You are on page 1of 11

‫المرجعيات الدينية للصورة الحسية في شعر السجون االندلسي‬

‫قيس حمزة الخفاجي‬ ‫أسماء بدر محمد العوادي‬


‫جامعة بابل‪ /‬كلية اآلداب‬ ‫وزارة التربية‪ /‬مدرسة الجنائن للبنات‬
‫‪E.mail:Qayshf@yahoo.com‬‬ ‫‪Email:As399157@Gmail.com‬‬
‫الخالصة‬
‫خلص البحث الى ان المرجعيات الدينية! للصورة الحسية اخذخه امتدادها من مفاهيم الشعر العربي عامة‬
‫وحياة األندلس كذلك ومن حياة السجون بصورة خاصة فبرزت الصورة ممتزجة بواقعها المعيش لكونها نظُمت‬
‫واكتُسبت بمعزل عن الحرية التي كتب بها الشعراء االخرون وهم لم يذوقوا حياة السجون‪.‬‬
‫وعبرت المرجعية الدينية! عن إحساس الشاعر األندلسي السجين ضمن استشراف لماضيه وحاضره‬
‫ومستقبله إن وجدت رؤية تعبر عن هذا المستقبل‪.‬‬
‫وقد تضمنت هذه المرجعية الدينية القرآن الكريم واألحاديث النبوية والشعيرة الدينية (الصالة)‪.‬‬
‫وقد عبر الشاعر السجين األندلسي عن هذه المضامين في شعره ليهون عليه ما يعانيه داخل السجن‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬األندلس‪ -‬السجين‪ -‬الشاعر‪ -‬السجن – شخصيات‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The research found that the religious leaders of the sensual image Akhzkhh‬‬
‫‪extension of the concepts of Arabic poetry in general and life and the lives of‬‬
‫‪Andalusia as well as prisons, in particular, emerged as mixed picture for the‬‬
‫‪betterment Living being held in isolation and gained freedom for which it was written‬‬
‫‪by poets others and they did not taste of prison life.‬‬
‫‪And crossed the religious reference from the sense of the Andalusian poet‬‬
‫‪prisoner within foreseeing the past, present and future, if any, reflect this vision of the‬‬
‫‪future.‬‬
‫‪These included religious reference the Koran and the hadith and religious‬‬
‫‪ritual (prayer).‬‬
‫‪The Andalusian poet prisoner for these contents in his hair to trivialize the‬‬
‫‪suffering it inside the prison.‬‬
‫‪Key words: Alondls- Alsgen- Ahaar- prison – figures‬‬
‫المقدمة‬
‫تكشف هذه الدراسة الجوانب الفنية والداللية في الشعر العربي في االندلس‪ ،‬مركزةً على تلك التي لها‬
‫عالقة بالمرجعية الدينية! في شعر الشعراء االندلسيين المسجونين‪ ،‬إذ اليكاد يخلو شعر المسلمين من االشارات‬
‫القرآنية المعروفة‪ ،‬وكذلك إشارات من الحديث الشريف‪،‬وأل نها كانت ظاهرة أوعالمة بارزةً في الشعر العربي‬
‫عموماً واالندلسي خصوصاً‪،‬اصبحت بحاجة ماسة للبحث الكاشف عن دالالتها العميقة‪.‬‬
‫يلجأ الشاعر االندلسي وهو في محنة السجن إلى توسل أسباب النجاة والخالص‪ ،‬وعلى رأس تلك االسباب هو‬
‫اإللتجاء اهلل سبحانه وتعالى‪،‬وتحت تأثير هذا التوسل تظهر مفردات القرآن الكريم والموروث الديني‪ ,‬في بنية‬
‫االستعطاف والتوسل‪،‬ولذلك ظهرت جلية في شعر المسجون في االندلس‪ ،‬وتتعدد! اساليب ظهور تلك الموروثات‬
‫الدينية‪ !،‬فتراها تارة على شكل أثر قرآني‪ ،‬وتارة أخرى محاكاة لقصائد دينية سابقة وقصص االنبياء في الصبر‬
‫‪ ...‬وهذا يدفعنا إلى تشخيص تلكم الظواهر ورصدها والتعامل معها على وفق مرجعياتها وعمقها الداللي‪.‬‬
‫المرجعية الدينية‪:‬تطرق الشعراء الى المرجعيات الدينية في اشعارهم بوصفها أحد المظاهر األساسية في المجتمع‬
‫بما فيها الطقوس والعبادات المختلفة التي عدت من التراث باستثناء القرآن الكريم ألنه كالم اهلل سبحانه وتعالى‬

