‫المطلب األول‪ :‬خصائص السوق النقدية‬

‫‪1‬‬
‫تختص السوق النقدية بالعديد من الخصائص يمكن إيجاز بعضها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعتبر السوق النقدية سوقا وطنية يتم فيها تداول اوراق مالية محررة بالعملة الوطنية هذا فضال عن‬
‫تنظيم هذه السوق من طرف البنك المركزي بنك الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬السوق النقدية هي سوق رؤوس األموال متوسطة وقصيرة األجل‪ ،‬تتكون من السوق فيما بين‬
‫البنوك مخصصة للبنوك‪ ،‬وسوق األصول المالية القابل للتداول وهي مفتوحة لكل الوكالء‬
‫االقتصاديين‪.‬‬
‫‪ -3‬يتميز هذا السوق بمرونته العالية‪ ،‬حيث معظم الصفقات التي تتم فيه تحدث في السوق الثانوي‬
‫بإجراءات مبسطة جدا‪ ،‬تخفض تكاليف هذه الصفقات‪.‬‬
‫‪ -4‬موضوع هذا السوق يتعلق بنوع خاص من األصول المالية‪ ،‬خاصيتها الرئيسية هي سيولتها‬
‫النسبية‪.‬‬
‫‪ -5‬توفير السيولة وهي قدرة تحويل السندات التي تعبر عن مديونية قصيرة أو متوسطة األجل إلى‬
‫نقود قانونية بأقل قدر ممكن من الخطر‪ ،‬إذا تتمثل أهم السندات في أذونات الخزينة‪ ،‬األوراق‬
‫التجارية والقروض المباشرة‪.‬‬
‫‪ -6‬األشخاص االقتصاديين المتعاملون في هذه السوق هم أساسا المنشات النقدية والمالية (البنك‬
‫المركزي البنوك التجارية‪ ،‬شركات التأمين وأخرى) بإعتبارهم وسطاء بين الحكومة واألشخاص‬
‫فمن جهة يتلقون إدخاراتهم ومن جهة أخرى يمدحونهم باألموال االزمة لتامين نشاطاتهم‪.‬‬
‫‪ -7‬السوق النقدية كما أشرنا سابقا غير مجسدة ماديا حيث ال تتم الصفقات على مستواها في مكان‬
‫محدد وتدخل العمليات في عالقة مع بعضها البعض على مجال إستخدام الهاتف أو الفاكس‪.‬‬
‫تعتبر سوق لندن النقدية‪ ،‬سوق نيويورك‪ ،‬بون‪ ،‬وطوكيو من أكبر األسواق النقدية في العالم‪ ،‬كما‬
‫أن السوق النقدية تمثل عالقة إقتصادية قبل أن تكون تجسيدا ماديا وتحت ظلها فإن العرض أو‬
‫المقابل للنقود هو أدوات مالية ذات أجل قصير ومتوسط‪.‬‬
‫‪ -8‬درجة المخاطرة إذا ما قيست المخاطرة في السوق النقدية بغيرها من األسواق األخرى لوجدنها‬
‫‪2‬‬
‫منخفضة‪ ،‬ويرجع ذلك لسببين‪:‬‬

‫بوضياف عبير‪ ،‬سوق األوراق المالية في الجزائر ‪ ،‬شهادة دراسات عليا متخصصة‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬تخصص مالية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2007 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.6-5‬‬
‫‪2‬‬
‫رسمية أحمد أبو موسى‪ " ،‬األسواق المالية والنقدية "‪ ،‬جامعة البلقاء التطبيقية‪ ،‬دار المعتز للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2005 ،‬ص ‪.24‬‬
‫• تدني درجة المخاطرة النقدية‪ :‬أي تدني احتماالت انخفاض أسعار األوراق المالية المتداولة في‬
‫هذا السوق‪ ،‬ألن أجل استحقاق هذه األوراق قصير جدا وهي تتداول بسرعة‪.‬‬
‫• تدني درجة مخاطرة الدين (االئتمان)‪ :‬أي تدني احتماالت عجز المدين عن الوفاء بديونه‪ ،‬ألن‬
‫األوراق المالية المتداولة في السوق النقدي تكون صادرة عن مؤسسات ذات مراكز ائتمانية ومالية‬
‫قوية كالبنك المركزي‪ ،‬البنوك التجارية والخزينة‪.‬‬

