المتزوجة ‪,‬‬
‫مذكرة ماستر ‪ ,‬علم النفس العيادي ‪ ,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -00‬سراي مهدي (‪ : )0230‬االحتراق النفسي وعالقته بالتوافق الزواجي لدى أساتذة المرحلتين‬
‫المتوسطة والثاناوية ‪ ,‬مذكرة ماجستير في اإلرشاد والصحة النفسية ‪,‬جامعة الجزائر ‪.0‬‬
‫‪ -08‬سمكري إزهار ياسين (‪: )0223‬الرضا الزواجي وأثره على جوانب الصحة النفسية في ضوء المتغيرات‬
‫الديمغرافية لدى عينة من المتزوجات في منطقة مكة المكرمة ‪,‬متطلب لنيل درجة الماجستير ‪,‬إرشاد نفسي‪.‬‬
‫‪-03‬سهيل تامر فرح(‪ :)0235‬التوحد ‪ ,‬التعريف ‪ ,‬االسباب ‪ ,‬التشخيص والعالج ‪,‬ط‪, 3‬دار االعصار‬
‫العلمي للنشر والتوزيع ‪,‬عمان ‪,‬االردن‪.‬‬
‫‪ -12‬سوسن شاكر مجيج (‪ : )0232‬التوحد‪,‬أسبابه‪,‬تشخيصه وعالجه‪,‬ديبونو للنشر والتوزيع ‪,‬عمان‪,‬‬
‫األردن‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫قائمـــــة المراجع‬

‫‪ -13‬شقير زينب (‪ : )0222‬علم النفس العيادي ‪,‬مكتبة النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة‪.‬‬


‫‪ -10‬عادل عبد اهلل محمد (‪ : )0228‬العالج بالموسيقى لألطفال التوحديين‪,‬ط‪,3‬دار الرشاد للنشر والتوزيع‪,‬‬
‫القاهرة ‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ –11‬عسيلة كوثر حسن (‪ :)0226‬الـــــــــــــــتوحد ‪ ,‬ط‪ , 3‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪ ,‬االردن‪.‬‬
‫‪-14‬عون عمار (‪ : )0234‬دراسة مقارنة بين الزواج المختلط الجزائري‪-‬عربي والمختلط الجزائري‪ -‬اجنبي‬
‫‪,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪,‬علم النفس االسري ‪,‬جامعة وهران‪.‬‬
‫‪ -15‬غسيري يمينة (‪ : )0235‬وجهة الضبط الزواجي وعالقته بكل من الضبط العام وبعض المتغيرات‬
‫التفاعلية في العالقة الزواجية ‪,‬رسالة دكتوراه في علم النفس ‪ ,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ -16‬مزوز بركو واخرون(‪ :)0238‬التوحد واشكالية التشخيص والتكفل في الجزائر ‪,‬مخبر الدراسات النفسية‬
‫في الوسط العقابي ‪ ,‬جامعة باتنة‪.‬‬
‫‪-10‬محمود حمدى شكري (‪ : )0202‬اضطراب طيف التوحد ‪,‬مشكالت المعالجة الحسية ومشكالت تناول‬
‫الطعام ‪,‬دار نبتة للنشر والتوزيع ‪ ,‬القاهرة ‪,‬مصر‪.‬‬
‫‪ -18‬محيلي غنية (‪ : )0233‬التوافق الزواجي لدى المرأة المصابة بسرطان الثدي ‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر ‪,‬علم النفس العيادي ‪ ,‬جامعة بسكرة ‪.‬‬
‫‪ -13‬مدلل شهرزاد (‪:)0235‬الخصائص النفسية االجتماعية للطفل التوحدي من وجهة نظر المربية‪,‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماستر ‪,‬علم النفس العيادي ‪,‬جامعة بسكرة‪.‬‬
‫‪ --42‬مكرلوفي يمينة (‪ : )0235‬استراتيجيات التعامل لدى الزوجة المعنفة وعالقتها بالتوافق الزواجي‬
‫‪,‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير ‪,‬علم النفس األسري ‪,‬جامعة وهران‪.‬‬
‫‪ -43‬ونوغي فطيمة (‪ : )0234‬اثر سوء التوافق الزواجي في تكوين الميل إلى األمراض النفسية‪ ,‬رسالة‬
‫دكتوراه ‪,‬علم النفس العيادي ‪,‬جامعة بسكرة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫المــــــــــــالحــق‬
‫المالحق‬

