You are on page 1of 43

‫جامعة األزهر الشريف‬

‫كلية الشريعة اإلسالمية‬

‫إعداد ‪ /‬عبد ﷲ األزهري‬


‫‪٠١٠٠٨٢٦٩٣٩٢‬‬

‫‪1‬‬
‫مفهوم الشريعة والفقه وما يتعلق ببيان ذلك من مسائل‬
‫تعريف تاريخ التشريع‪- :‬‬
‫التشريع‬ ‫التاريخ‬
‫لغة مصدر شرع ويطلق ي اللغة ع ى‪- :‬‬ ‫تاريخ أصلها تأريخ من أرخ وحذفت‬
‫أ‪ -‬الطريقة املستقيمة‪ :‬ثم جعلناك ع ى شريعة من األمر فاتبعها‪.‬‬ ‫الهمزة للتخفيف وتطلق ع ى‪- :‬‬
‫ب‪ -‬مورد املاء الجاري‪) :‬الذي يقصد للشرب( ومنه قولهم‬ ‫أ‪ -‬تعي ن وقت حدوث ال ء‪.‬‬
‫)شرعت اإلبل( أي أتت إ ى املاء الذي يشرب منه‪.‬‬ ‫ب‪ -‬نفس الوقت الذي يحدث فيه‬
‫املع االصطال ي لكلمة شريعة‪- :‬‬ ‫ال ء‪.‬‬
‫* ي االحكام ال س ا ﷲ لعبادﻩ ع ى لسان رسول من الرسل‪.‬‬ ‫ج‪ -‬الوقت وما يعرض لل ء فيه من‬
‫* وقد جاءت كلمة شرع اشتقاقا من شريعة بمع أنشأ املشرع‪،‬‬ ‫أحوال‪.‬‬
‫ً‬
‫"شرع لكم من الدين ما و به نوحا"‪.‬‬
‫فالتشريع ع ى هذا املع يراد به سن الشريعة‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ‬
‫العالقة ب ن املع اللغوي واملع االصطال ي لكلمة شريعة‬
‫أحكام الرساالت ت ي النفوس كما يح ا املاء‪.‬‬ ‫أن الرساالت مستقيمه ال يوجد التواءات ف ا‬
‫التشريع اإلسالمي بمع سن الشريعة‬
‫ي عهد صحابته )ص(‬ ‫ي عهد الن )ص( ي حياته‬
‫وهو ما صدر م م من اج اد ال يعت ﺮ تشريعا‬ ‫يراد به مع التشريع ع ى الحقيقة ألنه هو املبلغ‬
‫ً‬
‫حقيقيا‪.‬‬ ‫من ربه‪.‬‬
‫ألنه استنباط لألحكام من مصادرها‪.‬‬ ‫"ما كان محمد ابا أحد من رجالكم ولكن رسول‬
‫هو توسيع ي تبسيط القواعد الكلية وتطبيقها ع ى‬ ‫ﷲ وخاتم النبي ن"‪.‬‬
‫الجزئيات‪.‬‬ ‫"اليوم اكملت لكم دينكم ‪.".........‬‬
‫وع ى ما سبق فاملقصود بالشريعة اإلسالمية‬
‫مجموعة من االحكام ال س ا ﷲ تعا ى للناس ع ى لسان نبيه )ص( ي الكتاب والسنه‪.‬‬
‫املقصود بعلم تاريخ التشريع‬
‫العلم الذي ُيبحث فيه عن حالة الفقه اإلسالمي ي عصر الرسول )ص( وما بعدﻩ من العصور‪.‬‬
‫وع ى هذا فإن مع تاريخ التشريع ي مدلوله بعد التوسع يتساوى مع كلمة تاريخ الفقه‬
‫← أو هو بحث املراحل الزمنية والتطورات املتتابعة ي عهد الن )ص( ح اآلن مستوعبه كالم الفقهاء ي كل عصر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫موضوع الشريعة اإلسالمية‬
‫االحكام‬
‫وجدانية‬ ‫عملية‬ ‫اعتقادية‬
‫كل ما يتصل باألخالق الباطنة‬ ‫و ي ما تتصل بأعمال العباد‬ ‫تشمل كل ما يرتبط بالعقيدة‬
‫وامللكات النفسية )زهد –ورع –‬ ‫)صالﻩ –زكاة – جنايات‪(٠٠‬‬ ‫االسالمية )إلهيات – نبوات –‬
‫ص ﺮ( يبحث ع ا ي علم‬ ‫تبحث ي علم الفقه‪.‬‬ ‫سمعيات( ← تبحث ي علم‬
‫االخالق‪.‬‬ ‫)و ي موضوع الدراسة(‬ ‫التوحيد‪.‬‬
‫ـــــــ ـــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ ــــــــ‬
‫تعريف الفقه‪:‬‬
‫لغة‪ :‬الفهم والعلم‪.‬‬
‫)وما كان املؤمنون لينفروا كافة فلوال نفر من كل فرقة م م طائفة ليتفقهوا ي الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إل م(‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملية املكتسبة من أدل ا التفصيلية‬
‫األحكام الشرعية‪ :‬األحكام ال مصدرها الشرع )الكتاب – السنة( مثل الوجوب والندب واإلباحة‪.‬‬
‫القيد ي التعريف‬
‫املكتسبة من األدلة التفصيلية‬ ‫االحكام الشرعية‬
‫لتحديد موضوع علم الفقه ألنه خاص بأعمال الجوارح فقط‪ .‬لبيان ان الفقه طريقه االج اد واالستنباط‪.‬‬
‫وبناء ع ى ما سبق‪- :‬‬
‫‪ -١‬ال يطلق ع ى علم ﷲ فقه ألنه كشف‪.‬‬
‫‪ -٢‬ال يطلق ع ى علم الن فقه ألنه بطريق الو ي ال االج اد‪.‬‬
‫‪ -٣‬ال يسمى اتباع املذاهب الفقهية فقها أل م يقلدون األئمة وال يستنبطون االحكام بأنفسهم‪.‬‬
‫وع ى هذا التعريف السابق للفقه فالفقيه‪:‬‬
‫من له ملكه خاصه وقدرة ع ى استنباط األحكام الشرعية من ادل ا التفصيلية‪.‬‬
‫‪ -‬وع ى هذا التعريف يتساوى الفقيه واملج د‪.‬‬
‫كلمة فقيه‬
‫‪ -١‬لم تظهر ي عهد صدر االسالم ألنه ال يجوز اج اد الصحابة ي استنباط أي حكم شر ي إال عرضا‪.‬‬
‫‪ -٢‬وكذلك كان االمر بعد انتقاله )ص( ي ايام الصحابة اوائل التابع ن‪.‬‬
‫‪ -٣‬بدأ يظهر املصطلح ي عهد أواسط التابع ن‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقارنة ب ن الشريعة والفقه‪:‬‬
‫الفقه‬ ‫الشريعة‬
‫جزء من الشريعة ويختص باألحكام العملية‬ ‫شاملة لجميع األحكام عملية وجدانية اعتقادية‪.‬‬
‫الفردية‪.‬‬ ‫)اعتقادية – عملية – وجدانية(‬
‫األحكام والقواعد ال جاء ا القران الكريم و السنة‪ .‬الفهم واالستنباط من الكتاب والسنه‪.‬‬
‫هو الجانب التطبيقي للشريعة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن خالصة ما تقدم اتضح لنا أن الشريعة أعم من الفقه‪ ،‬وأنه جزء م ا‪ ،‬فيجوز إطالق لفظ‬
‫الشريعة ويراد به الفقه وهو إطالق مجازى بإطالق العام ع ى الخاص‪.‬‬
‫ــــــ ـــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ ـــــــــــــ ـــــــــــ ــ ــــــــ‬
‫مجاالت الفقه اإلسالمي‬
‫الرأي األول‬
‫معامالت‬ ‫عبادات‬
‫ماعدا العبادات من األحكام العملية‪.‬‬ ‫صالة – صيام – زكاة – حج‪.‬‬
‫الرأي الثاني‬
‫عقوبات‬ ‫معامالت‬ ‫عبادات‬
‫القصاص والسرقة والزنا‬ ‫معاوضات ماليه أمانات‬ ‫‪-‬‬ ‫صالة – صيام –‬
‫زواج وما يتصل ا واملخاصمات وال ﺮكات والقذف والردة عن اإلسالم‬ ‫‪-‬‬ ‫زكاة – حج‪.‬‬
‫‪ ‬الخالف شك ي فقط والتقسيمات كلها مستوعبة لكل أحكام الشريعة‪.‬‬
‫الرأي الثالث‬
‫ما يتعلق ببقاء النوع باعتبار ما يتعلق ببقاء النوع‬ ‫ما يتعلق ببقاء الشخص‬ ‫عبادات‬
‫باعتبار املدينة‬ ‫امل ل‬
‫عقود الزواج وما يتعلق ا العقوبات وما يتعلق ا‬ ‫املعامالت بيع‪ ،‬شراء‬
‫‪ ‬الخالف شك ي فقط والتقسيمات كلها مستوعبة لكل أحكام الشريعة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ً‬
‫جاء الفقه محتويا ع ى جميع فروع القانون الوض ي بقسميه العام والخاص‬
‫القانون العام‬
‫القانون املا ي‬ ‫القانون الجنائي‬ ‫القانون اإلداري‬ ‫القانون الدستوري‬ ‫القانون الدو ي العام‬
‫القواعد ال تنظم مالية‬ ‫القواعد ال تحدد‬ ‫مجموعة القواعد ال تحدد مجموعة القواعد‬ ‫مجموعة القواعد القانونية‬
‫مقدار العقوبة والجزاء ي الدولة وتب ن إيرادا ا‬ ‫نظام الحكم ي الدولة وتنظم ال تحكم نشاط‬ ‫ال تحكم عالقات الدول‬
‫وتحدد مصروفات‪.‬‬ ‫كل جريمة‪.‬‬ ‫سلط ا وتوزيع االختصاصات السلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫مع بعضها‪.‬‬
‫الخراج والزكاة‬ ‫الجنايات والحدود‬ ‫السياسة الشرعية واألحكام األحكام السلطانية‬ ‫بحث الفقهاء هذا املوضوع‬
‫والسياسة الشرعية‬ ‫السلطانية‬ ‫ي كتاب الس ﺮ والجهاد‬
‫القانون الخاص‬
‫وبالرغم من تطورات الظروف املعيشية البشرية ال تتبعها – تطورات تشريعية وهو األمر الذي يؤدي إ ى‬
‫انفصال بعض موضوعات القوان ن املتقدة وتص ﺮ فروع مستقلة مثل التشريعات العمالية‪ ،‬فإنا ال نجد‬
‫ً‬
‫موضوعا من موضوعات القوان ن إال وبحثه الفقهاء املسلم ن وقد احتواﻩ الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫الدو ي الخاص‬ ‫املرافعات‬ ‫التجاري‬ ‫املدني‬


‫القواعد ال تب ن املحكمة املختصة‬ ‫مجموعة القواعد ال تب ن ما‬ ‫القواعد ال تحكم‬ ‫قواعد تنظم عالقة الفرد بغ ﺮﻩ‬
‫والقانون الواجب التطبيق ي القضايا‬ ‫تجب اتخاذﻩ من أعمال‬ ‫األنظمة التجارية‬ ‫من حيث معامالت املال وبغ ﺮﻩ‬
‫ال يمجد ف ا عنصر أجن لم يكون‬ ‫وإجراءات لتنفيذ أحكام‬
‫ً‬ ‫الشركات واملضاربة‬ ‫من حيث أسرته‪ ،‬ما يسمى‬
‫املتنازع فيه بلدا أو أك ﺮ‬ ‫القانون املدني والتجاري‬
‫الس ﺮ‪ -‬أحكام أهل الذمة‬ ‫القضاء والدعوى والشهادات‬
‫والتفليس‬ ‫باألحوال الشخصية‬
‫باب املستأمن ن واملحارب ن‬ ‫الزواج والطالق وما يتعلق ما‬
‫وبذلك يثبت أن الفقه اإلسالمي نظام كامل مستقل بمصطلحاته الفنية ال تستند إ ى االج اد وكث ﺮ من‬
‫ً‬
‫أحكام الفقه مما جعله مرنا حسب التطورات‪ ،‬والدليل ع ى عظمة هذا الفقه ومرونته ما جاء ي مؤتمري‬
‫)الهاي ‪ - ١٩٣٨‬بغداد ‪.(١٩٧٤‬‬
‫بغداد ‪١٩٧٤‬‬ ‫الهاي ‪١٩٣٨‬‬
‫‪ -١‬اعتبار الشريعة اإلسالمية حية صالحة للتطور‪ .‬الشريعة اإلسالمية أثبتت صالحي ا لحكم البالد العربية واإلسالمية طيلة قرون‬
‫عديدة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -٢‬اعتبارها قائمة بذا ا ليست مأخوذة من غ ﺮها‪ .‬أن انحسار مجال تطبيقها ي أغلب البالد العربية ليس راجعا إ ى قصور ي‬
‫أحكامها بل يرجع إ ى أسباب عدة م ا ما قام به االستعمار من فرض قوانينه‪.‬‬
‫استكمال مقومات القومية العربية يلزم الرجوع إ ى الشريعة واالعتماد عل ا‬ ‫‪ -٣‬اعتبارها مصدر من مصادر التشريع العام‬
‫كمصدر للقانون العربي املوحد‪.‬‬ ‫والقانون املقارن‪.‬‬
‫أو املؤتمر بدراسة الفقه اإلسالمي ودراسة الشريعة اإلسالمية دراسة مقارنة‬
‫– ي كليات الحقوق – بالقوان ن الوضعية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الحاجة إ ى التشريع‬
‫اإلنسان مدني بطبعه يرفض العزلة ُويقبل ع ى الجماعة‪ ،‬والحياة الجماعية تدعو إ ى التعاون مع الغ ﺮ‪،‬‬
‫ً‬
‫وبالتا ي تحتاج هذﻩ الحياة إ ى القوان ن والقواعد املنظمة لها‪ ،‬وإال لكانت هذﻩ الحياة شرا عليه ويقع ب ن‬
‫األمم ما يقع ب ن األفراد من مشاحنات‪ ،‬فالبد أن يكون للمجتمع اإلنساني تنظيم محكم‪.‬‬
‫واإلنسان محدود ي قدراته‪ ،‬فح ن تصديه ملهمة التشريع فإنه ال يصل به إ ى الكمال‪ ،‬بل يكون‬
‫ً‬
‫قاصرا كقدراته‪ ،‬وربما يخرج عليه من وضعه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬إذا البد أن يكون الواضع للتشريع هو خالق الكون‪ ،‬ألنه هو العالم ذﻩ النفوس وما يصلح لها‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫حكمة تعدد الشرائع‬
‫‪ -‬تعددت الشرائع السماوية ملا يتناسب مع مصالح الناس‪ ,‬ألن ﷲ ال يفرض ع ى قوم إال ما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يناسب حيا م ‪ ‬لكل جعلنا منكم ِشرعة وم اجا ‪ , ‬ولهذا تعددت الشرائع بتعدد األمم‪,‬‬
‫فجعل لكل أمة ما ُيصلحها ولكل زمان ما يناسبه‪ ،‬ح ي املعجزات‪.‬‬
‫‪ -‬ولكن مع تعدد هذﻩ الشرائع إال أ ا متحدة ي‪:‬‬
‫األصل‬ ‫املصدر‬
‫ألن األصل الذي دعت إليه جميع الشرائع هو‬ ‫وهو ﷲ ‪ ‬ألنه وحدﻩ هو مصدر كل تشريع‬
‫التوحيد ‪ ‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إال‬
‫نو ي إليه أنه ال إله إال أنا فاعبدون ‪‬‬
‫وجاءت شريعة نبينا ‪ ‬خاتمة الشرائع للناس كافة ‪ ‬وما أرسلناك إال كافة للناس‪ – ‬قل‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫يا أ ا الناس إني رسول ﷲ إليكم جميعا ‪‬‬
‫وأل ا آخر الرساالت‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫جعلها ﷲ ‪ ‬تتناسب مع ما وصلت إليه البشرية من نضج وفهم‪.‬‬ ‫‪-١‬‬
‫جاء كتا ا "القرآن" أعم الكتب وأشملها وتكفل ﷲ ‪ ‬بحفظه‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫جاءت الشريعة اإلسالمية بكل قانون صالح والقواعد ال تتناسب التقدم الذي لم يكن‬ ‫‪-٣‬‬
‫ً‬
‫موجودا قبلها‪.‬‬
‫نظمت الشريعة اإلسالمية عالقة اإلنسان بالخالق واملخلوقات‪.‬‬ ‫‪-٤‬‬

‫‪6‬‬
‫التشريع باملع العام‬
‫مجموعة القواعد واألحكام ال تنظم حياة الناس ويتحقق مقتضاها العدل بي م‪.‬‬
‫والتشريع ذا املع يشمل‪- :‬‬
‫التشريع الوض ي‬ ‫التشريع السماوي‬
‫القواعد والنظم ال تنظم حياة‬
‫الناس ويختارها السلطان ي أمة‬
‫األوامر والنوا ي ال تنظم حياة‬
‫الناس ي الدنيا واآلخرة يشرعها‬
‫تعريف‬
‫ليتعامل ا أفراد هذﻩ األمة‬ ‫ﷲ لألمة ع ى لسان رسول‪.‬‬
‫واضعه البشر هم محدودون ي‬
‫قدرا م‬
‫من عند ﷲ وﷲ عليم بعبادﻩ‬
‫فيشرع لهم ما يحقق مصالحهم‬
‫مقارنة‬
‫الحساب ع ى األعمال الظاهرة‬ ‫ينظم العالقة ب ن ﷲ والناس‬
‫فقط‬ ‫ع ى أساس دي ي السر‬
‫والعالنية‬
‫قاصر ع ى عالج املفاسد وإن‬ ‫يأمر باملعروف وينﻬ عن املنكر‬
‫تعرض للخ ﺮ فع ى سبيل التبع‬ ‫فهو شامل لبيان الخ ﺮ والشر‬
‫قد تباح فيه املحرمات‬ ‫ال تباح فيه املحرمات‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـــ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ــ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــ ـ ــ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫أصالة التشريع اإلسالمي‪:‬‬
‫ً‬
‫أي أ ا من عند ﷲ لم تقلد قانونا ولم تقتبس من قاعدة‪.‬‬
‫‪ ‬شبه بعض املستشرق ن أن الشريعة مأخوذة من القانون الروماني‪- :‬‬
‫‪ -١‬وجود تشابه ب ن أحكام القانون الروماني والفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -٢‬أن الشاف ي واألوزا ي كانا ي سوريا موطن املدارس الرومانية‪ ،‬فأدخال ي الفقه اإلسالمي أشياء‬
‫مثل " البينة ع ى من اد ى "‪.‬‬
‫رد الش ة‪- :‬‬ ‫‪‬‬
‫املسائل املش ﺮكة قليلة ونادرة‪.‬‬ ‫‪-١‬‬
‫الفقه اإلسالمي يختلف عن القانون الروماني ي النشأة والتطور‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫الفقه جاء بأحكام لم يوجد مثلها ي القانون الروماني‪.‬‬ ‫‪-٣‬‬
‫القاعدة " البينة ع ى من اد ى " حديث نبوي‪.‬‬ ‫‪-٤‬‬
‫الشاف ي لم ينشأ ي سوريا ولم يتعلم ا‪.‬‬ ‫‪-٥‬‬