‫المتدخلون في السوق النقدي‬

‫‪1‬‬
‫يعتبر المشاركون في السوق النقدي المتدخلون في عمليات السوق النقدي وهم كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬األفراد‪ :‬تعتبر الحسابات الجارية لألفراد من أكبر األمثلة على تعامل األفراد داخل السوق النقدي‪،‬‬
‫كذلك الحسابات األخرى كحسابات تحت الطلب‪ ،‬والودائع اآلجلة وبعض أدوات االستثمار‬
‫القصيرة األجل داخل األسواق النقدية‪.‬‬
‫‪ -2‬البنك المركزي‪ :‬يبرز دور البنك المركزي في السوق النقدي من خالل إصداره للنقد الالزم لهذا‬
‫السوق‪ ،‬كذلك من خالل تدخله في هذا السوق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬أو عن طريق ما‬
‫يسمى بالسياسة النقدية (سياسة السوق المفتوحة‪ ،‬سياسة إعادة الخصم وسياسة االحتياطي‬
‫اإلجباري) للتحكم في كمية النقود المتداولة داخل المجتمعات من خالل تأثيره على حجم االئتمان‬
‫وأسعار الفوائد‪ ،‬فالبنك المركزي هو السلطة المركزية التي تتحكم بالسوق النقدي وتنظم عمله‪.‬‬
‫وحتى يكون للبنك المركزي الدور المتوقع له في السوق النقدي من خالل سياساته النقدية عليه‬
‫القيام بما يلي‪:‬‬
‫✓ عمليات وسياسات السوق المفتوحة التي تعني شراء وبيع أدوات السوق النقدي بشكل خاص‬
‫(سندات وأذونات حكومية)‪.‬‬
‫✓ شراء وبيع العملة األجنبية مقابل العملة المحلية‪.‬‬
‫✓ تغيير األسعار الفائدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خالل سياسة سعر الخصم‪.‬‬
‫✓ التغيير في نسب االحتياطي اإلجباري المفروض على البنوك التجارية‪.‬‬
‫✓ إقرار وإصدار بعض القوانين التي تحدد وتحكم الموجودات والمطلوبات المسموح للبنوك‬
‫االحتفاظ بها والتعامل بها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وليد الصافي‪ ،‬أنس البكري‪ ،‬األسواق المالية والدولية ‪ ،‬دار البداية ودار المستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬ص ‪.44-42‬‬
‫‪ -3‬الخزينة‪ :‬تتدخل الخزينة العمومية في السوق النقدي فتصدر سندات ألجل قصير ومتوسط المدى‬
‫للحصول على قروض من المواطنين تستعملها لتسيير ودفع نفقات الميزانية للدولة‪.‬‬
‫‪ -4‬البنوك التجارية‪ :‬يبرز دورها كأحد المشاركين في األسواق النقدية من خالل النظر والتركيز في‬
‫الميزانية العامة للبنك التجاري‪ ،‬وباألخص التركيز على بنود األصول الموجودات) والخصوم‬
‫(المطلوبات) للبنوك التجارية‪ ،‬ألن الجزء الرئيسي من مطلوبات هذه الميزانية هي الودائع الجارية‬
‫أو الودائع تحت الطلب‪ ،‬وبشكل أو بآخر تعتبر هذه النقود األداة الرئيسية لألسواق النقدية‪ ،‬وهذا‬
‫ما يميز البنوك التجارية عن المؤسسات المالية األخرى كونها تساهم في عملية خلق نقود الودائع‪،‬‬
‫أما الجانب اآلخر من الميزانية (األصول) فيحتوي على القروض واألدوات االستثمارية القصيرة‬
‫األجل التي تتمتع بدرجة عالية من السيولة للبنك‪ ،‬وتعتبر هذه األدوات قابلة للتسويق‪ .‬وأهم أدوار‬
‫البنوك التجارية داخل األسواق النقدية هي‪:‬‬
‫✓ المحافظة على درجة عالية من السيولة‪.‬‬
‫✓ القدرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الغير‪.‬‬
‫✓ الحصول على أعلى مردود ممكن مع عدم التفريط في درجة السيولة المالئمة والمقدرة على‬
‫الوفاء بالسداد‪.‬‬
‫‪ -5‬المؤسسات والشركات المالية‪ :‬وهي تعمل داخل السوق النقدي ألنها تحاول الوصول إلى أعلى‬
‫درجة من السيولة وذلك لتأمين نفسها من تسديد التزاماتها مع مراعاة الحصول على أعلى مردود‬
‫ممكن لمجموع استثماراتها‪ ،‬أهمها شركات التأمين وبنوك االستثمار‪.‬‬
‫كما يعتبر البعض أن البنوك وصناديق التوفير توجد على هامش السوق النقدي‪ ،‬حيث تتلقى‬
‫أموال قصيرة األجل ولكن توظفها في استثمارات طويلة األجل‪ ،‬فمهمتها تجميع مدخرات األفراد‬
‫وتوظيفها في مشروعات معينة‪ ،‬حيث يقوم أصحاب الدخول الضئيلة بالتوفير لدى هذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬فهي ال تدخر وإنما تؤجل بعض استهالكها إلى زمن الحق ومن هنا تكون ودائع‬
‫التوفير ودائع صغيرة القيمة وقصيرة األجل وقليلة التأثير بالتقلبات االقتصادية‪.‬‬