‫مقياس التوافق الزواجي لمراد بوقطاية (‪:)3111‬‬

‫في إطار إجراء دراسة حول التوافق الزواجي نرجوا منكم المساعدة باإلجابة على أسئلة االستمارة التالية ‪:‬‬
‫تتكون االستمارة من مجموعة من العبارات حول الحياة الزوجية ‪ ,‬الرجاء اإلجابة عنها بكل موضوعية ودقة ‪,‬‬
‫وذلك بوضع إشارة في الخانة المناسبة أمام كل عبارة ‪.‬‬

‫ما هي درجة االتفاق بينك وبين زوجتك (ك) في األمور التالية ‪:‬‬

‫ال يوجد‬ ‫اتفاق‬ ‫اتفاق‬ ‫اتفاق‬ ‫اتفاق‬ ‫درجات االتفاق‬


‫اتفاق‬ ‫قليل‬ ‫متوسط‬ ‫تام‬
‫إطالقا‬ ‫األسئلــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪.1‬في تنظيم اإلنجاب ؟‬
‫‪.3‬في العالقات مع األقارب ؟‬
‫‪.2‬في العالقات مع األصدقاء ؟‬
‫‪.4‬في العالقات مع الوالدين ؟‬
‫‪.5‬في العالقات مع الجيران ؟‬
‫‪.6‬في اختيار األصدقاء ؟‬
‫‪.2‬في اختيار الجيران ؟‬
‫‪.8‬في العالقة الجنسية ؟‬
‫‪.2‬في تدخل أم الزوج في حياتك الزوجية ؟‬
‫‪.11‬في تدخل أم الزوجة في حياتك‬
‫الزوجية؟‬
‫‪.11‬في تدخل أصدقاء الزوج في حياتك‬
‫الزوجية ؟‬
‫‪.13‬في تدخل أصدقاء الزوجة في حياتك‬
‫الزوجية ؟‬
‫‪.12‬في تدخل الجيران في حياتك الزوجية ؟‬
‫‪.14‬في أداء الصالة ؟‬
‫‪.15‬في أداء الصدقة ؟‬
‫‪.16‬في أداء الصوم ؟‬
‫المالحق‬

‫‪.12‬في لبس الحجاب ؟‬


‫‪.18‬في تبادل الزيارات مع األصدقاء ؟‬
‫‪.12‬في تبادل الزيارات مع الجيران ؟‬
‫‪.31‬في تبادل الزيارات مع الوالدين ؟‬
‫‪.31‬في تبادل الزيارات مع األقارب ؟‬
‫‪.33‬في تربية األطفال ؟‬
‫‪.32‬في مصاريف البيت ؟‬
‫‪.34‬في توفير المال ؟‬
‫‪.35‬في تسيير وتخطيط الحياة الزوجية ؟‬
‫‪.36‬في تدخل صهر الزوج في حياتك‬
‫الزوجية ؟‬
‫‪.32‬في تدخل صهر الزوجة في حياتك‬
‫الزوجية ؟‬
‫‪.38‬في التعاون بينكما ؟‬
‫‪.32‬في االهتمام بالمظهر الخارجي ؟‬
‫‪.21‬في االعتماد على النفس في تسيير‬
‫وتخطيط الحياة الزوجية ؟‬
‫‪.21‬في أمور الطبخ ؟‬

‫‪ -10‬ما هي درجة رغبتك في تغيير زوجتك (ك) ؟‬


‫( )‬ ‫‪.1‬ال توجد أي رغبة‬
‫( )‬ ‫‪.0‬ال أرغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫( )‬ ‫‪.1‬رغبة متوسـ ـ ـ ـ ـ ــطة‬
‫( )‬ ‫‪.4‬رغبة معتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫( )‬ ‫‪.5‬رغبة عالي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪ -10‬ما هي درجة رغبتك في تغيير زوجتك (ك) ‪:‬‬
‫()‬ ‫‪.3‬ال توجد أي رغبة‬
‫()‬ ‫‪.0‬ال ارغب‬
‫()‬ ‫‪.1‬رغبة متوسطة‬
‫()‬ ‫‪.4‬رغبة معتبرة‬
‫المالحق‬