‫‪7‬‬
‫أسس التشريع االسالمي‬
‫ً‬
‫) رعاية مصالح الناس جميعا( ‪) -‬تحقيق العدالة املطلقة( – )عدم الحرج وقلة التكاليف( – )ربط الحكم‬
‫ً‬
‫باملصلحة وجود وعدما(‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أوال‪ - :‬رعاية مصالح الناس جميعا‬
‫دف التشريع االسالمي إ ى العمل ع ى تحقيق مصالح الناس ويظهر هذا ي مواضع م ا‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫ربط الحكم باملصلحة وجودا وعدما‬ ‫األمور االعتقادية و فرض الواجبات والتكاليف الشرعية‬
‫أي أن أحكام الشريعة لها علل وهذﻩ العلل يدور‬ ‫‪ -١‬بيان الحكمة من ارسال الن "وما أرسلناك إال رحمة‬
‫معها الحكم وجودا وعدما مثل‪:-‬‬ ‫للعامل ن"‬
‫‪ -٢‬االشارة إ ى حكمة خلق الحياة واملوت "الذي خلق املوت "ما أفاء ﷲ ع ى رسوله من أهل القرى فلله‬
‫ً‬
‫وللرسول ولذي القربى واليتامى واملساك ن" ب ن ﷲ‬ ‫والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عمال"‬
‫أن حكم الفيء للمسلم ن عامة وال تختص به فئة‪.‬‬
‫"والسارق والسارقة فاقطعوا أيد ما" فإذا وجدت‬ ‫‪ -٣‬بيان املصلحة ي فرض العبارات‬
‫السرقة وجد القطع وإذا لم توجد السرقة لم‬ ‫"إن الصالة تنﻬ عن الفحشاء واملنكر"‬
‫"كتب عليكم الصيام كما كتب ع ى الذين من قبلكم لعلكم تتقون "‬
‫يوجد القطع‪.‬‬
‫الحج "ليشهدوا منافع لهم"‬
‫ي شرعية القصاص "ولكم ي القصاص حياة"‬
‫ُ‬
‫الحكمة من مشروعية الجهاد "أذن للذين يقاتلون بأ م ظلموا"‬

‫س هل يختلف أسلوب التشريع ي األحكام ال تتغ ﺮ مصالحها عن األحكام ال ال تتغ ﺮ مصالحها؟‬


‫أما إن كان الحكم مبنيا ع ى مصلحة قد تتغ ﺮ‬ ‫إن كان الحكم مبنيا ع ى مصلحة ثابتة‬
‫باختالف األزمنة واألمكنة‬
‫إن كان الحكم مبنيا ع ى مصلحة ثابتة فإن الحكم أما إن كان الحكم مبنيا ع ى مصلحة قد تتغ ﺮ‬
‫باختالف األزمنة واألمكنة فإن التشريع يضع‬ ‫يكون ثابتا ال يتغ ﺮ ي أي زمان أو مكان مثل‬
‫القواعد األساسية وي ﺮك التفصيل للمج دين‪.‬‬
‫م يكون التشريع متفقا مع أحوال الناس ويساير تطورهم‬ ‫‪ -‬الصالة والصيام والحج‪.‬‬
‫مثل املعامالت – نظام الدولة الدستوري واإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬بعض أحكام الطالق والزواج وامل ﺮاث‪.‬‬
‫‪ -‬بعض أحكام الجنايات‪.‬‬
‫‪ -‬بي ع ى ما سبق أن ربط األحكام باملصالح هو الذي أعطى للعرف اعتبارﻩ ي نظر التشريع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ألن العرف دليل الحاجة فهو محقق للمصلحة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا‪ - :‬تحقيق العدالة املطلقة‬
‫اإلسالم للناس كافة‬ ‫‪-‬‬
‫وع ى هذا فهو ال يفرق ي معاي ﺮﻩ ب ن أبيض وأسود وال ب ن عربي وأعجمي فال فضل ألحد ع ى آخر إال بالتقوى‪.‬‬
‫ومن هنا كانت العدالة من أهم أسسه‬
‫‪" -١‬إن ﷲ يأمر بالعدل واإلحسان "‬
‫‪" -٢‬إن ﷲ يأمركم أن تؤدوا األمانات إ ى أهلها وإذا حكمتم ب ن الناس أن تحكموا بالعدل"‬
‫‪ -٣‬قال ص ى ﷲ عليه وسلم "إن املقسط ن ع ى منابر من نور"‬
‫ي مجال املعامالت واملدانيات والشهادات يكون للعدل شأن هام "وال تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"‬ ‫‪-٤‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ - :‬عدم الحرج وقلة التكاليف‬
‫املقصود بعدم الحرج‪ ،‬رفع املشقة ال ال يمكن دوام الطاعة معها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫را ى التشريع اإلسالمي هذا املبدأ ي عدة مناسبات‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫"ويضع ع م إصرهم واألغالل ال كانت عل م"‪.‬‬ ‫‪-١‬‬
‫"ال يكلف ﷲ نفسا إال وسعها"‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫"يريد ﷲ بكم اليسر وال يريد بكم العسر"‪.‬‬ ‫‪-٣‬‬
‫قال ص ى ﷲ عليه وسلم "بعثت بالحنفية السمحاء"‪.‬‬ ‫‪-٤‬‬
‫‪ -٥‬عندما بعث )ص ي ﷲ عليه وسلم( معاذ وأبا موﺳ إ ى اليمن قال لهما "يسرا وال تعسرا وبشرا وال تنفرا"‪.‬‬
‫‪ -٦‬عندما فرض الحج جاء رجل وسأل الن )ص ى ﷲ عليه وسلم( أ ي كل عام يا رسول ﷲ؟ فغضب‬
‫)ص ى ﷲ عليه وسلم( وقال "لو قلت نعم لوجبت"‪.‬‬
‫س وضح كيف جرى رفع الحرج ي جميع األفعال؟‬
‫جنايات‬ ‫معامالت‬ ‫عادات‬ ‫عبادات‬
‫‪-‬جاء التشريع بقاعدة‬ ‫أبيح للمكلف األكل من ‪-‬رخص بيع السلم مع‬ ‫شرع ﷲ الرخص‬
‫‪-‬يص ي املسافر شطر الصالة الطيبات ولبس ما يريد‪ .‬أنه بيع معدوم لحاجة درء الحدود بالش ات‪.‬‬
‫الرباعية‪.‬‬
‫‪-‬فرض الدية ع ى‬ ‫ح إنه أباح له األكل الناس له‪.‬‬
‫‪-‬للمسافر واملريض اإلفطار‬
‫‪-‬أباح القرض مع ما فيه العاقلة ي القتل الخطأ‪.‬‬ ‫ي رمضان والقضاء بعدﻩ‪ .‬من امليتة بقدر ما‬
‫من الربا التأخر ي‬ ‫‪-‬أداء الصالة قاعدا أو نائما يحفظ حياته‪.‬‬
‫السداد‪.‬‬ ‫ملن لم يستطع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬وينب ي أن يعلم أن الرخص ي التشريع ليست نقصا ي التدين بل ي قائمة مقام األصل‪ ،‬وﷲ‬
‫تعا ى يجب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫س وضح كيف عدم الحرج يستلزم قلة التكاليف؟‬
‫عدم الحرج يستلزم قلة التكاليف‪.‬‬
‫‪ -١‬أل ا لو كانت كث ﺮة ألدت إ ى املشقة وهذا يتعارض مع عدم الحرج‪.‬‬
‫‪ -٢‬العبادات ال شرعها ﷲ لنا قليلة وأدا ا سهل‪.‬‬
‫‪ -٣‬املحرمات محددة ومنصوص عل ا "حرمت عليكم امليتة والدم‪)"...‬اآلية(؛ واملباحات غ ﺮ محصورة وال محددة‬
‫"يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات"‬
‫الحياة التشريعية قبل اإلسالم )س‪/‬كيف كانت( ‪)-‬س‪/‬وضح(‬
‫‪ -١‬ي غ ﺮ جزيرة العرب‬
‫كانت املمالك املجاورة تحكمها النظم االستبدادية وتحتكر الطبقة الحاكمة ف ا التشريع‪.‬‬
‫‪ -٢‬ي جزيرة العرب‬
‫كانت الحياة قوامها العصبية والقبلية وكانوا ي وثنية مطلقة وانتشر بي م الظلم‪.‬‬
‫‪ -٣‬وعند أتباع الديانات لم الحال أفضل‬
‫فقد حرف ال ود تعاليم التوراة ونشروا الربا بسبب ح م للمال‪.‬‬
‫‪ ‬ومما تقدم يتب ن لنا أن العالم ي هذﻩ الف ﺮة كان ي أشد الحاجة إ ى نظام يحدد لكل فرد حقوقه وواجباته فأرسل‬
‫ﷲ عز وجل نبيه )ص ى ﷲ عليه وسلم( إ ى الناس جميعا‪.‬‬
‫تقسيم أدوار التشريع اإلسالمي‬
‫الرأي الثاني‬ ‫الرأي األول‬
‫جعلوا تقسيم التشريع مب ع ى تشبيه التشريع باإلنسان قسموا التشريع باعتبار‪- :‬‬
‫مراعاة الفوارق واملم ات ال لها أثر واضح ي تطور الفقه‪،‬‬ ‫ي مراحل النمو )طفولة ‪ -‬شباب – شيخوخة(‪.‬‬
‫واختلفوا ي عدد هذﻩ األدوار‪- :‬‬
‫‪ ٧‬أدوار‬ ‫‪ ٦‬أدوار‬ ‫‪ ٥‬أدوار‬ ‫‪ ٤‬أدوار‬
‫)‪ (٤‬أدوار )هو املختار(‪- :‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ - :‬دور النشأة والتأسيس )عصر املصطفى ص ى ﷲ عليه وسلم( ويمكن أن يقال عنه دور الت يل واتباع الو ي‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ - :‬البناء والكمال )عصر الصحابة والتابع ن إ ى منتصف القرن الرابع الهجري( ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ - :‬دور الجمود والتقليد من منتصف القرن الرابع إ ى القرن الثاني عشر‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ - :‬دور ال ضة واليقظة من القرن الثاني عشر إ ى الوقت الحاضر‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ - :‬دور النشأة والتأسيس‬
‫‪ ‬أسباب تسميته ذا االسم‪- :‬‬
‫‪ -١‬اكتمال األسس واملصادر الرئيسية للفقه ي هذا العصر‪.‬‬
‫‪ -٢‬كل ما جاء من تشريع بعد هذا العصر ب ع ى ما رسمه الرسول )ص ى ﷲ عليه وسلم( من منهج ي استنباط األحكام‪.‬‬
‫‪ -٣‬العصور التالية لم تأت بجديد ي الفقه إال ي املسائل ال لم تكن موجودة ي عهد الن )ص ى ﷲ عليه وسلم(‪.‬‬
‫‪ ‬زمن هذا الدور‪- :‬‬
‫‪ -‬يبدأ ببعثة الن )ص ى ﷲ عليه وسلم( ‪ ٦١٠‬ميالديا‪.‬‬
‫‪ -‬وينتﻬ بانتقاله )ص ى ﷲ عليه وسلم( إ ى الرفيق األع ى‪.‬‬
‫فتكون مدته حوا ي ‪ ٢٣‬عام تقريبا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أحوال العرب قبل البعثة‬
‫)‪ (٣‬الجانب االقتصادي‬ ‫)‪ (١‬الجانب االجتما ي‬
‫_كان أهل البادية يعيشون ع ى الر ي ولم يكن ذلك يسد‬ ‫كانوا أمة أمية ليس لها حظ من العلوم إال ما اضطر م‬
‫حاج م فكان بعضهم يلجأ لإلغارة ع ى غ ﺮﻩ‪.‬‬ ‫إ ى معرفته ظروف الحياة‬
‫_كان أهل املدن يعتمدون ع ى الزراعة‪.‬‬ ‫كانت لهم عناية بعلم اللسان والشعر والس ﺮ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫_كان بعض قبائل البادية تعتمد ع ى التجارة مع الر ي‪.‬‬
‫)‪ (٤‬مجال العالقات األسرية‬ ‫)‪ (٢‬الجانب الدي‬
‫‪ -١‬عرف العرب أنواعا من الزواج م ا ما هو‬ ‫الديانة السائدة ي الوثنية باختالف أنواعها‪.‬‬
‫سائد األن من الخطبة ثم املهر ثم‬ ‫‪ -‬وجدت عبادات بجانب الوثنية‪- :‬‬
‫الدخول بالزوجة؛ وم ا ما كان سفاحا‬ ‫‪ -١‬ودية ي شمال الجزيرة )ي ﺮب _ خي ﺮ _‬
‫فحرمه اإلسالم‪.‬‬ ‫فدك( و ي اليمن‪.‬‬
‫‪ -٢‬كان تعدد الزوجات شائعا ال يحدﻩ قيد‪.‬‬ ‫‪ -٢‬نصرانية‪ :‬تغلب وقضاعة‪.‬‬
‫‪ -٣‬عرف العرب إ اء الزواج بالطالق‪.‬‬ ‫‪ -٣‬الحنفاء‪ :‬من تمسكوا بدين إبراهيم‬
‫‪ ‬عرفوا العدة وكان للرجل أن يراجع زوجته‬ ‫‪ ‬ومع هذا التنوع لم تكن الغلبة ألي دين‬
‫مادامت ي العدة وإن طلقها ألف مرة‪.‬‬ ‫م م‪.‬‬

‫)‪ (٧‬نظام امل ﺮاث‬ ‫)‪ (٥‬الجانب التشري ي‬


‫كانت توزع ال ﺮكة وفقا لوصية املتو ى فإن لم‬ ‫حالة األمية ال كانت عل ا العرب لم تكن تسمح‬
‫يو لرجعت لورثته الذكور‪.‬‬ ‫بظهور تشريع كامل بل كان التشريع عبارة عن‬
‫>‪-‬كان الحلف والتب من أسباب امل ﺮاث عندهم‪.‬‬ ‫قواعد عرفية محلية‪.‬‬
‫)‪ (٨‬الجنايات‬ ‫)‪ (٦‬مجال املعامالت املالية‬
‫لم ينقل ع م عقوبة محددة إال ي القتل و ي‬ ‫عرفوا كث ﺮا من العقود ال تنقل األموال واملنافع )بيع _‬
‫القصاص ي العمد والدية ي الخطأ‪.‬‬ ‫إجارة _ سلم(‬
‫_لكن أك ﺮ الطرق كانت تشتمل ع ى غرر وجهالة مثل‬
‫>‪-‬ولك م لم يعدلوا ي العقوبة فال يقتلوا الكب ﺮ‬
‫)املنابذة _ املالمسة _ الحصاة(‬
‫بالصغ ﺮ وال الرجل باملرأة‪.‬‬ ‫>‪-‬كما عرفوا العقود ال تنمي املال )املشاركة _املضاربة(‬
‫_وكان الربا شائعا بي م‪.‬‬

‫)‪ (٩‬الجانب السياﺳ‬


‫لم تكن للعرب دولة باملع الدستوري حيث كانت الحياة القبلية ي السائدة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫دور النشأة‬
‫‪ ‬مراحل التشريع ي هذا الدور‬
‫بدأ التشريع ي العصر ببدء الو ي واستمر الو ي ي ل ع ى الن ‪ ‬مدة ‪ ٢٣‬عام )ثالثة عشر عاما بمكة وعشرة أعوام‬
‫باملدينة( وكان الو ي تارة بالقرآن وتارة بالسنة‪.‬‬
‫‪ -‬وع ى ما سبق مراحل التشريع ي هذا العصر تنقسم إ ى‪- :‬‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫من هجرته ص ى ﷲ عليه وسلم وح انتقاله للرفيق األع ى ‪ ١٠‬أعوام اهتم التشريع‬ ‫من بعثة الن )ص ى ﷲ عليه وسلم( وح‬
‫ف ا باألحكام العملية‬ ‫هجرته ‪ ١٣‬عام اهتم التشريع ي هذﻩ املرحلة بـ‪- :‬‬
‫‪ -‬ألنه بعد تثبيت العقيدة البد من ظهور التشريعات ال تنظم أحوال املجتمع‪.‬‬ ‫يئة املجتمع لتلقي أحكام الدين‪.‬‬ ‫‪-١‬‬
‫كان بان اء هذﻩ املرحلة استكمال واستيعاب التشريع لجميع التصرفات‬ ‫‪-‬‬ ‫ذيب األخالق البشرية‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫واألفعال "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعم "‬

