You are on page 1of 164

‫جمهورية العراق‬

‫اجلزء الأول‬ ‫وزارة التربية‬


‫المديرية العامة للمناهج‬

‫اللغـــــــةُ العربيـــــةُ‬
‫اإلعدادي‬
‫ِّ‬ ‫س‬
‫ساد ِ‬
‫للصف ال َّ‬
‫ِّ‬

‫المؤلفون‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬فاطمة ناظــــم مطشـــر‬ ‫د‪ .‬عــــادل ناجــــح البصيصـي‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬يوسف محمد جابر اسكندر‬ ‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬كريم عبد الحسين حمود‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬أركـــــان رحيـــم جبــر‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬علـــــي حلــــو حــــــواس‬

‫‪1444‬هـ ‪2022 /‬م‬ ‫الطبعة األولى‬


‫املشرف العلمي على الطباعة‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬فاطمة ناظم مطشر‬

‫املشرف الفني على الطباعة‬


‫م‪ .‬م‪ .‬محمد سعدي عزيز‬

‫تصميم الكتاب‬
‫محمد سعدي عزيز‬
‫ال ُمقَدِّمةُ‬
‫ليكون‬
‫َ‬ ‫َّادس اإلعداديِّ) بِحُلَّتِه الجديد ِة؛‬ ‫يَأتي ه َذا ال ِكتَابُ (ال ُّلغةُ ال َعربيَّةُ للصَّفِّ الس ِ‬
‫ت نجا َحها ُم ْن ُذ تبنِّيها‬‫ِختَا َم ِسلسل ِة اللُّغ ِة العربيَّ ِة ال ُمؤلَّف ِة َو ْفقًا للطَّريق ِة التَّكا ُمليَّ ِة‪ ،‬الَّتي أثبتَ ْ‬
‫بالعام ‪.2016‬‬ ‫ِ‬ ‫للمرحلتين ال ُمتوسِّط ِة واإلعداديَّ ِة بَ ْد ًءا‬
‫ِ‬ ‫مناهجنا‬
‫ِ‬ ‫فِي‬
‫درِّسين علَى َح ٍّد‬
‫َ‬ ‫استحسان الطَّلب ِة وال ُم‬
‫َ‬ ‫ت المناه ُج المؤلَّفةُ َوفقًا لِهَ ِذه الطَّريق ِة‬
‫لَقَ ْد الق ِ‬
‫الفئتين الكثي َر ِم َن األ ْعبَا ِء ْ‬
‫؛إذ َّ‬
‫إن تقسي َم‬ ‫ِ‬ ‫َسوا ٍء‪ ،‬لِ َما لَهَا ِم ْن َم َزايا َرفَ َع ْ‬
‫ت َع ْن كا ِه ِل هاتين‬
‫رع أو‬‫االهتمام بفَ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ب ‪ -‬إلى‬ ‫ما َّد ِة اللُّغ ِة العربيَّ ِة علَى فُرو ِعها المعروف ِة؛ أ َّدى ‪ -‬في الغال ِ‬
‫أن الطَّريقةَ التَّكا ُمليَّةَ تعم ُل علَى إحدا ِ‬
‫ث‬ ‫روع األُ ْخ َرى‪ ،‬في ِحيْن َّ‬‫ب الفُ ِ‬ ‫فرعين علَى ِحسا ِ‬ ‫ِ‬
‫كان‪.‬‬
‫ب َ‬ ‫بين فُروع اللُّغ ِة العربيَّ ِة‪ ،‬فال يُ ْه َم ُل فر ٌ‬
‫ع ِم ْنها أليِّ سب ٍ‬ ‫تَ َوا ُز ٍن َ‬
‫ت‬ ‫توزيع ال َوحْ دا ِ‬
‫ِ‬ ‫لتسهيل‬
‫ِ‬ ‫ب ه ِذه السِّلسل ِة‪ -‬علَى ج ُْز ِ‬
‫أين؛‬ ‫كغيره ِم ْن ُكتُ ِ‬
‫ِ‬ ‫َجا َء ه َذا ال ِكتَابُ ‪-‬‬
‫ت‪ُ ،‬كلُّ َوحد ٍة‬ ‫س َوحْ دا ٍ‬‫ت‪َ .‬وقَ ِد احتَ َوى ُكلُّ جُزء علَى َخ ْم ِ‬ ‫روس داخ َل هَ ِذه ال َوحْ دا ِ‬
‫ِ‬ ‫فيه‪ ،‬وال ُّد‬
‫ب (اللُّغة العربيَّة للصَّفِّ‬‫س ثالث ٍة أو أربع ٍة‪ ،‬واستكمالاً لِما جاء في كتا ِ‬ ‫ُمقَسَّمةٌ علَى ُدرو ٍ‬
‫ت بِعينِها‪ ،‬وفي‬ ‫أربع َوحْ دا ٍ‬
‫ِ‬ ‫)كان هُنَا (النَّقد األدب ّي الحديث) فِي نِهاي ِة‬
‫الخامس اإلعداديِّ َ‬
‫ِ‬
‫ذاهب‬
‫َ‬ ‫ط – َع َرضْ نَا علَى نَحْ ٍو ُمخت َ‬
‫ص ٍر ال َم‬ ‫األدبي فَقَ ْ‬
‫ِّ‬ ‫للفرع‬ ‫هَ ِذه الفِ ْقر ِة – الَّتي ِه َي‬
‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫تاريخ األد ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬بوصفِها جُز ًءا ِم ْن‬‫الغربيين وال َع َر ِ‬
‫َ‬ ‫عرِّفين بِهَا وبِ ُر َّوا ِدهَا ِم َن‬
‫َ‬ ‫األدبيَّة ُم‬
‫أهل النَّ ْق ِد َعلَيها(الكالسيكيَّة‪ ،‬والرُّ ومانسيَّة‪،‬‬
‫اق ِ‬ ‫و ِه َي أربعةٌ اخترنَاها؛ أله ِّميَّتِها‪ ،‬والتِّفَ ِ‬
‫والواقعيَّة والرَّمزيَّة)‪.‬‬
‫ع ال َوحْ د ِة فِ ْكرةً واحدةً تُ ْستَقَى ِم ْن أَ َح ِد‬
‫َو َك َما هُ َو معهو ٌد في ِسلسلتِنَا هَ ِذه يتناو ُل موضو ُ‬
‫ض َم ُن األحْ كا َم‬ ‫ع ال ُمطالع ِة الَّذي يَتَ َّ‬ ‫فيكون لدينا َموضو ُ‬
‫ُ‬ ‫األدبي البَارز ِة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ضامين النَّصِّ‬
‫ِ‬ ‫َم‬
‫س القواع ِد‪.‬‬ ‫النَّحوية الَّتي يُرا ُد دراستُها في َدرْ ِ‬
‫موضوعات القواع ِد الَّتي تُسْتخلصُ أَمثلتُها ِم ْن نصِّ ال ُمطالع ِة‪ ،‬فَ ِهي َمحْ صورةٌ‬ ‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫ب العربيَّ ِة الَّتي تُ ْعنَى بِفَه ِْم َم ْعنَى ال ُج ْملَ ِة ال َع َربِيَّ ِة‪َ ،‬و ُكنَّا قَ ْد َمهّ ْدنَا لِألسالي ِ‬
‫ب فِي‬ ‫فِي األسالي ِ‬
‫وع ِم َن الدِّراس ِة الَّتي تخر ُج بالقواع ِد‬ ‫َّابقين؛ لتَهيئ ِة ْأذ ِ َّ‬
‫هان الطلب ِة إلَى هَ َذا النَّ ِ‬ ‫َّفين الس ِ‬‫الص ِ‬
‫ان أُ ْسلُوبَا توكي ِد الفِع ِْل‪ ،‬وال َّش ِ‬
‫رط فِي الصَّفِّ‬ ‫ب ال َجا ِه َز ِة إلَى َم َعاني النَّ ِ‬
‫حو‪ ،‬ف َك َ‬ ‫ِم َن القَوال ِ‬
‫الخامس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫واألمر والنَّهي وال ُّدعا ِء في الصَّفِّ‬
‫ِ‬ ‫َّابع‪ ،‬وأُ ْسلُوبَا االستثنا ِء‪،‬‬
‫الر ِ‬
‫‪3‬‬
‫موضوع‬
‫ِ‬ ‫ت َموضوعاتُها ِم ْن‬ ‫عبير ا ْستُقِيَ ْ‬
‫س للتَّ ِ‬ ‫احتَوى ال ِكتَابُ أيضًا علَى أربع ِة ُدرُو ٍ‬
‫س احتَ َوى ‪َ -‬ك َما هُ َو َمعهُو ٌد‬ ‫تعبير‪ُ ،‬كلُّ در ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ُمطالع ِة‪ ،‬وقَ ِد احتَ َوى ُكلُّ جُز ٍء علَى َدرْ َسي‬
‫ث لَ َدى الطَّلب ِة‪ ،‬فَضلاً َع ْن أنَّه‬ ‫لتفعيل َمهَار ِة التَّح ُّد ِ‬
‫ِ‬ ‫شفهي؛‬
‫ٍّ‬ ‫تعبير‬
‫ٍ‬ ‫في ِسلسلتِنَا هَ ِذه‪ -‬علَى‬
‫عبير التَّحريريِّ الَّذي يُفَ ِّع ُل لديهم َمهارةَ ال ِكتاب ِة‪.‬‬
‫لموضوع التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫يُهيِّ ُئ ْأذهانَهُم‬
‫ت العادةُ فِي ِم ْث ِل هَذا الصَّفِّ ‪،‬‬ ‫ث‪َ -‬ك َما َج َر ِ‬ ‫الح ِدي ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ت باألد ِ‬‫أ َّما األدبُ فموضوعاتُه ُعنِيَ ْ‬
‫ج‬ ‫نهجنَا الَّذي اتَّخذناه ُم ْن ُذ اعتما ِد هَ ِذه السِّلسل ِة‪َ ،‬وهُو التَّركي ُز في ال ُم ْنتَ ِ‬‫ولكنَّنا ِسرنَا علَى ِ‬
‫كان‬
‫ثر‪َ ،‬‬‫عر والنَّ ِ‬
‫بنو َعيه ال ِّش ِ‬
‫األدبي ْ‬
‫ِّ‬ ‫أغلب النِّ ِ‬
‫تاج‬ ‫َ‬ ‫ئ َّ‬
‫أن‬ ‫العراقي؛ لِ َذا سيج ُد القار ُ‬
‫ِّ‬ ‫األدبي‬
‫ِّ‬
‫كان لهُ حضو ٌر بار ٌز أيضًا‪.‬‬‫العربي الَّذي َ‬
‫ِّ‬ ‫وإن لَ ْم نغفلْ َع ِن ال ُم ِ‬
‫نتج‬ ‫ِّين‪ْ ،‬‬ ‫ل ُم ْب ِد َ‬
‫عين عراقي َ‬
‫ير ال ُم ِخلِّ َم ْنهجًا لنَا في‬
‫االختصار َغ ِ‬
‫ِ‬ ‫أن نَتَّ ِخ َذ ِم َن‬
‫ب إلَى ْ‬ ‫لَقَ ْد َع َم ْدنَا فِي هَ َذا ال ِكتا ِ‬
‫أليف؛ حُرْ صًا ِمنَّا علَى أبنائِنا الطَّلب ِة فِي هَ َذا الصَّفِّ ‪ ،‬وتخفيفًا َع ْن كا ِهلِهم ِم َن اإلطال ِة‬ ‫التَّ ِ‬
‫ال ُمملَّ ِة‪ ،‬والكثر ِة ِ‬
‫غير ال ُمس َّوغ ِة‪.‬‬
‫وأن يُؤتي أُ ُكلَه‬ ‫يكون هَ َذا ال ِكتابُ ِختَا َم ال ِمس ِ‬
‫ْك لِهَ ِذ ِه السِّلسل ِة‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وبَ ْع ُد‪ ،‬فإنَّنا نأم ُل ْ‬
‫أن‬
‫الميدان األم ُل في‬
‫ِ‬ ‫الَّذي طَ َمحْ نَا إليه‪َ ،‬وهُ ْو ُج ْه ُد ال ُمقِّ ِل‪َ ،‬غ ْي ُر ال ُم ِّخ ِل‪ ،‬ولنَا فِي ْ‬
‫إخ َوتِنا في‬
‫طريق التَّغذي ِة الرَّاجع ِة؛ لِيرتق َي هَ َذا ال ِكتابُ‬ ‫ِ‬ ‫تزوي ِدنَا بِ ُمالحظاتِهم وآرائِهم القيِّم ِة َع ْن‬
‫ق‪.‬‬‫ت أبنائِنا الطَّلب ِة ال ِعلميَّةَ والتَّربويَّةَ‪ .‬و ِم َن هللاِ التَّوفي ُ‬‫بِها إلَى ال ُمستوى الَّذي يُلَبِّي حاجا ِ‬

‫ال ُم َؤلِّ َ‬
‫فون‬

‫‪4‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة األولى‬
‫األول‬
‫اضرة ُ الدُّنيا‬
‫ح ِ‬‫بَغْدادُ َ‬

‫التَّ ْم ِه ْيدُ‪:‬‬
‫حيث الحج ُم‬ ‫ُ‬ ‫سائر ال ُم ُد ِن ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ول العالَ ِم مدينةٌ رئيسةٌ تتمي ُز من‬ ‫من ُد ِ‬ ‫لكلِّ دول ٍة ْ‬
‫اصمة)‪ ،‬وقد َحفَ َل بل ُدنا‬ ‫الجغرافي والمكانةُ التأريخيّةُ تُس َّمى (ال َع ِ‬ ‫ُّ‬ ‫واألهميةُ والموق ُع‬
‫التأريخ؛ فبغدا ُد أو البصرةُ أوالكوفةُ أوسامرا ُء أوالموص ُل‬ ‫ِ‬ ‫المدن أصالةً وقِد ًما في‬ ‫ِ‬ ‫بأكثر‬
‫ِ‬
‫ّين‬‫المؤرخين والجغرافي َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫أخبارها في مد َّونا ِ‬
‫ِ‬ ‫نقف على‬‫أوباب ُل أوأربي ُل من ال ُم ُد ِن التي ُ‬
‫التأريخ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العراق َع ْب َر‬
‫ِ‬ ‫عت عواص ُم وطنِنا‬ ‫أقدم األزمن ِة حتّى يو ِمنا هذا‪ ،‬وقد تن ّو ْ‬ ‫من ِ‬
‫أمير‬
‫ِ‬ ‫ّين‪ ،‬والكوفةُ عاصمة‬ ‫ّين‪ ،‬ونَ ْينَوى عاصمة اآلشوري َ‬ ‫فكانت باب ُل عاصمةَ البابلي َ‬
‫ّين‪،‬‬ ‫ب في خالفتِ ِه‪ ،‬وبغدا ُد‪ ،‬ث ّم سامرا ُء عاصمةَ العباسي َ‬ ‫بن أبي طال ٍ‬ ‫المؤمنين عـــل ّي ِ‬ ‫َ‬
‫العراق وهُويتَهُ‪ ،‬ومختص َر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫كانت بغدا ُد بوابةَ‬ ‫تأسيس الدول ِة العراقيّ ِة الحديث ِة‬ ‫ِ‬ ‫و ُمن ُذ‬
‫بمختلف طوائفِهم وقبائلِهم ولغاتِهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تنوعاتِ ِه وجماعاتِ ِه‪ ،‬فهي حاضرةُ العراقي َ‬
‫ّين‬
‫ض َّمنَةُ‪:‬‬ ‫المفاهي ُم ال ُمت َ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم تربويّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم تأريخيّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم جغرافيّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم لغويّةٌ‬
‫‪ -‬مفاهي ُم أدبيّةٌ‬

‫ما قبل النص‬

‫الرافدين؟‬
‫ِ‬ ‫سكنت أَ َ‬
‫رض بال ِد‬ ‫ْ‬ ‫أن تُع ِّد َد الحضارا ِ‬
‫ت التي‬ ‫ك ْ‬‫هلْ يمكنُ َ‬

‫‪5‬‬
‫اضرة ُ الدُّنيا‬
‫ح ِ‬‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ /‬بغدادُ َ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫العصور‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وحاضرةُ ال َّدول ِة العربيّ ِة اإلسالميّ ِة َعب َر‬ ‫ِ‬ ‫العراق اليو َم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫عاصمةُ‬ ‫ِ‬ ‫بَغدا ُد‬
‫أكبر مدين ٍة عربيَّ ٍة بَ ْع َد القاهر ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّكان‪ ،‬وثاني‬ ‫حيث عد ُد الس ِ‬ ‫ُ‬ ‫العراق ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫وهي أكب ُر ُم ُد ِن‬
‫األربعين عالميًّا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وتأتي في المرتب ِة‬
‫تأسيسها حتَّى اليوم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العراق منذ‬
‫ِ‬ ‫ي في‬ ‫ي والثَّقاف َّ‬ ‫ي واإلدار َّ‬ ‫تع ُّد بغدا ُد المرك َز االقتصاد َّ‬
‫األذهان‬
‫ِ‬ ‫ُنيت؟ هي أسئلةٌ تتوار ُد إلى‬ ‫وكيف ب ْ‬ ‫َ‬ ‫ت؟‬ ‫وأين تقعُ؟ ومتى أُ ِّس َس ْ‬ ‫ف َم ْن أم َر ببنائِها؟ َ‬
‫تبحث َع ْن أهميتِها الجُغرافيّ ِة والتَّأريخيّ ِة والعُمرانيّ ِة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فَ‬
‫العراق‪ ،‬وهُنا تَ ْك ُم ُن‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫جعفر المنصو ُر ببنائِها‪ ،‬لتق َع في قل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫العباسي أبو‬ ‫ُّ‬ ‫فقد أَ َم َر الخليفةُ‬
‫ت‪ ،‬مما‬ ‫أهميتُها الجُغرافيَّةُ؛ إذ تتواف ُر في موق ِعها هذا المياهُ‪ ،‬وتتناقصُ أخطا ُر الفيضانا ِ‬
‫وأربعين للهجر ِة‬ ‫َ‬ ‫س‬
‫عام مئ ٍة وخم ٍ‬ ‫ُنيت في ِ‬ ‫ساع رقعتِها‪ ،‬وزياد ِة نفو ِذها‪ .‬وق ْد ب ْ‬ ‫أ َّدى إلى اتِّ ِ‬
‫َكانت‬ ‫ْ‬ ‫أن بغداد‬ ‫نقيبات األثريَّةُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ت التَّ‬ ‫وستين للميال ِد‪،‬وأظهر ِ‬ ‫َ‬ ‫واثنين‬
‫ِ‬ ‫للعام سب ِعمئ ٍة‬ ‫الموافق ِ‬ ‫ِ‬
‫العصر األشوريِّ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُصور القديم ِة؛ والسيَّما‬ ‫ِ‬ ‫موطنًا بشريًّا ُمه ًّما في الع‬
‫ت عليها ألقابٌ تُعبّ ُر عن أهميتِها‬ ‫طلِقَ ْ‬ ‫أُ ْ‬
‫ص‬‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬
‫دن‪ ،‬فهي المدينةُ‬ ‫وسموها دون ِسواها ِم َن ال ُم ِ‬ ‫ِّ‬
‫المد ّورةُ إلحاطتها بسور مد ّور يحميها م ْن تح َّدث م َع ُمدرِّ ِسك و ُزمالئِك َع ِن‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫َّ‬
‫العوامل التي َساعدت بغدا َد َعلى الثبا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫إلزورار‬
‫ِ‬ ‫ت األعدا ِء‪ ،‬وهي الزورا ُء‬ ‫غزوا ِ‬
‫َّ‬
‫نهر دجلةَ فيها وتعرجِّ ه‪ ،‬وهي دا ُر السَّالم في َوجْ ِه ال ُغزا ِة والطامعين‪ ،‬و ِم ْن ث َّم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحفاظ على هَيْبتِها وهُويَّتِها‪.‬‬ ‫ب ِ‬ ‫بقيت منارةً‬ ‫الَّتي ْ‬
‫والفنون واآلدا ِ‬ ‫ِ‬ ‫للعلوم‬
‫ِ‬
‫قرونًا متعددةً‪ .‬يشط ُر نه ُر دجلةَ المدينةَ‬
‫رقي منهما فهو الرُّ صافةُ‪.‬‬ ‫الغربي منهما فهو الكر ُخ‪ ،‬وأ َّما ال َّش ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫شطرين‪ ،‬أ َّما‬ ‫ِ‬
‫اآلثار‬
‫ِ‬ ‫تمتا ُز مدينةُ بغداد بأه ِّميَّتِها الثَّقافيَّ ِة أيضًا‪ ،‬الَّتي تتمثَّ ُل في وجو ِد َع َد ٍد ِم َن‬
‫الخالف ِة‪ ،‬والمدرس ِة المستنصريَّ ِة‪ ،‬فضلاً َع ْن أه ِّميَّتِها‬ ‫ودار ِ‬ ‫ِ‬ ‫كأسوار بغدا َد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالميَّ ِة‪،‬‬
‫ك‬ ‫ت‪ ،‬وكذلِ َ‬ ‫والمسارح‪ ،‬والمكتبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالمتاحف‬
‫ِ‬ ‫ُروح ثقافيَّ ٍة‪،‬‬ ‫اليو َم الَّتي تتمثَّ ُل في وجو ِد ص ٍ‬
‫وشارع الرَّشي ِد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كشارع المتنب ّي‬ ‫ِ‬ ‫ع الثَّقافيَّةُ‬ ‫ال َّشوار ُ‬
‫الكاظمين‬
‫ِ‬ ‫اإلمامين‬
‫ِ‬ ‫احتوت على َمعالِ َم دينيَّ ٍة كثير ٍة‪ ،‬أه ُّمها َمرْ ق ُد‬ ‫ْ‬ ‫أ َّما أه ِّميَّتُها الدِّينيَّةُ فَقَ ِد‬
‫ُموسى بن جعفر ومح َّمد الجواد (عليهما السَّالم) في ال َكرْ خ‪ ،‬و َمرْ ق ُد أبي حنيفةَ النُّعمان‪،‬‬
‫‪،‬كجامع ال ُخلفا ِء‬ ‫ِ‬ ‫الكيالني في الرُّ صاف ِة‪ ،‬فضلاً َع ِن المساج ِد الكبير ِة‬ ‫ِّ‬ ‫القادر‬
‫ِ‬ ‫يخ عب ِد‬ ‫وال َّش ِ‬
‫‪6‬‬
‫الكنائس القديم ِة‪ِ ،‬م ْثل كنيس ِة مري َم‬ ‫ِ‬ ‫احتوت على عد ٍد ِم َن‬ ‫ْ‬ ‫و َمسج ِد الحيدرخانة‪ .‬وكذلك‬
‫ت عام‬ ‫ت عام ‪1639‬م‪ ،‬وكنيس ِة الالتين لألرثوذكس التي بُنِيَ ْ‬ ‫العذراء لألرمن الَّتي بُنِيَ ْ‬
‫الكرملي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ب أنستاس ماري‬ ‫المعروف األ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪1866‬م وفيها قب ُر ال َعالِ ِم اللُّغويِّ‬
‫ب‬ ‫عصر‪ ،‬في ثو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّر والتم ّد ِن‪ ،‬ول ّما تزلْ ه َي ه َي‪ ،‬ك َّل‬ ‫لقرون رم ًزا للتحض ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وكانت بغدا ُد‬ ‫ْ‬
‫مان على بغدا َد َك َما‬ ‫ُروف ال َّز ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّت ص‬ ‫َّغم ِم َن ال ِم َح ِن الَّتي طالتها‪ ،‬فَقَ ْد مر ْ‬ ‫ب‪ ،‬على الر ِ‬ ‫قشي ٍ‬
‫الحوادث والمصاعبُ وأثقل ْتها‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أحاطت بها‬ ‫المدن‬
‫ِ‬ ‫غيرها ِم َن ال ُم ُد ِن‪ ،‬فأيُّ‬ ‫ِ‬ ‫لَ ْم تَ ُم َّر َعلى‬
‫والمحتلون‬
‫َ‬ ‫امعون‬
‫َ‬ ‫أحاطت ببغدا َد؟ فق ْد غزاها المغو ُل وتناز َع عليها الطَّ‬ ‫ْ‬ ‫الفتن ِم ْثلَ َما‬‫ُ‬
‫فإن‬ ‫ضاعت هويتُها العربيّةُ اإلسالميّةُ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ت هيبتَها التَّأريخيّةَ‪ ،‬وال‬ ‫اريخ‪ ،‬وما فَقَ َد ْ‬ ‫َع ْب َر التَّ ِ‬
‫ول فستج ُد َعبَقًا ِم ْن بغدا َد‪ .‬وك ْم من ال ُّشعرا ِء‬ ‫متاحف ال ُّد ِ‬
‫ِ‬ ‫أريخ وفي‬ ‫ت التَّ ِ‬ ‫شت في مد ّونا ِ‬ ‫فتّ َ‬
‫فوس من راح ٍة وطمأنين ٍة وسكين ٍة‪ ،‬ولِما‬ ‫قدي ًما وحديثًا قد تغنى بها؛ لِما وجدوه في النُّ ِ‬
‫ق؛ إذ‬ ‫ب ِم ْن محبّ ٍة ومو ّد ٍة وروع ٍة‪ .‬فهي المدينةُ التي تجم ُع وال تُفَرِّ ُ‬ ‫أودعت في القُلُ ْو ِ‬ ‫ْ‬
‫قافي‪ ،‬ومصن َع الهويّ ِة‬ ‫نوع الثَّ ِّ‬ ‫العراقي‪ِ ،‬م َّما جعلَها بوتقةَ التَّ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ختلف أبنا ِء ال َّشع ِ‬
‫ب‬ ‫ُ‬ ‫يقطنُها ُم‬
‫الوطنيّ ِة‪.‬‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬
‫ق الما َء‪ ،‬ويُس ّمى َم ْن‬
‫النهر أيْ سا َ‬
‫ِ‬ ‫الغربي ِم ْن بغدا َد‪ ،‬و َك َر َخ الما َء في‬
‫ُّ‬ ‫الكرْ ُخ‪ :‬الجانبُ‬
‫النهر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بكارخ‬
‫ِ‬ ‫ك‬
‫يفع ُل ذل َ‬
‫ف‪.‬‬
‫ص َ‬‫الفعل َر َ‬
‫ِ‬ ‫وزن فُعالة‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫الشرقي ِم ْن بغدا َد‪ ،‬وه َي على‬‫ُّ‬ ‫الرُّ صافةُ‪ :‬الجانبُ‬
‫اآلتيتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الكلمتين‬
‫ِ‬ ‫استعملْ ُمعج َمك إليجا ِد معاني‬
‫ُروف ال َّد ِ‬
‫هر‪ ،‬قِبْلة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ص‬

‫نشاط‬
‫ٌ‬

‫جاءت كلمةُ (بغداد) َمرفوعةً‪ ،‬و َمنصوبةً‪ ،‬ومجرورةً‪ ،‬استخرجْ ها وأ ْع ِربْها‪ُ ،‬مبَيِّنًا‬ ‫ْ‬
‫حركةَ إعرابِها‪َ ،‬م َع ِذ ْك ِر ال َّسبَ ِ‬
‫ب‪.‬‬

‫واالستيعاب‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫ْف تَ َرى أه ِّميَّةَ بغدا َد في ِ‬


‫صناع ِة الهُويَّ ِة ال َوطنيَّ ِة ال َواحد ِة‬ ‫ك نَصَّ ال ُمطالع ِة‪َ ،‬كي َ‬ ‫بَ ْع َد قِ َرا َءتِ َ‬
‫ك َم َع ُمدَرِّ ِسك و ُز َمالئِك‪.‬‬‫ب ال ِع َراقِ ِّي؟ ناقِشْ َذلِ َ‬‫لل َّشع ِ‬

‫‪7‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫األساليب‬
‫االستفهام‬
‫ِ‬ ‫أسلوب‬
‫ُ‬
‫ت ُجملاً تتض َّم ُن أُسلوبًا من‬ ‫رس الـ ُمطالع ِة لَو َج ْد َ‬ ‫ت إلى َد ِ‬ ‫عزيزي الطَّ َ‬
‫الب لو ُع ْد َ‬
‫ت ؟)‪.‬‬ ‫ْف بُنِيَ ْ‬‫ت ؟)‪َ (،‬كي َ‬ ‫ب‪،‬هي ( َم ْن أَ َم َر بِبَنائِها؟)‪(،‬أَي َْن تَقَ ُع ؟)‪َ (،‬متَى أُ ِّس َس ْ‬ ‫ب الطَّلَ ِ‬ ‫أسالي ِ‬
‫ب الطَّلبيَّ ِة‪،‬ي ْ‬
‫ُطلَبُ‬ ‫االستفهام)‪ ،‬وهو ِم َن األسالي ِ‬ ‫ِ‬ ‫(أسلوب‬
‫َ‬ ‫يُس َّمى هذا األسلوبُ في العربيَّ ِة‬
‫ك قَلَ ٌم؟)‪.‬‬‫ك‪( :‬هَلْ لَ ِدي َ‬ ‫ب‪،‬كقولِ َ‬‫مجهول في الذهن ِع ْن َد الطَّلَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫به ال ِع ْل ُم بشي ٍء‬
‫لب جُملةً استفهاميَّةً‪،‬وهي الَّتي تبدأُ بأدا ٍة من أدوا ِ‬
‫ت‬ ‫وتُس َّمى الجملةُ التي تتض َّم ُن هذا الطَّ َ‬
‫ْف ‪َ ،‬ك ْم ‪ ،‬أيّ)‪.‬‬ ‫َّان ‪ ،‬أَي َْن ‪ ،‬أَنَّى ‪َ ،‬كي َ‬ ‫االستفهام‪ ،‬هي‪( :‬الهمزةُ ‪ ،‬هَلْ ‪َ ،‬م ْن ‪َ ،‬ما ‪َ ،‬متَى ‪ ،‬أي َ‬ ‫ِ‬
‫(حقيقي) و (مجازيٌّ)‪:‬‬ ‫ٌّ‬ ‫نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫حيث المعنى وال َغ َرضُ‬ ‫ُ‬ ‫واالستفها ُم ِم ْن‬

‫أوال ‪ -‬االستفها ُم احلقيقيُّ‬


‫حيث‬ ‫ُ‬ ‫االستفهام الـ ُمتق ّدم ِة‪.‬ويُ ْق َس ُم ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ب‪ ،‬ويكون بإحدى أدوا ِ‬ ‫وهو الذي يحتا ُج إلى جوا ٍ‬
‫(تصور)‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ْمين‪( :‬تصديق) و‬ ‫الجوابُ على قِس ِ‬
‫يكون‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫شيئين‪ ،‬ثُبُوتًا أو نفيًا‪ ،‬لِذل َ‬ ‫ِ‬ ‫صديقي‪ :‬هو طلبُ معرف ِة النّسب ِة َ‬
‫بين‬ ‫ُّ‬ ‫أ – االستفها ُم التَّ‬
‫أداتان (الهمزة)‬ ‫ِ‬ ‫الجوابُ عنه بـ (نعم) أو (ال) أو بغيرهما من أحرف الجواب‪ ،‬وله‬
‫ق هُ َو قُلْ إِي َو َربِّي﴾ (يونس‪،)53:‬و﴿قُلْ‬ ‫ك أَ َح ٌّ‬ ‫و (هَلْ )‪،‬كقول ِه تعالى‪َ ﴿ :‬ويَ ْستَ ْنبِئُونَ َ‬
‫ين أَ ْع َمالاً ﴾(الكهف‪ ،)103:‬ومثلُهُ قولُنا‪( :‬أ ُمساف ٌر غدًا؟)‪ ،‬و(هَلْ‬ ‫هَلْ نُنَبِّئُ ُك ْم بِالأْ َ ْخ َس ِر َ‬
‫ت إلى بغداد؟)‪.‬‬ ‫سافرْ َ‬
‫يكون‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫بتعيين ما يُسْأ ُل َع ْنه‪ ،‬لذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ري‪ :‬هو طلبُ معرف ِة الـ ُمفر ِد‬ ‫صو ُّ‬ ‫ب‪ -‬االستفها ُم التَّ ُّ‬
‫ت‪ ،‬وأدواتُهُ (الهمزة) و(أسماء‬ ‫عيين‪ ،‬وليس بالنَّفي أو اإلثبا ِ‬ ‫الجوابُ َع ْنه بالتَّ ِ‬
‫لت أ ْم َك ِذبًا ؟‬ ‫ص ْدقًا قُ َ‬ ‫صور‪ ،‬قولنا‪ :‬أَ ِ‬ ‫استعمال (الهمزة) للتَّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫االستفهام)‪ .‬ف ِم ْن أمثل ِة‬
‫(ص ْدقًا) أو ( َك ِذبًا)‪ ،‬ومنه قو ُل العرج ِّي‪:‬‬ ‫بتعيين أح ِدهما ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيكون الجوابُ‬ ‫ُ‬
‫لَيْالي ِمن ُك َّن أَ ْم لَ ْيلَى ِم َن البَ َش ِر؟‬ ‫ ‬ ‫اع قُ ْل َن لَنا‬ ‫ت القَ ِ‬ ‫بِاهللِ يا ظَبَيا ِ‬
‫ت؟)‪.‬‬ ‫صو ِر‪ ،‬كقولنا‪َ ( :‬م ْن أَ ْك َر ْم َ‬ ‫االستفهام فجميعُها للتَّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّما أسما ُء‬
‫ب على ثالث ِة‬ ‫نوع الجوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫س ِ‬ ‫االستفهام تنقس ُم بِ َح َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ب ‪ -‬أنَّ أدوا ِ‬ ‫الح ْظ ‪ -‬عزيزي الطَّالِ َ‬ ‫ِ‬
‫‪8‬‬
‫أقسام‪:‬‬
‫ٍ‬
‫صديق َم َّرةً أُخرى‪ ،‬وهو (الهمزة) َوحْ َدها‪ ،‬كقولِنا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صو ِر َم َّرةً والتَّ‬ ‫‪ -1‬ما يُ ْستَ ْع َم ُل للتَّ ُّ‬
‫تصورٌ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ق‪ ،‬و( أَقَا َم ُم َح َّم ٌد أ ْم قَ َع َد ؟ )‬ ‫(أَقَا َم ُم َح َّم ٌد؟) تصدي ٌ‬
‫صوريِّ (أَ ْم) الـ ُمعادلةُ (الـ ُمتَّصلةُ)‪،‬‬
‫االستفهام التَّ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ُأن تأت َي بع َد (الهمزة) في‬ ‫ويجب ْ‬
‫بحذف (أَ ْم) وما بع َدها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تصديقي‬
‫ٍّ‬ ‫استفهام‬
‫ٍ‬ ‫صوريِّ إلى‬ ‫االستفهام التَّ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ونستطي ُع تحوي َل‬
‫اجتهدت بفي دراستك‪.‬‬‫َ‬ ‫ط‪ ،‬وهو (هَلْ )‪ ،‬كقولِنا‪ :‬هل‬ ‫صديق فَقَ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬ما يُ ْستَ ْع َم ُل للتَّ‬
‫ط‪،‬وهو (أسما ُء االستفهام)‪،‬كقولِنا‪ ( :‬أَي َْن تَقَ ُع بحيرة ساوة ؟ )‪.‬‬ ‫صو ِر فَقَ ْ‬
‫‪ -3‬ما يُ ْستَ ْع َم ُل للتَّ ُّ‬

‫االستفهام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أَدواتُ‬
‫سمين‪( :‬أَحْ رُف) و (أَسماء)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نوع األدا ِة على قِ‬ ‫ب ِ‬ ‫االستفهام بحس ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أدوات‬ ‫تُ ْق َس ُم‬
‫االستفهام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َح ْرفا‬
‫حرفان‪( :‬الهمزة) و (هَلْ )‪ .‬هما‬ ‫ِ‬ ‫ولالستفهام‬
‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الحروف ُكلُّها ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ‬ ‫ُ‬
‫ك‪( :‬أَبَغدا ُد جميلةٌ ؟) و (هَلْ‬ ‫يكون االستفها ُم تصديقيًّا ُمثبتًا‪ ،‬كما في قولِ َ‬ ‫ُ‬ ‫تشابهان عندما‬
‫ِ‬ ‫ُم‬
‫ُمكن استبدا ُل (هَلْ ) بـ (الهمزة)‪ ،‬وبالعكس‪.‬‬ ‫بَغدا ُد جميلةٌ ؟)‪ْ ،‬إذ ي ُ‬
‫بخصائص أسلوبيَّ ٍة‪،‬منها‪:‬‬
‫َ‬ ‫وتتميَّ ُز (الهمزة) ِم ْن (هَلْ )‬
‫صديقي‬
‫ِّ‬ ‫صوريِّ ‪ ،‬أ َّما (هَلْ ) فتَ ِر ُد في التَّ‬‫صديقي والتَّ ُّ‬
‫ِّ‬ ‫االستفهام التَّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬تَ ِر ُد (الهمزةُ) في‬
‫ألن‬ ‫ُمكن استبدا ُل (هَلْ ) بالهمزة؛ َّ‬ ‫ماشيًا؟)‪،‬عندئ ٍذ ال ي ُ‬ ‫ت أ ْم ِ‬ ‫ط‪ ،‬مثل‪( :‬أَ َراكبًا َح َ‬
‫ضرْ َ‬ ‫فَقَ ْ‬
‫أن ي ُْذك َر الـ ُم ْستَ ْفهَ ُم عنه‬
‫ق ذلك إالّ بالهمز ِة‪،‬ويُ ْشتَرطُ ْ‬ ‫عيين‪ ،‬وال يتحقَّ ُ‬ ‫السَّائ َل يطلبُ التَّ َ‬
‫ق بـ (أَ ْم) الـ ُمتّصلة‪ ،‬وتُس َّمى (الـ ُمعا ِدلة)‪،‬‬ ‫ويكون له ُمعا ِد ٌل مسبو ٌ‬ ‫َ‬ ‫بع َد الهمز ِة مباشرةً‪،‬‬
‫ف‪ ،‬ويُ ْع َربُ الـ ُمعا ِد ُل بع َدها معطوفًا على الـ ُم ْستَ ْفهَ ِم عنه قَ ْبلَها‪ .‬وال‬ ‫ط ٍ‬ ‫حرف َع ْ‬ ‫ُ‬ ‫وهي‬
‫ليست ُمتّصلةً ُمعا ِدلةً‪ ،‬بل ُمنقطعةٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وردت فهي‬ ‫تَ ِر ُد (أ ْم الـ ُمعادلة) بعد (هَلْ )‪ ،‬وإذا‬
‫صي ُر أَ ْم هَلْ تَ ْستَ ِوي‬‫ابتدائيَّةٌ أو بمعنى (بَلْ )‪ ،‬كقوله تعالى‪﴿ :‬هَلْ يَ ْستَ ِوي الأْ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ‬
‫ات َوالنُّورُ﴾(الرعد‪)16:‬‬ ‫الظلُ َم ُ‬‫ُّ‬
‫الجمل الـ ُم ْثبَتَ ِة‬
‫ِ‬ ‫الجمل الـ ُم ْثبَتَ ِة والمنفيَّ ِة‪ ،‬أ َّما (هَلْ ) فتدخ ُل على‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬تدخ ُل (الهمزةُ) على‬
‫فقط‪ ،‬كقولِنا‪( :‬أَلَـــ ْم تَ ْعلَ ْم ؟)‪ ،‬ومنه قولُهُ تعالى‪ ﴿ :‬أَلَ ْم تَ َر ْوا أَ َّن للاهَّ َ َس َّخ َر لَ ُك ْم َما فِي‬
‫بن الـ ُمل ّوح‪:‬‬ ‫ض﴾(لقمان‪ ،)20:‬ومثلُهُ قو ُل قيس ِ‬ ‫ت َو َما فِي الأْ َرْ ِ‬ ‫ال َّس َما َوا ِ‬
‫ْت َع ْن لَ ْيلَى تَتُوبُ ؟‬ ‫إ َذا َما تب ُ‬ ‫ ‬ ‫ْت َو َع ْدتَنِي يَا قَ ْلبُ أَنِّي‬ ‫أَلَس َ‬

‫‪9‬‬
‫َ‬
‫إثبات‬ ‫ت‬‫ب (بَلى)‪ ،‬إذا أر ْد َ‬ ‫بحرف الجوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫المنفي‬
‫ِّ‬ ‫االستفهام‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ويكون الجوابُ ِ‬
‫ْت بـ (بَلى)‪ ،‬كان المعنى (بَلَى‬ ‫المعنى‪ ،‬كقولنا‪( :‬أَلَ ْم تُسافرْ إلى بغدا َد ؟)‪ ،‬فإذا أجب َ‬
‫سافرت)‪ ،‬أ َّما الجوابُ بـ (نعم) فمعناه (لم أُسافرْ )‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كقول‬
‫ِ‬ ‫العطف (الواو‪ ،‬ثُ َّم‪،‬الفاء)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُف‬‫ق أَحر َ‬ ‫الكالم‪ ،‬فتسب ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬لـ (الهمز ِة) الصَّدارةُ في‬
‫نازك المالئكة‪:‬‬
‫بَ ْع َونَضْ َجرْ ونر َو ُد ْو َن ا ْنتِهَا ِء؟‬ ‫َولِ َما َذا نَ ْبقَى هُنَا؟ أ َولَ ْم نَ ْشـ‬
‫كقول أبي العال ِء المعرّي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫طف‪،‬‬ ‫ُف ال َع ِ‬ ‫أ َّما (هَلْ ) فتأتي بع َد أَحر ِ‬
‫صقا ٌل َويَحتا ُج الحُسا ُم إِلى الص ِ‬
‫َّقل‬ ‫ِ‬ ‫وم فَهَل لَها‬ ‫ت أَ ْفهَا ُم قَ ٍ‬ ‫ص ِدئَ ْ‬ ‫لَقَ ْد َ‬
‫ك َم َع (هَلْ )‪ ،‬كقولنا‪( :‬أروايةً‬ ‫‪ -4‬يق ُع الـ ُم ْستَ ْفهَ ُم عنه بع َد (الهمزة) ُمباشرةً‪ ،‬وال يُ ْشتَرطُ ذل َ‬
‫صةً؟) وال يجو ُز تأخي ُر الـ ُم ْستَ ْفهَ ِم عنه هنا‪ ،‬أ َّما في (هَلْ ) فيجو ُز‪،‬كقولِنا‪:‬‬ ‫ت أ ْم قِ َّ‬ ‫ْ‬
‫قرأ َ‬
‫ت المرأةَ ؟)‪.‬‬ ‫(هَلْ أَ ْك َر ْم َ‬
‫حذف (الهمزة) لوجو ِد قرين ٍة تدلُّ عليها‪ ،‬لفظيَّ ٍة كأَم الـ ُم َعادل ِة‪ ،‬مثلُ‪( :‬إلى‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -5‬ج َوا ُز‬
‫بن ربيعة‪:‬‬ ‫وقول ُع َم َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكرخ ؟)‪ ،‬والتَّقديرُ‪ :‬أ إلى الرّصاف ِة ؟‬ ‫ِ‬ ‫ْت أ ْم إلى‬ ‫الرُّ صاف ِة َذهَب َ‬
‫بِ َسبْع ٍ َر َمي َْن ال َج ْم ِر أَ ْم بِثَ َمان ؟‬ ‫اريًا‬
‫ت َد ِ‬ ‫وإن ُك ْن ُ‬ ‫فَ َو هللاِ َما أَ ْد ِري ْ‬
‫التقديرُ‪ :‬أبِ َسب ٍْع ؟‬
‫بن زي ٍد‪:‬‬ ‫ت ِ‬ ‫كقول ال ُك َم ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫أو معنويَّ ٍة تُ ْفهَ ُم ِم َن الس ِ‬
‫ِّياق‪،‬‬
‫ب يَ ْل َعبُ ؟‬
‫والَ لَ ِعبًا ِمنّي َو ُذو ال َّش ْي ِ‬ ‫ط َربُ‬ ‫ْت َو َما َش ْوقًا إلى البِيض أَ ْ‬ ‫طَ ِرب ُ‬
‫ِ‬
‫ب يَ ْل َعبُ ؟‬ ‫التقديرُ‪ :‬أَ َو ُذو ال َّش ْي ِ‬
‫ك؟)‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل‬ ‫(أإن تُسافرْ أُسافرْ َم َع َ‬ ‫ب ال َّشرْ ِط‪ ،‬كقولِنا‪ْ :‬‬ ‫‪ -6‬تدخ ُل (الهمزةُ) على أسلو ِ‬
‫مصطفى صادق الرَّافع ّي‪:‬‬
‫أَتُقِ ْي ُموا لهُ ال َّسفَاهةَ ُع ْذرا ؟‬ ‫أَإِ َذا نَا َل ِم ْن َك ِر ٍيم َسفِ ْيهٌ‬
‫ك َم َع (هَلْ )‪.‬‬ ‫وال يصحُّ ذل َ‬
‫ع ؟)‪ ،‬ومثلُهُ‬ ‫ك ُشجا ٌ‬ ‫(إن)‪ ،‬كقولِنا‪( :‬أإنَّ َ‬ ‫الفعل َّ‬ ‫الحرف الـ ُمشبَّ ِه بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -7‬تدخ ُل (الهمزةُ) على‬
‫ك مع (هَلْ )‪.‬‬ ‫ُف﴾(يوسف‪.)90:‬وال يصحُّ ذل َ‬ ‫ت يُوس ُ‬ ‫ك لأَ َ ْن َ‬ ‫قولُهُ تعالى‪﴿ :‬قَالُوا أَئِنَّ َ‬

‫االستفهام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أسما ُء‬
‫ب الـ ُم ْستَفَ ِ‬
‫هم‬ ‫َّان ‪ ،‬أَي َْن ‪ ،‬أَنَّى ‪َ ،‬كي َ‬
‫ْف ‪َ ،‬ك ْم ‪ ،‬أيّ)‪ .‬وتُق َس ُم بحس ِ‬ ‫وهي ( َم ْن ‪َ ،‬ما ‪َ ،‬متَى ‪ ،‬أي َ‬

‫‪10‬‬
‫عنه على ستَّ ِة أَ ٍ‬
‫قسام‪:‬‬
‫العاقل‪ :‬وهي ( َم ْن)‪ ،‬كقولِنا‪َ ( :‬م ْن بَنَى بغدا َد؟)‪،‬ومثلُهُ قولُه تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أ – ما يَد ُّل على‬
‫ون َم ْن يُ ِعي ُدنَا قُ ِل الَّ ِذي فَطَ َر ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة﴾ (اإلسراء‪ .)51:‬وق ْد تلحقُهُ‬ ‫﴿فَ َسيَقُولُ َ‬
‫(ذا)‪ ،‬وهي اس ٌم موصو ٌل أو اس ُم إشار ٍة‪ ،‬فتُصب ُح ( َم ْن ذا)‪ ،‬ويُعا َم ُل ُم َعا َملَةَ الكلم ِة‬
‫ريف الـ ُمرتضى‪:‬‬ ‫‪،‬كقول ال َّش ِ‬
‫ِ‬ ‫الواحد ِة‬
‫ق على هَ ِّمي َوأَ ْز َما ِعي ؟‬ ‫أَ ِو ال َّرفِ ْي ُ‬ ‫َم ْن َذا الطَّبيبُ أل ْد َوائِي َوأَ ْو َجا ِعي‬

‫العاقل‪ :‬وهي (ما)‪ ،‬مثل‪( :‬ما ال َخبَرُ؟) و (ما في المدرس ِة؟)‪ ،‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ -‬ما يَد ُّل على غي ِر‬
‫يُسْأ ُل به َع ْن صف ِة ال َّشي ِء‪ ،‬لل َعاقِ ِل‪ ،‬كقوله تعالى‪ ﴿:‬قَا َل فِرْ َع ْو ُن َو َما َربُّ ْال َعالَ ِم َ‬
‫ين﴾‬
‫العاقل‪ ،‬كقولِنا‪(:‬ما بغدا ُد؟)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(الشعراء‪ ،)23:‬سُؤا ٌل عن صفتِ ِه سُبحانَه وتَ َعالى‪ ،‬ولِ ِ‬
‫غير‬
‫أَي السُّؤا ُل عن ِ‬
‫صفَاتِها‪.‬‬
‫كقول‬
‫ِ‬ ‫لحقت ( َم ْن)‪ ،‬فتُصْ بِ ُح ( َماذا)‪ ،‬ويُعا َم ُل ُمعاملةَ الكلم ِة الواحد ِة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َوقَ ْد تلحقُهُ (ذا) كما‬
‫ال َّزهرا ِء (عليها السالم) في ِرثا ِء أَبيها (صلَّى هللا عليه وآله وسلّم)‪:‬‬
‫أَلاّ يَ ُش َّم َم َدى ال َّز َم ِ‬
‫ان َغ َوالِيَا ؟‬ ‫َما َذا َعلَى َم ْن َشم َّ تُرْ بَةَ أَحْ َمد‬

‫َّان ‪ ،‬أَي َْن ‪ ،‬أَنَّى)‪.‬‬


‫ج‪ -‬ما يَد ُّل على الظَّرف (الزمان والمكان)‪ :‬وهي ( َمتَى ‪ ،‬أي َ‬
‫ت ِم ْن‬ ‫ق (الماضي والمستقبل)‪ ،‬كقولِنا‪َ ( :‬متَى ُع ْد َ‬ ‫‪َ -1‬متَى‪ :‬يُسْأ ُل به َع ِن ال َّز ِ‬
‫مان الـ ُمطلَ ِ‬
‫الموصل؟)‪.‬‬
‫مان الـ ُم ْستَ ْقبَ ِل‪ ،‬ويُفي ُد التَّهوي َل والتَّعظي َم‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪:‬‬ ‫‪ -2‬أيَّان‪ :‬يُسْأ ُل به َع ِن ال َّز ِ‬
‫َّان ُمرْ َساهَا﴾ (النازعات‪)42:‬‬ ‫ك َع ِن السَّا َع ِة أَي َ‬ ‫﴿يَسْأَلُونَ َ‬
‫المكان‪،‬كقولِنا‪( :‬أَي َْن تَ ْس ُك ُن ؟)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬أَي َْن‪ :‬يُسْأ َ ُل ب ِه َع ِن‬
‫ويكون بمعنى ( ِم ْن أَي َْن)‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬وقَالُوا آَ َمنَّا بِ ِه‬ ‫ُ‬ ‫‪ -4‬أَنَّى‪ :‬يُسْأ ُل ب ِه َع ِن المكان‪،‬‬
‫ان بَ ِعي ٍد﴾(سبأ‪)52:‬‬ ‫َوأَنَّى لَهُ ُم التَّنَا ُوشُ ِم ْن َم َك ٍ‬

‫ْف تُحْ يِي ْال َم ْوتَى﴾‬ ‫ْف)‪،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿ :‬ربِّ أَ ِرنِي َكي َ‬
‫الحال‪ :‬وهو ( َكي َ‬
‫ِ‬ ‫د‪ -‬ما يَد ُّل على‬
‫ْف)‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬ذلِ ُك ُم للاهَّ ُ فَأَنَّى‬ ‫(البقرة‪ ،)260:‬و(أنَّى) إذا َ‬
‫كان بمعنى ( َكي َ‬
‫تُ ْؤفَ ُك َ‬
‫ون﴾(األنعام‪)95:‬‬

‫‪11‬‬
‫ب‪ ،‬يوضِّ ُح‬
‫تمييز ُمفر ٍد منصو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫هـ‪ -‬ما يَد ُّل على العد ِد‪ :‬وهو ( َك ْم)‪ ،‬اس ٌم ُم ْبهَ ٌم‪ ،‬يحتا ُج الى‬
‫معناه‪ ،‬ويُزيل إبها َمه‪ ،‬كقولِنا‪َ ( :‬ك ْم اس ًما لمدينة بغداد؟)‪.‬‬

‫و‪ -‬ما يَد ُّل على (العاقل‪ ،‬وغير العاقل‪ ،‬والزمان‪ ،‬والمكان‪ ،‬والحال‪ ،‬والحدث)‪ :‬وهو‬
‫المضاف إليه‪ ،‬فهو‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫استفهام ُمالز ٌم لإلضاف ِة ُم ْبهَ ٌم‪ ،‬يتح َّد ُد معناه بحس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫(أيّ)‪ ،‬اس ُم‬
‫ق؟)‬‫ق تُراف ُ‬ ‫ي صدي ٍ‬ ‫المضاف إليه عاقِلاً ‪ ،‬مثل‪( :‬أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫للعاقل‪ :‬إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫عاقل‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫المضاف إليه غي َر‬ ‫كان‬‫العاقل‪ :‬إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫غير‬
‫‪ -2‬لِ ِ‬
‫ْـك ؟‬ ‫ـز ِم ْ‬
‫ـن تَا َجي ِ‬ ‫ـاج أ َع ُّ‬ ‫أيُّ تَ ٍ‬ ‫ْـك‬
‫ك يَ َدي ِ‬‫الصِّ بَا َوال َجـ َما ُل ُم ْـل ُ‬
‫يوم تُسافرُ؟)‬ ‫ي ٍ‬ ‫زمان‪ ،‬مثل‪( :‬أ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ظرف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫المضاف إليه‬ ‫كان‬
‫مان‪ :‬إذا َ‬ ‫‪ -3‬لل َّز ِ‬
‫ُ‬
‫تسكن؟)‬ ‫ي مدين ٍة‬ ‫مكان‪ ،‬مثل‪( :‬أ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ظرف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫المضاف إليه‬ ‫كان‬‫للمكان‪ :‬إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫حال عا َد بها الـ ُمقاتِلُ؟)‬ ‫ي ٍ‬ ‫ْف)‪ ،‬مثل‪( :‬أ َّ‬ ‫أمكن تعويضُها بـ ( َكي َ‬ ‫َ‬ ‫للحال‪ :‬إذا‬‫ِ‬ ‫‪-5‬‬
‫ي ُمسا َعد ٍة ساع ْد َ‬
‫ت‬ ‫الفعل الذي بَ ْع َدها‪ ،‬مثل‪( :‬أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫مصدر‬
‫ِ‬ ‫ت إلى‬ ‫ث‪ :‬إذا أُ ِ‬
‫ض ْيفَ ْ‬ ‫‪ -6‬لل َح َد ِ‬
‫المحتا َج؟)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫االستفهام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫اب أسما ِء‬ ‫إِ ْع َر ُ‬
‫فائدة‬
‫االستفهام مبنيَّةٌ كلُّها ما‬
‫ِ‬ ‫أسما ُء‬
‫اسم االستفهام‪ ،‬فأ َ ِجبْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫إعرا‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫معرف‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫أر‬ ‫إذا‬ ‫َعدا (أيّ) فهي ُم ْع َربةٌ (مرفوعة‪،‬‬
‫ُّؤال‪ ،‬والكلمة الجديدةُ التي تأتي جوابًا‬ ‫ُ‬ ‫أو منصوبة‪ ،‬أو مجرورة)‪ .‬وتُ ْع َربُ َع ِن الس ِ‬
‫يكون إعرابُها ُمطابقًا‬ ‫ُ‬ ‫ب‪،‬‬‫اسماء االستفهام على و ْفق اآلتي‪ :‬في جمل ِة الجوا ِ‬
‫َ ِ‬
‫اسم االستفهام‪ ،‬كقولنا‪َ ( :‬م ْن َر َس َم‬ ‫ب ِ‬ ‫إلعرا ِ‬
‫ُ‬
‫فيكون‬ ‫الذات العاقلة اللّوحةَ ؟) الجوابُ ‪( :‬زي ٌد َر َس َم اللّوحةَ)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫سأ ُل به َع ِن َّ ِ‬ ‫أوالً‪ :‬ما يُ ْ‬
‫االستفهام‬
‫ِ‬ ‫أن اس َم‬ ‫ً‬
‫إعرابُ (زيد) مبتدأ‪ ،‬فتعل ُم َّ‬
‫وغي ِر العاقل ِة‪:‬‬
‫رفع ُمبتدأ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫محلِّ‬ ‫في‬ ‫)‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫(‬ ‫وهي ( َم ْن) و ( َم ْن ذا) و (ما)‬
‫و (ماذا) و (أيّ) عندما يُسْأ ُل بها‬
‫ت‪ ،‬وتضاف اليه‪.‬وتُ ْع َربُ هذه األسما ُء‪:‬‬ ‫َع ِن َّ‬
‫الذا ِ‬

‫أ – ُمبتدأ‪ :‬إذا تالها ُم ْستَ ْفهَ ٌم عنه‪:‬‬


‫‪ -1‬اس ٌم نكرةٌ‪:‬‬
‫قال طَ َرفةُ ُ‬
‫بن ال َعبْد‪:‬‬
‫نيت فَلَم أَك َسل َولَم أَتَبَلَّ ِد‬
‫ُع ُ‬ ‫لت أَنَّني‬
‫إِذا القَو ُم قالوا َمن فَتًى ِخ ُ‬
‫اسم نكر ٍة بعدها‪.‬‬
‫رفع مبتدأ؛ لمجيء ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تُ ْع َربُ ( َم ْن) في محلِّ‬
‫ومثله قولُنا‪( :‬أيُّ ُمعلِّ ٍم حاضرٌ؟)‪( ،‬أيُّ ) مبتدأ؛ ألنَّه تال الـ ُم ْستَفهم عنه (المضاف إليه)‬
‫اس ٌم نكرةٌ (حاضرٌ)‪.‬‬

‫مفعول به‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫يحتاج إلى‬
‫ُ‬ ‫الفاعل‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫برفع‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬فع ٌل الز ٌم‪،‬وهو الذي يكتفي‬
‫قا َل البحتريُّ ‪:‬‬
‫وأنت بَ ْد ُر ؟‬
‫َ‬ ‫يَ ْدجُو َعلَ ْينَا‬ ‫اب ُد َجاهَا وأيُّ لَي ٍْل‬
‫َغ َ‬
‫مؤمن جاه َد في سبيل هللاِ؟)‬ ‫ٍ‬ ‫ومثله قولُنا‪َ ( :‬م ْن ساف َر؟) و (ما جا َء بك؟) و (أيُّ‬
‫الزم بعدها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫يُ ْع َربُ ( َم ْن) و (ما) و (أيّ) في األمثل ِة الـ ُمتقدِّم ِة مبتدأً؛ لمجيء ٍ‬
‫فعل‬

‫‪13‬‬
‫‪ -3‬فع ٌل ُمتع ٍّد استوفى مفعولَه‪:‬‬
‫ت بِبَ ْينِهَا‪َ ،‬ونَا َد ْ‬
‫ت‬ ‫ف ال ُّدنيا‪« :‬فَ َم ْن َذا يَ ُذ ُّمهَا َوقَ ْد آ َذنَ ْ‬‫علي(عليه السَّال ُم) في َوصْ ِ‬ ‫قال اإلما ُم ٌّ‬
‫بن األحنف‪:‬‬ ‫ت نَ ْف َسهَا»‪ ،‬ومثله قو ُل العب ِ‬
‫َّاس ِ‬ ‫بِفِراقِهَا‪َ ،‬ونَ َع ْ‬
‫ْت َع ْينًا لِلبُكا ِء تُ َعارُ؟‬ ‫أَ َرأَي َ‬ ‫َم ْن َذا يُ ِع ْي ُر َ‬
‫ك َع ْينَهُ تَ ْب ِكي بِهَا‬
‫ك؟)‪.‬‬ ‫مرض أصابَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ومثلُهُ قولُنا‪( :‬أيُّ‬
‫يُ ْع َربُ ( َم ْن ذا) و (أيُّ ) في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة مبتدأً؛ ألنَّه تالهما فع ٌل ُمتَع ٍّد استوفى‬
‫ك‪ ،‬أصابك)‪.‬‬ ‫مفعولَه (يَ ُذ ُّمهَا ‪ ،‬يُ ِع ْي ُر َ‬

‫للمجهول‪:‬‬
‫ِ‬ ‫مبني‬
‫ٌّ‬ ‫‪ -4‬فع ٌل‬
‫َّضي‪:‬‬
‫ريف الر ُّ‬ ‫قا َل ال َّش ُ‬
‫ت أَرْ ضٌ بِ ِه بَ ْع َد ِح ِ‬
‫يال‬ ‫لَقَ َح ْ‬ ‫ ‬ ‫ك ِم ْن أَيِّ ِج ِ‬
‫بال‬ ‫أَيُّ طَ ْو ٍد ُد َّ‬
‫وقال الجواهريُّ ‪:‬‬
‫ق ِعثَا ُر ؟‬‫اج والطَّ ِري ُ‬ ‫واللَّ ْي ُل َد ٍ‬ ‫َما َذا يُرا ُد بِنَا َوأَي َْن يُ َسا ُر‏‬
‫ومثلُهُ قولُنا‪َ ( :‬م ْن ُكرِّ َم ؟)‬
‫للمجهول‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مبني‬
‫ٌّ‬ ‫يُ ْع َربُ (ماذا) و ( َم ْن) و (أيُّ ) في األمثل ِة المتقدِّم ِة ُمبتدأً؛ألنَّه تالها فع ٌل‬

‫ناقص استوفى خب َره‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -5‬فع ٌل‬


‫الحمداني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫قا َل أبو فِ َراس‬
‫ْس بِالها ِم ِل؟‬‫َوأَيُّ َد ْم ٍع لَي َ‬ ‫ْس بِال َّزائِ ِل؟‬
‫بار لَي َ‬‫أَيُّ اِصْ ِط ٍ‬
‫ومثلُهُ قو ُل الجواهريُّ ‪:‬‬
‫ك َشانا ؟‬ ‫ان أَرْ فَ َع ِم ْن َ‬
‫فَ َم ْن َذا َك َ‬ ‫أن؟!‬ ‫فَ َما َذا تَ ْبتَ ِغي؟ أَ ُعلُ َّو َش ٍ‬
‫ِّمين مبتدأً؛ ألنَّه تالهما فع ٌل ناقصٌ استوفى‬ ‫المثالين المتقد ِ‬
‫ِ‬ ‫يُ ْع َربُ (أيُّ ) و( َم ْن ذا) في‬
‫خب َره‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -6‬شبهُ جمل ٍة (الجا ّر والمجرور والظَّرفيَّة)‪:‬‬
‫قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬وتَفَقَّ َد الطَّ ْي َر فَقَا َل َما لِ َي لاَ أَ َرى ْالهُ ْدهُ َد﴾(النمل‪)20:‬‬
‫ومثله قو ُل أبي ت َّمام‪:‬‬
‫الح ْـل ُم َر َّد َجــ َوابِ ِه ؟‬
‫ان ِ‬‫ت َك َ‬ ‫و َج ِه ْل ُ‬ ‫ـان إ َذا أَ ْغ َ‬
‫ض ْبتُهُ‬ ‫ـن لِي بِإ ْن َس ٍ‬ ‫َم ْ‬
‫مين في محلِّ رفع مبتدأ؛ألنَّه تالهما شبهُ جمل ٍة‬ ‫يُ ْع َربُ (ما) و ( َم ْن) في المثالين الـ ُمتق ّد ِ‬
‫من الجارِّ والمجرور‪.‬‬
‫ضلاَ لُ﴾(يونس‪)32:‬‬ ‫ق إِلاَّ ال َّ‬ ‫قال تعالى‪ ﴿ :‬فَ َما َذا بَ ْع َد ْال َح ِّ‬
‫تحت ال ِمظَلَّ ِة ؟ )‬ ‫َ‬ ‫ومثلُهُ قولُنا‪َ ( :‬م ْن‬
‫ابن عبد ربِّه االندلس ّي‪:‬‬ ‫وقو ُل ِ‬
‫ان ؟‬‫ُم ْستَنِ ْيرًا بَي َْن س ُْو َس ِ‬ ‫ق خ ٍّد بَ َدا‬‫أَيُّ َورْ ٍد فَ ْو َ‬
‫يُ ْع َربُ (ماذا) و ( َم ْن) و (أيّ) في األمثل ِة المتقدِّم ِة مبتدأً؛ألنَّه تالها شبهُ جمل ٍة ظرفيَّ ٍة‪.‬‬

‫ب مبتدأ‪ ،‬ويجو ُز إعرابُها خب ًرا ُمق َّد ًما‪:‬‬ ‫‪ -7‬إذا تالها اس ٌم معرفةٌ تُ ْع َر ُ‬
‫﴿ال َحاقَّةُ َما ْال َحاقَّةُ﴾ (الحاقَّة‪)2،1:‬‬
‫قا َل تعالى‪ْ :‬‬
‫ابن عب ِد ربِّه األندلس ّي‪:‬‬ ‫ومثله قو ُل ِ‬
‫داج‬
‫ليل ِ‬‫قالوا موال َي كلِّ ٍ‬ ‫فإذا سألتَهُ ُم َموال َي َمن هُ ُم ؟‬
‫رفع مبتدأً‪ ،‬أو خبرًا ُمق َّد ًما؛ ألنَّه‬ ‫مين في مح ِّل ٍ‬ ‫المثالين الـ ُمتق ّد ِ‬
‫ِ‬ ‫يُ ْع َربُ (ما) و ( َم ْن) في‬
‫تالهما اس ٌم معرفةٌ ْ‬
‫(ال َحاقَّةُ ‪ ،‬هُ ُم)‪.‬‬

‫يستوف مفعولَه‪،‬كقولِنا‪َ ( :‬م ْن‬‫ِ‬ ‫ب – مفعولاً به ُمق َّد ًما ُوجوبًا‪ :‬إذا تالها فع ٌل ُمتَع ٍّد لم‬
‫ون﴾(البقرة‪،)216:‬وقو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬ ‫ك َما َذا يُ ْنفِقُ َ‬ ‫ت؟)‪،‬ومثلُهُ قولُهُ تعالى‪ ﴿ :‬يَسْأَلُونَ َ‬ ‫َكافأْ َ‬
‫لِيَ ْو ِم َك ِر ْيهَ ٍة و َس َدا ِد ثَ ْغ ِر ؟‬ ‫ي فتًى أَ َ‬
‫ضا ُعوا ‬ ‫ضا ُعوني وأَ َّ‬ ‫أَ َ‬
‫يُ ْع َربُ ( َم ْن) و ( َماذا) و (أيّ) في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة مفعولاً به ُمق َّد ًما ُوجوبًا؛ألنَّه تالها‬
‫ضا ُعوا)‪.‬‬ ‫ون ‪ ،‬أَ َ‬ ‫يستوف مفعولَه (كافأت‪ ،‬يُ ْنفِقُ َ‬ ‫ِ‬ ‫فع ٌل ُمتع ٍّد لم‬

‫‪15‬‬
‫يستوف خب َره‪ ،‬كقولنا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ص‪ :‬إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم‬ ‫للفعل النَّاق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج – خب ًرا ُمق ّد ًما وجوبًا‬
‫ين؟)‪.‬‬ ‫ط ُ‬‫ي شي ٍء صار ال ِّ‬ ‫ت؟)‪،‬ومثله‪( :‬أ َّ‬ ‫(ماذا أَصْ بَحْ َ‬
‫بحرف الجرِّ إذا‬ ‫ِ‬ ‫د – مجرورةً‪ :‬إ َّما‬
‫فائدة‬ ‫حرف جرٍّ ‪ ،‬وإ َّما باإلضاف ِة إذا‬ ‫ُ‬ ‫َسبَقَها‬
‫ق بحرف‬ ‫فمن أمثل ِة (ما) االستفهاميَّةُ عندما تُ ْسبَ ُ‬ ‫ضاف‪ْ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫َسبَقَها اس ٌم نكرةٌ ُم‬
‫ف ألفُها تخفيفًا وتميي ًزا لها‬ ‫جرٍّ ‪،‬تُحْ َذ ُ‬ ‫بالحرف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫جرِّ ها‬
‫من (ما) الحرفيَّة‪ ،‬مثل‪( :‬لِ َم تَ ْقسُو على‬ ‫قولُهُ تعالى‪:‬‬
‫ون َع ِن النَّبَإِ ْال َع ِظ ِيم﴾ ال ِّ‬
‫ط ْف ِل؟)‪.‬‬ ‫﴿ َع َّم يَتَ َسا َءلُ َ‬
‫(النبأ‪)2،1:‬‬
‫س الحمدان ّي‪:‬‬ ‫وقو ُل أبي فرا ٍ‬
‫صحابُ ؟‬ ‫ريم ِ‬ ‫ين لِلحُرِّ ال َك ِ‬ ‫َو ِم ْن أَ َ‬ ‫ان فِ ْي َما يَنوبُهُ‬ ‫اإل ْن َس ُ‬‫ق ِ‬ ‫بِ َم ْن يَثِ ُ‬
‫معروف الرُّ صاف ّي‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقو ُل‬
‫ت ال ِهيا ؟‬ ‫ت أَ ْم ُك ْن َ‬
‫أَفِي َسفَ ٍر قَ ْد ُك ْن َ‬ ‫ُر ْمنَا ُم ْن ُذ ِحي ٍْن تَالقِيا‬ ‫َعال َم ح ِ‬
‫ت؟)‬ ‫ومن أمثل ِة جرِّ ها باإلضاف ِة قولُنا‪ِ ( :‬ك َ‬
‫تاب َم ِن ا ْستَ َعرْ َ‬ ‫ْ‬

‫والمكان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫سأ ُل به عن ال َّزمان‬ ‫ثانيًا‪ :‬ما يُ ْ‬
‫ق اآلتي‪:‬‬ ‫َّان) و (أَي َْن) و (أَنَّى)‪ ،‬وتُ ْع َربُ هذه األسما ُء على َو ْف ِ‬ ‫وهي ( َمتَى) و (أي َ‬
‫رفع خب ًرا ُمق َّد ًما‪ :‬إذا تالها اس ٌم معرفةٌ‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿ :‬ويَقُولُ َ‬
‫ون َمتَى هُ َو قُلْ‬ ‫‪ -1‬في مح ِّل ٍ‬
‫ِّين﴾(الذاريات‪.)12:‬‬ ‫ون أَي َ‬
‫َّان يَ ْو ُم الد ِ‬ ‫ون قَ ِريبًا﴾ (اإلسراء‪ ،)51:‬و﴿ يَسْأَلُ َ‬ ‫َع َسى أَ ْن يَ ُك َ‬
‫ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬
‫إن قُ ْلت ال َكانَا‬ ‫ال َحبَّ َذا أَ َم ٌل ْ‬ ‫لماض أَي َْن َ‬
‫ص ْب ُر ُكم؟‬ ‫ٍ‬ ‫ال تَأْ َسفن‬
‫رفع خبرًا ُمق ّد ًما وجوبًا؛ ألنَّهما‬ ‫ٍ‬ ‫االستفهام في المثالين المتقدمين في محلِّ‬ ‫ِ‬ ‫ويُ ْع َربُ اسما‬
‫تلتهما اسمان ُمعرفان (هَ َذا‪ ،‬يَ ْو ُم الد ِ‬
‫ِّين)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫كقول‬
‫ِ‬ ‫يستوف خب َرهُ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ص‪ :‬إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم‬ ‫للفعل النَّاق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب خب ًرا‬‫‪ -2‬في مح ِّل نص ٍ‬
‫ف‪:‬‬ ‫بن األَحْ نَ ِ‬
‫َّاس ِ‬
‫العب ِ‬
‫ت أَ ْخشاهُ فَقَ ْد َكانَا‬ ‫أَ ّما الَّذي ُك ْن ُ‬ ‫ُكون الَّذي أَرْ جُو َوآ ُملُهُ؟‬
‫َمتَى ي ُ‬
‫ومثله قو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬
‫ان‬‫ض َّن الرَّب ُع عنَّا بِالبَيَ ِ‬
‫فَ َ‬ ‫صا َر ْ‬
‫ت َدا ُر لَ ْيلَى؟‬ ‫أين َ‬‫نُ َسائِ ُل َ‬

‫اقص؛‬
‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫ب خبرًا‬
‫االستفهام في المثالين المتقدمين في محلِّ نص ٍ‬
‫ِ‬ ‫يُ ْع َربُ اسما‬
‫ألنَّهما تالهما فعالن ناقصان لم يستوفيا خبرهما‪.‬‬

‫كقول‬
‫ِ‬ ‫ب مفعوالً فيه (ظرف مكان أو زمان)‪ :‬إذا تالها فع ٌل تا ٌّم‪،‬‬ ‫‪ -3‬في مح ِّل نص ٍ‬
‫علي(عليه السالم)‪« :‬أَي َْن تَ ْذهَبُ بِ ُك ُم ْال َم َذا ِهبُ ‪َ ،‬وتَتِيهُ بِ ُك ُم ْال َغيَا ِهبُ ‪َ ،‬وتَ ْخ َد ُع ُك ُم‬ ‫ٍّ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬
‫بن المل ّوح‪:‬‬ ‫ْال َك َوا ِذبُ ؟»‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل قيس ِ‬
‫َو َس ْه ُم ال َمنايا ِم ْن ِوصالِك أَق َربُ ؟‬ ‫ك الفُؤا ُد ال ُم َع َّذبُ‬ ‫َمتى يَ ْشتَفي ِمن َ‬
‫بن ُكلثوم‪:‬‬ ‫رو ِ‬‫كقول َع ْم ِ‬
‫ِ‬ ‫أو تالها فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ‪،‬‬
‫ك َم ْقتَ ِو ْينَـا ؟‬‫َمتَـى ُكـنَّا ألُ ِّمـ َ‬ ‫تَهَـ َّد ُدنَـا َوتُ ْو ِعـ ُدنَا ُر َويْـدًا‬
‫رير‪:‬‬ ‫و َك ِ‬
‫قول َج ٍ‬
‫ْث أَيَّتُها ِ‬
‫الخيا ُم؟‬ ‫ت ال َغي َ‬ ‫ُسقِ ْي ِ‬ ‫الخيا ُم بِ ِذي طُلُ ٍ‬
‫وح‬ ‫كان ِ‬ ‫َمتى َ‬
‫ب مفعوالً فيه (ظرف)؛ألنَّه‬ ‫االستفهام في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة في محلِّ نص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وتُعربُ أسما ُء‬
‫تالها فع ٌل تا ٌّم أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َره‪.‬‬

‫َّريف ال ّرض ّي‪:‬‬‫كقول الش ِ‬‫ِ‬ ‫جر‪،‬‬


‫جر‪ :‬إذا سبقها حرفُ ٍّ‬ ‫‪ -4‬في مح ِّل ٍّ‬
‫َر َمى للاهَ ُ ِم ْن أَخفافِها بِ َو َجاها ؟‬ ‫إِلى أَي َْن َمرْ َمى قَصْ ِدها َو ُس َراها‬
‫ومثله قو ُل البوصيريّ‪:‬‬
‫أنت َع ْن ُكلِّ ما قَ َّد ْم َ‬
‫ت َم ْس ُؤو ُل ؟‬ ‫َو َ‬ ‫إِلى َمتَى أَ ْن َ‬
‫ت بِاللَّ َّذا ِ‬
‫ت َم ْش ُغو ُل‬

‫‪17‬‬
‫الحال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫سأ ُل به عن‬ ‫ثالثًا‪ :‬ما يُ ْ‬
‫ب هذه األسماء على وفق اآلتي‪:‬‬ ‫ف) و (أَنَّى)‪،‬وتُ ْع َر ُ‬ ‫وهي ( َك ْي َ‬
‫‪،‬كقول الشَّاع ِر‪:‬‬
‫ِ‬ ‫رفع خب ًرا ُمق َّد ًما‪ :‬إذا تالها اس ٌم معرفةٌ‬ ‫‪ -1‬في مح ِّل ٍ‬
‫َسهَ ٌر َدائ ٌم وح ُْز ٌن طَ ِو ْي ُل‬ ‫ت َعلِيْل‬ ‫ت ؟ قُ ْل ُ‬ ‫ْف أَ ْن َ‬‫قَا َل لِي َكي َ‬
‫ين الحلّ ّي‪:‬‬
‫صفي ال ّد ِ‬
‫ِّ‬ ‫وكقول‬
‫ِ‬
‫ان ِم ْس ٌ‬
‫ك يَ ْعبِ ُ‬
‫ق؟‬ ‫ك في األَ ْك َو ِ‬ ‫َو َش َذا َ‬ ‫ق‬‫ك ُم ْش ِر ُ‬ ‫ص ْب ُح َوجْ ِه َ‬ ‫يف الضَّال ُل َو ُ‬ ‫َك َ‬

‫يستوف خب َرهُ‪ ،‬كقولِ ِه‬


‫ِ‬ ‫للفعل النَّاق ِ‬
‫ص‪ :‬إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم‬ ‫ِ‬ ‫ب خب ًرا‬‫‪ -2‬في مح ِّل نص ٍ‬
‫ين﴾(آل عمران‪ ،)137:‬ومثلُهُ قولُنا‪( :‬أُحبُّ أَخي أَنَّى‬ ‫ان َعاقِبَةُ ْال ُم َك ِّذبِ َ‬‫ْف َك َ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬كي َ‬
‫ُ‬
‫يكون ؟)‪.‬‬
‫اقص؛‬
‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫ب خبرًا‬ ‫المثالين الـ ُمتق ّد ِ‬
‫مين في محلِّ نص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْف) و (أَنَّى) في‬
‫وتُ ْع َربُ ( َكي َ‬
‫يستوف خب َره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ألنَّه تالهما فِع ٌل ناقصٌ لم‬

‫ب حالاً ‪ :‬إذا تالها فع ٌل تا ٌّم‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬قَا َل أَنَّى يُحْ يِي هَ ِذ ِه للاهَّ ُ بَ ْع َد‬ ‫‪ -3‬في مح ِّل نص ٍ‬
‫َم ْوتِهَا﴾ (البقرة‪.)259:‬‬
‫أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ك َح ْي َرانا ؟‬ ‫ْف يُ ْم ِسي ال ِذي يَرجُو َ‬ ‫َو َكي َ‬ ‫يخيْبُ ْالذي يَ ْد ُعو َ‬
‫ك ُمحْ تَ ِسبًا‬ ‫أَنَّى ِ‬
‫ب حالاً ؛ ألنَّه تالهما فع ٌل‬ ‫ْف) و (أَنَّى) في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة في محلِّ نص ٍ‬ ‫وتُ ْع َربُ ( َكي َ‬
‫تا ٌّم في المثالين األ َّو ِل (أنى يحيي) والثَّاني (أنى يخيب) ‪ ،‬وفع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ‬
‫المثال الثالث (كيف يمسي)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫في‬

‫سأ ُل به عن العد ِد ‪:‬‬ ‫راب ًعا‪ :‬ما يُ ْ‬


‫ب‪،‬وهو الذي يُح ِّد ُد معناهَا‬ ‫تمييز نكر ٍة ُمفر ٍد منصو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫وهي ( َك ْم)‪،‬اس ٌم ُم ْبهَ ٌم يحتا ُج الى‬
‫وإعرابَها‪:‬‬
‫العاقل إذا د َّل تميي ُزها على‬
‫ِ‬ ‫ولغير‬
‫ِ‬ ‫العاقل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫للعاقل إذا د َّل تميي ُزها على‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬تُ ْستَ ْع َم ُل‬
‫رفع مبتدأً‪ ،‬كقولِنا‪:‬‬‫ٍ‬ ‫فتكون في محلِّ‬ ‫ُ‬ ‫إعراب ( َم ْن) و (ما)‪،‬‬
‫َ‬ ‫العاقل‪ ،‬وتُ ْع َربُ‬
‫ِ‬ ‫غير‬
‫ِ‬
‫المصنع؟)‬
‫ِ‬ ‫االمتحان؟) و ( َك ْم عامالً في‬
‫ِ‬ ‫ك في‬‫( َك ْم جُنديًّا ُمقاتِ ٌل ؟) و ( َك ْم طالبًا اشتر َ‬

‫‪18‬‬
‫ك؟)‪ .‬أو في‬ ‫المصنع؟) و ( َك ْم كتابًا في َم ْكتَبَتِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت في‬ ‫صنِ َع ْ‬
‫ك؟) و ( َك ْم سيَّارةً ُ‬ ‫و( َك ْم ُكتُبُ َ‬
‫اشتريت؟)‪ .‬أو في مح ِّل جرٍّ اس ًما مجرورًا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ب مفعولاً به‪ ،‬كقولنا‪َ ( :‬ك ْم قل ًما‬ ‫محلِّ نص ٍ‬
‫ك؟)‪ ،‬أو مضافًا إليه‪ ،‬كقولنا‪( :‬قصائ َد َك ْم شاعرًا‬ ‫اشتريت هاتِفَ َ‬
‫َ‬ ‫كقولنا‪( :‬بِ َك ْم دينارًا‬
‫ت؟)‪.‬‬ ‫قَ َر ْأ َ‬
‫االستفهام ال ّدال ِة‬
‫ِ‬ ‫إعراب أسما ِء‬‫َ‬ ‫‪ -2‬تُ ْستَ ْع َم ُل ظرفًا إذا د َّل تميي ُزها على الظّرفيَّة‪ ،‬فتُع َربُ‬
‫ب مفعولاً فيه إذا تالها فعل تا ٌّم‪ ،‬كقولنا‪:‬‬ ‫فتكون في محلِّ نص ٍ‬ ‫ُ‬ ‫المكان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ان أو‬ ‫على ال َّز َم ِ‬
‫ت‬ ‫ت ال َّدرس؟)‪ ،‬أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ‪ ،‬كقولنا‪َ ( :‬ك ْم ساعةً ُك ْن َ‬ ‫( َك ْم ساعةً ْ‬
‫قرأ َ‬
‫يستوف خب َرهُ‪ ،‬كقولنا‪َ ( :‬ك ْم‬ ‫ِ‬ ‫اقص الذي لم‬ ‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫ب خبرًا‬ ‫واقفًا؟)‪.‬أو في محلِّ نص ٍ‬
‫مين؟)‪.‬‬‫أصب َح عد ُد الـ ُمتعلّ َ‬
‫الفعل الذي بعدها كقولنا‪َ ( :‬ك ْم‬ ‫ِ‬ ‫‪ -3‬تُع َربُ مفعوالً ُمطلقًا إذا كان تميي ُزها مصدرًا من لفظ‬
‫ك؟)‪.‬‬ ‫صديقَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫زيارةً ُزرْ َ‬
‫تمييزها الـ ُمقَ َّد ِر‪،‬كقوله تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫تمييز ( َك ْم) االستفهاميَّة‪ ،‬فتُ ْع َربُ بإعرا ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حذف‬ ‫‪ -4‬يجو ُز‬
‫ين﴾(المؤمنون‪،)112:‬أي‪َ :‬ك ْم يو ًما لَبِ ْثتُ ْم؟‬ ‫ض َع َد َد ِسنِ َ‬ ‫﴿قَا َل َك ْم لَبِ ْثتُ ْم فِي الأْ َرْ ِ‬
‫إعراب ( َك ْم) االستفهاميَّة‪ ،‬ولكنَّها‬ ‫َ‬ ‫ع آخر من ( َك ْم) وهي الخبريَّة‪،‬التي تُ ْع َربُ‬ ‫ويُو َج ُد نو ٌ‬
‫تختلف َع ْنها فيما يأتي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ب‪،‬أ َّما ( َك ْم) الخبريَّةُ فتدلُّ‬ ‫االستفهام‪ ،‬فتحتا ُج الى جوا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬تدلُّ ( َك ْم) االستفهاميَّةُ على‬
‫ب‪.‬‬‫كثير‪ ،‬وال تحتا ُج إلى جوا ٍ‬ ‫على التَّ ِ‬
‫يكون ُم ْف َردًا منصوبًا‪ ،‬أ َّما‬ ‫ُ‬ ‫ولكن تميي َز ( َك ْم) االستفهاميَّ ِة‬ ‫َّ‬ ‫تمييز‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -2‬كالهما يحتا ُج إلى‬
‫بحرف الجرِّ ( ِم ْن)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فيكون ُم ْف َردًا أو َج ْمعًا مجرورًا أو مسبوقًا‬ ‫ُ‬ ‫تمييز ( َك ْم) الخبريَّ ِة‬
‫‪ -‬قا َل أبو العتا ِهيَة‪:‬‬
‫ف ال َحم ِد قَب َل نِع َمتِ ِه‪( :‬خبريَّة)‬ ‫تَ َسلُّ َ‬ ‫كيم يَبغي بِ ِحك َمتِ ِه‬ ‫َكم ِمن َح ٍ‬
‫‪ -‬قا َل الـ ُمتنبّي‪:‬‬
‫َو َك ْم بُ ْع ٍد ُم َولِّ ُدهُ ا ْقتِرابُ ‪( :‬خبريَّة)‬ ‫ب ُم َولِّ ُدهُ َدال ٌل‬
‫و َك ْم َذ ْن ٍ‬
‫‪َ ( -‬ك ْم تِلمي ًذا في الصفِّ ؟) ‪( :‬استفهامية)‬
‫‪َ ( -‬ك ْم تلمي ٍذ في الصفِّ !) أو ( َك ْم ِم ْن تلمي ٍذ في الصفِّ !) ‪( :‬خبريَّة)‬
‫ومثل ذلك ما جاء في نصِّ المطالعة‪( :‬وكم من الشعراء قدي ًما وحديثًا قد تغنى بها)‬

‫‪19‬‬
‫ث‪ :‬‬
‫الح َد ِ‬
‫سأ ُل به عن َ‬
‫سا‪ :‬ما يُ ْ‬ ‫خام ً‬
‫استفهام ُمالز ٌم لإلضاف ِة ُم ْبهَ ٌم‪ ،‬يتح َّد ُد‬
‫ٍ‬ ‫َذ َكرْ نَا ‪ -‬عزيزي الطَّالبُ – َّ‬
‫أن (أيّ) اس ُم‬ ‫ ‬
‫ت إلى َمصْ َد ٍر مأخو ٍذ من‬ ‫ث‪ ،‬وأُ ِ‬
‫ض ْيفَ ْ‬ ‫ت على ال َح َد ِ‬ ‫المضاف إليه‪ ،‬فإذا دلَّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫معناه بحس ِ‬
‫ي قِراء ٍة‬ ‫المضاف اليه بع َدها‪ ،‬فإنَّها تُ ْع َربُ مفعولاً ُمطلقًا‪ ،‬كقولِنا‪( :‬أ َّ‬‫َ‬ ‫الفعل الذي يتلُو‬
‫ِ‬ ‫لفظ‬
‫ِ‬
‫ت؟)‪.‬‬‫قَ َر ْأ َ‬

‫ثانيا ‪ -‬االستفها ُم اجملازيُّ‬


‫ً‬
‫ب يطلبُهُ‬ ‫ي هو الذي يحتا ُج إلى جوا ٍ‬ ‫أن االستفها َم الحقيق َّ‬ ‫الب – َّ‬ ‫ت – عزيزي الطَّ َ‬ ‫عر ْف َ‬
‫معان مجازيَّ ٍة‪ ،‬فيُ َس َّمى (استفها ًما‬
‫ٍ‬ ‫الحقيقي إلى‬
‫ِّ‬ ‫السَّائلُ‪ ،‬وقَ ْد يخر ُج االستفها ُم َع ْن معناه‬
‫ك المعاني المجازيَّ ِة‬ ‫يكون فيه السَّائ ُل عالِ ًما بِ َما يَسْأ ُل عنه‪ ،‬ومن تل َ‬ ‫ُ‬ ‫مجازيًّا)‪ ،‬وهو الذي‬
‫التي يخر ُج إليها االستفها ُم‪:‬‬
‫ب‬ ‫موضوع (أسلو ِ‬
‫ِ‬ ‫ي)‪ ،‬وسندر ُسهُ في‬ ‫‪ -1‬النَّف ُي‪ :‬ويُس َّمى هذا األُسلوبُ (النَّف َي الضّمن َّ‬
‫ان﴾(الرّحمن‪ )60:‬أَيْ ‪( :‬ما َج َزا ُء)‪.‬‬ ‫ان إِلاَّ الإْ ِ حْ َس ُ‬
‫النَّفي)‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬هَلْ َج َزا ُء الإْ ِ حْ َس ِ‬
‫موضوع‬
‫ِ‬ ‫ي)‪ ،‬وسندر ُسهُ في‬ ‫ب السَّماع َّ‬ ‫‪ -2‬التَّعجُّ ب‪ :‬ويُس َّمى هذا األسلوبُ (التَّعجُّ َ‬
‫ُف﴾(يوسف‪)11:‬‬ ‫ك لاَ تَأْ َمنَّا َعلَى يُوس َ‬
‫ب)‪ ،‬كقوله تعالى‪﴿ :‬قَالُوا يَا أَبَانَا َما لَ َ‬ ‫ب التَّعجُّ ِ‬
‫(أسلو ِ‬

