Professional Documents
Culture Documents
مؤشرات البورصة
مؤشرات البورصة
تعتبر ظاهرة تسجيل المؤشرات وتداولها في البورصات من أهم أوجه تطور الفكر المالي الحديث ،بذلك
أصبحت المؤشرات التي كانت من قبل العوامل المستعملة في التعرف على اتجاه السوق ،في األدوات
المالية التي تباع وتشترى في البورصات شأنها في ذلك شأن أية ورقة مالية عادية ،الفرق هنا ليس تبادل
األوراق المالية المكونة للمؤشر نفسه ،وإنما يتم التعامل على توقعات المستثمرين بشأن تطورات أسعار
.تلك األوراق ،أي يتم تداول شيئ غير ملموس
العمليت اآلجلة على المؤشرات :هو شراء العقود المستقبلية بتلك المؤشرات ،إذ يقوم المستثمر1-
بشراء عقود يلتزم بواسطتها ببيع أو شراء للمؤشر المعني في فترة قادمة هي فترة االستحقاق وبسعر
محدد مسبقا ،يتكون مقدار الربح أو الخسارة بالنسبة لذلك المستثمر من فرق السعر الذي دفعه وبين
سعره في فترة االستحقاق ،وبذلك هذا فإن النوع من العمليات هو شبيه بعملبات التعامل اآلجلة لمجموعة
األوراق المالية التي تكون المؤشر ،لكن الفرق هو في تعدد العمليات في هذه الحالة األخيرة وبالتالي
ارتفاع التكاليف ،يتم هذا النوع من العمليات في فرنسا في السوق اآلجلة العالمية لفرنسا وفي بريطانيا ،
وتجدر اإلشارة في هذا الصدد أن قيمة المؤشر تعطي بالنقاط ،لكن عند تداول العقود المستقبلية ،فإن كل
نقطة تقييم من قبل سلطات البورصة المعنية وتعطى لها قيمة نقدية مما يسهل قيمة العقود نقدا وليس
بالنقاط إن العمليات اآلجلة للمؤشرات توفر ميزان لكل من البائع والمشتري بالنسبة للبائع تضمن له عدم
التعرض لخسارة كبرى ،بالنسبة للمشتري فإنها توفر له فرصة زيادة األرباح وذلك عن طريق
.المضاربة
اإلختيارات على المؤشرات :هذا النوع من االختيارات حيث يكون للمشتري االختيار الحق في شراء2-
وبيع عقد من عقود المؤشر محدد مسبقا مقابل دفع عالوة للطرف اآلخر .أي تتداول االختيارات
األوروبية واألمريكية وأن االختيار يكون تسبيقا باالختيارات التي تعقد على األوراق المالية
العادية ،ونفس الشيئ يمكن القول عن سعر اإلختيار حيث يقدر بالنقاط لكن عند عقد الصفقات تعطي قيمة
1محددة لكل نقطة وبذلك يمكن للمتعاملين تسديد صفقاتهم نقدا
العينة :يعتبر اختيار العينة األساس الذي يقوم عليه تكوين مؤشر حالة السوق ،ويتم اختيار العينة وفقا1-
لعدة معايير أشهرها رأس المال السوقي اإلجمالي لكل شركة والسيولة والربحية والنشاط وغيرها ،ويعد
اختيار العينة المالئمة أمرا مهما لسالمة المقارنة التي يجريها المستثمرون لعائد محافظهم وأوراقهم
المالية لذلك فالعينة المالئمة هي تلك العينة التي يمكنها تمثيل حالة السوق ،وتساعد في تحقيق
:االستخدامات المختلفة .ومالئمة العينة تتوقف على الجوانب التالية
.أ-الحجم :كلما ازدادت عدد أسهم العينة كلما كان التمثيل أقرب إلى الدقة ،وهذا مبدأ إحصائي معروف
.فكلما كان عدد األوراق المالية التي يشملها المؤشر أكبر كلما كان المؤشر أكثر تمثيال وصدقا للواقع