‫‪ ‬مصادر التشريع ي هذا العصر‬


‫غ ﺮ متلو )السنة املطهرة(‬ ‫متلو )القرآن الكريم(‬
‫ي ما صدر من الن ص ى ﷲ عليه وسلم من قول _‬ ‫هو كالم ﷲ تعا ى‪ ،‬امل ل ع ى سيدنا محمد ‪ ،‬املتعبد بتالوته‪ ،‬املتحدي بأقصر‬
‫غ ﺮ القرآن _ أو فعل أو تقرير‪.‬‬ ‫سورة منه‪ ،‬املبدوء بسورة الفاتحة املختوم بسورة الناس‪.‬‬
‫جاءت التشريعات فيه بصورة إجمالية ولم يتعرض للتفصيل إال ي مواضع تكون‬
‫‪ ‬تأتي السنة ي املرتبة الثانية بعد القرآن‪.‬‬
‫املصلحة ف ا ثابتة ال تتغ ﺮ بتغ ﺮ الزمان واملكان مثل أحكام املواريث واألسرة‪.‬‬
‫‪ ‬دور السنة ي التشريع‪- :‬‬ ‫أما غ ﺮ ذلك من األحكام جاءت ي شكل قواعد كلية يمكن تحكيمها ي كل ما‬
‫‪ -١‬بيان ما جاء مجمال ي القرآن مثل "وأقيموا‬ ‫يواجه الناس ي حيا م تيس ﺮا عل م‪.‬‬
‫الصالة" فإنه نص مجمل ي شرعية‬ ‫نزول القرآن منجما‬ ‫‪‬‬
‫الصالة‪ ،‬فبينت السنة أركا ا ومواقي ا‬ ‫كان نزول القرآن متفرقا ع ى حسب األحوال والحوادث وكان املقدار‬ ‫‪-‬‬
‫ﱡ‬ ‫امل ل متفاوت ربما ت ل سورة كاملة أو ربما بضع آيات‪.‬‬
‫وشروط الصحة بقوله ‪"‬صلوا كما‬
‫وقد اع ﺮض الكفار ع ى طريقة نزول القرآن منجما "وقال الذين كفروا‬ ‫‪-‬‬
‫رأيتموني أص ي‪".‬‬
‫لوال أنزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناﻩ ترتيال"‬
‫‪ -٢‬جاءت بأحكام أسكت ع ا القرآن كحرمة‬ ‫ً‬
‫وكان ل ول القرآن منجما أسباب م ا‪- :‬‬ ‫‪‬‬
‫الجمع ب ن املرأة وعم ا حديث "ال تجمع‬ ‫تثبيت قلب الرسول ص ى ﷲ عليه وسلم‬ ‫‪-١‬‬
‫املرأة وعم ا أو خال ا " فإن هذا الحكم لم‬ ‫تسهيل حفظه للن ص ى ﷲ عليه وسلم ألنه كان أميا ال يقرأ وال يكتب‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫يرد ي القرآن‪.‬‬ ‫تسهيل تشريع األحكام بتدرج التشريع‬ ‫‪-٣‬‬
‫‪ -٣‬مؤكدة ألحكام وردت ي القرآن مثل حرمة‬ ‫تحقيق مقصود النسخ وهو التدرج ي التشريع‬ ‫‪-٤‬‬
‫التيس ﺮ ع ى العباد والرحمة م‪.‬‬ ‫‪-٥‬‬
‫السرقة والربا‪.‬‬
‫ح يسهل عل م االمتثال لشرع ﷲ فلو نزل جملة واحدة لصعب عل م إتيان الفرائض مرﻩ واحدة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬منهج التشريع ي هذا الدور‪- :‬‬
‫‪ -١‬الحكم ي الحوادث ال يسأل ع ا الناس "يسألونك ماذا ينفقون‪" "...‬يسألونك عن الخمر‪"...‬‬
‫فكان القرآن يجي م بآية أو آيات‪.‬‬
‫‪ -٢‬بأقواله وأفعاله ‪ :‬مثل قوله عن ماء البحر "إنه الطهور ماؤﻩ" وعن الحج "خذوا ع مناسككم‪".‬‬
‫‪ ‬التدرج ي التشريع ي هذا الدور‪- :‬‬
‫جاء التشريع اإلسالمي بما يتوافق مع طبيعة اإلنسان فجاء متدرجا بمع أن األحكام لم تشرع كلها مرة‬
‫واحدة‪ ،‬بل نزلت ع ى أجزاء مثل الجانب الخاص بالعقيدة ي مكة والجانب الخاص باملعامالت ي املدينة‪.‬‬
‫والتدرج ي التشريع قسمان‬
‫ب‪-‬تدرج ي تشريع الحكم الواحد ع ى مراحل‬ ‫أ‪-‬تدرج ي تشريع األحكام جملة‬
‫تدرج ي تشريع الحكم الواحد ع ى مراحل‬
‫تدرج ي تشريع الحكم الواحد ع ى مراحل‬
‫‪ ‬الزكاة‬ ‫الصالة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬كان املقدار ي أول األمر غ ﺮ محدد "يسألونك ماذا‬ ‫أل م حدي عهد‬ ‫ي أول األمر ركعت ن بالغداة وركعت ن بالع‬ ‫‪-‬‬
‫ينفقون قل العفو" أي أنفقوا ما زاد ع ى الحاجة‪.‬‬ ‫اإلسالم‪.‬‬
‫ي السنة الثانية من الهجرة فرضت الزكاة بقوله "وآتوا الزكاة‪".‬‬ ‫ثم صارت خمس صوات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزنا‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬الخمر‬
‫أول األمر‪ - :‬الحبس ي‬ ‫‪-‬أشار خفية إ ى ذم الخمر "ومن ثمرات النخيل واألعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا" فجعل السكر غ ﺮ الرزق الحسن‪.‬‬
‫البيوت للنساء واإليذاء‬ ‫‪-‬يسألونك عن الخمر وامليسر قل ف ما إثم كب ﺮ ومنافع للناس وإثمهما أك ﺮ من نفعهما" فبينت أن شرب الخمر ليس فضيلة‪.‬‬
‫بالقول للرجل‪.‬‬ ‫‪-‬يأ ا الذين ءامنوا ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى" حرمها ي بعض األوقات‪.‬‬
‫ثم صارت الجلد مائة‬ ‫‪-‬يأ ا الذين ءامنوا إنما الخمر وامليسر واألنصاب واألزلم رجز من عمل الشيطان فاجتنبوﻩ" نزلت هذﻩ اآلية بالتحريم‪.‬‬
‫جلدة لغ ﺮ املحصن‬
‫والرجم للمحصن‪.‬‬
‫اج اد الن ‪‬‬
‫يقصد به‪ :‬استنباطه ‪ ‬للحكم الشر ي فيما لم يرد به نص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختلف العلماء ي وقوع االج اد من الن ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫جمهور األصولي ن‬ ‫األشاعرة واملع لة‬
‫يجوز وقوع االج اد منه والدليل‪:‬‬ ‫ليس له أن يج د والدليل‪" :‬وما ينطق عن‬
‫‪ -١‬الن مأمور باالج اد بعموم آية "فاعت ﺮوا يا أو ي األبصار"‬ ‫الهوى إن هو إال و ي يو ى" فهذا يمنع الن من‬
‫‪ -٢‬الرسول عالم بعلل النصوص وكل من هو كذلك يلزمه االج اد‪.‬‬
‫االج اد‪.‬‬
‫‪ -٣‬وقع من الن االج اد ي وقائع كث ﺮة مثل ]أسرى بدر _و ي قوله ص ى ﷲ‬
‫عليه وسلم "لو كان ع ى أبيك دين فقضيته أكان يجزى"‬
‫الرد‪ -:‬اآلية الضم ﺮ ف ا عائد ع ى القرآن أل ا‬
‫‪ -٤‬رويت أحاديث تثبت أنه كان مخ ﺮ‪ :‬لوال أن أشق ع ى أم ألمر م بالسواك‬ ‫وردت ردا ع ى زعم من يقول بأن القرآن مف ﺮى‪.‬‬
‫عند كل صالة" فعدولة عن اف ﺮاض السواك بعد اج اد منه ‪.‬‬
‫‪ ‬فمن األدلة املتقدمة يظهر لنا جواز وقوع االج اد منه ص ى ﷲ عليه وسلم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫بيان الحكمة من اج اد الرسول ص ى ﷲ عليه وسلم‬
‫‪ -١‬الشريعة خاتمة للشرائع السماوية وقواعدها كلية ال تتعرض للتفاصيل فكان البد من اج ادﻩ‬
‫لتعليم الناس طرق االستنباط‪.‬‬
‫‪ -٢‬االج اد ي دور البناء والتأسيس وقع من بعض الصحابة بإذن منه ص ى ﷲ عليه وسلم‪.‬‬
‫قال‪" :‬بكتاب ﷲ ثم بسنة رسول ﷲ فإن لم أجد أج د برأي وال آلو"‪.‬‬ ‫عندما بعث معاذ إ ى اليمن وسأله بماذا تق‬
‫خصائص التشريع ي عهد الرسالة‬
‫‪ -١‬انحصر مصد التشريع ي الو ي فقط‪.‬‬
‫‪ -٢‬كان الرسول ص ى ﷲ عليه وسلم هو املرجع ي معرفة األحكام الشرعية‪.‬‬
‫‪ -٣‬التشريع اإلسالمي قد كملت قواعدﻩ ي هذا العصر "اليوم أكملت لكم دينكم‪".‬‬
‫‪ -٤‬كمال التشريع جاء بأسلوب خاص حيث تضمن القواعد الكلية وترك املجال للمج دين للتفريع ع ى هذﻩ القواعد‪.‬‬
‫‪ -٥‬لم يظهر الفقه اإلسالمي بمعناﻩ االصطال ي ي هذا العصر‪.‬‬
‫‪ -٦‬لم يعرف هذا العصر املسائل االف ﺮاضية بل كانت مسائله كلها واقعية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ - :‬دور البناء والكمال‬
‫التشريع ي عصر الخلفاء الراشدين واألموي ن والعباسي ن وعصر الصحابة‪ ،‬تعد أول مرحلة ي بناء الفقه اإلسالمي‬ ‫‪‬‬
‫‪١١‬ه‪٤٠ :‬ه بعد أن كملت مصادر الشريعة كان ع ى الصحابة أن يبحثوا عن املصادر ملتابعة ما جد ويجد‬
‫الصحابي‪ :‬كل من لقي الن ‪ ‬مؤمنا به ومات ع ى اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -‬اختلف العلماء ي اش ﺮاط مدة الصحبة‪- :‬‬
‫‪ -١‬مالزمة الن ‪ ‬سنة أو اثن ن أو غزوة أو اثن ن‪.‬‬
‫‪ -٢‬مجرد اللقيا والرؤية‪.‬‬
‫‪ -٣‬وقال بعضهم الرؤية ي سن التمي ‪.‬‬
‫‪ ‬وع ى الرأي الثاني يكون عدد الصحابة كث ﺮ كما قال أبو زرعة )‪ ١١٤‬ألف(‪.‬‬
‫‪ -‬تم الصحابة ي فهم الشريعة ألسباب‪- :‬‬
‫‪ -١‬قر م ومالزم م للرسول ‪ ‬مما يسر لهم معرفة أسباب ال ول وورود الحديث وتفس ﺮ الن لبعض اآليات‪.‬‬
‫دراي م باللغة العربية مما جعلهم أقدر الناس ع ى فهم القرآن ألنه بلغ م‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫حفظهم للقرآن وكذلك حفظهم للسنة مما جعلهم أسبق الناس ي فهم الشريعة‪.‬‬ ‫‪-٣‬‬
‫يرجع التمايز ب ن الصحابة ي فهم الشريعة ألسباب‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫التفاوت ي معرفة اللغة أو يأخذهم ع ى تخوف‪.‬‬ ‫‪-١‬‬
‫التفاوت ي مالزمة الرسول ‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫تفاو م ي القدرات الطبيعية اإلنسانية عمق الفهم – الحفظ – االستنباط "اليوم أكملت لكم‬ ‫‪-٣‬‬
‫دينكم" قص ما مع سيدنا عمر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مصادر التشريع ي عهد الصحابة ‪) ،‬قرآن – سنة – إجماع – رأي(‬
‫‪ -‬املنهج‪ :‬النظر ي كتاب ﷲ ملعرفة الحكم‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬فإن لم يوجد ‪ :‬النظر ي )سنة( الن ‪‬‬
‫‪ -‬فإن لم يوجد‪) :‬اإلجماع( يدعو الخليفة الصحابة لالجتماع ويعرضوا الواقعة ويتبادلون اآلراء إ ى‬
‫أن ين وا إ ى رأي واحد يجمعون عليه‪.‬‬
‫فإن لم يوجد‪) :‬الرأي( كل ما ال يؤخذ من داللة النص من األحكام )القياس – االستحسان – املصالح املرسلة –‬ ‫‪-‬‬
‫ال ﺮاءة األصلية – سد الذرائع( ‪.‬‬
‫موقف الصحابة من هذﻩ املصادر‬
‫الكتاب‪ - :‬املصدر األول للعقيدة واألخالق واللغة واألحكام العملية‪.‬‬
‫‪ُ ‬جمع القرآن ي عهدين‪:‬‬
‫أبو بكر‪ :‬بسبب استشهاد كث ﺮ من الحفظة جمع ي صحيفة واحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عثمان‪ :‬بسبب اختالف بعض الحفظة ي بعض األحرف الختالف لهجا م ونسخ م ا ست مصاحف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬مسلكهم ي استنباط الحكم‪:‬‬
‫‪ -١‬إذا كانت الداللة قطعية أخذوا به من دون رأي م م وال يختلفون‪.‬‬
‫‪ -٢‬يختلفوا عند وجود ما يجعل النص يحتمل أك ﺮ من مع مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬لفظ مش ﺮك }ثالثة قروء{ قروء جمع قرء ويطلق ع ى الحيض والطهر‪.‬‬
‫ب‪ -‬لفظ يحتمل الحقيقة واملجاز }واتبعت ملة آبائي إبراهيم{ إطالق األب وإرادة الجد‪.‬‬
‫ت‪ -‬وجود نص ن يتناوالن مسألة واحدة دون أن يعلم يقينا املتقدم م م‪.‬‬
‫السنة‪ - :‬يلجئون إل ا عند عدم وجود نص ي القرآن وأل ا كانت غ ﺮ مدونة‪.‬‬
‫‪ -‬يتشددون ي رواية السنة خوفا من انصراف الناس إل ا عن القرآن وخشية الكذب ع ى الن ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يحلفون الراوي ويشهدون ع ى الحديث شهودا غ ﺮﻩ‪.‬‬
‫*عمر‪ :‬إنكم تحدثون عن رسول ﷲ أحاديث وتختلفون ف ا والناس بعدكم أشد اختالفا‪.‬‬
‫‪ ‬فكر عمر ي كتابة السنة ثم انصرف ع ا ألسباب‪:‬‬
‫‪ -١‬ال يريد أن يصرف الناس عن كتاب ﷲ إ ى الحديث‪.‬‬
‫‪ -٢‬خشية أن تختلط السنة بالقرآن‪.‬‬
‫‪ -‬هذا لم يمنع بعض الصحابة من كتابة السنة ع ى نطاق ضيق من األحاديث ال لم تختلف رواي ا‪.‬‬
‫اإلجماع‪ :‬هو اتفاق املج دين من أمة محمد )ص ى ﷲ عليه وسلم( ع ى حكم شر ي‪.‬‬
‫أدلة اإلجماع‪" :‬ويتبع غ ﺮ سبيل املؤمن ن" "ال تجتمع أم ع ى خطأ‪".‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬كان اإلجماع متيسرا ي عهد الصحابة عن غ ﺮهم ألن جمهور املج دين كانوا ي املدينة ولهذا سهل لهم اجتماعهم‬
‫للمشاورة والفتوى‪.‬‬
‫ﷲ عنه( درجة كب ﺮة ح جعلت املنكرين لحجية اإلجماع‬ ‫‪ ‬بلغت الثقة بما نقل من اإلجماع ي زمن عمر )ر‬
‫يسلمون بما حصل من اإلجماع ي ذلك الزمان‪.‬‬
‫‪ ‬ال ُيعد اإلجماع مصدر خصب لألحكام الفقهية ألن حاالت االتفاق محدودة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الرأي‪ :‬بذل الجهد ي سبيل التعرف ع ى الحكم واستنباطه من الدليل التفصي ي‪.‬‬
‫‪ ‬موقف الصحابة من الرأي‪ :‬ما كان بوسعهم عدم اللجوء إليه بعدما طرأ عل م من الحوادث مما‬
‫لم يرد ف ا نص صريح من كتاب ﷲ‪.‬‬
‫‪ -‬تردد الصحابة أول األمر لكن ترددهم لم يستمر طويال كما حدث ي جمع القرآن‪.‬‬
‫توسعوا بعد ذلك ي العمل بالرأي ولم يقتصرون ع ى ضرب واحد من ضروبه بل عملوا ا جميعا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولم يش ر بالعمل بالرأي سوى نفر قليل من الصحابة كالخلفاء األربعة وعائشة أم املؤمن ن وابن‬ ‫‪-‬‬
‫مسعود وابن عباس وزيد بن ثابت وهناك من لم يستعمله كابن عمر وابن عمرو بي العاص‪.‬‬
‫‪ ‬مسلك الصحابة ي األخذ بالرأي‬
‫‪ -١‬كانوا يتمسكون بالحق أينما كان فكان أغل م يرجع عن رأيه لرأي غ ﺮﻩ إذا تب ن له أن الحق عندﻩ‬
‫)رأي عمر ي املغاالة ي املهور رأيه ي قتل الجماعة بالواحد( ‪.‬‬
‫‪ -٢‬كانوا يتحرجون ي الرأي خوفا من ﷲ فينسبون الرأي لقائله وال ينسبونه هلل‪.‬‬
‫‪ -٣‬ال يفتون بالرأي إال بعد عرضه ع ى أهل العلم من الصحابة وكان لكل خليفة من يستش ﺮﻩ‪.‬‬
‫أسباب اختالف الصحابة‬
‫‪ -١‬كون النص ظ الداللة‪- :‬‬
‫‪ -‬من حيث اللفظ‪ :‬قرء اختلفوا هل املراد طهر أو حيض )مش ﺮك( ‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الورود‪ :‬مثل خ ﺮ اآلحاد ألن الخطأ والنسيان جائز‪.‬‬
‫‪ -٢‬عدم تدوين السنة‪ :‬ألن كل صحابي قد حفظ م ا ما تيسر له حفظه فربما لم يعرف الحكم ي‬
‫املسألة ألنه ليس بحافظ له فيختلف مع من وصله الحكم ي املسألة ذا ا‪.‬‬
‫‪ -٣‬اختالفهم ي الرأي‪ :‬الختالف البيئات ال عاشوا ف ا بعد الفتح ف ﺮا ى ي اج ادﻩ تحقيق املصلحة‬
‫للمجتمع الذي يعيش ومصالح الناس تختلف من بيئة ألخرى وقد تك ﺮ وتقل‪.‬‬
‫أمثلة من اج ادات الصحابة‬
‫‪ ‬امل ﺮاث‬
‫‪ -‬أبو بكر وابن عباس‪ :‬الجد أب األب حكمه حكم األب‪.‬‬
‫‪ -‬آخرون م م عمر وع ي وزيد‪ :‬ال يحجب األخوة بل يش ﺮكون معه فيه ألنه ليس أقرب إليه م م‪.‬‬
‫‪ ‬مسائل األموال‪ :‬نﻬ الن ‪ ‬عن التقاط ضالة اإلبل ح يلقاها صاح ا وظل العمل ذا ح زمن‬
‫عثمان رأى عثمان أن الناس امتدت أيد م إل ا فأمر الناس بتعريفها وحفظها لصاح ا ي بيت املال مدة‬
‫فإذا مضت بيعت وحفظ ثم ا لصاح ا ألن وجه املصلحة قد تغ ﺮ فحكم بما تق به املصلحة‪.‬‬
‫‪ ‬طالق الثالث‪ :‬ع ى عهد رسول ﷲ وأبو بكر وسنت ن من عهد عمر‪ :‬طالق الثالث واحدة قال عمر‪:‬‬
‫إن الناس قد استعجلوا أمرا كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناﻩ عل م فأمضاﻩ عل م‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫خصائص التشريع ي عهد الصحابة‬
‫‪ -١‬كان الفقه يرد واقعيا متمشيا مع الحوادث الواقعة فعال فلم يكن للفقه االف ﺮا وجود‪.‬‬
‫‪ -٢‬تم ي هذا العصر جمع املصحف وجنب هذا العمل االختالف حول املصدر األول للشريعة‪.‬‬
‫‪ -٣‬لم تكن السنة تروى إال عند الحاجة ملعرفة حكم مع ن فظلت السنة نقية لم يدخلها الكذب‪.‬‬
‫‪ -٤‬ظهر مصدر جديد للتشريع وهو اإلجماع وك ﺮ وقوعه ألنه كان ميسورا‪.‬‬
‫‪ -٥‬ك ﺮت االج ادات املبنية ع ى معرفة علة الحكم كإسقاط سهم املؤلفة قلو م من الزكاة و‪....‬‬
‫‪ -٦‬الصحابة لم ي ﺮكوا فقها مدونا بل تركوا فتاوى وأحكاما محفوظة ي الصدور‪.‬‬
‫‪ -٧‬بعض الصحابة كان يستعمل الرأي وبعضهم ال يستعمله‪.‬‬