‫‪1303‬‬
‫وليس من صنع البشر فالموروثات كانت نتاجاً بشرياً ومعرفياً تناقلها العرب وحافظوا عليها على مر العصور‬
‫ولكن هذه المرجعيات انتشرت بعد ظهور االسالم ودافع شعراء الدعوة اإلسالمية عنها فكانت ألسنتهم أشد وقعا‬
‫على المشركين من السيوف البتارة‪ ،‬وحملوا راية االسالم عالية لتبقى خافقة يستمدون منها كل العزم والقوة(‪.)1‬‬
‫وكان الشاعر األندلسي منطلقا من الخزين المعرفي المعتمد على اساس فاعلية التواصل مع ذاكرة المتلقي‬
‫اذ أصبح في موقف اكثر حساسية وحذراً من توظيفه المعطيات التراثية الدينية من الموروثات االخرى ألنه يكون‬
‫امام ذاكرة غنية بهذا الموروث ومجريات احداثه واشخاصه ورموزه‪ ،‬وألن القارئ طرف في العمل األدبي فمن‬
‫حقه ان يطلق احكامه على مدى وصول المتلقي بالمدلول التراثي مما يجعل احاطة الشاعر بثقافة القارئ ومعرفته‬
‫ابعاد المرجع الديني والتراثي وتوظيفه في العمل االبداعي بشكل واقعي وعصري التخلو من الموضوعية بحيث‬
‫يجعله يتذوق شيئا جديداً اضافه المبدع! الى التراث الديني(‪.)2‬‬
‫ومن انواع تلك المرجعية‪:‬‬
‫أ‪ -‬القرآن الكريم‪:‬يعد القرآن الكريم "المنبع األول واألخير للثقافة اإلسالمية وكل ما عداه تبع له فرع له وقائم‬
‫عليه"(‪.)3‬‬
‫ويمثل التأثر بالقرآن الكريم أول مظهر من مظاهر التأثر بالمضمون الديني اإلسالمي‪ ،‬اذ يتضح أثره في‬
‫أشعارهم سواء باستلهام بعض معانيه أو باقتباسهم بعض افكاره‪ ،‬وتضمينهم بعض نصوصه أو بلغتهم وأساليبهم‬
‫وصورهم(‪.)4‬‬
‫ولم يختلف اثر القرآن الكريم في المجتمع األندلسي عن المجتمعات العربية األخرى‪ ،‬فقد ظهر ذلك االثر‬
‫في حياتهم الثقافية‪ ،‬بحيث يمكن أن نعده اساساً ومقوما رئيسا من مقومات الحياة العلمية في األندلس إذ شغل‬
‫القرآن الكريم مكانا ساميا مقدسا عند افراد المجتمع األندلسي‪ ،‬فعكفوا على تالوته ودراسته‪.‬‬
‫ويعد القرآن الكريم " مصدراً من مصادر اللغة الشعرية المهمة التي زخرت بها قصائد الشعراء في‬
‫مختلف العصور [ ‪ ] ...‬والشاعر حين يقتبس من آيات القرآن الكريم فإنه يحاول بشكل أو بآخر أن يزيد أسلوبه‬
‫قوة ورصانة وجماالً"(‪.)5‬‬
‫فالشاعر ( محمد بن مسعود البجاني) يقتبس نص اآلية في قصيدة بعثها من سجنه إلى المنصور بن أبي‬
‫عامر يقول فيها(‪: )6‬‬
‫فهل‬
‫دعوت لماعيل صبري ْ‬
‫ُ‬
‫يسمعُ دعواي الملي ُك الحليم‬
‫مـوالي مـوالي أالعطفة‬
‫تذهب عني بالعذاب األليـم‬
‫أضمرت الذي زخرفوا‬
‫ُ‬ ‫كنت‬
‫إن ُ‬
‫عني فدعني للقدير الرحيم‬
‫شـوى‬
‫فـعنـده نـزاعـة لل ّ‬
‫وعنده الفردوس ذات النعيم‬
‫اعةً لِّ َّ‬
‫لش َوى " (‪ )7‬ووردت كذلك لفظة (الفردوس والنعيم) أكثر من‬ ‫فاقتبس قوله تعالى " َكال ِإَّنهَا لَ َ‬
‫ظى َن َّز َ‬
‫عشر مرات في القرآن(‪.)8‬‬
‫فقوافي تلك االبيات جميعها مستمدة من فواصل قرآنية ‪ ( :‬الحليم‪ ،‬األليم‪ ،‬الرحيم‪ ،‬النعيم) وهذه صفات اهلل‬
‫تعالى‪ ،‬وشبه الشاعر من يالقيه من عذاب بعذاب أهل النار‪ .‬وكذلك وردت لفظة ( العذاب األليم) في القرآن‬

‫‪1304‬‬
‫ِ‬
‫يم"(‪ .)9‬وهو في ذلك يطلب‬ ‫الكريم بهذا التركيب ست مرات في قوله تعالى " فَالَ ُي ْؤ ِمُنوْا َحتَّى َي َر ُوْا اْل َع َذ َ‬
‫اب األَل َ‬
‫ق‬
‫صراحة عطف مواله مذكرا بالعذاب األليم الذي يراه في السجن‪ .‬وكذلك أورد لفظة القدير في قوله تعالى " َي ْخلُ ُ‬
‫ير"(‪ .)10‬اما مفردة الرحيم فوردت (‪ )34‬مرة في القرآن في قوله تعالى " الحمد هلل رب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم اْلقَد ُ‬
‫اء َو ُه َو اْل َعل ُ‬
‫َما َي َش ُ‬
‫العالمين الرحمن الرحيم"(‪.)11‬‬
‫ص ٍر َعاتَِي ٍة "(‪ .)12‬وقوله‬
‫ص ْر َ‬ ‫ُهِل ُكوا بِ ِر ٍ‬
‫يح َ‬ ‫اد فَأ ْ‬
‫َما َع ٌ‬
‫ومن األلفاظ القرآنية (ريح صرصر)‪ ،‬في قوله تعالى " َوأ َّ‬
‫َّام َّن ِحس ٍ‬
‫ات"(‪.)13‬‬ ‫"إنا َأَرسْلَنا َعلَْي ِهم ِريحاً صرصراً ِفي أَي ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫تعالى ّ ْ َ‬
‫(‪)14‬‬
‫والريح الصرصر‪ ،‬هي الريح الباردة ‪.‬‬
‫ويستعين بهذه اللفظة الشاعر عبد الملك بن ادريس الجزيري في وصف‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫المعتقل الذي سجنه فيه المظفر بن أبي عامر‪ ،‬إذ يقول‬
‫يأوي إليه كل أعور ناعـق‬
‫ِ‬
‫صرصر‬ ‫وتهـب فيـه ُّ‬
‫كل ريح‬
‫ويكاد َم ْن يرقى اليه َم ّرة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األبهر‬ ‫من غمرة يشكو انقطاع‬
‫فقوله (ريح صرصر) سيقف الشاعر على وصف السجن والريح التي تهب داخله ريح ليس فيها خير‪،‬‬
‫والنحس‬
‫وإ نما هي مؤذية تحمل معها الشر‪،‬ألن الريح الصرصر لم تأت في القرآن الكريم في غير معنى الهالك َ‬
‫أي ايام العقاب الذي يرسله اهلل على الكافرين‪.‬‬
‫فأيام الشاعر بهذا الوصف هو داخل سجنه أيام نحسات بدليل أن الريح التي تهب عليها هي ريح‬
‫(‪)16‬‬
‫صرصر‪،‬ويغير هذا اللفظ ال يعطي المعنى الدقيق للصورة التي أراد أن يصف لها حال السجن وحاله فيه ‪.‬‬
‫ضمن اشعاره المضامين القرآنية واتحد مع رموزه‪ ،‬لتعظيم صورته‬
‫فالشاعر ابن زيدون في ظل المحنة ّ‬
‫لدى ابن جهور‪،‬ولتزيد رقة استعطافه ويقرب صورة مأساته بعد أن قادته المحنة الى غياهب السجن‪ .‬فإحدى‬
‫صوره في مدح بن جهور بنيت على اية التطهير‪ ،‬إذ يقول(‪:)17‬‬
‫فمحسن‬
‫ٌ‬ ‫ْهبه عنه‬
‫جس أن يذ ُ‬‫الر ُ‬
‫هي ْ‬
‫شهير االيادي ما الالئه جحد‬ ‫ُ‬
‫(‪)18‬‬
‫ِ‬
‫طهيراً" ‪.‬‬‫طهِّ َر ُك ْم تَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َه َل اْلَب ْيت َوُي َ‬
‫الر ْج َس أ ْ‬
‫ب َعن ُك ُم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫وفي ذلك اشارة إلى قوله تعالى " ِإَّن َما ُير ُ‬
‫ِ‬
‫يد اللهُ لُي ْذه َ‬
‫حيث ألبس الشاعر ( ابن زيدون) على ممدوحه ابن جهور صفة ( الطهر) مستعيناً بلغة القرآن وجمالها‬
‫فكان من براعته الشعرية وتمكنه في بناء شعره أن اتكأ على الفاظ القرآن في ذلك فكان أن قيل في شعره إن "‬
‫جمال ديباجته ورقة معانيه وجمال صوته وحسن النغم ومالحة األداء جمع فيها الحسنيين"(‪.)19‬لذا فإن حساده‬
‫كثروا فوشوا به حتى انتهى المطاف إلى السجن‪.‬‬
‫ومن ذلك أيضا قول ابن زيدون مستعطفا سبحانه(‪:)20‬‬
‫نار بغي سرى إلى ج ّنة األمـ‬
‫ُ‬
‫ـن فأصبحت كالصريم‬
‫بأبي أنت‪ ،‬إن تشأْ ت ُك برداً‬
‫وسالماً كنار إبراهيـم‬
‫ت‬‫َصَب َح ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِّمن َّرِّب َ‬‫طائِ ٌ‬
‫ون ‪ #‬فَأ ْ‬‫ك َو ُه ْم َنائ ُم َ‬ ‫اف َعلَْيهَا َ‬
‫ط َ‬‫يشير ابن زيدون في البيت األول الى قوله تعالى " فَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َكالص ِ ِ‬
‫ين ‪ُ #‬قْلَنا َيا‬ ‫انص ُروا آلهَتَ ُك ْم ِإن ُكنتُ ْم فَاعل َ‬
‫َّريم " وفي البيت الثاني يشير الى قوله تعالى‪َ " :‬قالُوا َح ِّرقُوهُ َو ُ‬
‫(‪)21‬‬

