Professional Documents
Culture Documents
82532971
82532971
األسس والمناهج
احملاسبة االبداعية واالحتيال يف التقارير املالية /جمعة هوام
عمان :زمزم ناشرون وموزعون،
89صفحة
ر.إ:
الواصفات/:التقاريــر املاليــة//ادارة االرباح//االحتيــال احملاســبي//مراجعة
احلســابات //االدارة املاليــة
يتحمل املؤلف كامل املسؤولية القانونية عن محتوى مصنفه وال يع ّبر هذا
أي جهة حكومية أخرى.
املصنف عن رأي دائرة املكتبة الوطنية أو ّ
(ردمك):
األولى
ر.إ: الطبعة
2021م 1442 -هـ
الواصفات/:التقاريــر املاليــة//ادارة االرباح//االحتيــال احملاســبي//مراجعة
احلســابات //االدارة املاليــة
محفوظةاملؤلف كامل املسؤولية القانونية عن محتوى مصنفه وال يع ّبر هذا
يتحمل جميع احلقوق
أي جهة حكومية أخرى.
ّ أو الوطنية املكتبة دائرة رأي عن املصنف
اململكة األردنية الهاشمية -عمان
(ردمك):
مجيع احلقوق حمفوظة .اليسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب ،أو نقله يف أي شكل أو وسيلة،
سواء أكان إلكرتونية أم يدوية أم ميكانيكية ،بام يف ذلك مجيع أنواع تصوير املستندات بالنسخ ،أو
التسجيل أو التخزين ،أو أنظمة االسرتجاع ،دون إذن خطي من النارش.
البحث العلمي
األسس والمناهج
الطبعة األولى
1442- 2021
مقدمة الكتاب
هذا كتاب في البحث العلمي يتناول مناهجه ومفاهيمه وخطواته ومراحل إعداده ومناهجه،
فضالً عن تناول مشكلة الدراسة ،بوصفها أول إحساس بمشكلة تستحق البحث ،ومايقع فيه
الباحثون من أخطاء في البحث .
ويتناول الكتاب أيضا ً الفروض العلمية ،ومقدمة البحث العلمي ومحتواها ،وطرق جمع
البيانات .وجاء الكتاب استناداً إلى ذلك تسعة فصول تناول الفصل األول فيه مقدمة في المعرفة،
من حيث مفهومها وأنواعها وخصائصها ومصادرها وتناول أيضا ً المنهج العلمي ،وتضمن
تعريفا ً بالمنهج العلمي وأهدافه وتناول كذلك البحث العلمي وتناول المنهجية والمنهج ،وخصائص
البحث العلمي ومستوياته .وتناول الفصل االول أيضا ً خطوات البحث العلمي ،وتضمن الخطوات
والمعايير .وتناول الفصل الثاني ،مراحل البحث العلمي ،من حيث إختيار الموضوع والبحث عن
الوثائق والقراءات وجمع المعلومات.
وفي الفصل الثالث جرى تناول مناهج البحث العلمي االستداللي والتجريبي والديالكتيكي
والوصفي والمقارن والتاريخي .أما الفصل الرابع فجاء بعنوان مشكلة الدراسة ،وتناولت
خصائص المشكلة واإلحساس بها ومواصفاتها وأهدافها ومعالجتها .وفي الفصل الخامس جرى
تناول األخطاء الشائعة لدى الباحثين ،وتأتي هذه األخطاء في اختيار المشكلة وفي خطة البحث
وفي المقدمة واألسئلة .وعالج الفصل السادس الفروض العلمية أما الفصل السابع فقد تناول
مقدمة البحث العلمي ومحتواها أما الفصل الثامن فقد تناول مقدمة البحث العلمي ومحتواها .وجاء
الفصل األخير بعنوان طرق جمع البيانات.
إن هذا الكتاب هو سلسلة بين كتب كثيرة تناولت البحث العلمي بأبعاده كافة ،وهو إسهام
متواضع الهدف من ورائه إفادة الباحثين والمتخصصين وطلبة العلم ،من مرحلة الدراسات العليا
خاصة .نسأله تعالى أن يفيد به من هم بحاجة إليه ،وهللا ولي التوفيق.
الفهرس
الفصل األول :املعرفة ،املنهج العلمي البحث العلمي :املفهوم والخطوات 13 ..
مقدمة في المعرفة14 ......................................................................................................................
المعرفة14 ......................................................................................................................................
مفهوم المعرفة 14 ...........................................................................................
تعريف المعرفة15 ..........................................................................................
أنواع المعرفة 17 ............................................................................................
خصائص المعرفة19 .......................................................................................
مصادر المعرفة 20 .........................................................................................
المنهج العلمي 21 ............................................................................................................................
البحث العلمي :المفهوم والخطوات 24 ............................................................................................
تعريف المنهجية 24 ..................................................................................................................
تعريف المنهج 26 .....................................................................................................................
خصائص البحث العلمي 27 ...............................................................................
مستويات البحث العلمي 27 ................................................................................
خطوات البحث العلمي 28 ..............................................................................................................
-1اختيار موضوع البحث العلمي وكيفية تحديده29 ................................................
2-اإلحساس بموضوع البحث وكيفية تحديده 30 .................................................
معايير اختيار موضوع البحث32 ........................................................................
الــفــهــرس 8
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
1 الفصل
مقدمة يف املعرفة
إن المعرفة أكثر ما يميز المؤسسة ويخلق لها الثروة ألنها في حد ذاتها تعد الثـروة الحقيقـة
والمـورد األكثر أهمية في ظل اقتصاد المعرفة؛ لذا على المؤسسة التي تسعى إلى تحقيق أداء
جيد وكذا كـسب ميـزة تنافسية مستدامة أن تهتم بهذا العنصر الجوهري ،وذلك من خالل االهتمام
به ،ولقد ظهـر فـي ظـل هـذا االقتصاد والتغيرات التي يعرفها العالم بصفة عامة والمؤسسات
بصفة خاصة مصطلح يعرف بإدارة المعرفة .وإدارة المعرفة تهتم باليد العاملة التي أصبحت
تعد المورد األكثر أهمية من الموارد المادية والمالية وذلك لمـا تملكه من معارف ومهارات ال
تنضب باالستعمال.
املعرفة
مفهوم املعرفة:
لقد أعطيت عدة تعاريف للمعرفة يمكن إدراجها كما يلي:
-1عرفت المعرفة على أنها" :كل العمليات العقلية عند الفرد؛ من إدراك وتعلم وتفكير
((1
وحكم يصدره الفـرد وهو يتفاعل مع عالمه الخاص".
-2كما عرفت على أنها" :جميع الوسائل التي تستخدمها ال مؤسسة الكتشاف سلسلة
((2
السلوك الممكـن ،والتـي ستتبع فعال ".
يالحظ من خالل التعريفين السابقين أن المعرفة ترتبط بالفرد كما ترتبط بالمؤسسة،
ويمكن القـول أن هـذين التعريفين متكامالن ،فالفرد من إدراكه وتعلمه -من خالل
المحيط الذي يكون فيه -يتبـع سـلوكا معينـا؛ فالمؤسسة في هذه الحالة تعمل على إيجاد
الوسائل التي تكشف سلوكات الفرد.
( (1مؤيد سعيد السالم ،تنظيم المنظمات -دراسة في تطوير الفكر خالل مائة عام -دار الكتاب الحديث،
2002 عمان-االردن -
( (2المصدر نفسه
15 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
-3كما اعتبرت المعرفة سلسلة أو هرما يبدأ بالبيانات فالمعلومات فالمعرفة ثم المهارات،
وعلى هذا األسـاس وجب اإلشارة لكل من المصطلحات السابقة ،للتمكن من اإلحاطة
بـالمعنى الحقيقـي للمعرفـة ضـمن هـذا التوجه.(1(.
وفيما يلي شرح للمصطلحات السابقة (البيانات ،المعلومات ،المعرفة والمهارات)
تعر يف املعرفة:
المعرفة عبارة عن معلومات موجهة ومختبرة تخدم موضوعا معينا ،تمت معالجتها وإثباتها
وتعميمهـا وترقيتها ،بحيث نحصل من تراكمية هذه المعلومات وخصوصيتها على معرفـة
متخصـصة فـي موضوع معين( .السامرائي.)2004 ،
المهارات التنفيذ
المعلومات
المعنى
الـبـيـــــانــــات
Source: Claire Beyou، Management des connaissances، ED LIAS، Paris، 2003، P28
( (1مؤيد سعيد السالم ،تنظيم المنظمات-دراسة في تطوير الفكر خالل مائة عام -دار الكتاب الحديث،
2002 عمان-االردن-
الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات 16
إن الشكل السابق إنما يوضح البيانات ،المعلومات ،المعرفة وكذا المهارات .فالمعلومات
ناتجـة مـن إعطـاء معنى للبيانات ،وإذا ما عولجت وحللت وتخصصت في موضوع معي ن
أعطـت لنـا معرفـة ،والمعرفـة إذا اكتسبها الفرد وطبقها في أعماله صارت مهارة.
والمهارة تعني قدرة الفرد على تنفيذ عمل ما بطريقة مرضية ،وهي مجموع المواهب
ما.)Froncoise.2008(. واألهليات والمعـارف المكتسبة المستخدمة في إنجاز عمل
فالمعرفة إذن ال هي بيانات وال هي معلومات ،وإنما هي ق درة الفرد على اكتساب هذه
المعلومات مع الوقـت والتي تسمح له (أي القدرة) عند ربط المعلومات مع بعضها البعض
بإعطائها معنى.(Bartheleme.2001(.
ويمكن تقديم تعاريف أخرى للمعرفة يؤكد ما تم طرحه أعاله ،وهي التعاريف القائمة
على المعرفة الـصريحة وتكنولوجيا المعلومات ،وتعاريف أخرى قائمة على المعرفة الباطنة:
(نجم.)2008 ،
المعرفة تتكون من البيانات والمعلومات التي تم تنظيمها ومعالجتها لنقـل الفهـم والخبـرة –
والـتعلم المتراكم ،والتي تطبق في المشكلة أو النشاط الراهن.
المعرفة هي المزيج السائل من الخبرة والقيم والمعلومات السباقة والرؤى الخبيرة ،التي –
تقـدم إطـارا لتقييم وتقرير الخبرات والمعلومات الجديدة.
"إذن فمعارف الفرد كامنة في رأسه متجسدة في أعماله من خالل المهارات التي اكتـسبها
والخبـرات التـي حصل عليها طوال فترة عمله وتكوينه وتعلمه ،واعتماد المؤسسة على هذه
المعارف فقـط يكبـدها مخـاطر ناجمة من خروج هؤالء العاملين (سواء لتسريحهم نظرا الرتكاب
مخالفات ،موت ،تقاعد .)...لـذا نجـد أن المعارف التنظيمية ال تكون فقط لدى األفراد بل هي
متضمنة في اإلجراءات المحددة من طـرف المؤسـسة 1وكذلك متضمنة في التكنولوجيات وهي
طريقة لجعل المعرفة متاحة في كل وقت ويسهل نقلها واستعمالها".(Froncoise.2007(.
17 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
من كل ما سبق يمكن القول أن المعرفة تعبر عن قدرة الفرد على التعلم واالكتساب وتجسيد
ذلـك فـي أعماله هو بنفسه أو قيام المؤسسة ،باالستعانة بالوسائل المتاحة الكتشاف تلك المعارف،
وجـذبها مـن أجـل تخزينها ومن ثم تطبيقها.
أنواع املعرفة:
لقد اختلف الكتاب في وضع أنواع محددة للمعرفة؛ لذا ارتأينا أن نتناول مختلف الكتاب
والبـاحثين ومـا جاؤوا به من تصنيفات يمكن عرضها كما يلي:
أ -المعرفة الجوهرية :وهي النوع األدنى من المعرفة ،هذا النوع يكون مطلوبا من أجل
البقـاء فـي قطـاع معين ،لكنه ال يضمن للمؤسسة فرصة بقاء طويلة.
ب -المعرفة المتقدمة :وهي النوع الذي يجعل المؤسسة تتمتع بقابلية بقاء تنافسية ،فمع أن
المؤسـسة تمتلـك بشكل عام نفس المستوى والجودة من المعرفة التي يمتلكها المنافسون؛
إال أنها تختلف عنهم في اعتمادها على قدرتها على التميز في معرفتها لكسب ميزة
تنافسية؛ وهذا يعني أن المؤسسة ذات المعرفة المتقدمـة تـسعى لتحقيق مركز تنافسي
في السوق عموما ،أو التميز في شريحة سوقية عليهم من خالل معرفتها المتقدمة.
ج -المعرفة االبتكارية :وهي المعرفة التي تجعل المؤسسة قادرة على تغيير قواعد اللعبة
نفسها في القطـاع الذي تنشط فيه
هذا التصنيف ركز على المعرفة التنظيمية التي تميز المؤسسة عن منافسيها؛ فامتالك
معرفة ما ،هـو الـذي يؤهلها لتتمتع بمركز تنافسي وفرصة بقاء طويلة ،وتميز المؤسسة
إنما راجع لتحسن أداءها الذي تساهم فيـه مختلف الموارد الموجود بها ،وهذا راجع إلى
نوع المعرفة التي تمتلكها.
أ -المعرفة الباطنـة :أو الضمنية وهي معرفة غير متاحة ،موجودة في عقول األفراد.
وهي المعرفة المتضمنة في الخبرة والمعارف العملية ( (faire - Savoirللفرد الذي
((Froncoise.2007 يمتلكها وهي غير مادية وصعبة النقل.
ب -المعرفة الظاهرة :وهي المعارف المقننة المتاحة من خالل الوثائق وبرامج الحاسـوب،
وهـي توافـق المعارف الباطنة التي خرجت.
لقد ركز هذا التصنيف على معارف الفرد العامل في المؤسسة والمجسدة في المعرفة
الباطنة ،فإذا ما خرجت هذه المعرفة وخزنت في الوثائق وبرامج الحاسوب ...تصبح
معارف ظاهرة ،وأيضا هي معرفة ال تخـص شخصا بعينه كالمعرفة الباطنة؛ بل إنها
متاحة للجميع وفي أي وقت ،بحيث أنها موجودة ومخزنة في وسـائل مختلفة.
- 4تصنيف)Gilles Ballmise(:
قد صنفت Ballmise Gillesالمعارف إلى معارف داخلية وأخرى خارجية:
المعارف الداخلية :وهي معارف تنشأ ،تحـول وتـسير فـي ظـل المؤسـسة ،مـن طـرف –
(collaborateurs(. عامليهـا
المعارف الخارجية :فتتعلق بكل معرفة مصدرها خارجي .إن هذه المعرفة -في إطار –
19 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
أ -المعارف الفردية :هي المعارف التي يحوز عليها على األقل واحد من أفراد المؤسسة.
ب -المعارف الجماعية :وهي المعارف المقسمة أو الموزعة بين أعضاء المؤسسة.
إن هذا التصنيف هو امتداد للتصنيفات السابقة إذ يرى كل من نوناكا وتاكيتشي أن
المعارف تأخذ شكلين؛ إمـا معارف يحوزها فرد واحد وال يمكن لغيره أن يعرفها؛
ومعارف تتفق حولها جماعة في ظل المؤسسة .من كل ما سبق نجد أن معظم
التصنيفات ركزت على معارف الفرد الباطنة ،والمؤسسة تعمل على إخراجهـا من
أجل تجسيدها في األعمال والنشاطات ،ويمكن لهذه المعارف أن تكون لدى العاملين
بها أو أنهـا تـستعين بمصادر خارجية لجلبها وإدامتها لالستفادة منها.
خصائص املعرفة:
تتميز المعرفة بعدة خصائص ،نذكر منها ما يلي:
قابلية المعرفة للتوليد :فبعض المؤسسات لديها خصوبة ذهنية بواسطة األفراد المتميزين –
التي تمـتلكهم ،فهؤالء المتميزين قادرون على خلق وتوليد المعرفة واستدامتها؛
المعرفة يمكن أن تموت :وكما نولد المعرفة فإنها تموت أيضا ؛ فالقليل من معارف –
الفـرد التـي تتكـون خالل تجاربه هو الذي سجل في كتب أو دوريات ،فبعض المعارف
تموت بموت صاحبها والـبعض اآلخـر يموت بإحالل معارف جديدة محل القديمة؛
قابلية المعرفة لالمتالك :أي أن المعرفة ذات القيمة العالية يمكن أن تمتلك ،ولـذلك –
يالحـظ أن بعـض المؤسسات تتمسك بمثل هذه المعرفة عن طريق تحويلها إلى براءات
اختراع؛
الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات 20
المعرفة متجذرة في األفراد :فليس كل معارف المؤسسة صريحة وظاهرة بل أن –
معظمها كامن في أدمغة عمالها؛
قابلية المعرفة للتخزين :فيمكن للمؤسسة أن تخزن معارفها في وثائق ،أشرطة ،على –
الحاسوب....؛
قابلية المعرفة للتطبيق :أي أن المعرفة يمكن أن يجسدها صاحبها في أعماله؛ عدم –
نضوب المعرفة (غير قابلة لالهتالك ) :فاستعمال المعرفة ال يؤدي إلى نفاذها حتى
ولو انتقلت إلـى أفراد آخرين فصاحبها لن يفقدها ،بل بالعكس ستزداد معارفه من خالل
تبادل المعارف مع العاملين.
قابلية المعرفة لالستنساخ :أي أن المؤسسة إذا ما استطاعت تخزين المعارف التي –
يتوفر عليها عاملوها؛ فإنها بذلك تستطيع أن تجعل منها عدة نسخ وبتكاليف منخفضة.
مصادر املعرفة:
تحدﺙ Marquardtعن وجود مصدرين للمعرفة في المؤسسة ،وهما المـصادر الداخليـة
والمـصادر الخارجية.
-1الفرد العامل بالمؤسسة :يعتبر الفرد العامل في أي مجال هو مصدر ل لمعرفة ،ولكن
ليس كل العاملين في محيط العمل اإلنتاجي ،حيث يشمل فقط العاملين الذين لديهم
معارف وخبرات في كيفية انجاز األعمـال ذات الطبيعة الخاصة التي تتطلب إبداعا في
العمل .فمثال استطاعت مؤسسات السيارات إنتاج سيارات بأفكار ومعارف العاملين،
ويطلق على هؤالء في مجتمع المعرفة "رأس المال الفكري " وهم المسؤولون عن
تحقيق القيمة المضافة (العائد) لمؤسساتهم من خالل مهاراته وخبراتهم.
-2فرق العمل :هؤالء يمثلون مجموعة من العاملين ضمن مجال وظيفي معين أو
مجاالت مختلفة ،ويتميزون بقدرات إبداعية ،ويعملون معا البتكار معارف جديدة في
مجال عملهم ،وقد استخدمته اليابان ضـمن مفهـوم حلقات الجودة ،وحققت تطورات
21 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
عديدة وإبداعات في مجاالت مختلفة إدارية وصناعية من خالل األفكار التي قدمتها
هذه الفرق.
-3البحوﺙ والدراسات :وتعتبر مصدرا هاما إلنتاج المعرفة ،مثال على ذلـك التـسويق
وبحـوﺙ تطـوير المنتجات حيث تساهم في خلق معرفة جديدة يكون لها الدور الفعال
في تطوير أنشطة المؤسسات.
املنهج العلمي
تتجلى أهمية منهجية البحث العلمي في العديد من األمور التي من شأنها أن تساعد الباحث
وشامل ،إذ ترتبط أهمية منهجية البحث العلمي في وضع
ٍ كامل
ٍ على كتابة بحث علمي على نح ٍو
الباحث العلمي للفرضيات وذلك بعد أن يقوم بجمع المعلومات والتأكد من صحتها ،حيث يعتمد
الباحث العلمي على منهج علمي واحد على األقل من مناهج البحث العلمي وذلك بناء على نوع
((1
المشكلة التي يتناولها الباحث العلمي في بحثه.
يختار الباحث العلمي منهجية البحث العلمي من أجل الحصول على المعلومات الدقيقة
من العديد من المصادر والمراجع التي لها صلة بموضوع البحث العلمي الذي يتناوله الباحث.
لذا يمكن القول ،إن منهجية البحث العلمي توسع مدارك الباحث في التنبؤ حول ما سيحدﺙ في
المستقبل فيما يتعلق بمشكلة البحث العلمي وذلك بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من
مصادر مختلفة ونتيجة خبرته في مشكلة البحث.
( (1عمار عوابدي .)2011( ،مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية ،الجزائر:
ديوان المطبوعات الجامعية .
الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات 22
عالوة على ذلك ،تساهم منهجية البحث العلمي في تمهيد الطريق للباحث العلمي بإجراء
ونظرا لتعدد مناهج البحث العلمي،
ً
الفحص الالزم للفرضيات التي تم طرحها في خطة البحث،
فإن البحث العلمي الذي يتناول إحدى هذه المناهج ،وليكن المنهج التجريبي -على سبيل المثال
-فيقوم الباحث العلمي باستخدام هذا المنهج إذا كانت مشكلة البحث بحاجة إلى تجريب ما ،حيث
يقوم الباحث بفحص الفرضيات المطروحة وذلك بالقيام بإثبات صحتها أو دحضها عن طريق
((1
مناهج البحث العلمي الذي اتخذها الباحث.
إضافة إلى أن منهجية البحث العلمي تساعد الباحث على وضع عدة مقارنات يمكن من
المتناول وبين الفرضيات التي
َ
خاللها توضيح أوجه الشبه وأوجه االختالف بين فرضيات البحث
وضعها كل باحث علمي في بحث علمي سابق له يتناول نفس موضوع البحث.
إن منهجية البحث العلمي تعمل على فحص الفرضيات التي يطرحها الباحث العلمي في
بناء على وجهة نظر المختصين ووجهة نظر المجتمع حول المشكلة أو
ً
خطة البحث خاصته
القضية التي يحتويها البحث العلمي ،وتوضيح مدى تأثير عواقب مشكلة البحث في المجتمع ،أن
مناهج البحث العلمي تفسح المجال للمختصين حول موضوع مشكلة البحث بالتفكير حول أسباب
ق واسع في اآلونة األخيرة ،مما يؤدي إلى اطالع عدد أكبر منانتشار مشكلة البحث على نطا ٍ
القُراء على دراساتهم حول ذات الموضوع ،فهذا من شأنه أن يفتح المجال لعدد من المهتمين في
االختصاص حول مشكلة الدراسة وذلك بعد قراءة األبحاﺙ العلمية التي تتبع عددا من مناهج
البحث العلمي ،مما يؤدي إلى زيادة االكتشاف حول أسباب مشكلة الدراسة وعواملها وهذا بدوره
يعمل على الحد من انتشار المشكلة أو معالجة مشكلة البحث العلمي بشكل أكثر حداثة وعلم من
الدراسات التي سبقت.كما تكمن أهمية منهجية البحث العلمي في(:(2
باعتبارها أساس البحث العلمي الذي يعد بحثا ً ُمنظما ً ومتسلسال وليس بمحض الصدفة، –
وأنها ثمرة نشاط عقلي مبذول بكل دقة وتخطيط وتوثيق للنتائج.
ٍ
تعد المنهجية نظرية كونها تعتمد على النظر لغاية إدراك النسب والعالقات القائمة بين –
لكل من االختبار والتجربة.
األشياء ،وكونها تخضع ٍ
(1( Modeste Muke Zihisire، La recherche en sciences sociales et humaines: guide pratique، mé-
thodologie et cas concrets، Paris: l’Harmattan، 2011، p: 25.
( (2عمار عوابدي .)2011( ،مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية ،الجزائر:
ديوان المطبوعات الجامعية .
23 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
يعتمد البحث العلمي على مبدأ ثابت وهو التجارب والفرضيات ،وذلك لكونه في حال –
افتقاره لذلك يفتقد خاصيته العلمية.
ٌ
بحث تفسيري؛ وذلك لقيامه بتفسير الظواهر واألمور من خالل النظريات. يوصف بأنه –
ٌ
بحث حركي وتجديدي يعتمد على تجديد المعرفة وإضافتها من خالل يصنف بأنه –
االستبدال المستمر للمعرفة القديمة.
د -أداة فن وإبداع :تتضمن طرقا وأساليب وإرشادات وأدوات علمية وفنية حيث:
تساعد الباحث إلنجاز بحوثه (نظرية علمية). –
تمكن الباحث من إتقان عمله. –
تجنبه الخطوات المبعثرة والهفوات. –
إذن هي " مجموعة من المسالك التي تتبعها هذه المناهج واالقتراحات للوصول إلى الحقائق،
أو إزالة اللبس والغموض عن كثير من العمليات وتفاعالتها (".(2
( (1مصطفى عمر التير .)2016( ،مقدمة في مبادئ وأسس البحث االجتماعي ،ليبيا :الدار الجماهيرية للنشر
والتوزيع واإلعالن.
( (2محمد شفيق .)2015( ،البحث العلمي :خطوات المنهجية إلعداد البحوﺙ االجتماعية اإلسكندرية :المكتب
الجامعي الحديث.
25 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
ويعرفها محمد بدوي بأنها " :علم يعتني بالبحث في أيسر الطرق للوصول إلى المعلومة مع
توفير الجهد والوقت ،وتفيد كذلك معنى ترتيب المادة المعرفية وتبويبها وفق أحكام مضبوطة ال
يختلف عليها أهل الذكر(".(1
المنهجية هي كذلك الطريق التي يتبعها الباحث من أجل الوصول إلى الهدف المنشود .هي
مجموعة األدوات التي يستخدمها باحث ما في تقديم البراهين واألدلة والحجج للتأكد من صحة
فرضية أو نظرية معينة أو عدم صحتها.
لذلك فإن المنهجية " :هي مجموعة اإلجراءات واآلليات المتعارف عليها بين العلماء،
والتي يمكن استخدامها للمالحظة والكشف والتحقيق في اكتساب المعرفة والوصول إلى الحقائق
والغرض األساسي من المنهجية هو محاولة فهم األمور والعالقات في المحيط الذي يعيش فيه
((2
اإلنسان من أجل الوصول إلى النظريات والقوانين العلمية التي تحكم الكون وتسيره".
إذن هي العلم الذي يدرس المناهج البحثية المستخدمة في كل فرع من فروع العلوم األخرى.
ولقد اتفق المفكرون والمهتمون في تعريفهم للمنهجية بأنها " :هي الدراسة المنطقية لقواعد
وطرق البحث العلمي وصياغتها صياغة إجرائية تيسر استخدامها ".
وحسب موريس أنجرس فإن المنهجية هي " :مجموعة المناهج والتقنيات التي توجه إعداد
البحث العلمي وترتيب الطريقة العلمية ،أي هي دراسة المناهج والتقنيات المستعملة في العلوم
اإلنسانية(".(3
ويبحث علم المناهج في تاريخ المناهج وطرائق البحث العلمي من حيث األسباب التي أدت
إلى نشوء المناهج وطرق البحث العلمي ،كما يبحث في الشروط المتعلقة بإمكانية استخدام هذه
المناهج والطرق في الحصول على نتائج علمية ،كما يستعمل علم المناهج التحقق الفعلي من
كفاية المناهج والطرق في الحصول على مجمل األهداف المرجوة من البحث العلمي في واقعه
االجتماعي.
( (1محمد بدوي ،المنهجية في البحوﺙ والدراسات األدبية ،تونس :دار الطباعة والنشر.
( (2الطاهر جواد ،منهج البحث األدبي ،العراق :مطبعة العاني.
( (3موريس أنجرس ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية ،ترجمة :صحراوي بوزيد ،الجزائر :دار
القصبة للنشر ،ط.1
الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات 26
وتبحث المنهجية كذلك في تركيب المناهج والعناصر التي تتكون منها وتصنيفها ،وفي
العالقات الجوهرية بين المناهج والطرق المختلفة ،فضال عن البحث في إمكانية استخدامها
المناهج وحدود هذا االستخدام.
أما اصطالحا فقد عرف معاني ومفاهيم عديدة ومتنوعة يعرفه محمد بدوي بأنه" :مجموعة
القواعد التي يستعملها الباحث لتفسير ظاهرة معينة بهدف الوصول إلى الحقيقة العلمية ،أو أنه
الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن
((1
على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة".
ومن جهة أخرى يعرف الدكتور عامر مصباح المنهج العلمي بأنه" :مجموعة الخطوات
العلمية الواضحة والدقيقة التي يسلكها الباحث في مناقشته أو معالجة ظاهرة اجتماعية أو سياسية
أو إعالمية معينة(" .(2وحسب بعض المهتمين والعلماء فإن المنهج العلمي هو" :جملة المبادئ
والقواعد واإلرشادات التي يجب على الباحث إتباعها من بداية البحث إلى نهايته بغية الكشف عن
العالقات العامة والجوهرية والضرورية التي تخضع لها الظواهر موضوع الدراسة(.(3
"أما موريس أنجرس فيعرف المنهج العلمي بكونه " :عبارة عن جواب لسؤال "كيف؟"
نصل إلى األهداف في حين أن التقنيات تشير إلى الوسيلة التي يتم استخدامها للوصول إلى هذه
األهداف(".(4وخالصة القول إنه وان اختلفت استعماالت كلمة منهج في ألفاظها ،إال أنها تدور في
فلك معنى واحد هو الطريقة أو األسلوب أو الكيفية أو الوسيلة المحددة التي تؤدي إلى الغرض
المطلوب أو الغاية المعينة.
أ -الوصف:
هو جرد يجيب عن السؤال ماذا؟ ويستهدف إعطاء صورة كلية عن الظاهرة موضوع
البحث بهدف التعرف على كينونتها ،حيث يقوم الوصف بدراسة الظواهر المجهولة
الكتشاف مالمحها ،تمهيدا لوضع الفرضيات وإجراء االختبارات ألكثر تعمقا أو االكتفاء
بذلك المستوى من البحث.
الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات 28
ب -التصنيف:
تسعى شتى العلوم من أجل الفهم والتفسير والتعميم إلى تنظيم أفكارها وتصنيف بياناتها
في تصاميم أعدت سلفا من أجل الشرح وتوضيح الحالة أو الحاالت التي تنوي دراستها،
فالتصنيف يهتم بطريقة ارتباط بعض العناصر يبعضها ليضعها في فئات وفق التماثالت
التي تجمعها.
ففي دراسة العلوم السياسية يستخدم التصنيف في النظم السياسية لتبيين العناصر المشتركة
التي على أساسها تصنف أنماط من النظم السياسية انتقال السلطة ،التعددية السياسية ،أو
الوظائف التي تؤديها.
ج -التفسير:
يسعى إلى معرفه :لماذا تكون الظواهر على ما هي عليه بدال من أن تكون شيئا آخر،
وبهذه الطريقة يستطيع الباحث أن يكشف عن العوامل المؤثرة في الظاهرة المدروسة
والعالقات التي تربط بينها وبين غيرها من الظواهر.
د -التنبؤ(التوقع):
يهتم التنبؤ بما سيكون في المستقبل؛ أنه بمثابة اختبار لمجموعة من العالقات القائمة بين
متغيرات أو ظواهر أو أحداﺙ تقبل المالحظة والمشاهدة؛ ولهذا تكون التنبؤات مصوغة
في شكل قانون أو نظرية علمية ،والتوقع يساعدنا على التحكم في مسار الظواهر وتوجيهها
إن أمكن نحو الوجهة التي تخدم أغراضها
إن البحث العلمي عبارة عن استقصاء منظم دقيق لمحاولة التوصل إلى معلومات ومعارف
واكتشاف حقائق علمية والوصول إلى حل للمشكلة البحثية التي أراد الباحث دراستها وإزالة
29 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
اللبس والغموض عنها ،فهو وسيلة علمية الكتشاف والتفسير العلمي للظواهر والمشاكل والتنبؤ
بها والتحكم فيها.
والبحث العلمي السليم يبدأ بعملية اختيار الموضوع وتحديد المشكلة البحثية التي تمثل البداية
المنطقية أي جهد بحثي هادف ،والقاعدة واألساس الذي يبني عليه الباحث جميع إجراءات البحث
الالحقة من صياغة لإلشكالية والفرضيات العلمية وتحديد نوع الدراسة ،ومنه تحديد المناهج
المتبعة ونوع البيانات والمعلومات المطلوبة ومن ثمة األدوات الالزمة والمالئمة لجمعها.
فمرحلة اختيار موضوع معين يصلح للدراسة والبحث تعد من أهم خطوات البحث العلمي،
فليس من السهولة اختيار موضوع محدد وتحديده بدقة وطرح مشكلة بحثية بصدده ،بل يتطلب
هذا األمر من الباحث بذل مجهودات في سبيل ذلك ومعرفة المصادر التي عن طريقها يتمكن من
اختيار موضوعه وتحديد مشكلته البحثية ومراعاة مجموعة من المعايير التي تتدخل في عملية
االختيار هذه.
وبعد اختيار الموضوع وتحديد المشكلة البحثية يتطلب األمر صياغة علمية لهذه المشكلة
من أجل تحديد المشكل العلمي المطروح وحدود تداخله مع إشكاالت وموضوعات أخرى ،ورسم
تصور لطريقة معالجته أو اإلجابة عن تساؤالته ،وهو ما يعرف بصياغة إشكالية الدراسة أو
البحث.
لذلك فعملية بناء اإلشكالية والفرضيات العلمية وصياغتها تقتضي من الباحث التقيد باألسس
العلمية المتعارف عليها أجل بنائها بشكل سليم وصحيح ،ما يتطلب منه أن يكون على دراية
ومعرفة واسعة وفهم بما يتعلق بأصول المنهجية لعملية صياغة كل من اإلشكالية والفرضيات
العلمية.
