Professional Documents
Culture Documents
عقبة بن نافع
عقبة بن نافع
قائدا للحامٌة ببرقة خالل عهدي عثمان بن عفان وعلً بن ظل عقبة فً منصبه ً
أبً طالب ،ونأى عن أحداث الفتنة التً وقعت بٌن المسلمٌن ،وصبَّ اهتمامه
على الجهاد ونشر اإلسالم بٌن قبائل البربر ورد غزوات الروم ،وبعد أن استقرت
األمور عام 41هـ وأصبح معاوٌة بن أبً سفٌان خلٌفة للمسلمٌن أصبح معاوٌة
بن حدٌج والٌا ً على مصر ،وأُرسل عقبة إلى الشمال األفرٌقً فً حملة جدٌدة
لمواصلة الفتح اإلسالمً الذي توقفت حركته أثناء الفتنة.
كانت هناك عدة بالد قد خلعت طاعة المسلمٌن بعد اشتعال الفتنة بٌن المسلمٌن،
ومنها ودان وأفرٌقٌة وجرمة وقصور خاوار ،فحارب عقبة تلك القرى وأعادها
بالقوة إلى الدولة اإلسالمٌة.
خلف معاوٌة عقبة أفرٌقٌة ،وبعث إلٌه عشرة آالف فارس ،فأوغل بهم فً بالد
المغرب حٌث تغلغل فً الصحراء بقوات قلٌلة وخفٌفة لشن حرب
عصابات خاطفة فً أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومٌة النظامٌة
الكبٌرة التً ال تستطٌع مجاراة المسلمٌن فً الحرب الصحراوٌة ،واستطاع عقبة
وجنوده أن ٌقضوا على الحامٌات الرومٌة المختلفة فً منطقة الشمال األفرٌقً
حتى أتى وادٌا ً فأعجب بموقعه ،وبنى به مدٌنته المشهورة وسماها القٌروان أي
محط الجند ،ذلك أنها تعتبر قاعدة الجٌش اإلسالمً المتقدمة والواغلة فً المغرب
الكبٌر كما بنى بها جامعا ً ال ٌزال حتى اآلن ٌعرف باسم جامع عقبة ،وفً
سنة 55هـ عزله معاوٌة وولى بدال منه أبو المهاجر دٌنار أفرٌقٌة ،فعاد للمشرق.
بعد وفاة معاوٌة وفً خالفة ابنه ٌزٌد أعاد عقبة مرة ثانٌة للوالٌة سنة 62
هـ فواله المغرب ،فقصد عقبة القٌروان وخرج منها بجٌش كثٌف وغزا حصونا ً
ومدنا ً حتى وصل ساحل المحٌط األطلنطً بالسوس األقصى ،وتمكن من
طرد البٌزنطٌٌن من مناطق واسعة من ساحل أفرٌقٌا الشمالً.