Professional Documents
Culture Documents
نظيم
والتربي ا
لحربية ة
242426
A
دار الطليعة -بيروت
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الاولى
ثلعربيالإشتراكي
بلبعا
حزا
h
al - tarbiya
tanzim in a
ارد
فيالتنظيم والتربيةالحزبية
بيروت
مقدمة
عبر السنوات الثورة العربية نشرت في المجلة الداخلية للمكتب الثقافي القومي
، .. ۱۹۷۱ – ١٩٦٩تجمع في هذا الكتاب حتى يكون منها اطار عام للتثقيف حول
·
المسألة التنظيمية وحقل للدراسات الهادفة الى بلورة نظرية متكاملة في التنظيم
ان هذا الميدان من الحياة النضالية ،ما يزال يعاني الكثير من الاهمال
مظهرا من ابرز مظاهر ازمة وهو يعكس والارتجال داخل قوى الثورة العربية .
الحركة العربية الثورية .ذلك ان الممارسة التنظيمية ما تزال الى حد بعيد ،تسير
في مسالك التلمس العضوي او التجريب المفتقر الى التخطيط والى الابعاد النظرية
التي تحقق وحدة الفكر والممارسة ·
وقد حان الوقت لكي تتركز الجهود في هذه الارض البكر لاستدراك التخلف
فهي بالاضافة الى ما تعكسه من استيعاب واع جهدا يصب في هذا الاتجاه .
للصيغة التنظيمية العلمية المتجاوبة مع الضرورات لحاجة العمل الثوري العربي
التاريخية الراهنة ،تشكل في مجموعها خطوة في طريق الوصول الى هذه الصيغة
المطلوبة •
تعدد الموضوعات وتنوعها واختلاف ان ابحاث هذا الكتاب تؤلف ،رغم
المؤلفين ،نظرة موحدة الى طبيعة العلاقة التنظيمية كرابطة علمية بين الجانبين
4534
الذاتي والموضوعي من حياة المناضل وحياة الحركة الثورية التي ينتمي اليها
،تأتي موحدة فالنظرة الى الانسان والى المجتمع والى المرحلة والى نضال العالم
ومتكاملة تقريبا .ومن هذه النظرة تشع الفكرة الاساسية التي تعالجها الموضوعات
المتعددة التي تغطي مختلف اوجه العلاقة التنظيمية ،وخاصة العلاقة الجدلية بين
،بين التنظيم القطري المناضل والحزب ،بين التنظيم الداخلي والعمل الجماهيري
والهوية القومية ،بين النضال الشعبي واستلام السلطة ،بين الديموقراطية
الخ . والمركزية ،بين النظرية والممارسة ،بين الفكرة والانتماء الطبقي
لذلك فان مطالعة هذه الابحاث تدخل القارىء مباشرة في الجو الذي يجمع
هذه الكتابات والذين ساهموا في كتابتها ،جو التفتيش عن الصيغة الكلية المترابطة
ترابطا متكاملا التي تتوج المرحلة النضالية السابقة وتستطيع ان تشكل اساسا
لانطلاقة العمل العربي الثوري في المرحلة الجديدة القادمة
الوجوه وبين فاذا ما ربطنا بين الوجه التنظيمي للنضال العربي المعاصر
الايديولوجية والسياسية على ضوء الظروف الموضوعية الراهنة لهذا النضال ،
ادركنا ان تطوير الفكر التنظيمي داخل الحركة العربية الثورية يشكل حاجة رئيسية
من حاجات التطوير الشامل الذي تحتاج اليه حركة الثورة العربية بوجه عام ،
حتى تتمكن من تخطي الصعوبات التي تتجمع في طريقها ،وعلى التناقضات التي
دخلت فيها بعد هزيمة حزيران .
والحقيقة ان الدافع الكامن وراء جمع هذه الابحاث التنظيمية ،هو المساهمة
تلبية هذه الحاجة الموضوعية ،وتسهيل مهمة المناضلين الذين يفتشون دوما
في مستوى مجابهة التحدي نضالهم عن الصيغ الفكرية والتنظيمية التي تجعل
الامبريالي الصهيوني الرجعي
وليس من توظيف افضل لجهود المناضلين في هذه المرحلة من نقل مواقع
الثورة العربية من التخلف والعفوية والارتجال على مواقع السبق والتخطيط
•
المبني على العقيدة الثورية المتطورة وعلى الخلق الثوري المتين والتنظيم المحكم
اذ بهذا وحده نستطيع ان ندخل المرحلة الجديدة وان ننهض من واقع النكسات
والهزيمة ،ونتابع المسيرة العربية الثورية بنجاح وتقدم ثابت نحو اهداف التحرر
الكامل والوحدة العربية والنظام الاشتراكي الذي يبنيه الكادحون ·
1
كيف نفهم التنظيم ( ) ۱
میشیل عفلق
في هذا الاجتماع سأثير بعض مسائل تتعلق بالتنظيم والتوجيه فانتم تتراسون
الحزب فرقا وشعبا ومكاتب ومن الضروري أن تعرفوا ما هي مهمة قادة الفرق
.وقد يخطر .وكيف ينظر حزبنا الى صفة القادة والتنظيم والشعب والمكاتب
ببال الكثيرين ان الحزب المنظم او المثل الاعلى للتنظيم الحزبي هو ان يكون الحزب
واعتقد ان هذه ان هي الا تشبيهات ولن كالجيش او كالآلة المحكمة الدقيقة .
والحزب الذي هو مؤلف من افراد احرار فمهمة الحزب غير مهمة الجيش تصح
لا يمكن ان يكون آلة او كالآلة .اذن ففكرة التنظيم في حزبنا متصلة بفلسفة الحزب
فكرة التنظيم عن الفكرة الاساسية التي تقول ويصعب جدا ان نفصل نفسها ،
بالحرية .فنحن نسعى دوما ونلح في الطلب والتنبيه لكي يصل التنظيم في حزبنا
ولا نعني مطلقا اننا نهدف الى جعل الحزب الى اقصى درجات الاحكام والدقة ،
آلة وجعل اعضائه ادوات صغيرة في هذه الآلة
العضو هو الحزب . هذا تعبير خاطىء فالعضو ليس جزءا من الحزب .
فالفرقة ليست جزءا ولكنها بصورة مصغرة ،والمنظمات الحزبية ليست اجزاء .
وبالتالي فالموجهون والمنظمون والقادة في الحزب ليسوا الحزب بصورة مصغرة .
.كلا ،وانما كل واحد منهم شخص فيكون منهم شيء كامل اجزاء اذا جمعناهم
فليس من حذر في تجزئة العمل في کامل ،الا انهم يتناولون اجزاء من العمل .
فقط ولكن التجزئة لا تصح مطلقا على الاشخاص ،وبتعبير آخر كل عضو التنفيذ
في حزبنا عليه ان يعرف كل ما يهم الحزب ،ان يطلع على هذا وان يهتم وان يعتبر
نفسه مسؤولا ولكنه من حيث التنفيذ لا يسأل الا عن الشيء الذي اوكل اليه
في التنفيذ والتوجيه محدودا في ناحية جزئية من اما ان يكون العضو تنفيذه
العمل الحزبي فهذا خطر كل الخطورة .أي لا يجوز له ان يطلع وان يهتم الا بهذه
الزاوية الصغيرة التي حصرنا جزءه فيها .هنا يتحول العضو الى آلة ،ومجموعة
حديث التي في اجتماع لقيادات الحزب في دمشق عام . ١٩٥٥ () ۱
Y
الات لا تكون حزبا خلاقا يفيد المجتمع وينهض به .من هذه المبادىء الاولية يمكن
وقائد الفرقة مثلا ليس ان نستنتج بعض القواعد العملية في التنظيم والتوجيه .
هو اصغر قائد .عليه ان يطلع على كل شؤون الحزب وان يهتم بكل شؤون الحزب
في ولكنه يبقى محصورا و مصيره وان ينقل هذا الاطلاع الى اعضاء فرقته .
ففي حين عين . فقط الحدود التي عينها له النظام الداخلي من حيث التنفيذ
النظام الداخلي للقيادة العليا امر معالجة السياسة والوقوف المواقف السياسية
هذه لقيادة الفرقة مثل يعط وغير ذلك لم الكبرى والاتصالات والمفاوضات
الصلاحيات والمهام .الا ان قيادة الفرقة حتى تكون قائمة بواجبها يجب ان تعرف
بصورة معقولة مختصرة دون تفصيل ولكن بصورة واضحة ما هي سياسة الحزب
فالفرقة لا يطلب منها ان تعالج وما هي المواقف التي يقفها ومبررات هذه المواقف .
.ولكن لا يجوز ان تبقى مباشرة السياسة العامة بل بواسطة القيادات الاعلى منها
.