‫‪20‬‬
‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬
‫ذهن المتكلِّم‪ ،‬بأدا ٍة‬
‫ِ‬ ‫مجهول في‬
‫ٍ‬ ‫‪ -1‬االستفهام‪ :‬هو طَلَبٌ يُرا ُد به جوابٌ عن شي ٍء‬
‫االستفهام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫من أدوا ِ‬
‫حرفان ال مح َّل لهما من اإلعراب‪( :‬الهمزة) و (هل)‬ ‫ِ‬ ‫نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫االستفهام‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬أدواتُ‬
‫َّان) و(أَي َْن)‬
‫ب‪ ،‬وهي‪َ ( :‬م ْن) و( َما) و( َمتَى) و(أي َ‬‫وأسما ٌء لها محلٌّ من اإلعرا ِ‬
‫و(أَنَّى) و( َكي َ‬
‫ْف) و ( َك ْم) و(أيّ) وكلُّها مبنيَّةٌ عدا (أيّ) فهي ُم ْع َربَةٌ‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫حقيقي‪ ،‬ومجازيٌّ ‪ ،‬ومن‬
‫ٌّ‬ ‫نوعان‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الغرض والمعنى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫‪ -3‬االستفها ُم من‬
‫وتصورٌ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫نوعان أيضًا‪ :‬تصدي ٌ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الجوابُ‬
‫نوعان‪ ،‬بـ (نعم)‬
‫ِ‬ ‫الحقيقي‪ :‬هو الذي يحتا ُج إلى جوا ٍ‬
‫ب‪ ،‬وجوابُهُ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -4‬االستفها ُم‬
‫أو (ال) حين يكون تصديقًا‪ ،‬ويختصُّ بهذا النَّ ِ‬
‫وع (الهمزةُ) و(هَلْ )‪ .‬وبالتَّ ِ‬
‫عيين‬
‫االستفهام جمي ُعهَا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫االستفهام أسما ُء‬
‫ِ‬ ‫حين يكون تصورًا‪ ،‬ويختصُّ بهذا النَّ ِ‬
‫وع ِم َن‬
‫أن تأت َي في سياقها (أَ ْم)‬ ‫االستفهام التَّ ُّ‬
‫صوريِّ ‪ ،‬ويجبُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫والهمزةُ عندما تُ ْستَع ْم ُل في‬
‫الـ ُمعادلةُ (الـ ُمتَّصلةُ)‪.‬‬
‫يكون االستفها ُم تصديقًا ُم ْثبَتًا‪ ،‬فيجو ُز استبدا ُل‬ ‫ُ‬ ‫وتتشابَهُ (الهمزةُ) و (هَلْ ) عندما‬
‫االختالف بينهما ما‬
‫ِ‬ ‫مختلفتان‪ ،‬و ِم ْن أَ ْو ُج ِه‬
‫ِ‬ ‫غير ذلك فهُ َما‬‫ِ‬ ‫إحداهما باألُخرى‪ .‬أ َّما في‬
‫يَأتي‪:‬‬
‫صديقي‬
‫ِّ‬ ‫صوريِّ ‪ ،‬أ َّما (هَلْ ) فتَ ِر ُد في التَّ‬ ‫صديقي والتَّ ُّ‬
‫ِّ‬ ‫االستفهام التَّ‬
‫ِ‬ ‫أ ‪ -‬تَ ِر ُد (الهمزةُ) في‬
‫فَقَ ْ‬
‫ط‪.‬‬
‫الجمل‬
‫ِ‬ ‫الجمل الـ ُم ْثبَتَ ِة والمنفيَّ ِة‪ ،‬أ َّما (هَلْ ) فتدخ ُل على‬
‫ِ‬ ‫ب ‪ -‬تدخ ُل (الهمزةُ) على‬
‫الـ ُم ْثبَتَ ِة فَقَ ْ‬
‫ط‪.‬‬
‫العطف (الواو‪ ،‬الفاء‪ ،‬ثُ َّم)‪ ،‬أ َّما (هَلْ ) فتق ُع بَ ْع َدها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ق (الهمزةُ) أَحْ ر َ‬
‫ُف‬ ‫ج – تسب ُ‬
‫حذف (الهمز ِة) لوجو ِد قرين ٍة تدلُّ عليها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫د ‪ -‬جوا ُز‬
‫(إن) و(إذا) ال َّشرطي ِ‬
‫َّتين‪ ،‬وال يجو ُز ُدخو ُل (هَلْ ) عليهما‪.‬‬ ‫هـ ‪ -‬تدخ ُل (الهمزةُ) على ْ‬
‫(إن)‪ ،‬وال يجو ُز ُدخو ُل (هَلْ ) عليه‪.‬‬
‫بالفعل َّ‬
‫ِ‬ ‫الحرف الـ ُمشبَّ ِه‬
‫ِ‬ ‫و ‪ -‬تدخ ُل (الهمزةُ) على‬

‫‪21‬‬
‫أقسام‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ستَف َه ِم َع ْنهُ على‬
‫ب الـ ُم ْ‬
‫االستفهام بحس ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -5‬تنقس ُم أسما ُء‬
‫العاقل‪ ،‬وهي‪َ ( :‬م ْن) و ( َم ْن ذا)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ ‪ -‬ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن‬
‫العاقل‪ ،‬وهي‪( :‬ما) و (ماذا)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب ‪ -‬ما يُسْأ ُل ب ِه َع ْن ِ‬
‫غير‬
‫)‪.‬والمكان‪ ،‬وهي‪( :‬أَي َْن) و (أنَّى)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ج ‪ -‬ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن ال َّز ِ‬
‫مان‪ ،‬وهي‪َ ( :‬متَى) و (أي َ‬
‫َّان‬
‫ْف) و (أنَّى) إذا كانت بمعنى ( َكي َ‬
‫ْف)‪.‬‬ ‫الحال‪ ،‬وهي‪َ ( :‬كي َ‬
‫ِ‬ ‫د ‪ -‬ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن‬
‫هـ ‪ -‬ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن العد ِد‪ ،‬وهي‪َ ( :‬ك ْم)‪.‬‬
‫ث)‪،‬‬
‫والحال‪ ،‬وال َح َد ِ‬
‫ِ‬ ‫والمكان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العاقل‪ ،‬وال َّز ِ‬
‫مان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وغير‬
‫ِ‬ ‫(العاقل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫و‪ -‬ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن‬
‫وهي (أيّ)‪.‬‬
‫الحرفان (الهمزة) و(هَلْ ) ال مح َّل لهما ِم َن اإلعرا ِ‬
‫ب‪،‬أ َّما‬ ‫ِ‬ ‫االستفهام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫إعراب أدوا ِ‬
‫ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫ق اآلتي‪:‬‬ ‫موقع ُكلٍّ منها‪،‬على َو ْف ِ‬
‫ِ‬ ‫االستفهام فتُ ْع َربُ بحس ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫أسما ُء‬
‫الذات العاقلة وغير العاقلة‪ :‬وهي ( َم ْن) و( َم ْن ذا) و(ما) و( َما َذا)‬ ‫أ ‪ -‬ما يَد ُّل على َّ‬
‫و(أيّ) عندما يُسْأ ُل بها عن ال َّذات‪ ،‬وتُ ْع َربُ هذه األسما ُء‪:‬‬
‫‪ُ ( -‬مبتدأ)‪ :‬إذا تالها اس ٌم نكرةٌ‪ ،‬أو فع ٌل الز ٌم‪ ،‬أو فع ٌل ُمتع ٍّد استوفى مفعولَه‪ ،‬أو فع ٌل‬
‫للمجهول‪ ،‬أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َره‪ ،‬أو شبهُ جمل ٍة‪ ،‬أو اس ٌم معرفةٌ‪ ،‬ويجو ُز‬
‫ِ‬ ‫مبني‬
‫ٌّ‬
‫ب (خبرًا ُمق َّد ًما)‪.‬‬ ‫أن تُ ْع َر َ‬
‫األخير ْ‬
‫ِ‬ ‫في هذا‬
‫يستوف مفعولَه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪( -‬مفعولاً به ُمق َّد ًما وجوبًا)‪ :‬إذا تالها فع ٌل ُمتع ٍّد لم‬
‫يستوف خب َره‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اقص)‪ :‬إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم‬ ‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫‪( -‬خبرًا ُمق َّد ًما وجوبًا‬
‫ٌ‬
‫ضاف‪.‬‬ ‫حرف جرٍّ ‪،‬أو اس ٌم نكرةٌ ُم‬
‫ُ‬ ‫بحرف الجرِّ أو اإلضاف ِة)‪ :‬إذا َسبَقَها‬
‫ِ‬ ‫‪( -‬مجرورةً‬
‫َّان) و (أَي َْن) و (أَنَّى)‪،‬وتُ ْع َربُ‬
‫والمكان‪ :‬وهي ( َمتَى) و (أي َ‬
‫ِ‬ ‫ب ‪ -‬ما يَد ُّل على ال َّزمان‬
‫هذه األسما ُء‪:‬‬
‫‪( -‬خبرًا ُمق َّد ًما)‪ :‬إذا تالها اس ٌم معرفةٌ‪.‬‬
‫يستوف خب َرهُ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اقص)‪ :‬إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم‬
‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫‪( -‬خبرًا‬

‫‪22‬‬
‫زمان)‪ :‬إذا تالها فع ٌل تا ٌّم‪،‬أو فع ٌل ناقصٌ استوفى‬
‫ٍ‬ ‫مكان أو‬
‫ٍ‬ ‫ظرف‬
‫َ‬ ‫‪( -‬مفعوالً فيه‬
‫خب َره‪.‬‬
‫ُ‬
‫حرف جرٍّ ‪.‬‬ ‫‪( -‬اس ًما مجرورًا)‪ :‬إذا َسبَقَها‬
‫ف) و (أَنَّى)‪،‬وتُ ْع َر ِ‬
‫بان‪:‬‬ ‫الحال‪ :‬وهي ( َك ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ج ‪ -‬ما يَد ُّل على‬
‫‪( -‬خبرًا ُمق َّد ًما)‪ :‬إذا تالهما اس ٌم معرفةٌ‪.‬‬
‫يستوف خب َرهُ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اقص)‪ :‬إذا تالهما فع ٌل ناقصٌ لم‬ ‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫‪( -‬خبرًا‬
‫‪( -‬حالاً )‪ :‬إذا تالهما فع ٌل تا ٌّم‪،‬أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َره‪.‬‬
‫ب‪،‬‬
‫تمييز نكر ٍة ُمفر ٍد منصو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫د ‪ -‬ما يَد ُّل على العدد‪َ ( :‬ك ْم)‪ ،‬وهي اس ٌم ُم ْبهَ ٌم يحتا ُج الى‬
‫وهو الذي يُح ِّد ُد معناهَا وإعرابَها‪،‬فتُ ْستَع ْملُ‪:‬‬
‫إعراب ( َم ْن) أو (ما)‪.‬‬
‫َ‬ ‫تمييزها‪ ،‬فتُ ْع َربُ‬
‫ِ‬ ‫نوع‬
‫ب ِ‬ ‫العاقل‪ :‬بحس ِ‬
‫ِ‬ ‫لغير‬
‫ِ‬ ‫للعاقل أو‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬
‫االستفهام ال ّدال ِة على‬
‫ِ‬ ‫إعراب أسما ِء‬
‫َ‬ ‫‪ -‬ظرفًا‪ :‬إذا د َّل تميي ُزها على الظّرفيَّ ِة‪ ،‬فتُع َربُ‬
‫المكان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال َّز ِ‬
‫مان أو‬
‫الفعل بَ ْع َدها ِ‬
‫نفس ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬مفعوالً ُمطلقًا‪ :‬إذا كان تميي ُزها مصدرًا من ِ‬
‫لفظ‬
‫إعراب ( َك ْم) االستفهاميَّ ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ع آخر من ( َك ْم) وهي الخبريَّة‪ ،‬التي تُ ْع َربُ‬ ‫ويُو َج ُد نو ٌ‬
‫ب؛ ألنَّها تدلُّ على التَّ ِ‬
‫كثير‪.‬‬ ‫ولكنَّها ال تحتا ُج إلى جوا ٍ‬
‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫لفظ‬
‫مصدر مأخو ٍذ من ِ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ضاف إلى‬ ‫ث‪ :‬وهو (أيّ)‪،‬عندما تُ‬ ‫الح َد ِ‬
‫ه ‪ -‬ما يَد ُّل على َ‬
‫المضاف إليه بعدها‪ ،‬فإنَّها تُ ْع َربُ مفعولاً ُمطلقًا‪.‬‬
‫َ‬ ‫الذي يتلو‬
‫ب؛ َّ‬
‫ألن السَّائ َل عالِ ٌم بِ َما يَسْأ ُل‬ ‫المجازي‪ :‬وهو الذي ال يحتا ُج إلى جوا ٍ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -7‬االستفها ُم‬
‫معان مجازيَّ ٍة‪ ،‬ومن هذه المعاني‬ ‫ٍ‬ ‫َع ْنهُ‪ ،‬فيخر ُج االستفها ُم عن معناه الحقيق ِّي إلى‬
‫ي)‪ ،‬و(التَّعجُّ بُ )‪ ،‬ويُس َّمى (التَّعجُّ َ‬
‫ب‬ ‫ي‪ ،‬ويُس َّمى (النَّ ْف َي الضّمن َّ‬
‫المجازيَّ ِة‪ :‬النَّ ْف ُ‬
‫ع إليها في ُكتُ ِ‬
‫ب البالغ ِة‪.‬‬ ‫يمكن الرجو ُ‬
‫ُ‬ ‫معان مجازيَّةٌ أُخرى‬ ‫ٍ‬ ‫ي)‪ ،‬وهناك‬ ‫السَّماع َّ‬

‫‪23‬‬
‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫ت أ ْم ُمساف ٌر ؟) أَ ْم ( هَلْ ُمقِ ْي ٌم أَ ْن َ‬


‫ت أ ْم ُمساف ٌر ؟)‬ ‫( أَ ُمقِي ٌم أَ ْن َ‬
‫ت أ ْم ُمساف ٌر ؟‬‫قُـــــــلْ ‪:‬أَ ُمقِي ٌم أَ ْن َ‬
‫َوال تَقُــــــلْ ‪ :‬هَلْ ُمقِ ْي ٌم أَ ْن َ‬
‫ت أ ْم ُمساف ٌر ؟‬
‫(أم المعا ِدل ِة) التي‬ ‫ألن االستفها َم تص ّوريٌّ يتطلَّبُ جوابُهُ التَّ َ‬
‫عيين‪ ،‬لوجو ِد ِ‬ ‫السَّببُ ‪َّ :‬‬
‫وليس (هَلْ )‪ .‬‬
‫َ‬ ‫تقتضي استعما َل (الهمز ِة)‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬
‫َحلِّ ْل ثُ َّم أَ ْع ِر ْب قَ ْولَه تعالى‪﴿ :‬أَنَّى لَهُ ُم ال ِّذ ْك َرى َوقَ ْد َجا َءهُ ْم َرسُو ٌل ُمبِ ٌ‬
‫ين﴾‬
‫(ال ُّدخان‪)13:‬‬

‫تذكر‬
‫ت جملةً‬ ‫أن الحا َل تأتي مفردةً وشبهَ جمل ٍة وجملةً اسميَّةً أو فعليَّةً‪ ،‬فإذا جا َء ْ‬ ‫َّ‬
‫بالواو التي تُس َّمى‬
‫ِ‬ ‫وجب اقترانُها‬ ‫َ‬ ‫ق بـ (قَ ْد)‬ ‫ماض ُم ٌ‬
‫ثبت مسبو ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫فعليَّةً فعلُها‬
‫الحال بصاحبِها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫(الواو الحاليَّة)‪ ،‬وه َي تربطُ جملةَ‬

‫تعلمت‬

‫ت إعرابيَّ ٍة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫َ‬


‫ثالث حاال ٍ‬ ‫والمكان‬
‫ِ‬ ‫االستفهام ال َّدال ِة على ال َّز ِ‬
‫مان‬ ‫ِ‬ ‫أن ألسما ِء‬ ‫َّ‬
‫اقص) إذا تالها فع ٌل ناقصٌ‬
‫ِ‬ ‫للفعل النَّ‬
‫ِ‬ ‫(خب ٌر ُمق َّد ٌم) إذا تالها اس ٌم معرفةٌ‪ ،‬و(خب ٌر‬
‫يستوف خب َره‪ ،‬و(مفعو ٌل فيه) إذا تالها فع ٌل تا ٌّم أو فع ٌل ناقصٌ استوفى‬ ‫ِ‬ ‫ل ْم‬
‫خب َره‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلعراب‪:‬‬
‫ُ‬
‫خبر ُمق َّد ٍم؛ لمجيء اسم معرفة بعده‪.‬‬
‫رفع ٍ‬ ‫ُّكون في َمح ِّل ٍ‬
‫مبني على الس ِ‬
‫ٌّ‬ ‫استفهام‬
‫ٍ‬ ‫أَنَّى‪ :‬اس ُم‬
‫لَ ُهم‪ :‬جارٌّ ومجرورٌ‪.‬‬
‫ض َّمةُ الـ ُمق َّدرةُ على ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬ ‫ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ‬‫الذ ْكرى‪ُ :‬مبتدأٌ ُمؤ َّخ ٌر مرفو ٌ‬ ‫ِّ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حرف تحقي ٍ‬ ‫َوقَدْ‪ :‬الوا ُو‪ :‬حاليَّةٌ‪ ،‬قَ ْد‪:‬‬
‫السكون في محلِّ‬
‫ِ‬ ‫مبني على‬
‫ٌّ‬ ‫الفتح‪ ،‬هُ ْم‪ :‬ضمي ٌر‬
‫ِ‬ ‫مبني على‬
‫ٌّ‬ ‫ماض‬
‫ٍ‬ ‫َجا َء ُه ْم‪ :‬جا َء‪ :‬فع ٌل‬
‫مفعول ب ِه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫نص ٍ‬
‫ض َّمةُ‪.‬‬
‫ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ‬ ‫سو ٌل‪ :‬فاع ٌل مرفو ٌ‬
‫َر ُ‬
‫ض َّمةُ‪ .‬وجملةُ ( َجا َءهُ ْم َرسُو ٌل ) في محلِّ نص ٍ‬
‫ب‬ ‫ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ‬ ‫ُمبِينٌ ‪ٌ :‬‬
‫نعت مرفو ٌ‬
‫َّمير في (لَهُم)‪.‬‬
‫من الض ِ‬ ‫حال َ‬
‫ٍ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫﴿قُلْ َم ْن أَ ْن َز َل ْال ِكتَ َ‬


‫اب الَّ ِذي َجا َء بِ ِه ُمو َسى﴾ (األنعام‪)91:‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪)1‬‬

‫ب فيما يأتي‪:‬‬
‫سبَ َ‬ ‫االستفهام‪ْ ،‬‬
‫واذ ُك ْر داللتَها‪،‬وإعرابَها‪ُ ،‬مبيِّنًا ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ست َْخ ِر ْج أسما َء‬
‫ا ْ‬
‫ك يَا ُمو َسى﴾(طه‪)17:‬‬ ‫‪ -1‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َما تِ ْل َ‬
‫ك بِيَ ِمينِ َ‬
‫ون لِي َولَ ٌد َولَ ْم يَ ْم َس ْسنِي بَ َشرٌ﴾(آل عمران‪)47:‬‬ ‫ت َربِّ أَنَّى يَ ُك ُ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪﴿ :‬قَالَ ْ‬
‫ض ُك ْم بِ ِسحْ ِر ِه فَ َما َذا تَأْ ُمر َ‬
‫ُون﴾(الشعراء‪)35:‬‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿:‬ي ُِري ُد أَ ْن ي ُْخ ِر َج ُك ْم ِم ْن أَرْ ِ‬
‫‪ -4‬قال تعالى‪ ﴿ :‬قَا َل فَ َم ْن َربُّ ُك َما يَا ُمو َسى ﴾(طه‪)49:‬‬
‫ت‪َ ،‬وإِ ْقالَ ِل ْال َغ ْفلَ ِة َع ْنهُ‪َ ،‬و َكي َ‬
‫ْف‬ ‫علي(عليه السال ُم)‪ « :‬أُ ِ‬
‫وصي ُك ْم بِ ِذ ْك ِر ْال َم ْو ِ‬ ‫‪ -5‬قا َل اإلما ُم ٌّ‬
‫ْس يُ ْغفِلُ ُك ْم»‪.‬‬
‫َغ ْفلَتُ ُك ْم َع َّما لَي َ‬
‫‪ -6‬قا َل أبو ت َّمام‪:‬‬
‫َو َحنِ ْينُهُ أَبَدًا لأِ َ َّو ِل َم ْن ِز ِل ؟‬ ‫نز ٍل في األَرْ ِ‬
‫ض يَألَفُهُ الفَتى‬ ‫َك ْم َم ِ‬
‫الحمداني‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫س‬
‫‪ -7‬قا َل أبو فِرا ٍ‬
‫اج ُرهُ‬ ‫َوالنَّ ْو ُم في جُملَ ِة األَحْ بَا ِ‬
‫ب هَ ِ‬ ‫ُزاو ُرهُ‬
‫ْف ي ِ‬ ‫ْف ال َّسبِ ْي ُل إِلى َ‬
‫طي ٍ‬ ‫َكي َ‬
‫اليازجي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -8‬قا َل إبراهي ُم‬
‫ك الفُؤا َد َعلى َجنَا َح ْي طَائِ ِر؟‬
‫تَ َر َ‬ ‫َّان أَ ْع َر َ‬
‫ض ِذكر هُ‬ ‫يَا نَائِيًا أَي َ‬
‫‪ -9‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫َوفُرْ َسانُها ِم ْن ِذ ْك ِر ِه تَتَ َج َّم ُد ؟‬ ‫ص ْد َرهُ‬
‫ ‬ ‫ت ال َخي ُل َ‬ ‫َوأَيُّ َذبِي ٍ‬
‫ْح َدا َس ِ‬
‫‪ -10‬أَي َْن تَقَ ُع بابل االثرية ؟‬
‫ك؟‬‫يكون َم ْو ِع ُد َسفَ ِر َ‬
‫ُ‬ ‫‪َ -11‬متَى‬
‫ت ُمقارعةُ ُّ‬
‫الظ ِلم ؟‬ ‫‪ -12‬أَي َ‬
‫َّان َو ْق ُ‬
‫حتاج ؟‬
‫ِ‬ ‫‪َ -13‬ما قَ َّد ْم َ‬
‫ت لل ُم‬

‫‪26‬‬
‫التمرين (‪)2‬‬
‫تصو ٌر)‪َ ،‬م َع ِذ ْك ِر‬
‫ُّ‬ ‫ق أو‬
‫الجواب (تصدي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫ج االستفها َم‪ ،‬وبيِّنْ نو َعه ِمنْ‬ ‫ست َْخ ِر ِ‬
‫ا ْ‬
‫ب فيما يأتي‪:‬‬ ‫سب َ ِ‬‫ال َّ‬
‫ق هُ َو قُلْ إِي َو َربِّي ﴾(يونس‪)53:‬‬ ‫ك أَ َح ٌّ‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬ويَ ْستَ ْنبِئُونَ َ‬
‫ون ﴾(الواقعة‪)64،63:‬‬ ‫ون أَأَ ْنتُ ْم تَ ْز َر ُعونَهُ أَ ْم نَحْ ُن ال َّز ِ‬
‫ار ُع َ‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿:‬أَفَ َرأَ ْيتُ ْم َما تَحْ ُرثُ َ‬
‫ون ﴾(الواقعة‪)59:‬‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬أَأَ ْنتُ ْم تَ ْخلُقُونَهُ أَ ْم نَحْ ُن ْال َخالِقُ َ‬
‫ار َخ ْي ٌر أَ ْم َم ْن يَأْتِي آَ ِمنًا يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة ﴾(فُصّلت‪)40:‬‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪ ﴿ :‬أَفَ َم ْن ي ُْلقَى فِي النَّ ِ‬
‫ُذلي‪:‬‬
‫ب اله ُّ‬ ‫‪ -5‬قا َل أبو ُذ َؤي ٍ‬
‫ع؟‬‫ب َم ْن يَج َز ُ‬ ‫ْس بِ ُم ْعتِ ٍ‬ ‫َوال َّد ْه ُر لَي َ‬ ‫أَ ِم َن الـ َم ِ‬
‫نون َو َر ْيبِها تَتَ َو َّج ُع‬
‫ابن الرُّ وم ّي‪:‬‬ ‫‪ -6‬قا َل ُ‬
‫صاصٌ ِكيانُهُ أَ ْم َح ِد ْي ُد ؟‬
‫أَ َر َ‬ ‫يَا أَبَا القَ ِ‬
‫اس ِم ال ِذي لَي َ‬
‫ْس يَ ْد ِري‬
‫‪ -7‬قا َل حافظ إبراهيم‪:‬‬
‫ح التِّ ْم َس ِ‬
‫اح ؟‬ ‫َ‬
‫أو َم ْن يَع ُْو ُم بِ َم ْسبَ ِ‬ ‫َم ْن ذا يُغي ُر َعلى األُسُو ِد بِ َغابِها‬
‫‪َ -8‬ك ْم ِمسكينًا أَ َع ْنتَهُ ؟‬
‫ت أَ ْم إلى كركو َ‬
‫ك؟‬ ‫‪ -9‬أَإلى أربي َل سافرْ َ‬
‫ق؟‬‫‪ -10‬هَلْ تَ َرى النَّجاةَ في الصِّ ْد ِ‬
‫‪ -11‬أَ َّ‬
‫ي فَتًى تُ ِ‬
‫صاحبُ ؟‬

‫التمرين (‪)3‬‬

‫ما الذي يـُميِّ ُز (الهمزة) من ( َه ْل) فيما يأتي‪:‬‬


‫ق الأْ َ َّو ِل﴾(ق‪)15:‬‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪﴿ :‬أَفَ َعيِينَا بِ ْال َخ ْل ِ‬
‫اح ُد ْالقَهَّارُ﴾(يوسف‪)39:‬‬
‫ون َخ ْي ٌر أَ ِم للاهَّ ُ ْال َو ِ‬
‫‪ -2‬قا َل تعالى‪﴿:‬أَأَرْ بَابٌ ُمتَفَرِّ قُ َ‬
‫ين﴾(التين‪)8:‬‬ ‫ْس للاهَّ ُ بِأَحْ َك ِم ْال َحا ِك ِم َ‬
‫‪ -3‬قا َل تعالى‪﴿:‬أَلَي َ‬
‫ت فَهُ ُم ْال َخالِ ُد َ‬
‫ون﴾(األنبياء‪)34:‬‬ ‫ك ْال ُخ ْل َد أَفَإِ ْن ِم َّ‬
‫‪ -4‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َج َع ْلنَا لِبَ َش ٍر ِم ْن قَ ْبلِ َ‬
‫ون أَ َّن َم َع للاهَّ ِ آَلِهَةً أُ ْخ َرى﴾(األنعام‪)19:‬‬ ‫‪ -5‬قا َل تعالى‪﴿ :‬أَئِنَّ ُك ْم لَتَ ْشهَ ُد َ‬

‫‪27‬‬
‫‪ -6‬أَ َول ْم تُحافظُوا على ال ُم ْمتلكا ِ‬
‫ت العا َّم ِة ؟‬
‫ص ْدقًا قُ ْل َ‬
‫ت أ ْم َك ِذبًا ؟‬ ‫‪ِ -7‬‬
‫فل ؟‬
‫ط ِ‬ ‫حقوق ال ِّ‬
‫ِ‬ ‫ك ُمداف ٌع َعن‬ ‫‪ -8‬أَإنَّ َ‬
‫‪ -9‬أَإِذا التز َم النَّاسُ بأدا ِء ال َّزكا ِة انتهى الفَ ْق ُر ؟‬

‫التمرين (‪)4‬‬

‫ب‪:‬‬ ‫تعذ َر ذل َك ْ‬
‫فاذ ُك ِر ال َّ‬
‫سبَ َ‬ ‫استبد ْل ( َه ْل) بـ (الهمزة) فيما يلي‪ ،‬وإذا َّ‬
‫‪ -1‬قال لَبِيْد‪:‬‬
‫ظيم ؟‬ ‫إِ َر ًما َورا َم ْ‬
‫ت ِحميَرًا بِ َع ِ‬ ‫ث أَهلَ َك ْ‬
‫ت ‬ ‫أَ َولَم تَ َري أَ َّن ال َحوا ِد َ‬
‫‪ -2‬قا َل األَ ْع َشى‪:‬‬
‫ك ما َعا َد السَّلي َم الـ ُم َسهَّدا ؟‬
‫َوعا َد َ‬ ‫ك لَيلَةَ أَر َمدا ‬
‫أَلَ ْم تَغتَ ِمضْ َعينا َ‬
‫‪ -3‬قا َل الـ ُمتنبّي‪:‬‬
‫َوأَ َّ‬
‫ي قُلو ِ‬
‫ب هَذا ال َّر ْك ِ‬
‫ب َشاقَا ؟‬ ‫ي َد ٍم أَ َراقَا‬
‫أَيَ ْد ِري ال َّر ْب ُع أَ َّ‬
‫‪ -4‬قا َل أحمد شوقي‪:‬‬
‫لن فَـضالً أَم َحـ َم َ‬
‫لن فُـضوال ؟‬ ‫أَ َحـ َم َ‬ ‫فَليَسْأَلَ َّن َع ِن األَرائِ ِك سائِ ٌل‬
‫سلم ؟‬
‫ت الـ ُم ِ‬‫‪ -5‬أَلَ ْم يَ ُك ِن التَّسام ُح ِم ْن صفا ِ‬
‫ق؟‬ ‫‪ -6‬أَ ُكرِّ َم الـ ُم ِّ‬
‫تفو ُ‬
‫غير هللاِ ؟‬
‫ُؤال ِ‬‫ي ُذلٍّ في س ِ‬ ‫‪ -7‬أَتَ ْعلَ ُم أَ َّ‬

‫‪28‬‬
‫التمرين (‪)5‬‬

‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬أَفَلَ ْم يَ ْنظُرُوا إِلَى ال َّس َما ِء فَ ْوقَهُ ْم َكي َ‬


‫ْف بَنَ ْينَاهَا﴾(ق‪)6:‬‬
‫االستفهام (الهمزة) ؟‬
‫ِ‬ ‫حرف‬
‫ِ‬ ‫أ‌‪ -‬ما خصيصةُ‬
‫كر ال َّسبَ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ْف) ْ‬
‫واذ ِ‬ ‫االستفهام ( َكي َ‬
‫ِ‬ ‫ب‌‪ -‬أَ ْع ِرب اس َم‬
‫‪ -2‬قا َل الفَ َر ْز َد ُ‬
‫ق‪:‬‬
‫ـان إ َذا طُـلاَّ بُـهُ قَـ ِد ُمـوا؟‬ ‫ِع ْنـ ِد ‌‬
‫ي بَـيَ ٌ‬ ‫يَا َسـائِلِي‌ أَي َْن َحـ َّل الجُـو ُد َوال َكـ َر ُم‬
‫استفهام بِ َم ْعنَاه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أ‌‪ -‬ا ْستَ ْب ِدلْ بـ (أَي َْن) اس َم‬
‫ب‌‪ -‬أَ ْع ِربْ (أَي َْن) ْ‬
‫واذ ُك ِر ال َّسبَ َ‬
‫ب‪.‬‬
‫‪ -3‬قا َل الـ ُمتنبّي‪:‬‬
‫ّان تَغرُبُ ؟‬ ‫أُراقِبُ في ِه ال َّش َ‬
‫مس أَي َ‬ ‫قين َك َمنتُهُ‬
‫العاش َ‬
‫ِ‬ ‫وم َكلَ ِ‬
‫يل‬ ‫َويَ ٍ‬
‫استفهام بِ َم ْعنَاه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أ‌‪ -‬ا ْستِ ْب ِدلْ بـ (أيَّان) اس َم‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬أَ ْع ِربْ (أيَّان) ْ‬
‫واذ ُك ِر ال َّسبَ َ‬
‫‪ -4‬قا َل أحمد شوقي‪:‬‬
‫ص ُر ِدي ُْن للاهَ ِ أَي َ‬
‫ّان تَضْ ِربُ ؟‬ ‫َويُ ْن َ‬ ‫ق أَ ْغلَبُ‬ ‫ك يَ ْعلُو ال َح ُّ‬
‫ق َوال َح ُّ‬ ‫بِ َس ْيفِ َ‬
‫من الذي أفادته (أَي َ‬
‫َّان)‪.‬‬ ‫اذكر ال َّز َ‬
‫ِ‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫بين (أَيَّان) و ( َمتَى)‪.‬‬
‫ق َ‬ ‫ب‌‪ -‬بي ِِّن الفر َ‬
‫‪ -5‬قا َل محمود سامي الباروديُّ ‪:‬‬
‫ق؟‬ ‫ضى بِ َما يَأْتِي بِ ِه ُكلُّ فَ ِ‬
‫اس ِ‬ ‫َويَرْ َ‬ ‫ون ْال َمرْ ُء ُح ًّرا ُمهَ َّذبًا‬
‫ْف يَ ُك ُ‬
‫َو َكي َ‬
‫استفهام بِ َم ْعنَاه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أ‌‪ -‬ا ْستَ ْب ِدلْ بـ ( َكي َ‬
‫ْف) اس َم‬
‫ب‪.‬‬ ‫ْف) ْ‬
‫واذ ُك ِر ال َّسبَ َ‬ ‫ب‌‪ -‬أَ ْع ِربْ ( َكي َ‬
‫‪ -6‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫اوي ِه بهرجُ؟‬ ‫َوهَلْ َذهَبٌ ِ‬
‫صرْ ٌ‬
‫ف يُ َس ِ‬ ‫ظلُّ والعو ُد أَ ْع َو ُج‬
‫َمتَى يَ ْستَقِ ْي ُم ال ِّ‬
‫ب‪.‬‬ ‫االستفهام ( َمتَى) ْ‬
‫واذ ُك ِر ال َّسبَ َ‬ ‫ِ‬ ‫أ‌‪ -‬أَ ْع ِر ِ‬
‫ب اس َم‬
‫‪29‬‬
‫ب‌‪ -‬ا ْستَ ْب ِدلْ بـ (هَلْ ) َحرْ فًا آ َخ َر‪.‬‬
‫‪ -7‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫أَو تَ َوالى غي َر ُك ْم طُ ْو َل ال َّز َم ْن ؟‬ ‫ب هَا َم في ُك ْم َو َس َك ْن‬
‫أيُّ قل ٍ‬
‫أ‌‪ -‬ما معنى (أيّ)؟ و ِم ْن َ‬
‫أين يستفا ُد هذا المعنى ؟‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬أَ ْع ِربْ (أيّ) ْ‬
‫واذ ُك ِر ال َّسبَ َ‬
‫حافظ على نظاف ِة ُزقاقِ َ‬
‫ك؟‬ ‫ْ‬ ‫‪ -8‬أَلَــ ْم تُ‬
‫عن هذه العبار ِة بـ (نَ َع ْم) أم (بَلَى) ؟‬
‫ْف تُجيبُ ْ‬
‫‪َ -‬كي َ‬
‫‪ -9‬أَتَ َسا ُمحًا تَ ْب ِغي أ ْم تَ َعصُّ بًا ؟ أَتَ ْب ِغي تَ َسا ُمحًا أ ْم تَ َعصُّ بًا ؟‬
‫ادعم إجابتَ َ‬
‫ك بالقاعد ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الجملتين أَصحُّ تعبيرًا ؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬أيُّ‬
‫ت؟‪:‬‬ ‫ت ؟ َم ْن َسأ َ ْل َ‬
‫ص َسأ َ ْل َ‬ ‫‪ -10‬أَ َّ‬
‫ي َش ْخ ٍ‬
‫لالستفهام‪ ،‬أَ ْع ِر ْبهُ َما‪ُ ،‬مبيِّنًا الفر َ‬
‫ق بينهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اسمان‬
‫ِ‬ ‫الجملتين‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬في‬
‫ي َسيَّار ٍة ا ْشتَ َر ْيتَها ؟ )‪:‬‬ ‫‪ ( -11‬أَ ّ‬
‫ي سيَّار ٍة ا ْشتَ َري َ‬
‫ْت ؟ )‪ ( ،‬أ ّ‬
‫كيف تضبطُ حركةَ آخر ِه في الحالتين ؟ ولِ َما َذا ؟‬
‫َ‬ ‫استفهام في الجملتين‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫‪( -‬أيّ) اس ُم‬
‫ف َم ْن تَحْ تَ ِر ُم ؟ ‪:‬‬
‫‪َ -12‬م َواقِ َ‬
‫االستفهام ؟ ولماذا ؟‬
‫ِ‬ ‫ْف تُع ِ‬
‫ْربُ اس َم‬ ‫‪َ -‬كي َ‬
‫األرض ؟‬
‫ِ‬ ‫ت سفينةُ الفضا ِء َح ْو َل‬‫‪َ -13‬ك ْم َدا َر ْ‬
‫وض ٍع‪ ،‬ثُ َّم‬
‫ِّر تميي َزها في ُكلِّ َم ِ‬
‫َّين‪ ،‬قد ِ‬
‫وضعين إعرابي ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬تصل ُح ( َك ْم) االستفهاميةُ لِ َم‬
‫أ ْع ِربْها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫التمرين (‪)6‬‬

‫استفهام ُمنَاسب ٍة فيما يأتي‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫ط جوابًا لجمل ٍة استفهاميَّ ٍة بأدا ِة‬‫ق الخ ِّ‬
‫اج َع ْل َما فَ ْو َ‬
‫ْ‬
‫بن ِحلّزة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الحارث ُ‬ ‫‪ -1‬قا َل‬
‫أَصبَحُوا أَصبَ َحت لَهُم َ‬
‫ضوضا ُء‬ ‫أَج َمعوا أَم َرهُم ِع َشا ًء فَلَ ّما‬
‫‪ -2‬قا َل الـ ُمتنبّي‪:‬‬
‫حاز ُمه‬
‫يل ِ‬ ‫َكما يَتَ َوقّى َري َ‬
‫ِّض ال َخ ِ‬ ‫َكئِ ْيبًا تَ َوقّاني ال َعوا ِذ ُل في الهَوى‬
‫‪ -3‬قا َل ب َّشار ُ‬
‫بن بُرْ د‪:‬‬
‫كان أَصبَ َح فَوقَها لأَ َظَلَّها‬
‫لَو َ‬ ‫إِنّي ألَكتُ ُم في ال َح َشا ُحبًّا لَها‬
‫العراق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬تَقَ ُع محافظةُ ِذي قار َجنُ َ‬
‫وب‬
‫ت اجتها َد العُلما ِء‪.‬‬ ‫‪ -5‬اجْ تَهَ ْد ُ‬
‫‪ -6‬يُحْ َش ُر النَّاسُ جميعًا يَ ْو َم القيام ِة‪.‬‬
‫‪ -7‬الزهرا ُء قدوةٌ ِمثا ٌل للمرأ ِة الـ ُمحتشم ِة‪.‬‬
‫سبيل هللاِ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك في‬ ‫ؤمن أع َّز ما يملِ ُ‬ ‫‪ -8‬يُ ْنفِ ُ‬
‫ق الـ ُم ُ‬
‫ق النَّاسُ أحرارًا‪.‬‬ ‫‪ُ -9‬خلِ َ‬

‫التمرين (‪) 7‬‬

‫َميِّ ْز (أ ْم) الـ ُمتّصلةَ ِمنْ (أَ ْم) الـ ُم ْنقَ ِط َع ِة َم َع إعرابِها فيما يأتي‪:‬‬
‫ُّ‬
‫الظلُ َم ُ‬
‫ات‬ ‫صي ُر أَ ْم هَلْ تَ ْستَ ِوي‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪﴿ :‬قُلْ هَلْ يَ ْستَ ِوي الأْ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ‬
‫َوالنُّورُ﴾(الرّعد‪)16:‬‬
‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬فَا ْستَ ْفتِ ِه ْم أَهُ ْم أَ َش ُّد َخ ْلقًا أَ ْم َم ْن َخلَ ْقنَا ﴾(الصّافّات‪)11:‬‬
‫ّ‬
‫﴾(الجن‪)25:‬‬ ‫ون أَ ْم يَجْ َع ُل لَهُ َربِّي أَ َمدًا‬
‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬قُلْ إِ ْن أَ ْد ِري أَقَ ِريبٌ َما تُو َع ُد َ‬
‫ين ﴾(الزخرف‪)52،51:‬‬ ‫ُون أَ ْم أَنَا َخ ْي ٌر ِم ْن هَ َذا الَّ ِذي هُ َو َم ِه ٌ‬
‫ْصر َ‬‫‪ -4‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬أَفَلاَ تُب ِ‬
‫ون ا ْفتَ َراهُ ﴾ (يونس‪)38،37:‬‬ ‫ين أَ ْم يَقُولُ َ‬
‫ْب فِي ِه ِم ْن َربِّ ْال َعالَ ِم َ‬
‫‪ -5‬قال تعالى‪ ﴿ :‬ال َري َ‬

‫‪31‬‬
‫‪ -6‬قا َل عنترةُ‪:‬‬
‫أَ ْم هَل َع َر ْف َ‬
‫ت ال َّدا َر بَع َد تَ َوهُّ ِم ؟‬ ‫هَل غا َد َر ال ُّش َعرا ُء ِمن ُمتَ َر َّد ِم‬
‫ك ما ٌل أ ْم َذهَبٌ ؟‬ ‫‪ -7‬أَعن َد َ‬
‫اآلخرين أَ ْم لَ ْم تَ ْد ُعه ؟‬
‫َ‬ ‫احترام‬
‫ِ‬ ‫‪ -8‬المتنمر ال يرعوي سوا ٌء علي ِه أَدعوتَهُ إلى‬

‫التمرين (‪) 8‬‬


‫َميِّ ْز ( َك ْم) االستفهاميَّةَ ِمنْ ( َك ْم) الخبريَّ ِة‪ْ ،‬‬
‫واذ ُك ْر داللتَهما‪ ،‬وأَ ْع ِر ْبهما مع تميي ِزهما‬
‫فيما يأتي‪:‬‬
‫ت لاَ تُ ْغنِي َشفَا َعتُهُ ْم َش ْيئًا﴾(النَّجم‪)26:‬‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ْم ِم ْن َملَ ٍك فِي ال َّس َما َوا ِ‬
‫‪ -2‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬سلْ بَنِي إِ ْس َرائِي َل َك ْم آَتَ ْينَاهُ ْم ِم ْن آَيَ ٍة بَيِّنَ ٍة﴾(البقرة‪)211:‬‬
‫ت يَ ْو ًما أَ ْو بَع َ‬
‫ْض يَ ْو ٍم﴾(البقرة‪)259:‬‬ ‫ت قَا َل لَبِ ْث ُ‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬قَا َل َك ْم لَبِ ْث َ‬
‫‪ -4‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َك ْم ِم ْن قَرْ يَ ٍة أَ ْهلَ ْكنَاهَا فَ َجا َءهَا بَأْ ُسنَا بَيَاتًا﴾(األعراف‪)4:‬‬
‫صيَا ِم ِه إِالَّ الظَّ َمأُ‪َ ،‬و َك ْم ِم ْن‬
‫ْس لَهُ ِم ْن ِ‬
‫صائِ ٍم لَي َ‬
‫علي(عليه السال ُم)‪َ « :‬ك ْم ِم ْن َ‬ ‫‪ -5‬قا َل اإلما ُم ٌّ‬
‫ْس لَهُ ِم ْن قِيَا ِم ِه إِالَّ ْال َعنَا ُء»‪.‬‬
‫قَائِ ٍم لَي َ‬
‫‪ -6‬قا َل البُحتريُّ ‪:‬‬
‫تيق‬
‫ديق ال َع ِ‬
‫ص ِ‬ ‫صا َر أَحظى ِم َن ال َ‬ ‫ق‬
‫صدي ٍ‬‫ق َع َرفتُهُ بِ َ‬
‫صدي ٍ‬ ‫َكم َ‬
‫‪ -7‬قال الحلاّ جُ‪:‬‬
‫ك أَفنيها‬
‫ست أَفنى في َ‬
‫َولَيلَ ٍة لَ ُ‬ ‫نت أُجريها‬
‫ك لي ما ُك ُ‬ ‫َكم َدم َع ٍة في َ‬
‫‪َ -8‬ك ْم طَبيبًا في الـ ُمستشفى‪.‬‬
‫المصنع؟‬
‫ِ‬ ‫‪َ -9‬ك ْم عاملةً في‬

‫‪32‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫َّالث ‪/‬‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫الح ِد ْي ُ‬
‫ث‬ ‫ب َ‬ ‫األَ َد ُ‬
‫ث‪ ،‬وه َي‬‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫أن يجعلوا عا َم ‪ 1789‬بدايةً لألد ِ‬
‫ب‬ ‫ب ْ‬
‫اعتا َد مؤرّخو األد ِ‬
‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫اإلنسان‬
‫ِ‬ ‫لشعور‬
‫ِ‬ ‫ك إيقاظًا‬
‫فكان ذل َ‬
‫َ‬ ‫السّنةُ التي دخ َل فيها نابليون بونابرت مص َر‪،‬‬
‫وكان‬ ‫َ‬ ‫ميادين حيات ِه االجتماعيّ ِة والسّياسيّ ِة والحضاريّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مختلف‬
‫ِ‬ ‫ب النّهض ِة في‬‫بوجو ِ‬
‫ت الطّ ِ‬
‫ويل الذي‬ ‫العربي الجدي ِد‪ ،‬في مقابل السّبا ِ‬
‫ِّ‬ ‫عن هذا ال ّش ِ‬
‫عور‬ ‫األدبُ أفض َل ُمعب ٍِّر ْ‬
‫ّان‬
‫وهيمن على حالتها الحضاريّة والعلميّة واألدبيّة إب َ‬
‫َ‬ ‫سا َد األصقا َع العربيّةَ المتراميةَ‬
‫ما يُس َّمى بالفترة ال ُمظلِّمة التي تحكم فيها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا األجانبُ من‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك‬
‫ّين وممالي َ‬
‫عثماني َ‬
‫المطابع‬
‫ِ‬ ‫النتشار‬
‫ِ‬ ‫فكان‬
‫َ‬ ‫ت الحضاريّ ِة الجديد ِة‪،‬‬ ‫وق ْد تفاع َل العربُ م َع ال ُمعطيا ِ‬
‫روح‬
‫ِ‬ ‫األثر في نهض ِة الحيا ِة الثَّقافيّ ِة واألدبيّ ِة‪ ،‬فسا َر األدبا ُء على بع ِ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫والصّحاف ِة أبل ُغ‬
‫الذهبيّ ِة‪ ،‬ونشأ َ جي ٌل ِم َن األدبا ِء وال ّشعرا ِء أُطلِ َ‬
‫ق عليهم جي ُل‬ ‫عصور ِه ّ‬
‫ِ‬ ‫العربي في‬
‫ِّ‬ ‫ب‬
‫األد ِ‬
‫اإلبداع‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫كادت رو ُح‬ ‫العربي‪ ،‬بع َد ْ‬
‫أن‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬
‫الذين شاركوا في إِحيا ِء األد ِ‬
‫َ‬ ‫ث واإلحياء‪،‬‬ ‫البع ِ‬
‫صص‬‫ِ‬ ‫ع األدبيّةُ الوافدةُ عن طريق التَّرجمة كالقَ‬ ‫ت األجناسُ واألنوا ُ‬‫تنطف ُئ في ِه‪ .‬ث ّم دخل ِ‬
‫بين‬ ‫اليوم َ‬
‫ِ‬ ‫عالم‬
‫شأن عظي ٌم في ِ‬ ‫ث ٌ‬ ‫ب العرب ّي الحدي ِ‬ ‫فكان لألد ِ‬
‫َ‬ ‫ت‪،‬‬
‫ت والمسرحيّا ِ‬ ‫والرُّ وايا ِ‬
‫األمم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ختلف‬
‫ِ‬ ‫ُم‬
‫الفنون السَّرديّ ِة‬
‫ِ‬ ‫عر الحرِّ ‪ ،‬وتعاظ َم أث ُر‬ ‫عر الجدي ِد المس ّمى بال ّش ِ‬ ‫فنشأت حركةُ ال ّش ِ‬
‫ْ‬
‫ي والنّثريّ‪.‬‬ ‫ب المسر ُح بنوعي ِه ال ّشعر ّ‬ ‫بين ال ُكتّا ِ‬
‫ص ِة القصير ِة‪ ،‬وشا َع َ‬ ‫كالرواي ِة والق ّ‬
‫ك ينب ُئ‬ ‫وواقعي‪ ،‬ورمزيٍّ ‪ .‬وكلُّ ذل َ‬‫ٍّ‬ ‫ُومانسي‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫كالسيكي ور‬
‫ٍّ‬ ‫بين‬
‫ب َ‬ ‫ْ‬
‫وتنوعت مذاهبُ األد ِ‬
‫وسمو ِه‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ب ورفعتِ ِه‬ ‫ق هذا األد ِ‬ ‫ْ‬
‫عن ُع ْم ِ‬

‫‪33‬‬
‫ث‬‫الح ِد ْي ُ‬
‫ش ْع ُر َ‬ ‫ال ِّ‬
‫العصور‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب وصنّاجتَهم وأه َّم ِ‬
‫نتاج ِهم األدب ِّي على مرِّ‬ ‫ديوان العر ِ‬
‫َ‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫يُ َع ُّد ال ّشع ُر‬
‫أركان الكعب ِة تكري ًما‬
‫ِ‬ ‫العرب في الجاهليّ ِة علّقوا قصائ َدهُم على‬
‫َ‬ ‫ك من قبل َّ‬
‫أن‬ ‫وق ْد م َّر ب َ‬
‫ث‪ ،‬نب َغ في ال ّش ِ‬
‫عر أجيا ٌل ِم َن‬ ‫العصر الحدي ِ‬
‫ِ‬ ‫طلع‬
‫ت‪ .‬وم َع َم ِ‬ ‫ت بالمعلَّقا ِ‬
‫وتعظي ًما لها ف ُس ِّميَ ْ‬
‫العربي الَّذي يأبى التّراج َع‬
‫ِّ‬ ‫ي‪ ،‬وصنعوا ملحمةَ ال ّش ِ‬
‫عر‬ ‫ال ّشعرا ِء‪ ،‬تقاسموا المج َد األدب َّ‬
‫فنشأت مذاهبُ شعريّةٌ متن ّوعةٌ كالكالسيكيّ ِة‬
‫ْ‬ ‫اس وأخيلتِ ِهم وحاجاتِ ِهم‪.‬‬‫عن حيا ِة النَّ ِ‬ ‫ْ‬
‫رت أشكا ُل القصيد ِة وهيئاتُها‪ ،‬فنشأت حركةُ‬‫والرُّ ومانسيّ ِة والواقعيّ ِة والرّمزيّ ِة‪ ،‬وتط ّو ْ‬
‫القرن الماضي وخمسينياتِ ِه‪ ،‬فبدلاً‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫عر الحرِّ في أربعينيا ِ‬ ‫عر الجدي ِد المس ّمى بال ّش ِ‬
‫ال ّش ِ‬
‫طرين‪ ،‬استج ّدت وحدةٌ بنائيّةٌ‬
‫ِ‬ ‫ت في القصيد ِة العربيّ ِة القائم ِة على ال ّش‬ ‫من وحد ِة البي ِ‬‫ْ‬
‫جديدةٌ هي وحدةُ التّفعيل ِة في القصيد ِة الحرّة‪.‬‬
‫ت‪ ،‬والجديد ِة منها‬ ‫عر العموديِّ والمو ّشحا ِ‬ ‫ت القديم ِة منها كال ّش ِ‬ ‫ب هذ ِه الحركا ِ‬ ‫وإلى جان ِ‬
‫ْ‬
‫كانت‬ ‫نشأت من ُذ بداي ِة السّبعينيّا ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وغير المقفا ِة المد ّور ِة التّي‬
‫ِ‬ ‫كالقصيد ِة الح ّر ِة المقفا ِة‬
‫نوع آخ َر ِم َن القصيد ِة هي قصيدةُ النّ ِ‬
‫ثر التَّي تخلو ِم َن‬ ‫ٍ‬ ‫لتكريس‬
‫ِ‬ ‫ك حركةٌ متوقدة‬ ‫هنال َ‬
‫الوزن‪.‬‬
‫ِ‬
‫ث ‪ -‬عزيزي الطَّ َ‬
‫الب‪ -‬واسعةُ الحدو ِد ومتداخلةٌ م َع ما‬ ‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫فخريطةُ ال ّش ِ‬
‫عر‬
‫المعاصر‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان‬
‫ِ‬ ‫ومذاهب أدبيّ ٍة متن ّوع ٍة تعبّ ُر َع ْن حاجا ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫العالم ِم ْن حركا ٍ‬
‫ِ‬ ‫يق ُع في‬
‫وآمالِ ِه ومخاوفِ ِه وطموحاتِ ِه ورؤاه‪.‬‬

‫َم ْد َرسةُ ِ‬
‫اإلحيا ِء‬
‫القرن التَّاس َع عش َر‪ ،‬مماثلةً للنّزع ِة الكالسيكيّ ِة‬ ‫ِ‬ ‫أواخر‬
‫ِ‬ ‫نشأت مدرسةُ اإلحيا ِء في‬‫ْ‬
‫ث التَّقالي ِد ال ّشعريّ ِة العربيّ ِة ِم ْن لغ ٍة سامي ٍة‬ ‫ْ‬
‫نادت ببَ ْع ِ‬ ‫ب والفنِّ ‪ ،‬فق ْد‬
‫الغربيّ ِة في األد ِ‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫ث‪ ،‬وق ْد‬‫العربي المورو ِ‬
‫ِّ‬ ‫رفيع‪ ،‬والمحافظ ِة على تقالي ِد النّ ِ‬
‫ظم‬ ‫ٍ‬ ‫جزل‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫وأسلو ٍ‬
‫البائس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واقع األ ّم ِة‬
‫ِ‬ ‫ّين في التعبير عن التّذ ّم ِر ِم ْن‬‫نشوؤها لرغب ِة ال ّشعرا ِء اإلحيائي َ‬
‫ماذج ال ّشعريّ ِة العربيّ ِة القديم ِة‬‫سياسيًّا واجتماعيًّا‪ .‬وتميّ َز شع ُر هذ ِه المدرس ِة بمحاكا ِة النَّ ِ‬
‫ك إحيا ُء التَّقالي ِد ال ّشعريّ ِة‬ ‫العباسي‪ ،‬وهدفُهُ ْم في ذل َ‬
‫ِّ‬ ‫الجاهلي حتّى ال ّش ِ‬
‫عر‬ ‫ِّ‬ ‫من ُذ ال ّش ِ‬
‫عر‬

‫‪34‬‬
‫وبان في‬ ‫عن تمي ُِّز ِه ْم َّ‬
‫بالذ ِ‬ ‫العربيّ ِة القديم ِة والمحافظةُ على الهويّ ِة األدبيّ ِة لأل ّم ِة‪ ،‬فضلاً ْ‬
‫أبرز ر ّوا ِد هذ ِه المدرس ِة معروف الرُّ صافي‬
‫ِ‬ ‫ب الفرديّ ِة‪ .‬و ِم ْن‬
‫ّوح الجماعيّ ِة على حسا ِ‬
‫الر ِ‬
‫العراق‪ ،‬ومحمود سامي البارود ّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫وعبد المحسن الكاظم ّي ومحمد سعيد الحبّوب ّي في‬
‫وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم في مص َر‪.‬‬

‫أسئلة المناقشة‬
‫ث)‪.‬‬
‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫أن يجعلوا عام ‪1789‬م بدايةً لألد ِ‬
‫ب‬ ‫ب ْ‬ ‫‪ -1‬علِّلْ ‪ ( :‬اعتا َد ُمؤرخو األد ِ‬
‫ث واإلحيا ِء؟‬ ‫‪ -2‬ما الَّذي شارك في ظُ ِ‬
‫هور ِجي ِْل البَ ْع ِ‬
‫تداخلَةٌ َم َع َما يَقَ ُع فِي‬
‫ث واسعةُ ال ُح ُدو ِد و ُم ِ‬ ‫عر الحدي ِ‬ ‫‪ -3‬ناقشْ َما يَأتِي‪َ ( :‬خريطةُ ال ِّش ِ‬
‫ومذاهب أدبيَّ ٍة متنوع ٍة)‪.‬‬
‫َ‬ ‫العالم ِم ْن حركا ٍ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬تح َّد ْ‬
‫ث َع ْن نُ ُشو ِء َم ْدرس ِة اإلحيا ِء‪.‬‬

‫‪ُ -1‬مح َّمد سعيد الحبّوب ّي‬


‫النجف عا َم ‪1849‬م‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫السيد محمد سعيد بن محمود بن قاسم‪ ،‬المولو ُد في مدين ِة‬
‫عث في ِه رو َح‬ ‫كان ُمج ّددًا كبيرًا في ال ّش ِ‬
‫عر العرب ِّي وبَ َ‬ ‫عصر ِه‪ ،‬فق ْد َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫وهو أشه ُر شخصيّا ِ‬
‫ت أيضًا‪.‬‬ ‫اإلبداع والتجدي ِد‪ ،‬واشتُ ِه َر بفن المو َّشحا ِ‬
‫ِ‬
‫للدفاع‬
‫ِ‬ ‫كان ِم َّمن لبّى ندا َء الجها ِد‬
‫باحتالل البصر ِة َ‬
‫ِ‬ ‫البريطاني‬
‫ُّ‬ ‫وحين بدأَ الجيشُ‬
‫َ‬
‫بنفس ِه مقاومةَ المحتلِّ ‪ ،‬وقد َسطَّ َر ه َو وأبطا ُل المقاوم ِة‬ ‫ت‪ ،‬وقا َد ِ‬ ‫األرض وال ُحرُما ِ‬
‫ِ‬ ‫َع ِن‬
‫واإلقدام في وج ِه المحتلِّ‬
‫ِ‬ ‫ت البطول ِة‬
‫العراقي أسمى آيا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫والتحرير ِم ْن أبنا ِء ال ّشع ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫األشرف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫النجف‬
‫ِ‬ ‫الغازي‪ ،‬توفي في مدين ِة الناصريّ ِة عا َم ‪1915‬م‪ ،‬و ُدفِ َن في‬

‫‪35‬‬
‫(للحفظ الى وكف المجتني)‬ ‫موشّحةُ يا غزا َل ال َك ْر ِ‬
‫خ‬
‫العيش الهَني‬
‫ِ‬ ‫ت لي َر ْغدةُ‬
‫صفَ ْ‬
‫فَ َ‬ ‫أعطاف الصَّفـــــا‬ ‫َ‬ ‫ت ال َّزورا ُء‬
‫ه َّز ِ‬
‫وأ ِعـــ ْد يافتنـــــــةَ ال ُمفتَتِ ِ‬
‫ـــــن‬ ‫ك ما قـــ ْد َسلَفَـــا‬ ‫فَار َع ِم ْن َعهْــــ ِد َ‬
‫**** ****‬
‫لِنَ َرى أيَّ ُكمـــا أَ ْسنَـى َسنَـا‬ ‫س َجبِينًــــا بِ َجبِ ْ‬
‫يــن‬ ‫ــارض ال َّش ْم َ‬
‫ِ‬ ‫َع‬
‫َوا ْنثَ ِن ُغصْ نًا إ َذا ال ُغصْ ُن انثنى‬ ‫ْ‬
‫الياسمين‬ ‫ف‬‫ط َ‬ ‫ك َع ْ‬ ‫طفِ َ‬ ‫ب في ِع ْ‬ ‫َواس ِ‬
‫كان األَليَنَــــا‬
‫َ‬ ‫طفُ َ‬
‫ك‬ ‫إِنَّ َما َع ْ‬ ‫ين‬ ‫ك القاسي يَلِ ْ‬ ‫ــو قَ ْلبُ َ‬‫حبَّــذا لَ ْ‬
‫ك ال َم ْه ُزو ُز هَ َّز ال ُغ ُ‬
‫صنَـــا‬ ‫قَ ُّد َ‬ ‫ت إِ َذا َما ا ْن َعطَفَـــا‬ ‫ف أَ ْن َ‬
‫فَا ْن َع ِط ْ‬
‫ُم ْقلَةَ الرَّائِي َو َك َّ‬
‫ف ال ُمجْ تَنِــي‬ ‫ك َر ْوضًا َش َغفَـا‬ ‫إِ َّن فِي َخــ ِّد َ‬
‫**** ****‬
‫ض َحا‬‫ي ُع ْذ ِريْ اتَّ َ‬ ‫بِالهَ َوى الع ُْذ ِر ِّ‬ ‫َع ْذلَكـ ُ ْم‬ ‫أَيُّها الع َُّذا ُل ُك ُّفــوا‬
‫يَتَ َش َّكى البَ َر َحـا‬ ‫ُم ْستَهَا ًما‬ ‫َوا ْمنَحُوا يَا أَ ْه َل نَجْ ٍد َوصْ لَكـــ ُ ْم‬
‫ت َم ْن نَ َز َحا‬ ‫رُبَّ ِذ ْكرًى قَ َّربَ ْ‬ ‫ي لَ ُكـــ ْم‬ ‫َو ْاذ ُكرُونِي ِم ْث َل ِذ ْك َرا َ‬
‫لاَ تَ ُخونُوا َع ْه َد َم ْن لَ ْم يَ ُخ ِن‬ ‫ال َوفَا يَا عُرْ بُ يَا أَ ْه َل ال َوفَـــا‬
‫ِع ْن َد ُك ْم ر ُْو ِح ْي َو ِع ْن ِديْ بَ َدنِي‬ ‫ص َّد َعنَّا َو َجفـــا‬
‫َ‬ ‫تَقُولُوا‬ ‫لاَ‬

‫معاني المفردات‬
‫ُ‬
‫اللين‬ ‫ف هو جانب اإلنسان من أسفل رأسه حتّى وركه‪ .‬وال َع ْ‬
‫ط ُ‬
‫ف هو‬ ‫ال ِع ْطفُ ‪ :‬ال ِع ْ‬
‫ط ُ‬
‫والرأفة‪ ،‬وهو اإلنحناء أيضًا‪.‬‬
‫اإلنسان أو قوا ُمهُ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القدُّ‪ :‬قامةُ‬
‫ُ‬
‫العين‪.‬‬ ‫المقلةُ‪:‬‬
‫العذ ُل‪ :‬اللو ُم‪.‬‬
‫ق الطاه ُر المنسوبُ لبني ُع ْذ َرة‪.‬‬
‫العذري‪ :‬العش ُ‬
‫ُّ‬ ‫الهوى‬
‫المستها ُم‪ :‬شدي ُد الحبِّ والوج ِد‪.‬‬
‫البرح‪ :‬ال ِّش َّدةُ واألَ َذى‬
‫ُ‬

‫‪36‬‬
‫النقدي‬
‫ُّ‬ ‫التَّعلي ُ‬
‫ق‬
‫مشرق الدول ِة العربيّ ِة وتط ّو َر‬
‫ِ‬ ‫عر العرب ِّي نشأ َ في‬ ‫المو ّش ُح أو المو ّشحةُ نو ٌ‬
‫ع ِم َن ال ّش ِ‬
‫ت أَبو‬‫الذين نظموا المو َّشحا ِ‬ ‫َ‬ ‫األندلس‪ ،‬و ِم ْن أَ ِ‬
‫شهر ال ُّشعرا ِء‬ ‫ِ‬ ‫في مغربِها‪ ،‬وال سيَّما في‬
‫ي صاحبُ مو ّشح ِة (يا لي َل الصَّبِّ متَى غ ُدهُ)‪،‬‬ ‫ُ‬
‫المعروف بالحصر ِّ‬ ‫علي الضّري ُر‬
‫حسن ٌّ‬ ‫ٍ‬
‫وابن ُز ُم ٍ‬
‫رِّك‬ ‫يث هَ َمى)‪ُ ،‬‬ ‫يث إِ َذا ال َغ ُ‬
‫ك ال َغ ُ‬
‫ين بن الخطيب صاحبُ مو ّشح ِة ( َجا َد َ‬
‫ولسان ال ّد ِ‬
‫ُ‬
‫صاحبُ مو ّشح ِة (أَبل ْغ لِغرناطةَ السَّالم)‪ ،‬والتَّ ِطيل ّي األَعمى‪ .‬وق ْد َ‬
‫كان لِدع ِة الحيا ِة في‬
‫وسائل الترفيه كالغناء‬
‫ِ‬ ‫القصور العباسيّ ِة واألندلسيّ ِة َوترفِها‪ ،‬وما تتطلبُهُ هذ ِه الحياةُ ِم ْن‬
‫ِ‬
‫والموسيقى أث ٌر في نشأة المو ّشحات التي تناسب بنيتها طبيعة الغناء واأللحان وترديدها‪.‬‬
‫مقطع‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫دور أو‬
‫ٍ‬ ‫وأدوارها أي مقاط ِعها‪ ،‬وكلُّ‬
‫ِ‬ ‫مطلع الموش ّح ِة‬
‫ِ‬ ‫يتألف هذا الفَ ُّن ِم ْن‬
‫ُ‬
‫األدوار جميعًا يختت ُم‬
‫ِ‬ ‫وزن واح ٌد وقافيةٌ واحدةٌ‪ ،‬وبع َد نهاي ِة‬
‫ٌ‬ ‫أغصان يجمعُها‬ ‫ٍ‬ ‫يتألّ ُ‬
‫ف ِم ْن‬
‫ت يُ ْد َعى القُ ْف َل‪ ،‬وهو الخاتمةُ التي ينهي بها مو ّش َحتَهُ‪.‬‬
‫الشاع ُر الو ّشا ُح موش ّحتَهُ ببي ٍ‬
‫المطلع الذي بي َّن فيه موضو َع‬
‫ِ‬ ‫الحبوبي موش ّحتَهُ ببي ِ‬
‫ت‬ ‫ُّ‬ ‫وفي هذا النّصِّ ق ّد َم ال َّشاع ُر‬
‫وطاب ِم ْن‬
‫َ‬ ‫موش ّحتِ ِه الذي يتناو ُل مدينةَ بغدا َد الموصوف ِة بال ّزورا ِء‪ ،‬ويتذك ُر فيها ما َّ‬
‫لذ‬
‫حيا ٍة رخيّ ٍة وادع ٍة‪ ،‬بقوله‪:‬‬
‫العيش الهَني‬
‫ِ‬ ‫ت لي َر ْغ َدةُ‬
‫صفَ ْ‬ ‫فَ َ‬ ‫أعطاف الصَّفا‬
‫َ‬ ‫ت ال َّزورا ُء‬
‫ه َّز ِ‬
‫َوأَ ِع ْد يا فِ ْتنَــةَ ال ُمفتَتِن‬ ‫ك ما قَ ْد َسلَفـــا‬
‫فار َع ِم ْن َع ْه ِد َ‬
‫ور األ ّو ِل من هذه المو ّشح ِة على َم ْن يُحبُّ في بغدا َد‪ ،‬واصفًا إيّاهُ‪،‬‬
‫ث َّم ع ّر َج في ال َّد ِ‬
‫ّمو التي تليق بالحبيب ِة إلاّ وص ّو َرها على ِ‬
‫أبلغ‬ ‫الجمال والس ِّ‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫يترك صفةً من صفا ِ‬ ‫ْ‬ ‫فل ْم‬
‫جبين ال ّش ِ‬
‫مس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‪ ،‬فجبينُها أسنى وأوضأ ُ ِم ْن‬
‫وجمع للمتشابها ِ‬
‫ٍ‬ ‫تصوير‬
‫ٍ‬ ‫يكون ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫ما‬
‫الحقيقي في خ ِّد الحبيب ِة قد َسبا‬
‫ُّ‬ ‫الياسمين‪ ،‬والرّوضُ‬
‫ِ‬ ‫غصن‬
‫ِ‬ ‫أعطف وأليَ ُن ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫وغصنُها‬
‫أنعمت النَّظر‪-‬عزيزي الطالب‪ -‬تجد أننا قد‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫وكف ال ُمجتَني»‪ .‬وإذا‬ ‫بجمالِ ِه «مقلةَ الرَّائي‬
‫تناولنا بالتحليل الموضوعات واألغراض التي تعبر عنها القصيدة‪ ،‬وهو ما اعتاد النقا ُد‬
‫أن يطلقوا عليه ال َّدراسةَ الموضوعيّةَ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الدور اآلخر ِمن هذه المو ّشح ِة‪ ،‬كر َ‬
‫ّس الشاع ُر الطبيعةَ الوجدانيّة لعشقِ ِه وهيا ِم ِه‬ ‫ِ‬ ‫وفي‬
‫ّين‪ ،‬فالوفا ُء‬ ‫ٌ‬
‫عفيف‪ ،‬ال عه َد له بالخيانة‪ ،‬ما دام الحبيبان عربي ِ‬ ‫بالحبيبة‪ ،‬فهو حبٌّ عذريٌّ‬
‫ُ‬
‫قرين العروب ِة وصن ُوها‪:‬‬
‫ال َوفَا يَا عُرْ بُ يَا أَ ْه َل ال َوفَا‬
‫لاَ تَ ُخونُوا َع ْه َد َم ْن لَ ْم يَ ُخ ِن‬
‫المقتدر الذي يل ّو ُن أشط َرها وأغصانَها‬
‫ِ‬ ‫الفنان‬
‫ِ‬ ‫وه َو في هذا كلِّ ِه ينحو في مو ّشحتِ ِه نح َو‬
‫ّور البيانيّ ِة‪ ،‬ومنها التَّشبيهُ البلي ُغ ال ُمجم ُل في قولِ ِه‪:‬‬
‫بألوان الص ِ‬
‫ِ‬
‫ُم ْقلَةَ الرَّائِي َو َك َّ‬
‫ف ال ُمجْ تَنِي‬ ‫ك َر ْوضًا َش َغفَا‬ ‫إِ َّن فِي َخ ِّد َ‬
‫ثمر وما يقطفُهُ ِم ٍن‬
‫اظر وما يجتني ِه ِم ْن ٍ‬ ‫ّوض في جمالِ ِه وروعتِ ِه للنّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فق ْد شبَّهَ الخ َّد بالر‬
‫حذف أداةَ التَّشبي ِه وأَخفى عناص َر وج ِه ال َّشب ِه َ‬
‫بين الخ ِّد والرّوض ِة‪.‬‬ ‫زهر‪ ،‬فَ َ‬
‫ٍ‬
‫وفي المو ّشح ِة صورةٌ بديعيّةٌ أخرى هي الجناسُ في قولِ ِه‪:‬‬
‫ي ُع ْذ ِريْ اتَّ َ‬
‫ض َحا‬ ‫بِالهَ َوى الع ُْذ ِر ِّ‬ ‫َع ْذلَ ُك ْم‬ ‫أَيُّها الع َُّذا ُل ُك ُّفوا‬
‫متجانسان صوتًا‪ ،‬مع أنّهما‬
‫ِ‬ ‫بين كلم ِة (العُذريِّ) وكلم ِة ( ُع ْذري)؛ فاللّ ِ‬
‫فظان‬ ‫جانس َ‬ ‫َ‬ ‫فقد‬
‫العفيف‬
‫ِ‬ ‫مختلفان معنًى‪ ،‬فاأل ّو ُل نسبةٌ إلى بني ُعذرة القبيل ِة العربيّ ِة المعروف ِة بالحُبِّ‬
‫ِ‬
‫غ في ِه هذا الغز َل؛ فه َو غز ٌل‬ ‫بين أبنائِها‪ ،‬واللفظُ الثاني هو الع ُْذ ُر الذي يس ّو ُ‬
‫اهر َ‬ ‫الطّ ِ‬
‫مفاتن المرأ ِة ويكشفُها للسَّامعين‪ .‬وفي هذا‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫وليس غزلاً حسيًّا يَ ِ‬
‫ص ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫عفيف‬ ‫عذريٌّ‬
‫إحساس ال ّش ِ‬
‫اعر بالحبيب ِة التي‬ ‫َ‬ ‫فوس القُرّاء معادلاً موضوعيًّا يضار ُ‬
‫ع‬ ‫َما يُثي ُر في نُ ِ‬
‫باختالف أَ ِ‬
‫دوارها‬ ‫ِ‬ ‫ع قوافي القصيد ِة‬ ‫أثر تن ّو ِ‬
‫ريب في ِ‬‫َ‬ ‫كرخ بغدا َد‪ .‬وال‬
‫ِ‬ ‫اصطفاها ِمن‬
‫ع‬
‫ت القافي ِة الواحد ِة‪ ،‬لِ َما في هذا التن ّو ِ‬
‫الف القصيد ِة ذا ِ‬
‫القارئ‪ ،‬على ِخ ِ‬
‫ِ‬ ‫وأَغصانِها في‬
‫وتحفيز ألخيل ِة القرّا ِء‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ِم ْن تجدي ٍد‬
‫الفني‪ ،‬أو طبيعة التصوير‬
‫ِّ‬ ‫الحظ ‪ -‬عزيزي الطالب‪ -‬أننا تح َّدثنا عن بناء القصيدة‬
‫البيان ّي للقصيد ِة‪ ،‬كاستعماله المحسنات اللفظية والتشبيه وغيرها‪ ،‬وهذا ما يسميه النقاد‬
‫بـ(الدراسة الفنية)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫أسئلة المناقشة‬
‫مدن أخرى؟ وما سببُ ذلك؟‬
‫‪ -1‬أمقي ًما كان الحبوبي في مدين ٍة واحد ٍة أم أقام في ٍ‬
‫‪ -2‬هَلْ تج ُد ثمة عالقةً َ‬
‫بين المو َّشح ِة وال ِغنا ِء؟‬
‫بين الدِّراس ِة الفنيّ ِة والدِّراس ِة الموضوعيّ ِة؟‬
‫ق َ‬ ‫‪ -3‬ما الفر ُ‬
‫‪َ -4‬م ْن أشه ُر شعرا ِء المو َّشحا ِ‬
‫ت؟‬
‫الغزل في هذ ِه المو َّشح ِة‬
‫ِ‬ ‫والغزل العذريِّ ؟ وما نو ُ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫الحسي‬
‫ِّ‬ ‫الغزل‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫ق َ‬ ‫‪ -5‬ما الفر ُ‬
‫ال ّشعريّ ِة؟‬
‫القارئ أفض َل ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ت المو َّشحةُ بتع ُّد ِد قوافيها وتن ّو ِ‬
‫ع مقاط ِعها التأثي َر في‬ ‫‪ -6‬هَ ِل استطاع ِ‬
‫ت القافي ِة الواحد ِة؟‬
‫تأثير القصيد ِة ذا ِ‬
‫ِ‬
‫َّرقي‪:‬‬
‫‪َ -2‬عل ّي الش ُّ‬
‫األشرف عام‬
‫ِ‬ ‫رقي‪ُ ،‬ولِ َد في مدين ِة النَّ ِ‬
‫جف‬ ‫يخ جعفر ال َّش ُّ‬ ‫هُو ال َّشي ُخ عل ّي بن ال َّش ِ‬
‫ار العُلما ِء وال ُّش َعرا ِء آنَ َذاك‪،‬‬ ‫كان وال ُده ِم ْن ِكبَ ِ‬‫ب‪ ،‬فَقَ ْد َ‬ ‫ت ِع ْل ٍم َوأَ َد ٍ‬
‫‪1890‬م‪ ،‬نَ َشأ في بَ ْي ِ‬
‫حصيل الجا ِّد‬
‫ِ‬ ‫ك َخالُه ال َّشي ُخ عبد الحسين الجواهريُّ ‪َ ،‬وقَ ْد َم َّكنَ ْتهُ أُسرتُه ِم َن التَّ‬ ‫َوكذلِ َ‬
‫عات‬‫كانت لَهُ تطلُّ ٌ‬
‫ْ‬ ‫ق‪.‬‬‫س ُعلو َم ال َعربيَّ ِة وال َم ْن ِط َ‬ ‫ب‪ .‬ف َد َر َ‬
‫ث و ُممارس ِة األد ِ‬ ‫َو ُمواصل ِة البح ِ‬
‫عاص َر ِة في البِال ِد ال َعربيَّ ِة‪،‬‬
‫ت ال ُم ِ‬ ‫ُواكير َشبابِ ِه قادتُه إلى تَقَب ُِّل الثَّقافا ِ‬
‫ِ‬ ‫ق َج ِديْد ٍة في ب‬
‫آلفا ٍ‬
‫ُور‬
‫ت ِشع َره بِص ٍ‬ ‫ولبنان الَّتي أَ ْث َر ْ‬
‫َ‬ ‫از وسُوريا‬ ‫والح َج ِ‬
‫ِ‬ ‫الخليج‬
‫ِ‬ ‫فَضْ لاً َع ْن أَس ِ‬
‫ْفاره إلى ُد َو ِل‬
‫َج ِديْد ٍة ُمبت َكر ٍة و َم َعاني ُمسْتح َدثة‪.‬‬
‫وكان َم ْبعُوثَهُ‬
‫َ‬ ‫ض ّد اإلنكليز عام ‪،1915‬‬ ‫الجهاديَّ ِة ِ‬
‫ي في مسيرتِ ِه ِ‬ ‫ق السَّي َد ال َحبُّوب َّ‬
‫راف َ‬
‫عض أعما ِمه في‬ ‫إلى َعشائِ ِر ال َغرَّاف في النَّاصري ِة الَّتي تَرْ بطُه بِهَا ِ‬
‫صلَةٌ لِ ُوجو ِد بَ ِ‬
‫ال َّشطر ِة‪.‬‬
‫رعي الجعفريِّ عام ‪ 1927‬ف َس َك َن بغدا َد َحي ُ‬
‫ْث َمقَرُّ‬ ‫ِّ‬ ‫مييز ال َّش‬
‫جلس التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُعي َِّن ُعض ًوا في َم‬
‫ي في البصر ِة عام ‪ُ 1933‬م ّدةً قصيرةً عا َد بَعْدها إلى‬ ‫مارس القضا َء ال َّشرع َّ‬
‫َ‬ ‫عملِه‪ ،‬ثُ َّم‬
‫ي الَّذي اُ ْختِ ْي َر رئيسًا لهُ‬ ‫رعي الجعفر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫مييز ال َّش‬
‫مجلس التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫يواص َل ُعضويَّتَه في‬
‫ِ‬ ‫بغدا َد لِ‬
‫األعيان‪ .‬و ُم ْن ُذ ِ‬
‫عام ‪1953‬‬ ‫ِ‬ ‫عام ‪1934‬حتَّى عام ‪ 1947‬الَّذي ُعي َِّن فِيْه ُعض ًوا لِ َمجْ لِ ِ‬
‫س‬
‫ُعي َِّن وزيرًا غير َم َّر ٍة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ت‬ ‫ص َل النَّ ْ‬
‫ظ َم وال ِكتابَةَ في الموض ُْوعا ِ‬ ‫مناصبِه وا َ‬
‫ِ‬ ‫َعلَى ال َّر ْغ ِم ِم ْن ُكلِّ َمسْؤولياتِ ِه‪ ،‬وتَع ُّد ِد‬
‫ت التَّاريخيَّ ِة واألدبيَّ ِة‪.‬‬ ‫ت له مجموعةٌ ِم َن الدِّراسا ِ‬
‫ت وال َمقاال ِ‬ ‫ال ُمختلِفَ ِة‪ ،‬فكانَ ْ‬
‫ف)‪ ،‬تُوفِّ َي عام ‪.1964‬‬ ‫واص ُ‬
‫ف و َع ِ‬ ‫واط ُ‬ ‫ْر نَ َش َره عام ‪ 1953‬بِع ِ‬
‫ُنوان ( َع ِ‬ ‫ُ‬
‫ديوان ِشع ٍ‬ ‫له‬
‫أشعار ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت َجمي ُع‬ ‫ص َد َر ِديوانُهَ الَّذي يَحم ُل اس َمه‪ ،‬وفيه ُج ِم َع ْ‬
‫عام ‪َ 1986‬‬ ‫في ِ‬

‫ان عام ‪( :1910‬للحفظ سبعة اُبيات)‬ ‫ش َرتْ في َم َجلَّ ِة ال ِع ْرفَ ِ‬ ‫س ْيفُ والقَلَ ُم) نُ ِ‬‫قصيدةُ ( ال َّ‬
‫َواحْ ملْ َعلى ال َّد ْه ِر فِي ُج ْن ٍد ِم َن ال َكلَ ِم‬ ‫ك َوا ْنصُرْ َد ْولَـةَ القَلَ ِ‬
‫ــــــم‬ ‫هَ ِّذبْ يَ َرا َع َ‬
‫ْف َغيـــــــْ ُر ُم ْنثَلِ ِ‬
‫ـــم‬ ‫َوفِي اليَ َرا َع ِة َسي ٌ‬ ‫إن طَا َل القِــــــ َرا ُ‬
‫ع بِــــ ِه‬ ‫ْف ي ُْثلَ ُم ْ‬
‫ال َّسي ُ‬
‫َّف األ ْقــــــــال َم بِالقَ َس ِ‬
‫ــــم‬ ‫َوإنَّ َمــا َشر َ‬ ‫لَ ْم يُ ْق ِس ِم هللاُ فِي ال ِّذ ْك ِ‬
‫ــــر ال ُمبِي ِْن بِــــ ِه‬
‫نعــــم‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬لِ ْل‬ ‫لِ ْل ِعلَ ِم‪ ،‬لِ ْلفَضْ ِ‬
‫ـــل‪ ،‬لِـــآل َدا ِ‬ ‫ْ‬
‫ْف الاَّ لِلقِــــ َر ِ‬
‫اع َو َذا‬ ‫لاَ يَصْ ــــلُح ال َّسي ُ‬
‫ـــف الأُ ُ َم ِم‬
‫إن اليَ َرا َعـــــةَ تُحْ يِي َسالِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْف بَائِــــــ َدةً‬ ‫ت أُ َّمــــةٌ بِال َّسي ِ‬
‫إ َذا أصْ بَ َح ْ‬
‫ـــــان بِالقَلَ ِ‬
‫ــــم‬ ‫َ‬ ‫َوإنَّ َمـــا َعلَّــــ َم اإل ْن َس‬ ‫ار ِمــــــ ِه‬ ‫ص ِ‬ ‫َما َعلَّــــ َم هللاُ إ ْن َســـــانًا بِ َ‬
‫طَ ْوعًا بِ َجرْ ي ِمدا ٍد ال بِ َجــــــرْ ي َد ِم‬ ‫َّار َم ال َم ْسلُ ْ‬
‫ــــو َل نَ ْب َعتُــــه‬ ‫تَسْتغم ُد الص ِ‬
‫إن ال ُح َســـا َم ال ُم َحلَّـــــى آيــــةُ النِّقَ ِم‬‫َّ‬ ‫الم قَائِلَــــةً‬‫ك فِـــي األ ْق ِ‬ ‫َك ْم نَ ْغمـــــ َ ٍة لَ َ‬
‫وفـــم‬
‫ِ‬ ‫فذو اليراعة يــــروي عن ي ٍد‬ ‫ْف يَرْ وي َع ْن يَ ٍد خبرًا‬ ‫ْ‬
‫إن أصْ بَ َح ال َّسي ُ‬
‫الح َك ِ‬
‫ـــــم‬ ‫فِي الس ِِّلم َرائِ َعةُ األَحْ كـ َ ِام َو ِ‬ ‫ْف ُح ْك ٌم فِي ال َو َغى فَلَهَـا‬
‫كان للسي ِ‬ ‫إن َ‬ ‫ْ‬
‫َّأس ال َس ْعيًا َعلَى القَ َد ِم‬
‫َس ْعيًا َعلَى الر ِ‬ ‫ـــو َع أ ْن ُملِنَا‬
‫إن اليَــــ َرا َع لَيَ ْس َعــــى طَ ْ‬
‫َّ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫كانت تُتَّ َخ ُذ ِم ْنها األ ْقال ُم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫صبةٌ‬
‫يَراع‪ :‬قَ َ‬
‫قِراع‪ُ :‬مبا َر َزةٌ‪.‬‬
‫صار ُم‪ :‬اس ٌم ِم ْن أسما ِء ال َّسي ِ‬
‫ْف‪.‬‬ ‫ال َّ‬
‫ال َو َغى‪ :‬ال َحرْ ب‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ق النَّ ُّ‬
‫قدي‪:‬‬ ‫التَّعلي ُ‬
‫شجيع النَّشْ ِء ال َجدي ِد َعلى العناية بِ ِ‬
‫العلم‬ ‫ِ‬ ‫نَظ َم شاعرُنا َعل ّي ال َّش ُّ‬
‫رقي هذ ِه القصيدةَ لِتَ‬
‫ص ْي َدا اللبنانيَّة‪،‬‬ ‫والثَّقاف ِة‪َ ،‬ونَش َرها عام‪ 1910‬في مجل ِة ال ِعرفان الَّتي تَصد ُر في مدين ِة َ‬
‫صدرت لِلَم َّر ِة األُ ْولى‬
‫ْ‬ ‫ُدورهذ ِه ال َم َجلَّ ِة الَّتي‬ ‫ُ‬
‫ويَبْدو أنَّه نَظ َمها احتفا ًء بِال ِّذكرى األ ْولى لِص ِ‬
‫عام ‪.1909‬‬
‫البيت األَ َّو ُل أمرًا صر ْيحًا في ال َح ِّ‬
‫ث على‬ ‫ُ‬ ‫أفص َح َمطل ُع القصيد ِة عن فَحْ واها‪ ،‬فَق ْد جا َء‬
‫القلم ونُصْ ر ِة ال ِع ْل ِم‪ ،‬و ُمقا َر ِع ِة ال َّد ْه ِر بِالكلم ِة ال ُح َّر ِة الواعي ِة‪:‬‬
‫العناية بِ ِ‬
‫َواحْ ملْ َعلى ال َّد ْه ِر فِي ُج ْن ٍد ِم َن ال َكلَ ِم‬ ‫هَ ِّذبْ يَ َرا َع َ‬
‫ك َوا ْنصُرْ َد ْولَةَ القَلَ ِم‬
‫االختالف بَي َْن(السَّيف) و(القَلَم)‪ُ ،‬مفضلاً القل َم‬ ‫ِ‬ ‫ت الَّتي تَلَيْه أَ ْو ُجهَ‬ ‫يبين في األبيا ِ‬‫ثُ َّم ُ‬
‫أن يَ ْعتَ ِريَهُ الثَّ ْل ُم لِ َك ْثر ِة استعمالِه وانتفاء‬
‫َّيف َم ْه َما كان حادًا‪ ،‬فالبُ َّد ِم ْن ْ‬ ‫َّيف؛ فالس ُ‬‫على الس ِ‬
‫ابل لل َعطَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ْف َغي ِْر قَ ٍ‬ ‫أن ما يُ ْنت ُجهُ القل ُم با ٍ‬
‫ق َك َسي ٍ‬ ‫فائدتِه‪ ،‬في حين َّ‬
‫أن هللاَ ُسبْحانه َوتَ َعالى قَ ْد أَ ْقس َم بِ ِ‬
‫القلم أله ِّميَّتِ ِه‬ ‫ضل ِة الَّتي َعقَ َدها بَيْنهُما َّ‬ ‫و ِم ْن أَ ْو ُج ِه ال ُمفا َ‬
‫ب‪ ،‬في‬ ‫ألن عملَه َم ْقصُو ٌر على ال ُمقا َر َع ِة وال ُحر ُْو ِ‬ ‫فِي حيا ِة البَ َشريَّ ِة‪َ ،‬ولَ ْم يُ ْق ِس ْم بِالس ِ‬
‫َّيف؛ َّ‬
‫فضل األُ َم ِم وتَ ْد ِ‬
‫وين‬ ‫ِ‬ ‫لبيان‬
‫ِ‬ ‫صى‪ ،‬فهو لل ِع ْل ِم وهو‬ ‫وظائف ال تُ َع ُّد وال تُحْ َ‬
‫ُ‬ ‫أن القَل َم له‬ ‫حين َّ‬
‫واالزدهار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َّير بِاإلنسانيَّ ِة نَح َو التَّقَ ُّد ِم‬
‫تاريخها وآدابِها والس ِ‬ ‫ِ‬
‫طر الثَّاني‬
‫باستعمال أسلوبي قَصْ ٍر‪ ،‬األ َّو ُل بـ(إنَّما) في ال َّش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ونراهُ هُنا قَ ْد أ َّك َد هذا‬
‫َّف األ ْقال َم بِالقَ َس ِم)‪ ،‬والثَّاني بأدا ِة النَّفي و( إال) ال ُم ْلغاة‪ ،‬في‬ ‫ث ( َوإنَّ َما َشر َ‬ ‫ت الثَّال ِ‬
‫ِم َن البي ِ‬
‫ْ‬ ‫ت الَّذي يَلِيْه (لاَ يَصْ لُ ُح ال َّسي ُ‬
‫ْف الاَّ لِلقِ َر ِ‬
‫اع)‪.‬‬ ‫ال َّش ِ‬
‫طر األ َّو ِل ِم َن البي ِ‬
‫ت الثَّاني‬ ‫ق الس َّْل ِ‬
‫ب في البي ِ‬ ‫البديع‪ ،‬فقد استعم َل طبا َ‬
‫ِ‬ ‫ينس شاعرُنا اإلفادةَ ِم ْن أسالي ِ‬
‫ب‬ ‫لم َ‬
‫من قصيدتِه في لفظتي (ي ُْثلَ ُم و َغ ْي ُر ُم ْنثَلِ ِم)‪َ ،‬وكذلك في قولِه( ال َو َغى) و(السِّلم) في البي ِ‬
‫ت‬
‫والح َك ِم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اس َغ ْي َر التَّا ِّم أيضًا في (األَحْ َك ِام‬ ‫األخير‪ ،‬الَّذي استعم َل فيه ِ‬
‫الجنَ َ‬ ‫ِ‬ ‫قب َل‬
‫عصره في بنا ِء القصيد ِة‪ ،‬وظ َّل ُمحافظًا على َوحد ِة‬ ‫ِ‬ ‫سار شا ِعرُنا َعلى نَ َم ِط شعرا ِء‬
‫الوقع‪ ،‬فضال عن‬ ‫ِ‬ ‫ت سهلةَ‬ ‫الموضوع حتَّى نهايتِها‪ ،‬وقد استعم َل ألفاظًا مألوفةً‪ ،‬وعبارا ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُور ال ِّشعريَّ ِة َوأَ َخفِّها‪.‬‬ ‫البسيط الَّذي يُ َع ُّد ِم ْن أَس ِ‬
‫ْهل البُح ِ‬ ‫ِ‬ ‫البحر‬
‫ِ‬ ‫نَ ْ‬
‫ظ ِمه القصيدةَ على‬

‫‪41‬‬
‫أسئلة المناقشة‪:‬‬
‫رقي‪ ،‬ومتَى؟‬‫أين ُولِ َد ال َّشاع ُر عل ّي ال َّش ُّ‬
‫‪َ -1‬‬
‫عاصر ِة؟‬ ‫رقي فأ َّدى إلى تَقَب ُِّل الثَّقافا ِ‬
‫ت ال ُم ِ‬ ‫‪ -2‬ما الَّذي أثَّر في ِ‬
‫فكر ال َّش ِّ‬
‫الجهاديَّ ِة‪.‬‬ ‫ث َع ْن مسير ِة ال َّش ِّ‬
‫رقي ِ‬ ‫‪ -3‬تح َّد ْ‬
‫َّيف والقَلَ ِم؟‬ ‫ازن ال َّش ُّ‬
‫رقي بَي َْن الس ِ‬ ‫ْف َو َ‬‫‪َ -4‬كي َ‬
‫ون البالغيَّةُ الَّتي َ‬
‫ض َّمنها ال َّشاع ُر قَصيدتَه؟‬ ‫‪َ -5‬ما الفُنُ ُ‬