‫‪1305‬‬
‫يم "(‪ .)22‬فالشاعر يفدي أبا الحزم بن جهور بأبيه ويقول له‪ :‬إنك تستطيع أن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َن ُار ُكوني َب ْرداً َو َساَل ماً َعلَى إ ْب َراه َ‬
‫تحسن إلي بتحويل نكبتي الى جنة‪ ،‬مثلما كانت النار برداً وسالماً على سيدنا إبراهيم ( عليه السالم)‪.‬‬
‫وكذلك نجد ان زيدون مستعطفا بقوله(‪:)23‬‬
‫هل الرياح بنجم االرض عاصفةٌ؟‬
‫أم الكسوف لغير الشمس والقمر؟‬
‫ما للذنوب‪ -‬التي جاني كبائرها‬
‫غيري‪ -‬يحملني اوزارهـا وزري؟‬
‫‪ ،‬ليكسب‬ ‫أخرى"‬
‫زر ْ‬ ‫كل ٍ‬‫تكسب ُّ‬
‫ازرةٌ و َ‬
‫زر َو َ‬
‫نفس إال َعليهَا والتَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫مقتبسا لشكواه من قوله تعالى‪ " :‬وال‬
‫(‪)24‬‬

‫حجته في رفع الحيف والظلم قوة‪.‬‬


‫وله ايضاً(‪:)25‬‬
‫قطوف الجنتين لمفشر‬
‫ُ‬ ‫اتدنو‬
‫وغابة السدر القليل أو الخمط؟‬
‫وعبر عن النعيم الزائل بالجنتين اللتين يتمتع بهما حساده ولم يتركوا له سوى السدر القليل‪ ،‬وقد استوحى‬
‫ذلك من قوله تعالى‪":‬بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل"(‪،)26‬أي ابدلت الجنتين االولى بأكل‬
‫خمط أي غير مأكول‪ ،‬بسبب السيل الغرم الذي أصاب جنتيهم باألذى (‪،)27‬فوجد أن هذه اآلية موافقة في تعظيم‬
‫مأساته وتصوير عمق االسى والحزن في نفسه‪ ،‬فبرز مقصده في االتكاء على المضمون القرآني‪.‬‬
‫وما اشد صبر الملك الشاعر المعتمد على ما ابتلي به‪،‬إذ أحاله القدر من ملك ضحكت له الليالي الى أسير‬
‫أبكته بوحشتها مكبالً بالقيود فلم يجد إال الصبر سلوا له وال قدر على احتماله فيقول(‪:)28‬‬
‫يقولون صبراً ال سبيل الى الصبر‬
‫سأبكي وأبكي ما تطاول من عمري‬
‫ونجد في البيت مفارقة واضحة عند الشاعر فحين يطلب منه أن يصبر يفاجئ الشاعر بمفارقة في قوله (ال‬
‫سبيل إلى الصبر) وفي ذلك انتقال من مرجعية الدينية إلى مرجعية اجتماعية استلها الشاعر من واقعه المعيش‬
‫داخل المجتمع‪ .‬وكذلك نرى المعتمد! بن عباد يردد جملة على ألسنة المسلمين حين الوقوع بلجة الخطأ قائلين‬
‫(استغفر اهلل) فيقول واصفا حالة في األسر(‪:)29‬‬
‫وعسـر واليسـر أؤملـه استغفـر اللـه كـم هلل في نظر‬ ‫ٌ‬ ‫أسر‬
‫ان َغفُوراً َّر ِحيماً " ‪.‬‬
‫(‪)30‬‬ ‫مقتبساً قوله تعالى "و ِ‬
‫استَ ْغف ِر اللّهَ ِإ َّن اللّهَ َك َ‬
‫َ ْ‬
‫(‪:)31‬‬
‫وفي قول المعتمد! بن عباد‬
‫وفيها اكتست باللحم منك عظام‬ ‫تسير إلى أرض بها كنت مضغ ًة‬
‫وها لَ ْحماً "(‪ .)32‬وكذا لفظة (مضغةً)‬ ‫ف ُن ِ‬‫ظ ِام َك ْي َ‬ ‫اقتباس من قوله سبحانه تعالى" وانظُر ِإلَى ِ‬
‫نش ُز َها ثَُّم َن ْك ُس َ‬ ‫الع َ‬ ‫َ ْ‬
‫ضغ َة‬ ‫الم‬ ‫نا‬‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫غ‬‫ض‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫الع‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ق‬‫ل‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫ة‬
‫َ َ َ َ َ ً َ َ َ َْ َ َ َ َ ُ ْ َ ً َ َ َ ْ ُ َ‬‫ق‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫طف‬ ‫ُّ‬
‫الن‬ ‫قنا‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫م‬
‫َُّ َ َ‬ ‫ث‬ ‫"‬ ‫تعالى‬ ‫التي وردت في القرآن اكثر من مرة في قوله‬
‫الخِلقين"(‪.)33‬‬ ‫ك اهلل أَحسن ِ‬ ‫ظماً فَ َكسونا ِ‬
‫الع ٍَ‬
‫ظ !ٍََم لَ ْح َما ثُم أَن َش َأنهُ خْلقاً إخر فَتَباَ َر َ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِع َ‬
‫ونجد في قوله البسطي اقتباساً من القرآن الكريم(‪:)34‬‬
‫ففي الذكر نص باإلجابة ُم ْفصح‬
‫َغ َدا شاهداً من أعدل اشهداء‬