‫التشريع ي العصر األموي‬


‫منذ بداية هذا العصر وانقسم املسلمون سياسيا إ ى ثالث فرق )شيعة – خوارج ‪ -‬جمهور املسلم ن(‪.‬‬
‫‪ -‬التاب ي‪ :‬كل مسلم لم ير الن ‪ ‬ورأى الصحابي سواء أخذ عنه أو ال ؛ أشار إل م القرآن }والذين‬
‫اتبعوهم بإحسان{‪} ,‬طوبى ملن رأى من رآني{‬
‫‪ ‬االنقسام السياﺳ وتعدد االتجاهات الفكرية‪- :‬‬
‫ع ى الرغم من أن ال اع كان سياسيا إال أنه أدى إ ى تعدد مناهجهم الفقهية‪- :‬‬
‫ب( وجود بعض املسائل ال لها عالقة باملعتقدات‪.‬‬ ‫أ( الختالفهم ي مصادر الفقه‪.‬‬
‫جمهور املسلم ن‬ ‫الشيعة‬ ‫الخوارج‬
‫يراد م الذين يرضوا‬ ‫كان أنصار سيدنا ع ي يرون أنه األحق بالخالفة بعد الن من غ ﺮﻩ ولم‬ ‫ما حدث ي معركة صف ن عندما‬
‫ألنفسهم االنغماس ي هذا‬ ‫قبل اإلمام ع ى التحكيم خرج بعض يمنعوا خالفهم ولكن ازداد التعصب بعد مقتله غدرا فصرحوا أن الخالفة‬
‫املع ﺮك السياﺳ وقد انتﻬ‬ ‫من بعدﻩ منحصرة ي أبناءﻩ‪.‬‬ ‫املسلم ن عليه لرفضهم التحكيم‬
‫هذا املسلك إ ى ظهور‬ ‫فسموا بالخوارج وأمروا عل م عبد فرقهم‪) :‬الزيدية(‪ :‬زيد بن ع ي بن الحس ن‪) .‬األمامية االث عشرية(‪ :‬أل م‬ ‫ُ‬
‫طريق ن ي مجال االستنباط‬ ‫جعلوا اإلمامة منحصرة ي ‪ ١١‬رجل‪) .‬اإلسماعيلية(‪ :‬لإلمامة بعد جعفر بن‬ ‫ﷲ بن وهب الراس ‪.‬‬
‫التشري ي‪- :‬‬ ‫محمد الصادق ي أك ﺮ أبناءﻩ وهو إسماعيل ثم ي أك ﺮ أبناءﻩ من بعدﻩ‪.‬‬ ‫أهم مباد م‪ :‬أ‪ -‬الخالفة حق لكل‬
‫أ( أهل الحديث‪:‬‬ ‫أهم مباد م‪:‬‬ ‫مسلم واختيار الخليفة باالختيار‬
‫الوقوف ع ى‬ ‫أ( إجازة نكاح املتعة "فما استمتعتم به م ن فآتوهن أجورهن"‪.‬‬ ‫الحر من املسلم ن‪ .‬ب‪ -‬وجوب‬
‫ظواهر النصوص‪.‬‬ ‫ب( تحريم زواج املسلم من كتابية "وال تمسكوا بعصم الكوافر"‬ ‫الخروج ع ى الحاكم الجائر لكل‬
‫ب( أهل الرأي ‪:‬‬ ‫ت( ال يعتمدون إال ع ى األحاديث ال تأتي من طريق آل البيت فقط‪.‬‬ ‫املسلم ن‪ .‬جـ‪ -‬أنكروا القياس‬
‫البحث عن علل‬ ‫ث( يرفضون اإلجماع‪ ،‬أل م لو سلموا له للزمهم التسليم بأقوال غ ﺮهم‬ ‫واالجماع وبعض األحكام ال تقرر‬
‫األحكام وحكمة‬ ‫من الصحابة‪.‬‬ ‫اإلجماع عل ا‪.‬‬
‫التشريع من خالل‬ ‫أشهر فرقهم‪ :‬االباضية‪ :‬عبد ﷲ بن ج( يرفض أك ﺮهم العمل بالقياس بناء ع ى أنه رأى ‪ ،‬والدين عندهم ال‬
‫نصوص الكتاب‪.‬‬ ‫يؤخذ بالرأي بل من ﷲ ورسوله فقط‬ ‫اباض ‪ -‬االزرقه‪ :‬نافع بن االزرق‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫سبب ازدياد النشاط الفكري ي العصر األموي‬
‫ب( شيوع رواية الحديث‪.‬‬ ‫أ( تفرق الصحابة ي األمصار‪.‬‬
‫د( ظهور املدارس الفقهية‪.‬‬ ‫جـ( اشتغال املوا ي بالفقه‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ - :‬تفرق الصحابة ي األمصار‬
‫كان عمر )ر ﷲ عنه( يمنع كبار الصحابة من التفرق ي األمصار ح النصف من خالفة عثمان حيث‬
‫أذن للصحابة للتفرق ي األمصار ليتولوا إدارة شئو ا فأقبل عل م أهل األمصار للتعلم‬
‫‪ -١‬كانت تتفاوت هذﻩ البالد ي عادا ا االجتماعية والتعامل والظروف املعيشية‪.‬‬
‫‪ -٢‬أثر هذا االختالف ي املسائل ال تعرض للفتوى ي كل بلد عن اآلخر‪.‬‬
‫‪ -٣‬كانت تتشعب اآلراء الفقهية ي املصر الواحد لتعدد الصحابة املوجودين ف ا‪.‬‬
‫‪ -٤‬توثقت الصلة العلمية ب ن أهل كل بلد والصحابي الذي نزل فيه‪:‬‬
‫مصر‬ ‫الشام‬ ‫الكوفة‬ ‫املدينة‬
‫عبد ﷲ بن عمرو ‪<-‬‬ ‫معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت‬ ‫عبد ﷲ بن مسعود‬ ‫عبد ﷲ بن عمر والسيدة‬
‫يزيد بن أبي حبيب‪.‬‬ ‫وأبو الدرداء ‪ <-‬مكحول وعمر بن‬ ‫وحزب ع ي ‪ <-‬علقمة‬ ‫عائشة ‪ <-‬الفقهاء السبعة‪.‬‬
‫عبد العزيز وأبو ادريس الخوالني‪.‬‬ ‫واألسود ومسروق‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ - :‬شيوع رواية الحديث‬
‫لم تكن شائعة ي عصر الصحابة ألن أبا بكر وعمر كرها للناس ك ﺮة الرواية خشية الكذب ع ى رسول ﷲ‬
‫)ص ى ﷲ عليه وسلم( أما ي عصر التابع ن فأصبحت الحاجة تدعوا للرواية ألسباب‪:‬‬
‫‪ -١‬اتساع رقعة الدولة اإلسالمية بتوا ي الفتوحات فيقت ك ﺮة الحوادث املعروضة‪.‬‬
‫‪ -٢‬كانت األمصار متباعدة ولم يسهل اتصال بعضها بالبعض فاضطر كل عالم برواية ما عندﻩ‪.‬‬
‫‪ -٣‬كتاب ﷲ بعد العناية ي عهد الصحابة كفل له االستقرار‪.‬‬
‫أسباب وضع الحديث‬ ‫‪‬‬
‫العداوة الدينية‪ :‬كان أعداء ﷲ يقررون قواعد تحريم الحالل وتحلل الحرام وينسبون ذلك للن‬ ‫‪-١‬‬
‫من أجل إفساد عقيدة املسلم ن‪.‬‬
‫التعصب املذه ‪ :‬اصطنع بعض الفرق الدينية أقواال تؤيد دعواهم ثم ينسبون ذلك للن لتكون دليال‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫سذاجة بعض الصالح ن‪ :‬اختلق نفرا من جهلة الصالح ن أقواال يصورون ف ا عذابا عظيما أو‬ ‫‪-٣‬‬
‫عطاءا شديدا ل ﺮغيب الناس ي الخ ﺮ وإرها م من الشر ولم يروا بأسا طاملا تعلق بالشرع‬
‫‪ -٤‬غلو بعض الطوائف ي رد األحكام‪ :‬وجدت طائفة من الناس ردت كل ما لم يرد ي القرآن والسنة فحل ذلك‬
‫البعض ع ى نسبة بعض األقوال الصحيحة املأثورة عن الصحابة أو الحكام إ ى الن ‪ ‬ح تلقى هذﻩ اآلراء قبوال‬
‫عند هذﻩ الطوائف‪.‬‬
‫‪ ‬كان الوضع مصدر إرباك وعقبة ي طريق الفقهاء أل م بذلوا وقتا وجهدا ي تم الصحيح من‬
‫الوضع ثم مشقة استنباط الحكم‬

‫‪18‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ - :‬ظهور علماء املوا ي‬
‫املوا ي‪ :‬األفراد الذين كانوا مملوك ن ثم أعتقوا‪ ،‬هنا‪ :‬كل من أسلم من غ ﺮ العرب‪.‬‬
‫أسباب نبوغ املوا ي‪ :‬أ( إملامهم بالثقافات املختلفة ‪ .‬ب( انشغال العرب بالفتح والجهاد واملناصب العليا للدولة‪.‬‬
‫جـ( تقرير اإلسالم ملبادئ املساواة والعدالة‪ .‬د( عدم معرف م للغة العربية ما دفعهم لإلقبال ع ى تعلمها أل ا الطريق إ ى‬
‫الكتاب والسنة‪.‬‬
‫رابعا نشأة املدارس الفقهية‬
‫كان الفقه ي كل مصر له طابعه الخاص به وذاتيته ال يستقل ا عن با ي البالد األخرى وبذلك ﱠ‬
‫تكون ما‬
‫يسمى باملدارس الفقهية‬
‫مهما تعددت هذﻩ املدارس وتنوعت فإنه بعد استبعاد االختالفات الفرعية تنقسم هذﻩ االختالفات ع ى فرع ن ومدرست ن‪:‬‬
‫‪ -٢‬أهل الرأي‪.‬‬ ‫‪ -١‬أهل الحديث‪.‬‬
‫مدرسة الرأي‬ ‫مدرسة الحديث‬
‫أهم أسباب الظهور‪:‬‬ ‫أسباب النشأة‪:‬‬
‫‪ -١‬وجود عبد ﷲ بن مسعود مدة طويلة بالكوفة وكان له تالميذ‬ ‫‪ -١‬وجود عدد كب ﺮ ممن يحفظون السنة من الصحابة ي املدينة‬
‫كث ﺮون وحفظوا فتاويه وفقهه ومذهبه‪.‬‬ ‫وسالم ا من كل بدعة قد ظهرت ولم يظهر ا وضع األحاديث‬
‫‪ -٢‬اختالف بيئة العراق عن بيئة الحجاز نظرا لحضارة األو ى‬ ‫فكان جمع السنة سهال ميسورا‪.‬‬
‫وبداوة الثانية‪.‬‬ ‫‪ -٢‬قلة الحوادث الجديدة المتداد نزول التشريع ي هذﻩ املنطقة ‪٢٣‬‬
‫‪ -٣‬قلة محصولهم من السنة بالنسبة ألهل الحجاز‪.‬‬ ‫عام فحدوث وقائع جديدة أمر نادر الوقوع‪.‬‬
‫‪ -٣‬تأثر التابع ن بطريقة ومناهج شيوخهم‪.‬‬
‫الطابع الفقﻬ لهذﻩ الدراسة‪_١ :‬العناية بالبحث عن علل األحكام‬ ‫الطابع الفقﻬ ملدرسة الحديث‬
‫وحكمة التشريع وربط الحكم ا وجودا وعدما‪.‬‬ ‫‪ -١‬اعتمادهم ع ى السنة وتقديمهم لها ع ى الرأي‪.‬‬
‫_‪2‬التشدد ي قبول خ ﺮ اآلحاد )قدموا القياس وكث ﺮ من أخبار اآلحاد‬ ‫‪ -٢‬تمون بظواهر النصوص وال تمون بالوقوف ع ى علة الحكم‬
‫ال ثبت صح ا عن غ ﺮها‪).‬‬ ‫أو حكمة تشريعه‪.‬‬
‫_‪3‬لم يكتفوا بالفقه الواق ي وأنشأوا الفقه االف ﺮا ‪.‬‬
‫اآلثار العلمية لهذﻩ املدرسة‪:‬‬ ‫اآلثار)الفوائد( العلمية ملدرسة الحديث‬
‫‪ -١‬جمع األحاديث ال كان يحفظها الصحابة الذين عاشوا‬ ‫‪ -١‬حفظ السنة النبوية وجمع شتا ا‪.‬‬
‫بي م وآرا م وفتاواهم‪.‬‬ ‫‪ -٢‬جمع آراء الصحابة والتابع ن وأقضي م وفتاواهم وحفظها‬
‫‪ -٢‬استخلصوا كث ﺮا من علل األحكام وحكمة تشريعها وكث ﺮ من‬ ‫بالتدوين والدراسة‪.‬‬
‫قواعد التشريع العامة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬توجيه املسلم ن ي األمصار املختلفة إ ى العناية بالسنة واآلثار‬
‫‪ -٣‬سد املنهج الذي وضعه علماء هذﻩ املدرسة الباب أمام‬ ‫املروية عن الصحابة‪.‬‬
‫وضاع الحديث‪.‬‬ ‫‪ -٤‬أرست هذﻩ املدرسة املنهج العلمي لعلم الفقه ووضعت األسس‬
‫ال كفلت له الطهور كعلم مستقر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خصائص الفقه اإلسالمي ي العصر األموي‬
‫‪ -١‬ظهور مناهج للبحث الفقﻬ بعيدة عن ال اع السياﺳ ‪.‬‬
‫‪ -٢‬تبوأ املوا ي مع العرب رئاسة هذﻩ الدراسة‪.‬‬
‫‪ -٣‬العناية بالسنة‪ :‬شيوع الرواية _ تدوين السنة‪.‬‬
‫‪ -٤‬تأثر بعض مصادر التشريع بال اع السياﺳ كاإلجماع والقياس واملصالح املرسلة‪.‬‬
‫‪ -٥‬ظهور الفقه االف ﺮا ‪.‬‬
‫‪ -٦‬ك ﺮة الخالف ي الفروع الفقهية‪.‬‬

‫التشريع ي عصر العباسي ن‬


‫‪ ‬تعت ﺮ أز ى عصور الفقه االسالمي حيث وصل إ ى الذروة وبلوغه أسمى مكانه ي الدقة‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل ال أدت إ ى وض الفقه االسالمي ي هذا العصر‪ -١ - :‬عناية الخلفاء ي الفقه والفقهاء‪.‬‬
‫‪ -٢‬الحرص ع ى تربية األمراء تربية دينية‪ -٣ .‬حرية الرأي ي هذا العصر‪_٤ .‬ك ﺮة الوقائع الجديدة‪_٥ .‬ك ﺮة الجدل العلمي‬
‫واملناظرات العلمية‪_٦ .‬تأثر العقول بثقافات األمم املختلفة‪_٧ .‬تدوين العلوم وترجمة الكتب العلمية‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ - :‬عناية الخلفاء بالفقه والفقهاء‬
‫اهتموا بأمور الدين اهتماما كب ﺮا ع ى عكس األموي ن الذين اهتموا بأمور السياسة‪.‬‬
‫‪ -١‬جميع أحكام شئون الحكم واإلدارة تستمد من القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪ -٢‬اهتمام الخلفاء بالسنة وجمع األحاديث حيث دونت كتب قبل البخاري ومسند احمد‬
‫‪ -٣‬حث الفقهاء ع ى وضع النظم التشريعية للدولة }كتاب الخراج‪}.‬‬
‫‪ -٤‬تكريم الخلفاء للعلماء واإلغراق عل م باملنح والعطايا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ - :‬الحرص ع ى تربية األمراء تربية دينية‬
‫‪ -١‬أرسل املهدي ولديه الهادي والرشيد إ ى املؤدب وطلب منه أن يقر م القرآن والسنة واآلثار‪.‬‬
‫‪ -٢‬أرسل الرشيد ولديه إ ى حلقة اإلمام مالك باملدينة‪.‬‬
‫‪ -٣‬أرسل الرشيد أوالدﻩ لإلمام محمد بن الحسن ليستمعوا منه كتاب الس ﺮ‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ - :‬حرية الرأي ي هذا العصر‬
‫تمتع العلماء بالحرية الواسعة ي األبحاث العلمية وليس ألحد سلطان عل م ولهذا كانوا يج دون ويستنبطون‬ ‫‪-‬‬
‫األحكام من املصادر املختلفة‬
‫كان القضاة واملفتون ال يتقيدون برأي دون آخر غ ﺮ رأ م ولغ ﺮ املج د أن يستف من شاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ - :‬ك ﺮة الوقائع الجديدة‬
‫تفرق الفقهاء ي األمصار فوجدوا أمامهم عادات وتقاليد ونظم جديدة وقابل م وقائع فيعرضون هذﻩ األمور والقضايا ع ى‬
‫النصوص وما كان موافقا للشرع أقروﻩ وما كان مخالفا أنكروﻩ‬
‫‪ ‬األثر امل ﺮتب ع ى ك ﺮة الوقائع‪:‬‬
‫‪ -١‬ظهور أحكام فقهية جديدة عند الفقهاء كل ي مكانه فصبغوها بالصبغة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -٢‬ازدهرت الرحالت العلمية فوقف كل فقيه ع ى ما عند غ ﺮﻩ من الفقهاء فتقاربت وجهات النظر‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ - :‬ك ﺮة الجدل واملناظرات العلمية‬
‫‪ ‬املراد به ي هذا العصر هو ما يدور حول مع األلفاظ‬
‫‪ -‬الكتاب والسنة وعالقة كل م ا باآلخر‬
‫‪ -‬أقوال الصحابة وعمل أهل املدينة ومدى صحبته‪.‬‬
‫‪ -‬القياس واالستحسان واملصالح املرسلة وغ ﺮ ذلك مما يرجع إليه الفقهاء ي االستنباط‪.‬‬
‫أسباب ك ﺮة الجدل واملناظرات‬ ‫‪‬‬
‫ك ﺮة الفقهاء واتجاههم إ ى االج اد املطلق‬ ‫‪-١‬‬
‫محاولة كث ﺮ م م نشر آرا م عن طريق االفتاء وحفظ آرا م وتدوي ا‪.‬‬ ‫‪-٢‬‬
‫حث الناس ع ى الس ﺮ ي ركاب هذﻩ األحكام‪.‬‬ ‫‪-٣‬‬
‫‪ ‬األثر ال ﺮتب ع ى الجدل‬
‫‪ -١‬اتجاﻩ الفقهاء ي أسلوب كتابا م إ ى أسلوب الجدل الذي كان شائعا‪.‬‬
‫‪ -٢‬اتساع دائرة الفقه وظهور اآلراء الفقيه ال لها قيم ا‪.‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ - :‬التأثر بثقافات األمم املختلفة‬
‫تألفت األمم اإلسالمية من أجناس وطوائف مختلفة ولكل طائفة ثقافات ومعارف وعلوم قد تتباين عن من‬
‫سواهم فكان لذلك أثرﻩ ي انضاج الفكر ويظهر ذلك مثال ي تأثر الفقهاء بالجدل الفلسفي ي مؤلفا م‬
‫ككتاب األم لإلمام الشاف ي‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ - :‬تدوين العلوم وترجمة الكتب‬
‫ي عصر الرسول )ص ى ﷲ عليه وسلم( لم يدون إال الكتاب والسنة فكانت محفوظة بالصدور‪ ،‬أما ي عصر‬
‫العباسي ن كان لتدوين العلوم حظ كب ﺮ ألن تدوين العلوم سبيل‪:‬‬
‫‪ -١‬لحفظها وعدم ضياعها‪.‬‬
‫‪ -٢‬تسهيل طرق البحث أمام العلماء ولإلمام الشاف ي الفضل ي تدوين أصول الفقه‪.‬‬

‫طرق تدوين الفقه‬


‫‪ -١‬كان الفقيه يكتب آراءﻩ وفتاواﻩ بنفسه‪.‬‬
‫‪ -٢‬يم ي ما كتب ع ى تالميذﻩ أو يأمر أحد من هؤالء التالميذ بقراءته ع ى بقية الطلبة فيدونونه‪.‬‬
‫‪ -٣‬يعلق الطلبة ع ى ما دونوﻩ من فتاوى أستاذهم إليضاح بعض األحكام وتعليمها‪.‬‬
‫مناهج تدوين الفقه‬
‫‪ -‬تدوينه مختلطا باألحاديث واآلثار مثل‪) /‬اآلثار ‪ -‬املوطأ(‬
‫‪ -‬تدوينه مجردا من األحاديث واآلثار )كتب ظاهر الرواية(‪.‬‬
‫‪ -‬تدوين األحكام الفقهية مع أدل ا ووجوﻩ الداللة ثم مقارن ا بآراء املخالف ن )املغ (‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وضع علم أصول الفقه‬
‫‪ -‬كان فقهاء الصحابة يج دون ي استنباط األحكام الشرعية وفق قواعد خاصة وإذا اختلفوا ي‬
‫بعض هذﻩ األحكام احتج كل فريق بذكر أدلته وأوجه االستدالل ا وقد روى ع م كل ذلك‬
‫مختلطا باألحكام الفقهية نفسها‪.‬‬
‫الشاف ي‪ :‬جمع هذﻩ القواعد ورت ا ودو ا ي كتاب واحد سماﻩ الرسالة‬
‫الدافع لوضع علم أصول الفقه‬
‫ما رآﻩ ي عصر من اختالف االصول ال يرجع إل ا املج دون وطرق االستنباط من هذﻩ األصول وحول‬
‫االحتجاج ببعض هذﻩ األصول قبل االجماع والقياس‪.‬‬
‫خصائص التشريع ي العصر العباﺳ‬
‫‪ -١‬ازدهر الفقه ونضج ي ف ﺮة وج ة‪.‬‬
‫‪ -٢‬بلغ الفقه حد النضج والكمال‪.‬‬
‫‪ -٣‬ظهر ي هذا العصر االعالم من الفقهاء‪.‬‬
‫‪ -٤‬أصبح للحكومات مذهبية ي القضاء ي هذا العصر‪.‬‬
‫‪ -٥‬دونت فيه العلوم املختلفة‪.‬‬
‫‪ -٦‬اتسعت فجوة الخالف فك ﺮت املسائل الفقهية املختلف ف ا‪.‬‬
‫‪ -٧‬ظهور بعض املصطلحات الفقهية‪.‬‬
‫اآلثار التشريعية ي العصر العباﺳ‬
‫‪ -١‬ظهور كتب الصحاح ال دونت‪.‬‬
‫‪ -٢‬تدوين الفقه وأحكامه وجمع املسائل املرتبطة بموضوع واحد بعضها مع بعض‪.‬‬
‫‪ -٣‬تدوين علم أصول الفقه‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ ـ ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ‬

