You are on page 1of 17

‫مجلت البحوث االقتصاديت والماليت‬

ISSN: 2352– 9822/ E-ISSN:2588-1574


2022-‫ ديسمبر‬/02 :‫ العدد‬09:‫المجلد‬
OEB Univ. Publish. Co.
865-849 ‫ص‬

‫الفساد اإلداري والمالي وأثره عمى مؤشرات التنمية الشاممة في الجزائر‬

Administrative and financial corruption and its impact on


inclusive development indicators in Algeria
*1
‫ جدي عبد الحميم‬.‫د‬
h.djeddi@yahoo.fr ،)‫ جامعة قالمة (الجزائر‬،‫ مخبر التنمية الذاتية والحكم الراشد‬1

2022/12/31 :‫ تاريخ النشر‬2022/10/28 :‫ تاريخ قبول النشر‬2022/09/29 :‫تاريخ االستالم‬

:‫الممخص‬
،‫انتشر الفساد بكل أنواعه في السنوات األخيرة واتسعت مجاالت ظهوور وأشوكاله وأصوب ظواةرة عالميوة‬
‫ بل يمتد إلى كافة المناطق والدول وأصب يهدد االقتصواد العوالمي لويس‬،‫ال تقتصر عمى دولة أو منطقة معينة‬
.‫فقط عمة مستوى الدول النامية بل والدول المتقدمة أيضا‬
‫ومو ت ازيود أروار السومبية سووارعت منظموات وحكوموات العوالم إلوى المنوواداة بمحاربتوه بكافوة السوبل والوسووائل‬
‫القضووان عميووه كميووا يمكنهووا أن تقموول موون اسووتفحاله‬ ‫ فووان لووم تحقووق ةووذ المنظمووات والحكومووات ةوود‬،‫المتاحووة‬
.‫بنسب متفاوتة من اجل تحقيق التنمية المستدامة‬
.‫ التنمية المستدامة‬،‫ مكافحة الفساد‬،‫ الشفافية والمسانلة‬،‫ الفساد اإلداري والمالي‬:‫الكممات المفتاحية‬
.D73,O11: JEL‫تصنيف‬
Abstract:
Administrative and financial corruption has become widespread in recent
years, and its areas of expansion and forms have become more widespread. It has
become a global phenomenon that is not limited to a particular country or region.
It extends to all regions and countries and threatens the global economy not only in
developing countries but also in developed countries.
With the increasing negative impact, the world's organizations and
governments rushed to call for combating it by all available means . If these
organizations and governments do not realize the goal of eradicating it completely,
they can reduce it to varying degrees in order to achieve sustainable development.
Keywords: Administrative and financial corruption, transparency and
accountability, combating corruption, sustainable development.
Jel Classification Codes: D73, O11.

*
‫ جدي عبد الحميم‬:‫المؤلف المرسل‬

849 02 ‫ العدد‬/ 09 ‫اجمللد‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫إن أخطووار الفسوواد ونتائجووه متعووددة فقوود ال يكووون أخطوور نتووائ الفسوواد ةوودر المووال‬
‫العام ولكن الخطر األكبر ةوو الخمول الوذي يصويب أخالقيوات العمول وقويم المجتمو ‪ ،‬فالفسواد‬
‫بأنواعو ووه المختمفو ووة وصو ووور المتعو ووددة مو وون الظ و وواةر القديمو ووة الجديو وودة التو ووي اتسو ووعت وزادت‬
‫خطورتها في عالم اليوم لمالها من أرار سمبية عموى عمميوة البنوان والتنميوة االقتصوادية والتوي‬
‫تنطوي عمى تدمير االقتصاد والقدرة المالية واإلدارة وبوات التصودي لهوا طمبوا ممحوا‪ ،‬والبحوث‬
‫فووي أسووبابها واتسوواعها وانتش ووارةا والحوود منه ووا أم ور فووي ةايووة األةميووة لوودى اسووتحوذت ةووذ‬
‫الظوواةرة ومواجهتهووا عمووى اةتمووام دول العووالم واةتمووام المنظمووات والهيئووات الدوليووة الحكوميووة‬
‫وةيوور الحكوميووة وبشووكل واس و فووي السوونوات األخي ورة وذلوون النتشووار الفس واد بصووور متعووددة‬
‫وبدرجات متفاوتة في جمي دول العالم المتقدمة منها والنامية‪.‬‬
‫ومما سبق تبادر لنا طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما المقصود بظاىرة الفساد اإلداري والمالي ؟ وما ىي أثاره عمى مؤشررات التنميرة‬
‫االقتصادية واالجتماعية؟‬
‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫تم االعتماد عمى المنه الوصفي التحميمي لدراسة الموضوع لموصول لألةدا‬
‫وضعية اجتماعية واقتصادية معينة وذلن عن طريق جم‬ ‫المحددة من أجل توصي‬
‫المعمومات و تحميمها‪.‬‬
‫لهذا تم االعتماد عمى مجموعة من الفرضيات أةمها‪:‬‬
‫ظاةرة الفساد ةي العائق الرئيس لعممية التنمية الشاممة في الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القضان عل الفساد ال بد له من إرادة سياسية جادة تسبق سن القوانين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التي نسعى إلى تحقيقها من خالل ةذ‬ ‫أىداف الدراسة‪ :‬يمكن أن نوجز أةم األةدا‬
‫الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تناول المفاةيم النظرية المتعمقة بالفساد و التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬تسميط الضون عمى أةم المقومات في االقتصاد الجزائري ‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار ما يمكن أن يكون عميه الوض في الجزائر دون فساد‪.‬‬

‫وموون أجوول اإلجابووة عمووى التسوواؤل الرئيسووي السووابق تووم تقسوويم ة وذ الورقووة البحريووة‬
‫إلى رالث محاور‪:‬‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪850‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫_ اإلطار النظري والتاريخي العام لظاةرة الفساد المالي واإلداري‪.‬‬
‫_ اآلرار االقتصادية واالجتماعية لمفساد عمى التنمية‪.‬‬
‫_ اقتراح الحمول عمى المستوى الوطني مقارنة ببعض الدول األخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬ظاىرة الفساد المالي واإلداري من منظور نظري تاريخي‪:‬‬


