Professional Documents
Culture Documents
كتاب العربي السادس الاعدادي المنهج الجديد 2022-2023
كتاب العربي السادس الاعدادي المنهج الجديد 2022-2023
اللغـــــــةُ العربيـــــةُ
اإلعدادي
ِّ س
ساد ِ
للصف ال َّ
ِّ
المؤلفون
أ .م .د .فاطمة ناظــــم مطشـــر د .عــــادل ناجــــح البصيصـي
أ .د .يوسف محمد جابر اسكندر أ .م .د .كريم عبد الحسين حمود
أ .م .د .أركـــــان رحيـــم جبــر أ .د .علـــــي حلــــو حــــــواس
تصميم الكتاب
محمد سعدي عزيز
ال ُمقَدِّمةُ
ليكون
َ َّادس اإلعداديِّ) بِحُلَّتِه الجديد ِة؛ يَأتي ه َذا ال ِكتَابُ (ال ُّلغةُ ال َعربيَّةُ للصَّفِّ الس ِ
ت نجا َحها ُم ْن ُذ تبنِّيهاِختَا َم ِسلسل ِة اللُّغ ِة العربيَّ ِة ال ُمؤلَّف ِة َو ْفقًا للطَّريق ِة التَّكا ُمليَّ ِة ،الَّتي أثبتَ ْ
بالعام .2016 ِ للمرحلتين ال ُمتوسِّط ِة واإلعداديَّ ِة بَ ْد ًءا
ِ مناهجنا
ِ فِي
درِّسين علَى َح ٍّد
َ استحسان الطَّلب ِة وال ُم
َ ت المناه ُج المؤلَّفةُ َوفقًا لِهَ ِذه الطَّريق ِة
لَقَ ْد الق ِ
الفئتين الكثي َر ِم َن األ ْعبَا ِء ْ
؛إذ َّ
إن تقسي َم ِ َسوا ٍء ،لِ َما لَهَا ِم ْن َم َزايا َرفَ َع ْ
ت َع ْن كا ِه ِل هاتين
رع أواالهتمام بفَ ٍ
ِ ب -إلى ما َّد ِة اللُّغ ِة العربيَّ ِة علَى فُرو ِعها المعروف ِة؛ أ َّدى -في الغال ِ
أن الطَّريقةَ التَّكا ُمليَّةَ تعم ُل علَى إحدا ِ
ث روع األُ ْخ َرى ،في ِحيْن َّب الفُ ِ فرعين علَى ِحسا ِ ِ
كان.
ب َ بين فُروع اللُّغ ِة العربيَّ ِة ،فال يُ ْه َم ُل فر ٌ
ع ِم ْنها أليِّ سب ٍ تَ َوا ُز ٍن َ
ت توزيع ال َوحْ دا ِ
ِ لتسهيل
ِ ب ه ِذه السِّلسل ِة -علَى ج ُْز ِ
أين؛ كغيره ِم ْن ُكتُ ِ
ِ َجا َء ه َذا ال ِكتَابُ -
تُ ،كلُّ َوحد ٍة س َوحْ دا ٍتَ .وقَ ِد احتَ َوى ُكلُّ جُزء علَى َخ ْم ِ روس داخ َل هَ ِذه ال َوحْ دا ِ
ِ فيه ،وال ُّد
ب (اللُّغة العربيَّة للصَّفِّس ثالث ٍة أو أربع ٍة ،واستكمالاً لِما جاء في كتا ِ ُمقَسَّمةٌ علَى ُدرو ٍ
ت بِعينِها ،وفي أربع َوحْ دا ٍ
ِ )كان هُنَا (النَّقد األدب ّي الحديث) فِي نِهاي ِة
الخامس اإلعداديِّ َ
ِ
ذاهب
َ ط – َع َرضْ نَا علَى نَحْ ٍو ُمخت َ
ص ٍر ال َم األدبي فَقَ ْ
ِّ للفرع هَ ِذه الفِ ْقر ِة – الَّتي ِه َي
ِ
ب. تاريخ األد ِ
ِ ب ،بوصفِها جُز ًءا ِم ْنالغربيين وال َع َر ِ
َ عرِّفين بِهَا وبِ ُر َّوا ِدهَا ِم َن
َ األدبيَّة ُم
أهل النَّ ْق ِد َعلَيها(الكالسيكيَّة ،والرُّ ومانسيَّة،
اق ِ و ِه َي أربعةٌ اخترنَاها؛ أله ِّميَّتِها ،والتِّفَ ِ
والواقعيَّة والرَّمزيَّة).
ع ال َوحْ د ِة فِ ْكرةً واحدةً تُ ْستَقَى ِم ْن أَ َح ِد
َو َك َما هُ َو معهو ٌد في ِسلسلتِنَا هَ ِذه يتناو ُل موضو ُ
ض َم ُن األحْ كا َم ع ال ُمطالع ِة الَّذي يَتَ َّ فيكون لدينا َموضو ُ
ُ األدبي البَارز ِة،
ِّ ضامين النَّصِّ
ِ َم
س القواع ِد. النَّحوية الَّتي يُرا ُد دراستُها في َدرْ ِ
موضوعات القواع ِد الَّتي تُسْتخلصُ أَمثلتُها ِم ْن نصِّ ال ُمطالع ِة ،فَ ِهي َمحْ صورةٌ ُ أ َّما
ب العربيَّ ِة الَّتي تُ ْعنَى بِفَه ِْم َم ْعنَى ال ُج ْملَ ِة ال َع َربِيَّ ِةَ ،و ُكنَّا قَ ْد َمهّ ْدنَا لِألسالي ِ
ب فِي فِي األسالي ِ
وع ِم َن الدِّراس ِة الَّتي تخر ُج بالقواع ِد َّابقين؛ لتَهيئ ِة ْأذ ِ َّ
هان الطلب ِة إلَى هَ َذا النَّ ِ َّفين الس ِالص ِ
ان أُ ْسلُوبَا توكي ِد الفِع ِْل ،وال َّش ِ
رط فِي الصَّفِّ ب ال َجا ِه َز ِة إلَى َم َعاني النَّ ِ
حو ،ف َك َ ِم َن القَوال ِ
الخامس.
ِ واألمر والنَّهي وال ُّدعا ِء في الصَّفِّ
ِ َّابع ،وأُ ْسلُوبَا االستثنا ِء،
الر ِ
3
موضوع
ِ ت َموضوعاتُها ِم ْن عبير ا ْستُقِيَ ْ
س للتَّ ِ احتَوى ال ِكتَابُ أيضًا علَى أربع ِة ُدرُو ٍ
س احتَ َوى َ -ك َما هُ َو َمعهُو ٌد تعبيرُ ،كلُّ در ٍ ٍ ال ُمطالع ِة ،وقَ ِد احتَ َوى ُكلُّ جُز ٍء علَى َدرْ َسي
ث لَ َدى الطَّلب ِة ،فَضلاً َع ْن أنَّه لتفعيل َمهَار ِة التَّح ُّد ِ
ِ شفهي؛
ٍّ تعبير
ٍ في ِسلسلتِنَا هَ ِذه -علَى
عبير التَّحريريِّ الَّذي يُفَ ِّع ُل لديهم َمهارةَ ال ِكتاب ِة.
لموضوع التَّ ِ
ِ يُهيِّ ُئ ْأذهانَهُم
ت العادةُ فِي ِم ْث ِل هَذا الصَّفِّ ، ثَ -ك َما َج َر ِ الح ِدي ِ
ب ِ ت باألد ِأ َّما األدبُ فموضوعاتُه ُعنِيَ ْ
ج نهجنَا الَّذي اتَّخذناه ُم ْن ُذ اعتما ِد هَ ِذه السِّلسل ِةَ ،وهُو التَّركي ُز في ال ُم ْنتَ ِولكنَّنا ِسرنَا علَى ِ
كان
ثرَ ،عر والنَّ ِ
بنو َعيه ال ِّش ِ
األدبي ْ
ِّ أغلب النِّ ِ
تاج َ ئ َّ
أن العراقي؛ لِ َذا سيج ُد القار ُ
ِّ األدبي
ِّ
كان لهُ حضو ٌر بار ٌز أيضًا.العربي الَّذي َ
ِّ وإن لَ ْم نغفلْ َع ِن ال ُم ِ
نتج ِّينْ ، ل ُم ْب ِد َ
عين عراقي َ
ير ال ُم ِخلِّ َم ْنهجًا لنَا في
االختصار َغ ِ
ِ أن نَتَّ ِخ َذ ِم َن
ب إلَى ْ لَقَ ْد َع َم ْدنَا فِي هَ َذا ال ِكتا ِ
أليف؛ حُرْ صًا ِمنَّا علَى أبنائِنا الطَّلب ِة فِي هَ َذا الصَّفِّ ،وتخفيفًا َع ْن كا ِهلِهم ِم َن اإلطال ِة التَّ ِ
ال ُمملَّ ِة ،والكثر ِة ِ
غير ال ُمس َّوغ ِة.
وأن يُؤتي أُ ُكلَه يكون هَ َذا ال ِكتابُ ِختَا َم ال ِمس ِ
ْك لِهَ ِذ ِه السِّلسل ِةْ ، َ وبَ ْع ُد ،فإنَّنا نأم ُل ْ
أن
الميدان األم ُل في
ِ الَّذي طَ َمحْ نَا إليهَ ،وهُ ْو ُج ْه ُد ال ُمقِّ ِلَ ،غ ْي ُر ال ُم ِّخ ِل ،ولنَا فِي ْ
إخ َوتِنا في
طريق التَّغذي ِة الرَّاجع ِة؛ لِيرتق َي هَ َذا ال ِكتابُ ِ تزوي ِدنَا بِ ُمالحظاتِهم وآرائِهم القيِّم ِة َع ْن
ق.ت أبنائِنا الطَّلب ِة ال ِعلميَّةَ والتَّربويَّةَ .و ِم َن هللاِ التَّوفي ُبِها إلَى ال ُمستوى الَّذي يُلَبِّي حاجا ِ
ال ُم َؤلِّ َ
فون
4
اجلزء الوحدة األولى
األول
اضرة ُ الدُّنيا
ح ِبَغْدادُ َ
التَّ ْم ِه ْيدُ:
حيث الحج ُم ُ سائر ال ُم ُد ِن ِم ْن
ِ ول العالَ ِم مدينةٌ رئيسةٌ تتمي ُز من من ُد ِ لكلِّ دول ٍة ْ
اصمة) ،وقد َحفَ َل بل ُدنا الجغرافي والمكانةُ التأريخيّةُ تُس َّمى (ال َع ِ ُّ واألهميةُ والموق ُع
التأريخ؛ فبغدا ُد أو البصرةُ أوالكوفةُ أوسامرا ُء أوالموص ُل ِ المدن أصالةً وقِد ًما في ِ بأكثر
ِ
ّينالمؤرخين والجغرافي َ َ ت
أخبارها في مد َّونا ِ
ِ نقف علىأوباب ُل أوأربي ُل من ال ُم ُد ِن التي ُ
التأريخ،
ِ العراق َع ْب َر
ِ عت عواص ُم وطنِنا أقدم األزمن ِة حتّى يو ِمنا هذا ،وقد تن ّو ْ من ِ
أمير
ِ ّين ،والكوفةُ عاصمة ّين ،ونَ ْينَوى عاصمة اآلشوري َ فكانت باب ُل عاصمةَ البابلي َ
ّين، ب في خالفتِ ِه ،وبغدا ُد ،ث ّم سامرا ُء عاصمةَ العباسي َ بن أبي طال ٍ المؤمنين عـــل ّي ِ َ
العراق وهُويتَهُ ،ومختص َر ِ ْ
كانت بغدا ُد بوابةَ تأسيس الدول ِة العراقيّ ِة الحديث ِة ِ و ُمن ُذ
بمختلف طوائفِهم وقبائلِهم ولغاتِهم. ِ تنوعاتِ ِه وجماعاتِ ِه ،فهي حاضرةُ العراقي َ
ّين
ض َّمنَةُ: المفاهي ُم ال ُمت َ
-مفاهي ُم تربويّةٌ
-مفاهي ُم تأريخيّةٌ
-مفاهي ُم جغرافيّةٌ
-مفاهي ُم لغويّةٌ
-مفاهي ُم أدبيّةٌ
الرافدين؟
ِ سكنت أَ َ
رض بال ِد ْ أن تُع ِّد َد الحضارا ِ
ت التي ك ْهلْ يمكنُ َ
5
اضرة ُ الدُّنيا
ح ِس األوَّلُ :املُطال ََع ُة /بغدادُ َ
الدَّر ْ ُ
العصور، ِ وحاضرةُ ال َّدول ِة العربيّ ِة اإلسالميّ ِة َعب َر ِ العراق اليو َم، ِ عاصمةُ ِ بَغدا ُد
أكبر مدين ٍة عربيَّ ٍة بَ ْع َد القاهر ِة، ِ ُّكان ،وثاني حيث عد ُد الس ِ ُ العراق ِم ْن ِ وهي أكب ُر ُم ُد ِن
األربعين عالميًّا. َ وتأتي في المرتب ِة
تأسيسها حتَّى اليوم، ِ العراق منذ
ِ ي في ي والثَّقاف َّ ي واإلدار َّ تع ُّد بغدا ُد المرك َز االقتصاد َّ
األذهان
ِ ُنيت؟ هي أسئلةٌ تتوار ُد إلى وكيف ب ْ َ ت؟ وأين تقعُ؟ ومتى أُ ِّس َس ْ ف َم ْن أم َر ببنائِها؟ َ
تبحث َع ْن أهميتِها الجُغرافيّ ِة والتَّأريخيّ ِة والعُمرانيّ ِة. ُ فَ
العراق ،وهُنا تَ ْك ُم ُن ِ ب
جعفر المنصو ُر ببنائِها ،لتق َع في قل ِ ٍ العباسي أبو ُّ فقد أَ َم َر الخليفةُ
ت ،مما أهميتُها الجُغرافيَّةُ؛ إذ تتواف ُر في موق ِعها هذا المياهُ ،وتتناقصُ أخطا ُر الفيضانا ِ
وأربعين للهجر ِة َ س
عام مئ ٍة وخم ٍ ُنيت في ِ ساع رقعتِها ،وزياد ِة نفو ِذها .وق ْد ب ْ أ َّدى إلى اتِّ ِ
َكانت ْ أن بغداد نقيبات األثريَّةُ َّ ُ ت التَّ وستين للميال ِد،وأظهر ِ َ واثنين
ِ للعام سب ِعمئ ٍة الموافق ِ ِ
العصر األشوريِّ. ِ ُصور القديم ِة؛ والسيَّما ِ موطنًا بشريًّا ُمه ًّما في الع
ت عليها ألقابٌ تُعبّ ُر عن أهميتِها طلِقَ ْ أُ ْ
صفي أثنا ِء الن َّ ِّ
دن ،فهي المدينةُ وسموها دون ِسواها ِم َن ال ُم ِ ِّ
المد ّورةُ إلحاطتها بسور مد ّور يحميها م ْن تح َّدث م َع ُمدرِّ ِسك و ُزمالئِك َع ِن
ِ ٍ ٍ ِ
ت َّ
العوامل التي َساعدت بغدا َد َعلى الثبا ِ ْ َّ ِ إلزورار
ِ ت األعدا ِء ،وهي الزورا ُء غزوا ِ
َّ
نهر دجلةَ فيها وتعرجِّ ه ،وهي دا ُر السَّالم في َوجْ ِه ال ُغزا ِة والطامعين ،و ِم ْن ث َّم
ِ ِ ِ
الحفاظ على هَيْبتِها وهُويَّتِها. ب ِ بقيت منارةً الَّتي ْ
والفنون واآلدا ِ ِ للعلوم
ِ
قرونًا متعددةً .يشط ُر نه ُر دجلةَ المدينةَ
رقي منهما فهو الرُّ صافةُ. الغربي منهما فهو الكر ُخ ،وأ َّما ال َّش ُّ ُّ شطرين ،أ َّما ِ
اآلثار
ِ تمتا ُز مدينةُ بغداد بأه ِّميَّتِها الثَّقافيَّ ِة أيضًا ،الَّتي تتمثَّ ُل في وجو ِد َع َد ٍد ِم َن
الخالف ِة ،والمدرس ِة المستنصريَّ ِة ،فضلاً َع ْن أه ِّميَّتِها ودار ِ ِ كأسوار بغدا َد، ِ اإلسالميَّ ِة،
ك ت ،وكذلِ َ والمسارح ،والمكتبا ِ ِ كالمتاحف
ِ ُروح ثقافيَّ ٍة، اليو َم الَّتي تتمثَّ ُل في وجو ِد ص ٍ
وشارع الرَّشي ِد. ِ كشارع المتنب ّي ِ ع الثَّقافيَّةُ ال َّشوار ُ
الكاظمين
ِ اإلمامين
ِ احتوت على َمعالِ َم دينيَّ ٍة كثير ٍة ،أه ُّمها َمرْ ق ُد ْ أ َّما أه ِّميَّتُها الدِّينيَّةُ فَقَ ِد
ُموسى بن جعفر ومح َّمد الجواد (عليهما السَّالم) في ال َكرْ خ ،و َمرْ ق ُد أبي حنيفةَ النُّعمان،
،كجامع ال ُخلفا ِء ِ الكيالني في الرُّ صاف ِة ،فضلاً َع ِن المساج ِد الكبير ِة ِّ القادر
ِ يخ عب ِد وال َّش ِ
6
الكنائس القديم ِةِ ،م ْثل كنيس ِة مري َم ِ احتوت على عد ٍد ِم َن ْ و َمسج ِد الحيدرخانة .وكذلك
ت عام ت عام 1639م ،وكنيس ِة الالتين لألرثوذكس التي بُنِيَ ْ العذراء لألرمن الَّتي بُنِيَ ْ
الكرملي.
ِّ ب أنستاس ماري المعروف األ ِ
ِ 1866م وفيها قب ُر ال َعالِ ِم اللُّغويِّ
ب عصر ،في ثو ٍ ٍ ّر والتم ّد ِن ،ول ّما تزلْ ه َي ه َي ،ك َّل لقرون رم ًزا للتحض ِ ٍ وكانت بغدا ُد ْ
مان على بغدا َد َك َما ُروف ال َّز ِ ُ َّت ص َّغم ِم َن ال ِم َح ِن الَّتي طالتها ،فَقَ ْد مر ْ ب ،على الر ِ قشي ٍ
الحوادث والمصاعبُ وأثقل ْتها ُ ْ
أحاطت بها المدن
ِ غيرها ِم َن ال ُم ُد ِن ،فأيُّ ِ لَ ْم تَ ُم َّر َعلى
والمحتلون
َ امعون
َ أحاطت ببغدا َد؟ فق ْد غزاها المغو ُل وتناز َع عليها الطَّ ْ الفتن ِم ْثلَ َماُ
فإن ضاعت هويتُها العربيّةُ اإلسالميّةُْ ، ْ ت هيبتَها التَّأريخيّةَ ،وال اريخ ،وما فَقَ َد ْ َع ْب َر التَّ ِ
ول فستج ُد َعبَقًا ِم ْن بغدا َد .وك ْم من ال ُّشعرا ِء متاحف ال ُّد ِ
ِ أريخ وفي ت التَّ ِ شت في مد ّونا ِ فتّ َ
فوس من راح ٍة وطمأنين ٍة وسكين ٍة ،ولِما قدي ًما وحديثًا قد تغنى بها؛ لِما وجدوه في النُّ ِ
ق؛ إذ ب ِم ْن محبّ ٍة ومو ّد ٍة وروع ٍة .فهي المدينةُ التي تجم ُع وال تُفَرِّ ُ أودعت في القُلُ ْو ِ ْ
قافي ،ومصن َع الهويّ ِة نوع الثَّ ِّ العراقيِ ،م َّما جعلَها بوتقةَ التَّ ِ
ِّ ختلف أبنا ِء ال َّشع ِ
ب ُ يقطنُها ُم
الوطنيّ ِة.
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
ق الما َء ،ويُس ّمى َم ْن
النهر أيْ سا َ
ِ الغربي ِم ْن بغدا َد ،و َك َر َخ الما َء في
ُّ الكرْ ُخ :الجانبُ
النهر.
ِ بكارخ
ِ ك
يفع ُل ذل َ
ف.
ص َالفعل َر َ
ِ وزن فُعالة ،من
ِ الشرقي ِم ْن بغدا َد ،وه َي علىُّ الرُّ صافةُ :الجانبُ
اآلتيتين:
ِ الكلمتين
ِ استعملْ ُمعج َمك إليجا ِد معاني
ُروف ال َّد ِ
هر ،قِبْلة. ُ ص
نشاط
ٌ
جاءت كلمةُ (بغداد) َمرفوعةً ،و َمنصوبةً ،ومجرورةً ،استخرجْ ها وأ ْع ِربْهاُ ،مبَيِّنًا ْ
حركةَ إعرابِهاَ ،م َع ِذ ْك ِر ال َّسبَ ِ
ب.
واالستيعاب
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
7
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
األساليب
االستفهام
ِ أسلوب
ُ
ت ُجملاً تتض َّم ُن أُسلوبًا من رس الـ ُمطالع ِة لَو َج ْد َ ت إلى َد ِ عزيزي الطَّ َ
الب لو ُع ْد َ
ت ؟). ْف بُنِيَ ْت ؟)َ (،كي َ ب،هي ( َم ْن أَ َم َر بِبَنائِها؟)(،أَي َْن تَقَ ُع ؟)َ (،متَى أُ ِّس َس ْ ب الطَّلَ ِ أسالي ِ
ب الطَّلبيَّ ِة،ي ْ
ُطلَبُ االستفهام) ،وهو ِم َن األسالي ِ ِ (أسلوب
َ يُس َّمى هذا األسلوبُ في العربيَّ ِة
ك قَلَ ٌم؟).ك( :هَلْ لَ ِدي َ ب،كقولِ َمجهول في الذهن ِع ْن َد الطَّلَ ِ ٍ به ال ِع ْل ُم بشي ٍء
لب جُملةً استفهاميَّةً،وهي الَّتي تبدأُ بأدا ٍة من أدوا ِ
ت وتُس َّمى الجملةُ التي تتض َّم ُن هذا الطَّ َ
ْف َ ،ك ْم ،أيّ). َّان ،أَي َْن ،أَنَّى َ ،كي َ االستفهام ،هي( :الهمزةُ ،هَلْ َ ،م ْن َ ،ما َ ،متَى ،أي َ ِ
(حقيقي) و (مجازيٌّ): ٌّ نوعان:
ِ حيث المعنى وال َغ َرضُ ُ واالستفها ُم ِم ْن
االستفهام:
ِ أَدواتُ
سمين( :أَحْ رُف) و (أَسماء). ِ نوع األدا ِة على قِ ب ِ االستفهام بحس ِ
ِ ُ
أدوات تُ ْق َس ُم
االستفهام:
ِ َح ْرفا
حرفان( :الهمزة) و (هَلْ ) .هما ِ ولالستفهام
ِ ب، الحروف ُكلُّها ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ ُ
ك( :أَبَغدا ُد جميلةٌ ؟) و (هَلْ يكون االستفها ُم تصديقيًّا ُمثبتًا ،كما في قولِ َ ُ تشابهان عندما
ِ ُم
ُمكن استبدا ُل (هَلْ ) بـ (الهمزة) ،وبالعكس. بَغدا ُد جميلةٌ ؟)ْ ،إذ ي ُ
بخصائص أسلوبيَّ ٍة،منها:
َ وتتميَّ ُز (الهمزة) ِم ْن (هَلْ )
صديقي
ِّ صوريِّ ،أ َّما (هَلْ ) فتَ ِر ُد في التَّصديقي والتَّ ُّ
ِّ االستفهام التَّ
ِ -1تَ ِر ُد (الهمزةُ) في
ألن ُمكن استبدا ُل (هَلْ ) بالهمزة؛ َّ ماشيًا؟)،عندئ ٍذ ال ي ُ ت أ ْم ِ ط ،مثل( :أَ َراكبًا َح َ
ضرْ َ فَقَ ْ
أن ي ُْذك َر الـ ُم ْستَ ْفهَ ُم عنه
ق ذلك إالّ بالهمز ِة،ويُ ْشتَرطُ ْ عيين ،وال يتحقَّ ُ السَّائ َل يطلبُ التَّ َ
ق بـ (أَ ْم) الـ ُمتّصلة ،وتُس َّمى (الـ ُمعا ِدلة)، ويكون له ُمعا ِد ٌل مسبو ٌ َ بع َد الهمز ِة مباشرةً،
ف ،ويُ ْع َربُ الـ ُمعا ِد ُل بع َدها معطوفًا على الـ ُم ْستَ ْفهَ ِم عنه قَ ْبلَها .وال ط ٍ حرف َع ْ ُ وهي
ليست ُمتّصلةً ُمعا ِدلةً ،بل ُمنقطعةٌ ْ ْ
وردت فهي تَ ِر ُد (أ ْم الـ ُمعادلة) بعد (هَلْ ) ،وإذا
صي ُر أَ ْم هَلْ تَ ْستَ ِويابتدائيَّةٌ أو بمعنى (بَلْ ) ،كقوله تعالى﴿ :هَلْ يَ ْستَ ِوي الأْ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ
ات َوالنُّورُ﴾(الرعد)16: الظلُ َم ُُّ
الجمل الـ ُم ْثبَتَ ِة
ِ الجمل الـ ُم ْثبَتَ ِة والمنفيَّ ِة ،أ َّما (هَلْ ) فتدخ ُل على
ِ -2تدخ ُل (الهمزةُ) على
فقط ،كقولِنا( :أَلَـــ ْم تَ ْعلَ ْم ؟) ،ومنه قولُهُ تعالى ﴿ :أَلَ ْم تَ َر ْوا أَ َّن للاهَّ َ َس َّخ َر لَ ُك ْم َما فِي
بن الـ ُمل ّوح: ض﴾(لقمان ،)20:ومثلُهُ قو ُل قيس ِ ت َو َما فِي الأْ َرْ ِ ال َّس َما َوا ِ
ْت َع ْن لَ ْيلَى تَتُوبُ ؟ إ َذا َما تب ُ ْت َو َع ْدتَنِي يَا قَ ْلبُ أَنِّي أَلَس َ
9
َ
إثبات تب (بَلى) ،إذا أر ْد َ بحرف الجوا ِ ِ المنفي
ِّ االستفهام
ِ عن
ويكون الجوابُ ِ
ْت بـ (بَلى) ،كان المعنى (بَلَى المعنى ،كقولنا( :أَلَ ْم تُسافرْ إلى بغدا َد ؟) ،فإذا أجب َ
سافرت) ،أ َّما الجوابُ بـ (نعم) فمعناه (لم أُسافرْ ). ُ
كقول
ِ العطف (الواو ،ثُ َّم،الفاء)، ِ ُفق أَحر َ الكالم ،فتسب ُ ِ -3لـ (الهمز ِة) الصَّدارةُ في
نازك المالئكة:
بَ ْع َونَضْ َجرْ ونر َو ُد ْو َن ا ْنتِهَا ِء؟ َولِ َما َذا نَ ْبقَى هُنَا؟ أ َولَ ْم نَ ْشـ
كقول أبي العال ِء المعرّي: ِ طف، ُف ال َع ِ أ َّما (هَلْ ) فتأتي بع َد أَحر ِ
صقا ٌل َويَحتا ُج الحُسا ُم إِلى الص ِ
َّقل ِ وم فَهَل لَها ت أَ ْفهَا ُم قَ ٍ ص ِدئَ ْ لَقَ ْد َ
ك َم َع (هَلْ ) ،كقولنا( :أروايةً -4يق ُع الـ ُم ْستَ ْفهَ ُم عنه بع َد (الهمزة) ُمباشرةً ،وال يُ ْشتَرطُ ذل َ
صةً؟) وال يجو ُز تأخي ُر الـ ُم ْستَ ْفهَ ِم عنه هنا ،أ َّما في (هَلْ ) فيجو ُز،كقولِنا: ت أ ْم قِ َّ ْ
قرأ َ
ت المرأةَ ؟). (هَلْ أَ ْك َر ْم َ
حذف (الهمزة) لوجو ِد قرين ٍة تدلُّ عليها ،لفظيَّ ٍة كأَم الـ ُم َعادل ِة ،مثلُ( :إلى ِ َ -5ج َوا ُز
بن ربيعة: وقول ُع َم َر ِ ِ الكرخ ؟) ،والتَّقديرُ :أ إلى الرّصاف ِة ؟ ِ ْت أ ْم إلى الرُّ صاف ِة َذهَب َ
بِ َسبْع ٍ َر َمي َْن ال َج ْم ِر أَ ْم بِثَ َمان ؟ اريًا
ت َد ِ وإن ُك ْن ُ فَ َو هللاِ َما أَ ْد ِري ْ
التقديرُ :أبِ َسب ٍْع ؟
بن زي ٍد: ت ِ كقول ال ُك َم ْي ِ ِ أو معنويَّ ٍة تُ ْفهَ ُم ِم َن الس ِ
ِّياق،
ب يَ ْل َعبُ ؟
والَ لَ ِعبًا ِمنّي َو ُذو ال َّش ْي ِ ط َربُ ْت َو َما َش ْوقًا إلى البِيض أَ ْ طَ ِرب ُ
ِ
ب يَ ْل َعبُ ؟ التقديرُ :أَ َو ُذو ال َّش ْي ِ
ك؟) ،ومثلُهُ قو ُل (أإن تُسافرْ أُسافرْ َم َع َ ب ال َّشرْ ِط ،كقولِناْ : -6تدخ ُل (الهمزةُ) على أسلو ِ
مصطفى صادق الرَّافع ّي:
أَتُقِ ْي ُموا لهُ ال َّسفَاهةَ ُع ْذرا ؟ أَإِ َذا نَا َل ِم ْن َك ِر ٍيم َسفِ ْيهٌ
ك َم َع (هَلْ ). وال يصحُّ ذل َ
ع ؟) ،ومثلُهُ ك ُشجا ٌ (إن) ،كقولِنا( :أإنَّ َ الفعل َّ الحرف الـ ُمشبَّ ِه بِ ِ ِ -7تدخ ُل (الهمزةُ) على
ك مع (هَلْ ). ُف﴾(يوسف.)90:وال يصحُّ ذل َ ت يُوس ُ ك لأَ َ ْن َ قولُهُ تعالى﴿ :قَالُوا أَئِنَّ َ
االستفهام:
ِ أسما ُء
ب الـ ُم ْستَفَ ِ
هم َّان ،أَي َْن ،أَنَّى َ ،كي َ
ْف َ ،ك ْم ،أيّ) .وتُق َس ُم بحس ِ وهي ( َم ْن َ ،ما َ ،متَى ،أي َ
10
عنه على ستَّ ِة أَ ٍ
قسام:
العاقل :وهي ( َم ْن) ،كقولِناَ ( :م ْن بَنَى بغدا َد؟)،ومثلُهُ قولُه تعالى: ِ أ – ما يَد ُّل على
ون َم ْن يُ ِعي ُدنَا قُ ِل الَّ ِذي فَطَ َر ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة﴾ (اإلسراء .)51:وق ْد تلحقُهُ ﴿فَ َسيَقُولُ َ
(ذا) ،وهي اس ٌم موصو ٌل أو اس ُم إشار ٍة ،فتُصب ُح ( َم ْن ذا) ،ويُعا َم ُل ُم َعا َملَةَ الكلم ِة
ريف الـ ُمرتضى: ،كقول ال َّش ِ
ِ الواحد ِة
ق على هَ ِّمي َوأَ ْز َما ِعي ؟ أَ ِو ال َّرفِ ْي ُ َم ْن َذا الطَّبيبُ أل ْد َوائِي َوأَ ْو َجا ِعي
العاقل :وهي (ما) ،مثل( :ما ال َخبَرُ؟) و (ما في المدرس ِة؟) ،وقد ِ ب -ما يَد ُّل على غي ِر
يُسْأ ُل به َع ْن صف ِة ال َّشي ِء ،لل َعاقِ ِل ،كقوله تعالى ﴿:قَا َل فِرْ َع ْو ُن َو َما َربُّ ْال َعالَ ِم َ
ين﴾
العاقل ،كقولِنا(:ما بغدا ُد؟)، ِ (الشعراء ،)23:سُؤا ٌل عن صفتِ ِه سُبحانَه وتَ َعالى ،ولِ ِ
غير
أَي السُّؤا ُل عن ِ
صفَاتِها.
كقول
ِ لحقت ( َم ْن) ،فتُصْ بِ ُح ( َماذا) ،ويُعا َم ُل ُمعاملةَ الكلم ِة الواحد ِة، ْ َوقَ ْد تلحقُهُ (ذا) كما
ال َّزهرا ِء (عليها السالم) في ِرثا ِء أَبيها (صلَّى هللا عليه وآله وسلّم):
أَلاّ يَ ُش َّم َم َدى ال َّز َم ِ
ان َغ َوالِيَا ؟ َما َذا َعلَى َم ْن َشم َّ تُرْ بَةَ أَحْ َمد
ْف تُحْ يِي ْال َم ْوتَى﴾ ْف)،كقولِ ِه تعالىَ ﴿ :ربِّ أَ ِرنِي َكي َ
الحال :وهو ( َكي َ
ِ د -ما يَد ُّل على
ْف) ،كقوله تعالىَ ﴿ :ذلِ ُك ُم للاهَّ ُ فَأَنَّى (البقرة ،)260:و(أنَّى) إذا َ
كان بمعنى ( َكي َ
تُ ْؤفَ ُك َ
ون﴾(األنعام)95:
11
ب ،يوضِّ ُح
تمييز ُمفر ٍد منصو ٍ
ٍ هـ -ما يَد ُّل على العد ِد :وهو ( َك ْم) ،اس ٌم ُم ْبهَ ٌم ،يحتا ُج الى
معناه ،ويُزيل إبها َمه ،كقولِناَ ( :ك ْم اس ًما لمدينة بغداد؟).
و -ما يَد ُّل على (العاقل ،وغير العاقل ،والزمان ،والمكان ،والحال ،والحدث) :وهو
المضاف إليه ،فهو:
ِ باستفهام ُمالز ٌم لإلضاف ِة ُم ْبهَ ٌم ،يتح َّد ُد معناه بحس ِ ٍ (أيّ) ،اس ُم
ق؟)ق تُراف ُ ي صدي ٍ المضاف إليه عاقِلاً ،مثل( :أ َّ ُ كان
للعاقل :إذا َ ِ -1
،كقول الشاعر: ِ عاقل
ٍ ُ
المضاف إليه غي َر كانالعاقل :إذا َ ِ غير
-2لِ ِ
ْـك ؟ ـز ِم ْ
ـن تَا َجي ِ ـاج أ َع ُّ أيُّ تَ ٍ ْـك
ك يَ َدي ِالصِّ بَا َوال َجـ َما ُل ُم ْـل ُ
يوم تُسافرُ؟) ي ٍ زمان ،مثل( :أ َّ ٍ ظرف
َ ُ
المضاف إليه كان
مان :إذا َ -3لل َّز ِ
ُ
تسكن؟) ي مدين ٍة مكان ،مثل( :أ َّ ٍ ظرف
َ ُ
المضاف إليه كانللمكان :إذا َ ِ -4
حال عا َد بها الـ ُمقاتِلُ؟) ي ٍ ْف) ،مثل( :أ َّ أمكن تعويضُها بـ ( َكي َ َ للحال :إذاِ -5
ي ُمسا َعد ٍة ساع ْد َ
ت الفعل الذي بَ ْع َدها ،مثل( :أ َّ ِ مصدر
ِ ت إلى ث :إذا أُ ِ
ض ْيفَ ْ -6لل َح َد ِ
المحتا َج؟).
12
االستفهام:
ِ اب أسما ِء إِ ْع َر ُ
فائدة
االستفهام مبنيَّةٌ كلُّها ما
ِ أسما ُء
اسم االستفهام ،فأ َ ِجبْ ِ ِ ب إعرا َ ة معرف تَ ْ
د أر إذا َعدا (أيّ) فهي ُم ْع َربةٌ (مرفوعة،
ُّؤال ،والكلمة الجديدةُ التي تأتي جوابًا ُ أو منصوبة ،أو مجرورة) .وتُ ْع َربُ َع ِن الس ِ
يكون إعرابُها ُمطابقًا ُ ب،اسماء االستفهام على و ْفق اآلتي :في جمل ِة الجوا ِ
َ ِ
اسم االستفهام ،كقولناَ ( :م ْن َر َس َم ب ِ إلعرا ِ
ُ
فيكون الذات العاقلة اللّوحةَ ؟) الجوابُ ( :زي ٌد َر َس َم اللّوحةَ).
ِ سأ ُل به َع ِن َّ ِ أوالً :ما يُ ْ
االستفهام
ِ أن اس َم ً
إعرابُ (زيد) مبتدأ ،فتعل ُم َّ
وغي ِر العاقل ِة:
رفع ُمبتدأ. ٍ محلِّ في ) ْ
ن م
َ ( وهي ( َم ْن) و ( َم ْن ذا) و (ما)
و (ماذا) و (أيّ) عندما يُسْأ ُل بها
ت ،وتضاف اليه.وتُ ْع َربُ هذه األسما ُء: َع ِن َّ
الذا ِ
مفعول به:
ٍ يحتاج إلى
ُ الفاعل ،وال
ِ برفع
ِ -2فع ٌل الز ٌم،وهو الذي يكتفي
قا َل البحتريُّ :
وأنت بَ ْد ُر ؟
َ يَ ْدجُو َعلَ ْينَا اب ُد َجاهَا وأيُّ لَي ٍْل
َغ َ
مؤمن جاه َد في سبيل هللاِ؟) ٍ ومثله قولُناَ ( :م ْن ساف َر؟) و (ما جا َء بك؟) و (أيُّ
الزم بعدها.
ٍ يُ ْع َربُ ( َم ْن) و (ما) و (أيّ) في األمثل ِة الـ ُمتقدِّم ِة مبتدأً؛ لمجيء ٍ
فعل
13
-3فع ٌل ُمتع ٍّد استوفى مفعولَه:
ت بِبَ ْينِهَاَ ،ونَا َد ْ
ت ف ال ُّدنيا« :فَ َم ْن َذا يَ ُذ ُّمهَا َوقَ ْد آ َذنَ ْعلي(عليه السَّال ُم) في َوصْ ِ قال اإلما ُم ٌّ
بن األحنف: ت نَ ْف َسهَا» ،ومثله قو ُل العب ِ
َّاس ِ بِفِراقِهَاَ ،ونَ َع ْ
ْت َع ْينًا لِلبُكا ِء تُ َعارُ؟ أَ َرأَي َ َم ْن َذا يُ ِع ْي ُر َ
ك َع ْينَهُ تَ ْب ِكي بِهَا
ك؟). مرض أصابَ َ ٍ ومثلُهُ قولُنا( :أيُّ
يُ ْع َربُ ( َم ْن ذا) و (أيُّ ) في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة مبتدأً؛ ألنَّه تالهما فع ٌل ُمتَع ٍّد استوفى
ك ،أصابك). مفعولَه (يَ ُذ ُّمهَا ،يُ ِع ْي ُر َ
للمجهول:
ِ مبني
ٌّ -4فع ٌل
َّضي:
ريف الر ُّ قا َل ال َّش ُ
ت أَرْ ضٌ بِ ِه بَ ْع َد ِح ِ
يال لَقَ َح ْ ك ِم ْن أَيِّ ِج ِ
بال أَيُّ طَ ْو ٍد ُد َّ
وقال الجواهريُّ :
ق ِعثَا ُر ؟اج والطَّ ِري ُ واللَّ ْي ُل َد ٍ َما َذا يُرا ُد بِنَا َوأَي َْن يُ َسا ُر
ومثلُهُ قولُناَ ( :م ْن ُكرِّ َم ؟)
للمجهول.
ِ مبني
ٌّ يُ ْع َربُ (ماذا) و ( َم ْن) و (أيُّ ) في األمثل ِة المتقدِّم ِة ُمبتدأً؛ألنَّه تالها فع ٌل
14
-6شبهُ جمل ٍة (الجا ّر والمجرور والظَّرفيَّة):
قا َل تعالىَ ﴿ :وتَفَقَّ َد الطَّ ْي َر فَقَا َل َما لِ َي لاَ أَ َرى ْالهُ ْدهُ َد﴾(النمل)20:
ومثله قو ُل أبي ت َّمام:
الح ْـل ُم َر َّد َجــ َوابِ ِه ؟
ان ِت َك َ و َج ِه ْل ُ ـان إ َذا أَ ْغ َ
ض ْبتُهُ ـن لِي بِإ ْن َس ٍ َم ْ
مين في محلِّ رفع مبتدأ؛ألنَّه تالهما شبهُ جمل ٍة يُ ْع َربُ (ما) و ( َم ْن) في المثالين الـ ُمتق ّد ِ
من الجارِّ والمجرور.
ضلاَ لُ﴾(يونس)32: ق إِلاَّ ال َّ قال تعالى ﴿ :فَ َما َذا بَ ْع َد ْال َح ِّ
تحت ال ِمظَلَّ ِة ؟ ) َ ومثلُهُ قولُناَ ( :م ْن
ابن عبد ربِّه االندلس ّي: وقو ُل ِ
ان ؟ُم ْستَنِ ْيرًا بَي َْن س ُْو َس ِ ق خ ٍّد بَ َداأَيُّ َورْ ٍد فَ ْو َ
يُ ْع َربُ (ماذا) و ( َم ْن) و (أيّ) في األمثل ِة المتقدِّم ِة مبتدأً؛ألنَّه تالها شبهُ جمل ٍة ظرفيَّ ٍة.
ب مبتدأ ،ويجو ُز إعرابُها خب ًرا ُمق َّد ًما: -7إذا تالها اس ٌم معرفةٌ تُ ْع َر ُ
﴿ال َحاقَّةُ َما ْال َحاقَّةُ﴾ (الحاقَّة)2،1:
قا َل تعالىْ :
ابن عب ِد ربِّه األندلس ّي: ومثله قو ُل ِ
داج
ليل ِقالوا موال َي كلِّ ٍ فإذا سألتَهُ ُم َموال َي َمن هُ ُم ؟
رفع مبتدأً ،أو خبرًا ُمق َّد ًما؛ ألنَّه مين في مح ِّل ٍ المثالين الـ ُمتق ّد ِ
ِ يُ ْع َربُ (ما) و ( َم ْن) في
تالهما اس ٌم معرفةٌ ْ
(ال َحاقَّةُ ،هُ ُم).
يستوف مفعولَه،كقولِناَ ( :م ْنِ ب – مفعولاً به ُمق َّد ًما ُوجوبًا :إذا تالها فع ٌل ُمتَع ٍّد لم
ون﴾(البقرة،)216:وقو ُل ال َّش ِ
اعر: ك َما َذا يُ ْنفِقُ َ ت؟)،ومثلُهُ قولُهُ تعالى ﴿ :يَسْأَلُونَ َ َكافأْ َ
لِيَ ْو ِم َك ِر ْيهَ ٍة و َس َدا ِد ثَ ْغ ِر ؟ ي فتًى أَ َ
ضا ُعوا ضا ُعوني وأَ َّ أَ َ
يُ ْع َربُ ( َم ْن) و ( َماذا) و (أيّ) في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة مفعولاً به ُمق َّد ًما ُوجوبًا؛ألنَّه تالها
ضا ُعوا). ون ،أَ َ يستوف مفعولَه (كافأت ،يُ ْنفِقُ َ ِ فع ٌل ُمتع ٍّد لم
15
يستوف خب َره ،كقولنا:
ِ ص :إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم للفعل النَّاق ِ ِ ج – خب ًرا ُمق ّد ًما وجوبًا
ين؟). ط ُي شي ٍء صار ال ِّ ت؟)،ومثله( :أ َّ (ماذا أَصْ بَحْ َ
بحرف الجرِّ إذا ِ د – مجرورةً :إ َّما
فائدة حرف جرٍّ ،وإ َّما باإلضاف ِة إذا ُ َسبَقَها
ق بحرف فمن أمثل ِة (ما) االستفهاميَّةُ عندما تُ ْسبَ ُ ضافْ ، ٌ َسبَقَها اس ٌم نكرةٌ ُم
ف ألفُها تخفيفًا وتميي ًزا لها جرٍّ ،تُحْ َذ ُ بالحرف،
ِ جرِّ ها
من (ما) الحرفيَّة ،مثل( :لِ َم تَ ْقسُو على قولُهُ تعالى:
ون َع ِن النَّبَإِ ْال َع ِظ ِيم﴾ ال ِّ
ط ْف ِل؟). ﴿ َع َّم يَتَ َسا َءلُ َ
(النبأ)2،1:
س الحمدان ّي: وقو ُل أبي فرا ٍ
صحابُ ؟ ريم ِ ين لِلحُرِّ ال َك ِ َو ِم ْن أَ َ ان فِ ْي َما يَنوبُهُ اإل ْن َس ُق ِ بِ َم ْن يَثِ ُ
معروف الرُّ صاف ّي: ٍ وقو ُل
ت ال ِهيا ؟ ت أَ ْم ُك ْن َ
أَفِي َسفَ ٍر قَ ْد ُك ْن َ ُر ْمنَا ُم ْن ُذ ِحي ٍْن تَالقِيا َعال َم ح ِ
ت؟) ومن أمثل ِة جرِّ ها باإلضاف ِة قولُناِ ( :ك َ
تاب َم ِن ا ْستَ َعرْ َ ْ
والمكان:
ِ سأ ُل به عن ال َّزمان ثانيًا :ما يُ ْ
ق اآلتي: َّان) و (أَي َْن) و (أَنَّى) ،وتُ ْع َربُ هذه األسما ُء على َو ْف ِ وهي ( َمتَى) و (أي َ
رفع خب ًرا ُمق َّد ًما :إذا تالها اس ٌم معرفةٌ ،كقولِ ِه تعالىَ ﴿ :ويَقُولُ َ
ون َمتَى هُ َو قُلْ -1في مح ِّل ٍ
ِّين﴾(الذاريات.)12: ون أَي َ
َّان يَ ْو ُم الد ِ ون قَ ِريبًا﴾ (اإلسراء ،)51:و﴿ يَسْأَلُ َ َع َسى أَ ْن يَ ُك َ
ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ
اعر:
إن قُ ْلت ال َكانَا ال َحبَّ َذا أَ َم ٌل ْ لماض أَي َْن َ
ص ْب ُر ُكم؟ ٍ ال تَأْ َسفن
رفع خبرًا ُمق ّد ًما وجوبًا؛ ألنَّهما ٍ االستفهام في المثالين المتقدمين في محلِّ ِ ويُ ْع َربُ اسما
تلتهما اسمان ُمعرفان (هَ َذا ،يَ ْو ُم الد ِ
ِّين).
16
كقول
ِ يستوف خب َرهُ،
ِ ص :إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم للفعل النَّاق ِ ِ ب خب ًرا -2في مح ِّل نص ٍ
ف: بن األَحْ نَ ِ
َّاس ِ
العب ِ
ت أَ ْخشاهُ فَقَ ْد َكانَا أَ ّما الَّذي ُك ْن ُ ُكون الَّذي أَرْ جُو َوآ ُملُهُ؟
َمتَى ي ُ
ومثله قو ُل ال َّش ِ
اعر:
انض َّن الرَّب ُع عنَّا بِالبَيَ ِ
فَ َ صا َر ْ
ت َدا ُر لَ ْيلَى؟ أين َنُ َسائِ ُل َ
اقص؛
ِ للفعل النَّ
ِ ب خبرًا
االستفهام في المثالين المتقدمين في محلِّ نص ٍ
ِ يُ ْع َربُ اسما
ألنَّهما تالهما فعالن ناقصان لم يستوفيا خبرهما.
كقول
ِ ب مفعوالً فيه (ظرف مكان أو زمان) :إذا تالها فع ٌل تا ٌّم، -3في مح ِّل نص ٍ
علي(عليه السالم)« :أَي َْن تَ ْذهَبُ بِ ُك ُم ْال َم َذا ِهبُ َ ،وتَتِيهُ بِ ُك ُم ْال َغيَا ِهبُ َ ،وتَ ْخ َد ُع ُك ُم ٍّ اإلمام
ِ
بن المل ّوح: ْال َك َوا ِذبُ ؟» ،ومثلُهُ قو ُل قيس ِ
َو َس ْه ُم ال َمنايا ِم ْن ِوصالِك أَق َربُ ؟ ك الفُؤا ُد ال ُم َع َّذبُ َمتى يَ ْشتَفي ِمن َ
بن ُكلثوم: رو ِكقول َع ْم ِ
ِ أو تالها فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ،
ك َم ْقتَ ِو ْينَـا ؟َمتَـى ُكـنَّا ألُ ِّمـ َ تَهَـ َّد ُدنَـا َوتُ ْو ِعـ ُدنَا ُر َويْـدًا
رير: و َك ِ
قول َج ٍ
ْث أَيَّتُها ِ
الخيا ُم؟ ت ال َغي َ ُسقِ ْي ِ الخيا ُم بِ ِذي طُلُ ٍ
وح كان ِ َمتى َ
ب مفعوالً فيه (ظرف)؛ألنَّه االستفهام في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة في محلِّ نص ٍ ِ وتُعربُ أسما ُء
تالها فع ٌل تا ٌّم أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َره.