جاهلة لهذه السياسة وان تكتفي باستلام الاوامر والتنفيذ
فلا يظن البعض بان نتيجة العمل تكون بنسبة ارتقاء وهناك نقطة اخرى •
هذا العمل في التسلسل الحزبي :القيادة العليا او قيادة قطر او فرع هي شعبة
هذه نظرة خاطئة لاننا اذا حرصنا على الصورة الاصلية لحزبنا ان يكون او فرقة .
في التسلسل ،هل هو في حزب افراد احرار فالقيمة لا تكون في مرتبة العمل
المرتبة العليا او الوسطى او الدنيا ،القيمة تكون في اداء العمل على احسن
من الجهد بادائه والاخلاص له وفي اعطائه حقه الكامل شكل ،وفي التعمق
والاهتمام .واكاد اقول شيئا ليس هو يقينيا ولكن لابرهن لكم على فساد النظرة
التي تعطيها القيمة للمرتبة اكاد اقول ان الامر على العكس وان القيمة تكون
للمجالات الدنيا أكثر من العليا مع قناعتي ان القيمة انما هي في درجة الاخلاص
والتعمق في تأدية العمل .ولماذا قلت لكم هذا القول ؟ لانه كلما ارتقت مراتب
الاعضاء
العمل في الحزب كثرت المشاغل وابتعد القادة عن المعاناة الحية مع
فكرية ونظرية وعملية تتطلب المناقشة ولكنها لا تسمح بالاتصال لينهمكوا في امور
المباشر كثيرا ،في حين ان العمل في المراتب الدنيا هو اقرب الى الحياة لانه دائم
فاذن المجال مفتوح اكثر لتربية هؤلاء الاعضاء لاستخدام مع الاعضاء كأفراد احرار .
الحرية في تنمية مواهبهم وكفاءاتهم وفضائلهم لانه لا شيء يعادل الاتصال المباشر .
هذا هو العمل المجدي الخلاق .انه تأثير مباشر من حرية على حريات مماثلة وارادة
وعندما تقوم حواجز بين القادة على ارادات مماثلة ومن نفس على نفوس اخرى •
والمواقف السياسية ، في المشاريع والدراسات والاعضاء ،حواجز غير حية ،
فاذا اردنا ان نحرص على يصبح مجال الخطأ اكثر لان هذا الاتصال قد نقص .
الصفة المبررة او على الصفة الانقلابية -لان حزبنا لم يوجد ليكمل الواقع المريض
فاذا حرصنا على انقلابية الحزب يشتد حرصنا على فهم وانما ليبدل ويقلب -
التنظيم على هذا الشكل ونقضي على كل هذه الآلية الممثلة المنفرة في التنظيم والتي
توهم بان الحزب ليس الا صورة عن دوائر الدولة لتسيير الاعمال وقضاء الاشغال
ولتحويل الاوراق وللقيام ببعض الاعمال دون رغبة وقناعة ومحبة .ومتى انتهت
هذه الاعمال يشعر الاعضاء بالحرية وبانهم انتهوا من سخرة ثقيلة .وهذه الصورة
فالتنظيم الآلي في حقيقته روح ومحبة واحترام الكرامة الانسانية التنظيم
كله احتقار للانسان لانه يعتبر الاعضاء ارقاما فقط في حين ان البشر ليسوا ارقاما
وكل منهم يختلف عن الآخر لان فيه ما يهيئه لان يخدم قضيته وفكرته ،وبشكل
خاص لا يتسنى لاي شخص آخر لان يخدمها بهذا الشكل .على المنظم ان ينظر
الى اعضاء فرقته كل باسمه ،وشرط شخصيته .انا لا افهم مطلقا ان يدخل امين
الفرقة وينظر الى مجموع الفرقة كأنها جسم غامض ،وان يؤدي واجبه بشكل
آلي ويطلب ما يجب ان يطلبه منها .الفرقة هي جسم اصطلاحي فلتسهيل العمل
.ولكن في الواقع الخمسون والثلاثون والعشرة لا يمكن قسمنا الحزب الى فرق
ان نعتبرهم شيئا واحدا .خمسون معناها هناك خمسون عضوا لكل عضو كفاءات
فامين الفرقة ان لم ينظر الى فرقته ويوثق معينة وفيه عيوب يجب ان تعالج .
الاتصال بينه وبين كل عضو ليكتشف كل واحد منهم بما فيه من كفاءات ومميزات
وبما فيه ايضا من نواقص ورواسب تعرقل عمله الحزبي كنقص في الثقافة وخلل
يكشف ذلك ليساعده على ان يؤدي عمله فانه في المزاج او اي شيء آخر ان لم
لا يكون قد قام بواجبه الصحيح .فواجبه اذن ان ينظر الى الفرقة بانها مؤلفة من
وعندما اقول قائد الفرقة فكأنني اقول كل بشر احرار وليست اداة للتنفيذ فقط .
فليس من فرق اساسي في حزبنا بين القائد والمقود لاننا نفهم عضو في الفرقة
القيادة بانها حرية لا تفرض على الآخرين اشياء لا يقتنعون بها .وانما القيادة هي
وهكذا يتحقق الغرض ان تكشف لهم عن حريتهم حتى يقتنعوا بما اقتنعنا بــه
الاساسي من تكوين الحزب وهو ان ننشيء مواطنين عربا احرارا بنفسية جديدة ،
بارادة جديدة .لا نستطيع ان نخلق مواطنين الا بالاتصال المباشر مع الاشخاص
لا مع المجموعة
في مجتمعنا افكار خاطئة كثيرة وخرافات عامية يتناقلها حتى المتعلمون لانهم
لا يفكرون تفكيرا متعمقا .وكثيرا ما سمعنا في الماضي ونسمع حتى الان اعجابا
ويتلهف الاشخاص الذين يتوهمون انهم بالحركة النازية مثلا ،بالتنظيم النازي ،
فمصير التنظيم النازي تعرفون غيورون على امتهم ويتمنون ان يتسنى لبلادنا ·
ماذا حل به ،ولكن يجب ان تتنبهوا الى انه اذا كان التنظيم على الاسلوب النازي
اصاب الالمان بضرر فانه يصيب العرب باضعاف من هذا الضرر .فالامة الالمانية
امة راقية قطعت مراحل في الحضارة وكان تاريخها في صعود واستوفت نصيبها
واتي وقت اصيبت فيه من الحرية ،واثمرت هذه الحرية حضارة وفكرا
فتسرب اليها اليأس ونشأ شعور بانه من بهزيمة في الحرب اثرت على النفوس
. المستحسن أن تقيد الحرية فترة موقتة ليحزموا أمرهم وليحققوا مطلبا قوميا
وكان هذا مبرر لذلك التنظيم .ولكن الشعب المتحرر الراقي المتشبع ثقافة
وفكرا لا يتحول بيوم واحد الى آلة حتى ولو اعطي صفة الآلة لان كل تكوينه قام
على الحرية ،.ومع ذلك فقد اساء اليهم هذا التنظيم وورطهم في اخطار ومحن
ولكن يجب ان نذكر الفارق بين حالة العرب وحالة الامة الالمانية .حالة كثيرة
العرب اننا انقطعنا منذ قرون عن الحضارة ،ونسينا الحرية منذ مئات السنين ،
وفقدنا دوافع الابداع ومقومات استقلال الشخصية التي تعرف كيف تتصرف
مرت وخنقت ،نحن واذن فنحن بحاجة الى ما يفتح فينا هذه الاستعدادات التي
بحاجة الى تكوين الفرد العربي الحر المسؤول الواعي المستقل .بحاجة الى تكوين
الانسان العربي .لان النظرة الانسانية في جونا كادت تنعدم ،لذلك قلت ان فكرة
التنظيم لا تختلف عن فلسفة الحزب نفسه .فكما أن مهمة الحزب ان ينشىء مجتمعا
عربيا جديدا تسوده الحرية وتنطلق فيه قوى الابداع عند افراد الشعب الذي ترجع
فهو اي حزبنا مطالب بان يربي الانسان والقيم الانسانية الخالدة ، اليه المقاييس
العربي .والانسان العربي لا يربى بالتنظيم الآلي بل بهذا الاحترام لشخصية كل
عضو ،بهذا التعرف الصبور المحب لشخصية وكفاءة كل عضو ولاخطاء ونواقص
كل عضو ·
ولا اظن ان ثمة حاجة الى الاستدراك بان ما قلته لا يتنافى قط مع حاجتنا
الى الاختصاص في الحزب ،وعندما اقول بان كل عضو يجب ان يعرف تقريبا كل
ما يجري ويهم الحزب .وكل قائد فرقة او حلقة عليه ان يطلع على كل هذه الامور
كافة
.هو المسؤول عنها .لا اظن ان احدا منكم يفهم من ذلك انه العضو الموجه
يجب ان يتلهى بالامور البعيدة ويهمل واجبه الخاص به ،ان يشغل فكره بما يجري
في ابعد مكان ويقصر هو في واجبه المباشر الذي اذا قصر فيه اختل عمل الحزب
المقصود اولا البرهان على وعي العضو وتشبعه بفكرة الحرية ان يقوم بواجبه .