‫()‬ ‫‪.5‬رغبة عالية‬


‫‪-11‬إلى أي مدى يقلل (تقلل) الزوج (ة) من مكانة زوجته (ها) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬
‫()‬ ‫‪.0‬نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد ار‬
‫()‬ ‫‪.1‬في بعض األحيان‬
‫()‬ ‫‪.4‬في كثير من األحيان‬
‫()‬ ‫‪.5‬دومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫‪-14‬إلى أي درجة تقدر (ين) مشاركة الزوج (ة) في اتخاذ الق اررات المتعلقة بالحياة الزوجية ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬تقدير كبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير‬
‫()‬ ‫‪.0‬تقدير معت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبر‬
‫()‬ ‫‪.1‬تقدير متوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬
‫()‬ ‫‪.4‬تقدير ضعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬
‫()‬ ‫‪.5‬تقدير ضعيف جدا‬
‫‪-15‬إلى أي مدى أنت راضي (ة) عن الوقت الذي تخصصه (يخصصه) زوجتك (ك) لالستماع إليك ؟‬
‫()‬ ‫‪ .3‬ارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة) جدا‬
‫()‬ ‫‪ .0‬ارضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .1‬راضي (ة) نوعا ما‬
‫()‬ ‫‪ .4‬غير ارض ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .5‬غير راضي (ة) تماما‬
‫‪-16‬ما هي درجة االحترام المتبادل بينك وبين زوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫احترام كبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير‬ ‫‪.3‬‬
‫()‬ ‫احترام معتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبر‬ ‫‪.0‬‬
‫()‬ ‫احترام متوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬ ‫‪.1‬‬
‫()‬ ‫احترام ضعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬ ‫‪.4‬‬
‫()‬ ‫احترام ضعيف جدا‬ ‫‪.5‬‬

‫‪-10‬إلى أي درجة أنت راض (ية) عن تلبية حاجتك من طرف زوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬راضي (ة) تماما‬
‫()‬ ‫‪ .0‬ارضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .1‬ارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة) نوعا ما‬
‫()‬ ‫‪ .4‬غير ارضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫المالحق‬

‫()‬ ‫‪.5‬غير راضي (ة) تماما‬


‫‪ -18‬ما هي درجة رضاك وأنت مع زوجتك (ك) خارج البيت ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬راضي (ة) تماما‬
‫()‬ ‫‪.0‬راضي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .1‬راضي (ة) نوعا ما‬
‫()‬ ‫‪ .4‬غير راضي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .5‬غير راضي (ة) تماما‬
‫‪-13‬ما هي درجة رضاك وأنت مع زوجتك (ك) داخل البيت ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬راضي (ة) تماما‬
‫()‬ ‫‪ .0‬راضي (ة)‬
‫()‬ ‫‪.1‬راضي (ة) نوعا ما‬
‫()‬ ‫‪.4‬غير راضي (ة)‬
‫()‬ ‫‪.5‬غير راضي (ة) تماما‬
‫‪-42‬ما هي درجة تبادل التعاطف مع شريك (ة) حياتك ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬تبادل كبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير‬
‫()‬ ‫‪.0‬تبادل معتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبر‬
‫()‬ ‫‪.1‬تبادل متوس ـ ـ ـ ـ ـ ــط‬
‫()‬ ‫‪.4‬تبادل ضعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬
‫()‬ ‫‪.5‬تبادل ضعيـ ـ ـ ـ ـ ــف جدا‬
‫‪-43‬ما هي درجة تبادل المحبة بينك وبين زوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬درجـ ــة كبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيرة‬
‫()‬ ‫‪.0‬درجة مقب ـ ـ ـ ـ ـ ــولة‬
‫()‬ ‫‪.1‬درجة متوس ـ ـ ـ ــطة‬
‫()‬ ‫‪.4‬درجة ضعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفة‬
‫()‬ ‫‪.5‬درجة ضعيفة جدا‬
‫‪ -40‬ما هي درجة شعورك بالسعادة مع شريك (ة) حياتك ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬سعادة كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪.0‬سعادة معتب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪.1‬سعادة متوسط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫()‬ ‫‪.4‬سعادة ضعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفة‬
‫المالحق‬

