You are on page 1of 15

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬مضمون إجراءات تأديب الموظف العام‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بإجراءات تأديب الموظف العام‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص إجراءات تأديب الموظف العام‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات التأديبية‬
‫المطلب األول‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات من الدرجتين األولى والثانية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات من الدرجتين الثالثة والرابعة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات التأديبية األخرى‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬
‫يعت‪++‬بر موض‪++‬وع االج‪++‬راءات التأديبي‪++‬ة للموظ‪++‬ف الع‪++‬ام في الجزائ‪++‬ر من المواض ‪++‬يع الهام‪++‬ة الي تس‪++‬تلزم‬
‫البحث والدراس‪++‬ة وه‪++‬ذا لم‪++‬ا له‪++‬ا من قيم‪++‬ة وق‪++‬وة قانوني‪++‬ة تتطلب اح‪++‬ترام اجراءاته‪++‬ا لحف‪++‬ظ ح‪++‬ق الموظ‪++‬ف من‬
‫جهة وحق االدارة في االحترام والس‪+‬هر على مص‪+‬الحها من جه‪+‬ة أخ‪+‬رى‪ .‬وإ ن ك‪+‬انت هن‪+‬اك ع‪+‬دة دراس‪+‬ات‬
‫وبحوث تناولت موضوع التأديب من زوايا مختلفة فإن اإللمام بك‪++‬ل جوانب‪++‬ه يبقى أم‪++‬را ص‪++‬عبا في نظرن‪++‬ا‪،‬‬
‫فموض‪++ +‬وع الت‪++ +‬أديب عام‪++ +‬ة واإلج‪++ +‬راءات التأديبي‪++ +‬ة خاص‪++ +‬ة يمس ش‪++ +‬ريحة كب‪++ +‬يرة من المجتم‪++ +‬ع في الدول‪++ +‬ة‬
‫والسيما قطاع الوظيف العمومي‪.‬‬
‫ول ‪++‬ذلك فاإلش ‪++‬كالية الي يمكن تص ‪++‬ورها وهي تط ‪++‬رح نفس ‪++‬ها بإلح ‪++‬اح في ه ‪++‬ذه الدراس ‪++‬ة تتمث ‪++‬ل في التس ‪++‬اؤل‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫ماهي إجراءات ومراحل تأديب الموظف العام؟‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مضمون إجراءات تأديب الموظف العام‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بإجراءات تأديب الموظف العام‬
‫أوال‪ :‬تعريف إجراءات تأديب الموظف العام‬
‫هي مجموع‪++‬ة القواع‪++‬د اإلجرائي‪++‬ة المتخ‪++‬ذة من ط‪++‬رف االدارة ض‪++‬د الموظ‪++‬ف الع‪++‬ام وذل‪++‬ك به‪++‬دف توقي‪++‬ع‬
‫العقوبة التأديبية عليه بما يضمن له عدم التعرض لالضطهاد والتعسف من قبل ه‪++‬ذه االدارة‪ ،‬باعتب‪++‬ار إن‬
‫بلوغ اإلدارة هدفها يعتمد على حسب أداء الموظف‪.1‬‬
‫وه‪++‬ذه اإلج‪++‬راءات تس‪++‬تهدف توف‪++‬ير الض‪++‬مان واالطمئن‪++‬ان في جمي‪++‬ع مراح‪++‬ل إج‪++‬راءات الت‪++‬أديب‪ ،‬وذل‪++‬ك‬
‫ليحقق التأديب غايته كأداة لحماية المرفق‪ ،‬ال أن يكون وسيلة للقصاص أو االنتقام‪.‬‬
‫وتتم مباش‪++‬رة ه‪++‬ذه اإلج‪++‬راءات التأديبي‪++‬ة بع‪++‬د ارتك‪++‬اب الموظ‪++‬ف للخط‪++‬أ الت‪++‬أديبي بتكييف‪++‬ه من‪++‬ذ لحظ‪++‬ة وق‪++‬وع‬
‫الخطأ التأديبي حتى صدور القرار فيه وتوقيعه‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية لإلجراءات تأديب الموظف العام‬
‫تعد اإلج‪+‬راءات التأديبي‪+‬ة بمثاب‪+‬ة القواع‪+‬د اإلجرائي‪+‬ة ال‪+‬تي تك‪+‬ون في مجموعه‪+‬ا الق‪+‬انون الت‪+‬أديبي ال‪+‬ذي يطب‪+‬ق‬
‫على جمي ‪++‬ع الم ‪++‬وظفين الع ‪++‬املين بالدول ‪++‬ة وعلي ‪++‬ه فإنه ‪++‬ا إج ‪++‬راءات تأديبي ‪++‬ة قاعدي ‪++‬ة‪ ،‬وم ‪++‬ا يؤك ‪++‬د ذل ‪++‬ك ه ‪++‬و أن‬
‫المب‪+‬ادئ ال‪+‬تي تحكم ه‪+‬ذه اإلج‪+‬راءات في مراحله‪+‬ا المختلف‪+‬ة متم‪+‬يزة عن المب‪+‬ادئ ال‪+‬تي تح‪+‬دد تعري‪+‬ف الخط‪+‬أ‬
‫التأديبي وبيان أركانه وكذا العقاب التأديبي الواجب التطبيق وما يرتبط به من أنظمة مختلفة على ال‪++‬رغم‬
‫من الخط‪++‬أ الت‪++‬أديبي والس‪++‬لطة المختص‪++‬ة بتوقي‪++‬ع العقوب‪++‬ة التأديبي‪++‬ة واإلج‪++‬راءات التأديبي‪++‬ة م‪++‬رتبطين ببعض‪++‬هم‬
‫البعض‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬القاعدة اإلجرائية التأديبية‪ :‬تهدف إلى إثبات سلطة الدولة في العقاب التأديبي المناس‪++‬ب كم‪++‬ا‬
‫تناول هذه القواعد كذلك ك‪+‬ل م‪+‬ا يتعل‪+‬ق بالمتابع‪+‬ة التأديبي‪+‬ة للموظ‪+‬ف الم‪+‬رتكب للخط‪+‬أ الت‪+‬أديبي وزي‪+‬ادة على‬
‫ذل ‪++‬ك تتن ‪++‬اول الس ‪++‬لطة المختص ‪++‬ة بتوقي ‪++‬ع العقوب ‪++‬ة التأديبي ‪++‬ة من حيث تش ‪++‬كيلتها‪ ،‬وعمله ‪++‬ا وك ‪++‬ذا اختصاص ‪++‬ها‪.‬‬
‫وتتضمن العقاب الذي يفرضه المشرع في حالة مخالفتها‪.‬‬

‫مولوة فاطمة‪ ،‬الجريمة التأديبية للموظف العام‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬ف ‪++‬رع ق ‪++‬انون األعم ‪++‬ال كلي ‪++‬ة الحق ‪++‬وق بن‬ ‫‪1‬‬