‫�ض‬

‫‪42‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة الثانية‬
‫األول‬
‫ح َي ُة َط ِريق ُ النَّص ِر‬
‫ض ِ‬
‫التَّ ْ‬

‫التمهيد‪:‬‬
‫س كريم ٍة تق ِّد ُم اآلخ َر على ميولِهَا ور َغبَاتِها الفردي ِة‪،‬‬ ‫ضحيةَ نابِ َعةٌ ْ‬
‫من نَف ٍ‬ ‫إن التَّ ِ‬ ‫َّ‬
‫األهداف النبيلة كحماي ِة‬
‫ِ‬ ‫تحقيق‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان بحياتِ ِه؛ لِ‬
‫ِ‬ ‫من أسماها تضحيةُ‬ ‫صا ِديقُهَا كثيرةٌ ْ‬ ‫و َم َ‬
‫تكون التَّضحيةُ منارًا يُهتدى به ويُ ْغنِي الوجو َد ويحافظُ علي ِه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والوطن‪ِ ،‬ع ْن َدهَا‬
‫ِ‬ ‫ال ِعرْ ِ‬
‫ض‬
‫ت العام ِة‪ ،‬وتُنَ ِّمي األَواص َر‬‫سس والثَّواب ِ‬‫ت التي تُحافظُ على األُ ِ‬ ‫وه َي ِم َن السُّلوكيا ِ‬
‫االجتِ َما ِعيَّةَ‪ ،‬وتُ َع ِّز ُز رُو َح اإلخا ِء والمحبَّ ِة َ‬
‫بين أفرا ِد المجت َم ِع الواح ِد‪.‬‬

‫ض َّمنَةُ‪:‬‬
‫المفاهي ُم ال ُمتَ َ‬
‫‪َ -‬مفَا ِهي ُم إ ْن َسانِيَّةٌ‪.‬‬
‫اريخيَّةٌ‪.‬‬ ‫‪َ -‬مفَا ِهي ُم تَ ِ‬
‫‪َ -‬مفَا ِهي ُم لُ َغويَّةٌ‪.‬‬
‫‪َ -‬مفَا ِهي ُم أَ َدبِيَّةٌ‪.‬‬
‫‪َ -‬مفَا ِهي ُم نَق ِديَّةٌ‪.‬‬

‫ما قبل النص‬

‫العراق؟ تكلَّم عليها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫صور التَّضحي ِة في تَاريِ ِ‬
‫خ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬هلْ تستحض ُر صورةً ْ‬
‫من‬
‫ك؟‬‫من وجهَ ِة نَظَ ِر َ‬
‫ضحِّي ْ‬‫‪ -‬ما النَّف ُع الَّذي يَعُو ُد على ال ُم َ‬
‫ ‬

‫‪43‬‬
‫ح َي ُة طَ ِريق ُ النَّص ِر‬
‫ض ِ‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪/‬التَّ ْ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫االنسان؛ من أجل غاي ٍة أَ ْس َمى‬


‫ُ‬ ‫المال أو كلِّ ما يُحبُّ‬
‫ِ‬ ‫ت أو‬
‫فس أو الوق ِ‬‫التَّضْ ِحيةُ بَذ ُل النَّ ِ‬
‫المظاهر‪ ،‬التَّضحيةَ من‬
‫ِ‬ ‫ك‬
‫أبرز تل َ‬
‫ِ‬ ‫وهدف أَرْ َجى‪ .‬ومظا ِه ُرهَا ال َحص َر لها‪ ،‬ولع َّل ْ‬
‫من‬ ‫ٍ‬
‫ب حينَما َغ َز ْتهُ قوى‬
‫الواقع في عراقِنَا الحبي ِ‬
‫ِ‬ ‫أرض‬
‫ِ‬ ‫الوطن‪ ،‬وهذا ما حص َل على‬
‫ِ‬ ‫أجل‬
‫ِ‬
‫ت ِم ْن أرض ِه الطَّاهر ِة‬
‫ت ما احتلَّ ْ‬‫من عام ‪2014‬م‪ ،‬واحتلَّ ْ‬
‫شهر حزيران ْ‬‫ِ‬ ‫الظَّ ِ‬
‫الم في‬
‫ت األطفا َل‪ ،‬ول ْم تَ ْتر ْ‬
‫ُك فِ ْعلاً قَبيحًا وال‬ ‫ت النِّ َسا َء‪ ،‬و َر َّو َع ِ‬
‫ت الرِّ جا َل‪ ،‬و َسبَ ِ‬ ‫ودنَّ َس ْتهَا‪ ،‬وقَتَل ِ‬
‫ِّين نِ َدا َء الوطن‬
‫ب ُملب َ‬‫صو ٍ‬ ‫بو َ‬ ‫العراقيون ِم ْن ُكلِّ َح َد ٍ‬
‫َ‬ ‫َع َملاً شائنًا إلاَّ َوقَا َم ْ‬
‫ت بِه‪ ،‬فَهَبَّ‬
‫وشعبه‪.‬‬
‫حت ُم َس ًّمى َواح ٍد َوهُ َو (ال َح ْش ُد ال َّش ْعبِ ُّي)‪َ ،‬و َوقَفُوا َج ْنبًا إلى‬ ‫العراقيون تَ َ‬
‫َ‬ ‫لَقَ ْد تَ َج َّم َع‬
‫راقيون َوتَ َو َّح ُدوا‬
‫َ‬ ‫ت األَمنِي ِة البَ ِ‬
‫اسل ِة‪ .‬احْ تَ َش َد ال ِع‬ ‫يش ال ِع َراقِ ِّي البَطَ ِل والقوا ِ‬
‫ب مع ال َج ِ‬ ‫جن ٍ‬
‫ين بما تَؤو ُل إلي ِه األُ ُمورُ‪،‬‬ ‫َّض لهَا بَلَ ُدنَا ال َحبِيبُ َغي َر ُمبَالِ َ‬
‫ض َّد الهَجْ َم ِة الهمجي ِة التي تَ َعر َ‬ ‫ِ‬
‫ك ُكلِّ القِيَ ِم‬‫صا َر ال َع ُد ِّو يَعنِي هَ ْت َ‬‫ألن انتِ َ‬ ‫ان ِش َعا ُرهُم (إ َّما النَّص ُر وإ َّما ال َّشهَا َدةُ)؛ َّ‬ ‫إذ َك َ‬
‫ُور ِهم‪،‬‬‫اضي ِه لَ ْن يَ ْسلَ َم ِم ْن ُشر ِ‬ ‫راق و ُم ْستَقبَلِ ِه‪ ،‬بَلْ َحتَّى َم ِ‬ ‫اإل ْن َسانِيَّ ِة‪َ ،‬وقَ ْت َل َح ِ‬
‫اض ِر ال ِع ِ‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬ ‫ت َسا َعةَ َم ْن َد ٍم َو ْقتَئِ ٍذ؛ لِ َذا َ‬
‫ضحُّ وا‬ ‫َولاَ َ‬
‫بال َغالِي والنَّفِ ِ‬
‫يس‪.‬‬
‫أن التَّضحيةَ َمفهو ٌم مرتبطٌ‬ ‫الحظت َّ‬
‫َ‬ ‫هلْ‬ ‫َكانُوا ِك َرا ًما َوبَلَ ُغوا ال َغايَةَ‬
‫واإليثار والفدا ِء؟ فَ ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫والكرم‬
‫ِ‬ ‫بال َّشجاع ِة‬
‫القُص َوى فِي ال َك َر ِم‪َ ،‬س َخوا بأ َ ْنفُ ِس ِهم‬
‫إنسان بشي ٍء‬‫ٌ‬ ‫أن يُضحِّ ي‬ ‫المعقول ْ‬
‫ِ‬ ‫َغ ِ‬
‫ير‬
‫ت َو َسطَّرُوهَا‬ ‫فَ َر َس ُموا أَر َو َع البُطُوال ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ون التَّ َحلِّي بهذ ِه الصِّ فَا ِ‬
‫غال عليه ِم ْن ُد ِ‬
‫ٍ‬ ‫ير‪َ ،‬و َكتَبُوا َملاَ ِح َمهُم‬ ‫ار ِك التَّ ِ‬
‫حر ِ‬ ‫فِي َم َع ِ‬
‫فس تُ َخلِّ ُد‬
‫أن التَّضحيةَ بالنَّ ِ‬ ‫ظت َّ‬‫َوهلْ ال َح َ‬
‫الح ُم التي‬‫ك ال َم ِ‬ ‫ُوف ِم ْن َذهَ ٍ‬
‫ب‪ ،‬تِل َ‬ ‫بِ ُحر ٍ‬
‫احبَهَا‪ ،‬قا َل هللاُ تَ َعالى‪َ ( :‬ولاَ تَحْ َسبَ َّن‬ ‫ص ِ‬‫َ‬ ‫نُقِ َش ْ‬
‫ت التَّ ِ‬
‫اريخ‬ ‫صفَ َحا ِ‬ ‫َ‬ ‫ت على‬
‫يل للاهَّ ِ أَ ْم َواتًا ۚ بَلْ أَحْ يَا ٌء‬ ‫الَّ ِذ َ‬
‫ين قُتِلُوا فِي َسبِ ِ‬ ‫ص َو ٍر َخالِ َد ٍة لاَ تُن َسى‪َ ،‬و َحتَّى لاَ يُ ْب َخسُوا‬
‫بِ ُ‬
‫ِعن َد َربِّ ِه ْم يُرْ َزقُ َ‬
‫ون) (آل عمران‪.)169:‬‬
‫لاَ ب َّد ِمن اإل َشا َر ِة إلى أَنَّهُم َما َكانُوا‬
‫لِيَأْملُوا َش ْيئًا ْ‬
‫من ُحطَ ِام ال ُّدنيَا ِسوى ال ِع َّز ِة‬

‫‪44‬‬
‫ض‪ ،‬وهذ ِه ال َم َعانِي ِم ْن أَ ْس َمى ال َغايَا ِ‬
‫ت الَّتِي يُ َ‬
‫ضحِّ ي ِم ْن‬ ‫رض وال ِعرْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ون األَ‬
‫ص ِ‬‫َوال َك َرا َم ِة َو َ‬
‫أَجلِهَا اإلن َس ُ‬
‫ان‪.‬‬
‫ت بِ َشعبِنَا إِلاَّ األَ َذى‪،‬‬‫الظ ِلم والهَ َم ِجيَّ ِة الَّتِي َما أَ َرا َد ْ‬‫صر َخةً فِ ْي َوج ِه ُّ‬ ‫كان النِّ َدا ُء َ‬‫َ‬
‫راقيين َع َز ُموا على ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫ك‪َ ،‬وبِ ِع َراقِنَا إلاَّ ال َخ َر َ‬
‫اب وال َّد َما َر‪ ،‬ول ِك َّن ال ِع‬ ‫َوبِ ُمقَ َّد َساتِنَا إِلاَّ الهَت َ‬
‫ضرُوا بُطُوالتِهم‬ ‫عض‪َ ،‬واستَح َ‬ ‫ضهُم أَ ْز َر بَ ٍ‬ ‫ال يَحص َل ذلك‪ ،‬فَتَنَا َخوا فِي َما بَينَهُم‪َ ،‬و َش َّد بَع ُ‬
‫علي ( َعلَي ِهما‬
‫ين بن ٍّ‬
‫اإلمام ال ُح َس ِ‬
‫ِ‬ ‫ضح ُ‬
‫يات‬ ‫يخ‪َ ،‬و َكانَ ْ‬
‫ت تَ ِ‬ ‫ين َعلى َمرِّ التَّ ِ‬
‫ار ِ‬ ‫الَّتِي َمألَ ِ‬
‫ت ال َخافِقَ ِ‬
‫رب؛ فَلَ ْم يَ َخافُوا ول ْم يَضعفُوا‪ ،‬وهُم َ‬
‫ليس لَهُم نَاص ٌر وال‬ ‫ال َّسلاَ ُم) ُش ْعلَةً تُضي ُء لَهُ ُم ال َّد َ‬
‫عين إلاَّ إيمانَهُم باهللِ و ُحبَّهُم ل َوطَنِ ِهم و َشعبِ ِهم‪.‬‬ ‫ُم ٌ‬
‫طياف ال َّشع ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف واح ٍد من أَ‬
‫ضحيات الكبيرةُ على طَ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ك ال َحربُ والتَّ‬ ‫ل ْم تَقتَصرْ تل َ‬
‫شار ْك فيها فِئةٌ ُمعينةٌ‬ ‫جميع أَطيَافِ ِه وأصب َح يَدًا َو ِ‬
‫اح َدةً‪ ،‬ول ْم تُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بلْ تَ َو َّح َد ال َّشعبُ ال ِعراقِ ُّي بِ‬
‫ب‪ِ ،‬ر َجالاً َونِ َسا ًء‪ ،‬شيو ًخا و َشبَابًا وفِتيَةً ل َّما يَ ْبلُ ُغوا‬
‫ت ال َّشع ِ‬‫من ُكلِّ فئا ِ‬
‫المضحون ْ‬
‫َ‬ ‫بلْ َ‬
‫كان‬
‫ك يَج َمعُهم ُكلهم‪ .‬وما ال ُمضحِّ ي إلاَّ ُم ِحبٌّ قَب َل ُكلِّ َشي ٍء‪،‬‬ ‫طن أمر ُمشتَر ٌ‬ ‫ال ُحلُ َم‪ ،‬فحُبُّ ال َو ِ‬
‫اآلخرون فخلَّ ُدوا ِذك َرهُ‪ ،‬فـــ‪:‬‬
‫َ‬ ‫من أَجلِ ِهم‪َ ،‬و َع ِشقَهُ‬‫ضحَّى ْ‬ ‫اآلخرين فتَفَانَى فِي ِهم و َ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َع ِش َ‬
‫بِ َغ ِ‬
‫ير تَضْ حي ٍة َر ِ‬
‫ضيَّة‬ ‫مــا نَا َل َمرتِبَةَ ال ُخلُــو ِد‬
‫ض ِحيَّة‬
‫ت َ‬ ‫بِلاَ ِدهَا َذهَبَ ْ‬ ‫ت نُفُ ْوسٌ فِي َسبِ ِ‬
‫يل‬ ‫َعا َش ْ‬
‫ذل‬ ‫ت‪ ،‬فق ْد سوغ َما قَ َّد َمهُ هؤال ِء األَبطا ُل ْ‬
‫من بَ ِ‬ ‫ليست كالغايا ِ‬ ‫ْ‬ ‫سام والغايةَ‬‫الهدف ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫وع وال َع َ‬ ‫َ‬ ‫راق األَ ِ‬ ‫النَّ ِ‬
‫فس‪ ،‬وتَ َح ُّم ِل فِ ِ‬
‫ت‬
‫والجرا َحا ِ‬
‫ِ‬ ‫ش‪ ،‬وال َحرِّ والبَر ِد‪،‬‬ ‫ط ِ‬ ‫هل واأل ِحبَّ ِة‪ ،‬والجُّ ِ‬
‫ك وإِيثَا ُرهُم وفِ َداؤهُم ما تحقَّق النَّص ُر‬ ‫الَّتِي أَصبَ َح ْ‬
‫ت ِو َسا ًما لَهُم‪َ ،‬ولَولاَ تَضْ ِحيَاتُهُم تِل َ‬
‫الذي صار درسًا لإلنسانية جمعاء‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫ص َد َح ال َّر ُج ُل َرفَ َع َ‬
‫ص ْوتَهُ‪.‬‬ ‫ص َد َح ْ‬
‫ت‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫األرض‪ ،‬والص َّْوبُ ‪ :‬جهةٌ أو ناحيةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب ‪ :‬ال َحدَبُ ‪ :‬ما ارتف َع و َغلُظَ َ‬
‫من‬ ‫صو ٍ‬
‫بو َ‬‫ح َد ٍ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ب) أيْ ‪ِ :‬م ْن ُكلِّ ِ‬
‫الجها ِ‬ ‫صو ٍ‬ ‫(من ُكلِّ َح َد ٍ‬
‫ب َو َ‬ ‫و ِعبَارةُ ْ‬
‫اآلتيتين‪( :‬هَ ْت ٌ‬
‫ك‪ ،‬س َّوغ)‬ ‫ِ‬ ‫الكلمتين‬
‫ِ‬ ‫استعملْ ُم ْع َج َم َ‬
‫ك إلي َجا ِد معانِي‬

‫نشاط‬
‫ٌ‬

‫في النصِّ نواس ُخ لالبتدا ِء استَ ْخ ِر ِ‬


‫ج اثنين منها وأعربهما مع معموليهما ‪.‬‬

‫واالستيعاب‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫نظر‬
‫ِ‬ ‫بعد قراءتِك نصَّ المطالع ِة كيف تَرى مفهومي التَّضحي ِة وال َوحد ِة من وجه ِة‬
‫العراقيين؟‬

‫‪46‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أسلوب النَّ ْف ِي‬


‫ُ‬
‫إنعام وتبصُّ ٍر ْ‬
‫؛إذ تض َّم َن‬ ‫س الـ ُمطالع ِة بِ ٍ‬ ‫ك إلى قِراء ِة َدرْ ِ‬ ‫الب أَدعو َ‬
‫عزيزي الطَّ َ‬
‫بأعز ما يمل ُكهُ‬‫ِّ‬ ‫طن وتُرابِ ِه الـ ُمق َّد ِ‬
‫س‬ ‫أجل ال َو ِ‬ ‫موضوعًا إنسانيًّا كبيرًا‪،‬وهو التَّضحيةُ ِم ْن ِ‬
‫س أَقصى َغاي ِة الـجُو ِد»‪ .‬ومن ثم‬ ‫ت العربُ ‪« :‬الـجُو ُد بِالنَ ْف ِ‬
‫المر ُء‪،‬وهو النَّ ْفسُ ‪،‬كما قال ِ‬
‫ب الخبري ِة التي توصَّل بها المتكلِّ ُم لنَ ْق ِ‬
‫ض‬ ‫تج ُد الدرس قد تض َّمن أسلوبًا من األسالي ِ‬
‫ها‪،‬باستعمال مجموع ٍة‬
‫ِ‬ ‫ت ما يُخالفُ‬
‫‪،‬وإنكارها‪،‬وإثبا ِ‬
‫ِ‬ ‫األفكار الوارد ِة في أثنائ ِه‬
‫ِ‬ ‫مجموع ٍة ِم َن‬
‫متنوعةٌ‪،‬لكلٍّ منها‬
‫لتحقيق هذا المعنى‪،‬وهي ِّ‬
‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫ت بِهَا قريحةُ‬
‫ت التي جا َد ْ‬‫ِم َن األدوا ِ‬
‫اق الذي تَ ِر ُد فيه‪،‬ولكنَّها تجتم ُع في‬‫ب ال ِّسيَ ِ‬
‫تركيبي في الجمل ِة‪،‬بحس ِ‬
‫ٌّ‬ ‫وظيفةٌ دالليَّةٌ و َع َم ٌل‬
‫ُوف‪،‬وفيها فِ ْع ٌل واح ٌد‪،‬واس ٌم واح ٌد كذلك‪.‬‬‫معنى (النَّفي)‪،‬وهي أَكث ُرهَا ُحر ٌ‬
‫ُوف للنَّفي في النَّصِّ الذي قَ َر ْأتَه؛ َوصفُنَا الـ ُمضح َ‬
‫ّين ِم ْن‬ ‫فَ ِم ْن أمثل ِة ما َو َر َد من ُحر ٍ‬
‫من ُحطَ ِام ال ُّدنيَا ِسوى ال ِع َّز ِة َوال َك َرا َم ِة)‪،‬‬ ‫جل هذا ال َوطَ ِن بأنَّهم ( َما َكانُوا لِيَأْ َملُوا َش ْيئًا ْ‬
‫أَ ِ‬
‫وهم (لَ ْم يَ َخافُوا ول ْم يَض َعفُوا)‪( ،‬فكانوا شيو ًخا و َشبَابًا وفِتيَةً لـ َّما يَ ْبلُ ُغوا ال ُحلُ َم)‪َ ( ،‬ولَولاَ‬
‫فالمالح ُم التي َخاضُوهَا (لاَ تُن َسى‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ك وإِيثَا ُرهُم وفِ َداؤهُم ما تحقَّق النَّصرُ)‪،‬‬ ‫تَضْ ِحيَاتُهُم تِل َ‬
‫َو َحتَّى لاَ يُ ْب َخسُوا لاَ ب َّد ِم ْن اإل َشا َر ِة إليها وتخلي ِدهَا)‪.‬‬
‫األبطال بتضحي ِة سيِّ ِد‬
‫ِ‬ ‫و ِم ْن أمثل ِة الفِع ِْل الذي يدلُّ على النَّ ْف ِي‪ ،‬تشبيهُنَا تضحيةَ هؤال ِء‬
‫(فليس لَهُم نَاص ٌر‬
‫َ‬ ‫الحسين(عليه السالم) الذي صا َر رم ًزا يُحْ تَذى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫ُشهدا ِء الجنَّ ِة‬
‫عين إلاَّ إيمانَهُم باهللِ و ُحبَّهُم ل َوطَنِ ِهم و َشعبِ ِهم)‪.‬‬
‫وال ُم ٌ‬
‫أ ّما االس ُم الذي يدلُّ على النَّ ْف ِي‪ ،‬ف ِمثَالُهُ قولُنَا‪:‬‬
‫بِ َغ ِ‬
‫ير تَضْ حي ٍة َر ِ‬
‫ضيَّة‬ ‫ما نَا َل َمرتِبَةَ ال ُخلُو ِد‬
‫(أسلوب النَّ ْف ِي)‪ ،‬وهو ِم َن األسالي ِ‬
‫ب العربيَّ ِة‬ ‫َ‬ ‫ت أمثلتُهُ‬ ‫ويُس َّمى هذا األسلوبُ الذي َو َر َد ْ‬
‫ان‪( :‬النَّ ْف ُي‬
‫ت‪ ،‬وهو قِ ْس َم ِ‬ ‫الف ْ‬
‫اإلثبا ِ‬ ‫الخبريَّ ِة‪ ،‬يُرا ُد بِ ِه نقضُ فكر ٍة وإنكا ُرهَا‪ ،‬فهو ِخ ُ‬
‫الصَّريح) و (النَّ ْف ُي الضِّ ُّ‬
‫مني)‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ريح‬
‫الص ُ‬
‫أوال ‪ -‬النَّفْيُ َّ‬

‫ت النَّ ْفي‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫باستعمال إحدى أدوا ِ‬
‫ِ‬ ‫ي الظَّاه ُر‬
‫هو النَّ ْف ُ‬
‫‪ -1‬األفعالُ‪ ( :‬لَي َ‬
‫ْس )‪.‬‬
‫‪ -2‬األسما ُء‪َ ( :‬غيْر )‪.‬‬
‫الت‪ ،‬لَ ْم‪ ،‬لـ َّما‪ ،‬لَ ْن ‪ ،‬ال النافيةُ غي ُر العامل ِة‪ ،‬ال النَّافيةُ للجنس)‪.‬‬ ‫الحروف‪( :‬ما‪ْ ،‬‬
‫إن‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -1‬األفعال‬

‫(ليس)‬

‫تأثيران‬
‫ٍ‬ ‫بالدخول على الجمل ِة االسميَّ ِة‪ ،‬وله‬
‫ِ‬ ‫ماض ناقصٌ جام ٌد يفي ُد النَّف َي‪ ،‬يختصُّ‬
‫ٍ‬ ‫فع ٌل‬
‫و(إعرابي)‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫(معنويٌّ)‬
‫المعنوي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫أ َّولاً ‪ :‬التَّأثي ُر‬
‫وقول المتنبّي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ْس المقات ُل جبانًا)‪،‬‬ ‫بخبرها‪ ،‬كقولِنا‪( :‬لَي َ‬
‫ِ‬ ‫اف اس ِمها‬
‫ص َ‬ ‫تَ ْنفِي (لَي َ‬
‫ْس) اتِّ َ‬
‫َولَ ِكنَّهُ ِمن شي َم ِة األَ َس ِد ال َور ِد‬ ‫ْس َحيَا ُء ال َوجْ ِه في ال ِّذ ْئ ِ‬
‫ب شي َمةً‬ ‫َولَي َ‬
‫فائدة‬ ‫اإلعرابي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬التَّأثي ُر‬

‫الحروف‪ ،‬ال يعني‬ ‫ما يُ ْع َربُ (زائدًا) ِم َن‬


‫ان)‪ ،‬فترف ُع‬ ‫تعم ُل (لَي َ‬
‫ْس) َع َم َل ( َك َ‬
‫ِ‬
‫المبتدأَ اس ًما لها‪ ،‬وتنصبُ الخب َر خبرًا‬
‫ي معنًى‪ ،‬فال َّزائ ُد في اللُّغ ِة ال‬ ‫تجرُّ َده ِم ْن أ ِّ‬
‫لها‪ .‬والس ِمها حالتان‪:‬‬
‫ي غرضًا‬ ‫يُزا ُد اعتباطًا‪ ،‬وإنَّما ي ُْؤتَى بِ ِه ليؤ ِّد َ‬
‫األولى‪( :‬ظاهر) مثلما تق َّدم‪ ،‬ويجو ُز‬
‫ُمعيَّنًا‪ ،‬وهو توكي ُد المعنى وتقويتُهُ‪،‬وإنَّما‬
‫بحرف الجرِّ ال َّزائ ِد ( ِم ْن)؛‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أن يُ َج َّر‬
‫يمكن حذفُهُ من ِ‬
‫دون ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫ُس ِّمي (زائدًا)؛ ألنَّه‬
‫ُ‬
‫فيكون‬ ‫لِتوكي ِد النَّ ْف ِي‪ ،‬إذا َ‬
‫كان نكرةً‪،‬‬
‫األساسي للجُمل ِة‪.‬ومن‬
‫ِّ‬ ‫يؤثِّر ذلك في المعنى‬
‫اس ُمها مجرورًا لفظًا مرفوعًا محلاّ ً‪،‬‬
‫أمثل ِة ذلك‪(:‬الباء) ال َّزائدةُ في ِ‬
‫خبر (لَي َ‬
‫ْس)‪.‬‬
‫عامل)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫المصنع ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫(ليس في‬
‫َ‬ ‫كقولنا‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫والثَّانيةُ‪( :‬ضمير) إ َّما بار ٌز‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿ :‬ولاَ تَقُولُوا لِ َم ْن أَ ْلقَى إِلَ ْي ُك ُم ال َّسلاَ َم لَس َ‬
‫ْت‬
‫ليس‪.‬‬
‫رفع اس َم َ‬ ‫ٍ‬ ‫مبني في مح ِّل‬ ‫ٌّ‬ ‫ْت) ضمي ٌر ُمتّص ٌل‬ ‫ُم ْؤ ِمنًا﴾(النّساء‪،)94:‬فالتاء في (لَس َ‬
‫بن المل ّوح‪:‬‬ ‫س ِ‬ ‫كقول قي ٍ‬
‫ِ‬ ‫وإ َّما ُمستت ٌر‬
‫ان َم ْن تَهواهُ لَي َ‬
‫ْس بِ ِذي ُو ِّد‬ ‫إِذا َك َ‬ ‫ار لَي َ‬
‫ْس بِنافِ ٍع‬ ‫ب ال َّد ِ‬‫َعلى أَ َّن قُرْ َ‬
‫ْس) ضمي ٌر ُمستت ٌر تقديره (هو)‪.‬‬ ‫فاس ُم (لَي َ‬
‫ت‪:‬‬
‫ثالث حاال ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أ َّما خب ُرها فله‬
‫ُ‬
‫فيكون الخب ُر‬ ‫أن يُ َج َّر بالبا ِء ال َّزائد ِة لتوكي ِد النَّ ْف ِي‪،‬‬ ‫األولى‪ُ :‬مفر ٌد مثلما تق َّد َم‪ ،‬ويجو ُز ْ‬
‫نتصر)‪ ،‬وقوله تعالى‪﴿ :‬قُلْ‬ ‫ٍ‬ ‫ْس اإلرهابُ بِ ُم‬ ‫محل‪ ،‬كقولنا‪( :‬لَي َ‬ ‫ّاً‬ ‫مجرورًا لفظًا منصوبًا‬
‫نتصر)‬
‫ٍ‬ ‫حرف جرٍّ زائ ٌد لتوكي ِد النَّ ْف ِي‪ ،‬و( ُم‬ ‫ُ‬ ‫ْت َعلَ ْي ُك ْم بِ َو ِك ٍ‬
‫يل﴾(األنعام‪ ،)66:‬فالبا ُء‬ ‫لَس ُ‬
‫ّاً‬
‫محل‪.‬‬ ‫ْس) مجرو ٌر لفظًا منصوبٌ‬ ‫يل) خب ُر (لَي َ‬ ‫و( َو ِك ٍ‬
‫والثّانية‪ :‬جملةٌ‪ ،‬كقول ال َّشاعر‪:‬‬
‫ْس يَحو ُل‬ ‫َوقَ ْلبٌ َع ِن األَ ْش َو ِ‬
‫اق لَي َ‬ ‫وطان لَي َ‬
‫ْس يَ ُزو ُل‬ ‫ِ‬ ‫َحنِي ٌْن إِلى األَ‬
‫ْس)‪.‬‬ ‫فالجملةُ الفعليَّةُ (يزولُ) في محلِّ نص ٍ‬
‫ب خبرًا لـ (لَي َ‬
‫كقول أبي ت َّمام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ظرف)‪،‬‬ ‫والثَّالثةُ‪ِ :‬شبهُ جمل ٍة (جارٌّ ومجرو ٌر أو‬
‫َم ْن َشكا ظُ ْل َم َحبِ ْي ٍ‬
‫ب ظَلَما‬ ‫ْس ِمنّا َم ْن َش َكا ِعلَّتَهُ‬
‫لَي َ‬
‫وقول ناصيف اليازج ّي‪:‬‬‫ِ‬
‫واق‬ ‫وال ِم َّما قَ َ‬
‫ضاهُ هللاُ ِ‬ ‫اق‬ ‫ق األَرْ ِ‬
‫ض بَ ِ‬ ‫ك لَي َ‬
‫ْس فَ ْو َ‬ ‫لَ َع ْم ُر َ‬

‫ب خبرٌا لـ (لَي َ‬
‫ْس)‪.‬‬ ‫ق) في محلِّ نص ٍ‬‫فشبه الجملة‪،‬الجارُّ والمجرور ( ِمنَّا)‪ ،‬والظَّرف (فَ ْو َ‬‫ِ‬
‫بخصيصتين‪ ،‬إحداهما‪ :‬أنَّها تبقى عاملةً إذا تق َّد َم خبرُها على‬
‫ِ‬ ‫ْس)‬ ‫ْ‬
‫انمازت (لَي َ‬ ‫وقَ ِد‬
‫س الحمدان ّي‪:‬‬ ‫ها‪،‬كقول أبي فرا ٍ‬
‫ِ‬ ‫اس ِم‬
‫قَ ْد يَه ُُّز السُّؤا ُل َغي َر ال َجوا ِد‬ ‫ْس ج ُْودًا َع ِطيَّةٌ بِس ِ‬
‫ُؤال‬ ‫لَي َ‬
‫هالل العسكريِّ‪:‬‬‫ٍ‬ ‫كقول أبي‬
‫ِ‬ ‫انتقض نفيُها بـ (إلاّ )‪،‬‬
‫َ‬ ‫واألُخرى‪ :‬أنَّها تبقى عاملةً إذا‬
‫وال صُن َع إلاّ أَ ْن تَ ُك َ‬
‫ون ال َّدرا ِه ُم‬ ‫ْس ال ُّذ ْخ ُر إلاّ َ‬
‫صنِي َعةً‬ ‫ي لَي َ‬
‫َخلِ ْيلَ َّ‬

‫‪49‬‬
‫ت المبتدأَ اس ًما لها ونصب ِ‬
‫ت‬ ‫ت عاملةً فرفع ِ‬ ‫ْس) بَقِيَ ْ‬ ‫أن (لَي َ‬
‫انظرْ عزيزي الطالب َّ‬
‫خبرها (ج ُْودًا) على اس ِمها ( َع ِطيَّةٌ) في البيت‬
‫ِ‬ ‫الخب َر خبرًا لها على الرَّغم من تق ُّد ِم‬
‫ت الثَّاني‪.‬‬‫األول‪،‬وانتقاض نَ ْفيِها بـ (إلاّ ) في البي ِ‬
‫ِ‬

‫‪ -2‬األسماء‬

‫(غير)‬

‫األلفاظ‬
‫ِ‬ ‫(المضاف إليه)؛ َّ‬
‫ألن ( َغيْر) ِم َن‬ ‫ُ‬ ‫اس ٌم يفي ُد النَّف َي‪ ،‬ينفي االس َم الواق َع بع َدهُ‪ ،‬وهو‬
‫ب موقع ِه من الجمل ِة‪ ،‬كقولِنا‪:‬‬‫بشرط ألاّ يُق َّد َر بـ (إلاّ )‪ ،‬ويُع َربُ بحس ِ‬
‫ِ‬ ‫الـ ُمالزم ِة لإلضاف ِة‪،‬‬
‫ضاف إليه مجرور ْ‬
‫ٌ‪.‬ومن‬ ‫ٌ‬ ‫الجاهل)‪ ،‬فلفظة ( َغيْر) تُعربُ خبرًا‪ ،‬وما بعدها ُم‬ ‫ِ‬ ‫(العال ُم َغ ْي ُر‬
‫أمثل ِة ذلك قولُهُ تعالى‪﴿ :‬فَنَ ْع َم َل َغ ْي َر الَّ ِذي ُكنَّا نَ ْع َملُ﴾ (األعراف‪ ،)53:‬نُ ِ‬
‫صبَ ْ‬
‫ت ( َغ ْي َر) في‬
‫المثالين الـ ُمتق ّد ِ‬
‫مين االس َم‬ ‫ِ‬ ‫للفعل (نَ ْع َم َل)‪ ،‬ونَفَ ْ‬
‫ت في‬ ‫ِ‬ ‫هذه اآلي ِة الكريم ِة؛ ألنَّها مفعو ٌل به‬
‫المضاف اليه بَ ْع َدها‪.‬‬
‫َ‬

‫‪ -3‬الحروف ‪:‬‬

‫فائدة‬ ‫(ما)‬

‫تُس َّمى الّال ُم في قولِنا‪( :‬لَقَ ْد َسافَ َر) ال َم‬ ‫الجمل‬


‫ِ‬ ‫نفي تدخ ُل على‬
‫حرف ٍ‬ ‫ُ‬
‫القَ َس ِم (المحذوف)‪ ،‬وهي تفي ُد التَّوكي َد‪،‬‬ ‫ويختلف زمنُها‬
‫ُ‬ ‫الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة‪،‬‬
‫ماض إلاّ‬
‫ٍ‬ ‫فعل‬
‫أن تدخ َل على ٍ‬ ‫وال يجو ُز ْ‬ ‫وعملُهَا بِ َح َس ِ‬
‫ب ما يأتي‪:‬‬
‫الفعل‪ ،‬فهي تُقرِّبُ زمنَهُ‬ ‫ِ‬ ‫بوجو ِد (قَ ْد) قب َل‬ ‫ت على جمل ٍة فعليَّ ٍة‪ ،‬فإنَّها‬ ‫‪ -1‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫حين ننفي هذ ِه الجملةَ‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫الحال؛ لذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِم َن‬ ‫تكون نافيةً غي َر عامل ٍة من النَّاحي ِة‬
‫ُ‬
‫الم و(قَ ْد) نستعم ُل أداةَ النَّ ْف ِي‬‫المؤ ّكدةَ بالّ ِ‬ ‫ماض‬
‫ٍ‬ ‫اإلعرابيَّ ِة‪ ،‬والفع ُل بع َدها إ َّما‬
‫(ما) مسبوقةً بقَ َس ٍم‪ ،‬فنقولُ‪( :‬وهللاِ َما‬ ‫كان ماضيًا نَفَ ْ‬
‫ت‬ ‫ع‪ْ ،‬‬ ‫وإ َّما مضار ٌ‬
‫فإن َ‬
‫َساف َر)‪.‬‬
‫من الماضي‪ ،‬كقولِنا‪:‬‬ ‫حدوثَه في ال َّز ِ‬
‫(ما لَ َّو ْث ُ‬
‫ت البيئةَ)‪،‬‬

‫‪50‬‬
‫ّصافي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫معروف الر‬‫ٍ‬ ‫وقول‬
‫ِ‬
‫تَ ْم ِشي َوقَ ْد أَ ْثقَ َل اإل ْمال ُ‬
‫ق َم ْم َشاهَا‬ ‫ت أَ ْلقَاهَا‬
‫لَقِ ْيتُها لَ ْيتَنِي َما ُك ْن ُ‬
‫وقول‬
‫ِ‬ ‫الحاضر‪،‬كقولِنا‪( :‬ما أَتَنَ َّم ُر على أَ َح ٍد)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫كان مضارعًا نَفَ ْ‬
‫ت حدوثَه في ال َّز َم ِن‬ ‫ْ‬
‫وإن َ‬
‫المتنبّ ّي‪:‬‬
‫ان إِلاّ ال َعوا ِم ُل‬
‫ت الفُرْ َس َ‬
‫َوما يَن ُك ُ‬ ‫َو ُكلُّ أَنابِ ْي ِ‬
‫ب القَنا َم َد ٌد لَهُ‬
‫نوعين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الحال‪ ،‬وتأتي على‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬إذا َد َخلَتْ على جمل ٍة اسميَّ ٍة‪ ،‬فه َي لِ ِ‬
‫نفي‬
‫أهل (الحجاز) الّ َ‬
‫ذين يُعملونَها‬ ‫س)‪ ،‬وتُس َّمى (ما الحجازيَّة)‪ ،‬نسبةً إلى ِ‬ ‫أ‌‪ -‬عاملةٌ َع َم َل (لَ ْي َ‬
‫بخبرها‪ ،‬فترف ُع المبتدأَ اس ًما‬ ‫ِ‬ ‫صاف اس ِمها‬‫َ‬ ‫ْس)؛ ألنَّها تُشبهُها في المعنى‪ ،‬تنفي اتّ‬
‫َع َم َل (لَي َ‬
‫ينتقض نفيُها بـ (إلاَّ )‪ ،‬وألاَّ‬
‫َ‬ ‫شرطان‪،‬هما‪ :‬ألاَّ‬
‫ِ‬ ‫لها وتنصبُ الخب َر خبرًا لها‪ ،‬إذا تواف َر‬
‫ق شرطي إعمالِها‪ ،‬قولُهُ تعالى‪َ ﴿ :‬ما هَ َذا بَ َشرًا﴾‬
‫ومن أمثل ِة تحقُّ ِ‬
‫يتق َّد َم خبرُها على اس ِمها‪ْ ،‬‬
‫(يوسف‪ )31:‬فيُ ْع َربُ (هذا) اس ًما لها مرفوعًا‪ ،‬و(بَ َشرًا) خبرًا لها منصوبًا‪.‬‬
‫ومثلُهُ قو ُل المتنبّي‪:‬‬
‫إِذا لَم يَ ُكن في فِعلِ ِه َوال َخالئِ ِ‬
‫ق‬ ‫ُسن في َوج ِه الفَتى َش َرفًا لَهُ‬
‫َوما الح ُ‬
‫يكون خبرُها شبهَ جمل ٍة‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿ :‬و َما هُ ْم ِم ْن ُك ْم َولَ ِكنَّهُ ْم قَ ْو ٌم يَ ْف َرقُ َ‬
‫ون﴾‬ ‫ُ‬ ‫َوقَ ْد‬
‫(التوبة‪ ،)56:‬ومثلُهُ قو ُل أحمد شوقي‪:‬‬
‫َولَ ِكن تُؤ َخ ُذ ال ُد ْنيَا ِغالبَا‬ ‫ب بِالتَّ َمنّي‬
‫َوما نَي ُل الـ َمطالِ ِ‬

‫غير الـ ُمنتقض بـ‬ ‫ِ‬ ‫خبرها المفر ِد‬ ‫ِ‬ ‫حرف الجرِّ ال َّزائ ِد (الباء) على‬‫ِ‬ ‫ويجو ُز دخو ُل‬
‫محل‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿:‬و َما‬ ‫ّاً‬ ‫فيكون الخب ُر مجرورًا لفظًا منصوبًا‬ ‫ُ‬ ‫لغرض التوكي ِد‪،‬‬ ‫(إلاَّ )‬
‫ِ‬
‫ظلاَّ ٍم لِ ْل َعبِي ِد﴾(فصّلت‪ ،)46:‬ومثلُهُ قو ُل المتنبّي‪:‬‬ ‫ك بِ َ‬‫َربُّ َ‬
‫إِذا لَم أُبَجَّل ِعن َدهُ َوأُ َكر َِّم‬ ‫نز ٍل‬
‫ت ِعندي بِ َم ِ‬ ‫نز ُل اللَ ّذا ِ‬‫َوما َم ِ‬
‫منصوبين ّاً‬ ‫مجرورين لفظًا‬
‫محل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خبرين لـ (ما)‬
‫ِ‬ ‫نز ٍل)‬ ‫فيُعربُ (بِظَلاَّ ٍم) و (بِ َم ِ‬
‫ين في‬ ‫ين المذكو َر ِ‬ ‫من ال َّشرطَ ِ‬ ‫ب‌‪ -‬غي ُر عامل ٍة‪ ،‬وتُس َّمى (نافيةً ُم ْه َملَةً)‪ :‬إذا اخت َّل واح ٌد َ‬
‫بين قولِ ِه تعالى‪:‬‬‫الطالب – َ‬ ‫َ‬ ‫(أ)‪ ،‬فيُ ْع َربُ ما بع َدها (مبتدأً وخبرًا)‪ ،‬ولو وازنت – عزيزي‬
‫﴿ َما هَ َذا بَ َشرًا﴾ (يوسف‪ ،)31:‬وقولِ ِه تعالى‪َ ﴿:‬ما هَ َذا إِلاَّ بَ َشرٌ﴾ (المؤمنون‪ ،)24:‬لتبي ََّن‬

‫‪51‬‬
‫فائدة‬ ‫بين (ما) النَّافي ِة ال َعا ِملَ ِة‬
‫ق َ‬ ‫ك الفر ُ‬ ‫ل َ‬

‫تأتي (ال ٌم) مكسورةٌ بع َد ( َما) أو (لَ ْم)‬ ‫ْس)‪ ،‬و(ما) النَّافِيَ ِة ِ‬
‫غير‬ ‫َع َم َل (لَي َ‬

‫النَّ‬ ‫العامل ِة‪ ،‬فَهَلْ تستطي ُع ِذ ْك َر ال َّسبَ ِ‬


‫ب‬
‫منفي‪:‬‬
‫ٍّ‬ ‫كون‬
‫ٍ‬ ‫اخلتين على‬
‫ِ‬ ‫افيتين ال ّد‬
‫ِ‬
‫إعمال هذه األخير ِة ؟‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫في ِ‬
‫ْ‬
‫يكن)‪،‬فتفي ُد معنى‬ ‫كان) أو (لَ ْم‬
‫َ‬ ‫( َما‬
‫وكذلك عدم إعمالِها في قول‬
‫ُ‬
‫الجحود)‪،‬وتكون‬ ‫التّوكي ِد‪،‬وتُس َّمى (الم‬
‫علي (عليه السالم)‪:‬‬ ‫اإلمام ٍّ‬
‫ِ‬
‫المضارع‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫سببًا لنص ِ‬
‫نسان إِلاّ بِدينِ ِه‬
‫اإل ُ‬ ‫لَ َعم ُر َ‬
‫ك ما ِ‬
‫ي على‬ ‫ت لأِ عتد َ‬ ‫بع َدها‪،‬كقولِنا‪( :‬ما ُك ْن ُ‬
‫ُك التَّ ْق َوى اِتِّكالاً َعلى النَّ َسب‬
‫فَال تَتر ِ‬
‫اآلخرين)‪،‬فالّال ُم ال ُم الجحو ِد لتوكي ِد‬
‫َ‬
‫ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِّ‬
‫افعي‪:‬‬
‫ي)‬
‫ع (أعتد َ‬ ‫النَّ ِ‬
‫في‪،‬والفع ُل المضار ُ‬
‫َوال تَج َز ْع لِحا ِدثَ ِة اللَّيَالِي‬
‫منصوبٌ وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬
‫ث ال ُّد ْنيَا بَقَا ُء‬
‫فَ َما لِ َحوا ِد ِ‬
‫ت (ما) في قول اإلمام علي لنقضها بـ (إلاّ ) في حين أنها اهملت في قول‬ ‫فَقَ ْد أُ ْه ِملَ ْ‬
‫ث) على اس ِمها (بَقَا ُء)‪.‬‬
‫والمجرور (لِ َحوا ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫الشافعي لتق ُّد ِم ِ‬
‫خبرها الجارِّ‬

‫( إِنْ )‬
‫الجمل الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة‪ ،‬ويغلبُ اقترانُها بأدا ِة ال َحصْ ِر‬
‫ِ‬ ‫حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على‬
‫ُ‬
‫ب ما يأتي‪:‬‬ ‫ويختلف زمنُها بِ َح َس ِ‬
‫ُ‬ ‫(إلاّ )‪ ،‬وهي تُشبهُ (ما) في المعنى ولكنَّها غي ُر عامل ٍة‪،‬‬
‫يكون الفع ُل بع َدها ماضيًا وإ َّما مضارع ْ‬
‫ًا‪،‬فإن‬ ‫َ‬ ‫ت على جمل ٍة فعليَّ ٍة‪ ،‬فإ َّما ْ‬
‫أن‬ ‫‪ -1‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫من الماضي‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬يحلفون باهلل ْ‬
‫إن أردنا إال‬ ‫ت حدوثَه في ال َّز ِ‬ ‫كان ماضيًا نَفَ ْ‬
‫َ‬
‫الحاضر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كان مضارعًا نَفَ ْ‬
‫ت حدوثَه في ال َّز َم ِن‬ ‫وإن َ‬‫إحسانًا وتوفيقًا﴾ (النساء‪ْ ،)62:‬‬
‫ب النَّافعةَ)‪ ،‬بمعنى (ما أقرأُ)‪.‬‬
‫(إن أقرأُ إلاَّ ال ُكتُ َ‬ ‫كقولِنا‪ْ :‬‬
‫الحال‪ ،‬ولَ ْم تَ ِر ْد عاملةً في‬
‫ِ‬ ‫ت على جمل ٍة اسميَّ ٍة‪ ،‬فهي نافيةٌ غي ُر عامل ٍة تفي ُد نف َي‬
‫‪ -2‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫ُور﴾(الملك‪.)20:‬‬ ‫ومن أمثل ِة ذلك قولُهُ تعالى‪﴿ :‬إِ ِن ْال َكافِر َ‬
‫ُون إِلاَّ فِي ُغر ٍ‬ ‫الكريم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬

‫‪52‬‬
‫(التَ )‬

‫ْس) بشرطَ ِ‬
‫ين‪:‬‬ ‫الجمل االسميَّ ِة فَقَ ْ‬
‫ط‪ ،‬وتعم ُل َع َم َل (لَي َ‬ ‫ِ‬ ‫نفي تدخ ُل على‬
‫حرف ٍ‬ ‫ُ‬
‫مان‪ ،‬مثل (ساعة‪َ ،‬و ْقت‪ِ ،‬حيْن‪ ،‬زمان)‪.‬‬ ‫ين على ال َّز ِ‬ ‫يكون اس ُمها وخبرُها دالّ ِ‬
‫َ‬ ‫أ‌‪ْ -‬‬
‫أن‬
‫ُ‬
‫حذف اس ِمها مثل الجملة التي‬ ‫ف أح ُد معمولَ ْيهَا (االسم أو الخبر)‪،‬والغالبُ‬
‫أن يُحْ َذ َ‬
‫ب‌‪ْ -‬‬
‫وردت في النصَّ لمطالعة (والت ساعةَ ِ‬
‫مندم)‪.‬‬
‫ف اس ُمها‬ ‫ع)‪ ،‬فَ ُح ِذ َ‬ ‫حين تَسرُّ ٍ‬ ‫الحين َ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫(والت‬ ‫والت ِحي َْن تَ َسرُّ ٍ‬
‫ع)‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫وكقولنا‪( :‬تس َّر ْع ُ‬
‫دال عليه‪ ،‬ومنه قولُهُ تعالى‪َ ﴿ :‬ك ْم أَ ْهلَ ْكنَا ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم ِم ْن‬ ‫(حي َْن) ّاً‬ ‫(الحي ُْن)‪ ،‬وبقي خبرُها ِ‬ ‫ِ‬
‫ابن الرُّ ِّ‬
‫ومي‪:‬‬ ‫ص﴾(ص‪ ،)3:‬ومثلُهُ قو ُل ِ‬ ‫ين َمنَا ٍ‬ ‫ت ِح َ‬ ‫قَرْ ٍن فَنَا َد ْوا َولاَ َ‬
‫ب‬ ‫َو َع ِجيْبُ ال َّز َم ِ‬
‫ان َغ ْي ُر َع ِج ْي ِ‬ ‫ ‬
‫ب‬ ‫اب َر ْأ ِسي َو َ‬
‫الت ِحي َْن َم ِش ْي ِ‬ ‫َش َ‬

‫(لم)‬

‫المضارع‪ ،‬فَتَ ْنفِيْه‪،‬وتجز ُمهُ‪،‬‬


‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫خول على‬ ‫نفي و َج ْز ٍم وقَ ْل ٍ‬
‫ب‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫حرف ٍ‬
‫وتقلبُ زمنَه إلى الماضي‪ ،‬فالمثال في نصِّ المطالعة‪ :‬فلم يخافوا‪ ،‬ولم يضعفوا)‪،‬‬
‫المضارع (خاف‪،‬‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫شارك في ظُ ْل ِم اآلخرين)‪ ،‬فقد ْ‬
‫نفت (لــ َ ْم) معنى‬ ‫ْ‬ ‫وكقولِنا‪( :‬لَــ ْم أُ‬
‫ِ‬
‫ت زمنَه إلى الماضي‪ ،‬ومنه قولُهُ تعالى‪:‬‬
‫شارك)‪ ،‬و َج َز َم ْتهُ‪ ،‬وقَلَبَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ضعف‪ ،‬أُ‬
‫ط بِ ِه﴾ (النَّمل‪،)22:‬‬ ‫طت بِ َما لَ ْم تُ ِح ْ‬
‫﴿فَقَا َل أَ َح ُ‬
‫زاعي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ومثلُهُ قو ُل ِد ْعبِ ٍل ال ُخ‬
‫الزيا َد ِة بِال ُك ِ‬
‫فر‬ ‫َوهَل يُرتَجى نَي ُل ِ‬ ‫ك ِم ْن ُك ِ‬
‫فر نِع َم ٍة‬ ‫ك لَ ْم أَهجُرْ َ‬
‫هَ َجرْ تُ َ‬
‫(لَ َّما)‬
‫المضارع‪ ،‬فَتَ ْنفِيْه‪ ،‬وتجز ُمهُ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫خول على‬‫ب‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫نفي و َج ْز ٍم وقَ ْل ٍ‬ ‫ُ‬
‫حرف ٍ‬
‫بالحاضر‪ ،‬والفع ُل بعدها ُمتَ َوقَّ ٌع حصولُهُ‪ ،‬بخالف‬
‫ِ‬ ‫وتقلبُ زمنَه إلى الماضي الـ ُمتّ ِ‬
‫صل‬
‫من الماضي‬ ‫يكون في ال َّز ِ‬ ‫ُ‬ ‫ت)‪ ،‬فإن النَّف َي‬ ‫ْ‬
‫تجاوز على ال ُح ّريَّا ِ‬‫(لَـ ْم)‪ ،‬فلو قُ ْلنَا‪( :‬لَــ ْم أَ‬
‫جاوز غي ُر ُمتوقَّ ٍع‪ ،‬أ َّما قولُنا‪( :‬لَــ َّما‬
‫ِ‬ ‫وإن حصو َل التَّ‬ ‫بالحاضر‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫غير المتَّ ِ‬
‫صل‬ ‫ِ‬ ‫نقطع‬
‫ِ‬ ‫الـ ُم‬
‫جاوز ُمتوقَّعٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫زمن التَّكلُّ ِم‪َّ ،‬‬
‫وإن حصو َل التَّ‬ ‫ِ‬ ‫فإن النَّف َي يستمرُّ الى‬
‫ت)‪َّ ،‬‬ ‫ْ‬
‫تجاوز على ال ُح ّريَّا ِ‬‫أَ‬

‫‪53‬‬
‫من الماضي‬ ‫الفعل في ال َّز ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬نَفَ ْ‬
‫ت حصو َل‬ ‫وجزم وقل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫نفي‬
‫حرف ٍ‬
‫َ‬ ‫وتُ ْع َربُ (لَـ َّما) فيما تق َّد َم‬
‫بالحاضر‪ ،‬وهو ُمتَ َوقَّ ٌع حصولُهُ‪ ،‬ومثله ماجاء في نصَّ المطالعة‪( :‬فتيةً ل ّما‬
‫ِ‬ ‫الـمتَّ ِ‬
‫صل‬
‫يبلغوا ال ُحلُ َم)‪.‬‬

‫(لَنْ )‬

‫المضارع‪ ،‬فتنفي حصولَه في‬ ‫ِ‬ ‫الفعل‬


‫ِ‬ ‫خول على‬ ‫ب‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫نفي ونَصْ ٍ‬ ‫حرف ٍ‬‫ُ‬
‫المستقبل نفيًا ُمؤ َّكدًا‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿ :‬وقَالُوا لَ ْن تَ َم َّسنَا النَّا ُر إِلاَّ أَيَّا ًما َم ْع ُدو َدةً﴾(البقرة‪،)80:‬‬‫ِ‬
‫األكرم (صلَّى هللا عليه وآله وسلم)‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ق نبيِّنا‬ ‫ب بح ِّ‬‫و ِم ْنهُ قو ُل أَبي طال ٍ‬
‫َحتّى أُ َو َّس َد في ال ُّترا ِ‬
‫ب َدفِيْنا‬ ‫صلُوا إِلَ ْي َ‬
‫ك بِ َج ْم ِع ِهم‬ ‫َوهللاِ لَ ْن يَ ِ‬
‫ب‪ ،‬والفع ُل المضار ُ‬
‫ع بع َدها‬ ‫نفي ونص ٍ‬
‫ف ٍ‬ ‫ِّمين َحرْ َ‬
‫المثالين الـ ُمتقد ِ‬
‫ِ‬ ‫وتُ ْع َربُ (لَ ْ‬
‫ـن) في‬
‫صلُوا) منصوبٌ وعالمة نصبه حذف‬ ‫(تَ َم َّسنَا) منصوبٌ وعالمة نصبه الفتحةُ‪ ،‬و(يَ ِ‬
‫النّ ِ‬
‫ون؛ ألنه من االفعال الخمسة‪.‬‬

‫( ال النَّافيةُ غي ُر العامل ِة )‬

‫األفعال واألسما ِء‪ ،‬وتكونُ غي َر عامل ٍة‪:‬‬


‫ِ‬ ‫نفي تدخ ُل على‬
‫حرفُ ٍ‬
‫األفعال‪ :‬تدخ ُل (ال) النَّافيةُ غي ُر العامل ِة على الفِ ْعلَ ِ‬
‫ين الماضي‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬الدَّاخلةُ على‬
‫والمضارع‪:‬‬
‫ِ‬
‫أن تُفي َد‬
‫المستقبل‪ ،‬وهي إ َّما ْ‬
‫ِ‬ ‫ت حدوثَه في ال َّز َم ِن‬‫الفعل الماضي‪،‬نَفَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ت على‬ ‫أ‌‪ -‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫ّين ِم ْن‬ ‫ك هللاُ بالـ ُمب ِّذرين)‪ ،‬و(ال خي َ‬
‫َّب هللاُ سع َي المضح َ‬ ‫معنى ال ُّدعا ِء‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ال بار َ‬
‫علي(عليه السَّالم)‪:‬‬
‫اإلمام ٍّ‬
‫ِ‬ ‫أجل ال َوطَ ِن)‪ ،‬ومنه قو ُل‬
‫ِ‬
‫ك للاهَ ُ في ُدنيا بِال ِدي ِْن‬
‫ال بار َ‬ ‫ما أَح َس َن الدين َوال ُدنيا إِذا اِجتَ َمعا‬
‫أو ال تفي ُد معنى ال ُّدعاء‪ ،‬وهي إ َّما ُمك َررةٌ‪ ،‬أو مسبوقةٌ بأدا ِة نَ ْف ٍي‪ ،‬أو تأتي (إلاّ )‬
‫صلَّى﴾ (القيامة‪ ،)31:‬وقو ُل‬
‫ق َولاَ َ‬ ‫ومن أمثل ِة ذلك قولُهُ تعالى‪﴿ :‬فَلاَ َ‬
‫ص َّد َ‬ ‫في سياقِها‪ْ ،‬‬
‫الـ ُمتنبّي‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ت بِها إِلاّ َعلى أَ َم ِل‬
‫ص ْل َ‬
‫َوال َو َ‬ ‫ت بِها إِلاّ َعلى ظَفَ ٍر‬
‫فَال هَ َج ْم َ‬
‫َّضي‪:‬‬ ‫وقو ُل ال َّش ِ‬
‫ريف الر ِّ‬
‫ت األَيّا ُم َعن أَ َج ِل‬
‫َوال تَشا َغلَ ِ‬ ‫ت األَقدا ُر َع ْن أَ َح ٍد‬‫َوما تَغافَلَ ِ‬
‫والمستقبل‪ ،‬كقولِنا‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الحاضر‬
‫ِ‬ ‫المضارع‪ ،‬نَفَ ْ‬
‫ت حدوثَه في ال َّز َم ِن‬ ‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫ت على‬ ‫ب‌‪ -‬إذا َد َخلَ ْ‬
‫ون﴾ (البقرة‪.)100:‬‬ ‫(ال يستمرُّ الباطلُ)‪ ،‬و ِم ْنهُ قولُهُ تعالى‪﴿:‬بَلْ أَ ْكثَ ُرهُ ْم لاَ ي ُْؤ ِمنُ َ‬
‫‪ -2‬الدَّاخلةُ على المصاد ِر المنصوب ِة‪ :‬تفي ُد ال ُّدعا َء‪،‬كقولِ ِه تعالى‪ ﴿ :‬قَالُوا بَلْ أَ ْنتُ ْم لاَ‬

‫﴾(ص‪،)60:‬وقول ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َمرْ َحبًا بِ ُك ْم‬
‫تَطَا َو َل في ِه أَ ْش َرا ٌر ِغالظٌ‬ ‫فال َس ْقيًا وال َر ْعيًا لِ َع ْه ٍد‬
‫مين نافيةً غي َر عامل ٍة تفي ُد ال ُّدعا َء‪ ،‬وما بع َدها مفعو ٌل‬
‫المثالين الـ ُمتق ّد ِ‬
‫ِ‬ ‫فتُ ْع َربُ (ال) في‬
‫ُمطل ٌ‬
‫ق منصوبٌ ‪.‬‬
‫بين‬
‫نفي زائد ٍة‪ ،‬وهي تعترضُ َ‬ ‫ضةُ‪ :‬غالبًا ما يُكرَّر النَّف ُ‬
‫ي بعدها بأدا ِة ٍ‬ ‫‪ -3‬الـ ُم ْعت ِر َ‬
‫ين‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫المتالز َم ِ‬
‫ضةٌ َ‬
‫بين‬ ‫غاضبٌ وال ُمتسرِّ ٌ‬
‫ع)‪( ،‬ال) األولى ُم ْعتَ ِر َ‬ ‫ِ‬ ‫أ‌‪ -‬المبتدأ والخبر‪ :‬كقولِنا‪( :‬أنا ال‬
‫والخبر‬
‫ِ‬ ‫المبتدأِ‬
‫ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬
‫صابِ ُر‬‫فَالقَ ْلبُ الَ الَ ٍه وال َ‬ ‫يا َر ْوضُ ِج ْي َرانُ ُك ُم البَا ِك ُر‬
‫ق ال َعالَ ِم‪« :‬أَ ْن َشأ َ ال َخ ْل َ‬
‫ق‬ ‫علي(عليه السَّالم) في َخ ْل ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫كقول‬
‫ِ‬ ‫ب‌‪ -‬الجا ّر والمجرور‪:‬‬
‫إ ْن َشا ًء‪َ ،‬وا ْبتَ َدأَهُ ا ْبتِ َدا ًء‪ ،‬بِال َر ِويَّ ٍة أَ َجالَهَا‪َ ،‬والَ تَجْ ِربَ ٍة ا ْستَفَا َدهَا‪َ ،‬والَ َح َر َك ٍة أَحْ َدثَهَا»‪،‬‬
‫عمل‬
‫ِ‬ ‫ضةٌ بين الجارِّ والمجرور؛ لذلك لم تؤثِّر في‬
‫فـ(ال) في قوله «بِال َر ِويَّ ٍة» ُم ْعتَ ِر َ‬
‫حرف الجرِّ قبلها فيما بعدها‪.‬‬
‫ِ‬
‫(اشتريت حقيبةً ال كبيرةً وال صغيرةً)‪ ،‬و ِم ْنهُ قولُهُ‬
‫ُ‬ ‫الصفة والموصوف‪ :‬كقولِنا‪:‬‬
‫ج‌‪ِّ -‬‬
‫ضةٌ‬
‫ار ٍد َولاَ َك ِر ٍيم﴾(الواقعة‪ ،)44:‬فـ (ال) األولى ُم ْعتَ ِر َ‬
‫وم لاَ بَ ِ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬و ِظلٍّ ِم ْن يَحْ ُم ٍ‬
‫والموصوف (يَحْ ُم ٍ‬
‫وم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بين الصِّ فَ ِة (بَ ِ‬
‫ار ٍد)‬ ‫َ‬

‫‪55‬‬
‫غاضبًا وال ُمتَجهِّ ًما)‪ ،‬ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫د‌‪ -‬الحال وصاحبها‪ :‬كقولِنا‪َ ( :‬جا َء المعلِّ ُم ال‬
‫ارقُهُ ْم ال ِ‬
‫آسفًا لِفِ َراقِه ْم‬ ‫ُ‬
‫وال ُم ْؤثِرًا نَحْ َو ال ِع َر ِ‬
‫اق إيابَا‬ ‫أفَ ِ‬
‫ارقُهُ ْم)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ضةٌ َ‬
‫(آسفًا) وصاحبِها الض ِ‬
‫َّمير الـ ُم ْستَتِ ِر في (أفَ ِ‬ ‫الحال ِ‬
‫ِ‬ ‫بين‬ ‫فـ (ال) األولى ُم ْعتَ ِر َ‬
‫س أَرْ ضُ وطنِنَا)‪،‬‬
‫بأنفسهم َك ْي ال تُ َدنَّ َ‬
‫ِ‬ ‫المقاتلون‬
‫َ‬ ‫هـ‌‪ -‬النَّاصب والمنصوب‪ :‬كقولِنا‪َ ( :‬جا َد‬
‫ق﴾ (األعراف‪ .)105:‬فـ‬ ‫ق َعلَى أَ ْن لاَ أَقُو َل َعلَى للاهَّ ِ إِلاَّ ْال َح َّ‬‫و ِم ْنهُ قولُهُ تعالى‪َ ﴿ :‬حقِي ٌ‬
‫س) و (أَقُو َل)‪.‬‬
‫ين (تُ َدنَّ َ‬ ‫(أن)‪ ،‬والمنصوبَ ِ‬ ‫ين ( َك ْي) و ْ‬ ‫بين النَّ ِ‬
‫اصبَ ِ‬ ‫ضةٌ َ‬
‫(ال) ُم ْعتَ ِر َ‬
‫والفعل‪ ،‬كقولِنا‪( :‬إلاّ‬
‫ِ‬ ‫بين أَ َداتَي ال َّشرْ ِط ْ‬
‫(إن) أو ( َم ْن)‬ ‫و‪ -‬الجازم والمجزوم‪ :‬كتوس ِ‬
‫ُّطها َ‬
‫بين أدا ِة‬ ‫(إن) ال َّشرطيَّةُ بـ (ال) النَّافي ِة الـ ُم ْعتَ ِر َ‬
‫ض ِة َ‬ ‫ت ْ‬‫اإلرهاب تَ ْن َد ُموا)‪ ،‬أُ ْد ِغ َم ْ‬
‫َ‬ ‫تُقَاتِلُوا‬
‫المجزوم (تُقَاتِلُوا)‪ .‬و ِم ْنهُ قو ُل ُكثيِّر ع َّزة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وفعل ال َّشرط‬
‫ِ‬ ‫ال َّش ِ‬
‫رط الجازم ِة‬
‫عض ما في ِه يَ ُم ْ‬
‫ت َوه َو َعاتِبُ‬ ‫َو َعن بَ ِ‬ ‫َو َم ْن لم يُ َغ ِّمضْ َعينَه َع ْن َ‬
‫صديقِ ِه‬
‫تعطف ما بع َدها (اس ًما أو شبهَ جمل ٍة) على ما قبلها‪ ،‬وتجعلُهُ‬
‫ُ‬ ‫اطفَةُ‪ :‬وهي التي‬ ‫‪ -4‬ال َع ِ‬
‫بالواو العاطف ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫أن يتق َّد َمهَا كال ٌم ُم ْثبَ ٌ‬
‫ت‪ ،‬وألاّ تُسب َ‬ ‫بشرط ْ‬
‫ِ‬ ‫تابعًا لَهُ في اإلعرا ِ‬
‫ب‪،‬‬
‫ف (ش ًّرا) على‬ ‫وعطف‪َ ،‬عطَ َ‬
‫ٍ‬ ‫نفي‬
‫حرف ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫كقولِنا‪( :‬ا ْع َملْ خيرًا ال ش ًّرا)‪ ،‬فـ (ال)‬
‫(خيرًا)‪ ،‬و ِم ْنهُ قو ُل أبي ت َّمام‪:‬‬
‫ين ال في ال َّس ْب َع ِة ال ُّشهُ ِ‬
‫ين ال َخ ِم ْي َس ِ‬ ‫اح ال ِم َعةً‬ ‫َوال ِع ْل ُم في ُشهُ ِ َ‬
‫ب‬ ‫بَ َ‬ ‫ب األرْ َم ِ‬
‫العاطفَ ِة الوارد ِة بع َد نَ ْف ٍي أو نَه ٍْي‪ ،‬تُفي ُد‬‫ِ‬ ‫بالواو‬
‫ِ‬ ‫تكون مسبوقةً‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬ال َّزائدةُ‪ :‬وهي التي‬
‫ُك فِ ْعلاً قَبيحًا وال َع ًمال شائنًا‬ ‫ف قُ َوى الظَّ ِ‬
‫الم‪( :‬ل ْم تَ ْتر ْ‬ ‫معنى التَّوكي ِد‪ ،‬كقولِنا في َوصْ ِ‬
‫حرف نَ ْف ٍي زائدةٌ للتَّوكي ِد؛ ألنَّها مسبوقةٌ بوا ٍو عاطف ٍة قَ ْبلَها‬
‫ُ‬ ‫إلاَّ َوقَا َم ْ‬
‫ت بِ ِه)‪ ،‬فـ (ال)‬
‫نَ ْف ٌي‪ .‬و ِم ْنهُ قولُهُ تعالى‪َ ﴿ :‬و َما يَ ْستَ ِوي الأْ َحْ يَا ُء َولاَ الأْ َ ْم َو ُ‬
‫ات﴾(فاطر‪ ،)22:‬وقو ُل األبل ِه‬
‫البغداديّ‪:‬‬
‫صبابَةَ إِلاّ َم ْن يُ َعانِ ْيهَا‬
‫َوال ال َ‬ ‫ق إِلاّ َم ْن يُكابِ ُده‬
‫ف ال َّش ْو َ‬
‫ْر ُ‬
‫ال يَع ِ‬

‫‪56‬‬
‫( ال النَّافيةُ ِ‬
‫للج ْن ِ‬
‫س)‬

‫س؛ ألنَّها تَ ْنفِي الحك َم‬‫للج ْن ِ‬ ‫الجمل االسميَّة فَقَ ْ‬


‫ط‪ ،‬و ُس ِّميت نافيةً ِ‬ ‫ِ‬ ‫حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على‬
‫ُ‬
‫طالب في الصَّفِّ )‪ ،‬فالنَّ ْف ُي هُنا‬
‫َ‬ ‫س اس ِمها نفيًا ُمطلَقًا‪ ،‬ال احتما َل فيه‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ال‬ ‫عن ِج ْن ِ‬
‫س الطَّلب ِة‪.‬‬
‫صري ٌح ينصبُّ على ُكلِّ فر ٍد ِم ْن ِج ْن ِ‬
‫(إن)‪ ،‬فتنصبُ المبتدأَ اس ًما لها وترف ُع الخب َر خبرًا‬
‫للجنس َع َم َل َّ‬
‫ِ‬ ‫وتعم ُل (ال) النَّافيةُ‬
‫ان‪:‬‬ ‫لها‪ ،‬ويُ ْشتَرطُ لِعملِها شَرْ َ‬
‫ط ِ‬
‫اص َم ْاليَ ْو َم ِم ْن أَ ْم ِر للاهَّ ِ﴾(هود‪ْ ،)43:‬‬
‫فإن‬ ‫يكون اس ُمها نكرةً‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪ ﴿ :‬لاَ َع ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‌‪ْ -‬‬
‫أن‬
‫كقول إبراهيم ناجي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ب تكرارُها‪،‬‬ ‫كان معرفةً أُ ْه ِملَ ْ‬
‫ت‪َ ،‬ولَ ْم تعملْ َو َو َج َ‬
‫ك أَ ْنبَا ُء‬
‫ك َع ْن لَيْال َ‬ ‫وال لِقَ ْلبِ َ‬ ‫ال القو ُم َراحُوا بأ َ ْخبَ ٍ‬
‫ار وال َجا ُؤوا‬
‫ت‪ ،‬ولم تعملْ ‪َ ،‬و َو َج َ‬
‫ب‬ ‫فإن ُو ِج َد فاص ٌل أُ ْه ِملَ ْ‬
‫وبين اس ِمها‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫فاصل بينَها‬
‫ٍ‬ ‫ب‌‪ -‬عد ُم وجو ِد‬
‫ق)‪ ،‬و ِم ْنهُ قولُهُ تعالى‪﴿ :‬لاَ فِيهَا َغ ْو ٌل َولاَ‬ ‫همل نجا ٌح وال توفي ٌ‬‫تكرارُها‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ال لِ ُم ٍ‬
‫المثالين نافيةً ُم ْه َملَةً لوجو ِد‬
‫ِ‬ ‫ت (ال) األولى في‬ ‫ون﴾(الصّافّات‪َ ،)47:‬جا َء ْ‬ ‫هُ ْم َع ْنهَا يُ ْن َزفُ َ‬
‫همل) و (فِيهَا)‪.‬‬
‫وبين اس ِمها وهو الخب ُر (لِ ُم ٍ‬
‫َ‬ ‫فاصل بينَها‬ ‫ٍ‬
‫(مبني)‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫ين‪ُ ( :‬م ْع َربٌ ) و‬ ‫للج ْن ِ‬
‫س على َوجْ هَ ِ‬ ‫ويأتي اس ُم (ال) النَّافي ِة ِ‬
‫كان ُمضافًا‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ال ِ‬
‫قاط َع َر ِح ٍم محمو ٌد)‪،‬‬ ‫يكون اس ُمها ُمعربًا منصوبًا إذا َ‬ ‫ُ‬ ‫األ َّو ُل‪:‬‬
‫األخطل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وقول‬
‫ِ‬
‫طاويَ ِة القُرْ ِ‬
‫ب‬ ‫ين ِ‬‫بِسا ِه َم ِة ال َعينَ ِ‬ ‫عاج ٍز‬ ‫لَ َع ْم ِري لَقَ ْد أَ ْس َري ُ‬
‫ْت ال لَ ْي َل ِ‬
‫س منصوبًا؛ ألنَّه ُمضاف‪.‬‬ ‫للج ْن ِ‬
‫(قاط َع) و(لَ ْي َل) اس َم (ال) النَّافي ِة ِ‬‫ِ‬ ‫فيُعربُ‬
‫مفعول أو صفةٌ ُم َشبَّهَةٌ)‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فاعل أو اس ُم‬ ‫ٍ‬ ‫ق (اس ُم‬ ‫بالمضاف‪ ،‬وهو االس ُم المشت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أو شبيهًا‬
‫ك ُس ِّمي شبيهًا‬
‫المضاف‪ ،‬لذل َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المضاف إلي ِه معنى‬ ‫الذي يأتي بع َدهُ ما يُت ِّم ُم َم ْعنَاه‪َ ،‬ك َما يُت ِّم ُم‬
‫وقول أبي ت ّمام‪:‬‬
‫ِ‬ ‫قاطعًا َر ِح ًما محمو ٌد)‪،‬‬
‫بالمضاف‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ال ِ‬
‫ِ‬
‫ال طالِبًا َو َزرًا ِمنهُ َوال َو َح َجا‬ ‫ضحًى‬ ‫كان يَعلَ ُم إِ ْذ القَى ِ‬
‫الح َما َم ُ‬ ‫قَ ْد َ‬

‫‪57‬‬
‫ين؛ ألنَّهما ُم ْشتَقّ ِ‬
‫ان‬ ‫س منصوبَ ِ‬ ‫للج ْن ِ‬
‫(قاطعًا) و (طالِبًا) اس َمي (ال) النَّافي ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيُعربُ‬
‫صبا مفعولاً بِ ِه ت َّم َم َم ْعنَيَيْهما وهو ( َر ِح ًما) و ( َو َزرًا)‪.‬‬ ‫الن نَ َ‬
‫عا ِم ِ‬
‫س في الجملَتَ ِ‬
‫ين‪:‬‬ ‫للج ْن ِ‬
‫اسم (ال) النَّافي ِة ِ‬
‫الب – في ِ‬ ‫ت النَّظ َر – عزيزي الطَّ َ‬ ‫َولو دقَّ ْق َ‬ ‫ ‬
‫ق واضحًا‪،‬فهو في‬ ‫قاطعًا َر ِح ًما محمو ٌد)‪ ،‬لتبي ََّن لَ َ‬
‫ك الفَرْ ُ‬ ‫قاط َع َر ِح ٍم محمو ٌد) و (ال ِ‬
‫(ال ِ‬
‫المضاف إليه ( َر ِح ٍم)؛ لذا لم يُن َّو ْن‪ ،‬وفي الثَّاني ِة‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ضاف إلى ما ت َّم َم معناه وهو‬ ‫األُولى ُم‬
‫ك لَ ِحقَهُ التَّ ُ‬
‫نوين‪.‬‬ ‫نصب ما ت َّم َم َم ْعنَاه وهو ( َر ِح ًما)؛لذل َ‬
‫َ‬ ‫بالمضاف‬
‫ِ‬ ‫شبيهٌ‬

‫كان ُم ْف َردًا أو َج ْم َع‬


‫صبُ بِ ِه وهي (الفتحةُ إذا َ‬ ‫الثَّاني‪ :‬يكون اس ُمها مبنيًّا على ما يُ ْن َ‬
‫كان جم َع مؤنَّ ٍ‬
‫ث‬ ‫كان ُمثَنًّى أو جم َع ُم َذ َّك ٍر سالـ ًما‪ ،‬والكسرةُ إذا َ‬
‫تكسير‪ ،‬واليا ُء إذا َ‬
‫ٍ‬
‫طالب‬
‫َ‬ ‫بالمضاف)‪ ،‬كقولِنا‪( :‬ال‬ ‫ِ‬ ‫كان ُم ْف َردًا (ال ُمضافًا وال شبيهًا‬ ‫سالـ ًما)‪ ،‬إذا َ‬
‫ين في المدرس ِة)‬ ‫الن) و(ال ُم ْه ِملِ َ‬
‫ين ُم ْه ِم ِ‬ ‫ُم ْه ِملٌ) و(ال طُلاّ َ‬
‫ب ُم ْه ِملُ َ‬
‫ون) و(ال طَالِبَ ِ‬
‫مبني على‬
‫ٌّ‬ ‫س في هذه األمثل ِة‬ ‫للج ْن ِ‬
‫ت في المدرس ِة)‪ .‬فاس ُم (ال) النَّافي ِة ِ‬ ‫و(ال ُم ْه ِمال ِ‬
‫ضاف وال شبيهٌ بالمضاف‪ .‬و ِم ْنهُ‬ ‫ٌ‬ ‫ب؛ ألنَّه ُمفر ٌد ال ُم‬ ‫ب به في محلِّ نص ٍ‬ ‫ص َ‬‫ما نُ ِ‬
‫ق فِي ال ُعلُ ِّو‬
‫ف هللاِ سُبحانَه وتعالى‪َ « :‬سبَ َ‬ ‫علي(عليه السَّالم) في َوصْ ِ‬ ‫ٍّ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫قو ُل‬
‫س‪،‬‬ ‫ُب فِي ال ُّدنُ ِّو فَال َشي َء أَ ْق َربُ ِم ْنهُ»‪ .‬فـ (ال) نافيةٌ ِ‬
‫للج ْن ِ‬ ‫فَال َشي َء أَ ْعلَى ِم ْنهُ‪ ،‬وقَر َ‬
‫ب‪ ،‬و(أَ ْعلَى) و (أَ ْق َربُ ) خبرُها‬ ‫الفتح في محلِّ نص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مبني على‬ ‫ٌّ‬ ‫و(شي َء) اس ُمها‬
‫بن ربيعة‪:‬‬ ‫ع‪ .‬وقو ُل ال ُمهَ ْل ِه ِل ِ‬ ‫مرفو ٌ‬
‫ت َخلَّيتَها في َم ْن يُ َخلّ ْيهَا‬‫إِ ْن أَ ْن َ‬ ‫ُكلَيْبُ ال َخي َر في ال ُّد ْنيَا َو َم ْن فِ ْيهَا‬

‫‪58‬‬
‫يكون معلو ًما‪ ،‬ال‬
‫َ‬ ‫أن‬‫بشرط ْ‬
‫ِ‬ ‫س فحك ُمهُ الرَّفعُ‪ ،‬ويجو ُز حذفُهُ‬ ‫للج ْن ِ‬
‫أ َّما خب ُر (ال) النَّافي ِة ِ‬
‫ون﴾(ال ّزمر‪،)6:‬‬‫يُسبِّبُ حذفُهُ لَ ْبسًا أو ُغموضًا‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪﴿ :‬لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُ َو فَأَنَّى تُصْ َرفُ َ‬
‫محذوف جوا ًزا تقدي ُرهُ (موجو ٌد)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فخب ُر (ال)‬
‫ب؛ ألنَّه معلو ٌم عند الس ِ‬
‫َّامع‪ ،‬مثلُ‪( :‬ال بُ َّد)‪،‬‬ ‫كالم ال َع َر ِ‬
‫ِ‬ ‫خبرها في‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حذف‬ ‫وقد َكثُ َر‬
‫وغيرها‬
‫ِ‬ ‫ْب)‪...‬‬
‫ك)‪ ،‬و(ال َري َ‬ ‫ض ْي َر)‪ ،‬و(ال ِجدا َل)‪ ،‬و(ال ش َّ‬‫و(ال َ‬

‫ثانيا ً ‪ -‬النَّفْيُ ِّ‬


‫الضمنيُّ‬

‫أن النَّ ْف َي الصَّري َح هو الذي نستعم ُل فيه أداةَ نَ ْف ٍي‪ ،‬أ َّما النَّ ْف ُي الض ُّ‬
‫ّمني‬ ‫عرفت َّ‬
‫َ‬
‫ك أساليبُ ُمتعدِّدةٌ‬ ‫سياق النَّصِّ ‪ ،‬وهنا َ‬ ‫ِ‬ ‫فهو الذي ال نستعم ُل فيه أداةَ نَ ْف ٍي‪ ،‬بَلْ يُ ْفهَ ُم ِم ْن‬
‫َّابق‬
‫الموضوع الس ِ‬
‫ِ‬ ‫(االستفهام)‪ ،‬فَقَ ْد درسنا في‬
‫ِ‬ ‫تتض َّم ُن معنى النَّ ْفي‪ ،‬سنقتص ُر منها على‬
‫ُ‬
‫يكون السَّائ ُل عالِ ًما بِ َما‬ ‫معان مجازيَّ ٍة‪ ،‬منها النَّف ُي‪َ ،‬‬
‫حين‬ ‫ٍ‬ ‫أن االستفها َم قَ ْد يخر ُج إلى‬‫َّ‬
‫وب إِلاَّ للاهَّ ُ﴾(آل‬
‫فيكون المعنى المقصو ُد نفيًا‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪َ ﴿ :‬و َم ْن يَ ْغفِ ُر ال ُّذنُ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَسْأ ُل عنه‪،‬‬
‫ُون﴾(األنعام‪ .)50:‬ففي‬ ‫صي ُر أَفَلاَ تَتَفَ َّكر َ‬
‫عمران‪ ،)135:‬و(قُلْ هَلْ يَ ْستَ ِوي الأْ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ‬
‫االستفهام‪ ،‬والمعنى‪( :‬ال يغف ُر ال ُّذ َ‬
‫نوب إلاّ هللاُ)‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫مني بأسلو ِ‬ ‫ض ٌّ‬ ‫الكريمتين نَ ْف ٌي ِ‬
‫ِ‬ ‫اآلتيين‬
‫ِ‬
‫اإلمام ال َّش ِّ‬
‫افعي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫و(ال يستوي األَ ْع َمى والبصيرُ)‪ .‬ومثلُهُ قو ُل‬
‫ض ْي ِه إِلاّ َزوالُها‬ ‫إِذا َك َ‬
‫ان ال يُرْ ِ‬ ‫اس َد نِع َم ٍة‬
‫اري الـ َمر ُء َح ِ‬ ‫َو َكي َ‬
‫ْف يُ َد ِ‬
‫وقو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬
‫أَو َغي ُر طَيفِ َ‬
‫ك في ال َكرى طَرّا ُ‬
‫ق‬ ‫هَلْ في فُؤا ِدي َغ ْي ُر ُحبِّ َ‬
‫ك َسا ِك ٌن‬

‫‪59‬‬
‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬
‫ت‪.‬‬ ‫الف ْ‬
‫اإلثبا ِ‬ ‫‪ -1‬أسلوبُ النَّ ْف ِي يُرا ُد بِ ِه نقضُ فكر ٍة وإنكا ُرهَا‪ ،‬فهو ِخ ُ‬
‫مني)‪:‬‬
‫ان‪( :‬الصَّريحُ) و(الضِّ ُّ‬ ‫ي قِ ْس َم ِ‬‫‪ -2‬النَّف ُ‬
‫ت النَّ ْف ِي‪ ،‬وهي أفعالٌ‪:‬‬
‫باستعمال إحدى أدوا ِ‬‫ِ‬ ‫ي الظَّاهر‬
‫ريح‪ :‬هو النَّ ْف ُ‬
‫ص ُ‬ ‫أوال ‪ :‬النَّف ُي ال َّ‬
‫الت‪ ،‬لَ ْم‪ ،‬لـ َّما‪ ،‬لَ ْن‪ ،‬ال النافيةُ غي ُر‬
‫إن‪َ ،‬‬‫ُروف‪َ ( :‬ما‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ْس)‪ ،‬وأسما ٌء‪َ ( :‬غيْر)‪ ،‬وح‬ ‫(لَي َ‬
‫س)‪.‬‬ ‫العامل ِة‪ ،‬ال النَّافيةُ ِ‬
‫للج ْن ِ‬
‫خول على الجمل ِة االسميَّ ِة‪،‬‬ ‫ماض ناقصٌ جام ٌد‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س)‪ :‬وهي فع ٌل‬ ‫‪( -1‬لَ ْي َ‬
‫ان)‪ ،‬ترف ُع‬ ‫وإعرابي؛ ألنَّها تعم ُل عم َل ( َك َ‬
‫ٌّ‬ ‫تأثيران‪ :‬معنويٌّ؛ ألنَّها تفي ُد النَّ ْف َي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ولَها‬
‫المبتدأَ اس ًما لَها وتنصبُ الخب َر خبرًا لَها‪.‬‬
‫ب موقع ِه ِم َن الجمل ِة‪.‬‬‫‪َ ( -‌2‬غ ْير)‪ :‬اس ٌم يفي ُد النَّف َي‪ ،‬ينفي االس َم الواق َع بع َده‪ ،‬ويُع َربُ بِ َح َس ِ‬
‫ت على جمل ٍة فعليَّ ٍة‬ ‫الجمل الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة‪ ،‬فإذا َد َخلَ ْ‬
‫ِ‬ ‫حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على‬
‫ُ‬ ‫‪َ ( -‌3‬ما)‪:‬‬
‫ت على‬ ‫الحاضر‪ .‬وإذا َد َخلَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الفعل في ال َّز َم ِن الماضي أو‬
‫ِ‬ ‫ت على نَ ْف ِي‬ ‫ل ْم تعملْ ودلَّ ْ‬
‫ينتقض نفيُها‬
‫َ‬ ‫بشرط ألاَّ‬
‫ِ‬ ‫ْس)‪ ،‬وتُس َّمى (ما الحجازيَّة)‪،‬‬ ‫ت عم َل (لَي َ‬ ‫جمل ٍة اسميَّ ٍة َع ِملَ ْ‬
‫رطين أُ ْه ِملَ ْ‬
‫ت ول ْم‬ ‫ِ‬ ‫بـ (إالّ)‪ ،‬وأالّ يتق َّد َم خبرُها على اس ِمها‪ .‬فإذا اخت َّل أح ُد ه َذ ِ‬
‫ين ال َّش‬
‫تعملْ ‪.‬‬
‫الجمل الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة‪ ،‬ويغلبُ اقترانُها بأدا ِة‬
‫ِ‬ ‫نفي تدخ ُل على‬‫حرف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪( -‌4‬إنْ )‪:‬‬
‫ال َحصْ ِر (إلاّ )‪ ،‬وهي تُشبه (ما) في المعنى ولكنَّها غي ُر عامل ٍة‪.‬‬
‫بشرط‬
‫ِ‬ ‫ط‪ ،‬وتعم ُل عم َل (لَي َ‬
‫ْس)‬ ‫الجمل االسميَّ ِة فَقَ ْ‬
‫ِ‬ ‫حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على‬
‫ُ‬ ‫‪( - 5‬التَ )‪:‬‬
‫ُحذف اس ُمها‪.‬‬
‫‪،‬وأن ي َ‬ ‫ان ْ‬
‫أن يد َّل اس ُمها وخبرُها على َز َم ٍ‬ ‫ْ‬
‫المضارع‪ ،‬فتَ ْنفِيْه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫خول على‬ ‫حرف نَ ْف ٍي و َج ْز ٍم وقَ ْل ٍ‬
‫ب‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪( - 6‬لم)‪:‬‬
‫وتجز ُمهُ‪ ،‬وتقلبُ زمنَه إلى الماضي‪.‬‬
‫المضارع‪ ،‬فتَ ْنفِيْه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫خول على‬ ‫حرف نَ ْف ٍي و َج ْز ٍم وقَ ْل ٍ‬
‫ب‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪( - 7‬لـ َّما)‪:‬‬
‫بالحاضر‪ ،‬والفع ُل بعدها ُمتَ َوقَّ ٌع‬
‫ِ‬ ‫وتجز ُمهُ‪ ،‬وتقلبُ زمنَه إلى الماضي الـ ُمتّ ِ‬
‫صل‬
‫حدوثُهُ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المضارع‪ ،‬فتنفي حدوثَهُ‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫خول على‬ ‫حرف نَ ْف ٍي ونَصْ ٍ‬
‫ب‪ ،‬تختصُّ بال ُّد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ ( - 8‬لَنْ )‪:‬‬
‫المستقبل نفيًا ُمؤ َّكدًا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ُ‬
‫وتكون غي َر‬ ‫األفعال واألسما ِء‪،‬‬
‫ِ‬ ‫حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على‬
‫ُ‬ ‫‪( -9‬ال النَّافيةُ غي ُر العامل ِة)‪:‬‬
‫المستقبل‪ ،‬وهي إ َّما‬
‫ِ‬ ‫ت حدوثَهُ في ال َّز َم ِن‬‫الفعل الماضي نَفَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ت على‬ ‫عامل ٍة‪ ،‬فإذا َد َخلَ ْ‬
‫المضارع نَفَ ْ‬
‫ت حدوثَهُ في ال َّز َم ِن‬ ‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫أن تفي َد ال ُّدعا َء وإ َّما ال‪ ،‬وإذا َد َخلَ ْ‬
‫ت على‬ ‫ْ‬
‫والمستقبل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحاضر‬
‫ِ‬
‫المصادر المنصوب ِة‪ ،‬فتفي ُد ال ُّدعا َء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وتدخ ُل على‬
‫ين‪( :‬المبتدأ والخبر) و(الجا ّر والمجرور) و(الصَّفة‬ ‫المتالز َم ِ‬
‫ِ‬ ‫ضةً َ‬
‫بين‬ ‫وتكون ُم ْعتَ ِر َ‬
‫والموصوف) و(الحال وصاحبها) و(النَّاصب والمنصوب) و(الجازم والمجزوم)‪.‬‬
‫ق‬ ‫أن يتق َّد َمها كال ٌم ُم ْثبَ ٌ‬
‫ت‪ ،‬وألاّ تُ ْسبَ َ‬ ‫بشرط ْ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تعطف ما بع َدها على ما قبلها‪،‬‬ ‫أو عاطفةً‪:‬‬
‫بالواو العاطف ِة‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالواو العاطف ِة الوارد ِة بع َد نَ ْف ٍي أو نَه ٍْي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أو زائدةً‪ :‬تُفي ُد معنى التَّوكي ِد‪ ،‬إ َذا ُسبِقَ ْ‬
‫ت‬