‫‪1306‬‬
‫َستَ ِج ْ‬
‫ب لَ ُك ْم "(‪ .)35‬والشاعر ضمن قصيدته الفاظاً قرآنية أراد منها مناجاة‬ ‫تعالى"اد ُعونِي أ ْ‬
‫ْ‬ ‫وقد وظف قوله‬
‫للخالق لطلب العفو والصفح وكذلك في قوله(‪:)36‬‬
‫ويجعل شرب الخمر أرفع ماء‬ ‫ط ْعمه‬ ‫يرى أَ ْكلَ ُه الخنزير أفضل َ‬
‫ُه َّل بِ ِه ِل َغ ْي ِر اللّ ِه ‪. )37("...‬فهو‬
‫ير وما أ ِ‬ ‫الد َم َولَ ْح َم اْل ِخ ِ‬
‫نز ِ َ َ‬ ‫فهو اقتبس من قوله تعالى " ِإَّن َما َح َّرم َعلَْي ُكم اْل َم ْيتَةَ و َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بين كفر الملك بأن طعامه الخنزير وشربه الخمر وهذا محرم كما ورد في قوله تعالى‪.‬‬
‫وفي قول ابن األبار يمدح أبا زكريا ويستشفع(‪:)38‬‬
‫العهد قبلتي التي‬
‫أليس َولي َ‬
‫وأيمم‬
‫ُ‬ ‫أوجه وجهي نحوها‬
‫طر السَّماو ِ‬ ‫َِِّ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫ت َو ْج ِه َي للذي فَ َ َ‬ ‫( أوجه وجهي) تركيب قراني أستوحاه الشاعر من قوله تعالى"ِإنِّي َوج ْ‬
‫َّه ُ‬
‫ض َحنِيفاً‪ )39( "...‬وهو في ذلك يضع ولي العهد في مكانة غاية في السمو والرفعة امالً في نيل استعطافه‬ ‫َواأل َْر َ‬
‫وانزال رحمته حينما يذكره بقوله تعالى عسى أن يطلق سراحه‪.‬‬
‫ومن تضمينات الشعراء للقرآن الكريم ما ورد فيه من قصص قرآني ومن ذلك قصة موسى وهي‪:‬‬
‫القاء ام موسى ولدها في اليم بعد وضعه في التابوت ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى‪َ " :‬وأ َْو َح ْيَنا ِإلَى‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َن أ َْرضعيه فَِإ َذا خ ْفت َعلَْيه فَأَْلقيه في اْلَي ِّم َواَل تَ َخافي َواَل تَ ْح َزنِي ِإَّنا َر ُّادوهُ ِإلَْيك َو َجاعلُوهُ م َن اْل ُم ْر َسل َ‬
‫(‬
‫ين"‬ ‫وسى أ ْ‬
‫أ ُِّم ُم َ‬
‫دو لي‬‫ك ما يوحى‪،‬أن أقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم َفْليقُه اليم الساحل يأخذهُ َع ّ‬ ‫أم َ‬
‫‪ .‬وقوله تعالى"إذ أوحينا الى ِّ‬
‫‪)40‬‬

‫ولتصنع على عيني"(‪ .)41‬كل هذه األحداث تعد عبرة وتأسياً البن زيدون وهو في‬
‫َ‬ ‫وع ُد ُّو له وألقيت عليك محبةً مني‬
‫َ‬
‫السجن يقاسي مرارته‪ ،‬إذ يقول(‪:)42‬‬
‫ألم ِ‬
‫يأن أن يبكي الغمام على مثلي؟‬ ‫ْ‬
‫ويطلب ثأري البـرق منحـلت َّ‬
‫النصل ؟‬
‫أمقتولة األجفان! مـالـك والها؟‬
‫األيـام نجمـاً هوى قبلي؟‬ ‫ألـم تـ ِ‬
‫رك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اقلي بـكاء ِ‬
‫لسـت أو َل ُحـر ٍة‬ ‫ً‬
‫طوت باألسى كشحاً على مضض ِ‬
‫الثكل‬ ‫ْ‬
‫وفي (ام موسى) ِعبرةُ إذ َر َم ْت به‬
‫اليم في التابوت فاعتبري واسلي‬
‫الى ِّ‬
‫الصنع قـادراً‬
‫ِ‬ ‫لعل المليك المجمل‬
‫صنعا لـي‬
‫عل ً‬ ‫له بعد ٍ‬
‫يأس سوف ُي ْج ْ‬ ‫ُ‬
‫فالشاعر عندما يتذكر حال األم التي تلقي بابنها في البحر بيدها ليالقي مصيره تهون عليه حال‪ ،‬ليس هذا‬
‫فقط وإ نما يخبرها‪.‬‬
‫وعدو له‪ ،‬إنه إتمام للحالة الصعبة التي وصفت بها أم‬
‫ُّ‬ ‫عدو لي‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬كما جاء في اآلية انه سيأخذه ُّ‬
‫موسى والثانية مقارنة الشاعر نفسه في ظلمات السجن مع موسى داخل التابوت في البحر فإذا كان لهذا الضيق‬
‫من مخرج وان اهلل تعالى حفظ موسى من المخاطر وأعاده الى أمه‪ ،‬فلعل الشاعر يجد مخرجاً بعد أن يصفح عنه‬
‫ابن جهور ويطلق سراحه(‪.)43‬‬
‫ومن شكواه وبث لواعجه وما ينتابه في السجن من مشاعر يستعين بقصة موسى في موضوع السامري‬
‫ومعاقبة اهلل له بعدم االختالط بالناس ومالمستهم له‪ ،‬وموضوع ضرب الحجر بعصاه وانبجاس اثنتي عشرة عيناً‬