‫عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬سبتمبر ‪ ،2012‬ص ‪,150‬‬


‫مولوة فاطمة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫البند الثاني‪ :‬اإلطار القانوني للقاعدة اإلجرائي‪7‬ة التأديبي‪7‬ة‪ :‬إن إط‪++‬ار الق‪++‬انوني للقاع‪++‬دة اإلجرائي‪++‬ة التأديبي‪++‬ة‬
‫في جمي ‪++‬ع تش ‪++‬ريعات الوظيف ‪++‬ة العمومي ‪++‬ة ابت ‪++‬داء من المرس ‪++‬وم رقم ‪ 152-66‬الم ‪++‬ؤرخ في‪02/06/1966‬‬
‫المتض ‪++ +‬من اإلج ‪++ +‬راءات التأديبي ‪++ +‬ة واألم ‪++ +‬ر ‪ 66/33‬الم ‪++ +‬ؤرخ في ‪ 02‬ج ‪++ +‬وان ‪1966‬م المتض ‪++ +‬من الق ‪++ +‬انون‬
‫األساس ‪++‬ي الع ‪++‬ام للوظيف ‪++‬ة العمومي ‪++‬ة وال س ‪++‬ما نص الم ‪++‬ادة ‪ 54‬من ‪++‬ه وه ‪++‬و م ‪++‬ا كرس ‪++‬ه أيض ‪++‬ا األم ‪++‬ر ‪03-06‬‬
‫الم‪++‬ؤرخ في ‪ 15/07/2006‬المتض‪++‬من الق‪++‬انون األساس‪++‬ي الع‪++‬ام للوظيف‪++‬ة العمومي‪++‬ة من خالل نص الم‪++‬ادة‬
‫‪ 165‬منه‪.‬‬
‫البند الثالث‪ :‬خصائص القاع‪7‬دة اإلجرائي‪7‬ة التأديبي‪7‬ة‪ :‬تتم‪++‬يز القاع‪++‬دة اإلجرائي‪++‬ة بمجموع‪++‬ة من الخص‪++‬ائص‬
‫نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫القاع‪+‬دة اإلجرائي‪++‬ة التأديبي‪++‬ة من طبيع‪++‬ة قانوني‪++‬ة‪ :‬ذل‪++‬ك إن القواع‪+‬د اإلجرائي‪++‬ة التأديبي‪++‬ة له‪++‬ا ص‪++‬فة آم‪++‬رة ق‪++‬د‬ ‫‪‬‬
‫تتضمن امرًا بعمل م‪+‬ا أو نهي‪+‬ا عن س‪+‬لوك معين وق‪++‬د تك‪+‬ون مكمل‪+‬ة أو مفس‪+‬رة لقاع‪+‬دة إجرائي‪+‬ة أخ‪+‬رى‪ ،‬كم‪+‬ا‬
‫لها صفة العمومية والتجريد‪.‬‬
‫القاعدة اإلجرائية التأديبية من طبيعة إجرائية‪ :‬إن القواعد اإلجرائية التأديبية ته‪+‬دف إلى تط‪+‬بيق س‪+‬لطة‬ ‫‪‬‬
‫الدول ‪++‬ة في العق ‪++‬اب فتتن ‪++‬اول س ‪++‬ير العق ‪++‬اب فتتن ‪++‬اول س ‪++‬ير أعم ‪++‬ال المتابع ‪++‬ة التأديبي ‪++‬ة ف ‪++‬العبرة إذن في تحدي ‪++‬د‬
‫القاعدة بوظيفتها وليس بالقانون الذي ينص عليها‬
‫القاع‪++‬دة اإلجرائي‪++‬ة هي قاع‪++‬دة تنظيمي‪++‬ة فهي تح‪++‬دد الش‪++‬روط ال‪++‬تي يجب مراعاته‪++‬ا في العم‪++‬ل اإلج‪++‬رائي‬ ‫‪‬‬
‫حتى يترتب آثاره القانونية مثل الشكل العام‪ ،‬والمكان‪ ،‬والوسيلة‪ ،‬والضمانات‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص إجراءات تأديب الموظف العام‬
‫أوال‪ :‬منطق الضمان كخاصية إلجراءات تأديب الموظف العام‬
‫إن الضمان الحقيقي للموظف العام المخطئ يكمن في سالمة اإلجراءات عبر جميع مراح‪++‬ل المتابع‪++‬ة‬
‫التأديبية‪ ،‬وعلى هذا إذا ما توفر هذا الض‪++‬مان فإن‪++‬ه يتبقى الط‪++‬ابع اإلداري للت‪++‬أديب‪ ،‬وترتيب‪++‬ا على ذل‪++‬ك ف‪++‬إن‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬ليشدد في مراقبة سالمة اإلجراءات التأديبية وال يتردد في إلغاء الق‪+‬رار الت‪+‬أديبي إذا م‪+‬ا‬
‫استش‪++ +‬عر أن الموظ‪++ +‬ف لم تتح ل‪++ +‬ه فرص‪++ +‬ة ال‪++ +‬دفاع عن نفس‪++ +‬ه وان ك‪++ +‬انت االج‪++ +‬راءات التأديبي‪++ +‬ة بمراحله‪++ +‬ا‬
‫وضماناتها تكفل السرعة والفاعلية وتحول دون اس‪++‬تمرار الت‪++‬أديب لم‪++‬دة طويل‪++‬ة ومج‪++‬الس الت‪++‬أديب المش‪++‬كلة‬
‫من‬

‫بولغيتي عزيزة ‪ ،‬إجراءات تأديب الموظف العام في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر في تخصص القانون اإلداري‪ ،‬جامع ‪++‬ة أحم ‪++‬د‬ ‫‪1‬‬