‫ثالثا‪ :‬دور الجمود والتقليد‬


‫التقليد‪ :‬تلقي األحكام عن مج د مع ن واعتبار أقواله كأ ا نصوص من الشارع يلزم املقلد إتباعها‪.‬‬
‫‪ ‬سميت هذﻩ املرحلة بذلك‬
‫‪ -‬املرحلة األو ى )التقليد(‬
‫ألن الفقهاء لم يأتوا ف ا بجديد يضاف إ ى ما تم ي عصر االج اد‪.‬‬
‫‪ ‬نشأة التقليد ي هذﻩ املرحلة‬
‫الذي جعل الفقهاء يسلكون مسلك التقليد هو وجود االضطرابات السياسية ال أدت إ ى انقسام الدولة‬
‫اإلسالمية مما ترتب ع ى ذلك ضعف الدولة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ‬حالة الفقه اإلسالمي ي نطاق هذﻩ األحداث‪:‬‬
‫‪ -‬حل بالفقه التدهور واالنحدار ألسباب‪:‬‬
‫‪ -١‬وجود ظاهرة االضطراب السياﺳ فمنع االتصال ب ن العلماء ي األمصار وتوقفت الرحالت العلمية‪.‬‬
‫‪ -٢‬انشغال الوالة بالسياسة والحروب فانصرفوا عن العناية بالعلم والعلماء‪.‬‬
‫‪ ‬فقهاء هذﻩ املرحلة‬
‫‪ -‬ماتت ف م روح االستقاللية وسرت ف م روح الجمود فحصروا أنفسهم ي تلك املذاهب املوجودة‬
‫وال م كل واحد مذهبه ال يتجاوزﻩ‪.‬‬
‫‪ -‬بينما نجد أئمة تلك املذاهب ي ون أتباعهم عن تقليدهم‬
‫‪ -١‬الشاف ي‪ :‬مثل الذي يطلب العلم بغ ﺮ حجة كمثل حاطب ليل يحمل وفيه ﱠ‬
‫حية تلدغه وهو ال يدري‬
‫‪ -٢‬أبو يوسف‪ :‬ال يحل ألحد أن يقول مقالتنا ح يعلم من أين قلنا ها‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة لبعض العلماء ي هذا الدور‬
‫ع ى الرغم من هذا التقليد إال أن بعض العلماء كان له القدرة ع ى االج اد لكن لتقواهم وورعهم اكتفوا‬
‫بتقليد املذاهب مثل‪- :‬‬
‫‪ -١‬الحنفية ‪<-‬أبو الحسن الكر ي _ القادوري‪.‬‬
‫‪ -٢‬املالكية ‪<-‬أبو الوليد البا ي _ ابن رشد‪.‬‬
‫‪ -٣‬الشافعية ‪<-‬املاوردي _ الش ﺮازي‪.‬‬
‫‪ ‬األسباب ال أدت إ ى التقليد‬
‫د( غلق باب االج اد‪.‬‬ ‫جـ( والية القضاء‪.‬‬ ‫ب( التعصب املذه ‪.‬‬ ‫أ( تدوين املذاهب‪.‬‬
‫أ‪ -‬تدوين املذاهب‬
‫‪ ‬تحدثنا ي دور النضج والكمال أن الفقه اإلسالمي قد دون‪.‬‬
‫‪ -‬فأصبح الرجوع إ ى مسائله ي متناول الناس‪.‬‬
‫‪ -‬صار من اليسر معرفة األحكام بسرعة‪.‬‬
‫‪ ‬وقد علمنا أن الذي دفع الناس إ ى االج اد هو التعرف ع ى األحكام للحوادث ال ال يعرفون لها حكما‪.‬‬
‫فلما دون املج دون السابقون مسائل الفقه وجد العلماء من بعدهم هذﻩ ال ﺮوة الفقهية‬ ‫‪-‬‬
‫فأغناهم ذلك عن االج اد‪.‬‬
‫‪ ‬أل م كلما بحثوا عن حكم حادثة وجدوا أن السابق ن قد تناولوها وشرحوها‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعصب املذه‬
‫انشغل العلماء ي هذﻩ الف ﺮة بنشر املذاهب والدعوة إل ا وتعصبوا آلراء فقهاء هم تعصبا شديدا‪.‬‬
‫‪ -‬مثال ‪<-‬أبو الحسن الكر ي‪) :‬كل آية أو حديث تخالف مذهب أصحابنا فﻬ مؤولة أو منسوخة( ‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا التعصب حال بي م وب ن االج اد‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ت‪ -‬والية القضاء‬
‫‪ ‬كان الخلفاء ال يسندون القضاء إال ملن كانت له قدرة ع ى االج اد واالستنباط من الكتاب والسنة‬
‫‪ -‬وكانوا يلزمون القضاة أن تكون األحكام من الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ ‬لكن ملا تغ ﺮت الحالة االجتماعية فضل الخلفاء أن يكون قضا م من املقلدين فكان ذلك سببا ي‬
‫اتباع هذﻩ املذاهب ملن يرغب ي القضاء‪.‬‬
‫ث‪ -‬غلق باب االج اد‬
‫ظهور بعض أدعياء العلم الذين أفتوا الناس بأحكام بعيدة عن الكتاب والسنة مما أج ﺮ العلماء والسالط ن‬
‫ي القرن الرابع الهجري بإصدار فتوى بإغالق باب االج اد منعا لهؤالء املدع ن‪.‬‬
‫مسلك العلماء ي هذﻩ املرحلة‬
‫يجب أن نوضح مسلك العلماء ي تجلية الفقه ي هذﻩ املرحلة ح ال نظلمهم فع ى الرغم من تقليدهم‬
‫للمذاهب إال أن خدم م للمذاهب ال قلدوها كانت خدمة عظيمة ال تنكر ومن هذﻩ الخدمة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعليل األحكام الفقهية‪.‬‬
‫وجد علماء هذا العصر ثروة كب ﺮة من األحكام الفقهية وكانت هذﻩ األحكام أغل ا خا ي من التعليل‬
‫‪ -‬فقام فقهاء كل مذهب بدراسته واالج اد فيه واستنباط العلل لألحكام‪ ،‬وعن طريق هذﻩ العلل‬
‫استطاعوا استنباط أحكام للمسائل الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬فأضافوا بعلمهم هذا كث ﺮا من األحكام الشرعية للمسائل الجديدة ال لم يجدوا ف ا نصا إلمام‬
‫املذهب فنسبوا اآلراء لصاحب املذهب أل ا مبنية ع ى نفس القواعد‪.‬‬
‫‪ -‬وال شك أن هذا اج اد م م لكنه ليس اج ادا مطلقا وإنما اج اد يدور ي فلك املذهب‪.‬‬
‫‪ ‬كان فقهاء الحنفية أك ﺮ الناس عمال ي استخراج العلل؟‬
‫ألن مذه م يقوم ع ى كتب محمد بن الحسن و ي مليئة باملسائل وأحكامها‪ ،‬ولكن هذﻩ املسائل غ ﺮ معللة‬
‫فاتجهوا إ ى التعليل ملعرفة أصول مذه م‪.‬‬
‫‪ -‬دعاهم إ ى هذا املناظرات ال حدثت بي م وب ن الشافعية‪.‬‬
‫‪ ‬أما فقهاء الشافعية وجدوا آراء إمامهم معللة ومدعمة باألدلة‪ .‬وفوق ذلك وجدوا أصول مذه م‬
‫مدونة ي كتاب الرسالة‪ ،‬و ذا كفاهم مشقة البحث عن العلل وأصول مذه م‪.‬‬
‫‪ ‬املالكية والحنابلة‪ :‬لم تموا ذا األمر البتعادهم عن املناظرات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ال ﺮجيح ب ن اآلراء املختلفة ي املذاهب‬
‫كان لفقهاء هذا العصر فضل كب ﺮ ي ترجيح ب ن اآلراء ال رويت عن إمام املذهب وهذا ال ﺮجيح‬
‫‪ -١‬ترجيح من جهة الرواية‬
‫‪ -٢‬ال ﺮجيح من جهة الدراية‬

‫‪24‬‬
‫‪ -١‬ال ﺮجيح من جهة الرواية‬
‫‪ ‬قد يختلف النقل عن أئمة املذهب ي املسألة الواحدة ألسباب م ا‬
‫أ‪ -‬خطأ بعض النقلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اإلمام أف برأي ي مسألة ثم رجع عنه وأف برأي آخر لدليل أقوى فينقل أحد التالميذ الرأي‬
‫األول وينقل يعضهم الرأي الثاني‪.‬‬
‫‪ ‬وكان بعض الرواة معروف بالحفظ التام وبعضهم ﺳ ء الحفظ فكان عمل الفقهاء ي هذا العصر‬
‫هو ال ﺮجيح ب ن الروايات ف ﺮجحون من روايته أقوى مثل‬
‫‪ -‬الحنفية‪ :‬يرجحون رواية الصاحب ن عن رواية غ ﺮهما‪.‬‬
‫‪ -‬الشافعية‪ :‬يرجحون رواية املزني والربيع املرادي‪.‬‬
‫‪ -‬املالكية‪ :‬يرجحون رواية ابن القاسم‪.‬‬
‫‪ -٢‬ال ﺮجيح من جهة الدراية‬
‫‪ ‬و ي املقارنة ب ن األقوال ي املذاهب عن اإلمام أو التالميذ ي املسألة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا النوع من االج اد يحتاج إ ى ملكة واستنباط ومعرفة تامة بقواعد الشريعة وكليا ا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االنتصار للمذاهب والتأليف ي الفقه املقارن‬
‫‪ ‬تغ ﺮ الجدل الفقﻬ ي هذا العصر عن مقصدﻩ لهذا عمل فقهاء هذا العصر لنصرة مذهبه‬
‫سالك ن مسلك ن‪:‬‬
‫‪ -٢‬التأليف ي الفقه املقارن‬ ‫‪ -١‬التأليف ي املناقب‬
‫‪ -‬يتتبعون مسائل الخالف ب ن األئمة‬ ‫‪ -‬كان يجمع مناقب إمامه ويكتب ي ذلك‬
‫أ‪ -‬يذكرون املسألة وحكمها ي كل مذهب‪.‬‬ ‫األشعار واألمثال رغبة إ ى انتماء الناس إلمامه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أدلة الحكم عند كل إمام‪.‬‬ ‫‪ -‬لم يكن هذا مقصورا ع ى فقهاء مذهب واحد‬
‫ت‪ -‬يقارنون ب ن األدلة ويرجحون أدلة‬ ‫بل كان منتشرا ب ن جميع املذاهب‪.‬‬
‫مذه م‪.‬‬ ‫‪ -‬كان القصد من ذلك الدعاية للمذهب‬
‫ويسمى هذا العمل بالتأليف ي الفقه املقارن‪.‬‬ ‫واإلعالن عنه‪.‬‬
‫ثمرة هذا العمل الذي قاموا به‬
‫ال شك أنه عمل جليل يؤدي ا ى معرفة الرأي الراجح حقيقة إذا قصد به الحق وخال عن التعصب املذه‬
‫ً‬
‫البغيض‪ ،‬لكن الواقع خالف ذلك وكان هذا واضحا ي كث ﺮ من املسائل‪ ،‬وربما جرهم ا ى التعسف واملبالغة عكس‬
‫األئمة األربعة‪ ،‬الن األئمة أصحاب املذاهب كان قصدهم التنافس الشريف ي معرفة الحق دون تعصب‪.‬‬
‫محاسن هذا العصر‬
‫‪ ‬كان لهم فضل كب ﺮ ي استكمال املذاهب الفقهية بسبب‪- :‬‬
‫جـ( ما دونوﻩ من الكتب‪.‬‬ ‫ب( ما رجحوﻩ من األقوال‪.‬‬ ‫أ( ما بينوﻩ من العلل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫تراجم ألشهر فقهاء هذﻩ املرحلة‬
‫‪ -‬الحنفية‪- :‬‬
‫‪ -٣‬السرخﺴ‬ ‫‪ -٢‬القادوري‬ ‫‪ -١‬أبو حسن الكر ي‬
‫محمد بن احمد السرخﺴ‬ ‫احمد بن محمد بن جعفر‪ ،‬أبن الحسن‬ ‫أبو الحسن عبد ﷲ بن الحسن الكر ي‬
‫من املج دين ي املسائل‪.‬‬ ‫القادوري‬ ‫ولد ‪٢٦٠‬ه‪ ،‬تو ى ‪٣٤٠‬ه‪.‬‬
‫و ى قضاء البصرة مرت ن عزل نفسه ي أحداهما‪.‬‬ ‫استمر بمناظرة الشافعية‪.‬‬ ‫كان رئيس املذهب ي العراق‬
‫مؤلفاته‪) - :‬املبسوط ‪ ١٠‬مجلد( ‪) -‬شرح الس ﺮ‬ ‫كان رئيس املذهب ي زمانه‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪) - :‬املختصر( – )شرح الجامع‬
‫مصنفاته‪) - :‬مختصر القادوري( ‪) -‬التجريد(‪ .‬الكب ﺮ( – )شرح مختصر الطحاوي(‬ ‫الكب ﺮ( – )شرح الجامع الصغ ﺮ(‪.‬‬
‫تو ى ‪٤٣٩‬ه‪.‬‬ ‫تو ى ‪٤٢٨‬ه‪.‬‬ ‫كان من طبقة املج دين ي املسائل‪.‬‬
‫‪ -٦‬الرفعاني‬ ‫‪ -٥‬القزوي‬ ‫‪ -٤‬السمرقندي‬
‫محمد بن ع ى بن الحس ن الرفعاني‪.‬‬ ‫عبد السالم بن محمد بن يوسف‪.‬‬ ‫أبو الليث نصر بن محمد‪.‬‬
‫ولد ببغداد وتعلم ا ويرع ي الفقه‪.‬‬ ‫شهرته‪ - :‬إمام الهدى‪ ،‬تلميذ ابي جعفر الهنداوي أخذ الفقه عن القادوري‪.‬‬
‫ان ت اليه رياسة املذهب ي زمانه‪.‬‬ ‫له تفس ﺮ ي نحو ‪ ٣٠٠‬مجلد‪ ٧ ,‬م ا ي الفاتحة‪.‬‬ ‫مؤلفاته‪) - :‬النوازل( – )الفتاوي( – )خزانة‬
‫تو ى ‪٤٢٢‬ه‪.‬‬ ‫تو ى بغداد ‪٤٨٨‬ه‪.‬‬ ‫الفقه(‪.‬‬
‫تو ى ‪٣٧٣‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬املالكية‪- :‬‬
‫ابن رشد الحفيد‬ ‫أبو محمد املالكي‬ ‫أبو الوليد البا ي‬
‫محمد بن حمد ابن محمد بن احمد بن رشد‪.‬‬ ‫عبد الوهاب بن محمد بن نصر‬ ‫سليمان بن خلف بن سعد‬
‫نشأ باألندلس وامتاز بغزارة العلم‪.‬‬ ‫كان جيد العبارة‪.‬‬ ‫من املك ﺮين ي الفقه والحديث‬
‫مؤلفاته‪) - :‬بداية املج د و اية املقتصد(‪.‬‬ ‫كتبه‪) - :‬النصرة ملذهب إمام الهجرة( – )املعونة ملذهب عالم املدينة(‬ ‫كتبه‪) - :‬املنتقى ي شرح املوطأ(‬
‫تو ى ‪٥٩٥‬ه‪.‬‬ ‫خرج ملصر وتو ى ا ‪٤٢٢‬ه‪.‬‬ ‫تو ى ‪٤٧٤‬ه‬
‫الشافعية‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫الش ﺮازي‬ ‫املاوردي‬
‫صنف‪) - :‬املهذب( – )التبصرة أبو إسحاق إبراهيم بن ع ي‬ ‫مصنفاته‪) - :‬األحكام السلطانية( –‬ ‫أبو الحسن ع ى بن محمد‬
‫من أبرز فقهاء الشافعية ي زمانه‬ ‫ي أصول الفقه(‪.‬‬ ‫)قانون الوزارة(‬ ‫تو ى ‪٤٥٠‬ه‬
‫تو ى ‪٤٧٦‬ه‪.‬‬
‫الحنابلة‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبو يع ي‬
‫القا‬ ‫ابن قدامه‬
‫محمد بن الحسن بن خلف‬ ‫احمد بن عبد ﷲ بن محمد‪ ,‬من كبار فقهاء الحنابلة وصاحب كتاب‬
‫شيخ الحنابلة ي عصرﻩ‪ ،‬وأحد أعالم املج دين ي املذهب‪.‬‬ ‫املغ ويعد هذا الكتاب من أعظم مؤلفاته‪ ,‬جمع فيه كافة مسائلة‪ ,‬آراء‬
‫الصحابة والتابع ن مع ذكر أدلة كل رأي وال ﺮجيح ملا يراﻩ‪ ,‬تو ى ‪٦٣٠‬ه‪.‬‬
‫من مؤلفاته‪) - :‬األحكام السلطانية( – تو ى ‪٤٥٨‬ه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬الظاهرية‪- :‬‬
‫ً‬
‫ابن حزم الظاهري‪ - :‬ع ى بن احمد بن سعيد ابن حزم كان مشهورا له بقوة ُ‬
‫الحجة‪ ،‬أفرط ي االنتصار‬
‫للظاهرية لدرجة النيل من مخالفيه‪ ،‬من مؤلفاته )كتاب املح ي( – )إحكام األحكام(‪ ،‬تو ى ‪٤٥٦‬ه‪.‬‬
‫‪ -‬املذهب اإلمامي‪- :‬‬
‫السيد املرت ‪ - :‬ع ى بن الحس ن بن محمد‪ ،‬من كبار فقهاء اإلمامية االث عشر‪ ،‬مؤلفاته )الضرر والدرر(‬
‫– )الذخ ﺮة(‪ ،‬تو ى ‪٤٣٦‬ه‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ ـ ـــ ــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ‬