وعلى ذلك يتوجب أن يكون هذا االختيار دقيقا وموفقا ،حيث كلما تحقق ذلك تذلل بموجبه
الكثير من المشاكل المهمة والعكس( ،(1فالقدرة على تحديد موضوع البحث تعد من أهم القدرات
والمهارات التي يجب أن توجد أو تنمى عند الطلبة بهدف التعرف على موضوع البحث وتحديده
بشكل دقيق اختصار للجهد والوقت الذي قد يضيع في حالة عدم التحديد الدقيق ناهيك عن عدم
الوصول إلى نتائج دقيقة ،حيث يجب أن تتضح في ذهن الباحث أسس هذا الموضوع وعناصره
الرئيسة ومتغيراته مما يسهل عليه جمع البيانات المالئمة ويجعله ال يخرج عن الموضوع ويجنبه
بذل الجهد وإضاعة الوقت في جمع بيانات التي تمت لموضوعه بصلة ويمكنه من تفسير الظاهرة
المدروسة تفسيرا سليما وواضحا.
وهذا الشعور بوجود خلل ما أو عدم فهم لظاهرة ما أو غموض ما حول أي موضوع أو
موقف غير طبيعي يمثل مرحلة اإلحساس بوجود مشكلة تشكل نقطة البداية في البحث العلمي،
حيث يكون للباحث إحساس يوجهه نحو المجال الذي تكون الدراسة أو البحث ضمنه ويدفعه
للبحث وراء مسببات هذا الخلل والغموض ،والذي يطوره في مرحلة الحقة إلى تحديد موضوع
للبحث العلمي بعد البحث وجمع المعلومات واستطالع الدراسات السابقة عن جوانب الموضوع
المختلفة حتى يتمكن من تحديد الموضوع بدقة وتحديد أبعاده بصورة واضحة.
فاإلحساس بوجود مشكلة أو موقف غامض يعد الدافع الذي يجب أن يتشكل لدى الباحث
ويخلق لديه رغبة في البحث في ثنايا هذه المشكلة وفهمها ،فهذه الخطوة تعد ضرورية كونها تولد
عند الباحث اهتماما وانجذابا نحو المشكلة البحثية والذي يعد ضروريا لالندفاع نحو البحث في
المشكلة البحثية والعمل على تفسيرها.
( (1مروان عبد المجيد إبراهيم ،أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية ،ط ،2عمان :مؤسسة الوراق
للنشر والتوزيع.
( (2ناهد حمدي احمدي ،مناهج البحث في علوم المكتبات ،الرياض :دار المريخ للنشر والتوزيع.
31 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
ويمكن تعريف موضوع البحث العلمي بكونه "مشكلة البحث التي يتم تجسيدها من خالل
مجموعة من الخطوات البحثية وصوال إلى النتائج العلمية والتي يتم عن طريقها اكتشاف الحلول
للمشكلة البحثية"( ،(1فهو تلك الظاهرة التي يريد الباحث معالجتها وتحليلها وتفسيرها والوصول
إلى العالقة التي تحكم متغيراتها.
فهي عملية تحديد المشكلة العلمية التي تتطلب حال علميا لها بواسطة الدراسة الكتشاف
الحقيقة أو الحقائق العلمية المختلفة المتعلقة بالمشكلة محل البحث وتفسيرها ،بحيث يجب على
الباحث تحديدها بدقة وبصورة واضحة حتى يتمكن من إجراء بحثه بطريقة علمية ،فهي عبارة
((2
"عن موضوع يحيطه الغموض أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير".
وتحديد المشكلة البحثية يعد من أهم خطواته وتكمن أهميتها في تأثيرها الكبير في جميع
الخطوات التي تليها ،فهي التي تحدد نوع الدراسة وطبيعة المنهج الذي يتبع وخطة الدراسة
((3
وأدواتها وكذا نوعية البيانات المطلوبة.
فتحديد هذه األخيرة تحديدا واضحا يعد من الصعوبات التي يجب على الباحث التغلب عليها
بسبب تعقد المشاكل وتشابكها وتداخل الظواهر االجتماعية والسياسية واالقتصادية.
وبالتالي فتحديد المشكلة البحثية تحديدا دقيقا يحتاج إلى خبرة ومعرفة ودراية من الباحث
وهي أمور تكتسب من الممارسة العلمية للبحوﺙ ومن خالل القراءة المتعمقة للدراسات التي
((4
أجريت حول الموضوع أو المرتبطة به بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وفي حالة اختيار موضوع فيه معالجات سابقة من الفروض يجب أن يستهدف البحث
مساهمة جديدة لم تكن في البحوﺙ السابقة والتي يجب أن تحدد بكل دقة وموضوعية في
((3
مبررات االختيار والهدف من الدراسة.
وعليه يجب على الباحث أن يكون قادرا على اختيار موضوع جديد ينطوي على إضافة
جديدة للمعرفة العلمية اإلنسانية وليس التطرق لمواضيع استهلكت من قبل من قبل باحثين
آخرين والوصول إلى نتائج معروفة أصبحت من المسلمات ،فبذلك تنتفي الفائدة أو األهمية
العلمية والعملية من البحث العلمي.
-2األهمية العلمية:
حيث تعد أيضا أهمية الموضوع المتناول من األسباب المؤدية الختيار موضوع البحث
العلمي ،حيث تثير اهتمام الباحث القضايا المهمة التي تشغل الرأي العام أو المجتمع
المحلي أو الدولي ،والتي من خالل دراستها والوصول إلى حل لها يكون قد قدم فائدة كبيرة
للمجتمع ،حيث كلما كانت أهمية الموضوع والمشكلة البحثية كبيرة نظرية كانت أم عملية
كلما شكل ذلك دافعا كبيرا الختيار هذا الموضوع للبحث والدراسة.
فعند دراسة أي موضوع نجد نوعين من األهمية ،األهمية العلمية أو النظرية والتي تتمثل
في اإلضافة العلمية التي تزيدها الدراسة للمعرفة النظرية ،واألهمية العملية والتي تتعلق
بالحلول العملية للظاهرة محل الدراسة.
فعلى الباحث أن يختار الموضوع الذي يقدم إضافة للمعرفة اإلنسانية ويساهم في حل
مشكالت المجتمع في مختلف جوانبه سواء كان البحث نظريا أو تفسيريا أو تطبيقيا ومهما
كان الهدف منه.
فكل باحث أو طالب محكوم بتخصص معين وانطالقا من اإللمام بهذا التخصص تظهر لدى
الباحث ميوالت واهتمامات تتعلق بمواضيع معينة يرغب في إنجاز بحوﺙ بصددها والتعمق فيها.
وهذا المعيار يعد من أبرز أسباب اختيار موضوع البحث ،ومن أهم شروط نجاحه أيضا
نظرا لالستعداد النفسي الذي يحفزه إلنجاز البحث ،فعندما يختار الطالب أو الباحث
الموضوع الذي يريد أن يبحث فيه نجده يشعر بمتعة وهو يتقدم في بحثه قد ال يشعر بها
إذا كان الموضوع مفروضا عليه ،وعندئذ قد يصل إلى نتائج أفضل بكثير من النتائج التي
يصل إليها في بحث موضوع فرض عليه ،ولكن مع مراعاة أال يدفعه هذا االهتمام إلى
اختيار مواضيع ومشاكل بحثت من قبل ووصل فيها الباحثون إلى نتائج وحلول أو دون
((1
الرجوع إلى ما كتب فيها في المراجع.
((1
35 الفصل • 1المعرفة ،المنهج العلمي البحث العلمي :المفهوم والخطوات
فاختيار موضوع بحثي معين يكون عادة بما يتوافق وقدرات الباحث واستعداداته مما
يمكنه من التحكم فيه بصورة جيدة وإبراز هذه القدرات.
فنقص المعلومات أو ندرتها أو استحالة الحصول عليها تجعل من الموضوع غير قابل
للدراسة ،وعليه فاختيار الموضوع للبحث يستلزم التأكد من وفرة المعلومات والحقائق
وإمكانية الحصول عليها من مختلف الجهات والمصادر والمراجع العلمية في الوقت
المناسب وفي حدود إمكانات الباحث وقدراته قبل االنطالق في البحث.
فأحيانا قد يقوم الطلبة باختيار مواضيع براقة ومثيرة ثم يصطدمون بندرة المصادر
والمراجع العلمية مما يشكل عائقا كبيرا أمام استكمال بحوثهم أو تغييرها بعد إضاعة الوقت
والجهود في البحث عن المعلومات والبيانات من مختلف المصادر والمراجع العلمية.
ولتجنب ذلك يجب دائما الحرص على مواكبة الجديد من اإلصدارات العلمية واستشارة
أهل االختصاص والمشاركة في الندوات والملتقيات حتى يكون الباحث على دراية بما
كتب عن الموضوع المراد اختياره.
-6معيار التخصص:
يجب على الباحث أو الطالب مراعاة أن يختار موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي
بوجه عام أو في إحدى فروع تخصصه ،فالتخصص يوفر للباحث الخبرة والمعرفة
باإلنجازات العلمية في ذلك المجال والمشكالت التي تمت دراستها والتي ال تزال قائمة
وتحتاج إلى جهود لدراستها ،كما يمكن الباحث أيضا من القدرة على التحكم في مجريات
كما يمكن للباحث أيضا أن يختار موضوع بحثه ضمن نطاق عمله ووظيفته أو مهنته
بما يمكنه من تعميق معارفه ومعلوماته حولها أو تحسين أدائه أو االبتكار واإلبداع فيه،
وبالتالي فعامل تخصص الباحث العلمي معيار أساسي في اختيار موضوع البحث.
وعليه يمكن القول إن عملية اختيار موضوع البحث من أهم األمور المنهجية التي يجب
على الباحث أو الطالب اإللمام بها وأن يكون اختياره صحيحا قائما على احترام المعايير
العلمية حتى ينتج في النهاية بحثا علميا بأتم معنى الكلمة وتتحقق الفائدة والجدوى من
العملية البحثية في خدمة العلم والمجتمع تصبح مجرد عملية شكلية.
الفصل الثاين
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
2 الفصل
تخضع عملية إنجاز وإعداد البحﺙ العلمي في ميدان العلوم القانونيـة ،مثل بقية الفروع
األخرى ،إلى طرق وإجـراﺀات وأسـاليب علميـة وعملية منطقية صارمة ودقيقة ،يجب احترامها
والتقيد بهـا وإتباعهـا بدقة وعناية ،حتى يتمكن الباحﺙ من إعداد بحثه وإنجـازه بـصورة سليمة
وناجحة وفعالة .وتعتبر هذه الطرق واإلجرا ﺀات من صميم تطبيقات علم المنهجية في مفهومه
الواسع ،كما تجب اإلشارة هنا إلى أن اصطالح البحﺙ العلمي يشمل كل التقارير العلمية المنهجية
والموضـوعية مثـل :مـذكرات التخرج في مستوى الليسانس ،وأبحاﺙ رسائل الماجستير
والدراسـات العليا ،وغيرها من التقارير العلمية.
وتمر عملية إعداد البحﺙ العلمي بعدة مراحل ،متسلـسلة ومتتابعـة ،متكاملة ومتناسقة ،في
تكوين وبناﺀ البحﺙ وإنجازه ،وهـذه المراحـل هي :مرحلة تحديد المشكلة واختيار الموضوع،
مرحلـة حـصر وجمـع الوثائق العلمية المتعلقة بالموضوع ،مرحلة القراﺀة والتفكير ،مرحلـة
تقسيم وتبويب الموضوع ،مرحلة جمع وتخزين المعلومـات ،مرحلـة الصياغة والكتابة.
اإلحساس باملشكلة
اإلحساس بالمشكلة يعتبر نقطة البداية في أي مجهود للبحﺙ العلمـي ،فهي تتطلب إجابات
شافية على تساؤالت الفرد واستفساراته.
وتعتبر هذه المرحلة من أولى مراحل إعداد البحﺙ العلمـي واألكثـر صعوبة ودقة ،نظرا
لتعدد واختالف عوامل ومقاييس االختيار ،حيـث توجد عوامل ومعايير مقـاييس ذاتيـة نفـسية
وعقليـة واجتماعيـة واقتصادية ،ومهنية تتحكم في عملية اختيار الموضوع.
39 الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي
أ ـ العوامل الﺫاتية:
االستعداد والرغبة النفسية الذاتية :يحقق عملية االرتباط النفسي بين الباحﺙ وموضوعه. –
وينتج عن ذلـك المثـابرة والـصبر والمعانـاة والتحمس المعقول والتضحية الكاملة
للبحﺙ.
القدرات :العقلية ،سـعة االطـالع ،التفكيـر والتأمـل ،الـصفات األخالقية مثل هدوﺀ –
األعـصاب وقـوة المالحظـة وشـدة الـصبر.
نوعية التخصص العلمي :يختار الباحﺙ موضوع بحثه في نطـاق تخصصه العلمي، –
بوجه عام أو في أحد فروع تخصصه ،فهو عامـل أساسي في اختيار الموضوع.
طبيعة موقف الباحﺙ :فيختار الباحﺙ موضوع بحثه بما يتناسـب مع مركزه العلمي –
واالجتماعي والسياسي ،وما إليها من االعتبـارات تسهيال على الباحﺙ في عملية البحﺙ
في نطاق الوظيفة الممارسة.
الظروف االجتماعية واالقتصادية: –
ب ـ العوامل الموﻀوعية:
1ـ القيمة العلمية للموضوع :يجب أن يكون الموضـوع ذو قيمـة علمية نظرية وعملية حية
ومفيدة في كافة مجـاالت الحيـاة العامـة والخاصة ،مثل حل المشكالت االجتماعية
واالقتصادية القائمة.
2ـ أهداف سياسة البحﺙ العلمي المعتمدة :وذلـك نظـرا الرتبـاط البحﺙ العلمي بالحياة
العامة الوطنية والدولية ،ونظرا الرتباط وتفاعل التكوين والبحﺙ العلمي بالحياة
االجتماعية واالقتصادية والسياسية في الدولة .وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر
والحياة العلمية ،وبـدون التضحية بقيم التفتح على عالم الخلق واإلبداع اإلنسانيين.
3ـ مكانة البحﺙ بين أنواع البحوﺙ العلمية األخـرى :فقـد يكـون البحﺙ مذكرة الليسانس
أو الماجستير وقد يكون في صـورة دراسـة خبرة مقدمة لمكاتب الدراسات ومخابر
األبحاﺙ .فنوعية البحﺙ تتحكم في تحديد الموضوع الصالح للبحﺙ.
4ـ مدى توفر الوثائق والمراجع :حيﺙ توجد الموضوعات النـادرة المصادر والوثائق
الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي 40
العلمية ،وهناك الموضوعات التي تقل فيها الوثائق العلمية المتعلقة بحقائقها ،كما
توجد الموضـوعات الغنيـة بالوثـائق والمصادر العلمية األصلية .وهو عامل أساسي
جوهري فـي تحديـد واختيار الموضوع .والوثائق العلمية هي جميع المصادر
والمراجع األولية والثانوية التـي تحتوي على جميع المواد والمعلومات والمعارف
المكونة للموضـوع ،والتي تشكل في مجموعها طاقة لإلنتاج الفكري والعقلي فـي
ميـدان البحﺙ العلمي ،وهذه الوثائق قد تكـون مخطوطـة أو مطبوعـة أو مسموعة أو
مرئية.
جـديرة بالدراسة ،فيقوم الباحﺙ بقراﺀة مبدئية عنها ويستنير بﺂراﺀ المختـصين في
ذلك المجال .ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد اإلشـكالية هي
وضعها في شكل سؤال يبين العالقة بين متغيرين .ويمكن للباحﺙ أن يحدد اإلشكالية
((1
دون وضعها على شكل سؤال.
صياغة الفرضيات:
بعد أن يحدد الباحﺙ المشكلة ،ينتقل إلى مرحلة الفرضـيات المتعلقـة بموضوع البحﺙ ،وال
يعني هذا أن الفرضيات تأتي في مرحلة فكرية متأخرة عن مرحلة اإلشكالية ،وما الفرضـيات إال
إجابـات مبدئيـة للسؤال األساسي ،الذي يدور حوله موضوع البحﺙ .ويعتبر االفتراض مبدئيا،
ألن موضوع البحﺙ ال يكون في صـورته األخيرة الواضحة ،وتأخذ االفتراضات بـالتبلور
والوضـوح ،كلمـا اتضحت صورة البحﺙ .فاالفتراضات ما هي إال تخمينات أو توقعات أو
اسـتنتاجات ،يتبناهـا الباحﺙ مؤقتا كحلول لمشكلة البحﺙ ،فهي تعمل كدليل ومرشـد لـه ،ويرى
بعض الكتاب أن الفرض ما هو إال عبارة مجـردة ،ال تحمـل صفة الصدق أو الكذب ،بل هي نقطة
انطالق للوصول إلـى نتيجـة يستطيع عندها الباحﺙ من قبول الفرض أو رفضه.
أو البيبليوغرافيا ،وتعتبر من أهم العمليات الالزمة للقيام بأي بحـث ،وذلك بنقل المعلومات
أو االستشهاد ببعض الفقرات أو تعزيز وجهـة النظر الخاصة بالباحﺙ.
وأنواع الوثائق األولية واألصلية العلمية في ميدان العلـوم القانونيـة واإلدارية هي:
( (1نميل إلى وجوب التفرقة بين المصادر والمراجع :فالمصدر Sourceهو أقدم مـا يحوي مادة عن
موضوع ما ،وهي ما يسمى بـ « المراجع األصـلية» ،وهـي المراجع ذات القيمة في الرسائل العلمية،
ولذلك وجب االعتماد عليها والرجوع إليها ،وكلما ازداد استخدام المراجع األصلية وكثرت الحقائق
المستقاة منها ،كلما عظمت قيمة الرسالة ،وبخاصة إذا كانت هذه الحقائق لم تصل إليها يد من قبل.
والمرجع هو Referenceما أخذ مادة أصلية من مراجع متعددة وأخرجها فـي ثـوب جديد .وعلى
الطالب العودة دائما إلى األصول والمصادر إال إذا تعـذر عليـه األمر.
43 الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي
ب ـ الوثائق غير األصلية وغير المباشرة ) :المراجع ( .وهي المراجع العلمية التي تستمد
قوتها من مصادر ووثـائق أصـلية ومباشرة ،أي أنها الوثائق والمراجع التي نقلت
الحقائق والمعلومـات عن الموضوع محل البحﺙ ،أو عن بعض جوانبه من مصادر
ووثائق أخرى ،وهي التي يجـوز أن نطلق عليها لفظ "المراجع".
ومﻥ أمثلتها:
1ـ الكتب والمؤلفات القانونية األكاديمية العامة والمتخصـصة فـي موضوع من
الموضوعات ،مثل كتب القـانون الـدولي والعالقـات الدولية ،القانون اإلداري،
الدستوري ،العلوم السياسية ،القانون المدني ،التجاري....
2ـ الدوريات والمقاالت العلميـة المتخصـصة ،وأحكـام القـضاء والنـصوص القانونيـة
مثـل نـشرية وزارة العـدل والـ دوريات المتخصصة.
3ـ الرسائل العلمية األكاديمية المتخصـصة ،ومجمـوع البحـوﺙ والدراسات العلمية
والجامعية التي تقدم مـن أجـل الحـصول علـى درجات علمية أكاديمية.
4ـ الموسوعات ودوائر المعارف والقواميس.
أنواع القراءة:
1ـ القراءة السريعة الكاشفة :وهي القراءة السريعة الخاطفة التي تتحقق عن طريق
االطـالع عـن الفهارس ورؤوس الموضوعات فـي قـوائم المـصادر والمراجـع
المختلفة ،كما تشمل االطالع على مقدمات وبعض فصول وعنـوانين المصادر
والمراجع .كما تستهدف تدعيم قائمة المصادر والمراجع المجمعة بوثائق جديـدة ،وكذا
معرفة سعة وآفاق الموضوع وجوانبه المختلفة ،وتكـشف القـيم والجديد والمتخصص
والخاص من الوثائق والعام.
2ـ القراءة العادية :وهي القراءة التي تتركز حول الموضوعات التي تم اكتشافها بواسطة
القراءة السريعة ،يقوم بها الباحﺙ بهدوء وتؤدة ،وفقا لشروط القـراءة السابقة الذكر،
واستخالص النتائج وتدوينها في بطاقات.
3ـ القراءة العميقة والمركزة :وهي التي تتركز حول بعض الوثائق دون البعض اآلخر،
لما لها مـن أهمية في الموضع وصلة مباشرة به ،األمر الذي يتطلب التركيز فـي
45 الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي
القراءة والتكرار والتمعن والدقة والتأمل ،وتتطلب صـرامة والتزامـا أكثر من غيرها
من أنواع القراءات .وتختلف أهداف القراءة المركزة عنها في القراءة العادية ،حيﺙ
يعنـى الباحﺙ في التعرف على إطار المشكلة ذاتها ،واآلراء الفكريـة التـي تناولتها،
والفروض التي تبناها الباحثون ،والمنـاهج العلميـة التـي استخدموها ،وذلك بهدف
االسترشاد والتوضيح فـي تقريـر مـسيرة دراسته ،من حيﺙ المعلومات التي يحتاجها.
وتقسيم الموضوع يعني تحديد الفكرة األساسية والكليـة للموضـوع ،تحديدا جامعا مانعا
وواضحا ،وإعطائها عنوانا رئيسا ،ثم تحديد مدخل الموضوع في صورة مقدمة البحﺙ ،والقيام
بتفتيت و تقـسيم الفكـرة األساسية إلى أفكار فرعية وجزئية خاصة .بحيﺙ يشكل التقسيم هيكلة
وبناء البحﺙ ،ثم القيام بإعطاء العنوانين الفرعية والجزئية(( .األجزاء ،األقسام ،األبـواب،
الفـصول ،الفـروع ،المباحـث ،المطالب .ثم :أوال ،ثانيا ،ثالثا....ثم أ ب ج...ثم ))..... 3 ،2 ،1
1ـ التعمق والشمول في تأمل كافة جوانب وأجزاء وفـروع ونقـاط الموضوع بصورة
جيدة.
2ـ االعتماد الكلي على المنطق والموضوعية والمنهجية في التقسيم والتبويب.
3ـ احترام مبدأ مرونة خطة وتقسيم البحﺙ.
4ـ يجب أن يكون تحليليا وحيا وداال ،وليس تجميعـا لموضـوعات وعناوين فارغة.
5ـ تحاشي التكرار والتداخل واالختالط بين محتويـات العناصـر والموضوعات
والعناوين األساسية والفرعية والعامة والخاصة.
الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي 46
6ـ ضرورة تحقيق التقابل والتـوازن بـين التقـسيمات األساسـية والفرعية أفقيا وعموديا،
كأن يتساوى ويتوازن عدد أبـواب األقـسام واألجزاء ،وكذا عدد فصول األبواب وعدد
فروع الفصول وهلم جرا.
تصفية املعلومات:
وسرعان ما يجد الباحﺙ نفسه يغوص فـي بحـر مـن المعلومـات والبحوﺙ والمؤتمرات
والرسائل الجامعية ،فماذا يفعل؟ الخطوة األولى واألساسية تتمثل في تنقية وغربلة المعلومـات
التـي حصل عليها ،وذلك بواسطة الطرق التالية:
إعطاء األولوية للمصادر األصلية المباشرة وتقديمها على غيرهـا من المراجع ـ
الثانوية وغير المباشرة ،والتـي تعتمـد أساسـا علـى المصادر.
التركيز على المصادر والمراجـع األكثـر حداثـة :سـواء فـي احصاءاتها وأرقامها ،أو ـ
توثيقها أو صياغة نظرياتها.
حذف واستبعاد المراجع أو المعلومات المكررة الركيكة :والضعيفة والمنقولة عن ـ
مصادر متوفرة ،حرصا على دقـة وقـوة ومـصداقية المعلومات ،واحتياطـا لتوثيقهـا
باعتمادهـا علـى أمهـات الكتـب والمصادر.
البعد عن المعلومات غير العلمية :والمستندة إلى تعصب أو تحيـز لفكر معين أو مذهب
معين ،أو قائمة على العاطفة والحماس بعيدا عنالموضوعية المجردة.
استبعاد المعلومات التي تتعارض مع الحقائق العلمية :تخلصا وبعدا عن بلبلة األفكار ـ
والتكهنات ،وكل األمـور التـي تغـاير الدراسـات العلمية.
الحرص على استبعاد المعلومات التي ال تتعلق وبـصفة مباشـرة بموضوع البحﺙ: ـ
تالفيا للتشعب والتوسع ،وتجنب االستطراد ،وتوفيرالوقت والجهد.
تركيز الباحﺙ على مصادر المعلومات الدولية األكثر واألدق توثيقا ومصداقية ما ـ
أمكن ذلك ،مثل مصادر ونشرات األمم المتحـدة ،مـع األخذ بعين االعتبار أن المص
در الدولية يحشد لها أفـضل العلمـاء وأكثرهم تخصصا.
2ـ أسلوب الملفات :يتكون الملف من عالف سميك ومعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة،
يقوم الباحﺙ بتقسيم الملف أو الملفات على حسب خطة تقسيم البحـث المعتمدة ،مع
ترك فراغات الحتماالت اإلضافة وتـسجيل معلومـات مستجدة ،أو احتماالت التغيير
والتعديل.
وتتجسد عملية كتابة البحﺙ العلمي في صياغة وتحرير نتائج الدراسة ،وذلك وفقا لقواعد
وأساليب منهجية علمية ومنطقية دقيقة ،وإخراجـه وإعالمه بصورة واضحة وجيدة للقارئ،
بهـدف إقناعـه بمـضمون البحﺙ العلمي المعد .فعميلة الكتابة تتضمن أهدافا معينة ومحددة،
وتتكون من مجموعة من المقدمات والدعائم يجب على الباحﺙ احترامها وااللتزام بهـا أثنـاء
مرحلة الكتابة ،ولبيان ذلك يجب التطرق إلى نقطتين أساسيتين هما:
ب ـ عرض وإعالن أفكار الباحﺙ وآرائه :مدعمة باألسانيد والحجج المنطقية ،وذلك
بصورة منهجية ودقيقة وواضحة ،إلبـراز شخـصية الباحﺙ وإبداعه العلمي الجديد
في الموضوع محل الدراسة
ج ـ اكتشاف النظريات والقوانين العلمية :وذلك عن طريق المالحظة العلمية ووضع
الفرضيات العلميـة المختلفـة ،ودراسـتها وتحليلهـا وتقييمها ،بهدف استخراج نظريات
جديدة ،أو قـوانين علميـة حـول موضوع الدراسة وإعالنها.
الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي 50
أ ـ تحديد واعتماد منهج البحﺙ (أو مناهج البحﺙ) وتطبيقه فـي الدراسة :مقوم جوهري
وحيوي في كتابة البحﺙ ،حيﺙ يسير الباحﺙ ويتنقل بطريقة علمية منهجية ،في ترتيب
وتحليل وتركيـب وتفـسير األفكار والحقائق ،حتى يصل إلى النتـائج العلميـة لبحثـه
بطريقـة مضمونة .يؤدي تطبيق المنهج بدقة وصرامة إلـى إضـفاء الدقـة والوضـوح
والعلمية والموضوعية على عمليـة الـصياغة والتحريـر ،ويـوفر ضمانات السير
المتناسق والمنظم لها.
ب ـ األسلوب العلمي والمنهجي الجيد :األسلوب في البحﺙ العلمي يتضمن العديد من
العناصر والخـصائص حتى يكون أسلوبا علميا مفيدا وداال ،مثل:
سالمة اللغة ،وفنيتها وسالمتها ووضوحها. ـ
اإليجاز والتركيز الدال والمفيد. ـ
عدم التكرار. ـ
القدرة على تنظيم المعلومات واألفكار ،وعرضها بطريقة منطقية. ـ
الدقة والوضوح والتحديـد والبعـد عـن الغمـوض واإلطنـاب والعمومية. ـ
تدعيم األفكار بأكبر وأقوى األدلة المناسبة. ـ
التماسك والتسلسل بين أجزاء وفروع وعناصر الموضوع. ـ
قوة وجودة الربط في عملية االنتقال من كلمة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى. ـ
هذه بعض عناصر وخصائص األسلوب العلمي الجيد الالزم لـصياغة البحوﺙ
العلمية وكتابتها.
ج ـ احترام قانون االقتباس وقـانون اإلسـناد والتوثيـق :توجـد مجموعة من الضوابط
والقواعد المنهجية ،يجب على الباحﺙ العلمـي احترامها والتقيد بها عند القيام بعملية
االقتباس:
ـ الدقة والفطنة في فهم القواعد واألحكام والفرضيات العلميـة وآراء الغير المراد
اقتباسها.
51 الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي
ـ عدم التسليم واالعتقاد بأن األحكام واآلراء التي يراد اقتباسها هـي حجج
ومسلمات مطلقة ونهائية ،بل يجب اعتبارها دائما أنهـا مجـرد فرضيات قابلة
للتحليل والمناقشة والنقد.
الدقة والجدية والموضوعية في اختيار ما يقتبس منه ،وما يقتـبس ،يجب اختيار ـ
العينات الجديرة باالقتباس في البحوﺙ العلمية.
تجنب األخطاء والهفوات في عملية النقل واالقتباس .ـ حسن االنسجام والتوافق ـ
بين المقتبس وبين ما يتصل به ،وتحاشـي التنافر والتعارض وعدم االنسجام بـين
العينـات المقتبـسة وسـياق الموضوع ،عدم المبالغة والتطويل في االقتباس،
والحد األقصى المتفق هو أال يتجاوز االقتباس الحرفي المباشر على ستة أسطر.
ـ عدم ذوبان شخصية الباحﺙ العلمية بين ثنايا االقتباسات ،بل البـد من تأكيد وجود
شخصية الباحﺙ أثناء عملية االقتباس ،عن طريق دقة وحسن االقتباس ،والتقديم
والتعليق والنقد والتقييم للعينات المقتبسة.
د ـ األمانة العلمية :تتجلى األمانة العلمية لدى الباحﺙ في عدم نسبة أفكار الغير وآرائهـم
إلى نفسه ،وفي االقتباس الجيد واإلسناد لكل رأي أو فكرة أو معلومـة إلى صاحبها
األصلي ،وبيان مكان وجودها بدقة وعناية في المصادر والمراجع المعتمدة.
وعلى الباحﺙ التقيد بأخالقيات وقواعد األمانة العلمية:
تنتج وتقـدم الجديـد ،فـي النتائج والحقائق العلمية ،المبينة على أدلة وأسس علمية
حقيقية ،وذلك في صورة فرضيات ونظريات وقوانين علمية .وتتحقق عملية
التجديد واالبتكار في البحﺙ العلمي عن طريق العوامل التالية:
اكتشاف معلومات وحقائق جديدة ،متعلقة بموضوع البحﺙ ،لم تكن موجودة من ـ
قبل ،وتحليلها وتركيبها وتفسيرها ،وإعالمها في صـورة فرضية علمية ،أو في
صورة نظرية علمية أو قانون علمي.
اكتشاف معلومات وأسباب وحقائق جديدة إضافية عن الموضـوع محل الدراسة ـ
والبحﺙ ،تضاف إلى المعلومـات والحقـائق القديمـة المتعلقة بذات الموضوع.
ـ إعادة وترتيب وتنظيم وصياغة الموضوع محل الدراسة والبحـث ،ترتيبا
وصياغة جديدة وحديثـة ،بـصورة تعطـي للموضـوع قـوة وتوضيحا وعصرنة
أكثر مما كان عليه من قبل.
فيجب على الباحﺙ عندما يقتبس معلومات من وثائق مختلفة أن يضع في نهاية االقتباس
رقما في نهاية الصفحة ،ثم يعطي في الهامﺵ كافة المعلومات المتعلقة بهذه الوثائق ،مثل :اسم
المؤلف ،عنوان الوثيقـة ،بلد ومدينة الطبع والنشر ،رقم الطبعة ،تاريخها ،رقم الـصفحة التـي
توجد فيها المعلومات المقتبسة.
ونظرا ألهمية الموضوع وصعوبته سنعالجه ببعض مـن التفـصيل ،ونتناوله في ثالثة نقاط
رئيسة:
أوال :الهـامﺵ:
الهامﺵ هو ما يخرج عن النص من إحاالت وتعاليق وشروح ،ويعتبر الهامﺵ بمتضمناته
من أهم أجزاء البحﺙ ،بل جوهره خاصـة وأنـه يكتب فيه ما يلي:
53 الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي
1ـ ثبت المصادر والمراجع :وفق ترقيمها وتعددها وتنوعها ،كما هو متعارف عليه عند
الباحثين.
2ـ إيضاح تفسير كما يرى الباحﺙ :سواء لمعلومـة غامـضة ،أو لكونها غير مألوفة ،أو
مصطلح علمي ،وهنا ال يشترط وضـع رقـم فوق أو بجانب أي إيضاح أو تفسير،
فيكتفى بعالمة (*) في المـتن ،يقابلها الثبت في الهامﺵ لنفس اإلشارة .والهدف دعم
مـا كتـب فـي المتن حول هذه الجزئية.