‫دراية‪ ،‬أدرار‪ ،2019 ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪3‬‬
‫ممثلين للم‪++‬وظفين وممثلين لإلدارة الص‪++‬ورة المثلي الختص‪++‬ار اإلج‪++‬راءات م‪++‬ع توف‪++‬ير الض‪++‬مان والطمأنين‪++‬ة‬
‫للموظ‪++‬ف الع‪++‬ام المخطئ‪ .‬ل‪++‬ذا يقتص‪++‬ر دور الرقاب‪++‬ة القض‪++‬ائية على الج‪++‬وانب القانوني‪++‬ة الخالص‪++‬ة م‪++‬ع تحدي‪++‬د‬
‫م ‪++‬دة زمني ‪++‬ة مناس ‪++‬بة ال يج ‪++‬وز أن تتجاوزه ‪++‬ا وتتع ‪++‬داها إج ‪++‬راءات الت ‪++‬أديب ذل ‪++‬ك تحقيق ‪++‬ا الس ‪++‬تقرار أوض ‪++‬اع‬
‫الم‪++ +‬وظفين الع‪++ +‬امين وكفال‪++ +‬ة لس‪++ +‬ير العم‪++ +‬ل اإلداري‪ .‬وج‪++ +‬ديرا بإش‪++ +‬ارة الى أن المب‪++ +‬ادئ ال‪++ +‬تي تحكم ت‪++ +‬أديب‬
‫الموظ ‪++‬ف الع ‪++‬ام ت ‪++‬تردد بين اعتب ‪++‬ارين كالهم ‪++‬ا ج ‪++‬دير بالرعاي ‪++‬ة وهم ‪++‬ا منط ‪++‬ق الض ‪++‬مان والرعاي ‪++‬ة بالنس ‪++‬بة‬
‫للموظ‪++‬ف ومقتض‪++‬ى فاعلي‪++‬ة العم‪++‬ل اإلداري‪ .‬وإ ذا كن‪++‬ا نج‪++‬د ص‪++‬دى له‪++‬ذين االعتب‪++‬ارين في جمي‪++‬ع الق‪++‬رارات‬
‫التي تقوم عليها نظرية التأديب‪ ،‬فإن الغلبة لمنطق الضمان واضحة تمامًا في جال اإلجراءات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القصور كخاصية إلجراءات تأديب الموظف العام‬
‫من المس ‪++‬لم ب ‪++‬ه أن ‪++‬ه في بداي ‪++‬ة األم ‪++‬ر ك ‪++‬ان الت ‪++‬أديب موض ‪++‬وعًا إداري ‪++‬ا وك ‪++‬ان متروك ‪++‬ا للس ‪++‬لطة الرئاس ‪++‬ية‬
‫التأديبية لممارسته تجاه موظفيها بمقتضيات المصلحة العامة‪ ،‬فلما بدأت تغ‪++‬زو المج‪++‬االت التأديبي‪++‬ة مب‪++‬ادئ‬
‫منط‪++‬ق الض‪++‬مان وذل‪++‬ك إم‪++‬ا باس‪++‬تحداث مج‪++‬الس الت‪++‬أديب المش‪++‬كلة من ممثلي اإلدارة وممثلي الم‪++‬وظفين‪ ،‬أو‬
‫باس‪++‬تحداث جه‪++‬ات الطعن اإلداري في ق‪++‬رارات اإلدارة (الس‪++‬لطة الرئاس‪++‬ية) التأديبي‪++‬ة‪ ،‬منه‪++‬ا لج‪++‬ان الطعـن‪.‬‬
‫وعلى سلطة التأديب أن تح‪+‬ترم بعض القواع‪+‬د اإلجرائي‪+‬ة ال‪+‬تي تميله‪+‬ا مقتض‪++‬يات العدال‪+‬ة‪ ،‬ف‪++‬إن المش‪+‬رع قـد‬
‫ت‪++ +‬دخل بع‪++ +‬د ذل‪++ +‬ك ونظم كث‪++ +‬يرًا من الج‪++ +‬وانب اإلجرائي‪++ +‬ة للت‪++ +‬أديب في الق‪++ +‬وانين والل‪++ +‬وائح وك‪++ +‬ذا الق‪++ +‬رارات‬
‫والمناشير‪ ،‬التي صدرت تباعًا‪.‬‬
‫ويالح ‪++‬ظ في التش ‪++‬ريع الجزائ ‪++‬ري وباس ‪++‬تثناء المرس ‪++‬وم رقم ‪ 66/152‬الم ‪++‬ؤرخ في ‪ 02‬ج ‪++‬وان ‪1966‬‬
‫المتعل‪++‬ق ب‪++‬اإلجراء الت‪++‬أديبي‪ ،‬وبعض المناش‪++‬ير والق‪++‬رارات الخاص‪++‬ة ببعض القطاع‪++‬ات واألس‪++‬الك م‪++‬ازال ال‬
‫يوجد إي نص قانوني من ذلك التاريخ إلى اليوم يعت‪+‬بر كقاع‪+‬دة لإلج‪+‬راءات التأديبي‪+‬ة مم‪+‬ا يؤك‪+‬د وبوض‪++‬وح‬
‫نقص وقصور النصوص القانونية المنظم‪++‬ة والمتعلق‪+‬ة ب‪++‬اإلجراءات التأديبي‪++‬ة في تش‪++‬ريع الوظيف‪+‬ة العمومي‪++‬ة‬
‫الجزائ‪++‬ري‪ .‬والنقص في النص‪++‬وص المنظم‪++‬ة لإلج‪++‬راءات التأديبي‪++‬ة يث‪++‬ير اس‪++‬ئلة تتعل‪++‬ق بالمص‪++‬ادر التكميلي‪++‬ة‬
‫التي يستقي منها القضاء االداري المبادئ التي يطبقها فيما يطرح عليه من طعون قض‪++‬ائية في الق‪+‬رارات‬
‫التأديبي‪++‬ة الص‪++‬ادرة عن االدارة‪ ،‬ف‪++‬اإلدارة والقض‪++‬اء االداري وبالخص‪++‬وص مجلس الدول‪++‬ة حالي‪++‬ا‪ ،‬مل‪++‬زم من‬
‫خالل اجتهادات ‪++‬ه بإتم ‪++‬ام واكم ‪++‬ال النص ‪++‬وص ال ‪++‬تي تنظم اج ‪++‬راءات الت ‪++‬أديب ومراحل ‪++‬ه‪ ،‬ل ‪++‬ذا نج ‪++‬د أن القض ‪++‬اء‬
‫االداري وعلى رأس‪++‬ه مجلس الدول‪++‬ة من خالل اجتهادات‪++‬ه فه‪++‬ذا الص‪++‬دد‪ ،‬يس‪++‬لك اح‪++‬د الس‪++‬بيلين في خص‪++‬وص‬
‫تكملة ما ق‪++‬د يص‪++‬ادفه في نص‪++‬وص من نقص‪ ،‬أولهم‪+‬ا االس‪+‬تناد إلى المب‪+‬ادئ العام‪+‬ة في اج‪+‬راءات التقاض‪++‬ي‬

‫‪4‬‬
‫بص‪++‬فة عام‪++‬ة‪ ،‬وثاتيهم‪++‬ا اس‪++‬تعارة االحك‪++‬ام ال‪++‬تي ت‪++‬رد في ق‪++‬انون االج‪++‬راءات المدني‪++‬ة واالداري‪++‬ة واالج‪++‬راءات‬
‫الجزائية‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات التأديبية‬


‫المطلب األول‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات من الدرجتين األولى والثانية‬
‫يتم تطبيق العقوبات من الدراجة األولى والثانية على الموظف من السلطة التي لها ص‪++‬الحية التع‪++‬يين‬
‫مباش‪++‬رة بم‪++‬وجب ق‪++‬رار م‪++‬برر بع‪++‬د معاين‪++‬ة الخط‪++‬أ المه‪++‬ني الم‪++‬رتكب وحص‪++‬ولها على توض‪++‬يحات كتابي‪++‬ة من‬
‫‪2‬‬
‫الموظف المعني المادة (‪ )165/1‬من األمر ‪.06/03‬‬
‫وذل‪++‬ك على نح‪++‬و م‪++‬ا س‪++‬نرى في الف‪++‬رعين آت‪++‬يين بحيث تناولن‪++‬ا ف‪++‬الفرع االول الس‪++‬لطة المختص‪++‬ة بتوقي‪++‬ع‬
‫العقوبات التأديبية من الدرجتين أولى والثانية‪ ،‬وفي الفرع الثاني اج‪+‬راءات تط‪+‬بيق العقوب‪+‬ات التأديبي‪+‬ة من‬
‫الدرجتين األولى والثانية‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬السلطة المختصة بتوقيع العقوبات التأديبية من الدراجتين األولى والثانية‬
‫لقد منح المشرع الجزائري للسلطة التي لها صالحية التعيين تسليط العقوبات التأديبية من ال‪++‬دراجتين‬
‫األولى والثاني ‪++‬ة‪ ،‬وذل ‪++‬ك بع ‪++‬د حص ‪++‬ولها على التوض ‪++‬يحات الكتابي ‪++‬ة من الموظ ‪++‬ف الع ‪++‬ام‪ ،‬حيث أن الق ‪++‬انون‬
‫األساس‪+‬ي الع‪+‬ام للوظيف‪+‬ة العمومي‪+‬ة حص‪++‬ر س‪+‬لطة اإلدارة في ت‪+‬أديب الم‪+‬وظفين في إط‪+‬ار العقوب‪+‬ات التأديبي‪+‬ة‬
‫من ال‪++‬درجتين األولى والثاني‪++‬ة فق‪++‬ط‪ ،‬باعتباره‪++‬ا األق‪++‬ل ش‪++‬دة‪ ،‬وه‪++‬ذا م‪++‬ا نص‪++‬ت علي‪++‬ه الفق‪++‬رة األولى من الم‪++‬ادة‬
‫‪ 165‬األمر رقم ‪ 06/03‬والتي جاء فيها‪ :‬تتخذ السلطة التي لها ص‪++‬الحية التع‪++‬يين بق‪+‬رار م‪++‬برر العقوب‪++‬ات‬
‫التأديبية من الدراجة األولى والثانية بعد حصولها على توضيحات كتابية من المعني ‪.‬‬
‫ومن خالل نص الم‪++‬ادة يمكن للس‪++‬لطة ال‪++‬تي له‪++‬ا ص‪++‬الحية التع‪++‬يين أن تتخ‪++‬ذ بواس‪++‬طة ق‪++‬رار م‪++‬برر ش‪++‬أنها‬
‫أن تش ‪++‬كل العقوب ‪++‬ات التأديبي ‪++‬ة من الدرج ‪++‬ة األولى والثاني ‪++‬ة إذا ارتكب الموظ ‪++‬ف الع ‪++‬ام أخط ‪++‬اء مهني ‪++‬ة من‬