ولكن لا نريد ان يكون العضو حرا حاملا مسؤولية الحزب كله ،فعليه ان يطلع
لينفذ هذا العمل الصغير بنفسية كبيرة ·
اذا كان مهتما بالحزب فلا يعود هذا العمل الصغير الموكل اليه تنفيذه عملا
صغيرا وانما نابضا بالحياة تتلخص فيه رسالة الحزب
اذن نظرتنا الحرة الى التنظيم لا تتضارب مع التنفيذ الجزئي وتنمية الكفاءات
الاختصاصية .فالاختصاص هو في التنفيذ ،اما في العقل والنفس فلا اختصاص
ولا تجزئة وانما يجب ان تكون النفس مرآة لوحدة الشخصية ولوحدة قضية الحزب .
1.
من هو البعثي الحقيقي ؟
كثيرا ما يلح هذا السؤال ويطرح نفسه باصرار يريد جوابا صريحا وقاطعا ،
ويبدو هذا السؤال اكثر اهمية والحاحا حين نرى بين صفوف الحركات الثورية
اشتاتا غير متجانسة وربما متباينة الى حد التناقض .وينبغي أن نثبت هنا ان هذه
· انها
الظاهرة ليست خطيرة الى حد يثير المخاوف ولا حتى مجرد الاستغراب
طبيعية الى الحد الذي يجعلها ملازمة لكل عمل ثوري مع التفاوت انسجاما واختلافا
ومن ابسط في تلك المتناقضات وتصفيتها لمصلحة الثورة . وقدرة على التحكم
المسلمات ،ان اي عمل ثوري ينبثق وتتشكل ملامحه الاولى ثم ينمو تصاعدا واتساعا
وبدون الجماهير لا يمكن لاي بين الجماهير ،وسطه الطبيعي الذي لا غنى له عنه
عمل ثوري ان يوجد اساسا وبالتالي لا يمكن له ان يحمي نفسه او ينطلق في
ابعاده الحقيقية
انهيار حاد وشامل في مجتمع ما ،يسوده وطبيعي جدا ان مبرر اية ثورة
يصبح التغيير الشامل الانحلال والتخلف اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بحيث
يتجسد حين يتعدى ولعل اسوا انواع الفساد الذي يصيب المجتمعات المتخلفة ،
مظاهر السلطة بشتى اجهزتها وأوجه نشاطها المختلفة الى الانسان ذاته بحيث يصبح
الانسان جزءا من الفساد العام ونتيجة طبيعية من نتائج الانحلال الاجتماعي .وفي
هذه الحالة يتجسد الفساد بأبشع صوره ممثلا في سلوكية مريضة تحدد العلاقات
الانسانيه وفق مقاييس شخصية بحتة وتقيم كل الاعتبارات على اساس من النفعية
الضيقة التي لا ترى ابعد من مصلحتها .
ان الجماهير دون شك اداة اية ثورة بل هي مبرر وجودها وسر ديمومتها
وبدونها لا تعني الثورة شيئا ولا يمكن ان تكون الا خواء قاتلا وهيكلا هزيلا متداعيا .
.
وعي الطليعة » ،جريدة الحزب الداخلية في القطر العراقي ،آذار ١٩٦٩ () 1
11
في الحركات والجماهير على هذا الاساس لا تحتاج الى دعوة توجه لها لتنخرط
الثورية ،انها تجد نفسها في صفوف الحركات الثورية بحكم انسجامها معها مصيريا
وان هذه الظاهرة بمقدار ما هي اساسية تحمل معها بعض المخاطر فانتقال الجماهير
الى صفوف الاحزاب الثورية يعني انتقال كل ماضيها برواسبه السلبية وبتطلعاته
الغائمة في اطار من العموميات غير المحددة .وهنا تبرز اهمية الحس الثوري الذي
يستطيع ان يعتمد الفرز المستند الى الفكر الواضح والانتماء الاجتماعي في تنقية
الحركة الثورية من كل الشوائب التي قد تعلق بها .ولكي تبقى ملامح الثورة
الاصيلة صافية واضحة تجد الحركات الثورية لزاما عليها أن تجتث كل عناصر
التعويق وتكتسح كل البثور التي تطفي عليها او تشوهها .
في مثل هذا الجو الموبوء بالفساد والتحلل ،تتحرك القلة الثورية الطليعية
لايجاد متنفس سليم يبقي على حياتها اولا كشرط اساسي يكفل لها التحرك الى كل
اتجاه .وان اصالتها وحيويتها تعطيانها قدرة لا محدودة على ايجاد شروط حياتها
بذاتها وعلى بث الحياة والحركة حولها الا انها لا يمكن ان تسد كل منافذها دون
المفاسد والمتناقضات التي تحيط بها فتضطر الى تنسمها دون ان تشعر او تريد .
·
وهذا لا يعني بالضرورة ضياع القلة الثورية او اختناقها في هذا الجو المريض
انه على العكس يتيح لها فرصة الكشف عن اصالتها ونقاء جوهرها بين اكداس
والفكرة الثورية النيرة لا يمكن ان يخنقها ظلام مطبق دامس الزيف والتشويه .
في وميض شعلتها بقدر ما يجعلها أكثر تألقا وسطوعا اما الظلام فيندثر ويحترق
الوهاجة
من المهام الاساسية التي تواجه الحركات الثورية مدى قدرتها على اتخـــــــاذ
موقف من جماهيرنا ،موقف يغنيها بالقابليات ولا يسمح بولوج عناصر التخريب
.وبمعنى اخر موقف يسد الباب في وجه المتسللين الا انه لا يحول الى صفوفها
دون التفاف الجماهير حول ثورتها رعاية لها وتطويرا لمضامينها الانسانية
ان الحركات الثورية بحاجة الى المصفاة التي لا تخطىء ،الى الحساسيـــة
الثورية التي تعتمد النقد الجريء الصريح المبرا من كل غرض لا يخدم الثورة
وأكد ان البعثي يعني اكثر من مجرد المنتسب الى حزب سياسي ،ان البعثي هو
الثوري وهذا يفترض من فيه ان يمثل الثورة في سلوكه ،ان يكون صورة مصغرة
من تلك الثورة الا انها قوية واضحة الملامح تعلن عن نفسها وتجتذب جماهيرها اليها
کضرورة لا يمكن الاستغناء عنها فليس البعثي في تصورنا من قرأ جرائد الحزب او
دستوره او دفع تبرعا له ،أن البعثي هو الانسان الذي يلقن الجماهير فكرة البعث
.ان البعثي اذن هو الذي يستطيع ان يجعل الوحدة من خلال سلوك يومي دائم
۱۲
قبل غيره وينقلها هو والحرية والاشتراكية صيغة للحياة الواقعية يتمثلها
ان كل بعثي مناضل حين ينضم الى حزب البعث يؤمن انه انخرط في
صفوف الثورة العربية المقدسة وهو بذلك يريد ان يكون جزءا لا يتجزا من هذه
الثورة ،يحمل صفاتها الايجابية ويتشرف بانتسابه لها ويعتز بالمسؤوليات التي
تلقيها عليه ،يريد ان يكون زخما جديدا في هذه الثورة لا رقما يتيما ينزوي في
سجل عتیق پربطه به انتساب رسمي محدد
۱۳
مفهوم الحزب ( )
النشرة تقول بانه حتى عام ١٨٥٠لم يكن بلد من بلدان العالم يعرف وجود احزاب
سیاسية بالمعنى الحديث للكلمة .فقد كانت هناك نواد شعبية وجمعيات فكرية
وتجمعات برلمانية واتجاهات للرأي العام ولكن لم يكن هناك احزاب بالمفهوم الحديث .
ثم جاءت مع منتصف القرن التاسع عشر مرحلة نشوء الاحزاب السياسية ،
فظهرت احزاب ذات منشأ فكري وطبقي متعدد اختلفت معه اسماء تلك الاحزاب
فكانت هناك احزاب تقدمية واخرى رجعية ،قومية وانظمتها وبرامجها وأدوارها
فلا بد اذن على ضوء ذلك مـــــن الخ . او اقليمية ،اشتراكية او برجوازية
- ۲الوجود الجماهيري
-الطليعة المنظمة
{ -الشكل التنظيمي
الالتزام
يجعل منها في النهاية وحدة ان ترابط هذه الشروط وتشابكها وتداخلها ،
18
فلا يمكن ان يكتمل بناء الحزب اذا بقي شرط او اكثر من هذه الشروط متكاملة .