‫الجمل االسميَّ ِة فَقَ ْ‬


‫ط‪،‬و ُس ِّميت نافيةً‬ ‫ِ‬ ‫حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على‬
‫ُ‬ ‫‪( -10‬ال النَّافيةُ ِ‬
‫للج ْن ِ‬
‫س)‪:‬‬
‫س اس ِمها نفيًا ُمطلقًا‪ ،‬وتعمل عم َل َّ‬
‫(إن)‪ ،‬فتنصبُ‬ ‫س؛ ألنَّها تنفي الحك َم عن ِج ْن ِ‬
‫للج ْن ِ‬
‫ِ‬
‫وعدم وجو ِد‬
‫ِ‬ ‫يكون اس ُمها نكرةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫بشرط ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫المبتدأَ اس ًما لها وترف ُع الخب َر خبرًا لها‪،‬‬
‫وبين اس ِمها‪.‬‬
‫َ‬ ‫فاصل بينها‬
‫ٍ‬

‫مني‪:‬‬
‫الض ُّ‬ ‫ثانيا‪ :‬النَّف ُي ِّ‬
‫وهو الذي ال تُ ْستَ ْع َم ُل فيه أداةُ نَ ْف ٍي‪ ،‬بَلْ يُفهَ ُم ِم ْن ِسيَ ِ‬
‫اق النَّصِّ ‪ ،‬وهنا َ‬
‫ك أساليبُ ُمتَ َع ِّد َدةٌ‬
‫تتض َّم ُن معنى النَّفي‪ ،‬منها االستفها ُم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫تقومي اللسان‬

‫(قا َل البَعْضُ ) أَ ْم (قا َل بَ ْع ُ‬


‫ضهُم) ؟‬
‫قُـــــــلْ ‪ :‬قا َل بَ ْع ُ‬
‫ضهُم‪.‬‬
‫َوالتَقُــــــلْ ‪ :‬قا َل البَعْضُ ‪.‬‬
‫ألن (بَعْض) التدخ ُل عليها أداةُ التَّعريف (الـ)‪ ،‬وإذا أَر ْدنا تعريفَها أَ َ‬
‫ض ْفناها‬ ‫السَّببُ ‪َّ :‬‬
‫االسم الظَّ ِ‬
‫اهر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َّمير أو‬
‫إلى الض ِ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ْس الـ ُم ْؤ ِم ُن بِالطَّع ِ‬


‫َّان‪ ،‬وال‬ ‫قا َل ال َّرسو ُل األكر ُم(صلَّى هللا عليه وآله وسلم)‪ « :‬لَي َ‬
‫ش»‪.‬‬
‫اح ِ‬ ‫اللَّع ِ‬
‫َّان‪ ،‬وال الفَ ِ‬

‫تذكر‬

‫نواسخ الجمل ِة االسميَّ ِة‪ ،‬التي ترف ُع المبتدأَ اس ًما لها‪،‬‬


‫ِ‬ ‫(كان) وأخواتها ِم ْن‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن‬
‫(ليس)‪.‬‬
‫َ‬ ‫وتنصبُ الخب َر خبرًا لها‪ ،‬و ِم ْن أخواتِـها التي تعم ُل عملَها‬

‫تعلمت‬

‫أن يُ َج َّر بالبا ِء‬ ‫يكون ُمفردًا‪ ،‬ويجو ُز ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬منها ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫ثالث حاال ٍ‬ ‫ْس) له‬ ‫أن خب َر (لَي َ‬ ‫‪َّ -‬‬
‫فيكون مجرورًا لفظًا منصوبًا ّاً‬
‫محل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ال َّزائد ِة لِتوكي ِد النَّ ْف ِي‪،‬‬
‫بالواو العاطف ِة بَ ْع َد نَ ْف ٍي‬
‫ِ‬ ‫أن (ال النَّافيةَ غي َر العامل ِة) تأتي زائدةً للتَّوكي ِد إذا ُسبِقَ ْ‬
‫ت‬ ‫‪َّ -‬‬
‫أو نَه ٍْي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫اإلعراب‪:‬‬
‫ُ‬
‫ماض ناقصٌ يفي ُد النَّف َي‪،‬يرف ُع المبتدأَ اس ًما له وينصبُ الخب َر خبرًا له‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫س‪ :‬فع ٌل‬ ‫لَ ْي َ‬
‫ض َّمةُ‪.‬‬
‫ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ‬ ‫الـ ُم ْؤ ِمنُ ‪ :‬اس ُم (لَي َ‬
‫ْس) مرفو ٌ‬
‫ْس) مجرو ٌر لفظًا‬ ‫حرف جرٍّ زائ ٌد يفي ُد التَّوكي َد‪( ،‬الطَّع ِ‬
‫َّان) خب ُر (لَي َ‬ ‫ُ‬ ‫ان‪( :‬البا ُء)‬ ‫بِالطَّ َّع ِ‬
‫ّاً‬
‫محل‪.‬‬ ‫وعالمة جره الكسرةُ‪ ،‬منصوبٌ‬
‫عطف‪(،‬ال) نافيةٌ غي ُر عامل ٍة زائدةٌ للتَّوكي ِد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حرف‬ ‫وال‪( :‬الواو)‬
‫معطوف على (الطَّعَّان) مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ه الكسرةُ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اللَّ َّع ِ‬
‫ان‪:‬‬
‫عطف‪(،‬ال) نافيةٌ غي ُر عامل ٍة زائدةٌ للتَّوكي ِد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حرف‬ ‫وال‪( :‬الواو)‬
‫معطوف على (الطَّعَّان) مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ه الكسرةُ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ش‪:‬‬ ‫الفَ ِ‬
‫اح ِ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫قوله تعالى‪﴿ :‬وهللا يرزق من يشا ُء بغير حسا ٍ‬


‫ب)﴾ (النور‪)28:‬‬

‫‪63‬‬
‫جدو ٌل يبيِّنُ طريقةَ نَ ْف ِي الجمل ِة م َع ُمراعا ِة داللتِها على ال َّز ِ‬
‫من‬

‫السبب‬ ‫الـمثبتة اجلملة املنفيَّة‬ ‫ت‬


‫اجلملة ُ‬
‫ق‪ ،‬فأداة نفيه‬ ‫ماض ُمتحقِّ ٌ‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫ألن الفع َل‬ ‫ب الطَّالبُ‬
‫لَــ ْم يَ ْكتُ ِ‬ ‫ب الطَّالبُ‬
‫َكتَ َ‬ ‫‪1‬‬
‫هي (لـ ْم)؛ ألنَّها تقلبُ زمن الفعل‬ ‫س‬‫ال َّدرْ َ‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫س‬
‫المضارع الى الماضي‪.‬‬‫ِ‬
‫َّ‬
‫ماض قريبٌ من الز َم ِن‬ ‫ٍ‬ ‫ألن الفع َل‬‫َّ‬ ‫ب الطَّالبُ‬
‫لَــ َّما يَ ْكتُ ِ‬ ‫ب الطَّالبُ‬
‫قَ ْد َكتَ َ‬ ‫‪2‬‬
‫الحاضر لوجود (قد) قبله‪ ،‬فأداة‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ال َّدرْ َ‬ ‫س‬‫ال َّدرْ َ‬
‫َّ‬
‫نفيه (لــ َّما)؛ ألنها تقلبُ زمن الفعل‬
‫المضارع الى الماضي المتَّصل‬ ‫ِ‬
‫بالحاضر‪.‬‬
‫الحال‬
‫ِ‬ ‫ع دالٌّ على‬‫ألن الفع َل ُمضار ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ال يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫‪3‬‬
‫واالستقبال‪ ،‬فأداة نفيه (ال)؛ ألنَّها‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ال َّدرْ َ‬ ‫س‬‫ال َّدرْ َ‬
‫تنفي الحا َل واالستقبا َل‪.‬‬
‫الحال‬
‫ِ‬ ‫ع دالٌّ على‬ ‫َّ‬
‫ألن الفع َل ُمضار ٌ‬ ‫ما يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫‪4‬‬
‫بقرينة (اآلن)‪ ،‬فأداة نفيه (ما)؛ ألنَّها‬ ‫اآلن‬
‫س َ‬ ‫ال َّدرْ َ‬ ‫اآلن‬
‫س َ‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫تنفي الحا َل‪.‬‬
‫َّ‬
‫ألن الفع َل ُمضار ٌ‬
‫ع دالٌّ على الحال‬ ‫قَ ْد ال يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫قَ ْد يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫‪5‬‬
‫بقرينة (قد)‪ ،‬فأداة نفيه (ال) مسبوقةً‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫س‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫س‬
‫بـ (قد)‪.‬‬
‫ع دالٌّ على‬‫ألن الفعل مضار ٌ‬‫َّ‬ ‫ال يكتبُ الطَّالبُ‬
‫االستقبال بقرينة (غدًا)‪ ،‬فأداةُ نفيه‬ ‫س غدًا‬‫ال َّدرْ َ‬
‫(ال)؛ ألنَّها تنفي الحال واالستقبال‪،‬‬ ‫يكتبُ الطَّالبُ‬ ‫‪6‬‬
‫وقد نفت االستقبال فقط بقرينة‬ ‫س غدًا‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫(غدًا)‪.‬‬
‫ع دالٌّ على‬‫ألن الفعل مضار ٌ‬ ‫َّ‬ ‫يكتب الطَّالبُ‬
‫َ‬ ‫لَ ْن‬
‫االستقبال بقرينة (غدًا)‪ ،‬فإذا نفيناه‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫س‬
‫بـ(لَ ْن) التي تنفي المستقبل حذفنا‬
‫القرينة ال َّزمنية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ألن الفعل مضار ٌ‬
‫ع دالٌّ على‬ ‫َّ‬ ‫يكتب الطَّالبُ‬
‫َ‬ ‫لَ ْن‬ ‫سيكتبُ الطَّالبُ‬ ‫‪7‬‬
‫االستقبال بقرينة (السين)‪ ،‬فأداة نفيه‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫س‬ ‫س‬‫ال َّدرْ َ‬
‫(لَ ْن)؛ ألنَّها تنفي المستقبل‪.‬‬

‫ألن الفعل مضار ٌ‬


‫ع دالٌّ على‬ ‫َّ‬ ‫يكتب الطَّالبُ‬
‫َ‬ ‫لَ ْن‬ ‫سوف يكتبُ‬ ‫َ‬ ‫‪8‬‬
‫االستقبال بقرينة (سوف)‪ ،‬فأداة نفيه‬ ‫ال َّدرْ َ‬
‫س‬ ‫الطَّالبُ ال َّدرْ َ‬
‫س‬
‫(لَ ْن)؛ ألنَّها تنفي المستقبل‪.‬‬

‫ألنَّها جملةٌ اسميَّةٌ‪ ،‬فمن أدوا ِ‬


‫ت نفيها‬ ‫ْس الـ ُمتَّهَ ُم بريئًا‬
‫لَي َ‬
‫(لَي َ‬
‫ْس)‪.‬‬ ‫الـ ُمتَّهَ ُم بري ٌء‬ ‫‪9‬‬

‫ألنَّها جملةٌ اسميَّةٌ‪ ،‬فمن أدوا ِ‬


‫ت نفيها‬ ‫ما الـ ُمتَّهَ ُم بريئًا‬
‫(ما الحجازيَّة)‪.‬‬

‫َّ‬
‫بـ(إن)‪،‬‬ ‫ْس الـ ُمتَّهَ ُم بِبري ٍء ألنَّها جملةٌ اسميَّةٌ ُمؤ ّكدة‬
‫لَي َ‬
‫ْس) المؤ َّكدة‬
‫ت نفيها (لَي َ‬ ‫فمن أدوا ِ‬ ‫إن الـ ُمتَّهَ َم بري ٌء‬
‫‪َّ 10‬‬
‫بالباء ال َّزائدة في خبرها‪.‬‬
‫َّ‬
‫بـ(إن)‪،‬‬ ‫ألنَّها جملةٌ اسميَّةٌ ُمؤ ّكدة‬ ‫ما الـ ُمتَّهَ ُم بِبري ٍء‬
‫ت نفيها (ما الحجازيَّة)‬ ‫فمن أدوا ِ‬
‫المؤ َّكدة بالباء ال َّزائدة في خبرها‪.‬‬

‫ت ُمتَّهَ ًما ألنَّها جملةٌ فعليَّةٌ دالّةٌ على الحال‬


‫وهللاِ ما ُك ْن ُ‬ ‫لَقَ ْد ُك ْن ُ‬
‫ت ُمتَّهَ ًما‬ ‫‪11‬‬
‫بقرينة (قد) ُمؤ َّكدةٌ بالم القسم‪ ،‬فأداةُ‬
‫نفيها (ما) مسبوقةً بالقَ َس ِم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬

‫التمرين (‪)1‬‬

‫ت النَّ ْف ِي‪ ،‬وبيِّن نو َعها‪ ،‬وعملَها مع ذكر السبب‪:‬‬


‫ست َْخ ِر ْج أدوا ِ‬
‫ا ْ‬
‫ت ِم ْن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُس ُل ﴾(آل عمران‪)144:‬‬ ‫‪ -1‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َما ُم َح َّم ٌد إِلاَّ َرسُو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ين ْال َملِ ِك ﴾(يوسف‪)76:‬‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬ما َك َ ْ‬
‫ان لِيَأ ُخ َذ أَ َخاهُ فِي ِد ِ‬
‫‪ -3‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬وإِ ْذ قُ ْلتُ ْم يَا ُمو َسى لَ ْن نُ ْؤ ِم َن لَ َ‬
‫ك َحتَّى نَ َرى للاهَّ َ َج ْه َرةً﴾(البقرة‪)55:‬‬
‫ِّين بِ َغي ِْر ْال َحقِّ﴾(البقرة‪)61:‬‬ ‫ت للاهَّ ِ َويَ ْقتُلُ َ‬
‫ون النَّبِي َ‬ ‫ُون بِآَيَا ِ‬
‫‪ -4‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬كانُوا يَ ْكفُر َ‬
‫‪ -5‬قال عنترةُ‪:‬‬
‫فَما لِ َي بَع َد الهَجْ ِر لَح ٌم َوال َد ُم‬ ‫َوال تَج َز ِعي إِ ْن لَ َّج قَو ُم ِك في َد ِمي‬
‫‪ -6‬قا َل ُ‬
‫ابن الرُّ وم ّي‪:‬‬
‫الت ِحي َْن ْالتِئَ ِام‬
‫ت َ‬ ‫ع إ َذا قُ ْل َ‬
‫ُ‬ ‫ت بِه ُّن يَ ْلتَئِ ُم ال َّ‬
‫ص ْد‬ ‫ُذو هَنَا ٍ‬
‫‪ -7‬قا َل أبو العتاهية‪:‬‬
‫َوأَ َّن لَجاجا ِ‬
‫ت النُ ِ‬
‫فوس َجوائِ ُح‬ ‫ق أَبلَ ُج الئِ ُح‬
‫أَلَم تَ َر أَ َّن ال َح َّ‬
‫إن يَ ْن َج ُح إلاّ الـ ُمجْ تَ ِه ُد‪.‬‬
‫‪ْ -8‬‬
‫ق هللاُ كلمةَ العراقيين‪.‬‬
‫‪ -9‬ال ف َّر َ‬
‫تعصِّب‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -10‬كافأ َ الـ ُمدي ُر الـ ُموظَّف الـ ُمتسا ِم َح ال الـ ُم‬
‫إيمان لِـ ُم ْغتا ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -11‬ال تَ ْغتَبْ إنسانًا‪ ،‬فال‬

‫‪66‬‬
‫التمرين (‪)2‬‬

‫ج الفع َل الذي أفا َد النَّ ْف َي‪ ،‬و ُد ّل على معمولَ ْي ِه فيما يأتي‪:‬‬ ‫ست َْخ ِر ِ‬
‫ا ْ‬
‫ين﴾(األنعام‪)89:‬‬ ‫‪ -1‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َّك ْلنَا بِهَا قَ ْو ًما لَ ْيسُوا بِهَا بِ َكافِ ِر َ‬
‫ق َو ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫ب﴾(البقرة‪)177:‬‬ ‫ْس ْالبِ َّر أَ ْن تُ َولُّوا ُوجُوهَ ُك ْم قِبَ َل ْال َم ْش ِر ِ‬
‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬لَي َ‬
‫ض بِقَا ِد ٍر﴾(يس‪)81:‬‬ ‫ت َوالأْ َرْ َ‬ ‫ْس الَّ ِذي َخلَ َ‬
‫ق ال َّس َما َوا ِ‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬أَ َولَي َ‬
‫ي بن ربيعة‪:‬‬ ‫‪ -4‬قا َل َعد ّ‬
‫بائِ ِهم قُتِّلوا َويَ ْن َسى القِتَاال‬ ‫ْس ِم ْثلِي يُ َخبِّ ُر النَّ َ‬
‫اس َع ْن آ‬ ‫لَي َ‬
‫صين الفزاريُّ ‪:‬‬ ‫‪ -5‬قا َل ال ُح َ‬
‫ان يَو ًما َذا َكوا ِك َ‬
‫ب ُمظلِما‬ ‫َوإِن ْ َك َ‬ ‫ْس بِنافِعي‬ ‫َولَ ّما َرأَي ُ‬
‫ْت ال ُو َّد لَي َ‬
‫‪ -6‬قا َل ُكثيّر‪:‬‬
‫ضى بِ ِه َونرتَجي‬ ‫أَ َ‬
‫نت الَّ ِذي نَرْ َ‬ ‫ق لَ ْسنَا نَمتَري‬ ‫أَ ْن َ‬
‫ت إِما ُم ال َح ِّ‬
‫‪ -7‬قا َل أبو نواس‪:‬‬
‫ضا َم ْت ِك َواألَيّا ُم لَي َ‬
‫ْس تُ َ‬
‫ضا ُم‬ ‫ت بِ ِك األَيّا ُم‬
‫يَا دا ُر َما فَ َعلَ ْ‬
‫‪ -8‬قا َل المتنب ُّّي‪:‬‬
‫إِ َذا اِحْ تَا َج النَّهَا ُر إِلى َدلِي ِْل‬ ‫صحُّ في األَ ْفهَ ِام َشي ٌء‬ ‫ْس يَ ِ‬‫َولَي َ‬
‫ْس في ال َج ْف ِن َم ْد َمعٌ‪.‬‬
‫‪ -9‬لَي َ‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حقوق‬
‫ِ‬ ‫ْس بيننا ُم ْعتَ ٍد على‬ ‫‪ -10‬لَي َ‬
‫‪ -11‬لَس ُ‬
‫ْت ُمصاحبًا الـ ُمتجاو َز على الممتلكا ِ‬
‫ت العا َّم ِة‪.‬‬

‫التمرين ( ‪) 3‬‬

‫ب فيما يأتي‪:‬‬
‫سب ِ‬‫ست َْخ ِر ْج (ال) النَّافيةَ‪ ،‬وبيِّنْ نو َعها‪ ،‬مع ذك ِر ال َّ‬ ‫ا ْ‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬لاَ يَ ُذوقُ َ‬
‫ون فِيهَا بَرْ دًا َولاَ َش َرابًا ﴾(النّبأ‪)24:‬‬
‫ت َوهُ َو ُم ْؤ ِم ٌن فَلاَ ُك ْف َر َ‬
‫ان لِ َس ْعيِ ِه ﴾(األنبياء‪)94:‬‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿:‬فَ َم ْن يَ ْع َملْ ِم َن الصَّالِ َحا ِ‬
‫ون﴾(الطّور‪)29:‬‬ ‫ك بِ َكا ِه ٍن َولاَ َمجْ نُ ٍ‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬فَ َذ ِّكرْ فَ َما أَ ْن َ‬
‫ت بِنِ ْع َم ِة َربِّ َ‬

‫‪67‬‬
‫ون إِنَّهُ لاَ ي ُِحبُّ ْال ُم ْستَ ْكبِ ِر َ‬
‫ين﴾‬ ‫‪ -4‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬لاَ َج َر َم أَ َّن للاهَّ َ يَ ْعلَ ُم َما ي ُِسرُّ َ‬
‫ون َو َما يُ ْعلِنُ َ‬
‫(النحل‪)23:‬‬
‫‪ -5‬قا َل ُزهيرٌ‪:‬‬
‫ضرَّسْ بِأ َ ْنيَا ٍ‬
‫ب َويوطَأ بِ َم ْن ِس ِم‬ ‫يُ َ‬ ‫ور َكثي َر ٍة‬‫صانِ ْع في أُ ُم ٍ‬ ‫َو َم ْن ال يُ َ‬
‫‪ -6‬قا َل ذو الرُّ َّمة‪:‬‬
‫واشي ال هُرا ٌء َوال نَز ُر‬ ‫ق ال َح ِ‬ ‫َدقِ ْي ُ‬ ‫نط ٌ‬
‫ق‬ ‫لَها بَ َش ٌر ِمث ُل ال َح ِ‬
‫رير َو َم ِ‬
‫ابن الفارض‪:‬‬ ‫‪ -7‬قا َل ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫رك األَحْ َد ِ‬
‫أنَا القَتِي ُل بِال إث ٍم وال َح َر ِ‬
‫ج‬ ‫ج‬
‫اق والـ ُمهَ ِ‬ ‫ما بَي َْن ُم ْعتَ ِ‬
‫ق إلاّ لِ َم ْن يَحتر ُم جا َرهُ‪.‬‬‫‪ -8‬ال تَوفي َ‬
‫ف‪.‬‬‫ْر ٌ‬
‫ت ال بخي ٌل وال ُمس ِ‬ ‫‪ -9‬أَ ْن َ‬
‫ك وال التَّش ُّد ُد‪.‬‬‫‪ -10‬ال التَّ َعصُّ بُ يُ ْن ِج ْي َ‬

‫التمرين ( ‪) 4‬‬
‫انف ما تحتَهُ خ ٌّ‬
‫ط بأدا ِة نَ ْف ٍي ُمناسب ٍة َم َع ذك ِر القاعد ِة فيما يأتي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قا َل األعشى‪:‬‬
‫ق َوداعًا أَيُّها ال َّر ُج ُل‬
‫َوهَلْ تُ ِط ْي ُ‬ ‫َو ِّد ْع هُ َري َرةَ إِ َّن ال َّر ْك َ‬
‫ب ُمرْ تَ ِح ُل‬
‫بن حزام‪:‬‬ ‫‪ -2‬قا َل عُرْ َوة ُ‬
‫ي فَ َما لِي في الفُ َؤا ِد نَ ِ‬
‫صيْبُ‬ ‫َعلَ َّ‬ ‫ُظ ِه ُر قَ ْلبي ُع ْذ َرها َويُ ِع ْينُها‬‫َوي ْ‬
‫ق‪:‬‬‫‪ -3‬قا َل الفرزد ُ‬
‫وهَلْ هُ َو َم ْق ُدو ٌر لِنَ ْف ٍ‬
‫س لِقا ُؤها‬ ‫ف نَ ْلتَقِي‬
‫س أَ ْن َس ْو َ‬ ‫ْت أُ َمنّي النَّ ْف َ‬
‫أَبي ُ‬
‫‪ -4‬قا َل ب َّشار ُ‬
‫بن بُرْ د‪:‬‬
‫َما تَنقَ ِ‬
‫ضي ِمنهَ َعجائِبُهُ‬ ‫ضي َس َوا َد اللَّي ِْل ُمرتَفِقًا‬‫نَ ْق ِ‬
‫‪ -5‬قا َل أبو العتاهية‪:‬‬
‫ضي بَع َدهُ َّن َونَ ْد ُر ُج‬ ‫َونَ ُ‬
‫حن َسنَ ْم ِ‬ ‫ت ِمنّا قُر ٌ‬
‫ُون َكثِ ْي َرةٌ‬ ‫لَقَ ْد َد َر َج ْ‬

‫‪68‬‬
‫‪ -6‬قا َل المتنب ُّّي‪:‬‬
‫َوهَجْ ُر َحيَاتِ ِهم لَهُ ُم ِعقَابُ‬ ‫ضبَ ْ‬
‫ت َعلَي ِهم‬ ‫َوأَ ْن َ‬
‫ت َحياتُهُم َغ ِ‬
‫المشروع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هندسون العمل في‬
‫َ‬ ‫‪ -7‬ق ْد باش َر الـ ُم‬
‫‪ -8‬السَّا َعةُ ساعةُ ُمراجع ِة األخطاء‪.‬‬
‫‪ -9‬وص َل ُّ‬
‫الطلاّ بُ وقَ ْد يتأ َّخ ُر سعي ٌد‪.‬‬
‫‪ -10‬أَ ْلقَى ال َّشاع ُر قصيدةً‪.‬‬

‫التمرين ( ‪) 5‬‬

‫اإلعمال‬
‫ِ‬ ‫سبب‬
‫َ‬ ‫واذكر‬
‫ْ‬ ‫َو َر َدتْ (ما النَّافيةُ) م َّرةً عاملةً وم َّرةً أُخرى ُم ْه َملَةً‪ ،‬ميِّ ْز بينهما‪،‬‬
‫أواإلهمال فيما يأتي‪:‬‬
‫ِ‬
‫ون ﴾(األنبياء‪)65:‬‬ ‫ت َما هَؤُلاَ ِء يَ ْن ِطقُ َ‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬لَقَ ْد َعلِ ْم َ‬
‫ص ِر ﴾(النَّحل‪)77:‬‬ ‫ح ْالبَ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -2‬قا َل تعالى‪َ ﴿:‬و َما أ ْم ُر السَّا َع ِة إِلاَّ َكلَ ْم ِ‬
‫ك َو َما ِه َي ِم َن الظَّالِ ِم َ‬
‫ين بِبَ ِعي ٍد ﴾(هود‪)83:‬‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ُ ﴿ :‬م َس َّو َمةً ِع ْن َد َربِّ َ‬
‫ع ْال ُغر ِ‬
‫ُور﴾(الحديد‪)20:‬‬ ‫‪ -4‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َما ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا إِلاَّ َمتَا ُ‬
‫‪ -5‬قا َل أبو ت َّمام‪:‬‬
‫إِلاّ َكتَالِي س ُْو َر ٍة لَ ْم تُ ْن َز ِل‬ ‫ت ِحي َْن تَ ُع ُّد نارًا ِم ْثلَهَا‬
‫َما أَ ْن َ‬
‫‪ -6‬قا َل المتنب ُّّي‪:‬‬
‫ون بِال قَ ْل ٍ‬
‫ب َوال َكبِ ِد‬ ‫َحتّى أَ ُك َ‬ ‫ق ُم ْقتَنِعًا ِمنّي بِ َذا ال َك َم ِد‬
‫َما ال َّش ْو ُ‬
‫وقال‪:‬‬
‫ت إيال ُم‬
‫ُرح بِ َميِّ ٍ‬
‫ما لِج ٍ‬ ‫وان َعلَي ِه‬
‫َمن يَهُن يَسه ُِل الهَ ُ‬
‫عون‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪َ -7‬ما للظَّ َ‬
‫المين ِم ْن‬
‫‪َ -8‬ما ا ْعتَ َدى ُم ٌ‬
‫ؤمن‪.‬‬
‫بنافع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫اإلسراف‬ ‫‪َ -9‬ما‬

‫‪69‬‬
‫التمرين ( ‪) 6‬‬

‫س)‪ ،‬وبيِّنْ نو َع اس ِمها‪ ،‬وأ ْع ِر ْبه فيما يأتي‪:‬‬ ‫استخرج معمولَي (ال النَّافي ِة ِ‬
‫للج ْن ِ‬ ‫ْ‬
‫اس ﴾(طه‪)97:‬‬ ‫ك فِي ْال َحيَا ِة أَ ْن تَقُو َل لاَ ِم َس َ‬
‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬قَا َل فَ ْاذهَبْ فَإِ َّن لَ َ‬
‫ين ﴾(البقرة‪)193:‬‬ ‫ان إِلاَّ َعلَى الظَّالِ ِم َ‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿:‬فَإِ ِن ا ْنتَهَ ْوا فَلاَ ُع ْد َو َ‬
‫‪ -3‬قا َل لَبِ ْي ٌد‪:‬‬
‫َوال بُ َّد يَو ًما أَ ْن تُ َر َّد ال َو َدائِ ُع‬ ‫ون إِلاّ َو ِد ْي َعةٌ‬ ‫َو َما الما ُل َواألَ ْهلُ َ‬
‫زاعي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -4‬قا َل ِدعب ٌل ال ُخ‬
‫ال َعابِدًا َوثَنًا َوال ج ُْل ُمودا‬ ‫أَ ْعنِي الـ ُم َوحِّ َد قَ ْب َل ُكلِّ ُم َو ِّح ٍد‬
‫‪ -5‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫بَا َء إلاّ َوقَ ْد َعنَ ْتهُم ُش ُ‬
‫ؤون‬ ‫يُحْ َش ُر النَّاسُ ال بَنِي َْن وال آ‬
‫ت في الـ ُم ْختَبَ ِر‪.‬‬
‫‪ -6‬ال طالبا ِ‬
‫ص أَنف ُع ِم ْن نصيح ِة الوال َد ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫‪ -7‬ال نَصي َحتَ ْي إخال ٍ‬
‫‪ -8‬ال بَقَا َء إلرها ٍ‬
‫ب في بل ِدنَا‪.‬‬
‫ناجون‪.‬‬
‫َ‬ ‫اليتيم‬
‫ِ‬ ‫آكلين ما َل‬
‫َ‬ ‫‪ -9‬ال‬
‫ت ُم ْه ِم ٌ‬
‫الت‪.‬‬ ‫‪ -10‬ال ُمعلِّما ِ‬

‫التمرين ( ‪) 7‬‬

‫ال﴾ (الحجر‪)33:‬‬ ‫ص ْل َ‬
‫ص ٍ‬ ‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬قَا َل لَ ْم أَ ُك ْن لأِ َ ْس ُج َد لِبَ َش ٍر َخلَ ْقتَهُ ِم ْن َ‬
‫‪ -‬في اآلي ِة الكريم ِة نف ٌي ُمؤ َّكد‪ُ ،‬د ّل عليه‪ ،‬ذاكرًا شرو َ‬
‫ط توكي ِد ِه‪.‬‬
‫ت الأْ َ ْع َرابُ آَ َمنَّا قُلْ لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا َولَ ِك ْن قُولُوا أَ ْسلَ ْمنَا َولَ َّما يَ ْد ُخ ِل الإْ ِ ي َم ُ‬
‫ان‬ ‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬قَالَ ِ‬
‫فِي قُلُوبِ ُك ْم﴾(الحجرات‪)14:‬‬
‫‪( -‬لَ ْم) و (لَـ َّما) في اآلي ِة الكريم ِة حرفَا نَ ْف ٍي‪ ،‬فماذا تج ُد بينهما ِم ْن فَرْ ٍ‬
‫ق؟‬

‫‪70‬‬
‫‪ -3‬قا َل تعالى‪:‬‬
‫﴿ فَإِ ْن لَ ْم تَ ْف َعلُوا َولَ ْن تَ ْف َعلُوا فَاتَّقُوا النَّا َر الَّتِي َوقُو ُدهَا النَّاسُ َو ْال ِح َجا َرةُ﴾(البقرة‪)24:‬‬
‫‪( -‬لَ ْم) و (لَ ْن) في اآلي ِة الكريم ِة حرفَا نَ ْف ٍي‪ ،‬فرِّ ْق بينهما معنًى وعملاً ‪.‬‬
‫‪ -4‬قا َل تعالى‪:‬‬
‫ين َكفَرُوا َوظَلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن للاهَّ ُ لِيَ ْغفِ َر لَهُ ْم َولاَ لِيَ ْه ِديَهُ ْم طَ ِريقًا﴾ (النِّساء‪)168:‬‬ ‫﴿إِ َّن الَّ ِذ َ‬
‫وكيف تستدلُّ عليها ؟ وما فائدتُها ؟‬ ‫َ‬ ‫الم في (لِيَ ْغفِ َر)؟‬ ‫ع الّ ِ‬
‫أ‌‪ -‬ما نو ُ‬
‫ع (ال) ؟ وما فائدتُها ؟‬ ‫ب‌‪ -‬ما نو ُ‬
‫ان للاهَّ ُ ُم َع ِّذبَهُ ْم َوهُ ْم يَ ْستَ ْغفِر َ‬
‫ُون﴾‬ ‫ان للاهَّ ُ لِيُ َع ِّذبَهُ ْم َوأَ ْن َ‬
‫ت فِي ِه ْم َو َما َك َ‬ ‫‪ -5‬قا َل تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َك َ‬
‫(األنفال‪)33:‬‬
‫ق بينهما‪.‬‬‫اذكر الفَرْ َ‬ ‫ِ‬ ‫نفيان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬في اآلي ِة الكريم ِة‬
‫اطي ُر الأْ َ َّولِ َ‬
‫ين﴾(األنعام‪)25:‬‬ ‫‪ -6‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬إِ ْن هَ َذا إِلاَّ أَ َس ِ‬
‫إن تجته ْد تَ ْن َجحْ )‪.‬‬ ‫(إن) الوارد ِة في اآلي ِة الكريم ِة‪ ،‬والوارد ِة في قولِنا‪ْ ( :‬‬ ‫بين ْ‬ ‫ق َ‬‫‪ -‬ما الفر ُ‬
‫ص﴾(ص‪ ،)3:‬و﴿ َوإِ َذا أَ َرا َد للاهَّ ُ بِقَ ْو ٍم سُو ًءا فَلاَ‬
‫ين َمنَا ٍ‬ ‫‪ -7‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬فَنَا َد ْوا َولاَ َ‬
‫ت ِح َ‬
‫َم َر َّد لَهُ﴾(الرَّعد‪)11:‬‬
‫الكريمتين‪ ،‬وقدِّرْ ه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اآليتين‬
‫ِ‬ ‫المحذوف في‬
‫َ‬ ‫‪ -‬س ِّم‬
‫الخزاعي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -8‬قا َل ِد ْعبِ ٌل‬
‫ص َّو ُر‬ ‫َو َمعقولُهُ َو ِ‬
‫الج ْس ُم َخل ٌ‬
‫ق ُم َ‬ ‫َو َما الـ َمرْ ُء إِلاّ األَصْ َغ ِ‬
‫ران لِسانُهُ‬
‫ْس) بـ (ما)‪ ،‬وغيِّرْ َما يلز ُم‪.‬‬ ‫‪ -‬استبدلْ (لَي َ‬
‫‪ -9‬قا َل المتنب ُّّي‪:‬‬
‫َحتّى يُرا َ‬
‫ق َعلى َجوانِبِ ِه ال َّد ُم‬ ‫ف الرَّفي ُع ِم َن األَذى‬
‫ال يَسلَ ُم ال َّش َر ُ‬
‫من الذي نَفَ ْتهُ (ال)؟‬ ‫أ‌‪ -‬ما ال َّز ُ‬
‫المستقبل بقرين ٍة م َّرةً‪ ،‬وبال قرين ٍة م َّرةً أُخرى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب‌‪ -‬اجعلْ أداةَ النَّ ْف ِي لل َّز َم ِن‬
‫‪ -10‬قا َل أبو العال ِء‪:‬‬
‫ك إِلاّ الـ َمأثَ َم ال َحلِ ُ‬
‫ف‬ ‫فَما يُفِ ْي ُد َ‬ ‫ب‬ ‫ال تَحلِفَ َّن َعلى ِ‬
‫ص ْد ٍ‬
‫ق َوال َك ِذ ٍ‬
‫ب‪.‬‬‫ت (ال) مرَّتين‪ ،‬فرِّ ْق بينهما في المعنى واإلعرا ِ‬ ‫‪َ -‬و َر َد ْ‬

‫‪71‬‬
‫‪ -11‬قا َل الحيص بيص‪:‬‬
‫َر َح َل ال َّشبَابُ َولَ ْم أفُ ْز بـ ُمرا ِد‬ ‫الت ِحي َْن ُرقَا ِد‬
‫ْف الرُّ قَا ُد َو َ‬
‫َكي َ‬
‫ق بينهما‪.‬‬ ‫َ‬
‫(الت)‪ ،‬وبي ِِّن الفر َ‬ ‫ْس) بـ‬ ‫‪ -‬استبدلْ (لَي َ‬
‫‪ -12‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫ْت َوشا ِك ُر‬ ‫َوإِنّي لَ َد ٍ‬
‫اع ما َحيِي ُ‬ ‫َوأَ ْولَيتَني َما لَم أَ ُكن أَستَ ِحقُّهُ‬
‫َوإِنّي َعلى ح ِ‬
‫ُسن الثَنا ِء لَقا ِد ُر‬ ‫نت أَهلُهُ‬ ‫َوما لِ َي ال أُثني بِما أَ َ‬

‫أ‌‪ -‬أ ِّك ِد النَّ ْف َي الوار َد في البي ِ‬


‫ت األ َّو ِل‪.‬‬
‫ت الثَّاني ؟‬
‫من الذي نَفَ ْتهُ (ال) في البي ِ‬
‫ب‌‪ -‬ما ال َّز ُ‬
‫ُّون النَّي َل ِم ْن َك َرا َمتِنَا‪:‬‬
‫اإلرهاب فَلَ ْن يستطي َع اإلرهابي َ‬
‫َ‬ ‫‪َ -13‬د َحرْ نَا‬
‫من الذي نَفَ ْتهُ (لَ ْن) ؟‬
‫أ‪ -‬ما ال َّز ُ‬
‫‪،‬واضبط الفع َل بع َدها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحاضر‬
‫ِ‬ ‫ب‌‪ -‬استبدلْ بـ (لَ ْن) أداةً تَ ْنفِي الفع َل في ال َّز َم ِن‬
‫ُر ْالـ ُمعلِّ ُم ‪:‬‬
‫‪ -14‬لـ َ َّما جا َء الطلبةُ جا َء الـ ُمعلِّ ُم ‪ ،‬جا َء الطَّلبةُ ولَـ َّما يحض ِ‬
‫وكيف تميِّ ُز بينهما ؟‬
‫َ‬ ‫ين ؟ وما عملُهما ؟‬ ‫ع (لَـ َّما) في المثالَ ِ‬‫‪ -‬ما نو ُ‬
‫إن هذ ِه إلاّ َدرَّاجةٌ ناريَّةٌ ‪:‬‬
‫‪َ -15‬ما هذ ِه َسيَّارةً ‪ْ ،‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫حيث العملُ‪ ،‬ذاكرًا ال َّسبَ َ‬ ‫المثال‪ ،‬فرِّ ْق بينهما ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫نافيتين في‬
‫ِ‬ ‫ت (ما) و ْ‬
‫(إن)‬ ‫‪َ -‬و َر َد ْ‬
‫اح‪ ،‬فال تَ ُك ْن كالسَّا ِعي إلى الهَ ْي َجا ِء بِ َغي ِْر ِس ٍ‬
‫الح ‪:‬‬ ‫‪ -16‬االجتها ُد سرُّ النَّ َج ِ‬
‫المثال اس ٌم أفا َد النَّ ْف َي‪ُ ،‬د ّل عليه وأَ ْع ِربْه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬ورد في‬
‫ْف أَ َخ ُ‬
‫اف ال َع َو َز وهللاُ كفي ٌل بِ ِعباد ِه ؟ ‪:‬‬ ‫‪َ -17‬كي َ‬
‫المثال نَ ْف ٌي‪ُ ،‬د ّل عليه‪ ،‬موضِّ حًا نو َعه وأسلوبَه‪.‬‬‫ِ‬ ‫‪َ -‬و َر َد في‬
‫ؤمن بـِ ُم ْعتَ ٍد َعلى اآل َخ ِر َ‬
‫ين‪:‬‬ ‫‪ -18‬لَي َ‬
‫ْس الـ ُم ُ‬
‫أ‌‪ -‬أَ ْع ِرب (بـِ ُم ْعتَ ٍد)‪.‬‬
‫من التَّوكي ِد‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬استبدلْ ( َما النّافيةَ العاملةَ) بـ (لَي َ‬
‫ْس)‪ُ ،‬مجرِّ دًا النَّف َي َ‬
‫ْس لَهُ َولَ ٌد ‪َ ،‬ما لَهُ َولَ ٌد ‪:‬‬
‫‪ -19‬لَي َ‬
‫ب‪ُ ،‬مؤ ِّكدًا النَّف َي فيهما‪.‬‬
‫الجملتين في اإلعرا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬فَرِّ ْق َ‬
‫بين‬

‫‪72‬‬
‫التمرين ( ‪) 8‬‬

‫أَ ْع ِر ْب ما تحته خ ٌّ‬


‫ط إعرابًا ُمفَ َّ‬
‫صلاً ‪:‬‬

‫ت فَلاَ تَرْ ِجعُوهُ َّن إِلَى ْال ُكفَّ ِ‬


‫ار لاَ هُ َّن ِحلٌّ لَهُ ْم‬ ‫‪ -1‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬فَإِ ْن َعلِ ْمتُ ُموهُ َّن ُم ْؤ ِمنَا ٍ‬
‫ون لَه َُّن َوآَتُوهُ ْم َما أَ ْنفَقُوا ﴾(الممتحنة‪)10:‬‬ ‫َولاَ هُ ْم يَ ِحلُّ َ‬
‫ْت أَ ِو ا ْعتَ َم َر فَلاَ ُجنَا َح َعلَ ْي ِه ﴾(البقرة‪)158:‬‬
‫‪ -2‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬فَ َم ْن َح َّج ْالبَي َ‬
‫ارضٌ َولاَ بِ ْك ٌر َع َو ٌ‬
‫ان ﴾(البقرة‪)68:‬‬ ‫‪ -3‬قا َل تعالى‪ ﴿ :‬إِنَّهَا بَقَ َرةٌ لاَ فَ ِ‬
‫‪ -4‬قا َل جريرٌ‪:‬‬
‫رام‬ ‫َوأَخو اله ِ‬
‫ُموم يَرو ُم ُك َّل َم ِ‬ ‫ت الهُمو ُم فَبِ َ‬
‫تن َغي َر نِ ِ‬
‫يام‬ ‫َس َر ِ‬
‫‪ -5‬قا َل البحتريُّ ‪:‬‬
‫أَرْ ِمي تَ َجهُّ َم َخطبِ ِه بِ َجبِ ْينِي‬ ‫ب فَ َذ ِر ْينِي‬ ‫ْس ال َّز َم ُ‬
‫ان بِ ُم ْعتِ ٍ‬ ‫لَي َ‬
‫‪ -6‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫وإِنَّما َزا َدني إِ ْل َما ُمهُ لـ َم َما‬ ‫ك لـ َ َّما َزا َرنِي أَلَ َما‬
‫ف طَ ْيفُ َ‬
‫لَ ْم يَ ْش ِ‬
‫االختبار ال خائفًا وال ُمرْ تَ ِعبًا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪َ -7‬ذهَب ُ‬
‫ْت إلى‬
‫ق المرأ ِة فَلَ ْن أُكلِّ َم َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫إن ال تَحْ فَ ْ‬
‫ظ حُقو َ‬ ‫‪ْ -8‬‬
‫مانع ال ُّشجا َع‪.‬‬ ‫ضع ُ‬
‫ْف بِ ٍ‬ ‫‪ -9‬ما ال َّ‬
‫والت ساعةَ َم ْن َد ٍم ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -10‬نَ ِد َم الـ ُمجر ُم‬

‫‪73‬‬
‫س الثالث‪ :‬األَدَ ُب‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫‪ -1‬حافظ إبراهيم‬
‫أتقن اللغةَ الفرنسيةَ‬‫َ‬ ‫ُولِ َد الشاع ُر المصريُّ حافظ إبراهيم في ِ‬
‫عام (‪1871‬م)‪،‬‬
‫من اتقانِ ِه الفرنسيةَ بَقِ َي وثي َ‬
‫ق‬ ‫الرغم ِ‬
‫ِ‬ ‫وترج َم روايةَ (البؤسا ِء) لـ(فكتور هيجو)‪ ،‬وعلى‬
‫صةَ وشخصيتَه‬ ‫أن يفق َد ميزاتِ ِه الفنِّيةَ الخا َّ‬
‫دون ْ‬‫ِ‬ ‫القديم‪ِ ،‬م ْن‬
‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫الصِّل ِة بالتُّرا ِ‬
‫ث‬
‫ُ‬
‫وتكشف‬ ‫ت العام ِة‪،‬‬
‫ث والمناسبا ِ‬ ‫شعر ِه ترتبطُ باألحدا ِ‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫كانت أغلبُ موضوعا ِ‬ ‫ال ِّشعريةَ‪.‬‬
‫اإليمان بوظيف ِة ال َّش ِ‬
‫اعر‬ ‫ِ‬ ‫كان شدي َد‬‫الفقر في بال ِد ِه‪ْ ،‬إذ َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ق بمشكال ِ‬
‫اهتمام عمي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عن‬
‫ِ‬
‫أن ينا َل ُشهرةً واسعةً َع ْب َر موضوعاتِ ِه ال ّشعبي ِة‬
‫االجتماعي ِة والوطني ِة‪ ،‬وق ِد استطا َع ْ‬
‫االجتماعي‪ ،‬فضالً ِ‬
‫عن السَّالس ِة في أسلوبِ ِه ال ِّشعريِّ‪ ،‬والبساط ِة والمباشر ِة في‬ ‫ِّ‬ ‫وشعر ِه‬
‫ِ‬
‫ب في العاطف ِة الَّتي تجع ُل شع َرهُ يستهوي القار َ‬
‫ئ والسَّام َع مباشرةً‪.‬‬ ‫المقا َربَ ِة‪ ،‬واالنسيا ِ‬
‫عام (‪1932‬م)‪.‬‬ ‫النيل‪ .‬تُوفِّ َي في ِ‬
‫ِ‬ ‫بشاعر‬
‫ِ‬ ‫لُقِّ َ‬
‫ب‬

‫ُزأين‪ .‬من قصائ ِد ِه في الشكوى (حسرةٌ على فائ ٍ‬


‫ت)‪.‬‬ ‫من ج ِ‬‫ع بمجلَّ ٍد ْ‬
‫ديوانُهُ مطبو ٌ‬
‫(للحفظ)‬
‫ِ‬
‫إِلاّ بَقِيَّةُ َد ْم ٍ‬
‫ـــــع فـــــــي َمآقِينَا‬ ‫ق َشــــي ٌء ِم َن ال ُّدنيا بِأ َ ْي ِد ْينَا‬ ‫لَم يَب َ‬
‫مين العُال ُكنَّا َر ِ‬
‫ياحينَا‬ ‫َوفـــــي يَ ِ‬ ‫هـــر فَانفَ َرطَ ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ُكنّا قِال َدةَ ِج ْي ِد ال َّد‬
‫ق ال َّشمسُ إِلاّ في َمغانِينَا‬ ‫شر ُ‬‫ال تُ ِ‬ ‫نازلُنا فـي ال ِع ِّز شا ِم َخــةً‬ ‫كانَ ْ‬
‫ت َم ِ‬
‫ت أَقـــــدا ُح َساقِينَا‬ ‫ِم ْن َمائِ ِه ُم ِز َج ْ‬ ‫هر ال َم َج َّر ِة لَو‬
‫صى ُمنَى نَ ِ‬‫ان أَ ْق َ‬
‫َو َك َ‬
‫ان يَب ُدو ِمــن أَ َعا ِد ْينَا‬
‫لِ َرجْ ِم َمن َك َ‬ ‫َوال ُّشهبُ لَو أَنَّهـــا كانَت ُم َس َّخ َرةً‬
‫َشزرًا َوتَخــــ َد ُعنا ال ُّدنيَا َوتُل ِهينَا‬ ‫هر تَر ُمقُنَا‬
‫ُوف ال َّد ِ‬
‫صر ُ‬ ‫فَلَ ْم نَزَلْ َو ُ‬
‫اس ْينَا‬ ‫صدي ٌ‬
‫ق َوال ِخـــــــلٌّ يُ َو ِ‬ ‫َوال َ‬ ‫َحتّى َغ َدونا َوال جـــاهٌ َوال نَ َشبٌ‬

‫‪74‬‬
‫المعاني المفردات‪:‬‬
‫ين‪.‬‬
‫من ال َع ِ‬
‫مع ِ‬ ‫ق‪ ،‬وه َو مج َرى ال َّد ِ‬‫ق و َمأ َ ٍ‬
‫ال َمآقِي‪َ :‬ج ْم ُع ُمؤ ٍ‬
‫ال َم َغانِي‪َ :‬ج ْم ُع َم ْغنَى‪ ،‬وه َو المنز ُل الَّذي غنِي بِ ِه أَهلُهُ‪ ،‬أيْ أقا ُموا‪.‬‬
‫المج َّرةُ‪ :‬نجو ٌم كثيرةٌ ينتش ُر ضوؤهَا فيُ َرى كأنَّهُ بقعةٌ بيضا ُء‪َ ،‬شبَّهَهَا ال ُّشعرا ُء بالنَّ ِ‬
‫هر‪.‬‬
‫ص ُروفُ الدَّه ِر‪ :‬نوائبُهُ‪.‬‬
‫ُ‬
‫عرضًا عنهُ‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬وال تَ ْستَ ْقبِلُهُ بوج ِه َ‬
‫ك ُم ِ‬ ‫ب عينِ َ‬
‫ك بجان ِ‬
‫غير َ‬
‫أن تنظ َر إلى ِ‬ ‫(النَّظ ُر ال َّشزرُ) ْ‬
‫أو غاضبًا علي ِه‪.‬‬
‫النَّش ُ‬
‫َب‪ :‬الما ُل وال ِعقَارُ‪.‬‬

‫التعليق النقدي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ال َّشك َوى َم ْي ٌل فطريٌّ لدى‬
‫اليأس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الحزن أو‬
‫ِ‬ ‫باأللم أو‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬يلجأ إلي ِه ِع ْن َد ال ُّش ِ‬
‫عور‬ ‫ِ‬
‫إن ال ِّشع َر مرتبطٌ بال ُّش ِ‬
‫عور الَّذي يُثا ُر في تجرب ٍة‬ ‫اإلحساس باالضطها ِد والظّ ِلم‪َّ .‬‬
‫ِ‬ ‫أو عن َد‬
‫المجتمع‪ ،‬وقد‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫من مشكال ِ‬ ‫الكون أو مشكل ٍة ْ‬
‫ِ‬ ‫مسائل‬
‫ِ‬ ‫ذاتي ٍة أو عبر تجرب ٍة ينف ُذ فيهَا إلى‬
‫العربي الَّتي قا َل بها كثي ٌر ِ‬
‫من ال ُّشعرا ِء للتَّ ِ‬
‫عبير ع َّما‬ ‫ِّ‬ ‫فنون ال ِّش ِ‬
‫عر‬ ‫ِ‬ ‫ت ال َّشكوى ْ‬
‫من‬ ‫أصبح ِ‬
‫حزان نتيجةَ ال َخلَ ِل واالنحراف في الحيا ِة السياسي ِة‬ ‫ِ‬ ‫الهموم واألَ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫نفوس ِهم ِ‬
‫ِ‬ ‫يجيشُ في‬
‫وضاع العصري ِة‬ ‫باختالف األَ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫وتحددت‬ ‫ت ال َّشكوى‬ ‫واالجتماعي ِة أو الفردي ِة‪ ،‬وق ْد تنوع ِ‬
‫ِ‬
‫عن هذا‬‫الجاهلي وحتَّى يو ِمنَا هَ َذا‪ ،‬ول ْم يَ ُك ْن َحافظٌ بمنأًى ْ‬
‫ِّ‬ ‫العصر‬
‫ِ‬ ‫من من ُذ‬
‫مرور ال َّز ِ‬
‫ِ‬ ‫م َع‬
‫وآالم‪ ،‬منها‬
‫ٍ‬ ‫هموم‬
‫ٍ‬ ‫نفس ِه ْ‬
‫من‬ ‫بث فيها ما يَعتَلِ ُج في ِ‬ ‫كتب في ِه قصائ َد ع َّدةً َّ‬
‫َ‬ ‫الغرض‪ْ ،‬إذ‬
‫ِ‬
‫ت)‪ ،‬التي يَأَخذنَا في مطلعها إلى نقط ٍة مركزي ٍة في القصيد ِة‬ ‫قصيدةُ ( َحسْر ٍة على فائ ٍ‬
‫بمالمح البكا ِء‪ ،‬وكأنَّهُ يفتت ُح القصيدةَ ويختَُمهَا في مقدمتِ ِها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحزن واألل ُم‬ ‫جوه ُرهُا‬
‫ُ‬
‫يمكن توظيفه‬ ‫وتوظيف ما‬
‫ِ‬ ‫ح ال َّشكوى عبر التَّغني بالماضي‬ ‫إظهار َملاَ ِم ِ‬
‫ِ‬ ‫ويحرصُ على‬
‫خبر ِه الذي يستهلُّ‬
‫ِ‬ ‫ف صيغةَ الماضي في‬
‫ظ ُ‬ ‫ب البنائي ِة في النَّصِّ ‪ ،‬فمثالً يو ِّ‬
‫من التراكي ِ‬
‫في ِه القصيدةَ‪:‬‬
‫إِلاّ بَقِيَّةُ َد ٍ‬
‫مع في َمآقينا‬ ‫ق َشي ٌء ِم َن ال ُدنيا بِأَيدينا‬
‫لَم يَب َ‬

‫‪75‬‬
‫آلت إليها حا ُل األُ َّم ِة‪ ،‬فأداةُ النفي (ل ْم) تقلبُ ال َّداللةَ‬
‫لِيؤك َد الحقيقةَ المؤلمةَ الَّتي ْ‬
‫يكتف‬
‫ِ‬ ‫الخبر‪ ،‬ول ْم‬
‫ِ‬ ‫الحاضر إلى الماضي وهذا ما يزي ُد تأكي َد‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫المضارع ِ‬
‫ِ‬ ‫للفعل‬
‫ِ‬ ‫ال َّزمنيةَ‬
‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫توظيف‬
‫ِ‬ ‫القصر‪ ،‬ث َّم يَ ْع َم ُد إلى‬
‫ِ‬ ‫ال َّشاع ُر بأدا ِة النفي (ل ْم)‪ ،‬بلْ يؤ ِّك ُد خب َرهُ بأسلو ِ‬
‫ب‬
‫موضع؛ لِيقد َم مقدا َر تعلُّقِ ِه بماضي ِه وقيم ِه القومي ِة‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫ِ‬ ‫(كان) في‬
‫َ‬ ‫الماضي؛ والسيما‬
‫عن‬ ‫وشموخ معبِّرًا ْ‬
‫ٍ‬ ‫من سؤد ٍد ورفع ٍة‬ ‫كانت علي ِه األُ َّمةُ ْ‬
‫ْ‬ ‫وتغنِّي ِه بالماضي المجي ِد‪ ،‬وما‬
‫بتصوير الق َّو ِة والمنع ِة في‬
‫ِ‬ ‫ب)‪ ،‬مد ُعو ًما‬ ‫ك في استعمالِ ِه أَلفاظَ (العُال‪ ،‬المجر ِة‪ ،‬ال ُّشهُ ِ‬ ‫ذل َ‬
‫استحضار ما ْ‬
‫آلت إلي ِه أحوا ُل هذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫أن ذلك ينحس ُر ويذوبُ بع َد‬ ‫مواجه ِة األعدا ِء‪ ،‬إلاَّ َّ‬
‫أن نلحظَ‬ ‫لهوهَا‪ ،‬وأمكنَنَا ْ‬
‫والركون إلى ِ‬‫ِ‬ ‫وخداع الدنيا‬
‫ِ‬ ‫ُوف ال َّد ِ‬
‫هر‬ ‫صر ِ‬ ‫ب ُ‬ ‫األُ َّم ِة في تقلُّ ِ‬
‫حال‬
‫لسان ِ‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وكأن ما ينط ُ‬
‫ق بِ ِه هو‬ ‫بضمير الجماع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ضمير ِه‬
‫ِ‬ ‫إلصاق‬
‫ِ‬ ‫اعر في‬‫محاولةَ ال َّش ِ‬
‫يركن إليهم خلي ٌل وال صدي ٌ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫غير حالِ ِهم وجا ِه ِهم‪ ،‬ال‬
‫الذين أصبَحُوا على ِ‬ ‫َ‬ ‫قو ِم ِه‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‬


‫‪ -1‬ما ال َّشكوى؟ وما عالقةُ ال ِّش ِ‬
‫عر بها؟‬
‫وكيف؟‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬بأيِّ معنًى استه َّل حافظ إبراهيم قصي َدتَهُ؟‬
‫كيف أظه َر حافظُ ابراهيم مالم َح ال َّشكوى في قصيدتِ ِه؟‬
‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫عبيرين‬
‫ِ‬ ‫بين التَّ‬
‫ق َ‬ ‫استهالل قصيدتِ ِه؟ وما الفر ُ‬
‫ِ‬ ‫ف الشاع ُر صيغةَ الماضي في‬ ‫‪ -4‬لماذا وظَّ َ‬
‫ق) و ( َما بَقِ َي)؟‬‫(ل ْم يَب َ‬
‫سياق قصيد ِة حافظ إبراهيم؟‬ ‫ِ‬ ‫(كان) في‬‫َ‬ ‫اقص‬
‫ِ‬ ‫الفعل الماضي النَّ‬‫ِ‬ ‫‪ -5‬ما داللةُ‬
‫وشموخ؟‬
‫ٍ‬ ‫كانت علي ِه األُ َّمةُ من سؤد ٍد ورفع ٍة‬
‫ْ‬ ‫كيف عبَّ َر حافظ إبراهيم ع َّما‬ ‫َ‬ ‫‪-6‬‬
‫بضمير الجَّماع ِة‪( .‬وضِّ حْ ذل َ‬
‫ك)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق ال َّشاع ُر حافظ إبراهيم ضمي َرهُ‬ ‫‪ -7‬ألص َ‬

‫‪76‬‬
‫ي‬
‫‪ -2‬الج َوا ِه ِر ّ‬
‫ْ‬
‫اشتهرت‬ ‫من أُسر ٍة عريق ٍة‬‫يخ عب ِد ال ُح َسي ِْن ال َّج َوا ِه ِريّ‪ْ ،‬‬‫ابن ال َّش ِ‬
‫ي ُ‬ ‫ه َو ُم َح َّمد َم ْه ِّد ّ‬
‫الكالم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب (جواه َر‬ ‫ب كتا ِ‬
‫يخ محمد حسن صاح ِ‬ ‫من عه ِد مؤس ِِّسهَا ال َّش ِ‬ ‫بال َّزعام ِة الدِّيني ِة ْ‬
‫بالمجالس‬
‫ِ‬ ‫تزدح ُم‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫كانت‬ ‫شرف عام (‪1899‬م)‪ ،‬المدين ِة التي‬ ‫ِ‬ ‫جف األَ‬
‫ُولِ َد في مدين ِة النَّ ِ‬
‫درس وه َو في سنِّ السابع ِة في الكتاتيب في النجف األشرف‪ ،‬اتَّ َجهَ بع َد‬ ‫َ‬ ‫العلمي ِة واألدبي ِة‪،‬‬
‫والمنطق والفق ِه وأصول ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫علوم اللغ ِة‬
‫ِ‬ ‫ك كما يتَّ ُجهُ كلُّ أفرا ِد أسرتِ ِه من ُذ حداثتِ ِه لدراس ِة‬
‫ذل َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ت كثير ٍة في النَّ ِ‬
‫جف آنذا َ‬ ‫شأن بيو ٍ‬‫ب‪ ،‬شأنُهُ َ‬ ‫وشعر وأد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫علم‬ ‫بيت الجواهريِّ َ‬
‫بيت ٍ‬ ‫كان ُ‬ ‫َ‬
‫المتنبي‬
‫ِّ‬ ‫ديوان‬
‫َ‬ ‫ظ شع َرهُم وتأث َر ب ِهم من ُذ حداثتِ ِه‪ ،‬وقي َل إنَّهُ حف َ‬
‫ظ‬ ‫لكبار الشعرا ِء و َحف َ‬
‫ِ‬ ‫فقرأَ‬
‫مشاهير ال ُّشعرا ِء القدما ِء‪ ،‬والتقى أحبَّ ال ُّشعرا ِء‬
‫ِ‬ ‫غير ِه ْ‬
‫من‬ ‫شعر ِ‬
‫ِ‬ ‫كلَّه‪ ،‬وقس ًما كبيرًا ْ‬
‫من‬
‫ك البيئ ِة‬ ‫الثقافي وتل َ‬
‫ِّ‬ ‫ث‬
‫كان لإلر ِ‬
‫الحبوبي في بيت أسرته‪َ .‬‬ ‫ِّ‬ ‫الشاعر محمد سعيد‬ ‫ِ‬ ‫إلى قلبِ ِه‬
‫الفني‬
‫ِّ‬ ‫تكوين شخصيت ِه األدبي ِة ونضج ِه‬
‫ِ‬ ‫عر وتع ُّلقِ ِه بال ُّشعرا ِء أث ٌر كبي ٌر في‬
‫وعشقِ ِه لل ِّش ِ‬
‫لقب بـ (نهر‬ ‫منازع‪ ،‬وكذلك َ‬
‫ٍ‬ ‫ب األَكبر) ِم ْن ِ‬
‫دون‬ ‫وارتقائ ِه القمةَ حتَّى لُقِّ َ‬
‫ب بـ ( َشا ِعر ال َع َر ِ‬
‫العراق الثالث)‪.‬‬
‫العراق السياسيةَ المضطربةَ في‬
‫ِ‬ ‫شاعر ص َّو َر حياةَ‬
‫ٍ‬ ‫ي أكب ُر‬ ‫يرى ال ُّنقا ُد َّ‬
‫أن الجواهر َّ‬
‫الموقف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫القرن الماضي‪ .‬وق ْد تميَّ َز شع ُرهُ بالج ِّد في‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ت ِ‬ ‫شعر ِه من ُذ حقب ِة العشرينيا ِ‬
‫ِ‬
‫شعر ِه يعطي ِه قوةً ايقاعيةً َ‬
‫ذات توتّ ٍر‬ ‫ِ‬ ‫العاطفي في‬
‫ُّ‬ ‫العاطفي القويِّ ‪ ،‬فالتدف ُ‬
‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ب‬
‫واالنسيا ِ‬
‫ت الغاضب ِة التَّي تُميِّ ُز شع َرهُ‪ .‬ولُغتُهُ ال ِّشعريةُ غنيةٌ يختارُها بعناي ٍة‪،‬‬ ‫يناسبُ نو َع االندفاعا ِ‬
‫االختيار‬
‫ِ‬ ‫صا ِد ِر ِه جمي ِعهَا م َّما أَتَا َح لَهُ مجا َل‬ ‫ك ثَرا ًء لُغويًا يَصْ عُبُ اإلل َما ُم ب َم َ‬‫فَهو يَ ْمتَلِ ُ‬
‫ف أَو إِ ْق َح ٍام‪.‬‬
‫ير تَ َك ُّل ٍ‬
‫ب للمفرد ِة وتوظيفِهَا ب َعفَويَّ ٍة في النَّصِّ ِم ْن َغ ِ‬ ‫اس ِ‬ ‫ال ُمنَ ِ‬
‫عام (‪1997‬م) ودفن فيها‪.‬‬ ‫ق ِ‬ ‫تُوفِّ َي الجواهري في دمش َ‬
‫بالحسين)‪ ،‬التي ألقاها عام (‪1947‬م) في ذكرى‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(آمنت‬ ‫أبيات مختارةٌ من قصيد ِة‬
‫ٌ‬ ‫وهذ ِه‬
‫الحسين (علي ِه السال ُم)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫استشها ِد‬

‫‪77‬‬
‫(للحفظ عشرةُ أبيا ٍ‬
‫ت)‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ع‬ ‫تَنَ َّو َر بِــــاألبلَ ِ‬
‫ــــج األر َو ِ‬ ‫ك مــِ ْن َمضْ َج ِ‬
‫ــــع‬ ‫فِ َدا ٌء لِ َمث َوا َ‬
‫َ‬ ‫ق ِم ْن نَفَ َحـا ِ‬‫بِأ َ ْعبَ َ‬
‫َر ْوحًا َو ِم ْن ِم ْس ِكهـا أضْ َو ِ‬
‫ع‬ ‫نــــــان‬
‫ِ‬ ‫الج‬
‫ت ِ‬
‫ع‬‫ك ِم ْن َمصْ َر ِ‬ ‫ألرض َ‬
‫ِ‬ ‫و َس ْقيًا‬ ‫فوف‬ ‫ك يَ ْو ِم ُّ‬
‫الط ِ‬ ‫َو َر ْعيًا لِيَ ْو ِمــــ َ‬
‫ك النَّي ِِّر ال َم ْهيَ ِع‬‫علــــــى نَه ِْج َ‬ ‫ْس النُّفُ ِ‬
‫وس‬ ‫وح ُْزنًا َعلَيـــ َ‬
‫ك بِ َحب ِ‬
‫بمـــــــا َ َ‬ ‫ـــن أَ ْن يُ َذا َل‬ ‫ص ْونًا لِ َمج ِد َ‬
‫أنت تأبَاهُ ِم ْن ُم ْب َد ِ‬
‫ع‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫و َ‬
‫ـــــــع‬
‫ِ‬ ‫فَ ًّذا ‪ ،‬إلى َ‬
‫اآلن لَ ْم يُ ْشفَ‬ ‫الـــو ْت ُر فــي الخال ِد َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫فيا أيُّها‬
‫ــــــــن َغ ِد ِه ْم قُنَّ ِع‬
‫ْ‬ ‫لِلاَ ِهي َْن َع‬ ‫ظـــام‬
‫ِ‬ ‫ويا ِعظَةَ الطَّا ِم ِح َ‬
‫ين ال ِع‬

‫ــــن َم ْف َز ِ‬
‫ع‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ك قَب ُر َ‬‫ُور َ‬
‫وب ِ‬ ‫ع لل ُحتُ ِ‬
‫وف‬ ‫ــــن ُم ْف ِز ٍ‬
‫ْت ِم ْ‬ ‫تَ َعالَي َ‬
‫ـــــــع‬
‫ِ‬ ‫َعلَى جانِبَي ِه و ِم ْن ُر َّك‬ ‫تَلُو ُذ ال ُّدهــو ُر فَ ِم ْن ُسجَّـــــــ ٍد‬
‫ـــــــن بَ ْلقَ ِع‬
‫ْ‬ ‫نَ ِسي ُم ال َك َرا َم ِة ِم‬ ‫ك فَهَبَّ النَّ ِسيـــــ ُم‬
‫ت ثَ َرا َ‬‫َش َم ْم ُ‬

‫َخ ٌّد تَفَرَّى ولـــــــــ ْم يَضْ َر ِ‬


‫ع‬ ‫بحيث استرا َح‬ ‫ُ‬ ‫ت َخدِّي‬ ‫و َعفَّرْ ُ‬
‫جالت علي ِه ولـــــــم يَ ْخ َش ِع‬
‫ْ‬ ‫يل ُّ‬
‫الط َغــــا ِة‬ ‫َو َح ُ‬
‫يث َسنابِ ُ‬
‫ك َخ ِ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫األَبلَ ُج‪ :‬وضَّا ُء الوج ِه‪ .‬واألرو ُ‬
‫ع‪ :‬ال ُمعجبُ بشجاعتِ ِه وحسنِ ِه‪.‬‬
‫ت رائحتُهُ وانتَ َش َر ْ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ع إذا َعبِقَ ْ‬
‫ك يضو ُ‬
‫من ضا َع المس ُ‬ ‫الريح‪ .‬و أَضو ُ‬
‫ع‪ْ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َّر ْو ُح‪ :‬نسي ُم‬
‫ال َمهيَ ُع‪ :‬البي ُِّن الواضحُ‪.‬‬
‫يُذال‪ :‬ي ُ‬
‫ُهان‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫التعليق النقدي‪:‬‬
‫َّالم) على‬
‫الحسين (علي ِه الس ِ‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫أروع ما قِي َل في‬
‫ِ‬ ‫بالحسين) ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(آمنت‬ ‫قصيدةُ‬
‫إظهار فلسف ِة النهض ِة‬
‫ِ‬ ‫الطريق ِة الفكري ِة الحديث ِة‪ ،‬فق ْد َع َم َد الجواهريُّ في القصيد ِة هذ ِه إلى‬
‫الحسيني ِة وأهدافِهَا وأبعا ِدهَا وثمراتِهَا‪.‬‬
‫صنع المعنى من ُذ بد ِء القصيد ِة‪ ،‬فيقو ُم‬ ‫ِ‬ ‫القارئ من‬
‫ِ‬ ‫ُعلن الجواهريُّ فيها إمكانيةَ‬ ‫ي ُ‬
‫أويل‪ ،‬ويبدأُ التَّساؤلُ‪ ،‬ب َم ِن ا ْفتَ َدى ال َّشاع ُر‬
‫حذف المبتدأ لِينفت َح مجا ُل التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫مبدع عبر‬
‫ٍ‬ ‫بإيجاز‬
‫ٍ‬
‫من‬ ‫ق ْ‬‫الحسين (علي ِه السَّال ُم)‪ ،‬وتَ َعطَّ َر بطيب ِه حتَّى غدا أَعب َ‬
‫ِ‬ ‫بنور‬
‫ِ‬ ‫الضَّري َح الذي تنَّو َر‬
‫ُ‬
‫فيكون التقدي ُر (أنا فدا ٌء) أ ْم غي ُرهُ؟ ث َّم يت َوالى‬ ‫الجنان؟ أهو ال َّشاع ُر نف ُسهُ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫نفحا ِ‬
‫مصدر ِه‬
‫ِ‬ ‫(الفعل) ُمبقيًا على‬
‫ِ‬ ‫بحذف‬
‫ِ‬ ‫مطلع القصيد ِة؛ إذ يُر ِّكبُ ال َّشاع ُر ص َو َرهُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحذف في‬
‫المطلق) (رعيًا‪ ،‬سقيًا‪ ،‬حزنًا‪ ،‬صونًا) مؤ ِّكدًا الخب َر‪ ،‬إذا كان استعمال الصِّيغ ِة‬
‫ِ‬ ‫(المفعول‬
‫ِ‬
‫ث اللغويِّ ‪ ،‬فقد أخرجهَا الجواهريُّ من نَ َمطيَّتِها‬‫ال ُّتراثي ِة (رعيًا وسقيًا) قارًا في المورو ِ‬
‫االبداع؛ ْإذ نق َل (رعيًا) من داللتِهَا المادي ِة إلى ال َّدالل ِة المعنوي ِة المتمثل ِة‬
‫ِ‬ ‫إلى فضا ِء‬
‫ت‬ ‫ض ْ‬‫والقيم اإلنساني ِة التي تم َّخ َ‬
‫ِ‬ ‫المفاهيم المستوحا ِة من ملحم ِة الطَّفِّ الخالد ِة‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫باستيعا ِ‬
‫قل االستعارةَ‪ ،‬وأ َّما (سقيًا)‬ ‫وااليثار‪ ،‬وق ْد وظَّ َ‬
‫ف لهذا النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫موقف التَّضحي ِة والفدا ِء‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫عن‬
‫رسول هللاِ (صلى‬‫ِ‬ ‫ُر َم منهُ سبطُ‬
‫ك الذي ح ِ‬ ‫لنزول الما ِء ذل َ‬
‫ِ‬ ‫ِّين‬
‫فمن السُّقيا وه َي دعا ُء المحب َ‬
‫ِ‬
‫بنهج ِه النِّي ِِّر في‬
‫ِ‬ ‫هللاُ علي ِه وآل ِه وسلم)‪ .‬وأَ َّما (حزنًا وصونًا) فقد جاءا توكيداً للتمس ِ‬
‫ُّك‬
‫العدل والحري ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قيم‬
‫والحفاظ على ِ‬
‫ِ‬ ‫غيان‬
‫الط ِ‬‫مواجه ِة ُّ‬
‫ب الندا ِء يُفص ُح‬ ‫المباشر عبر أسلو ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫الخبر إلى الخطا ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫من أسلو ِ‬ ‫وبانتقال ذكي ْ‬
‫ٍ‬
‫فالحسين (علي ِه السَّال ُم) ِو ْت ٌر ل ْم تَ ُج ِد ال ُّدنيا بمثلِ ِه‬
‫ُ‬ ‫مطلع القصيد ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ال َّشاع ُر ع َّما ق َّدمهُ في‬
‫هين عن غد ِه ِم)‪ ،‬وهو المتعالي على‬ ‫ك (اللاَّ َ‬ ‫ظام) ألولئ َ‬‫امحين ال ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ولن تجو َد‪ ،‬و( ِعظةُ الطَّ‬ ‫ْ‬
‫عن‬‫ع إليِ ِه النُّفوسُ الباحثةُ ِ‬ ‫نفس ِه قب ُرهُ مال ٌذ تَفز ُ‬
‫ت ِ‬ ‫ُّ‬
‫والطغا ِة و ُم ْف ِز ُعهُم‪ ،‬وفي الوق ِ‬ ‫الظَّ َ‬
‫المين‬
‫َّالم والتَّحدي‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الطمأنين ِة والس ِ‬
‫تقديس الصُّ مو ِد‬
‫ِ‬ ‫المكان لِ‬
‫َ‬ ‫يعو ُد الجواهريُّ في قصيدت ِه بمشاع َر إنساني ٍة دافق ٍة مستدعيًا‬
‫ُ‬
‫ينبعث نسي ُم الع َّز ِة والكرام ِة واإلبا ِء‪،‬‬ ‫ت الجس َد الطَّاه َر‬
‫األرض الَّتي ض َّم ِ‬
‫ِ‬ ‫والثَّبا ِ‬
‫ت‪ ،‬ف ِم ِن‬

‫‪79‬‬
‫من أرا َد الحريَّةَ‪ ،‬وفي ثراهَا يُعفِّ ُر خ َّدهُ ْ‬
‫من يري ُد الثبات‪.‬‬ ‫فيَشمه ْ‬
‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬
‫تكوين شخصي ِة الجواهريِّ األدبي ِة ونضج ِه الفنِّ ِّي؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬ما الذي أثَّ َر في‬
‫للشعر؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬ما أث ُر البيئ ِة في توج ِه الجواهريِّ‬
‫‪ -3‬بِ َم لُقِّ َ‬
‫ب الجواهريُّ ؟‬
‫‪ -4‬ما أه ُّم ما يُميِّ ُز شع َر الجواهريِّ ؟‬
‫كيف كانت اللغةُ ال ّشعريةُ لدى الجواهر ِّ‬
‫ي؟‬ ‫َ‬ ‫‪-5‬‬
‫الحسين (علي ِه السال ُم) على الطريق ِة الفكري ِة‬
‫ِ‬ ‫اإلمام‬
‫ِ‬ ‫‪( -6‬القصيدةُ خي ُر ما قي َل في‬
‫ك‪.‬‬‫الحديث ِة) ناقشْ ذل َ‬
‫‪ -7‬ما داللةُ (رعيًا وسقيًا) في القصيد ِة؟‬
‫وكيف؟‬
‫َ‬ ‫المكان في قصيدتِ ِه؟‬
‫َ‬ ‫‪ -8‬هلْ وظَّ َ‬
‫ف الجواهريُّ‬

‫‪80‬‬
‫(للفرع األدبي فقط)‬ ‫النقد األدبي احلديث‬

‫(المذاهب األدبيةُ)‬
‫ُ‬

‫الكالسيكي ُة‬

‫َّادس َع َش َر بع َد حرك ِة البع ِ‬


‫ث‬ ‫القرن الس َ‬
‫ِ‬ ‫أدبي نشأ َ في أوربا في‬ ‫ٍّ‬ ‫ب‬
‫هي أو ُل مذه ٍ‬
‫ب اليوناني ِة والالتيني ِة القديم ِة ومحاولةُ محاكاتِهَا لِ َما فيها ْ‬
‫من‬ ‫العلمي‪ ،‬وأسا ُسهُ ُ‬
‫بعث اآلدا ِ‬
‫اآلثار القديم ِة أخ َذ العلما ُء يُحلِّلونَهَا‬
‫ِ‬ ‫وقيم إنساني ٍة‪ .‬ولدى العود ِة إلى هذ ِه‬
‫خصائص فني ٍة ٍ‬
‫َ‬
‫ق أو بالتّ ِ‬
‫حليل‬ ‫ت لها الخلو َد‪ ،‬إ َّما بالتَّ ُّ‬
‫ذو ِ‬ ‫ض ِمنَ ْ‬ ‫لي ْستَ ْنبِطُوا مبادئَها وخصائ َ‬
‫صهَا التي َ‬
‫المباشر أو بما َكتَبَهُ القدما ُء كأرسطو في كتابي ِه «الخطاب ِة» و «ال ِّش ِ‬
‫عر»‪ ،‬وهوراس في‬ ‫ِ‬
‫عر»‪.‬‬ ‫قصيدتِ ِه الطويل ِة «فنِّ ال ِّش ِ‬
‫للتطو ِر‬
‫ُّ‬ ‫وجميل خض َع‬
‫ٍ‬ ‫عظيم‬
‫ٍ‬ ‫عمل‬
‫ٍ‬ ‫وأ ّما (لفظُ كالسيك) فيعني على نحو عا ٍّم ك َّل‬
‫ق‬ ‫االتقان‪ ،‬وق ْد اشتُقَّ ِ‬
‫ت الكالسيكيةُ على رأيِّ فري ٍ‬ ‫ِ‬ ‫والتَّكا ُم ِل سنين طويلة حتى بَلَ َغ غايةَ‬
‫ق آخ َر‬
‫صفي أو منهج ٌّي‪ ،‬وعلى رأي فري ٍ‬
‫ٌّ‬ ‫َّف)‪ ،‬ألنَّهُ أدبٌ‬
‫الباحثين من لفظ ِة (الص ّ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫وماني‪ ،‬وعلى هذا‬‫ِّ‬ ‫المجتمع الرُّ‬
‫ِ‬ ‫من لفظ ِة (كالسيك) الالتيني ِة‪ ،‬وتعني أعلى طبق ٍة في‬
‫ب ِم ْن‬
‫ألوان األد ِ‬
‫ِ‬ ‫أدب الصَّفو ِة المختار ِة ‪ ،‬أو أرف َع‬
‫الكالسيكي َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يكون األدبُ‬ ‫األساس‬
‫ِ‬
‫المجتمع؛ فالكالسيكيةُ‬
‫ِ‬ ‫حيث ال ُّلغةُ والمعنى والمنه ُج مما يلي ُ‬
‫ق بالصفو ِة المثقَّف ِة في‬ ‫ُ‬
‫متقن‪ ،‬وتتمث ُل جذو ُر‬
‫ٍ‬ ‫ب فنِّ ٍّي‬
‫والعواطف الخالد ِة بأسلو ٍ‬
‫ِ‬ ‫األفكار العالي ِة‬
‫ِ‬ ‫ه َي التعبي ُر عن‬
‫ف (الكوميديا اإللهية) التي‬ ‫اعر االيطال ِّي (دانتي) مؤلِّ ِ‬
‫بظهور ال َّش ِ‬
‫ِ‬ ‫الحرك ِة الكالسيكي ِة‬
‫أعالم‬
‫ِ‬ ‫آخرين‪ .‬و ِم ْن‬
‫َ‬ ‫بسطَ بها نظريتَهُ ال ِّشعريةَ الكالسيكيةَ وما تالهُ ِم ْن محاوال ِ‬
‫ت شعرا َء‬
‫الكالسيكي ِة الغربي ِة ‪(:‬بيير كورني) و(جان راسين) و(جان موليير)‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫خصائص الكالسيكي ِة‪:‬‬
‫ُ‬
‫الخيال‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫الواقع واالبتعا َد من نزوا ِ‬
‫ِ‬ ‫االقتراب ِمن‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬االعتما ُد على الحقيق ِة‪ :‬وهذا يعني‬
‫الطبيعي‪ ،‬فالطَّبيعةُ هي ال َّشي ُء الممت ُع‬
‫ُّ‬ ‫فالحقيقي هو الجمي ُل وهو‬
‫ُّ‬ ‫والهذيان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والوهم‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫مقيت‪.‬‬ ‫مصطنع‬
‫ٍ‬ ‫و ُكلُّ‬
‫أن عقلَنَا هو ال َح َك ُم ال ُموجِّ هُ وب ِه نستطي ُع التميي َز َ‬
‫بين‬ ‫‪ -2‬العقالنيّةُ‪ :‬ترى الكالسيكيةُ َّ‬
‫غير‬ ‫ُ‬ ‫والمزيف‪ ،‬وه َو الذي يمن ُعنَا ِم ْن ْ‬
‫مور ِ‬‫الخيال واأل ِ‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫ق إلى نزوا ِ‬ ‫أن ننسا َ‬ ‫ِ‬ ‫الحقيقي‬
‫ِّ‬
‫الواقعي ِة والمبالغ ِة في التَّ ِ‬
‫عبير‪.‬‬
‫يكون إلاَّ بدراس ِة القدما ِء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تكوين ال َملَك ِة العقلي ِة الصَّائب ِة ال‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬تقلي ُد القدما ِء‪َّ :‬‬
‫إن‬
‫ْ‬
‫واستطاعت‬ ‫أقرب منَّا إلى الطَّبيع ِة؛ ولذلك حللوها بمزي ٍد من البساط ِة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ألنَّهُم كانوا‬
‫الكثير من التَّغيرا ِ‬
‫ت السِّياسي ِة والدِّيني ِة واألخالقي ِة والفني ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مؤلَّفاتُهُم ْ‬
‫أن تثبت أما َم‬
‫يتقن فنَّهُ ويَصْ قلَهُ حتّى يص َل إلى‬
‫أن َ‬ ‫الكالسيكي من ْ‬
‫ِّ‬ ‫الفني‪ :‬ال ب َّد للكات ِ‬
‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -4‬اإلتقانُ‬
‫كلف والتَّصنُّ ِع‪.‬‬
‫بشرط المحافظ ِة على البساط ِة وعدم ِالتَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫الكمال‬
‫ِ‬ ‫درج ِة‬
‫ت اإلنساني ِة‪( ،‬الحبِّ‬
‫الكالسيكيون إلى معالج ِة المشكال ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬القي ُم االخالقيةُ‪ :‬اتَّ َجهَ الكتَّابُ‬
‫وأخالقي‬
‫ٍّ‬ ‫جمالي‬
‫ٍّ‬ ‫مثال‬
‫ٍ‬ ‫صوغ‬
‫ِ‬ ‫والعقل)‪ ،‬وهو ما أ َّدى إلى‬
‫ِ‬ ‫والبغض والهوى‪ ،‬والغير ِة‬
‫ِ‬
‫م َّوح ٍد‪.‬‬

‫ت الكالسيكيةُ إلى الكتاب ِة باللغ ِة المحلي ِة من ِ‬


‫أجل إغنائها‬ ‫‪-6‬التَّعبي ُر باللغ ِة الوطني ِة‪ :‬دع ِ‬
‫صفات عامةٌ مشتركةٌ‬
‫ٌ‬ ‫ب‬
‫كان لألسلو ِ‬
‫ب إلى آخ َر‪ ،‬كما َ‬ ‫فضالً عن ُّ‬
‫تنو ِعهَا من كات ٍ‬
‫بالوضوح والبساط ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تنما ُز‬

‫‪82‬‬
‫الكالسيكيةُ في األد ِ‬
‫ب العربي‪:‬‬
‫نماذج األد ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫كل القصيد ِة العربيّ ِة التّقليدي ِة ومحاولةُ إحيا ِء‬
‫هي المحافظةُ على َش ِ‬
‫ب‬ ‫بتعبير آخ َر هي الحفاظُ على الصُّ ِ‬
‫ور ال ِّشعريَّ ِة والص ِ‬
‫ِّيغ اللغويَّ ِة في األد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫القديم ِة‪ ،‬أو‬
‫االهتمام‬
‫ِ‬ ‫القديم‪ ،‬فضلاً عن محافظ ِة ال ُّشعرا ِء على هَي ِ‬
‫ْكل القصائ ِد التّقليديّ ِة‪ ،‬وإيال ِء‬ ‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬
‫والوزن والرويِّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضمين أم بالتصريع‪ ،‬والتَّقيّ ِد بوحد ِة القافي ِة‬
‫ِ‬ ‫االستهالل سوا ًء بالتَّ‬
‫ِ‬ ‫ب ُحس ِْن‬
‫ومن أه ِّم هؤال ِء األُدبا ِء وال ُّشعرا ِء العر ِ‬
‫ب الذين مثَّلوا هذا اللون ِم َن الكتاب ِة (محمود‬ ‫ْ‬
‫سامي البارودي‪ ،‬وأحمد شوقي‪ ،‬وحافظ إبراهيم‪ ،‬ومعروف عبد الغني الرُّ صافي‪،‬‬
‫وجميل صدقي ال َّزهاويّ)‪.‬‬
‫حين‬
‫العشرين َ‬
‫ِ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫هور من ُذ بدايا ِ‬
‫ت‬ ‫ُّ‬
‫بالظ ِ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫ت الكالسيكيةُ في األد ِ‬
‫ب‬ ‫وق ْد بدأ ِ‬
‫دهور وأصب َح فنًّا شكليًّا يُ ْعنَى‬
‫ِ‬ ‫ي بدأَ يسي ُر باتجا ِه التَّ‬ ‫وج َد بعضُ ال ُّشعرا ِء َّ‬
‫أن ال ِّشع َر العرب َّ‬
‫ومن هنا أخ َذ ال ُّشعرا ُء على‬
‫ْ‬ ‫ت‪،‬‬
‫ت وإخوانيا ٍ‬
‫اللفظي‪ ،‬وأصب َح شع َر مناسبا ٍ‬
‫ِّ‬ ‫زويق‬
‫ِ‬ ‫بالتَّ‬
‫االزدهار التي شه َدهَا المجتم ُع‬
‫ِ‬ ‫عصور‬
‫ِ‬ ‫عاتِقِ ِهم َمهمةَ إحيا ِء ال ِّش ِ‬
‫عر العرب ِّي بالعود ِة إلى‬
‫صوص العربي ِة ومحاولةَ كتاب ِة‬
‫ِ‬ ‫الوصول إلى كتاب ِة قصائ َد تُعي ُد إحيا َء النُّ‬
‫ِ‬ ‫العربي بغيةَ‬
‫ُّ‬
‫العصور ال ُمتَ ِّ‬
‫أخر ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت في ِح ْقب ِة‬
‫النصوص التي ُكتِبَ ْ‬
‫َ‬ ‫ص تتجاو ُز‬
‫نصو ٍ‬

‫‪83‬‬
‫اسئلة المناقشة‪:‬‬
‫وأين؟ وما أساسُ بعثِ ِه؟‬
‫َ‬ ‫الكالسيكي؟‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬متى نشأ َ المذهبُ‬
‫الكالسيكي أدبُ الصَّفو ِة ال ُمختار ِة)‬
‫ُّ‬ ‫‪ -2‬عللْ ‪( :‬األدبُ‬
‫ف الكالسيكيةَ‪ ،‬ث َّم بي ِّْن بِ َم تَ َمثَّلَ ْ‬
‫ت ج ُذو ُرهَا؟‬ ‫‪ -3‬عرِّ ِ‬
‫أعالم الكالسيكي ِة؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬اذكرْ أَبر َز‬
‫‪ -5‬ما خصائصُ الكالسيكي ِة؟‬
‫‪ -6‬ماذا تعني الكالسيكيةُ في األد ِ‬
‫ب العرب ّي؟‬
‫العربي؟‬
‫ِّ‬ ‫‪ -7‬متى بدأَ ظهو ُر الكالسيكي ِة في األد ِ‬
‫ب‬

‫‪84‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة الثالثة‬
‫األول‬
‫األمل مفتاح النجاح‬

‫التَّ ْم ِه ْيدُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫اإلنسان ذا‬ ‫كان‬ ‫ق‪ْ ،‬‬
‫فإن َ‬ ‫ق أو ال تتحقَّ ُ‬
‫ف عن َد ح ٍّد‪ ،‬تتحقَّ ُ‬
‫اإلنسان كثيرةٌ ال تتوقَّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫طموحات‬
‫قت طموحاتُهُ و َحس َُن سعيُهُ‪ ،‬وإال َّ‬
‫فإن طموحاتِ ِه‬ ‫ه َّم ٍة وعزيم ٍة ويأم ُل خيرًا في عملِ ِه تحقَّ ْ‬
‫ومرض ِه النَّ ْف ِس ّي الذي يجلبُهُ له التشاؤ ُم والسلبيةُ التي تُحيطُ ِ‬
‫بنفس ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ستموت بخمولِ ِه‬
‫ت الطويلةَ‪ ،‬وال يخشى طولَها وما فيها‬ ‫فاإلنسان المتفائ ُل يُحرِّ ُكهُ األملُ‪ ،‬فيقط ُع المسافا ِ‬
‫ُ‬
‫نفس ِه مهما‬
‫َّعف إلى ِ‬ ‫أن يُحقِّ َ‬
‫ق أهدافَهُ‪ ،‬قويًّا صلبًا ال يتسربُ الض ُ‬ ‫أجل ْ‬
‫ب من ِ‬
‫من صعا ٍ‬
‫تكن العواقبُ ‪.‬‬
‫ِ‬

‫المفاهي ُم المتض َّمنةُ‬


‫‪َ -‬مفاهي ُم اجتماعيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم نفسيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم دينيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم لغويَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم أدبيَّةٌ‬

‫ص‬
‫ما قبل الن َّ ِّ‬

‫األمل كما تسم ُع عنه؟‬


‫ِ‬ ‫كيف يترا َءى لك معنى‬
‫َ‬

‫‪85‬‬
‫اح‬
‫ج ِ‬‫ْتاح الن َّ َ‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ :‬األ ُمل ِمف ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫من جه ٍة‪ ،‬ووع ٌد‬ ‫اس؛ ألنَّهُ رجا ٌء ْ‬