‫املرحلة الثانية‪ - :‬عصر الجمود والتأخر‬


‫‪ -‬يبدأ هذا العصر من ‪٦٥٦‬ه‪ ،‬من سقوط بغداد وح أواخر القرن ‪١٣‬ه‪.‬‬
‫حالة الفقه ي هذﻩ املرحلة‬
‫‪ ‬ساد العلماء ي هذا العصر التقليد املطلق‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬انحطت حركة التأليف ح صارت أغلب املؤلفات مقتصرة ع ى ما وجودﻩ مدونا من قبل‪.‬‬
‫‪ ‬اتجه التأليف ا ى اإليجاز واالختصار ألمرين‪- :‬‬
‫‪ -١‬وقوف الناس ع ى مختلف املذاهب ي يسر وسهولة‪.‬‬
‫‪ -٢‬تمك ن طالب العلم من حفظ مشتمالت املذاهب الفقهية لتكون واسطة لحفظ املطوالت‪.‬‬
‫مسلك الفقهاء ي هذﻩ املرحلة‬
‫والتعليقات‬ ‫تأليف الشروح والحوا‬ ‫تأليف املتون‬
‫كانت الشروح ي الوسيلة لفهم املتون‪.‬‬ ‫ي املؤلفات املختصرة املوجزة‬
‫وقد يكون الشرح يحتاج لحاشية توضحه‪.‬‬ ‫لم يظهر اال ي املرحلة الثانية من هذا العصر‬
‫وقد تكون الحاشية غ ﺮ كافية فتحتاج ا ى تعليق عل ا‪.‬‬ ‫شغف به الفقهاء ح وصل ا ى حد األلغاز‬
‫وال شك ان هذﻩ الطريقة ف ا جهد ومشقة ي تفهم‬
‫األساليب امللغزة وتبدد جهد الطالب ووق م‪.‬‬
‫أثر الجمود ع ى الفقه اإلسالمي‬
‫‪ -١‬عجز الفقه ان يساير حاجات الناس بالنسبة للوقائع الجديدة‪.‬‬
‫‪ -٢‬تفرق السبل أمام الطالب بسبب طريقة تأليف هذا العصر فتوقفت مواه م عن االبتكار‪.‬‬
‫‪ -٣‬اتجه الناس وبعض حكام البالد ا ى القوان ن الوضعية‪.‬‬
‫ظهور املجددين‬
‫‪ -١‬ابن تيمية‪ - :‬احمد بن عبد الحليم =< تو ى ‪٧٢٨‬ه‪.‬‬
‫‪ -٢‬ابن القيم‪ {- :‬تلميذ ابن تيمية{ أبو محمد بن ابي بكر =< تو ى ‪٧٥١‬ه‪.‬‬
‫‪ ‬وهما من أجل فقهاء الحنابلة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مؤلفات هذا العصر‬
‫أ( كتب الفتاوي‬
‫ال جمع ف ا مؤلفوها فتاواهم للناس ي عصرهم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الفتاوي ال ازية )محمد بن محمد بن شهاب(‬ ‫الفتاوي الهندية وتسمى بالعامكرية‬
‫ب( كتب القواعد الفقهية‬
‫بحث مؤلفوها عن القواعد العامة ي الفقه اإلسالمي وجمعوا األشباﻩ والنظائر‪:‬‬
‫حنابلة‬ ‫شافعية‬ ‫مالكية‬ ‫أحناف‬
‫القواعد النورانية البن تيمية‬ ‫األشباﻩ والنظائر للسيوطي‬ ‫أنوار ال ﺮوق للقرا ي‬ ‫أصول الكر ي‬
‫القواعد ي فقه املالكية القواعد الك ﺮى للعز بن عبد القواعد البن رجب الحنب ي‬ ‫تأسيس النظر للدبوﺳ‬
‫السالم‬ ‫)للمقري – الونشري (‬
‫القواعد والفوائد البن اللحام‬ ‫األشباﻩ والنظائر البن نجيم‬
‫أسباب تأخر الفقه ي هذا العصر‬
‫‪ -١‬االضطرابات السياسية ي هذا العصر وحكم األجانب لبالد املسلم ن مما أدى ا ى توقف نمو الفقه‬
‫‪ -٢‬انصراف الفقهاء ا ى دراسة املذاهب ال ورثوها وتعص م ومهاجمة اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -٣‬امتناع الفقهاء عن االج اد املطلق‪.‬‬
‫‪ -٤‬وجود املؤلفات ال شغل الناس بجل ألفاظها‪.‬‬
‫مصادر الفقه ي هذا العصر‬
‫‪ -١‬الكتب املؤلفة ي املذهب الذي أتبعوﻩ‪ ،‬وذلك بسبب ال امهم باملذاهب‪ ،‬وكان بعض الكتب يفضل البعض‬
‫اآلخر من حيث الثقة ي نقل األقوال مثل اعتماد الحنفية بكتب محمد بن الحسن )ظاهر الرواية(‪ ،‬وذلك‬
‫ي املسائل ال وردت ي هذﻩ الكتب‪.‬‬
‫‪ -٢‬املسائل ال لم ترد ي هذﻩ الكتب‪ ،‬كان مصدر الحكم ف ا القياس ع ى ما ورد من املسائل‬
‫املشا ة لها ي املذهب )التخريج(‪.‬‬
‫‪ -٣‬إذا لم توجد مسائل مشا ة لها ي املذهب كان الفقهاء يلجئون ا ى االعتماد ع ى املصادر ال‬
‫أستقر العمل ا عند أئمة املذاهب الفقهية )العرف – االستحسان – املصالح املرسلة(‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أشهر فقهاء هذﻩ املرحلة‬
‫الح ـ ـن ـ ـف ـ ـ ــي‬
‫الكمال بن الهمام‬ ‫النسفي‬
‫كمال الدين محمد بن عبد الواحد الشه ﺮ بـ )ابن الهمام(‪ ,‬ولد ‪٧٨٨‬ه‬ ‫أبو ال ﺮكات عبد ﷲ بن احمد النسفي‪.‬‬
‫وأخذ العلم عن أبيه وغ ﺮﻩ وصار إمام ي الفقه واألصول والعربية‬ ‫من أك ﺮ فقهاء الحنفية ي زمانه‪ ،‬وكان من املج دين ي املذهب‪.‬‬
‫ً‬
‫والتفس ﺮ والحديث‪ ,‬مؤلفاته )فتح القدير ( وكان ابن الهمام منصفا‬ ‫مؤلفاته‪) :‬تفس ﺮ النسفي‪ -‬املنار وشروحه – م ن الوا ي(‪ ,‬تو ى ‪٧٠٠‬ه‪.‬‬
‫ي التأليف ح عدﻩ البعض من أهل ال ﺮجيح وعدﻩ البعض من أهل‬
‫االج اد‪ ,‬تو ى ‪٨٦١‬ه‪.‬‬
‫ابن نجم‬ ‫العي‬
‫بدر الدين محمد بن محمد‪ُ ,‬ينسب ا ى بلدﻩ عينتاب‪ ,‬ولد ا ‪٧٦٢‬ه‪ ,‬كان زيد الدين بن إبراهيم الشه ﺮ بابن نجيم ولد ‪ ٩٢٦‬بالقاهرة وأخذ‬
‫ً‬
‫العلم عن علما ا‪ ,‬مؤلفاته )البحر الرايق شرح ك ﺮ الدقائق – شرح‬ ‫واسع االطالع‪ ,‬مؤلفاته )البناية شرح الهداية – عمدة القاري – شرح‬
‫للمنار األشباﻩ والنظائر( تو ى ‪٩٧٠‬ه‪.‬‬ ‫صحيح البخاري( كان قا للقضاة للحنفية بمصر‪ ,‬تو ى ‪٨٥٥‬ه‪.‬‬
‫الخر‬ ‫الحطاب‬ ‫املالكي‬
‫محمد بن محمد بن عبد الرحمن ولد عام‬
‫ً‬
‫محمد بن عبد ﷲ بن ع ي الخر ‪,‬‬ ‫خليل بن إسحاق‪ ,‬كان متقنا ي علوم‬
‫ً‬ ‫‪٩٠٢‬ه‪ ,‬ومن أهم مؤلفاته )مواهب الجليل‬
‫كان شيخا لفقهاء املالكية‪ ,‬ومن أهم‬ ‫الشريعة شرح مختصر بن الحاجب صم‬
‫شرح مختصر خليل‪ -‬تحرير الكالم( وتتم‬
‫مؤلفاته )شرح مختصر خليل( وهو‬ ‫أختصرﻩ ح صار من األلغاز ولذلك‬
‫كتابته باالستقصاء حول ما يتناوله من أمور‪,‬‬
‫شرح سهل‪ ,‬تو ى ‪١١٠١‬ه‪.‬‬ ‫وتو ى ‪٩٥٤‬ه‪.‬‬
‫أعت العلماء بإيضاحه‪ ,‬تو ى ‪٧٧٦‬ه‪.‬‬
‫الشافعية‬
‫زكريا األنصاري‬ ‫السبكي‬ ‫م ي الدين ي ي بن شرف النووي‬
‫ً‬
‫ي ي زكريا محمد األنصاري ولد ‪ ٨٢٦‬بمصر كان عاملا‬ ‫أبو الحسن ع ي بن عبد الكا ي ولد‬ ‫ولد ‪٦٣١‬ه‪ ,‬مؤلفاته )شرح صحيح مسلم‪-‬رياض‬
‫ً ُ ً‬
‫وربما ان ت اليه رياسة الفقه بمصر‪ ,‬مؤلفاته )منهج‬ ‫ومحدثا‬ ‫)‪٦٨٣ (...‬ه‪ .‬كان فق ا‬ ‫الصالح ن‪-‬األذكار‪-‬املجموع‪-‬الروضة(يعت ﺮ من‬
‫ً‬
‫الطالب وشرحه‪-‬فتح الوهاب اسمى املطالب ي شرح‬ ‫وأصوليا‪ ,‬مؤلفاته )تكملة املجموع‬ ‫املرجح ن ي الفقه‪ ,‬تو ى ‪٦٧٦‬ه‪.‬‬
‫روض الطالب(‪ ,‬تو ى ‪٩٢٦‬ه‪.‬‬ ‫األشباﻩ والنظائر‪ ,‬تو ى ‪٧٥٦‬ه‪.‬‬
‫الحنابلة‬
‫ابن تيمية‬
‫احمد بن عبد الحليم بن تيمية ولد ‪٦٦١‬ه‪ ,‬أخذ العلم عن والدﻩ وعن غ ﺮﻩ‪ ,‬تم بقوة الذهن وسرعة الحفظ‪ ,‬تعرض للكث ﺮ من القواعد‬
‫ً‬
‫الفقهية وانتﻬ ف ا ا ى رأيه الذي رجحه بالدليل‪ُ ,‬يعد من العلماء ي الفقه الحنب ي وكان يرجع ا ى كتاب ﷲ وسنة رسوله مباشرة‪ ,‬مؤلفاته‬
‫ُ‬
‫)الفتاوي‪-‬م اج السنه‪-‬تلبيس الجهمية( تعددت املحن ي حياته ح ُسجن بسبب مسألة شد الرجال ا ى قبور األنبياء والصالح ن فأف قضاة‬
‫املذاهب األربعة بحبسه ح تو ى ‪٧٢٨‬ه‪.‬‬
‫ال وتي‬ ‫ابن القيم‬
‫منصور بن يونس من فقهاء عصرﻩ املعروف ن‪ ,‬كان بجانب علمه‬ ‫شمس الدين محمد بن ابي بكر‪ ,‬ولد ‪٦٩١‬ه‪ ,‬كان تلميذ ابن تيمية وكان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سخيا كرما‪ ,‬مؤلفاته )شرح اإلقناع – شرح زاد املستنقع – شرح‬ ‫بجانب علمه زاهدا متصوفا‪ ,‬مؤلفاته )زاد املعاد ي هدي خ ﺮ العباد‪-‬‬
‫املنتﻬ (‪ ,‬تو ى ‪١٠٥١‬ه‪.‬‬ ‫ذيب س ن ابي داوود( تو ى ‪٧٥١‬ه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ - :‬دور اليقظة الفقهية‬
‫)من القرن الثالث الهجري وح اآلن(‬
‫‪ ‬تتج ى مظاهر ال ضة الفقهية ي هذا الدور ي أمرين‪- :‬‬
‫ب‪-‬تقن ن أحكام الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫أ‪-‬دراسة الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫أ‪ -‬دراسة الفقه االسالمي‬
‫‪ ‬بعض مظاهر ال وض بالفقه‪.‬‬
‫العناية بدراسة الفقه املقارن‬ ‫العناية بدراسة املذاهب الك ﺮى واآلراء الفقهية من‬
‫غ ﺮ تفضيل‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫‪ -١‬املقارنة ب ن املذاهب الفقهية‪.‬‬ ‫كان الحكام قديما ُيلزمون القضاة بإتباع مذهب‬
‫‪ -٢‬املقارنة ب ن الفقه والقانون‪.‬‬ ‫مع ن وأدى ذلك ا ى الجهل بكث ﺮ من اآلراء‪.‬‬
‫انشاء مجامع البحوث العلمية وإصدار املوسوعات‬ ‫االهتمام بالدراسة املوضوعية للفقه‬
‫الفقهية‬
‫مجمع البحوث اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اتجهت الدراسة ا ى جوهر الفقه ويرجع الفضل ا ى‬
‫املجلس األع ى للشئون اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -١‬دراسة الكتب ال لم يلحقها التعقيد‬
‫املوسوعة الكويتية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -٢‬املؤلف ن الذين نهجوا منهجا علميا خالصا‬
‫‪-‬‬
‫املوسوعة املصرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقن ن أحكام الفقه اإلسالمي‬
‫ُ‬
‫‪ ‬املقصود به‪ :‬جمع أحكام املسائل ي باب واحد ع ى هيئة مواد ُمرقمة بحيث يختار رأي واحد ي‬
‫ُحكم كل مسألة ُليحكم ب ن املتقاض ن‪.‬‬
‫‪ ‬الغرض من التقن ن‪:‬‬
‫‪ -١‬توحد األحكام ي املسائل املشا ة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -٢‬تيس ﺮ مراجعة األحكام الفقهية ع ى القضاة وغ ﺮهم‪.‬‬
‫‪ ‬بدء التقن ن‪:‬‬
‫‪ -٢‬محاولة أبي جعفر مع اإلمام مالك وطلبه أن‬ ‫‪ -١‬املحاولة األو ى ظهرت ي أوائل القرن الثاني عندما بعث بن‬
‫يحمل الناس ع ى مذهب مالك‪.‬‬ ‫املقنع برسالة ا ى أبي جعفر املنصور يطلب منه وضع‬
‫قانون عام لألمصار‪.‬‬
‫‪ -٣‬تنفيذ الفكرة‪) :‬مجلة األحكام العدلية( تركيا عندما رأت الخالفة العثمانية أن تستمد أحكام القانون املدني من الفقه الحنفي‪.‬‬
‫ً‬
‫يالحظ ي املجلة‪ :‬أ( لم تل م باألقوال الراجحة ي املذهب الحنفي بل أحيانا تلجأ لألقوال املرجوحة من باب التيس ﺮ‬
‫ع ى الناس‪ .‬ب( لم يرد ف ا ما يتعلق باألحوال الشخصية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تراجم لبعض علماء هذا الدور‬
‫‪ -٣‬محمد عبدﻩ‬ ‫‪ -٢‬الشوكاني‬ ‫‪ -١‬محمد بن عبد الوهاب‬
‫ولد ‪١٢٦٦‬ه‪ ,‬وتعلم باألزهر الشريف‬ ‫محمد بن ع ي بن عبد ﷲ‪,‬‬ ‫ُولد ‪١١١٥‬ه‪ ,‬تأثر بابن تيمية‬
‫ح نال العاملية‪ ,‬حارب التقليد ودعا‬ ‫ُولد ‪١١٣٢‬ه باليمن‪ ,‬وتفقه‬ ‫الحنب ي‪ ,‬سمى نفسه وأتباعه‬
‫ُ‬
‫ع ى مذهب اإلمام زيد بن ع ي ا ى فهم الدين ع ى طريقة سلف األمة‬ ‫باملوحدين‪ ,‬أطلق خصومه عليه‬
‫ُ‬
‫قبل ظهور الخالف‪ ,‬كانت مقاالته‬ ‫ح صار قدوة فيه‪ ,‬حارب‬ ‫الوهابي ن‪ ,‬خرج ا ى الدرعية‬
‫تقصد ا ى اإلصالح االجتما ي بأسلوب‬ ‫التقليد وألف ي ذلك رسالة‬ ‫وتحالف مع آل سعود ثم تصدت‬
‫هادئ‪ ,‬عهد إليه ي عصر الخديوي‬ ‫)القول املفيد ي أحكام‬ ‫لهم الدولة العثمانية بالقوة ع ى‬
‫التقليد(‪ ,‬مؤلفاته )نيل األوطار عباس إصالح األزهر الشريف‬ ‫يد محمد ع ي‪ ,‬مؤلفاته )األصول‬
‫ُ‬
‫واألوقاف‪ ,‬مؤلفاته )رسالة التوحيد –‬ ‫– إرشاد الفحول(‪ ,‬تو ى‬ ‫الثالثة – كشف الش ات(‪ ,‬تو ى‬
‫شرح نهج البالغة – مقامات بديع‬ ‫‪١٢٥٠‬ه‪.‬‬ ‫‪١٢٠٦‬ه‪.‬‬
‫الزمان(‪ ,‬تو ى ‪١٣٢٣‬ه‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـــــــــــــــ ــ ـــ ــ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــــــــ ـ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـــــــــ ــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــــــــ ـ ــ ـ‬

‫مصادر الفقه اإلسالمي‬


‫‪ ‬يقصد بمصادر الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫األصول ال يعتمد عل ا فقهاء الشريعة ي اج ادهم ويستندون ال ا ي استنباط األحكام الشرعية‪.‬‬
‫مصادر الفقه اإلسالمي‬