‫بولغيتي عزيزة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10 ،08‬‬ ‫‪1‬‬

‫إبراهيم يامة‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري لمشروعية قرارات تأديب الموظف العام في التجري‪77‬ع الجزائ‪77‬ري‪ ،‬مجل‪++‬ة الحقيق‪++‬ة‪ ،‬الع‪++‬دد ‪،39‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.7‬‬


‫إبراهيم يامة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬
‫إخالال بانضباط الع‪+‬ام‪ ،‬ال‪+‬ذي يمكن أن يمس بالس‪+‬ير الحس‪+‬ن للمص‪+‬الح‪ ،‬أو المس‪+‬اس س‪+‬هوًا‪ ،‬أو اهم‪+‬اًال ب‪+‬أمن‬
‫المستخدمين‪ ،‬أو أمالك اإلدارة‪ ،‬أو اإلخالل بواجباته القانونية األساسية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات التأديبية من الدرجتين األولى والثانية‬


‫لق ‪++‬د أل ‪++‬زم المش ‪++‬رع الجزائ ‪++‬ري الس ‪++‬لطة ال ‪++‬تي له ‪++‬ا ص ‪++‬الحية التع ‪++‬يين قب ‪++‬ل توقي ‪++‬ع العقوب ‪++‬ات التأديبي ‪++‬ة من‬
‫ال ‪++ +‬درجتين األولى والثاني ‪++ +‬ة طلب توض ‪++ +‬يحات كتابي ‪++ +‬ة من الموظ ‪++ +‬ف المع ‪++ +‬ني‪ ،‬ويعت ‪++ +‬بر طلب التوض ‪++ +‬يحات‬
‫الكتابية من الموظف المعني قبل أن تسلط علي‪+‬ه العقوب‪+‬ة إج‪+‬راءا جوهري‪ً+‬ا الب‪+‬د من‪+‬ه ينبغي على اإلدارة أن‬
‫تحترمه قبل اتخاذ أي إجراء تأديبي في حق الموظف المعني‪.2‬‬

‫فمن خالل ه‪++‬ذه التوض‪++‬يحات يمكن لإلدارة وفق ‪ً+‬ا لم‪++‬ا تملك‪++‬ه من س‪++‬لطة تقديري‪++‬ه في مج‪++‬ال الت‪++‬أثيم وفق ‪ً+‬ا‬
‫لتضيفها مع العقوبات التأديبية المقابلة لها في التصنيف والدرجة أن تتخذ العقوبة التأديبية بواسطة ق‪++‬رار‬
‫فردي مبرر‪.‬‬
‫ولم يلزم المشرع سلطة التعيين عند اتخاذها العقوب‪+‬ات ال‪+‬دراجتين األولى والثاني‪+‬ة والرج‪+‬وع إلى جه‪+‬ة‬
‫معنية والسبب في ذلك يرج‪+‬ع إلى قل‪+‬ة خط‪+‬ورة ه‪+‬ذه العقوب‪+‬ات‪ ،‬وذل‪+‬ك ب‪+‬النظر إلى اآلث‪+‬ار ال‪+‬تي تنجم عنه‪+‬ا‪.‬‬
‫غ ‪++‬ير أن ‪++‬ه تبقى عقوب ‪++‬ة الش ‪++‬طب من قائم ‪++‬ة التأهي ‪++‬ل العقوب ‪++‬ة من الدرج ‪++‬ة الثاني ‪++‬ة على درج ‪++‬ة من الخط ‪++‬ورة‬
‫لكونها تحرم الموظ‪+‬ف من الترقي‪+‬ة ومم‪+‬ا يق‪+‬ترن به‪+‬ا من آث‪+‬ار مالي‪+‬ة م‪+‬ع بق‪+‬اء الموظ‪+‬ف الع‪+‬ام محتفظ‪+‬ا بحق‪+‬ه‬
‫في التسجيل الحقا‪.‬‬
‫ويمكن للموظ‪+‬ف الع‪+‬ام في ه‪+‬ذه الحال‪+‬ة يطلب رد االعتب‪+‬ار بق‪+‬وة الق‪+‬انون‪ ،‬بع‪+‬د مض‪++‬ي س‪+‬نتين من ت‪+‬اريخ‬
‫اتخاذ القرار على أال يكون الموظف العام قد تعرض لعقوبة جديدة‪ ،‬ويترتب على رد االعتب‪+‬ار مح‪+‬و ك‪+‬ل‬
‫‪3‬‬
‫أثر للعقوبة من الملف المعني‪ ،‬بحسب نص المادة ‪ 176‬من األمر رقم ‪.06/03‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات من الدرجتين الثالثة والرابعة‬

‫األم ‪++‬ر رقم ‪ 06/03‬الم ‪++‬ؤرخ في ‪ 15/07/2006‬المتض ‪++‬من الق ‪++‬انون األساس ‪++‬ي الع ‪++‬ام للوظيف ‪++‬ة العمومي ‪++‬ة‪ ،‬الجري ‪++‬دة الرس ‪++‬مية رقم ‪56‬‬ ‫‪1‬‬

‫الصادرة في ‪.16/07/2006‬‬
‫عبد الحكيم سواكر‪ ،‬الوظيفة العامة في الجزائر دراسة تحليلية على ضوء أو الفق‪77‬ه واجتهـاد القض‪77‬اء اإلداريين‪ ،‬الطبع ‪++‬ة األولى‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫مطبعة مزوار‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.292‬‬


‫ب ‪++‬وقرة أم الخ ‪++‬ير‪ ،‬ت‪77‬أديب الموظ‪77‬ف وفق‪77‬ا األحك‪77‬ام الق‪77‬انون األساس‪77‬ي الع‪77‬ام للوظيف‪77‬ة العمومي‪77‬ة‪ ،‬مجل ‪++‬ة الفك ‪++‬ر كلي ‪++‬ة الحق ‪++‬وق والعل ‪++‬وم‬ ‫‪3‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،2021 ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪6‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 165/2‬من األم‪++‬ر رقم ‪1 06/03‬نج‪++‬د أن‪++‬ه‪ ،‬تتخ‪++‬ذ س‪++‬لطة التع‪++‬يين بن‪++‬اءًا على‬
‫ق‪++‬رار م‪++‬برر وبع‪++‬د رجوعه‪++‬ا وجوب ‪ً+‬ا إلى اللجن‪++‬ة اإلداري‪++‬ة المتس‪++‬اوية األعض‪++‬اء (الم‪++‬ادة ‪ 63‬من األم‪++‬ر رقم‬
‫‪ 2)06/03‬المجتمعة كمجلس تأديب‪ ،‬بحيث يكون رأي اللجنة ملزمًا لسلطة التعيين (م‪.)165/2‬‬
‫ويؤس‪++ +‬س رج‪++ +‬وع س‪++ +‬لطة التع‪++ +‬يين إلى اللجن‪++ +‬ة اإلداري‪++ +‬ة المتس‪++ +‬اوية على م‪++ +‬دى خط‪++ +‬ورة العقوب‪++ +‬ات الممكن‬
‫توقيعها على الموظف العام محل التأديب‪ ،‬وذلك بالنظر إلى اآلثار التي تنجم عنها‪.‬‬
‫فهي األخ‪++‬رى على درج‪++‬ة كب‪++‬يرة من الخط‪++‬ورة‪ ،‬منه‪++‬ا م‪++‬ا ي‪++‬ؤدي إلى إنه‪++‬اء العالق‪++‬ة الوظيفي‪++‬ة الرابط‪++‬ة بين‬
‫العام والمؤسسة أو اإلدارة المستخدمة (كالتسريح أقصى عقوبات التأديبية من الدرجة الرابعة)‪.‬‬
‫حسب نص المادة السابقة الذكر فأنه ال يمكن لإلدارة أن تتخذ أو توقع العقوبات التأديبية من الدرج‪++‬ة‬
‫الثالثة أو الرابعة إال بع‪+‬د أخ‪+‬ذ رأي اللجن‪+‬ة اإلداري‪+‬ة المتس‪+‬اوية األعض‪+‬اء المجتمع‪+‬ة في ش‪+‬كل ت‪+‬أديبي وذل‪+‬ك‬
‫نظرًا لخطورة مثل هذه العقوبات التي قد تصل في حدها األقصى إلى أنها خدمة الموظف وتسريحه‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجراءات الخاصة بالسلطة التي لها صالحية التعيين‬
‫بع‪++‬د معاين‪++‬ة الخط‪++‬أ المه‪++‬ني من الس‪++‬لطة ال‪++‬تي له‪++‬ا ص‪++‬الحية التع‪++‬يين وتص‪++‬نيفيه على أن‪++‬ه خط‪++‬أ مه‪++‬ني من‬
‫ال‪+‬درجتين الثالث‪+‬ة أو الرابع‪+‬ة تق‪+‬وم بأخط‪+‬ار المجلس الت‪+‬أديبي خالل خمس‪+‬ة وأربع‪+‬ون (‪ )45‬ي‪+‬وم من معاين‪+‬ة‬
‫الخطاء بتقرير مبرر (المادة ‪ 166‬من األمر رقم ‪.)06/03‬‬
‫ويجب أن ينص التقرير على األفعال المكونة للخطاء المهني من حيث تحديـد‪:‬‬
‫‪ -1‬درجة جسامة الخطأ‪.‬‬
‫‪ -2‬ظروف وقوع األفعال المرتكبة‪.‬‬
‫‪ -3‬مسؤولية الموظف المعني‪.‬‬
‫‪ -4‬ذكر األشخاص الحاضرين أثناء وقوعها‪.‬‬