.ان هذه العلاقة المتبادلة ذات الطابع الخمسة ناقصا او غير مكتمل الجوانب
الجدلي بين الشروط المذكورة تتضح من خلال البحث المفصل لكل واحد منها .
- ۱وجود الايديولوجية
ان القرن المنصرم الذي انقضى بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف
القرن العشرين ،يمكن ان يسمى بحق عصر الايديولوجيات ذلك لان الحركات
.فقد نظمت
السياسية كانت خلاله تعمل من خلال تصور شامل للمرحلة وللعصر
خلال القرن الماضي الايديولوجية الماركسية والايديولوجيات القومية الاشتراكية ،
لفكرة محددة اقتصاديــــا واصبح النشاط السياسي تعبيرا عن برنامج تطبيقي
وهكذا فان وجود دليل نظري للعمل السياسي اصبح يشكل الشرط الاول
الشرعية التشكيل الحزبي .لان الهوية الفكرية للحزب تفصح عن اهدافه المحددة
وعن البنية الفوقية والسياق التاريخي اللذين يكمنان وراء تلك الاهداف ولا يمكن
للخبرة السياسية التطبيقية وحدها الى ان تحل محل للممارسة العملية او
الوحدة الجدلية بين الفكرة والممارسة .لان الخبرة العملية مهما ارتقت وسمت ،
لا يمكن ان تضمن نجاح التجربة النضالية فهي ستبقى بدون النظرية عمياء .كما
ان النظرية بدون الممارسة العملية تبقى جوفاء مغرقة في التجريد وفي القدرات
الطوباوية وهذا ما يفسر لنا السبب وراء اخطاء توقعات کارل ماركس في بداية
تجربته حيث كانت تجربته العملية ما تزال في طور طفولتها ايخلال فترة ٠١٨٤٨
وهذا ايضا ما يكشف لنا عن اتساع احتمالات الخطأ في التجارب السياسية التي
تفتقر الى التصور الواضح للمرحلة وحاجاتها ،وعن اهمية الستراتيجية السياسية
في نجاح العمل السياسي .كذلك اهمية العلاقة بين الستراتيجية وبين النظرية في
رفع العمل السياسي الى مستوى العمل التاريخي ،عندما تكون النظرية مستوعبة
استيعابا كاملا للسياق التاريخي ،وتكون الستراتيجية ترجمة دقيقة للخطوات
المرحلية للنظرية وتطبيقها في الواقع
للاحزاب المفهوم الحديث شروط ان وجود الايديولوجية شرط رئيسي من
السياسية وخاصة الثورية منها .الا ان هذا شرط يستلزم وجود المادة التاريخية
•
للعمل السياسي ،وهو الشعب ،أي الوجود الجماهيري
10
- ۲الوجود الجماهيري :
فانه ايضا (عصر الجماهير ) اذا كان القرن الاخير هو عصر ايديولوجيات ،
على الحياة للتعهدات الجماعية ( اي للايديولوجيات العلاقة بين التأثير المتزايد
السياسية للمجتمعات البشرية ،وبين الوجود الفعال للجماهير ودورها المتزايد في
قيادة الحياة السياسية .ان هذه العلاقة هي علاقة داخلية لا يمكن ان يفك احد
طريقها عن الاخر
بهذه العبارة عبر الرفيق ميشيل عفلق عن المرحلة لقد جاء عصر الجماهير
التاريخية للعالم المعاصر وعلى هذا الاساس اعتبر الطاقات الثورية للجماهير هي
المحرك التاريخي للحياة السياسية في عالمنا الراهن
في عصرنا كميا عفويا بل اصبح وجودا نوعيـــــا يعد لم ان وجود الجماهير
منظما .
في العالم الثالث وفكرة وعندما نقول الجماهير تقفز مباشرة فكرة ( الامة )
فان العلاقة بين وعلى هذا الاساس في المجتمعات الصناعية المتقدمة . ( الطبقة )
في تجديد ،تلعب دورا حاسما الايديولوجية وبين طبيعة التحريك الجماهيري
ابعاد هذا التحرك من جهة وفي تقييم مدى استيعاب الايديولوجية للخط التاريخي
لهذا التحرك ·
ان التطابق بين الخط الفكري وبين تطلعات الجماهير وحركة نضالها ،يشكل
المعيار لصحة الايديولوجية كما ان التزام هذه الحركة لخط فكري يشكل ضمانة
.ان الوجود الجماهيري يعني وضع الطاقات لنجاحها ونجوعها وعظم مردودها
الثورية في مكانها الطبيعي من حركة الواقع ومن حلبة الصراع الاجتماعي لحسم
المواقف التاريخية .كما ان الوجود الجماهيري تعني بالاضافة الى اطلاق فعالية
الجماهير ،تحقيق الرقابة الجماهيرية على السلطة والقيادة الجماهيرية للنضال
القومي والطبقي ،والوقوف في وجه احتمالات تسلط البيروقراطية وقطع الطريق
على نشوء الطبقات الجديدة التي تحاول استغلال الشعارات الجماهيرية في ظل
السلطة الثورية
ان الإطارين اللذين يتحقق فيهما الوجود الجماهيري تحققا تاريخيا ،هما
المتمثل بوجود الامة الكادحة التي تشكل الطبقات الثورية الكادحة (الاطار القومي
المتمثل بوجود الطبقات الثورية الغالبية العظمى من ابنائها .والاطار الطبقي
وتحالفها في وجه اعداء الثورة .وهذان الاطاران يتطابقان تطابقا عفويا فــــــــــي
المجتمعات المتخلفة المجزاة المستعمرة وهذا التطابق لا يتحول الى تطابق منظم
لوجود المؤسسة الحزبية بالمعنى وموجه ومخطط الا اذا توفر الشرط الثالث
ان العضوية التي تطبع حركة الجماهير بقدر ما هي تعبير ايجابي عن فعاليتها
١٦
ونشاطها ،هي في الوقت نفسه الشكل الاقل مردودا لهذه الفعالية ولهذا النشاط .
وهي يمكن ان تصبحعنصرا سلبيا اذا ما اصبحت ميدانا للتبعثر والتشتت والفوضى
ان المحتوى الثوري التاريخي الكامن في حركة لا يمكن ان يتفجر بدون وجود الطليعة
المنظمة التي تتولى تعبئة قوى الجماهير واطلاق فعاليتها ضمن اطر منظمة هادفة
بخط الثورة المرتبطة مصيريا بها المنسجمة في تفكيرها وفي خط سيرها مع فكر
،المتفاعلة مع الثورة واستراتيجيتها وتاكتيكها المرحلي ،الموحدة الفكر والتنظيم
الجماهير المتمثلة لحركتها المؤمنة بدورها ،القائدة لها
ان هذه الطليعة هي بالدرجة الاولى طليعة مثقفة ثقافة ثورية قادرة على
تحليل الواقع الموضوعي المباشر تحليلا علميا وعلى تفسير هذا الواقع تفسيرا عميقا
وشاملا ،وبالتالي ثقافة تملك تصورا عن المستقبل وعن اسلوب تغيير الواقع حسب
الصورة التي تمتلكها
ان وجود الطليعة المنظمة بهذا المعنى ،يعني تحقيق ركن اساسي ولا يمكن
ان يتحقق هذا الركن من اركان مفهوم الحزب الثوري على الشكل الافضل الا اذا
انفصلت الطليعة المنظمة عن اصولها الطبقية البرجوازية الصغيرة وتخلت عن عقلية
والمنظمة الثورية هي ان وجود الطليعة المنظمة بيَّن وجود المنظمة الثورية •
منظمة سياسية .لذلك فان الطلائع الشعبية ذات الطابع النقابي المهني لا تستطيع
ان تقوم بدور المنظمة السياسية .وعلى هذا الاساس فان المنظمة الثورية تقوم على
اساس نظرية تنظيمية ثورية وتلتزم الاشكال التنظيمية المعبرة عن هذه النظرية
والقادرة على تحقیق اعلی مردود ممكن للعمل الثوري
ان نظرية الديموقراطية (المركزية كما دلت التجارب الثورية ،تشكل صيغة
منسجمة مع طبيعة عمل الطليعة الثورية المنظمة ،وهي تحقق دون شك ،اذا ما
جرى تطبيقها والتقيد باشكالها التنظيمية الخاصة بالعلاقة بين القيادات العليا
والدنيا وبين رأي الاقلية ورأي الاكثرية ،وبين النقد والنقد الذاتي ،وبين الحقوق
والواجبات الخاصة بالعضو داخل المنظمة الثورية ،تحقق المردود الاعظم للنشاط
والفعالية الثورية .
المنظمة الثورية على اسس موضوعية لا يمكن ان يتحقق عمل ثوري علمي رصين .