‫محل خالف ب ن الفقهاء‬ ‫متفق عل ا من جمهور الفقهاء‬ ‫متفق عل ا جميع الفقهاء‬


‫‪ -١‬االستحسان‪.‬‬ ‫‪ -١‬اإلجماع‬ ‫‪ -١‬الكتاب‬
‫‪ -٢‬العرف‪.‬‬ ‫‪ -٢‬القياس‬ ‫‪ -٢‬السنه‬
‫‪ -٣‬املصالح املرسلة‪.‬‬
‫‪ -٤‬قول الصحابي‪.‬‬
‫‪ -٥‬شرع من قبلنا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الكتاب‬
‫تعريف الكتاب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كالم ﷲ العربي‪ ,‬امل ل ع ى رسول ﷲ ‪, ‬املتعبد بتالوته‪ ,‬املتحدي بأقصر سورة منه‪ ,‬املبدوء بسورة‬
‫الفاتحة‪ ,‬املختوم بسورة الناس‪.‬‬
‫خصائص الكتاب‬
‫عربي مب ن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بلسان‬
‫ٍ‬ ‫‪ -١‬نزوله باللغة العربية‪ .‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫‪ -٢‬نزل وحيا بلفظة ومعناﻩ‪ ،‬فال تسمى األحاديث النبوية أو القدسية قرآنا أل ا و ي باملع فقط‪.‬‬
‫‪ -٣‬كونه ُمعجزة للن ‪ ‬ألن ﷲ تحدى به العرب فلم يقدروا ع ى التحدي‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -٤‬نقل الينا بالتواتر من زمن الن ‪ ‬ا ى زماننا هذا‪.‬‬
‫‪ُ -٥‬متعبد بتالوته ي الصالة وغ ﺮها‪.‬‬
‫أول ما نزل الكتاب‬
‫‪ ‬ابتدأ نزوله ي شهر رمضان ي ليلة السابع عشر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫شهر رمضان الذي أ ِنزل فيه القرآن‪ ,‬إنا أنزلناﻩ ي ِ‬
‫ليلة القدر‪ ,‬وما أنزلنا ع ى عبدنا يوم الفرقان‪‬‬
‫ُ‬
‫ويوم الفرقان الذي نزل فيه القرآن هو يوم غزوة بدر وكانت ي السابع عشر من شهر رمضان‪.‬‬
‫‪ ‬وكان أول ما نزل قوله ‪ ‬اقرأ باسم ربك الذي خلق‪‬‬
‫آخر ما نزل من الكتاب‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫قوله ‪ ‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعم ورضيت لكم اإلسالم دينا‪‬‬
‫املكي واملدني‬
‫‪ ‬ابتدأ نزول القرآن ي مكه وأصطلح ع ى تسمية ما نزل من القرآن ي هذﻩ املدة باملكي )‪ ١٩‬جزء من ‪(٣٠‬‬
‫‪ ‬وأستمر نزول القرآن بعد الهجرة ع ى الرسول ‪ ١٠ ‬سنوات ع ى تسمية ما نزل ا باملدني‬
‫‪ ‬وقد قال بعض العلماء‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املدني ما وقع خطابا ألهل املدينة‪.‬‬ ‫املكي ما وقع خطابا ألهل مكه‪.‬‬
‫الضوابط ال تم املكي من املدني‬
‫مدني‬ ‫مكي‬
‫تتحدث عن التكاليف وتفضل القول ي األحكام‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تم بالعقيدة الصحيحة ودعت ا ى مكارم األخالق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫يكون غالبا بلفظ ‪‬يا أ ا الذين آمنوا‪ ‬ولم يرد فيه يا أ ا‬ ‫‪-‬‬ ‫يرد الخطاب املكي بلفظ‪‬يا أ ا الناس‪ ‬يا ب أدم‪‬‬ ‫‪-‬‬
‫الناس إال سبع مرات ليكون مناسب للمجتمع املؤمن باملدينة‪.‬‬ ‫ليتناسب مع وحدة اإلنسانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫غالبا آياته طويلة تمشيا مع ما أقتضاﻩ التشريع املفصل‬ ‫‪-‬‬ ‫غالبا آياته قص ﺮة ليسهل حفظها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫الطويل‪.‬‬ ‫اآلية ال ذكر ف ا كلمة ‪‬كال‪ ‬فﻬ مكية لتناسب‬ ‫‪-‬‬
‫طبيع م ال تستوجب الزجر‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الزجر‪.‬‬
‫اآليات ال ورد ف ا ذكر املنافق ن مدنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السورة ال ا سجدات مكية ماعدا سورة الحج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪32‬‬
‫}امتحان{‬ ‫الفرق ب ن القرآن والحديث القدﺳ‬
‫الحديث القدﺳ‬ ‫القرآن‬
‫ً‬
‫يجوز أن يكون بطريق الو ي الج ي كالقرآن او الخفي كاإللهام‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ال يكون إال وحيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫ال تصح الصالة به بدال عن القرآن‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫متعبد بتالوته وبكل حرف ‪ ١٠‬حسنات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ُُ‬
‫للجنب مسه وتالوته‪.‬‬ ‫ُيكرﻩ‬ ‫‪-‬‬ ‫يحرم ع ى الجنب مسه وتالوته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيل املع من عند ﷲ واللفظ من عند الرسول‪ ،‬وقيل املع واللفظ‬ ‫‪-‬‬ ‫ال خالف أن لفظه ومعناﻩ من ﷲ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ﷲ‪.‬‬ ‫نقل الينا بطريق التواتر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫روي بطريق اآلحاد وأك ﺮﻩ ضعيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يجب مراعاة أحكام التواتر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحديث القدﺳ ال يجب مراعاة أحكام التالوة فيه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫محفوظ من التحريف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ليس محفوظا من التحريف‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫من أنكر شيئا من القرآن كفر ألنه أنكر‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫من أنكر منه شيئا لم يكفر لضعف بعض طرقه‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معلوم من الدين بالضرورة‪.‬‬
‫الناسخ واملنسوخ ي القرآن‬
‫النسخ لغة‪ :‬النفل واإلزالة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬رفع حكم سابق بحكم الحق‪.‬‬
‫والعلماء يختلفون ي وقوع النسخ وعدم النسخ ي القرآن ملا ي ﺮتب ع ى ذلك من إهمال لبعض أحكام القرآن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬والحق مع الفريق القائل بوقوع النسخ ي القرآن‪:‬‬
‫‪ -‬ألن وقوع النسخ ال يتعارض مع القدسية‪.‬‬
‫‪ -‬بل يدل ع ى عظمة القرآن ي كيفية مراعاة التشريع لطبيعة البشر وال ﺮفق م‪.‬‬
‫‪ ‬وجود بعض اآليات املنسوخة ال يجعلها خالية عن الفائدة‪:‬‬
‫‪ -‬أل ا تبقى شاهدة ع ى إعجاز القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬يتعلم م ا أصحاب املشكالت كيفية عالج مشكال م‪.‬‬
‫‪ -‬يحصل الثواب للمسلم بتالو ا‪.‬‬
‫أقسام النسخ‬
‫‪ -٢‬التالوة دون الحكم‬ ‫‪ -١‬التالوة والحكم‬
‫مثل قول عائشة "كان ي كتاب ﷲ عشر رضعات معلومات "الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البته" كانت‬
‫آية ثم نسخت من التالوة وبقي الحكم فاملحصن‬ ‫يحرمن" ثم نسخت بقوله ‪‬وأخواتكم من الرضاعة‪‬‬

‫الزاني ُيرجم‪.‬‬
‫‪ -٣‬الحكم دون التالوة‬
‫اآليات ال سبقت تحريم الربا ‪‬وأخذهم الربا وقد ُ وا عنه‪ ‬فبينت أن الربا سبب ي تحريم بعض األشياء‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫عل م ‪‬وما أتيتم من ربا ل ﺮبوا ي أموال الناس فال يربوا عند ﷲ‪.‬‬
‫ً‬
‫وبعد أن يأت العقول لتحريم الربا نزل تحريم الجزء األخطر من الربا وهو الفاحش ‪‬ال تأكلوا الربا أضعافا‬ ‫‪-‬‬
‫مضاعفة‪‬ثم نزل التحريم ال ائي للربا ‪‬يا أ ا الذين آمنوا اتقوا ﷲ وذروا ما بقي من الربا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫مع السورة‪ ،‬واآلية‬
‫‪ ‬السورة‪ :‬اإلبانة لها عن غ ﺮها‪ُ ،‬‬
‫وسميت ي القرآن ذا لشرفها وارتفاعها‪.‬‬
‫‪ ‬اآلية‪ :‬العالمة ع ى انقطاع الكالم الذي قبلها عن الذي بعدها‪) .‬عدد آيات القرآن ‪ ٦٢٣٦‬آية(‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬ترتيب السور‪ :‬توقيفي بتعليم الو ي‪ ،‬ولهذا كان الن يقول لكتاب الو ي "ضعوا هذﻩ السورة‬
‫موضع كذا وكذا من القرآن"‪ ,‬ولهذا ُرتبت سورة مدنية قبل سور وآيات مكية‪.‬‬
‫كتابة القرآن وحفظه‬
‫ً‬
‫‪ -١‬تلقى الن ‪ ‬القرآن حفظا‪ ,‬وكان يسارع ي القراءة مخافة النسيان‪ ,‬ف اﻩ ﷲ ووعدﻩ بالحفظ ‪‬ال‬
‫ُ‬
‫قرآناﻩ فاتبع قرآنه‪ ,‬ثم إن علينا بيانه‪.‬‬ ‫تحرك به لسانك لتعجل به‪ ,‬ان علينا جمعه وقرآنه‪ ,‬فإذا‬
‫ُ ً‬
‫‪ -٢‬لم يكتف الن ‪ ‬بحفظ القرآن وتبليغه بل عمل ع ى تدوينه وكتابته حيث اتخذ كتابا يكتبون له‬
‫القرآن وبلغوا ‪ ٤٢‬ي مقدم م الخلفاء الراشدين وعامر بن فه ﺮة‪ ,‬وابي بن كعب‪ ,‬وزيد بن ثابت‪.‬‬
‫‪ -٣‬وكان يأمرهم بالكتابة ب ن يديه وي اهم عن كتابة غ ﺮ القرآن ح ال يختلط فقال "من كتب ع‬
‫ً‬
‫فليمحه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫شيئا غ ﺮ القرآن‬
‫ُ‬
‫‪ -٤‬وكان كتاب الو ي يكتبون القرآن ع ى ما يتوفر لد م من الجلود والعظام والجريد والحجارة العريضة‪.‬‬
‫‪ -٥‬وكان ج ﺮيل يدارس الن ‪ ‬مرﻩ كل عام ي رمضان لدارسة القرآن و ي العام األخ ﺮ قرأﻩ معه مرت ن‪.‬‬
‫‪ -٦‬وبعد إتمام الكتابة كان يأمرهم بوضع املكتوب ي بيت النبوة وكان بعضهم يكتب لنفسه صورة‬
‫ً‬
‫للرجوع إل ا إذا نﺴ شيئا مما يحفظه‪.‬‬
‫‪ -٧‬استمر الحال ع ى ذلك ح تم ال ول‪ ،‬وسعد بعض الصحابة بحفظ القرآن كله )عبد ﷲ بن‬
‫مسعود – معاذ بن جبل – زيد بن ثابت(‪.‬‬
‫جمع القرآن ي عهد أبي بكر‬
‫ُ‬
‫‪ -‬ي معركة اليمامة ك ﺮ القتل باملسلم ن وخاصة جمع كب ﺮ من القراء الحافظ ن للقرآن ففزع عمر‬
‫ُ‬
‫بن الخطاب من هذﻩ الكارثة ال ذهبت بأعظم الرجال من القراء‪ ،‬ملا يخ من فقدهم ع ى‬
‫حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬فذهب ا ى أبي بكر أبلغه بخوفه وشدة قلقه من أن يستمر قتل القراء فيذهب القرآن وأشار اليه‬
‫بجمع القرآن‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬فقال أبي بكر كيف أفعل شيئا لم يفعله الن ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يزل عمر ح شرح ﷲ صدر أبي بكر لجمع القرآن‪ ,‬ثم طلب أبو بكر زيد بن ثابت وقال له "انك‬
‫شاب عاقل وال ن مك وكنت تكتب الو ي لرسول ﷲ ‪ ‬فتتبع القرآن واجمعه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬جمع القرآن من الرقاع وصدور الرجال‪ ،‬بذل زيد جهدا كب ﺮا ح وفقه ﷲ ي جمع القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬و ذا الجمع األول تحقق وعد ﷲ ‪‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الجمع ي عهد ُعثمان‬
‫‪ -‬حدث ان ُحذيفة بن اليمان كان ي إحدى الغزوات فأفزعه اختالف القراءات ي بعض املناطق ال‬
‫ذهب ال ا ي الشام والعراق فحضر ا ى عثمان وقال له "أدرك األمه قبل ان يختلفوا اختالف‬
‫ال ود والنصارى‪ ،‬فأرسل ا ى حفصة يطلب الصحف املجموعة ي زمن أبي بكر وعهد ا ى زيد بن‬
‫ثابت وعبد ﷲ بن الزب ﺮ وسعيد بن العا بنسخها ي املصاحف وقال لهم إذا اختلفتم ي ء‬
‫فأكتبوﻩ بلسان قريش فإنما نزل بلسا م‪.‬‬
‫‪ -‬نسخ هؤالء أربعة مصاحف وزعت م ا ثالثة ع ى الشام والعراق ومصر وبقيت النسخة الرابعة‬
‫باملدينة املنورة وتوا ى نسخ املصاحف ع ى نمطها ح يومنا هذا‪.‬‬
‫الفرق ب ن جمع أبي بكر‪ ،‬وجمع عثمان‬
‫‪ -١‬أبي بكر‬
‫سفر واحد ُيمكن الرجوع اليه‬
‫‪ -‬القصد منه جمع القرآن ي ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬أهمل اآليات ال ثبت نسخ تالو ا سواء بقي حكمها "الشيخ والشيخة" أو نسخ حكمها كآيات الرضاع‬
‫ُ‬
‫املحددة للتحريم‪.‬‬
‫‪ -٢‬عثمان‬
‫ب‪ -‬أمر بكتابة أك ﺮ من نسخه ح توزع ع ى األقطار‬ ‫أ‪ -‬رتب السور واآليات ع ى الوجه املعروف ي‬
‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫اإلسالمية‪ ,‬بينما أبو بكر نسخه نسخة واحدة‬ ‫املصحف اآلن‪ ,‬جمع أبو بكر اكتفى ب ﺮتيب‬
‫حفظت عندﻩ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اآليات فقط‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مراعاة القراءات ال نزل ا القرآن‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫اذا كانت مع ترك النقط ال تتفق مع بعض إذا كانت القراءة ال تب ن ب ﺮك‬ ‫ترك النقط‪ :‬ح يمكن‬
‫النقاط او اختالف صور الكتابة‬ ‫قراءة الكلمة الواحدة بأك ﺮ القراءات ملا يقتضيه من تغي ﺮ ي شكل‬
‫ُ‬
‫من قراءﻩ مثل ‪‬فتبينوا‪ ‬الكلمة وحروفها‪ :‬كتبت ي كل نسخة بطريقة فإ ا تكتب مثبتة ي نسخة وغ ﺮ‬
‫مثبتة ي نسخة واحدة‪.‬‬ ‫مختلفة )و ‪ <-‬أو ( ح ال يظن‬ ‫يمكن ان تقرأ "فتثبتوا"‬
‫البعض أنه تكرار للفظ‪.‬‬
‫‪ ‬جمع ُعثمان ‪ ‬مع إبقاءﻩ ع ى القرآن بمراعاة األحرف ال نزل عل ا‪ ,‬استطاع ان يجمع الناس‬
‫ع ى ماال يؤدي ا ى االختالف حول كتاب ﷲ ‪.‬‬
‫حجية القرآن‬
‫‪ -‬أجمع العلماء ع ى ان القرآن الكريم ُحجة يجب العمل به‪ ,‬كما أجمعوا ع ى أنه املصدر األول‬
‫للتشريع‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ُ‬
‫السنة‬
‫تعريف ُ‬
‫السنة‬
‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬الطريقة والعادة‪ ،‬وقيل ي مقابلة البدعة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -٢‬ما ُيثاب فاعلها وال ُيعاقب تاركها‪.‬‬ ‫‪ -‬اصطالحا‪ -١ :‬ما يقابل الواجب‪.‬‬
‫‪ -٣‬ما صدر عن الرسول ‪ ‬من قول أو فعل أو تقرير‪) .‬وهو الراجح عند األصولي ن(‬
‫أنواع ُ‬
‫السنة‬
‫تقريرية‬ ‫فعلية‬ ‫قولية‬
‫ما ثبت بسكوته ‪ ‬عن إنكار فعل أول قول وقع ي حضرته‬ ‫ما وقع من الن ‪ ‬من األفعال‬ ‫ما نطق به الن ‪ ‬حسب مقتضيات‬
‫أو غيبته مع علمه وقدرته ع ى اإلنكار‪ ,‬مثل إقرار الن ‪‬‬ ‫الشرعية‪ ,‬كفعله ي الصالة‪.‬‬ ‫التشريع ومناسباته "انما األعمال بالنيات"‪.‬‬
‫ع ى ثبوت النسب بالقيافة ي قصة زيد بن ثابت وابنه‪.‬‬
‫أنواع ُ‬
‫السنة من حيث السند‬
‫‪ -٣‬آحاد‬ ‫‪ -٢‬مشهور‬ ‫‪ -١‬متواترة‬
‫‪-‬مالم يتحقق فيه التواتر ي املطبقات الثالث‪.‬‬ ‫ما رواها واحد او اثنان او‬ ‫ما رواها جمع من الناس تحيل‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬حكمه اال تفيد القطع واليق ن‪ ،‬اش ﺮط أبو حنيفة ف ا‪:‬‬ ‫عدد قليل من الصحابة ال‬ ‫العادة اتفاقهم ع ى الكذب‪ ،‬هذا‬
‫أ‪ -‬اال يخالف رواية العمل به‪.‬‬ ‫يصل حد التواتر ثم‬ ‫النوع كث ﺮ ي السنة الفعلية‬
‫ب‪ -‬اال يكون الحديث وارد ي عموم البلوى‪.‬‬ ‫استفاضت ي عهد التابع ن‬ ‫ويندر ي السنة القولية‪.‬‬
‫ً‬
‫ت‪ -‬اال يكون مخالفا للقياس والقاعدة الشرعية الثابتة‪.‬‬ ‫واتباع التابع ن مثل‬ ‫التواتر ي السنة يفيد القطع‬ ‫‪-‬‬
‫ث‪ -‬اال يكون مخالف لعمل أهل املدينة )مالك(‪.‬‬ ‫"انما األعمال بالنيات"‬ ‫واليق ن فيجب العمل ا وتثبت‬
‫ج‪ -‬صحة السند واتصاله‪) .‬شاف ي(‪.‬‬ ‫ا العقائد واألحكام‪.‬‬
‫م لة ُ‬
‫السنة من القرآن‬
‫‪ ‬تأتي ي املرتبة الثانية بعد القرآن الكريم وتكون‪- :‬‬
‫‪ -١‬مؤكدة ملا جاء ي القرآن‪ :‬كحرمة السرقة والربا وأكل أموال الناس بالباطل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مثل ‪‬وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‪ ‬وحديث "ال يحل مال مسلم إال بطيب ٍ‬
‫نفس منه"‬
‫ً‬
‫‪ -٢‬مبينة ملا جاء ُمجمال ي القرآن‪:‬‬
‫تقييد املطلق‬ ‫تخصيص العام‬ ‫توضيح املشكل‬ ‫توضيح املجمل‬
‫قوله ‪ ‬فأقطعوا‬ ‫مثل قوله ‪ ‬أقيموا الصالة‪ ‬قوله ‪ ‬وكلوا وأشربوا ح يتب ن لكم الخيط قوله ‪ ‬ولم يلبسوا إيما م بظلم‪‬‬
‫ُ‬
‫أيد ما‪ ‬قيدت السنة‬ ‫فهم بعض الصحابة ان املقصود هو‬ ‫فجاءت السنة بقوله ‪" ‬صلوا األبيض من الخيط األسود‪ ‬شكل فهمه ع ى‬
‫عموم الظلم فقال ‪" ‬إنما هو ِ‬
‫الشرك" القطع باليد اليم‬ ‫البعض فقال ‪" ‬إنما هو الليل وال ار"‬ ‫كما رأيتموني أص ي"‪.‬‬
‫‪ -٣‬تأتي بأحكام سكت ع ا القرآن‪ :‬مثل‬
‫حرمة الجمع ب ن املرأة وعم ا أو خال ا لقوله ‪" ‬ال ُيجمع ب ن املرأة وعم ا أو خال ا"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫رجم الزاني املحصن‪ ,‬حيث رجم الن ‪ ‬ماعزا والغامدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫م ﺮاث الجدة لم ينص عل ا القرآن وقال الن ‪" ‬للجدة السدس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السنة مقررة لها‪" ,‬فرض رسول ﷲ ‪ ‬صدقة الفطر‪.‬‬ ‫صدقة الفطر لم يرد ُحكمها ي القرآن وجاءت ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪36‬‬
‫حجية السنة‬
‫‪ ‬ي املصدر الثاني من مصادر التشريع وثبتت ُحجي ا باآلتي‪:‬‬
‫‪ -١‬الكتاب‪ :‬وما آتاكم الرسول فخذوﻩ وما اكم عنه فان وا‪ ,‬وأطيعوا ﷲ وأطيعوا الرسول‪,‬‬
‫‪‬من ُي ِطع الرسول فقد أطاع ﷲ‪.‬‬
‫فهذﻩ اآليات يفيد مدلولها وجوب العمل بالسنة وأ ا ُحجة ي إثبات األحكام الشرعية‪.‬‬
‫ُ‬
‫كتاب ﷲ فما‬ ‫السنة‪ " :‬يوشك رجل منكم ُمتكئ ع ى أريكته يحدث بحديث ع فيقول بيننا وبينكم‬ ‫‪ُ -٢‬‬
‫وجدتم فيه من حالل أحللناﻩ وما وجدتم فيه من حرام حرمناﻩ أال وإن ما حرم رسول ﷲ مثل ما‬
‫أبدا‪ ,‬كتاب ﷲ ُ‬ ‫ً‬
‫وسنة نبيه ‪.‬‬ ‫حرم ﷲ"‪ " ,‬تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي‬
‫‪ -٣‬اإلجماع‪ :‬ع ى أن ُسنة الن ‪ ‬واجبة اإلتباع وهذا اإلجماع يقي ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫اإلجماع‬
‫تعريف االجماع‬
‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬العزم‪ ,‬فأجمعوا أمركم‪ ,‬االتفاق‪ ,‬أجمع القوم ع ى كذا ‪ ‬أتفقوا ع ى كذا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬اتفاق املج دين من أمة محمد ‪ ‬بعد وفاته ي عصر من العصور ع ى ُحكم شر ي‪.‬‬
‫األمور ال يجب توافرها ي اإلجماع‬
‫‪ -١‬حصول االتفاق ع ى الحكم من املج دين‪ :‬فإجماع املقلدين غ ﺮ ُمعت ﺮ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -٢‬البد من اتفاق جميع املج دين‪ :‬فاتفاق بعضهم ال ُيعد إجماعا‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن يكون االتفاق بعد وفاته ‪ :‬ألن سلطة التشريع كانت مقصورة عليه‪.‬‬
‫‪ -٤‬أن يكون اإلجماع ي عصر من العصور‪ :‬فال ُيش ﺮط اتفاقهم ي جميع األزمنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -٥‬أن يكون االجماع ع ى ُحكم شر ي‪ :‬فاتفاق اللغوي ن مثال ع ى حكم ال ُيعد إجماعا شرعيا‪.‬‬
‫وقوع االجماع ي عهد الصحابة‬
‫ً‬
‫‪ ‬كان ميسورا ي عهد الصحابة ألن املج دين كانوا ي املدينة ولهذا كان من السهل اجتماعهم‬
‫للتشاور ي كل ما ُيعرض ويجد من املسائل ‪ ‬مثل إجماعهم ع ى خالفة أبي بكر وجمع القرآن‪.‬‬
‫ُحكم كبار الصحابة وتفرق الكث ﺮ م م ي البلدان صار اإلجماع بعيد الوقوع وان‬ ‫‪ ‬إال أنه بعد م‬
‫ً‬
‫كان ممكن عقال‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أنواع اإلجماع‬
‫أ‪ -‬صريح‬
‫ما يكون باتفاق املج دين صراحة ع ى حكم شر ي‪ ,‬ويعت ﺮ هذا النوع ُحجة قطعية ويسمى بالعزيمة‪ ,‬ألنه األصل ي االجماع‪.‬‬
‫ب‪ -‬سكوتي‬
‫أن يصدر من بعض املج دين فتوى أو قضاء ويش ر أمرها ولم يعرف لبقية املج دين رأي ف ا‪ ،‬ويش ﺮط لتحقق هذا النوع‪:‬‬
‫‪ -١‬م ف ﺮة كافية لتكوين الرأي حول املسألة‪.‬‬
‫‪ -٢‬عدم وجود ما يمنع الساكت عن إبداء رأيه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫‪ -٣‬أن يكون سكوت بقية املج دين مجردا من عالمات املوافقة أو املخالفة‪ ،‬يعت ﺮ حجة عند أك ﺮ العلماء‬
‫ظنية‬ ‫قطعية‬
‫الن السكوت ليس قط ي الداللة ع ى املوافقة‪.‬‬ ‫األدلة ال أفادت اإلجماع لم تفرق ب ن السكوتي والصريح‬
‫حجية السنة‬
‫ً‬
‫‪ -١‬الكتاب‪ :‬ويتبع غ ﺮ سبيل املؤمن ن نوله ما تو ى ونصله جهنم وساءت مص ﺮا ‪.‬‬
‫توعد ﷲ الذين يتبعون غ ﺮ سبيل املؤمن ن بالعذاب‪ ،‬فيجب اتباع سبيلهم‪ ،‬وهو ما اتفقت عليه األئمة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪‬واعتصموا بحبل ﷲ جميعا وال تفرقوا ‪.‬‬
‫حرمه لشمول النﻬ ي اآلية‬ ‫ُ‬
‫نﻬ ﷲ تعا ى عن التفرق واالختالف فتكون مخالفة االجماع م ِ‬
‫ً‬ ‫‪ُ -٢‬‬
‫السنة‪ " :‬ما راﻩ املسلمون حسنا فهو عند ﷲ حسن"‪ ,‬وقوله ‪ " ‬ال تجتمع أم ع ى ضاللة" "ال‬
‫تجتمع أم ع ى خطأ"‪ .‬فهذﻩ األحاديث تدل ع ى حجية اإلجماع ووجوب العمل به‪.‬‬
‫سند اإلجماع‬
‫البد أن يكون لإلجماع دليل يعتمد عليه املج دون ي الحكم الذين يجمعون عليه ح ال يكون االجماع‬
‫ً‬
‫قوال ي الدين بالهوى والغرض وهو أمر باطل‪.‬‬
‫قياس‬ ‫نص‬
‫اجماع الصحابة ع ى خالفة ابي بكر فان مستند‬ ‫سنة‬‫ُ‬ ‫قرآن‬
‫هذا االجماع قياسهم الخالفة ع ى إمامته لهم ي‬ ‫اتفاق املج دين ع ى اتفاق املج دين ع ى‬
‫الصالة‪.‬‬ ‫حرمة ال وج بالجدة منع بيع ء من‬
‫ع ﺮوا عنه بقولهم "رضية رسول ﷲ ‪ ‬لديننا أفال‬ ‫الطعام قبل أن‬ ‫‪‬حرمت عليكم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نرضه لدنيانا‪.‬‬ ‫يقبضه املش ﺮي‬ ‫أمهاتكم‪ ‬املقصود‬
‫ً‬
‫باألم هنا األصل مطلقا لحديث "من أبتاع‬
‫ً‬
‫طعاما فال ُ‬
‫يبعه ح‬ ‫والجدة أصل‪.‬‬
‫يقبضه"ُ‬