‫الم‪++‬ادة ‪ 165/2‬من األم‪++‬ر رقم ‪ 06/03‬قوله‪++‬ا‪ :..‬وتخ‪++‬ذ الس‪++‬لطة ال‪++‬تي له‪++‬ا ص‪++‬الحيات التع‪++‬يين العقوب‪++‬ات التأديبي‪++‬ة من الدرج‪++‬ة الثالث‪++‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫والرابعة بقرار مبرر‪ ،‬بعد أخذ الرأي الملزم من اللينة االدارية المتساوية االعضاء المختصة‪ ،‬المجتمعة كمجلس تأديبي ‪....‬‬
‫المادة ‪ 63‬من األمر رقم ‪ 60/60 06/03‬ونجأ الليان االدارية المتساوية االعضاء‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬لكل رتبة‪ ،‬أو مجموعة رتب‪ ،‬او‬ ‫‪2‬‬

‫س‪++‬لك‪ ،‬أو مجموع‪+‬ة أس‪++‬الك تتس‪++‬اوى مس‪++‬تويات تأهيلهـا ل‪+‬دى المؤسس‪++‬ات واالدارات العمومي‪+‬ة‪ .‬وتض‪++‬من ه‪+‬ذه اللج‪++‬ان‪ ،‬بالتس‪++‬اوي‪ ،‬ممثلين‬
‫عن االدارة وممثلين منتخ ‪++‬بين عن م ‪++‬وظفين‪ .‬وترأسهـا الس ‪++‬لطة الموض ‪++‬وعة على مس ‪++‬تواها أو ممث ‪++‬ل عنهـا‪ ،‬يخت ‪++‬ار من بين االعض ‪++‬اء‬
‫المعينين بعنوان اإلدارة‪.‬‬
‫بوقرة أم الخير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -5‬النتائج المترتبة عي سير المصلحة وكذا الضرر الذي لحق بها ومتعاملي المرفق العام وكذا مختلف‬
‫المرف ‪++ +‬ق ال ع ‪++ +‬ام وك ‪++ +‬ذا مختل ‪++ +‬ف التقييم ‪++ +‬ات الممكن إجرائه ‪++ +‬ا على ه ‪++ +‬ذه الحادث ‪++ +‬ة باإلض ‪++ +‬افة إلى العقوب ‪++ +‬ة‬
‫المقترحة‪.‬‬
‫وتق‪++‬وم الس‪++‬لطة ال‪++‬تي له‪++‬ا ص‪++‬الحية التع‪++‬يين بتوقي‪++‬ف الموظ‪++‬ف المع‪++‬ني إذا ك‪++‬ان الخط‪++‬أ جس‪++‬يمًا يمكن أن‬
‫يؤدي إلى عقوبة من الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫وتقوم السلطة التي لها صالحية التعيين‪ .‬باس‪+‬تدعاء أعض‪++‬اء اللجن‪+‬ة المتس‪+‬اوية األعض‪++‬اء لالنعق‪+‬اد‪ ،‬بغ‪+‬رض‬
‫الفصل في القضية التأديبي‪+‬ة للموظ‪+‬ف الع‪+‬ام‪ ،‬وإ خط‪+‬ار المجلس الت‪+‬أديبي خالل م‪+‬دة خمس‪+‬ة وأربع‪+‬ون (‪)45‬‬
‫يوم‪ً+‬ا من معاين‪++‬ة الخط‪++‬أ‪ ،‬ال‪++‬ذي يعت‪++‬بر إج‪++‬راء جوهري‪ً+‬ا ي‪++‬ترتب على ع‪++‬دم احترام‪++‬ه س‪++‬قوط الخط‪++‬أ المنس‪++‬وب‬
‫‪1‬‬
‫للموظف العام المادة ‪ 166‬من األمر رقم ‪.06/03‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الخاصة باللجنة المتساوية األعضاء المجتمعة كمجلس تأديبي‬
‫نصت المادة ‪ 166‬من األمر ‪ 06/03‬على انه «يجب أن يخطر المجلس التأديبي ‪ ...‬في أج‪++‬ل ال يتع‪++‬دى‬
‫خمسة وأربعين (‪ )45‬يوما ابتداء من تاريخ معاينة الخطأ»‪.‬‬
‫‪ -‬بعد إخطار اللجنة بالمتابعة التأديبية للموظف العام عليه‪+‬ا أن تجتم‪+‬ع خالل خمس‪+‬ة وأربع‪+‬ون (‪ )45‬ي‪+‬وم‬
‫من إخطاره‪++‬ا للفص‪++‬ل في القض‪++‬ية التأديبي‪++‬ة للموظ‪++‬ف الع‪++‬ام‪ ،‬ه‪++‬ذه الحال‪++‬ة ففي لم ينص المش‪++‬رع على األث‪++‬ر‬
‫الم ‪++‬ترتب في حال ‪++‬ة ع ‪++‬دم اجتم ‪++‬اع المجلس الت ‪++‬أديبي خالل خمس ‪++‬ة وأربع ‪++‬ون (‪ )45‬ي ‪++‬وم المنص ‪++‬وص عليه ‪++‬ا‬
‫قانونا كما هو عليه الحال بالنسبة إلجراء اإلخطار‪ ،‬لذلك فإننا نرى أن عدم اجتماع المجلس خالل الم‪++‬دة‬
‫القانونية يترتب عليه سقوط خطأ الموظف‪.‬‬
‫وه‪++‬و م‪++‬ا يستش‪++‬ف من خالل الم‪++‬ادة ‪ 173‬من األم‪++‬ر رقم ‪2 06/03‬وال‪++‬تي تنص على أن‪++‬ه «إذا اتخ‪++‬ذت‬
‫في ح ‪++‬ق الموظ ‪++‬ف الموق ‪++‬وف عقوب ‪++‬ة أق ‪++‬ل من عقوب ‪++‬ات الدرج ‪++‬ة الرابع ‪++‬ة‪ ...‬أو إذا لم تبت اللجن ‪++‬ة اإلداري ‪++‬ة‬
‫المتساوية األعضاء في اآلجال المحددة يسترجع الموظف كامل حقوقه والجزء الذي من راتبه»‪.‬‬
‫وعند الضرورة‪ ،‬وقبل البث في القضية المطروح‪+‬ة أم‪+‬ام المجلس الت‪+‬أديبي‪ ،‬ق‪++‬د يطلب ه‪+‬ذا األخ‪+‬ير من‬
‫س‪++ +‬لطة التع‪++ +‬يين فتح تحقي‪++ +‬ق إداري (الم‪++ +‬ادة ‪ 171‬من االم‪++ +‬ر رقم ‪ ،3)06/03‬واألم‪++ +‬ر ج‪++ +‬وازي‪ ،‬فل‪++ +‬ه‪ ،‬أي‬
‫سعيد مقدم‪ ،‬أخالقي‪77‬ات الوظيف‪77‬ة العمومي‪77‬ة بين التط‪77‬ور والتح‪77‬ول من منظ‪77‬ور تس‪77‬يير الم‪77‬وارد البش‪77‬رية وأخالقي‪77‬ات المهـنة‪ ،‬الطبع‪++‬ة‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.463‬‬