‫صّناع القرار في المجتمعات‬ ‫ُّ‬
‫يعد الفساد بعمومه أحد أكرر الظواةر التي أرقت بال ُ‬
‫قديماً وحديراً‪ ،‬فهي ظاةرة تضرب بجذرةا في عمق التاريخ ظهرت بظهور الوجود البشري‬
‫األوساط األكاديمية‪ ،‬االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬ ‫مما خمق نقاشا واسعاً بين مختم‬
‫وحتى القانونية لمحد من ةذ الظاةرة و التي تعد عائقا أما كل محاوالت اإلصالح في‬
‫المجتمعات مهما كانت جادة و ذات نوعية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬تاريخ الفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫بالنظر إلى التاريخ يبدو الفساد حتمياً فهو موجود منذ القدم وال يزال في جمي‬
‫أرجان العالم‪ ،‬فظاةرة الفساد عموما ومنه الفساد اإلداري والمالي قديمة حديرة تنتشر في‬
‫الدول الغنية والفقيرة‪ ،‬القوية والضعيفة‪ ،‬المتطورة والمتخمفة فهي ليست وليدة اليوم وليست‬
‫مرتبطة بزمان أو مكان معينين بل ةي موجودة عمى امتداد المكان والزمان عمى اختال‬
‫انتشارةا ونجاعة مواجهتها فقد عرر فريق اآلرار الهولندي عام ‪ 1997‬في سوريا عمى‬
‫قضايا خاصة بقبول‬ ‫يكش‬ ‫ألواح لكتابات مسمارية تبين موقعا إداريا بدرجة ارشي‬
‫السنين‪ ،‬كما‬ ‫الرشاوي من قبل الموظفين العاممين في البالط الممكي األشوري قبل آال‬
‫أن األلواح السومارية ومحاضر جمسات مجمس (أرن) وكذلن مصر الفرعونية واإلةريق‪،‬‬
‫والصين القديمة في تعاليم (كونفرشبوس)‪ ،‬قد ورد فيها الدعوة إلى تكريس سيادة القانون‬
‫قواعد إلرشاد موظفي الدولة وضبط عممهم‪.‬‬ ‫لمحد من ظاةرة الفساد اإلداري ووض‬
‫(معابرة‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)104‬‬
‫‪ 2-2‬تعريف الفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫تعددت التعريفات لمفهوم الفساد فنجد ةنان فساد في المجال السياسي‬
‫واالقتصادي واالجتماعي والبيئي واإلداري‪.‬‬

‫‪851‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫ومن ةذ المفاةيم ما عرفته وحددته منظمة الشفافية الدولية‪" :‬كل عمل يتضمن‬
‫سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصمحة خاصة ذاتية لنفسو وجماعتو"‪( .‬الججاوي‪،‬‬
‫‪ ،2012‬صفحة ‪)61‬‬

‫في المعادلة‪:‬‬ ‫إذن يمكن تمخيص التعري‬


‫الفساد‪=:‬االحتكار ‪ +‬القدرة عمى التصرف ‪ -‬مساءلة‪.‬‬

‫أو كما حددته منظمة الشفافية الدولية بالمعادلة التالية‪:‬‬


‫الفساد= ( االحتكار لمسمطة‪ +‬حرية التصرف)‪( -‬مساءلة ‪ +‬شفافية‪ +‬نزاىة)‪.‬‬
‫ويظهر في عدة أشكال منها الرشوة‪ ،‬المحسوبية‪ ،‬المحاباة و الواسطة ونهب المال‬
‫العام واالبتزاز‪.‬‬
‫وكذلن ةنان من عرفه عمى أنه‪:‬‬
‫" استخدام الوظيفة أو المنصب لتحقيق ةايات شخصية ومناف خاصة سوان في‬
‫بواجبات وظيفته أو يقوم بأعمال‬ ‫القطاع الخاص أو في القطاع العام‪ ،‬حيث يخل الموظ‬
‫محرمة عميه عن قصد رةم عممه بتعميمات عممه‪( ".‬معابرة‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)73‬‬
‫الفساد بأنه‪" :‬استخدام السمطة العامة من أجل‬ ‫أما السيد عمي شتا فقد عر‬
‫كسب أو رب شخصي أو من أجل تحقيق ةيبة أو مكانة اجتماعية‪ ،‬أو من أجل تحقيق‬
‫منفعة لجماعة أو طبقة معينة بالطريقة التي يترتب عميها خرق القانون‪ ،‬أو مخالفة التشري‬
‫ومعايير السمون األخالقي‪( ".‬السيد‪ ،1999 ،‬صفحة ‪)43‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)11‬العالقة بين مفيوم الفساد والمفاىيم االجتماعية ذات العالقة‬

‫التسيب‬

‫الجريمت‬
‫الفساد‬

‫الرشوة‬

‫المصدر‪( :‬الججاوي‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)36‬‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪852‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫‪ 3-2‬أنواع وخصائص الفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫بها الفساد عامة أي أنها قاسم مشترن‬ ‫ةنان العديد من الخصائص التي يتص‬
‫بين كل أنواعه كما توجد خصائص تميز كل نوع عن األخر‪ ،‬كما أن لمفساد اإلداري‬
‫والمالي أنواع عديدة ومتعددة‪.‬‬
‫‪ 1-3-2‬خصائص الفساد اإلداري والمالي ‪:‬‬
‫بالسرية بشكل عام‬ ‫من أةم الخصائص التي يتميز بها الفساد عموما أنها تتص‬
‫حيث يقوم مرتكبو الفساد بالتمويه عن أنشطتهم التي يقومون بها‪ .‬و كذلن اشتران أكرر من‬
‫باإلضافة سرعة االنتشار إذ يشمل أولئن الذين يحتاجون إلى ق اررات محددة وأولئن‬ ‫طر‬
‫اإلداري الذي يعتبر شكل من أشكال‬ ‫الذين يستطيعون التأرير في ةذ الق اررات والتخم‬
‫خيانة الرقة‪ ،‬كما يتضمن الفساد عامل االلتزام المتبادل والمعاممة المتبادلة فأعماله تشكل‬
‫خرقا وانتهاكا لألنماط الواجب والمسؤولية‪.‬‬
‫‪ 2-3-2‬أنواع الفساد اإلداري والمالي ‪:‬‬
‫يمكن حصر أنواع الفساد اإلداري والمالي في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬حسب األطراف المتعاممة فيو وقطاع الجغرافي‪ :‬فنجد الداخمي‪ ،‬والخارجي‪ ،‬والمحمي‪،‬‬
‫والدولي‪.‬‬
‫ب‪ -‬حسب درجة تغمغمو في المجتمع‪ :‬الفساد الصغير (العادي)‪ ،‬الكبير( الشامل)‪.‬‬
‫ج‪ -‬حسب درجة التنظيم‪ :‬وةو نوعين المنظم والعشوائي‪.‬‬
‫د‪ -‬حسب نوع القطاع الذي ينتشر فيو‪ :‬الفساد في قطاع العام والفساد في القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬
‫ه‪ -‬حسب المستوى‪ :‬فهنان فساد في الطبقة القاعدية والوسطى والقمة‪.‬‬
‫و‪ -‬حسب العائد‪ :‬الفساد من اجل عائد مادي واآلخر ةير مادي‪.‬‬
‫ي‪ -‬بحسب جوانب الحياة‪ :‬فمنه االقتصادي واالجتماعي والسياسي والرقافي وحديرا الفساد‬
‫البيئي‪.‬‬