17
الحال:
ِ سأ ُل به عن ثالثًا :ما يُ ْ
ب هذه األسماء على وفق اآلتي: ف) و (أَنَّى)،وتُ ْع َر ُ وهي ( َك ْي َ
،كقول الشَّاع ِر:
ِ رفع خب ًرا ُمق َّد ًما :إذا تالها اس ٌم معرفةٌ -1في مح ِّل ٍ
َسهَ ٌر َدائ ٌم وح ُْز ٌن طَ ِو ْي ُل ت َعلِيْل ت ؟ قُ ْل ُ ْف أَ ْن َقَا َل لِي َكي َ
ين الحلّ ّي:
صفي ال ّد ِ
ِّ وكقول
ِ
ان ِم ْس ٌ
ك يَ ْعبِ ُ
ق؟ ك في األَ ْك َو ِ َو َش َذا َ قك ُم ْش ِر ُ ص ْب ُح َوجْ ِه َ يف الضَّال ُل َو ُ َك َ
ب حالاً :إذا تالها فع ٌل تا ٌّم ،كقولِ ِه تعالى﴿ :قَا َل أَنَّى يُحْ يِي هَ ِذ ِه للاهَّ ُ بَ ْع َد -3في مح ِّل نص ٍ
َم ْوتِهَا﴾ (البقرة.)259:
أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ ،كقول الشاعر:
ك َح ْي َرانا ؟ ْف يُ ْم ِسي ال ِذي يَرجُو َ َو َكي َ يخيْبُ ْالذي يَ ْد ُعو َ
ك ُمحْ تَ ِسبًا أَنَّى ِ
ب حالاً ؛ ألنَّه تالهما فع ٌل ْف) و (أَنَّى) في األمثل ِة الـ ُمتق ّدم ِة في محلِّ نص ٍ وتُ ْع َربُ ( َكي َ
تا ٌّم في المثالين األ َّو ِل (أنى يحيي) والثَّاني (أنى يخيب) ،وفع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ
المثال الثالث (كيف يمسي). ِ في
18
ك؟) .أو في المصنع؟) و ( َك ْم كتابًا في َم ْكتَبَتِ َ ِ ت في صنِ َع ْ
ك؟) و ( َك ْم سيَّارةً ُ و( َك ْم ُكتُبُ َ
اشتريت؟) .أو في مح ِّل جرٍّ اس ًما مجرورًا، َ ب مفعولاً به ،كقولناَ ( :ك ْم قل ًما محلِّ نص ٍ
ك؟) ،أو مضافًا إليه ،كقولنا( :قصائ َد َك ْم شاعرًا اشتريت هاتِفَ َ
َ كقولنا( :بِ َك ْم دينارًا
ت؟). قَ َر ْأ َ
االستفهام ال ّدال ِة
ِ إعراب أسما ِءَ -2تُ ْستَ ْع َم ُل ظرفًا إذا د َّل تميي ُزها على الظّرفيَّة ،فتُع َربُ
ب مفعولاً فيه إذا تالها فعل تا ٌّم ،كقولنا: فتكون في محلِّ نص ٍ ُ المكان،
ِ ان أو على ال َّز َم ِ
ت ت ال َّدرس؟) ،أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َرهُ ،كقولناَ ( :ك ْم ساعةً ُك ْن َ ( َك ْم ساعةً ْ
قرأ َ
يستوف خب َرهُ ،كقولناَ ( :ك ْم ِ اقص الذي لم ِ للفعل النَّ
ِ ب خبرًا واقفًا؟).أو في محلِّ نص ٍ
مين؟).أصب َح عد ُد الـ ُمتعلّ َ
الفعل الذي بعدها كقولناَ ( :ك ْم ِ -3تُع َربُ مفعوالً ُمطلقًا إذا كان تميي ُزها مصدرًا من لفظ
ك؟). صديقَ َ ت َ زيارةً ُزرْ َ
تمييزها الـ ُمقَ َّد ِر،كقوله تعالى: ِ تمييز ( َك ْم) االستفهاميَّة ،فتُ ْع َربُ بإعرا ِ
ب ِ ُ
حذف -4يجو ُز
ين﴾(المؤمنون،)112:أيَ :ك ْم يو ًما لَبِ ْثتُ ْم؟ ض َع َد َد ِسنِ َ ﴿قَا َل َك ْم لَبِ ْثتُ ْم فِي الأْ َرْ ِ
إعراب ( َك ْم) االستفهاميَّة ،ولكنَّها َ ع آخر من ( َك ْم) وهي الخبريَّة،التي تُ ْع َربُ ويُو َج ُد نو ٌ
تختلف َع ْنها فيما يأتي: ُ
ب،أ َّما ( َك ْم) الخبريَّةُ فتدلُّ االستفهام ،فتحتا ُج الى جوا ٍ ِ -1تدلُّ ( َك ْم) االستفهاميَّةُ على
ب.كثير ،وال تحتا ُج إلى جوا ٍ على التَّ ِ
يكون ُم ْف َردًا منصوبًا ،أ َّما ُ ولكن تميي َز ( َك ْم) االستفهاميَّ ِة َّ تمييز،
ٍ -2كالهما يحتا ُج إلى
بحرف الجرِّ ( ِم ْن). ِ فيكون ُم ْف َردًا أو َج ْمعًا مجرورًا أو مسبوقًا ُ تمييز ( َك ْم) الخبريَّ ِة
-قا َل أبو العتا ِهيَة:
ف ال َحم ِد قَب َل نِع َمتِ ِه( :خبريَّة) تَ َسلُّ َ كيم يَبغي بِ ِحك َمتِ ِه َكم ِمن َح ٍ
-قا َل الـ ُمتنبّي:
َو َك ْم بُ ْع ٍد ُم َولِّ ُدهُ ا ْقتِرابُ ( :خبريَّة) ب ُم َولِّ ُدهُ َدال ٌل
و َك ْم َذ ْن ٍ
َ ( -ك ْم تِلمي ًذا في الصفِّ ؟) ( :استفهامية)
َ ( -ك ْم تلمي ٍذ في الصفِّ !) أو ( َك ْم ِم ْن تلمي ٍذ في الصفِّ !) ( :خبريَّة)
ومثل ذلك ما جاء في نصِّ المطالعة( :وكم من الشعراء قدي ًما وحديثًا قد تغنى بها)
19
ث :
الح َد ِ
سأ ُل به عن َ
سا :ما يُ ْ خام ً
استفهام ُمالز ٌم لإلضاف ِة ُم ْبهَ ٌم ،يتح َّد ُد
ٍ َذ َكرْ نَا -عزيزي الطَّالبُ – َّ
أن (أيّ) اس ُم
ت إلى َمصْ َد ٍر مأخو ٍذ من ث ،وأُ ِ
ض ْيفَ ْ ت على ال َح َد ِ المضاف إليه ،فإذا دلَّ ْ
ِ ب
معناه بحس ِ
ي قِراء ٍة المضاف اليه بع َدها ،فإنَّها تُ ْع َربُ مفعولاً ُمطلقًا ،كقولِنا( :أ ََّ الفعل الذي يتلُو
ِ لفظ
ِ
ت؟).قَ َر ْأ َ
20
ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد:
ذهن المتكلِّم ،بأدا ٍة
ِ مجهول في
ٍ -1االستفهام :هو طَلَبٌ يُرا ُد به جوابٌ عن شي ٍء
االستفهام.
ِ ت
من أدوا ِ
حرفان ال مح َّل لهما من اإلعراب( :الهمزة) و (هل) ِ نوعان:
ِ االستفهام
ِ -2أدواتُ
َّان) و(أَي َْن)
ب ،وهيَ ( :م ْن) و( َما) و( َمتَى) و(أي َوأسما ٌء لها محلٌّ من اإلعرا ِ
و(أَنَّى) و( َكي َ
ْف) و ( َك ْم) و(أيّ) وكلُّها مبنيَّةٌ عدا (أيّ) فهي ُم ْع َربَةٌ.
ُ
حيث حقيقي ،ومجازيٌّ ،ومن
ٌّ نوعان:
ِ الغرض والمعنى
ُ ُ
حيث -3االستفها ُم من
وتصورٌ.
ُّ نوعان أيضًا :تصدي ٌ
ق، ِ الجوابُ
نوعان ،بـ (نعم)
ِ الحقيقي :هو الذي يحتا ُج إلى جوا ٍ
ب ،وجوابُهُ ُّ -4االستفها ُم
أو (ال) حين يكون تصديقًا ،ويختصُّ بهذا النَّ ِ
وع (الهمزةُ) و(هَلْ ) .وبالتَّ ِ
عيين
االستفهام جمي ُعهَا،
ِ االستفهام أسما ُء
ِ حين يكون تصورًا ،ويختصُّ بهذا النَّ ِ
وع ِم َن
أن تأت َي في سياقها (أَ ْم) االستفهام التَّ ُّ
صوريِّ ،ويجبُ ْ ِ والهمزةُ عندما تُ ْستَع ْم ُل في
الـ ُمعادلةُ (الـ ُمتَّصلةُ).
يكون االستفها ُم تصديقًا ُم ْثبَتًا ،فيجو ُز استبدا ُل ُ وتتشابَهُ (الهمزةُ) و (هَلْ ) عندما
االختالف بينهما ما
ِ مختلفتان ،و ِم ْن أَ ْو ُج ِه
ِ غير ذلك فهُ َماِ إحداهما باألُخرى .أ َّما في
يَأتي:
صديقي
ِّ صوريِّ ،أ َّما (هَلْ ) فتَ ِر ُد في التَّ صديقي والتَّ ُّ
ِّ االستفهام التَّ
ِ أ -تَ ِر ُد (الهمزةُ) في
فَقَ ْ
ط.
الجمل
ِ الجمل الـ ُم ْثبَتَ ِة والمنفيَّ ِة ،أ َّما (هَلْ ) فتدخ ُل على
ِ ب -تدخ ُل (الهمزةُ) على
الـ ُم ْثبَتَ ِة فَقَ ْ
ط.
العطف (الواو ،الفاء ،ثُ َّم) ،أ َّما (هَلْ ) فتق ُع بَ ْع َدها.
ِ ق (الهمزةُ) أَحْ ر َ
ُف ج – تسب ُ
حذف (الهمز ِة) لوجو ِد قرين ٍة تدلُّ عليها.
ِ د -جوا ُز
(إن) و(إذا) ال َّشرطي ِ
َّتين ،وال يجو ُز ُدخو ُل (هَلْ ) عليهما. هـ -تدخ ُل (الهمزةُ) على ْ
(إن) ،وال يجو ُز ُدخو ُل (هَلْ ) عليه.
بالفعل َّ
ِ الحرف الـ ُمشبَّ ِه
ِ و -تدخ ُل (الهمزةُ) على
21
أقسام:
ٍ ستَف َه ِم َع ْنهُ على
ب الـ ُم ْ
االستفهام بحس ِ
ِ -5تنقس ُم أسما ُء
العاقل ،وهيَ ( :م ْن) و ( َم ْن ذا).
ِ أ -ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن
العاقل ،وهي( :ما) و (ماذا).
ِ ب -ما يُسْأ ُل ب ِه َع ْن ِ
غير
).والمكان ،وهي( :أَي َْن) و (أنَّى).
ِ ج -ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن ال َّز ِ
مان ،وهيَ ( :متَى) و (أي َ
َّان
ْف) و (أنَّى) إذا كانت بمعنى ( َكي َ
ْف). الحال ،وهيَ ( :كي َ
ِ د -ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن
هـ -ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن العد ِد ،وهيَ ( :ك ْم).
ث)،
والحال ،وال َح َد ِ
ِ والمكان،
ِ العاقل ،وال َّز ِ
مان، ِ وغير
ِ (العاقل،
ِ و -ما يُسْأ ُل ب ِه َع ِن
وهي (أيّ).
الحرفان (الهمزة) و(هَلْ ) ال مح َّل لهما ِم َن اإلعرا ِ
ب،أ َّما ِ االستفهام:
ِ ت
إعراب أدوا ِ
ُ -6
ق اآلتي: موقع ُكلٍّ منها،على َو ْف ِ
ِ االستفهام فتُ ْع َربُ بحس ِ
ب ِ أسما ُء
الذات العاقلة وغير العاقلة :وهي ( َم ْن) و( َم ْن ذا) و(ما) و( َما َذا) أ -ما يَد ُّل على َّ
و(أيّ) عندما يُسْأ ُل بها عن ال َّذات ،وتُ ْع َربُ هذه األسما ُء:
ُ ( -مبتدأ) :إذا تالها اس ٌم نكرةٌ ،أو فع ٌل الز ٌم ،أو فع ٌل ُمتع ٍّد استوفى مفعولَه ،أو فع ٌل
للمجهول ،أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َره ،أو شبهُ جمل ٍة ،أو اس ٌم معرفةٌ ،ويجو ُز
ِ مبني
ٌّ
ب (خبرًا ُمق َّد ًما). أن تُ ْع َر َ
األخير ْ
ِ في هذا
يستوف مفعولَه.
ِ ( -مفعولاً به ُمق َّد ًما وجوبًا) :إذا تالها فع ٌل ُمتع ٍّد لم
يستوف خب َره.
ِ اقص) :إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم ِ للفعل النَّ
ِ ( -خبرًا ُمق َّد ًما وجوبًا
ٌ
ضاف. حرف جرٍّ ،أو اس ٌم نكرةٌ ُم
ُ بحرف الجرِّ أو اإلضاف ِة) :إذا َسبَقَها
ِ ( -مجرورةً
َّان) و (أَي َْن) و (أَنَّى)،وتُ ْع َربُ
والمكان :وهي ( َمتَى) و (أي َ
ِ ب -ما يَد ُّل على ال َّزمان
هذه األسما ُء:
( -خبرًا ُمق َّد ًما) :إذا تالها اس ٌم معرفةٌ.
يستوف خب َرهُ.
ِ اقص) :إذا تالها فع ٌل ناقصٌ لم
ِ للفعل النَّ
ِ ( -خبرًا
22
زمان) :إذا تالها فع ٌل تا ٌّم،أو فع ٌل ناقصٌ استوفى
ٍ مكان أو
ٍ ظرف
َ ( -مفعوالً فيه
خب َره.
ُ
حرف جرٍّ . ( -اس ًما مجرورًا) :إذا َسبَقَها
ف) و (أَنَّى)،وتُ ْع َر ِ
بان: الحال :وهي ( َك ْي َ
ِ ج -ما يَد ُّل على
( -خبرًا ُمق َّد ًما) :إذا تالهما اس ٌم معرفةٌ.
يستوف خب َرهُ.
ِ اقص) :إذا تالهما فع ٌل ناقصٌ لم ِ للفعل النَّ
ِ ( -خبرًا
( -حالاً ) :إذا تالهما فع ٌل تا ٌّم،أو فع ٌل ناقصٌ استوفى خب َره.
ب،
تمييز نكر ٍة ُمفر ٍد منصو ٍ
ٍ د -ما يَد ُّل على العددَ ( :ك ْم) ،وهي اس ٌم ُم ْبهَ ٌم يحتا ُج الى
وهو الذي يُح ِّد ُد معناهَا وإعرابَها،فتُ ْستَع ْملُ:
إعراب ( َم ْن) أو (ما).
َ تمييزها ،فتُ ْع َربُ
ِ نوع
ب ِ العاقل :بحس ِ
ِ لغير
ِ للعاقل أو
ِ -
االستفهام ال ّدال ِة على
ِ إعراب أسما ِء
َ -ظرفًا :إذا د َّل تميي ُزها على الظّرفيَّ ِة ،فتُع َربُ
المكان.
ِ ال َّز ِ
مان أو
الفعل بَ ْع َدها ِ
نفس ِه. ِ -مفعوالً ُمطلقًا :إذا كان تميي ُزها مصدرًا من ِ
لفظ
إعراب ( َك ْم) االستفهاميَّ ِة،
َ ع آخر من ( َك ْم) وهي الخبريَّة ،التي تُ ْع َربُ ويُو َج ُد نو ٌ
ب؛ ألنَّها تدلُّ على التَّ ِ
كثير. ولكنَّها ال تحتا ُج إلى جوا ٍ
الفعل
ِ لفظ
مصدر مأخو ٍذ من ِ
ٍ ُ
ضاف إلى ث :وهو (أيّ)،عندما تُ الح َد ِ
ه -ما يَد ُّل على َ
المضاف إليه بعدها ،فإنَّها تُ ْع َربُ مفعولاً ُمطلقًا.
َ الذي يتلو
ب؛ َّ
ألن السَّائ َل عالِ ٌم بِ َما يَسْأ ُل المجازي :وهو الذي ال يحتا ُج إلى جوا ٍ
ُّ -7االستفها ُم
معان مجازيَّ ٍة ،ومن هذه المعاني ٍ َع ْنهُ ،فيخر ُج االستفها ُم عن معناه الحقيق ِّي إلى
ي) ،و(التَّعجُّ بُ ) ،ويُس َّمى (التَّعجُّ َ
ب ي ،ويُس َّمى (النَّ ْف َي الضّمن َّ
المجازيَّ ِة :النَّ ْف ُ
ع إليها في ُكتُ ِ
ب البالغ ِة. يمكن الرجو ُ
ُ معان مجازيَّةٌ أُخرى ٍ ي) ،وهناك السَّماع َّ
23
تقومي اللسان:
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
َحلِّ ْل ثُ َّم أَ ْع ِر ْب قَ ْولَه تعالى﴿ :أَنَّى لَهُ ُم ال ِّذ ْك َرى َوقَ ْد َجا َءهُ ْم َرسُو ٌل ُمبِ ٌ
ين﴾
(ال ُّدخان)13:
تذكر
ت جملةً أن الحا َل تأتي مفردةً وشبهَ جمل ٍة وجملةً اسميَّةً أو فعليَّةً ،فإذا جا َء ْ َّ
بالواو التي تُس َّمى
ِ وجب اقترانُها َ ق بـ (قَ ْد) ماض ُم ٌ
ثبت مسبو ٌ ٍ فعليَّةً فعلُها
الحال بصاحبِها. ِ (الواو الحاليَّة) ،وه َي تربطُ جملةَ
تعلمت
24
اإلعراب:
ُ
خبر ُمق َّد ٍم؛ لمجيء اسم معرفة بعده.
رفع ٍ ُّكون في َمح ِّل ٍ
مبني على الس ِ
ٌّ استفهام
ٍ أَنَّى :اس ُم
لَ ُهم :جارٌّ ومجرورٌ.
ض َّمةُ الـ ُمق َّدرةُ على ِ
آخر ِه. ع وعالمةُ رفع ِه ال َّالذ ْكرىُ :مبتدأٌ ُمؤ َّخ ٌر مرفو ٌ ِّ
ق. ُ
حرف تحقي ٍ َوقَدْ :الوا ُو :حاليَّةٌ ،قَ ْد:
السكون في محلِّ
ِ مبني على
ٌّ الفتح ،هُ ْم :ضمي ٌر
ِ مبني على
ٌّ ماض
ٍ َجا َء ُه ْم :جا َء :فع ٌل
مفعول ب ِه.
ٍ ب
نص ٍ
ض َّمةُ.
ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ سو ٌل :فاع ٌل مرفو ٌ
َر ُ
ض َّمةُ .وجملةُ ( َجا َءهُ ْم َرسُو ٌل ) في محلِّ نص ٍ
ب ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ ُمبِينٌ ٌ :
نعت مرفو ٌ
َّمير في (لَهُم).
من الض ِ حال َ
ٍ
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
25
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
ب فيما يأتي:
سبَ َ االستفهامْ ،
واذ ُك ْر داللتَها،وإعرابَهاُ ،مبيِّنًا ال َّ ِ ست َْخ ِر ْج أسما َء
ا ْ
ك يَا ُمو َسى﴾(طه)17: -1قا َل تعالىَ ﴿ :و َما تِ ْل َ
ك بِيَ ِمينِ َ
ون لِي َولَ ٌد َولَ ْم يَ ْم َس ْسنِي بَ َشرٌ﴾(آل عمران)47: ت َربِّ أَنَّى يَ ُك ُ -2قال تعالى﴿ :قَالَ ْ
ض ُك ْم بِ ِسحْ ِر ِه فَ َما َذا تَأْ ُمر َ
ُون﴾(الشعراء)35: -3قا َل تعالى ﴿:ي ُِري ُد أَ ْن ي ُْخ ِر َج ُك ْم ِم ْن أَرْ ِ
-4قال تعالى ﴿ :قَا َل فَ َم ْن َربُّ ُك َما يَا ُمو َسى ﴾(طه)49:
تَ ،وإِ ْقالَ ِل ْال َغ ْفلَ ِة َع ْنهَُ ،و َكي َ
ْف علي(عليه السال ُم) « :أُ ِ
وصي ُك ْم بِ ِذ ْك ِر ْال َم ْو ِ -5قا َل اإلما ُم ٌّ
ْس يُ ْغفِلُ ُك ْم».
َغ ْفلَتُ ُك ْم َع َّما لَي َ
-6قا َل أبو ت َّمام:
َو َحنِ ْينُهُ أَبَدًا لأِ َ َّو ِل َم ْن ِز ِل ؟ نز ٍل في األَرْ ِ
ض يَألَفُهُ الفَتى َك ْم َم ِ
الحمداني:
ُّ س
-7قا َل أبو فِرا ٍ
اج ُرهُ َوالنَّ ْو ُم في جُملَ ِة األَحْ بَا ِ
ب هَ ِ ُزاو ُرهُ
ْف ي ِ ْف ال َّسبِ ْي ُل إِلى َ
طي ٍ َكي َ
اليازجي:
ُّ -8قا َل إبراهي ُم
ك الفُؤا َد َعلى َجنَا َح ْي طَائِ ِر؟
تَ َر َ َّان أَ ْع َر َ
ض ِذكر هُ يَا نَائِيًا أَي َ
-9قا َل ال َّشاعرُ:
َوفُرْ َسانُها ِم ْن ِذ ْك ِر ِه تَتَ َج َّم ُد ؟ ص ْد َرهُ
ت ال َخي ُل َ َوأَيُّ َذبِي ٍ
ْح َدا َس ِ
-10أَي َْن تَقَ ُع بابل االثرية ؟
ك؟يكون َم ْو ِع ُد َسفَ ِر َ
ُ َ -11متَى
ت ُمقارعةُ ُّ
الظ ِلم ؟ -12أَي َ
َّان َو ْق ُ
حتاج ؟
ِ َ -13ما قَ َّد ْم َ
ت لل ُم
26
التمرين ()2
تصو ٌر)َ ،م َع ِذ ْك ِر
ُّ ق أو
الجواب (تصدي ٌ ُ ُ
حيث ج االستفها َم ،وبيِّنْ نو َعه ِمنْ ست َْخ ِر ِ
ا ْ
ب فيما يأتي: سب َ ِال َّ
ق هُ َو قُلْ إِي َو َربِّي ﴾(يونس)53: ك أَ َح ٌّ
-1قا َل تعالىَ ﴿ :ويَ ْستَ ْنبِئُونَ َ
ون ﴾(الواقعة)64،63: ون أَأَ ْنتُ ْم تَ ْز َر ُعونَهُ أَ ْم نَحْ ُن ال َّز ِ
ار ُع َ -2قا َل تعالى ﴿:أَفَ َرأَ ْيتُ ْم َما تَحْ ُرثُ َ
ون ﴾(الواقعة)59: -3قا َل تعالى ﴿ :أَأَ ْنتُ ْم تَ ْخلُقُونَهُ أَ ْم نَحْ ُن ْال َخالِقُ َ
ار َخ ْي ٌر أَ ْم َم ْن يَأْتِي آَ ِمنًا يَ ْو َم ْالقِيَا َم ِة ﴾(فُصّلت)40: -4قال تعالى ﴿ :أَفَ َم ْن ي ُْلقَى فِي النَّ ِ
ُذلي:
ب اله ُّ -5قا َل أبو ُذ َؤي ٍ
ع؟ب َم ْن يَج َز ُ ْس بِ ُم ْعتِ ٍ َوال َّد ْه ُر لَي َ أَ ِم َن الـ َم ِ
نون َو َر ْيبِها تَتَ َو َّج ُع
ابن الرُّ وم ّي: -6قا َل ُ
صاصٌ ِكيانُهُ أَ ْم َح ِد ْي ُد ؟
أَ َر َ يَا أَبَا القَ ِ
اس ِم ال ِذي لَي َ
ْس يَ ْد ِري
-7قا َل حافظ إبراهيم:
ح التِّ ْم َس ِ
اح ؟ َ
أو َم ْن يَع ُْو ُم بِ َم ْسبَ ِ َم ْن ذا يُغي ُر َعلى األُسُو ِد بِ َغابِها
َ -8ك ْم ِمسكينًا أَ َع ْنتَهُ ؟
ت أَ ْم إلى كركو َ
ك؟ -9أَإلى أربي َل سافرْ َ
ق؟ -10هَلْ تَ َرى النَّجاةَ في الصِّ ْد ِ
-11أَ َّ
ي فَتًى تُ ِ
صاحبُ ؟
التمرين ()3
27
-6أَ َول ْم تُحافظُوا على ال ُم ْمتلكا ِ
ت العا َّم ِة ؟
ص ْدقًا قُ ْل َ
ت أ ْم َك ِذبًا ؟ ِ -7
فل ؟
ط ِ حقوق ال ِّ
ِ ك ُمداف ٌع َعن -8أَإنَّ َ
-9أَإِذا التز َم النَّاسُ بأدا ِء ال َّزكا ِة انتهى الفَ ْق ُر ؟
التمرين ()4
ب: تعذ َر ذل َك ْ
فاذ ُك ِر ال َّ
سبَ َ استبد ْل ( َه ْل) بـ (الهمزة) فيما يلي ،وإذا َّ
-1قال لَبِيْد:
ظيم ؟ إِ َر ًما َورا َم ْ
ت ِحميَرًا بِ َع ِ ث أَهلَ َك ْ
ت أَ َولَم تَ َري أَ َّن ال َحوا ِد َ
-2قا َل األَ ْع َشى:
ك ما َعا َد السَّلي َم الـ ُم َسهَّدا ؟
َوعا َد َ ك لَيلَةَ أَر َمدا
أَلَ ْم تَغتَ ِمضْ َعينا َ
-3قا َل الـ ُمتنبّي:
َوأَ َّ
ي قُلو ِ
ب هَذا ال َّر ْك ِ
ب َشاقَا ؟ ي َد ٍم أَ َراقَا
أَيَ ْد ِري ال َّر ْب ُع أَ َّ
-4قا َل أحمد شوقي:
لن فَـضالً أَم َحـ َم َ
لن فُـضوال ؟ أَ َحـ َم َ فَليَسْأَلَ َّن َع ِن األَرائِ ِك سائِ ٌل
سلم ؟
ت الـ ُم ِ -5أَلَ ْم يَ ُك ِن التَّسام ُح ِم ْن صفا ِ
ق؟ -6أَ ُكرِّ َم الـ ُم ِّ
تفو ُ
غير هللاِ ؟
ُؤال ِي ُذلٍّ في س ِ -7أَتَ ْعلَ ُم أَ َّ
28
التمرين ()5
30
التمرين ()6
َميِّ ْز (أ ْم) الـ ُمتّصلةَ ِمنْ (أَ ْم) الـ ُم ْنقَ ِط َع ِة َم َع إعرابِها فيما يأتي:
ُّ
الظلُ َم ُ
ات صي ُر أَ ْم هَلْ تَ ْستَ ِوي
-1قا َل تعالى﴿ :قُلْ هَلْ يَ ْستَ ِوي الأْ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ
َوالنُّورُ﴾(الرّعد)16:
-2قا َل تعالى ﴿ :فَا ْستَ ْفتِ ِه ْم أَهُ ْم أَ َش ُّد َخ ْلقًا أَ ْم َم ْن َخلَ ْقنَا ﴾(الصّافّات)11:
ّ
﴾(الجن)25: ون أَ ْم يَجْ َع ُل لَهُ َربِّي أَ َمدًا
-3قا َل تعالى ﴿ :قُلْ إِ ْن أَ ْد ِري أَقَ ِريبٌ َما تُو َع ُد َ
ين ﴾(الزخرف)52،51: ُون أَ ْم أَنَا َخ ْي ٌر ِم ْن هَ َذا الَّ ِذي هُ َو َم ِه ٌ
ْصر َ -4قا َل تعالى ﴿ :أَفَلاَ تُب ِ
ون ا ْفتَ َراهُ ﴾ (يونس)38،37: ين أَ ْم يَقُولُ َ
ْب فِي ِه ِم ْن َربِّ ْال َعالَ ِم َ
-5قال تعالى ﴿ :ال َري َ
31
-6قا َل عنترةُ:
أَ ْم هَل َع َر ْف َ
ت ال َّدا َر بَع َد تَ َوهُّ ِم ؟ هَل غا َد َر ال ُّش َعرا ُء ِمن ُمتَ َر َّد ِم
ك ما ٌل أ ْم َذهَبٌ ؟ -7أَعن َد َ
اآلخرين أَ ْم لَ ْم تَ ْد ُعه ؟
َ احترام
ِ -8المتنمر ال يرعوي سوا ٌء علي ِه أَدعوتَهُ إلى
32
األدب
ُ َّالث /
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
الح ِد ْي ُ
ث ب َ األَ َد ُ
ث ،وه َيالعربي الحدي ِ
ِّ أن يجعلوا عا َم 1789بدايةً لألد ِ
ب ب ْ
اعتا َد مؤرّخو األد ِ
العربي
ِّ اإلنسان
ِ لشعور
ِ ك إيقاظًا
فكان ذل َ
َ السّنةُ التي دخ َل فيها نابليون بونابرت مص َر،
وكان َ ميادين حيات ِه االجتماعيّ ِة والسّياسيّ ِة والحضاريّ ِة.
ِ مختلف
ِ ب النّهض ِة فيبوجو ِ
ت الطّ ِ
ويل الذي العربي الجدي ِد ،في مقابل السّبا ِ
ِّ عن هذا ال ّش ِ
عور األدبُ أفض َل ُمعب ٍِّر ْ
ّان
وهيمن على حالتها الحضاريّة والعلميّة واألدبيّة إب َ
َ سا َد األصقا َع العربيّةَ المتراميةَ
ما يُس َّمى بالفترة ال ُمظلِّمة التي تحكم فيها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا األجانبُ من
وغيرهم.
ِ ك
ّين وممالي َ
عثماني َ
المطابع
ِ النتشار
ِ فكان
َ ت الحضاريّ ِة الجديد ِة، وق ْد تفاع َل العربُ م َع ال ُمعطيا ِ
روح
ِ األثر في نهض ِة الحيا ِة الثَّقافيّ ِة واألدبيّ ِة ،فسا َر األدبا ُء على بع ِ
ث ِ والصّحاف ِة أبل ُغ
الذهبيّ ِة ،ونشأ َ جي ٌل ِم َن األدبا ِء وال ّشعرا ِء أُطلِ َ
ق عليهم جي ُل عصور ِه ّ
ِ العربي في
ِّ ب
األد ِ
اإلبداع
ِ ْ
كادت رو ُح العربي ،بع َد ْ
أن ِّ ب
الذين شاركوا في إِحيا ِء األد ِ
َ ث واإلحياء، البع ِ
صصِ ع األدبيّةُ الوافدةُ عن طريق التَّرجمة كالقَ ت األجناسُ واألنوا ُتنطف ُئ في ِه .ث ّم دخل ِ
بين اليوم َ
ِ عالم
شأن عظي ٌم في ِ ث ٌ ب العرب ّي الحدي ِ فكان لألد ِ
َ ت،
ت والمسرحيّا ِ والرُّ وايا ِ
األمم.
ِ ختلف
ِ ُم
الفنون السَّرديّ ِة
ِ عر الحرِّ ،وتعاظ َم أث ُر عر الجدي ِد المس ّمى بال ّش ِ فنشأت حركةُ ال ّش ِ
ْ
ي والنّثريّ. ب المسر ُح بنوعي ِه ال ّشعر ّ بين ال ُكتّا ِ
ص ِة القصير ِة ،وشا َع َ كالرواي ِة والق ّ
ك ينب ُئ وواقعي ،ورمزيٍّ .وكلُّ ذل ٍَّ ُومانسي،
ٍّ كالسيكي ور
ٍّ بين
ب َ ْ
وتنوعت مذاهبُ األد ِ
وسمو ِه.
ِّ ب ورفعتِ ِه ق هذا األد ِ ْ
عن ُع ْم ِ
33
ثالح ِد ْي ُ
ش ْع ُر َ ال ِّ
العصور،
ِ ب وصنّاجتَهم وأه َّم ِ
نتاج ِهم األدب ِّي على مرِّ ديوان العر ِ
َ العربي
ُّ يُ َع ُّد ال ّشع ُر
أركان الكعب ِة تكري ًما
ِ العرب في الجاهليّ ِة علّقوا قصائ َدهُم على
َ ك من قبل َّ
أن وق ْد م َّر ب َ
ث ،نب َغ في ال ّش ِ
عر أجيا ٌل ِم َن العصر الحدي ِ
ِ طلع
ت .وم َع َم ِ ت بالمعلَّقا ِ
وتعظي ًما لها ف ُس ِّميَ ْ
العربي الَّذي يأبى التّراج َع
ِّ ي ،وصنعوا ملحمةَ ال ّش ِ
عر ال ّشعرا ِء ،تقاسموا المج َد األدب َّ
فنشأت مذاهبُ شعريّةٌ متن ّوعةٌ كالكالسيكيّ ِة
ْ اس وأخيلتِ ِهم وحاجاتِ ِهم.عن حيا ِة النَّ ِ ْ
رت أشكا ُل القصيد ِة وهيئاتُها ،فنشأت حركةُوالرُّ ومانسيّ ِة والواقعيّ ِة والرّمزيّ ِة ،وتط ّو ْ
القرن الماضي وخمسينياتِ ِه ،فبدلاً
ِ ت
عر الحرِّ في أربعينيا ِ عر الجدي ِد المس ّمى بال ّش ِ
ال ّش ِ
طرين ،استج ّدت وحدةٌ بنائيّةٌ
ِ ت في القصيد ِة العربيّ ِة القائم ِة على ال ّش من وحد ِة البي ِْ
جديدةٌ هي وحدةُ التّفعيل ِة في القصيد ِة الحرّة.
ت ،والجديد ِة منها عر العموديِّ والمو ّشحا ِ ت القديم ِة منها كال ّش ِ ب هذ ِه الحركا ِ وإلى جان ِ
ْ
كانت نشأت من ُذ بداي ِة السّبعينيّا ِ
ت، ْ وغير المقفا ِة المد ّور ِة التّي
ِ كالقصيد ِة الح ّر ِة المقفا ِة
نوع آخ َر ِم َن القصيد ِة هي قصيدةُ النّ ِ
ثر التَّي تخلو ِم َن ٍ لتكريس
ِ ك حركةٌ متوقدة هنال َ
الوزن.
ِ
ث -عزيزي الطَّ َ
الب -واسعةُ الحدو ِد ومتداخلةٌ م َع ما العربي الحدي ِ
ِّ فخريطةُ ال ّش ِ
عر
المعاصر
ِ اإلنسان
ِ ومذاهب أدبيّ ٍة متن ّوع ٍة تعبّ ُر َع ْن حاجا ِ
ت َ تالعالم ِم ْن حركا ٍ
ِ يق ُع في
وآمالِ ِه ومخاوفِ ِه وطموحاتِ ِه ورؤاه.
َم ْد َرسةُ ِ
اإلحيا ِء
القرن التَّاس َع عش َر ،مماثلةً للنّزع ِة الكالسيكيّ ِة ِ أواخر
ِ نشأت مدرسةُ اإلحيا ِء فيْ
ث التَّقالي ِد ال ّشعريّ ِة العربيّ ِة ِم ْن لغ ٍة سامي ٍة ْ
نادت ببَ ْع ِ ب والفنِّ ،فق ْد
الغربيّ ِة في األد ِ
ُ
يكون ث ،وق ْدالعربي المورو ِ
ِّ رفيع ،والمحافظ ِة على تقالي ِد النّ ِ
ظم ٍ جزل
ٍ ب
وأسلو ٍ
البائس،
ِ واقع األ ّم ِة
ِ ّين في التعبير عن التّذ ّم ِر ِم ْننشوؤها لرغب ِة ال ّشعرا ِء اإلحيائي َ
ماذج ال ّشعريّ ِة العربيّ ِة القديم ِةسياسيًّا واجتماعيًّا .وتميّ َز شع ُر هذ ِه المدرس ِة بمحاكا ِة النَّ ِ
ك إحيا ُء التَّقالي ِد ال ّشعريّ ِة العباسي ،وهدفُهُ ْم في ذل َ
ِّ الجاهلي حتّى ال ّش ِ
عر ِّ من ُذ ال ّش ِ
عر
34
وبان في عن تمي ُِّز ِه ْم َّ
بالذ ِ العربيّ ِة القديم ِة والمحافظةُ على الهويّ ِة األدبيّ ِة لأل ّم ِة ،فضلاً ْ
أبرز ر ّوا ِد هذ ِه المدرس ِة معروف الرُّ صافي
ِ ب الفرديّ ِة .و ِم ْن
ّوح الجماعيّ ِة على حسا ِ
الر ِ
العراق ،ومحمود سامي البارود ّ
ي ِ وعبد المحسن الكاظم ّي ومحمد سعيد الحبّوب ّي في
وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم في مص َر.
أسئلة المناقشة
ث).
العربي الحدي ِ
ِّ أن يجعلوا عام 1789م بدايةً لألد ِ
ب ب ْ -1علِّلْ ( :اعتا َد ُمؤرخو األد ِ
ث واإلحيا ِء؟ -2ما الَّذي شارك في ظُ ِ
هور ِجي ِْل البَ ْع ِ
تداخلَةٌ َم َع َما يَقَ ُع فِي
ث واسعةُ ال ُح ُدو ِد و ُم ِ عر الحدي ِ -3ناقشْ َما يَأتِيَ ( :خريطةُ ال ِّش ِ
ومذاهب أدبيَّ ٍة متنوع ٍة).
َ العالم ِم ْن حركا ٍ
ت ِ
-4تح َّد ْ
ث َع ْن نُ ُشو ِء َم ْدرس ِة اإلحيا ِء.
35
(للحفظ الى وكف المجتني) موشّحةُ يا غزا َل ال َك ْر ِ
خ
العيش الهَني
ِ ت لي َر ْغدةُ
صفَ ْ
فَ َ أعطاف الصَّفـــــا َ ت ال َّزورا ُء
ه َّز ِ
وأ ِعـــ ْد يافتنـــــــةَ ال ُمفتَتِ ِ
ـــــن ك ما قـــ ْد َسلَفَـــا فَار َع ِم ْن َعهْــــ ِد َ
**** ****
لِنَ َرى أيَّ ُكمـــا أَ ْسنَـى َسنَـا س َجبِينًــــا بِ َجبِ ْ
يــن ــارض ال َّش ْم َ
ِ َع
َوا ْنثَ ِن ُغصْ نًا إ َذا ال ُغصْ ُن انثنى ْ
الياسمين فط َ ك َع ْ طفِ َ ب في ِع ْ َواس ِ
كان األَليَنَــــا
َ طفُ َ
ك إِنَّ َما َع ْ ين ك القاسي يَلِ ْ ــو قَ ْلبُ َحبَّــذا لَ ْ
ك ال َم ْه ُزو ُز هَ َّز ال ُغ ُ
صنَـــا قَ ُّد َ ت إِ َذا َما ا ْن َعطَفَـــا ف أَ ْن َ
فَا ْن َع ِط ْ
ُم ْقلَةَ الرَّائِي َو َك َّ
ف ال ُمجْ تَنِــي ك َر ْوضًا َش َغفَـا إِ َّن فِي َخــ ِّد َ
**** ****
ض َحاي ُع ْذ ِريْ اتَّ َ بِالهَ َوى الع ُْذ ِر ِّ َع ْذلَكـ ُ ْم أَيُّها الع َُّذا ُل ُك ُّفــوا
يَتَ َش َّكى البَ َر َحـا ُم ْستَهَا ًما َوا ْمنَحُوا يَا أَ ْه َل نَجْ ٍد َوصْ لَكـــ ُ ْم
ت َم ْن نَ َز َحا رُبَّ ِذ ْكرًى قَ َّربَ ْ ي لَ ُكـــ ْم َو ْاذ ُكرُونِي ِم ْث َل ِذ ْك َرا َ
لاَ تَ ُخونُوا َع ْه َد َم ْن لَ ْم يَ ُخ ِن ال َوفَا يَا عُرْ بُ يَا أَ ْه َل ال َوفَـــا
ِع ْن َد ُك ْم ر ُْو ِح ْي َو ِع ْن ِديْ بَ َدنِي ص َّد َعنَّا َو َجفـــا
َ تَقُولُوا لاَ
معاني المفردات
ُ
اللين ف هو جانب اإلنسان من أسفل رأسه حتّى وركه .وال َع ْ
ط ُ
ف هو ال ِع ْطفُ :ال ِع ْ
ط ُ
والرأفة ،وهو اإلنحناء أيضًا.
اإلنسان أو قوا ُمهُ.
ِ القدُّ :قامةُ
ُ
العين. المقلةُ:
العذ ُل :اللو ُم.
ق الطاه ُر المنسوبُ لبني ُع ْذ َرة.
العذري :العش ُ
ُّ الهوى
المستها ُم :شدي ُد الحبِّ والوج ِد.
البرح :ال ِّش َّدةُ واألَ َذى
ُ
36
النقدي
ُّ التَّعلي ُ
ق
مشرق الدول ِة العربيّ ِة وتط ّو َر
ِ عر العرب ِّي نشأ َ في المو ّش ُح أو المو ّشحةُ نو ٌ
ع ِم َن ال ّش ِ
ت أَبوالذين نظموا المو َّشحا ِ َ األندلس ،و ِم ْن أَ ِ
شهر ال ُّشعرا ِء ِ في مغربِها ،وال سيَّما في
ي صاحبُ مو ّشح ِة (يا لي َل الصَّبِّ متَى غ ُدهُ)، ُ
المعروف بالحصر ِّ علي الضّري ُر
حسن ٌّ ٍ
وابن ُز ُم ٍ
رِّك يث هَ َمى)ُ ، يث إِ َذا ال َغ ُ
ك ال َغ ُ
ين بن الخطيب صاحبُ مو ّشح ِة ( َجا َد َ
ولسان ال ّد ِ
ُ
صاحبُ مو ّشح ِة (أَبل ْغ لِغرناطةَ السَّالم) ،والتَّ ِطيل ّي األَعمى .وق ْد َ
كان لِدع ِة الحيا ِة في
وسائل الترفيه كالغناء
ِ القصور العباسيّ ِة واألندلسيّ ِة َوترفِها ،وما تتطلبُهُ هذ ِه الحياةُ ِم ْن
ِ
والموسيقى أث ٌر في نشأة المو ّشحات التي تناسب بنيتها طبيعة الغناء واأللحان وترديدها.
مقطع،
ٍ دور أو
ٍ وأدوارها أي مقاط ِعها ،وكلُّ
ِ مطلع الموش ّح ِة
ِ يتألف هذا الفَ ُّن ِم ْن
ُ
األدوار جميعًا يختت ُم
ِ وزن واح ٌد وقافيةٌ واحدةٌ ،وبع َد نهاي ِة
ٌ أغصان يجمعُها ٍ يتألّ ُ
ف ِم ْن
ت يُ ْد َعى القُ ْف َل ،وهو الخاتمةُ التي ينهي بها مو ّش َحتَهُ.
الشاع ُر الو ّشا ُح موش ّحتَهُ ببي ٍ
المطلع الذي بي َّن فيه موضو َع
ِ الحبوبي موش ّحتَهُ ببي ِ
ت ُّ وفي هذا النّصِّ ق ّد َم ال َّشاع ُر
وطاب ِم ْن
َ موش ّحتِ ِه الذي يتناو ُل مدينةَ بغدا َد الموصوف ِة بال ّزورا ِء ،ويتذك ُر فيها ما َّ
لذ
حيا ٍة رخيّ ٍة وادع ٍة ،بقوله:
العيش الهَني
ِ ت لي َر ْغ َدةُ
صفَ ْ فَ َ أعطاف الصَّفا
َ ت ال َّزورا ُء
ه َّز ِ
َوأَ ِع ْد يا فِ ْتنَــةَ ال ُمفتَتِن ك ما قَ ْد َسلَفـــا
فار َع ِم ْن َع ْه ِد َ
ور األ ّو ِل من هذه المو ّشح ِة على َم ْن يُحبُّ في بغدا َد ،واصفًا إيّاهُ،
ث َّم ع ّر َج في ال َّد ِ
ّمو التي تليق بالحبيب ِة إلاّ وص ّو َرها على ِ
أبلغ الجمال والس ِّ
ِ تيترك صفةً من صفا ِ ْ فل ْم
جبين ال ّش ِ
مس، ِ ت ،فجبينُها أسنى وأوضأ ُ ِم ْن
وجمع للمتشابها ِ
ٍ تصوير
ٍ يكون ِم ْن
ُ ما
الحقيقي في خ ِّد الحبيب ِة قد َسبا
ُّ الياسمين ،والرّوضُ
ِ غصن
ِ أعطف وأليَ ُن ِم ْن
ُ وغصنُها
أنعمت النَّظر-عزيزي الطالب -تجد أننا قد
َ َّ
وكف ال ُمجتَني» .وإذا بجمالِ ِه «مقلةَ الرَّائي
تناولنا بالتحليل الموضوعات واألغراض التي تعبر عنها القصيدة ،وهو ما اعتاد النقا ُد
أن يطلقوا عليه ال َّدراسةَ الموضوعيّةَ.
37
الدور اآلخر ِمن هذه المو ّشح ِة ،كر َ
ّس الشاع ُر الطبيعةَ الوجدانيّة لعشقِ ِه وهيا ِم ِه ِ وفي
ّين ،فالوفا ُء ٌ
عفيف ،ال عه َد له بالخيانة ،ما دام الحبيبان عربي ِ بالحبيبة ،فهو حبٌّ عذريٌّ
ُ
قرين العروب ِة وصن ُوها:
ال َوفَا يَا عُرْ بُ يَا أَ ْه َل ال َوفَا
لاَ تَ ُخونُوا َع ْه َد َم ْن لَ ْم يَ ُخ ِن
المقتدر الذي يل ّو ُن أشط َرها وأغصانَها
ِ الفنان
ِ وه َو في هذا كلِّ ِه ينحو في مو ّشحتِ ِه نح َو
ّور البيانيّ ِة ،ومنها التَّشبيهُ البلي ُغ ال ُمجم ُل في قولِ ِه:
بألوان الص ِ
ِ
ُم ْقلَةَ الرَّائِي َو َك َّ
ف ال ُمجْ تَنِي ك َر ْوضًا َش َغفَا إِ َّن فِي َخ ِّد َ
ثمر وما يقطفُهُ ِم ٍن
اظر وما يجتني ِه ِم ْن ٍ ّوض في جمالِ ِه وروعتِ ِه للنّ ِ ِ فق ْد شبَّهَ الخ َّد بالر
حذف أداةَ التَّشبي ِه وأَخفى عناص َر وج ِه ال َّشب ِه َ
بين الخ ِّد والرّوض ِة. زهر ،فَ َ
ٍ
وفي المو ّشح ِة صورةٌ بديعيّةٌ أخرى هي الجناسُ في قولِ ِه:
ي ُع ْذ ِريْ اتَّ َ
ض َحا بِالهَ َوى الع ُْذ ِر ِّ َع ْذلَ ُك ْم أَيُّها الع َُّذا ُل ُك ُّفوا
متجانسان صوتًا ،مع أنّهما
ِ بين كلم ِة (العُذريِّ) وكلم ِة ( ُع ْذري)؛ فاللّ ِ
فظان جانس َ َ فقد
العفيف
ِ مختلفان معنًى ،فاأل ّو ُل نسبةٌ إلى بني ُعذرة القبيل ِة العربيّ ِة المعروف ِة بالحُبِّ
ِ
غ في ِه هذا الغز َل؛ فه َو غز ٌل بين أبنائِها ،واللفظُ الثاني هو الع ُْذ ُر الذي يس ّو ُ
اهر َ الطّ ِ
مفاتن المرأ ِة ويكشفُها للسَّامعين .وفي هذا
َ ف وليس غزلاً حسيًّا يَ ِ
ص ُ َ ٌ
عفيف عذريٌّ
إحساس ال ّش ِ
اعر بالحبيب ِة التي َ فوس القُرّاء معادلاً موضوعيًّا يضار ُ
ع َما يُثي ُر في نُ ِ
باختالف أَ ِ
دوارها ِ ع قوافي القصيد ِة أثر تن ّو ِ
ريب في َِ كرخ بغدا َد .وال
ِ اصطفاها ِمن
ع
ت القافي ِة الواحد ِة ،لِ َما في هذا التن ّو ِ
الف القصيد ِة ذا ِ
القارئ ،على ِخ ِ
ِ وأَغصانِها في
وتحفيز ألخيل ِة القرّا ِء.
ٍ ِم ْن تجدي ٍد
الفني ،أو طبيعة التصوير
ِّ الحظ -عزيزي الطالب -أننا تح َّدثنا عن بناء القصيدة
البيان ّي للقصيد ِة ،كاستعماله المحسنات اللفظية والتشبيه وغيرها ،وهذا ما يسميه النقاد
بـ(الدراسة الفنية).
38
أسئلة المناقشة
مدن أخرى؟ وما سببُ ذلك؟
-1أمقي ًما كان الحبوبي في مدين ٍة واحد ٍة أم أقام في ٍ
-2هَلْ تج ُد ثمة عالقةً َ
بين المو َّشح ِة وال ِغنا ِء؟
بين الدِّراس ِة الفنيّ ِة والدِّراس ِة الموضوعيّ ِة؟
ق َ -3ما الفر ُ
َ -4م ْن أشه ُر شعرا ِء المو َّشحا ِ
ت؟
الغزل في هذ ِه المو َّشح ِة
ِ والغزل العذريِّ ؟ وما نو ُ
ع ِ الحسي
ِّ الغزل
ِ بين
ق َ -5ما الفر ُ
ال ّشعريّ ِة؟
القارئ أفض َل ِم ْن
ِ ت المو َّشحةُ بتع ُّد ِد قوافيها وتن ّو ِ
ع مقاط ِعها التأثي َر في -6هَ ِل استطاع ِ
ت القافي ِة الواحد ِة؟
تأثير القصيد ِة ذا ِ
ِ
َّرقي:
َ -2عل ّي الش ُّ
األشرف عام
ِ رقيُ ،ولِ َد في مدين ِة النَّ ِ
جف يخ جعفر ال َّش ُّ هُو ال َّشي ُخ عل ّي بن ال َّش ِ
ار العُلما ِء وال ُّش َعرا ِء آنَ َذاك، كان وال ُده ِم ْن ِكبَ ِب ،فَقَ ْد َ ت ِع ْل ٍم َوأَ َد ٍ
1890م ،نَ َشأ في بَ ْي ِ
حصيل الجا ِّد
ِ ك َخالُه ال َّشي ُخ عبد الحسين الجواهريُّ َ ،وقَ ْد َم َّكنَ ْتهُ أُسرتُه ِم َن التَّ َوكذلِ َ
عاتكانت لَهُ تطلُّ ٌ
ْ ق.س ُعلو َم ال َعربيَّ ِة وال َم ْن ِط َ ب .ف َد َر َ
ث و ُممارس ِة األد ِ َو ُمواصل ِة البح ِ
عاص َر ِة في البِال ِد ال َعربيَّ ِة،
ت ال ُم ِ ُواكير َشبابِ ِه قادتُه إلى تَقَب ُِّل الثَّقافا ِ
ِ ق َج ِديْد ٍة في ب
آلفا ٍ
ُور
ت ِشع َره بِص ٍ ولبنان الَّتي أَ ْث َر ْ
َ از وسُوريا والح َج ِ
ِ الخليج
ِ فَضْ لاً َع ْن أَس ِ
ْفاره إلى ُد َو ِل
َج ِديْد ٍة ُمبت َكر ٍة و َم َعاني ُمسْتح َدثة.