‫الم‪++‬ادة ‪ 171‬من االم‪++‬ر رقم ‪ 06/03‬نص على‪ :‬في حال‪++‬ة ارتك‪++‬اب الموظ‪++‬ف خط‪++‬أ جس‪++‬يما‪ ،‬يمكن أن ي‪++‬ؤدي الى عقوب‪++‬ة من الدرج‪++‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫الرابعة‪ ،‬وقوم السلطة التي لها صالحيات التعيين بتوقيفه عن مهـامه فورا‪....‬‬
‫المادة ‪ 170‬من االمر رقم ‪ :06/03‬يمكن اللينة االدارية المتساوية االعضاء المختصة المجتمعة كمجلس ت ‪++‬أديبي طلب فتح تحقي ‪++‬ق‬ ‫‪3‬‬

‫اداري من السلطة التي لها صالحيات التعيين‪ ،‬قبل البث في القضية المطروحة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المجلس الت ‪++‬أديب كام ‪++‬ل الس ‪++‬لطة التقديري ‪++‬ة في طلب فتح تحقي ‪++‬ق‪ ،‬وف ‪++‬ق مقتض ‪++‬يات الص ‪++‬الح الع ‪++‬ام‪ ،‬فاله ‪++‬دف‬
‫التأديب من حماية سير المرافق العمومية‪.‬‬
‫وينبغي التأكي‪++‬د على أن اللج‪++‬وء إلى التحقي‪++‬ق يك‪++‬ون قب‪++‬ل البث في القض‪++‬ية‪ ،‬به‪++‬دف إظه‪++‬ار الحقيق‪++‬ة ومن تم‬
‫بناء القرار التأديبي على أسس شرعية‪.‬‬
‫وم ‪++‬ا يمكن مالحظت ‪++‬ه في ه ‪++‬ذا اإلط ‪++‬ار أن المش ‪++‬رع ق ‪++‬د جع ‪++‬ل من س ‪++‬لطة التع ‪++‬يين خص ‪++‬مًا وحكم‪ً+ +‬ا في نفس‬
‫الوقت وهو ما يتناقض مع مبادئ وقواع‪+‬د العدال‪+‬ة‪ ،‬ل‪+‬ذلك فإنن‪+‬ا نفض‪+‬ل أن يتم إس‪+‬ناد ه‪+‬ذا التحقي‪+‬ق إلى جه‪+‬ة‬
‫مستقلة كمفتشية الوظيف العمومي‪.‬‬
‫وح ‪++‬تى يك ‪++‬ون اجتم ‪++‬اع ورأي اللجن ‪++‬ة المتس ‪++‬اوية األعض ‪++‬اء المجتمع ‪++‬ة كمجلس الت ‪++‬أديبي ق ‪++‬انوني‪ ،‬يجب‬
‫مراعاة أحكام المرسوم رقم ‪ ،84/10‬المحدد الختصاص اللجان المتساوية األعضاء وتش‪++‬كيلها وتنظيمه‪++‬ا‬
‫وعمله ‪++‬ا‪ ،‬والمرس ‪++‬وم رقم ‪ ،84/11‬المح ‪++‬دد لكيفي ‪++‬ات تع ‪++‬يين ممثلين عن الم ‪++‬وظفين في اللج ‪++‬ان المتس ‪++‬اوية‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫وأن تك ‪++‬ون اللجن ‪++‬ة مؤسس ‪++‬ة وفق ‪ً+‬ا للق ‪++‬انون أي أن تك ‪++‬ون مختص ‪++‬ة‪ ،‬وأن تت ‪++‬داول اللجن ‪++‬ة من أج ‪++‬ل توقي ‪++‬ع‬
‫العقوب ‪++‬ة في جلس ‪++‬ة مغلق ‪++‬ة‪ ،‬وأن تك ‪++‬ون قراراته ‪++‬ا م ‪++‬بررة حس ‪++‬ب نص الم ‪++‬ادة ‪ 170‬من األم ‪++‬ر رقم ‪06/03‬‬
‫‪1‬حيث تنص المادة ‪ 170‬من االمر رقم ‪ 06/03‬على أنه‪« :‬تت‪++‬داول اللجن‪++‬ة االداري‪++‬ة المتس‪++‬اوية األعض‪++‬اء‬
‫المجتمعة كمجلس تأديبي‪ ،‬في جلسات مغلقة يجب أن تكون قرارات المجلس التأديبي مبررة»‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات تطبيق العقوبات التأديبية األخرى‬
‫لس‪++‬لطة التع‪++‬يين أيض‪++‬ا أن تتخ‪++‬ذ في مواجه‪++‬ة الموظ‪++‬ف م‪++‬رتكب الخط‪++‬أ المه‪++‬ني إج‪++‬راءات تأديبي‪++‬ة أخ‪++‬رى‬
‫يمكن إجمالها في حالتين هما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التوقيف الفوري عن المهام‬
‫تتخذه سلطة التعيين التوقيف الفوري عن المهام‪ ،‬ورد النص عليهما في حالتين على سبيل‬
‫الحصر في المادتين (‪ )173‬و(‪ )174‬وهما‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬عند ارتكاب الموظف خطأ جسيما يمكن أن يؤدي إلى تسليط عقوبة من الدرج‪++‬ة الرابع‪++‬ة‪،‬‬
‫فيتقاض ‪++‬ى خالل ف ‪++‬ترة توقيف ‪++‬ه النص ‪++‬ف من راتب ‪++‬ه الرئيس ‪++‬ي ومجم ‪++‬ل المنح العائل ‪++‬ة وأم ‪++‬ا النص ‪++‬ف ال ‪++‬ذي تم‬
‫خصمه من راتبه وباقي حقوقه‪ ،‬فيسترجعها في األحوال اآلتية‪:‬‬