3ـ التراجم :والتي يركز عليها كثير من الباحثين ،اعترافا بفضل أو التذكير بسيرة علم أو
رائد أو قدوة ،أو إليضاح تطور فكـر وكيـف تبلور ومن أسهم فيه ،وذكر التراجم تدلل
على اتساع أفـق الباحـث وزيادة اطالعه ودعم توثيق بحثه ،وتجسيد أمانته العلمية
ورد الفضل ألهله ،وإبراز الرواد من الفكر اإلنساني.
مصادر فصله من رقم ( )1ويستمر لنهاية الفصل وفق عدد المصادر ،فقد يصل الرقم إلى
35أو 45وهكـذا ،علـى أن يثبـت أو يوثـق مصادره أسفل الصفحة لألرقام التي وردت
في نفس الصفحة ،ويـرى بعض الباحثين ذكر التوثيق وثبت المراجع مسلسلة وفق أرقامها
فـي نهاية الفصل ،تالفيا للتداخل بين المصادر.
ويرى بعض الباحثين ترقيم مصادر البحﺙ وفق تسلسل مستمر مـن أول البحﺙ إلى –
آخره ،على أن تثبت المصادر لكل رقم ما يقابله فـي نفس الصفحة ،وإن كان الـبعض
يـرى أن األدق واألفـضل ثبـت المصادر كلها مسلسلة في نهاية البحﺙ .والتباين السابق
في كيفية الترقيم تصح في كل األحـوال وفـق رؤى الباحﺙ وطبيعة البحﺙ وال يعتبر
من األخطاء المنهجية .فالبد من ذكر المعلومات المتعلقة بالكتاب أو المؤلف العام ،الذي
الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي 54
الدكتور عمار عوابدي« ،عملية اتخاذ القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون
اإلداري» ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونيـة واإلدارية ،العدد ،2جوان ،1985ص 454
وما بعدها.
ذكر رقم المادة أو الفقرة .ثم بيان الوثيقة العامة التي احتوت النـصوص مثـل المجموعـة
55 الفصل • 2مراحل ﺇﻋﺩاﺩ البحﺙ العلمي
أو الجريدة الرسمية ،وفي حالة الجريدة الرسمية ،ال بد من ذكر الـسنة ،ورقم العدد ،تاريخ
الصدور ،رقم الصفحة أو الصفحات.
أما في حالة الحكم القضائي ،فإنه يجب ذكر المعلومات التاليـة :لفـظ الحكم ،اسم ودرجة
المحكمة أو الجهة التي أصدرته ،تاريخ الصدور ،رقم الملف أو القضية التي صدر بشأنها.
( )1الدكتور كامل المغربي ،المدخل إلدارة األعمال ،الطبعة الثانيـة ،الرياض ،مطبعة
النصر ،1978 ،ص 25.
الفصل الثالث
نتناول فيه:
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
3 الفصل
لكل علم من العلوم مادة ومنهج ،ومادة العلـم هـي الظـواهر التـي يتناولها بالتحليل ،أما
منهجه فهو طريقة المعرفة التي يسلكها الباحـث في سبيله إلى التعرف على حقيقة تلك الظواهر،
فنقول مثال :العلـوم الطبيعية ،ونعني بها المناهج العلمية التي تتناول بالتحليـل الظـواهر الطبيعية
حال الفيزياء واألحياء وغيرهما ،ونقول العلوم االجتماعيـة ونعني بها المناهج العلمية التي تتناول
الظواهر االجتماعية بالتحليل.
( (1الدكتور عبد الرحمن بدوي ،مناهج البحﺙ العلمي ،الطبعة الثالثة ،الكويـت ،وكالـة المطبوعات،1977 ،
ص7.
2000 ( (2محمد طه بدوي ،المنهج في علم السياسة ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحـديﺙ ،ص ،115سنة
59 الفصل • 3مناهج البحث العلمي
ثم بلورة هذه النتائج فـي إطـار التسلـسل والتـأطير النظري المنسق ،في صورة قواعد مبرهن
على صـحتها ،كحقـائق علمية تقود إلى حل الظاهرة محل البحﺙ .والمنهج العلمي وفق المفهوم
السابق ،يصح تطبيقه فـي كل العلـوم الطبيعية واالجتماعية بكل تفريعاتها.
النشأة والتطور :بحﺙ اإلنسان منذ بداية الخليقة عن أسـاليب أو طـرق يحـل بهـا المعضالت
التي يواجهها ،خاصة عن طريق المعـارف والمـدركات العقلية ،وبصفة أساسية العلم ،وسجلت
بعض األفكار المتنـاثرة مـن الحضارات القديمة كمالمح منهجية ،خاصـة مـا خلفتـه الحـضارة
اليونانية من فكر فلسفي في القرن الثالﺙ ق م ،ولكن لم تترسخ هـذه األفكار وترتفع إلى مستوى
منهج علمي متميز ،حتى جاءت الحضارة العربية اإلسالمية ،فأرست دعائم مناهج راسخة
ومحددة فـي شـتى المعارف اإلنسانية ،وبرزت المنـاهج العلميـة فـي مئـات الكتـب.
أ ـ المنهج الوصفي.
ب ـ المنهج التاريخي.
ج ـ المنهج التجريبي.
د ـ البحﺙ الفلسفي.
هـ ـ البحﺙ التنبؤي.
و ـ البحﺙ االجتماعي.
ن ـ البحﺙ اإلبداعي.
املنهج ﺍﻻستﺩﻻﻲﻟ
يعرف االستدالل بأنه" :هو البرهان الذي يبدأ من قضايا مسلم بهـا ،ويسير إلى قضايا
أخرى تنتج عنها بالضرورة ،ودون االلتجـاء إلـى التجربة ،وهذا السير يكون بواسطة القول
أو الحساب( ."(1وذلك مثـل العمليات الحسابية التي يقوم بهـا الرياضـي دون إجـراء تجـارب،
واالستدالالت التي يستعملها القاضي اعتمادا على ما لديه من قـضايا ومبادئ قانونية .واالستدالل
قد يكون عملية عقلية منطقية أولية ،وهو كل برهان دقيق مثل الحساب والقياس .وقد يكون عبارة
عن عملية سلوكية منهجية لتحصيل الحقيقـة ،وهـو السلوك العام المستخدم في العلوم والرياضة
وهو التسلـسل المنطقـي المنتقل من مبادئ وقضايا أولية إلى قضايا أخرى تستخلص وتـستنج
منها بالضرورة ،دون استعمال التجربة ،عكس المنهج التجريبـي أو االستقرائي القائم على أساس
التجربة.
مبادئ االستدالل :يتكون النظام االستداللي من المبادئ والنظريات ،وذلـك أن النظـام -
االستداللي يشتمل على ميكانيزم يتسلسل من قضايا ومبادئ يـستنتج منها مبادئ
وقضايا مستنتجة كنتائج للعملية االستداللية األولـى ،ثـم تصبح هذه بدورها مبادئ
وقضايا أولية بالنسبة للنتـائج األخـرى...وهكذا إلى النهاية .والنتائج المستخرجة من
القضايا والمبادئ تسمى " النظريـات " ولـذا كان االستدالل في صورة نظام متكـون
مـن ميكـانيزم :المبـادئ والنظريات.
مبادئ االستدالل هي :مجموع القضايا والتصورات األوليـة غيـرالمستخرجة من ـ
غيرها في نظام استداللي معين .وقـد قـسم رجـال المنطق القدماء مبادئ االستدالل
إلى :البـديهيات ـ المـصادرات ـ التعريفات.
أ ـ البديهيات :البديهية هي قضية بينة بنفسها ،وليس من الممكن البرهنة عليها ،فهي
صادقة بال برهان .وتتميز بثالثة خصائص:
أنها بينة نفسية :حيﺙ تتبين للنفس تلقائيا وبدون واسطة برهان. ـ
أنها أولية منطقية :أي أنها مبدأ أوليا غير مستخلص من غيره مـن المبادئ ـ
والقضايا األخرى.
ـ أنها قاعدة صورية عامة :أو قضية مشتركة ألنه مسلم بها من كافة العقول على
السواء ،وألنها شاملة ألكثر من علم واحد.
ب ـ المصادرات:
المصادرات قضايا تركيبية ،أقل يقينية من البديهيات ،فهي ليست بينـة وغير عامة
ومشتركة ،ولكن يصادر على صحتها ويسلم بها تـسليما ،بالرغم من عدم بيانها
بوضوح للعقل ،ولكن نظرا لفائدتها المتمثلة في إمكانية استنتاج منها العديد من النتائج
دون الوقوع في تناقض.
ج ـ التعريفات :التعريفات هي قضايا وتصورات جزئية وخاصة بكل علم ،والتعريف هو
التعبير عن ماهية المعرف عنه وحده ،وعنـه كلـه ،أي تعريفـا جامعا مانعا ،ويتركب
التعريف من شيئين هما :المعرف به وهو الشيء المراد تعريفه ،والمعرف وهو القـول
الـذي يحدد خواص وعناصر الشيء المعرف .والتعريف قد يكون تعريفا رياضيا،
أي تعريفا ثابتا وقبليا وضـروريا نهائيا وكليا ،ألنه من عمل العقل الثابت في جوهره.
وقد يكون التعريف تعريفا تجريبيا ،كما هو الحال في العلوم الطبيعيـة واإلنسانية
واالجتماعية والقانونية ،حيـث يكـون التعريـف تعريفـا متحركا ومتطورا ومتدرج
في تكوينه ،حيﺙ يتكون شيئا فـشيئا فـي ميدان التجربة ،حيﺙ تضيف إليه التجارب
الميدانية عناصر وخواص جديدة ومتحركة ومتغيرة .هذه مبادئ االستدالل الثالثة،
وقد ثبت لرجال المنطق والفلسفة وعلـم المنهجية على الخصوص ،أن هذه المبادئ
الثالثة متداخلـة فـي مـا بينها ،ومتعاونة ومتكاملة في تحقيق العملية االسـتداللية مـن
أجـل استخراج النتائج والنظريات والبرهنة على صحتها.
أدوات االستدالل:
أ ـ القياﺱ:
وهو عملية أو قضية عقلية منطقية ،تنطلق من مقدمات مسلم بهـا ،أو مسلمات إلى نتائج
افتراضية غير مضمون صـحتها .فالقيـاس هـو تحصيل حاصل مستمر ،عكس البرهان
الرياضي الذي يـأتي دائمـا بحقيقة جديدة ،لم تكن موجودة في المبـادئ األوليـة ال ضـمنيا
وال صراحة ،فالبرهان الرياضي عكس القياس مبـدع وخـالق للجديـد األصيل.
ب ـ التجريب العقلي:
التجريب العقلي يختلف اختالفا جذريا وتاما عن المنهج التجريبـي ،والتجريب العقلي هو
في معناه الواسع والعام :قيام اإلنسان في داخـل عقله بكل الفروض والتحقيقات التي يعجز
عن القيام بها في الخـارج،
وقد يكون التجريب العقلي تجريبيا عقليا خياليا ،كما هو فـي حـاالت جموع العباقرة
والفنانين والشعراء ،وهذا النوع من التجريب العقلـي ليست له قيمة علمية ،ولكن له قيم
فنية جمالية خالقة .وقد يكون التجريب العقلي تجريبا عقليا علميا ،ألنه يقوم على وقـائع
يجرب عليها اإلنسان األوضاع والفروض العقلية الداخليـة العديـدة ،الستخالص النتائج
التي تؤدي إليها هـذه الفـروض داخـل الـذهن اإلنساني.
ج ـ التركيب:
التركيب هو عملية عقلية عكسية ،تبدأ من القضية الصحيحة المعلومة الصحة ،إلى
استخراج كل النتائج ومعرفة كل هـذه النتـائج المـراد استخالصها من هذه القضية
الصحيحة والمعلومة.
املنهج التﺠريبي:
يعد المنهج التجريبي من أقرب المناهج إلى الطريقة العلمية الصحيحة والموضوعية
واليقينية في البحﺙ عن الحقيقة واكتـشافها وتفـسيرها والتنبؤ بها والتحكم فيها.
الفصل • 3مناهج البحث العلمي 64
ومنها " :التجربة ...هي مالحظة مقصودة تحت ظروف محكومـة ،يقوم بها الباحﺙ الختبار
الفرض للحصول على العالقات السببية(."(3
فمضمون المنهج التجريبي ،يتمثل فـي االعتمـاد علـى المالحظـة والتجربة ،وهو لذلك
استقرائي اختباري مع تدخل العقل بسلسلة مـن عملية االستنباط المنطقي تنتهي باالرتقاء بنتـائج
عـدد محـدد مـن الحاالت إلى قانون مفسر لشتى حاالت الواقع ،وذلك إلى ما النهاية.
1ـ المالحﻅـة:
وهي الخطوة األولى في البحﺙ العلمي وهي من أهم عناصر البحـث التجريبي ،وأكثرها
أهمية وحيوية ،ألنها المحـرك األساسـي لبقيـة عناصر المنهج التجريبي ،حيﺙ أن المالحظة
هي التي تقود إلى وضع الفرضيات وحتمية إجراء عملية التجريب على الفرضيات،
الستخراج القوانين والنظريات العلمية التي تفسر الظواهر والوقائع .والمالحظة أو
المشاهدة في معناها العام والواسع :هي االنتباه العفوي إلى حادثة أو واقعة أو ظاهرة أو
أمر ما ،دون قصد أو سابق إصرار وتعمد(.(1
أما المالحظة العلمية فهي :المشاهدة الحـسية المقـصودة والمنظمـة والدقيقة للحوادﺙ
واألمور والظواهر ،بغية اكتشاف أسبابها وقوانينهـا ونظرياتها ،عن طريق القيام بعملية
النظر في هذه األشـياء واألمـور والوقائع ،وتعريفها وتوصيفها وتصنيفها في أسر
((2
وفصائل ،وذلك قبـل تحريك عمليتي وضع الفرضيات والتجريب.
( (1الدكتور فاخر عاقل ،أسس البحﺙ العلمي في العلوم الـسلوكية ،الطبعـة الثانيـة ،بيروت ،دار العلم
84. للماليين ،ص
128. ( (2الدكتور عبد الرحمن بدوي ،المرجع السابق ،ص
الفصل • 3مناهج البحث العلمي 66
يجب أن يكون العالم الباحﺙ مؤهال وقادرا علـى المالحظـة ،أن يكون ذكيا متخصصا، ـ
عالما في ميدانه ،سليم الحواس ،هادئ الطبـع سليم األعصاب ،مرتاح النفس قادرا
على التركيز واالنتباه.
فتختلف بذلك الفرضية عن النظرية ،في الدرجة وليس في النوع .الفرضية تفسير وتخمين
مؤقت وغير نهائي .والنظرية تفسير وتفسير ثابت ونهائي نسبيا .وأصل النظرية أنها
فرضية أجريـت عليهـا اختبـارات وتجـارب فأصبحت نظرية.
أما القانون فهو النظام أو العالقة الثابتـة وغيـر المتحولـة بـين ظاهرتين أو أكثر. ـ
أما المفهوم فهو :مجموعة من الرموز والدالالت التي يستعين بهـا الفرد لتوصيل ـ
ما يريده من معاني إلى غيره من الناس ،ويشترط فـي المفهوم ربطه بالتعريفات
األخرى المتصلة به ،كما يشترط فيه الدقـة والوضوح والعمومية .أو نستطيع
( (1الدكتور أحمد بدر ،المرجع السابق ،ص ،88وأنظر االشتقاق اللغوي للكلمة في اللغة األجنبية ،فهي
مكونة من شقين» « Hypo :ومعناه أقل مـن ،ومـن « »Theseومعناها أطروحة أو نظرية ،فيكون
المعنى العام للكلمة هو « :دون أو أقل مـن النظرية ».
67 الفصل • 3مناهج البحث العلمي
وقيمة الفرضيات لم يعترف بها إال في بداية القرن التاسع عشر ،حيﺙ عارض العلماء قبل
ذلك وضع الفرضيات وحذروا منها ،وهو ما فعله كل من كلود برنارد وبيكون.
صـالحيتها لتفـسير الظواهر والوقائع علميا ،واثبات صحة الفرضيات العلميـة بواسـطة
إجراء عملية التجريب في أحوال وظروف وأوضاع متغايرة ومختلفة ،واإلطالة والتنوع
في التجريب على ذات الفرضيات.
وإذا ما ثبتت صحة الفرضيات علميا ويقينيا ،تتحول إلى قواعد ثابتـة وعامة ،ونظريات
علمية تكشف وتفسر وتتنبأ بالوقائع والظواهر(.(1
وقد ازدهرت استخدامات المنهج التجريبي في مجال العلوم الجنائيـة والقانون الجنائي،
عندما ت َم اكتشاف حتمية العالقة بين العلوم الجنائية وعلم النفس الجنائي وعلم االجتماع القانوني،
وعلم الطـب النفـسي ،وبعد سيادة المدارس الجنائية العلمية التجريبية.
ومن أشهر التطبيقات الحديثة للمنهج التجريبي فـي مجـال العلـوم القانونية واإلدارية،
الدراسات التي قامـت بهـا بولنـدا عـام 1960إلصالح نظامها القضائي وقانون اإلجراءات
والمرافعات .والدراسـة التي قـام بها األستاذ " مور بيرجر" حـول ظـاهرة البيروقراطيـة والمجتمع
في مصر الحديثة عام 53ـ( 1954.(2وأكثر فروع العلوم القانونية والعلوم اإلدارية قابلية وتطبيق
للمـنهج التجريبي ،في الوقت الحاضر القانون الجنـائي والعلـوم الجنائيـة ،والقانون اإلداري،
نظرا لطبيعتها الخاصة من حيﺙ كونها أكثر فروع العلوم القانونية واإلداريـة واقعيـة وعلميـة
وتطبيقيـة واجتماعيـة ووظيفية .فهذه الفروع تتميز بأنها أكثر العلوم القانونية واالجتماعيـة حيوية
وحركية وتغيرا والتـصاقا بـالواقع المحـسوس والمتحـرك والمتداخل والمعقد السريع التطور.
املنهج الدياليكتييك
يقوم المنهج الدياليكتيكي على أساس الحقيقة القائلة " :أن كل األشـياء والظواهر والعمليات
والحقائق الطبيعيـة واإلنـسانية واالقتـصادية والسياسية في العالم هي دائما في حاالت تـرابط
وتـشابك وتـداخل مستمر ،وهي دائما في حاالت تناقض وصراع وتفاعل داخلي قـوي محرك
ودافع وباعﺙ على الحركة والتغير والتطور واالرتقاء والتقدم من شكل إلى شكل ،ومن حالة
إلى حالة ،ومن صورة إلـى صـورة جديدة أخرى ...وهكذا .ونتيجة للتناقض والتضاد والصراع
الـداخلي بين عناصر األشياء الداخلية ،توجد الظواهر والحقائق .ويحتوي المنهج الديالكتيكي على
العديـد مـن القوانين والقواعـد والمفاهيم العلمية المترابطة والمتكاملة في بنـاء هيكـل الـدياليكتيك
كمنهج بحﺙ علمي.
نشﺄته:
يعتبر منهج الديالكتيك منهجا قديما في فلسفته وأساسـه وفرضـياته ،وحديثا في اكتمال وإتمام
صـياغته وبنائـه ،فلقـد ظهـرت نظريـة الديالكتيك قديما عند اإلغريق على يد الفيلسوف اليوناني
هيرقليـدس ( 470 / 530ق م ( الذي صاﻍ أساس نظريـة الـديالكتيك عنـدما اكتشف وأعلن أن كل
شيء يتحرك ،كل شيء يتغيـر ،كل شـيء يجري .ودلل على قوله هذا بمثال من الطبيعة بقوله
أنني عندما أدخل مرة ثانية للنهر وأضع قدمي في نفس الموضع األول ،سأتلمس مـاء جديدا
ومغايرا للماء الذي تلمسته في المرة الـسابقة ،ألن التيـار قـد جرفه وأبعده إلى األمام.
الفصل • 3مناهج البحث العلمي 70
ولقد تطورت الديالكتيك تطورا جديدا على يـد الفيلسوف " هيجـل " الذي بلور وجسد هذه
النظرية وصاغها صياغة علمية شاملة وكاملـة واضحة وواعية ،كمنهج علمي لدراسة وتحليـل
األشـياء والحقـائق والظواهر ،حيﺙ أن هيجل هو الذي اكتشف أهم القـوانين والقواعـد األساسية
التي يتضمنها المنهج الديالكتيك .فقد أكد هيجل حقيقة أن كل األشياء والظواهر والعمليات هي
في حالة تغيـر وحركـة وتطـور ارتقائي مستمر ومتدرج ،وأن المنهج العلمي الصحيح لدراسة
وتفسير الظواهر واألشياء هو الديالكتيك ،الذي يعد قانون تفسير التطور.
هي دائمـا في حالة حركة وتغير وتطور سرمدي ،وأن سبب هذا التحول القـوة الدافعة
والمحركة لحالة التغير والحركة في األشياء والظواهر .ذلك أن كل شيء أو ظاهرة،
هي عبارة عن كتلة أو وحدة مترابطـة من العناصر والخصائص والصفات المختلفة
والمتناقضة والمتـضادة والمتفاعلة بطريقة تنابذ وتجاذب .وأن هذا الصراع والتنازع
والتوازن بين األضداد والمتناقضات المكونة لتركيب وصفات األشـياء ،يولـد طاقة
وقوة داخلية دافعة لحركة التغير والتطور .وقد يكون صراع األضداد داخليا بين
عناصر الشيء الواحـد ،وقـد يكون خارجيا بين األشياء والظواهر والعمليات بسبب
التفاعل والتأثر والتأثير ،فهناك ترابط وتكامل بين المتناقضات واألضـداد الداخليـة،
وصراع األضداد والمتناقضات الخارجية.
وصراع األضداد والمتناقضات الداخلية ،هي الطاقة والقوة األصـلية واألساسية
لحركة التغير ،أما صراع األضداد والمتناقضات الخارجية ،فهي تلعب دورا ثانويا
وتكميليا في حركة التغير والتطور .ويؤدي الصراع والتنازع إلى إيجاد التوازنات في
األشياء والظواهر ،ويعمل على تبدل وتطور هذه التوازنات بين األشياء.
3ـ قانون نفي النفي :الذي يقوم بعكس وتفسير العالقة بين مختلـف مراحل التطور والتبدل
واالرتقاء والنتيجة الناجمة عن ذلك .فيقوم هذا القانون ببيان وتفسير نتائج مراحل
ديالكتيك تطور األشـياء وحالة وجود أفكار وحقائق متعارضة متقابلة ومتناقضة داخل
الـشيء الواحد أو العملية الواحدة ( ،)Antitheseثم ما ينتج عن ذلك مـن الظواهر
والحقائق والعمليات واألفكار السابقة الفانية ( (1((Syntheseوهكذا يظل نفي النفي
يعمل بانتظام واطراد وبصورة مثمـرة وبنـاءة وتركيبية وبطريقة متواصلة ومتسلسلة
ومتجددة ،فنفي النفي هو شرط التطور والبناء التصاعدي إلى األمام ،ولهذا يسمى بـ
" قانون التطور والتقدم في األشياء ".وقد استخدم هيجل منهج الـديالكتيك فـي تفـسير
بعـض الظـواهر االجتماعية والسياسية ،مثل ظاهرتي :األمة والدولة.
ويتسم منهج الديالكتيك عند هيجل بأنه ديالكتيك مثالي معنـوي ،ألنـه استخدمه في
مجال الفكر والمعرفة ،فالتغير والتطور عند هيجل هـو في الفكر والعقل والوعي ،ومن
ثم سميت نظرية الديالكتيك عند هيجل بـ " النظرية الديالكتيكية المثالية ".واكتسب
( (1برتراند راسل :حكمة الغرب ،ترجمة الدكتور فؤاد زكريا ،الكويت ،سلـسلة عـالم المعرفة ،ديسمبر
176ـ 179. ،1983ص
الفصل • 3مناهج البحث العلمي 72
الدياليكتيك تطورا وتغيرا جديدا على يد الفيلسوف األلمـاني فيورباخ ( 1804ـ )1872
الذي انتقد النزعة المثالية عند هيجـل ،ونادى عام بضرورة اتصاف الديالكتيك بالنزعة
المادية حتى يـصبح منهجا موضوعيا وواقعيا وعمليا ،وحتى يكون أكثر واقعية
ومنطقيـة في دراسة األشياء والظواهر وتحليلها ،لكنه ذهب في انتقاده إلى حـد إنكار
ورفض المنهج الديالكتيكي برمته .فقام الفيلسوف كارل ماركس ـ وهو من أنصار
الديالكتيك الهيجلي ـ بإعادة صياغة النظرية صياغة مادية عملية على ضوء النقـد
الـذي وجهه لها فيورباخ .أبقى ماركس على أسس النظرية الديالكتيكية ،لكنه نزع عنها
الصبغة المثالية البحتة ،وأعاد صياغتها صياغة مادية وواقعية ،وجعلها نظرية كاملة
وشاملة وطبقها على كل األشياء والحقائق والظواهر ،وفي كافة المجاالت والعلوم
الطبيعيـة ،االجتماعيـة ،االقتـصادية ،الـسياسية ،اإلدارية.....
وفي مجال العلوم القانونية ،قام المنهج الديالكتيكي بقسط كبيـر فـي اكتشاف وتفسير
النظريات والقوانين العلمية ،والتنبؤ بها.
مثل تفسير أصل وغاية الدولة ،نشأة وتطور القانون ،وأصـل وغايـة القانون في
المجتمع ،فكرة السلطة وعالقتها بالقانون والحرية ،تفـسير ظاهرة الثورة وعالقتها
بالقانون ومبدأ الـشرعية القانونيـة ،تفـسير ظاهرة التغير االجتماعي وأثرها على
النظام القـانوني فـي الدولـة والمجتمع .كما يؤدي المنهج الجدلي دورا كبيرا في تفسير
وتطبيق القـانون فـي واقع الحياة ،حيﺙ يمكن للباحﺙ والقاضي والمشرع في مجال
العلـوم القانونية واإلدارية ،أن يستخدم المنهج الجـدلي فـي تفـسير بعـض النظريات
والفرضيات القانونية والتنظيمية والخروج بالنتائج والحلول العلمية لبعض اإلشكاالت
والمسائل القانونية .والذي نخلص إليه أن المنهج الجدلي بقوانينه وخصائصه الذاتية
مـن أكثر مناهج البحﺙ صالحية ومالئمة للدراسات العلميـة االجتماعيـة واالقتصادية
والقانونية والسياسية ،فهو المنهج الوحيد القـادر علـى الكشف والتفسير للعالقات
والروابط والتفاعالت الداخليـة للظـواهر االجتماعية واالقتصادية والقانونية والسياسية،
وطبيعة القوى الدافعـة لهذه الظواهر ،وكيفية التحكم في توجيه وقيـادة مـسار تقـدم هـذه
الظواهر ،وكيفية التنبؤ بالنتائج والنهايات الجدية .هذا فضال عن القيمة الفكرية لهذا
المنهج والمنبثقة من الفلسفة القائمـة على االختالف والتضاد والتصارع بين األفكار
والحقائق واألشـياء ،والمؤدي في األخير إلى ظهور الحقيقة.
73 الفصل • 3مناهج البحث العلمي
املنهج الوصفي:
إن المتتبع لتطور العلوم يستطيع أن يلمس األهمية التي احتلها المنهج الوصفي في هذا
التطور ،ويرجع ذلك إلى مالئمته لدراسة الظـواهر االجتماعية ،ألن هذا المنهج :يصف الظواهر
وصفا موضـوعيا مـن خالل البيانات التي يتحصل عليها باستخدام أدوات وتقنيـات البحـث العلمي.
وقد ارتبطت نشأة هذا المنهج بالمـسوح االجتماعيـة وبالدراسـات المبكرة في فرنسا
وانكلترا ،وكـذا بالدراسـات األنثربولوجيـة فـي الواليات المتحدة .ويقوم المنهج الوصفي على
جمع الحقـائق والمعلومـات ومقارنتهـا وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات مقبولـة ،أو هـو
دراسـة وتحليل وتفسير الظاهرة من خـالل تحديـد خصائـصها وأبعادهـا وتوصيف العالقات
بينها ،بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامـل لها.
لذلك فهو يشتمل على عدد من المناهج الفرعية واألساليب المـساعدة ،كأن يعتمد مثال على
((1
دراسة الحالة أو الدراسات الميدانية أو التاريخية أو المسوح االجتماعية.
وال يقتصر المنهج الوصفي على التعرف على معالم الظاهرة وتحديد أسباب وجودها،
وإنما يشمل تحليـل البيانـات وقياسـها وتفـسيرها والتوصل إلى وصف دقيق للظاهرة ونتائجها.
ج ـ دراسة الرأي العام :للرأي العام تأثير كبير علـى سياسـة أيـة دولة ،لذلك تهتم به
السلطات السياسية ورجال األعمـال والـشركا وغيرها .فاالستفتاء من أهم وسائل
قياس الرأي العام وخاصة في الدول التـي تتمتع بحرية التعبير وممارسة الديمقراطية.
وتهدف الدراسات في هذا المجال إلى استطالع الرأي العام حول قضية أو مـسألة ذات
طـابع عام ،وقد اتخذت البحوﺙ في هذا المجال عدة اتجاهات منها :المجال السياسي،
المجال االقتصادي ،المجال االقتصادي االجتماعي.
املنهج ﺍملقاﺭﻥ:
يستخدم المنهج المقارن استخداما واسـعا فـي الدراسـات القانونيـة واالجتماعية ،كمقارنة
ظاهرة اجتماعية بنفس الظاهرة فـي مجتمـع آخر ،أو مقارنتهما في بعـض المجـاالت االقتـصادية
والـسياسية والقانونية .ويتيح استخدام هذا المنهج المقارن ،التعمق والدقة في الدراسة والتحكم في
موضوع البحﺙ والتعمق في جانب من جوانبه ،فعلى سبيل المثال يمكن أن ندرس جانبا واحدا
من جوانب المؤسسة االقتـصادية :األداء أو المواد البشرية ...ويمكن أن تكون المقارنة إلبراز
خصائص ومميزات كل موضوع من موضوعات المقارنة ،وإظهار أوجه الشبه واالختالف
بينهما .وتطور علم السياسة مثال مدين إلى حد بعيد للمنهج المقـارن ،فلقـد استخدمه اليونان
الذين مثلت لديهم الدول اليونانية ( المدن اليونانيـة ( مجاال لدراسة أنظمتها السياسية عن طريق
المقارنة ،وقد قام أرسـطو بمقارنة 158دستورا من دساتير هذه الـدول ،ويعتبـر ذلـك ثـورة
((1
منهجية في علم السياسة.
وطورت المدرسة الغربية وبخاصة بعد إسهامات " دافي " و" موريه " في الدراسات
المقارنة للنظرية السياسية والقانونية .كما القت الدراسة المقارنة اهتماما معتبـرا لـدى رجـال
القـانون والمؤرخين واالقتصاديين ،رغم أن المقارنة بالمفهوم الحديﺙ كمـنهج قائم بذاته ،حديثة
النشأة ،فإن عملية المقارنة قديمة قدم الفكر اإلنساني ،فقد استخدم كل من أرسطو وأفالطون
((1
المقارنة كوسيلة للحـوار فـي المناقشة ،قصد قبول أو رفض القضايا واألفكار المطروحة للنقاﺵ.
.1خالد حامد ،منهج البحث العلمي ،الطبعة األولى ،دار ريحانة للنشر والتوزيع ،الجزائر،
ص .61
املنهج التاريخي
يتكون التاريخ من الوقائع واألحداﺙ والحقائق التاريخية ،التي حـدثت وظهرت في الماضي
ومرة واحدة ،ولن تتكرر أبدا ،على أسـاس أن التاريخ يستند إلى عنصر الزمن المتجه دوما إلى
األمام ،دون تكـرار أو رجوع إلى الوراء (2(.ولدراسة الوقائع واألحداﺙ أهمية كبرى في فهـم
ماضـي األفكـار والحقائق والظواهر والحركات والمؤسسات والنظم ،وفي محاولة فهم حاضرها
والتنبؤ بأحكام وأحوال مستقبلها.لذلك ظهرت أهمية وحتمية الدراسات التاريخيـة والبحـوﺙ
العلميـة التاريخية ،التي تحاول بواسطة علم التاريخ ـ والمنهج التـاريخي ـ أن تستعيد وتركب
أحداﺙ ووقائع الماضي بطريقة علمية في صـورة حقائق علمية تاريخية ،لفكرة من األفكار،
أو نظرية من النظريات ،أو مدرسة من المـدارس ،أو مؤسـسة مـن المؤسـسات االجتماعيـة
واإلنسانية والسياسية واالقتصادية .ولدراسة الوقائع والحوادﺙ والظواهر التاريخية ،دراسة
علمية تعتمـد على العقل والمنطق ،البد من استخدام المنهج العلمي التاريخي.
مفهومـه :عرف المنهج التاريخي عدة تعريفات عامة وخاصة ،منهـا التعريـف العام الذي
يقرر صاحبه أنه " :الطريقة التاريخية التـي تعمـل علـى تحليل وتفسير الحوادﺙ التاريخية،
كأساس لفهم المشاكل المعاصـرة ،والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل( ."(3ومنها التعريف التالي
الذي يتميز بنوع من الدقة " :هو وضع األدلـة المأخوذة من الوثائق والمسجالت مـع بعـضها
بطريقـة منطقيـة ،واالعتماد على هذه األدلة في تكوين النتائج التي تؤدي إلـى حقـائق جديدة،
وتقدم تعميمات سليمة عن األحداﺙ الماضية أو الحاضـرة أوعلى الدوافع والصفات اإلنسانية."(4(.