وكان َم ْبعُوثَهُ
َ ض ّد اإلنكليز عام ،1915 الجهاديَّ ِة ِ
ي في مسيرتِ ِه ِ ق السَّي َد ال َحبُّوب َّ
راف َ
عض أعما ِمه في إلى َعشائِ ِر ال َغرَّاف في النَّاصري ِة الَّتي تَرْ بطُه بِهَا ِ
صلَةٌ لِ ُوجو ِد بَ ِ
ال َّشطر ِة.
رعي الجعفريِّ عام 1927ف َس َك َن بغدا َد َحي ُ
ْث َمقَرُّ ِّ مييز ال َّش
جلس التَّ ِ
ِ ُعي َِّن ُعض ًوا في َم
ي في البصر ِة عام ُ 1933م ّدةً قصيرةً عا َد بَعْدها إلى مارس القضا َء ال َّشرع َّ
َ عملِه ،ثُ َّم
ي الَّذي اُ ْختِ ْي َر رئيسًا لهُ رعي الجعفر ِّ
ِّ مييز ال َّش
مجلس التَّ ِ
ِ يواص َل ُعضويَّتَه في
ِ بغدا َد لِ
األعيان .و ُم ْن ُذ ِ
عام 1953 ِ عام 1934حتَّى عام 1947الَّذي ُعي َِّن فِيْه ُعض ًوا لِ َمجْ لِ ِ
س
ُعي َِّن وزيرًا غير َم َّر ٍة.
39
ت ص َل النَّ ْ
ظ َم وال ِكتابَةَ في الموض ُْوعا ِ مناصبِه وا َ
ِ َعلَى ال َّر ْغ ِم ِم ْن ُكلِّ َمسْؤولياتِ ِه ،وتَع ُّد ِد
ت التَّاريخيَّ ِة واألدبيَّ ِة. ت له مجموعةٌ ِم َن الدِّراسا ِ
ت وال َمقاال ِ ال ُمختلِفَ ِة ،فكانَ ْ
ف) ،تُوفِّ َي عام .1964 واص ُ
ف و َع ِ واط ُ ْر نَ َش َره عام 1953بِع ِ
ُنوان ( َع ِ ُ
ديوان ِشع ٍ له
أشعار ِه.
ِ ت َجمي ُع ص َد َر ِديوانُهَ الَّذي يَحم ُل اس َمه ،وفيه ُج ِم َع ْ
عام َ 1986 في ِ
ان عام ( :1910للحفظ سبعة اُبيات) ش َرتْ في َم َجلَّ ِة ال ِع ْرفَ ِ س ْيفُ والقَلَ ُم) نُ ِقصيدةُ ( ال َّ
َواحْ ملْ َعلى ال َّد ْه ِر فِي ُج ْن ٍد ِم َن ال َكلَ ِم ك َوا ْنصُرْ َد ْولَـةَ القَلَ ِ
ــــــم هَ ِّذبْ يَ َرا َع َ
ْف َغيـــــــْ ُر ُم ْنثَلِ ِ
ـــم َوفِي اليَ َرا َع ِة َسي ٌ إن طَا َل القِــــــ َرا ُ
ع بِــــ ِه ْف ي ُْثلَ ُم ْ
ال َّسي ُ
َّف األ ْقــــــــال َم بِالقَ َس ِ
ــــم َوإنَّ َمــا َشر َ لَ ْم يُ ْق ِس ِم هللاُ فِي ال ِّذ ْك ِ
ــــر ال ُمبِي ِْن بِــــ ِه
نعــــم
ِ ب ،لِ ْل لِ ْل ِعلَ ِم ،لِ ْلفَضْ ِ
ـــل ،لِـــآل َدا ِ ْ
ْف الاَّ لِلقِــــ َر ِ
اع َو َذا لاَ يَصْ ــــلُح ال َّسي ُ
ـــف الأُ ُ َم ِم
إن اليَ َرا َعـــــةَ تُحْ يِي َسالِ َ َّ ْف بَائِــــــ َدةً ت أُ َّمــــةٌ بِال َّسي ِ
إ َذا أصْ بَ َح ْ
ـــــان بِالقَلَ ِ
ــــم َ َوإنَّ َمـــا َعلَّــــ َم اإل ْن َس ار ِمــــــ ِه ص ِ َما َعلَّــــ َم هللاُ إ ْن َســـــانًا بِ َ
طَ ْوعًا بِ َجرْ ي ِمدا ٍد ال بِ َجــــــرْ ي َد ِم َّار َم ال َم ْسلُ ْ
ــــو َل نَ ْب َعتُــــه تَسْتغم ُد الص ِ
إن ال ُح َســـا َم ال ُم َحلَّـــــى آيــــةُ النِّقَ ِمَّ الم قَائِلَــــةًك فِـــي األ ْق ِ َك ْم نَ ْغمـــــ َ ٍة لَ َ
وفـــم
ِ فذو اليراعة يــــروي عن ي ٍد ْف يَرْ وي َع ْن يَ ٍد خبرًا ْ
إن أصْ بَ َح ال َّسي ُ
الح َك ِ
ـــــم فِي الس ِِّلم َرائِ َعةُ األَحْ كـ َ ِام َو ِ ْف ُح ْك ٌم فِي ال َو َغى فَلَهَـا
كان للسي ِ إن َ ْ
َّأس ال َس ْعيًا َعلَى القَ َد ِم
َس ْعيًا َعلَى الر ِ ـــو َع أ ْن ُملِنَا
إن اليَــــ َرا َع لَيَ ْس َعــــى طَ ْ
َّ
معاني المفردات:
كانت تُتَّ َخ ُذ ِم ْنها األ ْقال ُم.
ْ صبةٌ
يَراع :قَ َ
قِراعُ :مبا َر َزةٌ.
صار ُم :اس ٌم ِم ْن أسما ِء ال َّسي ِ
ْف. ال َّ
ال َو َغى :ال َحرْ ب.
40
ق النَّ ُّ
قدي: التَّعلي ُ
شجيع النَّشْ ِء ال َجدي ِد َعلى العناية بِ ِ
العلم ِ نَظ َم شاعرُنا َعل ّي ال َّش ُّ
رقي هذ ِه القصيدةَ لِتَ
ص ْي َدا اللبنانيَّة، والثَّقاف ِةَ ،ونَش َرها عام 1910في مجل ِة ال ِعرفان الَّتي تَصد ُر في مدين ِة َ
صدرت لِلَم َّر ِة األُ ْولى
ْ ُدورهذ ِه ال َم َجلَّ ِة الَّتي ُ
ويَبْدو أنَّه نَظ َمها احتفا ًء بِال ِّذكرى األ ْولى لِص ِ
عام .1909
البيت األَ َّو ُل أمرًا صر ْيحًا في ال َح ِّ
ث على ُ أفص َح َمطل ُع القصيد ِة عن فَحْ واها ،فَق ْد جا َء
القلم ونُصْ ر ِة ال ِع ْل ِم ،و ُمقا َر ِع ِة ال َّد ْه ِر بِالكلم ِة ال ُح َّر ِة الواعي ِة:
العناية بِ ِ
َواحْ ملْ َعلى ال َّد ْه ِر فِي ُج ْن ٍد ِم َن ال َكلَ ِم هَ ِّذبْ يَ َرا َع َ
ك َوا ْنصُرْ َد ْولَةَ القَلَ ِم
االختالف بَي َْن(السَّيف) و(القَلَم)ُ ،مفضلاً القل َم ِ ت الَّتي تَلَيْه أَ ْو ُجهَ يبين في األبيا ِثُ َّم ُ
أن يَ ْعتَ ِريَهُ الثَّ ْل ُم لِ َك ْثر ِة استعمالِه وانتفاء
َّيف َم ْه َما كان حادًا ،فالبُ َّد ِم ْن ْ َّيف؛ فالس ُعلى الس ِ
ابل لل َعطَ ِ
ب. ْف َغي ِْر قَ ٍ أن ما يُ ْنت ُجهُ القل ُم با ٍ
ق َك َسي ٍ فائدتِه ،في حين َّ
أن هللاَ ُسبْحانه َوتَ َعالى قَ ْد أَ ْقس َم بِ ِ
القلم أله ِّميَّتِ ِه ضل ِة الَّتي َعقَ َدها بَيْنهُما َّ و ِم ْن أَ ْو ُج ِه ال ُمفا َ
ب ،في ألن عملَه َم ْقصُو ٌر على ال ُمقا َر َع ِة وال ُحر ُْو ِ فِي حيا ِة البَ َشريَّ ِةَ ،ولَ ْم يُ ْق ِس ْم بِالس ِ
َّيف؛ َّ
فضل األُ َم ِم وتَ ْد ِ
وين ِ لبيان
ِ صى ،فهو لل ِع ْل ِم وهو وظائف ال تُ َع ُّد وال تُحْ َ
ُ أن القَل َم له حين َّ
واالزدهار.
ِ َّير بِاإلنسانيَّ ِة نَح َو التَّقَ ُّد ِم
تاريخها وآدابِها والس ِ ِ
طر الثَّاني
باستعمال أسلوبي قَصْ ٍر ،األ َّو ُل بـ(إنَّما) في ال َّش ِ ِ ونراهُ هُنا قَ ْد أ َّك َد هذا
َّف األ ْقال َم بِالقَ َس ِم) ،والثَّاني بأدا ِة النَّفي و( إال) ال ُم ْلغاة ،في ث ( َوإنَّ َما َشر َ ت الثَّال ِ
ِم َن البي ِ
ْ ت الَّذي يَلِيْه (لاَ يَصْ لُ ُح ال َّسي ُ
ْف الاَّ لِلقِ َر ِ
اع). ال َّش ِ
طر األ َّو ِل ِم َن البي ِ
ت الثَّاني ق الس َّْل ِ
ب في البي ِ البديع ،فقد استعم َل طبا َ
ِ ينس شاعرُنا اإلفادةَ ِم ْن أسالي ِ
ب لم َ
من قصيدتِه في لفظتي (ي ُْثلَ ُم و َغ ْي ُر ُم ْنثَلِ ِم)َ ،وكذلك في قولِه( ال َو َغى) و(السِّلم) في البي ِ
ت
والح َك ِم).
ِ اس َغ ْي َر التَّا ِّم أيضًا في (األَحْ َك ِام األخير ،الَّذي استعم َل فيه ِ
الجنَ َ ِ قب َل
عصره في بنا ِء القصيد ِة ،وظ َّل ُمحافظًا على َوحد ِة ِ سار شا ِعرُنا َعلى نَ َم ِط شعرا ِء
الوقع ،فضال عن ِ ت سهلةَ الموضوع حتَّى نهايتِها ،وقد استعم َل ألفاظًا مألوفةً ،وعبارا ٍ ِ
ُور ال ِّشعريَّ ِة َوأَ َخفِّها. البسيط الَّذي يُ َع ُّد ِم ْن أَس ِ
ْهل البُح ِ ِ البحر
ِ نَ ْ
ظ ِمه القصيدةَ على
41
أسئلة المناقشة:
رقي ،ومتَى؟أين ُولِ َد ال َّشاع ُر عل ّي ال َّش ُّ
َ -1
عاصر ِة؟ رقي فأ َّدى إلى تَقَب ُِّل الثَّقافا ِ
ت ال ُم ِ -2ما الَّذي أثَّر في ِ
فكر ال َّش ِّ
الجهاديَّ ِة. ث َع ْن مسير ِة ال َّش ِّ
رقي ِ -3تح َّد ْ
َّيف والقَلَ ِم؟ ازن ال َّش ُّ
رقي بَي َْن الس ِ ْف َو ََ -4كي َ
ون البالغيَّةُ الَّتي َ
ض َّمنها ال َّشاع ُر قَصيدتَه؟ َ -5ما الفُنُ ُ
�ض
42
اجلزء الوحدة الثانية
األول
ح َي ُة َط ِريق ُ النَّص ِر
ض ِ
التَّ ْ
التمهيد:
س كريم ٍة تق ِّد ُم اآلخ َر على ميولِهَا ور َغبَاتِها الفردي ِة، ضحيةَ نابِ َعةٌ ْ
من نَف ٍ إن التَّ ِ َّ
األهداف النبيلة كحماي ِة
ِ تحقيق
ِ اإلنسان بحياتِ ِه؛ لِ
ِ من أسماها تضحيةُ صا ِديقُهَا كثيرةٌ ْ و َم َ
تكون التَّضحيةُ منارًا يُهتدى به ويُ ْغنِي الوجو َد ويحافظُ علي ِه.
ُ والوطنِ ،ع ْن َدهَا
ِ ال ِعرْ ِ
ض
ت العام ِة ،وتُنَ ِّمي األَواص َرسس والثَّواب ِت التي تُحافظُ على األُ ِ وه َي ِم َن السُّلوكيا ِ
االجتِ َما ِعيَّةَ ،وتُ َع ِّز ُز رُو َح اإلخا ِء والمحبَّ ِة َ
بين أفرا ِد المجت َم ِع الواح ِد.
ض َّمنَةُ:
المفاهي ُم ال ُمتَ َ
َ -مفَا ِهي ُم إ ْن َسانِيَّةٌ.
اريخيَّةٌ. َ -مفَا ِهي ُم تَ ِ
َ -مفَا ِهي ُم لُ َغويَّةٌ.
َ -مفَا ِهي ُم أَ َدبِيَّةٌ.
َ -مفَا ِهي ُم نَق ِديَّةٌ.
43
ح َي ُة طَ ِريق ُ النَّص ِر
ض ِ
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /التَّ ْ
الدَّر ْ ُ
44
ض ،وهذ ِه ال َم َعانِي ِم ْن أَ ْس َمى ال َغايَا ِ
ت الَّتِي يُ َ
ضحِّ ي ِم ْن رض وال ِعرْ ِ
ِ ون األَ
ص َِوال َك َرا َم ِة َو َ
أَجلِهَا اإلن َس ُ
ان.
ت بِ َشعبِنَا إِلاَّ األَ َذى،الظ ِلم والهَ َم ِجيَّ ِة الَّتِي َما أَ َرا َد ْصر َخةً فِ ْي َوج ِه ُّ كان النِّ َدا ُء ََ
راقيين َع َز ُموا على ْ
أن َ كَ ،وبِ ِع َراقِنَا إلاَّ ال َخ َر َ
اب وال َّد َما َر ،ول ِك َّن ال ِع َوبِ ُمقَ َّد َساتِنَا إِلاَّ الهَت َ
ضرُوا بُطُوالتِهم عضَ ،واستَح َ ضهُم أَ ْز َر بَ ٍ ال يَحص َل ذلك ،فَتَنَا َخوا فِي َما بَينَهُمَ ،و َش َّد بَع ُ
علي ( َعلَي ِهما
ين بن ٍّ
اإلمام ال ُح َس ِ
ِ ضح ُ
يات يخَ ،و َكانَ ْ
ت تَ ِ ين َعلى َمرِّ التَّ ِ
ار ِ الَّتِي َمألَ ِ
ت ال َخافِقَ ِ
رب؛ فَلَ ْم يَ َخافُوا ول ْم يَضعفُوا ،وهُم َ
ليس لَهُم نَاص ٌر وال ال َّسلاَ ُم) ُش ْعلَةً تُضي ُء لَهُ ُم ال َّد َ
عين إلاَّ إيمانَهُم باهللِ و ُحبَّهُم ل َوطَنِ ِهم و َشعبِ ِهم. ُم ٌ
طياف ال َّشع ِ
ب، ِ يف واح ٍد من أَ
ضحيات الكبيرةُ على طَ ٍ ُ ك ال َحربُ والتَّ ل ْم تَقتَصرْ تل َ
شار ْك فيها فِئةٌ ُمعينةٌ جميع أَطيَافِ ِه وأصب َح يَدًا َو ِ
اح َدةً ،ول ْم تُ ِ ِ بلْ تَ َو َّح َد ال َّشعبُ ال ِعراقِ ُّي بِ
بِ ،ر َجالاً َونِ َسا ًء ،شيو ًخا و َشبَابًا وفِتيَةً ل َّما يَ ْبلُ ُغوا
ت ال َّشع ِمن ُكلِّ فئا ِ
المضحون ْ
َ بلْ َ
كان
ك يَج َمعُهم ُكلهم .وما ال ُمضحِّ ي إلاَّ ُم ِحبٌّ قَب َل ُكلِّ َشي ٍء، طن أمر ُمشتَر ٌ ال ُحلُ َم ،فحُبُّ ال َو ِ
اآلخرون فخلَّ ُدوا ِذك َرهُ ،فـــ:
َ من أَجلِ ِهمَ ،و َع ِشقَهُضحَّى ْ اآلخرين فتَفَانَى فِي ِهم و َ
َ ق
َع ِش َ
بِ َغ ِ
ير تَضْ حي ٍة َر ِ
ضيَّة مــا نَا َل َمرتِبَةَ ال ُخلُــو ِد
ض ِحيَّة
ت َ بِلاَ ِدهَا َذهَبَ ْ ت نُفُ ْوسٌ فِي َسبِ ِ
يل َعا َش ْ
ذل ت ،فق ْد سوغ َما قَ َّد َمهُ هؤال ِء األَبطا ُل ْ
من بَ ِ ليست كالغايا ِ ْ سام والغايةَالهدف ٍ
َ َّ
إن
وع وال َع َ َ راق األَ ِ النَّ ِ
فس ،وتَ َح ُّم ِل فِ ِ
ت
والجرا َحا ِ
ِ ش ،وال َحرِّ والبَر ِد، ط ِ هل واأل ِحبَّ ِة ،والجُّ ِ
ك وإِيثَا ُرهُم وفِ َداؤهُم ما تحقَّق النَّص ُر الَّتِي أَصبَ َح ْ
ت ِو َسا ًما لَهُمَ ،ولَولاَ تَضْ ِحيَاتُهُم تِل َ
الذي صار درسًا لإلنسانية جمعاء.
45
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
ص َد َح ال َّر ُج ُل َرفَ َع َ
ص ْوتَهُ. ص َد َح ْ
تَ : َ
األرض ،والص َّْوبُ :جهةٌ أو ناحيةٌ.
ِ ب :ال َحدَبُ :ما ارتف َع و َغلُظَ َ
من صو ٍ
بو َح َد ٍ
ت. ب) أيْ ِ :م ْن ُكلِّ ِ
الجها ِ صو ٍ (من ُكلِّ َح َد ٍ
ب َو َ و ِعبَارةُ ْ
اآلتيتين( :هَ ْت ٌ
ك ،س َّوغ) ِ الكلمتين
ِ استعملْ ُم ْع َج َم َ
ك إلي َجا ِد معانِي
نشاط
ٌ
واالستيعاب
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
نظر
ِ بعد قراءتِك نصَّ المطالع ِة كيف تَرى مفهومي التَّضحي ِة وال َوحد ِة من وجه ِة
العراقيين؟
46
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
47
ريح
الص ُ
أوال -النَّفْيُ َّ
-1األفعال
(ليس)
تأثيران
ٍ بالدخول على الجمل ِة االسميَّ ِة ،وله
ِ ماض ناقصٌ جام ٌد يفي ُد النَّف َي ،يختصُّ
ٍ فع ٌل
و(إعرابي).
ٌّ (معنويٌّ)
المعنوي:
ُّ أ َّولاً :التَّأثي ُر
وقول المتنبّي:
ِ ْس المقات ُل جبانًا)، بخبرها ،كقولِنا( :لَي َ
ِ اف اس ِمها
ص َ تَ ْنفِي (لَي َ
ْس) اتِّ َ
َولَ ِكنَّهُ ِمن شي َم ِة األَ َس ِد ال َور ِد ْس َحيَا ُء ال َوجْ ِه في ال ِّذ ْئ ِ
ب شي َمةً َولَي َ
فائدة اإلعرابي:
ُّ ثانيًا :التَّأثي ُر
48
والثَّانيةُ( :ضمير) إ َّما بار ٌز ،كقولِ ِه تعالىَ ﴿ :ولاَ تَقُولُوا لِ َم ْن أَ ْلقَى إِلَ ْي ُك ُم ال َّسلاَ َم لَس َ
ْت
ليس.
رفع اس َم َ ٍ مبني في مح ِّل ٌّ ْت) ضمي ٌر ُمتّص ٌل ُم ْؤ ِمنًا﴾(النّساء،)94:فالتاء في (لَس َ
بن المل ّوح: س ِ كقول قي ٍ
ِ وإ َّما ُمستت ٌر
ان َم ْن تَهواهُ لَي َ
ْس بِ ِذي ُو ِّد إِذا َك َ ار لَي َ
ْس بِنافِ ٍع ب ال َّد َِعلى أَ َّن قُرْ َ
ْس) ضمي ٌر ُمستت ٌر تقديره (هو). فاس ُم (لَي َ
ت:
ثالث حاال ٍ ُ أ َّما خب ُرها فله
ُ
فيكون الخب ُر أن يُ َج َّر بالبا ِء ال َّزائد ِة لتوكي ِد النَّ ْف ِي، األولىُ :مفر ٌد مثلما تق َّد َم ،ويجو ُز ْ
نتصر) ،وقوله تعالى﴿ :قُلْ ٍ ْس اإلرهابُ بِ ُم محل ،كقولنا( :لَي َ ّاً مجرورًا لفظًا منصوبًا
نتصر)
ٍ حرف جرٍّ زائ ٌد لتوكي ِد النَّ ْف ِي ،و( ُم ُ ْت َعلَ ْي ُك ْم بِ َو ِك ٍ
يل﴾(األنعام ،)66:فالبا ُء لَس ُ
ّاً
محل. ْس) مجرو ٌر لفظًا منصوبٌ يل) خب ُر (لَي َ و( َو ِك ٍ
والثّانية :جملةٌ ،كقول ال َّشاعر:
ْس يَحو ُل َوقَ ْلبٌ َع ِن األَ ْش َو ِ
اق لَي َ وطان لَي َ
ْس يَ ُزو ُل ِ َحنِي ٌْن إِلى األَ
ْس). فالجملةُ الفعليَّةُ (يزولُ) في محلِّ نص ٍ
ب خبرًا لـ (لَي َ
كقول أبي ت َّمام:
ِ ٌ
ظرف)، والثَّالثةُِ :شبهُ جمل ٍة (جارٌّ ومجرو ٌر أو
َم ْن َشكا ظُ ْل َم َحبِ ْي ٍ
ب ظَلَما ْس ِمنّا َم ْن َش َكا ِعلَّتَهُ
لَي َ
وقول ناصيف اليازج ّي:ِ
واق وال ِم َّما قَ َ
ضاهُ هللاُ ِ اق ق األَرْ ِ
ض بَ ِ ك لَي َ
ْس فَ ْو َ لَ َع ْم ُر َ
ب خبرٌا لـ (لَي َ
ْس). ق) في محلِّ نص ٍفشبه الجملة،الجارُّ والمجرور ( ِمنَّا) ،والظَّرف (فَ ْو َِ
بخصيصتين ،إحداهما :أنَّها تبقى عاملةً إذا تق َّد َم خبرُها على
ِ ْس) ْ
انمازت (لَي َ وقَ ِد
س الحمدان ّي: ها،كقول أبي فرا ٍ
ِ اس ِم
قَ ْد يَه ُُّز السُّؤا ُل َغي َر ال َجوا ِد ْس ج ُْودًا َع ِطيَّةٌ بِس ِ
ُؤال لَي َ
هالل العسكريِّ:ٍ كقول أبي
ِ انتقض نفيُها بـ (إلاّ )،
َ واألُخرى :أنَّها تبقى عاملةً إذا
وال صُن َع إلاّ أَ ْن تَ ُك َ
ون ال َّدرا ِه ُم ْس ال ُّذ ْخ ُر إلاّ َ
صنِي َعةً ي لَي َ
َخلِ ْيلَ َّ
49
ت المبتدأَ اس ًما لها ونصب ِ
ت ت عاملةً فرفع ِ ْس) بَقِيَ ْ أن (لَي َ
انظرْ عزيزي الطالب َّ
خبرها (ج ُْودًا) على اس ِمها ( َع ِطيَّةٌ) في البيت
ِ الخب َر خبرًا لها على الرَّغم من تق ُّد ِم
ت الثَّاني.األول،وانتقاض نَ ْفيِها بـ (إلاّ ) في البي ِ
ِ
-2األسماء
(غير)
األلفاظ
ِ (المضاف إليه)؛ َّ
ألن ( َغيْر) ِم َن ُ اس ٌم يفي ُد النَّف َي ،ينفي االس َم الواق َع بع َدهُ ،وهو
ب موقع ِه من الجمل ِة ،كقولِنا:بشرط ألاّ يُق َّد َر بـ (إلاّ ) ،ويُع َربُ بحس ِ
ِ الـ ُمالزم ِة لإلضاف ِة،
ضاف إليه مجرور ْ
ٌ.ومن ٌ الجاهل) ،فلفظة ( َغيْر) تُعربُ خبرًا ،وما بعدها ُم ِ (العال ُم َغ ْي ُر
أمثل ِة ذلك قولُهُ تعالى﴿ :فَنَ ْع َم َل َغ ْي َر الَّ ِذي ُكنَّا نَ ْع َملُ﴾ (األعراف ،)53:نُ ِ
صبَ ْ
ت ( َغ ْي َر) في
المثالين الـ ُمتق ّد ِ
مين االس َم ِ للفعل (نَ ْع َم َل) ،ونَفَ ْ
ت في ِ هذه اآلي ِة الكريم ِة؛ ألنَّها مفعو ٌل به
المضاف اليه بَ ْع َدها.
َ
-3الحروف :
فائدة (ما)
50
ّصافي:
ِّ معروف الرٍ وقول
ِ
تَ ْم ِشي َوقَ ْد أَ ْثقَ َل اإل ْمال ُ
ق َم ْم َشاهَا ت أَ ْلقَاهَا
لَقِ ْيتُها لَ ْيتَنِي َما ُك ْن ُ
وقول
ِ الحاضر،كقولِنا( :ما أَتَنَ َّم ُر على أَ َح ٍد)، ِ كان مضارعًا نَفَ ْ
ت حدوثَه في ال َّز َم ِن ْ
وإن َ
المتنبّ ّي:
ان إِلاّ ال َعوا ِم ُل
ت الفُرْ َس َ
َوما يَن ُك ُ َو ُكلُّ أَنابِ ْي ِ
ب القَنا َم َد ٌد لَهُ
نوعين:
ِ الحال ،وتأتي على ِ -2إذا َد َخلَتْ على جمل ٍة اسميَّ ٍة ،فه َي لِ ِ
نفي
أهل (الحجاز) الّ َ
ذين يُعملونَها س) ،وتُس َّمى (ما الحجازيَّة) ،نسبةً إلى ِ أ -عاملةٌ َع َم َل (لَ ْي َ
بخبرها ،فترف ُع المبتدأَ اس ًما ِ صاف اس ِمهاَ ْس)؛ ألنَّها تُشبهُها في المعنى ،تنفي اتّ
َع َم َل (لَي َ
ينتقض نفيُها بـ (إلاَّ ) ،وألاَّ
َ شرطان،هما :ألاَّ
ِ لها وتنصبُ الخب َر خبرًا لها ،إذا تواف َر
ق شرطي إعمالِها ،قولُهُ تعالىَ ﴿ :ما هَ َذا بَ َشرًا﴾
ومن أمثل ِة تحقُّ ِ
يتق َّد َم خبرُها على اس ِمهاْ ،
(يوسف )31:فيُ ْع َربُ (هذا) اس ًما لها مرفوعًا ،و(بَ َشرًا) خبرًا لها منصوبًا.
ومثلُهُ قو ُل المتنبّي:
إِذا لَم يَ ُكن في فِعلِ ِه َوال َخالئِ ِ
ق ُسن في َوج ِه الفَتى َش َرفًا لَهُ
َوما الح ُ
يكون خبرُها شبهَ جمل ٍة ،كقولِ ِه تعالىَ ﴿ :و َما هُ ْم ِم ْن ُك ْم َولَ ِكنَّهُ ْم قَ ْو ٌم يَ ْف َرقُ َ
ون﴾ ُ َوقَ ْد
(التوبة ،)56:ومثلُهُ قو ُل أحمد شوقي:
َولَ ِكن تُؤ َخ ُذ ال ُد ْنيَا ِغالبَا ب بِالتَّ َمنّي
َوما نَي ُل الـ َمطالِ ِ
غير الـ ُمنتقض بـ ِ خبرها المفر ِد ِ حرف الجرِّ ال َّزائ ِد (الباء) علىِ ويجو ُز دخو ُل
محل ،كقولِ ِه تعالىَ ﴿:و َما ّاً فيكون الخب ُر مجرورًا لفظًا منصوبًا ُ لغرض التوكي ِد، (إلاَّ )
ِ
ظلاَّ ٍم لِ ْل َعبِي ِد﴾(فصّلت ،)46:ومثلُهُ قو ُل المتنبّي: ك بِ ََربُّ َ
إِذا لَم أُبَجَّل ِعن َدهُ َوأُ َكر َِّم نز ٍل
ت ِعندي بِ َم ِ نز ُل اللَ ّذا َِوما َم ِ
منصوبين ّاً مجرورين لفظًا
محل. ِ ِ خبرين لـ (ما)
ِ نز ٍل) فيُعربُ (بِظَلاَّ ٍم) و (بِ َم ِ
ين في ين المذكو َر ِ من ال َّشرطَ ِ ب -غي ُر عامل ٍة ،وتُس َّمى (نافيةً ُم ْه َملَةً) :إذا اخت َّل واح ٌد َ
بين قولِ ِه تعالى:الطالب – َ َ (أ) ،فيُ ْع َربُ ما بع َدها (مبتدأً وخبرًا) ،ولو وازنت – عزيزي
﴿ َما هَ َذا بَ َشرًا﴾ (يوسف ،)31:وقولِ ِه تعالىَ ﴿:ما هَ َذا إِلاَّ بَ َشرٌ﴾ (المؤمنون ،)24:لتبي ََّن
51
فائدة بين (ما) النَّافي ِة ال َعا ِملَ ِة
ق َ ك الفر ُ ل َ
تأتي (ال ٌم) مكسورةٌ بع َد ( َما) أو (لَ ْم) ْس) ،و(ما) النَّافِيَ ِة ِ
غير َع َم َل (لَي َ
( إِنْ )
الجمل الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة ،ويغلبُ اقترانُها بأدا ِة ال َحصْ ِر
ِ حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على
ُ
ب ما يأتي: ويختلف زمنُها بِ َح َس ِ
ُ (إلاّ ) ،وهي تُشبهُ (ما) في المعنى ولكنَّها غي ُر عامل ٍة،
يكون الفع ُل بع َدها ماضيًا وإ َّما مضارع ْ
ًا،فإن َ ت على جمل ٍة فعليَّ ٍة ،فإ َّما ْ
أن -1إذا َد َخلَ ْ
من الماضي ،كقولِ ِه تعالى﴿ :يحلفون باهلل ْ
إن أردنا إال ت حدوثَه في ال َّز ِ كان ماضيًا نَفَ ْ
َ
الحاضر،
ِ كان مضارعًا نَفَ ْ
ت حدوثَه في ال َّز َم ِن وإن َإحسانًا وتوفيقًا﴾ (النساءْ ،)62:
ب النَّافعةَ) ،بمعنى (ما أقرأُ).
(إن أقرأُ إلاَّ ال ُكتُ َ كقولِناْ :
الحال ،ولَ ْم تَ ِر ْد عاملةً في
ِ ت على جمل ٍة اسميَّ ٍة ،فهي نافيةٌ غي ُر عامل ٍة تفي ُد نف َي
-2إذا َد َخلَ ْ
ُور﴾(الملك.)20: ومن أمثل ِة ذلك قولُهُ تعالى﴿ :إِ ِن ْال َكافِر َ
ُون إِلاَّ فِي ُغر ٍ الكريمْ ،
ِ القرآن
ِ
52
(التَ )
ْس) بشرطَ ِ
ين: الجمل االسميَّ ِة فَقَ ْ
ط ،وتعم ُل َع َم َل (لَي َ ِ نفي تدخ ُل على
حرف ٍ ُ
مان ،مثل (ساعةَ ،و ْقتِ ،حيْن ،زمان). ين على ال َّز ِ يكون اس ُمها وخبرُها دالّ ِ
َ أْ -
أن
ُ
حذف اس ِمها مثل الجملة التي ف أح ُد معمولَ ْيهَا (االسم أو الخبر)،والغالبُ
أن يُحْ َذ َ
بْ -
وردت في النصَّ لمطالعة (والت ساعةَ ِ
مندم).
ف اس ُمها ع) ،فَ ُح ِذ َ حين تَسرُّ ٍ الحين َُ َ
(والت والت ِحي َْن تَ َسرُّ ٍ
ع) ،أي: َ توكقولنا( :تس َّر ْع ُ
دال عليه ،ومنه قولُهُ تعالىَ ﴿ :ك ْم أَ ْهلَ ْكنَا ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم ِم ْن (حي َْن) ّاً (الحي ُْن) ،وبقي خبرُها ِ ِ
ابن الرُّ ِّ
ومي: ص﴾(ص ،)3:ومثلُهُ قو ُل ِ ين َمنَا ٍ ت ِح َ قَرْ ٍن فَنَا َد ْوا َولاَ َ
ب َو َع ِجيْبُ ال َّز َم ِ
ان َغ ْي ُر َع ِج ْي ِ
ب اب َر ْأ ِسي َو َ
الت ِحي َْن َم ِش ْي ِ َش َ
(لم)
53
من الماضي الفعل في ال َّز ِ
ِ ب ،نَفَ ْ
ت حصو َل وجزم وقل ٍ
ٍ نفي
حرف ٍ
َ وتُ ْع َربُ (لَـ َّما) فيما تق َّد َم
بالحاضر ،وهو ُمتَ َوقَّ ٌع حصولُهُ ،ومثله ماجاء في نصَّ المطالعة( :فتيةً ل ّما
ِ الـمتَّ ِ
صل
يبلغوا ال ُحلُ َم).
(لَنْ )
( ال النَّافيةُ غي ُر العامل ِة )
54
ت بِها إِلاّ َعلى أَ َم ِل
ص ْل َ
َوال َو َ ت بِها إِلاّ َعلى ظَفَ ٍر
فَال هَ َج ْم َ
َّضي: وقو ُل ال َّش ِ
ريف الر ِّ
ت األَيّا ُم َعن أَ َج ِل
َوال تَشا َغلَ ِ ت األَقدا ُر َع ْن أَ َح ٍدَوما تَغافَلَ ِ
والمستقبل ،كقولِنا:
ِ الحاضر
ِ المضارع ،نَفَ ْ
ت حدوثَه في ال َّز َم ِن ِ الفعل
ِ ت على ب -إذا َد َخلَ ْ
ون﴾ (البقرة.)100: (ال يستمرُّ الباطلُ) ،و ِم ْنهُ قولُهُ تعالى﴿:بَلْ أَ ْكثَ ُرهُ ْم لاَ ي ُْؤ ِمنُ َ
-2الدَّاخلةُ على المصاد ِر المنصوب ِة :تفي ُد ال ُّدعا َء،كقولِ ِه تعالى ﴿ :قَالُوا بَلْ أَ ْنتُ ْم لاَ
﴾(ص،)60:وقول ال َّش ِ
اعر: ِ َمرْ َحبًا بِ ُك ْم
تَطَا َو َل في ِه أَ ْش َرا ٌر ِغالظٌ فال َس ْقيًا وال َر ْعيًا لِ َع ْه ٍد
مين نافيةً غي َر عامل ٍة تفي ُد ال ُّدعا َء ،وما بع َدها مفعو ٌل
المثالين الـ ُمتق ّد ِ
ِ فتُ ْع َربُ (ال) في
ُمطل ٌ
ق منصوبٌ .
بين
نفي زائد ٍة ،وهي تعترضُ َ ضةُ :غالبًا ما يُكرَّر النَّف ُ
ي بعدها بأدا ِة ٍ -3الـ ُم ْعت ِر َ
ين ،مثل:
المتالز َم ِ
ضةٌ َ
بين غاضبٌ وال ُمتسرِّ ٌ
ع)( ،ال) األولى ُم ْعتَ ِر َ ِ أ -المبتدأ والخبر :كقولِنا( :أنا ال
والخبر
ِ المبتدأِ
ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ
اعر:
صابِ ُرفَالقَ ْلبُ الَ الَ ٍه وال َ يا َر ْوضُ ِج ْي َرانُ ُك ُم البَا ِك ُر
ق ال َعالَ ِم« :أَ ْن َشأ َ ال َخ ْل َ
ق علي(عليه السَّالم) في َخ ْل ِ ٍّ اإلمام
ِ كقول
ِ ب -الجا ّر والمجرور:
إ ْن َشا ًءَ ،وا ْبتَ َدأَهُ ا ْبتِ َدا ًء ،بِال َر ِويَّ ٍة أَ َجالَهَاَ ،والَ تَجْ ِربَ ٍة ا ْستَفَا َدهَاَ ،والَ َح َر َك ٍة أَحْ َدثَهَا»،
عمل
ِ ضةٌ بين الجارِّ والمجرور؛ لذلك لم تؤثِّر في
فـ(ال) في قوله «بِال َر ِويَّ ٍة» ُم ْعتَ ِر َ
حرف الجرِّ قبلها فيما بعدها.
ِ
(اشتريت حقيبةً ال كبيرةً وال صغيرةً) ،و ِم ْنهُ قولُهُ
ُ الصفة والموصوف :كقولِنا:
جِّ -
ضةٌ
ار ٍد َولاَ َك ِر ٍيم﴾(الواقعة ،)44:فـ (ال) األولى ُم ْعتَ ِر َ
وم لاَ بَ ِ
تعالىَ ﴿ :و ِظلٍّ ِم ْن يَحْ ُم ٍ
والموصوف (يَحْ ُم ٍ
وم). ِ بين الصِّ فَ ِة (بَ ِ
ار ٍد) َ
55
غاضبًا وال ُمتَجهِّ ًما) ،ومثلُهُ قو ُل ال َّش ِ
اعر: ِ د -الحال وصاحبها :كقولِناَ ( :جا َء المعلِّ ُم ال
ارقُهُ ْم ال ِ
آسفًا لِفِ َراقِه ْم ُ
وال ُم ْؤثِرًا نَحْ َو ال ِع َر ِ
اق إيابَا أفَ ِ
ارقُهُ ْم). ُ ضةٌ َ
(آسفًا) وصاحبِها الض ِ
َّمير الـ ُم ْستَتِ ِر في (أفَ ِ الحال ِ
ِ بين فـ (ال) األولى ُم ْعتَ ِر َ
س أَرْ ضُ وطنِنَا)،
بأنفسهم َك ْي ال تُ َدنَّ َ
ِ المقاتلون
َ هـ -النَّاصب والمنصوب :كقولِناَ ( :جا َد
ق﴾ (األعراف .)105:فـ ق َعلَى أَ ْن لاَ أَقُو َل َعلَى للاهَّ ِ إِلاَّ ْال َح َّو ِم ْنهُ قولُهُ تعالىَ ﴿ :حقِي ٌ
س) و (أَقُو َل).
ين (تُ َدنَّ َ (أن) ،والمنصوبَ ِ ين ( َك ْي) و ْ بين النَّ ِ
اصبَ ِ ضةٌ َ
(ال) ُم ْعتَ ِر َ
والفعل ،كقولِنا( :إلاّ
ِ بين أَ َداتَي ال َّشرْ ِط ْ
(إن) أو ( َم ْن) و -الجازم والمجزوم :كتوس ِ
ُّطها َ
بين أدا ِة (إن) ال َّشرطيَّةُ بـ (ال) النَّافي ِة الـ ُم ْعتَ ِر َ
ض ِة َ ت ْاإلرهاب تَ ْن َد ُموا) ،أُ ْد ِغ َم ْ
َ تُقَاتِلُوا
المجزوم (تُقَاتِلُوا) .و ِم ْنهُ قو ُل ُكثيِّر ع َّزة:
ِ وفعل ال َّشرط
ِ ال َّش ِ
رط الجازم ِة
عض ما في ِه يَ ُم ْ
ت َوه َو َعاتِبُ َو َعن بَ ِ َو َم ْن لم يُ َغ ِّمضْ َعينَه َع ْن َ
صديقِ ِه
تعطف ما بع َدها (اس ًما أو شبهَ جمل ٍة) على ما قبلها ،وتجعلُهُ
ُ اطفَةُ :وهي التي -4ال َع ِ
بالواو العاطف ِة،
ِ ق أن يتق َّد َمهَا كال ٌم ُم ْثبَ ٌ
ت ،وألاّ تُسب َ بشرط ْ
ِ تابعًا لَهُ في اإلعرا ِ
ب،
ف (ش ًّرا) على وعطفَ ،عطَ َ
ٍ نفي
حرف ٍّ ُ كقولِنا( :ا ْع َملْ خيرًا ال ش ًّرا) ،فـ (ال)
(خيرًا) ،و ِم ْنهُ قو ُل أبي ت َّمام:
ين ال في ال َّس ْب َع ِة ال ُّشهُ ِ
ين ال َخ ِم ْي َس ِ اح ال ِم َعةً َوال ِع ْل ُم في ُشهُ ِ َ
ب بَ َ ب األرْ َم ِ
العاطفَ ِة الوارد ِة بع َد نَ ْف ٍي أو نَه ٍْي ،تُفي ُدِ بالواو
ِ تكون مسبوقةً ُ -5ال َّزائدةُ :وهي التي
ُك فِ ْعلاً قَبيحًا وال َع ًمال شائنًا ف قُ َوى الظَّ ِ
الم( :ل ْم تَ ْتر ْ معنى التَّوكي ِد ،كقولِنا في َوصْ ِ
حرف نَ ْف ٍي زائدةٌ للتَّوكي ِد؛ ألنَّها مسبوقةٌ بوا ٍو عاطف ٍة قَ ْبلَها
ُ إلاَّ َوقَا َم ْ
ت بِ ِه) ،فـ (ال)
نَ ْف ٌي .و ِم ْنهُ قولُهُ تعالىَ ﴿ :و َما يَ ْستَ ِوي الأْ َحْ يَا ُء َولاَ الأْ َ ْم َو ُ
ات﴾(فاطر ،)22:وقو ُل األبل ِه
البغداديّ:
صبابَةَ إِلاّ َم ْن يُ َعانِ ْيهَا
َوال ال َ ق إِلاّ َم ْن يُكابِ ُده
ف ال َّش ْو َ
ْر ُ
ال يَع ِ
56
( ال النَّافيةُ ِ
للج ْن ِ
س)
57
ين؛ ألنَّهما ُم ْشتَقّ ِ
ان س منصوبَ ِ للج ْن ِ
(قاطعًا) و (طالِبًا) اس َمي (ال) النَّافي ِة ِ ِ فيُعربُ
صبا مفعولاً بِ ِه ت َّم َم َم ْعنَيَيْهما وهو ( َر ِح ًما) و ( َو َزرًا). الن نَ َ
عا ِم ِ
س في الجملَتَ ِ
ين: للج ْن ِ
اسم (ال) النَّافي ِة ِ
الب – في ِ ت النَّظ َر – عزيزي الطَّ َ َولو دقَّ ْق َ
ق واضحًا،فهو في قاطعًا َر ِح ًما محمو ٌد) ،لتبي ََّن لَ َ
ك الفَرْ ُ قاط َع َر ِح ٍم محمو ٌد) و (ال ِ
(ال ِ
المضاف إليه ( َر ِح ٍم)؛ لذا لم يُن َّو ْن ،وفي الثَّاني ِة
ُ ٌ
ضاف إلى ما ت َّم َم معناه وهو األُولى ُم
ك لَ ِحقَهُ التَّ ُ
نوين. نصب ما ت َّم َم َم ْعنَاه وهو ( َر ِح ًما)؛لذل َ
َ بالمضاف
ِ شبيهٌ
58
يكون معلو ًما ،ال
َ أنبشرط ْ
ِ س فحك ُمهُ الرَّفعُ ،ويجو ُز حذفُهُ للج ْن ِ
أ َّما خب ُر (ال) النَّافي ِة ِ
ون﴾(ال ّزمر،)6:يُسبِّبُ حذفُهُ لَ ْبسًا أو ُغموضًا ،كقولِ ِه تعالى﴿ :لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُ َو فَأَنَّى تُصْ َرفُ َ
محذوف جوا ًزا تقدي ُرهُ (موجو ٌد).
ٌ فخب ُر (ال)
ب؛ ألنَّه معلو ٌم عند الس ِ
َّامع ،مثلُ( :ال بُ َّد)، كالم ال َع َر ِ
ِ خبرها في
ِ ُ
حذف وقد َكثُ َر
وغيرها
ِ ْب)...
ك) ،و(ال َري َ ض ْي َر) ،و(ال ِجدا َل) ،و(ال ش َّو(ال َ
أن النَّ ْف َي الصَّري َح هو الذي نستعم ُل فيه أداةَ نَ ْف ٍي ،أ َّما النَّ ْف ُي الض ُّ
ّمني عرفت َّ
َ
ك أساليبُ ُمتعدِّدةٌ سياق النَّصِّ ،وهنا َ ِ فهو الذي ال نستعم ُل فيه أداةَ نَ ْف ٍي ،بَلْ يُ ْفهَ ُم ِم ْن
َّابق
الموضوع الس ِ
ِ (االستفهام) ،فَقَ ْد درسنا في
ِ تتض َّم ُن معنى النَّ ْفي ،سنقتص ُر منها على
ُ
يكون السَّائ ُل عالِ ًما بِ َما معان مجازيَّ ٍة ،منها النَّف ُيَ ،
حين ٍ أن االستفها َم قَ ْد يخر ُج إلىَّ
وب إِلاَّ للاهَّ ُ﴾(آل
فيكون المعنى المقصو ُد نفيًا ،كقولِ ِه تعالىَ ﴿ :و َم ْن يَ ْغفِ ُر ال ُّذنُ َ ُ يَسْأ ُل عنه،
ُون﴾(األنعام .)50:ففي صي ُر أَفَلاَ تَتَفَ َّكر َ
عمران ،)135:و(قُلْ هَلْ يَ ْستَ ِوي الأْ َ ْع َمى َو ْالبَ ِ
االستفهام ،والمعنى( :ال يغف ُر ال ُّذ َ
نوب إلاّ هللاُ)، ِ ب
مني بأسلو ِ ض ٌّ الكريمتين نَ ْف ٌي ِ
ِ اآلتيين
ِ
اإلمام ال َّش ِّ
افعي: ِ و(ال يستوي األَ ْع َمى والبصيرُ) .ومثلُهُ قو ُل
ض ْي ِه إِلاّ َزوالُها إِذا َك َ
ان ال يُرْ ِ اس َد نِع َم ٍة
اري الـ َمر ُء َح ِ َو َكي َ
ْف يُ َد ِ
وقو ُل ال َّش ِ
اعر:
أَو َغي ُر طَيفِ َ
ك في ال َكرى طَرّا ُ
ق هَلْ في فُؤا ِدي َغ ْي ُر ُحبِّ َ
ك َسا ِك ٌن
59
ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد:
ت. الف ْ
اإلثبا ِ -1أسلوبُ النَّ ْف ِي يُرا ُد بِ ِه نقضُ فكر ٍة وإنكا ُرهَا ،فهو ِخ ُ
مني):
ان( :الصَّريحُ) و(الضِّ ُّ ي قِ ْس َم ِ -2النَّف ُ
ت النَّ ْف ِي ،وهي أفعالٌ:
باستعمال إحدى أدوا ِِ ي الظَّاهر
ريح :هو النَّ ْف ُ
ص ُ أوال :النَّف ُي ال َّ
الت ،لَ ْم ،لـ َّما ،لَ ْن ،ال النافيةُ غي ُر
إنَ ،ُروفَ ( :ماْ ،
ٌ ْس) ،وأسما ٌءَ ( :غيْر) ،وح (لَي َ
س). العامل ِة ،ال النَّافيةُ ِ
للج ْن ِ
خول على الجمل ِة االسميَّ ِة، ماض ناقصٌ جام ٌد ،تختصُّ بال ُّد ِ ٍ س) :وهي فع ٌل ( -1لَ ْي َ
ان) ،ترف ُع وإعرابي؛ ألنَّها تعم ُل عم َل ( َك َ
ٌّ تأثيران :معنويٌّ؛ ألنَّها تفي ُد النَّ ْف َي،
ِ ولَها
المبتدأَ اس ًما لَها وتنصبُ الخب َر خبرًا لَها.
ب موقع ِه ِم َن الجمل ِة.َ ( -2غ ْير) :اس ٌم يفي ُد النَّف َي ،ينفي االس َم الواق َع بع َده ،ويُع َربُ بِ َح َس ِ
ت على جمل ٍة فعليَّ ٍة الجمل الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة ،فإذا َد َخلَ ْ
ِ حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على
ُ َ ( -3ما):
ت على الحاضر .وإذا َد َخلَ ْ ِ الفعل في ال َّز َم ِن الماضي أو
ِ ت على نَ ْف ِي ل ْم تعملْ ودلَّ ْ
ينتقض نفيُها
َ بشرط ألاَّ
ِ ْس) ،وتُس َّمى (ما الحجازيَّة)، ت عم َل (لَي َ جمل ٍة اسميَّ ٍة َع ِملَ ْ
رطين أُ ْه ِملَ ْ
ت ول ْم ِ بـ (إالّ) ،وأالّ يتق َّد َم خبرُها على اس ِمها .فإذا اخت َّل أح ُد ه َذ ِ
ين ال َّش
تعملْ .
الجمل الفعليَّ ِة واالسميَّ ِة ،ويغلبُ اقترانُها بأدا ِة
ِ نفي تدخ ُل علىحرف ٍ ُ ( -4إنْ ):
ال َحصْ ِر (إلاّ ) ،وهي تُشبه (ما) في المعنى ولكنَّها غي ُر عامل ٍة.
بشرط
ِ ط ،وتعم ُل عم َل (لَي َ
ْس) الجمل االسميَّ ِة فَقَ ْ
ِ حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على
ُ ( - 5التَ ):
ُحذف اس ُمها.
،وأن ي َ ان ْ
أن يد َّل اس ُمها وخبرُها على َز َم ٍ ْ
المضارع ،فتَ ْنفِيْه،
ِ الفعل
ِ خول على حرف نَ ْف ٍي و َج ْز ٍم وقَ ْل ٍ
ب ،تختصُّ بال ُّد ِ ُ ( - 6لم):
وتجز ُمهُ ،وتقلبُ زمنَه إلى الماضي.