‫‪ 4-2‬مظاىر الفساد اإلداري والمالي وأسبابو‪:‬‬


‫ويمكن شرح مظاةر الفساد اإلداري والمالي وأسبابه في النقاط التالية عمى سبيل الذكر ال‬
‫عمى سبيل الحصر‪:‬‬

‫‪853‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫‪ 1-4-2‬مظاىر الفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫التهرب الضريبي والجمركي و ةسيل األموال و تجارة األسمحة والمخدرات و‬
‫السرقة وتفشي اإلجرام‪ .‬شيوع ظاةرة الغنى الفاحش والمفاجئ لدى أقمية في المجتم كذلن‬
‫شيوع ظاةرة الرشوة حتى أنها أضحت تبدو من إتمام أي معاممة أو خدمة‪.‬‬
‫والمناصب بدال من الجدارة‬ ‫البيروقراطية والمحسوبية والوالن في شغل الوظائ‬
‫والكفانة والمهارة المهنية والنزاةة‪.‬‬
‫‪ 2-4-2‬أسباب الفساد اإلداري والمالي ‪( :‬أيمن‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)40‬‬
‫تعطيل صدور القوانين والتعميمات وانتشار الفوضى والعشوائية في أشغال‬
‫العامة واسنادةا إلى محدودي الكفانة وتشكيل لجان ( الصفقات و االستيراد) من‬ ‫الوظائ‬
‫ةير ذوي االختصاص في ظل ةياب اآلليات والمؤسسات التي تتعامل م الفساد و‬
‫المجتم المدني وسيادة السياسات القمعية‬ ‫المنافسة السياسية والتي تعكس ضع‬ ‫ضع‬
‫م ةياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل المناصب العادية أو العميا باإلضافة إلى ضع‬
‫الوازع الديني وانتشار‬ ‫الرقابة فهي ال تعدو أن تكون شكمية أما نتائجها فتهمل م ضع‬
‫الجهل وحب النفس والمال‪.‬‬

‫‪ -3‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لمفساد عمى التنمية‪:‬‬


‫الباحرون يميزون بين ما يدعونه الفساد الصغير أي الفساد عمى المستوى‬
‫الختصار مدة تقديم الخدمة وسوا مما يعتبر ذا ارر ضئيل‬ ‫البيروقراطي كالرشوة لموظ‬
‫في المجتم مقارنة باألعمال الفاسدة التي يقوم بها أصحاب القرار السياسي‪.‬‬
‫ذو ارر سمبي كمي في المجتم ويعتبر فسادا كبي ار وبالرةم من أن الفساد بأشكاله‬
‫يمحق الضرر بالمجتم وعمى مسار التنمية التي تمس جمي جوانب حياة الفرد من اجل‬
‫تحقيق التنمية المستدامة والشاممة‪.‬‬
‫‪ 1-3‬ماىية التنمية‪:‬‬

‫المفكرين كل وفق‬ ‫ةذا التباين إلى اختال‬ ‫تتباين تعريفات التنمية ويرج‬
‫االستناد النظري لصياةة المفهوم وتباين اإليديولوجيات التي تستند‬ ‫تخصصه والى اختال‬
‫التي جانت في ةذا اإلطار نذكر‪:‬‬ ‫إليها عمميات التنمية وأساليبها ومن أةم التعاري‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪854‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫ةيث أن التنمية‪ ":‬ىي التحريك العممي لمجموعة من‬ ‫يرى محمد عاط‬
‫العمميات االجتماعية االقتصادية من خالل إيديولوجية معينة لتحقيق التغير المستيدف‬
‫من اجل االنتقال من حالة غير مرغوب فييا‪ ،‬إلى حالة مرغوب الوصول إلييا" (عاط‬
‫ةيث‪ ،1985 ،‬صفحة ‪.)10‬‬
‫آخر أن التنمية‪":‬ىي مركب من أىداف الرفاىية كالحد من الفقر‬ ‫ويؤكد تعري‬
‫والبطالة وعدم المساواة‪ ،‬وحمل األفراد عمى االستثمار إلعداد الشباب لمعمل والمواطنة‬
‫ولإلعداد لمجيل القادم ولذلك فيي تتطمب تعبئة جيود الفرد والجماعة"‪( .‬رشوان‪،2009 ،‬‬
‫صفحة ‪)12‬‬
‫وعموما فالتنمية ةي العممية التطويرية لمبمدان النامية وةي في حقيقتها شعار‬
‫لمطموح والجهد واالنجاز وةي تعبر عن زيادة تراكمية سريعة ودائمة خالل فترة زمنية معينة‬
‫تحيط بجمي الجوانب البنائية والوظيفي وتحدث قبمها تغييرات كيفية عميقة وشاممة وعميه‬
‫فهي تشمل أنواع مختمفة مرل‪ :‬التنمية االقتصادية‪ ،‬التنمية االجتماعية‪ ،‬التنمية الرقافية‬
‫والنفسية‪.‬‬
‫التنمية االقتصادية فهي‪" :‬مجموعة من اإلجراءات‬ ‫أما فيما يخص تعري‬
‫والتدابير االقتصادية واالجتماعية والثقافية تيدف إلى تحقيق تغير ىيكمي في الكيان‬
‫االقتصادي لبناء آلية اقتصادية ذاتية تضمن تحقيق زيادة حقيقية في الناتج اإلجمالي‬
‫ورفعا مستم ار لدخل الفرد الحقيقي‪ ،‬كما تيدف إلى توزيع عادل ليذا الناتج بين طبقات‬
‫الشعب التي تساىم في تحقيقو "‪( .‬صالحي‪ ،2006 ،‬صفحة ‪)91‬‬
‫وبالتوازي كان يجب أن تنعكس ةذ التنمية االقتصادية عمى المجتم ككل من‬
‫التالي‪ " :‬تحقيق‬ ‫خالل تحقيق التنمية االجتماعية كذلن والتي تظهر مقوماتها في التعري‬
‫االحتياجات األساسية بتوفر السمع األساسية ( الطعام والكساد والمسكن) و الخدمات‬
‫األساسية‪(،‬مياه نقية‪ ،‬الرعاية الصحية والتعميم) وحق المشاركة في التنمية و الحق في‬
‫فرص عمل مجزية و بتأكيد عمى تمبية االحتياجات كيده لمتنمية فإنو ضمنيا يركز‬
‫االىتمام عمى الحاجات األساسية لمفقراء من السكان الن الحاجات األساسية لألغنياء‬
‫متوفرة‪ ،‬وىذا يعني ضمنيا اىتمام المفيوم بتوزيع ثمار التنمية بين األفراد والفئات‬
‫والجيات أي خمق مجتمع المساواة"‪( .‬صادق‪ ،1988 ،‬صفحة ‪)21‬‬