كما لا يمكن ان تقوم تربية ثورية تنقل العضو من اطار الواقع المتناقض الى اطار
واقع ثوري متحكم به مسيطر على حركته وعلى حركة التغيير الكامنة فيه
ان الشكل التنظيمي هو الذي يرتفع باعضاء المنظمة الثورية فوق اشخاصهم
و فوق العلاقات العضوية التي تعشعش فيها كل رواسب الواقع القاسية وهو الذي
يشد المناضل الى الثورة ويرسخ ارتباطه بها ويخلق اجواء جديدة تتجدد فيها ومن
خلالها عقلية المناضل وسلوكيته ونظرته الى الحياة .ان هذا الركن الاساسي من
ارکكان مفهوم الحزب الثوري يلعب دورا رئيسيا في اختصار الزمن وفي اختصار
المحاولات والاخطاء .وهو يشكل بالنسبة للتجارب الثورية في الدول النامية
والمجتمعات المتخلفة ،عاملا تربويا رئيسيا في خلق وتطوير المناضل وتحقيق
اداة الثورة
ه -الالتزام :
فهو ما عبر عنه لينين اما العنصر الاخير من عناصر تكوين الحزب الثوري ،
فالعضو « الكادر » لا ينحصر التزامه بمجرد الارتباط التنظيمي بالاحتراف (الثوري
او الايديولوجي ،أو حتى بمجموعة هذه الارتباطات ،بل يتعدى ذلك الى الارتباط
في هذا المستوى من .وان الحزب ، الكلي بالحزب والى احتراف العمل الثوري
فهو مصدر العيش وهو مصدر الالتزام ،يصبح المجال الحيوي لحياة المناضل ،
الافراح والاحزان ،وهو في مركز التفكير والعاطفة والاهتمام ،وهو مركز الثقة
والامل ومنبع التفاؤل
وهو المدرسة الكبرى التي يتقن الثائر في اروقتها فنون النضال ويتعلم
محبة الشعب ويصبح قائدا جديرا بتحمل مسؤوليات تاريخية .
لبنية الحزب الثوري وخاصة في ان الاحتراف الثوري هو العمود الفقري
العالم الراهن حيث اصبحت الثورة علما وفنا واصبح اعتمادها على العنصر البشري
متقدما يسير جنبا الى جنب مع انضاج الظروف الموضوعية للتغيير الثوري ويستبق
هذا الانضاج احيانا لقطع الطريق على المخططات المعادية للثورة المضادة
از ان الالتزام بالثورة هو الوسيلة الوحيدة لخلق جيل الثورة الجديد
بدون هذا الالتزام المطلق الذي يربط مصير المناضل بمصير الامة ربطا كليا ،لا يمكن
الى اصول طبقي تصفية رواسب العقلية والشخصية التقليدية التي تنتمي
وايديولوجية بعيدة عن خط الثورة ،بل ومناقضة لها احيانا ·
ان المجتمع الثوري لا ينشأ الا في ظل الالتزام الثوري .لذلك فان الاحتراف
الثوري شرط رئيسي لتحقيق مفهوم الحزب الثوري بالمعنى العلمي الحديث .
۱۸
المفهوم الماركسي للحزب
ان كتابات کارل ماركس وفريدريك انجلز ،تشدد على الحركة العضوية
لذلك فهما يرفضان فكرة الحزب كقضية حقيقية لا تتسع لنضال الطبقة العاملة .
فيها شرط المحافظة على الطابع العضوي لاستيعاب الطبقة العاملة ككل ولا يتحقق
الذي يكون النظام فيه قائما على اقل قدر ممكن من الآلة واكبر قدر من العضوية .
فان مفهوم الحزب عند لينين يأخذ مفهوم الطليعة الثورية على خلاف ماركس
او النخبة .كذلك فأننا نجد لينين يؤكد على الاحتراف الثوري وعلى اهمية التنظيم .
وانطلق فيها من مبدأين :الاول المركزية الديموقراطية وهو الذي وضع نظرية
الجماهير هي التي تصنع التاريخ) ،والثاني يشكل يتفق فيه مع ماركس وهو :
لا بد من وجود قواعد موضوعية في التطور طرحا جديدا للمسألة وهو التالي :
الاجتماعي تسمح بقيادة المجتمع قيادة علمية
لذلك فان
في رأي لينين تستلزم وجود الحزب الثوري و (القيادة العلمية
وجود الحزب الثوري ينبع في رأيه من المبررات التالية :
قائدة مستقرة تكفل استمرارها -حاجة الحركة الثورية الى وجود منظمة
وديمومتها
- ۲ان الحاجة الى هذه المنظمة والى قوة تنظيمها تزداد كلما ازداد العمل
الجماهيري العضوي اتساعا
ا -الموقف الحاسم من النظام الرأسمالي ومن محاولات التكيف مع هذا النظام .
-التقيد بالنظرية الثورية وبوحدة الفكر والممارسة وبالتاكتيك المرن .
۱۹
المفهوم الستاليني :
ينطلق ستالين من نقد احزاب الاممية الثانية التي كانت تشكل القوة المسيطرة
النضال الحركة العاملة والتي كانت تعتمد بصورة رئيسية على اشكال
البرلمانية
ليست النقد :هذه الاحزاب غير صالحة لنضال البروليتاريا الثوري لانها
لم تعد احزابا ثورية قادرة على قيادة البروليتاريا للاستيلاء على السلطة · وهي
ظروف المرحلة الجديدة الصدامية) . تأتلف
مع
الثورية وبمعرفة قوانين حركة الواقع أي بمعرفة قوانين الثورة وان ينظر ابعد مما
تنظر اليه الطبقة العاملة ،لا ان يخلد الى السير في ذيل الحركة العفوية للبروليتاريا .
فالحزب هو . -الطليعة المنظمة :روح الانضباط والصلابة في التنظيم
اعضاء احدى واعضاؤه هم ، مجموع منظماته وهو النظام الاوجب لهذه المنظمات
يمحو الخطر من نشر تسميته منظمات الحزب على نطاق واسع لان ذلك الحزب
الخط الفاصل بين الحزب والطبقة العاملة ،ويقلب رأسا على عقب مهمة الحزب
•
التي هي رفع الجماهير غير المنظمة الى مستوى الطليعة
فهناك النقابات والتعاونيات انه ليس المنظمة الوحيدة للطبقة العاملة ،
والكتل البرلمانية -والمنظمات الثقافية والتربوية والصحافة ، والاتحادات المهنية
الخط
لكل منها عمله في نطاقه الخاص .ولكن الذي يعين واتحادات الشباب
والزامه هو الحزب الثوري ، العام لنضالها ويهيمن على عملية تطبيق هذا الخط
لانه الشكل الاعلى لاتحاد البروليتاريا الطبقي
ان وجود تكتلات في الحزب امر يتنافى ووحدة الحزب وانضباطه الحديدي .
r.
ان وجود تكتلات يجر الى تشكيل عدة مراكز اي الى انعدام المركز الواحد المشترك
في الحزب اي انقسام الاداة الواحدة وتراخي الانضباط وتفككه وكذلك تفكـــــك
هو الذي يبقي في داخلها على بذور التردد والانتهازية والشك والنقد والبرلمانية
فالنضال بلا رحمة ضد هذه العناصر وطردها من الحزب هما الشرط .
المرضي
لأول لنجاح الثورة في اداء مهماتها •
ا
للحزب الثوري ينطلق من التأكيد على اهمية العوامل التي ان مفهوم البعث
ه -الاحتراف الثوري
الايديولوجية وعلى هذا الاساس فان حزب البعث العربي الاشتراكي ينطلق من
وكذلك مـــــن اي من نظرية الوحدة والحرية والاشتراكية . العربية ( الثورية
استراتيجية الثورة (العربية ) التي ترسم الخط السياسي لتحقق هذه الايديولوجية
الاستعمار
عبر مراحل النضال السياسي الذي تمر به الامة العربية خلال صراعها مع
العدد الاكبر من العالمي والصهيونية والرجعية والطبقات الاجتماعية التي تستغل
ابنائها ،من اجل بناء المجتمع العربي الموحد الاشتراكي .وحزب البعث العربي
لذلك كان تنظيمه قائما الاشتراكي بهذا المقياس يعتبر نفسه اداة الثورة العربية .
على اساس تحقیق شروط خلق جيل عربي ثوري جديد متحرر من التجزئة وعقليتها
ومصالحها ،ملتحم التحاما مصيريا بمصلحة الطبقة العاملة في الوطن العربي ،
وتتمثل فيه صورة المستقبل العربي ،يسبق المجتمع الا انه يبقى في موضع التأثير
صورة الامة
الاقوى عليه حتى يتمكن من تغييره وتحقيق الصورة الجديدة للامة .