‫‪1307‬‬
‫ت ِم ْنهُ اثَْنتَا َع ْش َرةَ‬
‫انب َج َس ْ‬
‫ك اْل َح َج َر فَ َ‬
‫صا َ‬ ‫اض ِرب ب َ‬
‫ِّع َ‬ ‫استَ ْسقَاهُ قَ ْو ُمهُ أ ِ‬
‫َن ْ‬ ‫ِ‬
‫وسى ِإذ ْ‬
‫منه في قوله تعالى‪َ " :‬وأ َْو َح ْيَنا ِإلَى ُم َ‬
‫َع ْيناً قَ ْد َعِل َم ُك ُّل أَُن ٍ‬
‫اس َّم ْش َرَبهُ ْم "(‪.)44‬‬
‫يقول ابن زيدون(‪:)45‬‬
‫ويـاسـُو‬
‫َّهر َ‬
‫رح الد ُ‬
‫َي ْج ُ‬ ‫بـاس‬
‫ما على ظنـِّي ُ‬
‫يـاس‬
‫ء على اآلمـال ُ‬ ‫ربُّما أشـرق بـالَمـْر‬
‫عن العهد وخاسوا‬ ‫ما ترى في معشرحالوا‬
‫اس‬
‫يتقى منـه المسـَ ُ‬ ‫ورأونـي سامـريـا‬
‫هاس‬ ‫ِ‬
‫فانتهـاش وانتـ ْ‬ ‫اذؤب هامـت بلحمي‬
‫ٌ‬
‫اعتساس‬
‫ُ‬ ‫لي‪ ،‬وللذئـب‬ ‫كلهم يسأ ُل عـن حا‬
‫مـن الصـخر انبجاس‬ ‫ان قسا الدهر فللماء‬
‫فجرت من‬
‫إن هذه االشارة الصغيرة تختزن المعنى القرآني بلباقة تغني عن التفصيل‪ ،‬فعصا موسى التي َّ‬
‫ماء بإذن اهلل تعالى يستعين بها أكثر من شاعر في موضوعات مختلفة‪.‬‬
‫الحجر ً‬
‫ممن يحب تمسك بمشهد النبي يعقوب ( عليه‬
‫والشاعر ابن حزم في لوعته وحسرته في بعده وعدم قربه ّ‬
‫السالم) حينما جلى الحزن عنه عندما شم قميص يوسف فيقول ابن حزم في ذلك(‪:)46‬‬
‫منعت القرب من سيدي‬
‫ُ‬ ‫لما‬
‫ولج في َه ْجري ولم ينصف‬
‫َّ‬
‫صرت بإبصاري أثوابه‬
‫ُ‬
‫مسه اكتفي‬
‫أو بعض ما قد َ‬
‫كذاك يعقوب نبي الهدى‬
‫الحزن على يوسف‬
‫ُ‬ ‫اذ شفَّ ُه‬
‫شم قميصاً جاء من عنده‬
‫َّ‬
‫وكان مكفوفاً فمنه شفـي‬
‫َهِل ُك ْم‬ ‫ْت ب ِ‬
‫صيراً َوأْتُونِي بِأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وقد وظف قوله تعالى سبيل الحكاية " ا ْذ َهُبوْا بِقَميصي َهـ َذا فَأَْلقُوهُ َعلَى َو ْجه أَبِي َيأ َ‬
‫ين "(‪.)47‬‬ ‫أْ ِ‬
‫َج َمع َ‬
‫ونجد الشاعر أبا الحسن البغدادي يستمد من معاني القرآن الكريم حين يشبه نفسه وقد سجن بنبي اهلل يونس‬
‫( عليه السالم) الذي ابتلعه الحوت‪ ،‬وكانه بذلك يحاول تبرئة نفسه مما اتهم به من زندقة وإ لحاد في قوله(‪:)2‬‬
‫فمن رأى شاعراً في السجن ُمطرحا‬
‫مظلـوم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالبهتـان‬ ‫في ظلمة وهو‬
‫واألقـدار حـائمـ ُة‬
‫ُ‬ ‫حلمك‬
‫َ‬ ‫ناديت‬
‫ُ‬
‫كصاحب الحوت نادى وهو مكظوم‬
‫فاحلل بيمنك ربق االسر عن عنقي‬
‫ِ‬
‫واإلفصـال موسـوم‬ ‫فأنت بالفضل‬
‫وقد وظف المعنى من قوله تعالى" فاصبر لحكم ربك وال تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم"(‪.)48‬‬
‫والبد من القول‪ :‬بأن شيوع الفاظ القرآن ومعانيه وآياته في شعر شعراء األندلس بصورة عامة‬
‫والمسجونين بصورة خاصة له داللة واضحة على تشرب الدين االسالمي في افكار األندلسين وثقافتهم وهوما حدا‬