‫‪855‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫باندماج التنمية االقتصادية واالجتماعية وباقي جوانب الحياة تشكل لنا ما يسمى‬
‫بالتنمية الشاممة‪ ،‬بعدةا ظهر تيار ينادي بالتنمية البيئية فاإلنسان بدون محيط تتوفر فيه‬
‫شروط الحياة ال معنى لكل مجهوداته في باقي المجاالت‪ ،‬ليصل المجتم الدولي إلى‬
‫المفهوم العام واألشمل لمتنمية يتوافق والتطورات السريعة التي تحدث في الكون أال وةو‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وبما أن ظاةرة الفساد تمس حياة اإلنسان من كل الجهات فقط كانت ةنان‬
‫عالقة عكسية تربط عامل الفساد عامة والفساد اإلداري والمالي خاصة م عامل التنمية‬
‫بأنواعها في مجتم ما سوان وطنيا أو دوليا‪ ،‬ومما سبق يمكن نوض اآلرار االقتصادية‬
‫واالجتماعية لمفساد اإلداري والمالي عمى التنمية‪.‬‬
‫‪ 2-3‬اآلثار االقتصادية لمفساد اإلداري والمالي عمى التنمية‪:‬‬
‫االةتمام الجدي بدراسة موضوع الفساد عمى مستوى دولي بدأ م التركيز عمى‬
‫التنمية االقتصادية في الدول الفقيرة والتي ظهرت بعد الحرب العالمية الرانية نتيجة انتهان‬
‫التسعينات من القرن الماضي لم تكن‬ ‫االستعمار وخروج المستعمر منها وحتى منتص‬
‫منظمات التنمية الدولية‪ ،‬وعمى رأسها البنن الدولي‪ ،‬تولي اةتماما خاصا موضوع الفساد‬
‫وأرر في إقامة التنمية االقتصادية‪ .‬وبالرةم من توافر أدلة تجزم أن ما يقارب نص‬
‫األموال والمساعدات الخارجية المخصصة لمتنمية كان ينتهي في الحسابات الخاصة‬
‫الخاصة في دول‬ ‫لبعض القيادات والزعامات في بعض الدول اإلفريقية لدى المصار‬
‫أوربية‪ ،‬فالفساد يشكل إعاقة كبرى في وجه التنمية االقتصادية فهو يزيد كمفة المعامالت‬
‫والمشاري والصفقات ويحد من دواف االسترمار كما يحد من دخل الدولة بسبب التالعب‬
‫في التحصيل الضريبي‪ .‬وةو بذلن يهدد التنمية والتقدم ويعوق عممية التنمية المستدامة‪.‬‬
‫فالفساد يؤرر سمبا عمى االسترمار المحمي و يزيد من صعوبة األمر لما له من تأرير سمبي‬
‫عمى االسترمار األجنبي وتراجعه وما يسببه من مشاكل كبيرة لمدول النامية التي تحتاج‬
‫بأعبان‬ ‫يتكم‬ ‫ذلن الن المسترمر األجنبي سو‬ ‫إلى االسترمارات األجنبية‪ ،‬ويرج‬
‫االسترمارات الشرعية من رسوم وةيرةا إلى جانب األعبان ةير الشرعية والتي تتمرل في‬
‫الرشاوي والهبات المشبوةة‪( .‬بوسعيود‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)53‬‬
‫وقد يتعقد األمر إذا كانت مبالغ الرشوة الفساد ةير محددة والجهات التي تحصل‬
‫عميها ةير معمومة ومتعددة‪.‬‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪856‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫فالفساد يؤرر عمى كفانة البنية التحتية واإلنتاجية‪ ،‬فضال عن رف تكمفة التشغيل‬
‫وخاصة في المنشآت التي تم انجازةا بدون كفانة‪ ،‬باإلضافة لمتأرير عمى اإلنفاق العام‬
‫وميزانية الدولة‪ ،‬ألنه يؤدي إلى زيادة اإلنفاق العام في المجاالت األقل أةمية مما يؤدي‬
‫إلى التأرير السمبي عمى األدان االقتصادي ككل وتراج معدالت األدان وانخفاض معدل‬
‫النمو االقتصادي والنات المحمي و عرقمة األدان االقتصادي في ظل اقتصاديات السوق‬
‫المهارات والكفانات‬ ‫الدخول والمزايا ليس نتيجة الختال‬ ‫ألنه في ظل الفساد تختم‬
‫وفقا لمعايير أخرى‪.‬‬ ‫وتباينها ولكن تختم‬
‫ومن أةم أرار الفساد المالي واإلداري أنه يفضي إلى فساد أكبر وجرائم اقتصادية‬
‫خطيرة ومن أخطرةا ةسيل األموال‪.‬‬
‫‪ 3-3‬اآلثار االجتماعية لمفساد اإلداري والمالي عمى التنمية‪( :‬الخواجا‪ ،2012 ،‬صفحة‬
‫‪)12‬‬
‫إن الفساد المسبب الرئيسي لمفقر وأكبر عامل يحول دون محاربته ففي كرير من‬
‫الدول وخاصة في الدول النامية يزيد األمر تعقيدا أن كال من الفقر والفساد يغذي كل منهم‬
‫اآلخر فتدور التنمية في حمقة مفرةة حيث الفساد يزيد الفقر والفقر يزيد الفساد فيصعب‬
‫معالجة األمر‪.‬‬
‫إن تحويل الموارد واإلمكانات الحقيقية من مصمحة المجتم ككل إلى مصمحة‬
‫أشخاص فيتم تركيز المصمحة والرروة في يد فئة قميمة من المجتم ويسود المجتم عدم‬
‫تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬فقد أوض تقرير األمم المتحدة عن تنمية الموارد البشرية لعام‬
‫الدول النامية‬ ‫‪ 2006‬أن الفساد اإلداري والمالي يعد عامال أساسيا يساةم في تخم‬
‫ويساعد عمى تفاقم األزمات بها‪ .‬ويعتبر الفساد أوال وقبل كل شين ةو مشكمة أخالقية‬
‫فانه في حالة استمرار وانتشار يقدم نظاما يقيم منحرفا ورقافة الفساد تحدد ليس فقط‬
‫أسس الحكومة وانما أيضا تضرب جذور رقافة وأخالق المجتم وانهيار القيم والمبادئ‪.‬‬
‫فهو يؤدي إلى المساس باألمن والصحة العامة‪ ،‬إن فساد الجهات المسؤولة عن التفتيش‬
‫عمى المسائل المتعمقة بالشروط الصحية تدف لمتغاضي عن المخاطر التي قد تمحق‬
‫بالمواطنين من حيث نظافة المطاعم والمستشفيات وأنظمة األمان في المصان والتخمص‬
‫من النفايات الضارة بالبيئة باإلضافة إلى التساةل في تطبيق أنظمة المرور وتسهيل‬
‫تهريب البضائ الفاسدة إلى داخل البالد وربما حتى تهريب المخدرات وبالتالي زيادة‬