المضارع ،فتَ ْنفِيْه،
ِ الفعل
ِ خول على حرف نَ ْف ٍي و َج ْز ٍم وقَ ْل ٍ
ب ،تختصُّ بال ُّد ِ ُ ( - 7لـ َّما):
بالحاضر ،والفع ُل بعدها ُمتَ َوقَّ ٌع
ِ وتجز ُمهُ ،وتقلبُ زمنَه إلى الماضي الـ ُمتّ ِ
صل
حدوثُهُ.
60
المضارع ،فتنفي حدوثَهُ
ِ الفعل
ِ خول على حرف نَ ْف ٍي ونَصْ ٍ
ب ،تختصُّ بال ُّد ِ ُ ( - 8لَنْ ):
المستقبل نفيًا ُمؤ َّكدًا.
ِ في
ُ
وتكون غي َر األفعال واألسما ِء،
ِ حرف نَ ْف ٍي تدخ ُل على
ُ ( -9ال النَّافيةُ غي ُر العامل ِة):
المستقبل ،وهي إ َّما
ِ ت حدوثَهُ في ال َّز َم ِنالفعل الماضي نَفَ ْ
ِ ت على عامل ٍة ،فإذا َد َخلَ ْ
المضارع نَفَ ْ
ت حدوثَهُ في ال َّز َم ِن ِ الفعل
ِ أن تفي َد ال ُّدعا َء وإ َّما ال ،وإذا َد َخلَ ْ
ت على ْ
والمستقبل.
ِ الحاضر
ِ
المصادر المنصوب ِة ،فتفي ُد ال ُّدعا َء.
ِ وتدخ ُل على
ين( :المبتدأ والخبر) و(الجا ّر والمجرور) و(الصَّفة المتالز َم ِ
ِ ضةً َ
بين وتكون ُم ْعتَ ِر َ
والموصوف) و(الحال وصاحبها) و(النَّاصب والمنصوب) و(الجازم والمجزوم).
ق أن يتق َّد َمها كال ٌم ُم ْثبَ ٌ
ت ،وألاّ تُ ْسبَ َ بشرط ْ
ِ ُ
تعطف ما بع َدها على ما قبلها، أو عاطفةً:
بالواو العاطف ِة.
ِ
بالواو العاطف ِة الوارد ِة بع َد نَ ْف ٍي أو نَه ٍْي.
ِ أو زائدةً :تُفي ُد معنى التَّوكي ِد ،إ َذا ُسبِقَ ْ
ت
مني:
الض ُّ ثانيا :النَّف ُي ِّ
وهو الذي ال تُ ْستَ ْع َم ُل فيه أداةُ نَ ْف ٍي ،بَلْ يُفهَ ُم ِم ْن ِسيَ ِ
اق النَّصِّ ،وهنا َ
ك أساليبُ ُمتَ َع ِّد َدةٌ
تتض َّم ُن معنى النَّفي ،منها االستفها ُم.
61
تقومي اللسان
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
تذكر
تعلمت
أن يُ َج َّر بالبا ِء يكون ُمفردًا ،ويجو ُز ْ َ ت ،منها ْ
أن ُ
ثالث حاال ٍ ْس) له أن خب َر (لَي َ َّ -
فيكون مجرورًا لفظًا منصوبًا ّاً
محل. ُ ال َّزائد ِة لِتوكي ِد النَّ ْف ِي،
بالواو العاطف ِة بَ ْع َد نَ ْف ٍي
ِ أن (ال النَّافيةَ غي َر العامل ِة) تأتي زائدةً للتَّوكي ِد إذا ُسبِقَ ْ
ت َّ -
أو نَه ٍْي.
62
اإلعراب:
ُ
ماض ناقصٌ يفي ُد النَّف َي،يرف ُع المبتدأَ اس ًما له وينصبُ الخب َر خبرًا له.
ٍ س :فع ٌل لَ ْي َ
ض َّمةُ.
ع وعالمةُ رفع ِه ال َّ الـ ُم ْؤ ِمنُ :اس ُم (لَي َ
ْس) مرفو ٌ
ْس) مجرو ٌر لفظًا حرف جرٍّ زائ ٌد يفي ُد التَّوكي َد( ،الطَّع ِ
َّان) خب ُر (لَي َ ُ ان( :البا ُء) بِالطَّ َّع ِ
ّاً
محل. وعالمة جره الكسرةُ ،منصوبٌ
عطف(،ال) نافيةٌ غي ُر عامل ٍة زائدةٌ للتَّوكي ِد.
ٍ ُ
حرف وال( :الواو)
معطوف على (الطَّعَّان) مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ه الكسرةُ.
ٌ اللَّ َّع ِ
ان:
عطف(،ال) نافيةٌ غي ُر عامل ٍة زائدةٌ للتَّوكي ِد.
ٍ ُ
حرف وال( :الواو)
معطوف على (الطَّعَّان) مجرو ٌر وعالمةُ جرِّ ه الكسرةُ. ٌ ش: الفَ ِ
اح ِ
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
63
جدو ٌل يبيِّنُ طريقةَ نَ ْف ِي الجمل ِة م َع ُمراعا ِة داللتِها على ال َّز ِ
من
64
ألن الفعل مضار ٌ
ع دالٌّ على َّ يكتب الطَّالبُ
َ لَ ْن سيكتبُ الطَّالبُ 7
االستقبال بقرينة (السين) ،فأداة نفيه ال َّدرْ َ
س سال َّدرْ َ
(لَ ْن)؛ ألنَّها تنفي المستقبل.
َّ
بـ(إن)، ْس الـ ُمتَّهَ ُم بِبري ٍء ألنَّها جملةٌ اسميَّةٌ ُمؤ ّكدة
لَي َ
ْس) المؤ َّكدة
ت نفيها (لَي َ فمن أدوا ِ إن الـ ُمتَّهَ َم بري ٌء
َّ 10
بالباء ال َّزائدة في خبرها.
َّ
بـ(إن)، ألنَّها جملةٌ اسميَّةٌ ُمؤ ّكدة ما الـ ُمتَّهَ ُم بِبري ٍء
ت نفيها (ما الحجازيَّة) فمن أدوا ِ
المؤ َّكدة بالباء ال َّزائدة في خبرها.
65
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
66
التمرين ()2
ج الفع َل الذي أفا َد النَّ ْف َي ،و ُد ّل على معمولَ ْي ِه فيما يأتي: ست َْخ ِر ِ
ا ْ
ين﴾(األنعام)89: -1قا َل تعالىَ ﴿ :و َّك ْلنَا بِهَا قَ ْو ًما لَ ْيسُوا بِهَا بِ َكافِ ِر َ
ق َو ْال َم ْغ ِر ِ
ب﴾(البقرة)177: ْس ْالبِ َّر أَ ْن تُ َولُّوا ُوجُوهَ ُك ْم قِبَ َل ْال َم ْش ِر ِ
-2قا َل تعالى ﴿ :لَي َ
ض بِقَا ِد ٍر﴾(يس)81: ت َوالأْ َرْ َ ْس الَّ ِذي َخلَ َ
ق ال َّس َما َوا ِ -3قا َل تعالى ﴿ :أَ َولَي َ
ي بن ربيعة: -4قا َل َعد ّ
بائِ ِهم قُتِّلوا َويَ ْن َسى القِتَاال ْس ِم ْثلِي يُ َخبِّ ُر النَّ َ
اس َع ْن آ لَي َ
صين الفزاريُّ : -5قا َل ال ُح َ
ان يَو ًما َذا َكوا ِك َ
ب ُمظلِما َوإِن ْ َك َ ْس بِنافِعي َولَ ّما َرأَي ُ
ْت ال ُو َّد لَي َ
-6قا َل ُكثيّر:
ضى بِ ِه َونرتَجي أَ َ
نت الَّ ِذي نَرْ َ ق لَ ْسنَا نَمتَري أَ ْن َ
ت إِما ُم ال َح ِّ
-7قا َل أبو نواس:
ضا َم ْت ِك َواألَيّا ُم لَي َ
ْس تُ َ
ضا ُم ت بِ ِك األَيّا ُم
يَا دا ُر َما فَ َعلَ ْ
-8قا َل المتنب ُّّي:
إِ َذا اِحْ تَا َج النَّهَا ُر إِلى َدلِي ِْل صحُّ في األَ ْفهَ ِام َشي ٌء ْس يَ َِولَي َ
ْس في ال َج ْف ِن َم ْد َمعٌ.
-9لَي َ
اإلنسان.
ِ حقوق
ِ ْس بيننا ُم ْعتَ ٍد على -10لَي َ
-11لَس ُ
ْت ُمصاحبًا الـ ُمتجاو َز على الممتلكا ِ
ت العا َّم ِة.
التمرين ( ) 3
ب فيما يأتي:
سب ِست َْخ ِر ْج (ال) النَّافيةَ ،وبيِّنْ نو َعها ،مع ذك ِر ال َّ ا ْ
-1قا َل تعالى ﴿ :لاَ يَ ُذوقُ َ
ون فِيهَا بَرْ دًا َولاَ َش َرابًا ﴾(النّبأ)24:
ت َوهُ َو ُم ْؤ ِم ٌن فَلاَ ُك ْف َر َ
ان لِ َس ْعيِ ِه ﴾(األنبياء)94: -2قا َل تعالى ﴿:فَ َم ْن يَ ْع َملْ ِم َن الصَّالِ َحا ِ
ون﴾(الطّور)29: ك بِ َكا ِه ٍن َولاَ َمجْ نُ ٍ -3قا َل تعالى ﴿ :فَ َذ ِّكرْ فَ َما أَ ْن َ
ت بِنِ ْع َم ِة َربِّ َ
67
ون إِنَّهُ لاَ ي ُِحبُّ ْال ُم ْستَ ْكبِ ِر َ
ين﴾ -4قا َل تعالى ﴿ :لاَ َج َر َم أَ َّن للاهَّ َ يَ ْعلَ ُم َما ي ُِسرُّ َ
ون َو َما يُ ْعلِنُ َ
(النحل)23:
-5قا َل ُزهيرٌ:
ضرَّسْ بِأ َ ْنيَا ٍ
ب َويوطَأ بِ َم ْن ِس ِم يُ َ ور َكثي َر ٍةصانِ ْع في أُ ُم ٍ َو َم ْن ال يُ َ
-6قا َل ذو الرُّ َّمة:
واشي ال هُرا ٌء َوال نَز ُر ق ال َح ِ َدقِ ْي ُ نط ٌ
ق لَها بَ َش ٌر ِمث ُل ال َح ِ
رير َو َم ِ
ابن الفارض: -7قا َل ُ
ْ َ رك األَحْ َد ِ
أنَا القَتِي ُل بِال إث ٍم وال َح َر ِ
ج ج
اق والـ ُمهَ ِ ما بَي َْن ُم ْعتَ ِ
ق إلاّ لِ َم ْن يَحتر ُم جا َرهُ. -8ال تَوفي َ
ف.ْر ٌ
ت ال بخي ٌل وال ُمس ِ -9أَ ْن َ
ك وال التَّش ُّد ُد. -10ال التَّ َعصُّ بُ يُ ْن ِج ْي َ
التمرين ( ) 4
انف ما تحتَهُ خ ٌّ
ط بأدا ِة نَ ْف ٍي ُمناسب ٍة َم َع ذك ِر القاعد ِة فيما يأتي: ِ
-1قا َل األعشى:
ق َوداعًا أَيُّها ال َّر ُج ُل
َوهَلْ تُ ِط ْي ُ َو ِّد ْع هُ َري َرةَ إِ َّن ال َّر ْك َ
ب ُمرْ تَ ِح ُل
بن حزام: -2قا َل عُرْ َوة ُ
ي فَ َما لِي في الفُ َؤا ِد نَ ِ
صيْبُ َعلَ َّ ُظ ِه ُر قَ ْلبي ُع ْذ َرها َويُ ِع ْينُهاَوي ْ
ق: -3قا َل الفرزد ُ
وهَلْ هُ َو َم ْق ُدو ٌر لِنَ ْف ٍ
س لِقا ُؤها ف نَ ْلتَقِي
س أَ ْن َس ْو َ ْت أُ َمنّي النَّ ْف َ
أَبي ُ
-4قا َل ب َّشار ُ
بن بُرْ د:
َما تَنقَ ِ
ضي ِمنهَ َعجائِبُهُ ضي َس َوا َد اللَّي ِْل ُمرتَفِقًانَ ْق ِ
-5قا َل أبو العتاهية:
ضي بَع َدهُ َّن َونَ ْد ُر ُج َونَ ُ
حن َسنَ ْم ِ ت ِمنّا قُر ٌ
ُون َكثِ ْي َرةٌ لَقَ ْد َد َر َج ْ
68
-6قا َل المتنب ُّّي:
َوهَجْ ُر َحيَاتِ ِهم لَهُ ُم ِعقَابُ ضبَ ْ
ت َعلَي ِهم َوأَ ْن َ
ت َحياتُهُم َغ ِ
المشروع.
ِ هندسون العمل في
َ -7ق ْد باش َر الـ ُم
-8السَّا َعةُ ساعةُ ُمراجع ِة األخطاء.
-9وص َل ُّ
الطلاّ بُ وقَ ْد يتأ َّخ ُر سعي ٌد.
-10أَ ْلقَى ال َّشاع ُر قصيدةً.
التمرين ( ) 5
اإلعمال
ِ سبب
َ واذكر
ْ َو َر َدتْ (ما النَّافيةُ) م َّرةً عاملةً وم َّرةً أُخرى ُم ْه َملَةً ،ميِّ ْز بينهما،
أواإلهمال فيما يأتي:
ِ
ون ﴾(األنبياء)65: ت َما هَؤُلاَ ِء يَ ْن ِطقُ َ
-1قا َل تعالى ﴿ :لَقَ ْد َعلِ ْم َ
ص ِر ﴾(النَّحل)77: ح ْالبَ َ َ
-2قا َل تعالىَ ﴿:و َما أ ْم ُر السَّا َع ِة إِلاَّ َكلَ ْم ِ
ك َو َما ِه َي ِم َن الظَّالِ ِم َ
ين بِبَ ِعي ٍد ﴾(هود)83: -3قا َل تعالىُ ﴿ :م َس َّو َمةً ِع ْن َد َربِّ َ
ع ْال ُغر ِ
ُور﴾(الحديد)20: -4قا َل تعالىَ ﴿ :و َما ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا إِلاَّ َمتَا ُ
-5قا َل أبو ت َّمام:
إِلاّ َكتَالِي س ُْو َر ٍة لَ ْم تُ ْن َز ِل ت ِحي َْن تَ ُع ُّد نارًا ِم ْثلَهَا
َما أَ ْن َ
-6قا َل المتنب ُّّي:
ون بِال قَ ْل ٍ
ب َوال َكبِ ِد َحتّى أَ ُك َ ق ُم ْقتَنِعًا ِمنّي بِ َذا ال َك َم ِد
َما ال َّش ْو ُ
وقال:
ت إيال ُم
ُرح بِ َميِّ ٍ
ما لِج ٍ وان َعلَي ِه
َمن يَهُن يَسه ُِل الهَ ُ
عون.
ٍ َ -7ما للظَّ َ
المين ِم ْن
َ -8ما ا ْعتَ َدى ُم ٌ
ؤمن.
بنافع.
ٍ ُ
اإلسراف َ -9ما
69
التمرين ( ) 6
س) ،وبيِّنْ نو َع اس ِمها ،وأ ْع ِر ْبه فيما يأتي: استخرج معمولَي (ال النَّافي ِة ِ
للج ْن ِ ْ
اس ﴾(طه)97: ك فِي ْال َحيَا ِة أَ ْن تَقُو َل لاَ ِم َس َ
-1قا َل تعالى ﴿ :قَا َل فَ ْاذهَبْ فَإِ َّن لَ َ
ين ﴾(البقرة)193: ان إِلاَّ َعلَى الظَّالِ ِم َ -2قا َل تعالى ﴿:فَإِ ِن ا ْنتَهَ ْوا فَلاَ ُع ْد َو َ
-3قا َل لَبِ ْي ٌد:
َوال بُ َّد يَو ًما أَ ْن تُ َر َّد ال َو َدائِ ُع ون إِلاّ َو ِد ْي َعةٌ َو َما الما ُل َواألَ ْهلُ َ
زاعي:
ُّ -4قا َل ِدعب ٌل ال ُخ
ال َعابِدًا َوثَنًا َوال ج ُْل ُمودا أَ ْعنِي الـ ُم َوحِّ َد قَ ْب َل ُكلِّ ُم َو ِّح ٍد
-5قا َل ال َّشاعرُ:
بَا َء إلاّ َوقَ ْد َعنَ ْتهُم ُش ُ
ؤون يُحْ َش ُر النَّاسُ ال بَنِي َْن وال آ
ت في الـ ُم ْختَبَ ِر.
-6ال طالبا ِ
ص أَنف ُع ِم ْن نصيح ِة الوال َد ِ
ين. -7ال نَصي َحتَ ْي إخال ٍ
-8ال بَقَا َء إلرها ٍ
ب في بل ِدنَا.
ناجون.
َ اليتيم
ِ آكلين ما َل
َ -9ال
ت ُم ْه ِم ٌ
الت. -10ال ُمعلِّما ِ
التمرين ( ) 7
ال﴾ (الحجر)33: ص ْل َ
ص ٍ -1قا َل تعالى ﴿ :قَا َل لَ ْم أَ ُك ْن لأِ َ ْس ُج َد لِبَ َش ٍر َخلَ ْقتَهُ ِم ْن َ
-في اآلي ِة الكريم ِة نف ٌي ُمؤ َّكدُ ،د ّل عليه ،ذاكرًا شرو َ
ط توكي ِد ِه.
ت الأْ َ ْع َرابُ آَ َمنَّا قُلْ لَ ْم تُ ْؤ ِمنُوا َولَ ِك ْن قُولُوا أَ ْسلَ ْمنَا َولَ َّما يَ ْد ُخ ِل الإْ ِ ي َم ُ
ان -2قا َل تعالى ﴿ :قَالَ ِ
فِي قُلُوبِ ُك ْم﴾(الحجرات)14:
( -لَ ْم) و (لَـ َّما) في اآلي ِة الكريم ِة حرفَا نَ ْف ٍي ،فماذا تج ُد بينهما ِم ْن فَرْ ٍ
ق؟
70
-3قا َل تعالى:
﴿ فَإِ ْن لَ ْم تَ ْف َعلُوا َولَ ْن تَ ْف َعلُوا فَاتَّقُوا النَّا َر الَّتِي َوقُو ُدهَا النَّاسُ َو ْال ِح َجا َرةُ﴾(البقرة)24:
( -لَ ْم) و (لَ ْن) في اآلي ِة الكريم ِة حرفَا نَ ْف ٍي ،فرِّ ْق بينهما معنًى وعملاً .
-4قا َل تعالى:
ين َكفَرُوا َوظَلَ ُموا لَ ْم يَ ُك ِن للاهَّ ُ لِيَ ْغفِ َر لَهُ ْم َولاَ لِيَ ْه ِديَهُ ْم طَ ِريقًا﴾ (النِّساء)168: ﴿إِ َّن الَّ ِذ َ
وكيف تستدلُّ عليها ؟ وما فائدتُها ؟ َ الم في (لِيَ ْغفِ َر)؟ ع الّ ِ
أ -ما نو ُ
ع (ال) ؟ وما فائدتُها ؟ ب -ما نو ُ
ان للاهَّ ُ ُم َع ِّذبَهُ ْم َوهُ ْم يَ ْستَ ْغفِر َ
ُون﴾ ان للاهَّ ُ لِيُ َع ِّذبَهُ ْم َوأَ ْن َ
ت فِي ِه ْم َو َما َك َ -5قا َل تعالىَ ﴿ :و َما َك َ
(األنفال)33:
ق بينهما.اذكر الفَرْ َ ِ نفيان،
ِ -في اآلي ِة الكريم ِة
اطي ُر الأْ َ َّولِ َ
ين﴾(األنعام)25: -6قا َل تعالى ﴿ :إِ ْن هَ َذا إِلاَّ أَ َس ِ
إن تجته ْد تَ ْن َجحْ ). (إن) الوارد ِة في اآلي ِة الكريم ِة ،والوارد ِة في قولِناْ ( : بين ْ ق َ -ما الفر ُ
ص﴾(ص ،)3:و﴿ َوإِ َذا أَ َرا َد للاهَّ ُ بِقَ ْو ٍم سُو ًءا فَلاَ
ين َمنَا ٍ -7قا َل تعالى ﴿ :فَنَا َد ْوا َولاَ َ
ت ِح َ
َم َر َّد لَهُ﴾(الرَّعد)11:
الكريمتين ،وقدِّرْ ه.
ِ اآليتين
ِ المحذوف في
َ -س ِّم
الخزاعي:
ُّ -8قا َل ِد ْعبِ ٌل
ص َّو ُر َو َمعقولُهُ َو ِ
الج ْس ُم َخل ٌ
ق ُم َ َو َما الـ َمرْ ُء إِلاّ األَصْ َغ ِ
ران لِسانُهُ
ْس) بـ (ما) ،وغيِّرْ َما يلز ُم. -استبدلْ (لَي َ
-9قا َل المتنب ُّّي:
َحتّى يُرا َ
ق َعلى َجوانِبِ ِه ال َّد ُم ف الرَّفي ُع ِم َن األَذى
ال يَسلَ ُم ال َّش َر ُ
من الذي نَفَ ْتهُ (ال)؟ أ -ما ال َّز ُ
المستقبل بقرين ٍة م َّرةً ،وبال قرين ٍة م َّرةً أُخرى.
ِ ب -اجعلْ أداةَ النَّ ْف ِي لل َّز َم ِن
-10قا َل أبو العال ِء:
ك إِلاّ الـ َمأثَ َم ال َحلِ ُ
ف فَما يُفِ ْي ُد َ ب ال تَحلِفَ َّن َعلى ِ
ص ْد ٍ
ق َوال َك ِذ ٍ
ب.ت (ال) مرَّتين ،فرِّ ْق بينهما في المعنى واإلعرا ِ َ -و َر َد ْ
71
-11قا َل الحيص بيص:
َر َح َل ال َّشبَابُ َولَ ْم أفُ ْز بـ ُمرا ِد الت ِحي َْن ُرقَا ِد
ْف الرُّ قَا ُد َو َ
َكي َ
ق بينهما. َ
(الت) ،وبي ِِّن الفر َ ْس) بـ -استبدلْ (لَي َ
-12قا َل ال َّشاعرُ:
ْت َوشا ِك ُر َوإِنّي لَ َد ٍ
اع ما َحيِي ُ َوأَ ْولَيتَني َما لَم أَ ُكن أَستَ ِحقُّهُ
َوإِنّي َعلى ح ِ
ُسن الثَنا ِء لَقا ِد ُر نت أَهلُهُ َوما لِ َي ال أُثني بِما أَ َ
72
التمرين ( ) 8
73
س الثالث :األَدَ ُب
الدَّر ْ ُ
-1حافظ إبراهيم
أتقن اللغةَ الفرنسيةََ ُولِ َد الشاع ُر المصريُّ حافظ إبراهيم في ِ
عام (1871م)،
من اتقانِ ِه الفرنسيةَ بَقِ َي وثي َ
ق الرغم ِ
ِ وترج َم روايةَ (البؤسا ِء) لـ(فكتور هيجو) ،وعلى
صةَ وشخصيتَه أن يفق َد ميزاتِ ِه الفنِّيةَ الخا َّ
دون ِْ القديمِ ،م ْن
ِ العربي
ِّ الصِّل ِة بالتُّرا ِ
ث
ُ
وتكشف ت العام ِة،
ث والمناسبا ِ شعر ِه ترتبطُ باألحدا ِ
ِ ت ْ
كانت أغلبُ موضوعا ِ ال ِّشعريةَ.
اإليمان بوظيف ِة ال َّش ِ
اعر ِ كان شدي َدالفقر في بال ِد ِهْ ،إذ َ
ِ ت
ق بمشكال ِ
اهتمام عمي ٍ
ٍ عن
ِ
أن ينا َل ُشهرةً واسعةً َع ْب َر موضوعاتِ ِه ال ّشعبي ِة
االجتماعي ِة والوطني ِة ،وق ِد استطا َع ْ
االجتماعي ،فضالً ِ
عن السَّالس ِة في أسلوبِ ِه ال ِّشعريِّ ،والبساط ِة والمباشر ِة في ِّ وشعر ِه
ِ
ب في العاطف ِة الَّتي تجع ُل شع َرهُ يستهوي القار َ
ئ والسَّام َع مباشرةً. المقا َربَ ِة ،واالنسيا ِ
عام (1932م). النيل .تُوفِّ َي في ِ
ِ بشاعر
ِ لُقِّ َ
ب
74
المعاني المفردات:
ين.
من ال َع ِ
مع ِ ق ،وه َو مج َرى ال َّد ِق و َمأ َ ٍ
ال َمآقِيَ :ج ْم ُع ُمؤ ٍ
ال َم َغانِيَ :ج ْم ُع َم ْغنَى ،وه َو المنز ُل الَّذي غنِي بِ ِه أَهلُهُ ،أيْ أقا ُموا.
المج َّرةُ :نجو ٌم كثيرةٌ ينتش ُر ضوؤهَا فيُ َرى كأنَّهُ بقعةٌ بيضا ُءَ ،شبَّهَهَا ال ُّشعرا ُء بالنَّ ِ
هر.
ص ُروفُ الدَّه ِر :نوائبُهُ.
ُ
عرضًا عنهُ، ك ،وال تَ ْستَ ْقبِلُهُ بوج ِه َ
ك ُم ِ ب عينِ َ
ك بجان ِ
غير َ
أن تنظ َر إلى ِ (النَّظ ُر ال َّشزرُ) ْ
أو غاضبًا علي ِه.
النَّش ُ
َب :الما ُل وال ِعقَارُ.
التعليق النقدي:
ُ ال َّشك َوى َم ْي ٌل فطريٌّ لدى
اليأس،
ِ الحزن أو
ِ باأللم أو
ِ اإلنسان ،يلجأ إلي ِه ِع ْن َد ال ُّش ِ
عور ِ
إن ال ِّشع َر مرتبطٌ بال ُّش ِ
عور الَّذي يُثا ُر في تجرب ٍة اإلحساس باالضطها ِد والظّ ِلمَّ .
ِ أو عن َد
المجتمع ،وقد
ِ ت
من مشكال ِ الكون أو مشكل ٍة ْ
ِ مسائل
ِ ذاتي ٍة أو عبر تجرب ٍة ينف ُذ فيهَا إلى
العربي الَّتي قا َل بها كثي ٌر ِ
من ال ُّشعرا ِء للتَّ ِ
عبير ع َّما ِّ فنون ال ِّش ِ
عر ِ ت ال َّشكوى ْ
من أصبح ِ
حزان نتيجةَ ال َخلَ ِل واالنحراف في الحيا ِة السياسي ِة ِ الهموم واألَ
ِ من
نفوس ِهم ِ
ِ يجيشُ في
وضاع العصري ِة باختالف األَ
ِ ْ
وتحددت ت ال َّشكوى واالجتماعي ِة أو الفردي ِة ،وق ْد تنوع ِ
ِ
عن هذاالجاهلي وحتَّى يو ِمنَا هَ َذا ،ول ْم يَ ُك ْن َحافظٌ بمنأًى ْ
ِّ العصر
ِ من من ُذ
مرور ال َّز ِ
ِ م َع
وآالم ،منها
ٍ هموم
ٍ نفس ِه ْ
من بث فيها ما يَعتَلِ ُج في ِ كتب في ِه قصائ َد ع َّدةً َّ
َ الغرضْ ،إذ
ِ
ت) ،التي يَأَخذنَا في مطلعها إلى نقط ٍة مركزي ٍة في القصيد ِة قصيدةُ ( َحسْر ٍة على فائ ٍ
بمالمح البكا ِء ،وكأنَّهُ يفتت ُح القصيدةَ ويختَُمهَا في مقدمتِ ِها،
ِ ُ
الحزن واألل ُم جوه ُرهُا
ُ
يمكن توظيفه وتوظيف ما
ِ ح ال َّشكوى عبر التَّغني بالماضي إظهار َملاَ ِم ِ
ِ ويحرصُ على
خبر ِه الذي يستهلُّ
ِ ف صيغةَ الماضي في
ظ ُ ب البنائي ِة في النَّصِّ ،فمثالً يو ِّ
من التراكي ِ
في ِه القصيدةَ:
إِلاّ بَقِيَّةُ َد ٍ
مع في َمآقينا ق َشي ٌء ِم َن ال ُدنيا بِأَيدينا
لَم يَب َ
75
آلت إليها حا ُل األُ َّم ِة ،فأداةُ النفي (ل ْم) تقلبُ ال َّداللةَ
لِيؤك َد الحقيقةَ المؤلمةَ الَّتي ْ
يكتف
ِ الخبر ،ول ْم
ِ الحاضر إلى الماضي وهذا ما يزي ُد تأكي َد
ِ من
المضارع ِ
ِ للفعل
ِ ال َّزمنيةَ
الفعل
ِ توظيف
ِ القصر ،ث َّم يَ ْع َم ُد إلى
ِ ال َّشاع ُر بأدا ِة النفي (ل ْم) ،بلْ يؤ ِّك ُد خب َرهُ بأسلو ِ
ب
موضع؛ لِيقد َم مقدا َر تعلُّقِ ِه بماضي ِه وقيم ِه القومي ِة
ٍ غير
ِ (كان) في
َ الماضي؛ والسيما
عن وشموخ معبِّرًا ْ
ٍ من سؤد ٍد ورفع ٍة كانت علي ِه األُ َّمةُ ْ
ْ وتغنِّي ِه بالماضي المجي ِد ،وما
بتصوير الق َّو ِة والمنع ِة في
ِ ب) ،مد ُعو ًما ك في استعمالِ ِه أَلفاظَ (العُال ،المجر ِة ،ال ُّشهُ ِ ذل َ
استحضار ما ْ
آلت إلي ِه أحوا ُل هذ ِه ِ أن ذلك ينحس ُر ويذوبُ بع َد مواجه ِة األعدا ِء ،إلاَّ َّ
أن نلحظَ لهوهَا ،وأمكنَنَا ْ
والركون إلى ِِ وخداع الدنيا
ِ ُوف ال َّد ِ
هر صر ِ ب ُ األُ َّم ِة في تقلُّ ِ
حال
لسان ُِ َّ
وكأن ما ينط ُ
ق بِ ِه هو بضمير الجماع ِة ِ ضمير ِه
ِ إلصاق
ِ اعر فيمحاولةَ ال َّش ِ
يركن إليهم خلي ٌل وال صدي ٌ
ق. ُ غير حالِ ِهم وجا ِه ِهم ،ال
الذين أصبَحُوا على ِ َ قو ِم ِه
76
ي
-2الج َوا ِه ِر ّ
ْ
اشتهرت من أُسر ٍة عريق ٍةيخ عب ِد ال ُح َسي ِْن ال َّج َوا ِه ِريّْ ،ابن ال َّش ِ
ي ُ ه َو ُم َح َّمد َم ْه ِّد ّ
الكالم).
ِ ب (جواه َر ب كتا ِ
يخ محمد حسن صاح ِ من عه ِد مؤس ِِّسهَا ال َّش ِ بال َّزعام ِة الدِّيني ِة ْ
بالمجالس
ِ تزدح ُم
ِ ْ
كانت شرف عام (1899م) ،المدين ِة التي ِ جف األَ
ُولِ َد في مدين ِة النَّ ِ
درس وه َو في سنِّ السابع ِة في الكتاتيب في النجف األشرف ،اتَّ َجهَ بع َد َ العلمي ِة واألدبي ِة،
والمنطق والفق ِه وأصول ِه.
ِ علوم اللغ ِة
ِ ك كما يتَّ ُجهُ كلُّ أفرا ِد أسرتِ ِه من ُذ حداثتِ ِه لدراس ِة
ذل َ
ك، ت كثير ٍة في النَّ ِ
جف آنذا َ شأن بيو ٍب ،شأنُهُ َ وشعر وأد ٍ
ٍ علم بيت الجواهريِّ َ
بيت ٍ كان ُ َ
المتنبي
ِّ ديوان
َ ظ شع َرهُم وتأث َر ب ِهم من ُذ حداثتِ ِه ،وقي َل إنَّهُ حف َ
ظ لكبار الشعرا ِء و َحف َ
ِ فقرأَ
مشاهير ال ُّشعرا ِء القدما ِء ،والتقى أحبَّ ال ُّشعرا ِء
ِ غير ِه ْ
من شعر ِ
ِ كلَّه ،وقس ًما كبيرًا ْ
من
ك البيئ ِة الثقافي وتل َ
ِّ ث
كان لإلر ِ
الحبوبي في بيت أسرتهَ . ِّ الشاعر محمد سعيد ِ إلى قلبِ ِه
الفني
ِّ تكوين شخصيت ِه األدبي ِة ونضج ِه
ِ عر وتع ُّلقِ ِه بال ُّشعرا ِء أث ٌر كبي ٌر في
وعشقِ ِه لل ِّش ِ
لقب بـ (نهر منازع ،وكذلك َ
ٍ ب األَكبر) ِم ْن ِ
دون وارتقائ ِه القمةَ حتَّى لُقِّ َ
ب بـ ( َشا ِعر ال َع َر ِ
العراق الثالث).
العراق السياسيةَ المضطربةَ في
ِ شاعر ص َّو َر حياةَ
ٍ ي أكب ُر يرى ال ُّنقا ُد َّ
أن الجواهر َّ
الموقف،
ِ القرن الماضي .وق ْد تميَّ َز شع ُرهُ بالج ِّد في ِ من
ت ِ شعر ِه من ُذ حقب ِة العشرينيا ِ
ِ
شعر ِه يعطي ِه قوةً ايقاعيةً َ
ذات توتّ ٍر ِ العاطفي في
ُّ العاطفي القويِّ ،فالتدف ُ
ق ِّ ب
واالنسيا ِ
ت الغاضب ِة التَّي تُميِّ ُز شع َرهُ .ولُغتُهُ ال ِّشعريةُ غنيةٌ يختارُها بعناي ٍة، يناسبُ نو َع االندفاعا ِ
االختيار
ِ صا ِد ِر ِه جمي ِعهَا م َّما أَتَا َح لَهُ مجا َل ك ثَرا ًء لُغويًا يَصْ عُبُ اإلل َما ُم ب َم َفَهو يَ ْمتَلِ ُ
ف أَو إِ ْق َح ٍام.
ير تَ َك ُّل ٍ
ب للمفرد ِة وتوظيفِهَا ب َعفَويَّ ٍة في النَّصِّ ِم ْن َغ ِ اس ِ ال ُمنَ ِ
عام (1997م) ودفن فيها. ق ِ تُوفِّ َي الجواهري في دمش َ
بالحسين) ،التي ألقاها عام (1947م) في ذكرى
ِ ُ
(آمنت أبيات مختارةٌ من قصيد ِة
ٌ وهذ ِه
الحسين (علي ِه السال ُم).
ِ اإلمام
ِ استشها ِد
77
(للحفظ عشرةُ أبيا ٍ
ت) ِ
َ
ع تَنَ َّو َر بِــــاألبلَ ِ
ــــج األر َو ِ ك مــِ ْن َمضْ َج ِ
ــــع فِ َدا ٌء لِ َمث َوا َ
َ ق ِم ْن نَفَ َحـا ِبِأ َ ْعبَ َ
َر ْوحًا َو ِم ْن ِم ْس ِكهـا أضْ َو ِ
ع نــــــان
ِ الج
ت ِ
عك ِم ْن َمصْ َر ِ ألرض َ
ِ و َس ْقيًا فوف ك يَ ْو ِم ُّ
الط ِ َو َر ْعيًا لِيَ ْو ِمــــ َ
ك النَّي ِِّر ال َم ْهيَ ِععلــــــى نَه ِْج َ ْس النُّفُ ِ
وس وح ُْزنًا َعلَيـــ َ
ك بِ َحب ِ
بمـــــــا َ َ ـــن أَ ْن يُ َذا َل ص ْونًا لِ َمج ِد َ
أنت تأبَاهُ ِم ْن ُم ْب َد ِ
ع ك ِم ْ و َ
ـــــــع
ِ فَ ًّذا ،إلى َ
اآلن لَ ْم يُ ْشفَ الـــو ْت ُر فــي الخال ِد َ
ين ِ فيا أيُّها
ــــــــن َغ ِد ِه ْم قُنَّ ِع
ْ لِلاَ ِهي َْن َع ظـــام
ِ ويا ِعظَةَ الطَّا ِم ِح َ
ين ال ِع
ــــن َم ْف َز ِ
ع ك ِم ْ ك قَب ُر َُور َ
وب ِ ع لل ُحتُ ِ
وف ــــن ُم ْف ِز ٍ
ْت ِم ْ تَ َعالَي َ
ـــــــع
ِ َعلَى جانِبَي ِه و ِم ْن ُر َّك تَلُو ُذ ال ُّدهــو ُر فَ ِم ْن ُسجَّـــــــ ٍد
ـــــــن بَ ْلقَ ِع
ْ نَ ِسي ُم ال َك َرا َم ِة ِم ك فَهَبَّ النَّ ِسيـــــ ُم
ت ثَ َرا ََش َم ْم ُ
معاني المفردات:
األَبلَ ُج :وضَّا ُء الوج ِه .واألرو ُ
ع :ال ُمعجبُ بشجاعتِ ِه وحسنِ ِه.
ت رائحتُهُ وانتَ َش َر ْ
ت. ع إذا َعبِقَ ْ
ك يضو ُ
من ضا َع المس ُ الريح .و أَضو ُ
عْ : ِ ال َّر ْو ُح :نسي ُم
ال َمهيَ ُع :البي ُِّن الواضحُ.
يُذال :ي ُ
ُهان.
78
التعليق النقدي:
َّالم) على
الحسين (علي ِه الس ِ
ِ اإلمام
ِ أروع ما قِي َل في
ِ بالحسين) ِم ْن
ِ ُ
(آمنت قصيدةُ
إظهار فلسف ِة النهض ِة
ِ الطريق ِة الفكري ِة الحديث ِة ،فق ْد َع َم َد الجواهريُّ في القصيد ِة هذ ِه إلى
الحسيني ِة وأهدافِهَا وأبعا ِدهَا وثمراتِهَا.
صنع المعنى من ُذ بد ِء القصيد ِة ،فيقو ُم ِ القارئ من
ِ ُعلن الجواهريُّ فيها إمكانيةَ ي ُ
أويل ،ويبدأُ التَّساؤلُ ،ب َم ِن ا ْفتَ َدى ال َّشاع ُر
حذف المبتدأ لِينفت َح مجا ُل التَّ ِ
ِ مبدع عبر
ٍ بإيجاز
ٍ
من ق ْالحسين (علي ِه السَّال ُم) ،وتَ َعطَّ َر بطيب ِه حتَّى غدا أَعب َ
ِ بنور
ِ الضَّري َح الذي تنَّو َر
ُ
فيكون التقدي ُر (أنا فدا ٌء) أ ْم غي ُرهُ؟ ث َّم يت َوالى الجنان؟ أهو ال َّشاع ُر نف ُسهُ،
ِ ت
نفحا ِ
مصدر ِه
ِ (الفعل) ُمبقيًا على
ِ بحذف
ِ مطلع القصيد ِة؛ إذ يُر ِّكبُ ال َّشاع ُر ص َو َرهُ
ِ ُ
الحذف في
المطلق) (رعيًا ،سقيًا ،حزنًا ،صونًا) مؤ ِّكدًا الخب َر ،إذا كان استعمال الصِّيغ ِة
ِ (المفعول
ِ
ث اللغويِّ ،فقد أخرجهَا الجواهريُّ من نَ َمطيَّتِهاال ُّتراثي ِة (رعيًا وسقيًا) قارًا في المورو ِ
االبداع؛ ْإذ نق َل (رعيًا) من داللتِهَا المادي ِة إلى ال َّدالل ِة المعنوي ِة المتمثل ِة
ِ إلى فضا ِء
ت ض ْوالقيم اإلنساني ِة التي تم َّخ َ
ِ المفاهيم المستوحا ِة من ملحم ِة الطَّفِّ الخالد ِة
ِ ب
باستيعا ِ
قل االستعارةَ ،وأ َّما (سقيًا) وااليثار ،وق ْد وظَّ َ
ف لهذا النَّ ِ ِ موقف التَّضحي ِة والفدا ِء
ِ ْ
عن
رسول هللاِ (صلىِ ُر َم منهُ سبطُ
ك الذي ح ِ لنزول الما ِء ذل َ
ِ ِّين
فمن السُّقيا وه َي دعا ُء المحب َ
ِ
بنهج ِه النِّي ِِّر في
ِ هللاُ علي ِه وآل ِه وسلم) .وأَ َّما (حزنًا وصونًا) فقد جاءا توكيداً للتمس ِ
ُّك
العدل والحري ِة.
ِ قيم
والحفاظ على ِ
ِ غيان
الط ِمواجه ِة ُّ
ب الندا ِء يُفص ُح المباشر عبر أسلو ِ
ِ ب
الخبر إلى الخطا ِ
ِ ب
من أسلو ِ وبانتقال ذكي ْ
ٍ
فالحسين (علي ِه السَّال ُم) ِو ْت ٌر ل ْم تَ ُج ِد ال ُّدنيا بمثلِ ِه
ُ مطلع القصيد ِة،
ِ ال َّشاع ُر ع َّما ق َّدمهُ في
هين عن غد ِه ِم) ،وهو المتعالي على ك (اللاَّ َ ظام) ألولئ َامحين ال ِع ِ
َ ولن تجو َد ،و( ِعظةُ الطَّ ْ
عنع إليِ ِه النُّفوسُ الباحثةُ ِ نفس ِه قب ُرهُ مال ٌذ تَفز ُ
ت ِ ُّ
والطغا ِة و ُم ْف ِز ُعهُم ،وفي الوق ِ الظَّ َ
المين
َّالم والتَّحدي. ُّ
الطمأنين ِة والس ِ
تقديس الصُّ مو ِد
ِ المكان لِ
َ يعو ُد الجواهريُّ في قصيدت ِه بمشاع َر إنساني ٍة دافق ٍة مستدعيًا
ُ
ينبعث نسي ُم الع َّز ِة والكرام ِة واإلبا ِء، ت الجس َد الطَّاه َر
األرض الَّتي ض َّم ِ
ِ والثَّبا ِ
ت ،ف ِم ِن
79
من أرا َد الحريَّةَ ،وفي ثراهَا يُعفِّ ُر خ َّدهُ ْ
من يري ُد الثبات. فيَشمه ْ
أسئلةُ المناقش ِة:
تكوين شخصي ِة الجواهريِّ األدبي ِة ونضج ِه الفنِّ ِّي؟
ِ -1ما الذي أثَّ َر في
للشعر؟
ِ -2ما أث ُر البيئ ِة في توج ِه الجواهريِّ
-3بِ َم لُقِّ َ
ب الجواهريُّ ؟
-4ما أه ُّم ما يُميِّ ُز شع َر الجواهريِّ ؟
كيف كانت اللغةُ ال ّشعريةُ لدى الجواهر ِّ
ي؟ َ -5
الحسين (علي ِه السال ُم) على الطريق ِة الفكري ِة
ِ اإلمام
ِ ( -6القصيدةُ خي ُر ما قي َل في
ك.الحديث ِة) ناقشْ ذل َ
-7ما داللةُ (رعيًا وسقيًا) في القصيد ِة؟
وكيف؟
َ المكان في قصيدتِ ِه؟
َ -8هلْ وظَّ َ
ف الجواهريُّ
80
(للفرع األدبي فقط) النقد األدبي احلديث
(المذاهب األدبيةُ)
ُ
الكالسيكي ُة
81
خصائص الكالسيكي ِة:
ُ
الخيال
ِ ت
الواقع واالبتعا َد من نزوا ِ
ِ االقتراب ِمن
َ -1االعتما ُد على الحقيق ِة :وهذا يعني
الطبيعي ،فالطَّبيعةُ هي ال َّشي ُء الممت ُع
ُّ فالحقيقي هو الجمي ُل وهو
ُّ والهذيان،
ِ والوهم
ِ
ٌ
مقيت. مصطنع
ٍ و ُكلُّ
أن عقلَنَا هو ال َح َك ُم ال ُموجِّ هُ وب ِه نستطي ُع التميي َز َ
بين -2العقالنيّةُ :ترى الكالسيكيةُ َّ
غير ُ والمزيف ،وه َو الذي يمن ُعنَا ِم ْن ْ
مور ِالخيال واأل ِ
ِ تق إلى نزوا ِ أن ننسا َ ِ الحقيقي
ِّ
الواقعي ِة والمبالغ ِة في التَّ ِ
عبير.
يكون إلاَّ بدراس ِة القدما ِء،
ُ تكوين ال َملَك ِة العقلي ِة الصَّائب ِة ال
َ -3تقلي ُد القدما ِءَّ :
إن
ْ
واستطاعت أقرب منَّا إلى الطَّبيع ِة؛ ولذلك حللوها بمزي ٍد من البساط ِة، َ ألنَّهُم كانوا
الكثير من التَّغيرا ِ
ت السِّياسي ِة والدِّيني ِة واألخالقي ِة والفني ِة. ِ مؤلَّفاتُهُم ْ
أن تثبت أما َم
يتقن فنَّهُ ويَصْ قلَهُ حتّى يص َل إلى
أن َ الكالسيكي من ْ
ِّ الفني :ال ب َّد للكات ِ
ب ُّ -4اإلتقانُ
كلف والتَّصنُّ ِع.
بشرط المحافظ ِة على البساط ِة وعدم ِالتَّ ِ
ِ الكمال
ِ درج ِة
ت اإلنساني ِة( ،الحبِّ
الكالسيكيون إلى معالج ِة المشكال ِ
َ -5القي ُم االخالقيةُ :اتَّ َجهَ الكتَّابُ
وأخالقي
ٍّ جمالي
ٍّ مثال
ٍ صوغ
ِ والعقل) ،وهو ما أ َّدى إلى
ِ والبغض والهوى ،والغير ِة
ِ
م َّوح ٍد.
82
الكالسيكيةُ في األد ِ
ب العربي:
نماذج األد ِ
ب ِ كل القصيد ِة العربيّ ِة التّقليدي ِة ومحاولةُ إحيا ِء
هي المحافظةُ على َش ِ
ب بتعبير آخ َر هي الحفاظُ على الصُّ ِ
ور ال ِّشعريَّ ِة والص ِ
ِّيغ اللغويَّ ِة في األد ِ ٍ القديم ِة ،أو
االهتمام
ِ القديم ،فضلاً عن محافظ ِة ال ُّشعرا ِء على هَي ِ
ْكل القصائ ِد التّقليديّ ِة ،وإيال ِء ِ العربي
ِّ
والوزن والرويِّ.
ِ ضمين أم بالتصريع ،والتَّقيّ ِد بوحد ِة القافي ِة
ِ االستهالل سوا ًء بالتَّ
ِ ب ُحس ِْن
ومن أه ِّم هؤال ِء األُدبا ِء وال ُّشعرا ِء العر ِ
ب الذين مثَّلوا هذا اللون ِم َن الكتاب ِة (محمود ْ
سامي البارودي ،وأحمد شوقي ،وحافظ إبراهيم ،ومعروف عبد الغني الرُّ صافي،
وجميل صدقي ال َّزهاويّ).
حين
العشرين َ
ِ القرن
ِ هور من ُذ بدايا ِ
ت ُّ
بالظ ِ العربي
ِّ ت الكالسيكيةُ في األد ِ
ب وق ْد بدأ ِ
دهور وأصب َح فنًّا شكليًّا يُ ْعنَى
ِ ي بدأَ يسي ُر باتجا ِه التَّ وج َد بعضُ ال ُّشعرا ِء َّ
أن ال ِّشع َر العرب َّ
ومن هنا أخ َذ ال ُّشعرا ُء على
ْ ت،
ت وإخوانيا ٍ
اللفظي ،وأصب َح شع َر مناسبا ٍ
ِّ زويق
ِ بالتَّ
االزدهار التي شه َدهَا المجتم ُع
ِ عصور
ِ عاتِقِ ِهم َمهمةَ إحيا ِء ال ِّش ِ
عر العرب ِّي بالعود ِة إلى
صوص العربي ِة ومحاولةَ كتاب ِة
ِ الوصول إلى كتاب ِة قصائ َد تُعي ُد إحيا َء النُّ
ِ العربي بغيةَ
ُّ
العصور ال ُمتَ ِّ
أخر ِة. ِ ت في ِح ْقب ِة
النصوص التي ُكتِبَ ْ
َ ص تتجاو ُز
نصو ٍ
83
اسئلة المناقشة:
وأين؟ وما أساسُ بعثِ ِه؟
َ الكالسيكي؟
ُّ -1متى نشأ َ المذهبُ
الكالسيكي أدبُ الصَّفو ِة ال ُمختار ِة)
ُّ -2عللْ ( :األدبُ
ف الكالسيكيةَ ،ث َّم بي ِّْن بِ َم تَ َمثَّلَ ْ
ت ج ُذو ُرهَا؟ -3عرِّ ِ
أعالم الكالسيكي ِة؟
ِ -4اذكرْ أَبر َز
-5ما خصائصُ الكالسيكي ِة؟
-6ماذا تعني الكالسيكيةُ في األد ِ
ب العرب ّي؟
العربي؟
ِّ -7متى بدأَ ظهو ُر الكالسيكي ِة في األد ِ
ب
84
اجلزء الوحدة الثالثة
األول
األمل مفتاح النجاح
التَّ ْم ِه ْيدُ:
ُ
اإلنسان ذا كان قْ ،
فإن َ ق أو ال تتحقَّ ُ
ف عن َد ح ٍّد ،تتحقَّ ُ
اإلنسان كثيرةٌ ال تتوقَّ ُ
ِ ُ
طموحات
قت طموحاتُهُ و َحس َُن سعيُهُ ،وإال َّ
فإن طموحاتِ ِه ه َّم ٍة وعزيم ٍة ويأم ُل خيرًا في عملِ ِه تحقَّ ْ
ومرض ِه النَّ ْف ِس ّي الذي يجلبُهُ له التشاؤ ُم والسلبيةُ التي تُحيطُ ِ
بنفس ِه، ِ ُ
ستموت بخمولِ ِه
ت الطويلةَ ،وال يخشى طولَها وما فيها فاإلنسان المتفائ ُل يُحرِّ ُكهُ األملُ ،فيقط ُع المسافا ِ
ُ
نفس ِه مهما
َّعف إلى ِ أن يُحقِّ َ
ق أهدافَهُ ،قويًّا صلبًا ال يتسربُ الض ُ أجل ْ
ب من ِ
من صعا ٍ
تكن العواقبُ .