ومن التعريفات التي تتميز بالدقة أيضا أنـه " :مجموعـة الطرائـق والتقنيات التي يتبعها
الباحﺙ التاريخي والمؤرخ ،للوصول إلى الحقيقة التاريخية وإعادة بناء الماضي بكل دقائقه
وزواياه ،وكما كان عليه في زمانه ومكانه ،وبجميع تفاعالت الحياة فيه ،وهذه الطرائق قابلة
دومـا للتطور والتكامل ،مع مجموع المعرفـة اإلنـسانية وتكاملهـا ،ونهـج اكتسابها".
ويمكننا القول أن المنهج التاريخي هو منهج بحﺙ علمي ،يقوم بالبحﺙ والكشف عن الحقائق
التاريخية ،من خالل تحليل وتركيـب األحـداﺙ والوقائع الماضية المسجلة في الوثائق واألدلة
التاريخيـة ،وإعطـاء تفسيرات وتنبؤات علمية عامة في صورة نظريات وقـوانين عامـة وثابتة نسبيا.
1ـ تحديد المشكلة العلمية التاريخية :أي تحديد المشكلة أو الفكرة العلمية التاريخيـة التـي
تقـوم حولهـا التساؤالت واالستفسارات التاريخية ،األمر الذي يؤدي إلـى تحريـك
عملية البحﺙ التاريخي ،الستخراج فرضيات علمية تكﹼـون اإلجابـة الصحيحة والثابتة
لهذه التساؤالت .وتعتبر عملية تحديد المشكلة تحديدا واضحا ودقيقا ،من أول وسـائل
نجاح البحﺙ التاريخي ،في الوصول إلى الحقيقة التاريخية .لذا يشترط في عملية
تحديد المشكلة الشروط التالية:
يجب أن تكون المشكلة معبرة عن العالقة بين متحولين أو أكثر. ـ
يجب أن تصاﻍ المشكلة صياغة جيدة وواضحة وكاملـة جامعـة مانعة. ـ
يجب أن تصاﻍ بطريقة جيدة مالئمة للبحـث العلمـي التجريبـي والخبري.
2ـ جمع وحصر الوثائق التاريخية :بعد عملية تحديد المشكلة ،تأتي مرحلة جمع كافة
الحقـائق والوقـائع المتعلقة بالمشكلة ،وذلك عن طريق حصر وجمـع كافـة المـصادر
والوثائق واآلثار والتسجيالت المتصلة بعناصر المـشكلة ،ودراسـة وتحليل هذه
((1
الوثائق بطريقة علمية للتأكـد مـن صـحتها وسـالمة مضمونها.
( (1الدكتورة ليلى الصباﻍ ،دراسة في منهجية البحﺙ التاريخي ،دمشق ،جامعة دمـشق ،مطبعة خالد بن
139. الوليد ،1978 ،ص
77 الفصل • 3مناهج البحث العلمي
والوثائق أوسع من النص المكتـوب ،حيـث تـشمل كافـة الوثـائق والمصادر واألدلة
والشواهد التاريخية ،أصـيلة وأوليـة ،أو ثانويـة وتكميلية ،مكتوبة أو غير مكتوبة،
رسمية أو غير رسمية ،ماديـة أو غير مادية ،والتي تتضمن تسجيال لحوادﺙ ووقائع
تاريخية ،أو لبعض أجزائها وعناصرها ،يعتمد عليها في البحﺙ والتجريب للوصول
((1
إلـى الحقيقة التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة والبحﺙ.
3ـ نقد الوثائق التاريخية :بعد عملية حصر وجمع الوثائق التاريخية ،تأتي مرحلة فحص
وتحليل هذه الوثائق ،تحليال علميا دقيقا ،عن طريق اسـتخدام كافـة أنـواع االستدالالت
والتجريب ،للتأكد من مدى أصالة وهوية وصـدق هـذه الوثائق .وتعرف عملية التقييم
والفحص والتحليل هذه ،بعملية النقـد ،وتتطلب صفات خاصة في الباحﺙ ،مثل:
الحس التـاريخي القـوي ،الـذكاء اللماح ،اإلدراك العميق ،الثقافة الواسعة والمعرفة
المتنوعـة ،وكـذا القدرة القوية على استعمال فروع العلوم األخرى فـي تحليـل ونقـد
الوثائق التاريخية مثل اللغة وعلم الكيمياء وعلم األجنـاس ،ومعرفـة اللغات القديمة
والحديثة.
وهذا النقد قد يكون نقدا خارجيا وقد يكون نقدا داخليا.
النقد الخارجي للوثائق التاريخية :يستهدف هـذا النقـد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة،
والتأكد من مدى صحتها ،وتحديد زمان ومكان وشخصية المؤلف للوثيقة ،وكذا ترميم أصلها إذا
طرأت عليها تغيرات ،وإعادتها إلى حالتها األولى.
ويمكن القيام بهذه العملية عن طريق طرح األسئلة التالية :ـ هل تطابق لغة الوثيقة وأسلوب
كتابتها وخطها وكيفية طباعتها من أعمال المؤلف األخرى ،ومع الفترة التي كتبت فيها الوثيقةـ
هل هناك تغيرات في الخطوط؟ ـ هل هذا المخطوط أصلي ،أم هو نسخة منقولة عن األصل؟ ـ هل
يظهر المؤلف جهال ببعض األشياء التي كان من المفروض ان يعرفها؟ إلى غير ذلك من األسئلة
التي تتعلـق بالجانـب المـادي والمظهـر الخارجي للوثيقة .ـ النقد الداخلي للوثائق التاريخية :وتتم
عن طريق تحليـل وتفسير النص التاريخي والمادة التاريخية ،وهو مـا يعـرف بالنقـد الداخلي
اإليجابي ،وبواسطة إثبات مدى أمانة وصدق الكاتـب ودقـة معلوماته ،وهو ما يعرف بالنقد
الداخلي السلبي.
152. ( (1لوسيان فيفر ،ورد ذلك في مرجع الدكتورة ليلى الصباﻍ السابق الذكر ،ص
الفصل • 3مناهج البحث العلمي 78
1ـ ال تقرأ في الوثائق التاريخية القديمة مفاهيم وأفكار أزمنة الحقـة ومتأخرة.
2ـ ال تتسرع في الحكم على المؤلف بأنه يجهل أحداثا معينة ،ألنـه لم يذكرها ،وال يعتبر
عدم ذكر األحداﺙ في الوثائق دليل على عـدم وقوعها.
3ـ ال تبالﻎ في تقدير قيمة المصدر التاريخي ،بـل أعطيـه قيمتـه العلمية الحقيقة.
4ـ ال تكتف بمصدر واحد فقط ولو كان قاطع الداللة والصدق ،بـل حاول كلما أمكن ذلك
تأييده بمصادر أخرى.
5ـ إن األخطاء المتماثلة في مصدرين أو أكثر ،تدل على نقلها على بعضها البعض ،أو
نقلها من مصدر واحد مشترك
6ـ الوقائع التي يتفق عليها الشهود واألكثر كفايـة وحجـة ،تعتبـر مقبولة.
109. ،108 ( (1اعتمدنا في سرد هذه القواعد على مرجع الدكتور فاخر عاقل ،ص
79 الفصل • 3مناهج البحث العلمي
7ـ يجب تأييد وتدعيم الشهادات واألدلة الرسمية الشفوية والكتابيـة ،بالشهادات واألدلة
غير الرسمية كلما أمكن ذلك.
8ـ اعترف بنسبية الوثيقة التاريخية ،فقد تكون دليال قويا وكافيا فـي نقطة معينة ،وال
تعتبر كذلك في نقطة أو نقاط أخرى.
1ـ تكوين صورة فكرية واضحة لكل حقيقة من الحقائق المتحـصل عليها ،وللموضوع
ككل الذي تدور حوله الحقائق التاريخية المجمعة.
2ـ تنظيم المعلومات والحقـائق الجزئيـة والمتفرقـة ،وتـصنيفها وترتيبها على أساس
معـايير ومقـاييس منطقيـة ،بحيـث تتجمـع المعلومات المتشابهة والمتجانسة في
مجموعات وفئات مختلفة.
3ـ ملء الثغرات التي تظهر بعد عمليـة التوصـيف والتـصنيف والترتيب للمعلومات،
في إطار وهيكل مرتب منظم .وتتم عملية مـلء الفراغات هذه عن طريق المحاكمة،
التي قد تكون محاكمـة تركيبيـة سلبية ،عن طريق إسقاط الحادﺙ الناقص في الوثائق
التاريخية علـى أساس أن السكوت حجة ،وقد تكـون المحاكمـة ايجابيـة ،بواسـطة
استنتاج حقيقة أو حقائق تاريخية لم تشر إليها الوثـائق ،مـن حقيقـة تاريخية أثبتتها
الوثائق واألدلة التاريخية باستعمال منهج االستدالل.
4ـ ربط الحقائق التاريخية بواسطة عالقات حتمية وسـببية قائمـة بينها ،أي عملية التسبيب
والتعليل التاريخي ،وهي عملية البحﺙ عـن األسباب التاريخية والتعليالت المختلفة.
فعملية التركيب والبناء ال تتحقق بمجرد جمع المعلومات والحقائق من الوثائق ،بل
هي عملية البحﺙ والكشف والتفسير والتعليل عن أسـباب.
الفصل • 3مناهج البحث العلمي 80
تطبيق المنهج التاريخي في ميدان الدراسات القانونية :يضطلع المنهج التاريخي بدور هام
وأساسي فـي ميـدان الدراسـات والبحوﺙ العلمية القانونية واإلدارية ،التي تتمحـور حـول الوقـائع
واألحداﺙ والظواهر القانونية ،المتحركـة والمتطـورة والمتغيـرة ،باعتبارها وقائع وأحداﺙ
وظواهر إنسانية في األصل .فيقدم المنهج التاريخي الطريقة العلمية الصحيحة ،للكشف عن
الحقائق العلمية التاريخية للنظم واألصول والمدارس والنظريـات واألفكـار القانونية واإلدارية
والتنظيمية .إن المنهج التاريخي هو الذي يقود إلـى معرفـة األصـول والـنظم والفلسفات واألسس
التي يستمد منها النظم والقواعد والمبادئ واألفكار القانونية والتنظيمية الحاضرة ،وذلك عن
طريق حصر وجمـع كافـة الوثائق التاريخية ،وتحليلها ونقدها ،وتركيبها وتفسيرها ،لمعرفة
وفهم حاضر فلسفات ونظم وقواعد ومبـادئ األفكـار القانونيـة الـسائدة ،والسارية المفعول،
والقيان بالبحوﺙ والدراسات العلمية المقارنة ،لفهم واقع النظم القانونية واإلدارية المعاصرة فهمـا
سـليما حقيقيـا أوال ،ولتطويرها بما يجعلها أكثر مالئمة وتفاعال وانسجاما مع واقع البيئـة والحياة
المعاصرة ثانيا .فبواسطة المنهج التاريخي أمكن ويمكـن معرفـة الحقـائق العلميـة والتاريخية،
عن أصل وأساس وغاية القـانون ،فـي كافـة مراحـل وعصور ماضي التاريخ اإلنساني في
الغابر بطريقة علمية صحيحة .كما أمكن التعرف علـى األحكـام والنظريـات القانونيـة
القديمـة والماضية ،مثل النظام القانوني واإلداري اإلغريقي والروماني ،النظام القانوني اإلداري
اإلسالمي ،الجزائري ،الصيني ،الهندي..
الفصل الرابع
مشكلة الدراسة
______________________________________________________
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
4 الفصل
مشكلة الدراسة
((1
املشكلة
هي حالة او ظاهرة تتطلب حلها ومعالجتها من خالل التقصي عنها وتحليلها وتحديد طرق
ووسائل تغيرها ان كانت ظاهره بصوره سلبيه مؤثره او تقيمها وتمثيلها ان كانت ايجابية .
وتعد هي العمود الفقري للباحث وجميع مباحث وابواب البحث تخدم المشكلة لمعالجتها
وحلها ،وهي االساس في اختيار موضع البحث ومنها تبدأ فكرة البحث االولية .
والمشكلة تعني السؤال واالستفسار عن الشيء ،ولهذا البد وان تبدأ المشكلة بسؤال ،ولهذا
ان فقره المشكلة يجب أوال ان تتوضح وتحدد بدقه .
أن قلب كل مشروع بحث هو المشكلة ،وهي اهم واسمى شيء في نجاح البحث.
((2
خصائص ورشوط املشكلة
- 1جمع المعلومات المتصلة بالمشكلة.هل البيانات الالزمة متوفرة ويسهل الحصول
عليها؟ هل مصادر ومراجع المشكلةموجودة ؟.
-2الحداثة مشكلة جديدة فيها من األصالة واالبتكار .
-3اهتمام الباحث.ينبغي للباحث أن يهتم ببحثه ويكون هدفه إضافة شيء للمعرفة .
-4الرغبة والدافع.
-5قدرة الباحث .انه مع االهتمام البد توفر القدرة الفنية والمهارات الالزمة للقيام بالبحث.
-6توفر المراجع والمصادر .وهو على الباحث ان يتاكد عند اختياره لمشكلة من توفر
المراجع والمعلومات المتعلقة بمشكلة البحث.
( (1ابراهيم احمد سالمه :مناهج البحث العلمي ( القاهرة ،مطبعه التقدم ،)1980 ،ص.67
( (2وجيه محجوب:البحث العلمي ومناهجه( ،بغداد ،دار الكتب للطباعة والنشر ،) 2002 ،ص.33
83 الفصل • 4مشكلة الدراسة
-7توفر االمكانات المادية .وهو البد ان يراعي الباحث في اختيارة المشكلة توفر
االمكانات المادية الالزمة لبحثة ،فعلى الباحث اذا اراد ان يعمل بحثا ً عن ذكاء االطفال
عليه ان يسأل هل يتوفر لدية مقياس للذكاء.
-8تحيد المشكلة تحديدا واضحا.
-9القابلية للبحث واالجراء.
-10توفر المساعدة االدارية .ان الكثير من البحوﺙ تتطلب مساعدات من المسؤولين
االدارين وتعاونهم مع الباحث .
-11التركيز على مجتمع البحث.
-12الفائدة العلمية للبحث وهو ان على الباحث ان يضيف شيئا ً الى المعرفة االنسانية ،أي
هل البحث الذي سيقدمه سيتوصل الى حقيقة ليست معروفة.
-13مدى مساهمة المشكلة البحثية في تقدم المعرفة.
-14الدقة والوضوح.
-15عدم اختيار مشكلة كبيرة او متشعبة.
-16مراعاة الزمن المحدد للبحث .على الباحث أن يدرس تكاليف البحثو هل يستحق كل
هذا الجهد وهذه التكاليف ؟
-17تعريف المصطلحات التي يجب استخدامها في دراسة المشكلة(.(1
((2
تحديد املشكلة واإلحساس بها:
(اإلحساس بالمشكلة يعتبر نقطة البداية في أي مجهود للبحث العلمي ،فهي تتطلب المشكلة
إجابات شافية على تساؤالت الفرد واستفساراته).
من اهم الصعوبات التي تواجه وتورهق الباحث هو اختيار موضوع او عنوان البحثخاصة
طلبة الماجستير ألسباب كثيرة منها(.(3
- 1لم يتدرب الطالب في اثناء المرحلة الدراسة االولية عمليا ً على التفكير في مشكلة
البحث أو اختيار مشكلة انما اغلب عناوين بحوﺙ التخرج تأتي جاهزة إلى ح ٍد ما وما
على الطالب اال ان يعيد كتابة البحث ،وأن مادة مناهج البحث تدرس بشكل نظري
بعيداً عن التطبيق واالجراءات العملية ،فال يكتسب الطالب خالل هذه الفترة اال القليل
من الخبرة التي ال ترقى الى ان يكون مؤهالً لكتابة بحث.
- 2في مرحلة الماجستير وهي المرحلة االولى واالساسية لما يليها من دراسات الحقة يشعر
الطالب فيها بالتخبط والعشوائية وعدم انتظام التفكير وتنتابه الحيرة النه دخل مباشرة
في العمل الجدي والحقيقي في البحث وقد وجد نفسه في الميدان مباشرة ،فهو يحتاج
إلى الكثير من التدريب والمساعدة لتنظيم تفكيره باالتجاه الصحيح نحو اختيار المشكلة.
- 3قلة قراءات الطلبة وهذه حالة عامة لدى الطلبة فالقراءات الذاتية والمطالعة وجمع
المعلومات والبيانات مهمة كي تساعدهم على الكشف عن خفايا البحث وعدم االعتماد
على المقررات الدراسية وبالتالي عندما يصل إلى مرحلة اختيار المشكلة تبدأ المشكلة
الحقيقة (في مادة السمنار) ويبدأ الصراع وقد يصل إلى نهاية الفصل وهو غير قادر
على اختيار مشكلة بحثه وربما تلصق به لصقا ً من قبل لجنة السمنار ويقبلها على
مضض دون ان يكون له دور في اختياراها االمر الذي يؤدي إلى عدم قدرة الطالب،
وهمه ينصب على كيفية كتابة البحث.
((1
ما املطلوب لغرض تحديد املشكلة
- 1من اولويات طالب الدراسات العليا الماجستير تحديدا كثرة المطالعة والقراءة المعمقه
واستغالل الوقت في القراءة كي يسد النقص الحاصل من جراء مرحلة الدراسة
االولية والمصادر الثانوية والمصادر المفيدة والمصادر التي يكثر فيها الكالم والحشو
والكتب العلمية الحقيقية.
- 2ان يسجل الطالب المالحظات بشكل مستمر اما على بطاقات مخصصة لهذا الغرض
او في دفتر خاص او في الحاسبة الشخصية وان تكون المالحظات قريبة من موضوع
الدراسة او البحث الذي سيقوم به الباحث وان يسجل المصدر اليه فكرة يقتبسها مهما
كانت مع ذكر الصفحة.
- 3ان يستفيد الطالب من دروس مناهج البحث والقياس وان يتقنها صنعها وفهمها
بصورة عملية سلوكية ولكل الموضوعات التي تطرح في هذه الدروس وإن يقرأها
ال ألغراض االمتحان وإنما ألغراض مهنته ألن كل ما يطلب في هذه الدروس سوف
يطبق بصورة علمية عند الشروع بكتابة البحث.
- 4االستفادة التامة من فترة الدراسة النظرية في السنة االولى وان يسأل الطالب عن كل
ما يجول بخاطرة ألنها الفرصة المثالية لفهم كيفية إدارة وكتابة البحث.
- 5ان يستفيد من مادة السمنار وان يكون ملما ً بالخطوات العملية لكتابة البحث منذ اليوم
االول كي يتمكن من اختيار عنوان لبحثه ،اما عن تحديد عنوان البحث أو المشكلة "
فالمشكلة هي موقف غامض تحتاج حل او حلول واحيانا ً تعني بها نقص في جانب
معين او سؤال صعب يحتاج إلى حل " فالطالب ال يستطيع البحث في اية مشكلة اال
بعد تسليط الضوء عليها وتحليلها بصورة مفصلة فالمشكالت تتفاوت من حيث حجمها
وطبيعتها ونوعيتها وهذا االمر يقود الطالب إلى البحث واالستقصاء في بطون الكتب
والسؤال ...الخ وسنحاول شرح الموضوع بصورة مفصلة وكاالتي-:
((1
االحساﺱ بالمشكلة
عندما يتبادر للذهن اختيار موضوعا ً للبحث فإن الجهاز العصبي يبدأ بالحركة والنشاط
فتبدأ العمليات العقلية بتنشيط الوظائف العقلية المختلفة لكي يتم اختيار مشكلة ما ،فأن الباحث
يبدأ بطرح اسئلة مختلفة مع نفسه يحاول من خاللها إيجاد صيغة لمشكلة فيها مواصفات البحث
العلمي ،ومن ثم البد من وجود مشكلة بحثية ،محددة بدقة ليقوم الباحث بالسعي إليجاد حل لها
بأستخدام البحث العلمي .
وهنا يتبادر إلى ذهن الباحث الكثير من العناوين لمشكلة بحث ،تتزاحم في ذهن البحث
تؤدي به إلى شعور الباحث بالضيق وعدم الراحة والقلق ،سيحاول ان يحدد المشكلة وان يضع
لها تساؤوالت كثيرة تؤدي بالباحث إلى الحيرة وتتطلب منه اجابات شافيه على هذه التساؤوالت
فاالحساس بالمشكلة يصبح منبها ً للفكر وينشطه ،وهي الحالة الطبيعية المرتبطة بالتفكير العلمي
وهي حالة صحية لدى الباحث الصاعد فاالحساس بالمشكلة هو جزء من التفكير العلمي.
( (1ابو طالب محمد سعيد :علم مناهج البحث (االسس العامة) ،ط1ج(1 ،ب.م) ،ص.53
الفصل • 4مشكلة الدراسة 86
فتحديد المشكلة ووضحوها في ذهن الباحث ،وعليه فإن الحل هي الخطوة المهمة التي تؤدي
إلى خفض القلق والشعور باالرتياح فالشعور بالمشكلة هي نقطة البداية في اي نشاط بحثي،
بعد الوصول إلى تحديدها بصورة عامة ضمن اختصاص الباحث فإنه يبدأ بتطبيق االجراءات
المتعلقة في توصيف وتحديد المشكلة وتحويلها من مشكلة عامة إلى مشكلة قابلة للبحث ،مثالً
قد يحدد الباحث مشكلة عامة بعنوان " أنموذج لتدريس مادة التأريخ " يبدأ بالبحث عن النموذج
االنسب يحاول حصر المشكلة وتقنينها أكثر إلى ان يحدد النموذج االنسب يحاول حصر المشكلة
وتنقيتها اكثر فأكثر الى ان يحدد النموذج الذي يتفق مع المشكلة كأستخدام انموذج كمي في
تدريس مادة التأريخ للصف الثالث المتوسط ،وبهذه الحالة قد يضيق المشكلة اكثر تحديداً واسهل
تحقيقا ً وغير مكلفة .
وتستحق ما يبذل في سبيلها من جهود ،فالتحديد الجيد للمشكلة سيقود إلى تحديد نوع
الدراسة والمنهج الذي سيستخدم لتحقيق االهداف وحل المشكلة باالضافة إلى خطة البحث الذي
سيرسمها واالدوات التي سيستخدمها ونوعية البيانات التي سيجمعها ،وبالعكس فإن عدم وضوح
المشكلة وتحديدها بشكل دقيق واضح سيؤدي إلى االرباك في تنظيم البيانات وجمع كميات من
المعلومات قد ال يحتاجها الباحث ،وقد تكون غير ضرورية وبالتالي فإنه يدخل في متاهات
87 الفصل • 4مشكلة الدراسة
قد تبعده عن موضوع البحث ،قد تكلفه وقتا ً وجهداً ضائعاً ،وان الباحث الذي يفشل في تحديد
مشكلة بحثه تحديداً دقيقا ً قد يجد نفسه يتعامل مع الموضوع تعامالً سطيحا ً ويستطيع تجاوز هذه
الصعوبات اذا ما حدد مشكلة بحثه بالشكل المطلوب .
وتعتبر هذه المرحلة من أول مراحل إعداد البحث العلمي واألكثر صعوبة ودقة ،نظر التعدد
واختالف عوامل ومقاييس االختيار ،حيث توجد عوامل ومعايير مقاييس ذاتية نفسية وعقلية
واجتماعية واقتصادية ،ومهنية تتحكم في عملية اختيار الموضوع.
العوامل الذاتية:
االستعداد والرغبة النفسية الذاتية :يحقق عملية االرتباط النفسي بين الباحث وموضوعه.
((1
وينتج عن ذلك المثابرة والصبر والمعاناة والتحمس المعقول والتضحية الكاملة للبحث.
القدرات العقلية سعة االطالع ،التفكير والتأمل ،الصفات األخالقية مثل هدوء األعصاب وقوة
المالحظة وشدة الصبر والموضوعية والنزاهة واالبتكار إلى غير ذلك من الصفات والقدرات.
نوعية التخصص العلمي :يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي ،بوجه
عام أوفي أحد فروع تخصصه ،فهو عامل أساسي في اختيار الموضوع.
طبيعة موقف الباحث :فيختار الباحث موضوع بحثه بما يتناسب مع مركزه العلمي
واالجتماعي والسياسي ،وما إليه من االعتبارات تسهيال على الباحث في عملية البحث في نطاق
الوظيفة الممارسة(.(2
العوامل الموضوعية:
–1القيمة العلمية للموضوع :يجب أن يكون الموضوع ذو قيمة علمية نظرية وعملية
حية ومفيدة في كافة مجاالت الحياة العامة والخاصة ،مثل حالل مشكالت االجتماعي
واالقتصادية القائمة.
-2أهداف سياسة البحث العلمي المعتمدة :وذلك نظرا الرتباط البحث العلمي بالحياة
العامة الوطنية والدولية ،ونظرا الرتباط وتفاعل التكوين والبحث العلمي بالحياة
االجتماعية واالقتصادية والسياسية في الدول.
وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر والحياة العلمية ،وبدون التضحية بقيم التفتح على عالم
الخلق واإلبداع اإلنسانيين.
( (1الرحيم :ىكراس دورة البحث التربوي االولي :بغداد ،مركز البحوﺙ التربوية والنفسية بجامعة بغداد،
،1984ص. 86
89 الفصل • 4مشكلة الدراسة
- 1المجتمع نفسه الذي يعيش فيه ،بمعنى أن تكون مشكلة يواجهها المجتمع ،ويمكن ألي
باحث أن يلمسها ويدرك أبعادها ومخاطرها مثل مشكلة حوادﺙ السيارات ،ومشكلة
اإلدمان ،الخ.
- 2القراءة المستمرة في اإلنتاج الفكري ،وتصفح مواقع اإلنترنت ذات العالقة بمجال
دراسته.
- 3حضور المناقشات العلمية سواء على شكل حلقات بحث أو ندوات أو مؤتمرات أو
مناقشة الرسائل العلمية في التخصص.
- 4مراجعة الرسائل العلمية خصوصا األجزاء الخاصة بالتوصيات التي يقدمها الباحثون
إلجراء دراسات مستقبلية.
- 5التحدﺙ إلى األساتذة والزمالء.
- 6الخبرة العملية للباحث إذ يمكنه اختيار إحدى المشكالت في مجال عمله كموضوع
للبحث.
هناك عددا مﻥ المعايير تساعد الباحث في اختيار المشكلة البحثية وهي (-:(2
- 1اهتمام الباحث:
يميل الباحث الى اختيار مشكلة تهمه هو فالفرد الذي يميل الى مشكلة ما يستطيع بذل الجهد
لحلها اما اذا كان الفرد غير مهتم بالمشكلة فانه يتركها ويتجاهلها.
( - (1فوزي غرابيه واخرون :أساليب البحث العلمي ،ط ( ،5االردن -عمان ،دار وائل للنشر،) 2010 ،
ص.45
( - (2فوزي غرابيه واخرون :مصدر سبق ذكره ،2010 ،ص.45
الفصل • 4مشكلة الدراسة 90
- 2قدرة الباحث:
اهتمام الباحث بمشكلة ما يعتبر امرا هاما يثير دوافع الباحث للعمل ،ولكن االهتمام وحده
اليكفي الختيار مشكلة بحثية فال بد من توافر القدرة الفنية والمهارات االزمة للقيام بهذا
العمل البحثي ،لذا يجب توفر الرغبة والقدرة النهما بدون شك يدفعان الباحث التمام عمله
((1
والتوصل الى حل لمشكلته البحثية.
(مثل المقياس الذي يرغب الى استخدامه في الدراسة لجمع المعلومات هل موجودة؟والعينة
وطريقة االتصال وغيرها من الجوانب االخرى) بجانب الناحية المادية هل يمكنه الصرف
على هذا البحث وما هي متطلباته؟
- 4توافر المعلومات:
يجب على الباحث التأكد من توافر المراجع والمعلومات المتعلقة بمشكلة البحث .
- 5المساعدات االدارية:
قد تتطلب بعض البحوﺙ تغيير وتعديل الظروف المتعلقة بالبحث ،فاذا اراد ان يستخدم
الباحث أثر التلفيزيون على زيادة التحصيل للتالميذ ،فهنا ادخال التلفيزيون حجرة الدراسة
وهذا يحتاج الى تعديل برامج الدراسة في المدارس المستخدمة لهذه االداة في البحث ،لذا
يجب تدريب بعض المدرسين على ذالك وهذا يتطلب الحصول على تصريح من المنطقة
التعليمية ومدير المدرسة والمدرسين ،فهل يمكن للباحث الحصول على هذه التصريحات
بالموافقة على ذالك ام ال؟
( (1خير الدين علي احمد عويس :دليل البحث العلمي( ،القاهرة ،دار الفكر العربي ،)2004 ،ص.32
( (2خير الدين علي احمد عويس :نفس المصدر السابق.2004 ،ص.32
91 الفصل • 4مشكلة الدراسة
فاذا اخذنا وضع مدرسي التربية الرياضية بالمدارس ومشكالتهم فاننا ال نهتم في مدرسة
معينة بل نحاول اختيار مشكلة لها طابع معين وتصميم اجراءاتنا وادواتنا بحيث نكون قادرين
على التركيز على مدرسي التربية الرياضية بشكل عام.
هنا نجد ان احد معايير اختيار المشكلة هو نطاق هذا البحث وعدد افراد العينة الذي يرتبط
بهم هذا البحث ،وعدد المواقف التي ستنطبق عليها نتائجه واذا كان البحث اشتمل على قطاع كبير
من االفراد والمواقف فهذا يعطي البحث االعمية والقيمة العلمية الكبيرة(.(1
((2
أهداف املشكلة
-1معرفة األسباب والدوافع الظاهرة.
-2كلما كانت المشكلة معروفة ومحددة كلما أدى ذلك الى بسهولة الى تبني الحلول
المقترحة الصحيحة.
والمهم ان تتاكد من القراءات الناقدة هي التي تكشف عن هذا المواقف ،اما القراءات التي
تهدف الى حفظ المعلومات فانها ال تكشف عن مثل هذه المواقف.
( (1محمد خليل عباس واخرون :مدخل الى مناهج البحث قي التربية وعلم النفس ،ط( ،3عمان االردن دار
المسيرة للنشر والتوزيع ،)2011ص.30
.2004ص32 ( (2خير الدين علي احمد عويس:مصدر سبق ذكره،
الفصل • 4مشكلة الدراسة 94
عنوان البحث(:(1
مقدمة:
يعد إيجاد وتثبيت عنوان البحث وكتباته بالطريقة الصحيحة مهم جداً وذلك النه سيحدد
التوجهات والخطوات المتسلسلة الكمال البحث إذ ان سير عملية كتابته تعتمد اعتماداً دقيقا ً على
المتغيرات الموجودة فيه وكذلك توفير االدوات والوسائل واالجهزة وايضا ً عينة البحث ومكان
تطبيقه على العينة والوقت الذي يحتاج اليه وهذا يسهم في تسهيل عملية اتمام البحث دون معوقات
تذكر وكذلك فان المتغيرات المستقلة والتابعة تسهم في معرفة اي المتغيرات هي المؤثرة على
نجاح البحث او عدمه وكتابته اهدافه وفروضه وهنا سنتطرق الى الية كتابة العنوان والمتغيرات
الخاصة به مع التطرق الى امثلة عدة لتوضيح ذلك.
التطبيقي ويفضل
ِّ تجب صياغة عنوان البحث صياغةً جيِّدة توضِّ ح هدفَ الدراسة ومجالها
ُ
الباحث إلى مزيد من الكلمات أو العبارات ان ال تتجاوز كلماته خمس عشرة كلمة ،فإن احتاج
بعنوان تفسيريٍّ أصغر منه أو شرحٍ الدالَّة داللةً حقيقيَّة عن البحث فال مانع من إتمام العنوان
العنوان في مستخلص البحث ،وقد يكون العنوانُ أحد فرضيَّات البحث األساسيَّة أو مطابقا ً ألبرز
فإن العنوان ينبغي أن يعبِّر بدقَّة واختصار شديد عن نتيجة متوقَّعة للبحث ،ومهما يكن من ٍ
أمر َّ
البحث في طبيعته وموضوعه وأبعاده وربَّما اقتضى األمر أن يكون فيه إيحا ٌء بنتائجه وسنتطرق
الى عدة امثلة لعناوين مختلفة.