‫‪857‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫معدل الجرائم‪ .‬و قد يترتب فرض العقوبة عمى الفاسدين بالحبس أو الفصل من العمل‬
‫العديد من المشاكل االجتماعية المتعمقة برعاية األسرة وتربية األبنان‪ .‬فهجرة الكفانات‬
‫إلى الدول األخرى نتيجة عدم العدالة وعدم الرضا عن األوضاع عامة‪ ،‬وظاةرة الحرقة‬
‫في وسط الشباب البطال‪( .‬الغنام‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)102‬‬
‫‪ -4‬اقتراح الحمول عمى المستوى الوطني مقارنة ببعض الدول األخرى‪:‬‬
‫يعد الفساد المالي واإلداري من أةم عوائق التنمية في أي مجتم مما يقتضي‬
‫تبني إستراتجية تقوم عمى الشمولية والتكامل لممكافحة من أجل العمل عمى التقميل من‬
‫الفرص والمجاالت التي تؤدي إلى وجود ‪ ،‬تضفي عمية الشرعية والمقبولية من المجتم‬
‫وتعزيز فرص اكتشافه عند حدوره ووض العقوبات الرادعة بحق مقترفيه فالفساد اإلداري‬
‫والمالي يحدث بسبب المناخ السياسي واتباع بعض الدول أيدولوجيات مختمفة معاصرة‬
‫تتعارض أو تتفق بشكل أو بآخر م التعاليم الدينية‪.‬‬
‫‪ 1-4‬الجيات المسؤولة عن مكافحة الفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫ةنان العديد من الجهات المسؤولة عن مكافحة الفساد اإلداري والمالي‪ ،‬وتنقسم إلى‬
‫نوعين العالمية منها والوطنية‪.‬‬
‫أ_ الجيات العالمية‪:‬‬
‫وةي رالث جهات رئيسية بها مؤسسات مالية ومنظمات مدنية‪:‬‬
‫األمم المتحدة‪ :‬أصدرت عدد من الق اررات لمكافحة الفساد أو الحد منه‪.‬‬
‫المؤسسات المالية الدولية‪ :‬وةي مؤسسات عالمية تحاول دعم الدول من خالل مشاري‬
‫التنمية وأحيانا تمجا إلى الحد من الفساد بتعميق ةذ المشاري وتعميق المساعدات المقدمة‬
‫لمدول التي فيها الفساد‪( .‬عداي‪ ،2006 ،‬صفحة ‪)11‬‬
‫منظمة الشفافية العالمية‪ :‬أنشأت في ‪ 1993‬وةي ةير حكومية تعمل بشكل أساسي عمى‬
‫مكافحة الفساد والحد منه من خالل وضوح التشريعات وتبسيط اإلجرانات واستقرارةا‬
‫وانسجامها م بعضها في المرونة والتطور وفقا لمتغيرات االقتصادية واالجتماعية واإلدارية‬
‫ب_ الجيات الوطنية "الجزائر"‪:‬‬
‫لقد صادقت الجزائر عمى االتفاقية الدولية لمكافحة الفساد وكذا اتفاقية االتحاد‬
‫الفساد ومحاربته المعتمدة في ‪ .2003/07/12‬وةو األمر الذي دف‬ ‫اإلفريقي لمن‬
‫بالمشرع الجزائري إلى استحداث قانون خاص بجرائم الفساد أطمق عميه تسمية قانون‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪858‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫الوقاية من الفساد ومكافحته الصادر في ‪ ،2006/02/20‬والذي جان من اجل الشفافية‬
‫والنزاةة‪( .‬عرماني‪ ،2017 ،‬صفحة ‪)32‬‬
‫وبالرجوع إلى الباب الراب من ةذا القانون نجد أن المشرع قد نص عمى تجريم‬
‫مجموعة من األفعال واعتبرةا جرائم فساد‪ ،‬ذكرت في المواد من ‪ 28‬إلى ‪ 47‬وةي‪:‬‬
‫عمومي أو‬ ‫" جريمة رشوة الموظفين‪ ،‬اختالس الممتمكات من قبل موظ‬
‫استعمال عمى نحو ةير شرعي‪ ،‬اإلعفان أو التخفيض ةير قانوني في ضريبة أو رسم‪،‬‬
‫استغالل النفوذ‪ ،‬واسانة استغالل الوظيفة‪ ،‬تعارض المصال ‪.‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)12‬تطور مؤشر مدركات الفساد في الجزائر لمفترة‪ 2111‬حتى‪2121‬‬

‫المصدر‪( :‬المنظمة العالمية لمشفافية‪ ،2009 ،‬الصفحات ‪. )550-512‬‬


‫والمالحظ أن المشرع الجزائري أحسن تفصيل اتفاقية مدريد وبذلن كفل التعارض‬
‫بين القانون الداخمي والقانون الدولي‪ ،‬كما ضمن عدم تغطية أي جريمة من جرائم الفساد‪.‬‬
‫‪ 2-4‬مراحل محاربة الفساد اإلداري والمالي والمرتكزات الرئيسية لمكافحتو‪:‬‬
‫لكي تكون ةنان معالجة فعالة وشاممة لمفساد اإلداري و المالي يفترض بنا معرفة‬
‫األسباب التي أدت إلى ظهور ‪ ،‬ولكون الفسواد ظاةرة شمولية فقد تعددت أبعادةا وأسبابها‬
‫الجوانب الشخصية والمؤسسية والبيئة وسيتم توضي ةذ العناصر فيما يمي‪:‬‬ ‫لتمس مختم‬