ِ
ص
ما قبل الن َّ ِّ
85
اح
ج ِْتاح الن َّ َ
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة :األ ُمل ِمف ُ
الدَّر ْ ُ
86
جمال الحيا ِة ،وم َع التَّرحا ِ
ب بابتسام ٍة جميل ٍة ،وم َع ِ االنفتاح على
ِ فاألم ُل يظلُّ حيًّا م َع
االستمتاع بالحيا ِة وم َع الحبِّ ،فهو لذا به حاجةٌ
ِ وبتالزم وجو ِد ِه م َع
ِ التَّ ِ
فكير اإليجابي،
إلى التنمي ِة دائ ًما.
ارتفاع متزاي ٍد ،ولذلك
ٍ ت االصاب ِة باألمراض الفتاكة اليو َم في المالحظُ َّ
أن معدال ِ
الوقت لكي نتعلَّ َم كيف نعيشُ في حياتِنا ،وكيف نتواصل مع العالم من حولِنا،
ُ حان
فقد َ
ت التي تنتابُنا ،فأكث ُر اآلخرين ،بل كيف تتعايش م َع هذ ِه الحاال َِ وكيف التعايش م َع
لنأن ه ِذ ِه هي النِّهايةُ ،وأنَّهُ ْ
نفوس ِهم َّ
ِ حين يصيبُهُم مرضٌ ُع َ
ضالٌ ،يتسرَّبُ إلى اس َالنَّ ِ
األمل يُمكنُهُ ْ
أن ِ ُضال هذاَّ ،
لكن المتفائ َل الذي هو صاحبُ المرض الع ِ ِ ت من قبض ِة يُفلِ َ
كانت هناك تجاربُ ْ مرض ِه ،وقد
ِ ب على ت بالتَّجْ ِرب ِة ،فيتغلَّ َ
يُغيِّ َر ه ِذ ِه المعادلةَ كما ثَبَ َ
نفوس ِهم،
ِ في األمل
ِ وحضور
ِ ص ّي بتفاؤلِ ِهم
المرض ال َع ِ
ِ للمتفائلين الذين تغلَّبوا على
َ
فالبش ُر ك ُّلهُم منفصل،
ٍ عالم
ٍ اآلخرين في
َ عن
يعيش بمنأى ِ
َ فاإلنسان اليستطي ُع ْ
أن ُ
والخوف،
ِ االختيار ،إ َّما بالمشارك ِة السلبي ِة
ِ وقادرون على
َ ببعض
ٍ متصلون بعضُهم
َ
اآلخرين لكي يُغيِّروا
َ ت
س وداخ َل ذا ِ ث عن كلِّ ما هو إيجاب ّي داخ َل النَّ ْف ِوإ َّما بالبح ِ
العال َم من حولِ ِهم.
ُ
يموت؟ أن يبقى األم ُل حيًّا ال أجل ْ
إذن ،ما نفع ُل من ِ ْ
نج َزها في حياتِك األهداف الَّتي تُري ُد ْ
أن تُ ِ ِ كير نح َوك في التَّ ْف ِ
داو ُم على إيجابيتِ َكيف تُ ِ
ُ
يموت؟ والتي بها يظلُّ األم ُل حيًّا ال
باالمتنان؛ ألنَّها متاحة
ِ يكون ذلك بأن نصب التركيز في األشيا ِء التي تجعلُنا نشع ُر ُ
ُ
أحسن اإلنسان أنَّهُ
ُ أن يُف ِّك َر
والمسكن الذي نُقي ُم فيه ،أي ْ
ِ والطعام الذي يكفينا
ِ لنا كالما ِء
بتفكيرنا في
ِ بالمثل عن َدما نُر ِّك ُز
ِ حيط بِ ِه ،واألم ُل يعيشُ
العالم ال ُم ِ
ِ غير ِه في
ِ حالاً ْ
من
بتفكرنا في األشيا ِء
ِ االهتمام والعناي ِة بهم ،فالتَّركي ُز
ِ بعض
ِ بتقديم
ِ الذين نُحبُّهم
َ األشخاص
ِ
األمل حيًّا .ثم نتواصل مع االخرين ِ الجميل ِة التي تُو َج ُد في حياتِنا هي ِمفتا ٌح لبقا ِء
الخوف والعزل ِة ،بمشاركتِ ِهم أحال َمك التي تُغ ِّذي
ِ باآلخرين ونتفاعل م َعهُم بدلاً من حيا ِة
َ
أن تختا َر األصدقا َءممكن تحقيقُهُ ،وعليك ٌْ آمالَك ،فبمجر ِد ْ
أن تختا َر األم َل فكلُّ شي ٍء
ك إلاَّ
ُريدون ل َ
َ ك األم َل ،أ َّما أصدقا َء السُّو ِء فَتجنَّبْ ؛ ألنَّهُم ال ي
ُحيون في َ
َ الذين ي
َ اإليجابيين
87
َ
تلهث يكن لديك أم ٌل في الحيا ِة فما معنى ْ
أن الضر َر ،يصيّرون حياتَك ظال ًما ،وإذا لم ْ
الوصول إلى بمتغاك في حياتِك العلميَّ ِة
ِ قدر من التق ُّد ِم العلم ّي أو محاول ِة
إحراز ٍ
ِ ورا َء
فلن يُصبِ َح أليِّ شي ٍء في الحياة معنى!! أو العملي ِةْ ،
حال بعينِ ِه ،فهناك وأن الحياةَ ال تتوقَّ ُ
ف عن َد ٍ أن ك َّل شي ٍء يمرُّ َّ ، ف َّ أن نَ ِ
عر َ وعلينا ْ
أوقات عصيبةٌ وبع َدها تأتي االنفراجةُ ،وكلُّ شي ٍء يمرُّ لتَظه َر أحال ُمك من جدي ٍد ومن
ٌ
ثم يحيا بها األملُ.
مشاعر ِه في
ِ المستقبل ،ويُؤثِّ ُر في
ِ اإلنسان على المدى البعي ِد أي
ِ فاألم ُل يُش ِّك ُل حياةَ
خص ومن ثمِ ق حالةً إيجابيةً لدى ال َّش التفاؤل َّ
فان األم َل يخل ُ ِ الحاضر ،وعلى شاكل ِة ِ
يُف ِّك ُر تفكيرًا إيجابيًا في توقعاتِ ِه وفي أهدافِ ِه وفي مواقفِ ِه المستقبلي ِة كافةً.
ت على النحو أكث َر فعاليةً وأكث َر المشكال ِ
اإلنسان قادرًا على مواجه ِة َ األم ُل يجع ُل
ص َل إليها لحلِّ اإليجابي ِة التي يُم ِك ُن ْ
أن يَ ِ النتائج
ِ مرونةً ويُعطي ِه القدرةَ على تخي ُِّل
خص إذ
ِ المواقف الجديد ِة على ال َّش
ِ الكتشاف
ِ ت ،واألم ُل يفت ُح ال ِّذ َ
هن ت واألزما ِالمشكال ِ
يتعلَّ ُم منها ما يعزز خبراتِ ِه.
مفهوم
ِ ُ
مواصفات األمل بوصفِ ِه حالةً شعوريةً لن تنطب َ
ق عليه ِ إذا تح َّد ْثنا ِ
عن
للموقف الذي يتعرَّضُ له ال َّش ْخصُ ،وهو
ِ المشاعر ،فالمشاع ُر تلقائيةٌ وتأتي ر َّد ٍ
فعل ِ
الجهاز العصب ّي،
ِ ت في الحال ِة الجسديَّ ِة والسلوكيَّ ِة له نتيجةً الستجاب ِة
ما يسبب تغيرا ٍ
موقف ما،
ٍ الفعل الذي سيتخ ُذهُ تجاهَ
ِ ت فوري ٍة عن ر ِّد اإلنسان بمعلوما ٍ
َ فالمشاع ُر تم ُّد
أن من للمشاعر وجدنا ّ
ِ بالمعايير المحدد ِة
ِ األمل ال يفي ِ أن مفهو َم الرغم من َّ
ِ فعلى
ب بها ال َّشخصُأن يتغلَّ َ
السبل التي يُم ِك ُن ْ
ِ المتعارف عليه كما يُح ِّد ُدهُ الخبرا ُء بأنَّهُ أح ُد
ِ
ومزاج ِه السّلب ّي ،فاألم ُل حالةٌ إدراكيةٌ تخل ُ
ق حالةً مزاجيَّةً إيجابيَّةً يستمرُّ ِ على إحباطاتِ ِه
ُ
يكون م َع ي الذي افتقار ِه إلى ر َّد ٍ
فعل فور ّ ِ الرغم من
ِ ويل علىتأثيرها على المدى الطَّ ِ
المشاعر األخرى زيادة على أنَّهُ يتميَّ ُز منها ْ
بأن يُح ِّد َد الشخصُ نظ َرهُ في الحيا ِة. ِ
88
فاألم ُل عــال ٌج بدي ٌل مـــن األدويــــ ِة
ص
في أثنا ِء الن َّ ِّ
توالعقاقير الطّبي ِة التي تُبري حاال ِِ
تعبير(( :فاألم ُل ٍ الحظ ماجا َء في النصِّ من ْ ت األدويةُ والقلق ،فإذا كان ِ ِ ب
االكتئا ِ
آثار جانبي ٍة نفس ٌّي بدي ٌل من دون أي ِة ٍ اآلخر عال ٌج ِ ِ ب
يكون لها على الجان ِ ُ تشفي
تأثير
ٍ بعضُ اآلثار الجانبي ِة التي تقلق وباالعتما ِد عليه ال يتولَّ ُد م َعهُ أيُّ
ِ
ُ
نفس ٌّي بدي ٌل من إدمان ّي – فاألم ُل يُحافِظ على صح ِة الجس ِد الشخص ،فاألم ُل عال ٌج ِ َ
فس أن النَّ َ س ))...إذ يُشي ُر الى َّ ْ ْ
والعقل والنَّف ِ
ِ آثار جانبي ٍة وباالعتما ِد عليه دون أية ٍ
كالبدن الَّذي يحتا ُج الى ِ عالج
ٍ ال يتولَّ ُد م َعهُ أيُّ تأثير إدمان ّي ،فاألم ُل تحتا ُج إلى
ٍ
عن يختلف ْ
ُ س ْ
ولكن عال َج النَّف ِ َّ العقاقير،
ِ والعقل
ِ يُحافِظُ على صح ِة الجس ِد
بالعالج الرُّ وح ّي ،كالتَّ ِ
رفع ِ بأن تُعال َج والنَّ ْفس ،وهللِ َدرُّ هُ م ْن قال( :ال تيأسْ ،ذلك ْ
َ ِ
الفضائل التي َّ
ت الذميم ِة وتع ّو ِد عن الصفا ِ
ِ ِ تاح في مجموع ِة يكون آخ ُر ِم ْف ٍ ُ فعادةً ما
النفس َ النفس مطمئنةً ،حتى تُس َّمى َ ب) ،تجع ُل لفتح البا ِ المناسب
َ المفاتيح هو
ِ ِ
ب حتى بنور القل ِ ِ األمل ،وكلٌّ يَحتا ُج إلى المطمئنةَ وهي التي تتن ّو ُر ِ صن ُو فالصب ُر ِ
باألخالق
ِ إن ُك َّل هذا الذي م َّر بنا تنخل َع صفاتُها الذميمةُ وتتخلَّ َ
ق اآلخر ويُرافقُهَُّ . ِ
نعني به األم َل الذي يص ُل بنا إلى حيا ٍة الحميد ِة.
وبروح مؤمن ٍة ،وتُكلَّل نهاياتُهُ ٍ مطمئن ٍة
بنجاح ينف ُع المجتم َع ويرتقي به. ٍ
أن هناك أملاً مذمو ًما ،وهو ال يرتضيه هللاُ وأنبياؤهُ لنا تعرف َّ
ُ حين
َ لكنَّك ستستغربُ
وال العقال ُء ،وهو ذلك األم ُل الذي يضي ُع م َعهُ كلُّ شي ٍء ،تضي ُع م َعهُ الحياةُ ب ُر ّمتِها ،وال
يكون لنا من اآلخر ِة نصيبٌ ،وتستحي ُل م َعهُ الحياةُ خرابًا ،قال تعالىَ (( :ذرْ هُ ْم يَأْ ُكلُوا ُ
يكون في ُ ُ
اإلنسان ون))(الحجر )3:ففيه شرٌّ ،وم َعهُ ف يَ ْعلَ ُم ََويَتَ َمتَّعُوا َوي ُْل ِه ِه ُم الأْ َ َم ُل فَ َس ْو َ
مصاف الحيوانيَّ ِة ،ال يُرت َجى منه خيرٌ ،قال تعالى(( :فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ فَ َزا َدهُ ُم للاهَّ ُ ِ
ُون))(البقرة ،)10:وانظرْ إلى ما قاله اإلما ُم ٌّ
علي َم َرضًا َولَهُ ْم َع َذابٌ أَلِي ٌم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِذب َ
فإن اتِّبا َع
األمل َّ ..
ِ اثنين هُما ..اتِّبا ُ
ع الهَ َوى وطو ُل ِ ُ
((أخاف عليكم من (عليه السال ُم):
ُنسي اآلخرةَ)) ،فاألم ُل هذا سيِّ ٌئ تضي ُع م َعهُ
األمل ي ِ
ِ ق ..وطو َل الهَ َوى يص ُّد ِ
عن الح ِّ
ال ُّد ْنيا واآلخرةُ.
89
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
َمجْ بُولٌ :يُقَالَُ :جبَ َل هللاُ فالنًا على الشي ِء ،أي فَطَ َرهُ وطَبَ َعهُ عليه.
األمر :حثّه عليه وح َّر َكهُ ،و َدفَ َعهُ إليه.ِ يَحْ ف ُز :حفَزه الى
نان :تَ َر َكهُ يفع ُل ما يشا ُء.
ق له ال ِع َ ال ِعنانْ :
أطلَ َ
عضلة :التي ال ح َّل لها. ضال :دا ٌء ُع َ
ضالٌ ،ال دوا َء لهُ .ومثله ال ُم ِ ُع َ
تحقيق
ِ للفشل في
ِ والعجز نتيجةً
ِ واليأس
ِ بالحزن
ِ إحباط ،وهو شعو ٌر
ٍ إحباطات :جم ُع
كان يُر َجى تحقيقُهُ.
هدف َ
ٍ
ين اآلتيتَ ِ
ين: استعملْ معج َمك اليجا ِد معاني الكلمتَ ِ
تَ ْلهَث ،تُكلَّل.
نشاط
ٌ
واالستيعاب
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
األمل؟ تح َّد ْ
ث ِ لمفهوم
ِ أن تُح ّد َد اآلثا َر اإليجابيةَ
في ضو ِء قراءتِك النصَّ هل تستطي ُع ْ
النفس.
ِ جوانب أخرى غير ما ُذ ِك َر من عالجا ِ
ت َ عن
90
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
التقديم والتأخير
ِ أسلوب
ُ
فائدة
أوال -تقدمي ُ اخلب ِر على املبتدأ ِ
ُ
كان المبتدأ ُمع َّرفًا بـ(ال) َ ان
التقديم كان الحك ُم الجوا َز في َ أن يأت َي أوال ثم يُ ْعقِبَه الخب ُر األص ُل في المبتدأ ْ
ِ
ك) والتأخير ،فنقولُْ :
(الفَضْ ُل لَ َ ولكن الخب َر أحيانًا يُق َّد ُم على المبتدأِ لسب ٍ
ب َّ ثانيًا،
ِ
الخبر جائ ًزا كما في و(لَ َ
ك ْالفَضْ لُ). ِ ُ
يكون تقدي ُم معنويّ ،ومرةً
أن يُق َّد َم الخب ُرفيمكن ُْ قولِنا( :النَّ َجا ُح لِ ْل ُمتَفَائِلِ َ
ين)،
ولكن الخب َر في مواض َع يُق َّد ُم على
َّ ين النَّ َجاحُ) لمعنًى من المعاني، فنقول( :لِ ْل ُمتَفَائِلِ َ
المبتدأِ وجوبًا ،وهي:
َ
رجعت المقدم ،فإذا
ِ الخبر
ِ بعض
ِ المؤخر ضمي ٌر يعو ُد على ِ -1إذا اتَّص َل بالمبتدأ
وجدت العبارةَ (لِألَ َم ِل ُحضُو ُرهُ) ،فالمبتدأُ ( ُحضُو ُرهُ) اتَّص َل به
َ الى نصِّ المطالع ِة
(لألمل) ،وهنا ال يجو ُز ْ
أن نقد َم ِ الخبر المق َّد ِم
ِ بعض
ِ ضمي ٌر وهو (الهاء) يعو ُد على
جائز ْ
أن يعو َد ٍ الخبر ،فنقو َلُ ( :حضُو ُرهُ لِألَ َم ِل)؛ ألنهُ غي ُر ِ المبتدأَ (حضوره) على
متأخر
ٍ حيث اللفظُ ستعي ُد الضمي َر الى ُ متأخر لفظًا ورتبةً ،فأ َ ْن َ
ت من ٍ الضمي ُر الى
ُ
حيث وهو (لألمل) ،ومن
الرُّ تبةُ َّ
فإن الخب َر يأتي بع َد المبتدأِ وهذا غي ُر
المثال االمثلة اآلتية :قال تعالى« :أَفَلاَ يَتَ َدبَّرُو َن ْالقُرْ آَ َن أَ ْم َعلَى قُلُو ٍ
ب ِ جائز ،نظير هذاٍ
أَ ْقفَالُهَا» (محمد)24:
وقولنا( :في ْالفَ ِ
ض ْيلَ ِة ثَ َوابُهَا)،
ان َسرْ ُجهُ) وغي ُر ذلك.
ص ِو(في ْال َم ْز َر َع ِة فَلاَّ حُوهَا) ،و( لِ ْل َعا ِم ِل أَجْ ُرهُ) ،و(على ْال ِح َ
91
فائدة كان الخب ُر شبهَ جمل ٍة والمبتدأُ نكرةً
-2إذا َ
بشرط ألاَّ
ِ غي َر ُمضاف ٍة وال موصوف ٍة،
ت النكرةُ مضافةً أو موصوفةً
لو كان ِ
استفهامُ ،ع ْد الى
ٍ ق الجملةُ بنفي أو
تُسب َ
الخبر أوِ تقديم
ِ لكان الحك ُم جوا َز َ
النصِّ تج ْد عبارةَ( :فِ ْي ِه َشرٌّ) الخب ُر فيها
تأخير ِه كقولِناِ ( :ع ْن ِدي َسيَّا َرةٌ َح ِد ْيثَةٌ)، ِ
مقد ٌم وهو الجارُّ والمجرو ُر (فيه)،
فيجو ُز القولَُ ( :سيَّا َرةٌ َح ِد ْيثَةٌ ِع ْن ِدي)،
والمبتدأُ نكرةٌ غي ُر مضاف ٍة وال موصوف ٍة
ق) ،يجو ُز ض َد ِة قَلَ ٌم أَ ْز َر ُ
ق ْال ِم ْن َ
و(فَ ْو َ
ُ
يكون الخبر
ِ وهو (شرٌّ) ،وهنا تقدي ُم
ض َد ِة)، ق ْال ِم ْن َ ق فَ ْو َ القولُ( :قَلَ ٌم أَ ْز َر ُ
يكونُ ألن المبتدأَ في العربي ِة ال واجبًا؛ َّ
وفي االضاف ِة( :في ْالقَا َع ِة طَالِبُ
المراحل السابقة نكرةً كما م َّر بك في
طالِبُ ِع ْل ٍم فِي ِ ِع ْل ٍم) ،فيجو ُز القولَُ ( : ِ
يكون معرفةً .نظير َ وأنَّه ال ب َّد ْ
أن
ْالقَا َع ِة) ،وهكذا.
المثال ما ور َد في نصِّ المطالع ِة ِ هذا
القو ُل الكري ُم ((فِي قُلُوبِ ِه ْم َم َرضٌ ))،
فالمبتدأُ ( َم َرضٌ ) جا َء نكرةً ال مضافةً وال موصوفةً ،والخب ُر شبهُ جمل ٍة من الجارِّ
والمجرور (فِي قُلُوبِ ِه ْم) فتقد َم وجوبًا ،ومث ُل ذلك األمثلةُ اآلتيةَُ ( :علَى ال َّش َج َر ِة طَائِرٌ) ِ
الظرف،
َ ات) وغيرُها ،وشبهُ الجمل ِة يشم ُل أيضا ح هَ ِديَّةٌ) و(لِ ْل َجنَّ ِة َد َر َج ٌ اج ِو(لِ ْلنَ ِ
ي ِكتَابٌ )، والمجرور ،ومن ذلكِ ( :ع ْن ِدي َسيَّا َرةٌ) ،و(لَ َد َّ
ِ والحك ُم نف ُسهُ كما هو للجارِّ
ق ْال ِم ْن َ
ض َد ِة قَلَ ٌم). و(فَ ْو َ
الكالم كـ(أسماء االستفهام) ،أي ِ األلفاظ التي لها الصدارةُ في ِ كان الخب ُر من
-3إذا َ
أول الجمل ِة ،فيتق َّد ُم الخب ُر وجوبًاُ ،ع ْد إلى النصِّ تج ِد العبارةََ ( :ما األَ َملُ؟)،
تأتي في ِ
االستفهام يُستفهَ ُم بها عن (غير العاقل) كما هي في
ِ ت
أن (ما) من أدوا ِ وقد م َّر بك َّ
رفع؛ ألنَّه
ٍ االستفهام هنا (ما) جا َء خبرًا مقد ًما في محلِّ
ِ المثال المذكور انفًا ،فاس ُم
الكالم ،ومث ُل ذلك قولُناَ ( :ما ْالبَلاَ َغةُ؟) ،و( َمتَى ِ األلفاظ التي لها الصدارةُ في
ِ من
ك) ،ومثا ُل ما ور َد في ك؟) ،و(أَي َْن ِكتَابُ َ
ْف َحالُ َْف ْال َحالُ؟) ،أو ( َكي َ
ان؟) ،و( َكي َ
اال ْمتِ َح ُ
االستفهام في هذه
ِ ْف التَّفَا ِع ُل َم َع اآل َخ ِري َْن؟) ،فكلُّ اسما ِء
نصِّ المطالع ِة أيضا ( َكي َ
األمثل ِة هي أخبا ٌر مقدمةٌ وجوبًا على المبتدأِ.
92
فائدة يكون المبتدأُ محصورًا ،كقولِ ِه تعالى: َ أنْ -4
((إِنَّ َما َولِيُّ ُك ُم للاهَّ ُ َو َرسُولُهُ َوالَّ ِذ َ
ين آَ َمنُوا
والحصر هي
ِ القصر
ِ ُ
أدوات
ون ال َّز َكاةَ َوهُ ْم
صلاَ ةَ َوي ُْؤتُ َ
ون ال َّ الَّ ِذ َ
ين يُقِي ُم َ
وحرف النَّفي ،و(إلاَّ ) أداةُ
ُ (إنَّما)
ُون))(المائدة )55:وكقولنا: َرا ِكع َ
أو االستثنا ِء الملغاةُِ ،
أو الحصر ِ
ِ
(إنَّ َما ْال َخ ِطيْبُ َعلِ ٌّي) ،و( َما ال َّشا ِع ُر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي)،
االستفها ُم المرا ُد به النف ُي كما
الخبر
ِ فهنا المقصو ُد حص ُر المبتدأِ وقص ُر
نقولُ :هَلْ َشا ِع ٌر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي ،أي:
دون
صهُ به َ التقديم تخصي ُ ِ عليه ،فالغرضُ من
َما َشا ِع ٌر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي.
األخبار .فـ(وليُّكم) ِ ب تقدي ُم
سواه ،ولذا َو َج َ
ت التي هي لفظُ الجالل ِة (هللا) و(الخطيبُ ) و(الشاعرُ) أخبا ٌر مقدمةٌ وجوبًا على المبتدآ ِ
و(المتنبي).
ُّ و(علي)
ٌّ
93
الظاهرةُ ،ومثلُهُ قولُهُ تعالى(( :فَأ َ َّما ْاليَتِي َم فَلاَ تَ ْقهَرْ (َ )9وأَ َّما السَّائِ َل فَلاَ تَ ْنهَرْ ()))10
مان وجوبًا على فعلَيهما. مفعوالن ُمق َّد ِ
ِ (الضحى) فـ(اليتي َم والسائ َل):
َ
عدت الى نصِّ أمر مقترنًا بالفا ِء ،يُق َّد ُم وجوبًا ،فلو المفعول فع َل ٍ ِ كان فع ُل
-2إذا َ
لوجدت الجملةَ( :األَ َم َل فَا ْبتَ ِغ ،والتَّ َشاؤ َم فَتَ َجنَّبْ ) ،فيها (األم َل) مفعو ٌل به
َ المطالع ِة
بالمفعول والتوكي ِد ،وق ِد ِ االهتمام والعناي ِة
ِ لغرض
ِ (فابتغ) ،والتقدي ُم
ِ مقد ٌم على فعلِ ِه
ب (أ َّما) الشرطي ِة المحذوف ِة جوا ًزا، األمر بالفا ِء الرابط ِة الواقع ِة في جوا ِ
ِ اقترن فع ُل
َ
ومثلُهُ كلمةُ (التشاؤ َم) في العبار ِة االخرى ،وكذلك قولُهُ تعالى(( :بَ ِل للاهَّ َ فَا ْعبُ ْد
َو ُك ْن ِم َن ال َّشا ِك ِر َ
ين))(الرعد ،)66:فتقديم لفظ الجاللة (هللا) لغرض االختصاص،
أي :أعبد هللا دون غيره.
المقترن بالفا ِء.
ِ األمر
ِ فلفظُ الجالل ِة (هللا) مفعو ٌل به مقد ٌم وجوبًا على فعلِ ِه ِ
فعل
فائدة األلفاظ التي لها
ِ كان المفعو ُل به من
-3إذا َ
االستفهام
ِ الكالم ،نح ُو أسما ِء
ِ الصدارةُ في
االستفهام كـ( َم ْن ،و َم ْن ذا، ِ أسما ُء
الشرطُ ،ع ْد الى النصِّ تج ِد العبارةَ ِ وأسما ِء
وما ،وماذا ،وأيّ ،وكم) ،وأسماء
( َما نَ ْف َع ُل ِم ْن أَجْ ِل أَ ْن يَ ْبقَى األَ َم ُل َحيًّا
الشرط ( َم ْن ،وما ،وأيّما ،أيّاما،
مت (ما) ت؟) فَقَ ْولُهَُ :ما نَ ْف َعلُ؟ تق َّد ْ لاَ يَ ُم ْو ُ
ومهما) تُعربُ مفعولاً به مقد ًما إذا
يستوف مفعولَهُ. ِ تالها فع ٌل متع ٍد لم
العاقل على ِ االستفهاميةُ الدالةُ على ِ
غير
فكان اس ُم َ مستوف لمفعولِ ِه
ٍ الفعل وهو غي ُر ِ
التقديم العمو ُم،
ِ يمكن تأخي ُرهُ والغرضُ من ُ االستفهام مفعولاً ب ِه له مقد ًما وجوبًا وال ِ
ون))ومن ذلك قولُهُ تعالىَ (( :وا ْت ُل َعلَ ْي ِه ْم نَبَأ َ إِ ْب َرا ِهي َم إِ ْذ قَا َل لأِ َبِي ِه َوقَ ْو ِم ِه َما تَ ْعبُ ُد َ
ب مفعو ٌل االستفهام (ما) في مح ِّل نص ٍ ِ (الشعراء )70-69:فقولُهُ :ما تعبدون؟ اس ُم
األلفاظ التي لها الصدارةُ وال يجو ُز تأخي ُرهُ. ِ بِ ِه مقد ٌم وجوبًا على فعلِ ِه ،ألنَّه من
الشرط قولُهُ تعالى(( :ما نَ ْن َس ْخ ِم ْن آيَ ٍة أَ ْو نُ ْن ِسها نَأْ ِ
ت بِ َخي ٍْر ِم ْنها أَ ْو ِم ْثلِها ِ اسم
ومثا ُل ِ
مبني في محلِّ ٌّ شرط
ٍ أَلَ ْم تَ ْعلَ ْم أَ َّن للاهَّ َ َعلى ُكلِّ َش ْي ٍء قَ ِديرٌ))(البقرة )106:فـ(ما) اس ُم
للفعل (ننسخ).
ِ ب مفعو ٌل بِ ِه مقد ٌم وجوبًا
نص ٍ
94
ب اتصالُهُ بفعلِ ِه ،كالذي ب منفصلاً لو تأ َّخ َر ل َو َج َ كان المفعو ُل به ضمي َر نص ٍ -4إذا َ
ك أَحْ تَ ِر ُم) ،فلو أ َّخ َر المتكلِّ ُم الضمي َر ص ِد ْيقِيَ ،وإِيَّا َك أُحبُّ يَا ََو َر َد في النصِّ ( :إِيَّا َ
ك .فـ(إيَّاك) ضمي ُر ك ،وأَحتر ُم َ ب اتصالُهُ بفعلِ ِه ،فقا َل :أُ ِحبُّ َ الفعل ل َو َج َ
ِ (إيَّاك) بع َد
ب مفعو ٌل بِ ِه مقد ٌم وجوبًا .ومث ُل ذلك قولُهُ تعالى:
مبني في محلِّ نص ٍ
ٌّ ب منفص ٌل
نص ٍ
مبني في محلِّ
ٌّ ين)) (الفاتحة .)5-4:فـ(إيَّاك) ضمي ٌر منفص ٌل ك نَ ْستَ ِع ُ
ك نَ ْعبُ ُد َوإِيَّا َ
((إِيَّا َ
الفعل :نعب ُدك
ِ ب اتصالُهُ فيب مفعو ٌل بِ ِه مقد ٌم وجوبًا ،ولو تأ َّخ َر الضمي ُر ل َو َج َ نص ٍ
ونستعينُك ،والتقدي ُم هنا يُفي ُد االختصاص ،أي نخصُّ ك بالعباد ِة واالستعان ِة.
ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد:
-1يُق َّد ُم الخب ُر على المبتدأِ وجوبًا في أربع ِة مواض َع ،هي:
المقدم( :في ْال َم ْز َر َع ِة ِ الخبر
ِ بعض
ِ -إذا اتَّصل بالمبتدأ المؤ َّخ ِر ضمي ٌر يعو ُد على
فَلاَّ حُوها).
بشرط ألاَّ تُسب َ
ق ِ -إذا كانَ الخب ُر شبهَ جمل ٍة والمبتدأُ نكرةً غي َر مضاف ٍة وال موصوف ٍة،
ان َسرْ جٌ). ص ِ استفهامَ ( :علَى ْال ِح َ
ٍ الجملةُ بنفي أو
الكالم كـ(أسماء االستفهام)َ ( :ما ِ األلفاظ التي لها الصدارةُ في ِ -إذا كانَ الخب ُر من
ْالبَلاَ َغةُ؟)
-أن يكونَ المبتدأُ محصورًاَ ( :ما َشا ِع ٌر إلاَّ ْال ُمتَنَبِ ُّي).
-2يُق َّد ُم المفعو ُل به على فعلِ ِه وجوبًا في أربع ِة مواض َع ،هي:
-إذا كانَ واقعًا بع َد (أ َّما) الشرطي ِة ،أو الشرطي ِة التفصيلي ِة مباشرةً وفعلُهُ واق ٌع في
جوابِها( :أَ َّما أَصْ ِدقَا َء السُّو ِء فَتَ َجنَّبْ ).
أمر مقترنًا بالفا ِء ،يُق َّد ُم وجوبًا( :األَ َم َل فَا ْبت َِغ). المفعول فع َل ٍ
ِ -إذا كانَ فع ُل
االستفهام
ِ الكالم ،نح ُو أسما ِء ِ األلفاظ التي لها الصدارةُ في ِ -إذا كانَ المفعو ُل به من
الشرطَ ( :ما نَ ْف َعلُ؟) و( َما تَ ْق َر ْأ تَ ْستَفِ ْد ِم ْنهُ).
ِ وأسما ِء
كب اتصالُهُ بفعلِ ِه (إيَّا َ ب منفصلاً لو تأ َّخ َر ل َو َج َ -إذا كانَ المفعو ُل به ضمي َر نص ٍ
أَحْ ت َِر ُم).
95
تقومي اللسان:
ف َم ْنسُوجٌ)؟ ف َم ْنس ٍ
ُوج) أم (ال َّسجَّا َدةُ ص ُْو ٌ (ال َّسجَّا َدةُ ِعبَا َرةٌ َع ْن ص ُْو ٍ
ف َم ْنسُوجٌ.
قل :ال َّسجَّا َدةُ ص ُْو ٌ
ف َم ْنس ٍ
ُوج. وال تقل :ال َّسجَّا َدةُ ِعبَا َرةٌ َع ْن ص ُْو ٍ
الجمل التَّعْريفيَّ ِة تُ َع ُّد
ِ اصر في
ِ ألن تعبي َر ( ِعبَا َرة َع ْن) التي تَ ِر ُد في التَّع ِ
ْبير ال ُم َع السببُ َّ :
ب. َح ْش ًوا يُم ِك ُن االستغنا ُء َع ْنهُ ،فضالً عن أنها غير واردة في ِ
كالم العر ِ
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
ك أَحْ تَ ِر ُم).
ض ْيلَةٌ)(إيَّا َ
ك فَ ِ
(فِ ْي َ
تذكر
تعلمت
96
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
مرينات
ُ التَّ
التمرين ()1
التمرين ()2
ص التَّالِيَ ِة تَقَ َّد َم الخب ُر على المبتدأِ ،والمفعو ُل به على فعلِ ِه ُو ُجوبًا بيِّنْ صو ِ في النُّ ُ
ب التَّ ِ
قديم: سبَ َ
َ
ِم ْن بع ِد َما أَ ْنشب َْن ف َّ
ي َم َخالِبَا ْف ال َّر َجا ُء ِم َن ْال ُخطُو ِ
ب تَ َخ ُّلصًا -1قا َل المتنبيَ :كي َ
ت لَ َجا َجتُهُ ا ْنتِها ُء وإن طَالَ ْ
ْ لَقَ ْد طَالَ ْعتُها َولِ ُكلِّ شي ٍء -2قا َل ال َّشاعرُ:
ْس تُ َ
ضا ُم ضا َم ْت ِك َواأليَّا ُم لَي َ
َ ت بِ ِك األَيَّا ُم يَا َدا ُر َما فَ َعلَ ْ -3قا َل ابو نواس:
ب تَ ُزو ُر ي فتًى بَ ْع َد ْال َخ ِ
ص ْي ِ فأ َّ ب ِر َكابُنا ص ْي ِض ْال َخ ِ -4قا َل ابو نواس :إِذا لَ ْم تَ ُزرْ أَرْ َ
ات َغ ْد ِر ال َّد ْه ِر في كلِّ وجه ٍة ت َم َسافَ ُ َّاك يَ ْه َوى ْالقَ ْلبُ َم ْه َما تَطَا َولَ ْ
-5قا َل ال َّشاعرَُ :وإي ِ
ك ُمنَ ِّغصُ اللَ ّذا ِ
ت لَو قَد أَتا َ ك ُح َّجةٌ -6قا َل أَبُو ْال َعتَا ِهيَةََ :ما َذا تَقُو ُل َولَ َ
يس ِع ْن َد َ
97
التمرين ()3
ب:
يجب تقدي ُمهُ على المبتدأِ ،م َع ذك ِر السب ِ ُ عيِّنْ في ا ْل ِعبار ِة التَّالي ِة ك َّل خب ٍر
بعيدين
َ يل والنَّ ِ
هار من اللَّ ِضا ُء اآلبا ِء وقتًا طويلاً َ ((في حياتِنا المنزلي ِة نَ ْقصٌ َ ،سبَبُهُ قَ َ
ق بينَهُباألطفال إذا لم ي َر الطف ُل أباهُ إلاَّ قليلاً ؟ وما الفر ُ ِ فأين العنايةَُ من منازلِهم، ْ
وللتهاون في
ِ فلإلهمال عاقبتُهُ،
ِ ق َم ْن يَهَبُ حياتَهُ لول ِد ِه وأُسرتِ ِه، اليتيم؟ إنَّما ال َّشفِي ُ
ِ وبين
َ
ب سُو ُء َم َغبَّتِ ِه)).
الواج ِ
التمرين ()4
يجب فيه
ُ جار ومجرو ٍر ،وبيِّنْ ما
بظرف ،أو ٍّ
ٍ اسم من األسما ِء التالي ِة
أخبر عن ك ِّل ٍ
ْ
يجب:
ُ تقدي ُم الخب ِر ،وما ال
ك كثيرٌ ،حديقةٌ ،صورةُ فتا ٍة ،الغال ُم ،نجو ٌم. َ
طائِرٌَ ،س َم ٌ
التمرين ()5
التقديم:
ِ التراكيب التاليةَ أخبا ًرا واجبةَ َ اجعل
ِ
ف ْال َم ْن ِز ِل -لِ ْل َحقِّ.
بَ -علَى األَ ِر ْي َك ِةَ -خ ْل َ
ت ْال ِو َسا َد ِة -في ْال ُك ْو ِ
ق ْال َمائِ َد ِة -تَحْ َفَ ْو َ
التمرين ()6
ض الخب ِر:
ب م َّما يأتي خب ًرا لمبتدأ يشتم ُل على ضمي ٍر يعو ُد على بع ِ
اجع ْل ك َّل تركي ٍ
س ْال ِع ْل ِم
لِ َم َجالِ ِ
ب َّ
الذ ْن ِ
ب اح ِ ص ِ
لِ َ
َعلَى ْال ُم ِسي ِء
َم َّما تُباهَى بِ ِه ْالبِ ْن ُ
ت.
98
التمرين ()7
التمرين ()8
التمرين ()9
أعرب ما تحتَهُ خ ٌّ
ط: ْ
ك نَجْ ِزي الظَّالِ ِم َ
ين)) أ -قال تعالى(( :لَهُ ْم ِم ْن َجهَنَّ َم ِمهَا ٌد َو ِم ْن فَ ْوقِ ِه ْم َغ َوا ٍ
ش َو َك َذلِ َ
(األعراف)41:
ب -قال تعالىَ (( :م ْن يُضْ لِ ِل للاهَّ ُ فَلاَ هَا ِد َ
ي لَهُ))(األعراف)186:
99
التمرين ()10
التقديم:
ِ واجب
َ الجمل التالي ِة المفعو ُل بِ ِه ُمق َّد ٌم جوا ًزا على فعلِ ِه ،اجع ْلهُ
ِ في
صلْ َ ،و ُحقُوقَهُم أَ ْع ِط.
أ -إِ ْخ َوانَك ِ
بْ -ال ِع ْل َم التمسْ ،واألَ ْخلاَ َ
ق هَ ِّذبْ .
جْ -ال َوطَ َن ص ُْن.
ق السُّو ِء بَا ِع ْد ،والصَّالِ ِحي َْن ْال َز ْم.
دِ -رفَا َ
ب لاَ تُؤَجِّ لْ . هـْ -ال َو ِ
اج َ
التمرين ()11
التقديم:
ِ من
الغرض َ
َ َّمين وجوبًا ،واذك ِر عيِّ ِن الخب َر والمفعو َل المقد ِ
ك فَ َ
طهِّرْ ))(المدثر.)4-1: ك فَ َكبِّرْ َوثِيَابَ َ -1قال تعالى(( :يَاأَيُّهَا ْال ُم َّدثِّ ُر قُ ْم فَأ َ ْن ِذرْ َو َربَّ َ
صي ٌر بِ ْال ِعبَا ِد))(آل عمران)20: ك ْالبَلاَ ُ
غ َوللاهَّ ُ بَ ِ -2قال تعالىَ (( :وإِ ْن تَ َولَّ ْوا فَإِنَّ َما َعلَ ْي َ
-3قال بشامة النهشلي:
ارسٌ َخالَهُم إيَّاهُ يَ ْعنُونَا
َم ْن فَ ِ اح ٌد فَ َدعوا ان فِي األَ ْل ِ
ف ِمنَّا َو ِ لَ ْو َك َ
-4قال لبيد بن ربيعة:
تَ ُدلُّ َعلَى أنَّهُ َو ِ
اح ُد َوفِي ُكلِّ َش ْي ٍء لَهُ آيَةٌ
اإل ْن َسانِيَّ ِة ِم َن التَّ َخب ُِّط ِم َّما فِ ْي ِه إِلاَّ ْالفَ َ
ضائِ ُل َ -5ما ُم ْخ ِر ُج ِ
100
س الثالث :التعبير
الدَّر ْ ُ
ريري
ُّ ثانيا :التَّ ْعبي ُر التَّ ْح
يحتضن أبنا َءهُ من ُذ الصِّ َغ ِر والذي يأم ُل
ُ مشروع لتنمي ِة ْال َوطَ ِن الَّذي
ٍ ُ
((اإلنسان أعظ ُم
ث عن (أمل األمم)) ،انطل ْق من هذ ِه ْال ِعبار ِة للحدي ِ
ِ أن يُق ّدموا له ما يرف ُع قد َرهُ بَي َْن منهم ْ
الوطن) في أبنائِ ِه.
101
األدب
ُ س الرابع :
الدَّر ْ ُ
ميخائيل نعيمة
بلبنان عا َم ،1889 َ جبل صنّ َ
ين بناني في ُِولِ َد ميخائيل نعيمة األديبُ وال ّشاع ُر اللّ ُّ
الذين ش ّكلوا الرّابطةَ القلميّةَ في نيويورك .يُ َع ُّد ِمن أه ِّم
َ المهجر
ِ أبرز ُشعرا ِء
ِ وكان ِم ْن
َ
ت المتحد ِة
بين الواليا ِعاش حياتَهُ ََ العشرين.
َ القرن
ِ روا ِد المدرس ِة األدبيّ ِة الحديث ِة في
المسرح والفلسف ِة وال ّش ِ
عر والنّق ِد .لهُ الكثير ِ بين ُ
الكتابات التي ق ّد َمها َ ت
ولبنان .وتن ّوع ِ
َ
أمل نكهةًغتين العربيّ ِة واإلنجليزيّ ِة .وق ْد أضفى حبُّهُ للطّبيع ِة والتّ ِ
ت باللُّ ِ ِم َن المؤلفا ِ
ْ
زالت خالدةً حتى يو ِمنا هذا ،ويُ َع ُّد كثي ٌر منها خاصةً على أسلوبِ ِه وكتاباتِ ِه التي ما
102
عمر ناه َز مئةَ ٍ
عام ٍ مراج َع أدبيّةً ُمهمةً .توفِّ َي األديبُ ميخائيل نعيمة عا َم َ 1988ع ْن
عاش فيها معظ َم حياتِ ِه .له قصيدة بعنوان (اغمضْ جفونَك
َ ب التي في قري ِة ال ّشخرو ِ
تُبصْ ر) ستدرسها هنا .
معاني المفردات:
تو ّش َح :تلب َ
َّس أو ارت َدى.
المروجُُ :مفر ُدها ال َمرْ جُ :أَرضٌ واسعةٌ ُ
ذات نبات و َمرْ عًى لل َّدوابِّ .
َعياء :مرض شدي ٌد ال طبَّ لهُ وال بر َء منهُ.
يفغرُ :يفتحُ.
ق النّ ُّ
قدي: التّعلي ُ
نفس ِه الصّافي ِة
نفس ِه بمرآ ِة ِ حاو َل ال ّشاع ُر في هذ ِه القصيد ِة ْ
أن يص ّو َر ما ه َو خار ُج ِ
ق ص َو ِر الطّبيع ِة التي تضي ُ
للعالم الذي يق ُع حولَهُ ،فأكث َر من ُ
ِ اتي االستبطان ّ
الذ ِّ ِ َع ْب َر
اعر هي التي تغيّ ُر هذ ِه الصّورةَ الواقعيّةَ المأساويّةَ بأخرى ذات ال ّش ِ
أن َ بال ّش ِ
اعر ،غي َر َّ
ُغمض ال ّشاع ُر عيني ِه منتقلاً إلى البصير ِة ال ّداخليّ ِة ستتح ّو ُل
َ مثاليّ ٍة حالمة .فما أَ ْن ي
103
الطّبيعةُ واألشيا ُء ِم ْن حولِ ِه وتنقلبُ ِم ْن دا ٍء إلى دوا ٍء و ِم ْن مو ٍ
ت إلى حيا ٍة .ويُد َعى هذا
األدبي
ُّ ف منها العم ُلالنظر إلى الصُّ َو ِر الفنيّ ِة التي يتألّ ُ
ِ القائم على
ِ ع من التّ ِ
حليل النّو ُ
ع من النّق ِدتعرفت إليه عند دراستِك قصيدة ال َّشاعر الحبوب ّي ،وهو نو ٌ
َ نقدًا فنيًّا الذي
صور ِه
ِ تكرار
ِ تعزيز المعنى؛ فق ْد أكث َر ال ّشاع ُر من
ِ كرار في
ِ يكشف عن أهمية التُّ
ئ مقاص َد ال ّش ِ
اعر وال ك القار ُ ُدر َ أجل ْ
أن ي ِ المتوازي ِة التي تعبّ ُر عن المعنى ِ
نفس ِه من ِ
ْصرْ » ،فهو يرس ُم يوتوبيا أو مدينةً فاضلةً بوصفِها سيّما تكرار «أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ
ك تُب ِ
المحيط به الذي يستجيبُ
ِ بالواقع المأساويِّ
ِ المثا َل الذي يطم ُح إلي ِه ال ّشاعرُ ،مقارنةً
عبير الشعريِّ ،وهو ما سعى إلي ِه الفالسفةُ واألدبا ُء أيضًالنزعتِ ِه الرُّ ومانسيّ ِة في التّ ِ
كتب الفاراب ّي مدينتَهُ
ك َ كتب إفالطون جمهوريتَهُ الفاضلةَ ،وكذل َ الزمان؛ فقد َ
ِ ِم ْن ِ
قديم
رين ،فهو ُحلُ ُم
الفاضلةَ ،وتاب َعهُ َما في هذا المسعى كثي ٌر من األدبا ِء والفالسف ِة والمف ِّك َ
ث عن مدين ٍة يسو ُدها العد ُل والرخا ُء.
البشريّة في البح ِ
أسئلة المناقشة:
المهجر؟
ِ -1ما أبر ُز ال ّد ِ
ول العربيّ ِة التي انحد َر منها شعرا ُء
كتب
َ ت؟ وما اللّ ُ
غات التي كتابات ميخائيل نعيمه ،ما أبر ُز هذه الكتابا ِ
ُ ت -2لقد تن ّو َع ْ
بها مؤلَّفاتِ ِه؟
ت الطّبيع ِة ،فهلْ جع َل من الطبيعة مال ًذا آمنًا،
-3أكث َر ال ّشاع ُر في قصيدتِ ِه ِم ْن مفردا ِ
الواقع الذي يعي ُشهُ؟
ِ وواقعًا مثاليًّا ،مقاب َل
ضه ْم؟ ُ
تعرف بع َ مدن فاضل ٍة؟ هلْ
ق ٍ -4لماذا يحاو ُل األدبا ُء والمف ِّكرون والفالسفةُ خل َ
ت عدةً ،وما أث ُر
ْصرْ » مرا ٍ تكرار «أَ ْغ ِمضْ ُجفُونَ َ
ك تُب ِ ِ -5هل كان الشاع ُر موفَّقًا في
نفسك؟
هذا التكرار في ِ
104
اجلزء حدَة ُ الرابعة
الو ْ
َ
األول
ن ِ ْع َم ُة امل َ َطر ُ
التمهيد :
صى ،و ِهي ليس على البَ َش ِر فَ َحسْب ،ال تُ َع ُّد َوال تُحْ َ
ت جميعهاَ ، نِع ُم هللاِ على الكائنا ِ
أو تَ َكا ُدَ ،و ِ
باطن ٍة َخفِيَّ ٍة يُظهرُها تَ َعاقِبُ األي َِّام تْ ،بَي َْن ظاهر ٍة َجلِيَّ ٍة ا ْعتَ ْدنَاها َحتَّى نُ ِسيَ ْ
عم الظَّاهر ِة ال َجليَّ ِة ،فَهُو أَ َساسُ ال َحيا ِةِ ،
وسرُّ َديمو َمتِها و َمرُّ السِّنين .وال َما ُء إحدى النِّ ِ
ات،عِ ،م ْنهُ ال َع ْذبُ الفُ َر ُ « َو َج َع ْلنَا ِم َن ْال َما ِء ُك َّل َش ْي ٍء َح ٍّي» (األنبياءَ ،)30:وهُ َو ُم ِّ
تنو ٌ
األرض ،و ِم ْنهُ َما يَ ْنز ُل ِم َن السَّما ِء كأ ِّ
ي ِ و ِم ْنهُ ال ِم ْل ُح األُجُاجُ ،و ِم ْنهُ َما يُ َغ ِّ
طي ج ُْز ًءا ِم َن
ْجز ٍة إلهيَّ ٍةَ ،و ِهبَ ٍة ربَّانيَّ ٍة.