بناء مقياﺱ المناخ التنظيمي للعامليﻥ بﺄقسام النشاطات الطالبية في الجامعات العراقية
((2
واثرﻩ علﻰ االداء الوﻅيفي
تحديد مستويات لتصنيف المدربيﻥ بكرة القدم وشروط تﺄهيلهم علﻰ وفق أمكانياتهم
((3
العلمية والمهنية
( (1أحمد مختار الشريف ،تأليفُ البحوﺙ والرسائل الجامعيَّة باستخدام برنامج وورد العربي ،الرياض،
ب.م1415 ،هـ) ،ص .48
( (2علي جميل ناصر ،بناء مقياس المناخ التنظيمي للعاملين بأقسام النشاطات الطالبية في الجامعات العراقية
واثره على االداء الوظيفي ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة /جامعة
االنبار. 2017 ،
( (3رسول حسن عبد الحسن ،تحديد مستويات لتصنيف المدربين بكرة القدم وشروط تأهيلهم على وفق
أمكانياتهم العلمية والمهنية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية االساسية /قسم التربية البدنية
وعلوم الرياضة /الجامعة المستنصرية.2017 ،
95 الفصل • 4مشكلة الدراسة
تﺄثير مناهج بﺄدوات مساعدة والتدريب الذهني لتطوير دقة وزاوية التصويب بكرة السلة
((1
لناشيءالمركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية-بغداد
وعنوان البحث ال ب َّد أن يحتوي على ما يشير إلى الهدف الرئيس للدراسة وتحديد أبعادها
العلميَّة والمكانيَّة والزمانيَّة مراكز استقطاب الخدمات الريفيَّة ودورها في تنمية القرى في منطقة
حائل :دراسة في جغرافيَّة الريف فهذا العنوان بصياغته تلك ح َّدد موضو َع هذه الدراسة بمراكز
استقطاب الخدمات الريفيَّة مشيراً إلى بعض أهدافها بتقويم دور تلك المراكز في تنمية القرى،
ي بمنطقة حائل ،وأوضح انتما َءها في ميدانهـا التخصُّ ِّ
صي إلى جغرافيَّة وعيَّن مجالَها التطبيق َّ
الزماني بعام 1420عام تقديمها.
ُّ الريف ،ويتح َّدد بعدُها
ولع َّل أهميَّة الصياغة لعنوان البحث تتَّضح بمقارنة العنوان السابق بعنوان آخر أذن لي
صاحبُه بهذه المقارنة ،ذلك هو العنوان التالي(:(2
العمليَّات الحسابيَّة األربعة بين التحليل والتقويم وتحديد األخطاء الشائعة فيها ومعالجتها.
( (1رند متعب الفي ،تأثير مناهج بأدوات مساعدة والتدريب الذهني لتطوير دقة وزاوية التصويب بكرة
السلة لناشيء المركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية-بغداد ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية
التربية البدنية وعلوم الرياضة /الجامعة المستنصرية.2015 ،
( (2درويش مرعي إبراهيم ،،إعداد وكتابة البحث العلمي :البحوﺙ ورسائل الماجستير والدكتوراه( ،القاهرة،
مكتبة الفاروق الحديثة1990 ،م) ،ص .67
الفصل • 4مشكلة الدراسة 96
فأصبح لدراسته هدفان ،ولو أنَّه ُح ِّد َد مجتم ُع البحث وفق الهدف األول لكان مجتمع
ب في مجموعة مدارس ،ولو ُح ِّد َد مجتم ُع البحث وفق الهدف البحث هم مجموعةُ طالَّ ٍ
الثاني لكان مجتمع البحث هم مجموعة المعلِّمين في تلك المجموعة من المدارس ،أي
َّ
أن هناك مجتمعين للبحث ،أو بعبارة أخرى هناك بحثان مزدوجان.
ُ
البحث إلى نتيجة يمكن تعميمها ي لبحثه ،فهل سيصل َّ -4
أن الباحث لم يحدِّد المجا َل التطبيق َّ
على جميع الطالَّب في جميع المدارس لمختلف الصفوف ومختلف المراحل في مختلف
المناطق والدول؟ ،ال يمكن ذلك وال يُظَ ُّن ذلك ولكن الصياغة الحاليَّة للعنوان توحي بذلك.
ي لدراسته ،فهل مشكلة دراسته قديمة أم طارئة ،مستمرَّة َ
الباحث لم يحدِّد البع َد الزمن َّ َّ -5
أن
أم مح َّددة بزمن ،وبمعرفة السبب لمشكلة دراسته باعتبار َّ
أن هناك فرضيَّة غير ناضجة
أو مصاغة صياغة جيَّدة احتواها عنوان الدراسة ،ذلك السبب هو الطريقة التعليميَّة
السبب لم يرتبط بالمعلِّمين أنفسهم ،فباإلمكان أن
َ للمعلِّمين في تلك المدارس ،أي َّ
أن
يغيِّر أولئك المعلِّمون طرائقهم التدريسيَّة فتختفي المشكلـة.
َ
الباحث بعنوان بحثـه لم يقص ْد وجو َد أخطاء شائعة في العمليَّات الحسابيَّة األربع َّ -6
أن
بذاتها ،وإنَّما قصد إلى وجود أخطا ٍء شائعة في تطبيقات المتعلِّمين ،ولكن بالعودة إلى
أن العنوان بصياغته يعني وجود أخطاء شائعة في العمليَّات الحسابيَّة العنوان يتَّضح َّ
األربع بذاتها وليس بتطبيقاتها من متعلِّمين معيَّنين.
وأخيراً يمكن إعادة صياغة العنوان لتالفي تلك المالحظات ،ومن ث َّم مقارنة العنوان
بصياغته الثانية بالعنوان بصياغته األولى في ضوء تلك المالحظات:
أخطاء الطريقة التعليميَّة في تطبيقات العمليَّات الحسابيَّة األربعلدى طالَّب الصفِّ الرابع
االبتدائي في مدارس عنيزة.
ِّ
((1
العينات :SAMPIES
قبل الحديث عن العينة البد لنا من إن نتعرف على المجتمع الذي تؤخذ منه العينة فالمجتمع
يسمى أحيانا بالمجتمع األصلي أو مجتمع الدراسة أو مجتمع البحث ويعني مجتمع مفردات
كاظم كريم رضا الجابري :مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،بغداد ،ط ،دار الكتب والوثائق، ((1
،1999ص.245
97 الفصل • 4مشكلة الدراسة
الظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها فهو جميع اإلفراد أو األشخاص أو األشياء الذين يكونون
موضوع مشكلة البحث والمجتمع قد يكون إفراد أو أنشطة تربوية أم علمية فإذا درس الباحث
المشكالت التي تواجه طلبة المدرسة الثانوية فمجتمعه يكون طلبة المدرسة الثانوية في العراق،
وإذا درس صعوبات مادة اللغة االنكليزية في أقسام اللغة االنكليزية في لكليات التربية فعينته
طلبة كليات التربية وهكذا في الظواهر المختلفة األخرى ،أنها تعتمد على طبيعة المجتمع المراد
دراسته ولكن السؤال هل يتمكن الباحث من دراسة مجتمع واسع كمجتمع طلبة كليات التربية
األساسية في العراق؟ الجواب من الصعب علية بوصفة فرد دراسة مثل هذا المجتمع الواسع،
فضال عن إن اليمتلك الوقت الكافي لدراسة إفراد المجتمع ،خاصة إذا كانت دراسته محددة الزمن
كالماجستير أو الدكتوراه.
وألجل القيام بهكذا دراسة على الباحث إن يقوم بحصر المجمع حصرا دقيقا وتحديده باألرقام
وبالمجتمع الذي يريد دراسته فعال ،ثم يقوم بعد ذلك باختيار عينه تمثل المجتمع تمثيال كامال بكل
جزئياته ،إذا ماهية العينة؟
العينة تعد من الخطوات المهمة في إلية أي دراسة سواء كانت سلوكية ام في مجال العلوم
البحتة ،فهي جزء من المجتمع تتوفر فيه نفس خصائص مواصفات ذلك المجتمع ،وان اكبر
عدد ممكن من متغيراته (كالجنس ،والحالة االجتماعية ،ومستوى الذكاء ،والحالة العلمية لألب
وإالم...الخ) التي يحتمل إن تؤثر في الظاهرة المدروسة ،فاختيار العينة الممثلة تمثيال حقيقيا
لجميع متغيرات المجتمع ستوفر للباحث الوقت والجهد والدقة في النتائج والتكاليف المادية،
وباإلمكان االستعاضة عن المجتمع والوصول إلى أهداف البحث باختيار العينة .
وان اختيار العينة ينبغي إن يجري على وفق قوانين وقواعد وطرق علمية بعيدا عن
العشوائية ويجب إن يحدد حجم العينة وسبب اختيارها لما يسوغها علميا.
( (1عبد الحافظ الشيب :البحث التربوي( ،عمان ،دار وائل للنشر ،)2008 ،ص.45
الفصل • 4مشكلة الدراسة 98
((1
أو هي جزء من المجتمع تتوفر فيه خصائص ومواصفات ذلك المجتمع. •
أو هي جزء من المجتمع المستنبطة من دراسة العينة ستنطبق إلى حد كبير من •
المأخوذ منه ،وبها يمكن دراسة الكل بدراسة الجزء بشرط إن تكون العينة ممثلة
((2
للمجتمع األصلي.
((3
يتﺄثر اختيار العينة بعدة عوامل:
.1مقدار التجانس أو التباين في خصائص المجتمع.
الدقة :كلما زاد حجم العينة المختارة .كلما زادت دقة النتائج.
- 2درجة التعميم التي ينشدها الباحث من نتائج بحثه:كلما كانت رغبة الباحث كبيرة في
تعميم نتائج بحثة على مجتمع الدراسة االصلي ،كلما توجب علية زيادة حجم العينة
المختارة.
-2أخطاء الصدفة :وهي أخطاء تنتج عن حجم العينة فال تمثل المجتمع األصلي نتيجة
( (1عدنان الجادري وآخرون:أساسيات البحث العلي ،ط( ،1عمان :مؤسسة الوراق للنشرو ،)2006ص.113
( (2عبد الرحمان بن عبد هللا :البحث العلمي ،المملكة العربية السعودية ،1999 ،ص.53
الفصل • 4مشكلة الدراسة 100
لعد إعادة استبيانات الدراسة أو عدم إكمال المالحظة أو المقابلة لمفردات مجتمع
الدراسة.
-3أخطاء األداة :وهي أخطاء تنتج من ردود أفعال المبحوثين نحو أداة أو وسيلة القياس.
جمع املعلومات:
يتم جمع المعلومات عن طريق عدة اساليب ومنها ( االستبانة والمالحظة والمقابلة
واالختبارات والقياس واالقتباس وغيرها من المصادر النظرية من الكت والمجالت والمقاالت
والمصادر االخرى).
مفهوم المالحظة:
هناك ظواهر وموضوعات متعددة ال يتمكن الباحث من دراستها بأي طريقه متاحة وال
بد للباحث من إن يختبرها بنفسه مباشرةً ،إن دراسة الطقوس الدينية والعادات وبعض التقاليد
االجتماعية واالحتفاالت واألعياد تتطلب اتصال الباحث بشكل مباشر بهذه الظواهر ،فال بد من
إن يعيش الباحث هذه الظواهر كما وفي استخدام احد أدوات البحث وهي المالحظة.
ويذكر عبيدات إن المالحظة -:هي وسيلة يستخدمها اإلنسان العادي في اكتسابه لخبراته
ومعلوماته حيث نجمع خبراتنا من خالل ما نشاهده أو نسمع عنه ،ولكن الباحث حين يالحظ فانه
يتبع منهج معين يجعل من مالحظته أساسا لمعرفة واعية أو فهم دقيق لظاهرة معينة (.(1
ومفهوم المالحظة يشير إلى أنها مشاهدة للظواهر في أحوالها المختلفة وأوضاعها المتعددة
لجمع البيانات وتسجيلها وتحليلها والتعبير عنها بأرقام .ويفضل في المالحظة إن يكون التسجيل
فوري لكي ال يعتمد على الذاكرة ومن اجل إن ال تتعرض المعلومات للنسيان ويجب على الباحث
إن ل ايفسر السلوك وقت التسجيل لكي ال يؤثر على الموضوعية (.(2
( (1ذوقان عبيدات وآخران :البحث العلمي مفهومه ،أساليبه ،أدواته ،ب.ط( ،عمان ،دار الفكر للنشر
والتوزيع ،)1988 ،ص.145
( (2مروان عبد المجيد إبراهيم :أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية ،ط( ،1عمان ،مؤسسة الوراق
للنشر والتوزيع ،)2000 ،ص.174
101 الفصل • 4مشكلة الدراسة
وتعد المالحظة أسلوب من األساليب الجيدة لكشف وحل المشاكل وهذا يتطلب الموضوعية
والدقة وان يكون البحث بعيدا عن التحفيز واألهواء الشخصية ،وقد تكون مباشرة إي متعلقة
باألشياء المادية والنماذج المهمة وهذا شيء سهل ألنها تعتمد على العدد والقياس (.(1
أنواع المالحظة:
(:(2
يمكن تصنيف المالحظة إلى أنواع وإشكال متعددة حسب األساس الذي يعتمد للتصنيف
فالمالحظة قد تكون مباشرة باألشياء أو األشخاص التي تدرسها ،وقد تكون غير مباشرة
حين يتصل الباحث والتقارير والمذكرات التي أعدها اآلخرون .فحين يقابل الباحث عددا من
العاطلين عن العمل فانه يقوم بمالحظة مباشرة ،ولكنه حين يدرس تقارير وزارة العمل عن
العمال العاطلين فانه يقوم بمالحظة غير مباشرة .
ويمكن تصنيف المالحظة حسب هدفها إلى نوعين -:فقد تكون مالحظة محددة حين يكون
لدى الباحث تصور مسبق عن نوع المعلومات التي يالحظها ونوع السلوك الذي يراقبه ،وقد
تكون مالحظة غير محددة حين يقوم الباحث بدراسة مسحية للتعرف على واقع معين أو لجمع
المعلومات أو البيانات.
ويمكن تصنيف المالحظة بدون مشاركة حين يقوم الباحث بمالحظته من خالل القيام بدور
المتفرج أو المراقب ،وقد تكون المالحظة بالمشاركة حين يعيش الباحث الحدﺙ نفسه ويكون
عضوا في الجماعة التي يالحظها فالباحث الذي يمثل دور الرياضي ويعيش بين الرياضيين
لدراسة سلوكهم فانه يقوم بمالحظة بالمشاركة ،إما الباحث الذي يدخل إلى الوسط الرياضي
كباحث فانه يقوم بمالحظة عادية دون مشاركة .
( (1وجيه محجوب:البحث العلمي ومناهجه( ،بغداد ،دار الكتب للطباعة والنشر ،)2002 ،ص. 189
( (2ذوقان عبيدات وآخران :البحث العلمي مفهومه ،أدواته ،أساليبه ،ط( ،4عمان ،دار الفكر للنشر والتوزيع،
،)1992ص. 149
الفصل • 4مشكلة الدراسة 102
المميزات:
- 1تعتبر من أكثر أدوات جمع المعلومات فائدة في التعرف على ظواهر بطبيعتا حيث
أنها ال تعتمد على مايقوله المستجيب عن نفسه أو عن السلوك الذي يقوم به .
- 2يتم تسجيل السلوك وقت حدوثه وبالتالي ال تعتمد على الذاكره سواء من قبل الباحث
أو المبحوﺙ.
- 3تسمح بالتعرف على سلوكيات أو مظاهر لم يخطط الباحث لمراقبته .
العيوب:
- 1التكلفة المادية المرافقة لتدريب المالحظين ،إضافة إلى التكلفة من حيث الوقت .
- 2تلعب ذاتية المالحظ دوراً في تحيز النتائج من حيث تسجيله لسلوك الظاهرة وتفسيره.
- 3إذا علم المبحوثين إن سلوكهم مراقب فقد يدعو ذالك لتصنع في إظهار سلوكيات
مرغوبة أو غير مرغوبة .
- 4يصعب استخدام أسلوب المالحظة في جميع المواقف واألوقات .
( (1ماجد محمد الخياط:أساليب البحث العلمي ،ط( ،1عمان ،دار الراية للنشر ،)2010 ،ص.175
الفصل الخامس
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
5 الفصل
مثال:
طالب دراسات عليا من قسم التربية حصل على منحة للحصول على درجة الدكتوراه ،سافر إلى
الخارج لهذه المهمة .في الجامعة اختلطت عليه المعالم العلمية واختار موضوعا ً مهما ً ومفيداً
وخاصا وبذل كل جهده في البحث وإتمامه أنهى الدراسة وحصل على شهادة الدكتوراه .ولكن
المفاجئة غير السارة التي حدثت عندما عاد ’إلى بلده ،وجد أن الموضوع الذي قام ببحثه يدخل
في نطاق تخصص علم النفس التربوي.
أال يشكل موضوع البحث المختار مشكلة بحثية فعالً :في بعض الحاالت يتصور أ-
الباحث ،وبالذات المبتدئ أن كل مشكلة يصطدم فيها في العملية التعليمية من الممكن
أن تصلح لتكون مشكلة بحثية .وهذا غير صحيح النها توجد بعض المشكالت التي
تحتاج فقط للمزيد من القراءات واألدبيات المرتبطة بالموضوع أو يكفي أن تناقش
المشكلة من قبل المتخصصين ليصلوا إلى حلها.
ب -أن تتطلب المشكلة ’إجراء أبحاﺙ حركية :في هذا النوع من األخطاء تكون المشكلة
واقعية ولكن حجم المشكلة وطبيعتها تتطلب إجراء بحث حركة سريع ودون وجود
جميع القيود والشروط والفترة الزمنية الطويلة التي يحتاجها البحث التربوي الذي
يستهدف الحصول على درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه.
الفصل • 5األخطاء الشائعة ﻋند الباحثين 106
ت -من األخطاء الشائعة اختيار الباحث مشكلة يحثية لها طابع شخصي :إن هذا
النوع من االبحاﺙ تكون نتائجه في معظم الحاالت مفيدة ومجدية ألن الباحث يكون
متحمسا ً لها لكن البحث يكون محدود النتائج واليمكن تعميمه وبالتالي يكون الموضوع
المشكلة غير مناسبة.
ﺙ -إن عملية اختيار الباحث لموضوع اليرغب فيه أو أجبر عليه واليقع ضمن اهتماماته،
مثل هذا الوضع يؤدي إلى أن يفقد الباحث رغبته وحماسه للقيام بإنجاز العمل ،األمر
الذي يؤدي إلى أن تصبح إجراءات البحث عملية غير محببة إلى نفس الباحث،
ويؤديها دون استمتاع أو اليبذل فيها أقصى قدراته وابداعاته لذلك تكون النتائج في
معظم الحاالت دون المستوى المطلوب.
ج -أن تكون المشكلة قديمة وسبق أن تناولتها أبحاﺙ سابقة :إن مثل هذا الوضع يعني
أن على الباحث التأكد من كون الموضوع الذي تم اختياره لم يدرس من قبل بنفس
األهداف والمواصفات وبنفس المتغيرات وقد يكون بنفس اإلجراءات ما يعني وجود
داع لتخصيص بحث اخر في الموضوع ذاته أو المشكلة ذاتها.
ح -أن تكون المشكلة أكبر من قدرات الباحث وامكاناته :في بعض االحيان يدفع الحماس
الباحث للقيام باختيار موضوع أو مشكلة للبحث فيها وتكون مهمة وجديرة بالبحث
ولكنها تتطلب إمكانات مادية وبشرية أعلى من إمكانات الباحث فقد تتطلب المشكلة
فريقا ً بحثيا ً متعدد التخصصات وأحيانا ً تتطلب سنوات طويلة لبحثها أكثر بكثير من
سنوات الدراسة .وقد يحتاج البحث ألجهزة ومعدات غير متوفرة وال يمكن للباحث
توفيرها.
خ -إغفال الباحث إجراء دراسة استطالعية للتأكد من المشكلة فعالً ،وللتعرف على
أبعادها وعلى متغيراتها والتعرف على الصعوبات التي يمكن أن تواجه الباحث في
دراسة المشكلة .وباالعتماد على نتائج هذه الدراسة يقرر الباحث أو حدوده أو أساليب
التناول واإلجراءات أو قد يغير رأيه في الموضوع ككل.
ومن االخطاء الشائعة والمنتشرة التي يقع فيها الباحثون عند كتابة خطة البحث:
- 3عنواﻥ البحث:
يقوم بعض الباحثين بكتابة عنوان طويل مليﺊ بالتفاصيل التي اللزوم لها ومن الممكن أن
تكون في حدود البحث أو تتضح في اإلجراءات ،كما ويميل البعض االخر من الباحين إلى
كتابة عنوان فضفاض وغير محدد ،األمر الذي يؤدي إلى إضاعة معالم البحث والهدف منه.
- 4مقدمة البحث:
من األخطاء الشائعة في كتابة مقدمة البحث أن يميل الباحث إلى العمومية الشديدة -
التي قد تشتت القارئ ،وأن يستخدم لغة فضفاضة بعيدة عن االسلوب العلمي الدقيق.
عندما يقوم الباحث باستعراض بعض األدبيات والبحوﺙ التي تناولت الموضوع الذي -
يريد القيام بدراسته ،من الممكن أن يسيﺊ اختيار تلك المراجع فيقدم مراجع التوجد
الفصل • 5األخطاء الشائعة ﻋند الباحثين 108
لها عالقة ارتباط بمشكلة البحث الذي يقوم به أومن الممكن أن تكون قديمة فال توضح
أهمية إجرائه.
من الممكن أن يقع الباحث في خطأ اإلطالة التي تعتبر من األخطاء الشائعة التي يقع -
فيها نسبة البأس بها من الباحثين ،كما أن قيام الباحث باالختصار الشديد يعتبر خطأ
من األخطاء غير المستحبة ،ألن ذلك اليسمح للقارئ أن يفهم أبعاد المشكلة وموقعها
في ععالم األبحاﺙ.
- 5صياغة المشكلة:
مشكلة البحث عبارة عن الحالة أو الظاهرة التي تقابل الباحث أثناء قيامه بعمله ،وهي تمثل
للباحث نقطة قصور تدفعه إلى ضرورة البحث لها عن حل أو عالج.
لذلك على الباحث عندما يقوم بصياغة المشكلة أن يصفها بصورة دقيقة وواضحة
ومباشرة ودون مبالغة أو تهويل .ويجب أن يكون الوصف في عبارات تقريرية يفهم منها
القارئ المشكلة ويريد أن يجد حالً لها من خالل البحث المقترح .
مثال:
الحظ الباحثين في إحدى المدارس تراجعا ً واضحا ً في تحصيل الطالب في أحد الصفوف في
معظم المواد األساسية ،األمر الذي انكعس على توجه المعلمين ورغبتهم في تعليم هذا الصف،
كما وأدى إلى زيادة في اتجاهاتهم السلبية في تعليم هذه المواد .لذلك وباالعتماد على قراءاته في
األدبيات واألبحاﺙ المتخصصة قرر أن يصمم برنامجا ً خاصا لهذا الصف وأن يركز على نقاط
الضعف الفعليه في تعلمهم واتجاهاتهم .
- 6أسﺌلة البحث:
بعد تحديد الباحث لمشكلة البحث يجب عليه أن يضيف إلى كتابة الخطة مجموعة من
األسئلة التي يرى أن اإلجابة عليها هي وسيلته األساسية للتوصل إلى الحلول الممكنة
والمحتملة لمشكلة البحث.
109 الفصل • 5األخطاء الشائعة ﻋند الباحثين
ومن األخطاء الشائعة الخاصة التي من الممكن أن تحدﺙ أثناء طرح األسئلة المتعلقة بالبحث
نذكر اآلتية:
االسئلة التي تكون اجابتها معروفة :االشئلة التي إجابتها معروفة التقبل كأسئلة بحث -
ألن سؤال البحث يجب أن التكون إجابته معروفة قبل انتهاء الباحث من البحث الذي
يقوم به والتوصل بنفسه لهذه اإلجابة.
مثال :ماهي القرارات التي يريدها طالب قسم التربية في كلية العلوم التربوية في -
جامعة القدس؟ كذلك األسئلة التي تبدأ بهل؟ إن اإلجابة على السؤاال الذي يبدأ اليمكن
الحصول منه على صورة واضحة عن جميع األبعاد المتوقعة لمثل هذا السؤال
وبالتالي فهي إجابة منقوصة وغير مفيدة في تفسير الظاهرة.
األسئلة الطموحة :ويقصد بها األسئلة التي تفوق قدرات الباحث وإمكاناته ،لذلك يجب -
أن يضع الباحث اسئلتة في حدود إمكاناته الزمنية والمادية.
األسئلة غير المرتبطة :في بعض األحيان قد يطرح الباحث في بعض خطط البحث -
أسئلة ال عالقة لها بمشكلة البحث ،األمر الذي يؤدي إلى تساؤل القارئ ماهي عالقة
هذا السؤال بالبحث الذي يريد الباحث تنفيذه؟ فإذا لم توجد عالقة واضحة ومفيدة
للباحث فال داعي لهذا السؤال أو مايشابهه.
أن يكتفي الباحث بأسئلة البحث واليقوم بصياغة فروض للبحث علما بأنه يمكن في -
بعض أنواع البحوﺙ مثل البحوﺙ التاريخية والبحوﺙ االستكشافية ،يمكن االكتفاء فيها
باالسئلة فقط ،ألن المعلومات الضرورية لصياغة الفروض ال تتوفر لدى الباحث.
أن يتسرع الباحث في صياغة فروضا ً غير مدعمة بأسس علمية. -
أن يضع الباحث فروض تتعارض مع المتعارف عليه في األدبيات ذات العالقة في -
بحثه.
الفصل • 5األخطاء الشائعة ﻋند الباحثين 110
أن يضع الباحث فروضا ً لبعض األسئلة ويهمل أسئلة أخرى. -
استخدام الفروض الصفرية ،وفيها يفترض الباحث عدم وجود فروق بين المجموعات -
البحثية .ويفضل أن تستخدم الفروض الصفرية عند التحليل االحصائي للبيانات لضمان
الموضوعية وعدم التحيز ،ولكن استخدامها قبل اجراء البحث في خطة البحث يعتبر
غير منطقي وغير مقبول ،لذلك يجب أن تكون الفروض التي يضعها الباحث في خطة
البحث ايجابية وموجهة ،ألنه بدون ذلك ال يوجد أي معنى لما يقوم به الباحث.
حدوداً عددية :يصف فيها الباحث أرقاما ً معينة مثل عدد العينة. -
حدوداً مكانية:يوضيح فيها أين سيجري البحث. -
حدوداً زمنيه :يحدد فيها الفترة الزمنية التي سوف يستغرقها البحث . -
وإغفال هذه الحدود يعد من األخطاء الشائعة في البحوﺙ.
أما في حالة تدخل بعض العوامل التي قد تفرض على الباحث ظروفا ً معينة لم تكون في الحسان
مثل عدم توافر أعداد كافية من األفراد الذين يجب العمل معهم في البحث ،فإن هذا األمر
الذي يجبر الباحث على العمل مع عينة صغيرة ،يؤثر على مدى صدق النتائج التي يصل.
- 9مسلمات البحث:
يستند البحث التربوي على مسلمة أو أكثر يستند عليها في إجراء البحث ،وفي ضوئها
واستناداً إ’ليها يختار الباحث المشكلة ويحدد أسئلته ويضع الفروض لها ثم يقوم بوضع
اإلجراءات لها وهذه المسلمة ال تكون موضع شك أو تساؤل.
مثال:
إذا كان الباحث يريد تجريب إستراتيجية معينة ليكشف عن مدى فاعليتها في تغيير سلوك
الطالب فإنه بتأكيد مرتكز على مسلمة تؤكد على أن سلوكيات الفرد قابلة للتعديل .أما إذا كانت
فكرة تعديل أو تغيير السلوك مازالت موضع شك ،فإنها ال تكون مسلمة في البحوﺙ التربوية.
111 الفصل • 5األخطاء الشائعة ﻋند الباحثين
ومن األخطاء التي يقع فيها بعض الباحثين في تعريف المصطلحات مايلي:
أما أهمية البحث فتكمن في مايمكن أن يترتب على نتائج البحث من فؤائد وما يمكن تعميمه
لصالح العملية التعليمية.
مثال :في دراسة عن مدى تأثير استعمال برنامج تدريبي مقترح لمعلمي مادة اللغة العربية
على تحصيل التالميذ واتجاهاتهم نحو المادة يمكننا أن نقول:
هدف البحث هو تحسين مستوى التالميذ واتجاهاتهم وانجازهم في مادة اللغة العربية.
أما أهمية البحث فتتبلور في المشاركة في تحقيق جودة التعليم واالرتقاء بمستوى التالميذ
واتجاهاتهم نحو مادة اللغة العربية.
الفروض العلمية
______________________________________________________
-1تعريف الفرضية.
-2خصائص الفرضية العلمية
-3أهمية الفرضية العلمية
-4شروط صياغة الفروض
-5ميزات صياغة الفرضية
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
6 الفصل
الفروض العلمية
بعد تحديد الباحث للمشكلة البحثية المراد دراستها وصياغتها في إشكالية علمية واضحة،
فإن على الباحث بعدها االنتقال إلى مرحلة أخرى يقوم بموجبها بتحديد فرضيات وصياغتها
تكون بمثابة جسر يتم من خااله الوصول إلى نتائج معينة انطالقا منها باعتبارها حلوال مبدئية
يبني عليها الباحث دراسته وصال إلى تأكيدها أو نفيها.
أما مفهومها في االصطالح فهو " :تفسير مؤقت لوقائع وظواهر معينة ،ال يزال بمعزل عن
امتحان الوقائع ،حتى إذا ما امتحن في الوقائع ،أصبحت بعد ذلك فرضيات زائفة يجب العدول
((1
عنها إلى غيرها من الفرضيات أخرى أو صارت قانونا يفسر مجرى الظواهر".
أو أن الفرضية هي " :تخمين ذكي أو استنتاج ذكي ،يصوغه الباحث ويتبناه مؤقتا ،لشرح
بعض ما يالحظه من الظواهر والحقائق ،وليكون هذا الفرض مرشدا له في البحث والدراسة
التي يقوم بها".
وبذلك تتميز الفرضية عن النظرية ،بكون النظرية هي :كل مجموعة من الفرضيات
المنسجمة فيما بينها والتي ثبتت صحتها عن طريق االستدالل العقلي فهي لذلك" نظرية فلسفية
"أو عن طريق التجريب فهي" نظرية علمية".
فتختلف بذلك الفرضية عن النظرية في الدرجة وليس في النوع ،فالفرضية تفسير وتخمين
مؤقت وغير نهائي ،والنظرية تفسير ثابت ونهائي نسبيا .وأصل النظرية أنها فرضية أجريت
عليها اختبارات وتجارب فأصبحت نظرية.
يعد الفرض العلمي رأيا ً أو فكرة تقبل على أنها صحيحة في ضوء ما هو معروف ومتوافر
من حقائق أو معلومات عن ظاهرة معينة ،كما يختار الفرض العلمي مؤقتا.
كما ينظر إلى الفرض العلمي على أنه عالقات معينة تربط بين المتغيرات أي بين المتغيرات
المستقلة والتابعة ،فالمتغيرات المستقلة هي التي يحاول الباحث أن يفهمها ويقيس تأثيرها على
المتغيرات التابعة أو بعبارة أخرى هي العوامل التي لها تأثير في المتغيرات التابعة( ،(1فالمتغير
المستقل في المنهج التجريبي هو ذلك المتغير الذي نتداوله لقياس التأثير في المتغير التابع،
ويمكننا الحديث أيضا عن المتغير المنبه عندما يتسبب المتغير المستقل في رد فعل يكون بمثابة
اإلجابة عن الموضوع من قبل العنصر المبحوﺙ ،وتقوم بانتقاء المتغيرات المستقلة انطالقا من
األسباب المتوقعة للظواهر المالحظة.
أما المتغير التابع فهو الذي يمكننا تسميته كذلك بالمتغير الخاضع أو الالحق أو الناتج ،وهو
ذلك المتغير الذي يجري عليه الفعل من أجل قياس التغيرات ،إنه يشترك في المنهج التجريبي مع
((2
عناصر التجربة التي تخضع للشروط المختلفة للمتغير المستقل.
أما المتغيرات الوسيطة فالواقع المالحظ أنها يمكن أن تكون أكثر تعقيدا من مجرد العالقة
السببية الوحيدة بين متغيرين ،مما يعني أن متغيرات أخرى يمكن أن تتوسط بين المتغيرات
المستقلة والتابعة أي المتغيرات الوسطية ،فاالنتقال من المتغير المستقل إلى المتغير التابع ال يتم
مباشرة ،بل يتطلب ذلك تدخل عامل آخر بين االثنين.
ويمكن تعريف الفروض بأنها ":تبريرات واضحة تشير إلى طريقة تفكير الباحث في العالقة
بين الظواهر المعنية بالدراسة ،وتشير إلى الطريقة التي يظن بها أن متغيرا مستقل يؤثر أو يعدل
متغيرا تابعا"( ،(3والفرضية تتضمن أول عملية إلضفاء طابع ملموس على سؤال البحث عادة
اإلجابة عنه في شكل فرضية علمية.
وتعد الفرضية اقتراح إجابة عن سؤال مطروح وفرضا مؤقتا لإلجابة عن سؤال أو لتفسير
ظاهرة ما ،إذن هي افتراض يهدف إلى تفسير أو إلى التنبؤ باألحداﺙ( ،(4أي إن الفرض العلمي
ما هو إال فكرة لم تثبت بعد صحتها وتعد نوعا من التفسير المؤقت الذي يستعين به الباحث في
تفسير ظاهرة معينة.
( (1محمد محمد الهادي ،أساليب إعداد وتوثيق البحوﺙ العلمية ،القاهرة :المكتبة األكاديمية.
ص261-211.: ( (2موريس انجرس ،مرجع سابق الذكر،ص
42. ( (3محمد شلبي ،مرجع سابق الذكر ،ص:
21. ( (4محمد مسلم ،مرجع سابق الذكر ،ص:
الفصل • 6الفروض العلمية 118
ويمكن استخدام هذه الفكرة أو هذا الرأي كأساس للعمل والبحث عن حقائق جديدة ،وعندما
تثبت صحة الفرض بصفة نهائية فإنه يساهم في الوصول إلى الحقيقة أو النظرية أو القانون الذي
ماهو إال نتاج :مجموعة من الفروض التي تثبت صحتها ،أما إذا ثبت عدم صحة الفرض العلمي
فإن الباحث يحاول العثور على تفسير آخر وهكذا.