‫‪859‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫‪ 1-2-4‬مراحل محاربة الفساد اإلداري والمالي ‪:‬‬
‫تنقسم إلى رالث مراحل ةي‪( :‬الغنام‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)47‬‬
‫أ_ المرحمة األولى‪ :‬جهود ما قبل وقوع جريمة الفساد اإلداري والمالي ( الوقائية)‬
‫والتي تعد أكرر فاعمية ويجب أن تكون مفضمة ألنها أقل تكمفة واةدا ار لمموارد‪.‬‬
‫ب_ المرحمة الثانية‪ :‬الجهود أرنان وقوع جريمة الفساد اإلداري والمالي‬
‫(الدفاعية)‪.‬‬
‫ج_ المرحمة الثالثة‪ :‬جهود ما بعد وقوع جريمة الفساد اإلداري والمالي‬
‫(العالجية)‪.‬‬
‫‪ 2-2-4‬المرتكزات الرئيسية لمكافحتو‪:‬‬
‫ومن أجل التخمص منه يجب التركيز عمى‪:‬‬
‫أ_ المحاسبة‪ :‬و ةي الهيئة المستقمة التي تتاب المعامالت التي تجريها أو‬
‫اإلدارات أو المؤسسات التي تق في نطاق اختصاصها‪.‬‬ ‫تعقدةا مختم‬
‫ب_ المساءلة‪ :‬و تعني كفانة ممارسة النفوذ والتأرير عمى المحكومية "حوكمة"‪،‬‬
‫فهي التي تربط المسؤولية بالمسانلة واعطان الحساب لضمان التدبير األمرل لمموارد المادية‬
‫المسطرة ‪( .‬ةيدان‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)35‬‬ ‫والبشرية وربط المنجزات باألةدا‬
‫ج_ الشفافية‪ :‬وتساعد عمى وجود قنوات وآليات لضمان وصول األفراد إلى‬
‫أصحاب القرار‪ ،‬من أجل توفير المعمومات الدقيقة في وقتها واتاحة الفرص لمجمي‬
‫لإلطالع عميها ونشرةا‪.‬‬
‫د_ النزاىة‪ :‬والتي تكفل تحقيق اإلدارة الرشيدة‪ ،‬فهي منظومة لمقواعد والقيم المؤطرة‬
‫لمسؤولية الحفاظ عمى الموارد والممتمكات العامة واستخدامها بكفانة‪( .‬المنظمة العالمية‬
‫لمشفافية‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)557‬‬
‫ه_ الشرعية‪ :‬قانون الرقابة البرلمانية‪ ،‬المساواة‪ ،‬حرية التعبير‪ ،‬التعددية‪ ،‬تداول‬
‫السمطة‪.‬‬
‫‪ 3-4‬الحمول التي يمكن إتباعيا في الجزائر عمى ضوء تجارب الدول أخرى‪:‬‬
‫المالحظ أن الجرائر تعتبر من أةنى الدول‪ ،‬لكن في مقابل دلن لم تحقق التطور‬
‫المنشود في مجال التنمية وفي جمي المجاالت‪( .‬رشوان‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)68‬‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪860‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫والسبب المباشر والحقيقي ةو استفحال ظاةرة الفساد بكل أنواعه وعمى جمي‬
‫المستويات في المجتم الجزائري وبذلن نخمص أن مشكمة الجزائر ةي ارتفاع نسبة الفساد‬
‫وليس في قمة األموال والموارد‪.‬‬
‫في الوقت نفسه كانت ةنان العديد من الدول العالمية والعربية تعاني من نفس‬
‫الظاةرة وبنسب متفاوتة لكن أدركت نقطة ضعفها وعممت عمى عالجها بكل السبل‬
‫والطرق‪.‬‬
‫من أجل الخروج بشعوبها إلى بر األمان ومن بين ةذ األمرمة‪ :‬ماليزيا‪ ،‬تركيا‪،‬‬
‫سنغافورة وةون كون ‪ ،‬كوريا الشمالية والجنوبية‪.‬‬
‫أما فيما يخص الدول العربية فهي لم تكن لها تجارب رائدة في ةذا المجال لكنها‬
‫قطعت أشواط كبيرة في مكافحة ةذ الظاةرة مقارنة بالجزائر التي احتمت المراتب األولى‬
‫في الفساد سوان عربيا أو عالميا‪.‬‬
‫ومن أجل مكافحته فقط اعتمدت جمي الدول عمى عدة تدابير مرل التسري‬
‫ودعمه باإلجرانات المواكبة له‪ .‬واستصدار تشري‬ ‫اإلدارة االلكترونية‬ ‫بتفعيل برنام‬
‫ونصوص تطبيقية لمن تضارب المصال م تدعيم فعالية قوانين التصري بالممتمكات‬
‫لمحاربة التهرب الضريبي باإلضافة إلى إرران مشروع المرسوم المتعمق بالصفقات العمومية‬
‫بمقتضيات موحدة تحد من السمطة التقديرية الواسعة وتحدث آلية مستقمة لمحسم في‬
‫الشكاوي والتظممات وتفعيل آليات التبميغ عن الفساد المتاحة لممواطنين‪( .‬الغنام‪،2011 ،‬‬
‫صفحة ‪)38‬‬
‫أما من جهة القضان ومن أجل إضفان العدالة االجتماعية يجب العمل عمى‬
‫تدعيم شفافية العمل القضائي والرف من كفانة الجهاز القضائي وضمان فعالية الجهاز‬
‫القضائي واعتماد قضان متخصص في مجال مكافحة الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫البد من التركيز عمى إحيان القيم الدينية التي أبتعد عنها المجتم واإلشارة إلى‬
‫المفاةيم والقيم السيئة التي يجب التخمص منها كإةمال الوقت وخدمة األقارب والمعار‬
‫عمى حساب العدالة والمساواة م إيجاد الصيغ و تبادل الخبرات م الدول األخرى في‬
‫مجال الوقاية من الفساد اإلداري والمالي ومحاربته‪.‬‬
‫إن التوعية بمضار و أخطار الفساد اإلداري األخالقية واالقتصادية والدينية‬
‫واالجتماعية والسياسية م عممية الرقابة المالية في معظم جوانبها يتطمب في البداية إرادة‬