‫المادة ‪ 173‬من االمر رقم ‪ 06/03‬نص على‪ :‬يوقف فورا الموظف الذي كان محل متابعات جزائية ال وسمح ببقائه في منصبه‪..‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد مقدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.463‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬في حالة تبرئته مما نسب إليه من أفع ـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تبرئته مما نسب إليه من أفعال‪.‬‬
‫‪ -‬في عدم بث اللجنة اإلدارية المتساوية واألعضاء في القضية في اآلجال المحددة‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة اتخاذ في مواجهة الموظف عقوبة أقل من الدراجة الرابعة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا ك‪++‬ان الموظ‪++‬ف مح‪++‬ل متابع‪++‬ة جزائي‪++‬ة ال تس‪++‬مح ببقائ‪++‬ه في منص‪++‬به يمكن أن يتقاض‪++‬ى في‬
‫ح‪++‬دود س‪++‬تة (‪ )6‬أش‪++‬هر ج‪++‬زءًا من ال‪++‬رتب ال يتع‪++‬دى النص‪++‬ف ب‪++‬دء من ت‪++‬اريخ توقيف‪++‬ه‪ ،‬فالمس‪++‬ألة هن‪++‬ا متروك‪++‬ة‬
‫لتقدير اإلدارة‪ ،‬كما يستمر في تقاضي مجمل المنح العائلية‪.‬‬
‫وفي ك ‪++‬ل األح ‪++‬وال‪ ،‬ال تس ‪++‬وى الوض ‪++‬عية اإلداري ‪++‬ة للموظ ‪++‬ف الع ‪++‬ام إال إذا ص ‪++‬ار الحكم الم ‪++‬ترتب على‬
‫المتابعة الجزائية نهائيا‪.‬‬
‫كم ‪++‬ا ينبغي على اإلدارة تس ‪++‬ريح الموظ ‪++‬ف ال ‪++‬ذي مح ‪++‬ل متابع ‪++‬ة الجزائي ‪++‬ة نتيج ‪++‬ة خط ‪++‬أ مه ‪++‬ني وص ‪++‬درت‬
‫عقوب ‪++‬ة قض ‪++‬ائية ض ‪++‬ده‪ ،‬أو يع ‪++‬اد إدماج ‪++‬ه وجوب‪ً+ +‬ا في منص ‪++‬ب عمل ‪++‬ه بم ‪++‬وجب مق ‪++‬رر من الس ‪++‬لطة ال ‪++‬تي له ‪++‬ا‬
‫ص ‪++ +‬الحيات التع ‪++ +‬يين إذا ك ‪++ +‬ان الحكم القض ‪++ +‬ائي الص ‪++ +‬ادر ض ‪++ +‬ده نهائي‪ً+ + +‬ا يقض ‪++ +‬ي ببراءت ‪++ +‬ه أو انتف ‪++ +‬اء وج ‪++ +‬ه‬
‫الدع ـ ـ ــوى‪.1‬‬
‫فبطبيع ‪++‬ة الح ‪++‬ال‪ ،‬ع ‪++‬دم وج ‪++‬ود الخط ‪++‬اء الج ‪++‬زائي ال يع ‪++‬ني ع ‪++‬دم وج ‪++‬ود خط ‪++‬أ مهـني ارتكب من ط ‪++‬رف‬
‫الموظ ‪++‬ف فاللجن ‪++‬ة المتس ‪++‬اوية األعض ‪++‬اء عليهـا النظ ‪++‬ر مس ‪++‬بقًا في ع ‪++‬دم وج ‪++‬ود خط ‪++‬أ مهـني ق ‪++‬د ي ‪++‬ؤدي إلى‬
‫وتسليط عقوبة تأديبه‪.‬‬
‫يبل‪++‬غ ق‪++‬رار التوقي‪++‬ف للموظ‪++‬ف المع‪++‬ني عن طري‪++‬ق ال‪++‬رئيس الس‪++‬لمي م‪++‬ع وص‪++‬ل اس‪++‬تالم‪ ،‬يعت‪++‬بر التوقي‪++‬ف‬
‫الفوري للموظف اجراء تحفظيا وليس تأديبيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العزل من الوظيفة‬
‫توقعه سلطة التعيين على الموظف عن‪++‬د غياب‪++‬ه لم‪++‬دة خمس‪++‬ة عش‪++‬رة (‪ )15‬ي‪++‬وم على األق‪++‬ل متتالي‪++‬ة دون‬
‫مبرر مقبول‪ ،‬وبعد اعذراه وجوبًا‪.‬‬
‫ويؤسس العزل على إهمال الموظف لمنص‪++‬به ال‪+‬وظيفي وليس الرتكاب‪++‬ه خط‪++‬أ مهين‪ً+‬ا‪ ،‬ل‪++‬ذلك ورد النص‬
‫عليه خارج التصنيف التشريعي للعقوبات التأديبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بوطبة مراد‪ ،‬نظام الموظفين في القانون الجزائري ‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.583‬‬

‫‪10‬‬
‫فالعزل وفق لنص المادة ‪ 184‬والمادة ‪ 185‬من األمر رقم ‪1 06/03‬هو إج‪++‬راء وعقوب‪++‬ة تأديبي‪++‬ة في‬
‫آن واح‪++‬د غ‪++‬ير أن‪++‬ه ب‪++‬النظر إلى اآلث‪++‬ار ال‪++‬تي يرتبه‪++‬ا من إنه‪++‬اء العالق‪++‬ة الوظيفي‪++‬ة وع‪++‬دم التوظي‪++‬ف مج‪++‬ددًا في‬
‫الوظيف‪++‬ة العمومي‪++‬ة‪ ،‬ن‪++‬رجح تكييف‪++‬ه بالعقوب‪++‬ة‪ ،‬خاص‪++‬ة وأن المش‪++‬رع ق‪++‬د جم‪++‬ع بين‪++‬ه وبين التس‪++‬ريح من حيث‬
‫اآلث ‪++‬ار‪ ،‬فتش ‪++‬دد في ذل ‪++‬ك ح ‪++‬تى ال يس ‪++‬تفيد الموظ ‪++‬ف الع ‪++‬ام ال ‪++‬ذي أهم ‪++‬ل منص ‪++‬به ال ‪++‬وظيفي من إهمال ‪++‬ه‪ ،‬وال‬
‫الموظف العام المذنب من خطئه المهني الجسيم‪.‬‬
‫ويمكن أيض‪++‬ا تأيي‪++‬د ه‪++‬ذا التك‪++‬ييف بالم‪++‬ادة ‪ 207/2‬من األم‪++‬ر رقم ‪ 06/03‬وال‪++‬تي ج‪++‬اءت ب‪++‬النص على أن‪++‬ه‪:‬‬
‫"يع‪++‬اقب على ك‪++‬ل غي‪++‬اب غ‪++‬ير م‪++‬برر عن العم‪++‬ل بخص‪++‬م من ال‪++‬راتب يتناس‪++‬ب م‪++‬ع م‪++‬دة الغي‪++‬اب‪ ،‬وذل‪++‬ك دون‬
‫المس‪++‬اس بالعقوب‪++‬ات التأديبي‪++‬ة المنص‪++‬وص عليه‪++‬ا في ه‪++‬ذا الق‪++‬انون األساس‪++‬ي"‪ .‬نالح‪++‬ظ ان المش‪++‬رع اس‪++‬تعمل‬
‫مص‪++‬طلح "العق‪++‬اب"‪ ،‬فيش‪++‬ير إلى العقوب‪++‬ات التأديبي‪++‬ة المنص‪++‬وص عليه‪++‬ا‪ ،‬واراد به‪++‬ا حتم‪++‬ا الع‪++‬زل‪ ،‬نظ‪++‬را الن‬
‫توقيعه مرتبط بالغياب ال بالخطأ‪.‬‬
‫كم‪+‬ا تج‪+‬در اإلش‪+‬ارة إلى أن المش‪+‬رع لم ي‪+‬بين في األم‪+‬ر رقم ‪ 06/03‬كيفي‪+‬ة أع‪+‬ذار الموظ‪+‬ف قب‪+‬ل عزل‪+‬ه‬
‫من الوظيفة‪ ،‬بل ترك األمر للتنظيم‪.2‬‬

‫تنص ‪ 184‬من االمر رقم ‪ 06/03‬على ما يلي‪ :‬إذا تغيب الموظف لمدة خمسة عشرة (‪ )15‬يوم‪++‬ا متتالي‪++‬ة على االق ‪++‬ل‪ ،‬دون م‪++‬برر‬ ‫‪1‬‬