ُمع ِ
ص
ما قبل الن َّ ِّ
-هَلْ لَك ْ
َأن تُع ِّد َد بَع َ
ْض نِ َع ِم هللاِ َعليك؟
كَ ،ما أهميَّةُ ال َم َ
ط ِر لِكوكبِنَا؟ ِ -م ْن وجْ ه ِة نَظَ ِر َ
105
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /املطر
الدَّر ْ ُ
106
ص
في أثنا ِء الن َّ ِّ المطر َع ْب َر
ِ وإنَّما تَتَ َش َّك ُل قَطَ ُ
رات
المراح ِل،الَّتي تَبدأُ ِم ْن
ِ مجموع ٍة ِم َن
وردت أسما ُء ْ أن فِي النَّصِّ َّ الح ْ
ظ ِ
ْ
ت
ار والبُ َحيْرا ِ ار واأل ْنهَ ِبخ ِر ميا ِه البِ َح ِتَ ُّ
كامي،ِّ يومِ ،مث ُل الرُّ ُ
أنواع الغ ِ ِ ْض
نَتيجةَ ارتفاع درجات الحرارة ،فيصعد بَع ِ
ِ ِ ِ
درِّس
ِ خفض ،ا ْستَ ِع ْن ب ُم ِ ْ
ن م ُ وال ، بقي
ِّ َّ والط
َّاخ ُن إلَى األ ْعلَى حاملاً َم َعه الهوا ُء الس ِ
ماد ِة الجُغرافي ِة في المدرس ِة ،أو بِشبك ِة َّ
بُخا َر الما ِءَ ،و ِع ْن َد ُوصولِه إلَى طَبقا ِ
ت
خصائص
ِ َّ
ت الد ْوليَّ ِة لمعرف ِة المعلوما ِ الجو العُليا تَ ْن َخفِضُ حرارتُهُ ،فَيبدأُ ِ
يوم ،ثُ َّم نَاقِشْ هذ ِه نوع ِم ْن ه ِذه ال ُغ ِ ٍ ل
ِّ ُ
ك
أنواع
ٍ ب َو ُغي ٍ
ُوم بِ ف َعلى َش ْك ِل ُس ُح ٍ بِالتَّكاثُ ِ
درِّسك وزمالئِك. ُ ت َم َع ُم ِ المعلوما ِ
كامي ،والطَّ ُّ
بقي، ُّ ُم ْختلف ٍةِ ،م ْنها الرُّ
ف َوالتَّج ُّم ِع ِم ْن المطر بِالتَّش ُّك ِل َحول نَوى التَّكاثُ ِ ِ وال ُمنخفضُ َوغيرُها ،وهُنا تَبدأُ قَطَ ُ
رات
االلتصاق
ِ طرات الما ِء ،وحين تَأ ُخ ُذ بِ ُ ادت قَ فَ ،ز ْ يرها ،و ُكلَّما زا َد التَّكاثُ ُ بار و َغ ِ ت ُغ ٍ َذرا ِ
األرض ،و ُكلَّما زا َد تَشبُّ ُع
ِ ْض حتَّى يثقُ َل َوزنُها ،وتسقُطَ ِم َن السَّحا ِ
ب إلَى عضها َم َع بَع ٍ
بَ ِ
ت األمطا ُر أَ ْكثَ َر ِش َّدةً َوغزارةً. ب بِب ُخ ِ
ار الما ِء ،كان ِ السَّحا ِ
فائدة تكون ضارةً
ُ واألمطا ُر نفسُها قَ ْد
ض ِّي
الح ْم ِ
المطر ِ
ِ أيضًاَ ،ك ِم ْث ِل ظَاهر ِة
األرض
ِ اس رائحةَيُحبُّ كثي ٌر ِم َن النَّ ِ
المطر الَّتي ي ْ الَّذي يتش َّك ُل ِعندما تتفا َع ُل الرُّ طوبةُ
ق َعليها ا ْس ُمُطل ُ ِ ُقوط
بع َد س ِ
َم َع أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد
البيتريكور ،وال ُم َر َّكبُ المسؤو ُل عنها
ُ
تنبعث ه ِذ ِه الموا ُّد الكبريتْ .إذ
نوع
ٍ يُ َس َّمى جيوسمين ،ينت ُج بَ ْع َد مو ِ
ت
ِم َن البكتريا تُس َّمى (األكتينوبكتيريا ).
والمصانع،
ِ ت،الكيميائيةُ ِم َن ال َمرْ َكبَا ِ
ت تولي ِد الطَّاق ِة .وه ِذ ِه األمطا ُر ومحطا ِ
ت،
ث مياهَ البُ َحيْرا ِ لو ُضيَّةُ تُ ِّ
الح ْم ِ
ِ
لوث األمطا ُر ك ُخطُورةً َعلَى الحيا ِة المائي ِة َعا َّمتِها ،كذلك تُ ُ اولُ ،مش ِّكلةً بِذلِ َ وال َج َد ِ
األمطار ايضًا قَ ْد تُسبِّبُ
ِ لمحاصيلَ ،واأل ْش ِ
جار ،والتُّرب ِة .و َكثرةُ ِ الحقو َل ُمسبِّبةً تَلفًا لِ
ك قَ ْد تُسرِّ ُ
ع ت ،وكذلِ َ تَ ،وتَ ِ
دمير ال ُم ْمتلكا ِ ت ،فَضْ لاً َع ِن الفيضانا ِ
اضطرابًا فِي االتِّصاال ِ
107
ِم ْن فُ ْق ِ
دان التُّرب ِة السَّطحيَّ ِة.
ق ،وال َخي ِْر ،والرَّحْ َم ِة لِ ْل ِعبا ِدَ ،و َر َد ِذكرُه َكثيرًا فِي ولأِ َّن المط َر أَساسُ الحيا ِة ،وال َخ ْل ِ
ق َخ ْوفًا َوطَ َمعًا ألفاظ ِع َّد ٍة منها الما ُء ،قَا َل تَعالىَ « :و ِم ْن آيَاتِ ِه ي ُِري ُك ُم ْالبَرْ َ الكريم بِ ٍ
ِ القُ ِ
رآن
ون» ت لِّقَ ْو ٍم يَ ْعقِلُ َ ك لآَ يَا ٍ ض بَ ْع َد َم ْوتِهَا إِ َّن فِي َذلِ َ َويُنَ ِّز ُل ِم َن ال َّس َماء َماء فَيُحْ يِي بِ ِه الأْ َرْ َ
صي ِد» ت َو َحبَّ ْال َح ِ (الرُّ وم ،) 24:وقَا َلَ « :ونَ َّز ْلنَا ِم َن ال َّس َما ِء َما ًء ُمبَا َركا ً فَأ َ ْنبَ ْتنَا بِ ِه َجنَّا ٍ
(ق ،)9:وفِي آي ٍة أُ ْخ َرى « َوأَرْ َس ْلنَا الرِّ يَا َح لَ َواقِ َح فَأَن َز ْلنَا ِم َن ال َّس َما ِء َما ًء فَأ َ ْسقَ ْينَا ُك ُموهُ َو َما
ت القُرآنيَّ ِة.ين» (الحجر ،)22:و َغيْرها ِم َن اآليا ِ أَنتُ ْم لَهُ بِ َخ ِ
ازنِ َ
اش فِي َرخا ٍءَ ،و َر َغ ٍد،المطر فِي أَ ْمثالِهم ،فَقَالوا لِ َم ْن َع َ ِ َوقَ ْد أَ ْكث َر ال َع َربُ ِم ْن ِذ ْك ِر
كل ُم ِطر) ،وقَالوا لِ َم ْن َح ِز َن أن ّاً اس ُكلَّهُم فِي ِم ْث ِل َحال ِه( :يَحْ ِسبُ ال َم ْمطُو ُر َّ فَظَ َّن أَ َّن النَّ َ
ْث فَقَ ْد أَ ْو َدى النَّقَ ُد). تش ُم ال َغي َ
َعلى ما فَاتَهُ( :ال ِ
ْعث الحيا ِةوتأثير ِه فِي حياتِهم ،فَهُو َمب ُ
ِ ب المط َر فِي أمثالِهم ناب ٌع ِم ْن أهميتِ ِه، َو ِذ ْك ُر ال َع َر ِ
ع؛ لِذلِك َعرفوا َخصائِ َ
صه، معايشهم ِمن َر ْع ٍي و َس ْق ٍي وزَرْ ٍ ِ بَ ،وبِ ِه حُصو ُل والخصْ ِ ِ
ت
ق ،وأصوا ِ وأنواع البَرْ ِ
ِ ب،وألوان السُّح ِ
ِ وأحوالَه واستدلوا َعلى نزولِه بِالرِّ ِ
ياح،
ال َّر ْع ِد ،ونَ َما لديهم ِعل ٌم َكثي ٌر َكثي ٌر َع ْنهَُ ،وقَ ْد َو َر َد فِي َكال ِمهم ال َم ْنثور وال َم ْنظُوم ِكليهما
تجاربِهم
ِ طول
ِ تجت َعن ُوخ هَ َذا ال ِع ْل ِم ،و ُع ْم ِ
ق ه ِذ ِه المعرف ِة الَّتي نَ ْ ما يُشي ُر إلَى ُرس ِ
اليوميَّ ِة ال ُمستم َّر ِة.
از ِل ِم َن السَّما ِء بِإ ْك ٍ
بار ط ِر النَّ ِ
ينظرون إلَى ال َم َ
َ الجاهليون أ ْعيُنُهم َكانوا
َ فَال ُّشعرا ُء
س؛ إذ ليس هُو بِما َّد ِة ال َحيا ِة الَّتي ُخلِ َ
ق ِم ْنها ُكلُّ َشي ٍء فَ َحسْب ،بَل هُو السِّرُّ ال َخفِ ُّي َوتَ ْقدي ٍ
ب ،تَتَلقاهُ ال ِّشفاهُ الظَ ْمأى ،والصَّحرا ُء ال ُمجْ ِدبةُ الخصْ ِ ث ِ ب ،وبَ ْع ِ القَاد ُر َعلى قَه ِْر ال َج ْد ِ
المطر تَتَبُّعًا ،فَراقبوه بِ ِدقَّ ٍة ،و َوصفوا بَرْ قَه
ِ ف َوحُبٍّ َ .وقَ ْد تَتَبَّ َع ال ُّشعرا ُء نُ ُزو َل بِ َش َغ ٍ
ص َورًا رائِعةً لِ ِ
مناظ ِره َوهُو يَ ْنثَا ُل فَ ،و ُس ُحبَه ال َحافِلَةَ ،ور َس ُموا ُ اص َاللاَّ ِم َعَ ،ور ْع َده القَ ِ
ْس يَقولُ: ؤلؤ ِم َن السَّما ِء ،يصحبه أو يسبقه البرق الالمع فَه َذا امرؤ القَي ِ كمثل ال ُّل ِ
ف َع ْنهَا البُلق إجْ لاَ ال َك َما تَ ْك َّش ُ ُت أَرْ قُبُهق ب ُّ ْ
هَلْ تَأ َرقَ ِ
ان لِبَ َر ٍ
أ َّما النَّابِ َغةُ ال ُّذ ُّ
بياني فَيقولُ:
ق تَألَال فِي تُهَا َمةَ لاَ ِم ُع لِبَرْ ٍ ت َوأَصْ َحابِي قُع ُْو ٌد بِ َر ْب َو ٍة أَ ِر ْق ُ
108
ص: َوقَا َل ُعبَ ْي ٌد ب ُْن األَ ْب َر ِ
ْح لَ َّم ِ
اح اض الصُّ ب ِض َكبَيَ ِ ار ٍ ِم ْن َع ِ ْت اللَّ ْي َل أَرْ قَبُهُ
ق أَبِي ُ يَا َم ْن لِبَرْ ٍ
صافِ ِه كاللُّغ ِة العربيَّ ِة ،فَ ِم ْن أسْمائِ ِه (ال َحيَا)
أو َ
المطرَ ،و ْ
ِ ط بِأسْما ِء ولَ ْم تَ ْعتَ ِن لُ َغةٌ قَ ُّ
ْب ال َمحْ ِل أو ِع ْن َد ال َحاج ِة إلَيه ،فَهُو: األرض بَ ْع َد موتِها ،وإ َذا جا َء ُعقَي َ َ َوهُو الَّذي يُحْ يِي
وإن زا َد هُطُولُه ،فَهُو ( :الهتَّ ُ
ان ون ،فَهُو ( :الدِّيمةُ)ْ ، (ال َغي ُ
ْث) ،أ َّما إ َذا دا َم َم َع ال ُّس ُك ِ
ص َغارًا َكأنَّه َش ْذ ٌر ،فَهُو ( :القِ ْ
طقِطُ). كان قطرُه ِ فإن َ ان)ْ . والتَّ ْهتَ ُ
كان ُمست ِم ًّرا .أ َّما (ال َوابِلُ) ،فَهُو الض َّْخ ُم القَ ْ
ط ِر ال َّشدي ُد ق) هُو المط ُر إ َذا َ و(ال َو ْد ُ
ط ِر ،فَهُو : كان كثي َر القَ ْإن َ كان المط ُر يروي ُك َّل َش ْي ٍء ،فَهُو ال َج ْو ُد .فِ ْ ال َو ْق ِع ،فإ َذا َ
ق عليه( :ال َّشآبيبُ ). ت أُطلِ َ
فإن َجا َء ُد ْفعا ٍ
ق)ْ . (ال َغ َد ُ
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
نشاط
ٌ
تكسير.
ٍ استخرجْ ِم َن النَّصِّ جم َع مذ َّك ٍر سال ًما ،وجم َع مؤنَّ ٍ
ث سال ًما ،وجم َع
واالستيعاب
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
109
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
110
فائدة علي (عليه السَّالم): اإلمام ٍّ
ِ وكقول
ِ ع ْنهُ)،
(ال َع َم َل ال َع َم َل ،ثُ َّم النِّهَايَةَ النِّهَايَةَ،
حرف
َ ف ال ُمرا ُد تَ ْوكي ُده إ َذا َ
كان ال َحرْ ُ
ص ْب َر، َواال ْستِقَا َمةَ اال ْستِقَا َمةَ ،ثُ َّم ال َّ
ص ْب َر ال َّ
المجرور،
ِ وجب إعادتُه َم َع االس ِْم
َ إن لَ ُك ْم نِهَايَةً فَا ْنتَهُوا إلَى جرٍّ ، َوال َو َر َع ال َو َر َعَّ ،
تكون اس ًما فنَقُ ْولُ( :فِي ال َحيَا ِة فِي ال َحيَا ِة نِ َع ٌم لاَ
ُ نِهَايَتِ ُك ْم) .والكلمةُ المؤ َّكدةُ قَ ْد
ين ،أو فِ ْعلاً ِم ْثل تُحْ َ
صى). المثالين السَّابقَ ِ
ِ كما في
دون
َ والمضارع
ِ ْلين الماضي، كرار الفِع ِ
ِ تَ
فاعلِهماِ ،م ْثل ( :فَا َز فَا َز ال ُمثَابِرُ).
رفِ ،م ْثلُ ( :لاَ لاَ أُ ْف ِشي لَ َ
ك ِس ًّرا). و ِم ْن توكي ِد الكلم ِة توكيدًا لفظيًّا تَكرا ُر ال َح ِ
فائدة تكرار ال ُج ْمل ِة
ِ ُ
يكون بِ الج ْمل ِة:
ب -تَوكي ُد ُ
الماضي، ِ ب ُمتعلقاتِها َكتوكي ِد الفِع ِْل
يكون توكي ُده تَوكيدًا ُ األمر ال
ِ فِع ُل
ضارع َم َع الفَا ِع ِل ،كقولِه تعالى« :إِ ْذ ِ وال ُم
ب توكي ِد الجُمل ِةِ ،م ْثلُ:ِ با نْ م
ِ لاَّ إ ا ً ّ ي لفظ
ْت أَ َح َد ت إِنِّي َرأَي ُ ُف لأِ َبِي ِه يَا أَبَ ِقَا َل يُوس ُ
ألن فا ِعلَه إ َّما
َّالح)؛ َّ
ِ ص ال إلى ُ
ع د ْ ا
ِ ِعُ ْ
د ا (
َع َش َر َك ْو َكبًا وال َّشمس و ْالقَمر رأَ ْيتُهُم لي
َ ْ َ َ َ َ َ ْ ِ ضمي ٌر مستت ٌر فيه ،أو متَّص ٌل به.
ين» (يوسف ،)4:و ِم ْثل ( :فَا َز ال ُم َج ُّد اج ِد َ
َس ِ
أكانت هذ ِه ال ُج ْملةُ فِعليَّةً َكما في ْ ق)َ ،سواء ق يَ ْنتَ ِ
ص ُر ال َح ُّ فَا َز ال ُم َج ُّد) و (يَ ْنتَ ِ
ص ُر ال َح ُّ
كانت ُج ْملةً اسميَّةً َكما في قولِه تعالى« :فَإِ َّن َم َع ْال ُعس ِ
ْر يُ ْسرًا ،إِ َّن ْ ين ،أَ ْم ال ِمثالَ ِ
ين السَّابقَ ِ
ْر يُ ْسرًا» (الشرح.)6-5: َم َع ْال ُعس ِ
أنواع:
ٍ ُ
ويكون َعلى ثالث ِة ضمي ِر: جِ -م َن التَّوكي ِد اللَّ ِّ
فظي توكي ُد ال َّ
نفصلَ :كقولِه تَعالىَ « :وقُ ْلنَا يَا آ َد ُم ا ْس ُك ْن أَ َ
نت ِ ضمي ِر ال ُم
ضمي ِر المستت ِر بِال َّ
-1تَوكي ُد ال َّ
ستتر في
ت) جا َء توكيدًا للض ِمي ِْر ال ُم ِ ك ْال َجنَّةَ» (البقرة )35 :فالضَّمي ُر (أَ ْن َ َو َز ْو ُج َ
الفِع ِْل (ا ْس ُك ْن).
ت أَنَا هَ ِذه القَ ِ
ص ْي َدةَ). نفصلَ :م ْثلُ( :نَظَ ْم ُ
ِ ضمي ِر ال ُم تصل بِال َّ
ضمي ِر ال ُم ِ -2تَوكي ُد ال َّ
المنفصلِ :م ْثلُ( :نَحْ ُن نَحْ ُن َم ْن َد َح َر اإلرْ هَ َ
اب). ِ ضمي ِرالمنفصل بال َّ
ِ ضمي ِر -3توكي ُد ال َّ
111
ثانيا :التَّوكيدُ املعنويُّ
كر أَ ٍ
لفاظ بِعينِها ،لِ ُكلٍّ ِم ْنها ُشرُوطُه َوداللتُه ،وهُو ِم َن يكون التَّوكي ُد المعنويُّ بِ ِذ ِ
ُ
إعراب المؤ َّك ِد ،وهَ ِذه األلفاظُِ ،هي:
َ اللفظي؛ أَيْ َّ
إن هَ ِذه األلفاظَ تُع َربُ ِّ وابع كالتَّوكي ِد
التَّ ِ
ِ -1كال و ِكلتا:
إعراب
َ ُعربان
ِ ضميره ،وي
ِ ُضافان إلى
ِ لفظان يُرا ُد بِهما إزالةُ ال َّشكِّ َع ِن ال ُمثنَّى ،وي
ِ
األلف رفعًا وباليا ِء نصبًا وج ًّرا ،مثل الجملة الوارد ِة في نصِّ المطالعة( :قَ ْد ِ ال ُمثنَّى بِ
وم كليهما) ،وكقولِنا( :ال َجيْشُ ال ِع َراقِ ُّي َوال َح ْش ُد ِكالهُما ثور وال َم ْنظُ ِ َو َر َد فِي َكال ِمهم ال َم ْن ِ
ان).ب اإلي َم ِ ب) ،و(ال ِعفَّةُ وال َحيا ُء ِكلتَاهُما ِم ْن ُش َع ِ َّاربَةُ لِإلرْ هَا ِ
راق الض ِ يَ ُد ال ِع ِ
األلفِ ،م ْثلُ:
ِ ت ال ُمقَ َّدر ِة َعلىاهر لم ي ُك ْونا توكيدًا ،وأُ ْع ِربا بِالحركا ِ ض ْيفَا إلَى اس ٍْم ظَ ٍ إن أُ ِفَ ْ
( ِكال ال ُمتَنَافِ َسي ِْن اجتهد لِ ْلفَ ْو ِز).
س َو َع ْينٌ : -2نَ ْف ٌ
فائدة لرفع التوهُّم َع ِن
ِ وهُما لفظاِن يُستعمالن
ت ،وتجبُ إضافَتُهما إلَى ضميٍر َّ
الذا ِ
بحرف الجرِّ ال َّزائ ِد
ِ جران
ِ (نَ ْفسٌ َو َعي ٌْن) قَ ْد تُ
يعو ُد َعلى المؤ َّك ِدِ ،م ْثلَُ ( :على ال َّر ْغ ِم
بحرف
ِ اً ظ لف رورتين
ِ جْ م
ِ َوتكونان )، ءِ (البا
أن َعواملَها نَف َسها كامنةٌ فِي التُّرب ِة)، ِم ْن َّ
الجرِّ ال َّزائ ِدِ ،م ْثلُ( :الَّذي يعتم ُد في ِغذائِه
تكون ضارةً أيضًا). ُ (األمطا ُر نفسُها قَ ْد
درين بأ ْعيُنِهما).
ِ صْ م ال
ِ َ ين َ
ذ َ ه لى ع
َ
الجمع ُج ِم َعا
ِ فإن أُري َد توكي ُد ال ُمثنَّىِ ،
أو ْ
وزن (أَ ْفعُل) (أَ ْنفُس ،وأَ ْعيُن) ،ثُ َّم ِ َعلى
ي أَ ْعيُنَهما ِم ْن
ُش الس ِّْل ِم َّ ضمير يُناسبُ المؤ َّك َدِ ،م ْثلَُّ :
(إن التَّ َسا ُم َحَ ،والتَّ َعاي َ ٍ أُضيفا إلَى
الجمع الجُملةُ الواردةُ في نصِّ المطالع ِة( :فال ُّشعرا ُء ِ ضا ِمي ِْن ُد ْستُ ْو ِرنَا)َ ،و ِمثا ُل
َم َ
س).بار َوتَ ْقدي ٍ
از ِل ِم َن السَّما ِء بِإ ْك ٍ ينظرون إلَى ال َمطَ ِر النَّ ِ
َ الجاهليون أَ ْعيُنُهم َكانوا
َ
112
وج ِم ْيع ،وأجمع ،وأجمعون: ُ -3ك ّلَ ،و َعا َّمةَ ،
ضافَ هَ ِذه األلفاظُ تُفي ُد العُمو َم وال ُّشمو َل ،ويجبُ فِي ( ُكلّ ،وجميع ،وعامة) ْ
أن تُ
ْث العد ُدِ ،م ْث ُل الج ِ
ُمل الوارد ِة في نصِّ ضمير يعو ُد َعلى المؤ َّك ِد ،ويُطابقُه ِم ْن َحي ُ ٍ إلى
ك ُخطُورةً َعلَى الحيا ِة المائي ِة َعا َّمتِها) ،و (لوال المط ُر لَمات ِ
ت المطالع ِةُ ( :مش ِّكلةً بِذلِ َ
اس ُكلَّهُم فِي ِم ْث ِل َحال ِه).
(فظن أَ َّن النَّ َ
َّ ُ
باتات َج ِم ْيعُها)،النَّ
أ َّما(أجْ معَ ،ج ْم َعاء ،أجْ َمعُون) ،فـ(أجمع) ،مثل قولنا( :عا َد الجيشُ أجمعُ)،
(عادت فرقُنا الرِّ ياضيَّةُ فائزةً جمعا ُء) ،و(أجمعون) تُعا َم ُل ْ و(جمعاء) ،مثل قولنا:
َّالم رفعًا ونصًبا وج ًّراِ ،م ْن ذلك قولُه تعالىَ « :ولأَ ُ َ
صلِّبَنَّ ُك ْم المذكر الس ِ ِ جمع
ِ معاملةَ
ب ،وهو الضَّمي ُر للمفعول به المنصو ِ
ِ ين» (الشعراء ،)49 :فـ(أجمعين) توكي ٌد أَجْ َم ِع َ
(الكاف) .وقَ ْد يُراد تقويةُ التَّوكي ِد فيُؤتَى بـ ( ُكلّ) َم ْتلوة بِأح ِد الثَّالثة السَّابقة ،كما في
ُون» (الحجر .)30 :ومن المؤ ِّكدات التَّي تفي ُد قولِه تعالى« :فَ َس َج َد ْال َملاَ ئِ َكةُ ُك ُّلهُ ْم أَجْ َمع َ
ال ُّشمو َل( :جميعًا ،قاطبةً ،كافَّةً).
باحلرف
ِ ثالثا :التَّوكيدُ
113
-2ال ُم التَّوكي ِد:
َو ِهي ال ٌم مفتوحةٌ َغي ُر عامل ٍة يُؤتَى بِها لتُؤ ِّك َد َما يأتي:
أن تَ ْفقِ ُدوني ،فَألنَا بِطُر ِ
ُق علي (عليه السَّال ُم)َ ( :سلوني قَ ْب َل ْ
اإلمام ٍّ
ِ قول
أ -المبتدأ ،مث ُل ِ
ض) ،وكقولِنا(:لَكلمةٌ طيِّبةٌ خي ٌر من صدق ٍة). السَّما ِء أَ ْعلَ ُم ِمنَّي بِطُر ِ
ُق األرْ ِ
فائدة الخبر كالجُمل ِة
ِ (إن) المؤ َّخ ُر َع ِن
اسم َّ بِ -
(فإن لألمطَار الوارد ِة في نصِّ المطالع ِةَّ :
للقسم َعلى ِ ِ ْ ِ تدخ ُل الال ُم ال ُم َو ِّ
طئة
لأَ َهَ ِّميَّةً ُم َوازيةً).
(قَ ْد) زيادةً في التَّوكي ِد (لَقَ ْد)َ ،وتُفِ ْي ُد
الحال
ِ بر(إن) ،وتُس َّمى في ه ِذ ِه َّ جَ -خ
ق الَّذي هُو قريبٌ ِم َن التَّوكي ِد التَّحقي َ
لي (اللاَّ م ال ُمزَحْ لَقة)َ ،كقِ ْو ِل اإل َم ِام َع ٍّ
في المعنىِ ،م ْثل قولِه تعالى:
ِّين َوال ُّد ْنيَا( َعليه السَّال ُم)( :إِ َّن ال َعافِيَةَ فِي الد ِ
ان لَ ُك ْم فِي ِه ْم أُ ْس َوةٌ َح َسنَةٌ» «لَقَ ْد َك َ
لَنِ ْع َمةٌ َجلِيلَةٌ َو َم ْو ِهبَةٌ َج ِزيلَةٌ)َ ،وكالجُمل ِة
(الممتحنة.)6:
ط َر لَي ْع َم ُل (إن ال َم َ ارد ِة في نصِّ ال ُمطالع ِةَّ : ال َو ِ
أَ ْيضًا َعلى تَ ْثبِ ْي ِ
ت التُّرْ بَ ِة).
( -3قَدْ):
عل الماضيِ ،م ْث ُل الجُمل ِة الوارد ِة في نصِّ المطالع ِة: دخلت َعلى الفِ ِ ْ حرف ت َو ْكي ٍد إ َذا
ُ
ط ِر فِي أَ ْمثَالِهم)َ ،و ِم ْثله قَو ُل ال َّش ِ
اعر (قَ ْد أَ ْكث َر ال َع َربُ ِم ْن ِذ ْك ِر ال َم َ
114
-4نُونا التَّوكي ِد:
نون التَّوكي ِد الثَّقيلةَ ب،إحداهُما ُمضعَّفةٌ ،وتُس َّمى َ حرفان ال مح َّل لهُما ِم َن اإل ْع َرا ِ ِ هُما
األمر،
ِ (ن) .تد ُخالن َعلى فِع ِْل نون التَّوكي ِد الخفيفةَ ْ (ن) ،واألُ ْخرى ساكنةٌ ،وتُس َّمى َ َّ
حو اآلتي: ضارعَ ،على النَّ ِ ِ والفِع ِْل ال ُم
دون قَ ْي ٍد أو شَرْ ٍطَ ،ويُ ْبنَى َم َعهُما على ِ األمر بنوني التَّوكي ِد ِم ْن ِ أ -يجو ُز توكي ُد فِع ِْل
رور) ،أو (ا ْبتَ ِع ْد).ب فَهُ َو أَصْ ُل ال ُّش ِ ح ،فنقولُ( :ا ْبتَ ِع َد ْن ِم َن ال َك ِذ ِ الفَ ْت ِ
ضارع ُوجوبًاَ ،وجوا ًزا ،وقَ ْد يمتن ُع ُد ُخولها عليه، ِ ب -تدخ ُل نونا التَّوكي ِد على الفِع ِْل ال ُم
ح .أ َّما ُوجُوبُ ُد ُخولِهما المضارع يُ ْبنَى َعلى الفَ ْت ِ
ِ الفعل
ِ خول إحداهما َعلى و ِع ْن َد ُد ِ
دال على كان ُم ْثبَتًاّ ،اً
ضارع بِإحدى نوني التَّوكي ِد ،إذا َ الفعل ال ُم
ِ َعليه فيجبُ توكي ُد
ِ
ظاهر كقولِه
ٍ لقسم
بفاصل ،جوابًا ٍ ٍ مفصول عنها
ٍ بالم التَّوكي ِد ،غي َر قترنًا ِ االستقبالُ ،م ِ
ِ
تعالى« :تَاللهَّ ِ لأَ َ ِكي َد َّن أَصْ نَا َم ُكم بَ ْع َد أَن تُ َولُّوا ُم ْدبِ ِرين» (األنبياء،)57:
َّض ِّي: ريف الر ِكقول ال َّش ِ ِ أو مق َّد ٍر،
ق الَّذي َو َجبَا إن َع َج ْز ُ
ت َع ِن ال َح ِّ َو ْ ت ُمطَ َّوقَةٌ أل ْش ُك َرنَّ َ
ك َما نَا َح ْ
بفاصل،
ٍ والم القَ َس ِم
الفعلِ ،
ِ ص َل بينب ،كأن يُ ْف َ شروط الوجو ِ ِ شرط منٍ ْ
فإن اخت َّل أيُّ
االستقبالَ ،م ْثلُ:
ِ دال َعلى يكن ّاً ف أَ ْدرُسُ بِ ِج ٍّد)ْ ،
أو لَ ْم ْ ِم ْثلُ( :السَّين وسوف) ( ،وهللاِ لَ َس ْو َ
اطلاً َعلى َح ٍّ
ق) امتن َع (وهللاِ ألُرس ُل الرَّسالةَ اآلن) ،أو َم ْنفِيًّاِ ،م ْثلُ( :وهللاِ ال أَ ْن ُ
ص ُر بَ ِ
توكي ُده بال ُّن ِ
ون.
األحوال اآلتية:
ِ ُ
يكون في المضارع بنوني التَّوكي ِد جوا ًزا، ِ الفعل
ِ فِي ِحيْن َّ
أن توكي َد
ك كان مسبوقًا بـِ ْ
(إن) ال َّشرطيَّة ال ُم َد َغ َمة بـ(ما) ال َّزائد ِة ،كقولِه تعالىَ « :وإِ َّما يَن َز َغنَّ َ -1إ َذا َ
غ فَا ْستَ ِع ْذ بِاللهَّ ِ إِنَّهُ َس ِمي ٌع َعلِي ٌم» (األعراف.)200: ان نَ ْز ٌ
ِم َن ال َّش ْيطَ ِ
الباط َل فهُو ِ األمر( :لَتَحْ ُذ َر َّن
ِ الم
ِ بِ ،م ْثلُ:
ت الطَّلَ ِ
-2إذا كان مسبوقًا بإح َدى أدوا ِ
ٰ
ون» َم ْهلَكةٌ لك) ،و(ال) النَّاهي ِة ،كقولِه تعالى « َولاَ تَحْ َسبَ َّن ٱللهَّ َ ٰ َغفِلاً َع َّما يَ ْع َم ُل ٱلظَّلِ ُم َ
واالستفهامِ ،م ْثلُ :أتَسْعيَ َّن إلى ال ِع ْلم بِ ِج ٍّد؟ والعرضُ ِم ْثلُ (:أال تَصلَ ْن ِ (إبراهيم،)42:
ك) ،والتَّمنيِ ،م ْثلُ( :لَي َ
ْت ال َم َحبَّةَ أرْ َحا َمك) ،والتَّحضيضُ ِ ،م ْثلُ ( :هلاّ تَبُر ََّّن وال َد ْي َ
تَ ُع َّم َّن ال َك ْو َن) ،والتَّرجِّيِ ،م ْثلُ( :لع َّل ال َح َّ
ق يِ ْنتَص َر َّن).
115
المواض ِع السَّابِق ِة ا ْمتَن َع توكي ُده.
ِ فإذا ل ْم يق ْع في أح ِد
صلْ ت بِه إحدى نوني التَّوكي ِد ،إذا لَ ْم يُ ْف َ ح إ َذا اتَّصلَ ْ ع يُ ْبنَى َعلى الفَ ْت ِ والفع ُل ال ُمضار ُ
أونينْ ، االث ِ ألف ْ اص ُل هُو أح ُد ثالث ٍة ،إ َّما ُ ب ،والفَ ِ ص َل عنها أُ ْع ِر َ فإن فُ ِ فاص ٍلْ ، بينهما بِ ِ
األفعال الخمس ِةِ ،م ْثلُ ( :هلاَّ تقوالنِّ
ِ ُ
يكون ِم َن أو يا ُء ال ُم َخاطَب ِةِ ،حيْنما وا ُو الجماع ِةْ ،
ق) ( ،لع َّل ال ُمجْ تَ ِه ُد ْو َن يَنَالُ َّن َما يَ ْستَ ِح ُّق ْو َن) ،و( هلاَّ تس ِع َّن إلى الخير).الح َّ
ع وعالمةُ رف ِعه ثبوت النَّ ِ
ون ع (تقوالنِّ ) في الجُمل ِة األُ ْولى َمرفو ٌ والفع ُل ال ُمضار ُ
االثنين) ،وك َذلِك الفع ُل (يَنَالُ َّن) والفع ُل (تس ِع َّن)
ِ ُ
(الف األمثال ،والفَا ِع ُل
ِ ال َمحذوفةُ لتوالي
ض َّمةٌ قب َل ِ
نون التَّوكي ِد، أن األ َّو َل فَا ِعلُه وا ُو الجماع ِة المحذوفةُ الَّتي ُع ِّوض ِمنها َ
َغ ْي َر َّ
والثَّاني فِاعلُه يا ُء المخاطَب ِة المحذوفةُ الَّتي ُع ِّوض ِمنها كسرةٌ قب َل ِ
نون التَّوكي ِد.
116
الواو
ق بِ ِ وأن تُسْب َ
نهيْ ،
نفي أو ٍ ياق ٍ أن تق َع في ِس ِ كون زائدةً ْ -6ال :يُشتَ َرطُ فِيْها لِتَ َ
ُون فِيهَا لَ ْغ ًوا َولاَ تَأْثِي ًما» (الواقعة ،)25 :وكالجمل ِة
العاطف ِةَ ،كقوله تعالى« :لاَ يَ ْس َمع َ
بات يُؤ َكلَُ ،وال حيوانًا).
الوارد ِة في نصِّ المطالعة( :فَال نَ َ
117
ت بالعددين (:)2-1
سادسا :التَّوكيد بالنَّع ِ
اثنين في
ِ كتابين
ِ ُ
(قرأت ضرْ بَةً َو ِ
اح َدةً) ،وقولنا: اب َض َر ْبنَا اإلرْ هَ َ مثل قولناَ (:
اثنتين).
ِ رسالتين
ِ ُ
أرسلت البالغ ِة) ،و(
ُضاف،
َ ُوصف ،أو ي
َ أن ي ويكون المصد ُر مؤ ِّكدًا لِفعلِه إ َذا َوقَ َع َم ْفعولاً ُم ْ
طلَقًا ِم ْن ُد ْو ِن ْ ُ
دال َعلى عد ٍد ،كقولِه تعالىَ « :و َكلَّ َم للاهُّ مو َسى تَ ْكلِيماً» (النِّساء.)164 : يكون ّاً
َ أو ْ
أن
المطر تتبُعًا».
ِ وكالجملة الواردة في نص المطالعة« :وقد تَتَبَّ َع ال ُّشعرا ُء نزو َل
أولاً :التَّوكيدُ:
الكالم ،ورف ُع ال َّش ِك َع ْن ِذ ِ
هن ال ُم َخاطَ ِ
ب. ِ أُسلوبٌ يُرا ُد بِه تَقويةُ
ع كثيرةٌ:ثانيًا :الت َّوكيد أنوا ٌ
اللفظي :هُو تَكرا ُر المرا ِد توكي ُده سواء أكان كلمةً أي اس ًما ،فعلاً ،حرفًا،
ُّ -1التَّوكي ُد
أم جملةً.
دالالت محددةٌ ،هي ( :نفس ،عين،
ٌ بألفاظ ُمعيَّن ٍة لها
ٍ -2التَّوكي ُد المعنويُّ :هو التوكي ُد
كال ،كلتا ،جميع أجمع ،جمعاء ،أجمعون ،فضال عن (جميعا ،وقاطبة ،وكافة،
وعامة).
أن ،الم التَّوكي ِد ،قد ،نوني التوكيد)
(إنَّ ،
بالحروفَّ :
ِ -3الت َّوكي ُد
بالحروف الزائد ِة ( :الباء ،من ،ما ،إن ،الكاف ،ال).
ِ -4التَّوكي ُد
-5التَّوكي ُد بالقصر ( :االستثنا ُء المفرَّغ ،إنَّما).
ت بالعددين (.)2-1 -6التَّوكي ُد بالنَّع ِ
المطلق.
ِ بالمفعول
ِ -7التَّوكي ُد
118
تقومي اللسان:
ت اللَّجْ نَةُ.
قُ ْل :اجْ تَ َم َع ِ
ت اللُّجْ نَةُ.َولاَ تَقُ ْل :اجْ تَ َم َع ِ
ض ْونُه.
جتمعون فِي األ ْم ِر َويَر َ
َ ح) ِهي ال َج َما َعةُ ِم َن النَّ ِ
اس يَ ألن اللَّجْ نَةَ بـ(الفَ ْت ِ
َّ
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
تذكر
تعلمت
كان ِم َن
وإن َ يكون َمبنيًّاْ ،
ُ ت به إِحْ دى نوني التَّوكي ِد أن الفِ ْع َل ال ُمضار َع إذا اتَّصلَ ْ
َّ
األفعال
ِ بفاعل ه ِذه
ِ سيكون مفصولاً َع ِن ال ُّن ِ
ون ُ يكن ُمعْربًا؛ ألنَّهاألفعال الخمس ِة ْ
ِ
الَّذي يحذف ويُع َّوضُ ِم ْنه َحركةٌ ُمماثلةٌ .
اب:
اإل ْع َر ُ
ع،ع َمرْ فُو ٌار ٌ
ض ِب القَ َس ِم ( تَرْ َكب َُّن)( ،تَرْ َكب) فِ ْع ٌل ُم َ لَت َْر َكبُنَّ :اللاَّ ُم َواقِ َعةٌ فِي َج َوا ِ
ال أَصْ لُه (تَرْ َكب ُْونَ َن) ،الفَا ِع ُل وا ُو ون المح ُذ ْوفةُ لِتَوالي األَ ْمثَ ِ َو َعالمةُ َر ْف ِعه النَّ ُ
ض َّمةُ ِم ْنها قَ ْب َل نُ ِ
ون التَّوكي ِد لل َدالل ِة ت ال َّ
ض ِ ال َجما َع ِة ُح ِذفَت ْ
اللتِقا ِء السَّا ِكنَي ِْن ،و ُع ِّو َ
ب.(ن) نُ ْو ُن التَّوكي ِد لاَ َم َح َّل لَها ِم َن اإل ْع َرا ِ َعلَيهاَّ ،
طَبَقًاَ :مفعو ٌل بِه َم ْنصوبٌ َو َعال َمةُ نَصْ بِه الفَ ْتحةُ.
ُ
حرف جرٍّ . َعن:
طَبَ ٍ
ق :اس ٌم مجرو ٌر وعالمةُ جرِّه الكسرةُ.
119
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
مرينات
ُ التَّ
التمرين () 1
روف.
ِ ارسم خريطةَ مفاهي َم تُبَيِّنُ فيها التَّوكي َد بِ ُ
الح
120
ك نَ ْف َس َ
ك ،فَإنّما ِهي ابن آد َم! نَ ْف َس َ
علي(عليهما السَّال ُم) « :يَا َ ٍّ -7قَا َل اإلما ُم ال َح َس ُن ُ
بن
ت لَ ْم يَ ْنفَ ْع َ
ك نَ َجاةُ َم ْن نَ َجا». إن هَلَ َك ْ
تَ ،و ْ
ت نَ َج ْو َإن نَ َج ْ نَ ْفسٌ َو ِ
اح َدةٌْ ،
بَ ،والطَّ َم ِع». ض ِ العزيز« :قَ ِد أ ْفلَ َح َم ْن ُع ِ
ص َم ِم َن الهَ َوى ،وال َغ َ ِ -8قا َل ُعم ُر ُ
بن َعبْد
-10قا َل ِد ْعبِ ُل ال ُخ َزا ِع ُّي:
ت ُم ْلتَفَتِي
ْت َش ْوقِيَ ،وقَ ْد ط َّو ْل ُ
ضي ُ أَ ْن َ ات بَي َْن ال َم ْن ِزلَي ِْن لَقَ ْد
ات هَ ْيهَ َ هَ ْيهَ َ
-13قا َل ال َّشا ِعرُ:
إلَى ال َّشرِّ َد ّعا ٌء َولِ ْل َشرِّ َجالِبُ ك ال ِم َرا َء فَإنّه
ك إِيَّا َ
َوإيَّا َ
121
التمرين () 4
اناستخرج َها و بَيَّنْ َما َك َ ْ ص التَّالي ِة أَ ْفعا ٌل ُمضارعةٌ مؤ َّكدةٌ بنوني التَّوكي ِد، في النُّصو ِ
ب:سب ِ كان َجائ ًزاَ ،م َع ِذ ْك ِر ال َّ ب التَّوكي ِد ،و َما َ اج َ
َو ِ
ك فَإِلَ ْينَا َمرْ ِج ُعهُ ْم ثُ َّم للاهَّ ُ َش ِهي ٌد ْض الَّ ِذي نَ ِع ُدهُ ْم أَ ْو نَتَ َوفَّيَنَّ َ
ك بَع َ -1قال تعالىَ « :وإِ َّما نُ ِريَنَّ َ
ون « (يونس.)46 : َعلَ ٰى َما يَ ْف َعلُ َ
ي ٍء ِم َن الرِّ ْز ِ
ق يَحْ ِملنَّكم ا ْستِ ْبطَا ُء َش ْ -2قا َل َرسُو ُل هللاِ (صلَّى هللاُ َعليه وآلِه و َسلَّم) « :لاَ
بِطَا َعتِ ِه». إن هللاَ ال يُنَا ُل َما ِعنده إلاَّ أَ ْن تأخذوه بِ َمع ِ
ْصي ِة هللاِ ،فَ َّ
ق ِم ْن َج ْنبِه». -3قا َل اإل َما ُم َعلِ ٌّي ( َعلَيْه السَّال ُم) « :فألنَقِّبَ َّن البَاط َل حتَّى يَ ْخر َج الح ُّ
ص ْيرُ: -4قا َل ُم َح َّمد َم ْه ِد ّ
ي البَ ِ
ت ِرفَاقِيإن هَلَ ْك ُ
فَتَ َذ َّكرُوني ْ أَنَا يَا ِرفَاقِي لاَ أُ ِر ْي ُد َسلاَ َمتِـــي
ــاق
اإلزهَ ِ فَلأَ ْس ِعيَ َّن بِهَا إلى ْ إن لَ ْم تَ ِعشْ نَ ْف ِسي ال َع ِزيْزةُ ُحرَّة ْ
َو ْليَ ْكثُ َر َّن َو َسائِ ُل اإلرهَ ِ
ـــاق ض َمائِــــري لأَ ُ َجا ِه َر َّن بِ َما تَ ُك ُّن َ
لِثَ َراي أَ ْو أَطَأ ال ُّسهَا بِبُ َراقِي ازلاً َوألَصْ ِع َد َّن إلَـــى ال َم َشانِ ِ
ق نَ ِ
122
ب -لما َذا لَ ْم يَقُ ِل ال َّشا ِع ُر (يُؤ ِّملَ َّن)؟ َو َما التَّ ِغيْي ُر الَّذي تُجْ ريه لَ ْو أَ َر ْد َ
ت تَوكي َده؟
-4نقول:
فُ ْز فُ ْز يَا ُمجْ تَ ِه ُد فا َز فا َز ال ُمجْ تَ ِه ُد
الجملتينَ ،م َع ِذ ْك ِر ال َّسبَ ِ
ب. ِ االختالف بَي َْن
َ بي ِِّن
اويَّ ِة َج ِم ْي ِعها.
ان ال َّس َم ِ وق ال َمرْ أ ِة ِم ْن َركائِ ِز األَ ْديَ ِ إن احْ تِرا َم ُحقُ ِ -5ا ْق َرأِ ال ُج ْملَةََّ :
أ -استخرجْ تَوكيدًا َمعنويًّا ،ثُ َّم أَ ْع ِربْه.
ضعُها ،أَ ِع ْد ِكتَابَةَ ال ُج ْملَ ِة َو ْفقًا لِذل َ
ك. الالم ال ُمزحلق ِة ،فَإي َْن تَ َ ت توكي َد ال ُج ْمل ِة بِ ِ ب -لَ ْو أَ َر ْد َ
اآلتيتين:
ِ الجملتين
ِ االختالف بَي َْن
َ -6بي ِِّن
ق ا ْنتِ َ
صارًا َع ِظ ْي ًما) ص َر ال ِع َرا ُصارًا) و (ا ْنتَ َ ق ا ْنتِ َ (ا ْنتَ َ
ص َر ال ِع َرا ُ
-7قال فاروق جويدة:
ف نَ ْق ِ
ضيْه َمعًا ال ُع ْم ُر يَ ْو ٌم َس ْو َ
ض ْي ُع فِي األَحْ َز ِ
ان ال تَ ْتر َكيه يَ ِ
ي إلاَّ َسا َعةٌ
َما ال ُع ْم ُر يَا ُد ْنيَا َ
َولَقَ ْد يَ ُك ْو ُن ال ُع ْم ُر بِضْ َع ثَ َوانِي
أَتُ َرى يُفِ ْي ُد ال َّز ْه َر بَ ْع َد َر ِح ْيلِ ِه
ان
ص ِ ح ُْز ُن الرَّبيِ ْع َولَ ْو َعةُ األَ ْغ َ
ُ
حيث التغييرات التي ستُجريها عليه؟ وما حك ُمه ِمن
ُ أ -لو أ َّك َ
دت الفع َل (ال تتركيه) ،فما
الوجوبُ والجوا ُز؟
ب -هناك توكي ٌد في المقطوع ِة استخرجْ ه ،وبَي ِّْن نو َعه.
أزهَ َرتَا) و( َز َر ْعنَا ال َح ِد ْيقَتَي ِْن كلتيهما فَأ َ ْزهَ َرتَا). -8نقولَ ( :ز َر ْعنَا كلتا ال َح ِد ْيقَتَي ِْن فَ ْ
االختالف بينهما ،ثم أ ْع ِر ْبهُما.
َ بَي ِِّن
-9نقول:
ت الفَائِ َز نَ ْف َسه
َك َّر ْم ُ ق نَ ْفسُ ال َمرْ ِء إلى ال ُح َّريَّ ِة
تَتُ ْو ُ
االختالف بين كلمتي (نفس) في الجملتين ،ثُ َّم أعر ْبهُما.
َ بَي ِْن
123
التمرين ( ) 6
التمرين ( ) 7
التمرين ( ) 8
124
التمرين ( ) 9
أ ْع ِر ْب َما ت َْحتَه َخ ٌّ
ط:
نت َم َكانًا ُس ًوى» (طه.)58: ك َم ْو ِعدًا ال نُ ْخلِفُهُ نَحْ ُن َولاَ أَ َ
-1قا َل تَ َعالى«:فَاجْ َعلْ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ َ
صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِه َو َسلَّ َم)« :يَا اب َْن َم ْسعُو ٍد لاَ تَ ُخونَ َّن أَ َحداً فِي َم ٍ
ال -2قا َل َرس ُْو ُل للاهِ ( َ
ك أَ ْو أَ َمانَ ٍة ا ْئتَ َمنَ َ
ك َعلَ ْيهَا». ض ُعهُ ِع ْن َد َ
يَ َ
ب ال ِع ْل ِم لَتَ ُحفُّهُ ال َمالئِ َكةُ صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِه َو َسلَّ َم)َّ :
«إن طَالِ َ -3قا َل َرس ُْو ُل للاهِ ( َ
طلُبُ ». ضا َحتَّى يَ ْبلُ ُغوا َس َما َء ال ُّد ْنيَا ِم ْن َم َحبَّتِهم لِ َما يَ ْ
ضهَا بَ ْع َ بِأجْ نِ َحتِهَا ،ثُ َّم يَرْ َكبُ بَ ْع ُ
ُ ُ
او َم َعلَى ال َع َم ِل َّالم) « :إنِّي لأَ ِحبُّ أَ ْن أ َد ِ بن ال ُح َسي ِْن ( َعلِيْه َما الس ِ -4قا َل اإل َما ُم َعلِ ٌّي ُ
َوإِ ْن قَلَّ».
125
األدب
ُ َّالث :
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
الحر
ِّ مدرسةُ الشّع ِر
العشرين ،وتمثّ ُل
ِ القرن
ِ ظهرت هذ ِه المدرسةُ ال ّشعريّةُ في نهاي ِة األربعينيّا ِ
ت ِم َن ْ
كسر
ٍ ب العالميّ ِة الثاني ِةِ ،م ْن ُ
يبحث عنها جي ُل ما بع َد الحر ِ الرؤيّةَ ال ّشعريّةَ والفنيّةَ التي
األغراض التي
َ عر يأبى ومفهوم جدي ٍد لل ّش ِ
ٍ ث في الحيا ِة والفنِّ وال ّش ِ
عر، مط المورو ِ للنّ ِ
الفلسفي
ِّ منظور ِهم
ِ للعالم ِم ْن
ِ التعبير ْ
عن رؤيتِ ِه ْم ِ ال تالئم المجتم َع الجدي َد ،ويم ِّكنُهم ِم َن
وكان لهذا التّح ّو ِل في فه ِم ِهم لل ّش ِ
عر أث ٌر بال ٌغ في التّح ّو ِل في بني ِة َ واالجتماعي.