وبذلك يعد الفرض العلمي فكرة مبدئية تتولد وتنبثق عن فحص الباحث عن طريق المالحظة
أو التجربة ،وهذه الفكرة المبدئية يجب أن تكون قابلة اللختبار والفحص العلمي الدقيق ،وقد
استخدمت كلمة الفرض قديما لكي تدل على مجموعة المبادئ اأولية التي يسلم العقل البشري
بصحتها والتي ال يستطيع البرهنة عليها بطريقة مباشرة لشدة عموميتها أو شموليتها ،وقد
استخدمها أرسطو وأفالطون وغيرهما من الفالسفة والمفكرين نقطة البدء في كل برهنة والمنبع
اأول لكل المعرفة التي يكتسبها اإلنسان ،أي إن الفرض يمثل المبدأ العام الذي يستخدم كأحد
مقدمات االستدالل القياسي.
فالفرض ما هو إال تكهن أو حدس يضعه الباحث لكي يستنبط منه العالقات والصالت
المتواجدة بين اأسباب ومسبباتها ،فهو تفسير مؤقت للظاهرة أو القانون ،فإذا ثبتت صحة الفرض
وصدقه فإنه يصبح نظرية أو قاعدة عامة يمكن الرجوع إليها عند تفسير جميع الظواهر التي
تشبه الظاهرة المدروسة.
ويوصف الفرض بأنه عملي عندما يرتبط باآلراء الممكن االستعانة بها في تفسير الظواهر
التي تعترض اإلنسان أثناء أداء عمله ،حيث يتلمس اأسباب التي تشكل الظاهرة أو المشكلة
المعينة ،كما يوصف الفرض بأنه علمي أيضا عندما يخضع للمالحظة والتجربة التي تتطلب
معرفة الحقيقة في إطار تفسير الظواهر.
التصريح :الفرضية عبارة عن تصريح يوضح في جملة أو أكثر عالقة قائمة بين أ-
حدين أو أكثر.
ب -التنبؤ :الفرضية هي أيضا عبارة عن تنبؤ لما سنكتشفه في الواقع ،والذي يمثل الحل
المتوقع للمشكلة المدروسة.
ج -وسيلة للتحقق :الفرضية هي أيضا وسيلة للتحقق االمبريقي ،والتحقق االمبريقي
هو عملية يتم من خاللها معرفة مدى مطابقة التوقعات أو االفتراضات للواقع أي
((1
الظواهر.
باختصار الفرضية هي أساسا عبارة عن تصريح يتنبأ بوجود عالقة بين حدين أو متغيرين
أو أكثر ،أو بين عنصرين من عناصر الواقع ،ويجب التحقق من الفرضية في الواقع ،بهذا المعنى
فهي تمثل ركيزة الطريقة العلمية.
تحديد مسار البحث العلمي من خالل توجيه الباحث لجمع بيانات ومعلومات معينة لها -
عالقة بالفرضيات من أجل اختبارها ومن ثم قبولها أو رفضها.
تساهم في تحديد المناهج واألساليب البحثية المالئمة لموضوع الدراسة بما يساعد -
على اختبار الفرضيات.
كما تظهر أهميتها في تسلسل وربط عملية سير المنهج التجريبي من مرحلة المالحظة -
العلمية إلى مرحلة التجريب واستخراج القوانين واستنباط النظريات العلمية.
زيادة قدرة الباحث على فهم الظاهرة المدروسة من خالل تفسير العالقات بين -
المتغيرات المكونة لهذه الظاهرة.
تؤدي الفرضيات دورا مهما وحيويا في استخراج النظريات والقوانين والتفسيرات -
العلمية للظواهر والمساهمة في تراكم المعرفة وتواصل وتيرة البحث العلمي من
خالل الكشف عن أفكار وفرضيات جديدة يمكن دراستها.
يجب أن تبدأ الفرضيات من مالحظات علمية ،أي تبدأ من وقائع محسوسة مشاهدة -
وليس من تأثير الخيال ،وهذا حتى تكون الفرضيات أكثر واقعية.
يجب أن تكون الفرضيات قابلة للتجريب واالختبار والتحقق. -
يجب أن تكون خالية من التناقض للوقائع والظواهر المعروفة. -
يجب أن تكون شاملة ومترابطة ،أي يجب أن تكون معتمدة على كل الجزئيات -
والخصوصيات المتوفرة ،وعلى التناسق مع النظريات السابقة.
يجب أن تكون الفرضيات متعددة ومتنوعة للواقعة الواحدة. -
-الوضوﺡ:
بمعنى أن تكون عبارة الفرضية واضحة ودقيقة ،ويسري الوضوح على جميع المتغيرات
التي يتضمنها الفرض ،وذلك بتحديد المفاهيم التي تتضمنها تلك الفرضيات أو باإلضافة
إلى التعرف على المقاييس أو الوسائل التي يستخدمها الباحث للتحقق من صحة الفرضية(،(2
فلو افترض باحث مهتم بدراسة السياسة الخارجية للدول أن هناك اختالفا بين السلوك
الخارجي للدول الصغيرة والسلوك الخارجي للدول الكبرى ينبغي عليه أن يعرف ماذا
يقصد بالدول الصغيرة والكبيرة؟ وأن يقدم البيانات الكافية التي تثبت ما افترضه سواء
تعلق األمر بالمدى الزمني أو قياس العالقات والسلوكيات الفعلية.
كذلك يقتضي الوضوح تحديد الفروض وذلك بجعل العالقات بين المتغيرات من حيث
المستوى أو االتجاه (هل العالقة إيجابية أو سلبية) وفي ظل أي ظروف يمكن أن تظل هذه
العالقة قائمة ،كما ينبغي للفرض أن يوضح كذلك العالقات التي يمكن توقعها بين المتغيرات
المفترضة والشروط التي تتحكم في تلك العالقات.
-اﻹيجاز:
أن تكون العبارة التي صيﻎ فيها الفرض مختصرة موجزة توحي بوجود العالقية أو
الشرطية أو انعدامهما كقولنا" :يرتبط االستبداد السياسي سلبا بالمشاركة السياسية "،
((1
وصياغتها بشكل محدد وليس عام.
تكون متسقة مع الحقائق المعروفة سواء كانت بحوثا أو نظريات علمية ،ومن هنا فإن على
الباحث أن يتبين العالقة بين فرضيته وما أسفرت عنه الدراسات المرتبطة ببحثه من نتائج.
وصياغة الفرضيات وتحقيقها أو إثبات صحتها هدف أساس للبحث العلمي ،وهذا األمر
ليس بالعمل السهل؛ ذلك أنه ليس مجرد تخمين كما يعتقد البعض ،ولكنه رؤية وتخمين
ذكي يستند إلى كفاية الحقائق والخبرة حتى تكون للفرضية داللتها ،وفي كثير من مجاالت
دراسة السلوك قد يحتاج الباحث إلى القيام ببعض الدراسات المحدودة االستطالعية
((1
للحصول على بيانات تساعده على صياغة فرضيات لها داللتها.
ونظرا أهمية الفروض ،ينبغي للباحث أن يستعين بذوي الخبرة والمهارة واالختصاص في
صياغة فروضه ،وأن يهتم بالمفاهيم التي يطلقها على الظواهر محل الدراسة.
41. ( (1عمار بوحوﺵ و محمد محمود الذنيبات ،المرجع سابق الذكر ً،ص:
11. ( (2خالد حامد ،كيف تكتب بحثا جامعيا ،الجزائر :دار ريحانة ،دون ذكر تاريخ النشر ،ص:
123 الفصل • 6الفروض العلمية
ب -التخيل:
إن المعرفة الواسعة والخبرة واالطالع ال تكفي في مساعدة الباحث على بناء فرضياته،
فالبد أن يمتلك قدرة واسعة على التخيل ،وهذا يعني أن تكون عقلية الباحث متحررة قادرة
على تصور األمور وقادرة على بناء عالقات غير موجودة أو على التفكير في قضايا غير
مطروحة واستخدامها في تفسير قضايا أخرى .فالتخيل يعني أن يتحرر الباحث نفسه من
أنماط التفكير التقليدية ويتجاوز حدود الواقع دون حذر أو خشية ،لذلك البد للباحث من أن
يخصص وقتا طويال لبناء فرضياته.
إن الباحث ال يتمكن من وضع فرضياته من خالل تعامله مع الواقع فالبد له من أن يتجاوز
هذا الواقع ويتخيل وجود عالقات يخضعها للتجريب.
حدود الفرضية:
عند صياغة فرضية معينة فإن المفاهيم المستخدمة فيها يجب أن تكون واضحة ودقيقة
بما يجعل من المعنى الذي تؤديه واضحا وهو ما يفترض أن تتميز به حدودها على النحو
التالي(:(1
حدود غير مبهمة :ينبغي أن تكون الحدود المستعملة غير مبهمة ،كما ينبغي عليها أال -
تترك أي مجال للشك أثناء القيام بتأويلها.
حدود دقيقة :ينبغي أن تكون الحدود المستعملة دقيقة ،لكي تصبح المعاني أكثر قابلية -
للفهم.
حدود دالة :ينبغي على الحدود المستعملة أن تكون ذات معان ،وهو ما يعني أن -
حدود الفرضية تعلمنا عن بعض الوقائع وكذلك عن بعض الصور لهذا الواقع ،إن
تصورات الواقع تنحدر من نظريات ساهمت في توضيح الفرضية وتوجيهها ،وعليه
فإن الفرضية في العلم مستنبطة عادة من نظرية توفر اإلطار التفسيري للظواهر
التي نريد دراستها ،إن الواقع المعروف يمكن كذلك أن يؤدي إلى استقراء فرضية،
فمثل هذه المعرفة تأتي من البحوﺙ السابقة أو من المالحظات الخاصة والمتأنية التي
سلطها الباحث على الواقع.
حدود حيادية :ينبغي على المفاهيم المستعملة أن تبقى حيادية ،نعني بذلك أن حدود -
الفرضية ال يمكن صياغتها في شكل أحكام شخصية حول الواقع ،فالباحث يحمل
كشخص أحكاما حول الواقع لكن في العمل العلمي البد من مراقبة أحكامه حتى ال
يعقد صياغة الفرضيات أو يعرقلها ،وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من الموضوعية،
وعليه البد أال تكون متضمنة أحكاما تسلط على الظاهرة الواقعة المدروسة.
مصادر الفرضيات:
يقصد بمصدر الفرضيات أصل الفرضية ونشأتها أي عن ماذا تنبثق الفرضية ،فقد تنشأ
نتيجة عوامل خارجية ترتبط بالظواهر المحيطة بها أو العوامل التي تكمن في الظواهر ذاتها.
وتتمثل العوامل الخارجية في(:(1
المالحظة :وهي مصدر مهم جدا حيث إن كثيرا من الفرضيات تأتي نتيجة مالحظة أ-
لظاهرة أو سلوك معين يلفت انتباه الباحث فيشد اهتمامه فيطرح حوله تساؤالت
ويحاول أن يعطي افتراضات أو إجابات مؤقتة عن هذه التساؤالت.
ب -النظرية :إن النظرية هي األخرى قد تكون منطلقا لكثير من التساؤالت ومن ثم إلى
عدة افتراضات وهذا ما يؤدي باستمرار إلى سرعة دائرة العلوم وتوسعها.
ج -الدراسات السابقة :أن ما يصل إليه الباحث قد يشكل نقطة اهتمام باحث آخر فيتساءل
حول ما توصلت إليه الدراسة السابقة فتشكل نتائجها موطن اهتمام جدي وتساؤالت
عديدة تتبلور من خاللها فرضية يسعى الباحث إلى تحقيقها.
أما العوامل الكامنة والباطنية فتعتبر المصدر الرئيس للفروض وترتبط باألفكار واآلراء
والحقائق التي تثيرها العوامل الخارجية ،ويمكن عن طريقها تفسير الظواهر للتوصل إلى
الفروض وبالتالي للنظريات أو التعميمات والقوانين ومن العوامل التي تساعد في الوصول
للفروض العلمية وتعتبر مصدرا لها ما يلي:
((1
125 الفصل • 6الفروض العلمية
أشكال الفرضيات:
((2
يمكن صياغة الفرضية بكيفيات مختلفة ،يمكننا أن نميز بين ثالثة أشكال أساسية:
الفرضية أحادية المتغير :تركز الفرضية أحادية المتغير على ظاهرة واحدة بهدف –
التنبؤ بتطورها ومداها مثال" :الفقر يزداد في العالم منذ عشر سنوات" هو مثال عن
فرضية أحادية المتغير ،وليس على الباحث سوى حصر كلمة الفقر وتقييمها ،إن البحث
في هذه الحالة ال يعني أنه سيكون قصيرا بالضرورة ولكن سيركز أكثر على مراحل
دون أخرى.
الفرضية ثنائية المتغيرات :تعتمد الفرضية ثنائية المتغيرات على عنصرين أساسيين –
يربط بينهما التنبؤ وهو الشكل المتعود عليه بالنسبة إلى الفرضية العلمية التي تهدف
إلى تفسير الظواهر ،إن هذه العالقة الموجودة بين عنصرين يمكن أن تظهر في شكل
متغير مشترك بمعنى أن إحدى الظاهرتين تتغير بتغير الظاهرة األخرى ،إننا نتحدﺙ
من الناحية اإلحصائية عن االرتباط بين هذين العنصرين إن العالقة ثنائية المتغيرات
يمكن أن تكون من جهة أخرى عالقة سببية انطالقا من تقديم أحد العنصرين وكأنه
سبب آلخر.
الفرضية متعددة المتغيرات :تجزم الفرضية متعددة المتغيرات بوجود عالقة بين –
ظواهر متعددة ،مثال :أن النساء اللواتي لهن نسبة خصوبة أكثر انخفاضا هن األكثر
تعلما واألكثر مكافأة واألكثر تمدنا ،فالخصوبة والتعلم والمكافأة والتمدن هي حدود
مترابطة مع بعضها البعض ويمكن تقديم هذه الحدود األربعة ،على غرار الفرضية
ثنائية المتغيرات ،وكأنها مترابطة أو ضمن بعد سببي أي إن ظاهرة ما أو أكثر هي
سبب لظاهرة أخرى أو أكثر هكذا ،يمكن أن نفترض أن التمدن يرفع من نسبة التعلم
لدى النساء والذي بدوره يكون له أثر في الخصوبة وفي المكافأة ،إن االرتباط من جهته
ال يمكن أن يقترح إال تغيرا متبادال بين هذه الحدود األربعة دون االفتراض أن بعض
الظواهر تسببت في ظهور أخرى.
أنواع الفرضيات:
((1
تتنوع الفرضيات وهذا التنوع ينبغي توضيحه لرفع االلتباس:
الفرضية العامة :هي الفرضية التي ينطلق منها الباحث والتي يحتفظ بها أو قد يدخل –
تعديالت عليها أو قد يغيرها بعد الدراسة االستطالعية والحصول على معطيات جديدة
لم تكن في حوزته.
الفرضية األساسية–العمل :-وهي الفرضية التي يعتمدها الباحث نهائيا بعد الدراسة –
األولية ،فهي الفرضية التي تشكل أساس عمل الباحث.
وقد ال يرى بعض المتخصصين فرقًا بين الفرضية العامة والفرضية األساسية.
الفرضيات اﻹجرائية أو الجزئية :هي التي ستسمح للباحث أن يتحقق من مدى صحة –
كل التساؤالت التي يطرحها أو خطئها انطالقا من مجموعة المتغيرات التي يحاول
إيجاد العالقة بينها.
ولتبسيط المسألة نقول بأن الفكرة األولى للدراسة تبدأ عادة بوضع هذه الفرضية العامة التي
تتحول بعد الدراسة األولية إلى فرضية أساسية أو فرضية العمل ،وبمجرد أن تصبح المشكلة
المطروحة محددة والفرضية األساسية قائمة ،والمتغيرات واضحة ومترجمة إلى مؤشرات ذات
دالالت سلوكية قابلة للدراسة ينتقل الباحث إلى صياغة الفرضيات اإلجرائية التي يسعى من
خاللها إلى إيجاد العالقة بين مختلف المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة أو ليبحث عن
طبيعة العالقات الموجودة بينها.
الفرضية الصفرية :يطلق عليها أحيانا فروض العدم ،وهي عبارة عن فروض تنفي –
((1
وجود عالقة بين متغيرين أو فروق بين متوسطات أو نسب المتغيرات.
الفرضية البديلة (غير الصفرية أو اﻹثبات) :وهي عبارة عن فروض ال تنفي وجود –
عالقة بين متغيرات البحث ،تصاﻍ على شكل يؤكد وجود عالقة سالبة أو موجبة بين
((2
متغيرين أو أكثر.
وجدير بالذكر أن صياغة فروض البحث سواء كان ذلك بطريقة صفرية أم بطريقة بديلة
ينبغي أن تستند إلى أسس وأطر نظرية ومرجعية وإال فإنها تفقد أهميتها كحلول للمشكلة البحثية.
كما ينبغي أيضا لفت انتباه الباحثين عند صياغة الفروض الصفرية أو البديلة إلى توقعاتهم
لنتائج أبحاثهم؛ فإذا كان الباحث يتوقع عدم وجود فروق فإن الصياغة ينبغي أن تكون صفرية ،أما
إذا كان يتوقع بأن تكون نتائج بحثه تدعم ما كان يتوقعه بوجود فروق وعدم التساوي فإن صياغة
((3
فروضه ينبغي أن تكون بديلة.
يعد إنجاز البحوﺙ العلمية وفق منهجيتها العلمية الصحيحة الركيزة األساسية للوصول إلى
القوانين العلمية والمعلومات الجديدة والمساهمة في تقدم المعرفة اإلنسانية ،من خالل تفسير
الظواهر والتحكم فيها والتنبؤ بها وهو ما يمثل غاية البحث العلمي ،لذا يتوجب على كل باحث
اإللمام والتحكم في هذه المنهجية متبعا بذلك الخطوات العلمية التي تفرضها ،انطالقا من اختيار
الموضوع ومراعاة األسس العلمية لذلك من أصالة ،أهمية علمية ورغبة في دراسة الموضوع
المختار ،وأن يكون ضمن تخصص ،يعالج مشاكل معاصرة للمجتمع ،وإمكانية القيام به ...حتى
تكون البداية صحيحة في اختيار موضوع يساهم في تقدم المعارف العلمية وفي خدمة المجتمع
بصفة عامة ،ويضمن االنتقال بسالسة إلى الخطوات الالحقة.
ثم تأتي مرحلة الصياغة الدقيقة والواضحة لإلشكالية بما تمثله من أهمية كبيرة بعد تحديد
المشكلة البحثية وضبطها بدقة ،بحيث كلما كانت جيدة كلما عبر ذلك عن انطالقة جيدة لبحث
( (1عصمان سركز العجيلي وسعيد مطير عياد ،البحث العلمي أساليبه وتقنياته ،ط ،2اأردن :مكتبة المنار
للطباعة والنشر والتوزيع ،2111 ،ص:
211. ( (2مصطفى عليان ربحي ،عثمان محمد غنيم ،المرجع سابق الذكر ،ص:
51--51-54-55. ( (3عصمان سركز العجيلي وسعيد امطير عياد ،المرجع سابق الذكر ،ص ص:
الفصل • 6الفروض العلمية 128
علمي ذي قيمة علمية معتبرة بعد دراستها واإلجابة عنها ،ثم وضع فرضيات علمية كخطوة الحقة
لذلك كتفسيرات مبدئية يبني عليها الباحث دراسته ويعمل على اختبار صحتها للوصول إلى نتائج
علمية ،وبالتالي فهي بمثابة الطريق للوصول إلى القوانين العلمية.
الفصل السابع
-1اإلطار العام
-2األهداف
-3مشكلة الدراسة
-4االهداف
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
7 الفصل
إن المقدمة هي جزء أساسي من الدراسة وال تقل أهمية عن أجزاء البحث األخرى كاإلطار
النظري واإلطار التطبيقي مثال ،حيث تشمل المقدمة مجموعة من العناصر أو النقاط األساسية
المتعلقة بمكونات البحث ،حيث إن صياغة المقدمة بالطريقة الصحيحة له األثر البالﻎ في البحث
العلمي وبالتالي البد من توخي الحذر والدقة في تدوين أفكار المقدمة وكتابتها ومراجعتها أكثر
من مرة حيث إنها تجمع أفكار البحث والمشروع العلمي.
- 1اإلطار العام:
يعد اإلطار العام أو التمهيد جزءا أساسيا من المقدمة ومن العناصر المهمة التي ال يمكن
االستغناء عنها فهو يعد المفتاح األساسي الذي يعطي صورة شاملة عن محتويات الدراسة حيث
يشجع القارئ على إكمال قراءته للبحث ويهيئه للتفاعل معه؛ فهو البوابة الرئيسة للبحث وتوضيح
لطبيعته فهو يمهد للقارئ الدخول في التفاصيل.
والتمهيد ال ينبغي أن يكون طويال حيث ال بد أن يتناسب حجمه مع حجم البحث إذا كان مقاال
أو رسالة أو كتابا ،وهو يشير إلى اإلطار العلمي واالجتماعي الذي جاء فيه الموضوع فيبين صلة
موضوع البحث بالموضوع العام للحقل المعرفي الذي يجري البحث في محيطه.
أهمية املوضوع:
تعد كتابة أهمية الموضوع من األمور الواجب إتباعها من قبل الباحث من أجل كتابة بحث
علمي على النحو المتفق عليه ،لذا يقوم الباحث بكتابة األهمية التي يراها في الموضوع للفرد
والمجتمع والتي بالتالي تبرر اختياره لموضوعه البحثي دون غيره من المواضيع ،فمن شأن
ذلك أن يساعد الباحث على إتمام الفكرة العامة للموضوع والتي بدأت تتشكل من خالل اإلطار
العام ،وتحديد الفائدة التي يمكن أن يستخلصها وبالتالي فاألهمية تشمل أسباب اختيار موضوع
البحث.
131 الفصل • 7مقدمة البحث العلمي ومحتواها
األهداف:
تمثل أهداف البحث الغاية أو ما يصبو إليه الباحث العلمي من خالل العمل الذي يقدمه في
مجال التخصص وبالتالي فيجب على كل باحث أن يحدد األهداف قبل القيام بالبحث لما ينطوي
عليه من أهمية من أجل الوصول إلى النتائج.
والبد من التنويه أن هناك فرقا شاسعا بين أهمية الموضوع وأهداف الدراسة هذا أن كثيرا
من الباحثين يخلطون بين المصطلحين أو يغفلون أحدهما فكالهما من عناصر المقدمة األساسية
فأهمية الموضوع متعلقة بالموضوع محل البحث ككل أما األهداف فهي متعلقة بالدراسة التي
يقدمها الباحث واألغراض التي يرغب في تحقيقها من خاللها حيث تعد األهداف في طليعة ما
يناقشه األساتذة والخبراء في رسائل الماستر والدكتوراه فهي تحدد وجهة العمل العلمي بشكل عام
وال يستقيم أي عمل دون تحديد أهدافه بدقة.
الدراسات السابقة:
يحاول الباحث من خالل هذا العنصر تلخيص الدراسات السابقة وهي الدراسات واألبحاﺙ
التي تناولت الموضوع الذي يقوم الباحث بدراسته ويلعب هذا العنصر دورا كبيرا في إعطاء
فكرة عامة للباحث عن البحث الذي سيقوم به حيث إنها تساعد في إغناء البحث وجعل مصادر
المعلومات أكثر تنوعا.
ومن الضروري التنويه إلى أن الباحث البد أن يطلع على هذه الدراسات من خالل المصادر
األولية فقط دون أن يتوسع في عرضها بل يختصر أفكارها األساسية في ذكر الباحث ،عنوان
البحث ونوعه ،اإلشكالية المطروحة ،والنتائج المتوصل إليها ،وأخيرا تبيان الجوانب التي تم
التركيز عليها وكذا الجوانب التي تم إغفالها.
كذلك ال بد من أن يتم اختيار الدراسات السابقة بعناية فائقة فليس الهدف هو جمع أكبر قدر
من العناصر بل البد أن تكون مناسبة لموضوع البحث كما البد من اعتماد الموضوعية في اختيار
الدراسات حتى تلك التي تتعارض أفكار باحثيها مع أفكار صاحب البحث على أن يتم ترتيبها من
األقدم إلى األحدﺙ.
وتساعد الدراسات السابقة في تجنيب الباحث الوقوع في األخطاء التي سبق وأن وقع فيها
الباحثون اآلخرون كما تساعده على معرفة األفكار التي تم تناولها واستبعادها حتى يتسنى له
الفصل • 7مقدمة البحث العلمي ومحتواها 132
ابتكار أفكار جديدة كما توفر الفرصة بالنسبة للباحث االكتساب الخبرة حول صياغة اإلشكالية
واختيار مناهج البحث.
اإلشكالية:
بعد عرض الدراسات السابقة وتبيين الجوانب التي ركزت عليها وكذا الجوانب التي أغفلتها
يتبين للباحث ما هي األفكار المستبعدة عن البحث وتلك التي ترتبط به ارتباطا وثيقا وبالتالي تتشكل
له صورة واضحة عن اإلشكالية التي يطرحها وعن أهميتها العلمية مع تبيين العالقات العامة
بين المتغيرات ،كما أن اإلشكالية يمكن أن تتفرع إلى أسئلة فرعية تتعدد بتعدد فصول البحث.
الفرضيات:
بعد تحديد اإلشكالية يحدد الباحث فرضيات الدراسة والتي تعبر عن إجابات محتملة ومؤقتة
لإلشكالية فهي مرتبطة بها ارتباطا وثيقا ويمكن أن يضع الباحث عدة فرضيات تتناسب وفصول
البحث ومحاوره األساسية.
الحدود الزمانية:
وهي الفترة الزمنية التي تتناولها الدراسة.
الحدود المكانية:
تمثل اإلطار المكاني الذي يدور حوله البحث حيث ال بد أن تظهر هذه الحدود في العنوان
على أن يتم شرحها في هذا الجزء المخصص لحدود الدراسة.
133 الفصل • 7مقدمة البحث العلمي ومحتواها
املناهج واملقاربات:
يحدد الباحث من خالل هذا العنصر مجموعة المناهج والمقاربات المستخدمة وكذا األدوات
المنهجية األخرى التي يستعان بها في هذا البحث مع تقديم تبرير حول كل عنصر تم اختياره،
وتحديد عالقتها بعناصر البحث ومدى مناسبته لها فنبدأ بالمنهج ثم االقتراحات وأخيرا األدوات
المنهجية المستخدمة كاإلحصاءات مثال.
هندسة الدراسة:
يضع الباحث من خالل هذا العنصر تصميما لخطة الدراسة والتي تكون مناسبة للبحث
وتتحدد فيها المحاور اإلنسانية وما تحتويه من أهم األفكار وذلك بشمول وإيجاز في آن واحد.
فتصميم خطة البحث له أهمية بالغة ويأتي بعد أن يتوضح للباحث الطريق الذي يجب أن
يسلكه وذلك بعد تحديد اإلشكالية والفرضيات بتحديد المناهج المستخدمة وتعد من المراحل المهمة
في تحديد نجاح البحث والتي يتدرج فيها الباحث من الجانب النظري إلى الميداني أو التطبيقي ثم
النتائج ثم تقسيمها إلى أبواب أو فصول أو محاور.
الصعوبات:
يحدد الباحث من خالل هذا العنصر مختلف الصعوبات التي واجهته في إعداد البحث بداية
باختيار المنهجية المالئمة وصعوبة تحديد الموضوع وكذا الصعوبات المتعلقة بجمع البيانات
ومن مصادر مختلفة قد تكون صعبة الوصول إليها وكذا صعوبة تحليل هذه البيانات كالصعوبات
المتعلقة بأعداد المقابالت والعثور على السجالت والقيام بالمالحظة الدقيقة ،ندرة المعلومة عدم
التأكد من صحتها ،غياب المعطيات ،استخدام اللغات المختلفة وغيرها من الصعوبات التي دأب
الباحث على مواجهتها وتذليلها للوصول إلى أهدافه وتحقيقها.
ومن الخطوات األساسية القيام أوال بحصر المفاهيم الخاصة بكل مقاربة ومعرفة معناها
األصلي كما ورد في مصادرها وعند روادها ،ثم ثانيا استعمالها استعماال صحيحا وفي مكانها
المناسب ،وذلك حتى ال ينحرف التحليل ،ومن المهم إذا التمييز الدقيق بين الكثير من المفاهيم
المتشابهة ،كالتمييز بين العقلي والعقالني وبين مثالية ماكس فيبر والمثالية لدى الفالسفة ،وبين
((1
التنظيم والمنظمة ،وبين البيروقراطية والتسيب اإلداري ،وبين الشرعية والمشروعية... ،
( (1ناصر قاسيمي ،التحليل السوسيولوجي نماذج تطبيقة ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية،1121 ،
ص216-211.:
الفصل الثامن
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
8 الفصل
إذا كان الباحثون في ميدان العلوم االجتماعية ينادون اليوم بأن الطريقة العلمية في التفكير
هي الطريقة المثلى لحل المشكالت ،فإن اإلنسان لم يصل إلى مرحلة التفكير باستخدام هذه
العلمية في البحث لحل المشكالت إال بعد أجيال وأجيال كان اإلنسان خاللها يستمد حكمه على
األمور بوسائل غير الوسائل العلمية ـ لقد تطورت أساليب التفكير عبر العصور المختلفة لإلنسان
لتتناسب وقدراته ومستويات تفكيره إلى أن وصل إلى المرحلة العلمية التجريبية وهي ربط
الظواهر والمسببات بعضها ببعض ربطا موضوعيا وتحليل المعلومات المتوفرة عنها بغرض
الوصول إلى قوانين ونظريات تفيده في مسيرة حياته عن طريق المعرفة المنظمة التي تنشأ عن
المالحظة والدراسة والتجريب بغرض وضع أسس وقواعد األسلوب االستقرائي في التفكير الذي
يستند إلى الحقائق فيبدأ بمالحظة الظواهر وتؤدي المالحظة إلى وضع الفرضيات.
وبعبارة أخرى يرمي هذا الكتاب إلى تعليم الباحث في العلوم االجتماعية كيف يخطط للقيام
بعملية البحث بدءا من اختيار إشكالية البحث وصياغتها ،تحديد المفاهيم والفرضيات العلمية،
تحديد المنهج أو المناهج المالئمة للبحث ،تحديد أداة أو أدوات مناسبة لجمع البيانات من الميدان،
وجمع البيانات وتصنيفها من الميدان وتفريغها وتبويبها ،ثم تحليلها وتفسيرها.
( (1بودون ريمون ،مناهج علم االجتماع( ،ترجمة :شبئون الحاج هالة) ط ،2بيروت :منشورات عويدات،
11. ،2111ص:
137 الفصل • 8طرق جمع البيانات
االجتماعية التي ينتهجها المجتمع وتحديدها"( (1وهو عبارة عن استخدام الطرق الرقمية والرياضية
في معالجة البيانات وتحليلها واعطاء التفسيرات المنطقية المناسبة لها ويتم ذلك عن طريق جمع
البيانات اإلحصائية عن الموضوع وعرضها وتحليلها .
ويعد من " أهم أدوات التي يلجأ إليها الباحث في علم االجتماع خاصة في الدراسات
الميدانية وذلك لتفسير النتائج باإلضافة أنه بها يمكن معرفة حجم العينة التي قمنا باختيارها"(،(2
إن اإلحصاء موضوع يدخل في صميم تخصص االقتصاديين والواقع أن الباحث االجتماعي
المتخصص في العلوم االجتماعية بوجه عام يحتاج في كثير من األحيان إلى استخدام أرقام لكي
يلخص ويعرض بها مجموعة من المشاهدات التي تتعلق بالظاهرة التي يهتم بدراستها.
إذ ال تخلو أي دراسة أو بحث من دراسة تحليلية إحصائية تتعرض أصل الظاهرة أو
الظواهر المدروسة فتصور واقعها في قالب رقمي ،وتنتهي إلى إبراز اتجاهاتها وعالقاتها
بالظواهر األخرى"(3(.فهو" يظهر من خالل جمع البيانات باالستمارة وتفريغها في جداول
إحصائية ،تساعد على التفسير والتحليل أكثر ،وتضمن بذلك جزءا ولو يسيرا من الفعل المنهجي
والقطيعة األبستمولوجيا بين والموضوع( (4واالعتماد على المنهج اإلحصائي يسمح للباحث
بتوضيح العالقات بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة التي حددت في فرضيات الدراسة
وهذا حتى يتمكن الباحث من التحليل الموضوعي والعلمي الدقيق.
21. ( (1غريب محمد سيد أحمد،اإلحصاء والقياس ،مصر :دار المعرفة الجامعية ،2111 ،ص:
( (2الغريب عبد الكريم،البحثالعلمي ،التصميم ،المنهج االجرائي ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية،
211. ،2115ص:
( (3فتحي عبد العزيز أبو راضي ،مبادئ اإلحصاءاالجتماعي ،مصر :دار المعرفة الجامعية ،دون سنة،
4 ص:
(4( Raymond Boudan, Les Méthodes en Sociologie . Paris :Coll. P.V.F. éd.1988.p: 31.