‫مقب‪++‬ول‪ ،‬تتخ‪++‬ذ الس‪++‬لطة ال‪++‬تي له‪++‬ا ص‪++‬الحيات التع‪++‬يين أج‪++‬راء الع‪++‬زل بس‪++‬بب اهم‪++‬ال المنص‪++‬ب‪ ،‬بع‪++‬د اع‪++‬ذار‪ ،‬وف‪++‬ق كيفي‪++‬ات تح‪++‬دد عن طري‪++‬ق‬
‫التنظيم‪ ..‬والم‪++‬ادة ‪ 185‬من األم‪++‬ر رقم ‪ 06/03‬تنص على م‪++‬ا يلي‪ :‬ال يمكن الموظ‪++‬ف ال‪++‬ذي ك‪++‬ان مح‪++‬ل عقوب‪++‬ة التس‪++‬ريح أو الع‪++‬زل أن‬
‫يوظف من جديد في الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫برقرة أم الخير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة‬
‫ختام ‪++‬ا له ‪++‬ذه البحث يالح ‪++‬ظ ب ‪++‬أن المش ‪++‬رع ق ‪++‬د أح ‪++‬اط عملي ‪++‬ة ت ‪++‬أديب الموظ ‪++‬ف الع ‪++‬ام بجمل ‪++‬ة من القواع ‪++‬د‬
‫اإلجرائية تمثل في مجموعها ضمانة للموظف من تعس‪++‬ف اإلدارة‪ ،‬ي‪++‬ترتب على مخالفته‪++‬ا حق‪++‬ه في الطعن‬
‫وإ بط‪++‬ال اإلج‪+‬راءات ومن ثم إس‪++‬قاط العقوب‪++‬ة التأديبي‪++‬ة‪ ،‬وعلى ال‪++‬رغم مم‪++‬ا حملت‪++‬ه أحك‪++‬ام األم‪++‬ر رقم ‪06/03‬‬
‫من قواعد إجرائية لمتابعة الموظف إال انها ال تزال تفتقر للكثير ‪ ،‬حيث ال يزال يخول لإلدارة ال‪++‬تي له‪++‬ا‬
‫ص‪++‬الحية التع‪++‬يين س‪++‬لطات أوس‪++‬ع في تك‪++‬ييف األخط‪++‬اء والتص‪++‬رف في المل‪++‬ف الت‪++‬أديبي للموظ‪++‬ف ومن بين‬
‫النتائج المسجلة من خالل هذه الدراسة نوجزها فيما يأتي‪:‬‬
‫أن النظ‪++‬ام ال‪++‬ذي أخ‪++‬د ب‪++‬ه المش‪++‬رع الجزائ‪++‬ري ال يخ‪++‬دم مص‪++‬الح الم‪++‬وظفين طالم‪++‬ا أن الجه‪++‬ة ال‪++‬تي تت‪++‬ولى‬ ‫‪‬‬
‫الت‪++‬أديب تتمث‪++‬ل في الجه‪++‬ة اإلداري‪++‬ة نفس‪++‬ها‪ ،‬مم‪++‬ا يجعله‪++‬ا حكم وخص‪++‬م في نفس ال‪++‬وقت وه‪++‬ذا يتع‪++‬ارض م‪++‬ع‬
‫مب ‪++‬ادئ العدال ‪++‬ة وك ‪++‬ان من أحس ‪++‬ن أن يعم ‪++‬د المش ‪++‬رع بس ‪++‬لطة الت ‪++‬أديب إلى جه ‪++‬ة محاي ‪++‬دة تمام ‪++‬ا عن الجه ‪++‬ة‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫لم تض‪++‬ف أحك‪++‬ام األم‪++‬ر رقم ‪ 06/03‬الكث‪++‬ير بالنس‪++‬بة إلج‪++‬راءات المتابع‪++‬ة‪ ،‬حيث بقيت بنفس الخط‪++‬وات‬ ‫‪‬‬
‫اإلجرائية مما يفرغها من محتواها‪.‬‬
‫تبعا لذلك نوصي على‪:‬‬
‫ض‪++‬رورة التعجي‪+‬ل في وض‪++‬ع تق‪+‬نين خ‪+‬اص ب‪+‬اإلجراءات التأديبي‪+‬ة تل‪+‬تزم ب‪+‬ه اإلدارة على النح‪+‬و المعم‪+‬ول‬ ‫‪‬‬
‫ب‪+++‬ه في إط‪+++‬ار ق‪++ +‬انون اإلج‪+++‬راءات الجزائي‪+++‬ة‪ ،‬وذل‪+++‬ك تفادي‪+++‬ا لقص‪++ +‬ور القواع ‪++‬د اإلجرائي ‪++‬ة المنظم‪+++‬ة للمتابع‪+++‬ة‬
‫التأديبية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫األمر رقم ‪ 06/03‬الم‪++‬ؤرخ في ‪ 15/07/2006‬المتض‪++‬من الق‪+‬انون األساس‪++‬ي الع‪++‬ام للوظيف‪+‬ة العمومي‪++‬ة‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم ‪ 56‬الصادرة في ‪.16/07/2006‬‬
‫المادة ‪ 165/2‬من األمر رقم ‪.06/03‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المادة ‪ 63‬من األمر رقم ‪.06/03‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المادة ‪ 171‬من االمر رقم ‪.06/03‬‬ ‫‪.4‬‬
‫المادة ‪ 170‬من االمر رقم ‪.06/03‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المادة ‪ 173‬من االمر رقم ‪.06/03‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الرسائل العلمية والمجالت والمقاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬إب ‪++ +‬راهيم يام ‪++ +‬ة‪ ،‬رقاب ‪++ +‬ة القاض ‪++ +‬ي اإلداري لمش ‪++ +‬روعية ق ‪++ +‬رارات ت ‪++ +‬أديب الموظ ‪++ +‬ف الع ‪++ +‬ام في التجري ‪++ +‬ع‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬العدد ‪ ،39‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫بوطبة مراد‪ ،‬نظام الموظفين في الق‪+‬انون الجزائ‪+‬ري‪ ،‬دار هوم‪+‬ة للطباع‪+‬ة والنش‪+‬ر والتوزي‪+‬ع‪ ،‬الجزائ‪+‬ر‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪.2018‬‬
‫بوقرة أم الخير‪ ،‬تأديب الموظ‪+‬ف وفق‪+‬ا األحك‪+‬ام الق‪+‬انون األساس‪+‬ي الع‪+‬ام للوظيف‪+‬ة العمومي‪+‬ة‪ ،‬مجل‪+‬ة الفك‪+‬ر‬ ‫‪.3‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪.2021 ،‬‬
‫بولغيتي عزيزة‪ ،‬إج‪++‬راءات ت‪++‬أديب الموظ‪++‬ف الع‪++‬ام في الق‪+‬انون الجزائ‪++‬ري‪ ،‬م‪++‬ذكرة ماس‪++‬تر في تخص‪++‬ص‬ ‫‪.4‬‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪.2019 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫س‪++‬عيد مق‪++‬دم‪ ،‬أخالقي‪++‬ات الوظيف‪++‬ة العمومي‪++‬ة بين التط‪++‬ور والتح‪++‬ول من منظ‪++‬ور تس‪++‬يير الم‪++‬وارد البش‪++‬رية‬ ‫‪.5‬‬
‫وأخالقيات المهـنة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫عبد الحكيم سواكر‪ ،‬الوظيفة العام‪++‬ة في الجزائ‪++‬ر دراس‪++‬ة تحليلي‪++‬ة على ض‪++‬وء أو الفق‪+‬ه واجتهـاد القض‪++‬اء‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلداريين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة مزوار‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫مولوة فاطمة‪ ،‬الجريمة التأديبية للموظف العام‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬فرع قانون‬ ‫‪.7‬‬
‫األعمال كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬سبتمبر ‪.2012‬‬

‫‪14‬‬

You might also like