‫‪1308‬‬
‫بهم الى استعمال القرآن الكريم ليكون ثيمة يحركها الشاعر المسجون الستمالة االمير أو الخليفة أو السجان ليصل‬
‫إلى استعطافه‪.‬‬
‫ب‪ -‬األحاديث النبوية الشريفة‪:‬لقد كان للحديث النبوي الشريف أثره في إغناء الذائقة الفنية لدى الشاعر العربي‬
‫بوصفه نصاً روحياً يهدف الى خلق أفق معرفي ليسهم في اثراء البنية الشعرية بصورة تكاملية ومن األمثلة على‬
‫هذا الغنى والتكامل حالة تناسب بين الحديث النبوي الشريف " اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث والتحسوا‪،‬‬
‫وال تجسوا"(‪.)49‬وقول الشاعر (الشريف الطليق) إذ نجد أثراً واضحا للحديث النبوي في غنا الصورة الحسية‬
‫المتوافرة في النص الشعري فقال الشاعر (‪:)50‬‬
‫وال شك ان الحزن يجري لغاية‬
‫ولكن نفس المرء سيئة الظن‬
‫وقال النبي محمد ( صلى اهلل عليه وآله وسلم)‪ ":‬والتزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل‬
‫(‬
‫عن خمس؛عن عمره فيما فناه‪ ،‬وعن شبابه فيما أباله‪ ,‬وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وماذا عمل فيما علمه"‬
‫‪.)51‬‬
‫وقال النبي محمد ( صلى اهلل عليه وآله وسلم)‪":‬ان من اشر الناس عند اهلل يوم القيامة عالم لم ينفعه اهلل‬
‫بعلمه"(‪.)52‬‬
‫ويشير الشاعر أبو مروان الجزيري الى الحديثين السابقين طالبا من اإلنسان أن يستفيد منها وينتفع بما‬
‫تعلمه في سبيل الخير وفائدة الناس؛النه سوف يحاسب يوم القيامة عن علمه ماذا عمل به فاذا لم يفد الناس بعلمه‬
‫فإنه اسوؤهم عند اهلل ويتوفق الشاعر في توظيفه وذلك بتشبيه العلم الذي ال ينتفع منه بصالة من غير طهارة فأنشد‬
‫قائالً(‪:)53‬‬
‫والعلـمـ لـيس بنافـع اربابـه‬
‫ما لم يفد عمالً وحسن تبصر‬
‫فاعمل بعلمك توف نفسك وزنها‬
‫ال ترض بالتضييع وزن المخسر‬
‫سيان عندي علم من لم يستفـد‬
‫عمال به وصالة من لم يطهـر‬
‫ج‪ -‬الشعيرة الدينية (الصالة)‪:‬الصالة هي" العبادة المخصوصة المبينة! حدود أوقاتها في الشريعة" ‪.‬وتعد ركناً‬
‫(‪)54‬‬

‫من أركان االسالم وهي دعاء المرء واتصاله بخالقه بتأدية هيآتها ومعانيها في التذلل والطاعة هلل ولزوم نهيه عن‬
‫الفحشاء والمنكر‪ .‬وأصلها الدعاء وسميت هذه العبادة لها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمنه(‪.)55‬‬
‫عن الفحشاء‬
‫كما جاء في قوله تعالى " واقم الصالة إن الصالة تنهى ْ‬
‫وإ ن الشاعر المعتمد! وظف الصالة في قوله(‪:)57‬‬ ‫(‪.)56‬‬
‫والمنكر‬
‫وكنا إذا حانت لحرب فريض ٌة‬
‫ونادت بأوقات الصالة طبو ُل‬
‫شهدنا فكبرنا فظلت سيوفنا‬
‫تصلي بهامات العدا فتطيـ ُل‬
‫سجود على إثر الركوع متابعٌ‬
‫هناك بأرواح الكماة تسيـ ُل‬

‫‪1309‬‬
‫لما فيها من معاني الخشوع والتقرب إلى اهلل‪ ...‬الخ ومن ٍ‬
‫معان شكلية يدركها المتلقي بسهولة ويسر‪،‬‬
‫والشاعر أخذ منها الشكلية في اداء السجود ثم الركوع فوظف ذلك في رسم صورة للحرب أشار الشاعر إلى هذه‬
‫الحرب وكأنها فريضة فهي تحمل معنى الجهاد في سبيل اهلل‪ ،‬ولفرط بطولتهم كانت سيوفهم تصلي بهامات‬
‫االعداء وهذا هو بيت القصيد فالشاعر المسجون قرب صورة السجود والركوع في الصالة وكان موضع السجود‬
‫والركوع سيوفهم هامات االعداء وهي داللة على كثرة الضرب‪.‬‬
‫(‪)58‬‬
‫وكذلك نجد هذا واضحاً في شعر ابن الخطيب في استعماله لمعاني الصالة وروحها في قوله ‪:‬‬
‫وانفاسنا سكنت دفعة‬
‫كجهر الصالة تالة القنوت‬
‫اذ استعمل الشاعر المسجون ما هو متوافر عند طائفة من المسلمين في صالتهم من الجهر واالخفات اذ‬
‫يخفت المصلي صوته فيكاد ال يسمع القنوت في الصالة الجهرية وهذا المعنى يدركه المتلقي بيسر لذا عمد الشاعر‬
‫الستعمال هذا المعنى في بيته الشعري‪ .‬لقد كانت مسألة توظيف الشاعر المسجون للمرجعيات الدينية!‬
‫القرآنيةتتجلى بوضوح اكثر من المرجعيات الدينية! األخرى سواء كانت حديثاً أو عقائد وغيرها‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫يكشف هذا البحث عن جملة من النتائج المستقاة من المفردات الواردة في طيات هذا البحث وهذه النتائج‬
‫هي‪-:‬‬
‫‪ -‬شيوع استعمال مفردات القرآن الكريم في شعر السجون االندلسي‪.‬‬
‫‪ -‬تقمص الشاعر االندلسي الحدى شخصيات قصص األنبياء وهي احد مظاهر استعمال القناع الديني‪.‬‬
‫‪ -‬قلة استعمال ألفاظ الحديث الشريف في شعر السجون االندلسي بسبب انقطاع الصلة مع الموروث اللغوي‬
‫المشرقي الذي تمثله هذه المفردات‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور مستوى بياني من األلفاظ المستعملة في شعر السجون االندلسي‪ ،‬متأثرة بالغرض المشبع باالنكسار‬
‫والترجي‪.‬‬
‫الهوامش‬
‫‪ -1‬ينظر‪:‬المضامين الدينية! والتراثية في الشعر األندلسي في القرن الرابع الهجري (رسالة ماجستير)‪ ،‬فائزة‬
‫رضا شاهين العزاوي‪ ،‬جامعة تكريت‪2004 ،‬م‪.24 :‬‬
‫‪ -2‬م‪.‬ن‪.25 :‬‬
‫‪ -3‬الثقافة األسالمية‪ :‬محمد راعب الطباخ‪ ،‬حلب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.14 :1950 ،2‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪:‬المضامين التراثية في الشعر األندلسي في عصر المرابطين الموحدين‪ !،‬د‪ .‬جمعة حسين يوسف‬
‫الجبوري‪،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ -‬عمان‪ ،‬مؤسسة دار الصادق الثقافية‪ ،‬ط‪.83 :2010 ،1‬‬
‫‪ -5‬دراسة نقدية لظواهر في الشعر العربي‪ ،‬د‪ .‬حسين علي الدخيلي‪ ،‬دار صادر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‬
‫‪2011 ،1‬م ‪.58:‬‬
‫‪ -6‬جذوة المقتبس في ذكر والة األندلس‪ ،‬الحميدي أبو عبد اهلل محمد بن فتوح ( ت ‪488‬هـ)‪ ،‬الدار المصرية‬
‫لتأليف والترجمة‪1966 ،‬م‪.86 :‬‬
‫‪ -7‬المعراج‪.16-15/‬‬
‫‪ -8‬ينظر‪ :‬المائدة‪ ،65/‬ويونس‪ ،9/‬والحج‪.56/‬‬
‫‪ -9‬يونس‪ ،88 /‬والشعراء‪ ،201/‬والحجر‪.50/‬‬