‫يوم على السنة النَّ ِ‬
‫لعلنا نسمع مفردةَ (األمل) ك َّل ٍ‬
‫واإلنسان مجبو ٌل على حُبِّ ْال َخ ِ‬
‫ير‬ ‫ُ‬ ‫اإلنسان مجيئَهُ من جه ٍة أُخرى‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ب يرجو‬ ‫بخير غائ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫معروف‪ ،‬فما األملُ؟‬ ‫كما هو‬
‫المؤمن يرجو عف َوهُ‪ ،‬وقولُهُم‪:‬‬
‫َ‬ ‫اس‪( :‬العف ُو عن َد هللاِ مأمولٌ)؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫نحن نسم ُع قو َل النَّ ِ‬
‫ُ‬
‫األفق‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العون‪ :‬بمعنى َر َجاهُ‪ ،‬وتوقّ َعهُ وانتظ َرهُ منه‪ ،‬فاألم ُل خي ٌر يَلو ُح لنا في‬
‫َ‬ ‫أ َم َل منه‬
‫وأنت تنتظ ُر خيرًا‪ ،‬فاألم ُل هو الذي يجع ُل لحياتِنا‬ ‫َ‬ ‫يكون حالُك‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫وعليك ْ‬
‫أن تتخيَّ َل‬
‫ض ّي قُ ُد ًما في حياتِ ِه‪.‬‬ ‫اإلنسان إلى التَّ ِ‬
‫غيير‪ ،‬وإلى ال ُم ِ‬ ‫َ‬ ‫معنًى‪ ،‬وهو الذي يُحفِّ ُز‬
‫أن يُحبَّ شيئًا أو ْ‬
‫أن‬ ‫أن يفع َل شيئًا يحبُّهُ‪ ،‬أو ْ‬‫اإلنسان ْ‬
‫ِ‬ ‫ومن ركائز السعاد ِة في حيا ِة‬
‫نان‬
‫ق ال ِع َ‬ ‫ُحاو ُل الوصو َل إليه ويُحقِّقُهُ‪ ،‬بل علينا ْ‬
‫أن نُطلِ َ‬ ‫يكون هناك أم ٌل ما في حياتِ ِه‪ ،‬ي ِ‬
‫َ‬
‫أن نقو َل‬‫اآلخرين بابتسام ٍة جميل ٍة‪ ،‬أو ْ‬
‫َ‬ ‫والتفاؤل فنُ ِ‬
‫خاطبُ‬ ‫ِ‬ ‫الجمال‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ألرواحنا لتحيا بكلما ِ‬
‫ِ‬
‫واالحترام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ق ُمنا ًخا للمحبَّ ِة‬ ‫ك أُ ِحبُّ يا صديقي‪ ،‬وإيَّا َ‬
‫ك أحتر ُم‪ ،‬فنخل ُ‬ ‫لهذا أو ذاك‪ :‬إيَّا َ‬
‫خص وفي مواقفِ ِه الحياتيَّ ِة كافةً‪ ،‬في أثنا ِء ال َّز ِ‬
‫واج وفي‬ ‫ِ‬ ‫نفس ال َّش‬
‫ِ‬ ‫فلألمل ُحضُو ُرهُ في‬
‫ِ‬
‫االبن أو االبن ِة بالمدرس ِة‪ ،‬لكنَّهُ إذا ما اهت َّم ب ِه و َع ِم َل‬
‫ِ‬ ‫التحاق‬
‫ِ‬ ‫طفل جدي ٍد أو‬
‫ٍ‬ ‫أثنا ِء ِميال ِد‬
‫األحالم الضائع ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ال ُمحطَّ ِم أو م َع‬ ‫ُ‬
‫يموت في القل ِ‬ ‫َ‬
‫ومات‪ ،‬واألم ُل ال‬ ‫على تنميتِ ِه ذبل‬
‫غير‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان إن سلك سبلاً‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫والقلق المستمرِّ من جان ِ‬
‫ِ‬ ‫باألفكار السّلبيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يموت‬ ‫لكنَّهُ‬
‫فابتغ‪ ،‬والتشاؤ َم فتجنَّبْ ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫واعي ِة‪ ،‬فاألم َل‬
‫بالتفاؤل واإليجابيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان‬ ‫األم ُل هو ذلك ال ُّشعو ُر او العاطفةُ التي يشع ُر م َعها‬
‫االخرين‪ ،‬وهو ذلك ال ُّشعو ُر الذي يجعلُهُ قادرًا على التَّفا ُع ِل والتكي ِ‬
‫ُّف‬ ‫َ‬ ‫تجاهَ ذاتِ ِه وتجاهَ‬
‫ُ‬
‫اإلنسان‬ ‫المحيطين بِ ِه ويدف ُعهُ بمنأى َع ِن العُزل ِة‪ ،‬وهو ذلك الشعو ُر الذي يرجو م َعهُ‬
‫َ‬ ‫م َع‬
‫كانت هذه النتائ ُج‬‫ْ‬ ‫الحوادث السلبيةُ التي يمرُّ بها حتى لو‬
‫ُ‬ ‫نتائ َج إيجابيةً مهما كان ِ‬
‫ت‬
‫اإليجابيةُ صعبةً أو مستحيلةَ الحدو ِ‬
‫ث‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫جمال الحيا ِة‪ ،‬وم َع التَّرحا ِ‬
‫ب بابتسام ٍة جميل ٍة‪ ،‬وم َع‬ ‫ِ‬ ‫االنفتاح على‬
‫ِ‬ ‫فاألم ُل يظلُّ حيًّا م َع‬
‫االستمتاع بالحيا ِة وم َع الحبِّ ‪ ،‬فهو لذا به حاجةٌ‬
‫ِ‬ ‫وبتالزم وجو ِد ِه م َع‬
‫ِ‬ ‫التَّ ِ‬
‫فكير اإليجابي‪،‬‬
‫إلى التنمي ِة دائ ًما‪.‬‬
‫ارتفاع متزاي ٍد‪ ،‬ولذلك‬
‫ٍ‬ ‫ت االصاب ِة باألمراض الفتاكة اليو َم في‬ ‫المالحظُ َّ‬
‫أن معدال ِ‬
‫الوقت لكي نتعلَّ َم كيف نعيشُ في حياتِنا‪ ،‬وكيف نتواصل مع العالم من حولِنا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حان‬
‫فقد َ‬
‫ت التي تنتابُنا‪ ،‬فأكث ُر‬ ‫اآلخرين‪ ،‬بل كيف تتعايش م َع هذ ِه الحاال ِ‬‫َ‬ ‫وكيف التعايش م َع‬
‫لن‬‫أن ه ِذ ِه هي النِّهايةُ‪ ،‬وأنَّهُ ْ‬
‫نفوس ِهم َّ‬
‫ِ‬ ‫حين يصيبُهُم مرضٌ ُع َ‬
‫ضالٌ‪ ،‬يتسرَّبُ إلى‬ ‫اس َ‬‫النَّ ِ‬
‫األمل يُمكنُهُ ْ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ُضال هذا‪َّ ،‬‬
‫لكن المتفائ َل الذي هو صاحبُ‬ ‫المرض الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت من قبض ِة‬ ‫يُفلِ َ‬
‫كانت هناك تجاربُ‬ ‫ْ‬ ‫مرض ِه‪ ،‬وقد‬
‫ِ‬ ‫ب على‬ ‫ت بالتَّجْ ِرب ِة‪ ،‬فيتغلَّ َ‬
‫يُغيِّ َر ه ِذ ِه المعادلةَ كما ثَبَ َ‬
‫نفوس ِهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫األمل‬
‫ِ‬ ‫وحضور‬
‫ِ‬ ‫ص ّي بتفاؤلِ ِهم‬
‫المرض ال َع ِ‬
‫ِ‬ ‫للمتفائلين الذين تغلَّبوا على‬
‫َ‬
‫فالبش ُر ك ُّلهُم‬ ‫منفصل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عالم‬
‫ٍ‬ ‫اآلخرين في‬
‫َ‬ ‫عن‬
‫يعيش بمنأى ِ‬
‫َ‬ ‫فاإلنسان اليستطي ُع ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫والخوف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫االختيار‪ ،‬إ َّما بالمشارك ِة السلبي ِة‬
‫ِ‬ ‫وقادرون على‬
‫َ‬ ‫ببعض‬
‫ٍ‬ ‫متصلون بعضُهم‬
‫َ‬
‫اآلخرين لكي يُغيِّروا‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫س وداخ َل ذا ِ‬ ‫ث عن كلِّ ما هو إيجاب ّي داخ َل النَّ ْف ِ‬‫وإ َّما بالبح ِ‬
‫العال َم من حولِ ِهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫يموت؟‬ ‫أن يبقى األم ُل حيًّا ال‬ ‫أجل ْ‬
‫إذن‪ ،‬ما نفع ُل من ِ‬ ‫ْ‬
‫نج َزها في حياتِك‬ ‫األهداف الَّتي تُري ُد ْ‬
‫أن تُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كير نح َو‬‫ك في التَّ ْف ِ‬
‫داو ُم على إيجابيتِ َ‬‫كيف تُ ِ‬
‫ُ‬
‫يموت؟‬ ‫والتي بها يظلُّ األم ُل حيًّا ال‬
‫باالمتنان؛ ألنَّها متاحة‬
‫ِ‬ ‫يكون ذلك بأن نصب التركيز في األشيا ِء التي تجعلُنا نشع ُر‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أحسن‬ ‫اإلنسان أنَّهُ‬
‫ُ‬ ‫أن يُف ِّك َر‬
‫والمسكن الذي نُقي ُم فيه‪ ،‬أي ْ‬
‫ِ‬ ‫والطعام الذي يكفينا‬
‫ِ‬ ‫لنا كالما ِء‬
‫بتفكيرنا في‬
‫ِ‬ ‫بالمثل عن َدما نُر ِّك ُز‬
‫ِ‬ ‫حيط بِ ِه‪ ،‬واألم ُل يعيشُ‬
‫العالم ال ُم ِ‬
‫ِ‬ ‫غير ِه في‬
‫ِ‬ ‫حالاً ْ‬
‫من‬
‫بتفكرنا في األشيا ِء‬
‫ِ‬ ‫االهتمام والعناي ِة بهم‪ ،‬فالتَّركي ُز‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫بتقديم‬
‫ِ‬ ‫الذين نُحبُّهم‬
‫َ‬ ‫األشخاص‬
‫ِ‬
‫األمل حيًّا‪ .‬ثم نتواصل مع االخرين‬ ‫ِ‬ ‫الجميل ِة التي تُو َج ُد في حياتِنا هي ِمفتا ٌح لبقا ِء‬
‫الخوف والعزل ِة‪ ،‬بمشاركتِ ِهم أحال َمك التي تُغ ِّذي‬
‫ِ‬ ‫باآلخرين ونتفاعل م َعهُم بدلاً من حيا ِة‬
‫َ‬
‫أن تختا َر األصدقا َء‬‫ممكن تحقيقُهُ‪ ،‬وعليك ْ‬‫ٌ‬ ‫آمالَك‪ ،‬فبمجر ِد ْ‬
‫أن تختا َر األم َل فكلُّ شي ٍء‬
‫ك إلاَّ‬
‫ُريدون ل َ‬
‫َ‬ ‫ك األم َل‪ ،‬أ َّما أصدقا َء السُّو ِء فَتجنَّبْ ؛ ألنَّهُم ال ي‬
‫ُحيون في َ‬
‫َ‬ ‫الذين ي‬
‫َ‬ ‫اإليجابيين‬

‫‪87‬‬
‫َ‬
‫تلهث‬ ‫يكن لديك أم ٌل في الحيا ِة فما معنى ْ‬
‫أن‬ ‫الضر َر‪ ،‬يصيّرون حياتَك ظال ًما‪ ،‬وإذا لم ْ‬
‫الوصول إلى بمتغاك في حياتِك العلميَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫قدر من التق ُّد ِم العلم ّي أو محاول ِة‬
‫إحراز ٍ‬
‫ِ‬ ‫ورا َء‬
‫فلن يُصبِ َح أليِّ شي ٍء في الحياة معنى!!‬ ‫أو العملي ِة‪ْ ،‬‬
‫حال بعينِ ِه‪ ،‬فهناك‬ ‫وأن الحياةَ ال تتوقَّ ُ‬
‫ف عن َد ٍ‬ ‫أن ك َّل شي ٍء يمرُّ ‪َّ ،‬‬ ‫ف َّ‬ ‫أن نَ ِ‬
‫عر َ‬ ‫وعلينا ْ‬
‫أوقات عصيبةٌ وبع َدها تأتي االنفراجةُ‪ ،‬وكلُّ شي ٍء يمرُّ لتَظه َر أحال ُمك من جدي ٍد ومن‬
‫ٌ‬
‫ثم يحيا بها األملُ‪.‬‬
‫مشاعر ِه في‬
‫ِ‬ ‫المستقبل‪ ،‬ويُؤثِّ ُر في‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان على المدى البعي ِد أي‬
‫ِ‬ ‫فاألم ُل يُش ِّك ُل حياةَ‬
‫خص ومن ثم‬‫ِ‬ ‫ق حالةً إيجابيةً لدى ال َّش‬ ‫التفاؤل َّ‬
‫فان األم َل يخل ُ‬ ‫ِ‬ ‫الحاضر‪ ،‬وعلى شاكل ِة‬ ‫ِ‬
‫يُف ِّك ُر تفكيرًا إيجابيًا في توقعاتِ ِه وفي أهدافِ ِه وفي مواقفِ ِه المستقبلي ِة كافةً‪.‬‬
‫ت على النحو أكث َر فعاليةً وأكث َر‬ ‫المشكال ِ‬
‫اإلنسان قادرًا على مواجه ِة‬ ‫َ‬ ‫األم ُل يجع ُل‬
‫ص َل إليها لحلِّ‬ ‫اإليجابي ِة التي يُم ِك ُن ْ‬
‫أن يَ ِ‬ ‫النتائج‬
‫ِ‬ ‫مرونةً ويُعطي ِه القدرةَ على تخي ُِّل‬
‫خص إذ‬
‫ِ‬ ‫المواقف الجديد ِة على ال َّش‬
‫ِ‬ ‫الكتشاف‬
‫ِ‬ ‫ت‪ ،‬واألم ُل يفت ُح ال ِّذ َ‬
‫هن‬ ‫ت واألزما ِ‬‫المشكال ِ‬
‫يتعلَّ ُم منها ما يعزز خبراتِ ِه‪.‬‬
‫مفهوم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫مواصفات‬ ‫األمل بوصفِ ِه حالةً شعوريةً لن تنطب َ‬
‫ق عليه‬ ‫ِ‬ ‫إذا تح َّد ْثنا ِ‬
‫عن‬
‫للموقف الذي يتعرَّضُ له ال َّش ْخصُ ‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫المشاعر‪ ،‬فالمشاع ُر تلقائيةٌ وتأتي ر َّد ٍ‬
‫فعل‬ ‫ِ‬
‫الجهاز العصب ّي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ت في الحال ِة الجسديَّ ِة والسلوكيَّ ِة له نتيجةً الستجاب ِة‬
‫ما يسبب تغيرا ٍ‬
‫موقف ما‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الفعل الذي سيتخ ُذهُ تجاهَ‬
‫ِ‬ ‫ت فوري ٍة عن ر ِّد‬ ‫اإلنسان بمعلوما ٍ‬
‫َ‬ ‫فالمشاع ُر تم ُّد‬
‫أن من‬ ‫للمشاعر وجدنا ّ‬
‫ِ‬ ‫بالمعايير المحدد ِة‬
‫ِ‬ ‫األمل ال يفي‬ ‫ِ‬ ‫أن مفهو َم‬ ‫الرغم من َّ‬
‫ِ‬ ‫فعلى‬
‫ب بها ال َّشخصُ‬‫أن يتغلَّ َ‬
‫السبل التي يُم ِك ُن ْ‬
‫ِ‬ ‫المتعارف عليه كما يُح ِّد ُدهُ الخبرا ُء بأنَّهُ أح ُد‬
‫ِ‬
‫ومزاج ِه السّلب ّي‪ ،‬فاألم ُل حالةٌ إدراكيةٌ تخل ُ‬
‫ق حالةً مزاجيَّةً إيجابيَّةً يستمرُّ‬ ‫ِ‬ ‫على إحباطاتِ ِه‬
‫ُ‬
‫يكون م َع‬ ‫ي الذي‬ ‫افتقار ِه إلى ر َّد ٍ‬
‫فعل فور ّ‬ ‫ِ‬ ‫الرغم من‬
‫ِ‬ ‫ويل على‬‫تأثيرها على المدى الطَّ ِ‬
‫المشاعر األخرى زيادة على أنَّهُ يتميَّ ُز منها ْ‬
‫بأن يُح ِّد َد الشخصُ نظ َرهُ في الحيا ِة‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪88‬‬
‫فاألم ُل عــال ٌج بدي ٌل مـــن األدويــــ ِة‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬
‫ت‬‫والعقاقير الطّبي ِة التي تُبري حاال ِ‬‫ِ‬
‫تعبير‪(( :‬فاألم ُل‬ ‫ٍ‬ ‫الحظ ماجا َء في النصِّ من‬ ‫ْ‬ ‫ت األدويةُ‬ ‫والقلق‪ ،‬فإذا كان ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫االكتئا ِ‬
‫آثار جانبي ٍة‬ ‫نفس ٌّي بدي ٌل من دون أي ِة ٍ‬ ‫اآلخر عال ٌج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫يكون لها على الجان ِ‬ ‫ُ‬ ‫تشفي‬
‫تأثير‬
‫ٍ‬ ‫بعضُ اآلثار الجانبي ِة التي تقلق وباالعتما ِد عليه ال يتولَّ ُد م َعهُ أيُّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫نفس ٌّي بدي ٌل من إدمان ّي – فاألم ُل يُحافِظ على صح ِة الجس ِد‬ ‫الشخص‪ ،‬فاألم ُل عال ٌج ِ‬ ‫َ‬
‫فس‬ ‫أن النَّ َ‬ ‫س‪ ))...‬إذ يُشي ُر الى َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫والعقل والنَّف ِ‬
‫ِ‬ ‫آثار جانبي ٍة وباالعتما ِد عليه‬ ‫دون أية ٍ‬
‫كالبدن الَّذي يحتا ُج الى‬ ‫ِ‬ ‫عالج‬
‫ٍ‬ ‫ال يتولَّ ُد م َعهُ أيُّ تأثير إدمان ّي‪ ،‬فاألم ُل تحتا ُج إلى‬
‫ٍ‬
‫عن‬ ‫يختلف ْ‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫ْ‬
‫ولكن عال َج النَّف ِ‬ ‫َّ‬ ‫العقاقير‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والعقل‬
‫ِ‬ ‫يُحافِظُ على صح ِة الجس ِد‬
‫بالعالج الرُّ وح ّي‪ ،‬كالتَّ ِ‬
‫رفع‬ ‫ِ‬ ‫بأن تُعال َج‬ ‫والنَّ ْفس‪ ،‬وهللِ َدرُّ هُ م ْن قال‪( :‬ال تيأسْ ‪ ،‬ذلك ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الفضائل التي‬ ‫َّ‬
‫ت الذميم ِة وتع ّو ِد‬ ‫عن الصفا ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تاح في مجموع ِة‬ ‫يكون آخ ُر ِم ْف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فعادةً ما‬
‫النفس‬ ‫َ‬ ‫النفس مطمئنةً‪ ،‬حتى تُس َّمى‬ ‫َ‬ ‫ب)‪ ،‬تجع ُل‬ ‫لفتح البا ِ‬ ‫المناسب‬
‫َ‬ ‫المفاتيح هو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب حتى‬ ‫بنور القل ِ‬ ‫ِ‬ ‫األمل‪ ،‬وكلٌّ يَحتا ُج إلى المطمئنةَ وهي التي تتن ّو ُر‬ ‫ِ‬ ‫صن ُو‬ ‫فالصب ُر ِ‬
‫باألخالق‬
‫ِ‬ ‫إن ُك َّل هذا الذي م َّر بنا تنخل َع صفاتُها الذميمةُ وتتخلَّ َ‬
‫ق‬ ‫اآلخر ويُرافقُهُ‪َّ .‬‬ ‫ِ‬
‫نعني به األم َل الذي يص ُل بنا إلى حيا ٍة الحميد ِة‪.‬‬
‫وبروح مؤمن ٍة‪ ،‬وتُكلَّل نهاياتُهُ‬ ‫ٍ‬ ‫مطمئن ٍة‬
‫بنجاح ينف ُع المجتم َع ويرتقي به‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أن هناك أملاً مذمو ًما‪ ،‬وهو ال يرتضيه هللاُ وأنبياؤهُ لنا‬ ‫تعرف َّ‬
‫ُ‬ ‫حين‬
‫َ‬ ‫لكنَّك ستستغربُ‬
‫وال العقال ُء‪ ،‬وهو ذلك األم ُل الذي يضي ُع م َعهُ كلُّ شي ٍء‪ ،‬تضي ُع م َعهُ الحياةُ ب ُر ّمتِها‪ ،‬وال‬
‫يكون لنا من اآلخر ِة نصيبٌ ‪ ،‬وتستحي ُل م َعهُ الحياةُ خرابًا‪ ،‬قال تعالى‪َ (( :‬ذرْ هُ ْم يَأْ ُكلُوا‬ ‫ُ‬
‫يكون في‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان‬ ‫ون))(الحجر‪ )3:‬ففيه شرٌّ ‪ ،‬وم َعهُ‬ ‫ف يَ ْعلَ ُم َ‬‫َويَتَ َمتَّعُوا َوي ُْل ِه ِه ُم الأْ َ َم ُل فَ َس ْو َ‬
‫مصاف الحيوانيَّ ِة‪ ،‬ال يُرت َجى منه خيرٌ‪ ،‬قال تعالى‪(( :‬فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ فَ َزا َدهُ ُم للاهَّ ُ‬ ‫ِ‬
‫ُون))(البقرة‪ ،)10:‬وانظرْ إلى ما قاله اإلما ُم ٌّ‬
‫علي‬ ‫َم َرضًا َولَهُ ْم َع َذابٌ أَلِي ٌم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِذب َ‬
‫فإن اتِّبا َع‬
‫األمل ‪َّ ..‬‬
‫ِ‬ ‫اثنين هُما‪ ..‬اتِّبا ُ‬
‫ع الهَ َوى وطو ُل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫((أخاف عليكم من‬ ‫(عليه السال ُم)‪:‬‬
‫ُنسي اآلخرةَ))‪ ،‬فاألم ُل هذا سيِّ ٌئ تضي ُع م َعهُ‬
‫األمل ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ق ‪ ..‬وطو َل‬ ‫الهَ َوى يص ُّد ِ‬
‫عن الح ِّ‬
‫ال ُّد ْنيا واآلخرةُ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫َمجْ بُولٌ‪ :‬يُقَالُ‪َ :‬جبَ َل هللاُ فالنًا على الشي ِء‪ ،‬أي فَطَ َرهُ وطَبَ َعهُ عليه‪.‬‬
‫األمر‪ :‬حثّه عليه وح َّر َكهُ‪ ،‬و َدفَ َعهُ إليه‪.‬‬‫ِ‬ ‫يَحْ ف ُز‪ :‬حفَزه الى‬
‫نان‪ :‬تَ َر َكهُ يفع ُل ما يشا ُء‪.‬‬
‫ق له ال ِع َ‬ ‫ال ِعنان‪ْ :‬‬
‫أطلَ َ‬
‫عضلة‪ :‬التي ال ح َّل لها‪.‬‬ ‫ضال‪ :‬دا ٌء ُع َ‬
‫ضالٌ‪ ،‬ال دوا َء لهُ‪ .‬ومثله ال ُم ِ‬ ‫ُع َ‬
‫تحقيق‬
‫ِ‬ ‫للفشل في‬
‫ِ‬ ‫والعجز نتيجةً‬
‫ِ‬ ‫واليأس‬
‫ِ‬ ‫بالحزن‬
‫ِ‬ ‫إحباط‪ ،‬وهو شعو ٌر‬
‫ٍ‬ ‫إحباطات‪ :‬جم ُع‬
‫كان يُر َجى تحقيقُهُ‪.‬‬
‫هدف َ‬
‫ٍ‬
‫ين اآلتيتَ ِ‬
‫ين‪:‬‬ ‫استعملْ معج َمك اليجا ِد معاني الكلمتَ ِ‬
‫تَ ْلهَث‪ ،‬تُكلَّل‪.‬‬

‫نشاط‬
‫ٌ‬

‫َو َر َد في نصِّ المطالع ِة نفي‪ُ ،‬د َّل عليه‪ ،‬مبينًا نو َعهُ‪.‬‬

‫واالستيعاب‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫األمل؟ تح َّد ْ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫لمفهوم‬
‫ِ‬ ‫أن تُح ّد َد اآلثا َر اإليجابيةَ‬
‫في ضو ِء قراءتِك النصَّ هل تستطي ُع ْ‬
‫النفس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫جوانب أخرى غير ما ُذ ِك َر من عالجا ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫عن‬

‫‪90‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫التقديم والتأخير‬
‫ِ‬ ‫أسلوب‬
‫ُ‬
‫فائدة‬
‫أوال ‪ -‬تقدمي ُ اخلب ِر على املبتدأ ِ‬
‫ُ‬
‫كان المبتدأ ُمع َّرفًا بـ(ال)‬ ‫َ‬ ‫ان‬
‫التقديم‬ ‫كان الحك ُم الجوا َز في‬ ‫َ‬ ‫أن يأت َي أوال ثم يُ ْعقِبَه الخب ُر‬ ‫األص ُل في المبتدأ ْ‬
‫ِ‬
‫ك)‬ ‫والتأخير‪ ،‬فنقولُ‪ْ :‬‬
‫(الفَضْ ُل لَ َ‬ ‫ولكن الخب َر أحيانًا يُق َّد ُم على المبتدأِ لسب ٍ‬
‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ثانيًا‪،‬‬
‫ِ‬
‫الخبر جائ ًزا كما في و(لَ َ‬
‫ك ْالفَضْ لُ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون تقدي ُم‬ ‫معنويّ‪ ،‬ومرةً‬
‫أن يُق َّد َم الخب ُر‬‫فيمكن ْ‬‫ُ‬ ‫قولِنا‪( :‬النَّ َجا ُح لِ ْل ُمتَفَائِلِ َ‬
‫ين)‪،‬‬
‫ولكن الخب َر في مواض َع يُق َّد ُم على‬
‫َّ‬ ‫ين النَّ َجاحُ) لمعنًى من المعاني‪،‬‬ ‫فنقول‪( :‬لِ ْل ُمتَفَائِلِ َ‬
‫المبتدأِ وجوبًا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫َ‬
‫رجعت‬ ‫المقدم‪ ،‬فإذا‬
‫ِ‬ ‫الخبر‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫المؤخر ضمي ٌر يعو ُد على‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬إذا اتَّص َل بالمبتدأ‬
‫وجدت العبارةَ (لِألَ َم ِل ُحضُو ُرهُ)‪ ،‬فالمبتدأُ ( ُحضُو ُرهُ) اتَّص َل به‬
‫َ‬ ‫الى نصِّ المطالع ِة‬
‫(لألمل)‪ ،‬وهنا ال يجو ُز ْ‬
‫أن نقد َم‬ ‫ِ‬ ‫الخبر المق َّد ِم‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫ضمي ٌر وهو (الهاء) يعو ُد على‬
‫جائز ْ‬
‫أن يعو َد‬ ‫ٍ‬ ‫الخبر‪ ،‬فنقو َل‪ُ ( :‬حضُو ُرهُ لِألَ َم ِل)؛ ألنهُ غي ُر‬ ‫ِ‬ ‫المبتدأَ (حضوره) على‬
‫متأخر‬
‫ٍ‬ ‫حيث اللفظُ ستعي ُد الضمي َر الى‬ ‫ُ‬ ‫متأخر لفظًا ورتبةً‪ ،‬فأ َ ْن َ‬
‫ت من‬ ‫ٍ‬ ‫الضمي ُر الى‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫وهو (لألمل)‪ ،‬ومن‬
‫الرُّ تبةُ َّ‬
‫فإن الخب َر يأتي بع َد المبتدأِ وهذا غي ُر‬
‫المثال االمثلة اآلتية‪ :‬قال تعالى‪« :‬أَفَلاَ يَتَ َدبَّرُو َن ْالقُرْ آَ َن أَ ْم َعلَى قُلُو ٍ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫جائز‪ ،‬نظير هذا‬‫ٍ‬
‫أَ ْقفَالُهَا» (محمد‪)24:‬‬
‫وقولنا‪( :‬في ْالفَ ِ‬
‫ض ْيلَ ِة ثَ َوابُهَا)‪،‬‬
‫ان َسرْ ُجهُ) وغي ُر ذلك‪.‬‬
‫ص ِ‬‫و(في ْال َم ْز َر َع ِة فَلاَّ حُوهَا)‪ ،‬و( لِ ْل َعا ِم ِل أَجْ ُرهُ)‪ ،‬و(على ْال ِح َ‬

‫‪91‬‬
‫فائدة‬ ‫كان الخب ُر شبهَ جمل ٍة والمبتدأُ نكرةً‬
‫‪ -2‬إذا َ‬
‫بشرط ألاَّ‬
‫ِ‬ ‫غي َر ُمضاف ٍة وال موصوف ٍة‪،‬‬
‫ت النكرةُ مضافةً أو موصوفةً‬
‫لو كان ِ‬
‫استفهام‪ُ ،‬ع ْد الى‬
‫ٍ‬ ‫ق الجملةُ بنفي أو‬
‫تُسب َ‬
‫الخبر أو‬‫ِ‬ ‫تقديم‬
‫ِ‬ ‫لكان الحك ُم جوا َز‬ ‫َ‬
‫النصِّ تج ْد عبارةَ‪( :‬فِ ْي ِه َشرٌّ) الخب ُر فيها‬
‫تأخير ِه كقولِنا‪ِ ( :‬ع ْن ِدي َسيَّا َرةٌ َح ِد ْيثَةٌ)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مقد ٌم وهو الجارُّ والمجرو ُر (فيه)‪،‬‬
‫فيجو ُز القولُ‪َ ( :‬سيَّا َرةٌ َح ِد ْيثَةٌ ِع ْن ِدي)‪،‬‬
‫والمبتدأُ نكرةٌ غي ُر مضاف ٍة وال موصوف ٍة‬
‫ق)‪ ،‬يجو ُز‬ ‫ض َد ِة قَلَ ٌم أَ ْز َر ُ‬
‫ق ْال ِم ْن َ‬
‫و(فَ ْو َ‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫الخبر‬
‫ِ‬ ‫وهو (شرٌّ)‪ ،‬وهنا تقدي ُم‬
‫ض َد ِة)‪،‬‬ ‫ق ْال ِم ْن َ‬ ‫ق فَ ْو َ‬ ‫القولُ‪( :‬قَلَ ٌم أَ ْز َر ُ‬
‫يكون‬‫ُ‬ ‫ألن المبتدأَ في العربي ِة ال‬ ‫واجبًا؛ َّ‬
‫وفي االضاف ِة‪( :‬في ْالقَا َع ِة طَالِبُ‬
‫المراحل السابقة‬ ‫نكرةً كما م َّر بك في‬
‫طالِبُ ِع ْل ٍم فِي‬ ‫ِ ِع ْل ٍم)‪ ،‬فيجو ُز القولُ‪َ ( :‬‬ ‫ِ‬
‫يكون معرفةً‪ .‬نظير‬ ‫َ‬ ‫وأنَّه ال ب َّد ْ‬
‫أن‬
‫ْالقَا َع ِة)‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫المثال ما ور َد في نصِّ المطالع ِة‬ ‫ِ‬ ‫هذا‬
‫القو ُل الكري ُم ((فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ ))‪،‬‬
‫فالمبتدأُ ( َم َرضٌ ) جا َء نكرةً ال مضافةً وال موصوفةً‪ ،‬والخب ُر شبهُ جمل ٍة من الجارِّ‬
‫والمجرور (فِي قُلُوبِ ِه ْم) فتقد َم وجوبًا‪ ،‬ومث ُل ذلك األمثلةُ اآلتيةُ‪َ ( :‬علَى ال َّش َج َر ِة طَائِرٌ)‬ ‫ِ‬
‫الظرف‪،‬‬
‫َ‬ ‫ات) وغيرُها‪ ،‬وشبهُ الجمل ِة يشم ُل أيضا‬ ‫ح هَ ِديَّةٌ) و(لِ ْل َجنَّ ِة َد َر َج ٌ‬ ‫اج ِ‬‫و(لِ ْلنَ ِ‬
‫ي ِكتَابٌ )‪،‬‬ ‫والمجرور‪ ،‬ومن ذلك‪ِ ( :‬ع ْن ِدي َسيَّا َرةٌ)‪ ،‬و(لَ َد َّ‬
‫ِ‬ ‫والحك ُم نف ُسهُ كما هو للجارِّ‬
‫ق ْال ِم ْن َ‬
‫ض َد ِة قَلَ ٌم)‪.‬‬ ‫و(فَ ْو َ‬
‫الكالم كـ(أسماء االستفهام)‪ ،‬أي‬ ‫ِ‬ ‫األلفاظ التي لها الصدارةُ في‬ ‫ِ‬ ‫كان الخب ُر من‬
‫‪ -3‬إذا َ‬
‫أول الجمل ِة‪ ،‬فيتق َّد ُم الخب ُر وجوبًا‪ُ ،‬ع ْد إلى النصِّ تج ِد العبارةَ‪َ ( :‬ما األَ َملُ؟)‪،‬‬
‫تأتي في ِ‬
‫االستفهام يُستفهَ ُم بها عن (غير العاقل) كما هي في‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫أن (ما) من أدوا ِ‬ ‫وقد م َّر بك َّ‬
‫رفع؛ ألنَّه‬
‫ٍ‬ ‫االستفهام هنا (ما) جا َء خبرًا مقد ًما في محلِّ‬
‫ِ‬ ‫المثال المذكور انفًا‪ ،‬فاس ُم‬
‫الكالم‪ ،‬ومث ُل ذلك قولُنا‪َ ( :‬ما ْالبَلاَ َغةُ؟)‪ ،‬و( َمتَى‬ ‫ِ‬ ‫األلفاظ التي لها الصدارةُ في‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ك)‪ ،‬ومثا ُل ما ور َد في‬ ‫ك؟)‪ ،‬و(أَي َْن ِكتَابُ َ‬
‫ْف َحالُ َ‬‫ْف ْال َحالُ؟)‪ ،‬أو ( َكي َ‬
‫ان؟)‪ ،‬و( َكي َ‬
‫اال ْمتِ َح ُ‬
‫االستفهام في هذه‬
‫ِ‬ ‫ْف التَّفَا ِع ُل َم َع اآل َخ ِري َْن؟)‪ ،‬فكلُّ اسما ِء‬
‫نصِّ المطالع ِة أيضا ( َكي َ‬
‫األمثل ِة هي أخبا ٌر مقدمةٌ وجوبًا على المبتدأِ‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫فائدة‬ ‫يكون المبتدأُ محصورًا‪ ،‬كقولِ ِه تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫‪ْ -4‬‬
‫((إِنَّ َما َولِيُّ ُك ُم للاهَّ ُ َو َرسُولُهُ َوالَّ ِذ َ‬
‫ين آَ َمنُوا‬
‫والحصر هي‬
‫ِ‬ ‫القصر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أدوات‬
‫ون ال َّز َكاةَ َوهُ ْم‬
‫صلاَ ةَ َوي ُْؤتُ َ‬
‫ون ال َّ‬ ‫الَّ ِذ َ‬
‫ين يُقِي ُم َ‬
‫وحرف النَّفي‪ ،‬و(إلاَّ ) أداةُ‬
‫ُ‬ ‫(إنَّما)‬
‫ُون))(المائدة‪ )55:‬وكقولنا‪:‬‬ ‫َرا ِكع َ‬
‫أو االستثنا ِء الملغاةُ‪ِ ،‬‬
‫أو‬ ‫الحصر ِ‬
‫ِ‬
‫(إنَّ َما ْال َخ ِطيْبُ َعلِ ٌّي)‪ ،‬و( َما ال َّشا ِع ُر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي)‪،‬‬
‫االستفها ُم المرا ُد به النف ُي كما‬
‫الخبر‬
‫ِ‬ ‫فهنا المقصو ُد حص ُر المبتدأِ وقص ُر‬
‫نقولُ‪ :‬هَلْ َشا ِع ٌر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي‪ ،‬أي‪:‬‬
‫دون‬
‫صهُ به َ‬ ‫التقديم تخصي ُ‬ ‫ِ‬ ‫عليه‪ ،‬فالغرضُ من‬
‫َما َشا ِع ٌر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي‪.‬‬
‫األخبار‪ .‬فـ(وليُّكم)‬ ‫ِ‬ ‫ب تقدي ُم‬
‫سواه‪ ،‬ولذا َو َج َ‬
‫ت التي هي لفظُ الجالل ِة (هللا)‬ ‫و(الخطيبُ ) و(الشاعرُ) أخبا ٌر مقدمةٌ وجوبًا على المبتدآ ِ‬
‫و(المتنبي)‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫و(علي)‬
‫ٌّ‬

‫املفعول به على فع ِلهِ‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ثانيا ً ‪ -‬تقدمي ُ‬

‫وعرفت أنَّهُ الذي يق ُع عليه فع ُل‬


‫َ‬ ‫المفعول به‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الطالب تعر َ‬
‫َّفت من قبل الى‬ ‫َ‬ ‫عزيزي‬
‫مررت بها‪،‬‬‫َ‬ ‫المراحل الدراسي ِة السابق ِة التي‬
‫ِ‬ ‫جمل كثير ٍة في‬
‫ٍ‬ ‫الفاعل‪ ،‬وقد رأيتَهُ في‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫ثالث‪ ،‬وقد يأتي ثانيًا بع َد‬ ‫والفاعل فهو‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫عرفت َّ‬
‫أن المفعو َل به يأتي بع َد‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكنت قد‬
‫الفاعل‪ ،‬كما لو ْقلنا‪ :‬أَ َك َل تُفَّا َحةً ُم َح َّم ٌد‪ ،‬و َغلَ َ‬
‫ب َخالِدًا ُم َح َّم ٌد‪ ،‬وهو‬ ‫ِ‬ ‫الفعل ومتقد ًما على‬
‫ِ‬
‫والفاعل‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫ولكن في صور ٍة أخرى يأتي المفعو ُل به متقد ًما وجوبًا على‬ ‫ْ‬ ‫تقدي ٌم جائ ٌز‪،‬‬
‫ت اآلتي ِة‪:‬‬
‫في الحاال ِ‬
‫كان واقعًا بع َد (أ َّما) الشرطي ِة‪ ،‬أو الشرطي ِة التفصيلي ِة مباشرةً وفعلُهُ واق ٌع في‬ ‫‪ -1‬إذا َ‬
‫جوابِها‪ ،‬ع ْد الى نصِّ المطالع ِة تج ِد الجملةَ‪( :‬أ َّما أَصْ ِدقَا َء السُّو ِء فَتَ َجنَّبْ ) فكلمةُ‬
‫مت عنايةً بها واهتما ًما‪ ،‬وقد َسبَقَها (أ َّما) وجا َء المفعو ُل (أصدقا َء)‬
‫(أصدقا َء) تق َّد ْ‬
‫اقترن الفع ُل بالفا ِء التي هي الفا ُء الرابطةُ‬‫َ‬ ‫فاصل‪ ،‬وق ِد‬
‫ٍ‬ ‫دون‬
‫ِ‬ ‫بع َدها مباشرةً من‬
‫الشرط‪ ،‬فـ(أصدقا َء) مفعو ٌل به مقد ٌم وجوبًا منصوبٌ وعالمةُ نصبِ ِه الفتحةُ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫لجوا ِ‬

‫‪93‬‬
‫الظاهرةُ‪ ،‬ومثلُهُ قولُهُ تعالى‪(( :‬فَأ َ َّما ْاليَتِي َم فَلاَ تَ ْقهَرْ (‪َ )9‬وأَ َّما السَّائِ َل فَلاَ تَ ْنهَرْ (‪)))10‬‬
‫مان وجوبًا على فعلَيهما‪.‬‬ ‫مفعوالن ُمق َّد ِ‬
‫ِ‬ ‫(الضحى) فـ(اليتي َم والسائ َل)‪:‬‬
‫َ‬
‫عدت الى نصِّ‬ ‫أمر مقترنًا بالفا ِء‪ ،‬يُق َّد ُم وجوبًا‪ ،‬فلو‬ ‫المفعول فع َل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كان فع ُل‬
‫‪ -2‬إذا َ‬
‫لوجدت الجملةَ‪( :‬األَ َم َل فَا ْبتَ ِغ‪ ،‬والتَّ َشاؤ َم فَتَ َجنَّبْ )‪ ،‬فيها (األم َل) مفعو ٌل به‬
‫َ‬ ‫المطالع ِة‬
‫بالمفعول والتوكي ِد‪ ،‬وق ِد‬ ‫ِ‬ ‫االهتمام والعناي ِة‬
‫ِ‬ ‫لغرض‬
‫ِ‬ ‫(فابتغ)‪ ،‬والتقدي ُم‬
‫ِ‬ ‫مقد ٌم على فعلِ ِه‬
‫ب (أ َّما) الشرطي ِة المحذوف ِة جوا ًزا‪،‬‬ ‫األمر بالفا ِء الرابط ِة الواقع ِة في جوا ِ‬
‫ِ‬ ‫اقترن فع ُل‬
‫َ‬
‫ومثلُهُ كلمةُ (التشاؤ َم) في العبار ِة االخرى‪ ،‬وكذلك قولُهُ تعالى‪(( :‬بَ ِل للاهَّ َ فَا ْعبُ ْد‬
‫َو ُك ْن ِم َن ال َّشا ِك ِر َ‬
‫ين))(الرعد‪ ،)66:‬فتقديم لفظ الجاللة (هللا) لغرض االختصاص‪،‬‬
‫أي‪ :‬أعبد هللا دون غيره‪.‬‬
‫المقترن بالفا ِء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األمر‬
‫ِ‬ ‫فلفظُ الجالل ِة (هللا) مفعو ٌل به مقد ٌم وجوبًا على فعلِ ِه ِ‬
‫فعل‬
‫فائدة‬ ‫األلفاظ التي لها‬
‫ِ‬ ‫كان المفعو ُل به من‬
‫‪ -3‬إذا َ‬
‫االستفهام‬
‫ِ‬ ‫الكالم‪ ،‬نح ُو أسما ِء‬
‫ِ‬ ‫الصدارةُ في‬
‫االستفهام كـ( َم ْن‪ ،‬و َم ْن ذا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أسما ُء‬
‫الشرط‪ُ ،‬ع ْد الى النصِّ تج ِد العبارةَ‬ ‫ِ‬ ‫وأسما ِء‬
‫وما‪ ،‬وماذا‪ ،‬وأيّ‪ ،‬وكم)‪ ،‬وأسماء‬
‫( َما نَ ْف َع ُل ِم ْن أَجْ ِل أَ ْن يَ ْبقَى األَ َم ُل َحيًّا‬
‫الشرط ( َم ْن‪ ،‬وما‪ ،‬وأيّما‪ ،‬أيّاما‪،‬‬
‫مت (ما)‬ ‫ت؟) فَقَ ْولُهُ‪َ :‬ما نَ ْف َعلُ؟ تق َّد ْ‬ ‫لاَ يَ ُم ْو ُ‬
‫ومهما) تُعربُ مفعولاً به مقد ًما إذا‬
‫يستوف مفعولَهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تالها فع ٌل متع ٍد لم‬
‫العاقل على‬ ‫ِ‬ ‫االستفهاميةُ الدالةُ على ِ‬
‫غير‬
‫فكان اس ُم‬ ‫َ‬ ‫مستوف لمفعولِ ِه‬
‫ٍ‬ ‫الفعل وهو غي ُر‬ ‫ِ‬
‫التقديم العمو ُم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يمكن تأخي ُرهُ والغرضُ من‬ ‫ُ‬ ‫االستفهام مفعولاً ب ِه له مقد ًما وجوبًا وال‬ ‫ِ‬
‫ون))‬‫ومن ذلك قولُهُ تعالى‪َ (( :‬وا ْت ُل َعلَ ْي ِه ْم نَبَأ َ إِ ْب َرا ِهي َم إِ ْذ قَا َل لأِ َبِي ِه َوقَ ْو ِم ِه َما تَ ْعبُ ُد َ‬
‫ب مفعو ٌل‬ ‫االستفهام (ما) في مح ِّل نص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫(الشعراء‪ )70-69:‬فقولُهُ‪ :‬ما تعبدون؟ اس ُم‬
‫األلفاظ التي لها الصدارةُ وال يجو ُز تأخي ُرهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِه مقد ٌم وجوبًا على فعلِ ِه‪ ،‬ألنَّه من‬
‫الشرط قولُهُ تعالى‪(( :‬ما نَ ْن َس ْخ ِم ْن آيَ ٍة أَ ْو نُ ْن ِسها نَأْ ِ‬
‫ت بِ َخي ٍْر ِم ْنها أَ ْو ِم ْثلِها‬ ‫ِ‬ ‫اسم‬
‫ومثا ُل ِ‬
‫مبني في محلِّ‬ ‫ٌّ‬ ‫شرط‬
‫ٍ‬ ‫أَلَ ْم تَ ْعلَ ْم أَ َّن للاهَّ َ َعلى ُكلِّ َش ْي ٍء قَ ِديرٌ))(البقرة‪ )106:‬فـ(ما) اس ُم‬
‫للفعل (ننسخ)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ب مفعو ٌل بِ ِه مقد ٌم وجوبًا‬
‫نص ٍ‬

‫‪94‬‬
‫ب اتصالُهُ بفعلِ ِه‪ ،‬كالذي‬ ‫ب منفصلاً لو تأ َّخ َر ل َو َج َ‬ ‫كان المفعو ُل به ضمي َر نص ٍ‬ ‫‪ -4‬إذا َ‬
‫ك أَحْ تَ ِر ُم)‪ ،‬فلو أ َّخ َر المتكلِّ ُم الضمي َر‬ ‫ص ِد ْيقِي‪َ ،‬وإِيَّا َ‬‫ك أُحبُّ يَا َ‬‫َو َر َد في النصِّ ‪( :‬إِيَّا َ‬
‫ك‪ .‬فـ(إيَّاك) ضمي ُر‬ ‫ك‪ ،‬وأَحتر ُم َ‬ ‫ب اتصالُهُ بفعلِ ِه‪ ،‬فقا َل‪ :‬أُ ِحبُّ َ‬ ‫الفعل ل َو َج َ‬
‫ِ‬ ‫(إيَّاك) بع َد‬
‫ب مفعو ٌل بِ ِه مقد ٌم وجوبًا‪ .‬ومث ُل ذلك قولُهُ تعالى‪:‬‬
‫مبني في محلِّ نص ٍ‬
‫ٌّ‬ ‫ب منفص ٌل‬
‫نص ٍ‬
‫مبني في محلِّ‬
‫ٌّ‬ ‫ين)) (الفاتحة‪ .)5-4:‬فـ(إيَّاك) ضمي ٌر منفص ٌل‬ ‫ك نَ ْستَ ِع ُ‬
‫ك نَ ْعبُ ُد َوإِيَّا َ‬
‫((إِيَّا َ‬
‫الفعل‪ :‬نعب ُدك‬
‫ِ‬ ‫ب اتصالُهُ في‬‫ب مفعو ٌل بِ ِه مقد ٌم وجوبًا‪ ،‬ولو تأ َّخ َر الضمي ُر ل َو َج َ‬ ‫نص ٍ‬
‫ونستعينُك‪ ،‬والتقدي ُم هنا يُفي ُد االختصاص‪ ،‬أي نخصُّ ك بالعباد ِة واالستعان ِة‪.‬‬
‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬
‫‪ -1‬يُق َّد ُم الخب ُر على المبتدأِ وجوبًا في أربع ِة مواض َع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫المقدم‪( :‬في ْال َم ْز َر َع ِة‬ ‫ِ‬ ‫الخبر‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬إذا اتَّصل بالمبتدأ المؤ َّخ ِر ضمي ٌر يعو ُد على‬
‫فَلاَّ حُوها)‪.‬‬
‫بشرط ألاَّ تُسب َ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬إذا كانَ الخب ُر شبهَ جمل ٍة والمبتدأُ نكرةً غي َر مضاف ٍة وال موصوف ٍة‪،‬‬
‫ان َسرْ جٌ)‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫استفهام‪َ ( :‬علَى ْال ِح َ‬
‫ٍ‬ ‫الجملةُ بنفي أو‬
‫الكالم كـ(أسماء االستفهام)‪َ ( :‬ما‬ ‫ِ‬ ‫األلفاظ التي لها الصدارةُ في‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬إذا كانَ الخب ُر من‬
‫ْالبَلاَ َغةُ؟)‬
‫‪ -‬أن يكونَ المبتدأُ محصورًا‪َ ( :‬ما َشا ِع ٌر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي)‪.‬‬
‫‪ -2‬يُق َّد ُم المفعو ُل به على فعلِ ِه وجوبًا في أربع ِة مواض َع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانَ واقعًا بع َد (أ َّما) الشرطي ِة‪ ،‬أو الشرطي ِة التفصيلي ِة مباشرةً وفعلُهُ واق ٌع في‬
‫جوابِها‪( :‬أَ َّما أَصْ ِدقَا َء السُّو ِء فَتَ َجنَّبْ )‪.‬‬
‫أمر مقترنًا بالفا ِء‪ ،‬يُق َّد ُم وجوبًا‪( :‬األَ َم َل فَا ْبت َِغ)‪.‬‬ ‫المفعول فع َل ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬إذا كانَ فع ُل‬
‫االستفهام‬
‫ِ‬ ‫الكالم‪ ،‬نح ُو أسما ِء‬ ‫ِ‬ ‫األلفاظ التي لها الصدارةُ في‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬إذا كانَ المفعو ُل به من‬
‫الشرط‪َ ( :‬ما نَ ْف َعلُ؟) و( َما تَ ْق َر ْأ تَ ْستَفِ ْد ِم ْنهُ)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأسما ِء‬
‫ك‬‫ب اتصالُهُ بفعلِ ِه (إيَّا َ‬ ‫ب منفصلاً لو تأ َّخ َر ل َو َج َ‬ ‫‪ -‬إذا كانَ المفعو ُل به ضمي َر نص ٍ‬
‫أَحْ ت َِر ُم)‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫ف َم ْنسُوجٌ)؟‬ ‫ف َم ْنس ٍ‬
‫ُوج) أم (ال َّسجَّا َدةُ ص ُْو ٌ‬ ‫(ال َّسجَّا َدةُ ِعبَا َرةٌ َع ْن ص ُْو ٍ‬
‫ف َم ْنسُوجٌ‪.‬‬
‫قل‪ :‬ال َّسجَّا َدةُ ص ُْو ٌ‬
‫ف َم ْنس ٍ‬
‫ُوج‪.‬‬ ‫وال تقل‪ :‬ال َّسجَّا َدةُ ِعبَا َرةٌ َع ْن ص ُْو ٍ‬
‫الجمل التَّعْريفيَّ ِة تُ َع ُّد‬
‫ِ‬ ‫اصر في‬
‫ِ‬ ‫ألن تعبي َر ( ِعبَا َرة َع ْن) التي تَ ِر ُد في التَّع ِ‬
‫ْبير ال ُم َع‬ ‫السببُ ‪َّ :‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫َح ْش ًوا يُم ِك ُن االستغنا ُء َع ْنهُ‪ ،‬فضالً عن أنها غير واردة في ِ‬
‫كالم العر ِ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ك أَحْ تَ ِر ُم)‪.‬‬
‫ض ْيلَةٌ)(إيَّا َ‬
‫ك فَ ِ‬
‫(فِ ْي َ‬

‫تذكر‬

‫أن المبتدأَ له خبرٌ‪َّ ،‬‬


‫وأن الفع َل يرف ُع فاعلاً ظاهرًا أو مستترًا وينصبُ مفعولاً به‪.‬‬ ‫َّ‬

‫تعلمت‬

‫كان شبهَ جمل ٍة والمبتدأ نكرة ال مضافة وال‬ ‫َّ‬


‫أن الخب َر يُقد ُم وجوبًا على المبتدأ إذا َ‬
‫ب منفصلاً لو‬
‫كان ضمي َر نص ٍ‬
‫موصوفة‪ ،‬وأن المفعو َل به يقد ُم على فعلِ ِه وجوبًا إذا َ‬
‫ب اتصالُهُ‪.‬‬
‫تأ َّخ َر ل َو َج َ‬
‫اإلعراب‪:‬‬
‫بحرف الجرِّ‪ ،‬وشبهُ الجمل ِة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حرف جرٍّ ‪ ،‬و(ك) ضمي ٌر متص ٌل في محلِّ جرٍّ‬ ‫فيكَ‪( :‬في)‪،‬‬
‫رفع خب ٌر مقد ٌم وجوبًا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫والمجرور في محلِّ‬
‫ِ‬ ‫من الجا ِّر‬
‫ع وعالمةُ رف ِع ِه الضمةُ الظاهرةُ على ِ‬
‫آخر ِه‪.‬‬ ‫فضيلةٌ‪ :‬مبتدأٌ مؤخ ٌر مرفو ٌ‬
‫ب مفعو ٌل به مق َّد ٌم وجوبًا‪.‬‬
‫مبني في محلِّ نص ٍ‬
‫ٌّ‬ ‫إيَّاك‪ :‬ضمي ُر نص ٍ‬
‫ب منفص ٌل‬
‫آخر ِه‪ ،‬والفاع ُل‬
‫ِ‬ ‫ع وعالمةُ رف ِع ِه الضمةُ الظاهرةُ على‬ ‫ع مرفو ٌ‬‫أحتر ُم‪ :‬فع ٌل مضار ٌ‬
‫ضمي ٌر مستت ٌر وجوبًا تقدي ُرهُ (أنا)‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫أَ َّما أَصْ ِدقَا َء السُّو ِء فَتَ َجنَّبْ‬

‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪)1‬‬

‫ص التَّالية تقدي ٌم‪ ،‬د ّل عليه ُمبينٍّا حك َمه‪:‬‬ ‫في النُّصو ِ‬


‫‪ -1‬قال تعالى‪َ (( :‬ولِ ُكلِّ أُ َّم ٍة أَ َج ٌل فَإِ َذا َجا َء أَ َجلُهُ ْم لاَ يَ ْستَأْ ِخر َ‬
‫ُون َسا َعةً َولاَ يَ ْستَ ْق ِد ُم َ‬
‫ون))‬
‫(األعراف‪)34:‬‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪َ (( :‬وا ْش ُكرُوا نِ ْع َمةَ للاهَّ ِ إِ ْن ُك ْنتُ ْم إِيَّاهُ تَ ْعبُ ُد َ‬
‫ون))(النحل‪.)114:‬‬
‫وا ِم ْن َخي ٍْر فَإِ َّن للاهّ َ بِ ِه َعلِي ٌم))(البقرة‪.)215:‬‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪َ (( :‬و َما تَ ْف َعلُ ْ‬
‫ين))(يونس‪.)48:‬‬ ‫ون َمتَى هَ َذا ْال َو ْع ُد إِن ُكنتُ ْم َ‬
‫صا ِدقِ َ‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪َ (( :‬ويَقُولُ َ‬
‫ان يَ ْو َمئِ ٍذ أَي َْن ْال َمفَر))(القيامة‪.)10:‬‬
‫‪ -5‬قال تعالى‪(( :‬يَقُو ُل الإْ ِ ن َس ُ‬
‫‪ -6‬قال تعالى‪(( :‬قَا َل يَا َمرْ يَ ُم أَنَّى لَ ِك هَ َذا)) (آل عمران‪.)37:‬‬
‫إ َذا تَصْ حُو لَهَا أَ ْم ٌر َش ِديد‪.‬‬ ‫ولأليام َغ ْفلَتُها َولَ ِك ْن‬
‫ِ‬ ‫‪ -7‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬

‫التمرين (‪)2‬‬

‫ص التَّالِيَ ِة تَقَ َّد َم الخب ُر على المبتدأِ‪ ،‬والمفعو ُل به على فعلِ ِه ُو ُجوبًا بيِّنْ‬ ‫صو ِ‬ ‫في النُّ ُ‬
‫ب التَّ ِ‬
‫قديم‪:‬‬ ‫سبَ َ‬
‫َ‬
‫ِم ْن بع ِد َما أَ ْنشب َْن ف َّ‬
‫ي َم َخالِبَا‬ ‫ْف ال َّر َجا ُء ِم َن ْال ُخطُو ِ‬
‫ب تَ َخ ُّلصًا‬ ‫‪ -1‬قا َل المتنبي‪َ :‬كي َ‬
‫ت لَ َجا َجتُهُ ا ْنتِها ُء‬ ‫وإن طَالَ ْ‬
‫ْ‬ ‫لَقَ ْد طَالَ ْعتُها َولِ ُكلِّ شي ٍء‬ ‫‪ -2‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫ْس تُ َ‬
‫ضا ُم‬ ‫ضا َم ْت ِك َواأليَّا ُم لَي َ‬
‫َ‬ ‫ت بِ ِك األَيَّا ُم‬ ‫يَا َدا ُر َما فَ َعلَ ْ‬ ‫‪ -3‬قا َل ابو نواس‪:‬‬
‫ب تَ ُزو ُر‬ ‫ي فتًى بَ ْع َد ْال َخ ِ‬
‫ص ْي ِ‬ ‫فأ َّ‬ ‫ب ِر َكابُنا‬ ‫ص ْي ِ‬‫ض ْال َخ ِ‬ ‫‪ -4‬قا َل ابو نواس‪ :‬إِذا لَ ْم تَ ُزرْ أَرْ َ‬
‫ات َغ ْد ِر ال َّد ْه ِر في كلِّ وجه ٍة‬ ‫ت َم َسافَ ُ‬ ‫َّاك يَ ْه َوى ْالقَ ْلبُ َم ْه َما تَطَا َولَ ْ‬
‫‪ -5‬قا َل ال َّشاعرُ‪َ :‬وإي ِ‬
‫ك ُمنَ ِّغصُ اللَ ّذا ِ‬
‫ت‬ ‫لَو قَد أَتا َ‬ ‫ك ُح َّجةٌ‬ ‫‪ -6‬قا َل أَبُو ْال َعتَا ِهيَةَ‪َ :‬ما َذا تَقُو ُل َولَ َ‬
‫يس ِع ْن َد َ‬

‫‪97‬‬
‫التمرين (‪)3‬‬

‫ب‪:‬‬
‫يجب تقدي ُمهُ على المبتدأِ‪ ،‬م َع ذك ِر السب ِ‬ ‫ُ‬ ‫عيِّنْ في ا ْل ِعبار ِة التَّالي ِة ك َّل خب ٍر‬
‫بعيدين‬
‫َ‬ ‫يل والنَّ ِ‬
‫هار‬ ‫من اللَّ ِ‬‫ضا ُء اآلبا ِء وقتًا طويلاً َ‬ ‫((في حياتِنا المنزلي ِة نَ ْقصٌ ‪َ ،‬سبَبُهُ قَ َ‬
‫ق بينَهُ‬‫باألطفال إذا لم ي َر الطف ُل أباهُ إلاَّ قليلاً ؟ وما الفر ُ‬ ‫ِ‬ ‫فأين العنايةُ‬‫َ‬ ‫من منازلِهم‪،‬‬ ‫ْ‬
‫وللتهاون في‬
‫ِ‬ ‫فلإلهمال عاقبتُهُ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ق َم ْن يَهَبُ حياتَهُ لول ِد ِه وأُسرتِ ِه‪،‬‬ ‫اليتيم؟ إنَّما ال َّشفِي ُ‬
‫ِ‬ ‫وبين‬
‫َ‬
‫ب سُو ُء َم َغبَّتِ ِه))‪.‬‬
‫الواج ِ‬

‫التمرين (‪)4‬‬

‫يجب فيه‬
‫ُ‬ ‫جار ومجرو ٍر‪ ،‬وبيِّنْ ما‬
‫بظرف‪ ،‬أو ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫اسم من األسما ِء التالي ِة‬
‫أخبر عن ك ِّل ٍ‬
‫ْ‬
‫يجب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫تقدي ُم الخب ِر‪ ،‬وما ال‬
‫ك كثيرٌ‪ ،‬حديقةٌ‪ ،‬صورةُ فتا ٍة‪ ،‬الغال ُم‪ ،‬نجو ٌم‪.‬‬ ‫َ‬
‫طائِرٌ‪َ ،‬س َم ٌ‬

‫التمرين (‪)5‬‬

‫التقديم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫التراكيب التاليةَ أخبا ًرا واجبةَ‬ ‫َ‬ ‫اجعل‬
‫ِ‬
‫ف ْال َم ْن ِز ِل‪ -‬لِ ْل َحقِّ‪.‬‬
‫ب‪َ -‬علَى األَ ِر ْي َك ِة‪َ -‬خ ْل َ‬
‫ت ْال ِو َسا َد ِة‪ -‬في ْال ُك ْو ِ‬
‫ق ْال َمائِ َد ِة‪ -‬تَحْ َ‬‫فَ ْو َ‬

‫التمرين (‪)6‬‬

‫ض الخب ِر‪:‬‬
‫ب م َّما يأتي خب ًرا لمبتدأ يشتم ُل على ضمي ٍر يعو ُد على بع ِ‬
‫اجع ْل ك َّل تركي ٍ‬
‫س ْال ِع ْل ِم‬
‫لِ َم َجالِ ِ‬
‫ب َّ‬
‫الذ ْن ِ‬
‫ب‬ ‫اح ِ‬ ‫ص ِ‬
‫لِ َ‬
‫َعلَى ْال ُم ِسي ِء‬
‫َم َّما تُباهَى بِ ِه ْالبِ ْن ُ‬
‫ت‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫التمرين (‪)7‬‬

‫ما أثر حذف ما فوق الخط‪:‬‬


‫ْت أُ ْثنِي َعلَى َش ْي ٍء ِس َواهُ َوهُ َو س ُْؤلِي‬ ‫‪ -1‬قا َل ال َّشاعرُ‪َ :‬ولِي أَ ْم ٌل َو ِح ْي ٌد َلَس ُ‬
‫ب َو َوحْ َشةُ آ َد ِم‬ ‫ان يَ ْعقُو ٍ‬ ‫س َوأَحْ َز ُ‬ ‫‪ -2‬قا َل الوأواء الدمشق ّي‪َ :‬ولِي ُس ْق ُم أَيُّو ٍ‬
‫ب َو ُغرْ بَةُ يُونُ ٍ‬
‫ت ياربِّ َش ِد ْي ُد ْال َم َحالْ‬ ‫‪ -3‬قا َل عمر الخيام‪َ :‬وبَ ْينِي َوبَي َْن النفس َحرْ بٌ ِس َجال َوأَ ْن َ‬
‫ضنا َخ ْي ُر ْالبَ ِريَّ ِة أَحْ َمدا‬
‫بأَرْ ِ‬ ‫ار – َمجْ ٌد ُمؤثّ ٌل‬
‫ص ِ‬‫‪ -4‬قَا َل ال َّشاعرُ‪ :‬لَنَا – َم ْع َش َر األَ ْن َ‬

‫التمرين (‪)8‬‬

‫اجع ْلهُ ُمقَ َّد ًما ُو ُجوبًا‪:‬‬


‫ص التَّالِيَ ِة مفعو ٌل بِ ِه‪ْ ،‬‬‫صو ِ‬ ‫في النُّ ُ‬
‫الظ ْل َم ظُلُ َم ُ‬
‫ات يَ ْو ِم‬ ‫الظ ْل َم؛ فَإِ َّن ُّ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَي ِه وآلِ ِه َو َسلَّ َم)‪(( :‬اتَّقُوا ُّ‬
‫‪ -1‬قَا َل َرسُو ُل هللاِ ( َ‬
‫ْالقِيَا َم ِة))‬
‫ص ْخرةٌ لاَ يَ ْنفَج ُر َما ُؤها))‬ ‫ْزز اللَّئِ ْي َم؛ فَإنَّهُ َ‬
‫‪ -2‬من وصية أعرابية البنها‪(( :‬ال تَه ِ‬
‫ك ال ُّسهَى والفراق ُد‬ ‫وإن لاَ َمنِي ِم ْن َ‬
‫ْ‬ ‫ياشمس ال َّز ِ‬
‫مان َوبَ ْد َرهُ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫تنبي‪ :‬أُ ِحبُّ َ‬
‫‪ -3‬قَا َل ال ُم ُّ‬
‫َّضيْعةَ َوارْ َح ْمنِي َوإيَّاهَا‬ ‫ّصافي‪ :‬تَقُو ُل يَا َربِّ لاَ تَ ْت ْ‬
‫رك بِلاَ لَبَ ٍن هَ ِذي الر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -4‬قَا َل الر‬

‫التمرين (‪)9‬‬
‫أعرب ما تحتَهُ خ ٌّ‬
‫ط‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ك نَجْ ِزي الظَّالِ ِم َ‬
‫ين))‬ ‫أ‪ -‬قال تعالى‪(( :‬لَهُ ْم ِم ْن َجهَنَّ َم ِمهَا ٌد َو ِم ْن فَ ْوقِ ِه ْم َغ َوا ٍ‬
‫ش َو َك َذلِ َ‬
‫(األعراف‪)41:‬‬
‫ب‪ -‬قال تعالى‪َ (( :‬م ْن يُضْ لِ ِل للاهَّ ُ فَلاَ هَا ِد َ‬
‫ي لَهُ))(األعراف‪)186:‬‬

‫‪99‬‬
‫التمرين (‪)10‬‬

‫التقديم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫واجب‬
‫َ‬ ‫الجمل التالي ِة المفعو ُل بِ ِه ُمق َّد ٌم جوا ًزا على فعلِ ِه‪ ،‬اجع ْلهُ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫صلْ ‪َ ،‬و ُحقُوقَهُم أَ ْع ِط‪.‬‬
‫أ‪ -‬إِ ْخ َوانَك ِ‬
‫ب‪ْ -‬ال ِع ْل َم التمسْ ‪ ،‬واألَ ْخلاَ َ‬
‫ق هَ ِّذبْ ‪.‬‬
‫ج‪ْ -‬ال َوطَ َن ص ُْن‪.‬‬
‫ق السُّو ِء بَا ِع ْد‪ ،‬والصَّالِ ِحي َْن ْال َز ْم‪.‬‬
‫د‪ِ -‬رفَا َ‬
‫ب لاَ تُؤَجِّ لْ ‪.‬‬ ‫هـ‪ْ -‬ال َو ِ‬
‫اج َ‬

‫التمرين (‪)11‬‬

‫التقديم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫الغرض َ‬
‫َ‬ ‫َّمين وجوبًا‪ ،‬واذك ِر‬ ‫عيِّ ِن الخب َر والمفعو َل المقد ِ‬
‫ك فَ َ‬
‫طهِّرْ ))(المدثر‪.)4-1:‬‬ ‫ك فَ َكبِّرْ َوثِيَابَ َ‬‫‪ -1‬قال تعالى‪(( :‬يَاأَيُّهَا ْال ُم َّدثِّ ُر قُ ْم فَأ َ ْن ِذرْ َو َربَّ َ‬
‫صي ٌر بِ ْال ِعبَا ِد))(آل عمران‪)20:‬‬ ‫ك ْالبَلاَ ُ‬
‫غ َوللاهَّ ُ بَ ِ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪َ (( :‬وإِ ْن تَ َولَّ ْوا فَإِنَّ َما َعلَ ْي َ‬
‫‪ -3‬قال بشامة النهشلي‪:‬‬
‫ارسٌ َخالَهُم إيَّاهُ يَ ْعنُونَا‬
‫َم ْن فَ ِ‬ ‫اح ٌد فَ َدعوا‬ ‫ان فِي األَ ْل ِ‬
‫ف ِمنَّا َو ِ‬ ‫لَ ْو َك َ‬
‫‪ -4‬قال لبيد بن ربيعة‪:‬‬
‫تَ ُدلُّ َعلَى أنَّهُ َو ِ‬
‫اح ُد‬ ‫َوفِي ُكلِّ َش ْي ٍء لَهُ آيَةٌ‬
‫اإل ْن َسانِيَّ ِة ِم َن التَّ َخب ُِّط ِم َّما فِ ْي ِه إِلاَّ ْالفَ َ‬
‫ضائِ ُل‬ ‫‪َ -5‬ما ُم ْخ ِر ُج ِ‬

‫‪100‬‬
‫س الثالث ‪ :‬التعبير‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫شفَ ِه ُّي‬ ‫أوال‪ :‬التَّ ْعبي ُر ال َّ‬


‫ك هذا المعنى؟‬ ‫فكيف يتمثَّ ُل ل َ‬
‫َ‬ ‫يكون إلاَّ بوجو ِد (األمل)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬النَّجا ُح في الحيا ِة ال‬
‫يتحدثون عن (الحلم المنشود)‪ ،‬ف َما الحل ُم ْال َمنشو ُد؟ وما‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬نس َم ُع أساتذتَنا وآبا َءنا‬
‫باألمل؟‬
‫ِ‬ ‫عالقتُهُ‬
‫أن ْالعال َم (أديسون) ُمختر َع ال َكهربا ِء‪ ،‬أجرى (‪ )1800‬تجرب ٍة فاشل ٍة‬ ‫ت َّ‬ ‫‪ -3‬إذا عر ْف َ‬
‫تحقيق هدفِ ِه؟‬
‫ِ‬ ‫كان أديسون يائسًا من‬ ‫ك ذلك؟ وهل َ‬ ‫أن يُحقِّ َ‬
‫ق إنجا َزهُ‪ ،‬فما يعني ل َ‬ ‫قب َل ْ‬
‫نجاح‪ ،‬واألم ُل هو الحل ُم الذي‬ ‫اإليمان باهللِ أساسُ ُكلِّ‬
‫ُ‬ ‫واألمل‪:‬‬
‫ِ‬ ‫باإليمان‬ ‫ْ‬
‫‪-4‬امأل نف َسك‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ونجاحنا‬
‫ِ‬ ‫اإليمان في أعمالِنا وأخالقِنا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ك ُمبيِّنًا أث َر‬ ‫يصن ُع لنا النَّجا َح‪ ،‬تَح َّد ْ‬
‫ث َع ْن ذل َ‬
‫في أعمالِنا‪.‬‬
‫ب (علي ِه السَّال ُم) قولُهُ‪(( :‬األم ُل ي ِ‬
‫ُفس ُد‬ ‫بن أبي طال ٍ‬ ‫أمير ْال ُمؤ ِم َ‬
‫نين َعلَ ٍّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي عن‬‫‪ -5‬ر ُِو َ‬
‫بطول أملِ ِه وأَ ْف َس َد َع َملَهُ‬
‫ِ‬ ‫مغرور ا ْفتَتَ َن‬
‫ٍ‬ ‫األمل ف َك ْم من‬
‫ِ‬ ‫ك وطو َل‬ ‫ْالعم َل)) وقولُهُ‪(( :‬إيَّا َ‬
‫باألمل؟ وهلْ‬
‫ِ‬ ‫ك))‪ ،‬ما الذي يعنيه هُنا‬ ‫ك وال ما فاتَهُ استدر َ‬ ‫وقَطَ َع أجلَهُ فال أملُهُ أدر َ‬
‫ق بَي َْن‬
‫ك ُموضِّ حًا الفر َ‬ ‫أن هُناك أملاً سلبًّيا وآخ َر إيجابيًّا؟ تح َّد ْ‬
‫ث عن ذل َ‬ ‫نفه ُم من ذلك َّ‬
‫األملين‪.‬‬
‫ِ‬

‫ريري‬
‫ُّ‬ ‫ثانيا‪ :‬التَّ ْعبي ُر التَّ ْح‬
‫يحتضن أبنا َءهُ من ُذ الصِّ َغ ِر والذي يأم ُل‬
‫ُ‬ ‫مشروع لتنمي ِة ْال َوطَ ِن الَّذي‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫((اإلنسان أعظ ُم‬
‫ث عن (أمل‬ ‫األمم))‪ ،‬انطل ْق من هذ ِه ْال ِعبار ِة للحدي ِ‬
‫ِ‬ ‫أن يُق ّدموا له ما يرف ُع قد َرهُ بَي َْن‬ ‫منهم ْ‬
‫الوطن) في أبنائِ ِه‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫س الرابع ‪:‬‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫مدرسةُ المهج ِر‬


‫مهجر ِهم خار َج‬
‫ِ‬ ‫المهجر التي أ ّس َسها ال ّشعرا ُء واألدبا ُء العربُ في‬
‫ِ‬ ‫ف مدرسةُ‬ ‫تتألَّ ُ‬
‫اثنين؛‬
‫ِ‬ ‫مهجرين‬
‫ِ‬ ‫ولبنان) ِم ْن‬
‫َ‬ ‫بلدانِ ِهم العربيّ ِة‪ ،‬ومعظ ُمهُ ْم ينحد ُر ِم ْن بال ِد ال َّش ِام (سوريا‬
‫مالي الذي نشأ َ عا َم ‪ 1920‬بالرّابط ِة القلميّ ِة وهي جمعية أدبية‬
‫أح ُدهُما المهج ُر ال ّش ُّ‬
‫ترأ َسها ال ّشاع ُر األديبُ جبران خليل جبران في الواليا ِ‬
‫ت المتحد ِة األمريكيّ ِة‪ ،‬وشار َكهُ‬
‫إلظهار‬
‫ِ‬ ‫(السائح)‬
‫ِ‬ ‫في عضويتِها ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي‪ ،‬وأصدروا مجلّةَ‬
‫الجنوبي‪ ،‬وه َو الرّابطةُ األندلسيّةُ التي‬
‫ُّ‬ ‫المهجر‪ ،‬واآلخ ُر المهج ُر‬
‫ِ‬ ‫إبداعاتِهم األدبيّ ِة في‬
‫دول أمريكا الجنوبيّ ِة‪ ،‬برئاس ِة ميشيل معلوف‬ ‫هي أيضًا جمعية أدبيَّة أ ّس َسها ال ّشعرا ُء في ِ‬
‫خصائص مدرس ِة‬ ‫ِ‬ ‫وإلى جانبِ ِه شفيق المعلوف ورشيد سليم الخوري وسواهم‪ .‬ومن أه ِّم‬
‫الوطن‪ ،‬والحوا ُر م َع الطّبيع ِة واالمتزاج بها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الحنين إلى‬
‫ِ‬ ‫المهجر الموضوعيّ ِة‪ :‬تصوي ُر‬
‫ِ‬
‫المبادئ السامي ِة‪ ،‬و ِم َن الناحي ِة الفنيّ ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫فس اإلنسانيّ ِة‪ ،‬ونش ُر‬ ‫والتّأم ُل ّ‬
‫الذات ّي وتحلي ُل النّ ِ‬
‫توظيف اللُّغ ِة‬
‫ِ‬ ‫التم ّر ُد على الغراب ِة‪ ،‬وعد ُم التكلّف في اللُّغ ِة المستخدم ِة‪ ،‬والحرصُ على‬
‫فكانت مدرسةُ‬ ‫ْ‬ ‫التصوير‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وجمال‬
‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬
‫األلفاظ‪ ،‬وبساط ِة التراكي ِ‬
‫ِ‬ ‫الحيّ ِة المتمثّل ِة بسالس ِة‬
‫لمبادئ النّزع ِة الرُّ ومانسيّ ِة‬
‫ِ‬ ‫الخصائص الموضوعيّ ِة والفنيّ ِة تمثيلاً أمينًا‬
‫ِ‬ ‫المهجر بهذ ِه‬
‫ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫عر واألد ِ‬‫في ال ِّش ِ‬

‫ميخائيل نعيمة‬
‫بلبنان عا َم ‪،1889‬‬ ‫َ‬ ‫جبل صنّ َ‬
‫ين‬ ‫بناني في ِ‬‫ُولِ َد ميخائيل نعيمة األديبُ وال ّشاع ُر اللّ ُّ‬
‫الذين ش ّكلوا الرّابطةَ القلميّةَ في نيويورك‪ .‬يُ َع ُّد ِمن أه ِّم‬
‫َ‬ ‫المهجر‬
‫ِ‬ ‫أبرز ُشعرا ِء‬
‫ِ‬ ‫وكان ِم ْن‬
‫َ‬
‫ت المتحد ِة‬
‫بين الواليا ِ‬‫عاش حياتَهُ َ‬‫َ‬ ‫العشرين‪.‬‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫روا ِد المدرس ِة األدبيّ ِة الحديث ِة في‬
‫المسرح والفلسف ِة وال ّش ِ‬
‫عر والنّق ِد‪ .‬لهُ الكثير‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ُ‬
‫الكتابات التي ق ّد َمها َ‬ ‫ت‬
‫ولبنان‪ .‬وتن ّوع ِ‬
‫َ‬
‫أمل نكهةً‬‫غتين العربيّ ِة واإلنجليزيّ ِة‪ .‬وق ْد أضفى حبُّهُ للطّبيع ِة والتّ ِ‬
‫ت باللُّ ِ‬ ‫ِم َن المؤلفا ِ‬
‫ْ‬
‫زالت خالدةً حتى يو ِمنا هذا‪ ،‬ويُ َع ُّد كثي ٌر منها‬ ‫خاصةً على أسلوبِ ِه وكتاباتِ ِه التي ما‬

‫‪102‬‬
‫عمر ناه َز مئةَ ٍ‬
‫عام‬ ‫ٍ‬ ‫مراج َع أدبيّةً ُمهمةً‪ .‬توفِّ َي األديبُ ميخائيل نعيمة عا َم ‪َ 1988‬ع ْن‬
‫عاش فيها معظ َم حياتِ ِه‪ .‬له قصيدة بعنوان (اغمضْ جفونَك‬
‫َ‬ ‫ب التي‬ ‫في قري ِة ال ّشخرو ِ‬
‫تُبصْ ر) ستدرسها هنا ‪.‬‬

‫(للحفظ)‬ ‫ص ْر‬ ‫أَ ْغ ِم ْ‬


‫ض ُجفُونَ َك تُ ْب ِ‬
‫ــت بال ُغيُــــو ْم‬ ‫تَ َح َّجبَ ْ‬ ‫ك يَو ًما‬ ‫إ َذا َس َمـــا ُؤ َ‬
‫ُـــوم نُجُــو ْم‬
‫ف ال ُغي ِ‬ ‫َخ ْل َ‬ ‫ْصرْ‬ ‫ك تُب ِ‬‫أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ‬
‫ــت بِال ُّثلُـــوجْ‬
‫تَ َو َّش َح ْ‬ ‫ك إِ َّما‬ ‫َواألَرْ ضُ َحولَ َ‬
‫ت الثُّلُ ِ‬
‫ــوج ُمـرُوجْ‬ ‫تَحْ َ‬ ‫ك تُب ِ‬
‫ْصرْ‬ ‫أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ‬
‫ــاء‬
‫َوقِيـ َل َدا ٌء َعيَ ْ‬ ‫يت بِـــــ َدا ٍء‬ ‫إن بُلِ َ‬‫َو ْ‬
‫فِي ال َّدا ِء ُك َّل الــ َّد ْ‬
‫واء‬ ‫ك تُب ِ‬
‫ْصرْ‬ ‫أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ‬
‫َواللَّحْ ُد يَ ْف َغ ُر فَــاه‬ ‫َو ِع ْن َدما ال َم ُ‬
‫وت يَ ْدنُو‬
‫فِي اللَّحْ ِد َم ْه َد ال َحيَاه‬ ‫ك تُب ِ‬
‫ْصرْ‬ ‫أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫تو ّش َح‪ :‬تلب َ‬
‫َّس أو ارت َدى‪.‬‬
‫المروجُ‪ُ :‬مفر ُدها ال َمرْ جُ‪ :‬أَرضٌ واسعةٌ ُ‬
‫ذات نبات و َمرْ عًى لل َّدوابِّ ‪.‬‬
‫َعياء‪ :‬مرض شدي ٌد ال طبَّ لهُ وال بر َء منهُ‪.‬‬
‫يفغرُ‪ :‬يفتحُ‪.‬‬

‫ق النّ ُّ‬
‫قدي‪:‬‬ ‫التّعلي ُ‬
‫نفس ِه الصّافي ِة‬
‫نفس ِه بمرآ ِة ِ‬ ‫حاو َل ال ّشاع ُر في هذ ِه القصيد ِة ْ‬
‫أن يص ّو َر ما ه َو خار ُج ِ‬
‫ق‬ ‫ص َو ِر الطّبيع ِة التي تضي ُ‬
‫للعالم الذي يق ُع حولَهُ‪ ،‬فأكث َر من ُ‬
‫ِ‬ ‫اتي‬ ‫االستبطان ّ‬
‫الذ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْب َر‬
‫اعر هي التي تغيّ ُر هذ ِه الصّورةَ الواقعيّةَ المأساويّةَ بأخرى‬ ‫ذات ال ّش ِ‬
‫أن َ‬ ‫بال ّش ِ‬
‫اعر‪ ،‬غي َر َّ‬
‫ُغمض ال ّشاع ُر عيني ِه منتقلاً إلى البصير ِة ال ّداخليّ ِة ستتح ّو ُل‬
‫َ‬ ‫مثاليّ ٍة حالمة‪ .‬فما أَ ْن ي‬

‫‪103‬‬
‫الطّبيعةُ واألشيا ُء ِم ْن حولِ ِه وتنقلبُ ِم ْن دا ٍء إلى دوا ٍء و ِم ْن مو ٍ‬
‫ت إلى حيا ٍة‪ .‬ويُد َعى هذا‬
‫األدبي‬
‫ُّ‬ ‫ف منها العم ُل‬‫النظر إلى الصُّ َو ِر الفنيّ ِة التي يتألّ ُ‬
‫ِ‬ ‫القائم على‬
‫ِ‬ ‫ع من التّ ِ‬
‫حليل‬ ‫النّو ُ‬
‫ع من النّق ِد‬‫تعرفت إليه عند دراستِك قصيدة ال َّشاعر الحبوب ّي‪ ،‬وهو نو ٌ‬
‫َ‬ ‫نقدًا فنيًّا الذي‬
‫صور ِه‬
‫ِ‬ ‫تكرار‬
‫ِ‬ ‫تعزيز المعنى؛ فق ْد أكث َر ال ّشاع ُر من‬
‫ِ‬ ‫كرار في‬
‫ِ‬ ‫يكشف عن أهمية التّ‬‫ُ‬
‫ئ مقاص َد ال ّش ِ‬
‫اعر وال‬ ‫ك القار ُ‬ ‫ُدر َ‬ ‫أجل ْ‬
‫أن ي ِ‬ ‫المتوازي ِة التي تعبّ ُر عن المعنى ِ‬
‫نفس ِه من ِ‬
‫ْصرْ »‪ ،‬فهو يرس ُم يوتوبيا أو مدينةً فاضلةً بوصفِها‬ ‫سيّما تكرار «أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ‬
‫ك تُب ِ‬
‫المحيط به الذي يستجيبُ‬
‫ِ‬ ‫بالواقع المأساويِّ‬
‫ِ‬ ‫المثا َل الذي يطم ُح إلي ِه ال ّشاعرُ‪ ،‬مقارنةً‬
‫عبير الشعريِّ ‪ ،‬وهو ما سعى إلي ِه الفالسفةُ واألدبا ُء أيضًا‬‫لنزعتِ ِه الرُّ ومانسيّ ِة في التّ ِ‬
‫كتب الفاراب ّي مدينتَهُ‬
‫ك َ‬ ‫كتب إفالطون جمهوريتَهُ الفاضلةَ‪ ،‬وكذل َ‬ ‫الزمان؛ فقد َ‬
‫ِ‬ ‫ِم ْن ِ‬
‫قديم‬
‫رين‪ ،‬فهو ُحلُ ُم‬
‫الفاضلةَ‪ ،‬وتاب َعهُ َما في هذا المسعى كثي ٌر من األدبا ِء والفالسف ِة والمف ِّك َ‬
‫ث عن مدين ٍة يسو ُدها العد ُل والرخا ُء‪.‬‬
‫البشريّة في البح ِ‬

‫أسئلة المناقشة‪:‬‬
‫المهجر؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬ما أبر ُز ال ّد ِ‬
‫ول العربيّ ِة التي انحد َر منها شعرا ُء‬
‫كتب‬
‫َ‬ ‫ت؟ وما اللّ ُ‬
‫غات التي‬ ‫كتابات ميخائيل نعيمه‪ ،‬ما أبر ُز هذه الكتابا ِ‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫‪ -2‬لقد تن ّو َع ْ‬
‫بها مؤلَّفاتِ ِه؟‬
‫ت الطّبيع ِة‪ ،‬فهلْ جع َل من الطبيعة مال ًذا آمنًا‪،‬‬
‫‪ -3‬أكث َر ال ّشاع ُر في قصيدتِ ِه ِم ْن مفردا ِ‬
‫الواقع الذي يعي ُشهُ؟‬
‫ِ‬ ‫وواقعًا مثاليًّا‪ ،‬مقاب َل‬
‫ضه ْم؟‬ ‫ُ‬
‫تعرف بع َ‬ ‫مدن فاضل ٍة؟ هلْ‬
‫ق ٍ‬ ‫‪ -4‬لماذا يحاو ُل األدبا ُء والمف ِّكرون والفالسفةُ خل َ‬
‫ت عدةً‪ ،‬وما أث ُر‬
‫ْصرْ » مرا ٍ‬ ‫تكرار «أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ‬
‫ك تُب ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -5‬هل كان الشاع ُر موفَّقًا في‬
‫نفسك؟‬
‫هذا التكرار في ِ‬

‫‪104‬‬
‫اجلزء‬ ‫حدَة ُ الرابعة‬
‫الو ْ‬
‫َ‬
‫األول‬
‫ن ِ ْع َم ُة امل َ َطر ُ‬
‫التمهيد‪ :‬‬
‫صى‪ ،‬و ِهي‬ ‫ليس على البَ َش ِر فَ َحسْب‪ ،‬ال تُ َع ُّد َوال تُحْ َ‬
‫ت جميعها‪َ ،‬‬ ‫نِع ُم هللاِ على الكائنا ِ‬
‫أو تَ َكا ُد‪َ ،‬و ِ‬
‫باطن ٍة َخفِيَّ ٍة يُظهرُها تَ َعاقِبُ األي َِّام‬ ‫ت‪ْ ،‬‬‫بَي َْن ظاهر ٍة َجلِيَّ ٍة ا ْعتَ ْدنَاها َحتَّى نُ ِسيَ ْ‬
‫عم الظَّاهر ِة ال َجليَّ ِة‪ ،‬فَهُو أَ َساسُ ال َحيا ِة‪ِ ،‬‬
‫وسرُّ َديمو َمتِها‬ ‫و َمرُّ السِّنين‪ .‬وال َما ُء إحدى النِّ ِ‬
‫ات‪،‬‬‫ع‪ِ ،‬م ْنهُ ال َع ْذبُ الفُ َر ُ‬ ‫« َو َج َع ْلنَا ِم َن ْال َما ِء ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي» (األنبياء‪َ ،)30:‬وهُ َو ُم ِّ‬
‫تنو ٌ‬
‫األرض‪ ،‬و ِم ْنهُ َما يَ ْنز ُل ِم َن السَّما ِء كأ ِّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫و ِم ْنهُ ال ِم ْل ُح األُجُاجُ‪ ،‬و ِم ْنهُ َما يُ َغ ِّ‬
‫طي ج ُْز ًءا ِم َن‬
‫ْجز ٍة إلهيَّ ٍة‪َ ،‬و ِهبَ ٍة ربَّانيَّ ٍة‪.‬‬
‫ُمع ِ‬

‫المفاهي ُم المتض َّمنةُ‪:‬‬


‫‪َ -‬مفا ِهي ُم تاريخيَّةٌ‪.‬‬
‫‪َ -‬مفا ِهي ُم علميَّةٌ‪.‬‬
‫‪َ -‬مفا ِهي ُم جُغرافيَّةٌ‪.‬‬
‫‪َ -‬مفا ِهي ُم لُغويَّةٌ‪.‬‬
‫‪َ -‬مفا ِهي ُم أدبيَّةٌ‪.‬‬
‫‪ -‬مفاهي ُم نقديّةٌ‬

‫ص‬
‫ما قبل الن َّ ِّ‬

‫‪ -‬هَلْ لَك ْ‬
‫َأن تُع ِّد َد بَع َ‬
‫ْض نِ َع ِم هللاِ َعليك؟‬
‫ك‪َ ،‬ما أهميَّةُ ال َم َ‬
‫ط ِر لِكوكبِنَا؟‬ ‫‪ِ -‬م ْن وجْ ه ِة نَظَ ِر َ‬

‫‪105‬‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪/‬املطر‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫فائدة‬ ‫لِلموار ِد المائي ِة تأثي ٌر َعظ ْي ٌم في نُشو ِء‬