في مقدراتها او المتحررة من الوجود الطبقي ومن كل اثر لقوى خارجية تتحكـ
لذلك فان حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر نفسه حزب الطبقة العاملة
العربية ،وقائد التحالف بين الطبقات الثورية في الوطن العربي وبين قوى الثورة
العربية
ان هذه الخصائص التي قام عليها حزب البعث العربي الاشتراكي ،وهي
خصائص الحزب القومي الاشتراكي الذي يتجاوز في فكره وفي تنظيمه معا حدود
۲۱
التجزئة ويعمل في تركيبه الداخلي على ان يلتزم نظرية الديموقراطية المركزية التي
في بنيته فيها العلاقة الثورية الصحيحة بين القيادة والقاعدة كما يعمل تتحقق
فقط لايديولوجية الطبقة العاملة العربية ،بل الطبقية على ان يكون ممثلا ليس
ذلك لان نضال القارات ،بل وللحزب الثوري في العالم الثالث ايضا . فقط
الثلاث ،هو نضال وحدوي يتجه الى توحید اقطار جزاها الاستغلال الاجنبي
وهو نضال اشتراكي يتجه الى حذف الاستغلال الطبقي لمجموع افراد الامة
الكادحة
.وهو نضال تحرري ديموقراطي وانساني ،لانه يواجه قوى الامبريالية
والصهيونية والرجعية التي تشكل قيادة الثورة المضادة في العالم اجمع
۲۲
في معنى الثورة ..
لسبب بسيط وهو انه الثورة لقد وقع الاختيار على هذا الموضوع
معنى
ما من كلمة سيء
اسيء استعمالها وظلمت في تأريخنا الحديث بقدر كلمة الثورة .والظلم
ا
فنحن العرب رغم تطور . لم يأت من خصومها بقدر ما نالها من دعاتها وادعيائها
الوعي القومي ورغم التجارب المريرة بعد كارثتي اللواء وفلسطين دون مستوى
الاحساس الكامل بالخطر والشعور بالمسؤولية أي دون مستوى الثورة الحقيقية ،
نستعير المظاهر التي تغطي حقيقتنا ونطلق الاسماء على غير مسمياتها ونعيش
من خلالها علـــــــى فاذن خلت حياتنا من مقاييس محددة موضوعية نحكم
،وبتنا نستعير كلمة البطولة لكي نصف الحوادث والاشخاص والمؤسسات والقيم
بها المغامرين والاذكياء ونطلق كلمة الثورة على كل ما هو نضال سلبي وحماس
فالتغيير السطحي المفاجيء ( ثورة ) والعمل التخريبي على نطاق واسع طائش
حتى بلغ الخوف بالثوريين الحقيقيين على هذه الكلمة حدا باتوا يخشون (ثورة)
معه استعمالها ،فقد اختلطت العملة الزائفة بالعملة الجيدة اختلاطا كبيرا واضاعت
جودة التزييف واتقانه مقاييس التمييز بين الزائف والاصيل
ـ كيف نحققها في الواقع اي على ارض وطننا العربي وفي حياة الامة العربية ؟
اذا اردنا ان نعطي للثورة تعريفا جاز ان نقول بانها عملية تغيير جذرية
حاسمة تنقل المجتمع من نظام الى نظام جديد مغاير للسابق ومتجاوز له .
لذلك كان علينا ان نأخذ بعين الاعتبار العناصر الثلاثة الاتية التي تنطوي عليها
عملية الثورة :
۲۳
- 1
الواقع الفاسد الذي تتجمع فيه المتناقضات والمساوىء التي تنبىء عن عدم
صلاحيته او امكانية استمراره ·
ان هذا التقسيم وسيلة للتوضيح ولا يعني ابدا استقلال هذه العناصر بعضها
اي مزيج من الواقع عن بعض استقلالا آليا ،لان الثورة ككمما قلت ه
هي (عملية
من العمل والنظر ،تعمل فيها اليد الى جانب العقل والقلب دون استقلال والتفكير
او انفصال .على ضوء هذه العناصر المؤلفة نستطيع ان نستجلي بعض مظاهـ
الثورات وخصائصها الاساسية
فالواقع الفاسد يعني وجود خلل فالعنصر الاول يقتضي وجود ازمة ما ،
في جانب من جوانب الحياة :سيطرة اجنبية ،تجزئة سياسية ،تخلف اقتصادي
الخ، او فكري ،تمزق في الاواصر الاجتماعية ،تفاوت طبقي ،انحطاط خلقي
او يعني خللا من جميع الوجوه يمس كافة ميادين الحياة الاجتماعية ويقتضي اعادة
النظر في الاسس التي تقوم عليها حياة الامة ،والواقع العربي هو من هذا النوع
الاخر لذلك كان الامر لا يتوقف عند اصلاح جزئي بل يتناول بعث الامة العربية
لذلك تتعدد اشكال الثورات تبعا لهذا العنصر الأول ،فمنها الثورات القومية
ذات الطابع السياسي الصرف ،ومنها الثورات الاجتماعية ذات الطابع الاقتصادي
اي الثورات الصناعية والثورات الطبقية ،ومنها الثورات الفكرية العميقة التي
تتناول اسس التفكير كالثورات العلمية ،ومنها الثورات الشاملة التي تتضمن هذه
الثورات جميعها وتتطلبها وتسعى الى تحقيقها حسب مراحلها وتخطيطها لظروفها ،
والثورة العربية مقدر عليها ان تكون من هذه الثورات الكلية الشاملة .
ان وجود التناقضات في قلب الواقع يعلن اذن عن فساده وعن حاجته الى
التبديل والتغيير .لذلك كان وجود الازمات في الواقع عنصرا من العناصر التي
تقوم عليها الثورة ·
لقيام الثورة ،وعلى خلاف بید ان مجرد وجود التناقضات وحده لا يكفي
الحتميين الذين يعتبرون الثورات مجرد نتيجة طبيعية لعوامل وظروف تأريخية
موضوعية مستقلة الى حد ما عن ارادة الافراد والجماعات نرى ان مجرد ذكر كلمة
يعني مسبقا ادراكا لوجودها في هذا الواقع أي وجود (ثائرين ) يؤلفون (تناقضات
العنصر الثاني من عناصر الثورة ·
يجب ان تلقى توضيحا كافيا هنا لان كلمة ان عبارة (الثورة على ( الواقع
الواقع هي التي تدفع الى الالتباس .ان واقع الحياة البشرية يختلف عن واقع
الطبيعة ففي الطبيعة تجري التغييرات ببطء وان كانت لا تخلو من ثورات فالزلزال
وطغيان البحر والكوارث الطبيعية تمثل بدورها جانبا حركيا حتى في واقع الطبيعة .
٢٤
اما في واقع الحياة البشرية فالتبدل والتغير هو الاساس والسكون والتقليـ
في واقع الحياة البشرية يشكل عوائق امام فالذي يحدث والجمود هي الشذوذ ،
التطور تخنق الحياة الاجتماعية وتحبسها عن تيار التقدم وتضفي عليها شكل
المستنقع ،فالثورة اذن هي عملية اعادة للحياة البشرية الى وضعها السليم اي
لذلك كانت هذه العملية بحاجة الى وضعها في طريق التطور العام للانسانية
الارادة البشرية التي تثور على واقع مؤقت عرضي يكتسب مع الزمن صفة الثبات
فيخدع الكثيرين عن حقيقته الزائلة الى ان تأتي الثورة اي يأتي الثوار الذين ادركوا
حقیقته
فالعنصر الثاني الذي نسميه الثوار ليس مجرد أداة بالمعنى الآلي للكلمة ،لان
الاداة البشرية تنطوي على الوعي وعلى الايمان وعلى الارادة وعلى الفضائل التي
تجعل منها اداة ثورية ·
لذلك فنحن نعتقد ان الثورة تنضج في وجدان الافراد بقدر ما تتهيأ في
فهي عملية خلق جديد بقدر ما هي ناتجة عن ظروف وعوامل بنیان الواقع ،
موضوعية تشكل مادة هذا الخلق والابداع الجديدين .ان في عملية الثورة ما في
الابداع الفني من مبادهة فكرية ووجدانية اي من عامل ذاتي يتجلى في مقدرة
العقل على تحليل الظروف الاجتماعية وادراك المتناقضات ،وفي حساسية الوجدان
وتنبهه ضدها •
فالثورة اذن تبدأ ثورة داخلية في النفس أي في الفكر والارادة وكل مقومات
اي الايديولوجيا الثورية الشخصية .اما العنصر الثالث من عناصر الثورة فهو
منظومة الافكار التي تؤلف اتجاها سياسيا واجتماعيا يوجه خطى الثائرين ويلهم
مخططاتهم وسلوكهم ،فلا يكفي ان يكون هناك ثائر واحد او مجموعة صغيرة او
كبيرة من الثائرين لا تجمع بينهم آصرة فكرية وسلوكية مشتركة حتى يستطيعوا
تحقيق ثورة
ان تفاعل الثوار مع هذه الايديولوجية عبر نضالهم وتكيفهم معها وتطويرهم لها
هو ما يؤدي الى خلق جيل الثورة أي الجيل الجديد الذي يختلف عن الاخرين
الثورة حياة وتربية ويمتاز عليهم بالوعي الثوري وبالسلوك الثوري .لذلك كانت
وليست مجرد حادثة .انها تجديد الحياة على مستوى الجماعة ،انها بعث للفرد
في بلادنا ما نال ( الثورة ) من تشويه ،فبدلا فقد نال ( الاخلاق ) وللأمة من جديد .