‫()‬ ‫‪ .5‬سعادة ضعيفـ ـ ــة جدا‬


‫‪ -41‬ما هي درجة تقديرك لزوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬تقدير كبي ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫()‬ ‫‪ .0‬تقدير معتـ ـ ـ ـ ـ ــبر‬
‫()‬ ‫‪.1‬تقدير متوس ـ ـ ـ ـ ــط‬
‫()‬ ‫‪ .4‬تقدير ضعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬
‫()‬ ‫‪ .5‬تقدير ضعيف جدا‬

‫‪-44‬ما هي درجة شعورك بالراحة وأنت عائد (ة) إلى بيتك ؟‬


‫()‬ ‫‪.3‬راحة كبيـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪ .0‬راحة معتبرة‬
‫()‬ ‫‪ .1‬راحة متوسطة‬
‫()‬ ‫‪ .4‬راحة قليلة‬
‫()‬ ‫‪.5‬ال توجد راحة بتاتا‬
‫‪ -45‬ما هي درجة سعادتك بحسن اختيارك لزوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬سعادة كبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪ .0‬سعادة معتب ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪ .1‬سعادة متوسطة‬
‫()‬ ‫‪ .4‬سعادة قليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلة‬
‫()‬ ‫‪ .5‬ال توجد سعادة بتاتا‬
‫‪ -46‬إلى إي مدى أنت راضي (ة) عن الوقت الذي تستغرقانه معا في تبادل الحديث ؟‬
‫()‬ ‫‪ .3‬ارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة) تماما‬
‫()‬ ‫‪ .0‬ارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫()‬ ‫‪.1‬راضي (ة) نوعا ما‬
‫()‬ ‫‪ .4‬غير ارضـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .5‬غير راضي (ة) تماما‬

‫‪ -40‬ما هي درجة الثقة التي تضعها في شريك (ة) حياتك ؟‬


‫()‬ ‫‪.3‬ثقة كبيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪ .0‬ثقة معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتبرة‬
‫المالحق‬

‫()‬ ‫‪ .1‬ثقة متوسط ـ ــة‬


‫()‬ ‫‪ .4‬ثقة ضعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفة‬
‫()‬ ‫‪ .5‬ثقة ضعيفة جدا‬
‫‪ -48‬ما هي درجة تأسفك عن الزواج الحالي ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬ال يوجد تأسف بتاتا‬
‫()‬ ‫‪.0‬تأسف قلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫()‬ ‫‪ .1‬تأسف متوس ـ ـ ـ ــط‬
‫()‬ ‫‪ .4‬تأسف معتـ ـ ـ ــبر‬
‫()‬ ‫‪ .5‬تأسف كبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪ -43‬ما هي درجة قناعتك عن الالرضاء باإلسرار بينك وبين زوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬قناعة كبيرة جدا‬
‫()‬ ‫‪.0‬قناعة كبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيرة‬
‫()‬ ‫‪.1‬غيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪.4‬غيرة ضعيفة‬
‫()‬ ‫‪.5‬غيرة ضعيفة جدا‬

‫‪ -52‬إلى أي درجة تظهر (يظهر) زوجتك (ك) غيرتها (ه) ؟‬


‫()‬ ‫‪.3‬غيرة كبيرة جدا‬
‫()‬ ‫‪.0‬غيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة كبيرة‬
‫()‬ ‫‪.1‬غيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫()‬ ‫‪ .4‬غيرة ضع ــيفة‬
‫()‬ ‫‪.5‬غيرة ضعيفة جدا‬
‫‪ -53‬ما هي رضاك عن الوقت الذي تقضيانه معا في وقت الفراغ ؟‬
‫()‬ ‫‪ .3‬ارض ـ ـ ـ ـ ــي (ة) تماما‬
‫()‬ ‫‪ .0‬ارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .1‬ارضــي (ة) نوعا ما‬
‫()‬ ‫‪.4‬غير ارض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي (ة)‬
‫()‬ ‫‪ .5‬غير راضي (ة) تماما‬
‫‪ -50‬هل تعرف (ين) كل أو اغلب أو بعض أو قليل أو ال شئ عن األشياء التي يحبها "؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬اعرف كل األشياء التي يحبها (تحبها)‬
‫المالحق‬