1 ( (5عبد القادر حلمي،مدخل إلى اإلحصاء ،ط ،2الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية ،2114 ،ص
الفصل • 8طرق جمع البيانات 138
وتنظيمها وتلخيصها مستخدما في ذلك الجانب الوصفي من اإلحصاء ،حيث يمكنه أن يطبق
هنا مجموعة من المقاييس اإلحصائية التي ال تتعدى حد الوصف مثل مقاييس النزعة المركزية
ومقاييس التشتت ومقاييس االرتباط ،ومن ثم يتبين لدينا أن الوظيفة اإلحصائية أولى إلحصاء هي
توصيف البيانات المتاحة والخروج منها بمجموعة من المؤشرات والمعدات االحصائية.
-1املالحظة املبارشة:
تعد المالحظة أداة من أدوات جمع المعطيات والمعلومات ،حيث تسمح بالحصول على
الكثير من البيانات ،وهي توجيه الحواس للمشاهدة والمراقبة لسلوك معين أو ظاهرة معينة
وتسجيل ذلك السلوك وخصائصه ،ويمكن تعريف المالحظة :أنها " طريقة مهمة من طرق
تجميع البيانات ،يستخدمها الباحث للوصول إلى المعلومات المطلوبة والمتعلقة بموضوع
الدراسة(".(1
ويعرفها Kaplanأنها تهدف إلى التصنيف الكمي للمضمون ،ومنه االهتمام بالتقنية ،ذلك
في ضوء نظام للفئات صمم ليعطي بيانات مناسبة لفروض محددة خاصة بهذا المضمون("(2وقد
عرفها آخرون ،أنها " توجيه الحواس واالنتباه إلى ظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر رغبة
في الكشف عن صفاتها أو خصائصها بهدف الوصول إلى كسب معرفة جديدة عن تلك الظاهرة
((3
أو الظواهر".
وتعد المالحظة المباشرة من أهم أدوات التي يعتمد عليها الباحث في جمع المعطيات
والمعلومات الخاصة بالدراسة ،فقد عرفها عمار بوحوﺵ أنها " توجيه الحواس للمشاهدة
((4
والمراقبة لسلوك معين أو ظاهرة معينة وتسجيل ذلك السلوك وخصائصه".
211. ( (1أحمد بدر،أصول البحث العلمي ومناهجه ،الكويت :وكالةالمطبوعات،2112 ،ص:
( (2نعيمة أحمد راشدي ،تحليل المحتوى في العلوم االنسانية ،مفهومه ،أسسه ،استخداماته ،القاهرة :دار
الفكر العربي ،2111 ،ص.12 :
( (3محمود زيدان،االستقراء والمنهج العلمي،ط ،4القاهرة :مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر،
46. ،2111ص:
211. ( (4عمار بوحوﺵ ،محمود الذنيبات ،مرجع سابق ذكره ،ص:
139 الفصل • 8طرق جمع البيانات
-2العينة:
يستخدم الباحث باإلضافة إلى أدوات السابقة أدوات أخرى لجمع البيانات ،حيث يشير
مصطلح العينة Sampleفي علم اإلحصاء إلى أنها ":هي جزء من المجتمع حيث تتوافر في
هذا الجزء خصائص المجتمع نفسها ،والحكمة من إجراء الدراسة على العينة هي أنه في كثير
من األحيان يستحيل إجراء الدراسة على المجتمع ،فيكون اختيار العينة ،بهدف التوصل إلى
نتائج يمكن تعميمها على المجتمع ،ويصبح ذلك ممكنا إذا كانت خصائص العينة تمثل خصائص
المجتمع ،من حيث أكبر عدد ممكن من المتغيرات( ،"(1وحتى يتمكن الباحث من توظيف معارفه
السوسيولوجية بما فيها أنموذجه التحليلي أي الفرضيات ،عليه اختيار العينة المناسبة كربط بين
الفرضية والميدان باعتبار العينة وحدة إحصائية ممثلة للمجتمع ككل( ،"(2فهي تعد:
-1طريقة من طرق البحث وجمع المعلومات ،فتأخذ عينة من مجموع ما لالنتقال من
الجزء إلى الكل أو التوصل إلى الحكم على المجتمع في ضوء بعض أوزانه فهو
ضرب من االستقراء وليست العينة إال مثال أو مجموعة أمثلة يستخلص منها أحكام
قدر اإلمكان.
-2منهج يتطلب دقة في تحديد الهدف الذي تؤخذ من أجله العينة ،وثانيا عناية في وضع
شروط هذه العينة ،وثالثا خبرة في اختيارها(".(3
وعليه فإن العينة تستخرج من المجتمع األصلي ،فهي مجموعة من األشخاص الذين
ينتمون لمجتمع البحث وتكون العينة التي يتم اختيارها وفق معايير دقيقة وعلمية،
وعليه اتبعنا طريقة المعاينة التي تتناسب وتمثيل المجتمع األصلي ،ويلزم عملية
المعاينة شرطان أساسان:
241. ( (1بشير صالح الراشدي ،مناهج البحث التربوي ،الكويت :دار الكتاب الحديث ،1111 ،ص:
( (2محمد الغريب عبد الكريم ،البحث العلمي ،التصميم ،المنهج واالجراء ،الجزائر :ديوان المطبوعات
،2115ص56. الجامعية،
111. ( (3مذكور ،معجم العلوم االجتماعية ،القاهرة :الهيئة المصرية للكتاب ،2115 ،ص
الفصل • 8طرق جمع البيانات 140
وعينة البحث هي العينة الفرضية ،حيث يقوم الباحث باختيار هذه العينة اختيار حرا على
أساس أنها تحقق أغراض الدراسة التي تقوم بها(".(1
* أنواع العينة:
العينة العشوائية البسيطة :هي عينة يراعى في اختيارها أن يسمح لكل فرد من أفرادها -
بفرص متكافئة لوجوده داخل العينة ،وأن سحب أي فرد ال يؤثر في سحب فرد آخر،
بمعنى أن احتماالت االختيار لكل فرد من أفراد المجتمع األصلي تكون متساوية،
وبهذا ال يؤثر االختيار في الباحث من حيث االنحياز ،ويتم اختيار العينة العشوائية
إما بطريقة القرعة ،أو باستخدام جداول أعداد العشوائية ،أو غير ذلك ،وينبغي مراعاة
أن "العينة العشوائية " ال تمثل بالضرورة خصائص المجتمع األصلي كله ولكنها
تترك اختيار أفراد بالصدفة ،وبهذا تنقص إمكانية تسرب التحيز في اختيار العينة.
العينة الطبقية :يتم تقسيم العينات التي تؤخذ من المجتمع األصلي إلى أقسام ،سواء -
حسب السن أو المهنة ،أو السنة الدراسية.
العينة المنتظمة :يتميز هذا النوع من العينات بانتظام الفترات أو أعداد بين وحدات -
االختيار حيث تكون المسافة بين عدد وآخر واحدة في المجتمع األصلي.
العينة العرضية :إن هذا النوع من العينات يختلف عن األنواع السابقة؛ أي إن العينة -
العرضية ال تمثل المجتمع األصلي تمثيالً صحيحا ،إنما تمثل العينة نفسها فقط،
فالباحث في هذه الحالة يأخذ العينات بطريقة الصدفة ،أي يحصل على المعلومات من
الذين يصادفهم ،وطبعا فإن نتيجة هذه العينات ال تعكس واقع المجتمع األصلي ،وانما
تعطي فكرة عن مجموع األفراد الذين أخذ منهم الباحث المعلومات المتاحة لديه.
-3املقابلة:
تعد تقنية المقابلة من أهم أدوات جمع المعطيات في دراسة األفراد والجماعات اإلنسانية
ويعد التحقيق بواسطة المقابلة تقنية يطرح خاللها الباحث مجموعة من األسئلة مدروسة ومدققة
وهادفة من أجل خدمة موضوع البحث على مجموعة مختارة من عينة البحث حيث " تعد الطريقة
( (1ذوقان عبيدات وآخرون ،البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه ،ط ،2عمان :دار الفكر للطباعة
221. والنشر والتوزيع ،2116 ،ص
141 الفصل • 8طرق جمع البيانات
األكثر استعماالً في البحث ،وهي شكل من االتصال المميز في المجتمع الحديث( ،"(1وتعد المقابلة
محادثة موجهة يقوم بها الفرد مع آخر أو مع أفراد بهدف حصوله على أنواع من المعلومات
الستخدامها في بحث علمي أو االستعانة بها في عمليات التوجيه والتشخيص والعالج.
واستمارة المقابلة يقصد بها قائمة األسئلة التي يقوم الباحث باستيفاء بياناتها من خالل مقابلة
تتم بينه وبين المبحوﺙ ،أي إنها تتضمن موقف المواجهة المباشرة ،حيث " تعد أكثر وسائل
جمع المعلومات شيوعا وفاعلية في الحصول على البيانات الضرورية أي بحث ،والمقابلة ليست
بسيطة بل هي مسألة فنية(".(2
فهي " عملية اجتماعية صرفه تحدﺙ بين شخصين؛ الباحث والمبحوﺙ ،أو المقابل الذي
يستلم المعلومات ويجمعها ويصنفها ،والمبحوﺙ الذي يعطي المعلومات إلى الباحث بعد إجابته
عن األسئلة الموجهة إليه من قبل المقابل(".(3
ودليل المقابلة هو مجموعة من النقاط والموضوعات التي يجب على القائم بالمقابلة أن يغطيها
مع المبحوﺙ خالل الحوار الذي يجريه معه ،ويسمح في هذه الحالة بدرجة عالية من المرونة
في الطريقة والصياغة والترتيب الذي تخضع له أسئلة التي يوجهها الباحث للمبحوﺙ ،ومنه فإن
المقابلة":هي تلك األداة التي تستخدم لدراسة سلوك فرد أو أفراد للحصول على إجابة عن موقف
معين أو عن أسئلة معينة ،أو لمالحظة النتائج المحسوسة للتفاعل الجماعي أو االجتماعي(".(4
ومن أجل أن تحقق المقابلة الغرض المطلوب يجب أن تتوافر الشروط التالية:
قابلية المعلومات المطلوبة لإلجابة عنها من قبل المستجوب. -
فهم الشخص المستجوب أسئلة الباحث واتصالها بموضوعه. -
توفر الدافع لدى المجيب كي يقدم إجابات صحيحة ودقيقة وقدرة الباحث على تبيين -
ذلك.
( (1تيودور كابلوف ،البحث السوسيولوجي ،ترجمة :نجاة عياﺵ ،بيروت:دار الفكر الجديد،2111 ،ص:
212.
( (2محمد زياد عمر ،البحث العلمي مناهجه وتقنياته ،القاهرة :مطابع الهيئة المصرية للكتاب ،دون سنة،
254. ص:
11. ( (3إحسان محمد حسن،األسس العلمية لمناهج البحث العلمي،ط ،1بيروت :دار الطليعة،2116 ،ص:
( (4خير هلال عصار ،محاضرات في منهجية البحث العلمي ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية،2111 ،
11. ص:
الفصل • 8طرق جمع البيانات 142
-4اﻻستبانة (:)Questionnaire
تعد استمارة البحث من أكثر أدوات جمع البيانات شيوعا في البحوﺙ االجتماعية ،هذا ما
يدفع الباحث إلى بذل الجهد من أجل صياغة استمارة البحث بصورة تؤدي إلى تحقيق أهداف
الدراسة.
فمصطلح االستبانة يشير إلى أداة لجمع البيانات ،وهي عبارة عن استمارة بحث ويعرفها
فاخر عاقل أنها " :أداة مفيدة من أدوات البحث العلمي ،وهي مستعملة على نطاق واسع للحصول
على الحقائق والتوصل إلى الوقائع والتعرف على الظروف وأحوال ودراسة المواقف واالتجاهات
واآلراء( ،(1وتضم عددا من أسئلة يطلب من المبحوﺙ أن يجيب عنها بنفسه ،وفي بعض األحيان
ترسل هذه القائمة من األسئلة عن طريق البريد وتسمى في هذه الحالة باالستبانة البريدية.
كما تعرف االستبانة أنها " مجموعة من األسئلة المرتبة حول موضوع معين ،يتم وضعها
في استمارة ترسل لألشخاص المعنيين بالبريد أو يجري تسليمها باليد تمهيدا للحصول على أجوبة
عن األسئلة الواردة فيها(".(2
وبالتالي فهي الدليل أو المرشد الذي يوجه المقابلة التي تقع بين الباحث والمبحوﺙ بعد
أن يرسم مساراتها ويحدد موضوعاتها ويشخص طبيعة المعلومات التي يطلبها الباحث من
المبحوﺙ ،وعليه يتم تحديد أسئلة االستمارة وفق ما تفرضه صياغة الفرضيات بهدف التحقق
منها ميدانيا.
واستمارة البحث أنموذج يضم مجموعة من أسئلة توجه إلى أفراد من أجل الحصول على
معلومات حول موضوع أو مشكلة ،أو موقف ما ،فهي " :التقنية المباشرة لالستطالعات العلمية
المستعملة لألفراد ،والتي تسمح لمساءلتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والحصول على نتائج
كمية من أجل إيجاد عالقات إحصائية ومن أجل القيام بمقارنات عديدة(".(3
((4
" ومن خاللها يمكن ترجمة هدف البحث في أسئلة محددة لها عالقة بهدف الدراسة ككل "
115. ( (1فاخر عاقل ،أسس البحث العلمي ،بيروت :دارالعلم للماليين ،2111 ،ص:
( (2فوزي عبد هلال العكش ،البحث العلمي ،المناهج واإلجراءات،اإلمارات العربية المتحدة :مطبعة العين
121. الحديثة ،2116 ،ص:
(3( Angers Maurice,Initiation pratique à la méthodologie, Alger:CasbahUniversité, 2ème, 1997 ,
p:60.
(4( Grawitz Madeline , Méthodes des sciences Sociales, Paris:ed – Dollaz .K , 1974 , p:170.
143 الفصل • 8طرق جمع البيانات
ويتم تنفيذ االستمارة إما عن طريق المقابلة الشخصية ،أو أن ترسل إلى المبحوثين عن
طريق البريد.
((1
القواعد المنهجية لبناء استمارة بحث:
إن تصميم استمارة البحث جدير بالعناية الفائقة؛ أن مدى صحة النتائج يعتمد عليه تصميم
االستمارة(ويتطلب إلماما بأوضاع مجتمع البحث ،لذا يجب مراعاة بعض القواعد المنهجية عند
بناء االستمارة).
األسئلة التي تحتويها االستمارة :لكي يتمكن الباحث من تحديد األسئلة التي تتضمنها
االستمارة ،يجب عليه أن يحصر البيانات التي يحتاجها ،هل هي النوع الذي يتصل بالحقائق؟
التأكد من المعتقدات واالتجاهات؟ أم تهدف إلى التعرف على أنماط السلوك والعالقات المتبادلة.
واألسئلة نوعان؛ فإما تحصر جميع اإلجابات المحتملة ،وتكتب أمام السؤال فيقوم الباحث أو
أفراد البحث بوضع عالمة على اإلجابات المناسبة وهذه هي األسئلة المغلقة ،مثل تحديد اإلجابة
عن السؤال.
وهناك نوع ثان من األسئلة ،وهو ما يعرف باألسئلة المفتوحة ،وفيه يترك أفراد البحث
الحرية في تحديد اإلجابات المناسبة لألسئلة الملقاة عليهم ،ومن أهم إيجابيات هذه الطريقة ،أنها
تعطي أفراد البحث صورة واضحة ودقيقة عما يعتقدون أنها اإلجابة الصحيحة ،أما من سلبياتها
فهي أنها تكلف أفراد البحث وقتا أطول وجهدا أكبر ،وهذا قد يدعو إلى الملل وخاصة في استخدام
االستبانة البريدية.
((2
صياغة األسﺌلة:
هناك مجموعة من الشروط يجب مراعاتها عند صياغة األسئلة التي تتضمنها استمارة
البحث ،وهذه الشروط هي:
يجب أن تكون األسئلة بسيطة وواضحة وبعيدة عن التعقيد اللفظي ،حيث ال تقبل -
االلتباس أو إساءة الفهم ،وينصح بعض الباحثين بأن تكتب االستمارة " بلغة الحياة
اليومية كنوع من التبسيط.
411. ( (1محمد علي محمد ،تاريخ علم االجتماع ،اإلسكندرية :دار المعرفة الجامعية،مصر ،2111 ،ص:
( (2جازيه كيران ،محاضرات في المنهجية لطالب علم االجتماع ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية،
51. ،1111ص:
الفصل • 8طرق جمع البيانات 144
يجب أن تصاﻍ األسئلة لكي تكون إجاباتها قاطعة وبسيطة بقدراإلمكان ،كأن تكون -
اإلجابة بنعم أو ال.
أن يراعى في صياغة األسئلة ،أن ال يطلب من المجيبين إجراء عمليات حسابية -
مطولة تستدعي ذاكرة حادة.
أال تكون األسئلة من النوع اإليجابي ،أي التي توحي للمبحوثين بإجابات معينة. -
يجب تحاشي األسئلة التي تدفع المبحوﺙ للكذب أو االدعاء. -
يجب أال تشتمل األسئلة على أكثر من نقطة واحدة ،فإذا كان الباحث يريد السؤال عن -
شيئين فيستحسن وضعهما في سؤالين متتالين.
تضاف أسئلة ال بقصد اإلجابة عنها لذاتها ،بل للتأكد من دقة اإلجابات ،ويمكن لتحقيق -
ذلك تكرار بعض األسئلة بصيﻎ مختلفة ،وتسمى هذه األسئلة بأسئلة المراجعة أو
الضابطة.
غالبا ما يراعى عند ترتيب األسئلة التدرج من العام إلى الخاص. -
شكل االستمارة:
يجب أن يكون حجم االستمارة مناسبا ،ونوع الورق المستعمل جيدا يحمل الكتابة ،ولونه
مقب وال ،وأن تكون الطباعة جيدة وسهلة القراءة ،كما يوضح على غالف االستمارة موضوع
البحث ،واسم الهيئة المشرفة على البحث ،وما يفيد سرية البيانات ،أما عن التنسيق الداخلي
لالستمارة فيجب ترتيب األسئلة ترتيبا منطقيا ،يراعي التسلسل والعالقات بينها ،كما يجب تقسيم
األسئلة إلى مجموعات توضع لها عناوين فرعية ،وتترك خانات فيها لإلجابة ،حتى ال يضطر
أفراد البحث إلى اإلجابة على ورقة منفصلة ،كما ينبغي مراعاة التنفيذ اآللي لتحليل البيانات في
األبحاﺙ الكبيرة ،التي تستخدم فيها اآلليات اإلحصائية ،وعليه يجب وضع دليل رقمي code
إلجابات كل سؤال .
الفصل التاسع
-3طرق التوثيق.
الـبـحـث الــعـــــلـمـي
9 الفصل
التوثيق يعني اثبات مصادر المعلومات وارجاعها الى اصحابها توخيا ً لألمانة العلمية،
واعترافا بجهد االخرين وحقوقهم العلمية ،لذا البد من تثبيت المراجع التي يعود اليها الباحث
داخل النص ،وذلك بتثبيت عائلة المؤلف وسنة النشر للمرجع الذي رجع اليه الباحث؛ الن ذلك
يحدد المصدر للقارئين ويجعلهم قادرين على تحديد موقع مرجع المعلومات في قائمة المراجع
في نهاية البحث.
التوثيق يف النص
البد من تثبيت المراجع التي تعود اليها في بحثك داخل النص وذلك بتثبيت عائلة المؤلف
متبوعة بفاصلة ثم سنة اصدار المرجع متبوعة بفاصلة ثم الصفحة وجميعها بين قوسين.
طرق التوثيق
هنالك العديد من الطرق التي يمكن االعتماد عليها في عمليات التوثيق ،سواء كان التوثيق
في كتاب علمي ،او في دراسة مقدمة لنيل درجة علمية ،او بحث مقدم للنشر في مجلة علمية محلية
او عالمية ،او بحث مقدم لمؤتمر علمي والمقصود بالتوثيق كيفيية اسناد النصوص المأخوذة من
الكتب والدراسات والمراجع السابقة سواء في داخل النص او في قائمة المراجع او المصادر
الى اصحابه ،وليس هناك طريقة واحدة مفضلة على طريقة اخرى ،غير انه ينبغي العتماد
على طريقة واحدة من بداية التوثيق في الدراسة حتى نهايتها ،وعدم الخلط بين اكثر من طريقة.
وعموما يوجد عدة طرق معتمدة للتوثيق في البحوﺙ العلمية منها:
اعطاء شرح تفصيلي للرقم المذكور في ذيل الصفحة نفسها يحوي تفصيالت معينة عن •
المرجع المذكور ،ثم توضع جميع المراجع مرتبة هجائيا في نهاية البحث او الكتاب.
اعطاء ارقام متسلسلة دون اعطاء تفصيالت عن االرقام في ذيل كل صفحة ،ولكن •
بشرط وضع تفصيالت االرقام المتسلسلة في نهاية البحث ،او في نهاية الفصل من
الكتاب ،ثم توضع بعد ذلك جميع المراجع مرتبة هجائيا في نهاية البحث او الكتاب.
الرقم المعطى له ،بل نكتفي بذكر عبارة المرجع السابق باللغة العربية وكلمة ()Ibid
باللغة االنجليزية ،واصلها ( )Ibidemفي نفس المكان.
عند تكرار استخدام مرجع في نفس الصفحة ولكن ليس مباشرة ،اي يفصل بينهما مرجع -
اخر فإننا ال نكرر المعلومات التفصيلية عن المرجع المذكور بعد الرقم المعطى في ذيل
الصفحة او نهاية الفصل ،بل يكتفى بذكر عبارة مرجع سابق باللغة العربية ،وعبارة
( )Op Citباللغة االنجليزية واصلها ( )opera ciatoوتعني مرجع سبق ذكره.
يالحظ من التوثيق في قائمة المراجع او المصادر عدم الحاجة لذكر الصفحة حيث -
انها ذكرت خالل التوثيق في المتن مع التأكيد على ترتيب المراجع حسب الحروف
الهجائية.
لقد طور هذا النظام من قبل جمعية علماء النفس االمريكية عام 1940 ،1930علما ان هذا
النظام يتم تجديده باستمرار ،حيث طور عام 2001ونشر عام 2003وكان اخر تحديث له عام
2009ونشر عام .2010
يعتمد نظام جمعية علماء النفس االمريكية على التوثيق بعد انتهاء النص المقبس او الذي
رجع اليه الباحث مباشرة ،وذلك بوضع عائلة المؤلف متبوعة بفاصلة ثم السنة متبوعة بفاصلة ثم
الصفحة وجميعها بين قوسين ،ثم يعاد ترتيب جميع المراجع هجائيا في قائمة المراجع.
من االمثلة على التوثيق داخل النص باللغة العربية (.......النجارˬ ،20
من االمثلة على التوثيق داخل النص باللغة االنجليزية)Lewis، 2001، 25( ..........
ويالحظ ان الرقم االخير يدل على الصفحة دون الحاجة الى كتابة حرف (ص) بالعربية
او ( )pباإلنجليزية قبل رقم الصفحة.
149 الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي
شرح مفصل لطرائق التوثيق المختلفة سواء في النص او في قائمة المراجع او في قائمة
المصادر المعتمده في نظام جمعية علماء النفس االمريكية الصادر عام (American )2010
psychological association system APA
أما التوثيق داخل النص عند استخدام الحديث الشريف فيكون بالشكل التالي:
التاكيد على كتابة االحاديث النبوية بين قوسين مزدوجين. •
اسم الراوي متبوعا بفاصلة. •
رقم الجزء .وجميعها بين قوسين. •
مثال( :ابو داوود ،ج.)2
الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي 150
وضع لفظ الكتاب المقدس عند استخدام اسفار العهد القديم ،واالنجيل عند استخدام اسفار •
العهد الجديد متبوعا بفاصلة.
وضع اسم السفر مسبوقا برقمه ان كان السفر يحمل اكثر من رقم ،ومتبوعا بفاصلة. •
وضع رقم االصحاح ويكون مباشرة بعد السفر. •
االنجيل 3 ،يوحنا1
أما طريقة التوثيق داخل النص عند استخدام الكتاب المقدس /االنجيل فيكون بالشكل التالي:
وضع اسم السفر سواء كان من اسفار العهد القديم او العهد الجديد ،اما اذا كان نفس •
السفر يحمل اكثر من رقم فيوضع عندئذ الرقم قبل اسم السفر مثل 1 :كورنثوس2 ،
كورنثوس ،وهكذا ،وهنا البد من وضع الرقم في بداية السفر .كأن نقول 1كورنثوس
ثم نكمل التوثيق.
رقم االصحاح ويكون مباشرة بعد السفر متبوعا بنقطتين. •
رقم االية ،او االيات يفصل بينهما شارحة. •
ومن االمثلة على التوثيق داخل النص عند استخدام اسفار العهد القديم:
ومن االمثلة على التوثيق داخل النص عند استخدام اسفار العهد الجديد:
ثانيا :الكتب
تكون طريقة التوثيق في قائمة المراجع والمصادر في حالة الرجوع الى الكتب بالشكل
التالي:
اسم المؤلف او المؤلفين بدءا من العائلة متبوعا بفاصلة ،يليه االسم االول للمؤلف •
متبوعا بالسنة وتوضع بين قوسين متبوعة بنقطة.
عنوان الكتاب ويكتب بالخط المائل او الغامق او كالهما معا ،وتوضع مباشرة الطبعة •
بين قوسين في حالة وجود اكثر من طبعة للكتاب متبوعة بنقطة ،اما في حالة الطبعة
االولى للكتاب فال داع لذكرها.
الدولة او المقاطعة متبوعة بفاصلة ثم المدينة متبوعة بنقطتين ،واخيرا دار النشر. •
ويالحظ في توثيق الكتب في قائمة المراجع والمصادر خاصة باللغة االنجليزية ان تبدا
الكلمة االولى من عنوان الكتاب بحرف كبير ثم نكمل العنوان بأحرف صغيرة ،اما المدينة
والوالية ودار النشر فتبدا جميع كلماتها بأحرف كبيرة.
أمثلة:
ز
ز
Z
Z
() Reader version - 1الرجوع الى كتاب عن طريق االنترنت (نسخة قارئ)
Shotton، M.A. )1989(. Compyter addiction ? A study of computer dependency. DX
Reader version . Retrieved from https://www.ebookstore.tandf.co.uk
مثال:
عليان ،ربحي مصطفى (بدون) .البحث العلمي :اسسه واجراءاته .االردن ،عمان:
بيت االفكار.
الحميدي ،نجم عبدهللا ،السامرائي ،سلوى امين ،والعبيد ،عبد الرحمن (. )2005نظم
المعلومات االدارية :مدخل معاصر .االردن ،عمان :دار وائل للنشر.
ويالحظ مما سبق اننا نضع بيم قوسين عائلة االول متبوعة بفاصلة تليها عائلة الثاني ثم
نضع مباشرة حرف (و) بالعربية او رمز (&) باإلنجليزية يليه مباشرة عائلة المؤلف
الثالث حيث يحوي التوثيق داخل النص في المرة االولى جميع اسماء العائلة للمؤلفين.
وعند تكرار استخدام المرجع مرة اخرى توضع عائلة االول فقط متبوعة ب واخرون
باللغة العربية او et alباللغة االنجليزية ثم فاصلة ويتبع ذلك السنة.
مثال:
مثال:
اذا رجع الباحث الى كتاب دراسات خاصة في ادارة االعمال للسادة المؤلفين:
جواد ،شوقي ناجي ،حجازي ،هيثم علي ،عبدالقادر ،محمد احمد ،الحواجرة ،كامل محمد،
االعور ،خالد نواف ،الكساسبة ،محمد مفضي ،الرفوع ،احمد نهار ،القاق ،محمد حمدان،
عفانة ،جهاد عبدهللا ،وابو ياغي ،غسان( .)2006دراسات خاصة في ادارة االعمال.
االردن ،عمان :االهلية للنشر والتوزيع.
ويالحظ مما سبق انه وفي حالة التوثيق داخل النص لمرجع به ستة مؤلفين فاكثر ،فإننا
نكتفي بتوثيق المؤلف االول متبوعا ب :واخرون بالعربية او ( )et alباإلنجليزية وتعني
بالالتينية ( )etalii-aliaثم فاصلة ويتبع بعد ذلك السنة متبوعة بفاصلة ثم الصفحة التي
تم االقتباس منها وجميعها بين قوسين.
الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي 154
يوضع اسم المؤلف االصلي بدءا من العائلة متبوعا بفاصلة ثم االسم االول يليه سنة •
الترجمة بين قوسين متبوعة بنقطة.
عنوان الكتاب باللغة التي ترجم اليها العمل (اللغة العربية) ويكتب بالخط المائل او •
الغامق او كليهما معا وتوضع مباشرة الطبعة بين قوسين في حالة وجود اكثر من طبعة
للكتاب متبوعة بنقطة.
يكتب بين قوسين كلمة ترجمة متبوعة بنقطتين يليها اسم المترجم بالشكل الطبيعي (دون •
ان تسبق العائلة اسم المؤلف)متبوعة بنقطة.
المدينة متبوعة بفاصلة ،ثم المقاطعة او الدولة متبوعة بنقطتين ،ثم دار النشر متبوعة •
بنقطة.
يكتب بين قوسين عبارة سنة النشر االصلية مع تثبيت السنة متبوعة بنقطة. •
جيمس او هكس ،جونير(.)1987نظم المعلومات االدارية :من وجهة نظر المستفيد(ترجمة:
حسين علي الفالحي) .السعودية ،الرياض :معهد االدارة العامة(.سنة النشر االصلية
.)1984
اما في حالة التوثيق داخل النص فتضع بين قوسين عائلة المؤلف االصلي متبوعة بفاصلة
ثم سنة النشر االصلية متبوعة بخط مائل يليها سنة الترجمة متبوعة بفاصلة ثم رقم الصفحة
التي تم الرجوع اليها.
نبدأ باسم محرر الكتاب مكان المؤلف متبوعا بكلمة ( )Edsباإلنجليزية بين قوسين •
متبوعة بنقطة ،ثم سنة تحرير الكتاب بين قوسين متبوعة بنقطة.
155 الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي
يكتب عنوان الكتاب بخط مائل او غامق او كليهما معا ،ثم توضع مباشرة الطبعة بين •
قوسين في حالة وجود اكثر من طبعة للكتاب متبوعة بنقطة.
المدينة متبوعة بفاصلة ،المقاطعة او الدولة متبوعة بنقطتين ،واخيرا دار النشر متبوعة •
بنقطة.
Gibbs، T.T.، & Huang، L. N. )Eds(. )1991(.Children of color: Psychological interven-
tion with minority youth. San Francisco، CA: Jossey-Bass.
اسم مؤلف الفصل بدءا من العائلة متبوعا بسنة النشر بين قوسين متبوعا بنقطة. •
عنوان الفصل متبوعا بنقطة. •
توضع كلمة (في) باللغة العربية او ( )inباللغة االنجليزية ،ويتبعها اسم المحرر او •
المحررون بالشكل الطبيعي (دون ان تسبق اسم العائلة) متبوعا بكلمة ( )Edsاي
(تحرير) بين قوسين متبوعة بفاصلة.
عنوان الكتاب يكتب بالخط المائل او الغامق او كليهما معا ،ثم يوضع بين قوسين الطبعة •
في حالة وجود اكثر من طبعة للكتاب متبوعة بفاصلة ،فالصفحات التي يغطيها الفصل
مع اغالق القوس متبوعة بنقطة.
المدينة متبوعة بفاصلة ،ثم المقاطعة او الدولة متبوعة بنقطتين ،واخيرا دار النشر. •
Hayborn، D.M.)2008( Philosophy and the science of subjective well-being. In M.Eid
& R. J. Larsen )Eds(، The science of subjective well-being)pp.16-43(. New York،
NY:Guilford Press.
المدينة متبوعة بفاصلة ثم المقاطعة او الدولة متبوعة بنقطتين ثم الناشر متبوعا بنقطة. •
ثالثا :المجالت
تكون طريقة التوثيق في قائمة المراجع او المصادر بالشكل التالي:
اسم مؤلف المقالة ،اة اسماء المؤلفين بدءا من اسم العائلة متبوعا بفاصلة يليه االسم •
االول للمؤلف متبوعا بالسنة وتوضع بين قوسين متبوعة بنقطة ،اذ نتعامل مع اسماء
المؤلفين بنفس الطريقة التي تعاملنا بها في توثيق الكتب.
عنوان المقالة متبوعا بنقطة ،مع مالحظة ان تبدا الكلمة االولى من العنوان فقط بحرف •
كبير ثم نكمل كلمات العنوان بأحرف صغيرة عندما يكون المرجع باللغة االنجليزية.
اسم المجلة ويكون بخط مائل او بلون غامق او كليهما معا .مع مالحظة ان كلمات اسم •
المجلة تبدا جميع كلماتها بأحرف كبيرة عندما يكون باللغة االنجليزية.
المجلد ( )Volوالعدد ( )Noوقد نجد بدل العدد االصدار ( )Issueحيث يوضع اوال رقم •
المجلد ( )Volبخط مائل يليه مباشرة بين قوسين رقم العدد او االصدار متبوعا بفاصلة،
وال داعي لذكر كلمة مجلد او عدد واصدار.