ان تكون الاخلاق ثورة مثل وقيم واستقلالا في الضمير وحرية في الإرادة .نجد
مفهوم الاخلاق ينحدر الى معنى الاستسلام للتقاليد والعادات الشائعة أي الى
ضعيف يخشى التبديل والتغيير الحاسمين ويخاف حتى مجرد كلمة معنی سلبي
( الثورة ) ·
To
فالثوريون يتحولون الى الحي المتجدد كما عزلنا ( الثورة) عن معناها الاننسسااننيي .
فيملاهم الفضائل الثورية والاخلاق تجار ثورة والى مغامرين حين تضمر فيهم
الغرور وتسيطر عليهم الانانية وينعزلون عن شعبهم وتصبح علاقتهم به کعلاقه
فالافق الانساني هو العلامة الفارقة الممثلين على المسرح بالنسبة الى المشاهدين .
فعندما ترون نموذجا يوحي بالعطاء الدائم والاستعداد بين الثائر ومدعي الثورة ،
يتجاوز للبذل والعمل من اجل مثل اعلى يتحلى بالتفاؤل وحب الاطلاع والعمل ،
الصغائر في تفكيره وسلوكه يتميز بالإنسانية العميقة فأنتم امام نموذج ثائر
كذلك فان مدعي الاخلاق يتحولون الى اجهزة آلية تتحدث عنها دون ان تعمل
على تثبيتها عندما تنفصل اخلاقهم عن الروح الثورية التي تربط الاخلاق باطارها
فاذا بلغ الفساد بهذا المجتمع حدا لا مجال لاصلاحه بغير . الحي وهو المجتمع
الثورة ،عرف الاخلاقيون ان الثورة هي الاخلاق وانها يجب ان تبدا داخل تفكيرهم
في مستوى المرحلة التأريخية التي لكي تكون اخلاقهم وداخل نفوسهم وسلوكهم
تجتازها امتهم ،والا فان الاخلاق غير الثورية لا تعدو كونها قشرة سطحية يابسة
فقدت صلتها بالجذع واستحالت الى مجرد كلمات ميتة
ففي لقد اجتازت البشرية مرحلة الطفولة الثورية الى مرحلة النضج الثوري ،
فعل على ضغط او كبت اما اليوم فالثورات قد القديم كانت الثورات مجرد ردود
تجاوزت ردود الفعل الى مستوى آخر هو ارادة التغيير والتصميم على اعطاء
حاجاتــــــــــــه المجتمع صورة جديدة اسلم من الصورة السابقة واصدق تعبيرا عن
ومتطلباته .لذلك كانت الاندفاعات المرتجلة وكان ضعف التنظيم وسيطرة العلاقات
العاطفية والشخصية وتقديس الفرد والتعلق بالزعيم خصائص تميز مرحلة الطفولة
ولا تتفق مع صفات الثورات الحديثة .
في الماضي كانت الثورات تعبيرا عن عصبيات قائمة في الواقع تشكل جزءا
من تكوينه كالعصبية القبلية او العائلية او العرقية او الدينية ،اما اليوم فان
الثورة تنطوي على عصبية تربط بين جيل جديد يتكون مع الثورة في تفكيره
فهي ليست عصبية جاهزة بل هي « عصبية » تتكون مع الثائـ وسلوكه ،
وتكونه وتجعله شخصية جديدة لها قيم جديدة تشكل نواة المجتمع قادرا على
الانفصال عن الواقع وتناقضاته لكي يصبح الثوري مجتمع المستقبل المنشود لا
مجتمع الحاضر الفاسد
في الفكر والاسلوب فان فاذا لم يتوفر للثورة هذا الجيل الثوري المنسجم
بناءها الثوري يكون على الرمل ،لان الثورة ليست مجرد شعارات بل هي مجتمع
فاذا لم تتجسد الثورة بجيل بكامله كانت ثورة جديد يتكون مع جيل الثورة ،
تجريبية تفتقد اهم عناصر نجاحها وسلامة اتجاهها ولا تتعدى مستوى الطفولة
الثورية ·
فلا ثورة بالمعنى الحديث دون نظرية في العمل الثوري تلهم الثوار وتحدد
خطاهم وتقدم لهم وسيلة لفهم الواقع ودراسته وتحدد معالم شخصيتهم وقضيتهم
ودورهم التأريخي
٢٦
ولا ثورة بدون جيل ثوري تتجسد فيه الفضائل الثورية والخصال التي تميزه
في تفكيره وسلوكه مرتبط بقيم المجتمع الثوري عن الاجيال الاخرى جيل منسجم
ولا ثورة بالمعنى الحديث دون تجاوز لمرحلة الطفولة الثورية الى مرحلة النضج
الثوار بعضهم ببعض ومقاييس موضوعية ثابتة تربط الثوري اي دون روابط
فوق مرحلة الارتباط الشخصي وفوق سيطرة الاعتبارات العاطفية .ان وتجعلهم
هذا المستوى لا يتوفر الا عندما يكون ارتباط الثوار بحركتهم ارتباطا بحقيقة تذوب
اي عندما يكون ايمانهم بقضيتهم مطهرا فيه كل الرواسب التي ورثوها عن واقعهم
لهم من كل ما يحد من ثوريتهم او يسيء اليها او يدخل الزيف عليها
ان صفة الكلية والشمول التي تقتضيها الثورة العربية اي طابعها القومي
الاشتراكي الهادف الى تحرير الانسان من القيود التي تحد من تفتح انسانیته ،والی
اعتبار مشاركته في توجيه امور الدولة اساس الحياة الديمقراطية الجديدة ،ان
هذه الخصائص تحدد القوى الطبيعية التي تقوم عليها الثورة العربية وهي :العمال
الفلاحون ،الجنود ،الطلاب والمثقفون الثوريون .ان هذه القوى لا تستطيع ان
تقوم كل منها منعزلة عن الاخرى بعبء الثورة فلا بد من ان تلتحم جميعها داخل
حركة ثورية واحدة .ان الطلاب والمثقفين هم من الثورة بمثابة فكرها والعمال
والفلاحون بمثابة الاجهزة المنتجة فيها والجنود دمها الحار الذي يجري في عروقها .
تشمل المثقفين الثوريين في حياة شعبنا اذا لم فالثورة لا تتحقق كاملة
والعمال والفلاحين والجنود ،وكل عنصر من قوى الثورة مثقفا كان أم عاملا ام
فلاحا ام جنديا متأخر عن تلبية نداء الثورة العربية انما يسجل على نفسه مسؤولية
.
تأريخية ،انه يعيق تطور هذه الثورة ويؤخر عملية تحقيقها في الواقع العربي
فزيادة عدد الثوريين ليس هو ولكن لا بد من القول ان الغاية ليست هي الكم
الهدف والقصد بل الغاية هي في النوعية بالدرجة الاولى ،فنحن من خلال عملنا
يستطيع ان يكون على الثوري نريد ان نقدم للانسانية النموذج الجديد الذي
مستوى الانسانية
في جسم الثورة وتهدمه وكثيرا ما تنال روح الثورة ذاتها والانانية امراض تفتك
فتشوهها او تقضي عليها .بقي علينا ان نجيب على السؤال الاخير :
۲۷
كيف نحقق معنى الثورة في الوطن العربي ؟
فنسبة الأمية ونسبة الوفيات ان المجتمع العربي في واقعه الحالي متخلف ،
في توزيع الثروة والتجزئة السياسية العاليتين وضعف الدخل القومي والتفاوت
الخ ..كل هذه المظاهر تعكس البنية الهرمة للمجتمع العربي الراهن
فاذا اردنا ان نتصدى الى تغيير الواقع اصطدمنا بوجود اجهزة مقاومة لكل
تطور واصطدمنا بوجود مجموعة من المفاهيم المتخلفة عن روح العصر وبعقليات
داخل هذا المستنقع الراكد متحجرة وبمؤسسات تتركز فيها القوى المعادية للثورة
يعيش الانسان العربي اليوم .ان الثوار العرب يحاولون تجفيف هذا المستنقع
وزراعته وتحويل مياهه وتنظيم سقايته لكي يتحول من مستودع للآفات والامراض
الى ارض كلها غنى تفيض بالخير العميم على سكانها وعلى من حولها ،كما كان من
انهم يضعون نصب أعينهم قبل عندما كان اجدادنا على رأس القافلة البشرية .