ِّ والفني
ِّ
ت في ال ّش ِ
عر العموديِّ ت القصيدةُ عن َدهُ ْم ِم ْن وحد ِة البي ِ القصيد ِة العربيّ ِة وشكلِها ،فتحرر ِ
ث لوحد ِة القصيد ِةِ ،م َّما ع ّز َز لديهم الوحدةَ الموضوعيّةَ أيضًا ،فكلُّ قصيد ٍة ح ّر ٍة
المورو ِ
أجل هذ ِه الوحد ِة .وبدلاً
من ِوتكون أجزاؤها ومقاطعُها ملتحمةً ُْ موضوع ما،
ٍ تعبّ ُر ْ
عن
شطر في القصيد ِة الح ّر ِة يض ُّمٍ شطر ،صا َر كلُّ
ٍ ت في كلِّ من عد ٍد معي ٍّن ِم َن التّفعيال ِ
ق النّقّا ُد على هذا ُ
التفعيالت أو تقلُّ ،لذا أطل َ ت؛ ْإذ ق ْد تزي ُد
عددًا غي َر مح ّد ٍد ِم َن التّفعيال ِ
النوع ِم َن ال ّش ِ
عر :شع َر التّفعيل ِة؛ ألنّهُ يقو ُم على التّفعيل ِة وال يقو ُم على عد ٍد معيّن منها ِ
االلتزام بقافي ٍة
ِ عدم
ث .م َع ِ
عر العموديِّ المورو ِ ت في ال ّش ِ شطر ِم ْن شطري البي ِ ٍ في كلِّ
ع القوافي على نح ٍو حرٍّ أيضًا. واحد ٍة ،وإنّما تتن ّو ُ
عر بدر شاكر ال ّسيّاب ونازك المالئكة وعبد الوهّاب أبرز ر ّوا ِد هذا ال ّش ِ
ِ وكان ِم ْن
َ
البياتي وبلند الحيدري في العراق ،وصالح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي
في مصر ،ونزار قباني وأدونيس في سوريا.
126
سيّاب
-1بدر شاكر ال ّ
عراقي ُولِ َد عام 1926في قري ِة جيكو َر ِمن قُرى قضا ِء
ٌّ بدر شاكر ال ّسيّاب شاع ٌر
المعاصر،
ِ العربي
ِّ أشهر ر ّوا ِد التجدي ِد في ال ّش ِ
عر ِ ب بالبصر ِة ،وهو ِمن أبي الخصي ِ
عاش اليت َم ُمب ّكرًا
َ عر الحرِّ ،م َع زمالئِ ِه ِم َن ال ّشعرا ِء.
أوائل مؤسّسي مدرس ِة ال ّش ِِ و ِمن
ّزت قصائ ُد ال ّسيّاببين البصر ِة وبغدا َد .تمي ْ بع َد وفا ِة أ ِّم ِه ،وتلّقى علو َمهُ الدراسيّةَ َ
حزن
ٍ سمت بملمح والخروج عن ال ّش ِ
كل التّقليديِّ للقصيد ِة ،كما اتّ ْ ِ بالتدفّ ِ
ق الشعريِّ،
ظروف حياتِ ِه الصّعب ِة ،من النواحي االجتماعيّ ِة والنّفسيّ ِة
ِ ب
ك بسب ِ
سيطر عليها ،وذل َ
عام 1964
مرض ِه الذي أودى بحياتِ ِه في /24كانون الثاني من ِ
ِ والجسديّ ِة ،والسيّما
في المستشفى األميري في الكويت ،ثم نقل إلى البصرة ،ليدفن في مقبرة الحسن
البصري في الزبير.
له دوواوين كثيرة ،منها (أزهار ذابلة ،)1947و(االسلحة واألطفال ،)1954و(المعبد
الغريق ،)1962و(منزل األقنان .)1963
127
ُوحيَ ،ر ْع َشةُ البُ َك ْ
اء ق ِمل َء ر ِ فَتَ ْستَفِي ُ
َّماء
ق الس ْ َونَ ْش َوةٌ َوحْ شيّةٌ تُ َعانِ ُ
ط ْف ِل إِ َذا َخ َ
اف ِم َن القَ َمرْ ! َكنَ ْش َو ِة ال ِّ
ب تَ ْش َربُ ال ُغيُو ْم
اس ال َّس َحا ِ َكأ َ َّن أَ ْق َو َ
ط َرةً تَ ُذوبُ في ال َمطَرْ ...ط َرةً فَقَ ْ
َوقَ ْ
رائش ال ُكرُو ْم،
ِ طفَا ُل في َع َو َكرْ َك َر األَ ْ
ير َعلَى ال َّش َجرْ
صافِ ِ ص ْم َ
ت ال َع َ ت َ َو َد ْغ َد َغ ْ
طرْ ...أُ ْن ُشو َدةُ ال َم َ
َمطَرْ ...
طرْ ...َم َ
َمطَرْ ...
تَثَا َء َ
ب ال َم َسا ُءَ ،وال ُغيُو ُم َما تَزَالْ
تَسُحُّ َما تَسُحُّ ِم ْن ُد ُمو ِعها الثِقَالْ .
ات يَ ْه ِذي قَ ْب َل أَ ْن يَنَا ْم:
َكأ َ َّن ِط ْفلاً بَ َ
بِأ َ َّن أُ َّمهُ التي أَفَا َ
ق ُم ْن ُذ َعا ْم
حين لَ َّج في السُّؤالْ فَلَ ْم يَ ِج ْدها ،ثُ َّم َ
قَالُوا لَهُ( :بَ ْع َد َغ ٍد تَعُو ْد ) ..
أن تَعُو ْد
لاَ بُ َّد ْ
ق أَنَّها هُنَ ْ
اك س الرِّ فَا ُ َوإِ ْن تَهَا َم َ
ب التَّلِّ تَنَا ُم نَو َمةَ ال ُّلحُو ْد
في َجانِ ِ
ف ِم ْن تُرابِها وتَ ْش َربُ ال َمطَرْ ؛ تَ َس ُّ
َكأ َ َّن َ
صيّادًا َح ِزينًا يَجْ َم ُع ال ِّشبَ ْ
اك
َويَ ْل َع ُن ال ِميَاهَ َوالقَ َدرْ
يث يَأَفَ ُل القَ َمرْ . َويَ ْنثُ ُر ال ِغنَا َء َح ُ
ث ال َمطَرْ ؟ ي ح ُْز ٍن يَ ْب َع ُ ين أَ َّأَتَ ْعلَ ِم َ
128
اريبُ إِ َذا ا ْنهَ َمرْ ؟
يف تَ ْن ِش ُج ال َم َز ِ
َو َك َ
ضيَا ْع؟يف يَ ْش ُع ُر ال َو ِحي ُد في ِه بِال َّ
َو َك َ
الجيَا ْع،
راقَ ،ك ِ بلاِ ا ْنتِهَا ٍء َ ،كال َّد ِم ال ُم ِ
الَ ،كال َموتَى هُ َو ال َمطَرْ ! َكالحُبِّ َ ،كاألَ ْ
طفَ ِ
يفان َم َع ال َم َ
طرْ َو ُم ْقلتَ ِ
اك بِ ْي تَ ِط ِ
يج تَ ْم َس ُح البُرُو ْق َ
اج ال َخلِ ِ
َو َع ْب َر أ ْم َو ِ
اق بِال ُّنج ِ
ُوم َوال َم َحارْ ، واح َل ال ِع َر ِ
َس ِ
َكأَنَّها تَ ِه ُّم بِال ُّشرُو ْق
فَيَ ْس َحبُ اللَّي ُل َعليها ِم ْن َد ٍم ِدثَارْ .
يج( :يا َخلِيجْ
صي ُح بِال َخلِ ِ أَ ِ
ارَ ،وال ّر َدى!) ب اللُّ ْؤلُ ِؤَ ،وال َم َح ِيا َوا ِه َ
ص َدى فَيَرْ َج ُع ال َّ
َكأنَّهُ النَّ ِشيجْ :
(يا َخلِيجْ
ب اللُّ ْؤلُ ِؤَ ،وال ّر َدى )..
يا َوا ِه َ
معاني المفردات
ق ال ّش ِ
مس أو الثلث االخير من الليل ق شرو َالوقت الذي يسب ُ ُ سح ُر:ال َّ
ال ُكرو ُم :جم ُع َكرْ َم ٍة وه َي شجرةُ العن ِ
ب.
العين وموضعُها في الوج ِه.
ِ ُ
كهف غوريهما :مثنّى غور ،وه َو
اللّحودُ :جم ُع لح ٍد ،أيْ القبرُ.
سفُّ :تلته ُم.
ت َ
المطر.
ِ لتفريغ ميا ِه
ِ ب وهو الميزابُ أيضًا ،أنبوبٌ المزاريب :جم ُع مزرا ٍ
ُ
ُ
صوت البكا ِء المتر ّد ِد. النّ ُ
شيج:
ُ
الموت. ال ّردى:
129
التعليق النّ ُّ
قدي:
ث،
العربي الحدي ِ
ِّ عيون ال ّش ِ
عر ِ يرس ُم بدر شاكر ال ّسيّاب في هذه القصيد ِة التي هي ِم ْن
الطبقي
ِّ العراقي بطبقاتِ ِه وفئاتِ ِه االجتماعيّ ِة ،ويحاو ُل تصوي َر التفاو ِ
ت ِّ للمجتمع
ِ صورةً
ق حبيبةً خياليّةً يضفيُزن واألسى .وه َو يص ّو ُر بل َده ال ِعرا َ الناس بنبر ٍة ِم َن الح ِ
ِ بين
َ
نخيل ،أو شرفتان من
ٍ وأنهار ِه وغاباتِ ِه وبساتينِ ِه ،فعيناها غابتا
ِ ريف بل ِد ِه
ِ عليها مالم َح
ت تصوير األشيا ِء الماديّ ِة أو النباتا ِ
ت أو الحيوانا ِ ِ العراق .وهذا النوع من
ِ مدن
ت ِ شرفا ِ
ت إنسانيّةً
صها أيْ جعلَها شخصيا ٍ بمالم َح بشريّ ِة يُدعى أنسنةَ هذ ِه األشيا ِء ،أو تشخي َ
العراقي في
ِّ المجتمع
ِ ريب في ّ
أن قصيدةَ ال ّسيّاب انعكاسٌ لحال ِة َ تعي وتشع ُر وتتكل ُم .وال
وصيادين
َ والمحرومين من َك َسبَ ٍة
َ المنقسم على طبق ِة الفقرا ِء
ِ العشرين
َ القرن
ِ ت
خمسينيا ِ
ّين ،فموار ُد البل ِد تذهبُ
ّين وبرجوازي َ
المنتفعين األغنيا ِء من إقطاعي َ
َ وفالحين ،وطبق ِة
َ
وليس هنالك توزي ٌع عاد ٌل لثرواتِ ِه ،وهذا ما عبّرت عنه القصيدةُ
َ دون طبق ٍة،
لطبق ٍة َ
تعبير:
ٍ ق
أصد َ
يج( :يا َخلِيجْ صي ُح بِال َخلِ ِ أَ ِ
ب اللُّ ْؤلُ ِؤَ ،وال َم َح ِ
ارَ ،وال ّر َدى!) يا َوا ِه َ
ص َدى فَيَرْ َج ُع ال َّ
َكأنَّهُ النَّ ِشيجْ :
(يا َخلِيجْ
ب اللُّ ْؤلُ ِؤَ ،وال ّر َدى )..
يا َوا ِه َ
بتحليل الطَّبقا ِ
ت االجتماعيّ ِة التي ِ ع ِم َن النّق ِد الذي يُعنى في ِه النّاق ُد
ويُد َعى هذا النو ُ
ت نقدًا اجتماعيًّا .فقد عمد ال ّشاع ُر فيوربط رؤيته بطبق ٍة ِم ْن هذه الطّبقا ِ ِ تحيطُ بال ّش ِ
اعر
هذه القصيدة إلى تصوير التفاوت الطبق ّي واالستغالل بأبشع صوره مع توافر خيرات
البلد:
صيّادًا َح ِزينًا يَجْ َم ُع ال ِّشبَ ْ
اك « َكأ َ َّن َ
َويَ ْل َع ُن ال ِميَاهَ َوالقَ َدرْ
يث يَأَفَ ُل القَ َمرْ . َويَ ْنثُ ُر ال ِغنَا َء َح ُ
130
ث ال َمطَرْ ؟ ين أَ َّ
ي ح ُْز ٍن يَ ْب َع ُ أَتَ ْعلَ ِم َ
اريبُ إِ َذا ا ْنهَ َمرْ ؟يف تَ ْن ِش ُج ال َم َز ِ
َو َك َ
يف يَ ْش ُع ُر ال َو ِحي ُد في ِه بِال َّ
ضيَا ْع؟ َو َك َ
الجيَا ْع،
راقَ ،ك ِ بلاِ ا ْنتِهَا ٍء َ ،كال َّد ِم ال ُم ِ
الَ ،كال َموتَى هُ َو ال َمطَرْ !» َكالحُبِّ َ ،كاألَ ْ
طف َ ِ
مقاطع القصيد ِة:
ِ أن اللاّ زمةَ التي ير ِّد ُدها َ
بين على َّ
« َم َ
طرْ
َمطَرْ
طرْ » َم َ
أن ال ّشاع َر استطا َعت البال ِد وتج ُّد ِد دور ِة الحيا ِة فيها .ويتّض ُح َّتدلُّ على خيرا ِ
للمجتمع ،فالقصيدةُ
ِ ّين :منحى الفنِّ للفنِّ ومنحى الفنِّ
منحيين أدبي ِ
ِ الموازنةَ الخلاَّ قةَ َ
بين
االجتماعي
ِّ باالنعتاق ِم َن ُّ
الظ ِلم ِ عن إراد ِة النّ ِ
اس ي وتُعبّ ُر ْ تُظه ُر الواق َع االجتماع َّ
القارئ وتدف ُعهُ إلى التَّأ ّم ِل في الطّبيع ِة
ِ بشعور
ِ بقي ،بصور ٍة تسمو واالستغالل الطَّ ِّ
ِ
حين.
ٍ االجتماعيّ ِة وإراد ِة ال ّشعو ِ
ب في كلِّ
أسئلة المناقشة
ث؟
العصر الحدي ِ
ِ َ -1م ْن أبر ُز ر ّوا ِد ال ّش ِ
عر الحُرِّ في
ي ويظهر في قصيدتِ ِه؟يعكس الصّرا َع االجتماع ََّ كيف استطا َع ال ّسيّاب ْ
أن َ -2
ت اإلنسانيّ ِة الحيّ ِة التي أسبغها ال ّشاع ُر في قصيدتِ ِه على
ك تحدي ُد الصّفا ِ -3هلْ يمكنُ َ
الطبيعة؟
عر الحُرِّ وال ّش ِ
عر العموديّ؟ الفرق في هذه القصيد ِة بين ال ّش ِ
ِ -4هلْ يمكنُ َ
ك تحدي ُد
ب؟شعر السيّا ِ
ِ -5ما أه ُّم مزايا
-6ع ّماذا تدلُّ اللاّ زمةُ (مطرْ ..مطرْ ..مطرْ )؟
131
-2أدونيس
أدونيس الذي اختا َرهُ من ُذ
َ ُولِ َد ال َّشاع ُر السّوريُّ علي أحمد سعيد إسبر المشهو ُر بلق ِ
ب
ّابين) من محافظ ِة اللاّ ذقيّ ِة.
بداياتِ ِه عا َم 1930في أسر ٍة فالحيّ ٍة فقير ٍة في قري ِة (قص َ
اختار لقب (ادونيس) الذي غلب على اسمه تيمنًا بأسطورة أدونيس اليونانية وهو بهذا
اللقب خرج عما اعتاده بعض ال ُّشعراء قدي ًما وحديثًا كأبي ن ّوا ٍ
س وأبي الطيّب المتنب ّي،
وغيرهم من ال ّشعرا ِء ممن استعمل ُكنى والقابًا لها جذور عربية. ِ وال ّش ِ
اعر القَرويِّ
القرآن على ي ِد أبي ِه،
َ ل ْم يتعلّ ْم في مدرس ٍة حكوميّ ٍة قب َل سنِّ الثالثةَ عشرةَ ،لكنّهُ حفِ َ
ظ
ربيع ،1944أَلقَى قصيدةً وطنيّةً من
ِ و َحفِظَ شعرعدد كبيرمن الشعراء القدماء .وفي
ْ
فنالت كان في زيار ٍة للمنطق ِة، رئيس الجمهوريّ ِة السّوريّ ِة حينذا َ
ك ،الذي َ ِ شعر ِه أما َم
ِ
(طرطوس)؛
َ اإلعجاب ،فأرسل ْتهُ ال ّدولةُ إلى المدرس ِة العلمانيّ ِة الفرنسيّ ِة في
َ قصيدتُهُ
فقط َع مراح َل ال ّدراس ِة قف ًزا ،وتخ َّر َج في الجامع ِة مجا ًزا في الفلسف ِة .ث َّم غاد َر سوريا
فدرس في الجامع ِة اللّبنانيّ ِة ،ونا َل دكتوراه الدول ِة في األد ِ
ب َ لبنان عا َم ،1956
َ إلى
وأثارت أطروحتُهُ (الثّابت والمتح ّول) سجالاً طويلاً .وبد ًءا من ِ
عام ْ عا َم ،1973
ث في فرنسا وسويسرا تكررت دعوتُهُ أستا ًذا زائرًا إلى جامعا ٍ
ت ومراك َز للبح ِ ْ ،1981
التكريم.
ِ الجوائز المحلية والعالميّ ِة وألقا ِ
ب ِ ت المتحد ِة وألمانيا .وقد نا َل عددًا من
والواليا ِ
ثالث عشرةَ لغةً .وهو واح ٌد من أه ِّم الداعين إلى تجدي ِد القصيد ِة
َ ت أعمالُهُ إلى وتُرج َم ْ
ألفاظ شعريّ ٍة
ٍ بين
ق َ ْ
كانت تف ّر ُ المعايير القديم ِة التي
ِ وتحرير لغتِها ِم َن
ِ العربيّ ِة وتحديثها
واالهتمام بالقصيد ِة بوصفِها بنيةً ورؤيةً متكاملةً موحّدةَ األجزا ِء
ِ غير شعريّ ٍة،
وأخرى ِ
ب القصيد ِة الموزون ِة الح ّر ِة ،قصيدةَ
فكتب إلى جان ِ
َ ت والصُّ ِ
ور، ْ
وليست نثارًا ِم َن الكلما ِ
َّ
فالتف ث، النّ ِ
ثر ودعا إليها ،وجع َل ِم ْن مجل ِة (شعر) منبرًا لهذ ِه الدعو ِة للتجدي ِد والتحدي ِ
حولَها جماعةٌ من ال ّشعراء عرفوا فيما بعد بجماعة (مجلة شعر)..
وقصيدته التي ستدرسها هنا واحدة من قصائده التي كتبها وفقًا لمدرسة الشعر الحرّ.
132
(للحفظ ) ُر ْؤيــــــــا
ت َم ِدينَتُنا هَ َربَ ْ
ت أَ ْستَجْ لِي َم َسالِ َكها فَ َر َكضْ ُ
ت -لَ ْم أَ ْل َمحْ ِس َوى األُفُ ِ
ق َونَظَرْ ُ
ين َغدًا يت أَ َّن الهَ ِ
اربِ َ َو َرأَ ُ
ين غدًا
َوال َعائِ ِد َ
َج َس ٌد أُ َم ِّزقُهُ على َو َرقِي.
ان ال َغ ْي ُم َح ْن َج َرةً
يت َ -ك ََو َرأَ ُ
َوال َما ُء ُج ْد َرانًا ِم َن اللَّهَ ِ
ب
يت َخ ْيطًا أَصْ فَرًا َدبِقًا َو َرأَ ُ
يخ يَ ْعلَ ُ
ق بِي ار ِ َخ ْيطًا ِم َن التَّ ِ
تَجْ تَرُّ أَيَّا ِمي َوتَ ْعقِ ُدها
تَوتَ ُكرُّ ها في ِه -يَ ٌد َو ِرثَ ْ
ق.
الخ َر ِ ِج ْن َ
س ال ُّد َمى َو ُسلاَ لَةَ ِ
معاني المفردات:
أستجلي :أستوضحُ.
تجتر :تعي ُد وتُكرِّ رُ.
ُّ
تعقدَُ :عقَ َد الحب َل أيْ َش َّدهُ.
تكر :ترج ُع ُّ
ساللةُ :جماعةٌ ِم َن الكائنات الحيّة تتف ُ
ق في صفاتِها ال ِعرْ قِيَّة الموروث ِة. ال ُّ
الخ َرقُ :جم ُع خرق ٍة وهي القطعةُ المزقةُ من الثوب. ِ
133
التعليق النّقد ّ
ي:
شعر ِه،
ِ ُ
يمكن الحُك ُم على فال ينتمي أدونيسُ إلى المدرس ِة الرَّمزيّ ِة في التّ ِ
عبير،
وتعبيراتِ ِه ،ويُد َعى هذا النو ُ
ع شعر ِه
ِ رموز
ِ بين إلاّ في ضو ِء العالقا ِ
ت التي يقي ُمها َ
المحيط
ِ الشاعر أو
ِ لدواخل النصِّ بعيدًا من عالق ِة القصيد ِة بحيا ِة
ِ من التّ ِ
حليل النقديِّ
ف في التّ ِ
حليل ،وال ينبغي إشرا ُكهُ موت المؤلِّ ِ
َ االجتماعي ،نقدًا بنيويًّا ،وهو نق ٌد يرى
ِّ
ب الفنِّ للفنِّ منهُ
أدونيس أقربُ إلى مذه ِ َ ويكشف لنا تحلي ُل هذه القصيد ِة َّ
أن ُ أبدًا.
األغراض
ِ للمجتمع ،فهو يكتبُ للمتع ِة الجماليّ ِة الخالص ِة بعيدًا من
ِ ب الفنِّ
إلى مذه ِ
ت التي يكشفُها التّحلي ُل البنيويُّ للقصيد ِةاالجتماعيّ ِة المباشر ِة للقصيد ِة .و ِم َن العالقا ِ
المستقبل والماضي ،الحيا ِة
ِ واليأس،
ِ األمل
ِ اثنتين:
ِ ركيزتين
ِ يتبي ُّن لنا أنَّها تدو ُر بين
ق األصفر الذي َعلِ َ
ِ بخيط ِه
ِ االنعتاق ِم ْن ربق ِة الماضي
ِ ت ،فال ّشاع ُر يدعو إلى والمو ِ
الواقع يك ّر ُر
ِ أن هذا الماضي في ق منهُ ،غي َر َّ
ويمكن االنعتا ُ
ُ ب ِه ،فهو خيطٌ َ
ليس أكث َر
َّ
ولكن ق.
والخ َر ِ ك ِم ْن ميرا ٍ
ث سوى ال ُّدمى ِ وليس هنال َ
َ ُ
الحيوانات علفَها، األيّا َم كما تجترُّ
واالنعتاقَ ،حنجرةً
ِ والخير
ِ السمو
ِ للغيم ،بوصفِ ِه رم َز
ِ الشاع َر ِم ْن جه ٍة أخرى يبي ُّن َّ
أن
ب ،أيْ ذلك اللهبُ الذي ٌ
جدران ِم َن الله ِ وأن الما َء ،الذي يرم ُز للحيا ِة وال ّدع ِة ،إنما هو
َّ
الشاعر
ِ ي ُدلُّ على الثّور ِة والتّمر ِد .وبهذه الثّنائيّ ِة تنمو ُ
ص َو ُر القصيد ِة لتعبّ َر َع ْن ُحلُ ِم
الذاتيّ ِة والتّأريخيّ ِة واالجتماعيّ ِة لغرس روح جميع القيو ِد ّ
ِ اإلنسان ِم ْن
ِ ت
بتحرير ذا ِ
ِ
المستقبل.
ِ إنسان
ِ األمل في
ِ
بحر قَلَّما ينظ ُم عليه شعرا ُء مدرس ِة ال ّش ِ
عر ٍ نَظَ َم أدونيس هذ ِه القصيدةَ ال ّح ّرةَ على
تكرار التّفعيل ِة المتشابه ِة في
ِ ألن القصيدة ال ُح ّرةَ تمي ُل إلى الحرِّ ،وهو بح ُر البسيط؛ ّ
بالبحور الصّافي ِة ،وتقتضي البحو ُر المر ّكبةُ
ِ تكرار تفعيل ٍة واحد ٍة تُس َّمى
ِ تتألف ِم ْن
ُّ بحور
الذين
َ أكبر ال ّشعرا ِء
ِ فكان أدونيس ِم ْن
َ ِم ْن أكث َر ِم ْن تفعيل ٍة واحد ٍة موهبةً ومهارةً عاليةً،
بحور مر ّكب ٍة ِ
مثل هذ ِه القصيد ِة. ٍ كتبوا قصائ َدهُم ال ُح ّرةَ على
134
أسئلة المناقشة
بغير
ِ تعرف شعراء آخرين ا ْشتُهرواُ -1هلْ كان أدونيس اس ًما حقيقيًّا للشاعر؟ وهل
أسمائهم؟
خصائصها؟
ِ تأسيسها؟ وما أبر ُز
ِ -2ما الجماعةُ ال ّشعريّةُ التي شارك أدونيس في
أن مفرداتِها مألوفةٌ مأنوسةٌ ،فما الغموض في التّ ِ
عبير ،م َع َّ ِ ع ِم َن -3في القصيد ِة نو ٌ
الغموض الفنّ ِّي؟
ِ سببُ هذا
لليأس؟
ِ لألمل أم يدعو
ِ أكان ال ّشاع ُر في هذه القصيد ِة يدعو َ -4
يمكن قراءةُ هذه القصيد ِة وفه ُم مقاص ِدها بعيدًا من معرفتِنا بحيا ِة ال ّش ِ
اعر ُ -5هلْ
وثقافتِه؟ وضح ذلك.
(المذاهب األدبيةُ)
ُ
الرومانسية
ث
ب الحدي ِ الرُّ ومانسيّةُ (أو الرُّ ومانتيكيّةُ أو الرُّ ومانطيقيّةُ) مذهبٌ ِم ْن مذاه ِ
ب األد ِ
الثامن عش َر ،ث َّم استله َمهُ األدبا ُء العربُ وصاغوا على
َ القرن
ِ ّين شا َع في عن َد الغربي َ
بالمحاور
ِ مبادئ الكالسيكيّ ِة ،يستهدي
ِ وفق مبادئِ ِه أعمالَهُ ْم األدبيّةَ ،وهو على ال ّ
ض ِّد ِم ْن ِ
الرئيس ِة اآلتيّ ِة:
ب أو ال ّش ِ
اعر ،وليس العق َل أو التّقالي َد، اإلبداعي لألدي ِ
ُّ إن العاطفةَ والشعو َر هي الحاك ُم
َّ -
العواطف الجيّاشةَ والمشاع َر القويّةَ ويجعلونَها معيارًا
َ لذلك يب ّج ُل الرّومانسي َ
ّون
واألدبي.
ِّ الفني
ِّ أعلى في إبدا ِع ِه ْم
الفني واألدب ِّي ،وينبغي تصوي ُر
ِّ عبير اعر والرُّ ؤيةَ ّ
الذاتيّةَ هي الكفيلةُ بالتّ ِ ذات ال ّش ِ
إن ََّ -
األدبي تصويرًا ذاتيًّا.
ِّ العمل
ِ ك ِّل شي ٍء في
135
ك الواق ُع الذي يعي ُشهُ األديبُ أو ال ّشاعرُ ،وهو واق ٌع يشوبُهُ
ومانسي هنال َ
ِّ ب الرُّ
-في األد ِ
ّومانسي ويصبو إلي ِه،
ُّ النّقصُ والبؤسُ ،يقابلُهُ المثا ُل الذي يطم ُح إلي ِه ال ّشاع ُر الر
وهو مثا ٌل فاض ٌل كام ٌل دائ ًما.
الحياتي المر باتجا ِه مثالِ ِهم الذي يبنونَهُ ِم ْن
ِّ يهربون ِم ْن واق ِع ِهم
َ ّين
ألن الرّومانسي ََّ -
ب؛ هما الماضي الجمي ُل اثنان غالبًا لهذا الهر ِ
ِ طريقان
ِ كان له ْم مخيلتِهم ّ
الذاتيّ ِة ،فق ْد َ
الذي يعبّ ُر عن طفول ِة البشريّ ِة ،والطّبيعةُ البك ُر التي ل ْم تَ ُشبْها ال ّشوائبُ ،فأكثروا ِم ْن
لوج وسوى ذلك. والجبال والثّ ِ
ِ والقمر
ِ ت
جوم والبحيرا ِوصف الطّبيع ِة الجميل ِة ،كالنّ ِ ِ
ّين بسهولتِها وحداثتِها وبساطتِها مقارنةً بلغ ِة الكالسيكي َ
ّين -انمازت لغةُ الرّومانسي َ
ت ويأبى لغةً مجبولةً على التّقالي ِد ّومانسي يمي ُل إلى لغ ِة ّ
الذا ِ ُّ الرّفيع ِة الجزل ِة ،فالر
الموروث ِة.
أسئلة للمناقشة
المصطلحات المرادفةُ
ُ -1متى ظهرت الرُّ ومانسيّةُ وشاعت بين األَدباء الغربيّين؟ وما
ْ
شاعت و ُع ِرفَت للتّعبير عنها في اللغة العربيّة؟ التي
موقف الرُّ ومانسيّة من ثنائيّة العقل والعاطفة؟ وأيٌّ منهما كان حاك ًما في األَدب
ُ -2ما
الرُّ ومانس ّي؟
المحيط بهم ،فما البدي ُل الذي خلقوه
ِ الواقع
ِ بؤس
ِ -3إذا كان الرومانسيون يهربون من
وأَبدعوه؟
خصائص اللغ ِة عند الرُّ ومانسيّين؟
ِ -4ما أَبر ُز
136
اجلزء الوحدة اخلامسة
األول
َسطني ُ
فِل ْ
التَّ ْم ِه ْيدُ:
احتالل
ِ اإلسرائيلي ،الَّذي بَدأ بَ ْع َد
ِّ العربي
ِّ تُمثّ ُل القضيَّةُ الفِلسْطينيَّةُ جوه َر الصِّ ِ
راع
المشؤوم عام
ِ لسطين عام ،1948والَّذي جا َء نتيجةً لِ َو ْع ِد بِلفو َر َ ض فِالصَّهاين ِة أَرْ َ
ب بِقَ َد ِر ما ِهي مصي ُر أُ َّم ٍة كاملَ ٍة، وطن و َش ْع ٍ
ٍ ليست مصي َرْ ،1917فالقضيَّةُ الفَلسطينيَّةُ
لمظلُوميَّ ِة الفئ ِة ال ُمستض َعف ِة وليست ِهي اختالفًا في الرُّ ؤي ِة السِّياسيَّ ِة بِقَ َد ِر ما هي تجسي ٌد ْ ْ
المي يَ ْن َ
ضوي تَحْ ت لوائه ُكلُّ ِم َن البشريَّ ِة بِ ُر َّمتِها؛ ِم ْن هُنا كان لِه ِذه القضيَّ ِة بُ ْع ٌد َع ٌّ
المظلومين.
َ
ض َّمنةُ:ال َمفا ِه ْي ُم ال ُمت َ
َ -مفاهي ُم وطنيَّةٌ
َ -مفاهي ُم تربويَّةٌ
َ -مفاهي ُم تاريخيَّةٌ
َ -مفاهي ُم لُغويَّةٌ
َ -مفاهي ُم أدبيَّةٌ
137
س األوَّلُ :املُطال ََع ُة /ورقة من الرملة لغسان كنفاني
الدَّر ْ ُ
إضاءة
َّحفيين
َ ب والص سطيني ،يُ َع ُّد أح َد أَ ِ
شهر ال ُكتَّا ِ ُّ وصحفي فِلَ
ٌّ َّان َكنفان ّي ِروائ ّي َوقَاصٌّ
َغس ُ
عن الثَّقاف ِة ال َعربيَّ ِة والفِلَسطينيَّ ِةُ .ولِ َد فِي
كانت أعمالُه تُ َعبِّ ُر ِ
ْ شرين ،فقد
َ فِي القَرْ ِن ال ِع
َ
يروت عام .1972َع َّكا عام .1936وا ْغتِي َل على ي ِد الصَّهاين ِة فِي بَ
138
ت أَ ْعني ألُ ّمي ،لكنَّني َ
اآلن ضبْط ماذا ُك ْن ُ أخ ُذوه ِعندما َدخلوا ال َّر ْملَةَ ،لَ ْم أَ ُك ْن أ ْع ِر ُ
ف بال َّ
ت األُ ُم ْو ُر َستجري لَ ْو أَنَّني لَ ْم أَ ُك ْن َم َعها َساعةَ ُوصُولها كيف َكانَ ِ َ ال أَسْتطي ُع ْ
أن أتخيَّ َل
ت.
ف الحافال ِ ب مواقِ ِ َّباح وأنَا أُنَادي ُمرْ تَ ِجفًا قُرْ َ
ق ،لأَ ب ْي َع لها َجرائ َد الص ِ إلَى ِد َمش َ
ْ
وارتفعت ِم ْن هُنا وهُناك بعضُ يوخ...ات النِّسا ِء وال ُّش ِ ت ال َّش ْمسُ تُذيبُ ثَبَ َ لق ْد بَدأ ِ
شوارع
ِ ت رُؤيتَها في ْض ال ُوجُو ِه الَّتي ا ْعتَ ْد ُ ت أَرى بَع َ ت اليائس ِة البائس ِةُ ،ك ْن ُ االحتِجاجا ِ
ي ُشعورًا عم ْيقًا ِم َن األسى ،غي َر أنَّني أَبدًا لَ ْم أستط ْع ُ
تبعث ف َّ ضيّقَ ِة ،ولكنَّها َ
اآلن ال َّر ْملَ ِة ال َّ
ث ضاحكةً بلِحْ ي ِة ب آخ َر تملَّ َكني ح ْينَما رأي ُ
ْت ُم َجنَّ َدةً صُهيونيَّةً تَ ْعبَ ُ تفسي َر ُش ٍ
عور عج ْي ٍ
الع ِّم أَبي ُع َ
ثمان.
ق ال َّر ْملَ ِة وطبيبُها ْال ُمتَ َواضعُ ،ولق ْد تع َّو ْدنا ُمنا َداتَه بال َع ِّم ُم ْن ُذ وال َع ُّم أَبو ُع َ
ثمان َحلاَّ ُ
َو ِعيناهُ ُحبًّا واحْ ترا ًما وتَ ْقديرًا.
كان واقفًا يضُّ ُّم إلَى َج ْنبِه ا ْبنَتَه األخيْرةَ ،فَاط َمةَ ،صغيرةٌ سمرا ُء تَ ْنظُ ُر بِعينيها َ
ين إلى الصِّ هيونيّ ِة السَّمرا ِء. داوين ال َواس َعتَ ِ
ِ الس َّْو
-ابْنتُك؟
ب ،وببساط ٍة ائم عجي ٍ تلمعان بِتكه ٍُّن قَ ٍ
ِ َّ
ولكن َعيْنيه كانَتَا ق، هَ َّز أَبُو ُع ْث َ
مان رأ َسه بقَلَ ٍ
رأس فاطمةَ الصَّغير ِة السَّمرا ِء
ِ ت الصِّ هيونيّةُ ِم ْدفَ َعها الصَّغي َر ،وص َّوب ْتهُ إلى شديد ٍة رفَع ِ
ُون السُّو ِد ال ُمتَعجِّب ِة َدائ ًما.
ت ال ُعي ِ
ذا ِ
ت نظ َره َّاس الصَّهاين ِة في تَجوالِه أَمامي ،ولَفَ َ
ص َل أَح ُد ال ُحر ِ ك اللحظ ِة َو َ في تِل َ
طع ٍة ط ْلقا ٍ
ت ُمتق ِّ ث َ َ
صوت ثال ِ حاجبًا عنَّي ال َمنظ َر ،ولكنَّني َس ِم ُ
عت ِ فوقف
َ ف، الموقِ ُ
ُ
ونظرت إلى فاطمةَ، أن أرى َوجْ هَ أبي ُع ْث َ
مان يَتَم َّو ُج بأسًى ُم ٍ
ريع، دقيق ٍة ،ثُ َّم تيسَّر لي ْ
شعرها األسو ِد إلى ِ ق هابِطةً ِخالل ٌ
وقطرات ِم َن ال َّد ِم تَتَالح ُ األمام،
ِ ُم َدلًّى رأسُها إلى
األرض البُنَّي ِة السَّاخن ِة.
ِ
ين جُثَّةَ فاطمةَ
مان ِم ْن َجانبي ،حاملاً على ساعديه الهَ ِر َم ِ وبع َد هُنَ ْيهَ ٍةَ ،م َّر أبو ُع ْث َ
أن م َّر بي ث ْب ،وما لَبَ َ كان صا ِمتًا جا ِمدًا ينظُ ُر أما َمه بَهُدو ٍء رهي ٍ الصَّغير ِة السَّمرا ِءَ .
صفَّ ِ
ين إلى أ َّو ِل ظه َره ال ُم ْنحني وهُو يَسي ُر بَهُدو ٍء بَي َْن ال َّ
ْت َ ي البَتَّةََ ،و َراقب ُ َغي َر ِ
ناظ ٍر إل َّ
ض ورأسُها بي َْن َكفَّيها تب ِكي بِأَنِي ٍْن
زوج ِه َجالسةً على األرْ ِ
ِ ت أ ْنظُ ُر إلى ُم ْن َعطَ ٍ
ف ،و ُع ْد ُ
139
صهيوني نَحوهاَ ،وأ َشا َر إليها قائلاً :يَا أَيَّتُها ال َمرْ أةُ ،قِفِي
ٌّ ُمقَطَّ ٍع َح ِز ٍ
ين ،فتو َّجهَ ُج ْنديٌّ
اليأس.
ِ كانت يائِسةً إلى ِ
آخر ُح ُدو ِد ْ ولكن العجُو َز ل ْم تَقِ ْ
ف، َّ بِسُرْ ع ٍة...
كيف رف َسها َ ي
ورأيت بعين َُّ ث، ضوح ُك َّل ما َح َد َ
ٍ ْت أَ ْن أرى ب ُو ه ِذه ال َم َّرةُ استطع ُ
ف د ًما ،ثُ َّم رأ ْيتُه، ظهرها َووجْ هُها يَ ْن ِز ُِ ت ال َعجُو ُز على وكيف سقطَ ِ َ ال ُج ْنديُّ بقد ِم ِه،
ق رصاصةً ِ
واحدةً. صدرها ،وي ْ
ُطلِ ُ ِ ض ُع فُ َّوهَةَ بُ ْن ُدقِيَّتِه في
كبير ،ي َ
ٍ بوضوح
ٍ
ي أَ ْن أرف َع ب إل َّ في اللحظ ِة التَّالي ِة ،تَ َوجَّه ال ُج ْنديُّ نفسُه نحوي ،وبهُدو ٍء شدي ٍد َ
طلَ َ
صفعني ْت ساقي ُمذ ِعنًاَ ،األرض ُد ْو َن أَ ْن أش ُع َر ،و ِع ْندما رفَع ُ
ِ ساقي الَّتي أَ ْنزلتُها إلى
ُ
فشعرت بإعيا ٍء ُمد ِّم ٍر؛ قميصي،
ِ دم فمي بِق على ظا ِه ِر ي ِده ِم ْن ِ ص ْف ِ
عتينَ ،و َمس َح َما علِ َ َ
كانت تبكي ْ ك بَي َْن النِّسا ِء رافعةً ِذرا َعيها في الهوا ِء، نظرت إلى أُ ِّمي ،هُنا َ
ُ لكنَّني
ُ
وشعرت ت ِم ْن ِخالل دمو ِعها ابتسامةً صغيرةً. ت ،ولكنَّها في تلك اللحظ ِة ابتس َم ْ بصم ٍ
يت ت أَ ْيضًا ،وتمنَّ ُ فظيع يكا ُد يقط ُع فَ ْخ ِذي ،لكنَّني ابتس ْم ُ
ٍ بِساقي تَ ْلتَوي تَحت ثِ ْقلي ،وبألَ ٍم
ض إلَيها ،فَأقُو ُل لها :أُمي ،إنَّني ل ْم أتَأل ْم كثيرًا ِم َن أن أر ُك َ م َّرةً أُخرى لو أنَّني أستطي ُع ْ
َّف أبُو
َّف ك َما تصر َ َّفعتين ،وإنَّني على ما يُرا ُم ،أرْ جُوها باكيًا ألاَّ تبكيْ ،
وأن تتصر َ ِ الص
ثمان قَ ْب َل هُنَ ْيهَ ٍة.
ُع َ
أن َدفَ َن فاطمةَ،
ثمان ِم ْن أمامي عائِدًا إلى مكانِ ِه بَ ْع َد ْ كاري ُمرْ و ُر أبي ُع َ وقَط َع أ ْف ِ
وأن عليه أَ ْن ي ِ
ُواجهَ رت أنَّهم قتَلوا َز ْو َجهَّ ، ي البتَّةَ ،تذ َّك ُ ناظ ٍر إل َّ و ِع ْندما حاذاني غي َر ِ
فبعض ال َّشيء ،إلى أَ ْن وص َل إلى مكانِه فوقَ َ َ اآلن ،وتاب ْعتُه ُم ْشفِقًا ،خائِفًا ُمصابًا جديدًا َ
ق ،لكنَّني ا ْستَطع ُ
ْت تَ َخيُّ َل وج ِهه :جا ِمدًا ب المبلو َل بِال َع َر ِ هُنَ ْيهَةً ُمولِّيًا ظه َرهُ ال ُمحْ َد ْو َد َ
ض إليه واحتضنهُ وأقو َل أن أر ُك َت أتمنَّى ْ ق اللاَّ ِ
معُ ،ك ْن ُ صا ِمتًا مزروعًا بِ ُحبَ ْيبَا ِ
ت ال َع َر ِ
الخوف الَّذي
ِ ت صغيرًا على ِّب صبرًا ،ولكنَّني ُك ْن ُ مان ع َّمنا الطَّي َُمواسيًا :أَيْ أَبا ُع ْث َ
ين جُثَّةَ َز ْو ِجه الَّتي
الهر َمتَ ِ
ِ ثمان ليحم َل على ذرا َعيه يَ ْعتَلِ ُج بِي َويُ َكبِّلُني .وانحنى أبُو ُع َ
باألواني
ِّ كثيرًا ما رأ ْيتُها ُمتَربِّعةً أَمام ُد َّكانِه تَ ْنتَ ِظ ُر ا ْنتها َءه ِم َن ال َغدا ِء كي تعو َد إلى ال َّد ِ
ار
ات تواصلاً و ُحبَ ْيبَ ُ
ِ أن م َّر بي ،وللم َّر ِة الثَّالث ِة ،ال ِهثًا لُهاثًا رفيعًا ُم ث ْ الفارغ ِة ،وما لَبَ َ
ي البَتَّةَ ،و ُع ْد ُ
ت م َّرةً ناظ ٍر إل َّ
َّن ،وحاذاني ،غي َر ِ ق مزروعةٌ في َوج ِهه ال ُم َغض ِ ال َع َر ِ
ين. صفَّ ِ أُ ْخرى أُراقِبُ ظه َره ال ُم ْنحني ال َمبلو َل بِال َع َر ِ
ق ،وهُو يسي ُر الهُ َويْنا بَي َْن ال َّ
140
اج ٌع َعلى النِّسا ِء وال ُّشي ِ
ُوخ ،وبَ َدا َكأنَّما ف النَّاسُ َع ِن البُكا ِءَ ،و َخيَّ َم ُس ُك ٌ
ون فَ ِ لَقَ ْد َك َّ
يات الصَّغيرةُ الَّتي رار ،ه ِذ ِه ال ِّذ ْك َر ُ
اس بإصْ ٍ مان تَ ْن ُخ ُر في ِع ِ
ظام النَّ ِ ريات أَبي ُع ْث ُِ ِذ ْك
الحالق ِة ،ه ِذه ال ِّذ ْك َر ُ
يات مون له على ُكرْ ِس ِّي ِ جال ال َّر ْملَ ِة ُكلِّهمَ ،وهُ ْم ُمستَسلِ َ
لر ِ حكاها ِ
اس هُنا كافَّةً.
ور النَّ ِ
ص ُد ِ
صا في ُ الَّتي بَنَ ْ
ت لِنَ ْف ِسها َعالَ ًما َخا ًّ
كان ي ُْؤ ِم ُن ب ُكلِّ َشي ٍء ،وأَ ْكث ُر ما َ
آمن بِنَ ْف ِسه، كان أَبو ُع ْث َ
مان َر ُجلاً ُمسالِ ًما َمحْ بُوبًاَ ، لق ْد َ
كان قَ ْد فَقَ َد ُك َّل لَقَ ْد بنى حياتَهُ ِم َن اللاَّ َشي َء ،فعندما قَ َذفَ ْتهُ ثورةُ ِ
جبل النَّ ِ
ار إلى ال َّر ْملَ ِة َ
ب حُبَّأرض ال َّر ْملَ ِة الطَّيِّبَ ِة ،و َك َس َ
ِ َشي ٍء ،وبدأ ِم ْن َجدي ٍد؛ طَيِّبًا َكأيِّ غَرْ َس ٍة خَضْ را َء في
ْطين األَ ِخيْرة ،بَاع ُك َّل َشي ٍء ،وا ْشتَرى أ ْسلِحةً ت حربُ فِلس َ ضاهُمَ ،و ِع ْندما بدأَ ْ النَّ ِ
اس َو ِر َ
ب ُد َّكانُه إلى َم ْخ َز ٍن لأل ْسلِح ِة، واجبِهم في ال َمعْرك ِة ،لق ِد ا ْنقَلَ َاربِه لِيَقُو ُموا بِ ِ
َو َّز َعها َعلى أقَ ِ
يطلُبُه هُو ْ
أن يُ ْدفَ َن في َم ْقبَر ِة ال َّر ْملَ ِة ان ْ ي ث َم ٍنُ ،كلُّ َما َك ََولَ ْم يَ ُك ْن ي ُِر ْي ُد له ِذه التَّضحي ِة أ َّ
كان ُكلُّ ِر ِ
جال اس ...وقَ ْد َ الجميل ِة ال َمزروع ِة بِاأل ْش ِ
جار ال َكبير ِة ،هَ َذا ُكلُّ َما ي ُِر ْي ُده ِم َن النَّ ِ
ك. يعرفون َذلِ َ
َ ال َّر ْملَ ِة
كانت ُوجوهُهم ال َمبلولةُ بِال َع َر ِ
ق تَنُو ُء ْ ت النَّ َ
اس، ِه ِذه األ ْشيا ُء الصَّغيرةُ ِهي الَّتي أَسْكتَ ِ
ت إلى أُ ِّمي واقِفَةً هُناك ،راف َعةً ذرا َعيها في الهوا ِء، حت ثِ ْق ِل هذ ِه ال ِّذ ْك َرى ...ونظَرْ ُ تَ َ
بنظرها ،صا ِمتَةً َكأنَّها َك ْو ُم رصا ٍ
ص، ِ اآلن ،تُتَابِ ُع أبَا ُع ْث َ
مان ت َ َشا َّدةً قَا َمتَها كأنَّها وقفَ ِ
هيوني يُحا ِدثُه َويُشي ُر إلى
ٍّ مان واقِفًا أَما َم جُنديٍّ ِ
ص ْت أبَا ُع ْث َ ت أَ ْنظ ُر إلى بَ ِعي ٍدَ ،ورأي ُ
َو ُع ْد ُ
ف بِها جُثَّةَ َز ْوج ِه،
أن سا َر َو ِحيدًا بِاتِّجا ِهه ،وعا َد حاملاً فُوطَةً بيضا َء لَ َّ ُد َّكانِهَ ،وما لَبَ َ
ث ْ
وتاب َع طريقَه إلى ال َم ْقب َر ِة.
طتين إلى وظهره ال ُم ْنحني وسا ِعديه السَّاقِ ِ ِ ثُ َّم لَ َمحْ تُه عائدًا ِم ْن بَعي ٍد ،بِ ُخطُواتِه الثَّقِيلَ ِة
كان يسيرُ ،ش ْي ًخا أَ ْكث َر م َّما َ
كانُ ،معفَّرًا ُم ْغبَ ًّرا، ترب منِّي بَطيئًا كما َ َج ْنبِه بإ ْعيا ٍءَ ،وا ْق َ
ث لُهاثًا طويلاً َرفِيعًا ،وعلى صدريَّتِه بُقَ ٌع َكثيرةٌ ِم َن ال َّد ِم ال َمم ُز ِ
وج بِالتُّرا ِ
ب. يَ ْلهَ ُ
ف ص ِ ي َكأنَّه يَ ُمرُّ بي لِلم َّر ِة األُ َولى ويراني ،واقِفًا هُناك ،في ُم ْنتَ َ َول َّما َحاذاني ،نَ َ
ظ َر إل َّ
مس تَمو َز ال ُمحْ ِرق ِةُ ،م َعفَّرًا َم ْبلُولاً بِال َع َر ِ
ق ،بِ َشفَ ٍة َمجرُوح ٍة ُم ْدال ٍة ب َش ِ حت لَهي ِ ال َّش ِ
ارع تَ َ
معان كثيرةٌ لَ ْم أَستط ْع فَ ْه َمها،
ٍ كانت في عينيه ْ ث، تج َّم َد عليها ال َّد ُم ،أطا َل النَّظ َر وهُو يَ ْلهَ ُ
فوقف وأدا َر َوجْ هَه
َ ث أَ ْن َعا َد إلى َم ِسي ِْره ،بَطيئًا ُم ْغبَ ًّرا لاَ ِهثًا،ولكنَّني أَحسستُها ،وما لَبَ َ
141
لل َّش ِ
ارعَ ،و َرفَ َع ِذرا َعيه َوصالبهُما في الهوا ِء.
****
ب إلى ُغرْ ف ِة القائ ِد مان كما أَرا َد ،ذلك أنَّه ِعندما َذهَ َ لناس أَ ْن يدفِنُوا أَبَا ُع ْث َ
لَ ْم يتيسَّرْ لِ ِ
ت ،فق ْد نَفَّ َذ أَبُو ُع ْث َ
مان صوت تَوالي طَ ْلقا ٍ
َ ف ِم ْن جرائ َمَ ،س ِم َع النَّاسُ ليعترف بِما لَ ْم ِ
يقتر ْ َ
نيران الجُنو ِد الَّذين حملوا ِ ي؛ ول ِكنَّه َسقَطَ شهيدًا بِ الصهيون َّ عمليَّةً فِدائيَّةً قَتَ َل فيها القائ َد ِ
مكان َمجْ ٍ
هول. ٍ جُثَّتَه و َر َموها في
مان ِع ْندما َذهَ َ
ب إلى الجبال إلى األُرْ ُد ِنَّ ،
إن أبَا ُع ْث َ ِ وقالُوا ألُ ِّمي ،وهي تح ِملُني َع ْب َر
أن يَ ْدفِ َن َزو َجه ،لم يرج ْع بِالفُوط ِة البيضا ِء ْ
فقط. ُد َّكانِه قَبْل ْ
ص
ما ب َ ْعدَ الن َّ ِّ
ضنُ :اس ُم مفعول ِم َن الفِع ِْل ( ُغضِّ ن -يُ َغض َُّن) بمعنى ( ُم َج َّع ٌد).