الصفحات التي احتلها المقال في المجلة متبوعة بنقطة في حال انتهاء التوثيق .او •
متبوعة بفاصلة وضع البلد والدولة ان وجدت ،حيث نجد ان بعض المجالت العالمية
ال تضع البلد.
البلد متبوعة بفاصلة ،ثم الدولة متبوعة بنقطة في حال وجودها. •
157 الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي
ويالحظ في توثيق المجالت في قائمة المراجع او المصادر خاصة باللغة االنجليزية ان
تبدا الكلمة االولى فقط من عنوان البحث بحرف كبير ( )Capitalثم نكمل العنوان باحرف
صغيرة ( ،)Smallأما اسم المجلة فتبدا جميع كلماتها باحرف كبيرة.
بني هاني ،جهاد صياح (مقبول للنشر) .استراتيجيات العمليات واثرها على الميزة التنافسية.
مجلة بحوﺙ حلب ،جامعة حلب ،سوريا.
يتبع نفس الطريقة السابقة في التوثيق ،ولكن يالحظ في توثيق الورقة البحثية غير المنشورة
المقدمة في مؤتمر علمي باننا نضع السنة متبوعة بفاصلة ثم نثبت اليوم والشهر وجميعها
بين قوسين متبوعة بنقطة ،ثم نضع اسم المؤتمر مكان اسم المجلة بخط مائل او غامق او
كليهما معا متبوعا بنقطة ،ثم توضع الجهة الراعية للمؤتمر ومتبوعة بفاصلة فالبلد متبوعة
بفاصلة فالدولة متبوعة بنقطة.
(Tan & Lewandowsky، 1996(...... ويكون التوثيق داخل النص بالشكل التالي:
اسم الباحث بدءا من العائلة متبوعا بالسنة وتوضع بين قوسين متبوعة بنقطة. •
عنوان االطروحة في حالة الدكتوراه او الرسالة في حالة الماجستير ،يكتب العنوان •
بالخط المائل او الغامق او كليهما معا متبوعة بنقطة.
تكتب جملة اطروحة دكتوراه غير منشورة بالعربية او جملة ( Unpublished Doctoral •
)Dissertationاذا كانت االطروحة باللغة االنجليزية او رسالة ماجستير غير منشورة
159 الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي
بالعربية ،كما تكتب جملة ( ،(Unpublished Master Thesisوذلك في حالة عدم نشر
الرسالة او االطروحة ،متبوعة بفاصلة .اما اذا كانت منشورة فال تكتب تلك الجملة.
القسم او الكلية متبوع بفاصلة ثم اسم الجامعة التي قدمت اليها الرسالة او االطروحة، •
متبوعة بفاصلة.
البلد متبوعة بفاصلة ،فالمقاطعة او الدولة متبوعة بنقطة. •
ويالحظ في توثيق اطروحة الدكتوراه غير المنشورة ،او رسالة الماجستير غير المنشورة
باللغة االنجليزية ان تبدا جميع الكلمات الخاصة بالجامعة والبلد والدولة بحرف كبير
( )Capitalعند التوثيق.
اذا كانت الورقة متوفرة من خالل قاعدة بيانات مؤسسية فالبد من وضع جملة اطروحة
دكتوراه بين قوسين في نهاية عنوان االطروحة ،مع اثبات زيارة الموقع الذي تم
الرجوع اليه في نهاية التوثيق.
يالحظ انه عند االخذ من ملخصات الدكتوراه الدولية ،البد من ايضاح ما يثبت ذلك
في التوثيق توخيا لألمانة العلمية حيث البد من اثبات الرجوع الى الملخص وليس
(Dissertation Abstract االصل ،حيث تكتب عبارة ( ملخصات الدكتوراه بالعربية) او
(Master Abstract )Internationalاو عبارة ملخصات رسائل الماجستير بالعربية او
)Internationalوبأحرف كبيرة في بداية الكلمات ،وتكتب بالخط المائل او الغامق او
كليهما معا متبوعة بفاصلة ثم رقم المجلد ( )Volمتبوع بفاصلة ثم الصفحة متبوعة
بنقطة.
يعطى رقم ( )UMIكرقم المجلد .Volثم رقم صفحة DAIبين قوسين. •
يعامل رقم DAIمثل رقم الصفحة ويتم تثبيته مع المتسلسلة ان وجد. •
يوضع رقم UMIفي نهاية التوثيق بين قوسين ()UMI No. 8765435 •
تعامل ملخصات الماجستير بنفس الطريقة مع تثبيت عبارة ملخصات الماجستير الدولية •
()Master Abstract International
اسم الكاتب بدءا من العائلة ثم السنة متبوعا بفاصلة ثم اليوم والشهر وجميعها بين •
قوسين ،ويتبع القوسين نقطة.
عنوان المقالة متبوعا بنقطة •
اسم المجلة الثقافية ويكون بخط غامق او مائل او كليهما معا متبوعا بفاصلة •
عدد المجلة الثقافية بخط مائل متبعا بفاصل ،ثم رقم الصفحة او الصفحات متبوعا بنقطة. •
اسم الكاتب بدءا من العائلة ثم السنة متبوعا بفاصلة ثم اليوم والشهر وجميعها بين •
قوسين ،ويتبع القوسين نقطة.
عنوان المقالة متبوعا بنقطة •
اسم الصيفة ويكون بخط غامق او مائل او كليهما معا متبوعا بفاصلة. •
رقم الصفحة او الصفحات متبوعا بنقطة .وفي حال وقوع المقال على اكثر من صفحة •
متباعدة توضع جميعها مسبوقة بالحرف(ص ص).بالعربية او ( ).p pباإلنجليزية.
ويالحظ عند توثيق المقالة في صحيفة يومية باللغة االنجليزية ان تبدا الكلمة االولى
بالعنوان بحرف كبير ثم نكمل كلمات العنوان بأحرف صغيرة ،اما اسم الصحيفة فتبدا
جميع كلماتها بأحرف كبيرة.
)Schwartz، 1993(.............................................
استخدام لغتين يؤخر الخرف( 6 ،2007شباط) جريدة الراي االردنية .ص .58
163 الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي
أما في حالة التوثيق داخل النص فيالحظ من توثيق مقال في صحيفة يومية بدون اسم
مؤلف داخل النص ،أننا نضع الكلمات االولى من العنوان او جزء منه اذا كان العنوان
طويال بدل المؤلف داخل عالمتي تنصيص ونكمل كالمعتاد.
ويالحظ في توثيق المقالة في صحيفة الكترونية في قائمة المراجع او المصادر لزوم وضع
كلمة زيارة بالعربية او ( )Retrievedباالنجليزية ثم الموقع الذي تم الرجوع اليه مباشرة
بعد اسم المجلة.
ويالحظ عند توثيق المقالة في الوسائط االلكترونية في قائمة المراجع خاصة عندما تكون
المقالة مأخوذة من مجلة باللغة االنجليزية ان تبدأ كلمات عنوان المجلة جميعها بحروف كبيرة.
الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي 164
التالي)Founier، Ridder & Bensing، 1999(.......: ويكون التوثيق داخل النص بالشكل
وعند تكرار اسم المرجع يكون التوثيق داخل النص كما يلي(Fournier et al.، 1999(....:
اسم المتحدﺙ بدءا من العائلة متبوعة بفاصلة ثم االسم االول يتبعه الوظيفة بين قوسين •
متبوعا بنقطة.
السنة متبوعة بفاصلة فالشهر واليوم الذي بثت فيه المقابلة بين قوسين متبوعة بنقطة. •
اسم االذاعة التلفزيونية بخط مائل غامق متبوعة بعبارة برنامج تلفزيوني باللغة العربية •
او ( (Television broadcastباللغة االنجليزية بين قوسين متبوعة بنقطة.
المقاطعة متبوعة بفاصلة ثم المدينة متبوعة بنقطتين ثم اسم البرنامج. •
سليم ،ماهر (رئيس جامعة عمان االهلية) 23 ،2008(.ايار) ز التلفزيون االردني.برنامج
تلفزيوني .االردن ،عمان :ستون دقيقة.
اسم المتحدﺙ او المقابل بدءا من العائلة متبوعة بفاصلة ثم االسم االول. •
السنة متبوعة بفاصلة ،فالشهر واليوم وجميعها بين قوسين متبوعة بنقطة. •
الفصل • 9التوثيق في البحث العلمي 166
عبارة (مقابلة تمت بواسطة) بالعربية وباالنجليزية ( )Interview byثم اسم المقابل •
وهو الذي اجرى المقابلة بالشكل الطبيعي يتبعها عبارة تبويب التسجيل (Tape
)Recordingبين قوسين متبوعة بفاصلة ،يتبعه الوظيفة التي يعمل بها متبوعة
بفاصلة.
االرشيف الذي توجد فيه المقابلة متبوع بفاصلة ثم المدينة متبوعة بفاصلة واخيرا رمز •
الوالية متبوعا بنقطة.
Smith، M. B. )1989، August 12(. Interview by C. A. Kiesler)Tape Recording(، Presi-
dents Oral History Project. American Psychological Association. APA Archives،
Washington، DC
اسم المتحدﺙ او المقابل بدءا من العائلة متبوعة بفاصلة ثم االسم االول. •
السنة بين قوسين متبوعة بنقطة. •
عبارة تاريخ شفوي ( (oral historyمع اسم المتحدﺙ او المقابل ويكتب االسم بالشكل •
الطبيعي متبوعا بخط مائل يليه عبارة المقابل ( (Interviewerمتبوعة بنقطتين ثم اسم
المقابل الذي اجرى المقابلة بالشكل الطبيعي وجميعها بخط مائل او غامق او كليها معا
متبوعة بنقطتين.
وظيفة المتحدﺙ متبوعة بقوسين يحويان رقم االصدار وجميعها متبوعة بفاصلة. •
اسم الجامعة التي اخذت منها النسخة متبوعة بفاصلة ،واخيرا اسم المدينة متبوعا بنقطة. •
Sparkman، C. F.، )1973(.An oral history with Dr. Colley F. Sparkman. Interviewer:
Orley B . Caudill. Mississippi Oral History Program)Vol.56(. University of South-
ern Mississippi.
التلفون ،او االميل االلكتروني اذا كانت غير موثقة في ارشيف رسمي .لذلك نكتفي في
توثيقها داخل النص فقط؛ ألنها ال تزود بيانات موثقة .حيث يوضع االسم بشكله الطبيعي
وال يقدم اسم العائلة على االسم االول متبوع بفاصلة ،ثم توضع عبارة (مقابلة شخصية)
بالعربية او عبارة ( ) Personal Communicationباللغة االنجليزية متبوعة بفاصلة
ثم التاريخ الذي حدثت به المقابلة باليوم والشهر والسنة.
- 1في حالة ان يرد نص المقابلة في البداية ثم يوضع التوثيق بعد ذلك ،فيكون التوثيق في
النص على الشكل التالي:
(........طالل ابو غزالة ،مقابلة شخصية 10 ،حزيران.)2015 ،
- 2أذا ذكر اسم المقابَل في البداية وتاله النص كأن نقول :وقد ذكر طالل ابو غزالة ثم
نورد النص ،فهنا ال داع لتكرار االسم عند التوثيق ويكون التوثيق في النص بالشكل
التالي:
وقد ذكر طالل ابو غزالة(.....................مقابلة شخصية 10 ،حزيران(2015 ،
يالحظ مما سبق اننا جمعنا التوثيق للمراجع المختلفة بالطريقة المعتادة بين قوسين ،وفصلنا
بين كل مرجع وآخر فاصلة منقوطة.
بقية المراجع مرتبة حسب الحروف الهجائية ،مع مالحظة ان (ال التعريف ،ابو ،بنو –
بو ،با) ال تدخل في الترتيب الهجائي عند ترتيب المراجع بشكلها النهائي.
يفضل عدم اعطاء ارقام متسلسلة للمراجع عند ترتيبها في قائمة المراجع. –
االعمال العائدة لنفس المؤلف ،او لنفس المؤلفين وبنفس ترتيب المؤلفين وفي سنوات –
مختلفة فاذا وجد اكثر من كتاب لنفس المؤلف او المؤلفين بنفس الترتيب وقد رجع لهما
الباحث وسواء في نفس الموضوع او في موضوع اخر فيبدا في هذه الحالة حسب سنة
صدور الكتاب .اذ توضع السنة االقدم صدورا في البداية.
اذا ورد مجموعة اعمال لعدة مؤلفين تشترك في المؤلف االول وتختلف في المؤلف –
الثاني او الثالث ،فترتب فيما بينها هجائيا اعتمادا على المؤلف الثاني وان تشابه المؤلف
الثاني فنعتمد المؤلف الثالث وهكذا.
اذا كان للمؤلف عمالن احدهم منفرد واالخر مشترك مع مؤلف اخر ،فيوضع في –
القائمة في البداية الكتاب المنفرد ثم الكتاب المشترك بغض النظر عن سنة الصدور.
المراجع لنفس المؤلف او لنفس المؤلفين وفي نفس الترتيب وفي نفس سنة النشر، –
يضاف الى سنة النشر حرفا ابجديا متسلسال مثل (ا ،ب ،ج) بالعربية ،او ()a، b، c
باإلنجليزية ويعتمد عند الترتيب في قائمة المراجع ،مع مالحظة اعتماد الحرف مع
العائلة عند التوثيق داخل النص.
عدة اعمال لعدة مؤلفين يشتركون في اسم العائلة ويختلفون في االسم االول او الثاني –
فترتب االعمال فيما بينها اعتمادا على ابجدية االسم االول للمؤلفين حيث يشترك
جميعهم في اسم العائلة بغض النظر عن سنة الصدور.
اذا وجد عمل بدون اسم المؤلف ،فيدخل في قائمة المراجع اعتمادا على الترتيب –
الهجائي للكلمة االولى الواردة في التوثيق.
عند االنتهاء من السطر االول والبدء بالسطر الثاني نبتعد مسافة تقدر بكلمة او ( )tabثم –
نكمل التوثيق ،اما السطر الثالث وما يليه فيكون بمستوى السطر الثاني وهكذا.
املصادر واملراجع
.13المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الطبعة ،العربية تصنيف ديوي العشري(:)2014
الطبعة المختصرة لنظام ديوي العشري ،الكويت :شركة المكتبات الكويتية. ،
.14الجرجاني ،الشريف علي بن محمد.)2016( ،التعريفات ،ط ،2مصر :المطبعة الخيرية
المنشأة بجميلية.
.15العنكبي ،طه حميد حسن ،نرجس حسين زائر العقابي .)2015( ،أصول البحث العلمي
في العلوم السياسية ،ط ،2العراق :مكتبة مؤمن قريش.
.16النافع ،عبد اللطيف ،التوثيق واالقتباﺱ تبعا لطريقة جمعية علم النفس األمريكية ،كلية
العلوم االجتماعية ،جامعة اإلمام محمد بن سعود االسالمية.
.17الخضيري ،محسن احمد ،محمد ،عبد الغني .)2011( ،األسس العلمية لكتابة رسائل
الماجستير والدكتوراه ،القاهرة :مكتبة االنجلو المصرية.
.18الهادي ،محمد محمد.)2015( ،أساليب إعداد وتوثيق البحوﺙ العلمية ،القاهرة :المكتبة
األكاديمية،
.19الخوالدة ،محمد محمود.)2011( ،أسس بناء المناهج التربوية ،عمان:دار المسيرة للنشر
والتوزيع والطباعة.
.20الصعب ،حسن ،مقدمة لدراسة علم السياسة ،بيروت :دار العلم للماليين.
.21أنجرس ،موريس .)2016( ،منهجية البحث العلمي في العلوم اﻹنسانية (ترجمة:
صحراوي بوزيد) ،الجزائر :ط 1منقحة ،دار القصبة للنشر.
.22أبو المعاطي ،علي ماهر.)2014( ،االتجاهات الحديثة في البحوﺙ الكمية والكيفية
ودراسة الخدمة االجتماعية ،مصر :المكتب الجامعي الحديث.
.23إسطفان ،مراد وآخرون .)2011( ،دليل صياغة األطروحات والرسائل الجامعية
العربية :األخالقيات ،التنظيم واالستشهاد المرجعي ،ط ،6بيروت :شبكة المعلومات
العربية التربوية شمعة.
.24إبراهيم ،مروان عبد المجيد.)2011( ،أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية،
ط ،2عمان :مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.
.25أحمدي ،ناهد حمدي.)2011( ،مناهج البحث في علوم المكتبات ،الرياض :دار المريخ
للنشر والتوزيع.
171 الــمــــراجـــــــــع
.26أبو سليمان ،عبد الوهاب إبراهيم.)2011( ،كتابة البحث العلمي صياغة جديدة ،الرياض:
مكتبة الرشد.
.27أحمد راشدي ،نعيمة.)2011( ،تحليل المحتوى في العلوم اإلنسانية ،مفهومه ،أسسه،
استخداماته ،القاهرة :دار الفكر العربي.
.28ابن خلدون ،عبد الرحمن " )2014( ،مقدمة ابن خلدون" ،بيروت:دار الفكر.
.29أونيل ،باتريك( .)2011مبادئ علم السياسة المقارن ،ترجمة :باسل الجبيلي ،دمشق :دار
الفرقد.
.30أونيل ،مايك" .)2011( ،المدخل إلﻰ علم االجتماع" ،قراءات معاصرة في نظرية
علم االجتماع( ،ترجمة مصطفى خلف عبد الجواد) ،القاهرة :مطبوعات مركز البحوﺙ
والدراسات االجتماعية.
.31ابن منظور .)2016( ،محمد بن مكرم ،لسان العرب ،طبعة منقحة ،الجزء ،21بيروت:
دار الصادر
.32بوحوﺵ ،عمار والذنيبات ،محمد محمود.)2011( ،مناهج البحث العلمي أسس وأساليب،
ط ،2األردن :مكتبة المنار للطباعة والنشر والتوزيع.
.33بدوي ،محمد طه.)2011( ،المنهج في علم السياسة ،القاهرة :منشورات كلية التجارة.
.34بدوي ،أحمد زكي.)2012( ،معجم المصطلحات االجتماعية ،لبنان :مكتبة لبنان.
.35بدر ،أحمد .)2011( ،أصول البحث ومناهجه ،الكويت :دار المطبوعات.
.36بودون ،ريمون.)2011( ،مناهج علم االجتماع( ،ترجمة :شبئون الحاج هالة) ط،2
بيروت :منشورات عويدات.
.37دويدري ،رجاء وحيد .)2016( ،البحث العلمي :أساسياته النظرية وممارسته العلمية،
دار الفكر.
.38بدر ،أحمد.)2012( ،أصول البحث العلمي ومناهجه ،الكويت :وكالة المطبوعات.
.39بوحوﺵ ،عمار ،دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعية ،ط ،1الجزائر:
المؤسسة الوطنية للكتاب ،د.س.
.40بوشعير ،سعيد.)2014( ،القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ،الجزء األول،
ط ،6الجزائر:ديوان المطبوعات الجامعية.
الــمــــراجـــــــــع 172
.41بدوي ،محمد ،المنهجية في البحوﺙ والدراسات األدبية ،تونس :دار الطباعة والنشر،
بدون تاريخ.
.42بدوي ،عبد الرحمان.)2011( ،مناهج البحث العلمي ،ط ،1الكويت :وكالة المطبوعات.
.43بختي ،إبراهيم.)2015( ،الدليل المنهجي إلعداد البحوﺙ العلمية المذكرة ،األطروحة،
التقرير ،المقال ،ط ،4جامعة قاصدي مرباح ،مخبر الجامعة.
.44تارفيل ،هيدي .)1983( ،اإلدارة العامة منظور مقارن ،ترجمة:محمد قاسم القريوتي،
الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية.
.45جواد ،الطاهر.)2011( ،منهج البحث األدبي ،العراق :مطبعة العاني.
.46جوفر ،روبرت وأليستار ،إدوارد.)2011( ،المعجم الحديث للتحليل السياسي ،ترجمة:
سمير عبد الرحيم الحيلي ،بيروت :الدار العربية للموسوعات.
.47جبارة ،عطية جبارة .)2011( ،علم االجتماع والعالم ،األردن :دار الوفاء.
.48جندلي ،عبد الناصر.)2015( ،تقنيات ومناهج البحث في العلوم السياسية واالجتماعية،
الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية.
.49محمد ،علي محمد ،وعلي ،عبد المعطي .)2014( ،السياسة بين النظرية والتطبيق،
مصر :دار المعرفة الجامعية.
.50حامد ،خالد ،كيف تكتب بحثا جامعيا ،الجزائر :دار ريحانة ،دون ذكر تاريخ النشر.
.51حلمي ،عبد القادر.)2014( ،مدخل إلﻰ اﻹحصاء ،ط ،2الجزائر :ديوان المطبوعات
الجامعية،
.52حسين ،عامر فتحي .)2012( ،الرأي العام اإلليكتروني ،مصر :دار النشر للجامعات.
.53خليل ،عمر معنى.)2011( ،نظريات في علم االجتماع ،األردن:دار الشروق للنشر
والتوزيع.
.54خسارة ،ممدوح محمد.)2011( ،علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية،
ط2مصر:دار الفكر.
.55دويدي ،رجاء وحيد.)2011( ،البحث العلمي سياسته النظرية وممارساته العلمية ،دمشق:
دار الفكر.
173 الــمــــراجـــــــــع
قابر .)2011( ،الدولة ترجمة :سموحي فوﻕ العادة ،لبنان: .56دونريودو ،جاك
منشورات عويدات
.57ربحي مصطفى ،عليان ،عثمان محمد ،غنيم .)2011( ،مناهج وأساليب البحث العلمي
النظرية والتطبيق ،ط ،2األردن :دار صفاء للنشر والتوزيع.
.58روزان ،تالفر.)2016( ،مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي ،ترجمة :أنيس
فريحة ،بيروت :مؤسسة فركلين للطباعة والنشر.
.59زواتي ،رشيد.)2011( ،تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية،
الجزائر :دار هومة.
.60زياد ،عمر محمد ،البحث العلمي مناهجه وتقنياته ،القاهرة :مطابع الهيئة المصرية
للكتاب ،بدون سنة.
.61زيدان ،محمود ،االستقراء( .)2011والمنهج العلمي ،ط ،4القاهرة :مؤسسة شباب
الجامعة للطباعة والنشر.
.62زيات السيد ،عبدالحليم.)2012( ،التنمية السياسية :دراسة في االجتماع السياسي ،الجزء
األول ،مصر :دار المعرفة الجامعية.
.63سركز العجيلي ،عصمان ومطير عياد ،سعيد.)2011( ،البحث العلمي أساليبه وتقنياته،
ط ،2األردن :مكتبة المنار للطباعة والنشر والتوزيع.
.64سعيد عاشور ،نادية.)2011( ،منهجية البحث العلمي في العلوم االجتماعية ،الجزائر:
مؤسسة حسين راس الجبل للنشر والتوزيع.
.65شاروخ ،صالح الدين ،منهجية البحث العلمي ،عنابة ،الجزائر :دار العلوم للنشر والتوزيع.
.66شفيق ،محمد.)2015( ،البحث العلمي :خطوات المنهجية إلعداد البحوﺙ االجتماعية
اإلسكندرية :المكتب الجامعي الحديث.
.67شلبي ،محمد.)2011( ،المنهجية في التحليل السياسي :المناهج ،االقتراب واألدوات،
الجزائر :دار قرطبة.
.68طلعت ،محمود منال.)2011( ،مدخل لعلم االتصال ،مصر :د.ن
.69صابر ،فاطمة عوض ،ميرقت ،علي خفاجة .)2011( ،أسس ومبادئ البحث العلمي،
ط ،2اإلسكندرية :مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية.
الــمــــراجـــــــــع 174
.114بن صغير ،عبد المومن.)2012( ،الصعوبات التي تعترض الباحث ،العلمي في مجال
العلوم اإلنسانية واالجتماعية وحدود الموضوعية العلمية ،مجلة جيل للعلوم اإلنسانية
واالجتماعية عدد األول.
.115بن لرنب ،منصور.)2012( ،أي مستقبل لعلم السياسة في العالم اإلسالمي العربي ،المجلة
الجزائرية للعلوم السياسية والعالمية ،العدد ،12شتاء
.116مجلة الواحات للبحوﺙ والدراسات ،العدد ،14جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة(2011(.
.117وزارة التربية الوطنية.)2015( ،منهجية البحث ،الجزائر :المعهد الوطني لتكوين
مستخدمي التربية وتحسين مستواهم.
12. www.citefast.com
13. www.hal.archives-ouvertes.fr
14. Angers، Maurice، Initiation pratique à la méthodologie، Alger: Casbah
Université، 2ème، 1997.
15. Cabanis، André et al، Méthodologie de la recherche en droit international،
géopolitique et relations internationales، Agence Universitaire de la
Francophonie، 2010.
16. Boudan، Raymond، Les Méthodes en Sociologie، Paris:Coll. P.V.F.
éd.1988.
17. Belleau، Pierre، La méthode historique، Montréal، Canada: Cégepde
maison neuve، 1989.
18. Bertrand، Badie، le développement Politique.، 5 ed، Paris )n.p(، 1998.
19. Bourdieu، Pierre، Questions de sociologie، CERES Edition، 1984.
20. Beaud، l’art de la thèse، comment préparer et rédiger une thèse de doctorat،
de magister، ou un mémoire de fin de licence، guides approches، Alger:
Casbah édition، 1999.
21. Gagno، Yves-C.، L’étude de Cas Comme Méthode de
22. Recherche، 2e édition، Montréal، Canada:Presses de l’Université du
Québec، 2012.
23. Grawitz، Madeline، Méthodes des sciences Sociales، Paris: ed–Dollaz
.K، 1974.
24. Hempel، Carl، Elément d’épistémologie، Armand Colain، 1991.
25. Seidman، Steven، the End of Sociological Theory by StevenSeidman،
inthe Postmodern Turn: New Perspectives on Social Theory، Cambridg،
1994.
26. ZihisireModeste، Muke، La recherche en sciences sociales et humaines:
27. guide pratique، méthodologie et cas concrets، Paris:l’harmattan، 2011.
179 الــمــــراجـــــــــع
املصادر
ابراهيم احمد سالمه :مناهج البحث العلمي ( القاهرة ،مطبعه التقدم.)1980 ، •
ابو طالب محمد سعيد :علم مناهج البحث (االسس العامة) ،ط1ج(1 ،ب.م). •
احمد سليمان ،فتحي حسن:أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم اﻹنسانية، •
الطبعة الثالثة ،اربد.1992 ،
تﺄليف البحوﺙ والرسائل الجامعيَّة باستخدام برنامج وورد
ُ أحمد مختار الشريف ، •
العربي ،الرياض ،ب.م1415 ،هـ).
خير الدين علي احمد عويس :دليل البحث العلمي( ،القاهرة –مدينه نصر ،دار الفكر •
العربي.)1999 ،
خير الدين علي احمد عويس :دليل البحث العلمي ( ،القاهرة ،دار الفكر العربي، •
.)2004
درويش مرعي إبراهيم ،،إعداد وكتابة البحث العلمي :البحوﺙ ورسائل الماجستير •
والدكتوراﻩ( ،القاهرة ،مكتبة الفاروق الحديثة1990 ،م).
ذوقان عبيدات وآخران :البحث العلمي مفهومه ،أدواته ،أساليبه ،ط( ،4عمان ،دار •
الفكر للنشر والتوزيع.)1992 ،
ذوقان عبيدات وآخران :البحث العلمي مفهومه ،أساليبه ،أدواته ،ب.ط( ،عمان ،دار •
الفكر للنشر والتوزيع.)1988 ،
الرحيم:ىكراﺱ دورة البحث التربوي االولي :بغداد ،مركز البحوﺙ التربوية والنفسية •
بجامعة بغداد.)1984 ،
رسول حسن عبد الحسن ،تحديد مستويات لتصنيف المدربيﻥ بكرة القدم وشروط •
تﺄهيلهم علﻰ وفق أمكانياتهم العلمية والمهنية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية
التربية االساسية /قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة /الجامعة المستنصرية.2017 ،
رند متعب الفي ،تﺄثير مناهج بﺄدوات مساعدة والتدريب الذهني لتطوير دقة •
وزاوية التصويب بكرة السلة لناشيء المركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية-
بغداد ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة /الجامعة
المستنصرية.2015 ،
الــمــــراجـــــــــع 180
عبد الجليل ابراهيم ،منهاج البحث في التربية( ،بغداد مطبعه جامعة بغداد.)1982 ، •
عبد الحافظ الشيب :البحث التربوي( ،عمان ،دار وائل للنشر.)2008 ، •
عبد الرحمان بن عبد هللا :البحث العلمي( ،المملكة العربية السعودية.)1999 ، •
عدنان الجادري وآخرون:أساسيات البحث العلي ،ط( ،1عمان :مؤسسة الوراق •
للنشرو.)2006
علي جميل ناصر ،بناء مقياﺱ المناخ التنظيمي للعامليﻥ بﺄقسام النشاطات الطالبية •
في الجامعات العراقية واثرﻩ علﻰ االداء الوﻅيفي ،رسالة ماجستير غير منشورة،
كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة /جامعة االنبار. 2017 ،
فوزي غرابيه واخرون:أساليب البحث العلمي ،ط ( ،5االردن -عمان ،دار وائل •
للنشر.)2010 ،
فوزية غريبة ،وآخرون:أساليب البحث العلمي في العلوم االجتماعية واﻹنسانية، •
ط ،2الجامعة األردنية ،عمان.1981 ،
كاظم كريم :مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،ط ،1بغداد ،ب.م.2011 ، •
كاظم كريم رضا الجابري :مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،بغداد ،ط ،دار •
الكتب والوثائق ،1999 ،ص.245
ماثيو جيدير ترجمة ملكة ابيض :منهجية البحث العلمي ،ب.س. •
ماجد محمد الخياط:أساليب البحث العلمي ،ط( ،1عمان ،دار الراية للنشر.)2010 ، •
محمد خليل عباس واخرون :مدخل الﻰ مناهج البحث قي التربية وعلم النفس ،ط،3 •
(عمان االردن دار المسيرة للنشر والتوزيع .)2011
مروان عبد المجيد إبراهيم :أسس البحث العلمي ﻹعداد الرسائل الجامعية ،ط،1 •
(عمان ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.)2000 ،
وجيه محجوب :البحث العلمي ومناهجه( ،بغداد ،دار الكتب للطباعة والنشر.)2002 ، •
البعلبكي ،منير :قاموس المورد ،انجليزي ـ عربي ،بيـروت ،دار العلم للماليين، •
.1985
د بدر ،أحمد :أصول البحﺙ العلمي ومناهجـه ،الكويـت وكالـة المطبوعات. 1973 ، •
181 الــمــــراجـــــــــع
د بدوي ،عبد الرحمن :مناهج البحﺙ العلمـي ،الكويـت ،وكالـة المطبوعات ،الطبعة •
الثالثة.1977 ،
د جواد الطاهر ،علي :منهج البحﺙ األدبي ،الطبعة الثالثة ،بيروت ،المؤسسة العربية •
للدراسات والنشر.1979 ،
د حسن ،عبد الباسط محمد :أصول البحﺙ االجتمـاعي ،الطبعـة الخامسة ،القاهرة، •
مكتبة وهبه. 1976 ،
د حسن ،علي إبراهيم :استخدام المصادر وطرق البحﺙ ،الطبعـة الثانية ،القاهرة، •
مكتبة النهضة المصرية.1963 ،
د حموده ،محمد عفيفي :البحﺙ العلمي ،الطبعـة الثانيـة ،مطـابع سجل العرب.1983 ، •
ديوبولد ،فان ديلين :مناهج البحﺙ في التربية وعلم النفس ،ترجمـة •
د محمد نبيل نوفل وآخرون ،القاهرة ،مكتبة األنجلو مصرية.1977 ، •
د الزغبي ،محمد أحمد :التغير االجتماعي ،بيروت ،دار الطليعـة 3 ،1982 ،ط •
د شلبي ،أحمد :كيف تكتب بحثـا أو رسـالة ،القـاهرة ،الطبعـة السادسة ،مكتبة النهضة •
المصرية.1968 ،
د عبد الحق ،كايد :مبادئ في كتابة البحﺙ العلمي والثقافة المكتبية ،دمشق ،مكتبة دار •
الفتح.1972 ،
د عبد الكريم ،عبد الغريب :البحـث العلمـي ،التـصميم المـنهج واإلجراءات ،الطبعة •
الثانية ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحـديﺙ.1982 ،
د عميراوي ،حميدة :في منهجية البحﺙ العلمـي ،قـسنطينة ،دار البعﺙ ،الطبعة •
األولى 1405 ،هـ= 1985.
د عميرة ،عبد الرحمن :أضواء على البحﺙ والمـصادر ،الطبعـة الثالثة ،الرياض، •
جامعة الرياض.1975 ،
الــمــــراجـــــــــع 182
د القاضي ،يوسف مصطفى :مناهج البحوﺙ وكتابتهـا ،الريـاض ،دار المريخ.1979 ، •
د المشوخي ،حمد سليمان :تقنيات ومناهج البحﺙ العلمـي ،ط ،1القاهرة ،دار الفكر •
العربي2002. ،
د المغربي ،كامل محمد :أساليب البحﺙ العلمي ،الطبعـة األولـى ،عمان ،الدار العلمية •
للنشر والتوزيع.2002 ،
ملحس ،ثريا :منهج البحوﺙ العلمية للطالب الجامعيين ،بيـروت ،منشورات دار •
الكتاب اللبناني.1960 ،