‫ت‪ ،‬وال سيَّما الميا ِه العذب ِة‬ ‫الحضارا ِ‬
‫تُع ُّد األهوا ُر ِم َن الموار ِد المائيَّ ِة ال ُمه َّم ِة‬
‫ت واألهوار‪ ،‬فَضْ لاً‬ ‫كاألنهار والبُ َحيْرا ِ‬
‫ِ‬
‫راق‪ ،‬فَضلاً َع ْن أنَّها‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫جنو‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫طار فِي ال ِم ْنطَقة؛ ْإذ‬ ‫َعن نِسب ِة تَساقُ ِط األَ ْم ِ‬
‫ب‬ ‫َ ِ‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫باتا‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫لبعض‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫مه‬ ‫ر‬‫ٌ‬ ‫مصد‬
‫ان؛ ألهميَّتِها في‬ ‫ب لِل ُّس َّك ِ‬‫لت عا ِم َل َج ْذ ٍ‬ ‫مثَّ ْ‬
‫ال ُّس َّك ِر والرُّ ِز‪َ ،‬ومصد ٌر للثرو ِة الحيوانيَّ ِة‪،‬‬
‫األرض‪ ،‬الَّتي لهَا أث ٌر في إقام ِة‬ ‫ِ‬ ‫ُخصُوب ِة‬
‫تجفيف شرس ٍة قام‬ ‫ٍ‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫لعملي‬ ‫ْ‬
‫َّضت‬ ‫ر‬ ‫تع‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬‫و‬‫َ‬
‫أن‬‫جتمع وإرسا ِء أُس ُِس ِه‪َ .‬و ِم ْن هُنا نَ ِج ُد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُم‬
‫ق بعد عام ‪ 1991‬فَلَ ْم‬ ‫بِها النِّظا ُم السَّاب ُ‬
‫ب‬ ‫كانت مستقرةً قُرْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ت القديمةَ‬ ‫الحضارا ِ‬
‫ق ِم ْن إجمال ّي ِمساحتِها سوى ‪.%4‬‬ ‫يتَبَ َ‬
‫ق الَّتي تَ ْكثُ ُر فِيها‬ ‫ناط ِ‬‫األنهار‪َ ،‬وفي ال َم ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫را‬ ‫ُّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫الئح‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ض‬
‫ِ ْ‬ ‫اليونسكو‬ ‫ها‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫أدرج‬
‫طار‪ِ ،‬مثل َحضار ِة وادي‬ ‫ول األ ْم ِ‬ ‫نِسبةُ هُطُ ِ‬
‫العالم ِّي في ‪ 17‬تموز ‪ 2016‬بوصفِها‬
‫يل والحضارة‬ ‫ين‪َ ،‬و َحضار ِة وادي النِّ ِ‬ ‫الرَّافِ َد ِ‬
‫َمحميَّةً طبيعيَّةً‪.‬‬
‫اإلغريقية‪.‬‬
‫ألمطار لأَ ه ِّميَّةً ُم َوازيةً؛‬
‫ِ‬ ‫ت األنها ُر تُ َمثِّ ُل َمصدرًا ثابِتًا لِلميا ِه ال َع ْذب ِة‪َّ ،‬‬
‫فإن لِ‬ ‫وإ َذا كان ِ‬
‫إظهار ِخصْ ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫األمطار السَّنويَّ ِة الَّتي تَ ْهطُ ُل فِي ِم ْنطَق ٍة َما مناف ُع ُكبْرى فِي‬
‫ِ‬ ‫ْإذ لكمي ِة‬
‫ق ال َجافَّ ِة‪َ ،‬على ال َّر ْغ ِم ِم ْن َّ‬
‫أن َعواملَها نَف َسها كامنةٌ فِي‬ ‫ناط ِ‬
‫ظه ُر فِي ال َم ِ‬ ‫التُّرب ِة الَّتي لاَ تَ ْ‬
‫التُّرب ِة‪ ،‬وكذلِك يُ َع ُّد ال َمطَ ُر ال َمصْ د َر األ َّو َل لِميا ِه ال ُّشر ِ‬
‫ب َعلى ُمسْتوى ال َعالَ ِم‪ ،‬فَهُو الرَّافِ ُد‬
‫َوال ُمغذي األ َّو ُل لِلميا ِه ال َج ْوفيَّ ِة‪.‬‬
‫الحيوانات الَّتي تعتم ُد فِي ِغذائِها َعلى‬
‫ُ‬ ‫تنقرضُ‬‫باتات جميعُها‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َولوال المط ُر لماتت النَّ‬
‫درين‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الَّذي يعتم ُد في ِغذائِه َعلى هَ َذ ِ‬
‫ين ال َمصْ‬ ‫ِ‬ ‫انقراض‬
‫ِ‬ ‫ت‪َ ،‬وينتهي األم ُر بِ‬ ‫النَّبا ِ‬
‫ت التُّرب ِة‪ ،‬و َج ْعلِها‬
‫إن المط َر لَي ْع َم ُل أيضًا َعلى تثبي ِ‬ ‫بات يُؤ َكلُ‪َ ،‬وال حيوانًا‪َّ .‬‬
‫بأ ْعيُنِهما‪ ،‬فَال نَ َ‬
‫ف ال َّر ْمليَّ ِة‪ ،‬فَضْ لاً َعن أنَّه‬
‫العواص ِ‬
‫ِ‬ ‫يكون مانِعًا ِم ْن تَش ُّك ِل‬
‫ياح العاتي ِة‪ ،‬لِ َ‬ ‫تماسكةً أما َم الرِّ ِ‬
‫ُم ِ‬
‫ت الكيميائي ِة الَّتي‬
‫ب‪ ،‬واأل ْد ِخنَ ِة‪ ،‬وال ُملُ ِّوثا ِ‬
‫بار‪ ،‬وال َّشوائ ِ‬
‫يَعم ُل َعلى تَنقي ِة األجْ وا ِء ِم َن ال ُغ ِ‬
‫تُؤثِّ ُر َس ْلبًا فِي ِ‬
‫ص َّح ِة اإل ْن ِ‬
‫سان‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬ ‫المطر َع ْب َر‬
‫ِ‬ ‫وإنَّما تَتَ َش َّك ُل قَطَ ُ‬
‫رات‬
‫المراح ِل‪،‬الَّتي تَبدأُ ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫مجموع ٍة ِم َن‬
‫وردت أسما ُء‬ ‫ْ‬ ‫أن فِي النَّصِّ‬ ‫َّ‬ ‫الح ْ‬
‫ظ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ت‬
‫ار والبُ َحيْرا ِ‬ ‫ار واأل ْنهَ ِ‬‫بخ ِر ميا ِه البِ َح ِ‬‫تَ ُّ‬
‫كامي‪،‬‬‫ِّ‬ ‫يوم‪ِ ،‬مث ُل الرُّ‬ ‫ُ‬
‫أنواع الغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْض‬
‫نَتيجةَ ارتفاع درجات الحرارة‪ ،‬فيصعد بَع ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫درِّس‬
‫ِ‬ ‫خفض‪ ،‬ا ْستَ ِع ْن ب ُم‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫بقي‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫والط‬
‫َّاخ ُن إلَى األ ْعلَى حاملاً َم َعه‬ ‫الهوا ُء الس ِ‬
‫ماد ِة الجُغرافي ِة في المدرس ِة‪ ،‬أو بِشبك ِة‬ ‫َّ‬
‫بُخا َر الما ِء‪َ ،‬و ِع ْن َد ُوصولِه إلَى طَبقا ِ‬
‫ت‬
‫خصائص‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ت الد ْوليَّ ِة لمعرف ِة‬ ‫المعلوما ِ‬ ‫الجو العُليا تَ ْن َخفِضُ حرارتُهُ‪ ،‬فَيبدأُ‬ ‫ِ‬
‫يوم‪ ،‬ثُ َّم نَاقِشْ هذ ِه‬ ‫نوع ِم ْن ه ِذه ال ُغ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫أنواع‬
‫ٍ‬ ‫ب َو ُغي ٍ‬
‫ُوم بِ‬ ‫ف َعلى َش ْك ِل ُس ُح ٍ‬ ‫بِالتَّكاثُ ِ‬
‫درِّسك وزمالئِك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ت َم َع ُم ِ‬ ‫المعلوما ِ‬
‫كامي‪ ،‬والطَّ ُّ‬
‫بقي‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُم ْختلف ٍة‪ِ ،‬م ْنها الرُّ‬
‫ف َوالتَّج ُّم ِع ِم ْن‬ ‫المطر بِالتَّش ُّك ِل َحول نَوى التَّكاثُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال ُمنخفضُ َوغيرُها‪ ،‬وهُنا تَبدأُ قَطَ ُ‬
‫رات‬
‫االلتصاق‬
‫ِ‬ ‫طرات الما ِء‪ ،‬وحين تَأ ُخ ُذ بِ‬ ‫ُ‬ ‫ادت قَ‬ ‫ف‪َ ،‬ز ْ‬ ‫يرها‪ ،‬و ُكلَّما زا َد التَّكاثُ ُ‬ ‫بار و َغ ِ‬ ‫ت ُغ ٍ‬ ‫َذرا ِ‬
‫األرض‪ ،‬و ُكلَّما زا َد تَشبُّ ُع‬
‫ِ‬ ‫ْض حتَّى يثقُ َل َوزنُها‪ ،‬وتسقُطَ ِم َن السَّحا ِ‬
‫ب إلَى‬ ‫عضها َم َع بَع ٍ‬
‫بَ ِ‬
‫ت األمطا ُر أَ ْكثَ َر ِش َّدةً َوغزارةً‪.‬‬ ‫ب بِب ُخ ِ‬
‫ار الما ِء‪ ،‬كان ِ‬ ‫السَّحا ِ‬
‫فائدة‬ ‫تكون ضارةً‬
‫ُ‬ ‫واألمطا ُر نفسُها قَ ْد‬
‫ض ِّي‬
‫الح ْم ِ‬
‫المطر ِ‬
‫ِ‬ ‫أيضًا‪َ ،‬ك ِم ْث ِل ظَاهر ِة‬
‫األرض‬
‫ِ‬ ‫اس رائحةَ‬‫يُحبُّ كثي ٌر ِم َن النَّ ِ‬
‫المطر الَّتي ي ْ‬ ‫الَّذي يتش َّك ُل ِعندما تتفا َع ُل الرُّ طوبةُ‬
‫ق َعليها ا ْس ُم‬‫ُطل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُقوط‬
‫بع َد س ِ‬
‫َم َع أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد‬
‫البيتريكور‪ ،‬وال ُم َر َّكبُ المسؤو ُل عنها‬
‫ُ‬
‫تنبعث ه ِذ ِه الموا ُّد‬ ‫الكبريت‪ْ .‬إذ‬
‫نوع‬
‫ٍ‬ ‫يُ َس َّمى جيوسمين‪ ،‬ينت ُج بَ ْع َد مو ِ‬
‫ت‬
‫ِم َن البكتريا تُس َّمى (األكتينوبكتيريا )‪.‬‬
‫والمصانع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ت‪،‬‬‫الكيميائيةُ ِم َن ال َمرْ َكبَا ِ‬
‫ت تولي ِد الطَّاق ِة‪ .‬وه ِذ ِه األمطا ُر‬ ‫ومحطا ِ‬
‫ت‪،‬‬
‫ث مياهَ البُ َحيْرا ِ‬ ‫لو ُ‬‫ضيَّةُ تُ ِّ‬
‫الح ْم ِ‬
‫ِ‬
‫لوث األمطا ُر‬ ‫ك ُخطُورةً َعلَى الحيا ِة المائي ِة َعا َّمتِها‪ ،‬كذلك تُ ُ‬ ‫اول‪ُ ،‬مش ِّكلةً بِذلِ َ‬ ‫وال َج َد ِ‬
‫األمطار ايضًا قَ ْد تُسبِّبُ‬
‫ِ‬ ‫لمحاصيل‪َ ،‬واأل ْش ِ‬
‫جار‪ ،‬والتُّرب ِة‪ .‬و َكثرةُ‬ ‫ِ‬ ‫الحقو َل ُمسبِّبةً تَلفًا لِ‬
‫ك قَ ْد تُسرِّ ُ‬
‫ع‬ ‫ت‪ ،‬وكذلِ َ‬ ‫ت‪َ ،‬وتَ ِ‬
‫دمير ال ُم ْمتلكا ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَضْ لاً َع ِن الفيضانا ِ‬
‫اضطرابًا فِي االتِّصاال ِ‬

‫‪107‬‬
‫ِم ْن فُ ْق ِ‬
‫دان التُّرب ِة السَّطحيَّ ِة‪.‬‬
‫ق‪ ،‬وال َخي ِْر‪ ،‬والرَّحْ َم ِة لِ ْل ِعبا ِد‪َ ،‬و َر َد ِذكرُه َكثيرًا فِي‬ ‫ولأِ َّن المط َر أَساسُ الحيا ِة‪ ،‬وال َخ ْل ِ‬
‫ق َخ ْوفًا َوطَ َمعًا‬ ‫ألفاظ ِع َّد ٍة منها الما ُء‪ ،‬قَا َل تَعالى‪َ « :‬و ِم ْن آيَاتِ ِه ي ُِري ُك ُم ْالبَرْ َ‬ ‫الكريم بِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫القُ ِ‬
‫رآن‬
‫ون»‬ ‫ت لِّقَ ْو ٍم يَ ْعقِلُ َ‬ ‫ك لآَ يَا ٍ‬ ‫ض بَ ْع َد َم ْوتِهَا إِ َّن فِي َذلِ َ‬ ‫َويُنَ ِّز ُل ِم َن ال َّس َماء َماء فَيُحْ يِي بِ ِه الأْ َرْ َ‬
‫صي ِد»‬ ‫ت َو َحبَّ ْال َح ِ‬ ‫(الرُّ وم‪ ،) 24:‬وقَا َل‪َ « :‬ونَ َّز ْلنَا ِم َن ال َّس َما ِء َما ًء ُمبَا َركا ً فَأ َ ْنبَ ْتنَا بِ ِه َجنَّا ٍ‬
‫(ق‪ ،)9:‬وفِي آي ٍة أُ ْخ َرى « َوأَرْ َس ْلنَا الرِّ يَا َح لَ َواقِ َح فَأَن َز ْلنَا ِم َن ال َّس َما ِء َما ًء فَأ َ ْسقَ ْينَا ُك ُموهُ َو َما‬
‫ت القُرآنيَّ ِة‪.‬‬‫ين» (الحجر‪ ،)22:‬و َغيْرها ِم َن اآليا ِ‬ ‫أَنتُ ْم لَهُ بِ َخ ِ‬
‫ازنِ َ‬
‫اش فِي َرخا ٍء‪َ ،‬و َر َغ ٍد‪،‬‬‫المطر فِي أَ ْمثالِهم‪ ،‬فَقَالوا لِ َم ْن َع َ‬ ‫ِ‬ ‫َوقَ ْد أَ ْكث َر ال َع َربُ ِم ْن ِذ ْك ِر‬
‫كل ُم ِطر)‪ ،‬وقَالوا لِ َم ْن َح ِز َن‬ ‫أن ّاً‬ ‫اس ُكلَّهُم فِي ِم ْث ِل َحال ِه‪( :‬يَحْ ِسبُ ال َم ْمطُو ُر َّ‬ ‫فَظَ َّن أَ َّن النَّ َ‬
‫ْث فَقَ ْد أَ ْو َدى النَّقَ ُد)‪.‬‬ ‫تش ُم ال َغي َ‬
‫َعلى ما فَاتَهُ‪( :‬ال ِ‬
‫ْعث الحيا ِة‬‫وتأثير ِه فِي حياتِهم‪ ،‬فَهُو َمب ُ‬
‫ِ‬ ‫ب المط َر فِي أمثالِهم ناب ٌع ِم ْن أهميتِ ِه‪،‬‬ ‫َو ِذ ْك ُر ال َع َر ِ‬
‫ع؛ لِذلِك َعرفوا َخصائِ َ‬
‫صه‪،‬‬ ‫معايشهم ِمن َر ْع ٍي و َس ْق ٍي وزَرْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وبِ ِه حُصو ُل‬ ‫والخصْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫ق‪ ،‬وأصوا ِ‬ ‫وأنواع البَرْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬‫وألوان السُّح ِ‬
‫ِ‬ ‫وأحوالَه واستدلوا َعلى نزولِه بِالرِّ ِ‬
‫ياح‪،‬‬
‫ال َّر ْع ِد‪ ،‬ونَ َما لديهم ِعل ٌم َكثي ٌر َكثي ٌر َع ْنهُ‪َ ،‬وقَ ْد َو َر َد فِي َكال ِمهم ال َم ْنثور وال َم ْنظُوم ِكليهما‬
‫تجاربِهم‬
‫ِ‬ ‫طول‬
‫ِ‬ ‫تجت َعن‬ ‫ُوخ هَ َذا ال ِع ْل ِم‪ ،‬و ُع ْم ِ‬
‫ق ه ِذ ِه المعرف ِة الَّتي نَ ْ‬ ‫ما يُشي ُر إلَى ُرس ِ‬
‫اليوميَّ ِة ال ُمستم َّر ِة‪.‬‬
‫از ِل ِم َن السَّما ِء بِإ ْك ٍ‬
‫بار‬ ‫ط ِر النَّ ِ‬
‫ينظرون إلَى ال َم َ‬
‫َ‬ ‫الجاهليون أ ْعيُنُهم َكانوا‬
‫َ‬ ‫فَال ُّشعرا ُء‬
‫س؛ إذ ليس هُو بِما َّد ِة ال َحيا ِة الَّتي ُخلِ َ‬
‫ق ِم ْنها ُكلُّ َشي ٍء فَ َحسْب‪ ،‬بَل هُو السِّرُّ ال َخفِ ُّي‬ ‫َوتَ ْقدي ٍ‬
‫ب‪ ،‬تَتَلقاهُ ال ِّشفاهُ الظَ ْمأى‪ ،‬والصَّحرا ُء ال ُمجْ ِدبةُ‬ ‫الخصْ ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ب‪ ،‬وبَ ْع ِ‬ ‫القَاد ُر َعلى قَه ِْر ال َج ْد ِ‬
‫المطر تَتَبُّعًا‪ ،‬فَراقبوه بِ ِدقَّ ٍة‪ ،‬و َوصفوا بَرْ قَه‬
‫ِ‬ ‫ف َوحُبٍّ ‪َ .‬وقَ ْد تَتَبَّ َع ال ُّشعرا ُء نُ ُزو َل‬ ‫بِ َش َغ ٍ‬
‫ص َورًا رائِعةً لِ ِ‬
‫مناظ ِره َوهُو يَ ْنثَا ُل‬ ‫ف‪َ ،‬و ُس ُحبَه ال َحافِلَةَ‪ ،‬ور َس ُموا ُ‬ ‫اص َ‬‫اللاَّ ِم َع‪َ ،‬ور ْع َده القَ ِ‬
‫ْس يَقولُ‪:‬‬ ‫ؤلؤ ِم َن السَّما ِء‪ ،‬يصحبه أو يسبقه البرق الالمع فَه َذا امرؤ القَي ِ‬ ‫كمثل ال ُّل ِ‬
‫ف َع ْنهَا البُلق إجْ لاَ ال‬ ‫َك َما تَ ْك َّش ُ‬ ‫ُت أَرْ قُبُه‬‫ق ب ُّ‬ ‫ْ‬
‫هَلْ تَأ َرقَ ِ‬
‫ان لِبَ َر ٍ‬
‫أ َّما النَّابِ َغةُ ال ُّذ ُّ‬
‫بياني فَيقولُ‪:‬‬
‫ق تَألَال فِي تُهَا َمةَ لاَ ِم ُع‬ ‫لِبَرْ ٍ‬ ‫ت َوأَصْ َحابِي قُع ُْو ٌد بِ َر ْب َو ٍة‬ ‫أَ ِر ْق ُ‬

‫‪108‬‬
‫ص‪:‬‬ ‫َوقَا َل ُعبَ ْي ٌد ب ُْن األَ ْب َر ِ‬
‫ْح لَ َّم ِ‬
‫اح‬ ‫اض الصُّ ب ِ‬‫ض َكبَيَ ِ‬ ‫ار ٍ‬ ‫ِم ْن َع ِ‬ ‫ْت اللَّ ْي َل أَرْ قَبُهُ‬
‫ق أَبِي ُ‬ ‫يَا َم ْن لِبَرْ ٍ‬
‫صافِ ِه كاللُّغ ِة العربيَّ ِة‪ ،‬فَ ِم ْن أسْمائِ ِه (ال َحيَا)‬
‫أو َ‬
‫المطر‪َ ،‬و ْ‬
‫ِ‬ ‫ط بِأسْما ِء‬ ‫ولَ ْم تَ ْعتَ ِن لُ َغةٌ قَ ُّ‬
‫ْب ال َمحْ ِل أو ِع ْن َد ال َحاج ِة إلَيه‪ ،‬فَهُو‪:‬‬ ‫األرض بَ ْع َد موتِها‪ ،‬وإ َذا جا َء ُعقَي َ‬ ‫َ‬ ‫َوهُو الَّذي يُحْ يِي‬
‫وإن زا َد هُطُولُه‪ ،‬فَهُو ‪( :‬الهتَّ ُ‬
‫ان‬ ‫ون ‪ ،‬فَهُو ‪( :‬الدِّيمةُ)‪ْ ،‬‬ ‫(ال َغي ُ‬
‫ْث)‪ ،‬أ َّما إ َذا دا َم َم َع ال ُّس ُك ِ‬
‫ص َغارًا َكأنَّه َش ْذ ٌر ‪ ،‬فَهُو ‪( :‬القِ ْ‬
‫طقِطُ)‪.‬‬ ‫كان قطرُه ِ‬ ‫فإن َ‬ ‫ان)‪ْ .‬‬ ‫والتَّ ْهتَ ُ‬
‫كان ُمست ِم ًّرا‪ .‬أ َّما (ال َوابِلُ)‪ ،‬فَهُو الض َّْخ ُم القَ ْ‬
‫ط ِر ال َّشدي ُد‬ ‫ق) هُو المط ُر إ َذا َ‬ ‫و(ال َو ْد ُ‬
‫ط ِر‪ ،‬فَهُو ‪:‬‬ ‫كان كثي َر القَ ْ‬‫إن َ‬ ‫كان المط ُر يروي ُك َّل َش ْي ٍء‪ ،‬فَهُو ال َج ْو ُد‪ .‬فِ ْ‬ ‫ال َو ْق ِع‪ ،‬فإ َذا َ‬
‫ق عليه‪( :‬ال َّشآبيبُ )‪.‬‬ ‫ت أُطلِ َ‬
‫فإن َجا َء ُد ْفعا ٍ‬
‫ق)‪ْ .‬‬ ‫(ال َغ َد ُ‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫َكامنةٌ‪َ :‬ما يَنطوي َعليه ال َّشي ُء بِصف ٍة َدائِم ٍة‪.‬‬


‫ب‪.‬‬ ‫ض ُّد ِ‬
‫الخصْ ِ‬ ‫الحتباس الما ِء عنه‪ ،‬وهُو ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫المكان)‪ ،‬أيْ يَبِ َ‬
‫س‬ ‫ْب‪ِ :‬م ْن ( َج ُد َ‬
‫ب‬ ‫الجد ُ‬
‫َ‬
‫ق ويَ ْن َ‬
‫صبُّ ‪.‬‬ ‫ي ْنثَا ُل‪ :‬يتدفَّ ُ‬
‫اآلتيتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الكلمتين‬
‫ِ‬ ‫استعنْ بمعج ِمك إليجا ِد معاني‬
‫البلق‪ ،‬ال َم ْحل‪.‬‬

‫نشاط‬
‫ٌ‬

‫تكسير‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫استخرجْ ِم َن النَّصِّ جم َع مذ َّك ٍر سال ًما‪ ،‬وجم َع مؤنَّ ٍ‬
‫ث سال ًما‪ ،‬وجم َع‬

‫واالستيعاب‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫ألرض و ُس َّكانِها؟ َوهَلْ يُ َع ُّد ِم ْث َل‬


‫ِ‬ ‫المطر لِ‬
‫ِ‬ ‫ْف تَ ْفهَ ُم أَه ِّميَّةَ‬
‫ك نَصَّ ال ُمطالع ِة‪َ ،‬كي َ‬ ‫بَ ْع َد قِراءتِ َ‬
‫ان؟ بَي ِّْن َذلِ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ْض األحْ يَ ِ‬ ‫َغي ِْره ِسالحًا َذا َح َّدي ِْن فِي بِع ِ‬

‫‪109‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫سلوب التَّوكي ِد‪:‬‬


‫ُ‬ ‫أُ‬
‫الجمل اآلتية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫نص المطالع ِة وأنعمتَ النَّظ َر في‬ ‫لو عُدتَ إلى ِّ‬
‫ُ‬
‫باتات َج ِم ْيعُها‪.‬‬‫‪ -1‬لوال المط ُر لماتت النَّ‬
‫درين بأ ْعيُنِهما‪.‬‬‫ِ‬ ‫‪ -2‬الَّذي يعتم ُد في ِغذائِه َعلى هَ َذ ِ‬
‫ين ال َمصْ‬
‫أن َعواملَها نف َسها كا ِمنةٌ فِي التُّرب ِة‪.‬‬ ‫‪َ -3‬على ال َّر ْغ ِم ِم ْن َّ‬
‫ك ُخطُورةً َعلَى الحيا ِة المائي ِة َعا َّمتِها‪.‬‬ ‫‪ُ -4‬مش ِّكلةً بِذلِ َ‬
‫تكون ضارةً أيضًا‪.‬‬‫ُ‬ ‫‪ -5‬األمطا ُر نفسُها قَ ْد‬
‫الجاهليون أَ ْعيُنُهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -6‬ال ُّشعرا ُء‬
‫اس ُكلَّهُم فِي ِم ْث ِل َحال ِه‪.‬‬
‫‪ -7‬أَ َّن النَّ َ‬
‫‪ -8‬قَ ْد َو َر َد فِي َكال ِمهم ال َم ْنثور وال َم ْنظُوم كليهما‪.‬‬
‫‪ -9‬نَما لديهم ِعل ٌم َكثي ٌر َكثي ٌر ع ْنهُ‪.‬‬

‫ْت في‬ ‫فوف السَّابقة؛ ْإذ َد َرس َ‬ ‫ت أنَّك قَ ْد تَ َع َّر ْف َ‬


‫ت إلى ُج َم ٍل ُمشابِه ٍة في الصُّ ِ‬ ‫لوج ْد َ‬
‫وابع في اللغ ِة‬‫والخامس اإلعداديِّ التَّوكي َد بوصفِه أح َد التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫َّط‪،‬‬
‫ث المتوس ِ‬ ‫ين الثَّال ِ‬
‫صفَّ ِ‬
‫ال َّ‬
‫ْت َم ْوضو َع (توكي ِد الفِع ِْل) في الصَّفِّ الر ِ‬
‫َّابع اإل ِعداديِّ‪.‬‬ ‫العربيَّ ِة‪ ،‬في ِحيْن أنَّك َد َرس َ‬
‫وهُنا ستتعرَّف إلى التَّوكي ِد بوصفِه أُسلوبًا ِم ْن أسالي ِ‬
‫ب اللغ ِة العربيَّ ِة‪.‬‬
‫هن ال ُم َخاطَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الكالم‪ ،‬ورف ُع ال َّش ِك َع ْن ِذ ِ‬
‫ِ‬ ‫والتَّوكي ُد‪ :‬أُسلوبٌ يُرا ُد بِه تَقويةُ‬
‫تتعرف هُنا إلى أَه ِّمها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أنواع كثير ٍة‪َ ،‬س‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يكون على‬ ‫وه َذا األُسْلوبُ‬

‫أوَّل‪ :‬التَّوكيدُ اللفظيُّ‬

‫كرار ما يُرا ُد‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ويكون بِتَ‬ ‫إعراب ما يؤ ِّك ُده‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويكون إعرابُه‬ ‫وابع؛‬ ‫هُو أح ُد أ ْن ِ‬
‫واع التَّ ِ‬
‫توكي ُده‪َ ،‬وهُو َعلى أَ ْق ٍ‬
‫سام ثَالث ٍة‪:‬‬
‫أ‪ -‬توكي ُد الكلم ِة‪ِ :‬مث ُل الجمل ِة الوارد ِة في نصِّ المطالعة‪( :‬نَما لديهم ِعل ٌم َكثي ٌر َكثي ٌر‬

‫‪110‬‬
‫فائدة‬ ‫علي (عليه السَّالم)‪:‬‬ ‫اإلمام ٍّ‬
‫ِ‬ ‫وكقول‬
‫ِ‬ ‫ع ْنهُ)‪،‬‬
‫(ال َع َم َل ال َع َم َل‪ ،‬ثُ َّم النِّهَايَةَ النِّهَايَةَ‪،‬‬
‫حرف‬
‫َ‬ ‫ف ال ُمرا ُد تَ ْوكي ُده‬ ‫إ َذا َ‬
‫كان ال َحرْ ُ‬
‫ص ْب َر‪،‬‬ ‫َواال ْستِقَا َمةَ اال ْستِقَا َمةَ‪ ،‬ثُ َّم ال َّ‬
‫ص ْب َر ال َّ‬
‫المجرور‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وجب إعادتُه َم َع االس ِْم‬
‫َ‬ ‫إن لَ ُك ْم نِهَايَةً فَا ْنتَهُوا إلَى جرٍّ ‪،‬‬ ‫َوال َو َر َع ال َو َر َع‪َّ ،‬‬
‫تكون اس ًما فنَقُ ْولُ‪( :‬فِي ال َحيَا ِة فِي ال َحيَا ِة نِ َع ٌم لاَ‬
‫ُ‬ ‫نِهَايَتِ ُك ْم)‪ .‬والكلمةُ المؤ َّكدةُ قَ ْد‬
‫ين‪ ،‬أو فِ ْعلاً ِم ْثل تُحْ َ‬
‫صى)‪.‬‬ ‫المثالين السَّابقَ ِ‬
‫ِ‬ ‫كما في‬
‫دون‬
‫َ‬ ‫والمضارع‬
‫ِ‬ ‫ْلين الماضي‪،‬‬ ‫كرار الفِع ِ‬
‫ِ‬ ‫تَ‬
‫فاعلِهما‪ِ ،‬م ْثل‪ ( :‬فَا َز فَا َز ال ُمثَابِرُ)‪.‬‬
‫رف‪ِ ،‬م ْثلُ‪ ( :‬لاَ لاَ أُ ْف ِشي لَ َ‬
‫ك ِس ًّرا)‪.‬‬ ‫و ِم ْن توكي ِد الكلم ِة توكيدًا لفظيًّا تَكرا ُر ال َح ِ‬
‫فائدة‬ ‫تكرار ال ُج ْمل ِة‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون بِ‬ ‫الج ْمل ِة‪:‬‬
‫ب‪ -‬تَوكي ُد ُ‬
‫الماضي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ُمتعلقاتِها َكتوكي ِد الفِع ِْل‬
‫يكون توكي ُده تَوكيدًا‬ ‫ُ‬ ‫األمر ال‬
‫ِ‬ ‫فِع ُل‬
‫ضارع َم َع الفَا ِع ِل‪ ،‬كقولِه تعالى‪« :‬إِ ْذ‬ ‫ِ‬ ‫وال ُم‬
‫ب توكي ِد الجُمل ِة‪ِ ،‬م ْثلُ‪:‬‬‫ِ‬ ‫با‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫لاَّ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫لفظ‬
‫ْت أَ َح َد‬ ‫ت إِنِّي َرأَي ُ‬ ‫ُف لأِ َبِي ِه يَا أَبَ ِ‬‫قَا َل يُوس ُ‬
‫ألن فا ِعلَه إ َّما‬
‫َّالح)؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫إلى‬ ‫ُ‬
‫ع‬ ‫د‬ ‫ْ‬ ‫ا‬
‫ِ ِ‬‫ع‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫د‬ ‫ا‬ ‫(‬
‫َع َش َر َك ْو َكبًا وال َّشمس و ْالقَمر رأَ ْيتُهُم لي‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ ْ ِ ضمي ٌر مستت ٌر فيه‪ ،‬أو متَّص ٌل به‪.‬‬
‫ين» (يوسف‪ ،)4:‬و ِم ْثل‪ ( :‬فَا َز ال ُم َج ُّد‬ ‫اج ِد َ‬
‫َس ِ‬
‫أكانت هذ ِه ال ُج ْملةُ فِعليَّةً َكما في‬ ‫ْ‬ ‫ق)‪َ ،‬سواء‬ ‫ق يَ ْنتَ ِ‬
‫ص ُر ال َح ُّ‬ ‫فَا َز ال ُم َج ُّد) و (يَ ْنتَ ِ‬
‫ص ُر ال َح ُّ‬
‫كانت ُج ْملةً اسميَّةً َكما في قولِه تعالى‪« :‬فَإِ َّن َم َع ْال ُعس ِ‬
‫ْر يُ ْسرًا‪ ،‬إِ َّن‬ ‫ْ‬ ‫ين‪ ،‬أَ ْم‬ ‫ال ِمثالَ ِ‬
‫ين السَّابقَ ِ‬
‫ْر يُ ْسرًا» (الشرح‪.)6-5:‬‬ ‫َم َع ْال ُعس ِ‬
‫أنواع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ويكون َعلى ثالث ِة‬ ‫ضمي ِر‪:‬‬ ‫ج‪ِ -‬م َن التَّوكي ِد اللَّ ِّ‬
‫فظي توكي ُد ال َّ‬
‫نفصل‪َ :‬كقولِه تَعالى‪َ « :‬وقُ ْلنَا يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أَ َ‬
‫نت‬ ‫ِ‬ ‫ضمي ِر ال ُم‬
‫ضمي ِر المستت ِر بِال َّ‬
‫‪ -1‬تَوكي ُد ال َّ‬
‫ستتر في‬
‫ت) جا َء توكيدًا للض ِمي ِْر ال ُم ِ‬ ‫ك ْال َجنَّةَ» (البقرة‪ )35 :‬فالضَّمي ُر (أَ ْن َ‬ ‫َو َز ْو ُج َ‬
‫الفِع ِْل (ا ْس ُك ْن)‪.‬‬
‫ت أَنَا هَ ِذه القَ ِ‬
‫ص ْي َدةَ)‪.‬‬ ‫نفصل‪َ :‬م ْثلُ‪( :‬نَظَ ْم ُ‬
‫ِ‬ ‫ضمي ِر ال ُم‬ ‫تصل بِال َّ‬
‫ضمي ِر ال ُم ِ‬ ‫‪ -2‬تَوكي ُد ال َّ‬
‫المنفصل‪ِ :‬م ْثلُ‪( :‬نَحْ ُن نَحْ ُن َم ْن َد َح َر اإلرْ هَ َ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ضمي ِر‬‫المنفصل بال َّ‬
‫ِ‬ ‫ضمي ِر‬ ‫‪ -3‬توكي ُد ال َّ‬

‫‪111‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التَّوكيدُ املعنويُّ‬

‫كر أَ ٍ‬
‫لفاظ بِعينِها‪ ،‬لِ ُكلٍّ ِم ْنها ُشرُوطُه َوداللتُه‪ ،‬وهُو ِم َن‬ ‫يكون التَّوكي ُد المعنويُّ بِ ِذ ِ‬
‫ُ‬
‫إعراب المؤ َّك ِد‪ ،‬وهَ ِذه األلفاظُ‪ِ ،‬هي‪:‬‬
‫َ‬ ‫اللفظي؛ أَيْ َّ‬
‫إن هَ ِذه األلفاظَ تُع َربُ‬ ‫ِّ‬ ‫وابع كالتَّوكي ِد‬
‫التَّ ِ‬
‫‪ِ -1‬كال و ِكلتا‪:‬‬
‫إعراب‬
‫َ‬ ‫ُعربان‬
‫ِ‬ ‫ضميره‪ ،‬وي‬
‫ِ‬ ‫ُضافان إلى‬
‫ِ‬ ‫لفظان يُرا ُد بِهما إزالةُ ال َّشكِّ َع ِن ال ُمثنَّى‪ ،‬وي‬
‫ِ‬
‫األلف رفعًا وباليا ِء نصبًا وج ًّرا‪ ،‬مثل الجملة الوارد ِة في نصِّ المطالعة‪( :‬قَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ال ُمثنَّى بِ‬
‫وم كليهما)‪ ،‬وكقولِنا‪( :‬ال َجيْشُ ال ِع َراقِ ُّي َوال َح ْش ُد ِكالهُما‬ ‫ثور وال َم ْنظُ ِ‬ ‫َو َر َد فِي َكال ِمهم ال َم ْن ِ‬
‫ان)‪.‬‬‫ب اإلي َم ِ‬ ‫ب)‪ ،‬و(ال ِعفَّةُ وال َحيا ُء ِكلتَاهُما ِم ْن ُش َع ِ‬ ‫َّاربَةُ لِإلرْ هَا ِ‬
‫راق الض ِ‬ ‫يَ ُد ال ِع ِ‬
‫األلف‪ِ ،‬م ْثلُ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ت ال ُمقَ َّدر ِة َعلى‬‫اهر لم ي ُك ْونا توكيدًا‪ ،‬وأُ ْع ِربا بِالحركا ِ‬ ‫ض ْيفَا إلَى اس ٍْم ظَ ٍ‬ ‫إن أُ ِ‬‫فَ ْ‬
‫( ِكال ال ُمتَنَافِ َسي ِْن اجتهد لِ ْلفَ ْو ِز)‪.‬‬
‫س َو َع ْينٌ ‪:‬‬‫‪ -2‬نَ ْف ٌ‬
‫فائدة‬ ‫لرفع التوهُّم َع ِن‬
‫ِ‬ ‫وهُما لفظاِن يُستعمالن‬
‫ت‪ ،‬وتجبُ إضافَتُهما إلَى ضميٍر‬ ‫َّ‬
‫الذا ِ‬
‫بحرف الجرِّ ال َّزائ ِد‬
‫ِ‬ ‫جران‬
‫ِ‬ ‫(نَ ْفسٌ َو َعي ٌْن) قَ ْد تُ‬
‫يعو ُد َعلى المؤ َّك ِد‪ِ ،‬م ْثلُ‪َ ( :‬على ال َّر ْغ ِم‬
‫بحرف‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ظ‬ ‫لف‬ ‫رورتين‬
‫ِ‬ ‫جْ‬ ‫م‬
‫ِ َ‬‫وتكونان‬ ‫)‪،‬‬ ‫ء‬‫ِ‬ ‫(البا‬
‫أن َعواملَها نَف َسها كامنةٌ فِي التُّرب ِة)‪،‬‬ ‫ِم ْن َّ‬
‫الجرِّ ال َّزائ ِد‪ِ ،‬م ْثلُ‪( :‬الَّذي يعتم ُد في ِغذائِه‬
‫تكون ضارةً أيضًا)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫(األمطا ُر نفسُها قَ ْد‬
‫درين بأ ْعيُنِهما)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صْ‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ِ َ‬ ‫ين‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫لى‬ ‫ع‬
‫َ‬
‫الجمع ُج ِم َعا‬
‫ِ‬ ‫فإن أُري َد توكي ُد ال ُمثنَّى‪ِ ،‬‬
‫أو‬ ‫ْ‬
‫وزن (أَ ْفعُل) (أَ ْنفُس‪ ،‬وأَ ْعيُن)‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫ِ‬ ‫َعلى‬
‫ي أَ ْعيُنَهما ِم ْن‬
‫ُش الس ِّْل ِم َّ‬ ‫ضمير يُناسبُ المؤ َّك َد‪ِ ،‬م ْثلُ‪َّ :‬‬
‫(إن التَّ َسا ُم َح‪َ ،‬والتَّ َعاي َ‬ ‫ٍ‬ ‫أُضيفا إلَى‬
‫الجمع الجُملةُ الواردةُ في نصِّ المطالع ِة‪( :‬فال ُّشعرا ُء‬ ‫ِ‬ ‫ضا ِمي ِْن ُد ْستُ ْو ِرنَا)‪َ ،‬و ِمثا ُل‬
‫َم َ‬
‫س)‪.‬‬‫بار َوتَ ْقدي ٍ‬
‫از ِل ِم َن السَّما ِء بِإ ْك ٍ‬ ‫ينظرون إلَى ال َمطَ ِر النَّ ِ‬
‫َ‬ ‫الجاهليون أَ ْعيُنُهم َكانوا‬
‫َ‬

‫‪112‬‬
‫وج ِم ْيع‪ ،‬وأجمع‪ ،‬وأجمعون‪:‬‬ ‫‪ُ -3‬ك ّل‪َ ،‬و َعا َّمة‪َ ،‬‬
‫ضاف‬‫َ‬ ‫هَ ِذه األلفاظُ تُفي ُد العُمو َم وال ُّشمو َل‪ ،‬ويجبُ فِي ( ُكلّ‪ ،‬وجميع‪ ،‬وعامة) ْ‬
‫أن تُ‬
‫ْث العد ُد‪ِ ،‬م ْث ُل الج ِ‬
‫ُمل الوارد ِة في نصِّ‬ ‫ضمير يعو ُد َعلى المؤ َّك ِد‪ ،‬ويُطابقُه ِم ْن َحي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫إلى‬
‫ك ُخطُورةً َعلَى الحيا ِة المائي ِة َعا َّمتِها)‪ ،‬و (لوال المط ُر لَمات ِ‬
‫ت‬ ‫المطالع ِة‪ُ ( :‬مش ِّكلةً بِذلِ َ‬
‫اس ُكلَّهُم فِي ِم ْث ِل َحال ِه)‪.‬‬
‫(فظن أَ َّن النَّ َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫باتات َج ِم ْيعُها)‪،‬‬‫النَّ‬
‫أ َّما(أجْ مع‪َ ،‬ج ْم َعاء‪ ،‬أجْ َمعُون)‪ ،‬فـ(أجمع)‪ ،‬مثل قولنا‪( :‬عا َد الجيشُ أجمعُ)‪،‬‬
‫(عادت فرقُنا الرِّ ياضيَّةُ فائزةً جمعا ُء)‪ ،‬و(أجمعون) تُعا َم ُل‬ ‫ْ‬ ‫و(جمعاء)‪ ،‬مثل قولنا‪:‬‬
‫َّالم رفعًا ونصًبا وج ًّرا‪ِ ،‬م ْن ذلك قولُه تعالى‪َ « :‬ولأَ ُ َ‬
‫صلِّبَنَّ ُك ْم‬ ‫المذكر الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫جمع‬
‫ِ‬ ‫معاملةَ‬
‫ب‪ ،‬وهو الضَّمي ُر‬ ‫للمفعول به المنصو ِ‬
‫ِ‬ ‫ين» (الشعراء‪ ،)49 :‬فـ(أجمعين) توكي ٌد‬ ‫أَجْ َم ِع َ‬
‫(الكاف)‪ .‬وقَ ْد يُراد تقويةُ التَّوكي ِد فيُؤتَى بـ ( ُكلّ) َم ْتلوة بِأح ِد الثَّالثة السَّابقة‪ ،‬كما في‬
‫ُون» (الحجر‪ .)30 :‬ومن المؤ ِّكدات التَّي تفي ُد‬ ‫قولِه تعالى‪« :‬فَ َس َج َد ْال َملاَ ئِ َكةُ ُك ُّلهُ ْم أَجْ َمع َ‬
‫ال ُّشمو َل‪( :‬جميعًا‪ ،‬قاطبةً‪ ،‬كافَّةً)‪.‬‬

‫باحلرف‬
‫ِ‬ ‫ثالثا‪ :‬التَّوكيدُ‬

‫هُنا َك ُحروفٌ في العربيَّ ِة تُفي ُد التَّوكي َد‪ِ ،‬هي‪:‬‬


‫‪( -1‬إنَّ ) و(أنَّ )‪:‬‬
‫الحرفان ِم َن األَحْ ر ِ‬
‫ُف المشبَّه ِة بالفِع ِْل‪ ،‬الَّتي تدخ ُل َعلى الجُمل ِة االسميَّ ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ذان‬
‫وهَ ِ‬
‫صبُ المبتدأَ اس ًما لهَا‪ ،‬وترف ُع الخب َر خبرًا لها‪ ،‬وهُما يُفيدان التَّوكي َد‪َ ،‬كقولِنا‪َّ :‬‬
‫(إن‬ ‫فَت ْن ِ‬
‫إن التَّنَ ُّم َر َعلى اآل َخ ِري َْن يُ ْنبِئ‬
‫الحفَاظَ َعلى بِ ْيئَ ٍة نَ ِظ ْيفَ ٍة َدلِ ْي ٌل َعلى ال َو ْعي َوالرُّ قِي)‪َ ،‬و( َّ‬‫ِ‬
‫(نج ُد‬
‫ين في نصِّ المطالع ِة‪ِ :‬‬ ‫ين ال َواردتَ ِ‬‫(أن)‪ ،‬فَ ِم ْث ُل الجُملتَ ِ‬
‫ت)‪ .‬وأ َّما َّ‬ ‫ك أَ ْن َ‬‫ض ْعفِ َ‬
‫عن َ‬‫ْ‬
‫أن َع َوا ِملَها‬ ‫ار)‪ ،‬و( َعلى ال َّر ْغ ِم ِم ْن َّ‬ ‫ب األَ ْنهَ ِ‬‫ت ُمستقرةً قُرْ َ‬ ‫ت القَ ِد ْي َمةَ َكانَ ْ‬
‫ضا َرا ِ‬ ‫أن ال َح َ‬ ‫َّ‬
‫نَ ْف َسهَا َكا ِمنَةٌ فِي التُّربَ ِة)‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ -2‬ال ُم التَّوكي ِد‪:‬‬
‫َو ِهي ال ٌم مفتوحةٌ َغي ُر عامل ٍة يُؤتَى بِها لتُؤ ِّك َد َما يأتي‪:‬‬
‫أن تَ ْفقِ ُدوني‪ ،‬فَألنَا بِطُر ِ‬
‫ُق‬ ‫علي (عليه السَّال ُم)‪َ ( :‬سلوني قَ ْب َل ْ‬
‫اإلمام ٍّ‬
‫ِ‬ ‫قول‬
‫أ‪ -‬المبتدأ‪ ،‬مث ُل ِ‬
‫ض)‪ ،‬وكقولِنا‪(:‬لَكلمةٌ طيِّبةٌ خي ٌر من صدق ٍة)‪.‬‬ ‫السَّما ِء أَ ْعلَ ُم ِمنَّي بِطُر ِ‬
‫ُق األرْ ِ‬
‫فائدة‬ ‫الخبر كالجُمل ِة‬
‫ِ‬ ‫(إن) المؤ َّخ ُر َع ِن‬
‫اسم َّ‬ ‫ب‪ِ -‬‬
‫(فإن لألمطَار‬ ‫الوارد ِة في نصِّ المطالع ِة‪َّ :‬‬
‫للقسم َعلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ْ ِ تدخ ُل الال ُم ال ُم َو ِّ‬
‫طئة‬
‫لأَ َهَ ِّميَّةً ُم َوازيةً)‪.‬‬
‫(قَ ْد) زيادةً في التَّوكي ِد (لَقَ ْد)‪َ ،‬وتُفِ ْي ُد‬
‫الحال‬
‫ِ‬ ‫بر(إن)‪ ،‬وتُس َّمى في ه ِذ ِه‬ ‫َّ‬ ‫ج‪َ -‬خ‬
‫ق الَّذي هُو قريبٌ ِم َن التَّوكي ِد‬ ‫التَّحقي َ‬
‫لي‬ ‫(اللاَّ م ال ُمزَحْ لَقة)‪َ ،‬كقِ ْو ِل اإل َم ِام َع ٍّ‬
‫في المعنى‪ِ ،‬م ْثل قولِه تعالى‪:‬‬
‫ِّين َوال ُّد ْنيَا‬‫( َعليه السَّال ُم)‪( :‬إِ َّن ال َعافِيَةَ فِي الد ِ‬
‫ان لَ ُك ْم فِي ِه ْم أُ ْس َوةٌ َح َسنَةٌ»‬ ‫«لَقَ ْد َك َ‬
‫لَنِ ْع َمةٌ َجلِيلَةٌ َو َم ْو ِهبَةٌ َج ِزيلَةٌ)‪َ ،‬وكالجُمل ِة‬
‫(الممتحنة‪.)6:‬‬
‫ط َر لَي ْع َم ُل‬ ‫(إن ال َم َ‬ ‫ارد ِة في نصِّ ال ُمطالع ِة‪َّ :‬‬ ‫ال َو ِ‬
‫أَ ْيضًا َعلى تَ ْثبِ ْي ِ‬
‫ت التُّرْ بَ ِة)‪.‬‬
‫‪( -3‬قَدْ)‪:‬‬
‫عل الماضي‪ِ ،‬م ْث ُل الجُمل ِة الوارد ِة في نصِّ المطالع ِة‪:‬‬ ‫دخلت َعلى الفِ ِ‬ ‫ْ‬ ‫حرف ت َو ْكي ٍد إ َذا‬
‫ُ‬
‫ط ِر فِي أَ ْمثَالِهم)‪َ ،‬و ِم ْثله قَو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‬ ‫(قَ ْد أَ ْكث َر ال َع َربُ ِم ْن ِذ ْك ِر ال َم َ‬

‫ُم َح َّمد ِرضا ال ِّش ِّ‬


‫بيبي‪:‬‬
‫اح‬
‫ص ِ‬‫ات إ ْف َ‬ ‫َحتَّى ال َح َما َمةُ بَاتَ ْ‬
‫ت َذ َ‬ ‫ص َح ْ‬
‫ت َع ْن هَ َوانَا ُكلُّ َس ِ‬
‫اج َع ٍة‬ ‫قَ ْد أَ ْف َ‬

‫‪114‬‬
‫‪ -4‬نُونا التَّوكي ِد‪:‬‬
‫نون التَّوكي ِد الثَّقيلةَ‬ ‫ب‪،‬إحداهُما ُمضعَّفةٌ‪ ،‬وتُس َّمى َ‬ ‫حرفان ال مح َّل لهُما ِم َن اإل ْع َرا ِ‬ ‫ِ‬ ‫هُما‬
‫األمر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫(ن)‪ .‬تد ُخالن َعلى فِع ِْل‬ ‫نون التَّوكي ِد الخفيفةَ ْ‬ ‫(ن)‪ ،‬واألُ ْخرى ساكنةٌ‪ ،‬وتُس َّمى َ‬ ‫َّ‬
‫حو اآلتي‪:‬‬ ‫ضارع‪َ ،‬على النَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والفِع ِْل ال ُم‬
‫دون قَ ْي ٍد أو شَرْ ٍط‪َ ،‬ويُ ْبنَى َم َعهُما على‬ ‫ِ‬ ‫األمر بنوني التَّوكي ِد ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫أ‪ -‬يجو ُز توكي ُد فِع ِْل‬
‫رور) ‪ ،‬أو (ا ْبتَ ِع ْد)‪.‬‬‫ب فَهُ َو أَصْ ُل ال ُّش ِ‬ ‫ح‪ ،‬فنقولُ‪( :‬ا ْبتَ ِع َد ْن ِم َن ال َك ِذ ِ‬ ‫الفَ ْت ِ‬
‫ضارع ُوجوبًا‪َ ،‬وجوا ًزا‪ ،‬وقَ ْد يمتن ُع ُد ُخولها عليه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ -‬تدخ ُل نونا التَّوكي ِد على الفِع ِْل ال ُم‬
‫ح‪ .‬أ َّما ُوجُوبُ ُد ُخولِهما‬ ‫المضارع يُ ْبنَى َعلى الفَ ْت ِ‬
‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫خول إحداهما َعلى‬ ‫و ِع ْن َد ُد ِ‬
‫دال على‬ ‫كان ُم ْثبَتًا‪ّ ،‬اً‬
‫ضارع بِإحدى نوني التَّوكي ِد‪ ،‬إذا َ‬ ‫الفعل ال ُم‬
‫ِ‬ ‫َعليه فيجبُ توكي ُد‬
‫ِ‬
‫ظاهر كقولِه‬
‫ٍ‬ ‫لقسم‬
‫بفاصل‪ ،‬جوابًا ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مفصول عنها‬
‫ٍ‬ ‫بالم التَّوكي ِد‪ ،‬غي َر‬ ‫قترنًا ِ‬ ‫االستقبال‪ُ ،‬م ِ‬
‫ِ‬
‫تعالى‪« :‬تَاللهَّ ِ لأَ َ ِكي َد َّن أَصْ نَا َم ُكم بَ ْع َد أَن تُ َولُّوا ُم ْدبِ ِرين» (األنبياء‪،)57:‬‬
‫َّض ِّي‪:‬‬ ‫ريف الر ِ‬‫كقول ال َّش ِ‬ ‫ِ‬ ‫أو مق َّد ٍر‪،‬‬
‫ق الَّذي َو َجبَا‬ ‫إن َع َج ْز ُ‬
‫ت َع ِن ال َح ِّ‬ ‫َو ْ‬ ‫ت ُمطَ َّوقَةٌ‬ ‫أل ْش ُك َرنَّ َ‬
‫ك َما نَا َح ْ‬
‫بفاصل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫والم القَ َس ِم‬
‫الفعل‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ص َل بين‬‫ب‪ ،‬كأن يُ ْف َ‬ ‫شروط الوجو ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرط من‬‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫فإن اخت َّل أيُّ‬
‫االستقبال‪َ ،‬م ْثلُ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫دال َعلى‬ ‫يكن ّاً‬ ‫ف أَ ْدرُسُ بِ ِج ٍّد)‪ْ ،‬‬
‫أو لَ ْم ْ‬ ‫ِم ْثلُ‪( :‬السَّين وسوف)‪ ( ،‬وهللاِ لَ َس ْو َ‬
‫اطلاً َعلى َح ٍّ‬
‫ق) امتن َع‬ ‫(وهللاِ ألُرس ُل الرَّسالةَ اآلن)‪ ،‬أو َم ْنفِيًّا‪ِ ،‬م ْثلُ‪( :‬وهللاِ ال أَ ْن ُ‬
‫ص ُر بَ ِ‬
‫توكي ُده بال ُّن ِ‬
‫ون‪.‬‬
‫األحوال اآلتية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون في‬ ‫المضارع بنوني التَّوكي ِد جوا ًزا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الفعل‬
‫ِ‬ ‫فِي ِحيْن َّ‬
‫أن توكي َد‬
‫ك‬ ‫كان مسبوقًا بـِ ْ‬
‫(إن) ال َّشرطيَّة ال ُم َد َغ َمة بـ(ما) ال َّزائد ِة‪ ،‬كقولِه تعالى‪َ « :‬وإِ َّما يَن َز َغنَّ َ‬ ‫‪ -1‬إ َذا َ‬
‫غ فَا ْستَ ِع ْذ بِاللهَّ ِ إِنَّهُ َس ِمي ٌع َعلِي ٌم» (األعراف‪.)200:‬‬ ‫ان نَ ْز ٌ‬
‫ِم َن ال َّش ْيطَ ِ‬
‫الباط َل فهُو‬ ‫ِ‬ ‫األمر‪( :‬لَتَحْ ُذ َر َّن‬
‫ِ‬ ‫الم‬
‫ِ‬ ‫ب‪ِ ،‬م ْثلُ‪:‬‬
‫ت الطَّلَ ِ‬
‫‪ -2‬إذا كان مسبوقًا بإح َدى أدوا ِ‬
‫ٰ‬
‫ون»‬ ‫َم ْهلَكةٌ لك)‪ ،‬و(ال) النَّاهي ِة‪ ،‬كقولِه تعالى « َولاَ تَحْ َسبَ َّن ٱللهَّ َ ٰ َغفِلاً َع َّما يَ ْع َم ُل ٱلظَّلِ ُم َ‬
‫واالستفهام‪ِ ،‬م ْثلُ‪ :‬أتَسْعيَ َّن إلى ال ِع ْلم بِ ِج ٍّد؟ والعرضُ ِم ْثلُ‪ (:‬أال تَصلَ ْن‬ ‫ِ‬ ‫(إبراهيم‪،)42:‬‬
‫ك)‪ ،‬والتَّمني‪ِ ،‬م ْثلُ‪( :‬لَي َ‬
‫ْت ال َم َحبَّةَ‬ ‫أرْ َحا َمك)‪ ،‬والتَّحضيضُ ‪ِ ،‬م ْثلُ‪ ( :‬هلاّ تَبُر ََّّن وال َد ْي َ‬
‫تَ ُع َّم َّن ال َك ْو َن)‪ ،‬والتَّرجِّي‪ِ ،‬م ْثلُ‪( :‬لع َّل ال َح َّ‬
‫ق يِ ْنتَص َر َّن)‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫المواض ِع السَّابِق ِة ا ْمتَن َع توكي ُده‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فإذا ل ْم يق ْع في أح ِد‬
‫صلْ‬ ‫ت بِه إحدى نوني التَّوكي ِد‪ ،‬إذا لَ ْم يُ ْف َ‬ ‫ح إ َذا اتَّصلَ ْ‬ ‫ع يُ ْبنَى َعلى الفَ ْت ِ‬ ‫والفع ُل ال ُمضار ُ‬
‫أو‬‫نين‪ْ ،‬‬ ‫االث ِ‬ ‫ألف ْ‬ ‫اص ُل هُو أح ُد ثالث ٍة‪ ،‬إ َّما ُ‬ ‫ب‪ ،‬والفَ ِ‬ ‫ص َل عنها أُ ْع ِر َ‬ ‫فإن فُ ِ‬ ‫فاص ٍل‪ْ ،‬‬ ‫بينهما بِ ِ‬
‫األفعال الخمس ِة‪ِ ،‬م ْثلُ‪ ( :‬هلاَّ تقوالنِّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون ِم َن‬ ‫أو يا ُء ال ُم َخاطَب ِة‪ِ ،‬حيْنما‬ ‫وا ُو الجماع ِة‪ْ ،‬‬
‫ق)‪ ( ،‬لع َّل ال ُمجْ تَ ِه ُد ْو َن يَنَالُ َّن َما يَ ْستَ ِح ُّق ْو َن)‪ ،‬و( هلاَّ تس ِع َّن إلى الخير)‪.‬‬‫الح َّ‬
‫ع وعالمةُ رف ِعه ثبوت النَّ ِ‬
‫ون‬ ‫ع (تقوالنِّ ) في الجُمل ِة األُ ْولى َمرفو ٌ‬ ‫والفع ُل ال ُمضار ُ‬
‫االثنين)‪ ،‬وك َذلِك الفع ُل (يَنَالُ َّن) والفع ُل (تس ِع َّن)‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(الف‬ ‫األمثال‪ ،‬والفَا ِع ُل‬
‫ِ‬ ‫ال َمحذوفةُ لتوالي‬
‫ض َّمةٌ قب َل ِ‬
‫نون التَّوكي ِد‪،‬‬ ‫أن األ َّو َل فَا ِعلُه وا ُو الجماع ِة المحذوفةُ الَّتي ُع ِّوض ِمنها َ‬
‫َغ ْي َر َّ‬
‫والثَّاني فِاعلُه يا ُء المخاطَب ِة المحذوفةُ الَّتي ُع ِّوض ِمنها كسرةٌ قب َل ِ‬
‫نون التَّوكي ِد‪.‬‬

‫باحلرف الزَّائ ِد‬


‫ِ‬ ‫رابعا ‪ :‬التَّوكيد‬

‫خبر (ليس)‪ ،‬كقولِه‬ ‫ِ‬ ‫سياق النَّفي َم َع‬


‫ِ‬ ‫الحرف زائدًا للتوكي ِد في‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1‬الباء‪ :‬ويأتي ه َذا‬
‫وخبر (ما) الحجازيَّ ِة‪ ،‬كاآلي ِة‬
‫ِ‬ ‫صي ِْط ٍر» (الغاشية‪،)22 :‬‬ ‫ْت َعلَ ْي ِهم بِ ُم َ‬
‫تعالى‪« :‬لس َ‬
‫ين» (الحجر‪ ،)22:‬فضلاً َع ْن أنَّها‬ ‫الوارد ِة في نصِّ المطالع ِة‪َ « :‬ما أَنتُ ْم لَهُ بِ َخ ِ‬
‫ازنِ َ‬
‫ك سابقًا في التَّوكي ِد المعنويِّ‪.‬‬ ‫تُزا ُد للتوكي ِد أيضًا في (نَ ْفس و َعيْن) َك َما م َّر بِ َ‬
‫ق بأح ِد ثالثة أشياء‪ :‬النَّ ْف ُي‪ :‬كقولِنا‪:‬‬ ‫أن تُسب َ‬ ‫‪ِ -2‬منْ ‪ :‬تزا ُد للتوكي ِد قب َل النَّكر ِة‪ ،‬على ْ‬
‫تقصير؟‪ ،‬أو النَّهي‪ ،‬كقولنا‪:‬‬‫ٍ‬ ‫عمل يَ ْذهبُ ُسدًى)‪ ،‬أو االستفهام‪ :‬هَلْ تَ ِج ُد ِم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫( َما ِم ْن‬
‫ك)‪.‬‬ ‫( ال تهدرْ من ٍ‬
‫مال قد ينف ُع َ‬
‫بن ش َّدا ٍد‪:‬‬
‫كقول عنترةَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت بَ ْع َد (إ َذا)‪،‬‬‫تكون زائدةً إ َذا جا َء ْ‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ما‪:‬‬
‫األباط ُح‬
‫ِ‬ ‫ُسي ُْولاً َوقَ ْد َجا َش ْ‬
‫ت ب ِه َّن‬ ‫ت َح ِسبْتهم‬ ‫إ َذا َما َم َشوا في السَّابِغا ِ‬
‫وكقول أبي‬
‫ِ‬ ‫إن أهم َل المجته ُد درسه)‪،‬‬ ‫تكون زائدةً للتوكي ِد بَ ْع َد ( َما) مثل (ما ْ‬‫ُ‬ ‫‪ -4‬إنْ ‪:‬‬
‫الحمداني‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫س‬
‫فِ َرا ٍ‬
‫األحبَّ ِة ما أَ َشابَا‬
‫رأيت ِم َن ِ‬ ‫ُ‬ ‫كبر‪ ،‬ول ِك ْن‬
‫ْت ِم ْن ٍ‬‫إن ِشب ُ‬ ‫وما ْ‬
‫ين في‬‫ين الواردتَ ِ‬ ‫يكون حرفًا زائدًا إال إ َذا َد َخ َل َعلى َكلم ِة ( ِم ْثل)‪ ،‬كالجُملتَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬الكافُ ‪ :‬ال‬
‫ض ّي) و(يَ ْنثَا ُل َك ِم ْث ِل ال ُّل ِ‬
‫ؤلؤ ِم َن السَّما ِء)‪.‬‬ ‫الح ْم ِ‬
‫المطر ِ‬
‫ِ‬ ‫نَصِّ ال ُمطالع ِة‪َ ( :‬ك ِم ْث ِل ظَاهر ِة‬

‫‪116‬‬
‫الواو‬
‫ق بِ ِ‬ ‫وأن تُسْب َ‬
‫نهي‪ْ ،‬‬
‫نفي أو ٍ‬ ‫ياق ٍ‬ ‫أن تق َع في ِس ِ‬ ‫كون زائدةً ْ‬ ‫‪ -6‬ال‪ :‬يُشتَ َرطُ فِيْها لِتَ َ‬
‫ُون فِيهَا لَ ْغ ًوا َولاَ تَأْثِي ًما» (الواقعة‪ ،)25 :‬وكالجمل ِة‬
‫العاطف ِة‪َ ،‬كقوله تعالى‪« :‬لاَ يَ ْس َمع َ‬
‫بات يُؤ َكلُ‪َ ،‬وال حيوانًا)‪.‬‬
‫الوارد ِة في نصِّ المطالعة‪( :‬فَال نَ َ‬

‫خامسا ‪ :‬التَّوكيدُ بالقص ِر‪:‬‬

‫تخصيص أم ٍر بأم ٍر آخ َر‪ ،‬وله طرائقُ‪ ،‬منها‪:‬‬


‫َ‬ ‫القص ُر في العربيَّ ِة يعني‬
‫‪ -1‬القص ُر بالنَّ ِ‬
‫في واالستثناء‪:‬‬
‫نتص ٌر إال‬
‫نتصرٌ)‪ ،‬و(ما ُم ِ‬ ‫ف باالستثنا ِء ال ُمفرَّغ‪ :‬كقولِنا‪( :‬ما العرا ُ‬
‫ق إال ُم ِ‬ ‫وهو ما يُ ْع َر ُ‬
‫ق)‪.‬‬‫العرا ُ‬
‫فائدة‬ ‫الح ْ‬
‫ظ أنَّنا في الجمل ِة األولى ق َ‬
‫صرْ نَا‬ ‫ِ‬
‫صر‪ ،‬ونفينا ألاَّ يكون‬
‫ق على النَّ ِ‬ ‫العرا َ‬
‫ما بَ ْع َد (إلاَّ ) في االستثنا ِء المفر ِ‬
‫َّغ يُع َربُ‬
‫ب‪ ،‬كقولِه‬ ‫كذلك فأ َّكدنا أنَّه ُم ِ‬
‫نتصرٌ‪ ،‬في ِحيْن أنَّنا‬
‫ب موق ِعه ِم َن اإلعرا ِ‬ ‫بحس ِ‬
‫تعالى‪َ « :‬و َما ُم َح َّم ٌد إِلاَّ َرسُو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ت‬
‫صرْ نَا النَّص َر َعلى‬‫في الجمل ِة الثَّاني ِة ق َ‬

‫ِمن قَ ْبلِ ِه الرُّ ُسلُ» (آل عمران‪)144 :‬؛‬ ‫راق‪ ،‬فليس ِم ْن ُم ِ‬


‫نتص ٍر غيره‪،‬‬ ‫ال ِع ِ‬
‫أن ما نُري ُد تأكي َده يأتي بين‬
‫وهذا يعني َّ‬
‫إذ يُع َربُ ( َرسُول) َخبَرًا للمبتدأِ ( ُم َح َّمد)‪.‬‬
‫في و(إلاَّ )‪ .‬قا َل تعالى‪:‬‬ ‫أدا ِة النَّ ِ‬
‫«إِ ْن ِح َسابُهُ ْم إِلاَّ َعلَى َربِّي لَ ْو تَ ْش ُعرُون» (ال ُّشعراء‪.)113 :‬‬
‫ومنه قو ُل ال َّش ِ‬
‫اعر‪:‬‬
‫وير َحضُ عا َر ال ُّذ ّل إلاَّ ال ُمناض ُل‬ ‫وليس يزي ُل الضَّي َم إلاَّ أُبَاتُه‬
‫‪ -2‬القص ُر بـ (إنما)‪:‬‬
‫اإلنذار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫نت ُمن ِذ ٌر َولِ ُكلِّ قَ ْو ٍم هَا ٍد» (الرَّعد‪ْ ،)7:‬إذ قُ ِ‬
‫ص َر عملُه على‬ ‫كقولِه تعالى‪ « :‬إِنَّ َما أَ َ‬
‫ومنه قول عمر بن عبد العزيز (رضي هللا عنه)‪« :‬إنما الدنيا حل ٌم‪ ،‬واآلخرةُ يقظةٌ»‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ت بالعددين (‪:)2-1‬‬
‫سادسا ‪ :‬التَّوكيد بالنَّع ِ‬

‫اثنين في‬
‫ِ‬ ‫كتابين‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(قرأت‬ ‫ضرْ بَةً َو ِ‬
‫اح َدةً)‪ ،‬وقولنا‪:‬‬ ‫اب َ‬‫ض َر ْبنَا اإلرْ هَ َ‬ ‫مثل قولنا‪َ (:‬‬
‫اثنتين)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫رسالتين‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أرسلت‬ ‫البالغ ِة)‪ ،‬و(‬

‫سابعا ‪ :‬التَّوكيدُ باملصدرِ (املفعول املطلق)‪:‬‬

‫ُضاف‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُوصف‪ ،‬أو ي‬
‫َ‬ ‫أن ي‬ ‫ويكون المصد ُر مؤ ِّكدًا لِفعلِه إ َذا َوقَ َع َم ْفعولاً ُم ْ‬
‫طلَقًا ِم ْن ُد ْو ِن ْ‬ ‫ُ‬
‫دال َعلى عد ٍد‪ ،‬كقولِه تعالى‪َ « :‬و َكلَّ َم للاهُّ مو َسى تَ ْكلِيماً» (النِّساء‪.)164 :‬‬ ‫يكون ّاً‬
‫َ‬ ‫أو ْ‬
‫أن‬
‫المطر تتبُعًا»‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وكالجملة الواردة في نص المطالعة‪« :‬وقد تَتَبَّ َع ال ُّشعرا ُء نزو َل‬

‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬

‫أولاً ‪ :‬التَّوكيدُ‪:‬‬
‫الكالم‪ ،‬ورف ُع ال َّش ِك َع ْن ِذ ِ‬
‫هن ال ُم َخاطَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أُسلوبٌ يُرا ُد بِه تَقويةُ‬
‫ع كثيرةٌ‪:‬‬‫ثانيًا‪ :‬الت َّوكيد أنوا ٌ‬
‫اللفظي‪ :‬هُو تَكرا ُر المرا ِد توكي ُده سواء أكان كلمةً أي اس ًما‪ ،‬فعلاً ‪ ،‬حرفًا‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬التَّوكي ُد‬
‫أم جملةً‪.‬‬
‫دالالت محددةٌ‪ ،‬هي‪ ( :‬نفس‪ ،‬عين‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫بألفاظ ُمعيَّن ٍة لها‬
‫ٍ‬ ‫‪ -2‬التَّوكي ُد المعنويُّ ‪ :‬هو التوكي ُد‬
‫كال‪ ،‬كلتا‪ ،‬جميع أجمع‪ ،‬جمعاء‪ ،‬أجمعون‪ ،‬فضال عن (جميعا‪ ،‬وقاطبة‪ ،‬وكافة‪،‬‬
‫وعامة)‪.‬‬
‫أن‪ ،‬الم التَّوكي ِد‪ ،‬قد‪ ،‬نوني التوكيد)‬
‫(إن‪َّ ،‬‬
‫بالحروف‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬الت َّوكي ُد‬
‫بالحروف الزائد ِة‪ ( :‬الباء‪ ،‬من‪ ،‬ما‪ ،‬إن‪ ،‬الكاف‪ ،‬ال)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬التَّوكي ُد‬
‫‪ -5‬التَّوكي ُد بالقصر‪ ( :‬االستثنا ُء المفرَّغ‪ ،‬إنَّما)‪.‬‬
‫ت بالعددين (‪.)2-1‬‬ ‫‪ -6‬التَّوكي ُد بالنَّع ِ‬
‫المطلق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالمفعول‬
‫ِ‬ ‫‪ -7‬التَّوكي ُد‬

‫‪118‬‬
‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫ت اللَّجْ نَةُ‪.‬‬
‫قُ ْل‪ :‬اجْ تَ َم َع ِ‬
‫ت اللُّجْ نَةُ‪.‬‬‫َولاَ تَقُ ْل‪ :‬اجْ تَ َم َع ِ‬
‫ض ْونُه‪.‬‬
‫جتمعون فِي األ ْم ِر َويَر َ‬
‫َ‬ ‫ح) ِهي ال َج َما َعةُ ِم َن النَّ ِ‬
‫اس يَ‬ ‫ألن اللَّجْ نَةَ بـ(الفَ ْت ِ‬
‫َّ‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫قَ ْولَه تَ َعالى‪« :‬لَتَرْ َكب َُّن طَبَقًا َعن طَبَ ٍ‬


‫ق» (االنشقاق‪)19:‬‬

‫تذكر‬

‫األفعال الخمس ِة‬


‫ِ‬ ‫أن الفع َل المضار َع فع ٌل معربٌ يُرف ُع ويُنصبُ ويُجز ُم‪َّ ،‬‬
‫وأن فاع َل‬ ‫َّ‬
‫صلاً بِها‪.‬‬
‫يكون ضميرًا متَّ ِ‬
‫ُ‬

‫تعلمت‬

‫كان ِم َن‬
‫وإن َ‬ ‫يكون َمبنيًّا‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ت به إِحْ دى نوني التَّوكي ِد‬ ‫أن الفِ ْع َل ال ُمضار َع إذا اتَّصلَ ْ‬
‫َّ‬
‫األفعال‬
‫ِ‬ ‫بفاعل ه ِذه‬
‫ِ‬ ‫سيكون مفصولاً َع ِن ال ُّن ِ‬
‫ون‬ ‫ُ‬ ‫يكن ُمعْربًا؛ ألنَّه‬‫األفعال الخمس ِة ْ‬
‫ِ‬
‫الَّذي يحذف ويُع َّوضُ ِم ْنه َحركةٌ ُمماثلةٌ ‪.‬‬

‫اب‪:‬‬
‫اإل ْع َر ُ‬
‫ع‪،‬‬‫ع َمرْ فُو ٌ‬‫ار ٌ‬
‫ض ِ‬‫ب القَ َس ِم ( تَرْ َكب َُّن)‪( ،‬تَرْ َكب) فِ ْع ٌل ُم َ‬ ‫لَت َْر َكبُنَّ ‪ :‬اللاَّ ُم َواقِ َعةٌ فِي َج َوا ِ‬
‫ال أَصْ لُه (تَرْ َكب ُْونَ َن)‪ ،‬الفَا ِع ُل وا ُو‬ ‫ون المح ُذ ْوفةُ لِتَوالي األَ ْمثَ ِ‬ ‫َو َعالمةُ َر ْف ِعه النَّ ُ‬
‫ض َّمةُ ِم ْنها قَ ْب َل نُ ِ‬
‫ون التَّوكي ِد لل َدالل ِة‬ ‫ت ال َّ‬
‫ض ِ‬ ‫ال َجما َع ِة ُح ِذفَت ْ‬
‫اللتِقا ِء السَّا ِكنَي ِْن‪ ،‬و ُع ِّو َ‬
‫ب‪.‬‬‫(ن) نُ ْو ُن التَّوكي ِد لاَ َم َح َّل لَها ِم َن اإل ْع َرا ِ‬ ‫َعلَيها‪َّ ،‬‬
‫طَبَقًا‪َ :‬مفعو ٌل بِه َم ْنصوبٌ َو َعال َمةُ نَصْ بِه الفَ ْتحةُ‪.‬‬
‫ُ‬
‫حرف جرٍّ ‪.‬‬ ‫َعن‪:‬‬
‫طَبَ ٍ‬
‫ق‪ :‬اس ٌم مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ك فِي السَّما ِء فَلَنُ َولِّيَنَّ َ‬


‫ك‬ ‫ب َوجْ ِه َ‬ ‫حلِّ ْل ثُ َّم أَ ْع ِر ْب ما تحته خ ٌّ‬
‫ط‪ :‬قا َل تَ َعالى‪« :‬قَ ْد نَرى تَقَلُّ َ‬
‫قِ ْبلَةً تَرْ ضاها» (البقرة‪.)143 :‬‬

‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪) 1‬‬

‫روف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ارسم خريطةَ مفاهي َم تُبَيِّنُ فيها التَّوكي َد بِ ُ‬
‫الح‬

‫التمرين (‪) 2‬‬

‫استخرجهُ‪ ،‬وبيِّنْ نو َعه‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ص التَّالي ِة توكيدٌ‪،‬‬ ‫صو ِ‬‫في النَّ ُ‬


‫ون» (النَّبإ ‪.)5– 4‬‬ ‫ون ‪ .‬ثُ َّم َكلاَّ َسيَ ْعلَ ُم َ‬
‫‪ -1‬قال تعالى‪َ « :‬كلاَّ َسيَ ْعلَ ُم َ‬
‫ك ِم َن ْال ِع ْل ِم َما لَ َ‬
‫ك ِم َن للاهَّ ِ ِم ْن َولِ ٍّي‬ ‫ْت أَ ْه َوا َءهُم بَ ْع َد الَّ ِذي َجا َء َ‬
‫‪ -2‬قال تعالى‪َ « :‬ولَئِ ِن اتَّبَع َ‬
‫ير» (البقرة‪.)120:‬‬ ‫ص ٍ‬‫َولاَ نَ ِ‬
‫ق َوظَنُّوا أَنَّهُ ْم إِلَ ْينَا لاَ‬
‫ض بِ َغي ِْر ْال َح ِّ‬
‫‪ -3‬قال تعالى‪َ « :‬وا ْستَ ْكبَ َر هُ َو َو ُجنُو ُدهُ فِي الأْ َرْ ِ‬
‫ُون» (القصص‪.)39:‬‬ ‫يُرْ َجع َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِه و َسلَّ َم)‪ « :‬الحيا ُء ال يأتي إال بخير»‪.‬‬ ‫‪ -4‬قال رسول هللا ( َ‬
‫ف‪ ،‬ثُ َّم َر ِغ َم‬ ‫ف‪ ،‬ثُ َّم َر ِغ َم أَ ْن ُ‬‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِه و َسلَّ َم)‪َ « :‬ر ِغ َم أَ ْن ُ‬ ‫‪ -5‬قا َل رسو ُل هللاِ ( َ‬
‫ك أَبَ َو ْي ِه ِع ْن َد ْال ِكبَ ِر‪ ،‬أَ َحدهُ َما أَ ْو ِكلَيْه َما فَلَ ْم‬
‫ف‪ ،‬قِي َل‪َ :‬م ْن يَا َرسُو َل هللاِ؟ قَا َل‪َ :‬م ْن أَ ْد َر َ‬
‫أَ ْن ُ‬
‫يَ ْد ُخ ِل ْال َجنَّةَ»‪.‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِه و َسلَّ َم)‪َ « :‬م ْن تَ َعلَّ َم َح ِد ْيثَي ِْن ْاثنَي ِْن يَ ْنفَ ُع بِ ِهما نَ ْف َسه‪ْ ،‬‬
‫أو‬ ‫‪ -6‬وقا َل ( َ‬
‫ين َسنَةً»‪.‬‬ ‫يُ َعلِّ ُمهُما َغ ْي َره فَيَ ْنتَفِ ُع بِهما َك َ‬
‫ان َخ ْيرًا ِم ْن ِعبْا ِد ِة ِستَّ َ‬

‫‪120‬‬
‫ك نَ ْف َس َ‬
‫ك‪ ،‬فَإنّما ِهي‬ ‫ابن آد َم! نَ ْف َس َ‬
‫علي(عليهما السَّال ُم)‪ « :‬يَا َ‬ ‫ٍّ‬ ‫‪ -7‬قَا َل اإلما ُم ال َح َس ُن ُ‬
‫بن‬
‫ت لَ ْم يَ ْنفَ ْع َ‬
‫ك نَ َجاةُ َم ْن نَ َجا»‪.‬‬ ‫إن هَلَ َك ْ‬
‫ت‪َ ،‬و ْ‬
‫ت نَ َج ْو َ‬‫إن نَ َج ْ‬ ‫نَ ْفسٌ َو ِ‬
‫اح َدةٌ‪ْ ،‬‬
‫ب‪َ ،‬والطَّ َم ِع»‪.‬‬ ‫ض ِ‬ ‫العزيز‪« :‬قَ ِد أ ْفلَ َح َم ْن ُع ِ‬
‫ص َم ِم َن الهَ َوى‪ ،‬وال َغ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -8‬قا َل ُعم ُر ُ‬
‫بن َعبْد‬
‫‪ -10‬قا َل ِد ْعبِ ُل ال ُخ َزا ِع ُّي‪:‬‬
‫ت ُم ْلتَفَتِي‬
‫ْت َش ْوقِي‪َ ،‬وقَ ْد ط َّو ْل ُ‬
‫ضي ُ‬ ‫أَ ْن َ‬ ‫ات بَي َْن ال َم ْن ِزلَي ِْن لَقَ ْد‬
‫ات هَ ْيهَ َ‬ ‫هَ ْيهَ َ‬
‫‪ -13‬قا َل ال َّشا ِعرُ‪:‬‬
‫إلَى ال َّشرِّ َد ّعا ٌء َولِ ْل َشرِّ َجالِبُ‬ ‫ك ال ِم َرا َء فَإنّه‬
‫ك إِيَّا َ‬
‫َوإيَّا َ‬

‫التمرين (‪) 3‬‬

‫ستخرجه‪ ،‬وبيِّن نو َعه‪:‬‬ ‫ف‪ ،‬ا ْ‬ ‫ص التَّالي ِة تَوكي ٌد بِ َ‬


‫الح ْر ِ‬ ‫في النُّصو ِ‬
‫‪ -1‬قال تعالى‪« :‬فَاتَّبَعُوا أَ ْم َر فِرْ َع ْو َن َو َما أَ ْم ُر فِرْ َع ْو َن بِ َر ِشي ٍد» (هود‪.)97:‬‬
‫ين ِمن ُدونِ ِه َو َمن يُضْ لِ ِل للاهَّ ُ فَ َما‬
‫ك بِالَّ ِذ َ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪« :‬أَلَي َ‬
‫ْس للاهَّ ُ بِ َك ٍ‬
‫اف َع ْب َدهُ َويُ َخ ِّوفُونَ َ‬
‫لَهُ ِم ْن هَا ٍد» (الزمر ‪.)36:‬‬
‫ض َج َع َل لَ ُكم ِم ْن أَنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َواجًا َو ِم َن الأْ َ ْن َع ِام‬ ‫ت َوالأْ َرْ ِ‬ ‫اط ُر ال َّس َما َوا ِ‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪« :‬فَ ِ‬
‫صيرُ» (الشورى‪.)11 :‬‬ ‫ْس َك ِم ْثلِ ِه َش ْي ٌء َوهُ َو ال َّس ِمي ُع ْالبَ ِ‬
‫أَ ْز َواجًا يَ ْذ َر ُؤ ُك ْم فِي ِه لَي َ‬
‫ين آ َمنُوا أَنفِقُوا ِم َّما َر َز ْقنَا ُكم من قَب ِْل أَن يَأْتِ َي يَ ْو ٌم ال بَ ْي ٌع فِي ِه‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪« :‬يا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ون» (البقرة‪.)253 :‬‬ ‫ُون هُ ُم الظَّالِ ُم َ‬
‫َولاَ ُخلَّةٌ َولاَ َشفَا َعةٌ َو ْال َكافِر َ‬
‫‪ -5‬قال َعرْ قَلَةُ ال َك ْلبِ ُّي‪:‬‬
‫لَقَ ْد َزا َد ظُ ْل ًما فِي القَ ِط ْي َع ِة َو ْال َجفَا‬ ‫ان أَ ْن يَتَ َعطّفَا‬ ‫آن لِ ْلغَضْ بَ ِ‬
‫أَ َما َ‬
‫َّض ُّي‪:‬‬
‫ريف الر ِ‬ ‫‪ -6‬قال ال َّش ُ‬
‫َع َرضْ نَا لَهُ أَ ْنفَا َسنَا َو ْالتِهَابَها‬ ‫ق يَ ْو ًما قُلُ ْوبَنَا‬
‫إ َذا َما تَ َح َّدى ال َّش ْو ُ‬

‫‪121‬‬
‫التمرين (‪) 4‬‬

‫ان‬‫استخرج َها و بَيَّنْ َما َك َ‬ ‫ْ‬ ‫ص التَّالي ِة أَ ْفعا ٌل ُمضارعةٌ مؤ َّكدةٌ بنوني التَّوكي ِد‪،‬‬ ‫في النُّصو ِ‬
‫ب‪:‬‬‫سب ِ‬ ‫كان َجائ ًزا‪َ ،‬م َع ِذ ْك ِر ال َّ‬ ‫ب التَّوكي ِد‪ ،‬و َما َ‬ ‫اج َ‬
‫َو ِ‬
‫ك فَإِلَ ْينَا َمرْ ِج ُعهُ ْم ثُ َّم للاهَّ ُ َش ِهي ٌد‬ ‫ْض الَّ ِذي نَ ِع ُدهُ ْم أَ ْو نَتَ َوفَّيَنَّ َ‬
‫ك بَع َ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪َ « :‬وإِ َّما نُ ِريَنَّ َ‬
‫ون « (يونس‪.)46 :‬‬ ‫َعلَ ٰى َما يَ ْف َعلُ َ‬
‫ي ٍء ِم َن الرِّ ْز ِ‬
‫ق‬ ‫يَحْ ِملنَّكم ا ْستِ ْبطَا ُء َش ْ‏‬ ‫‪ -2‬قا َل َرسُو ُل هللاِ (صلَّى هللاُ َعليه وآلِه و َسلَّم)‪ « :‬لاَ‬
‫بِطَا َعتِ ِه‪».‬‬ ‫إن هللاَ ال يُنَا ُل َما ِعنده إلاَّ‬ ‫أَ ْن تأخذوه بِ َمع ِ‬
‫ْصي ِة هللاِ‪ ،‬فَ َّ‬
‫ق ِم ْن َج ْنبِه»‪.‬‬ ‫‪ -3‬قا َل اإل َما ُم َعلِ ٌّي ( َعلَيْه السَّال ُم)‪ « :‬فألنَقِّبَ َّن البَاط َل حتَّى يَ ْخر َج الح ُّ‬
‫ص ْيرُ‪:‬‬ ‫‪ -4‬قا َل ُم َح َّمد َم ْه ِد ّ‬
‫ي البَ ِ‬
‫ت ِرفَاقِي‬‫إن هَلَ ْك ُ‬
‫فَتَ َذ َّكرُوني ْ‬ ‫أَنَا يَا ِرفَاقِي لاَ أُ ِر ْي ُد َسلاَ َمتِـــي‬
‫ــاق‬
‫اإلزهَ ِ‬ ‫فَلأَ ْس ِعيَ َّن بِهَا إلى ْ‬ ‫إن لَ ْم تَ ِعشْ نَ ْف ِسي ال َع ِزيْزةُ ُحرَّة‬ ‫ْ‬
‫َو ْليَ ْكثُ َر َّن َو َسائِ ُل اإلرهَ ِ‬
‫ـــاق‬ ‫ض َمائِــــري‬ ‫لأَ ُ َجا ِه َر َّن بِ َما تَ ُك ُّن َ‬
‫لِثَ َراي أَ ْو أَطَأ ال ُّسهَا بِبُ َراقِي‬ ‫ازلاً‬ ‫َوألَصْ ِع َد َّن إلَـــى ال َم َشانِ ِ‬
‫ق نَ ِ‬

‫التمرين (‪) 5‬‬

‫أج ْب َع َّما يَأتي‪:‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -1‬قَا َل أَبُو ال َعال ِء ال َم َعرِّيُّ ‪:‬‬
‫َ‬
‫أبيت فع ِّد ال َحلِف باهللِ‬ ‫فَإن‬ ‫ق وال َك ِذ ٍ‬
‫ب‬ ‫لاَ تَحلِفَ ّن َعلى ِ‬
‫ص ْد ٍ‬
‫ت توكي ٌد بالحرف‪ ،‬ا ْستَ ْخ ِرجْ ه‪.‬‬ ‫في البَ ْي ِ‬
‫َّض ُّي‪:‬‬ ‫‪ -2‬قا َل ال َّش ِري ُ‬
‫ْف الر ِ‬
‫ـــن ال َم ْغـــر ُْو ِر تَ ْو ِعيْـــــ ُد‬
‫فَ َما يَضُرُّ ِم َ‬ ‫لاَ تَحْ لِفَ ْن بِ َو ِع ْي ٍد َز َّل ِم ْن فَ ِم ِه‬
‫سيْد *‬‫صه ال ِّ‬ ‫ْث أَ ْخفَى َش ْخ َ‬ ‫إن أَصْ َح َر اللَي ُ‬
‫ْ‬ ‫ك فِي َع َد ٍد‬ ‫أن يَ ْلقَا َ‬
‫َولاَ يُ َؤ َّم ُل ْ‬
‫استخرج التَّوكي َد‪ ،‬وبي ّْن نَ ْو َعه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫* السِّيد‪ :‬الذئب‪ ،‬جمعه (سيدان)‬

‫‪122‬‬
‫ب‪ -‬لما َذا لَ ْم يَقُ ِل ال َّشا ِع ُر (يُؤ ِّملَ َّن)؟ َو َما التَّ ِغيْي ُر الَّذي تُجْ ريه لَ ْو أَ َر ْد َ‬
‫ت تَوكي َده؟‬
‫‪ -4‬نقول‪:‬‬
‫فُ ْز فُ ْز يَا ُمجْ تَ ِه ُد‬ ‫فا َز فا َز ال ُمجْ تَ ِه ُد‬
‫الجملتين‪َ ،‬م َع ِذ ْك ِر ال َّسبَ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫االختالف بَي َْن‬
‫َ‬ ‫بي ِِّن‬
‫اويَّ ِة َج ِم ْي ِعها‪.‬‬
‫ان ال َّس َم ِ‬ ‫وق ال َمرْ أ ِة ِم ْن َركائِ ِز األَ ْديَ ِ‬ ‫إن احْ تِرا َم ُحقُ ِ‬ ‫‪ -5‬ا ْق َرأِ ال ُج ْملَةَ‪َّ :‬‬
‫أ‪ -‬استخرجْ تَوكيدًا َمعنويًّا‪ ،‬ثُ َّم أَ ْع ِربْه‪.‬‬
‫ضعُها‪ ،‬أَ ِع ْد ِكتَابَةَ ال ُج ْملَ ِة َو ْفقًا لِذل َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫الالم ال ُمزحلق ِة‪ ،‬فَإي َْن تَ َ‬ ‫ت توكي َد ال ُج ْمل ِة بِ ِ‬ ‫ب‪ -‬لَ ْو أَ َر ْد َ‬
‫اآلتيتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الجملتين‬
‫ِ‬ ‫االختالف بَي َْن‬
‫َ‬ ‫‪ -6‬بي ِِّن‬
‫ق ا ْنتِ َ‬
‫صارًا َع ِظ ْي ًما)‬ ‫ص َر ال ِع َرا ُ‬‫صارًا) و (ا ْنتَ َ‬ ‫ق ا ْنتِ َ‬ ‫(ا ْنتَ َ‬
‫ص َر ال ِع َرا ُ‬
‫‪ -7‬قال فاروق جويدة‪:‬‬
‫ف نَ ْق ِ‬
‫ضيْه َمعًا‬ ‫ال ُع ْم ُر يَ ْو ٌم َس ْو َ‬
‫ض ْي ُع فِي األَحْ َز ِ‬
‫ان‬ ‫ال تَ ْتر َكيه يَ ِ‬
‫ي إلاَّ َسا َعةٌ‬
‫َما ال ُع ْم ُر يَا ُد ْنيَا َ‬
‫َولَقَ ْد يَ ُك ْو ُن ال ُع ْم ُر بِضْ َع ثَ َوانِي‬
‫أَتُ َرى يُفِ ْي ُد ال َّز ْه َر بَ ْع َد َر ِح ْيلِ ِه‬
‫ان‬
‫ص ِ‬ ‫ح ُْز ُن الرَّبيِ ْع َولَ ْو َعةُ األَ ْغ َ‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫التغييرات التي ستُجريها عليه؟ وما حك ُمه ِمن‬
‫ُ‬ ‫أ‪ -‬لو أ َّك َ‬
‫دت الفع َل (ال تتركيه)‪ ،‬فما‬
‫الوجوبُ والجوا ُز؟‬
‫ب‪ -‬هناك توكي ٌد في المقطوع ِة استخرجْ ه‪ ،‬وبَي ِّْن نو َعه‪.‬‬
‫أزهَ َرتَا) و( َز َر ْعنَا ال َح ِد ْيقَتَي ِْن كلتيهما فَأ َ ْزهَ َرتَا)‪.‬‬ ‫‪ -8‬نقول‪َ ( :‬ز َر ْعنَا كلتا ال َح ِد ْيقَتَي ِْن فَ ْ‬
‫االختالف بينهما‪ ،‬ثم أ ْع ِر ْبهُما‪.‬‬
‫َ‬ ‫بَي ِِّن‬
‫‪ -9‬نقول‪:‬‬
‫ت الفَائِ َز نَ ْف َسه‬
‫َك َّر ْم ُ‬ ‫ق نَ ْفسُ ال َمرْ ِء إلى ال ُح َّريَّ ِة‬
‫تَتُ ْو ُ‬
‫االختالف بين كلمتي (نفس) في الجملتين‪ ،‬ثُ َّم أعر ْبهُما‪.‬‬
‫َ‬ ‫بَي ِْن‬