‫‪38‬‬
‫القياس‬
‫تعريف القياس‬
‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬التقدير‪ ،‬املساواة‬
‫ً‬
‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬إلحاق أمر ال نص فيه بأمر فيه نص بالحكم الشر ي الثابت له الش ﺮاكها ي‬
‫علة هذا الحكم‪ ،‬مثل‪ /‬قياس حرمة ما اتخذ من غ ﺮ العنب من النبيذ ع ى حرمة‬
‫الخمر‪.‬‬
‫أركان القياس‬
‫‪ -‬أصل‪ :‬الواقعة ال ثبت الحكم ف ا بالنص‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع‪ :‬الواقعة ال لم يرد ف ا النص‪.‬‬
‫‪ -‬العلة‪ :‬وجه الشبه الذي يربط ب ن األصل والفرع‪.‬‬
‫‪ -‬حكم األصل‪ :‬الحكم الشر ي للواقعة ال ورد ف ا النص‪.‬‬
‫حجية القياس‬
‫لم يخالف إال قلة كالظاهرية وبعض الشيعة لكن هذا الخالف ال ُيلتفت اليه ألنه حدث بعد‬
‫اجماع الصحابة ع ى حجية القياس‪.‬‬
‫‪ -‬الدليل ع ى حجية القياس‪- :‬‬
‫‪ -١‬الكتاب‪ :‬فإن تنازعتم ي ء فردوﻩ ا ى ﷲ والرسول‪ ,‬أمر ﷲ املؤمن ن ي اآلية بطاعته‬
‫وطاعة رسوله‪ ,‬ثم أمر بعد ذلك برد األحكام املتنازع ي حكمها ا ى ﷲ ورسوله والرد ال ما‬
‫يكون بالرد ا ى كتاب ﷲ وسنة رسوله وال شك ان القياس من باب الرد ال ما‪.‬‬
‫ً‬
‫السنة‪ :‬ملا َبعث الن ‪ُ ‬معاذا ا ى اليمن فقال له كيف نق ‪ ,.....‬ح قال أج د‬ ‫‪ُ -٢‬‬
‫برأيي وال آلو فضرب رسول ﷲ ‪ ‬صدر معاذ وقال الحمد هلل الذي وفق رسول ﷲ ملا‬
‫ُير ﷲ ورسوله‪ ,‬دل هذا الحديث ع ى حجية القياس ووجوب العمل به‪.‬‬
‫‪ -٣‬االجماع‪ :‬االجماع ي شأن ما ن ي الزكاة ي قول سيدنا أبي بكر ‪" ‬وﷲ ألقاتلن من‬
‫فرق ب ن الصالة والزكاة" قاس منع الزكاة ع ى ترك الصالة‪.‬‬
‫‪ -٤‬املعقول‪ :‬نصوص القرآن والسنة محدودة ومتناهية أما الحوادث والقضايا فليست‬
‫محدودة وال متناهية‪ ،‬فﻬ متجددة وال يمكن معرفة أحكامها اال إذا عرفت العلل ال‬
‫شرعت ألجلها األحكام املنصوص عل ا فتطبق عل ا عند توافر نفس العلل ف ا وذلك‬
‫هو حقيقة القياس‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫االستحسان‬
‫تعريف االستحسان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬عد ال ء حسنا‬
‫ً‬
‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬العدول ي حكم مسألة عن مثل ما حكم به ي نظائرها ا ى خالفة لوجه‬
‫أقوى يقت هذا العدول‪.‬‬
‫‪ -‬االستحسان ي حقيقته يقصد به‪ :‬عدول املج د عن اآلخذ ي حكم مسألة بالقياس‬
‫الخفي لوجود دليل قام عندﻩ يرجع هذا العدول‪.‬‬
‫يدخل ي االستحسان عدول املج د عن تطبيق حكم القاعدة الشرعية العامة ع ى مسألة‬
‫جزئية تندرج تح ا‪.‬‬
‫أنواع االستحسان‬
‫ُ‬
‫استثناء مسألة جزئية من قاعدة عامة ويرد‬ ‫ما أخذ به بالقياس الخفي وعدل عن‬
‫ً‬
‫القياس الج ي بناءا ع ى دليل عند املج د هذا ي كل تصرف يعاهدﻩ الناس‪.‬‬
‫مثل ضمان البائع ملا يبيعه من أجهزة مدة‬ ‫يرجح ذلك‪.‬‬
‫معينة بعد تسلمه لها‪.‬‬ ‫مثل قياس وقف األرا الزراعية ع ى‬
‫ً‬
‫اإلجارة خالفا ملا يق به الظاهر من قيامها‬
‫ع ى البيع‪.‬‬
‫حجية االستحسان‬
‫عند الحنفية واملالكية‪ :‬االستحسان عندهم حجة شرعية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ألنه يستند ا ى دليل شر ي كالنص والعرف وليس ا ى الهوى‪.‬‬ ‫‪-١‬‬
‫نصوص الشريعة تأتي ي بعض األحيان مخالفة للقواعد العامة تقصد تحقيق‬ ‫‪-٢‬‬
‫املصلحة قبل إباحة التعامل بالسلم دليل ع ى جواز العدول عن مقت القاعدة‬
‫ً‬
‫العامة الثابتة بالنص اذا كان ذلك رحمة للناس وتيس ﺮا عل م‪.‬‬
‫ُ‬
‫أنكر الشافعية االستحسان‪ :‬نقل عن الشاف ي " من أستحسن فقد شرع " ولكن‬ ‫‪‬‬
‫االستحسان الذي منعه الشاف ي هو املب ع ى الرأي والهوى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ومما يدل ع ى أخذ الفقهاء جميعا باالستحسان ما نقل ع م من تطبيقات كث ﺮة له‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪40‬‬
‫املصالح املرسلة‬
‫تعريف املصالح املرسلة‬
‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ :‬املنفعة‪ ،‬الفعل الذي يكون فيه منفعة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬املعاني ال تحص عند ربط الحكم ا جلب منفعة أو دفع مضرة ولم يقم‬
‫دليل ع ى اعتبارها أو إلغا ا‪.‬‬
‫‪ -‬ترد املصالح املرسلة‪ :‬ي كل ما اقتضه ظروف الحياة املتجددة بعد وفاة الرسول ‪.‬‬
‫مثل )جمع القرآن – تدوين الدواوين – بناء السجون – ضرب النقود(‪.‬‬
‫حجية املصالح املرسلة‬
‫يرى جمهور العلماء ان املصالح املرسلة ُحجة يجب العمل ا والدليل‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -١‬إقرار الن ‪ ‬معاذ بن جبل ع ى اج ادﻩ عندما بعثه ا ى اليمن‪ ,‬واالج اد ليس قاصرا‬
‫ع ى قياس نظ ﺮ بنظ ﺮﻩ‪ ,‬بل يدخل فيه تطبيق القواعد العامة للشريعة لتحقيق‬
‫مصالح العباد‪.‬‬
‫وهذا هو مع املصالح املرسلة‪.‬‬
‫‪ -٢‬أخذ الصحابة باملصالح املرسلة ي كث ﺮ من األمور م ا جمع القرآن‪.‬‬
‫‪ -٣‬مصالح الناس ال تقف عند حد مع ن واالقتصار ع ى ما نص ع ى اعتبارﻩ يؤدي ا ى‬
‫إهدار كث ﺮ من مصالح الناس ووقوعهم ي الحرج‪ ،‬وهذا ينا ي ُعرف الشريعة‪.‬‬
‫شروط املصالح املرسلة‬
‫‪ -١‬أن تكون عامة‪ ،‬فان كانت املصلحة خاصة ال يصح اعتبارها‪.‬‬
‫‪ -٢‬ان تكون حقيقية وليست وهمية فيكون املج د متيقن من جلب النفع أو دفع الضرر‪.‬‬
‫‪ -٣‬اال تتعارض مع حكم ثابت بالنص واالجماع‪.‬‬
‫مجال املصالح املرسلة‬
‫يقصد القائلون بصحة املصالح املرسلة ع ى العمل ا ي مجال املعامالت دون العبادات‪ ،‬الن‬
‫املصلحة ي املعامالت معقولة بخالف العبادات‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫العرف‬
‫تعريف العرف‬
‫ما اعتاد عليه جمهور الناس وألفوﻩ ح تمكن من نفوسهم وصارت تتلقاﻩ عقولهم بالقبول‪.‬‬
‫‪ ‬ونستخلص من تعريف العرف‪:‬‬
‫‪ -١‬العرف يتكون من اعتياد الناس ع ى اختالف طبقا م عن طريق املمارسة وتكرارها‬
‫عالمة اعتيادﻩ ‪ ‬تمكنه من نفوس الناس‬
‫‪ -٢‬العرف يختلف عن االجماع‪.‬‬
‫‪ -‬العرف ينشأ من تعارف الناس ع ى اختالف طبقا م‪.‬‬
‫‪ -‬االجماع ينشأ عن اتفاق جميع املج دين خاصة‪.‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫حجية العرف تكون قاصرة ع ى من تعارفوا عليه دون غ ﺮهم واالجماع يكون حجة ع ى جميع‬
‫الناس‪.‬‬
‫أقسام العرف‬
‫‪ -٢‬عم ي‬ ‫‪ -١‬قو ي‬
‫ما يجرى ي األلفاظ‪ ,‬مثل تعارف الناس ع ى ما اعتاد الناس ع ى فعله‪ ,‬مثل البيع‬
‫باملعاطاة )وهو البيع بدون صيغة(‪.‬‬ ‫إطالق لفظ ولد ع ى الذكر دون األن ‪.‬‬
‫حجية العرف‬
‫ذهب جمهور الفقهاء ا ى القول بحجية العرف واستدلوا باآلتي‪- :‬‬
‫ُ‬
‫‪ -١‬قولة ‪  ‬خذ العفو وأؤمر بالعرف‪ ,‬دل ع ى وجوب العمل بالعرف ألنه لو لم يجب‬
‫العمل به لم يؤمر الن ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -٢‬قوله ‪ " ‬ما رأى املسلمون حسنا فهو عند ﷲ حسن"‪ ,‬ي ﺮتب عليه ان العرف يجب‬
‫العمل به واالعتماد عليه‪.‬‬
‫‪ -٣‬الشريعة راعت ي أحكامها بعض ما تعارفه العرب فشرع ا تحقيقا ملصالح الناس‬
‫)العادات – النظم(‪ ،‬مثل عقد السلم وفرض دية املقتول خطأ ع ى العاقلة‪.‬‬
‫‪ -٤‬الشريعة تضمنت مبدأ رفع الحرج وإلزام الناس ع ى ترك ما تعارفوا عليه إيقاع لهم ي‬
‫املشقة‪ ,‬ما جعل عليكم ي الدين من حرج‪ , ‬يريد ﷲ بكم اليسر‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫شرع من قبلنا‬
‫تعريف شرع من قبلنا‬
‫هو األحكام ال شرعها ﷲ تعا ى لألمم السابقة بواسطة أنبياءﻩ املرسل ن إل م‪.‬‬
‫‪ -١‬وال خالف ب ن الفقهاء ي اعتبار شريعة من قبلنا شريعة لنا اذا قام الدليل ع ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إقرارها بالنسبة لنا مثل الصيام‪ ,‬يا أ ا الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب‬
‫ع ى الذين من قبلكم‪.‬‬
‫‪ -٢‬إذا قام الدليل ع ى نسخ الحكم املوجود ي شريعة من قبلنا فال خالف ي عدم وجوبه‬
‫علينا مثل ‪‬فتوبوا ا ى بارئكم فاقتلوا أنفسكم‪ ,‬فالتوبة عند السابق ن بشرعهم بقتل‬
‫التائب نفسه وهو منسوخ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -٣‬كان الخالف ب ن الفقهاء فيما ذكر ي الكتاب والسنة ولم يرد ي شرعنا ما يدل ع ى أنه‬
‫قد كتب علينا كما كتب عل م‪ ،‬والفقهاء ي هذا ع ى رأي ن‪- :‬‬
‫ً‬
‫أ( شرع من قبلنا ال يكون شرعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وم اجا‪ ,‬واألصل ي‬‫لكل جعلنا ِشرعة ِ‬ ‫ألن شريعتنا ناسخة للشرائع السابقة‪ ,‬والدليل ‪ٍ ‬‬
‫الشرائع املاضية الخصوص اال اذا قام دليل ع ى العموم‪.‬‬
‫ً‬
‫ب( شرع ما قبلنا يكون شرعا لنا مالم يرد ناسخ‪ ،‬والدليل‪:‬‬
‫‪ -‬أولئك الذين هدى ﷲ ف ُ داهم أقتدﻩ‪ ,‬فهو أمر له ‪ ‬وألمته بأن تتبع هدي الشرائع‬
‫السابقة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا ملا ب ن يديه من الكتاب ومهيمنا عل ا‪ ,‬فالقرآن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الكريم جاء مصدقا للكتب السابقة ومهيمنا عل ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا‪ ‬فاإلرث يص ﺮ ملكا للوارث مخصوصا‬
‫به فتعمل ع ى أنه شريعة محمد ‪.‬‬
‫‪ ‬ينب ي أن ُيعلم أن املصدر الذي تستبقى منه األحكام لشرع من قبلنا هو كتاب ﷲ‬
‫تعا ى وسنته‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪43‬‬

You might also like