ب-االتساع :يعني قيام العينة المختارة بتغطية مختلف القطاعات المشاركة في السوق ،والمؤشر الذي
يستهدف قياس حالة السوق ككل ينبغي أن يتضمن أسهما لشركات في كل قطاع من القطاعات المكونة
لإلقتصاد الوطني دون تمييز ،أما إذا كان المؤشر خاص بقطاع معين ،حينئذ تقتصر العينة على أسهم
.عدد من الشركات المكونة لتك الصناعة دون التحيز لنوع معين من الشركات
ج-المصدر :المقصود به مصدر الحصول على أسعار األسهم التي يبني عليها المؤشر ،حيث ينبغي أن
يكون المصدر هو السوق األساسي الذي تتداول فيه األوراق المالية .فإذا كانت األسهم مسجلة في
بورصة نيويورك حينئذ ينبغي أن يكون حساب قيمة المؤشر على أساس األسعار المعلنة في تلك
.البورصة ،وليكن سعر اإلقفال مثال
إن الوقائع االقتصادية والتاريخية تؤكد أن المؤشرات المحسوبة على أساس عينة صغيرة ال تقل كفاءة
:على عينة كبيرة أو تحسب على جميع األوراق المالية المتداولة ،وذلك لسببين رئيسيين هما
القيمة السوقية لألسهم الداخلة في تركيب هذه المؤشرات تمثل نسبة كبيرة من القيمة السوقية لألسهم-
المتداولة في السوق ،حيث تمثل األسهم المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بور مانسبته ⸓ 80من القيمة
السوقية لألسهم المسجلة في بورصة نيويورك ،كما تمثل األسهم المدرجة في مؤشر داوجونز (30
.1شركة) نحو ⸓20من القيمة السوقية لألسهم المسجلة في البورصة
1
أحمد فرحات إدارة المحفظة اإلستثمارية ،دار الكتب الوطنية بنغازي ،ليبيا ، 2000،ص ، 116-110بتصرف.
عادة ماتسير أسعار األسهم في نفس اإلتجاه صعودا أو نزوال ،وهذا يعني أن العينة الصغيرة يمكن أن -
تعكس حالة السوق بصفة عامة .وأن معامل االرتباط بين المؤشرات مرتفع جدا ومعنوي احصائيا
ويعكس االقتران النسبي بين اتجاهات تغير المؤشرات المختلفة في عكسها لحالة السوق ،على الرغم من
.اختالف حجم وسعة وتركيب كل منها
األوزان النسبية لعناصر العينة :بعد اختيار العينة الممثلة للمؤشر ،يتم االنتقال إلى اإلجراءات الفنية
لتكونين المؤشر ،ويقف في مقدمتها أسلوب تمثيل كل ورقة مالية داخل العينة السيما وأن القيمة السوقية
للورقة تختلف فضال عن اختالف العدد المتداول من األوراق ،ومرة أخرى البد تجنب المؤشر المكون
التحيز .إذن فترجيح أسهم العينة يمثل التحديد النسبي للورقة ضمن مجموعة محفظة المؤشر (العينة) ،
.أي أن الترجيح عبارة عن الوزن النسبي لكل سهم ضمن مجموعة أسهم المؤشر التي تم اختيارها
ويجب أن تكون طريقة احتساب المؤشر واضحة للمستثمر ،إذ من الضروري فهم تكوين أسلوب
احتساب المؤشر قبل استخدامه لقياس اآلداء أو لتكوين صورة عن السوق أو بناء استرتيجية استثمارية
:معينة .وتوجد أربعة أساليب للترجيح هي
الوزن على أساس السعر :تعتمد هذه الطريقة أساس تحديد الوزن النسبي بواسطة نسبة سعر السهم1-
المراد تحديد وزنه على مجموع أسعار العينة .أي نسبة سعر السهم الواحد للمنشأة إلى مجموع أسعار
.األسهم الفردية األخرى التي يقوم عليها المؤشر
Pi
= Wi
n
∑ pi
i=1
1
الدكتورة قشاري يسمينة ،مذكرة تخرج .