‫‪1310‬‬
‫‪ -10‬الروم‪.54/‬‬
‫‪ -11‬الفاتحة‪ ،310/‬والبقرة‪37/‬و ‪ 54‬و ‪ 128‬و‪ 160‬و‪.163‬‬
‫‪ -12‬الحاقة‪.6/‬‬
‫‪ -13‬فصلت‪.16/‬‬
‫‪ -14‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬دار صادر بيروت‪1956 ،‬م‪ :‬مادة (صرصر)‪.‬‬
‫‪ -15‬مطمح األنفس ومسرح التأنس في ملح أهل األندلس‪ ،‬الفتح بن محمد اإلشبيلي‪ ،‬تح‪ :‬محمد شوايكة‪ ،‬دار‬
‫عمار ومؤسسة الرسالة‪ ،‬بيالوت‪ ،‬ط‪1983 ،1‬م‪ .179 :‬و نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬الشيخ‬
‫أحمد بن مقري التلمساني‪ ،‬تح‪ :‬د‪ .‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1968 ،1‬م‪.1/587 :‬‬
‫‪ -16‬ينظر‪:‬أثر القرآن الكريم في الشعر األندلسي‪ -‬منذ الفتح وحتى سقوط الخالفة ‪422 -92‬هـ‪ ،‬د‪ .‬محمد‬
‫شهاب العاني‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة بغداد‪ ،‬ط‪.56 :2002 ،1‬‬
‫‪ -17‬ديوان ابن زيدون‪ ،‬أبو الوليد أحمد بن عبد اهلل‪ ،‬تح‪ :‬كرم البستاني‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1960 ،‬م‪:‬‬
‫‪.362‬‬
‫‪ -18‬االحزاب‪.33 /‬‬
‫‪ -19‬الشعراء وانشاد الشعر‪،‬علي الجندي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بمصر‪( ،‬د‪.‬ط)‪1967 ،‬م‪.61 :‬‬
‫‪ -20‬ديوان ابن زيدون‪.125 :‬‬
‫‪ -21‬القلم‪.20-19 /‬‬
‫‪ -22‬األنبياء‪.69-68 /‬‬
‫‪ -23‬ديوان ابن زيدون ‪.255 – 254 :‬‬
‫‪ -24‬االنعام‪.164 /‬‬
‫‪ -25‬ديوان ابن زيدون‪.290 :‬‬
‫‪-26‬سبأ‪.16 /‬‬
‫‪ -27‬ينظر‪ :‬تفسير الجاللين الميسر‪ ،‬جالل الدين المحلي وجالل الدين السيوطي‪ ،‬حققه وعلق عليه‪ :‬د‪ .‬فخر‬
‫الدين قباده‪ ،‬ط‪.430 /22 :2003 ،1‬‬
‫‪ -28‬ديوان المعتمد بن عباد‪ ,‬ملك اشبيلة‪,‬د‪.‬حامد عبدالمجيد‪,‬د‪.‬أحمد أحمد بدوي‪,‬راجعة‪:‬د‪.‬طه حسين ‪ ,‬مطبعة‬
‫دارالكتب المصرية القاهرة ‪,‬ط‪1430,5‬ه‪2009-‬م‪.299 :‬‬
‫‪ -29‬النساء‪.106 /‬‬
‫‪ -30‬ديوان المعتمد بن عباد‪.195 :‬‬
‫‪ -31‬البقرة‪.259 /‬‬
‫‪ -32‬المؤمنون‪ 14 /‬و الحج‪.5 /‬‬
‫‪ -33‬المغرب في حلى المغرب‪.1/212 :‬‬
‫‪ -34‬غافر‪.60/‬‬
‫‪ -35‬المغرب في حلي المغرب‪.1/212 :‬‬
‫‪ -36‬البقرة‪ ،173 /‬والمائدة‪ ،3/‬والنحل‪.115/‬‬
‫‪ -37‬ديوان ابن األبار‪.242-240 :‬‬
‫‪ -38‬األنعام‪.79/‬‬