‫‪123‬‬
‫التمرين ( ‪) 6‬‬

‫الج َم ِل التَّالي ِة بِما ت َِجدُه ُمنَ ِ‬


‫اسبًا‪:‬‬ ‫ط في ُ‬ ‫أ ِّك ْد ما تَحته َخ ٌّ‬
‫اق ُم ْن ُذ َس ْب َع ِة آلاَ ِ‬
‫ف َسنَ ٍة‪.‬‬ ‫ضا َرةُ ال ِع َر ِ‬
‫ت َح َ‬ ‫از َدهَ َر ْ‬
‫‪ْ -1‬‬
‫اإليمان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إن ُحس َْن ال ُخلُ ِ‬
‫ق ِم َن‬ ‫‪َّ -2‬‬
‫‪ -3‬النخلة رم ٌز من رموز العراق الشامخ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تُ ْه ِد ِر الما َء وال َك ْه َربَا َء‪.‬‬
‫‪ -5‬التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة واجب وطني وإنساني‪.‬‬

‫التمرين ( ‪) 7‬‬

‫كونْ ج ُملاً مفيدةً لما يأتي‪:‬‬ ‫ِّ‬


‫بالحرف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لفظي‬
‫ٌّ‬ ‫‪ -1‬جُملة ٌ ُمفيدةٌ فيها ت َوكي ٌد‬
‫‪ -2‬جُملةٌ ُمفيدةٌ مؤ َّكدةٌ توكيدًا معنويًّا يُفي ُد ال ُّشمو َل والعُمو َم‪.‬‬
‫المصدر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬جُملةُ ُمفيدةٌ فيها تَوكي ٌد بِ‬
‫الحرف ال َّزائ ِد ْ‬
‫(إن)‬ ‫ِ‬ ‫‪ -4‬جُملةٌ ُمفيدةٌ فيها التَّوكي ُد بِ‬
‫‪ -5‬جُملةٌ ُمفيدةٌ فيها (ما) َزائ َدةٌ‪.‬‬
‫اخلَةٌ َعليه البَا ُء ال َّزائِ َدةُ‪.‬‬
‫‪ -6‬جُملةٌ ُمفيدةٌ فيها تَوكي ٌد َم ْعنَ ِويٌّ َد ِ‬
‫جمع ال ُمذ َّك ِر الس ِ‬
‫َّالم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -7‬جملةٌ مفيدةٌ فيها توكي ٌد يُعام ُل ُمعاملةَ‬

‫التمرين ( ‪) 8‬‬

‫الج َم ِل التَّالي ِة‪ ،‬ثُ َّم َ‬


‫ص ِّح ْحهُ‪:‬‬ ‫بَيِّ ِن الخطأ َ في ُ‬
‫ت َع ْنه‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال تَ ْف َع َل ال َّش َّر ال تَ ْس ُك َ‬
‫‪ -2‬فِي فِي ال َح ِد ْيقَ ِة ُور ُْو ٌد ُمتَنَ ِّو َعةٌ‪.‬‬
‫ق ال ُم ْستَضْ َعفِي َْن‪.‬‬‫‪ -3‬فِي ُعنُقِي ألُ َدافِ ُع َع ِن ُحقُ ْو ِ‬

‫‪124‬‬
‫التمرين ( ‪) 9‬‬
‫أ ْع ِر ْب َما ت َْحتَه َخ ٌّ‬
‫ط‪:‬‬
‫نت َم َكانًا ُس ًوى» (طه‪.)58:‬‬ ‫ك َم ْو ِعدًا ال نُ ْخلِفُهُ نَحْ ُن َولاَ أَ َ‬
‫‪ -1‬قا َل تَ َعالى‪«:‬فَاجْ َعلْ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ َ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِه َو َسلَّ َم)‪« :‬يَا اب َْن َم ْسعُو ٍد لاَ تَ ُخونَ َّن أَ َحداً فِي َم ٍ‬
‫ال‬ ‫‪ -2‬قا َل َرس ُْو ُل للاهِ ( َ‬
‫ك أَ ْو أَ َمانَ ٍة ا ْئتَ َمنَ َ‬
‫ك َعلَ ْيهَا»‪.‬‬ ‫ض ُعهُ ِع ْن َد َ‬
‫يَ َ‬
‫ب ال ِع ْل ِم لَتَ ُحفُّهُ ال َمالئِ َكةُ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِه َو َسلَّ َم)‪َّ :‬‬
‫«إن طَالِ َ‬ ‫‪ -3‬قا َل َرس ُْو ُل للاهِ ( َ‬
‫طلُبُ »‪.‬‬ ‫ضا َحتَّى يَ ْبلُ ُغوا َس َما َء ال ُّد ْنيَا ِم ْن َم َحبَّتِهم لِ َما يَ ْ‬
‫ضهَا بَ ْع َ‬ ‫بِأجْ نِ َحتِهَا‪ ،‬ثُ َّم يَرْ َكبُ بَ ْع ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫او َم َعلَى ال َع َم ِل‬ ‫َّالم)‪ « :‬إنِّي لأَ ِحبُّ أَ ْن أ َد ِ‬ ‫بن ال ُح َسي ِْن ( َعلِيْه َما الس ِ‬ ‫‪ -4‬قا َل اإل َما ُم َعلِ ٌّي ُ‬
‫َوإِ ْن قَلَّ»‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫َّالث ‪:‬‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫الحر‬
‫ِّ‬ ‫مدرسةُ الشّع ِر‬
‫العشرين‪ ،‬وتمثّ ُل‬
‫ِ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫ظهرت هذ ِه المدرسةُ ال ّشعريّةُ في نهاي ِة األربعينيّا ِ‬
‫ت ِم َن‬ ‫ْ‬
‫كسر‬
‫ٍ‬ ‫ب العالميّ ِة الثاني ِة‪ِ ،‬م ْن‬ ‫ُ‬
‫يبحث عنها جي ُل ما بع َد الحر ِ‬ ‫الرؤيّةَ ال ّشعريّةَ والفنيّةَ التي‬
‫األغراض التي‬
‫َ‬ ‫عر يأبى‬ ‫ومفهوم جدي ٍد لل ّش ِ‬
‫ٍ‬ ‫ث في الحيا ِة والفنِّ وال ّش ِ‬
‫عر‪،‬‬ ‫مط المورو ِ‬ ‫للنّ ِ‬
‫الفلسفي‬
‫ِّ‬ ‫منظور ِهم‬
‫ِ‬ ‫للعالم ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫التعبير ْ‬
‫عن رؤيتِ ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ال تالئم المجتم َع الجدي َد‪ ،‬ويم ِّكنُهم ِم َن‬
‫وكان لهذا التّح ّو ِل في فه ِم ِهم لل ّش ِ‬
‫عر أث ٌر بال ٌغ في التّح ّو ِل في بني ِة‬ ‫َ‬ ‫واالجتماعي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والفني‬
‫ِّ‬
‫ت في ال ّش ِ‬
‫عر العموديِّ‬ ‫ت القصيدةُ عن َدهُ ْم ِم ْن وحد ِة البي ِ‬ ‫القصيد ِة العربيّ ِة وشكلِها‪ ،‬فتحرر ِ‬
‫ث لوحد ِة القصيد ِة‪ِ ،‬م َّما ع ّز َز لديهم الوحدةَ الموضوعيّةَ أيضًا‪ ،‬فكلُّ قصيد ٍة ح ّر ٍة‬
‫المورو ِ‬
‫أجل هذ ِه الوحد ِة‪ .‬وبدلاً‬
‫من ِ‬‫وتكون أجزاؤها ومقاطعُها ملتحمةً ْ‬‫ُ‬ ‫موضوع ما‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫تعبّ ُر ْ‬
‫عن‬
‫شطر في القصيد ِة الح ّر ِة يض ُّم‬‫ٍ‬ ‫شطر‪ ،‬صا َر كلُّ‬
‫ٍ‬ ‫ت في كلِّ‬ ‫من عد ٍد معي ٍّن ِم َن التّفعيال ِ‬
‫ق النّقّا ُد على هذا‬ ‫ُ‬
‫التفعيالت أو تقلُّ ‪ ،‬لذا أطل َ‬ ‫ت؛ ْإذ ق ْد تزي ُد‬
‫عددًا غي َر مح ّد ٍد ِم َن التّفعيال ِ‬
‫النوع ِم َن ال ّش ِ‬
‫عر‪ :‬شع َر التّفعيل ِة؛ ألنّهُ يقو ُم على التّفعيل ِة وال يقو ُم على عد ٍد معيّن منها‬ ‫ِ‬
‫االلتزام بقافي ٍة‬
‫ِ‬ ‫عدم‬
‫ث‪ .‬م َع ِ‬
‫عر العموديِّ المورو ِ‬ ‫ت في ال ّش ِ‬ ‫شطر ِم ْن شطري البي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫في كلِّ‬
‫ع القوافي على نح ٍو حرٍّ أيضًا‪.‬‬ ‫واحد ٍة‪ ،‬وإنّما تتن ّو ُ‬
‫عر بدر شاكر ال ّسيّاب ونازك المالئكة وعبد الوهّاب‬ ‫أبرز ر ّوا ِد هذا ال ّش ِ‬
‫ِ‬ ‫وكان ِم ْن‬
‫َ‬
‫البياتي وبلند الحيدري في العراق‪ ،‬وصالح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي‬
‫في مصر‪ ،‬ونزار قباني وأدونيس في سوريا‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫سيّاب‬
‫‪ -1‬بدر شاكر ال ّ‬
‫عراقي ُولِ َد عام ‪ 1926‬في قري ِة جيكو َر ِمن قُرى قضا ِء‬
‫ٌّ‬ ‫بدر شاكر ال ّسيّاب شاع ٌر‬
‫المعاصر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫أشهر ر ّوا ِد التجدي ِد في ال ّش ِ‬
‫عر‬ ‫ِ‬ ‫ب بالبصر ِة‪ ،‬وهو ِمن‬ ‫أبي الخصي ِ‬
‫عاش اليت َم ُمب ّكرًا‬
‫َ‬ ‫عر الحرِّ‪ ،‬م َع زمالئِ ِه ِم َن ال ّشعرا ِء‪.‬‬
‫أوائل مؤسّسي مدرس ِة ال ّش ِ‬‫ِ‬ ‫و ِمن‬
‫ّزت قصائ ُد ال ّسيّاب‬‫بين البصر ِة وبغدا َد‪ .‬تمي ْ‬ ‫بع َد وفا ِة أ ِّم ِه‪ ،‬وتلّقى علو َمهُ الدراسيّةَ َ‬
‫حزن‬
‫ٍ‬ ‫سمت بملمح‬ ‫والخروج عن ال ّش ِ‬
‫كل التّقليديِّ للقصيد ِة‪ ،‬كما اتّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫بالتدفّ ِ‬
‫ق الشعريِّ‪،‬‬
‫ظروف حياتِ ِه الصّعب ِة‪ ،‬من النواحي االجتماعيّ ِة والنّفسيّ ِة‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫ك بسب ِ‬
‫سيطر عليها‪ ،‬وذل َ‬
‫عام ‪1964‬‬
‫مرض ِه الذي أودى بحياتِ ِه في ‪ /24‬كانون الثاني من ِ‬
‫ِ‬ ‫والجسديّ ِة‪ ،‬والسيّما‬
‫في المستشفى األميري في الكويت‪ ،‬ثم نقل إلى البصرة‪ ،‬ليدفن في مقبرة الحسن‬
‫البصري في الزبير‪.‬‬
‫له دوواوين كثيرة‪ ،‬منها (أزهار ذابلة ‪ ،)1947‬و(االسلحة واألطفال ‪ ،)1954‬و(المعبد‬
‫الغريق ‪ ،)1962‬و(منزل األقنان ‪.)1963‬‬

‫اف ِم َن القَ َمر)‬ ‫حفظ الى ( َكنَ ْش َو ِة ال ِّ‬


‫ط ْف ِل إِ َذا َخ َ‬ ‫أنشودة المطر‬
‫يل َسا َعةَ ال َّس َحرْ ‪،‬‬
‫اك َغابتا نَ ِخ ٍ‬
‫َعينَ ِ‬
‫أو ُشرفَتان را َح ي ْنأَى َع ْنهُما القَ َمرْ ‪.‬‬
‫ق ال ُكرُو ْم‪.‬‬‫ْسمان تُور ُ‬
‫ِ‬ ‫حين تَب‬
‫اك َ‬‫َعينَ ِ‬
‫ار في نَهَرْ‬ ‫وتَرْ قُصُ األَضْ وا ُء‪َ ...‬كاألَ ْق َم ِ‬
‫يرجُّ هُ ال ِمجْ َذ ُ‬
‫اف َو ْهنًا َسا َعةَ ال َّس َحرْ‬
‫َكأَنَّما تَ ْنبضُ في َغ ِ‬
‫وري ِهما‪ ،‬ال ُّنجُو ْم ‪...‬‬
‫ب ِم ْن أسًى َشفِ ْ‬
‫يف‬ ‫ضبا ٍ‬ ‫قان في َ‬ ‫وتَ ْغ َر ِ‬
‫ين فَ ْوقَهُ ال َم َس ْ‬
‫اء‪،‬‬ ‫َكالبَحْ ِر َس َّر َح اليَ َد ِ‬
‫ِدف ُء ال ِّشتا ِء فِي ِه َوارْ تِ َعا َشةُ ال َخ ِر ْ‬
‫يف‪،‬‬
‫الضِّياء؛‬
‫ْ‬ ‫وت‪َ ،‬وال ِميال ُد‪َ ،‬والظَّال ُم‪َ ،‬و‬
‫َوال َم ُ‬

‫‪127‬‬
‫ُوحي‪َ ،‬ر ْع َشةُ البُ َك ْ‬
‫اء‬ ‫ق ِمل َء ر ِ‬ ‫فَتَ ْستَفِي ُ‬
‫َّماء‬
‫ق الس ْ‬ ‫َونَ ْش َوةٌ َوحْ شيّةٌ تُ َعانِ ُ‬
‫ط ْف ِل إِ َذا َخ َ‬
‫اف ِم َن القَ َمرْ !‬ ‫َكنَ ْش َو ِة ال ِّ‬
‫ب تَ ْش َربُ ال ُغيُو ْم‬
‫اس ال َّس َحا ِ‬ ‫َكأ َ َّن أَ ْق َو َ‬
‫ط َرةً تَ ُذوبُ في ال َمطَرْ ‪...‬‬‫ط َرةً فَقَ ْ‬
‫َوقَ ْ‬
‫رائش ال ُكرُو ْم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫طفَا ُل في َع‬ ‫َو َكرْ َك َر األَ ْ‬
‫ير َعلَى ال َّش َجرْ‬
‫صافِ ِ‬ ‫ص ْم َ‬
‫ت ال َع َ‬ ‫ت َ‬ ‫َو َد ْغ َد َغ ْ‬
‫طرْ ‪...‬‬‫أُ ْن ُشو َدةُ ال َم َ‬
‫َمطَرْ ‪...‬‬
‫طرْ ‪...‬‬‫َم َ‬
‫َمطَرْ ‪...‬‬
‫تَثَا َء َ‬
‫ب ال َم َسا ُء‪َ ،‬وال ُغيُو ُم َما تَزَالْ‬
‫تَسُحُّ َما تَسُحُّ ِم ْن ُد ُمو ِعها الثِقَالْ ‪.‬‬
‫ات يَ ْه ِذي قَ ْب َل أَ ْن يَنَا ْم‪:‬‬
‫َكأ َ َّن ِط ْفلاً بَ َ‬
‫بِأ َ َّن أُ َّمهُ التي أَفَا َ‬
‫ق ُم ْن ُذ َعا ْم‬
‫حين لَ َّج في السُّؤالْ‬ ‫فَلَ ْم يَ ِج ْدها‪ ،‬ثُ َّم َ‬
‫قَالُوا لَهُ‪( :‬بَ ْع َد َغ ٍد تَعُو ْد ‪) ..‬‬
‫أن تَعُو ْد‬
‫لاَ بُ َّد ْ‬
‫ق أَنَّها هُنَ ْ‬
‫اك‬ ‫س الرِّ فَا ُ‬ ‫َوإِ ْن تَهَا َم َ‬
‫ب التَّلِّ تَنَا ُم نَو َمةَ ال ُّلحُو ْد‬
‫في َجانِ ِ‬
‫ف ِم ْن تُرابِها وتَ ْش َربُ ال َمطَرْ ؛‬ ‫تَ َس ُّ‬
‫َكأ َ َّن َ‬
‫صيّادًا َح ِزينًا يَجْ َم ُع ال ِّشبَ ْ‬
‫اك‬
‫َويَ ْل َع ُن ال ِميَاهَ َوالقَ َدرْ‬
‫يث يَأَفَ ُل القَ َمرْ ‪.‬‬ ‫َويَ ْنثُ ُر ال ِغنَا َء َح ُ‬
‫ث ال َمطَرْ ؟‬ ‫ي ح ُْز ٍن يَ ْب َع ُ‬ ‫ين أَ َّ‬‫أَتَ ْعلَ ِم َ‬

‫‪128‬‬
‫اريبُ إِ َذا ا ْنهَ َمرْ ؟‬
‫يف تَ ْن ِش ُج ال َم َز ِ‬
‫َو َك َ‬
‫ضيَا ْع؟‬‫يف يَ ْش ُع ُر ال َو ِحي ُد في ِه بِال َّ‬
‫َو َك َ‬
‫الجيَا ْع‪،‬‬
‫راق‪َ ،‬ك ِ‬ ‫بلاِ ا ْنتِهَا ٍء ‪َ ،‬كال َّد ِم ال ُم ِ‬
‫ال‪َ ،‬كال َموتَى هُ َو ال َمطَرْ !‬ ‫َكالحُبِّ ‪َ ،‬كاألَ ْ‬
‫طفَ ِ‬
‫يفان َم َع ال َم َ‬
‫طرْ‬ ‫َو ُم ْقلتَ ِ‬
‫اك بِ ْي تَ ِط ِ‬
‫يج تَ ْم َس ُح البُرُو ْق‬ ‫َ‬
‫اج ال َخلِ ِ‬
‫َو َع ْب َر أ ْم َو ِ‬
‫اق بِال ُّنج ِ‬
‫ُوم َوال َم َحارْ ‪،‬‬ ‫واح َل ال ِع َر ِ‬
‫َس ِ‬
‫َكأَنَّها تَ ِه ُّم بِال ُّشرُو ْق‬
‫فَيَ ْس َحبُ اللَّي ُل َعليها ِم ْن َد ٍم ِدثَارْ ‪.‬‬
‫يج‪( :‬يا َخلِيجْ‬
‫صي ُح بِال َخلِ ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫ار‪َ ،‬وال ّر َدى!)‬ ‫ب اللُّ ْؤلُ ِؤ‪َ ،‬وال َم َح ِ‬‫يا َوا ِه َ‬
‫ص َدى‬ ‫فَيَرْ َج ُع ال َّ‬
‫َكأنَّهُ النَّ ِشيجْ ‪:‬‬
‫(يا َخلِيجْ‬
‫ب اللُّ ْؤلُ ِؤ‪َ ،‬وال ّر َدى ‪)..‬‬
‫يا َوا ِه َ‬

‫معاني المفردات‬
‫ق ال ّش ِ‬
‫مس أو الثلث االخير من الليل‬ ‫ق شرو َ‬‫الوقت الذي يسب ُ‬ ‫ُ‬ ‫سح ُر‪:‬‬‫ال َّ‬
‫ال ُكرو ُم‪ :‬جم ُع َكرْ َم ٍة وه َي شجرةُ العن ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫العين وموضعُها في الوج ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫كهف‬ ‫غوريهما‪ :‬مثنّى غور‪ ،‬وه َو‬
‫اللّحودُ‪ :‬جم ُع لح ٍد‪ ،‬أيْ القبرُ‪.‬‬
‫سفُّ ‪ :‬تلته ُم‪.‬‬
‫ت َ‬
‫المطر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لتفريغ ميا ِه‬
‫ِ‬ ‫ب وهو الميزابُ أيضًا‪ ،‬أنبوبٌ‬ ‫المزاريب‪ :‬جم ُع مزرا ٍ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫صوت البكا ِء المتر ّد ِد‪.‬‬ ‫النّ ُ‬
‫شيج‪:‬‬
‫ُ‬
‫الموت‪.‬‬ ‫ال ّردى‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫التعليق النّ ُّ‬
‫قدي‪:‬‬
‫ث‪،‬‬
‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫عيون ال ّش ِ‬
‫عر‬ ‫ِ‬ ‫يرس ُم بدر شاكر ال ّسيّاب في هذه القصيد ِة التي هي ِم ْن‬
‫الطبقي‬
‫ِّ‬ ‫العراقي بطبقاتِ ِه وفئاتِ ِه االجتماعيّ ِة‪ ،‬ويحاو ُل تصوي َر التفاو ِ‬
‫ت‬ ‫ِّ‬ ‫للمجتمع‬
‫ِ‬ ‫صورةً‬
‫ق حبيبةً خياليّةً يضفي‬‫ُزن واألسى‪ .‬وه َو يص ّو ُر بل َده ال ِعرا َ‬ ‫الناس بنبر ٍة ِم َن الح ِ‬
‫ِ‬ ‫بين‬
‫َ‬
‫نخيل‪ ،‬أو شرفتان من‬
‫ٍ‬ ‫وأنهار ِه وغاباتِ ِه وبساتينِ ِه‪ ،‬فعيناها غابتا‬
‫ِ‬ ‫ريف بل ِد ِه‬
‫ِ‬ ‫عليها مالم َح‬
‫ت‬ ‫تصوير األشيا ِء الماديّ ِة أو النباتا ِ‬
‫ت أو الحيوانا ِ‬ ‫ِ‬ ‫العراق‪ .‬وهذا النوع من‬
‫ِ‬ ‫مدن‬
‫ت ِ‬ ‫شرفا ِ‬
‫ت إنسانيّةً‬
‫صها أيْ جعلَها شخصيا ٍ‬ ‫بمالم َح بشريّ ِة يُدعى أنسنةَ هذ ِه األشيا ِء‪ ،‬أو تشخي َ‬
‫العراقي في‬
‫ِّ‬ ‫المجتمع‬
‫ِ‬ ‫ريب في ّ‬
‫أن قصيدةَ ال ّسيّاب انعكاسٌ لحال ِة‬ ‫َ‬ ‫تعي وتشع ُر وتتكل ُم‪ .‬وال‬
‫وصيادين‬
‫َ‬ ‫والمحرومين من َك َسبَ ٍة‬
‫َ‬ ‫المنقسم على طبق ِة الفقرا ِء‬
‫ِ‬ ‫العشرين‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫خمسينيا ِ‬
‫ّين‪ ،‬فموار ُد البل ِد تذهبُ‬
‫ّين وبرجوازي َ‬
‫المنتفعين األغنيا ِء من إقطاعي َ‬
‫َ‬ ‫وفالحين‪ ،‬وطبق ِة‬
‫َ‬
‫وليس هنالك توزي ٌع عاد ٌل لثرواتِ ِه‪ ،‬وهذا ما عبّرت عنه القصيدةُ‬
‫َ‬ ‫دون طبق ٍة‪،‬‬
‫لطبق ٍة َ‬
‫تعبير‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ق‬
‫أصد َ‬
‫يج‪( :‬يا َخلِيجْ‬ ‫صي ُح بِال َخلِ ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫ب اللُّ ْؤلُ ِؤ‪َ ،‬وال َم َح ِ‬
‫ار‪َ ،‬وال ّر َدى!)‬ ‫يا َوا ِه َ‬
‫ص َدى‬ ‫فَيَرْ َج ُع ال َّ‬
‫َكأنَّهُ النَّ ِشيجْ ‪:‬‬
‫(يا َخلِيجْ‬
‫ب اللُّ ْؤلُ ِؤ‪َ ،‬وال ّر َدى ‪)..‬‬
‫يا َوا ِه َ‬
‫بتحليل الطَّبقا ِ‬
‫ت االجتماعيّ ِة التي‬ ‫ِ‬ ‫ع ِم َن النّق ِد الذي يُعنى في ِه النّاق ُد‬
‫ويُد َعى هذا النو ُ‬
‫ت نقدًا اجتماعيًّا‪ .‬فقد عمد ال ّشاع ُر في‬‫وربط رؤيته بطبق ٍة ِم ْن هذه الطّبقا ِ‬ ‫ِ‬ ‫تحيطُ بال ّش ِ‬
‫اعر‬
‫هذه القصيدة إلى تصوير التفاوت الطبق ّي واالستغالل بأبشع صوره مع توافر خيرات‬
‫البلد‪:‬‬
‫صيّادًا َح ِزينًا يَجْ َم ُع ال ِّشبَ ْ‬
‫اك‬ ‫« َكأ َ َّن َ‬
‫َويَ ْل َع ُن ال ِميَاهَ َوالقَ َدرْ‬
‫يث يَأَفَ ُل القَ َمرْ ‪.‬‬ ‫َويَ ْنثُ ُر ال ِغنَا َء َح ُ‬

‫‪130‬‬
‫ث ال َمطَرْ ؟‬ ‫ين أَ َّ‬
‫ي ح ُْز ٍن يَ ْب َع ُ‬ ‫أَتَ ْعلَ ِم َ‬
‫اريبُ إِ َذا ا ْنهَ َمرْ ؟‬‫يف تَ ْن ِش ُج ال َم َز ِ‬
‫َو َك َ‬
‫يف يَ ْش ُع ُر ال َو ِحي ُد في ِه بِال َّ‬
‫ضيَا ْع؟‬ ‫َو َك َ‬
‫الجيَا ْع‪،‬‬
‫راق‪َ ،‬ك ِ‬ ‫بلاِ ا ْنتِهَا ٍء ‪َ ،‬كال َّد ِم ال ُم ِ‬
‫ال‪َ ،‬كال َموتَى هُ َو ال َمطَرْ !»‬ ‫َكالحُبِّ ‪َ ،‬كاألَ ْ‬
‫طف َ ِ‬
‫مقاطع القصيد ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أن اللاّ زمةَ التي ير ِّد ُدها َ‬
‫بين‬ ‫على َّ‬
‫« َم َ‬
‫طرْ‬
‫َمطَرْ‬
‫طرْ »‬ ‫َم َ‬
‫أن ال ّشاع َر استطا َع‬‫ت البال ِد وتج ُّد ِد دور ِة الحيا ِة فيها‪ .‬ويتّض ُح َّ‬‫تدلُّ على خيرا ِ‬
‫للمجتمع‪ ،‬فالقصيدةُ‬
‫ِ‬ ‫ّين‪ :‬منحى الفنِّ للفنِّ ومنحى الفنِّ‬
‫منحيين أدبي ِ‬
‫ِ‬ ‫الموازنةَ الخلاَّ قةَ َ‬
‫بين‬
‫االجتماعي‬
‫ِّ‬ ‫باالنعتاق ِم َن ُّ‬
‫الظ ِلم‬ ‫ِ‬ ‫عن إراد ِة النّ ِ‬
‫اس‬ ‫ي وتُعبّ ُر ْ‬ ‫تُظه ُر الواق َع االجتماع َّ‬
‫القارئ وتدف ُعهُ إلى التَّأ ّم ِل في الطّبيع ِة‬
‫ِ‬ ‫بشعور‬
‫ِ‬ ‫بقي‪ ،‬بصور ٍة تسمو‬ ‫واالستغالل الطَّ ِّ‬
‫ِ‬
‫حين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫االجتماعيّ ِة وإراد ِة ال ّشعو ِ‬
‫ب في كلِّ‬

‫أسئلة المناقشة‬
‫ث؟‬
‫العصر الحدي ِ‬
‫ِ‬ ‫‪َ -1‬م ْن أبر ُز ر ّوا ِد ال ّش ِ‬
‫عر الحُرِّ في‬
‫ي ويظهر في قصيدتِ ِه؟‬‫يعكس الصّرا َع االجتماع َّ‬‫َ‬ ‫كيف استطا َع ال ّسيّاب ْ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ت اإلنسانيّ ِة الحيّ ِة التي أسبغها ال ّشاع ُر في قصيدتِ ِه على‬
‫ك تحدي ُد الصّفا ِ‬‫‪ -3‬هلْ يمكنُ َ‬
‫الطبيعة؟‬
‫عر الحُرِّ وال ّش ِ‬
‫عر العموديّ؟‬ ‫الفرق في هذه القصيد ِة بين ال ّش ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬هلْ يمكنُ َ‬
‫ك تحدي ُد‬
‫ب؟‬‫شعر السيّا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -5‬ما أه ُّم مزايا‬
‫‪ -6‬ع ّماذا تدلُّ اللاّ زمةُ (مطرْ ‪ ..‬مطرْ ‪ ..‬مطرْ )؟‬

‫‪131‬‬
‫‪ -2‬أدونيس‬
‫أدونيس الذي اختا َرهُ من ُذ‬
‫َ‬ ‫ُولِ َد ال َّشاع ُر السّوريُّ علي أحمد سعيد إسبر المشهو ُر بلق ِ‬
‫ب‬
‫ّابين) من محافظ ِة اللاّ ذقيّ ِة‪.‬‬
‫بداياتِ ِه عا َم ‪ 1930‬في أسر ٍة فالحيّ ٍة فقير ٍة في قري ِة (قص َ‬
‫اختار لقب (ادونيس) الذي غلب على اسمه تيمنًا بأسطورة أدونيس اليونانية وهو بهذا‬
‫اللقب خرج عما اعتاده بعض ال ُّشعراء قدي ًما وحديثًا كأبي ن ّوا ٍ‬
‫س وأبي الطيّب المتنب ّي‪،‬‬
‫وغيرهم من ال ّشعرا ِء ممن استعمل ُكنى والقابًا لها جذور عربية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وال ّش ِ‬
‫اعر القَرويِّ‬
‫القرآن على ي ِد أبي ِه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ل ْم يتعلّ ْم في مدرس ٍة حكوميّ ٍة قب َل سنِّ الثالثةَ عشرةَ‪ ،‬لكنّهُ حفِ َ‬
‫ظ‬
‫ربيع ‪ ،1944‬أَلقَى قصيدةً وطنيّةً من‬
‫ِ‬ ‫و َحفِظَ شعرعدد كبيرمن الشعراء القدماء‪ .‬وفي‬
‫ْ‬
‫فنالت‬ ‫كان في زيار ٍة للمنطق ِة‪،‬‬ ‫رئيس الجمهوريّ ِة السّوريّ ِة حينذا َ‬
‫ك‪ ،‬الذي َ‬ ‫ِ‬ ‫شعر ِه أما َم‬
‫ِ‬
‫(طرطوس)؛‬
‫َ‬ ‫اإلعجاب‪ ،‬فأرسل ْتهُ ال ّدولةُ إلى المدرس ِة العلمانيّ ِة الفرنسيّ ِة في‬
‫َ‬ ‫قصيدتُهُ‬
‫فقط َع مراح َل ال ّدراس ِة قف ًزا‪ ،‬وتخ َّر َج في الجامع ِة مجا ًزا في الفلسف ِة‪ .‬ث َّم غاد َر سوريا‬
‫فدرس في الجامع ِة اللّبنانيّ ِة‪ ،‬ونا َل دكتوراه الدول ِة في األد ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫لبنان عا َم ‪،1956‬‬
‫َ‬ ‫إلى‬
‫وأثارت أطروحتُهُ (الثّابت والمتح ّول) سجالاً طويلاً ‪ .‬وبد ًءا من ِ‬
‫عام‬ ‫ْ‬ ‫عا َم ‪،1973‬‬
‫ث في فرنسا وسويسرا‬ ‫تكررت دعوتُهُ أستا ًذا زائرًا إلى جامعا ٍ‬
‫ت ومراك َز للبح ِ‬ ‫ْ‬ ‫‪،1981‬‬
‫التكريم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الجوائز المحلية والعالميّ ِة وألقا ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ت المتحد ِة وألمانيا‪ .‬وقد نا َل عددًا من‬
‫والواليا ِ‬
‫ثالث عشرةَ لغةً‪ .‬وهو واح ٌد من أه ِّم الداعين إلى تجدي ِد القصيد ِة‬
‫َ‬ ‫ت أعمالُهُ إلى‬ ‫وتُرج َم ْ‬
‫ألفاظ شعريّ ٍة‬
‫ٍ‬ ‫بين‬
‫ق َ‬ ‫ْ‬
‫كانت تف ّر ُ‬ ‫المعايير القديم ِة التي‬
‫ِ‬ ‫وتحرير لغتِها ِم َن‬
‫ِ‬ ‫العربيّ ِة وتحديثها‬
‫واالهتمام بالقصيد ِة بوصفِها بنيةً ورؤيةً متكاملةً موحّدةَ األجزا ِء‬
‫ِ‬ ‫غير شعريّ ٍة‪،‬‬
‫وأخرى ِ‬
‫ب القصيد ِة الموزون ِة الح ّر ِة‪ ،‬قصيدةَ‬
‫فكتب إلى جان ِ‬
‫َ‬ ‫ت والصُّ ِ‬
‫ور‪،‬‬ ‫ْ‬
‫وليست نثارًا ِم َن الكلما ِ‬
‫َّ‬
‫فالتف‬ ‫ث‪،‬‬ ‫النّ ِ‬
‫ثر ودعا إليها‪ ،‬وجع َل ِم ْن مجل ِة (شعر) منبرًا لهذ ِه الدعو ِة للتجدي ِد والتحدي ِ‬
‫حولَها جماعةٌ من ال ّشعراء عرفوا فيما بعد بجماعة (مجلة شعر)‪..‬‬
‫وقصيدته التي ستدرسها هنا واحدة من قصائده التي كتبها وفقًا لمدرسة الشعر الحرّ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫(للحفظ )‬ ‫ُر ْؤيــــــــا‬
‫ت َم ِدينَتُنا‬ ‫هَ َربَ ْ‬
‫ت أَ ْستَجْ لِي َم َسالِ َكها‬ ‫فَ َر َكضْ ُ‬
‫ت ‪ -‬لَ ْم أَ ْل َمحْ ِس َوى األُفُ ِ‬
‫ق‬ ‫َونَظَرْ ُ‬
‫ين َغدًا‬ ‫يت أَ َّن الهَ ِ‬
‫اربِ َ‬ ‫َو َرأَ ُ‬
‫ين غدًا‬
‫َوال َعائِ ِد َ‬
‫َج َس ٌد أُ َم ِّزقُهُ على َو َرقِي‪.‬‬
‫ان ال َغ ْي ُم َح ْن َج َرةً‬
‫يت ‪َ -‬ك َ‬‫َو َرأَ ُ‬
‫َوال َما ُء ُج ْد َرانًا ِم َن اللَّهَ ِ‬
‫ب‬
‫يت َخ ْيطًا أَصْ فَرًا َدبِقًا‬ ‫َو َرأَ ُ‬
‫يخ يَ ْعلَ ُ‬
‫ق بِي‬ ‫ار ِ‬ ‫َخ ْيطًا ِم َن التَّ ِ‬
‫تَجْ تَرُّ أَيَّا ِمي َوتَ ْعقِ ُدها‬
‫ت‬‫َوتَ ُكرُّ ها في ِه ‪ -‬يَ ٌد َو ِرثَ ْ‬
‫ق‪.‬‬
‫الخ َر ِ‬ ‫ِج ْن َ‬
‫س ال ُّد َمى َو ُسلاَ لَةَ ِ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫أستجلي‪ :‬أستوضحُ‪.‬‬
‫تجتر‪ :‬تعي ُد وتُكرِّ رُ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫تعقدُ‪َ :‬عقَ َد الحب َل أيْ َش َّدهُ‪.‬‬
‫تكر‪ :‬ترج ُع‬ ‫ُّ‬
‫ساللةُ‪ :‬جماعةٌ ِم َن الكائنات الحيّة تتف ُ‬
‫ق في صفاتِها ال ِعرْ قِيَّة الموروث ِة‪.‬‬ ‫ال ُّ‬
‫الخ َرقُ‪ :‬جم ُع خرق ٍة وهي القطعةُ المزقةُ من الثوب‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪133‬‬
‫التعليق النّقد ّ‬
‫ي‪:‬‬
‫شعر ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يمكن الحُك ُم على‬ ‫فال‬ ‫ينتمي أدونيسُ إلى المدرس ِة الرَّمزيّ ِة في التّ ِ‬
‫عبير‪،‬‬
‫وتعبيراتِ ِه‪ ،‬ويُد َعى هذا النو ُ‬
‫ع‬ ‫شعر ِه‬
‫ِ‬ ‫رموز‬
‫ِ‬ ‫بين‬ ‫إلاّ في ضو ِء العالقا ِ‬
‫ت التي يقي ُمها َ‬
‫المحيط‬
‫ِ‬ ‫الشاعر أو‬
‫ِ‬ ‫لدواخل النصِّ بعيدًا من عالق ِة القصيد ِة بحيا ِة‬
‫ِ‬ ‫من التّ ِ‬
‫حليل النقديِّ‬
‫ف في التّ ِ‬
‫حليل‪ ،‬وال ينبغي إشرا ُكهُ‬ ‫موت المؤلِّ ِ‬
‫َ‬ ‫االجتماعي‪ ،‬نقدًا بنيويًّا‪ ،‬وهو نق ٌد يرى‬
‫ِّ‬
‫ب الفنِّ للفنِّ منهُ‬
‫أدونيس أقربُ إلى مذه ِ‬ ‫َ‬ ‫ويكشف لنا تحلي ُل هذه القصيد ِة َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫أبدًا‪.‬‬
‫األغراض‬
‫ِ‬ ‫للمجتمع‪ ،‬فهو يكتبُ للمتع ِة الجماليّ ِة الخالص ِة بعيدًا من‬
‫ِ‬ ‫ب الفنِّ‬
‫إلى مذه ِ‬
‫ت التي يكشفُها التّحلي ُل البنيويُّ للقصيد ِة‬‫االجتماعيّ ِة المباشر ِة للقصيد ِة‪ .‬و ِم َن العالقا ِ‬
‫المستقبل والماضي‪ ،‬الحيا ِة‬
‫ِ‬ ‫واليأس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫األمل‬
‫ِ‬ ‫اثنتين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ركيزتين‬
‫ِ‬ ‫يتبي ُّن لنا أنَّها تدو ُر بين‬
‫ق‬ ‫األصفر الذي َعلِ َ‬
‫ِ‬ ‫بخيط ِه‬
‫ِ‬ ‫االنعتاق ِم ْن ربق ِة الماضي‬
‫ِ‬ ‫ت‪ ،‬فال ّشاع ُر يدعو إلى‬ ‫والمو ِ‬
‫الواقع يك ّر ُر‬
‫ِ‬ ‫أن هذا الماضي في‬ ‫ق منهُ‪ ،‬غي َر َّ‬
‫ويمكن االنعتا ُ‬
‫ُ‬ ‫ب ِه‪ ،‬فهو خيطٌ َ‬
‫ليس أكث َر‬
‫َّ‬
‫ولكن‬ ‫ق‪.‬‬
‫والخ َر ِ‬ ‫ك ِم ْن ميرا ٍ‬
‫ث سوى ال ُّدمى ِ‬ ‫وليس هنال َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحيوانات علفَها‪،‬‬ ‫األيّا َم كما تجترُّ‬
‫واالنعتاق‪َ ،‬حنجرةً‬
‫ِ‬ ‫والخير‬
‫ِ‬ ‫السمو‬
‫ِ‬ ‫للغيم‪ ،‬بوصفِ ِه رم َز‬
‫ِ‬ ‫الشاع َر ِم ْن جه ٍة أخرى يبي ُّن َّ‬
‫أن‬
‫ب‪ ،‬أيْ ذلك اللهبُ الذي‬ ‫ٌ‬
‫جدران ِم َن الله ِ‬ ‫وأن الما َء‪ ،‬الذي يرم ُز للحيا ِة وال ّدع ِة‪ ،‬إنما هو‬
‫َّ‬
‫الشاعر‬
‫ِ‬ ‫ي ُدلُّ على الثّور ِة والتّمر ِد‪ .‬وبهذه الثّنائيّ ِة تنمو ُ‬
‫ص َو ُر القصيد ِة لتعبّ َر َع ْن ُحلُ ِم‬
‫الذاتيّ ِة والتّأريخيّ ِة واالجتماعيّ ِة لغرس روح‬ ‫جميع القيو ِد ّ‬
‫ِ‬ ‫اإلنسان ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫بتحرير ذا ِ‬
‫ِ‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫إنسان‬
‫ِ‬ ‫األمل في‬
‫ِ‬
‫بحر قَلَّما ينظ ُم عليه شعرا ُء مدرس ِة ال ّش ِ‬
‫عر‬ ‫ٍ‬ ‫نَظَ َم أدونيس هذ ِه القصيدةَ ال ّح ّرةَ على‬
‫تكرار التّفعيل ِة المتشابه ِة في‬
‫ِ‬ ‫ألن القصيدة ال ُح ّرةَ تمي ُل إلى‬ ‫الحرِّ‪ ،‬وهو بح ُر البسيط؛ ّ‬
‫بالبحور الصّافي ِة‪ ،‬وتقتضي البحو ُر المر ّكبةُ‬
‫ِ‬ ‫تكرار تفعيل ٍة واحد ٍة تُس َّمى‬
‫ِ‬ ‫تتألف ِم ْن‬
‫ُّ‬ ‫بحور‬
‫الذين‬
‫َ‬ ‫أكبر ال ّشعرا ِء‬
‫ِ‬ ‫فكان أدونيس ِم ْن‬
‫َ‬ ‫ِم ْن أكث َر ِم ْن تفعيل ٍة واحد ٍة موهبةً ومهارةً عاليةً‪،‬‬
‫بحور مر ّكب ٍة ِ‬
‫مثل هذ ِه القصيد ِة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كتبوا قصائ َدهُم ال ُح ّرةَ على‬

‫‪134‬‬
‫أسئلة المناقشة‬
‫بغير‬
‫ِ‬ ‫تعرف شعراء آخرين ا ْشتُهروا‬‫ُ‬ ‫‪ -1‬هلْ كان أدونيس اس ًما حقيقيًّا للشاعر؟ وهل‬
‫أسمائهم؟‬
‫خصائصها؟‬
‫ِ‬ ‫تأسيسها؟ وما أبر ُز‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬ما الجماعةُ ال ّشعريّةُ التي شارك أدونيس في‬
‫أن مفرداتِها مألوفةٌ مأنوسةٌ‪ ،‬فما‬ ‫الغموض في التّ ِ‬
‫عبير‪ ،‬م َع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ع ِم َن‬‫‪ -3‬في القصيد ِة نو ٌ‬
‫الغموض الفنّ ِّي؟‬
‫ِ‬ ‫سببُ هذا‬
‫لليأس؟‬
‫ِ‬ ‫لألمل أم يدعو‬
‫ِ‬ ‫أكان ال ّشاع ُر في هذه القصيد ِة يدعو‬ ‫‪َ -4‬‬
‫يمكن قراءةُ هذه القصيد ِة وفه ُم مقاص ِدها بعيدًا من معرفتِنا بحيا ِة ال ّش ِ‬
‫اعر‬ ‫ُ‬ ‫‪ -5‬هلْ‬
‫وثقافتِه؟ وضح ذلك‪.‬‬

‫(للفرع األدبي فقط)‬ ‫النقد األدبي احلديث‬

‫(المذاهب األدبيةُ)‬
‫ُ‬

‫الرومانسية‬

‫ث‬
‫ب الحدي ِ‬ ‫الرُّ ومانسيّةُ (أو الرُّ ومانتيكيّةُ أو الرُّ ومانطيقيّةُ) مذهبٌ ِم ْن مذاه ِ‬
‫ب األد ِ‬
‫الثامن عش َر‪ ،‬ث َّم استله َمهُ األدبا ُء العربُ وصاغوا على‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫ّين شا َع في‬ ‫عن َد الغربي َ‬
‫بالمحاور‬
‫ِ‬ ‫مبادئ الكالسيكيّ ِة‪ ،‬يستهدي‬
‫ِ‬ ‫وفق مبادئِ ِه أعمالَهُ ْم األدبيّةَ‪ ،‬وهو على ال ّ‬
‫ض ِّد ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫الرئيس ِة اآلتيّ ِة‪:‬‬
‫ب أو ال ّش ِ‬
‫اعر‪ ،‬وليس العق َل أو التّقالي َد‪،‬‬ ‫اإلبداعي لألدي ِ‬
‫ُّ‬ ‫إن العاطفةَ والشعو َر هي الحاك ُم‬
‫‪َّ -‬‬
‫العواطف الجيّاشةَ والمشاع َر القويّةَ ويجعلونَها معيارًا‬
‫َ‬ ‫لذلك يب ّج ُل الرّومانسي َ‬
‫ّون‬
‫واألدبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الفني‬
‫ِّ‬ ‫أعلى في إبدا ِع ِه ْم‬
‫الفني واألدب ِّي‪ ،‬وينبغي تصوي ُر‬
‫ِّ‬ ‫عبير‬ ‫اعر والرُّ ؤيةَ ّ‬
‫الذاتيّةَ هي الكفيلةُ بالتّ ِ‬ ‫ذات ال ّش ِ‬
‫إن َ‬‫‪َّ -‬‬
‫األدبي تصويرًا ذاتيًّا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫العمل‬
‫ِ‬ ‫ك ِّل شي ٍء في‬

‫‪135‬‬
‫ك الواق ُع الذي يعي ُشهُ األديبُ أو ال ّشاعرُ‪ ،‬وهو واق ٌع يشوبُهُ‬
‫ومانسي هنال َ‬
‫ِّ‬ ‫ب الرُّ‬
‫‪ -‬في األد ِ‬
‫ّومانسي ويصبو إلي ِه‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫النّقصُ والبؤسُ ‪ ،‬يقابلُهُ المثا ُل الذي يطم ُح إلي ِه ال ّشاع ُر الر‬
‫وهو مثا ٌل فاض ٌل كام ٌل دائ ًما‪.‬‬
‫الحياتي المر باتجا ِه مثالِ ِهم الذي يبنونَهُ ِم ْن‬
‫ِّ‬ ‫يهربون ِم ْن واق ِع ِهم‬
‫َ‬ ‫ّين‬
‫ألن الرّومانسي َ‬‫‪َّ -‬‬
‫ب؛ هما الماضي الجمي ُل‬ ‫اثنان غالبًا لهذا الهر ِ‬
‫ِ‬ ‫طريقان‬
‫ِ‬ ‫كان له ْم‬ ‫مخيلتِهم ّ‬
‫الذاتيّ ِة‪ ،‬فق ْد َ‬
‫الذي يعبّ ُر عن طفول ِة البشريّ ِة‪ ،‬والطّبيعةُ البك ُر التي ل ْم تَ ُشبْها ال ّشوائبُ ‪ ،‬فأكثروا ِم ْن‬
‫لوج وسوى ذلك‪.‬‬ ‫والجبال والثّ ِ‬
‫ِ‬ ‫والقمر‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫جوم والبحيرا ِ‬‫وصف الطّبيع ِة الجميل ِة‪ ،‬كالنّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّين بسهولتِها وحداثتِها وبساطتِها مقارنةً بلغ ِة الكالسيكي َ‬
‫ّين‬ ‫‪ -‬انمازت لغةُ الرّومانسي َ‬
‫ت ويأبى لغةً مجبولةً على التّقالي ِد‬ ‫ّومانسي يمي ُل إلى لغ ِة ّ‬
‫الذا ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الرّفيع ِة الجزل ِة‪ ،‬فالر‬
‫الموروث ِة‪.‬‬

‫أسئلة للمناقشة‬
‫المصطلحات المرادفةُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬متى ظهرت الرُّ ومانسيّةُ وشاعت بين األَدباء الغربيّين؟ وما‬
‫ْ‬
‫شاعت و ُع ِرفَت للتّعبير عنها في اللغة العربيّة؟‬ ‫التي‬
‫موقف الرُّ ومانسيّة من ثنائيّة العقل والعاطفة؟ وأيٌّ منهما كان حاك ًما في األَدب‬
‫ُ‬ ‫‪ -2‬ما‬
‫الرُّ ومانس ّي؟‬
‫المحيط بهم‪ ،‬فما البدي ُل الذي خلقوه‬
‫ِ‬ ‫الواقع‬
‫ِ‬ ‫بؤس‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬إذا كان الرومانسيون يهربون من‬
‫وأَبدعوه؟‬
‫خصائص اللغ ِة عند الرُّ ومانسيّين؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬ما أَبر ُز‬

‫‪136‬‬
‫اجلزء‬ ‫الوحدة اخلامسة‬
‫األول‬
‫َسطني ُ‬
‫فِل ْ‬

‫التَّ ْم ِه ْيدُ‪:‬‬
‫احتالل‬
‫ِ‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬الَّذي بَدأ بَ ْع َد‬
‫ِّ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫تُمثّ ُل القضيَّةُ الفِلسْطينيَّةُ جوه َر الصِّ ِ‬
‫راع‬
‫المشؤوم عام‬
‫ِ‬ ‫لسطين عام ‪ ،1948‬والَّذي جا َء نتيجةً لِ َو ْع ِد بِلفو َر‬ ‫َ‬ ‫ض فِ‬‫الصَّهاين ِة أَرْ َ‬
‫ب بِقَ َد ِر ما ِهي مصي ُر أُ َّم ٍة كاملَ ٍة‪،‬‬ ‫وطن و َش ْع ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ليست مصي َر‬‫ْ‬ ‫‪ ،1917‬فالقضيَّةُ الفَلسطينيَّةُ‬
‫لمظلُوميَّ ِة الفئ ِة ال ُمستض َعف ِة‬ ‫وليست ِهي اختالفًا في الرُّ ؤي ِة السِّياسيَّ ِة بِقَ َد ِر ما هي تجسي ٌد ْ‬ ‫ْ‬
‫المي يَ ْن َ‬
‫ضوي تَحْ ت لوائه ُكلُّ‬ ‫ِم َن البشريَّ ِة بِ ُر َّمتِها؛ ِم ْن هُنا كان لِه ِذه القضيَّ ِة بُ ْع ٌد َع ٌّ‬
‫المظلومين‪.‬‬
‫َ‬
‫ض َّمنةُ‪:‬‬‫ال َمفا ِه ْي ُم ال ُمت َ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم وطنيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم تربويَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم تاريخيَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم لُغويَّةٌ‬
‫‪َ -‬مفاهي ُم أدبيَّةٌ‬

‫ما قبل النص‬

‫عن القضيَّ ِة الفِلسْطينيَّ ِة؟‬ ‫ُ‬


‫تعرف ِ‬ ‫• ماذا‬
‫كيف استطا َع الصَّهاينةُ احتال َل فِلَس َ‬
‫ْطين؟‬ ‫َ‬ ‫•‬

‫‪137‬‬
‫س األوَّلُ‪ :‬املُطال ََع ُة ‪ /‬ورقة من الرملة لغسان كنفاني‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫إضاءة‬

‫َّحفيين‬
‫َ‬ ‫ب والص‬ ‫سطيني‪ ،‬يُ َع ُّد أح َد أَ ِ‬
‫شهر ال ُكتَّا ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وصحفي فِلَ‬
‫ٌّ‬ ‫َّان َكنفان ّي ِروائ ّي َوقَاصٌّ‬
‫َغس ُ‬
‫عن الثَّقاف ِة ال َعربيَّ ِة والفِلَسطينيَّ ِة‪ُ .‬ولِ َد فِي‬
‫كانت أعمالُه تُ َعبِّ ُر ِ‬
‫ْ‬ ‫شرين‪ ،‬فقد‬
‫َ‬ ‫فِي القَرْ ِن ال ِع‬
‫َ‬
‫يروت عام ‪.1972‬‬‫َع َّكا عام ‪ .1936‬وا ْغتِي َل على ي ِد الصَّهاين ِة فِي بَ‬

‫ان كنفان ّي) (بتصرف)‬


‫س َ‬‫َورقةٌ ِم َن ال َّرمل ِة (ل َغ َّ‬
‫ين على طرفي ال َّش ِ‬
‫ارع‬ ‫صفَّ ِ‬‫أَوقفُونَا َ‬
‫ص‬
‫في أثنا ِء الن َّ ِّ‬ ‫س‪،‬‬ ‫ص ُل ال َّر ْملَةَ بالقُ ْد ِ‬ ‫ب الَّذي يَ ِ‬ ‫التَّر ِ‬
‫أن َمديْنةَ‬ ‫ب َذ َك َر َّ‬ ‫أن الكاتِ َ‬ ‫ت َّ‬ ‫حظ َ‬ ‫طلبوا إلينا أَ ْن نرف َع أَيْدينا ُمتصالِبةً هَلْ لاَ ْ‬ ‫و َ‬
‫س ال َّش ِ‬
‫ريف؟‬ ‫ب ِم ْن مدين ِة القُ ْد ِ‬ ‫في الهوا ِء‪ ،‬و ِعندما الحظَ أح ُد الجُنو ِد ال َّر ْمل ِة بِالقُرْ ِ‬
‫استعن بالخريط ِة الورقي ِة أو بِ َخ ِ‬
‫رائط‬ ‫ْ‬ ‫الصَّهاين ِة أَ َّن أُ ّمي تَحْ ِرصُ َعلى َوضْ عي‬
‫ك‬ ‫ث (غوغل) لِتُ َح ِّد َد َم َع ُم َد ِ‬
‫رِّس َ‬ ‫س تَموز‪ُ ،‬م َحرِّ ِك البح ِ‬ ‫أمامها كي اتَّقي بِ ِظلّها َش ْم َ‬
‫ك َم ْوقِ َع َم ِد ْينَتَي ال َّر ْملَ ِة َوالقُ ْد ِ‬
‫س‬ ‫ف َشد ْي ٍد‪ ،‬وقا َل‪ :‬يَا َو ُزمالئِ َ‬ ‫سحبني ِم ْن يدي ب ُع ْن ٍ‬
‫ب تَ ْس ِمي ِة َمدين ِة (الرَّملة)‬ ‫ْف‪ُ ،‬مبَيِّنًا َسبَ َ‬ ‫ق َواحد ٍة‪ ،‬وارف ْع ال َّش ِري ِ‬ ‫ف َعلى َسا ٍ‬ ‫َولَ ُد قِ ْ‬
‫ت في التَّاسع ِة بِهَ َذا االس ِْم‪.‬‬ ‫أسك‪ُ .‬ك ْن ُ‬ ‫ق َر ِ‬ ‫ك فو َ‬ ‫ذرا َعي َ‬
‫ت قَب َل‬ ‫ك‪ ،‬ولق ْد َشه ْد ُ‬ ‫من ُع ْمري يَ ْو َمذا َ‬ ‫ْ‬
‫اقف هُناك في‬ ‫ت أَ َرى َوأَنا َو ٌ‬ ‫كيف َد َخ َل الصَّهاينةُ إلَى ال َّر ْملَ ِة‪ ،‬و ُك ْن ُ‬ ‫ت فَقَ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ط‬ ‫بع َساعا ٍ‬ ‫أرْ ِ‬
‫جائز َوالصَّبايا‪ ،‬وينتز ُعونها‬ ‫ون َع ْن ُحلِ ِّي ْال َع ِ‬ ‫كيف َكانوا يُفَتِّ ُش َ‬ ‫َ‬ ‫ارع ال َّر َماديِّ‬ ‫صف ال َّش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم ْنتَ‬
‫ولكن بحماس ٍة‬ ‫ْ‬ ‫ات يَقُ ْم َن بالعملي ِة نَ ْف ِسها‪،‬‬ ‫دات َس ْم َرا َو ٌ‬‫كان ثَ َّمةَ ُم َجنَّ ٌ‬ ‫ف و َشراس ٍة‪َ ،‬و َ‬ ‫ِم ْنه َُّن ب ُع ْن ٍ‬
‫يت في‬ ‫ت‪ .‬تَ َمنَّ ُ‬‫ص ْم ٍ‬‫كانت أُ ّمي تنظُ ُر باتّجاهي وه َي تبكي ب َ‬ ‫ْ‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫ت أَ َرى أَ ْيضًا‬ ‫أَ ْكبر‪ .‬و ُك ْن ُ‬
‫مس ال تُؤثّ ُر‬ ‫ك اللحظ ِة أَ ْن أَسْتطي َع ُم َحا َدثَتَها وأَ ْن أَقُو َل لَهَا إنَّني َعلى َما يُ َرا ُم‪َّ ،‬‬
‫وأن ال َّش َ‬ ‫تِل َ‬
‫حو الَّذي تتص َّورُه ِهي‪..‬‬ ‫ي‪َ ،‬على النَّ ِ‬ ‫ف َّ‬
‫ث بسن ٍة كاملَ ٍة‪ ،‬وأخي الكبي ُر‬ ‫ت أنَا َم ْن بَقِي لَها‪ ،‬فَأَبي قَ ْد َم َ‬
‫ات قَبْل بَ ْد ِء الحواد ِ‬ ‫ُك ْن ُ‬

‫‪138‬‬
‫ت أَ ْعني ألُ ّمي‪ ،‬لكنَّني َ‬
‫اآلن‬ ‫ضبْط ماذا ُك ْن ُ‬ ‫أخ ُذوه ِعندما َدخلوا ال َّر ْملَةَ‪ ،‬لَ ْم أَ ُك ْن أ ْع ِر ُ‬
‫ف بال َّ‬
‫ت األُ ُم ْو ُر َستجري لَ ْو أَنَّني لَ ْم أَ ُك ْن َم َعها َساعةَ ُوصُولها‬ ‫كيف َكانَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ال أَسْتطي ُع ْ‬
‫أن أتخيَّ َل‬
‫ت‪.‬‬
‫ف الحافال ِ‬ ‫ب مواقِ ِ‬ ‫َّباح وأنَا أُنَادي ُمرْ تَ ِجفًا قُرْ َ‬
‫ق‪ ،‬لأَ ب ْي َع لها َجرائ َد الص ِ‬ ‫إلَى ِد َمش َ‬
‫ْ‬
‫وارتفعت ِم ْن هُنا وهُناك بعضُ‬ ‫يوخ‪...‬‬‫ات النِّسا ِء وال ُّش ِ‬ ‫ت ال َّش ْمسُ تُذيبُ ثَبَ َ‬ ‫لق ْد بَدأ ِ‬
‫شوارع‬
‫ِ‬ ‫ت رُؤيتَها في‬ ‫ْض ال ُوجُو ِه الَّتي ا ْعتَ ْد ُ‬ ‫ت أَرى بَع َ‬ ‫ت اليائس ِة البائس ِة‪ُ ،‬ك ْن ُ‬ ‫االحتِجاجا ِ‬
‫ي ُشعورًا عم ْيقًا ِم َن األسى‪ ،‬غي َر أنَّني أَبدًا لَ ْم أستط ْع‬ ‫ُ‬
‫تبعث ف َّ‬ ‫ضيّقَ ِة‪ ،‬ولكنَّها َ‬
‫اآلن‬ ‫ال َّر ْملَ ِة ال َّ‬
‫ث ضاحكةً بلِحْ ي ِة‬ ‫ب آخ َر تملَّ َكني ح ْينَما رأي ُ‬
‫ْت ُم َجنَّ َدةً صُهيونيَّةً تَ ْعبَ ُ‬ ‫تفسي َر ُش ٍ‬
‫عور عج ْي ٍ‬
‫الع ِّم أَبي ُع َ‬
‫ثمان‪.‬‬
‫ق ال َّر ْملَ ِة وطبيبُها ْال ُمتَ َواضعُ‪ ،‬ولق ْد تع َّو ْدنا ُمنا َداتَه بال َع ِّم ُم ْن ُذ‬ ‫وال َع ُّم أَبو ُع َ‬
‫ثمان َحلاَّ ُ‬
‫َو ِعيناهُ ُحبًّا واحْ ترا ًما وتَ ْقديرًا‪.‬‬
‫كان واقفًا يضُّ ُّم إلَى َج ْنبِه ا ْبنَتَه األخيْرةَ‪ ،‬فَاط َمةَ‪ ،‬صغيرةٌ سمرا ُء تَ ْنظُ ُر بِعينيها‬ ‫َ‬
‫ين إلى الصِّ هيونيّ ِة السَّمرا ِء‪.‬‬ ‫داوين ال َواس َعتَ ِ‬
‫ِ‬ ‫الس َّْو‬
‫‪ -‬ابْنتُك؟‬
‫ب‪ ،‬وببساط ٍة‬ ‫ائم عجي ٍ‬ ‫تلمعان بِتكه ٍُّن قَ ٍ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ولكن َعيْنيه كانَتَا‬ ‫ق‪،‬‬ ‫هَ َّز أَبُو ُع ْث َ‬
‫مان رأ َسه بقَلَ ٍ‬
‫رأس فاطمةَ الصَّغير ِة السَّمرا ِء‬
‫ِ‬ ‫ت الصِّ هيونيّةُ ِم ْدفَ َعها الصَّغي َر‪ ،‬وص َّوب ْتهُ إلى‬ ‫شديد ٍة رفَع ِ‬
‫ُون السُّو ِد ال ُمتَعجِّب ِة َدائ ًما‪.‬‬
‫ت ال ُعي ِ‬
‫ذا ِ‬
‫ت نظ َره‬ ‫َّاس الصَّهاين ِة في تَجوالِه أَمامي‪ ،‬ولَفَ َ‬
‫ص َل أَح ُد ال ُحر ِ‬ ‫ك اللحظ ِة َو َ‬ ‫في تِل َ‬
‫طع ٍة‬ ‫ط ْلقا ٍ‬
‫ت ُمتق ِّ‬ ‫ث َ‬ ‫َ‬
‫صوت ثال ِ‬ ‫حاجبًا عنَّي ال َمنظ َر‪ ،‬ولكنَّني َس ِم ُ‬
‫عت‬ ‫ِ‬ ‫فوقف‬
‫َ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫الموقِ ُ‬
‫ُ‬
‫ونظرت إلى فاطمةَ‪،‬‬ ‫أن أرى َوجْ هَ أبي ُع ْث َ‬
‫مان يَتَم َّو ُج بأسًى ُم ٍ‬
‫ريع‪،‬‬ ‫دقيق ٍة‪ ،‬ثُ َّم تيسَّر لي ْ‬
‫شعرها األسو ِد إلى‬ ‫ِ‬ ‫ق هابِطةً ِخالل‬ ‫ٌ‬
‫وقطرات ِم َن ال َّد ِم تَتَالح ُ‬ ‫األمام‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُم َدلًّى رأسُها إلى‬
‫األرض البُنَّي ِة السَّاخن ِة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ين جُثَّةَ فاطمةَ‬
‫مان ِم ْن َجانبي‪ ،‬حاملاً على ساعديه الهَ ِر َم ِ‬ ‫وبع َد هُنَ ْيهَ ٍة‪َ ،‬م َّر أبو ُع ْث َ‬
‫أن م َّر بي‬ ‫ث ْ‬‫ب‪ ،‬وما لَبَ َ‬ ‫كان صا ِمتًا جا ِمدًا ينظُ ُر أما َمه بَهُدو ٍء رهي ٍ‬ ‫الصَّغير ِة السَّمرا ِء‪َ .‬‬
‫صفَّ ِ‬
‫ين إلى أ َّو ِل‬ ‫ظه َره ال ُم ْنحني وهُو يَسي ُر بَهُدو ٍء بَي َْن ال َّ‬
‫ْت َ‬ ‫ي البَتَّةَ‪َ ،‬و َراقب ُ‬ ‫َغي َر ِ‬
‫ناظ ٍر إل َّ‬
‫ض ورأسُها بي َْن َكفَّيها تب ِكي بِأَنِي ٍْن‬
‫زوج ِه َجالسةً على األرْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت أ ْنظُ ُر إلى‬ ‫ُم ْن َعطَ ٍ‬
‫ف‪ ،‬و ُع ْد ُ‬

‫‪139‬‬
‫صهيوني نَحوها‪َ ،‬وأ َشا َر إليها قائلاً ‪ :‬يَا أَيَّتُها ال َمرْ أةُ‪ ،‬قِفِي‬
‫ٌّ‬ ‫ُمقَطَّ ٍع َح ِز ٍ‬
‫ين‪ ،‬فتو َّجهَ ُج ْنديٌّ‬
‫اليأس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كانت يائِسةً إلى ِ‬
‫آخر ُح ُدو ِد‬ ‫ْ‬ ‫ولكن العجُو َز ل ْم تَقِ ْ‬
‫ف‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫بِسُرْ ع ٍة‪...‬‬
‫كيف رف َسها‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ورأيت بعين َّ‬‫ُ‬ ‫ث‪،‬‬ ‫ضوح ُك َّل ما َح َد َ‬
‫ٍ‬ ‫ْت أَ ْن أرى ب ُو‬ ‫ه ِذه ال َم َّرةُ استطع ُ‬
‫ف د ًما‪ ،‬ثُ َّم رأ ْيتُه‪،‬‬ ‫ظهرها َووجْ هُها يَ ْن ِز ُ‬‫ِ‬ ‫ت ال َعجُو ُز على‬ ‫وكيف سقطَ ِ‬ ‫َ‬ ‫ال ُج ْنديُّ بقد ِم ِه‪،‬‬
‫ق رصاصةً ِ‬
‫واحدةً‪.‬‬ ‫صدرها‪ ،‬وي ْ‬
‫ُطلِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ض ُع فُ َّوهَةَ بُ ْن ُدقِيَّتِه في‬
‫كبير‪ ،‬ي َ‬
‫ٍ‬ ‫بوضوح‬
‫ٍ‬
‫ي أَ ْن أرف َع‬ ‫ب إل َّ‬ ‫في اللحظ ِة التَّالي ِة‪ ،‬تَ َوجَّه ال ُج ْنديُّ نفسُه نحوي‪ ،‬وبهُدو ٍء شدي ٍد َ‬
‫طلَ َ‬
‫صفعني‬ ‫ْت ساقي ُمذ ِعنًا‪َ ،‬‬‫األرض ُد ْو َن أَ ْن أش ُع َر‪ ،‬و ِع ْندما رفَع ُ‬
‫ِ‬ ‫ساقي الَّتي أَ ْنزلتُها إلى‬
‫ُ‬
‫فشعرت بإعيا ٍء ُمد ِّم ٍر؛‬ ‫قميصي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫دم فمي بِ‬‫ق على ظا ِه ِر ي ِده ِم ْن ِ‬ ‫ص ْف ِ‬
‫عتين‪َ ،‬و َمس َح َما علِ َ‬ ‫َ‬
‫كانت تبكي‬ ‫ْ‬ ‫ك بَي َْن النِّسا ِء رافعةً ِذرا َعيها في الهوا ِء‪،‬‬ ‫نظرت إلى أُ ِّمي‪ ،‬هُنا َ‬
‫ُ‬ ‫لكنَّني‬
‫ُ‬
‫وشعرت‬ ‫ت ِم ْن ِخالل دمو ِعها ابتسامةً صغيرةً‪.‬‬ ‫ت‪ ،‬ولكنَّها في تلك اللحظ ِة ابتس َم ْ‬ ‫بصم ٍ‬
‫يت‬ ‫ت أَ ْيضًا‪ ،‬وتمنَّ ُ‬ ‫فظيع يكا ُد يقط ُع فَ ْخ ِذي‪ ،‬لكنَّني ابتس ْم ُ‬
‫ٍ‬ ‫بِساقي تَ ْلتَوي تَحت ثِ ْقلي‪ ،‬وبألَ ٍم‬
‫ض إلَيها‪ ،‬فَأقُو ُل لها‪ :‬أُمي‪ ،‬إنَّني ل ْم أتَأل ْم كثيرًا ِم َن‬ ‫أن أر ُك َ‬ ‫م َّرةً أُخرى لو أنَّني أستطي ُع ْ‬
‫َّف أبُو‬
‫َّف ك َما تصر َ‬ ‫َّفعتين‪ ،‬وإنَّني على ما يُرا ُم‪ ،‬أرْ جُوها باكيًا ألاَّ تبكي‪ْ ،‬‬
‫وأن تتصر َ‬ ‫ِ‬ ‫الص‬
‫ثمان قَ ْب َل هُنَ ْيهَ ٍة‪.‬‬
‫ُع َ‬
‫أن َدفَ َن فاطمةَ‪،‬‬
‫ثمان ِم ْن أمامي عائِدًا إلى مكانِ ِه بَ ْع َد ْ‬ ‫كاري ُمرْ و ُر أبي ُع َ‬ ‫وقَط َع أ ْف ِ‬
‫وأن عليه أَ ْن ي ِ‬
‫ُواجهَ‬ ‫رت أنَّهم قتَلوا َز ْو َجه‪َّ ،‬‬ ‫ي البتَّةَ‪ ،‬تذ َّك ُ‬ ‫ناظ ٍر إل َّ‬ ‫و ِع ْندما حاذاني غي َر ِ‬
‫ف‬‫بعض ال َّشيء‪ ،‬إلى أَ ْن وص َل إلى مكانِه فوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫اآلن‪ ،‬وتاب ْعتُه ُم ْشفِقًا‪ ،‬خائِفًا‬ ‫ُمصابًا جديدًا َ‬
‫ق‪ ،‬لكنَّني ا ْستَطع ُ‬
‫ْت تَ َخيُّ َل وج ِهه‪ :‬جا ِمدًا‬ ‫ب المبلو َل بِال َع َر ِ‬ ‫هُنَ ْيهَةً ُمولِّيًا ظه َرهُ ال ُمحْ َد ْو َد َ‬
‫ض إليه واحتضنهُ وأقو َل‬ ‫أن أر ُك َ‬‫ت أتمنَّى ْ‬ ‫ق اللاَّ ِ‬
‫مع‪ُ ،‬ك ْن ُ‬ ‫صا ِمتًا مزروعًا بِ ُحبَ ْيبَا ِ‬
‫ت ال َع َر ِ‬
‫الخوف الَّذي‬
‫ِ‬ ‫ت صغيرًا على‬ ‫ِّب صبرًا‪ ،‬ولكنَّني ُك ْن ُ‬ ‫مان ع َّمنا الطَّي َ‬‫ُمواسيًا‪ :‬أَيْ أَبا ُع ْث َ‬
‫ين جُثَّةَ َز ْو ِجه الَّتي‬
‫الهر َمتَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ثمان ليحم َل على ذرا َعيه‬ ‫يَ ْعتَلِ ُج بِي َويُ َكبِّلُني‪ .‬وانحنى أبُو ُع َ‬
‫باألواني‬
‫ِّ‬ ‫كثيرًا ما رأ ْيتُها ُمتَربِّعةً أَمام ُد َّكانِه تَ ْنتَ ِظ ُر ا ْنتها َءه ِم َن ال َغدا ِء كي تعو َد إلى ال َّد ِ‬
‫ار‬
‫ات‬ ‫تواصلاً و ُحبَ ْيبَ ُ‬
‫ِ‬ ‫أن م َّر بي‪ ،‬وللم َّر ِة الثَّالث ِة‪ ،‬ال ِهثًا لُهاثًا رفيعًا ُم‬ ‫ث ْ‬ ‫الفارغ ِة‪ ،‬وما لَبَ َ‬
‫ي البَتَّةَ‪ ،‬و ُع ْد ُ‬
‫ت م َّرةً‬ ‫ناظ ٍر إل َّ‬
‫َّن‪ ،‬وحاذاني‪ ،‬غي َر ِ‬ ‫ق مزروعةٌ في َوج ِهه ال ُم َغض ِ‬ ‫ال َع َر ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫صفَّ ِ‬ ‫أُ ْخرى أُراقِبُ ظه َره ال ُم ْنحني ال َمبلو َل بِال َع َر ِ‬
‫ق‪ ،‬وهُو يسي ُر الهُ َويْنا بَي َْن ال َّ‬

‫‪140‬‬
‫اج ٌع َعلى النِّسا ِء وال ُّشي ِ‬
‫ُوخ‪ ،‬وبَ َدا َكأنَّما‬ ‫ف النَّاسُ َع ِن البُكا ِء‪َ ،‬و َخيَّ َم ُس ُك ٌ‬
‫ون فَ ِ‬ ‫لَقَ ْد َك َّ‬
‫يات الصَّغيرةُ الَّتي‬ ‫رار‪ ،‬ه ِذ ِه ال ِّذ ْك َر ُ‬
‫اس بإصْ ٍ‬ ‫مان تَ ْن ُخ ُر في ِع ِ‬
‫ظام النَّ ِ‬ ‫ريات أَبي ُع ْث ِ‬‫ُ‬ ‫ِذ ْك‬
‫الحالق ِة‪ ،‬ه ِذه ال ِّذ ْك َر ُ‬
‫يات‬ ‫مون له على ُكرْ ِس ِّي ِ‬ ‫جال ال َّر ْملَ ِة ُكلِّهم‪َ ،‬وهُ ْم ُمستَسلِ َ‬
‫لر ِ‬ ‫حكاها ِ‬
‫اس هُنا كافَّةً‪.‬‬
‫ور النَّ ِ‬
‫ص ُد ِ‬
‫صا في ُ‬ ‫الَّتي بَنَ ْ‬
‫ت لِنَ ْف ِسها َعالَ ًما َخا ًّ‬
‫كان ي ُْؤ ِم ُن ب ُكلِّ َشي ٍء‪ ،‬وأَ ْكث ُر ما َ‬
‫آمن بِنَ ْف ِسه‪،‬‬ ‫كان أَبو ُع ْث َ‬
‫مان َر ُجلاً ُمسالِ ًما َمحْ بُوبًا‪َ ،‬‬ ‫لق ْد َ‬
‫كان قَ ْد فَقَ َد ُك َّل‬ ‫لَقَ ْد بنى حياتَهُ ِم َن اللاَّ َشي َء‪ ،‬فعندما قَ َذفَ ْتهُ ثورةُ ِ‬
‫جبل النَّ ِ‬
‫ار إلى ال َّر ْملَ ِة َ‬
‫ب حُبَّ‬‫أرض ال َّر ْملَ ِة الطَّيِّبَ ِة‪ ،‬و َك َس َ‬
‫ِ‬ ‫َشي ٍء‪ ،‬وبدأ ِم ْن َجدي ٍد؛ طَيِّبًا َكأيِّ غَرْ َس ٍة خَضْ را َء في‬
‫ْطين األَ ِخيْرة‪ ،‬بَاع ُك َّل َشي ٍء‪ ،‬وا ْشتَرى أ ْسلِحةً‬ ‫ت حربُ فِلس َ‬ ‫ضاهُم‪َ ،‬و ِع ْندما بدأَ ْ‬ ‫النَّ ِ‬
‫اس َو ِر َ‬
‫ب ُد َّكانُه إلى َم ْخ َز ٍن لأل ْسلِح ِة‪،‬‬ ‫واجبِهم في ال َمعْرك ِة‪ ،‬لق ِد ا ْنقَلَ َ‬‫اربِه لِيَقُو ُموا بِ ِ‬
‫َو َّز َعها َعلى أقَ ِ‬
‫يطلُبُه هُو ْ‬
‫أن يُ ْدفَ َن في َم ْقبَر ِة ال َّر ْملَ ِة‬ ‫ان ْ‬ ‫ي ث َم ٍن‪ُ ،‬كلُّ َما َك َ‬‫َولَ ْم يَ ُك ْن ي ُِر ْي ُد له ِذه التَّضحي ِة أ َّ‬
‫كان ُكلُّ ِر ِ‬
‫جال‬ ‫اس‪ ...‬وقَ ْد َ‬ ‫الجميل ِة ال َمزروع ِة بِاأل ْش ِ‬
‫جار ال َكبير ِة‪ ،‬هَ َذا ُكلُّ َما ي ُِر ْي ُده ِم َن النَّ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫يعرفون َذلِ َ‬
‫َ‬ ‫ال َّر ْملَ ِة‬
‫كانت ُوجوهُهم ال َمبلولةُ بِال َع َر ِ‬
‫ق تَنُو ُء‬ ‫ْ‬ ‫ت النَّ َ‬
‫اس‪،‬‬ ‫ِه ِذه األ ْشيا ُء الصَّغيرةُ ِهي الَّتي أَسْكتَ ِ‬
‫ت إلى أُ ِّمي واقِفَةً هُناك‪ ،‬راف َعةً ذرا َعيها في الهوا ِء‪،‬‬ ‫حت ثِ ْق ِل هذ ِه ال ِّذ ْك َرى‪ ...‬ونظَرْ ُ‬ ‫تَ َ‬
‫بنظرها‪ ،‬صا ِمتَةً َكأنَّها َك ْو ُم رصا ٍ‬
‫ص‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلن‪ ،‬تُتَابِ ُع أبَا ُع ْث َ‬
‫مان‬ ‫ت َ‬ ‫َشا َّدةً قَا َمتَها كأنَّها وقفَ ِ‬
‫هيوني يُحا ِدثُه َويُشي ُر إلى‬
‫ٍّ‬ ‫مان واقِفًا أَما َم جُنديٍّ ِ‬
‫ص‬ ‫ْت أبَا ُع ْث َ‬ ‫ت أَ ْنظ ُر إلى بَ ِعي ٍد‪َ ،‬ورأي ُ‬
‫َو ُع ْد ُ‬
‫ف بِها جُثَّةَ َز ْوج ِه‪،‬‬
‫أن سا َر َو ِحيدًا بِاتِّجا ِهه‪ ،‬وعا َد حاملاً فُوطَةً بيضا َء لَ َّ‬ ‫ُد َّكانِه‪َ ،‬وما لَبَ َ‬
‫ث ْ‬
‫وتاب َع طريقَه إلى ال َم ْقب َر ِة‪.‬‬
‫طتين إلى‬ ‫وظهره ال ُم ْنحني وسا ِعديه السَّاقِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثُ َّم لَ َمحْ تُه عائدًا ِم ْن بَعي ٍد‪ ،‬بِ ُخطُواتِه الثَّقِيلَ ِة‬
‫كان يسيرُ‪ ،‬ش ْي ًخا أَ ْكث َر م َّما َ‬
‫كان‪ُ ،‬معفَّرًا ُم ْغبَ ًّرا‪،‬‬ ‫ترب منِّي بَطيئًا كما َ‬ ‫َج ْنبِه بإ ْعيا ٍء‪َ ،‬وا ْق َ‬
‫ث لُهاثًا طويلاً َرفِيعًا‪ ،‬وعلى صدريَّتِه بُقَ ٌع َكثيرةٌ ِم َن ال َّد ِم ال َمم ُز ِ‬
‫وج بِالتُّرا ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫يَ ْلهَ ُ‬
‫ف‬ ‫ص ِ‬ ‫ي َكأنَّه يَ ُمرُّ بي لِلم َّر ِة األُ َولى ويراني‪ ،‬واقِفًا هُناك‪ ،‬في ُم ْنتَ َ‬ ‫َول َّما َحاذاني‪ ،‬نَ َ‬
‫ظ َر إل َّ‬
‫مس تَمو َز ال ُمحْ ِرق ِة‪ُ ،‬م َعفَّرًا َم ْبلُولاً بِال َع َر ِ‬
‫ق‪ ،‬بِ َشفَ ٍة َمجرُوح ٍة ُم ْدال ٍة‬ ‫ب َش ِ‬ ‫حت لَهي ِ‬ ‫ال َّش ِ‬
‫ارع تَ َ‬
‫معان كثيرةٌ لَ ْم أَستط ْع فَ ْه َمها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫كانت في عينيه‬ ‫ْ‬ ‫ث‪،‬‬ ‫تج َّم َد عليها ال َّد ُم‪ ،‬أطا َل النَّظ َر وهُو يَ ْلهَ ُ‬
‫فوقف وأدا َر َوجْ هَه‬
‫َ‬ ‫ث أَ ْن َعا َد إلى َم ِسي ِْره‪ ،‬بَطيئًا ُم ْغبَ ًّرا لاَ ِهثًا‪،‬‬‫ولكنَّني أَحسستُها‪ ،‬وما لَبَ َ‬

‫‪141‬‬
‫لل َّش ِ‬
‫ارع‪َ ،‬و َرفَ َع ِذرا َعيه َوصالبهُما في الهوا ِء‪.‬‬
‫****‬
‫ب إلى ُغرْ ف ِة القائ ِد‬ ‫مان كما أَرا َد‪ ،‬ذلك أنَّه ِعندما َذهَ َ‬ ‫لناس أَ ْن يدفِنُوا أَبَا ُع ْث َ‬
‫لَ ْم يتيسَّرْ لِ ِ‬
‫ت‪ ،‬فق ْد نَفَّ َذ أَبُو ُع ْث َ‬
‫مان‬ ‫صوت تَوالي طَ ْلقا ٍ‬
‫َ‬ ‫ف ِم ْن جرائ َم‪َ ،‬س ِم َع النَّاسُ‬ ‫ليعترف بِما لَ ْم ِ‬
‫يقتر ْ‬ ‫َ‬
‫نيران الجُنو ِد الَّذين حملوا‬ ‫ِ‬ ‫ي؛ ول ِكنَّه َسقَطَ شهيدًا بِ‬ ‫الصهيون َّ‬ ‫عمليَّةً فِدائيَّةً قَتَ َل فيها القائ َد ِ‬
‫مكان َمجْ ٍ‬
‫هول‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جُثَّتَه و َر َموها في‬
‫مان ِع ْندما َذهَ َ‬
‫ب إلى‬ ‫الجبال إلى األُرْ ُد ِن‪َّ ،‬‬
‫إن أبَا ُع ْث َ‬ ‫ِ‬ ‫وقالُوا ألُ ِّمي‪ ،‬وهي تح ِملُني َع ْب َر‬
‫أن يَ ْدفِ َن َزو َجه‪ ،‬لم يرج ْع بِالفُوط ِة البيضا ِء ْ‬
‫فقط‪.‬‬ ‫ُد َّكانِه قَبْل ْ‬
‫ص‬
‫ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ‬

‫ضنُ ‪ :‬اس ُم مفعول ِم َن الفِع ِْل ( ُغضِّ ن‪ -‬يُ َغض َُّن) بمعنى ( ُم َج َّع ٌد)‪.‬‬
‫ال ُمغ َّ‬
‫حاذاني‪ :‬صار بإزائي‪ ،‬أو مقابال لي‪.‬‬
‫ُم َعفَّ ٌر‪ُ :‬م ْت ِربٌ ‪ ،‬أو ُم َغطًّى بِال ُّترا ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫َين‪:‬‬
‫َين اآلتيت ِ‬
‫استعم ْل ُمعج َمك إليجا ِد معاني الكلمت ِ‬
‫تَ َك َّه َن‪ ،‬ال ُه َو ْينا‪.‬‬

‫نشاط‪:‬‬
‫ٌ‬

‫أنواع ِم َن التَّوكيد‪ُ ،‬مبيِّنًا نو َعه‪ ،‬وإعرابَه‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫من النَّصّ ثالثةَ‬
‫استخرجْ َ‬

‫واالستيعاب‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َه ِم‬
‫نشاط الف ْ‬
‫ُ‬

‫صةَ (ورقةٌ ِم َن ال َّر ْملَ ِة) الّتي تَحْ كي َجانِبًا ِم ْن ُمعانا ِة ال َّشع ِ‬
‫ب‬ ‫ك قِ َّ‬ ‫ض ْو ِء قِ َراءتِ َ‬
‫في َ‬
‫ك أَيًّا َك َ‬
‫ان َم َع تَقَا ُد ِم َع ْه ِد ِه؟ َوهَلْ يَسقُطُ‬ ‫أن تَتنا َز َل َع ْن َحقِّ َ‬
‫ْطيني‪ ،‬هَلْ ِم َن ال ُم ْم ِك ِن ْ‬‫ِّ‬ ‫الفِلَس‬
‫ق بِالتَّقا ُد ِم؟ َوضِّ حْ َذلِ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ال َح ُّ‬

‫‪142‬‬
‫س الثاني‪ :‬القواعد‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫لوب النِّدا ِء‬


‫س ُ‬ ‫أُ ْ‬
‫ُمل اآلتية‪:‬‬ ‫ِحينما نَعو ُد إلى نصِّ ال ُمطالع ِة‪ ،‬ونَ ُ‬
‫قف ِعن َد الج ِ‬
‫اح َد ٍة‪.‬‬
‫ق َو ِ‬
‫ف َعلى َسا ٍ‬ ‫‪ -‬يَا َولَ ُد‪ ،‬قِ ْ‬
‫‪ -‬يَا أَيَّتُها ال َمرْ أةُ‪ ،‬قِفي بِسُرع ٍة‪.‬‬
‫صبرًا‪.‬‬
‫ِّب َ‬ ‫ثمان‪َ ،‬ع َّمنا الطَّي َ‬
‫‪ -‬أَيْ أَبَا ُع َ‬
‫‪ -‬أ ّمي‪ ،‬إنَّني ل ْم أتَأل ْم كثيرًا ِم َن الص‬
‫َّفعتين‪.‬‬
‫ِ‬
‫ب‬
‫ب‪َ ،‬وطل ِ‬ ‫صا َوهُو ال َّدعوةُ إلى تَنبي ِه ال ُمخاطَ ِ‬ ‫أن لها َمعنًى خا ًّ‬ ‫ك في َّ‬ ‫نَ ِج ُد أنَّها تَ ِ‬
‫شتر ُ‬
‫ب‬‫ف بـِ(أُسْلوب النِّدا ِء)‪ ،‬الَّ ِذي هُو أَح ُد أ َسالي ِ‬ ‫إ ْقبالِه على ال ُمتكلِّ ِم َعبر أُسلو ٍ‬
‫ب بِعين ِه‪ ،‬يُع َر ُ‬
‫الطَّل ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫ت ويَ ْنتَبِهَ‪.‬‬ ‫وأُسلوبُ النِّدا ِء هُو‪ِ :‬خطابٌ يُوجَّه إلى ال ُمنا َدى لِيُ ْقبِ َل على ال ُمنا ِدي‪ ،‬أو يُ ْن ِ‬
‫ص َ‬
‫نين‪ ،‬هُما‪ :‬أداةُ النِّدا ِء‪ ،‬وال ُمنا َدى‪.‬‬ ‫وهَذا األُسلوبُ يتك َّو ُن ِمن ر ِ‬
‫ُكنين ْاث ِ‬

‫أدواتُ النِّدا ِء‪:‬‬


‫أدواتُ النِّدا ِء أربع‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ب والبَعي ِد‪َ ،‬كما في‬ ‫استعمالاً َوتَدا ُولاً ‪ ،‬وتُستع َم ُل لِ ُمنادا ِة القَري ِ‬ ‫‪( -1‬يَا)‪ :‬و ِهي األ ْكث ُر ِ‬
‫اح َد ٍة)‪َ ،‬و ِمثلُها قَولُه تَعالى‪ ( :‬يَا ُمو َس ٰى أَ ْقبِلْ َولاَ تَ َخ ْ‬
‫ف‬ ‫ق َو ِ‬
‫ف َعلى َسا ٍ‬ ‫الجُمل ِة (يَا َولَ ُد‪ ،‬قِ ْ‬
‫ين ) (القصص‪.)31 :‬‬ ‫ك ِم َن الآْ ِمنِ َ‬
‫إِنَّ َ‬
‫الكاظمي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫حسن‬
‫كقول عب ِدال ُم ِ‬
‫ِ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫‪ -2‬ال َهمزةُ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫ي‪ :‬وهما لِنَدا ِء القَري ِ‬
‫ك ُسبُ َل التَّفاني‬
‫بحبِّك سال ٌ‬ ‫أَبَغدا ُد أَبْشري وثقي بأنَّي‬
‫صبرًا‪.‬‬
‫ِّب َ‬ ‫طي َ‬ ‫ثل‪ :‬أَيْ أَبَا ُع ْث َم َ‬
‫ان‪َ ،‬ع َّمنَا ال ِّ‬ ‫و ِم ِ‬
‫قول سعدي ال ِّشيرازيِّ‪:‬‬‫‪ -3‬أيَا‪ ،‬و َهيا ‪ :‬لِندا ِء البَعي ِد ‪ِ :‬مث ُل ِ‬
‫صبر وال ُكبُو ُد َعلى ال َج ْم ِر؟‬
‫ٍ‬ ‫أَ َم ْوض ُع‬ ‫َّبر د ْعنِي و َز ْف َرتي‬ ‫اصحي بالص ِ‬ ‫أيَا نَ ِ‬
‫وقولِنا‪ :‬أَيَا ُمسافِرًا ُع ْد َسالِ ًما‪َ ،‬وهَيَا ُمس ِ‬
‫ْرعًا َخفِّ ْ‬
‫ف من أجل سالمتِك‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫س ُم ال ُمنَا َدى‪:‬‬
‫اال ْ‬
‫مين‪:‬‬
‫س ِ‬ ‫س ُم الَّذي يَلي أداةَ النِّدا ِء‪ ،‬فَيُ ْقس ُم على قِ ْ‬
‫أ َّما اال ْ‬
‫فائدة‬ ‫بني‪ :‬وهَذا القِس ُم يُبنى َعلى‬ ‫‪ -1‬ال ُمنا َدى ال َم ُّ‬
‫ب منادى‪،‬‬ ‫َما يُرْ ف ُع بِه َو ُ‬
‫يكون فِي َمح ِّل نَصْ ٍ‬
‫نحو ( ُمصطفى‪ ،‬و ُموسى‪،‬‬ ‫ال َعل ُم ِم ْن ِ‬
‫انت َعالمةُ َرف ِعه ال َّ َ‬ ‫إن َك ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫ض َّمة بُن َي َعليها‪ ،‬و ِعيسى‪ ،‬ولَيلى‪ ،‬وهُدى وغيرها)‬
‫ض َّم ِة ال ُمق َّدر ِة َعلى‬‫يكون َم ْبنِيًّا َعلى ال َّ‬
‫ُ‬ ‫األلف بُني َعليها‪،‬‬
‫َ‬ ‫كانت َعالمةُ َرف ِعه‬
‫ْ‬ ‫إن‬‫َو ْ‬