40 30 A
220 - 180
=22.22 ⸓.1وعليه فإن :متوسط العائد =
180
:يؤخذ على هذا المدخل
أن الوزن النسبي يقوم على سعر السهم وحده في حين أن سعر السهم قد ال يكون مؤشرا على أهمية1-
المنشأة أو حجمها ،فلو أن منشأتين متماثلتين تماما ،غير أن عدد األسهم في األولى أقل من الثانية ،
.سيكون وزن األولى داخل المؤشر أعلى من الثانية
.مشكلة اشتقاق األسهم2-
الوزن على أساس القيمة :يقوم هذا األسلوب في ترجيح كل شركة ضمت في المؤشر من خالل2-
القيمة السوقية الكلية (السعر × الكمية = القيمة ) ،وبذلك فهي تتجاوز إشكالية الترجيح بالسعر لوحده ،إذ
أن القيمة قادرة على عكس األهمية االقتصادية للشركة صاحبة السهم المدرحة في المؤشر ،لذلك
فالشركات التي تتساوى قيمتها السوقية يتعادل تأثيرها حتى وإن اختلف سعر السهم لكل منها .وهناك
العديد من مؤشرات السوق المستخدمة ألسلوب الترجيح بالقيمة نذك منها :مؤشر كولس ،مؤشر ستاندا
بور ،المؤشر المركب للبورصة األمريكية ،مؤشر الفاينانشيال تايمز ،مؤشر بورصة القاهرة
.2اإلنسكندرية ،مؤشر بورصة عمان ،مؤشر صندوق النقد العربي
P i× Qi
=w i n
∑ Pi Qi
i=1
1
الدكتور محمد رمضان ،كيفية تصميم وبناء المالية في البورصات ، 2023،ص8
2
هندي منير إبراهيم ،األوراق المالية وأسواق رأس المال ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ، 1997 ،ص.247
3
الدكتور ة قشاري يسمينة ،مؤشرات البورصة ص .7
الوزن*السعر الوزن القيمة القيمة عدد األسهم سعر السهم السهم
األسهم السوقية السوقية
اإلجمالية لألسهم
5 0.5 2000000 1000000 100000 10 A
n
K=∑ P i x Qⅈ
i=1
الوزن على أساس األوزان المتساوية :يقوم هذا المدخل على افتراض أنه يجب احتساب مبالغ3-
متساوية ،بعنى أن قيمة عدد األسهم مضروبا في القيمة السوقية للعينة األولى مع قيمة عدد األسهم
مضروبا في القيمة السوقية للعينة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا جميعها متساوية عند بداية تكوين المؤشر
،وبالتالي يقضي هذا المؤشر على فكرة التحيز لألسعار ،وهذا أحد العيوب التي يعاني منها المؤشرات
المبنية على أساس السعر ومن ثم فإن التغيرات الحادثة في قيمة المؤشر تعكس اتجاها في أسعار مجموعة
األسهم التي يتكون منها مؤشر السوق .ومن أشهر المؤشرات المستخدمة ألسلوب الترجيح بداللة
األوزان المتساوية ،ويضم هذا المؤشر أسهم بورصة نيويورك وأسهم بورصات
هو مؤشر ،Averagealoe-linأخرى
.1باإلضافة إلى أسهم السوق الموازي الذي يضم 1700شركة أمريكية
:طريقة حساب مؤشر األوزان المتساوية
n
∑ pi t ∕ n
i=1
.مثال :3أنظر الجدول التالي :نفرض أن مؤشر يتكون من 3أسهم حيث أن مؤشر األساس هو 100
السعر في اليـــــــوم الثاني السعر في اليـــــــــوم األول األســــــــــــــــــهم
120 100 A
100 90 B
1
الدكتورة قشاري يسمينة ،مؤشرات البورصة .ص13
110 80 C
330 270 المجموع
110 90 متوسط األسعار
(110/90) × 100 = 122.2 قيمة المؤشر في اليوم 2
:الخاتمة
يعد المؤشر أحد األدوات األساسية لتحديد سعر السهم من خالل خصم التدفقات النقدية المستقبلية ،
ويعكس التوقعات للمساهمين والمستثمرين في السوق .كما يتم استخدامه لقياس درجة تطور األسواق
المالية ألنه يربط بين القيمة السوقية للورقة المالية وعوائدها المتوقعة ،لهذا فهو يقدم تصورا تحليليا
.للمتعاملين فيها والقائمين والقائمين على األسواق الملية والمشاركين فيها بإعادة تنظيم السوق
يعد المؤشر أيضا تلخيص آلداء األسواق المالية كونه يضم أسعار الشركات في جميع القطاعات وبالتالي