‫‪1311‬‬
‫‪ -39‬القصص‪.7/‬‬
‫‪ -40‬طه‪.39-38 /‬‬
‫‪ -41‬ديوان ابن زيدون‪.271 :‬‬
‫‪ -42‬ينظر‪:‬أثر القرآن الكريم في الشعر األندلس‪ -‬منذ الفتح وحتى سقوط الخالفة ‪422 -92‬هـ‪.120-119 :‬‬
‫‪ -43‬االعراف‪.160 /‬‬
‫‪ -44‬ديوان ابن زيدون‪.273 :‬‬
‫‪ -45‬ملحق تاريخ األدب األندلسي– عصر سيادة قرطبة‪ :‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1969 ،‬م‪.‬‬
‫‪.97‬‬
‫‪ -46‬سورة يوسف‪.96 :‬‬
‫‪ -47‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ,‬الشيخ أحمد بن مقري التلمساني‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1،1968‬م ‪.49 /4:‬‬
‫‪ -48‬القلم‪.48 /‬‬
‫‪ -49‬سنن ابي داود‪ ،‬سليمان بن األشعث السجساتني األزدي ( ت ‪275‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬محمد محي الدين عبد‬
‫الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪(،‬د‪.‬ت)!‪.280 :4‬‬
‫‪ -50‬الحلة السيراء ‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل القضاعي ابن االبار‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين مؤنس‪ ،‬الشركة‬
‫العربية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬ط‪1،1963‬م‪.1/221:‬‬
‫‪ -51‬الجامع الصحيح ( سنن الترميزي)‪ ،‬محمد عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي (‪ 279‬هـ)‪ ،‬تح‪:‬احمد‬
‫محمد شاكر واخرون‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.4/612 :‬‬
‫‪ -52‬سنن الدرامي‪ ،‬عبد اله عبد الرحمن أبو محمد الدرامي ( ت ‪ ،)255‬تح‪ :‬فواز احمد زمرلي وخالد‬
‫السبع‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ 1407 ،1‬هـ‪.1/93 :‬‬
‫‪ -53‬يتيمة! الدهر في محاسن أهل العصر‪ ،‬أبو منصور عبد الملك النيسابوري الثعالبي‪ ،‬تح‪ ،‬محمد قميعة‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1983، 1‬م‪.118-117 :‬‬
‫‪ -54‬المعجم الوسيط‪ ،‬قام باخراجه‪ :‬إبراهيم مصطفى وأحمد حسين الزيات وحامد عبد القادر ومحمد علي‬
‫النجار‪،‬المكتبة االسالمية للطباعة والنشر والتوزيع‪.544 :‬‬
‫‪ -55‬ينظر‪ :‬مفردات الفاظ القرآن‪ ،‬الراغب األصفهاني ( ت ‪425‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬صفوان عدنان داودي‪ ،‬دار القلم‬
‫دمشق‪ -‬دار الشامية‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪.491 :2000 ،1‬‬
‫‪ -56‬العنكبوت‪.45 :‬‬
‫‪ -57‬ديوان المعتمد‪.180 -179 :‬‬
‫‪ -58‬ديوان الصيِّب والجهام والماضي والكهام‪ ،‬تح‪ :‬محمد الشريف قاهر‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪،‬ط‪.85 :1973 ،1‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬القرآن الكريم‬
‫‪ -‬المضامين الدينية والتراثية في الشعر األندلسي في القرن الرابع الهجري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬فائزة رضا‬
‫شاهين العزاوي‪ ،‬جامعة تكريت‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة األسالمية‪ ،‬محمد راعب الطباخ‪ ،‬حلب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1950 ،2‬م‪.‬‬

‫‪1312‬‬
‫‪ -‬المضامين التراثية في عصر المرابطين الموجدين‪ ،‬د‪ .‬جمعه حسين يوسف الجبوري‪،‬ط‪2010 ،1‬م‪.‬‬
‫علي الدخيلي‪،‬دار صادر للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬ط‬
‫‪ -‬دراسة نقدية لظواهر في الشعر العربي‪ ،‬د‪ .‬حسين ّ‬
‫‪1،2011‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جذوة المقتبس في فكر والة األندلس‪،‬الحميدي أبو عبد اهلل محمد بن فتوح (ت ‪488‬هـ)‪ ،‬الدار المصرية‬
‫لتأليف والترجمة‪1966 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬دار صادر بيروت‪1956 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مطمح األنفس ومسرح التأنس في ّملَح أهل األندلس‪ ،‬الفتح بن محمد اإلشبلي‪ ،‬تحقيق‪:‬محمد شوايكة‪ ،‬دار‬
‫عمار ومؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1983 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪،‬الشيخ أحمد بن مقري التلمساني‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1،1968‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أثر القرآن الكريم في الشعر األندلس‪ -‬منذ الفتح وحتى سقوط الخالفة ‪422 -92‬هـ‪ ،‬د‪.‬محمد! شهاب العاني‪،‬‬
‫دار الشؤون الثقافة العامة بغداد‪،‬ط‪،1‬بيروت‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الشعراء وانشاد الشعر‪،‬علي الجندي‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف بمصر‪1967 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير الجاللين الميسر‪،‬بإلمامين جالل الدين المحلي‪ ،‬وجالل الدين السيوطي‪ ،‬حققه وعلق عليه‪:‬د‪ .‬فخر‬
‫الدين قبادة‪،‬ط‪1،2003‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ األدب األندلسي‪ -‬عصر سيادة قرطبة‪ ،‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سنن الي داود اسليمان بن األشعت السجساتني األزدي (ت ‪275‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪!،‬‬
‫المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.4 ،‬‬
‫‪ -‬الجامع الصحيح (سنين الترمذي)‪ ،‬محمد عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي ( ت ‪279‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬احمد‬
‫محمد شاكر واخرون‪ ،‬دار أحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬سنت الدرامي‪ ،‬عبد اهلل عبد الرحمن أبو محمد الدرامي ( ت ‪ 255‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬فواز أحمد زمرلي وخالد‬
‫السبع‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬بيروت‪،‬ط‪1407 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الحلة السيراء في أشعار األمراء‪ ،‬ابو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل القضاعي ابن االبار‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين‬
‫مؤنس‪ ،‬الشركة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬ط‪1963 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الدهر في محاسن أهل العصر‪ ،‬أبو منصور عبد الملك النيسابوري تيمة الثعالبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد مفيد قميحة‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪،‬ط‪1983 ،11‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المعجم الوسيط‪ ،‬قام باخراجه‪ :‬إبراهيم مصطفى وأحمد حسن الزيات‪ ،‬حامد عبد القادر ومحمد علي النجار‪،‬‬
‫المكتبة االسالمية للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬مفردات الفاظ القرآن‪ ،‬الراغب األصفهاني ( ت ‪425‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬صفوان عدنان داوودي‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية‪ ،‬د‪ .‬حامد عبد المجيد‪ ،‬د‪ .‬أحمد أحمد بدوي‪ ،‬راجعه‪ :‬د‪ .‬طه حسين‪ ،‬ط‬
‫‪ ،5‬مطبعة دار الكتب المصرية القاهرة‪1430 ،‬هـ ‪2009 -‬م‪.‬‬
‫الص يب والجهام والماضي والكهام‪:‬تحقيق‪:‬محمد الشريف قاهر‪،‬الشركة الوطنية لنشر‬
‫‪ -‬ديوان ِّ‬
‫والتوزيع‪،‬الجزائر‪ ،‬ط‪1،1973‬م‪.‬‬

‫‪1313‬‬

You might also like