‫ب‪.‬‬ ‫األلف في َم َح ِّل نَصْ ٍ‬‫ِ‬


‫سمين‬
‫ِ‬ ‫او‪ ،‬وهُو َعلى قِ‬ ‫َوكذلك الحا ُل في ال َو ِ‬
‫ْاث ِ‬
‫نين‪:‬‬
‫األ َّو ُل‪ :‬ال َعل ُم ال ُمفردُ‪ ،‬كما فِي قولِنا‪( :‬يا خال ُد‪ ،‬قُلْ خيرًا تَسل ْم)‪.‬‬
‫فائدة‬ ‫صودةُ‪ :‬نَعني بِذلك َّ‬
‫أن‬ ‫الثَّاني‪ :‬النَّكرةُ ال َمق ُ‬
‫بلفظ‬
‫ِ‬ ‫ون َشخصًا بعينِ ِه تُناديه‬ ‫ال ُمنا َدى يَ ُك ُ‬
‫ْ‬
‫لَفظ ال ُمفر ِد في ال ُمنادى ال َع ِلم ال ُمفر ِد‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ق هللاَ)‬ ‫النَّكر ِة‪ ،‬كما في قولِنا‪( :‬يَا َر ُجلُ‪ ،‬اتَّ ِ‬
‫اً‬
‫يكون َد ّال على‬ ‫ُ‬ ‫ال ت ُد َّل َعلى َعد ِده‪ ،‬فَق ْد‬
‫ُ‬
‫تعرف ا ْس َمهُ‬ ‫خاطبُ َر ُجلاً ُمعيَّنًا قَ ْد‬ ‫أنت تُ ِ‬ ‫َو َ‬
‫ُ‬
‫يكون‬ ‫علي)‪َ ،‬وق ْد‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫ال َواح ِد‪ِ ،‬مثل‪( :‬يا‬
‫وصفاتِه‪ ،‬وكذلك ما جاء في الجمل ِة الوارد ِة‬ ‫ِ‬
‫سنان)‪ ،‬أو َجم َع‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫(يا‬ ‫ُ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ى‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ف َعلى ساق واح َدة) ُ‬
‫َ ٍ َ ِ ٍ‬ ‫في النَّصِّ ‪( :‬يَا َولَ ُد‪ ،‬قِ ْ‬
‫ْ‬
‫ْ ُمذ َّك ٍر َسالِ ًما‪ِ ،‬مثلُ‪ ( :‬يا ُمح َّمدون)‪،‬‬
‫يره‪َ ،‬وإن‬ ‫ون َغ ِ‬‫فَالجُنديُّ يُنادي َولدًا بِعينِه ُد َ‬
‫ْ‬
‫ث َسالِ ًما‪ِ ،‬مثل‪( :‬يا‬ ‫كان بلَ ْفظ النَّكرة‪ .‬وم ْنه قولُه تَعالى‪ « :‬يا أو َجم َع ُمؤنَّ ٍ‬
‫َ‬ ‫ِ ِ َ ِ‬ ‫َ ِ ِ‬
‫ْ‬
‫فاطمات)‪َ ،‬وإنَّما ُس ِّمي ُمفردًا تَميي ًزا‬ ‫ُ‬
‫أَرْ ضُ ا ْبلَ ِعي َما َء ِك» (هود ‪ ،)44 :‬فَالنِّدا ُء‬
‫ضاف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضاف وال َّشبي ِه بِال ُم‬ ‫ِ‬ ‫لَه ِم َن ال ُم‬
‫األرض‪ ،‬وكذلك قوله‬ ‫ِ‬ ‫لِبُقع ٍة ُم َح َّدد ٍة ِم َن‬
‫تعالى‪( :‬قُ ْلنَا يَا نَا ُر ُكونِي بَرْ دًا َو َسلاَ ًما َعلَ ٰى‬
‫إِ ْب َرا ِهي َم) (األنبياء‪.)69 :‬‬

‫‪144‬‬
‫يكون منصوبًا‪ ،‬وهُوعلى ثالث ِة أ ْق ٍ‬
‫سام‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫عرب‪ :‬وهَذا القِس ُم ِم َن ال ُمنا َدى‬
‫‪ -2‬ال ُمنا َدى ال ُم ُ‬
‫ون ال ُمنادى نكرةً حقيقيَّةً يُق َ‬
‫ص ُد بِها العُمو ُم‪،‬‬ ‫أن ي ُك َ‬‫صود ِة‪ :‬وهُو ْ‬ ‫األ َّو ُل‪ :‬النَّكرةُ غي ُر المق ُ‬
‫نين‪َ ،‬ولَيس لِ َو ِ‬
‫اح ٍد‬ ‫اط َ‬‫جميع ال ُم َو ِ‬ ‫ظ َعلى النَّظَافَ ِة)‪ ،‬فالنِّدا ُء ُم َو َّجهٌ لِ‬ ‫اطنًا‪َ ،‬حافِ ْ‬
‫ِم ْثل‪( :‬يَا ُم َو ِ‬
‫ِ‬
‫بِ َع ْينِه‪.‬‬
‫فائدة‬ ‫المعارف‬
‫ِ‬ ‫أنواع‬
‫ِ‬ ‫الثَّاني‪ :‬ال ُمضافُ ‪ :‬وهُو أَح ُد‬
‫َْ‬
‫المعارف وهُو ُمك َّو ٌن‬‫ِ‬ ‫ضاف أح ُد‬ ‫ُ‬ ‫سواء أكان عل ًما‪ِ ،‬مثل ( يَا عب َدهللا أقبِلْ )‪ ،‬ال ُم‬
‫راق أَ ْنتُم‬
‫أم غير علم كقولنا (يَا ُجنُو َد ال ِع ِ‬
‫ُزأين؛ أح ُدهُما وهُو الجُز ُء األ َّو ُل‬ ‫ِم ْن ج ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِع ُّز ال َو ِ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ب موق ِعه ِم َن اإل ْعرا ِ‬ ‫طن)‪ ،‬وقولِه تَعالى‪« :‬قالوا يَا أبَانَا يُعربُ بِحس ِ‬
‫ين» واآل َخ ُر وهُو الثَّاني يَبْقى َمجْ رُورًا‪َ ،‬كما‬ ‫اطئِ َ‬ ‫ا ْستَ ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَا إِنَّا ُكنَّا َخ ِ‬
‫ق ا ْنهضْ )‪ ،‬أ َّما‬ ‫أن كلمةَ ( ُجنُود) في قَولِنا (هَيَا نَ ِ‬
‫اص َر ال َح ِّ‬ ‫(يوسف‪ ،)97:‬نُالحظُ َّ‬
‫ضاف فهو أيضا ُمك َّو ٌن ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫اسم ظا ِه ٍر (ال ِع َراق)‪ ،‬فِي ِحيْن ال َّشبيهُ بِال ُم‬ ‫ُمضافةٌ إلى ٍ‬
‫تين‪َ ،‬ولَ ِك َّن الكلمةَ األولى‬ ‫أو َكلِ َم ِ‬ ‫أين ْ‬‫َّمير (نا)‪ .‬ج ُْز ِ‬ ‫أن َكلمةَ (أب) ُمضافةٌ إلى الض ِ‬ ‫َّ‬
‫عل‪،‬‬
‫ت العامل ِة َع َمل الفِ ِ‬ ‫ون أح َد ال ُم َشتَقَّا ِ‬
‫ويكون أح َد تَ ُك ُ‬
‫ُ‬ ‫ضاف‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الثَّالث‪ :‬الشَّبيهُ بِال ُم‬
‫ون مجرورةً‪ ،‬بَلْ َمرفُوعةً‬ ‫الفعل‪ ،‬م َّما له والثَّانيةُ ال تَ ُك ُ‬
‫ِ‬ ‫ت العاملِ ِة َعمل‬ ‫ال ُمشتقَّا ِ‬
‫ق بِها‪ ،‬مثل‪( :‬يا جميلاً فِ ْعلُه‪ ،‬أو َم ْنصُوبةً؛ ألنَّها َم ْع ُمو ٌل لل ُم ْشتقِّ‪ِ ،‬مثلُ‪:‬‬ ‫معمو ٌل ُمتعلِّ ٌ‬
‫ق ا ْنهضْ )‪.‬‬
‫اصرًا ال َح َّ‬
‫ارعو)‪( ،‬هَيَا نَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت)‪ ،‬و(يا مذمو ًما ظلُمه‪،‬‬ ‫بُور ْك َ‬
‫للخير‪ ،‬أبشرْ )‪.‬‬
‫ِ‬ ‫(ويا ساعيًا‬

‫‪145‬‬
‫ب النِّدا ِء‪:‬‬ ‫ص أُ ْ‬
‫سلو ِ‬ ‫ِمنْ َخصائ ِ‬
‫فائدة‬ ‫‪ -1‬قَ ْد يُح َذفُ حرفُ النِّدا ِء إذا د َّل‬
‫الكالم‪ :‬كما فِي قولِه تَعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫سيا ُ‬ ‫عليه ِ‬
‫حرف النِّدا ِء م َع ِ‬
‫لفظ الجالل ِة‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫إذا ُح ِذ َ‬
‫ُف أَ ْع ِرضْ َع ْن ٰهَ َذا ) ( ي ُْوسُف‪.)29:‬‬ ‫(يُوس ُ‬
‫آخره ِمي ًما ُمش َّددةً مفتوحةً‬ ‫ِ‬ ‫ض في‬ ‫ع ِّو َ‬ ‫ُ‬
‫جاءت في نصِّ المطالع ِة‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫وكالجُمل ِة الَّتي‬
‫عظيم (اللهُ َّم)‪ ،‬وإ ِعرابُه‪ :‬لفظُ الجالل ِة‬‫للتَ ِ‬
‫َّفعتين)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫( أُ ّمي‪ ،‬إنَّني ل ْم أتَأل ْم كثيرًا ِم َن الص‬
‫ض ِّم في محلِّ‬ ‫ُمنادًى َمبْن ٌّي على ال َّ‬
‫حرف النِّدا ِء‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬والمي ُم عوضٌ ِم ْن‬ ‫نَصْ ٍ‬
‫‪ -2‬ال ُمنادى المع َّرفُ بـ(ال) ِم ْث ُل ُجمل ِة‪( :‬يَا‬
‫بني على‬ ‫ٌ‬
‫حرف َم ٌّ‬ ‫حذوف‪ ،‬وهُو‬
‫ِ‬ ‫ال َم‬
‫أَيَّتُها ال َمرْ أةُ‪ ،‬قِفِي بسُرْ ع ٍة) الوارد ِة في‬
‫ب‪.‬‬ ‫ح ال مح َّل لهُ ِم َن اإل ْعرا ِ‬‫َّف الفَ ْت ِ‬
‫أن ال ُمنا َدى فيها ُم َعر ٌ‬ ‫النَّصِّ ‪ ،‬الَّتي ِ‬
‫تج ُد َّ‬
‫بِـ(ال) اليجوز نداؤه بـ (يا) مباشرة؛ لذا‬
‫حال كان ال ُمنادى ُمذ َّكرًا ُمع َّرفًا بـ(ال)‬ ‫ِجيء قَبله بِـ(أَيَّتُها) للتوصل إلى ندائه‪ ،‬و ِمثلُه في ِ‬
‫ين يُ ْدنِ َ‬
‫ين‬ ‫ك َونِ َسا ِء ْال ُم ْؤ ِمنِ َ‬ ‫ك َوبَنَاتِ َ‬ ‫اج َ‬ ‫يُؤتَى بِـ(أيُّها) َكقولِه تَعالى‪ « :‬يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّي قُل لأِ َ ْز َو ِ‬
‫فائدة‬ ‫ك أَ ْدنَ ٰى أَن‬‫َعلَ ْي ِه َّن ِمن َجلاَ بِيبِ ِه َّن ٰ َذلِ َ‬
‫َّحي ًما»‬‫ان للاهَّ ُ َغفُورًا ر ِ‬ ‫يُ ْع َر ْف َن فَلاَ ي ُْؤ َذي َْن َو َك َ‬
‫قَ ْد يُؤتَى بِاس ِْم اإلشار ِة قَبْل ال ُمنا َدى‬
‫مثل هذ ِه‬ ‫ِ‬ ‫(األحزاب‪ .)59:‬وال ُمنا َدى في‬
‫ال ُمعرَّف بـ(ال) ويُعربُ ال ُمنادى‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫الحال ال تَ ْسبِقُه إلاَّ األداةُ (يَا)‪ .‬أ َّما ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫بَدلاً ‪ِ ،‬مثل‪ :‬يَا هَذا ال َّر ُجلُ‪ ،‬ويَا ه ِذ ِه‬
‫عربان ُمنادًى مبنيًّا‬ ‫ِ‬ ‫اإلعرابُ فـ( أيُّ ‪ ،‬وأيَّة) تُ‬
‫اتان‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫ِ َ‬ ‫‪،‬‬‫ُالن‬ ‫ج‬ ‫َّ‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫هذان‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ُ‬ ‫ة‬ ‫أ‬ ‫رْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫ب‪ ،‬والهاء للتنبيه ال‬ ‫ض ِّم في محلِّ نَص ٍ‬ ‫على ال َّ‬
‫أتان‪ ،‬يَا هَؤال ِء الرِّ جالُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫ب‪ ،‬ويُع َربُ االس ُم‬ ‫َمحل لها من اإلعرا ِ‬
‫فائدة‬ ‫كان جامدًا كما فِي‬ ‫َّف بـِ(ال) بدلاً إذا َ‬ ‫ال ُمعر ُ‬
‫األسماء الموصولة مثل‪( :‬الَّذي‪،‬‬ ‫(يَا أيُّها ال َّر ُجلُ)‪،‬‬
‫والَّتي‪ ،‬والَّلذان‪ ،‬والَّلتان‪ ،‬والَّذين‪،‬‬
‫والَّالئي) ِم َن ال ُمنا َدى ال ُمعر ِ‬
‫َّف بِـ(ال)‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫فائدة‬ ‫كان ُمشتقًّا فَيُع َربُ نعتًا‪ِ ،‬م ْثلُ‪:‬‬
‫أ َّما إذا َ‬
‫تد ُخ ُل (يَا) على لَ ِ‬
‫فظ ال َجالل ِة (هللا) ُمبا َشرةً‪،‬‬ ‫ت ُجهُو ُدكم)‪.‬‬ ‫(يَا أيُّها ال ُم َعلِّمون ب ِ‬
‫ُور َك ْ‬

‫فاصل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فنقو ُل (يَا هللا) ِم ْن ُد ْو ِن الحاج ِة إلى‬

‫‪َ -3‬كلِمتا (أَب) َو(أُ ّم) ِعن َد إضافَتِهما إلى يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم َجا َز فِيهما َما يأتي‪:‬‬
‫يكون إعرابُه منادًى منصوبًا‪ ،‬وعالمةُ نصبِه الفتحةُ المق َّدرةُ‬ ‫أ‪ -‬إبقا ُء يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم‪َ ،‬و ُ‬
‫النشغال المحلِّ بالحرك ِة المناسب ِة لياء ال ُمتَ َكلِّ ِم وهي الكسرةُ‪ ،‬ويا ُء ال ُمتَ َكلِّ ِم ضمي ٌر‬ ‫ِ‬
‫متصلٌّ مبن ٌّي في محلِّ جرٍّ باإلضاف ِة‪ ،‬مثل (أبي‪ ،‬أمي)‪.‬‬
‫ت!‪،‬‬ ‫ت‪ ،‬ويا أُم ِ‬‫ْر‪ :‬يا أب ِ‬ ‫حذف يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم‪ ،‬والتَّعويضُ ِم ْنها تَا ًء َمبنيَّةً َعلى ال َكس ِ‬
‫ُ‬ ‫ب‪-‬‬
‫وتُعْربُ منادًى ُمضافًا َم ْنصُوبًا‪َ ،‬و َعالمةُ نَصْ بِه الفَ ْتحةُ ال ُمق َّدرةُ َعلى ما قَب َل يا ِء‬
‫ال ُمتَ َكلِّ ِم‪ ،‬الَّتي وكسرت التاء لتدل على الياء ـــــ والتَّا ُء ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ‬
‫ب‪.‬‬
‫عربي يُس َّمى التَّ ِ‬
‫رخيم‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫سلوب‬
‫ٌ‬ ‫ب النِّدا ِء أُ‬
‫‪ -4‬يرتبطُ بِأُسلو ِ‬
‫فائدة‬ ‫األخير ِم َن‬
‫ِ‬ ‫الحرف‬
‫ِ‬ ‫والتَّرخي ُم‪:‬هُو َح ُ‬
‫ذف‬
‫احب)؛ وال‬
‫ص ِ‬ ‫يكثُ ُر ترخي ُم كلم ِة ( َ‬ ‫االسم المنادى‪ِ ،‬مثلُ‪:‬‬
‫اطم‪َ ،‬عائِ َشة‪َ -‬عائِش‪َ ،‬ع ْبلَة‪-‬‬
‫اط َمة‪ -‬فَ ِ‬
‫(فَ ِ‬
‫سيَّما في ال َّش ِ‬
‫عر العربِ ِّي للتخفيف‪،‬‬
‫ويكون ُمنادًى ُمر َّخ ًما‬
‫ُ‬ ‫(صاح)‬ ‫فيُقا ُل‬ ‫ارث‪َ -‬حار‪َ ،‬ج ْعفَر‬
‫اوي‪َ ،‬ح ِ‬
‫اويَّة‪َ -‬م ِ‬
‫َعبْل‪َ ،‬م ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ويكون‬ ‫‪َ -‬جعْف ‪َ ،‬مالِك ‪َ -‬مال وغيرها)‪،‬‬
‫َمبْنيًّا على الكس ِ‬
‫ْر‪.‬‬
‫إ َّما َمبْنيًّا على ال َّ‬
‫ض ِّم فِي َمحلِّ نَصْ ٍ‬
‫ب (يا فاط ُم)‪،‬‬
‫أَ ْو تبقى حركة الحرف الذي قبل الحرف المحذوف‪ ،‬مثل (فاط َمة‪ -‬فاط َم)‪ ،‬و(مالِك‪-‬‬
‫االمحذوف للترخيم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحرف‬
‫ِ‬ ‫مال)‪ ،‬ويُ ْبنَى على الض ِّم المق َّدر على‬
‫ِ‬

‫‪147‬‬
‫ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد‪:‬‬

‫‪ -1‬أُسلوبُ النداء‪ :‬هو ِخطابٌ يُوجَّه إلى ال ُمنا َدى لِيُ ْقبِ َل على ال ُمنا ِدي‪ ،‬أو يُ ْن ِ‬
‫ص َ‬
‫ت‬
‫نين‪ ،‬هُ َما أَداةُ النِّدا ِء وال ُمنا َدى‪.‬‬
‫نين ْاث ِ‬
‫ويَ ْنتَبِهَ‪َ .‬ويَتك َّو ُن ِم ْن ُر ْك ِ‬
‫‪ -2‬ال ُمنادى يُ ْقس ُم على قِس ِ‬
‫ْمين‪:‬‬
‫ْمين‪ :‬ال َعلَ ُم ال ُم ْف َر ُد‪ ،‬والنَّ ِكرةُ ال َم ْقصُودةُ‪.‬‬
‫المبني‪َ ،‬وهُ َو على قِس ِ‬
‫ُّ‬ ‫األ َّو ُل‪:‬‬
‫سام‪:‬‬‫الثَّاني‪ :‬ال ُم ْع َربُ ‪ ،‬ويُ ْقس ُم َعلى ثالث ِة أ ْق ٍ‬
‫أ‪ -‬النَّكرةُ َغ ْي ُر ال َم ْقصُود ِة‪.‬‬
‫ض ُ‬
‫اف‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ال ُم َ‬
‫اف‪.‬‬
‫ض ِ‬‫ج‪ -‬ال َّشبيهُ بال ُم َ‬
‫ف النِّدا ِء إ َذا َد َّل َعليه السِّيا ُ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ف َحرْ ُ‬ ‫‪ -3‬قَ ْد يُح َذ ُ‬
‫ف النِّدا ِء َم َع لَ ْف ِظ ال َجالل ِة (هللا)‪َ ،‬وتُعوّضُ في ِ‬
‫آخ ِره ِم ْي ٌم ُمش َّددةٌ‬ ‫ف َحرْ ُ‬ ‫‪ -4‬قَ ْد يُح َذ ُ‬
‫َم ْفتُوحةُ ( الَّلهُ َّم)‪.‬‬
‫ق بِـ(أَيُّها) لل ُمذ َّك ِر‪َ ،‬و(أَيَّتُها) لل ُم َؤنَّ ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫كان ال ُمنا َدى ُم َع َّرفًا بِـ(ال) ُسبِ َ‬
‫‪ -5‬إ َذا َ‬
‫َّف بِـ(ال)‪.‬‬ ‫‪ -6‬قَ ْد يُؤتَى بِاس ِْم اإل َشا َر ِة قَ ْب َل ال ُمنا َدى ال ُم َعر ِ‬
‫‪َ -7‬كلِ َمتَا (أَب‪ ،‬وأُ ّم) ِع ْن َد إضافَتِهما إلى يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم َجا َز فِيْهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬إ ْبقَا ُء يا ِء ال ُمتَكلِّ ِم‪.‬‬
‫ف يا ِء ال ُمتَكلِّ ِم‪ ،‬والتَّعْويضُ ِم ْنها تا ًء َمبْنيَّةً َعلى ال َكس ِ‬
‫ْر‪.‬‬ ‫ب‪َ -‬ح ْذ ُ‬
‫ض ِّم‬ ‫ف األَ ِخي ِْر ِم ْنهُ‪َ ،‬ويَ ُ‬
‫كون إ َّما َم ْبنِيًّا َعلى ال َّ‬ ‫ف ال َحرْ ِ‬ ‫‪ -8‬قَ ْد يُر َّخ ُم ال ُمنا َدى ال َعلَ ُم بِ ْ‬
‫حذ ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ف األَ ِخي ِْر بع َد ال َح ْذ ِ‬
‫ب‪ ،‬أَ ْو يُبْنى ِعلى َحرك ِة ال َحرْ ِ‬ ‫في َمحلِّ نَصْ ٍ‬

‫تقومي اللسان‪:‬‬

‫قُلْ ‪ :‬أَ ْم ِه ْلنِي هُنَ ْيهَةً‪.‬‬


‫لاَ تَقُلْ ‪ :‬أَ ْم ِه ْلنِي بُرْ هَةً‪.‬‬
‫أن البُرهةَ ُم َّدةٌ طَويلةٌ ِم َن ال َّز ِ‬
‫من‬ ‫ألن الهُنَ ْيهَةَ هي ال ُم َّدةُ القَصيرةُ ِم َن ال َّز ِ‬
‫من‪ ،‬فِي ِحين َّ‬ ‫َّ‬
‫أَقَلُّها َسنَةٌ‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ت ا ْستَأْ ِجرْ هُ إِ َّن َخ ْي َر‬


‫ت إِحْ َداهُ َما يَا أَبَ ِ‬ ‫َحلِّل‪ ،‬ثُ َّم أَ ْع ِر ْب َما ت َْحتَه َخ ٌّ‬
‫ط‪ :‬قَا َل تَعالى‪« :‬قَالَ ْ‬
‫ين» (القصص‪.)26:‬‬ ‫َم ِن ا ْستَأْ َجرْ َ‬
‫ت ْالقَ ِويُّ الأْ َ ِم ُ‬

‫تذكر‬

‫مبني‬
‫ٌّ‬ ‫وأن فِع َل األ ْم ِر‬ ‫أن الفع َل يرف ُع فاعلاً ظاهرًا أو مستترًا ويَ ْن ِ‬
‫صبُ مفعولاً به‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫دائ ًما‪.‬‬

‫تعلمت‬

‫ضاف إليه)‬
‫ِ‬ ‫أن َكلِ َمتَي (أَب‪ ،‬وأُ ّم) ِعن َد النِّداء يجو ُز فِيْهما َح ْذ ُ‬
‫ف يا ِء ال ُمتَكلِّ ِم (ال ُم‬ ‫َّ‬
‫ِم ْنهما‪ ،‬والتعويض منها تاء مبينة على الكسر‪.‬‬

‫ْراب‪:‬‬
‫اإلع ُ‬
‫ب‪.‬‬‫رف نِدا ٍء ال َمح َّل لَهُ ِم َن اإل ْع َرا ِ‬
‫يَا‪َ :‬ح ُ‬
‫ضاف َمنصوبٌ ‪َ ،‬وعالمةُ نَصْ بِه الفَ ْتحةُ ال ُمق َّدرةُ َعلى َما قَب َل يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ت‪ُ :‬منَادًى ُم‬
‫أب ِ‬
‫ض ِم ْنها تا ٌء َم ْكسورةٌ‪( .‬التَّاء) ال َمح َّل لَها ِم َن اإل ْع َرا ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫الَّتي ُح ِذفَ ْ‬
‫ت‪ ،‬و ُع ِّو َ‬
‫ُّكون‪ ،‬والفاع ُل ضمي ٌر مستت ٌر وجوبْا تقديره‬
‫مبني على الس ِ‬
‫ٌّ‬ ‫استأجره‪( :‬استأجر) فع ُل ٍ‬
‫أمر‬
‫مبني في محلِّ نصب مفعول به‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫(أنت)‪ ،‬الها ُء ضمي ٌر متص ٌل‬

‫حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب‬
‫َ‬

‫ب َعلَ ْي ُك ُم الصِّ يَا ُم‬ ‫حلل واعرب ما تحته خط ‪ :‬قال تعالى‪« :‬يَا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا ُكتِ َ‬
‫ون» (البقرة‪.)186 :‬‬ ‫ين ِمن قَ ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُ َ‬
‫ب َعلَى الَّ ِذ َ‬
‫َك َما ُكتِ َ‬

‫‪149‬‬
‫مرينات‬
‫ُ‬ ‫التَّ‬
‫التمرين (‪) 1‬‬

‫ت النِّدا ِء‪ ،‬ودالالتِهَا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬ارْ ِس ْم َخريْطةَ َمفاهي َم تُبي ُِّن فيها أدوا ِ‬
‫ب‪ -‬ارْ ِس ْم َخريْطةَ َمفاهي َم تُبي ُِّن فيها أنوا َع ال ُمنَا َدى‪.‬‬

‫التمرين (‪) 2‬‬

‫ص التَّالِي ِة أداةَ النِّدا ِء ُمبيِّنًا داللتَها‪ ،‬وال ُمنا َدى‪ُ ،‬مبِيِّنًا أَ ْن َوا َعهُ‪،‬‬ ‫استخ ِر ْج ِم َن النُّصو ِ‬
‫وإعرابَهُ‪:‬‬
‫اس بِ ْال َحقِّ»‬ ‫ك َخلِيفَةً فِي الأْ َرْ ِ‬
‫ض فَاحْ ُكم بَي َْن النَّ ِ‬ ‫‪ -1‬قَا َل تَ َعالَى‪« :‬يَا َدا ُوو ُد إِنَّا َج َع ْلنَا َ‬
‫(ص‪.)26 :‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِ ِه َو َسلَّم )‪ « :‬ال ِّدي ُْن النَّ ِ‬
‫ص ْي َحةُ‪ ،‬قَالُوا‪ :‬لِ َم ْن يَا َرس ُْو َل‬ ‫‪ -2‬قَا َل َرس ُْو ُل هللاِ ( َ‬
‫هللاِ؟ قَا َل‪ :‬هللِ ولِ ِكتَابِ ِه‪َ ،‬ولِ َرس ُْولِ ِه‪َ ،‬ولأِ َئِ َم ِة ْال ُم ْسلِ ِمي َْن‪َ ،‬و َعا َّمتِهم»‪.‬‬
‫‪ -3‬قَا َل اإل َما ُم َعلَ ٌّي ( َعلَيْه السَّال ُم) ‪ « :‬يَا َجابِرُ‪ ،‬قِ َوا ُم ال ِّدي ِْن وال ُّد ْنيا بِأرْ بَ َع ٍة‪َ :‬عالِ ٍم ُم ْستَ ْع ِم ٍل‬
‫آخ َرتَه‬ ‫أن يَتَ َعلَّ َم‪َ ،‬و َج َوا ٍد ال يَ ْب َخ ُل بِ َم ْعر ُْوفِ ِه‪َ ،‬وفَقِي ٍْر ال يَبِ ْي ُع ِ‬
‫ف ْ‬‫ِع ْل َمهُ‪َ ،‬و َجا ِه ٍل ال يَ ْستَ ْن ِك ُ‬
‫بِ ُد ْنيَاه»‪.‬‬
‫اس‪ :‬إِ ْن تَقُ ْو ُموا‬‫اس َع ِن القِي ِْام لَهُ‪ ،‬فَقَا َل‪« :‬يَا َم ْع َش َر النَّ ِ‬ ‫بن َع ْب ِدال َع ِزي ِْز النَّ َ‬ ‫‪ -4‬نَهَى ُع َم ُر ُ‬
‫نَقُ ْم‪َ ،‬وإِ ْن تَ ْقعُدوا نَ ْق ُع ْد‪ ،‬فَإنَّ َما يَقُ ْو ُم النَّاسُ لِ َربِّ ال َعالَ ِمي ِْن»‪.‬‬
‫ت‬ ‫صيَّةَ لَو تُ ِر َك ْ‬‫إن ال َو ِ‬‫زواجها قائلةً‪ :‬أيْ بُنَيَّةُ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫س) قَ ْب َل‬‫ت أُمامةُ ابنتَها (أُ َّم إيا ٍ‬ ‫‪ -5‬نَص َح ْ‬
‫ك ِم ْن ِك‪ .‬ول ِكنَّها تَ ْذ ِكرةٌ لل َغافِ ِل‪َ ،‬و َمع ُْونةٌ لل َعاقِ ِل‪ .‬أيْ بُنَيَّةُ‪ ،‬إنَّ ِك‬ ‫ت لِ َذلِ َ‬‫ب‪ ،‬تُ ِر َك ْ‬
‫لِفَضْ ِل أد ٍ‬
‫ت‪ ،‬إلى َو ْك ٍر لَ ْم تَعْرفيه‪َ ،‬وقَ ِري ٍْن‬ ‫ت‪ ،‬وال ِعشَّ الَّذي فِيْه َد َرجْ ِ‬ ‫ت ال َج َّو الَّذي ِم ْنه َخ َرجْ ِ‬ ‫فَا َر ْق ِ‬
‫ْك َرقِ ْيبًا و َملِ ْي ًكا‪ ،‬فَ ُكوني لَهُ أَ َمةً يَ ُك ْن لَ ِك َع ْبدًا َو ِش ْي ًكا‪.‬‬
‫لَم تَألَفِيْه‪ .‬فَأصْ بَ َح ب ُم ْل ِك ِه َعلَي ِ‬
‫‪ -6‬قَا َل ال ُم ُّ‬
‫تنبي‪:‬‬
‫ت َوهُ ّن ِم ْن ِك أَ َوا ِه ُل‬ ‫أ ْقفَرْ ِ‬
‫ت أ ْن ِ‬ ‫ناز ُل‬ ‫ناز ُل فِي القُلُو ِ‬
‫ب َم ِ‬ ‫لَ ِك يَا َم ِ‬
‫‪ -7‬قا َل ال َّشاعرُ‪:‬‬
‫آن أَ ْن يَحْ ظَى بِ َوجْ ِهك نَ ِ‬
‫اظري‬ ‫أَ َما َ‬ ‫هَيا غائِبًا َعنِّي‪َ ،‬وفِي القَ ْل ِ‬
‫ب َعرْ ُشه‬
‫‪150‬‬
‫‪ -8‬وقا َل الشاعر‪:‬‬
‫جران أَ ْن لاَ تَالقِيا‬
‫َ‬ ‫نَداماي ِم ْن نَ‬ ‫ت‪ ،‬فَبَلِّ َغ ْن‬
‫أيَا را ِكبًا‪ ،‬إ َّما َعرضْ َ‬
‫ُّون‪ ،‬اتَّ ِح ُدوا‪.‬‬
‫‪ -9‬يا ِعراقي َ‬
‫التمرين (‪) 3‬‬
‫الج َم ِل التَّالي ِة‪ ،‬والشَّبيهَ‬
‫ضاف في ُ‬
‫ِ‬ ‫اف إلى ُمنا ًدى شَبي ٍه بِال ُم‬ ‫ض َ‬ ‫حو ِل ال ُمنادى ال ُم َ‬
‫ِّ‬
‫ت الالزمةَ‪:‬‬‫ضاف ُم ْجريًا التَّغييرا ِ‬
‫ٍ‬ ‫ضاف إلى ُمنا ًدى ُم‬
‫ِ‬ ‫بال ُم‬
‫ك الرِّيا َسةُ‪.‬‬
‫َّدر‪ ،‬لَ َ‬
‫اس َع الص ِ‬
‫‪ -1‬يَا َو ِ‬
‫‪ -2‬أيَا طالبًا ال ِعل َم‪ ،‬اجْ تَ ِه ْد‪.‬‬
‫ظ ال َع ْه ِد‪ ،‬إنَّك ُم ٌ‬
‫ؤمن‪.‬‬ ‫‪ -3‬يَا َحاف َ‬
‫ت نِ َع ُمك‪.‬‬‫سان‪ ،‬جلَّ ْ‬
‫‪ -4‬ربَّنا‪ ،‬يَا قَدي َم اإلحْ ِ‬
‫ت يَ ُد َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫صر‪ ،‬ال ُشلَّ ْ‬
‫‪ -5‬يَا َرافِعًا َرايَةَ النَّ ِ‬
‫‪ -6‬هَيا ظَالِ ًما الضُّ َعفَا َء‪ ،‬احْ َذرْ ‪.‬‬
‫ب ال َحقِّ‪ ،‬لاَ تُفَ ْ‬
‫رِّط فِيه‪.‬‬ ‫اح َ‬
‫ص ِ‬ ‫‪ -7‬أي َ‬
‫التمرين (‪) 4‬‬
‫تخرج ُهما ُمبيِّنًا َوجهَ‬
‫ْ‬ ‫س‬
‫ضاف‪ ،‬ا ْ‬ ‫ِ‬ ‫مل التَّالي ِة ُمنا ًدى ُمضافٌ ‪ ،‬وآخ ُر شَبيهٌ بِال ُم‬ ‫الج ِ‬
‫في ُ‬
‫واالختالف بَ ْين ُهما‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الشَّب ِه‬
‫‪ -1‬قَا َل تَعالى‪« :‬قُلْ يا أَ ْه َل ْال ِكتا ِ‬
‫ب تَعالَ ْوا إِلى َكلِ َم ٍة َسوا ٍء بَ ْينَنا َوبَ ْينَ ُك ْم» (آل ِعمران ‪:‬‬
‫‪.)٦٤‬‬
‫بن ال َعب ِد‪:‬‬ ‫قَا َل طَ َرفةُ ُ‬ ‫‪ -2‬‬
‫اديـث تَ َغ َّش ْتـني َوهَـ ْم‬
‫َ‬ ‫بِأ َح‬ ‫ي قِفَا أُ ْخبِرْ كما‬‫يا َخلِيلَ َّ‬
‫غير َسقَ ْم‬
‫ال أنا ُم اللي َل ِمن ِ‬ ‫أَ ْبلِ َغا خولةَ أَنّي أَ ِر ٌ‬
‫ق‬
‫‪ -3‬قَال ُ‬
‫ابن الرُّ ِّ‬
‫ومي‪:‬‬
‫آ َذنَ ْتنِي ِحبالُه بَا ْنقِضا ِ‬
‫ب‬ ‫يَا َشبابِي َوأي َْن ِمنَّي َشبَابِي‬

‫‪151‬‬
‫ص ِر ْي ُع ال َغ َوانِ ِّي‪:‬‬‫‪ -4‬قَا َل َ‬
‫ار َم ْوص ُْولاً بِقَ ْلبِي َولِ َسانِي‬ ‫يَا بَ ِع ْي َد ال َّد ِ‬
‫ك ال َّد ْه ُر َوأَ ْدنَ ْت َ‬
‫ك اللَّيَالِي‬ ‫ُربَّ َما أَ ْب َع َد َ‬
‫الشرقي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫علي‬
‫‪ -5‬قا َل ٌّ‬
‫األخلاَّ ُء َوالصَّحْ بُ‬
‫ُعه ُْو ٌد تَنَا َس ْتهَا ِ‬ ‫أأحْ بَابَنَا أَ ْدنَ ْ‬
‫ت فُؤا ِدي ِم ْنكم‬
‫‪ -6‬قَا َل نِ َزا ُر قَبَّانِ ّي‪:‬‬
‫ك ِم ْثلَ َما أَ ْب َكانِي‬‫فَهُ َو أَ ْب َكا َ‬ ‫ق‪ ،‬يَا َحبِ ْيبِي‪َ ،‬علَ ْينَا‬ ‫ب ال ِع ْش ُ‬ ‫ُكتِ َ‬
‫ك أُس ُْو ُد ْال َو َ‬
‫ط ِن‪.‬‬ ‫راق احْ َذرْ ‪ ،‬أَ َما َم َ‬
‫‪ -7‬يَا َعد َّو ال ِع ِ‬
‫ات‪ ،‬أَب ِْشرْ َن بِالفَ ْو ِز‪.‬‬
‫‪ -8‬هَيَا ُمجْ تَ ِه َد ُ‬
‫‪ -9‬أَيَا َعا ِملاً ‪ْ ،‬‬
‫اخلِصْ فِي َع َملِ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫التمرين (‪) 5‬‬
‫مل التالي ِة نِدا ٌء‪ ،‬استخ ِر ْجهُ ُمبيِّنًا حا َل أدا ِة النِّدا ِء‪ ،‬وداللتَها َوال ُمنَا َدى‪َ ،‬ونَ ْو َعه‪:‬‬ ‫الج ِ‬ ‫فِي ُ‬
‫طأْنَا َربَّنَا َولاَ تَحْ ِملْ َعلَ ْينَا إِصْ رًا َك َما‬
‫نسينَا أَ ْو أَ ْخ َ‬ ‫اخ ْذنَا إِن ِ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪َ « :‬ربَّنَا لاَ تُ َؤ ِ‬
‫ف َعنَّا َوا ْغفِرْ لَنَا‬ ‫ين ِمن قَ ْبلِنَا َربَّنَا َولاَ تُ َح ِّم ْلنَا َما لاَ طَاقَةَ لَنَا بِ ِه َوا ْع ُ‬
‫َح َم ْلتَهُ َعلَى الَّ ِذ َ‬
‫ين» (البقرة‪.)286‬‬ ‫نت َم ْولاَ نَا فَانصُرْ نَا َعلَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِر َ‬
‫َوارْ َح ْمنَا أَ َ‬
‫ُ‬
‫ك َوإِ ْن لَ ْم تَ ْف َعلْ فَ َما بَلَّ ْغ َ‬
‫ت‬ ‫ك ِمن َّربِّ َ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪« :‬يَا أَيُّهَا ال َّرسُو ُل بَلِّ ْغ َما أ ِ‬
‫نز َل إِلَ ْي َ‬
‫ين» (المائدة‪.)67:‬‬ ‫اس إِ َّن للاهَّ َ لاَ يَ ْه ِدي ْالقَ ْو َم ْال َكافِ ِر َ‬
‫ك ِم َن النَّ ِ‬ ‫ِر َسالَتَهُ َوللاهَّ ُ يَع ِ‬
‫ْص ُم َ‬
‫إن أَبَا ُكم‬
‫اح ٌد‪َ ،‬و َّ‬
‫إن َربَّكم َو ِ‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِ ِه َو َسلَّم) « أيُّهَا النَّاسُ ‪َّ :‬‬ ‫‪ -3‬قَا َل َرس ُْو ُل هللاِ ( َ‬
‫اح ٌد‪ ،‬أَلاَ لاَ فَضْ ٌل لِ َع َربِ ٍّي َعلَى أَ ْع َج ِم ٍّي َولاَ لِ َعجْ ِم ٍّي َعلَى َع َربِ ٍّي َولاَ لأِ َحْ َم َر َعلَى‬
‫َو ِ‬
‫أَ ْس َو َد َوأَ ْس َو َد َعلَى أَحْ َم َر إِلاَّ بِالتَّ ْق ُوى»‪.‬‬
‫‪ -4‬قَا َل اإل َما ُم َعلِ ٌّي ( َعلَيْه السَّال ُم)‪« :‬أيُّها النَّاسُ تَ َولَّوا ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم تَأ ِديِبَهَا‪ ،‬وأَ ْع ِدلُوا بِها‬
‫ض َرا َوة َعا َداتِها»‪.‬‬ ‫َع ْن َ‬
‫‪ -5‬قَا َل إيليا أَبُو َماضي فِي بَ ْغ َدا َد‪:‬‬
‫َح َس َد ْ‬
‫ت َم َدا ِمعُه َعلَ ْي َ‬
‫ك قَ َوافيه‬ ‫َدا َر السَّالم تَ ِحيَّةٌ ِم ْن َشا ِع ٍر‬

‫‪152‬‬
‫ق أَرْ واحُنا فِدا ٌء لِتُرابِك الطَّا ِه ِر‪.‬‬ ‫‪َ -6‬وطَنَنا ال ِعرا َ‬
‫اق ال َع ِظي ِْم‪.‬‬
‫ْش ال ِع َر ِ‬ ‫‪ -7‬يا أيُّها ال َح ْش ُد ال ُمقَ َّدسُ ‪ُ ،‬ك ْن َ‬
‫ت َخ ْي َر َسنَ ٍد لِ َجي ِ‬
‫التمرين (‪) 6‬‬
‫َّكل‪:‬‬
‫ضبُوط ٍة بِالش ِ‬ ‫مل ُمفيد ٍة َم ْ‬ ‫َمثِّ ْل لِ َما يَلي بِ ُج ٍ‬
‫‪ُ -1‬منادًى ُمضاف ٌ َجم ُع ُم َؤنَّ ٍ‬
‫ث َسال ٌم‪.‬‬
‫‪ -2‬أداةُ نِدا ٍء للبَع ْي ِد ‪.‬‬
‫‪ُ -3‬منادًى َعلَ ٌم َجم ُع تَ ِ‬
‫كسي ٍْر‪.‬‬
‫‪ُ -4‬منادًى ا ْس ُم َم ْوص ٍ‬
‫ُول‪.‬‬
‫‪ُ -5‬منادًى نَ ِكرةٌ َغ ْي ُر َم ْقصُود ٍة‪.‬‬
‫‪ُ -6‬منادًى ُم َر َّخ ٌم‪.‬‬
‫‪ُ -7‬منادًى ا ْس ُم َم ْفع ٍ‬
‫ُول‪.‬‬

‫التمرين (‪) 7‬‬


‫ان‬ ‫تين ُمفِيْدتَ ِ‬
‫ين‪َ ،‬م َع بَيَ ِ‬ ‫يجو ُز في لَ ْفظتَي (أَب‪ ،‬وأُ ّم) ِعن َد النِّدا ِء َوجْ ِ‬
‫هان‪ْ ،‬اذ ُكرْ هُما في جُملَ ِ‬
‫إ ْع َرابِ ِهما في ُكلِّ ُج ْملَ ٍة‪.‬‬

‫التمرين (‪) 8‬‬


‫قا َل جمي ُل بُثينةَ‪:‬‬
‫َو ُخ ِذي بِ َحظَّ ِك ِم ْن َك ِري ٍْم َو ِ‬
‫اصل‬ ‫أبثين‪ ،‬إنَّ ِك قَ ْد َملَ ْك ِ‬
‫ت فَأ ْس َج ِحي‬ ‫َ‬
‫َوقَا َل‪:‬‬
‫ت َويَ ِز ْي ُد‬ ‫ت‪ :‬ثَابِ ٌ‬‫ِم َن ْالحُبِّ ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫إِ َذا قُ ْل ُ‬
‫ت‪َ :‬ما بِي يَا بُثَ ْينَةُ قَاتِلِي‬
‫ْربُه؟‬ ‫وكيف تُع ِ‬
‫َ‬ ‫ق بَي َْن ال ُمنادى في البيتَي ِْن‪ ،‬وماذا تُس ِّمي االول منهما؟‬ ‫بَي ِِّن الفَرْ َ‬

‫‪153‬‬
‫التمرين (‪) 9‬‬

‫ط‪:‬‬‫أَ ْع ِر ْب َما ت َْحتَه َخ ٌّ‬


‫ت َما َر َز ْقنَا ُك ْم َوا ْش ُكرُوا للِهَّ ِ إِ ْن ُك ْنتُ ْم إِيَّاهُ‬ ‫‪ -1‬قال تعالى‪« :‬يَاأَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا ُكلُوا ِم ْن طَيِّبَا ِ‬
‫ون» (البقرة‪.)172/‬‬ ‫تَ ْعبُ ُد َ‬
‫ك ِم َّمن تَ َشآ ُء َوتُ ِع ُّز‬ ‫ع ْال ُم ْل َ‬ ‫ك َمن تَ َشآ ُء َوتَ ِ‬
‫نز ُ‬ ‫ك ْال ُم ْل ِك تُ ْؤتِى ْال ُم ْل َ‬ ‫‪ -2‬قال تعالى‪« :‬قُ ِل اللَّهُ َّم َمالِ َ‬
‫ك َعلَى ُكلِّ َشي ٍء قَ ِديرٌ» (آل عمران‪.)26:‬‬ ‫ك ْال َخ ْي ُر إِنَّ َ‬‫َمن تَ َشآ ُء َوتُ ِذلُّ َمن تَ َشآ ُء بِيَ ِد َ‬
‫ي إِ َّن للاهَّ َ اصْ طَفَ ٰى لَ ُك ُم الد َ‬
‫ِّين فَلاَ‬ ‫‪ -3‬قال تعالى‪َ « :‬و َوص َّٰى بِهَا إِ ْب َرا ِهي ُم بَنِي ِه َويَ ْعقُوبُ يَا بَنِ َّ‬
‫ون» (البقرة‪)132:‬‬ ‫تَ ُموتُ َّن إِلاَّ َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُم َ‬
‫نام أَنّي أَذبَ ُح َ‬
‫ك‬ ‫ي إِنّي أَرى فِي ال َم ِ‬ ‫‪ -4‬قال تعالى‪« :‬فَلَ ّما بَلَ َغ َم َعهُ السَّع َي قا َل يا بُنَ َّ‬
‫ين»‬ ‫فَانظُر ماذا تَرى قَا َل يَا أَبَ ِ‬
‫ت ا ْف َعلْ َما تُ ْؤ َم ُر َستَ ِج ُدنِي إِ ْن َشا َء للاهَّ ُ ِم َن الصَّابِ ِر َ‬
‫(الصافات‪.)102:‬‬
‫‪ -5‬قَال ا ْمرُؤ ْالقَيس‪:‬‬
‫ْض هَ َذا التَّـــ َدلُّ ِ‬
‫ــل‬ ‫أَفَ ِ‬
‫اط ُم َم ْهلاً بَع َ‬
‫صرْ ْمي فَأجْ ِملي‬ ‫ت قَ ْد أَ ْز َم ْع ِ‬
‫ت َ‬ ‫إن ُكن ِ‬
‫َو ْ‬
‫قَا َل ْال ُمتَنَب ُِّّي‪:‬‬ ‫‪ -6‬‬
‫ت الخَصْ ُم َوال َح َك ُم‬ ‫صا ُم‪َ ،‬وأ ْن َ‬‫الخ َ‬
‫ك ِ‬ ‫اس إلاَّ فِي ُم َعا َملَتِي فِ ْي َ‬ ‫يَا أَ ْع َد َل النَّ ِ‬
‫ت‪:‬‬
‫بن ثاب ٍ‬ ‫حسان ُ‬
‫ُ‬ ‫قال‬ ‫‪ -7‬‬
‫ياج‪َ ،‬و َساع ِة األحْ سا ِ‬
‫ب‬ ‫ت‪َ ،‬غيْر ُم َع َّو ِل ِع ْن َد الهَ ِ‬ ‫حار‪ ،‬قَ ْد َع َّو ْل َ‬
‫يا ِ‬
‫‪ -8‬قا َل ا ْمرُؤ القَي ِ‬
‫ْس‪:‬‬
‫ضهُ‬ ‫صاح تَ َرى بَرْ قًا أُ ِر ْي َ‬
‫ك َو ِم ْي َ‬ ‫أَ َ‬
‫ُض ْي ُء َسنَاهُ َع ْن ُر َك ٍام ُمنَ َّ‬
‫ض ِد‬ ‫ي ِ‬

‫‪154‬‬
‫َّالث ‪ :‬ال ّتعبير ُ‬
‫س الث ُ‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫أولاً ‪ :‬التعبير الشفهي‪:‬‬


‫س َك و ُزمالئِكَ‪:‬‬ ‫ش األسئلةَ التَّاليةَ مع مد ِّر ِ‬ ‫ناق ِ‬
‫وسلَّ َم) فِي َم َّكةَ‪َ ،‬و ِهي َم ْو ِطنُه الَّذي أُ ْخرج ِم ْنه‬ ‫‪-1‬قا َل رسو ُل هللاِ (صلَّى هللاُ عليه وآلِ ِه ِ‬
‫ت ِم ْن ِك‬‫ض للاهَّ ِ إِلَى للاهَّ ِ‪َ ،‬ولَ ْوال أَنِّي أُ ْخ ِرجْ ُ‬
‫ض للاهَّ ِ‪َ ،‬وأَ َحبُّ أَرْ ِ‬‫ُع ْنوةً» َوللاهَّ ِ إِنَّ ِك لَ َخ ْي ُر أَرْ ِ‬
‫ْت في ه ِذه ال َوحد ِة‪.‬‬ ‫ريف في ضو ِء ما درس َ‬ ‫الحديث ال َّش َ‬
‫َ‬ ‫ت»‪ .‬ناقشْ هذا‬ ‫َما َخ َرجْ ُ‬
‫صائر أوطانِها؟ نَاقِشْ‬ ‫ِ‬ ‫تقرير َم‬
‫ِ‬ ‫ق في‬ ‫ب ‪َ -‬على قَ َد ِم ال ُمساوا ِة‪ -‬ال َح َّ‬ ‫أن لل ُشعُو ِ‬ ‫‪ -2‬هَلْ تَرى َّ‬
‫درِّسك و ُزمالئِ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك َم َع ُم ِ‬
‫ذل َ‬
‫ك القَضيَّةُ الفِلسطينيَّةُ؟ وهَلْ تَرى صُورةَ حُريَّ ِة وطنِ َ‬
‫ك‬ ‫ب ما تق َّدم‪َ ،‬ماذا تَ ْعنِي ل َ‬
‫‪ -3‬بِ َح َس ِ‬
‫فِيْها؟‬
‫ِّفاع‬
‫ق ال َعود ِة والد ِ‬ ‫أن َح َّ‬
‫لسطين‪ ،‬أتَرى َّ‬
‫َ‬ ‫هيوني لفِ‬
‫ِّ‬ ‫االحتالل الصُّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬بَع َد تَوالي العُقو ِد َعلى‬
‫طن يَ ْنتَفي بالتَّقا ُد ِم‪ ،‬أم أنَّه َك ُكلِّ ال ُحقُ ِ‬
‫وق ال َم ْشروع ِة ال انتفا َء لَهُ إال بَتَحقيقِه؟‬ ‫َع ْن ال َو ِ‬
‫ْف تَ َرى َح َّ‬
‫ق‬ ‫ق َو َراءه ُمطالِبٌ »‪َ ،‬كي َ‬ ‫ضا َع ح ٌّ‬
‫علي(عليه السَّال ُم) ‪ « :‬ما َ‬
‫ٌّ‬ ‫‪ -5‬قا َل اإلما ُم‬
‫تحريروطنِه استنادًا إلى هَ َذا القَ ْو ِل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لسطيني في‬
‫ِّ‬ ‫ال َّش ْع ِ‬
‫ب الفِ‬

‫حريري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬التَّعبي ُر التَّ‬
‫ضهم على َما بِهَا‪ ،‬ولو كانت قفرًا مستو َح ًشا‪،‬‬ ‫قا َل أح ُد العُلما ِء ‪« :‬والبش ُر يأْلَفُون أر َ‬
‫ُّ‬
‫ويحن‬ ‫اإلنسان يستري ُح إلى البقاء فيه‪،‬‬
‫َ‬ ‫الوطن غريزةٌ متأصِّلة في ال ُّن ِ‬
‫فوس‪ ،‬تجع ُل‬ ‫ِ‬ ‫وحبُّ‬
‫وجم‪ ،‬ويَ ْغضب له إذا انتُقص»‪.‬‬ ‫إليه إذا غاب عنه‪ ،‬ويدافع عنه إذا هُ ِ‬
‫الم في‬ ‫وسائر ُشعو ِ‬
‫ب ال َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفلسطيني‬
‫ِّ‬ ‫ب‬‫ق ال َّش ْع ِ‬ ‫انطل ْق ِم ْن ه ِذه ال َمقُ ْول ِة للحدي ِ‬
‫ث َع ْن ح ِّ‬
‫بين‪.‬‬
‫اص َ‬‫عتدين‪ ،‬وال َغ ِ‬
‫َ‬ ‫وحمايتِها ِم َن ال ُم‬ ‫ِّفاع َع ْن ْ‬
‫أوطانِهم ِ‬ ‫الد ِ‬

‫‪155‬‬
‫األدب‬
‫ُ‬ ‫س الرابع ‪:‬‬
‫الدَّر ْ ُ‬

‫شع ُر القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة‬


‫ِ‬
‫عام‬
‫الجائر في ِ‬‫ِ‬ ‫وإعالن وع ِد بلفو َر‬
‫ِ‬ ‫البريطاني‬
‫ِّ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫تحت االنتدا ِ‬ ‫فلسطين‬
‫َ‬ ‫وقوع‬
‫ِ‬ ‫بع َد‬
‫ت القضيَّةُ‬ ‫فلسطين‪ ،‬أصبح ِ‬
‫َ‬ ‫قومي لليهو ِد في‬
‫ٍّ‬ ‫وطن‬
‫ٍ‬ ‫تأسيس‬
‫ِ‬ ‫(‪1917‬م) الذي ينصُّ على‬
‫عاصر‪ ،‬على إِ ْث ِر‬
‫ِ‬ ‫ث وال ُم‬
‫اإلسالمي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫الفلسطينيَّةُ القضيَّةَ المركزيَّةَ في التَّ ِ‬
‫اريخ‬
‫ثورات ع َّدةٌ‪ ،‬أبر ُزهَا الثورةُ الفلسطينيَّةُ ال ُكبْرى (‪1936‬م‪1939-‬م)‪ ،‬وه َي‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫قامت‬ ‫ك‬‫ذل َ‬
‫واالستعمار‬
‫ِ‬ ‫الفلسطيني ض َّد الصِّ هيوني ِة‬
‫ِّ‬ ‫الوطني‬
‫ِّ‬ ‫تُمثِّ ُل محطَّةً ُمه َّمةً في حرك ِة النِّ ِ‬
‫ضال‬
‫تكن الحياةُ األدبيَّةُ بِ َم ْع َز ٍل َع ِن الحيا ِة‬
‫القرن التَّاس َع عش َر‪ .‬ل ْم ِ‬
‫ِ‬ ‫أواخر‬
‫ِ‬ ‫البريطاني من ُذ‬
‫ِّ‬
‫الفلسطيني؛ بلْ َ‬
‫كان‬ ‫ُّ‬ ‫السياسيَّ ِة واالجتماعيَّ ِة واالقتصاديَّ ِة والثَّقافيَّ ِة الَّتي م َّر بِهَا ال َّشعبُ‬
‫ك‬
‫كان لتل َ‬ ‫ث والتَّ ِ‬
‫فاعل معها‪ ،‬و ِم ْن ث َّم َ‬ ‫ك األحْ َدا ِ‬ ‫لها دو ُرهَا الفا ِع ُل والمتواص ُل في َرصْ ِد تل َ‬
‫مسار الحرك ِة ال ِّشعريَّ ِة الفلسطينيَّ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تغيير‬
‫ِ‬ ‫روف دو ُرهَا في‬‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الظ‬
‫وكتب تاري َخهَا‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أحداث القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة‪،‬‬ ‫والفلسطيني‬
‫ُّ‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫ب ال ِّشع ُر‬
‫فَقَ ْد وا َك َ‬
‫ت القضيَّ ِة‬ ‫يصو ُر نكبا ِ‬
‫ِّ‬ ‫ب شعرًا‬ ‫وكشف أعدا َءها‪ ،‬وبي ََّن وقائ َعهَا‪ .‬إذ نَظَ َم شعرا ُء العر ِ‬
‫َ‬
‫تاريخهَا‪ .‬وق ْد‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫أحداث‬ ‫لتحريرها‪ ،‬ويحيي بُطُوال ِ‬
‫ت شعبِها‪ ،‬ويتتبَّ ُع‬ ‫ِ‬ ‫الفلسطينيَّ ِة‪ ،‬ويدعو‬
‫المعاصر‪ ،‬فهو‬
‫ِ‬ ‫عام (‪1947‬م) أثرًا واضحًا في التَّ ِ‬
‫أريخ‬ ‫فلسطين في ِ‬ ‫َ‬ ‫تقسيم‬
‫ِ‬ ‫ك قرا ُر‬
‫تر َ‬
‫لمشاعر ال َّشعرا ِء الَّ َ‬
‫ذين‬ ‫ِ‬ ‫أش ُّد ضراوةً وأطو ُل عمرًا وأكث ُر ُع ْمقًا‪ ،‬ما جعلَهُ أكث َر إثارةً‬
‫ُّمو‬
‫صوير والس ِّ‬ ‫ِ‬ ‫بالصِّدق في ال َعاطف ِة والبَراع ِة في التَّ‬
‫ِ‬ ‫تركوا لنا تراثًا أدبيًّا ِخصْ بًا‪ ،‬يمتا ُز‬
‫المعاصر الذي شاركت القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫أنماط األد ِ‬
‫ِ‬ ‫في الرُّ ؤى‪ .‬ولع َّل ِم ْن أح ِد أه ِّم‬
‫إبراز ِه هو «شع ُر المقاوم ِة»‪ .‬الذي يستنهضُ األمةَ ِم ْن سُباتِهَا ويوقظُها ِم ْن نو ِمها‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫أمثال‬
‫ِ‬ ‫فلسطين ِم ْن‬
‫َ‬ ‫كان ل ُشعرا ِء‬
‫واألحاسيس‪ ،‬وق ْد َ‬
‫ِ‬ ‫المشاعر‬
‫ِ‬ ‫تحريك‬
‫ِ‬ ‫العميق‪ ،‬ويعم ُل على‬
‫ِ‬
‫تأسيس‬
‫ِ‬ ‫َّبق في‬
‫وغير ِهم‪ ،‬قصبُ الس ِ‬‫ِ‬ ‫محمود درويش‪ ،‬وسميح القاسم‪ ،‬وفدوى طوقان‪،‬‬
‫ث ُّ‬
‫الظ ِلم‬ ‫ب والثِّق ِة بقدرات ِه على اجتثا ِ‬
‫باإليمان بال َّشع ِ‬
‫ِ‬ ‫هذا النَّ ِ‬
‫وع ِم َن ال ِّش ِ‬
‫عر الذي يتميَّ ُز‬
‫والوطن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب الحري ِة للفر ِد‬‫بين التَّمرُّ ِد وطل ِ‬‫بانتصار ِه اآلتي‪ ،‬وكذا بتلوينِ ِه َ‬
‫ِ‬ ‫المطلق‬
‫ِ‬ ‫واليقين‬
‫ِ‬
‫ت الَّتي ق َّد َمها ال ُّشهدا ُء؛ لِيكونوا منارةً‬
‫وإبراز أهمي ِة التَّضحيا ِ‬
‫ِ‬ ‫بتكريم ال َّشهاد ِة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ويتمي ُز‬

‫‪156‬‬
‫ق‪ ،‬ويقتدي بهم جي ٌل كبيرٌ‪ ،‬هو جي ُل المقاوم ِة‪.‬‬ ‫تشع ُل الطري َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫ب) فِي ال َعصْ ِر ال َح ِد ْي ِ‬ ‫ْ‬
‫(االلتِ َزام في األ َد ِ‬ ‫وش ْع ُر القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة يُ َع ُّد ِمثَالاً لـ‬
‫ِ‬
‫ابن بِ ْيئَتِه والنَّاطق بِاس ِمها‪َ ،‬وكلِ َمتُه ِهي ِسالحُه الَّذي يَرف ُعهُ في َوجْ ِه ُكلِّ َما يُري ُد‬ ‫فَاألَ ِديْبُ ُ‬
‫ُّ‬
‫والظروف‬ ‫أن يتكلّم َعلَى َواقِ ِعه‪،‬‬
‫يكون األدبُ صادقًا‪ ،‬ال بُ ّد ِم ْن ْ‬
‫َ‬ ‫تَ ْغييرُه ِم َن ال َواقِ ِع‪ ،‬فحتَّى‬
‫ونتاجه الفكريِّ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ال ُمحيطة بِ ِه‪ ،‬وتؤثِّ ُر في نفسيتِه‬
‫اس في هُمو ِمهم االجتماعيَّ ِة والسَّياسيَّ ِة و َمواقِفِهم‬ ‫ب النَّ َ‬ ‫وااللتزا ُم هُ َو ُمشا َركةُ األدي ِ‬
‫ت فِي َسبِي ِْل َما‬ ‫الذا ِ‬ ‫وف بِ َح ْز ٍم لِ ُم َوا َجهَ ِة َما يتطلّبه َذلِك‪ ،‬إلَى ح ِّد إ ْن َك ِ‬
‫ار َّ‬ ‫ال َوطنيَّ ِة‪َ ،‬وال َوقُ ُ‬
‫التَ َز َم بِ ِه‪.‬‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫‪ -1‬ما الَّذي د َعا إلي ِه شع ُر القضي ِة الفلسطيني ِة؟‬
‫لمشاعر ال ُّشعرا ِء؟‬
‫ِ‬ ‫عام (‪1947‬م) أكث َر إثارةً‬ ‫كان قرا ُر التَّ ِ‬
‫قسيم ِ‬ ‫‪ -2‬لماذا َ‬
‫إبراز ِه؟ عرِّ ْفهُ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المعاصر الذي شاركت القضيةُ الفلسطينيةُ في‬
‫ِ‬ ‫ب‬
‫أنماط األد ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬ما أه ُّم‬
‫ث َّم اذكرْ أه َّم مؤسسي ِه‪.‬‬
‫‪ -4‬ب َم يتمي ُز شع ُر المقاوم ِة؟‬
‫‪َ -5‬ما َذا يُ َع ُّد ِش ْع ُر القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة في ال َعصْ ِر ال َحدي ِ‬
‫ث؟‬
‫وأعط ِمثاال حيًّا له‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِالحديث َع ْنه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ب)‪ ،‬ثم أوجز‬ ‫‪ -6‬عرِّف (االلتزا ُم في األد ِ‬

‫‪157‬‬
‫‪ -1‬فَد َوى طُوقَان‬
‫ت‬‫من مدين ِة نَابلُس التي ُع ِرفَ ْ‬
‫العشرين‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫القرن‬
‫ِ‬ ‫فلسطين في‬
‫َ‬ ‫ان ْ‬
‫من أه ِّم شواعر‬ ‫فَد َوى طُوقَ ُ‬
‫عام (‪1917‬م) ِم ْن أسرة فلسطيني ٍة معروف ٍة‪ ،‬فه َي شقيقةُ ال َّش ِ‬
‫اعر‬ ‫ت في ِ‬ ‫العلم‪ُ ،‬ولِ َد ْ‬
‫ِ‬ ‫بحبِّ‬
‫فلسطين)‪ ،‬وقد‬
‫َ‬ ‫ت بـ(شاعر ِة‬ ‫َّ‬
‫وغذى موهبَتَها‪ .‬لُقِّبَ ْ‬ ‫طوقان الذي رعاها وش َّج َعهَا‬
‫ِ‬ ‫إبراهي َم‬
‫واحتجاج المرأ ِة على‬
‫ِ‬ ‫ب األُنثوي ِة في الحبِّ والثَّور ِة‬ ‫مثَّ َل شع ُرهَا أساسًا قويًا للتجار ِ‬
‫ْ‬
‫وكانت جنبًا‬ ‫بفلسطين واأل َّم ِة العربي ِة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫عصفت‬ ‫األحداث الَّتي‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫عاشت فدوى‬ ‫المجتمع‪.‬‬
‫ِ‬
‫والدفاع ْ‬
‫عن أرضهم‪ .‬لديها‬ ‫ِ‬ ‫ب م َع شعرا ِء المقاوم ِة في تبنِّي القضي ِة الفلسطيني ِة‬ ‫إلى جن ٍ‬
‫غلق)‪ ،‬تُوفِّيَ ْ‬
‫ت سن ِة (‪2003‬م)‪.‬‬ ‫ب ال ُم ِ‬‫طانَا ُحبًا)‪ ،‬و(أَ َما َم البَا ِ‬
‫دواوين ع َّدةُ منها (أَع َ‬
‫ُ‬
‫عام ‪1958‬م‪:‬‬
‫العام الجدي ِد) كتبتهَا في ِ‬
‫ِ‬ ‫بعنوان (صالةٌ إلى‬
‫ِ‬ ‫ولها قصيدةٌ‬
‫(للحفظ الى من جديد)‬
‫ك أَ ْش َوا ٌ‬
‫ق َج ِد ْي َده‬ ‫فِي يَ َد ْينَا لَ َ‬
‫ان فَ ِر ْي َده‬‫فِي َمآقِ ْينَا تَ َسابِ ْيحُ‪َ ،‬وأَل َح ٌ‬
‫ف نُ ْز ِج ْيهَا قَ َرابِي َْن ِغنَا ٍء فِي يَ َد ْي َ‬
‫ك‬ ‫َس ْو َ‬
‫ب الور ُْو ْد‬ ‫يا ُم ِط ّاًل أَ َملاً َع ْذ َ‬
‫يا َغنِيًّا بِاألَ َمانِي َوالو ُعو ْد‬
‫َما الَّ ِذيْ تَحْ ِملُهُ ِم ْن أَجْ لِنَا؟‬
‫ك!‬‫َما َذا لَ َد ْي َ‬
‫أَ ْع ِطنَا ُحبًّا‪ ،‬فَبِالحُبِّ ُكنُ ْو ُز ال َخي ِْر فِ ْينَا‬
‫تَتَفَجَّرْ‬
‫ضرُّ َعلَى الحُبِّ َوتُ ْز ِهرْ‬ ‫َوأَ َغانِ ْينَا َستَ ْخ َ‬
‫طا ًء‬‫َو َستَ ْنهَلُّ َع َ‬
‫َوثَ َرا ًء َو ُخص ُْوبَه‬
‫أَ ْع ِطنَا ُحبًّا فَنَ ْبنِي ال َعال َم ال ُم ْنهَا َر فِ ْينَا‬
‫ِمنْ َج ِديْد‬
‫َونُ ِع ْي ُد‬

‫‪158‬‬
‫ب لِ ُد ْنيَانَا ال َّج ِد ْيبَ ْة‬ ‫الخصْ ِ‬‫فَرْ َحةَ ِ‬
‫ق الصُّ ع ُْود‬ ‫أَ ْع ِطنَا أَجْ نِ َحةً نَ ْفتَ ُح بِهَا أُ ْف َ‬
‫ُور ِم ْن ُع ْزلَ ِة ُج ْد َر ِ‬
‫ان ال َح ِديْد‬ ‫ق ِم ْن َك ْهفِنَا ال َمحْ ص ِ‬ ‫طلِ ُ‬‫نَ ْن َ‬
‫ت ال ُم ْدلَ ِه َّمة‬ ‫ق ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬ ‫أَ ْع ِطنَا نُ ْورًا يَ ُش ُّ‬
‫ق َسنَاه‬‫َو َعلَى َد ْف ِ‬
‫ط َو إِلَى َذرْ َو ِة قِ َّمة‬‫نَ ْدفَ ُع ال َخ ْ‬
‫ت ال َحيَاه‪.‬‬ ‫صا َرا ِ‬ ‫نَجْ تَنِي ِم ْنهَا ا ْنتِ َ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫نُ ْز ِج ْي َها‪ :‬نَدفَ ُعهَا برف ٍ‬
‫ق‪.‬‬
‫بان ‪ :‬وهو ما يُتقرَّبُ بِ ِه‪.‬‬ ‫قَ َرابِ ْينُ ‪ :‬مفر ُدها القُرْ ُ‬
‫الحتباس الما ِء عنهَا‪ ،‬وهنا استعارةٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫ت األرضُ ‪ :‬يَبِ َس ْ‬ ‫الج ِد ْيبَ ِة‪ِ :‬م ْن َج ُدبَ ِ‬
‫َّ‬
‫ال ُم ْدلَ ِه َّم ِة‪ :‬التي اشت َّد ظال ُمها‪.‬‬

‫ق النَّ ُّ‬
‫قدي‪:‬‬ ‫التَّعلي ُ‬
‫واالنطالق‬
‫ِ‬ ‫ب في القصيد ِة‪،‬‬ ‫مالمح المخاط ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتو َّجهُ النَّصُّ في صورتِ ِه األولى نح َو ِ‬
‫رسم‬
‫ت ال َّشاعرةُ‬ ‫القارئ‪ ،‬فَقَ ْد َع َم َد ِ‬
‫ِ‬ ‫األمل والرَّجا ِء مهيَّئًا في ِ‬
‫ذهن‬ ‫ِ‬ ‫باب‬
‫تساؤل يجع ُل َ‬
‫ٍ‬ ‫منهُ نح َو‬
‫وس‪ ،‬فَهُ َو بِ َدايةٌ جديدةٌ ي ُْلقِي النَّاسُ‬
‫ث األَ َم َل فِي ال ُّنفُ ِ‬
‫العام الجدي ِد بصور ٍة تَ ْب َع ُ‬
‫صوير ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلى تَ‬
‫قرابين‪،‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ليست كأيِّ‬ ‫ك الق َرابِي َْن‬ ‫َّ‬
‫ولكن تل َ‬ ‫ُ‬
‫والقرابين‪،‬‬ ‫فِيهَا أَ َمانِيْهم‪ ،‬وتُقَ َّد ُم فِ ْيهَا التَّ َسابِي ُح‬
‫أن هذ ِه الصُّ ورةَ‬‫من َّ‬ ‫الرغم ْ‬
‫ِ‬ ‫موع‪ ،‬وعلى‬ ‫بتسابيح ال ُّد ِ‬
‫ِ‬ ‫ألحان وغنا ٍء تَمتَ ِز ُج‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫قرابين‬ ‫فه َي‬
‫ت لِتَحم َل تساؤلاً‬ ‫من طاق ٍة تعبيري ٍة إيجابي ٍة تفو ُح أملاً وتفاؤلاً نجدها ترد َد ْ‬ ‫ك ْ‬ ‫بما تمتل ُ‬
‫األعوام السَّابق ِة عبر خطابِهَا‬
‫ِ‬ ‫وجع‬
‫ِ‬ ‫ث‪ ،‬وكأنَّما تحاو ُل إظها َر‬
‫بالقادم من الحواد ِ‬
‫ِ‬ ‫مفتوحًا‬
‫ور)‪ ،‬وتلحُّ في طل ِ‬
‫ب‬ ‫هذا العا َم‪ ،‬ويظه ُر ذلك جليًّا في مطالبتِها بـ(الحبِّ ‪ ،‬واألجنح ِة‪ ،‬وال ُّن ِ‬
‫المنهار‬
‫ِ‬ ‫العالم‬
‫ِ‬ ‫الخير‪ ،‬وسببًا لبنا ِء‬
‫ِ‬ ‫الحبِّ الذي يمث ُل ِم ْن وجه ِة نظر ِها سبَبًا لِتُفَجِّ َر كنو َز‬
‫ص ُل‬ ‫ت التي خلَّفَ ْتهَا الحروبُ ‪ ،‬فاألم ُل في الحبِّ يُمثِّ ُل الحلَّ‪ْ ،‬‬
‫وتو ِ‬ ‫النفوس‪ ،‬واالنكسارا ِ‬
‫ِ‬ ‫في‬

‫‪159‬‬
‫بامتالك أجنح ٍة‬
‫ِ‬ ‫كهف العُزل ِة‬
‫ِ‬ ‫الخالص ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫بأن يهبَنَا العا ُم الجدي ُد رؤيةً في‬
‫مطلبَهَا ْ‬
‫باالنتصار‪ ،‬فال تكا ُد القصيدةُ‬
‫ِ‬ ‫النور الذي سنجني منه األم َل‬
‫ِ‬ ‫التحليق نح َو أُ ِ‬
‫فق‬ ‫ِ‬ ‫تم ِّكنُهم ِم َن‬
‫بالعام الجدي ِد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫األمل‬
‫ِ‬ ‫تق ِّد ُم نف َسهَا بعيدًا ِم َن‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫طوقان؟‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬ماذا مثَّ َل شع ُر فدوى‬
‫العام الجدي ِد بصور ٍة جديد ٍة) وضِّ حْ ذل َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تصوير‬
‫ِ‬ ‫ت ال َّشاعرةُ إلى‬
‫‪َ ( -2‬ع َم َد ِ‬
‫طوقان في قصيدتِهَا؟‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫قرابين فدوى‬ ‫ْ‬
‫كانت‬ ‫‪ -3‬ماذا‬
‫طوقان في قصيدتِهَا؟‬
‫ِ‬ ‫نظر فدوى‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬ماذا يُ َمثِّ ُل الحبُّ ْ‬
‫من وجه ِة‬

‫‪ -2‬محمود درويش‬
‫أبرز ال ُّشعرا ِء‬
‫ِ‬ ‫عام (‪1941‬م)‪ ،‬وأصب َح ِم ْن‬ ‫فلسطيني ول َد في ِ‬
‫ٌّ‬ ‫محمود درويش شاع ٌر‬
‫ِّياسي في‬
‫بالكفاح الس ِّ‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫والوطن‪ ،‬فق ْد شار َ‬
‫ِ‬ ‫بشعر الثَّور ِة‬
‫ِ‬ ‫ط اس ُمهُم‬ ‫الفلسطينيين الَّ َ‬
‫ذين ارتب َ‬ ‫َ‬
‫ضال وتب ِّش ُر بالثَّور ِة والعود ِة‪ ،‬وق ْد أحبَّ وطنَهُ‬ ‫ْ‬
‫وكانت قصائ ُدهُ تلتهبُ بالنِّ ِ‬ ‫مطلع شباب ِه‪،‬‬
‫ِ‬
‫وكان‬
‫َ‬ ‫االرتباط بوطنِ ِه وقضيت ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وكان الحبُّ عن َدهُ يرتبطُ ك َّل‬
‫َ‬ ‫مشاعر ِه وعواطفِ ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بكلِّ‬
‫والوطن‪ ،‬ويجع ُل منهما شيئًا واحدًا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بين الحبيب ِة‬
‫يمز ُج َ‬
‫كثيرًا ما ِ‬
‫االنتاج وسهولة العبار ِة‬
‫ِ‬ ‫من شعرا ِء المقاوم ِة بغزار ِة‬ ‫غير ِه ْ‬
‫تميَّ َز محمود درويش ِم ْن ِ‬
‫الذين شاركوا في‬‫َ‬ ‫وعمق الفكر ِة‪ ،‬وال نغالي إذا قلنَا إنَّهُ ِم َن ال ُّشعرا ِء‬
‫ِ‬ ‫المضمون‬
‫ِ‬ ‫وشمولي ِة‬
‫لتزم بقضيَّته الَّتي‬
‫ب ال ُم ِ‬‫ث‪ ،‬فَضْ لاً َع ْن أنَّه يُ َع ُّد ِمثالاً لألدي ِ‬
‫العربي الحدي ِ‬
‫ِّ‬ ‫تطوير ال ِّش ِ‬
‫عر‬ ‫ِ‬
‫الزيتون)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالمضامين الحديثة‪ ،‬منها (أورا ُ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫دواوين شعريَّةٌ ِ‬
‫زاخ َرةٌ‬ ‫ُ‬ ‫نَ َذ َر ُع ُم َره لها‪ .‬له‬
‫و (أُحب ُِّك أو ال أُحب ُِّك)‪ ،‬و(أحم ُد ال َّزعترُ) وغيرُها‪ .‬توفَّاهُ هللاُ تعالى في سن ِة (‪2008‬م)‬
‫عضال‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مرض‬
‫ٍ‬ ‫إثر‬
‫فلسطيني) ر ًّدا على‬
‫ٍّ‬ ‫ُرح‬ ‫ُ‬
‫(يوميات ج ٍ‬ ‫ت‪ ،‬عنوانُها‬ ‫له قصيدةٌ كتبَهَا على فن الرُّ باعيا ِ‬
‫عام (‪1968‬م) وأَهد ْتها إلى ُشعرا ِء‬ ‫طوقان الَّتي كتب ْتهَا في ِ‬
‫ِ‬ ‫(لن أبكي) لفدوى‬ ‫قصيد ِة ْ‬
‫موضوع‬
‫ٍ‬ ‫ت تتعاطى مع‬ ‫المقاوم ِة الفلسطينيِّ ِة‪ .‬والرُّ باعيةُ مقطوعةٌ شعريُّةٌ من أربع ِة أبيا ٍ‬

‫‪160‬‬
‫األو ِل والثَّاني مع الر ِ‬
‫َّابع‪،‬‬ ‫طرين ُّ‬
‫ِ‬ ‫ق قافيةُ ال َّش‬
‫أن تتف َ‬ ‫وتكو ُن فكرةً تامةً‪ .‬وفيها إ َّما ْ‬
‫ِّ‬ ‫معين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ق األشطُ ُر األربعةُ جميعُها في القافي ِة‪.‬‬ ‫أو تتف َ‬

‫للحفظ إلى‪ ...‬ول ِكنَّا نُقَاتِ ُل)‬


‫ِ‬ ‫(‬
‫(‪)1‬‬
‫نَحْ ُن فِي ِحلٍّ ِم َن التَّ ْذ َكار فال َكر َم ُل فِينَا‬
‫َو َعلَى أَه َدابِنَا ُع ْشبُ ال َجلِ ِ‬
‫يل‬
‫لاَ تَقُولِي‪ :‬لَيتَنَا نَر ُكضُ َكالنَّ ِ‬
‫هر إِلَيهَا‪،‬‬
‫لاَ تَقُولِي!‬
‫حن فِي لَ ِ‬
‫حم بِلاَ ِدي‪َ ..‬و ْه َي فِينَا!‬ ‫نَ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫لَ ْم نَ ُك ْن قَب َل َح ِزي َر َ َ‬
‫ان َكأ ْف َر ِ‬
‫اخ ال َح َما ْم‬
‫َولِ َذا‪ ،‬لَ ْم يَتَفَتَّ ْ‬
‫ت ُحبُّنَا بَي َْن ال َّسلاَ ِسلْ‬
‫ُ‬
‫ين َعا ْم‬ ‫نَحْ ُن يَا أختَاهُ‪ِ ،‬م ْن ِع ِ‬
‫شر َ‬
‫حن لاَ نَكتُبُ أَ ْش َعارًا‪ ،‬ول ِكنَّا نُقَاتِلْ‬ ‫نَ ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ظ ُل الَّ ِذي يَسقُطُ فِي َعينَ ِ‬
‫يك‬ ‫ك ال ِّ‬‫َذل َ‬
‫ان إِل ْه‬ ‫َشي َ‬
‫ط ٌ‬
‫ب‬ ‫ان لِ َكي يَ ِ‬
‫عص َ‬ ‫هر َح ِزي َر َ‬ ‫َجا َء ِم ْن َش ِ‬
‫الجبَا ْه‬
‫مس ِ‬‫بال َّش ِ‬
‫إِنَّهُ لَ ُ‬
‫ون َش ِهي ٍد‬
‫طع ُم صال ْه‬ ‫إِنَّهُ َ‬
‫إِنَّهُ يُقتَ ُل أو يَحيَى‪َ ،‬وفِي ال َحالَ ِ‬
‫ين ! آه !‬

‫‪161‬‬
‫(‪)4‬‬
‫يل َعلَى َعينِ ِ‬
‫يك‪َ ،‬ك ْ‬
‫ان‬ ‫أ َّو ُل اللَ ِ‬
‫يل الطَّ ِويلْ‬
‫آخ ِر اللَّ ِ‬
‫فِي فُؤا ِدي‪ ،‬قَط َرةً ِم ْن ِ‬
‫َوالَّ ِذي يَج َم ُعنَا السَّا َعةَ فِي هَ َذا ال َم َك ْ‬
‫ان‬
‫صر ال ُّذبُولْ ‪.‬‬
‫ع ال َعو َد ِة ‪ِ ..‬م ْن َع ِ‬ ‫َش ِ‬
‫ار ُ‬

‫معاني المفردات‪:‬‬
‫أن نتذ َّك َر أو ال نتذ َّك َر‪.‬‬
‫نَ ْحنُ فِي ِح ٍّل‪ :‬أحرا ٌر لنا ْ‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ال َكر َم ُل‪ :‬إحدى ِ‬
‫مدن الضِّف ِة الغربي ِة في‬
‫الجلِي ُل‪ :‬مدينةٌ فلسطينيةٌ‪.‬‬
‫َ‬
‫العين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أَه َدابنَا‪ :‬األهدابُ ‪َ :‬شع ُر أَ ِ‬
‫شفار‬
‫مضارع بمعنى أتألَّم أو أتوجَّع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫آه‪ :‬اس ُم ٍ‬
‫فعل‬

‫ق النَّ ُّ‬
‫قدي‪:‬‬ ‫التَّعلي ُ‬
‫عام‬
‫زيران في ِ‬
‫َ‬ ‫فلسطيني) تفجيرًا عاطفيًا لحقيق ِة نكب ِة َح‬
‫ٍّ‬ ‫جرح‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫(يوميات‬ ‫كانت قصيدةُ‬‫ْ‬
‫اعر وعاطفتِ ِه وانعكاسًا لشخصيَّتِ ِه‬ ‫(‪1967‬م) المؤلم ِة‪ ،‬تعبيرًا عن صدق تجرب ِة ال َّش ِ‬
‫الفنيَّ ِة ال ُمب ِد َع ِة‪.‬‬
‫(نحن) وك َّر َرهُ في القصيد ِة غي َر مر ٍة تعبيرًا‬‫ُ‬ ‫بضمير الجماع ِة‬
‫ِ‬ ‫ابتدأَ ال َّشاع ُر القصيدةَ‬
‫أراضيهم‬
‫ِ‬ ‫فالفلسطينيون ل ْم ين َسوا‬
‫َ‬ ‫قاو َم ِة‪،‬‬
‫ت ال ُم ِ‬ ‫الفلسطيني وتأكيد َّ‬
‫الذا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫عن ال َّشع ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫المسلُوبَةَ؛ إذ إنَّها شاخصة أمام أنظارهم‪ ،‬تعيشُ فيهم‪ ،‬فـ(الكرم ُل فينا)‪ ،‬و(على أهدابِنَا‬
‫الفلسطيني‬
‫ِّ‬ ‫لحم بالدي وه َي فينَا) صو ٌر فنيَّةٌ تبي ُِّن ش َّدةَ تعلُّ ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫و(نحن في ِ‬ ‫الجليل)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عشبُ‬
‫وارتباط ِه ب ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بوطن ِه‬

‫‪162‬‬
‫اعر‪ْ ،‬إذ قص َد بها النَّكبَةَ الَّتي نت َج عنها‬
‫كانت ُمنطلقًا لل َّش ِ‬
‫ْ‬ ‫زيران) فقَ ْد‬
‫َ‬ ‫أ َّما كلمةُ ( َح‬
‫انفعالي‬
‫ٌّ‬ ‫والجوالن‪ ،‬وهذ ِه الكلمةُ لها وق ٌع‬
‫ِ‬ ‫وقطاع غ َّز ِة‬
‫ِ‬ ‫سقوطُ سينا َء والضِّ ف ِة الغربي ِة‬
‫فلسطين واأل َّم ِة‬
‫َ‬ ‫انفعالي على‬
‫ٍّ‬ ‫وقع‬
‫من ٍ‬ ‫كان للنكب ِة ْ‬‫فس بتوظيفها في القصيد ِة كما َ‬ ‫على النَّ ِ‬
‫بالحزن‬
‫ِ‬ ‫عن حالت ِه ال ُّشعوري ِة وأحاسيس ِه ال َّداخلي ِة المملوء ِة‬ ‫جمعاء‪ ،‬وقد عبَّ َر الشاع ُر ْ‬
‫ُقاتلون‬
‫َ‬ ‫وسيبقون ي‬
‫َ‬ ‫ت أنَّهم قَاتَلُوا‬
‫حدث يُثبِ ُ‬
‫َ‬ ‫الرغم م َّما‬
‫ِ‬ ‫فس‪ ،‬فعلى‬‫مازجًا معهُ الثِّقةَ بالنَّ ِ‬
‫نحن ال نكتبُ أشعارًا ولكنَّا نقاتلْ )‪.‬‬ ‫عشرين عا ْم‪ُ ...‬‬
‫َ‬ ‫(نحن يا أُختاهُ ْ‬
‫من‬ ‫ُ‬

‫أسئلةُ المناقش ِة‪:‬‬


‫الفلسطينيين الَّ َ‬
‫ذين ارتبطَ اس ُمهُم‬ ‫َ‬ ‫أبرز ال ُّشعرا ِء‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬لماذا أصب َح محمود درويش ْ‬
‫من‬
‫والوطن؟‬
‫ِ‬ ‫بشعر الثَّور ِة‬
‫ِ‬
‫ك الحبُّ ؟‬ ‫كان ذل َ‬
‫وكيف َ‬
‫َ‬ ‫كيف أحبَّ ال َّشاع ُر وطنَهُ؟‬ ‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬ب َم تميَّ َز شع ُر محمود درويش؟‬
‫وكيف؟‬
‫َ‬ ‫ث؟‬ ‫تطوير ال ِّش ِ‬
‫عر العرب ِّي الحدي ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -4‬هلْ شارك محمود درويش في‬
‫بت على وفقه قصيدةُ محمود درويش؟ عرِّ ْفهُ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ما النِّظا ُم الَّذي ُكتِ ْ‬
‫(نحن) في قصيدتِ ِه؟‬ ‫ُ‬ ‫‪ -6‬لماذا ك َّر َر ال َّشاع ُر ضمي َر الجماع ِة‬
‫الفلسطيني بوطن ِه في قصيد ِة درويش؟‬
‫ِّ‬ ‫أين تلم ُح الصُّ و َر الفنيَّةَ التي تبي ُِّن ش َّدةَ تع ُّل ِ‬
‫ق‬ ‫‪َ -7‬‬
‫اعر) وضِّ حْ ذل َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫زيران) ُمنطلقًا لل َّش ِ‬ ‫َ‬ ‫(كانت كلمةُ ( َح‬
‫ْ‬ ‫‪-8‬‬
‫عن حزنِ ِه مازجًا معهُ الثِّقةَ بالنَّ ِ‬
‫فس‪( .‬اكتبْ ذل َ‬
‫ك شعرًا)‪.‬‬ ‫‪-9‬عبَّ َر محمود درويش ْ‬

‫‪163‬‬
‫الفهــر�ست‬
‫املو�ضوع ‪ ...............................................................................................‬ال�صفحة‬
‫الوحدة الأوىل‪ :‬بغداد حا�رضة الدنيا ‪42- 5 ............................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪( :‬بغداد حاضرة الدنيا ) ‪7 - 6 ..............................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬األساليب ( أسلوب االستفهام) ‪32 - 8 ...............................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األدب‪ :‬األدب احلديث ‪42 - 33 ...........................................................‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬الت�ضحية طريق الن�رص ‪84 - 43 ...........................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪( :‬التضحية طريق النصر) ‪46 - 44 .......................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬النفي ‪74 - 47 ...............................................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األدب‪ :‬حافظ إبراهيم ‪77 - 75 ......................................................‬‬
‫اجلواهري ‪81 - 78 ..........................................................................................‬‬
‫النقد األدبي احلديث‪ :‬الكالسيكية ‪84 - 82 .........................................................‬‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬الأمل مفتاح النجاح ‪104 - 85 ......................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة ( األمل مفتاح النجاح) ‪90 - 86 ..........................................‬‬
‫الدرس الثاني القاعد‪ :‬أسلوب التقدمي والتأخير ‪100 - 91 ..........................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬التعبير ‪101 ............................................................................‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬األدب‪ :‬مدرسة املهجر ‪104 - 102 .......................................................‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬نعمة املطر ‪136 - 105 ................................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪ ( :‬املطر ) ‪109 - 106 ...........................................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬أسلوب التوكيد ‪125 - 110 ................................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬األدب‪ :‬مدرسة الشعر احلر ‪133 - 126 ................................................‬‬
‫النقد األدبي احلديث‪ :‬الرومانسية ‪136 - 134 ...........................................................‬‬
‫الوحدة اخلام�سة‪ :‬فل�سطني ‪163 - 137 .................................................‬‬
‫الدرس األول‪ :‬املطالعة‪ :‬ورقة من الرملة ‪142 - 138 ...................................................‬‬
‫الدرس الثاني‪ :‬القواعد‪ :‬أسلوب النداء ‪154 - 143 ....................................................‬‬
‫الدرس الثالث‪ :‬التعبير ‪155 ............................................................................‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬األدب‪ :‬شعر القضية الفلسطينية ‪163 - 156 ......................................‬‬

‫‪164‬‬

You might also like