‫‪861‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫سياسية ورؤية واضحة لما نتوخا من نتائ ولعل الخطوة األولى في ةذا المجال ةي‬
‫دراسة المهام والواجبات المسندة إلى كل جهة رقابية وتحديد الصالحيات والمسؤوليات‬
‫المترتبة عميها وازالة التعارض بينها ومن رم إيجاد آليات مناسبة لالتصال وتبادل‬
‫المعمومات والتقارير‪ ،‬ليس بين األجهزة الرقابية فقط‪ ،‬وانما أيضا م األجهزة المعنية‬
‫بمكافحة الفساد‪ ،‬وفي ما يمي بعض اإلجرانات العممية التي يمكن أن تساةم في تحسين‬
‫الرقابة المالية والمسانلة‪( :‬المنظمة العالمية لمشفافية‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)719‬‬
‫تشديد المسؤولية عمى الجهات واألشخاص الذين ال يبادرون إلى تصويت‬ ‫‪‬‬
‫المالحظات الرقابية‪ ،‬سوان التي يبديها ديوان المحاسبة أو و ازرة المالية‪ ،‬خاصة وان‬
‫ةنان مخالفات تمضي عميها عدة سنوات دون تصويت؛‬
‫تطوير عمل وحدات الرقابة الداخمية من حيث إصدار تشري ينظم عمل وحدات‬ ‫‪‬‬
‫الرقابة الداخمية وعدم االكتفان بالتعميمات أو البالةات وربطها إداريا م أعمى سمطة‬
‫في الو ازرات أو المؤسسات أو الدوائر باإلضافة إلى وض تعميمات تنظيمية وأدلة‬
‫عمل لتنظيم نشاطات ةذ الوحدات؛‬
‫تعزيز استقاللية مجمس المحاسبة في الجزائر من حيث صالحيات تعيين رئيس‬ ‫‪‬‬
‫المجمس وصالحيات إقالته والمدة التي يمكن أن يستمر خاللها في رئاسة المجمس و‬
‫وض معايير لممناصب العميا في مجمس المحاسبة بما في ذلن طمب خطة تنفيذية‬
‫وبرام عمل ومعايير أدان البث في الخالفات التي تنشا م الجهات الحكومية من‬
‫خالل جهة محايدة وليس من قبل مجمس الوزران‪( .‬صادق‪ ،1988 ،‬صفحة ‪)78‬‬
‫تفعيل عمل وحدة الرقابة المركزية‪ ،‬وقد يستدعي ذلن ربطها ادريا أو وضعها كوحدة‬ ‫‪‬‬
‫إدارية ضمن ديوان المحاسبة‪ ،‬وذلن ألنه خالل السنوات الماضية لم تستطي و ازرة‬
‫المالية أن تفعل ةذ الوحدة ا وان تدفعها إلى القيام بواجبات المتوخاة من استحدارها؛‬
‫(صادق‪ ،1988 ،‬صفحة ‪)92‬‬
‫قيام مجمس المحاسبة بتزويد مجمس األمة والبرلمان بالتقارير في األوقات المحددة ووفقا‬ ‫‪‬‬
‫لمتشريعات؛‬
‫تحديث أدارة الموازم العامة بما في ذلن اعتماد سياسات شران بما يتفق م االحتياجات‬ ‫‪‬‬
‫الفعمية الدقيقة‪ ،‬واستحداث فرع لممعمومات تكون مهمة توفير البيانات الالزمة حول‬
‫أسعار ومواصفات الموازم؛‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪862‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫مزيد من التطوير والتحديث ألسموب إعداد الموازنة العامة‪ ،‬لتصب وسيمة فعالة لمرقابة‬ ‫‪‬‬
‫عمى أدان المؤسسات الحكومية؛‬
‫عدم إدراج أي مشروع رأسمالي في الموازنة العامة أو في موازنات المؤسسات المستقمة‬ ‫‪‬‬
‫إال في حال توفر دراسة جدوى اقتصادية تبرر تنفيذ المشاري المختمفة؛‬
‫تفعيل دور مجمس األمة والبرلمان في مجال الرقابة المالية والمسانلة عمى األدان‪ ،‬وةذا‬ ‫‪‬‬
‫بحسب رأي العديد من الجهات ال يمكن أن يتحقق أال من خالل إجرانات جذرية تتعمق‬
‫ببعضها حسب طبيعة القانون االنتخابي وااللتزامات المترتبة عمى المجنة المالية في‬
‫المجمس النواب وصالحياتها؛‬
‫نشر الوعي الرقابي وتعزيز الشفافية والمسانلة وفت المجال أمام حرية الصحافة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المدني في متابعة القضايا المالية والرقابية واتاحة‬ ‫تعزيز دور منظمات المجتم‬ ‫‪‬‬
‫البيانات والمعمومات المالية ألوس شريحة من المواطنين‪ ،‬وتقبل اآلران التي قد تطرح‬
‫والعناية بها وأخذةا مأخذ الجد؛‬
‫‪ -5‬الخاتمة‪:‬‬
‫الفساد اإلداري والمالي أةم عوائق التقدم والتنمية عبر العصور‪ ،‬كانت أساليبه‬
‫تتطور تطو ار سريعا ومتسارعا‪ .‬فربما يكون المدخل الصحي لفهم الفساد في البالد ةو‬
‫عصيا عمى‬
‫ً‬ ‫مالحظة درجة المؤسسية والعبقرية في عممه ووسائمه وحيمه حتى يكاد يكون‬
‫محاوالت مكافحته مهما كانت جادة وصادقة‪ ،‬وحتى حين تتبنى ةذ المكافحة جهات عميا‬
‫في الدولة‪ ،‬فما تكشفه وسائل اإلعالم ومناقشات السياسيين من وقائ الفساد تدل عمى‬
‫انتشار كبير وواس لمفساد وقيمه وممارساته في مناحي الحياة االقتصادية واالجتماعية‬
‫واإلدارية والسياسية‪ ،‬ولعل أصعب ما يواجه اإلصالح االقتصادي الجاد ةو موضوع‬
‫الفساد‪ ،‬ومن اجل ةذا استأررت ظاةرته االةتمام الكبير إليجاد حل له‪ ،‬بسبب انه يشكل‬
‫خط ار عظيم عمى أي كيان يحل فيه‪ ،‬فهو وبان حقيقي‪.‬‬
‫ولم تعد ظاةرة الفساد اليوم مجرد مشكمة داخمية بالدولة بل أصبحت ظاةرة‬
‫عميها أحيانا وانتشرت‬ ‫معولمة‪ ،‬إذ أن أشكاله وأنماطه أصبحت جد معقدة يصعب التعر‬
‫في كل المجتمعات أو أصبحت القاعدة لمتعامل لدي العديد من األعوان‪.‬‬
‫و لمحد من ممارسات الفساد عامة نحتاج إلى تربية دينية قائمة عمى القيم‬
‫وعادات العدل والمساواة‪ ،‬وتبني منهجية إصالح سياسي واجتماعي ورقافي‪.‬‬