ال ُمغ َّ
حاذاني :صار بإزائي ،أو مقابال لي.
ُم َعفَّ ٌرُ :م ْت ِربٌ ،أو ُم َغطًّى بِال ُّترا ِ
ب.
َين:
َين اآلتيت ِ
استعم ْل ُمعج َمك إليجا ِد معاني الكلمت ِ
تَ َك َّه َن ،ال ُه َو ْينا.
نشاط:
ٌ
واالستيعاب:
ِ َه ِم
نشاط الف ْ
ُ
صةَ (ورقةٌ ِم َن ال َّر ْملَ ِة) الّتي تَحْ كي َجانِبًا ِم ْن ُمعانا ِة ال َّشع ِ
ب ك قِ َّ ض ْو ِء قِ َراءتِ َ
في َ
ك أَيًّا َك َ
ان َم َع تَقَا ُد ِم َع ْه ِد ِه؟ َوهَلْ يَسقُطُ أن تَتنا َز َل َع ْن َحقِّ َ
ْطيني ،هَلْ ِم َن ال ُم ْم ِك ِن ِّْ الفِلَس
ق بِالتَّقا ُد ِم؟ َوضِّ حْ َذلِ َ
ك. ال َح ُّ
142
س الثاني :القواعد
الدَّر ْ ُ
143
س ُم ال ُمنَا َدى:
اال ْ
مين:
س ِ س ُم الَّذي يَلي أداةَ النِّدا ِء ،فَيُ ْقس ُم على قِ ْ
أ َّما اال ْ
فائدة بني :وهَذا القِس ُم يُبنى َعلى -1ال ُمنا َدى ال َم ُّ
ب منادى، َما يُرْ ف ُع بِه َو ُ
يكون فِي َمح ِّل نَصْ ٍ
نحو ( ُمصطفى ،و ُموسى، ال َعل ُم ِم ْن ِ
انت َعالمةُ َرف ِعه ال َّ َ إن َك ْ فَ ْ
ض َّمة بُن َي َعليها ،و ِعيسى ،ولَيلى ،وهُدى وغيرها)
ض َّم ِة ال ُمق َّدر ِة َعلىيكون َم ْبنِيًّا َعلى ال َّ
ُ األلف بُني َعليها،
َ كانت َعالمةُ َرف ِعه
ْ إنَو ْ
144
يكون منصوبًا ،وهُوعلى ثالث ِة أ ْق ٍ
سام: ُ عرب :وهَذا القِس ُم ِم َن ال ُمنا َدى
-2ال ُمنا َدى ال ُم ُ
ون ال ُمنادى نكرةً حقيقيَّةً يُق َ
ص ُد بِها العُمو ُم، أن ي ُك َصود ِة :وهُو ْ األ َّو ُل :النَّكرةُ غي ُر المق ُ
نينَ ،ولَيس لِ َو ِ
اح ٍد اط َجميع ال ُم َو ِ ظ َعلى النَّظَافَ ِة) ،فالنِّدا ُء ُم َو َّجهٌ لِ اطنًاَ ،حافِ ْ
ِم ْثل( :يَا ُم َو ِ
ِ
بِ َع ْينِه.
فائدة المعارف
ِ أنواع
ِ الثَّاني :ال ُمضافُ :وهُو أَح ُد
َْ
المعارف وهُو ُمك َّو ٌنِ ضاف أح ُد ُ سواء أكان عل ًماِ ،مثل ( يَا عب َدهللا أقبِلْ ) ،ال ُم
راق أَ ْنتُم
أم غير علم كقولنا (يَا ُجنُو َد ال ِع ِ
ُزأين؛ أح ُدهُما وهُو الجُز ُء األ َّو ُل ِم ْن ج ِ
َ َ ُ ِع ُّز ال َو ِ
ب، ب موق ِعه ِم َن اإل ْعرا ِ طن) ،وقولِه تَعالى« :قالوا يَا أبَانَا يُعربُ بِحس ِ
ين» واآل َخ ُر وهُو الثَّاني يَبْقى َمجْ رُورًاَ ،كما اطئِ َ ا ْستَ ْغفِرْ لَنَا ُذنُوبَنَا إِنَّا ُكنَّا َخ ِ
ق ا ْنهضْ ) ،أ َّما أن كلمةَ ( ُجنُود) في قَولِنا (هَيَا نَ ِ
اص َر ال َح ِّ (يوسف ،)97:نُالحظُ َّ
ضاف فهو أيضا ُمك َّو ٌن ِم ْن ِ اسم ظا ِه ٍر (ال ِع َراق) ،فِي ِحيْن ال َّشبيهُ بِال ُم ُمضافةٌ إلى ٍ
تينَ ،ولَ ِك َّن الكلمةَ األولى أو َكلِ َم ِ أين َّْمير (نا) .ج ُْز ِ أن َكلمةَ (أب) ُمضافةٌ إلى الض ِ َّ
عل،
ت العامل ِة َع َمل الفِ ِ ون أح َد ال ُم َشتَقَّا ِ
ويكون أح َد تَ ُك ُ
ُ ضاف:
ِ الثَّالث :الشَّبيهُ بِال ُم
ون مجرورةً ،بَلْ َمرفُوعةً الفعل ،م َّما له والثَّانيةُ ال تَ ُك ُ
ِ ت العاملِ ِة َعمل ال ُمشتقَّا ِ
ق بِها ،مثل( :يا جميلاً فِ ْعلُه ،أو َم ْنصُوبةً؛ ألنَّها َم ْع ُمو ٌل لل ُم ْشتقِِّ ،مثلُ: معمو ٌل ُمتعلِّ ٌ
ق ا ْنهضْ ).
اصرًا ال َح َّ
ارعو)( ،هَيَا نَ ِ
ِ ت) ،و(يا مذمو ًما ظلُمه، بُور ْك َ
للخير ،أبشرْ ).
ِ (ويا ساعيًا
145
ب النِّدا ِء: ص أُ ْ
سلو ِ ِمنْ َخصائ ِ
فائدة -1قَ ْد يُح َذفُ حرفُ النِّدا ِء إذا د َّل
الكالم :كما فِي قولِه تَعالى: ِ قسيا ُ عليه ِ
حرف النِّدا ِء م َع ِ
لفظ الجالل ِة ُ ف
إذا ُح ِذ َ
ُف أَ ْع ِرضْ َع ْن ٰهَ َذا ) ( ي ُْوسُف.)29: (يُوس ُ
آخره ِمي ًما ُمش َّددةً مفتوحةً ِ ض في ع ِّو َ ُ
جاءت في نصِّ المطالع ِة: ْ وكالجُمل ِة الَّتي
عظيم (اللهُ َّم) ،وإ ِعرابُه :لفظُ الجالل ِةللتَ ِ
َّفعتين).
ِ ( أُ ّمي ،إنَّني ل ْم أتَأل ْم كثيرًا ِم َن الص
ض ِّم في محلِّ ُمنادًى َمبْن ٌّي على ال َّ
حرف النِّدا ِء
ِ ب ،والمي ُم عوضٌ ِم ْن نَصْ ٍ
-2ال ُمنادى المع َّرفُ بـ(ال) ِم ْث ُل ُجمل ِة( :يَا
بني على ٌ
حرف َم ٌّ حذوف ،وهُو
ِ ال َم
أَيَّتُها ال َمرْ أةُ ،قِفِي بسُرْ ع ٍة) الوارد ِة في
ب. ح ال مح َّل لهُ ِم َن اإل ْعرا َِّف الفَ ْت ِ
أن ال ُمنا َدى فيها ُم َعر ٌ النَّصِّ ،الَّتي ِ
تج ُد َّ
بِـ(ال) اليجوز نداؤه بـ (يا) مباشرة؛ لذا
حال كان ال ُمنادى ُمذ َّكرًا ُمع َّرفًا بـ(ال) ِجيء قَبله بِـ(أَيَّتُها) للتوصل إلى ندائه ،و ِمثلُه في ِ
ين يُ ْدنِ َ
ين ك َونِ َسا ِء ْال ُم ْؤ ِمنِ َ ك َوبَنَاتِ َ اج َ يُؤتَى بِـ(أيُّها) َكقولِه تَعالى « :يَا أَيُّهَا النَّبِ ُّي قُل لأِ َ ْز َو ِ
فائدة ك أَ ْدنَ ٰى أَنَعلَ ْي ِه َّن ِمن َجلاَ بِيبِ ِه َّن ٰ َذلِ َ
َّحي ًما»ان للاهَّ ُ َغفُورًا ر ِ يُ ْع َر ْف َن فَلاَ ي ُْؤ َذي َْن َو َك َ
قَ ْد يُؤتَى بِاس ِْم اإلشار ِة قَبْل ال ُمنا َدى
مثل هذ ِه ِ (األحزاب .)59:وال ُمنا َدى في
ال ُمعرَّف بـ(ال) ويُعربُ ال ُمنادى
ُ
حيث الحال ال تَ ْسبِقُه إلاَّ األداةُ (يَا) .أ َّما ِم ْن ِ
بَدلاً ِ ،مثل :يَا هَذا ال َّر ُجلُ ،ويَا ه ِذ ِه
عربان ُمنادًى مبنيًّا ِ اإلعرابُ فـ( أيُّ ،وأيَّة) تُ
اتان
ِ َ ه اَ ي و
ِ َ ،ُالن ج َّ
ر ال هذان
ِ اَ ي و
َ ،ُ ة أ رْ م
َ ال
ب ،والهاء للتنبيه ال ض ِّم في محلِّ نَص ٍ على ال َّ
أتان ،يَا هَؤال ِء الرِّ جالُ. ِ رْ م
َ ال
ب ،ويُع َربُ االس ُم َمحل لها من اإلعرا ِ
فائدة كان جامدًا كما فِي َّف بـِ(ال) بدلاً إذا َ ال ُمعر ُ
األسماء الموصولة مثل( :الَّذي، (يَا أيُّها ال َّر ُجلُ)،
والَّتي ،والَّلذان ،والَّلتان ،والَّذين،
والَّالئي) ِم َن ال ُمنا َدى ال ُمعر ِ
َّف بِـ(ال).
146
فائدة كان ُمشتقًّا فَيُع َربُ نعتًاِ ،م ْثلُ:
أ َّما إذا َ
تد ُخ ُل (يَا) على لَ ِ
فظ ال َجالل ِة (هللا) ُمبا َشرةً، ت ُجهُو ُدكم). (يَا أيُّها ال ُم َعلِّمون ب ِ
ُور َك ْ
فاصل.
ٍ فنقو ُل (يَا هللا) ِم ْن ُد ْو ِن الحاج ِة إلى
َ -3كلِمتا (أَب) َو(أُ ّم) ِعن َد إضافَتِهما إلى يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم َجا َز فِيهما َما يأتي:
يكون إعرابُه منادًى منصوبًا ،وعالمةُ نصبِه الفتحةُ المق َّدرةُ أ -إبقا ُء يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِمَ ،و ُ
النشغال المحلِّ بالحرك ِة المناسب ِة لياء ال ُمتَ َكلِّ ِم وهي الكسرةُ ،ويا ُء ال ُمتَ َكلِّ ِم ضمي ٌر ِ
متصلٌّ مبن ٌّي في محلِّ جرٍّ باإلضاف ِة ،مثل (أبي ،أمي).
ت!، ت ،ويا أُم ِْر :يا أب ِ حذف يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم ،والتَّعويضُ ِم ْنها تَا ًء َمبنيَّةً َعلى ال َكس ِ
ُ ب-
وتُعْربُ منادًى ُمضافًا َم ْنصُوبًاَ ،و َعالمةُ نَصْ بِه الفَ ْتحةُ ال ُمق َّدرةُ َعلى ما قَب َل يا ِء
ال ُمتَ َكلِّ ِم ،الَّتي وكسرت التاء لتدل على الياء ـــــ والتَّا ُء ال مح َّل لها ِم َن اإلعرا ِ
ب.
عربي يُس َّمى التَّ ِ
رخيم، ٌّ سلوب
ٌ ب النِّدا ِء أُ
-4يرتبطُ بِأُسلو ِ
فائدة األخير ِم َن
ِ الحرف
ِ والتَّرخي ُم:هُو َح ُ
ذف
احب)؛ وال
ص ِ يكثُ ُر ترخي ُم كلم ِة ( َ االسم المنادىِ ،مثلُ:
اطمَ ،عائِ َشةَ -عائِشَ ،ع ْبلَة-
اط َمة -فَ ِ
(فَ ِ
سيَّما في ال َّش ِ
عر العربِ ِّي للتخفيف،
ويكون ُمنادًى ُمر َّخ ًما
ُ (صاح) فيُقا ُل ارثَ -حارَ ،ج ْعفَر
اويَ ،ح ِ
اويَّةَ -م ِ
َعبْلَ ،م ِ
ِ
ُ
ويكون َ -جعْف َ ،مالِك َ -مال وغيرها)،
َمبْنيًّا على الكس ِ
ْر.
إ َّما َمبْنيًّا على ال َّ
ض ِّم فِي َمحلِّ نَصْ ٍ
ب (يا فاط ُم)،
أَ ْو تبقى حركة الحرف الذي قبل الحرف المحذوف ،مثل (فاط َمة -فاط َم) ،و(مالِك-
االمحذوف للترخيم.
ِ الحرف
ِ مال) ،ويُ ْبنَى على الض ِّم المق َّدر على
ِ
147
ُخالصةُ القَ َوا ِع ِد:
-1أُسلوبُ النداء :هو ِخطابٌ يُوجَّه إلى ال ُمنا َدى لِيُ ْقبِ َل على ال ُمنا ِدي ،أو يُ ْن ِ
ص َ
ت
نين ،هُ َما أَداةُ النِّدا ِء وال ُمنا َدى.
نين ْاث ِ
ويَ ْنتَبِهََ .ويَتك َّو ُن ِم ْن ُر ْك ِ
-2ال ُمنادى يُ ْقس ُم على قِس ِ
ْمين:
ْمين :ال َعلَ ُم ال ُم ْف َر ُد ،والنَّ ِكرةُ ال َم ْقصُودةُ.
المبنيَ ،وهُ َو على قِس ِ
ُّ األ َّو ُل:
سام:الثَّاني :ال ُم ْع َربُ ،ويُ ْقس ُم َعلى ثالث ِة أ ْق ٍ
أ -النَّكرةُ َغ ْي ُر ال َم ْقصُود ِة.
ض ُ
اف. ب -ال ُم َ
اف.
ض ِج -ال َّشبيهُ بال ُم َ
ف النِّدا ِء إ َذا َد َّل َعليه السِّيا ُ
ق. ف َحرْ ُ -3قَ ْد يُح َذ ُ
ف النِّدا ِء َم َع لَ ْف ِظ ال َجالل ِة (هللا)َ ،وتُعوّضُ في ِ
آخ ِره ِم ْي ٌم ُمش َّددةٌ ف َحرْ ُ -4قَ ْد يُح َذ ُ
َم ْفتُوحةُ ( الَّلهُ َّم).
ق بِـ(أَيُّها) لل ُمذ َّك ِرَ ،و(أَيَّتُها) لل ُم َؤنَّ ِ
ث. كان ال ُمنا َدى ُم َع َّرفًا بِـ(ال) ُسبِ َ
-5إ َذا َ
َّف بِـ(ال). -6قَ ْد يُؤتَى بِاس ِْم اإل َشا َر ِة قَ ْب َل ال ُمنا َدى ال ُم َعر ِ
َ -7كلِ َمتَا (أَب ،وأُ ّم) ِع ْن َد إضافَتِهما إلى يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم َجا َز فِيْهما:
أ -إ ْبقَا ُء يا ِء ال ُمتَكلِّ ِم.
ف يا ِء ال ُمتَكلِّ ِم ،والتَّعْويضُ ِم ْنها تا ًء َمبْنيَّةً َعلى ال َكس ِ
ْر. بَ -ح ْذ ُ
ض ِّم ف األَ ِخي ِْر ِم ْنهَُ ،ويَ ُ
كون إ َّما َم ْبنِيًّا َعلى ال َّ ف ال َحرْ ِ -8قَ ْد يُر َّخ ُم ال ُمنا َدى ال َعلَ ُم بِ ْ
حذ ِ
ف. ف األَ ِخي ِْر بع َد ال َح ْذ ِ
ب ،أَ ْو يُبْنى ِعلى َحرك ِة ال َحرْ ِ في َمحلِّ نَصْ ٍ
تقومي اللسان:
تذكر
مبني
ٌّ وأن فِع َل األ ْم ِر أن الفع َل يرف ُع فاعلاً ظاهرًا أو مستترًا ويَ ْن ِ
صبُ مفعولاً بهَّ ، َّ
دائ ًما.
تعلمت
ضاف إليه)
ِ أن َكلِ َمتَي (أَب ،وأُ ّم) ِعن َد النِّداء يجو ُز فِيْهما َح ْذ ُ
ف يا ِء ال ُمتَكلِّ ِم (ال ُم َّ
ِم ْنهما ،والتعويض منها تاء مبينة على الكسر.
ْراب:
اإلع ُ
ب.رف نِدا ٍء ال َمح َّل لَهُ ِم َن اإل ْع َرا ِ
يَاَ :ح ُ
ضاف َمنصوبٌ َ ،وعالمةُ نَصْ بِه الفَ ْتحةُ ال ُمق َّدرةُ َعلى َما قَب َل يا ِء ال ُمتَ َكلِّ ِم، ٌ تُ :منَادًى ُم
أب ِ
ض ِم ْنها تا ٌء َم ْكسورةٌ( .التَّاء) ال َمح َّل لَها ِم َن اإل ْع َرا ِ
ب. الَّتي ُح ِذفَ ْ
ت ،و ُع ِّو َ
ُّكون ،والفاع ُل ضمي ٌر مستت ٌر وجوبْا تقديره
مبني على الس ِ
ٌّ استأجره( :استأجر) فع ُل ٍ
أمر
مبني في محلِّ نصب مفعول به.
ٌّ (أنت) ،الها ُء ضمي ٌر متص ٌل
حلِّلْ وأ َ ْع ِر ْب
َ
ب َعلَ ْي ُك ُم الصِّ يَا ُم حلل واعرب ما تحته خط :قال تعالى« :يَا أَيُّهَا الَّ ِذ َ
ين آ َمنُوا ُكتِ َ
ون» (البقرة.)186 : ين ِمن قَ ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُ َ
ب َعلَى الَّ ِذ َ
َك َما ُكتِ َ
149
مرينات
ُ التَّ
التمرين () 1
ت النِّدا ِء ،ودالالتِهَا. أ -ارْ ِس ْم َخريْطةَ َمفاهي َم تُبي ُِّن فيها أدوا ِ
ب -ارْ ِس ْم َخريْطةَ َمفاهي َم تُبي ُِّن فيها أنوا َع ال ُمنَا َدى.
ص التَّالِي ِة أداةَ النِّدا ِء ُمبيِّنًا داللتَها ،وال ُمنا َدىُ ،مبِيِّنًا أَ ْن َوا َعهُ، استخ ِر ْج ِم َن النُّصو ِ
وإعرابَهُ:
اس بِ ْال َحقِّ» ك َخلِيفَةً فِي الأْ َرْ ِ
ض فَاحْ ُكم بَي َْن النَّ ِ -1قَا َل تَ َعالَى« :يَا َدا ُوو ُد إِنَّا َج َع ْلنَا َ
(ص.)26 :
صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِ ِه َو َسلَّم ) « :ال ِّدي ُْن النَّ ِ
ص ْي َحةُ ،قَالُوا :لِ َم ْن يَا َرس ُْو َل -2قَا َل َرس ُْو ُل هللاِ ( َ
هللاِ؟ قَا َل :هللِ ولِ ِكتَابِ ِهَ ،ولِ َرس ُْولِ ِهَ ،ولأِ َئِ َم ِة ْال ُم ْسلِ ِمي َْنَ ،و َعا َّمتِهم».
-3قَا َل اإل َما ُم َعلَ ٌّي ( َعلَيْه السَّال ُم) « :يَا َجابِرُ ،قِ َوا ُم ال ِّدي ِْن وال ُّد ْنيا بِأرْ بَ َع ٍةَ :عالِ ٍم ُم ْستَ ْع ِم ٍل
آخ َرتَه أن يَتَ َعلَّ َمَ ،و َج َوا ٍد ال يَ ْب َخ ُل بِ َم ْعر ُْوفِ ِهَ ،وفَقِي ٍْر ال يَبِ ْي ُع ِ
ف ِْع ْل َمهَُ ،و َجا ِه ٍل ال يَ ْستَ ْن ِك ُ
بِ ُد ْنيَاه».
اس :إِ ْن تَقُ ْو ُموااس َع ِن القِي ِْام لَهُ ،فَقَا َل« :يَا َم ْع َش َر النَّ ِ بن َع ْب ِدال َع ِزي ِْز النَّ َ -4نَهَى ُع َم ُر ُ
نَقُ ْمَ ،وإِ ْن تَ ْقعُدوا نَ ْق ُع ْد ،فَإنَّ َما يَقُ ْو ُم النَّاسُ لِ َربِّ ال َعالَ ِمي ِْن».
ت صيَّةَ لَو تُ ِر َك ْإن ال َو ِزواجها قائلةً :أيْ بُنَيَّةَُّ ، ِ س) قَ ْب َلت أُمامةُ ابنتَها (أُ َّم إيا ٍ -5نَص َح ْ
ك ِم ْن ِك .ول ِكنَّها تَ ْذ ِكرةٌ لل َغافِ ِلَ ،و َمع ُْونةٌ لل َعاقِ ِل .أيْ بُنَيَّةُ ،إنَّ ِك ت لِ َذلِ َب ،تُ ِر َك ْ
لِفَضْ ِل أد ٍ
ت ،إلى َو ْك ٍر لَ ْم تَعْرفيهَ ،وقَ ِري ٍْن ت ،وال ِعشَّ الَّذي فِيْه َد َرجْ ِ ت ال َج َّو الَّذي ِم ْنه َخ َرجْ ِ فَا َر ْق ِ
ْك َرقِ ْيبًا و َملِ ْي ًكا ،فَ ُكوني لَهُ أَ َمةً يَ ُك ْن لَ ِك َع ْبدًا َو ِش ْي ًكا.
لَم تَألَفِيْه .فَأصْ بَ َح ب ُم ْل ِك ِه َعلَي ِ
-6قَا َل ال ُم ُّ
تنبي:
ت َوهُ ّن ِم ْن ِك أَ َوا ِه ُل أ ْقفَرْ ِ
ت أ ْن ِ ناز ُل ناز ُل فِي القُلُو ِ
ب َم ِ لَ ِك يَا َم ِ
-7قا َل ال َّشاعرُ:
آن أَ ْن يَحْ ظَى بِ َوجْ ِهك نَ ِ
اظري أَ َما َ هَيا غائِبًا َعنِّيَ ،وفِي القَ ْل ِ
ب َعرْ ُشه
150
-8وقا َل الشاعر:
جران أَ ْن لاَ تَالقِيا
َ نَداماي ِم ْن نَ ت ،فَبَلِّ َغ ْن
أيَا را ِكبًا ،إ َّما َعرضْ َ
ُّون ،اتَّ ِح ُدوا.
-9يا ِعراقي َ
التمرين () 3
الج َم ِل التَّالي ِة ،والشَّبيهَ
ضاف في ُ
ِ اف إلى ُمنا ًدى شَبي ٍه بِال ُم ض َ حو ِل ال ُمنادى ال ُم َ
ِّ
ت الالزمةَ:ضاف ُم ْجريًا التَّغييرا ِ
ٍ ضاف إلى ُمنا ًدى ُم
ِ بال ُم
ك الرِّيا َسةُ.
َّدر ،لَ َ
اس َع الص ِ
-1يَا َو ِ
-2أيَا طالبًا ال ِعل َم ،اجْ تَ ِه ْد.
ظ ال َع ْه ِد ،إنَّك ُم ٌ
ؤمن. -3يَا َحاف َ
ت نِ َع ُمك.سان ،جلَّ ْ
-4ربَّنا ،يَا قَدي َم اإلحْ ِ
ت يَ ُد َ
ك. صر ،ال ُشلَّ ْ
-5يَا َرافِعًا َرايَةَ النَّ ِ
-6هَيا ظَالِ ًما الضُّ َعفَا َء ،احْ َذرْ .
ب ال َحقِّ ،لاَ تُفَ ْ
رِّط فِيه. اح َ
ص ِ -7أي َ
التمرين () 4
تخرج ُهما ُمبيِّنًا َوجهَ
ْ س
ضاف ،ا ْ ِ مل التَّالي ِة ُمنا ًدى ُمضافٌ ،وآخ ُر شَبيهٌ بِال ُم الج ِ
في ُ
واالختالف بَ ْين ُهما:
ِ الشَّب ِه
-1قَا َل تَعالى« :قُلْ يا أَ ْه َل ْال ِكتا ِ
ب تَعالَ ْوا إِلى َكلِ َم ٍة َسوا ٍء بَ ْينَنا َوبَ ْينَ ُك ْم» (آل ِعمران :
.)٦٤
بن ال َعب ِد: قَا َل طَ َرفةُ ُ -2
اديـث تَ َغ َّش ْتـني َوهَـ ْم
َ بِأ َح ي قِفَا أُ ْخبِرْ كمايا َخلِيلَ َّ
غير َسقَ ْم
ال أنا ُم اللي َل ِمن ِ أَ ْبلِ َغا خولةَ أَنّي أَ ِر ٌ
ق
-3قَال ُ
ابن الرُّ ِّ
ومي:
آ َذنَ ْتنِي ِحبالُه بَا ْنقِضا ِ
ب يَا َشبابِي َوأي َْن ِمنَّي َشبَابِي
151
ص ِر ْي ُع ال َغ َوانِ ِّي: -4قَا َل َ
ار َم ْوص ُْولاً بِقَ ْلبِي َولِ َسانِي يَا بَ ِع ْي َد ال َّد ِ
ك ال َّد ْه ُر َوأَ ْدنَ ْت َ
ك اللَّيَالِي ُربَّ َما أَ ْب َع َد َ
الشرقي:
ُّ علي
-5قا َل ٌّ
األخلاَّ ُء َوالصَّحْ بُ
ُعه ُْو ٌد تَنَا َس ْتهَا ِ أأحْ بَابَنَا أَ ْدنَ ْ
ت فُؤا ِدي ِم ْنكم
-6قَا َل نِ َزا ُر قَبَّانِ ّي:
ك ِم ْثلَ َما أَ ْب َكانِيفَهُ َو أَ ْب َكا َ ق ،يَا َحبِ ْيبِيَ ،علَ ْينَا ب ال ِع ْش ُ ُكتِ َ
ك أُس ُْو ُد ْال َو َ
ط ِن. راق احْ َذرْ ،أَ َما َم َ
-7يَا َعد َّو ال ِع ِ
ات ،أَب ِْشرْ َن بِالفَ ْو ِز.
-8هَيَا ُمجْ تَ ِه َد ُ
-9أَيَا َعا ِملاً ْ ،
اخلِصْ فِي َع َملِ َ
ك.
التمرين () 5
مل التالي ِة نِدا ٌء ،استخ ِر ْجهُ ُمبيِّنًا حا َل أدا ِة النِّدا ِء ،وداللتَها َوال ُمنَا َدىَ ،ونَ ْو َعه: الج ِ فِي ُ
طأْنَا َربَّنَا َولاَ تَحْ ِملْ َعلَ ْينَا إِصْ رًا َك َما
نسينَا أَ ْو أَ ْخ َ اخ ْذنَا إِن ِ -1قال تعالىَ « :ربَّنَا لاَ تُ َؤ ِ
ف َعنَّا َوا ْغفِرْ لَنَا ين ِمن قَ ْبلِنَا َربَّنَا َولاَ تُ َح ِّم ْلنَا َما لاَ طَاقَةَ لَنَا بِ ِه َوا ْع ُ
َح َم ْلتَهُ َعلَى الَّ ِذ َ
ين» (البقرة.)286 نت َم ْولاَ نَا فَانصُرْ نَا َعلَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِر َ
َوارْ َح ْمنَا أَ َ
ُ
ك َوإِ ْن لَ ْم تَ ْف َعلْ فَ َما بَلَّ ْغ َ
ت ك ِمن َّربِّ َ -2قال تعالى« :يَا أَيُّهَا ال َّرسُو ُل بَلِّ ْغ َما أ ِ
نز َل إِلَ ْي َ
ين» (المائدة.)67: اس إِ َّن للاهَّ َ لاَ يَ ْه ِدي ْالقَ ْو َم ْال َكافِ ِر َ
ك ِم َن النَّ ِ ِر َسالَتَهُ َوللاهَّ ُ يَع ِ
ْص ُم َ
إن أَبَا ُكم
اح ٌدَ ،و َّ
إن َربَّكم َو ِ صلَّى هللاُ َعلَيْه َوآلِ ِه َو َسلَّم) « أيُّهَا النَّاسُ َّ : -3قَا َل َرس ُْو ُل هللاِ ( َ
اح ٌد ،أَلاَ لاَ فَضْ ٌل لِ َع َربِ ٍّي َعلَى أَ ْع َج ِم ٍّي َولاَ لِ َعجْ ِم ٍّي َعلَى َع َربِ ٍّي َولاَ لأِ َحْ َم َر َعلَى
َو ِ
أَ ْس َو َد َوأَ ْس َو َد َعلَى أَحْ َم َر إِلاَّ بِالتَّ ْق ُوى».
-4قَا َل اإل َما ُم َعلِ ٌّي ( َعلَيْه السَّال ُم)« :أيُّها النَّاسُ تَ َولَّوا ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم تَأ ِديِبَهَا ،وأَ ْع ِدلُوا بِها
ض َرا َوة َعا َداتِها». َع ْن َ
-5قَا َل إيليا أَبُو َماضي فِي بَ ْغ َدا َد:
َح َس َد ْ
ت َم َدا ِمعُه َعلَ ْي َ
ك قَ َوافيه َدا َر السَّالم تَ ِحيَّةٌ ِم ْن َشا ِع ٍر
152
ق أَرْ واحُنا فِدا ٌء لِتُرابِك الطَّا ِه ِر. َ -6وطَنَنا ال ِعرا َ
اق ال َع ِظي ِْم.
ْش ال ِع َر ِ -7يا أيُّها ال َح ْش ُد ال ُمقَ َّدسُ ُ ،ك ْن َ
ت َخ ْي َر َسنَ ٍد لِ َجي ِ
التمرين () 6
َّكل:
ضبُوط ٍة بِالش ِ مل ُمفيد ٍة َم ْ َمثِّ ْل لِ َما يَلي بِ ُج ٍ
ُ -1منادًى ُمضاف ٌ َجم ُع ُم َؤنَّ ٍ
ث َسال ٌم.
-2أداةُ نِدا ٍء للبَع ْي ِد .
ُ -3منادًى َعلَ ٌم َجم ُع تَ ِ
كسي ٍْر.
ُ -4منادًى ا ْس ُم َم ْوص ٍ
ُول.
ُ -5منادًى نَ ِكرةٌ َغ ْي ُر َم ْقصُود ٍة.
ُ -6منادًى ُم َر َّخ ٌم.
ُ -7منادًى ا ْس ُم َم ْفع ٍ
ُول.
153
التمرين () 9
154
َّالث :ال ّتعبير ُ
س الث ُ
الدَّر ْ ُ
حريري:
ُّ ثانيًا :التَّعبي ُر التَّ
ضهم على َما بِهَا ،ولو كانت قفرًا مستو َح ًشا، قا َل أح ُد العُلما ِء « :والبش ُر يأْلَفُون أر َ
ُّ
ويحن اإلنسان يستري ُح إلى البقاء فيه،
َ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في ال ُّن ِ
فوس ،تجع ُل ِ وحبُّ
وجم ،ويَ ْغضب له إذا انتُقص». إليه إذا غاب عنه ،ويدافع عنه إذا هُ ِ
الم في وسائر ُشعو ِ
ب ال َع ِ ِ الفلسطيني
ِّ بق ال َّش ْع ِ انطل ْق ِم ْن ه ِذه ال َمقُ ْول ِة للحدي ِ
ث َع ْن ح ِّ
بين.
اص َعتدين ،وال َغ ِ
َ وحمايتِها ِم َن ال ُم ِّفاع َع ْن ْ
أوطانِهم ِ الد ِ
155
األدب
ُ س الرابع :
الدَّر ْ ُ
156
ق ،ويقتدي بهم جي ٌل كبيرٌ ،هو جي ُل المقاوم ِة. تشع ُل الطري َ
ث، ب) فِي ال َعصْ ِر ال َح ِد ْي ِ ْ
(االلتِ َزام في األ َد ِ وش ْع ُر القضيَّ ِة الفلسطينيَّ ِة يُ َع ُّد ِمثَالاً لـ
ِ
ابن بِ ْيئَتِه والنَّاطق بِاس ِمهاَ ،وكلِ َمتُه ِهي ِسالحُه الَّذي يَرف ُعهُ في َوجْ ِه ُكلِّ َما يُري ُد فَاألَ ِديْبُ ُ
ُّ
والظروف أن يتكلّم َعلَى َواقِ ِعه،
يكون األدبُ صادقًا ،ال بُ ّد ِم ْن ْ
َ تَ ْغييرُه ِم َن ال َواقِ ِع ،فحتَّى
ونتاجه الفكريِّ.
ِ ال ُمحيطة بِ ِه ،وتؤثِّ ُر في نفسيتِه
اس في هُمو ِمهم االجتماعيَّ ِة والسَّياسيَّ ِة و َمواقِفِهم ب النَّ َ وااللتزا ُم هُ َو ُمشا َركةُ األدي ِ
ت فِي َسبِي ِْل َما الذا ِ وف بِ َح ْز ٍم لِ ُم َوا َجهَ ِة َما يتطلّبه َذلِك ،إلَى ح ِّد إ ْن َك ِ
ار َّ ال َوطنيَّ ِةَ ،وال َوقُ ُ
التَ َز َم بِ ِه.
157
-1فَد َوى طُوقَان
تمن مدين ِة نَابلُس التي ُع ِرفَ ْ
العشرينْ ،
َ القرن
ِ فلسطين في
َ ان ْ
من أه ِّم شواعر فَد َوى طُوقَ ُ
عام (1917م) ِم ْن أسرة فلسطيني ٍة معروف ٍة ،فه َي شقيقةُ ال َّش ِ
اعر ت في ِ العلمُ ،ولِ َد ْ
ِ بحبِّ
فلسطين) ،وقد
َ ت بـ(شاعر ِة َّ
وغذى موهبَتَها .لُقِّبَ ْ طوقان الذي رعاها وش َّج َعهَا
ِ إبراهي َم
واحتجاج المرأ ِة على
ِ ب األُنثوي ِة في الحبِّ والثَّور ِة مثَّ َل شع ُرهَا أساسًا قويًا للتجار ِ
ْ
وكانت جنبًا بفلسطين واأل َّم ِة العربي ِة،
َ ْ
عصفت األحداث الَّتي
َ ْ
عاشت فدوى المجتمع.
ِ
والدفاع ْ
عن أرضهم .لديها ِ ب م َع شعرا ِء المقاوم ِة في تبنِّي القضي ِة الفلسطيني ِة إلى جن ٍ
غلق) ،تُوفِّيَ ْ
ت سن ِة (2003م). ب ال ُم ِطانَا ُحبًا) ،و(أَ َما َم البَا ِ
دواوين ع َّدةُ منها (أَع َ
ُ
عام 1958م:
العام الجدي ِد) كتبتهَا في ِ
ِ بعنوان (صالةٌ إلى
ِ ولها قصيدةٌ
(للحفظ الى من جديد)
ك أَ ْش َوا ٌ
ق َج ِد ْي َده فِي يَ َد ْينَا لَ َ
ان فَ ِر ْي َدهفِي َمآقِ ْينَا تَ َسابِ ْيحَُ ،وأَل َح ٌ
ف نُ ْز ِج ْيهَا قَ َرابِي َْن ِغنَا ٍء فِي يَ َد ْي َ
ك َس ْو َ
ب الور ُْو ْد يا ُم ِط ّاًل أَ َملاً َع ْذ َ
يا َغنِيًّا بِاألَ َمانِي َوالو ُعو ْد
َما الَّ ِذيْ تَحْ ِملُهُ ِم ْن أَجْ لِنَا؟
ك!َما َذا لَ َد ْي َ
أَ ْع ِطنَا ُحبًّا ،فَبِالحُبِّ ُكنُ ْو ُز ال َخي ِْر فِ ْينَا
تَتَفَجَّرْ
ضرُّ َعلَى الحُبِّ َوتُ ْز ِهرْ َوأَ َغانِ ْينَا َستَ ْخ َ
طا ًءَو َستَ ْنهَلُّ َع َ
َوثَ َرا ًء َو ُخص ُْوبَه
أَ ْع ِطنَا ُحبًّا فَنَ ْبنِي ال َعال َم ال ُم ْنهَا َر فِ ْينَا
ِمنْ َج ِديْد
َونُ ِع ْي ُد
158
ب لِ ُد ْنيَانَا ال َّج ِد ْيبَ ْة الخصْ ِفَرْ َحةَ ِ
ق الصُّ ع ُْود أَ ْع ِطنَا أَجْ نِ َحةً نَ ْفتَ ُح بِهَا أُ ْف َ
ُور ِم ْن ُع ْزلَ ِة ُج ْد َر ِ
ان ال َح ِديْد ق ِم ْن َك ْهفِنَا ال َمحْ ص ِ طلِ ُنَ ْن َ
ت ال ُم ْدلَ ِه َّمة ق ُّ
الظلُ َما ِ أَ ْع ِطنَا نُ ْورًا يَ ُش ُّ
ق َسنَاهَو َعلَى َد ْف ِ
ط َو إِلَى َذرْ َو ِة قِ َّمةنَ ْدفَ ُع ال َخ ْ
ت ال َحيَاه. صا َرا ِ نَجْ تَنِي ِم ْنهَا ا ْنتِ َ
معاني المفردات:
نُ ْز ِج ْي َها :نَدفَ ُعهَا برف ٍ
ق.
بان :وهو ما يُتقرَّبُ بِ ِه. قَ َرابِ ْينُ :مفر ُدها القُرْ ُ
الحتباس الما ِء عنهَا ،وهنا استعارةٌ.
ِ تت األرضُ :يَبِ َس ْ الج ِد ْيبَ ِةِ :م ْن َج ُدبَ ِ
َّ
ال ُم ْدلَ ِه َّم ِة :التي اشت َّد ظال ُمها.
ق النَّ ُّ
قدي: التَّعلي ُ
واالنطالق
ِ ب في القصيد ِة، مالمح المخاط ِ ِ يتو َّجهُ النَّصُّ في صورتِ ِه األولى نح َو ِ
رسم
ت ال َّشاعرةُ القارئ ،فَقَ ْد َع َم َد ِ
ِ األمل والرَّجا ِء مهيَّئًا في ِ
ذهن ِ باب
تساؤل يجع ُل َ
ٍ منهُ نح َو
وس ،فَهُ َو بِ َدايةٌ جديدةٌ ي ُْلقِي النَّاسُ
ث األَ َم َل فِي ال ُّنفُ ِ
العام الجدي ِد بصور ٍة تَ ْب َع ُ
صوير ِ ِ إلى تَ
قرابين،
َ ْ
ليست كأيِّ ك الق َرابِي َْن َّ
ولكن تل َ ُ
والقرابين، فِيهَا أَ َمانِيْهم ،وتُقَ َّد ُم فِ ْيهَا التَّ َسابِي ُح
أن هذ ِه الصُّ ورةَمن َّ الرغم ْ
ِ موع ،وعلى بتسابيح ال ُّد ِ
ِ ألحان وغنا ٍء تَمتَ ِز ُج ٍ ُ
قرابين فه َي
ت لِتَحم َل تساؤلاً من طاق ٍة تعبيري ٍة إيجابي ٍة تفو ُح أملاً وتفاؤلاً نجدها ترد َد ْ ك ْ بما تمتل ُ
األعوام السَّابق ِة عبر خطابِهَا
ِ وجع
ِ ث ،وكأنَّما تحاو ُل إظها َر
بالقادم من الحواد ِ
ِ مفتوحًا
ور) ،وتلحُّ في طل ِ
ب هذا العا َم ،ويظه ُر ذلك جليًّا في مطالبتِها بـ(الحبِّ ،واألجنح ِة ،وال ُّن ِ
المنهار
ِ العالم
ِ الخير ،وسببًا لبنا ِء
ِ الحبِّ الذي يمث ُل ِم ْن وجه ِة نظر ِها سبَبًا لِتُفَجِّ َر كنو َز
ص ُل ت التي خلَّفَ ْتهَا الحروبُ ،فاألم ُل في الحبِّ يُمثِّ ُل الحلَّْ ،
وتو ِ النفوس ،واالنكسارا ِ
ِ في
159
بامتالك أجنح ٍة
ِ كهف العُزل ِة
ِ الخالص ْ
من ِ بأن يهبَنَا العا ُم الجدي ُد رؤيةً في
مطلبَهَا ْ
باالنتصار ،فال تكا ُد القصيدةُ
ِ النور الذي سنجني منه األم َل
ِ التحليق نح َو أُ ِ
فق ِ تم ِّكنُهم ِم َن
بالعام الجدي ِد.
ِ األمل
ِ تق ِّد ُم نف َسهَا بعيدًا ِم َن
-2محمود درويش
أبرز ال ُّشعرا ِء
ِ عام (1941م) ،وأصب َح ِم ْن فلسطيني ول َد في ِ
ٌّ محمود درويش شاع ٌر
ِّياسي في
بالكفاح الس ِّ
ِ كوالوطن ،فق ْد شار َ
ِ بشعر الثَّور ِة
ِ ط اس ُمهُم الفلسطينيين الَّ َ
ذين ارتب َ َ
ضال وتب ِّش ُر بالثَّور ِة والعود ِة ،وق ْد أحبَّ وطنَهُ ْ
وكانت قصائ ُدهُ تلتهبُ بالنِّ ِ مطلع شباب ِه،
ِ
وكان
َ االرتباط بوطنِ ِه وقضيت ِه،
ِ وكان الحبُّ عن َدهُ يرتبطُ ك َّل
َ مشاعر ِه وعواطفِ ِه،
ِ بكلِّ
والوطن ،ويجع ُل منهما شيئًا واحدًا.
ِ بين الحبيب ِة
يمز ُج َ
كثيرًا ما ِ
االنتاج وسهولة العبار ِة
ِ من شعرا ِء المقاوم ِة بغزار ِة غير ِه ْ
تميَّ َز محمود درويش ِم ْن ِ
الذين شاركوا فيَ وعمق الفكر ِة ،وال نغالي إذا قلنَا إنَّهُ ِم َن ال ُّشعرا ِء
ِ المضمون
ِ وشمولي ِة
لتزم بقضيَّته الَّتي
ب ال ُم ِث ،فَضْ لاً َع ْن أنَّه يُ َع ُّد ِمثالاً لألدي ِ
العربي الحدي ِ
ِّ تطوير ال ِّش ِ
عر ِ
الزيتون)،
ِ بالمضامين الحديثة ،منها (أورا ُ
ق ِ دواوين شعريَّةٌ ِ
زاخ َرةٌ ُ نَ َذ َر ُع ُم َره لها .له
و (أُحب ُِّك أو ال أُحب ُِّك) ،و(أحم ُد ال َّزعترُ) وغيرُها .توفَّاهُ هللاُ تعالى في سن ِة (2008م)
عضال.
ٍ مرض
ٍ إثر
فلسطيني) ر ًّدا على
ٍّ ُرح ُ
(يوميات ج ٍ ت ،عنوانُها له قصيدةٌ كتبَهَا على فن الرُّ باعيا ِ
عام (1968م) وأَهد ْتها إلى ُشعرا ِء طوقان الَّتي كتب ْتهَا في ِ
ِ (لن أبكي) لفدوى قصيد ِة ْ
موضوع
ٍ ت تتعاطى مع المقاوم ِة الفلسطينيِّ ِة .والرُّ باعيةُ مقطوعةٌ شعريُّةٌ من أربع ِة أبيا ٍ
160
األو ِل والثَّاني مع الر ِ
َّابع، طرين ُّ
ِ ق قافيةُ ال َّش
أن تتف َ وتكو ُن فكرةً تامةً .وفيها إ َّما ْ
ِّ معين،
ٍ
ق األشطُ ُر األربعةُ جميعُها في القافي ِة. أو تتف َ
161
()4
يل َعلَى َعينِ ِ
يكَ ،ك ْ
ان أ َّو ُل اللَ ِ
يل الطَّ ِويلْ
آخ ِر اللَّ ِ
فِي فُؤا ِدي ،قَط َرةً ِم ْن ِ
َوالَّ ِذي يَج َم ُعنَا السَّا َعةَ فِي هَ َذا ال َم َك ْ
ان
صر ال ُّذبُولْ .
ع ال َعو َد ِة ِ ..م ْن َع ِ َش ِ
ار ُ
معاني المفردات:
أن نتذ َّك َر أو ال نتذ َّك َر.
نَ ْحنُ فِي ِح ٍّل :أحرا ٌر لنا ْ
فلسطين.
َ ال َكر َم ُل :إحدى ِ
مدن الضِّف ِة الغربي ِة في
الجلِي ُل :مدينةٌ فلسطينيةٌ.
َ
العين.
ِ أَه َدابنَا :األهدابُ َ :شع ُر أَ ِ
شفار
مضارع بمعنى أتألَّم أو أتوجَّع.
ٍ آه :اس ُم ٍ
فعل
ق النَّ ُّ
قدي: التَّعلي ُ
عام
زيران في ِ
َ فلسطيني) تفجيرًا عاطفيًا لحقيق ِة نكب ِة َح
ٍّ جرح
ٍ ُ
(يوميات كانت قصيدةُْ
اعر وعاطفتِ ِه وانعكاسًا لشخصيَّتِ ِه (1967م) المؤلم ِة ،تعبيرًا عن صدق تجرب ِة ال َّش ِ
الفنيَّ ِة ال ُمب ِد َع ِة.
(نحن) وك َّر َرهُ في القصيد ِة غي َر مر ٍة تعبيرًاُ بضمير الجماع ِة
ِ ابتدأَ ال َّشاع ُر القصيدةَ
أراضيهم
ِ فالفلسطينيون ل ْم ين َسوا
َ قاو َم ِة،
ت ال ُم ِ الفلسطيني وتأكيد َّ
الذا ِ ِّ عن ال َّشع ِ
ب ِ
المسلُوبَةَ؛ إذ إنَّها شاخصة أمام أنظارهم ،تعيشُ فيهم ،فـ(الكرم ُل فينا) ،و(على أهدابِنَا
الفلسطيني
ِّ لحم بالدي وه َي فينَا) صو ٌر فنيَّةٌ تبي ُِّن ش َّدةَ تعلُّ ِ
ق ُ
و(نحن في ِ الجليل)،
ِ عشبُ
وارتباط ِه ب ِه.
ِ بوطن ِه
162
اعرْ ،إذ قص َد بها النَّكبَةَ الَّتي نت َج عنها
كانت ُمنطلقًا لل َّش ِ
ْ زيران) فقَ ْد
َ أ َّما كلمةُ ( َح
انفعالي
ٌّ والجوالن ،وهذ ِه الكلمةُ لها وق ٌع
ِ وقطاع غ َّز ِة
ِ سقوطُ سينا َء والضِّ ف ِة الغربي ِة
فلسطين واأل َّم ِة
َ انفعالي على
ٍّ وقع
من ٍ كان للنكب ِة ْفس بتوظيفها في القصيد ِة كما َ على النَّ ِ
بالحزن
ِ عن حالت ِه ال ُّشعوري ِة وأحاسيس ِه ال َّداخلي ِة المملوء ِة جمعاء ،وقد عبَّ َر الشاع ُر ْ
ُقاتلون
َ وسيبقون ي
َ ت أنَّهم قَاتَلُوا
حدث يُثبِ ُ
َ الرغم م َّما
ِ فس ،فعلىمازجًا معهُ الثِّقةَ بالنَّ ِ
نحن ال نكتبُ أشعارًا ولكنَّا نقاتلْ ). عشرين عا ْمُ ...
َ (نحن يا أُختاهُ ْ
من ُ
163
الفهــر�ست
املو�ضوع ...............................................................................................ال�صفحة
الوحدة الأوىل :بغداد حا�رضة الدنيا 42- 5 ............................................
الدرس األول :املطالعة( :بغداد حاضرة الدنيا ) 7 - 6 ..............................................
الدرس الثاني :القواعد :األساليب ( أسلوب االستفهام) 32 - 8 ...............................
الدرس الثالث :األدب :األدب احلديث 42 - 33 ...........................................................
الوحدة الثانية :الت�ضحية طريق الن�رص 84 - 43 ...........................................
الدرس األول :املطالعة( :التضحية طريق النصر) 46 - 44 .......................................
الدرس الثاني :القواعد :النفي 74 - 47 ...............................................................
الدرس الثالث :األدب :حافظ إبراهيم 77 - 75 ......................................................
اجلواهري 81 - 78 ..........................................................................................
النقد األدبي احلديث :الكالسيكية 84 - 82 .........................................................
الوحدة الثالثة :الأمل مفتاح النجاح 104 - 85 ......................................
الدرس األول :املطالعة ( األمل مفتاح النجاح) 90 - 86 ..........................................
الدرس الثاني القاعد :أسلوب التقدمي والتأخير 100 - 91 ..........................................
الدرس الثالث :التعبير 101 ............................................................................
الدرس الرابع :األدب :مدرسة املهجر 104 - 102 .......................................................
الوحدة الرابعة :نعمة املطر 136 - 105 ................................................
الدرس األول :املطالعة ( :املطر ) 109 - 106 ...........................................................
الدرس الثاني :القواعد :أسلوب التوكيد 125 - 110 ................................................
الدرس الثالث :األدب :مدرسة الشعر احلر 133 - 126 ................................................
النقد األدبي احلديث :الرومانسية 136 - 134 ...........................................................
الوحدة اخلام�سة :فل�سطني 163 - 137 .................................................
الدرس األول :املطالعة :ورقة من الرملة 142 - 138 ...................................................
الدرس الثاني :القواعد :أسلوب النداء 154 - 143 ....................................................
الدرس الثالث :التعبير 155 ............................................................................
الدرس الرابع :األدب :شعر القضية الفلسطينية 163 - 156 ......................................
164