‫()‬ ‫‪.0‬اعرف اغلب األشياء التي يحبها (تحبها)‬


‫()‬ ‫‪ .1‬اعرف بعض األشياء التي يحبها (تحبها)‬
‫()‬ ‫‪ .4‬اعرف قليل من األشياء التي يحبها (تحبها)‬
‫()‬ ‫‪ .5‬ال اعرف األشياء التي يحبهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا (تحبها)‬
‫‪-51‬هل تعرف (ين) كل أو اغلب أو بعض أو قليل أو الشئ من األشياء التي تكرهها (يكرهها) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬اعرف كل األشياء التي يكرهها (تكرهها)‬
‫()‬ ‫‪.0‬اعرف اغلب األشياء التي يكرهها (تكرهها)‬
‫()‬ ‫‪.1‬اعرف بعض األشياء التي يكرهها (تكرهها)‬
‫()‬ ‫‪ .4‬اعرف قليل من األشياء التي يكرهها (تكرهها)‬
‫()‬ ‫‪ .5‬ال اعرف األشياء التي يكرههـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا (تكرهها)‬
‫‪ -54‬هل تعرف (ين) كل أو اغلب أو بعض أو الشئ من األشياء التي تغضب زوجتك (ك) ؟‬
‫()‬ ‫‪.3‬اعرف كل األشياء التي تغضبه (ها)‬
‫()‬ ‫‪.0‬اعرف اغلب األشياء التي تغضبه (ها)‬
‫()‬ ‫‪.1‬اعرف بعض األشياء التي تغضبه (ها)‬
‫()‬ ‫‪ .4‬اعرف قليل من األشياء التي تغضبه (ها)‬
‫()‬ ‫(ها)‬ ‫‪ .5‬ال اعرف األشياء التي تغضب ـ ـ ــه‬
‫وفي النهاية الرجاء منكم ملء البطاقة التالية ‪:‬‬
‫أنثى ( )‬ ‫‪-3‬الجنس ‪ :‬ذكر ( )‬
‫‪-0‬السن ‪:‬‬
‫‪-1‬المستوى التعليمي ‪ :‬ابتدائي ( ) إكمالي ( ) ثانوي ( ) جامعي ( ) ماجستير ( ) دكتوراه دولة ( )‬
‫مستوى آخر ‪........ :‬‬
‫‪-4‬ما هي وظيفتك ؟‬
‫‪-5‬مدة الزواج ‪:‬‬
‫‪-6‬كم عدد األفراد الذين تتكفل (ين) بإعالتهم ؟‬
‫األبناء‪ , .....‬الوالدين ‪ , .......‬األقارب ‪ , ......‬اإلخوة ‪..........‬‬
‫‪-0‬ما قيمة راتبك ؟‬
‫‪-8‬هل سكنك ملكية ( ) أم إيجار ( )‬
‫‪-3‬ما نوع البناء ؟ فيال ( ) ‪ ,‬عمارة ( ) ‪ ,‬شقة ( ) ‪ ,‬أو نوع آخر اذكره ‪......... :‬‬
‫‪-32‬كم هو عدد غرف سكنك ؟‬
‫‪-33‬هل تسكن (ين) مع زوجتك (ك) وأوالدك فقط ؟ نعم ( ) ال ( ) ‪.‬‬
‫المالحق‬

‫إذا كانت اإلجابة ب (ال) فمع من تسكن (ين) ؟‬


‫‪-30‬هل تملك (ين) سيارة ؟ نعم ( ) ال ( )‬
‫‪-31‬هل تملك (ين) هوائيا؟ نعم ( ) ال ( )‬
‫‪-34‬هل تملك (ين) فيديو ؟ نعم ( ) ال ( )‬
‫‪-35‬كيف تم اختيارك شريك حياتك ؟‬
‫()‬ ‫‪-‬عن طريق التعارف بينكما‬
‫()‬ ‫‪-‬عن طريق الوالدين‬
‫()‬ ‫‪-‬عن طريق األهل‬
‫()‬ ‫‪-‬عن طريق الجيران‬
‫()‬ ‫‪-‬عن طريق األصدقاء‬
‫‪-‬إذا كان عن طريق آخر فما هو ؟ ‪................................‬‬

You might also like