‫‪863‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬


‫جدٍ عبد احللًم‬ ‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬
‫أما بالنسبة إلى الفساد اإلداري والمالي خاصة فيجب اإلسراع في إعادة بنان‬
‫واصالحات اقتصادية تمس كل المستويات وكل القطاعات‪ ،‬واالةتمام أكرر برف مستوى‬
‫التنمية البشرية فهي األساس لنجاح سبل العالج التي تم ذكرةا في ةذ الورقة البحرية‪.‬‬
‫اإلجابة عمى الفرضيات‪:‬‬
‫‪ -‬الفرضية األولى ظاةرة الفساد ةي العائق الرئيس لعممية التنمية الشاممة في الجزائر‬
‫صحيحة فمقد ساةم العديد من العوامل واألسباب من استفحال ةذ الظاةرة منها عمى‬
‫سبيل المرال ال عمى سبيل الحصر انعدام ممارسات الحكم الراشد وةياب المسانلة‬
‫والشفافية‪ ،‬واعتماد السياسات العامة الضعيفة الهشة‪ ،‬وانعدام وةياب القيم اإلنسانية‬
‫والمؤسسية القائمة عمى معايير النزاةة والعدالة والطم البشري‬
‫‪ -‬الفرضية الرانية القضان عمى الفساد البد له من إرادة سياسية جادة تسبق سن القوانين‬
‫صحيحة ف هذا ما يدف إلى من الهيئة الوطنية لموقاية من الفساد و مكافحته قدر كبير‬
‫من االستقاللية لكي تزيد من فعالية و نجاعة نشاطها في مكافحة الفساد والتوسي من‬
‫صالحياتها ومهامها والغان تبعيتها لمسمطة التنفيذية من أجل أن تمارس عممها بأريحية‬
‫ونزاةة بعيدة عمى كل الضغوطات م تعديل النصوص القانونية المنظمة لنشاطها من‬
‫أجل منحها الصالحية المطمقة في تحرين الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪ -6‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫محمود محمد معابرة‪ ،(2011) ،‬الفساد اإلداري وعالجه في الشريعة اإلسالمية دراسة مقارنة‬
‫بالقانون اإلداري‪ ،‬دار الرقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫الدور الرقابي في مكافحة الفساد الحكومي‬ ‫طالل محمد عمي الحجاوي وآخرون‪ ،)2012( ،‬توظي‬
‫وتأرير في االقتصاد الوطني‪ ،‬قسم المحاسبة‪ ،‬كمية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬منشور في المجمة‬
‫العراقية لمعموم اإلدارية‪ ،‬جامعة كربالن‪.‬‬
‫السيد عمي شتا‪ ،)1999( ،‬الفساد اإلداري ومجتم المستقبل‪ ،‬مكتبة شعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫أيمن احمد محمد‪ ،)1985( ،‬الفساد والمسانلة في العراق‪ ،‬ورقة سياسات‪ ،‬الصادرة عن مؤسسة‬
‫فريدريش ايبرت‪ ،‬مكتب األردن والعراق ‪ ،‬بغداد‪ ،‬أيمول ‪.2013‬‬
‫ةيث‪ ،‬مريم أحمد مصطفى‪" ،‬قضايا التنظيم لمتنمية في العالم الرالث"‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫محمد عاط‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫حسين عبد الحميد رشوان‪" ،)2009( ،‬التنمية‪" :‬اجتماعيا‪ -‬رقافيا‪ -‬اقتصاديا‪ -‬سياسيا‪ -‬اداريا‪-‬‬
‫بشريا"‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫جامعة أم البىاقٌ‪ /‬ديسمرب‪2022-‬‬ ‫‪864‬‬


‫جملة البحىث االقتصادية واملالًة‬ ‫الفساد اإلدارٍ واملالٌ وأثره على مؤشرات التنمًة الشاملة‪...‬‬
‫صال صالحي‪" ،)2006( ،‬المنه التنموي‪ :‬البديل في االقتصاد اإلسالمي"‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫محمد توفيق صادق وآخرون‪" ،)1988( ،‬ندوة التنمية بين التخطيط والتنفيذ في الوطن العربي"‪،‬‬
‫بدون دار النشر‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫سارة بوسعيود‪ ،)2013( ،‬دور إستراتيجية مكافحة الفساد االقتصادي في تحقيق التنمية المستدامة‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص االقتصاد الدولي والتنمية المستدامة‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‬
‫والتجارية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطي ‪.‬‬
‫حمدي الخواجا‪ ،)2012( ،‬ارر الفساد عمى الجوانب االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ةيئة مكافحة الفساد‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة في الورشة التدريبية بعنوان " الموروث الديني ودور في محاربة الفساد‪،‬‬
‫رام اهلل‪ ،‬فمسطين‪.2012/06/11 ،‬‬
‫نور شدةان عداي‪ ،‬عبد الكاظم داخل عجالن‪ ،)2006(،‬الفساد وأرر عمى االقتصاد العام‪ ،‬و ازرة‬
‫المالية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ ،‬قسم السياسة الضريبية‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫عمومي في حماية المال العام في ظل قانون‬ ‫عرماني احمد‪ ،)2017( ،‬المسؤولية الجزائية لمموظ‬
‫الوقاية ومكافحة الفساد‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجمفة‪.‬‬
‫فهد بن محمد الغنام‪ ،)2011( ،‬مدى فاعمية األساليب الحديرة في مكافحة الفساد اإلداري من‬
‫وجهة نظر أعضان مجمس الشورى في المممكة العربية السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫العربية لمعموم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫تخصص العموم اإلدارية‪ ،‬جامعة ناي‬
‫رعد كاظم ةيدان‪ ،)2014( ،‬مرتكزات اإلستراتيجية الوطنية لمنزاةة ومكافحة الفساد في‬
‫العراق‪.2014-2010‬‬
‫المنظمة العربية لمكافحة الفساد‪ ،)2009( ،‬الرقابة المالية في األقطار العربية‪ ،‬بحوث ومناقشات‬
‫الندوة التي أقامتها المنظمة العربية لمكافحة الفساد‪ ،‬بيروت‪ ،‬أكتوبر ‪.2009‬‬

‫‪865‬‬ ‫اجمللد ‪ / 09‬العدد ‪02‬‬

You might also like