الشعبي العقائدي هي وسائل هذا التحقيق ،الا انهم يعلمون كذلك ان هناك قوى
فان تحقيق معنى لذلك معادية كثيرة تقف في وجه تحقيق رسالتهم التأريخية .
الثورة في داخل الواقع العربي انما يكون بقلب البنية السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والفكرية لهذا الواقع •
نحن مطالبون بان نحقق وحدة هذه الامة العربية من محيطها الى خليجهـا
ولكننا نصطدم في سبيل هذا الهدف الاول من اهداف ثورتنا العربية بواقع
ونحن مطالبون بتحقيق يجزىء الارض والنفوس ويبعثر القوى ويفتت الجهود •
الاشتراكية لنجعل العدد الاكبر من ابناء امتنا هو الرقيب والموجه والحارس لهذه
فنصطدم بمصالح رهيبة جشعة الوحدة ولنحرر مجتمعنا من الاستغلال الطبقي ،
تحاول تخريب كل خطوة نحو هذا الهدف ·
فالقوى الخارجية والداخلية التي تعيق وتقاوم وتشوه وتضلل وتفسد هذه
الوحدة تطمع في الوصول الى غايات تجعل تحقيق اية وحدة سليمة امرا مستحيلا .
انها تفتش عن وحدة تخدم اغراضها -اغراض القوى المعادية للثورة -فاذا
لم تتحقق مثل هذه الوحدة راحت تفتت القوى الثورية وتخلق التناقضات فيما
فيسهل عليها بعد ذلك ان تدعم التجزئة في النفوس وفي الواقع معا بينهم
ان هذه القوى المعادية للثورة ذاتها هي التي تحاول ان تضرب الاتجاه
الاشتراكي للثورة العربية بوسائل متعددة ابسطها خلق الصعوبات امام التجارب
لذلك ، والخطوات الاشتراكية وزرع الانقسام داخل الحركة الاشتراكية نفسها
كانت مسؤولية القوى الثورية تقوم على وعي هذا المخطط التخريبي وعلى محاولة
تحطيمه لكي تحافظ على وحدتها والا فلا بد ان ينجح التخريب وأن توفر الحركة
الثورية على اعدائها المعارك لانها هي التي تقدم لهم الاسلحة لكي يجهزوا عليهـ
وتدلهم على مواقعها ومواطن الضعف فيها •
ان تحقيق الوحدة العربية على اسس سليمة لا يمكن ان يتم اذن الا عن طريق
۲۸
ثوري وكذلك تحقيق الاشتراكية ،وعندما نقول عمل ثوري نعني عمل علمي يقوم
على النضال المنظم وعلى تحليل الواقع وتخطيط التحول الوحدوي والاشتراكي
الرامي الى بعث الامة العربية وتخليصها من كل قيد يحد من قدرتها على التعبير عن
ذاتها والافصاح عن ممكناتها
۲۹
) (1
حول النظام الداخلي الجديد
ان احد القضايا الاساسية التي عالجها مؤتمر الحزب ( ) ۲كانت قضية التنظيم
في الحزب وتنسيق علائقه الادارية على نحو يتلاءم مع هذه المرحلة من نمو الحزب
. وتطوره
ان ظروف الحزب الحاضرة ومتطلبات انطلاقته الجديدة تتطلب علائق حزبية
ينسقها ويشذبها نظام داخلي يستوعب انطلاقة الحزب ويغذيها ،ويكون في تطبيقه
فيه طبيعة الحزب واهدافه واسلوبه إداة ثورية فعالة تتمثل
ان النظام الداخلي الجديد الذي اقره المؤتمر القومي كان نتيجة لمجموع خبر
،وقد استوحى هذا النظام . والقومي الحزب التنظيمية على الصعيدين القطري
والتعديلات التي طرأت عليه اثناء المؤتمر من اهداف الحزب في التنظيم والتي
ادرجت في مقدمة النظام الداخلي
ان تلك الاسس التي نصت عليها مقدمة النظام كانت نفس الاسس التي
ت ضرورة ادخال تعديلات اضافية على النظام القديم المتبع وعلى ضوء تلك
اظهرت
.
الاسس سنراجع اهم تلك التعديلات كل في حقله
ان القيادة القومية لحزبنا هي التجسيد العملي لوحدة الحزب القومي وان
تشكيل هذه القيادة وصلاحياتها هما مقياس هذه الوحدة الحزبية .ولقد عدل
النظام الداخلي بما يؤكد وحدة الحزب القومية ويخلق من القيادة القومية جهازا
فعالا له من الامكانيات ما يكفي لكي يقود جميع اجزاء الحزب قيادة قومية فعالة .
فمن حيث تشكيل القيادة ،نص النظام على انتخابها من قبل المؤتمر القومي
ومن بين اعضائه ،دون الاخذ بالتمثيل القطري كما جاء في النظام السابق وراعى
النظام تأمين فعالية القيادة فاشترط وجود مكتب قومي متفرع يقوم بمهام القيادة
٣٠
ه) •
القومية في حالة عدم انعقادها (المادة - ١٤الفقرة (
فقد راعى النظام كونها اعلى هيئة قيادية في ومن حيث صلاحيات القيادة ،
الحزب فمنحها من الصلاحيات ما يؤمن لها هذه الصفة وما يتمشى مع حقيقة
ازداد تشابك وتفاعل وحدة الحزب وظروف الوطن العربي السياسية حيث
الاوضاع القطرية والقومية
- ٢المركزية في الحزب
لقد اكدت التعديلات على النظام الداخلي مبدأ المركزية في الحزب ضمن
ولقد حددت المسؤوليات بما يناسب طبيعة الحزب الديمقراطية في اجهزته ،
الثورية وبما يتمشى مع حرصه على التجانس والتناسق في كل منظماته فنری ان
مسؤولة مسؤولية مباشرة امام القيادات التي قيادات الفرق والشعب والفروع ،
تلي كل منها في التسلسل وليست أمام مؤتمراتها كما في القيادات القطرية
حقل الصلاحيات والواجبات والقومية
وان المواد الاخرى المدرجة في الحقل نفسه تشرح كيفية محاسبة المسؤولين
من اعضاء القيادات المختلفة في الحزب وتسهل تحديد الاخطاء والنواقص ،وتهيء
معالجتها والحد من انتشارها وتسربها .
- ٣الديمقراطية
فنرى ، في استكمال جوانب الديمقراطية في الحزب التعديلات بعض النواقص
الشعب والفروع والاقطار) حددت بحيث ان مثلا ان عضوية المؤتمرات الحزبية
مجموع اعضاء اي مؤتمر لن يقل عددهم عن اربعة اضعاف القيادة الممثلة في ذلك
المؤتمر ( المادة ( ) ۱٥وفي هذا دون شك تأكيد للديمقراطية وتوسيع للتمثيل القاعدي
في تلك المؤتمرات
سهولة ومرونة الاجهزة ان الثورية في التنظيم الحزبي ،تعني اساسيا ،
الحزبية بحيث تكون وسيلة فعالة لتحقيق اهداف الحزب الثورية ،وان لا تقف
۳۱
في حد ذاته غاية بدلا في اي لحظة عقبة تحجب عن الحزب غاياته فيصبح التنظيم
من وسيلة
أن اهم ما يدعم الثورية في اجهزة الحزب هو وجود الهيئات القيادية القادرة
على تحمل أعباء العمل الثوري والمحافظة على استمرارية نشاط الحزب وفعالياته
في كل حقل من الحقول .
منبثة في جميع نواحي حياة البلد ،ان هذه المتطلبات جميعا جعلت وجود مكاتب
لذلك فان اقرار النظام الداخلي لمبدا سياسية متفرغة امر لا مفر منه اطلاقا .
بالنسبة لظروف الحزب ومرحلة التفرغ في الحزب كانت نتيجة طبيعية وضرورية
المادة) - )١٤الفقرة ( . ) ٤ان الثورية في الحزب تعني ايضا تهيئة حزبيين نموه
لذلك اشترطت الانضباط الحزبي وتوجيه النقد بما سالحير وتهيئة الفرص لها .
للحزب ثوريته واستقامة سلوك اعضائه • يحفظ
وفي حقل العضوية اشترط النظام ان يربي المرشحون لعضوية الحزب تربية
قبل ان يكونوا اعضاء ثورية صحيحة وان يكون عملهم وسلوكهم ضمن جهاز الحزب
لذلك فان ( الفقرة ج المادة)۸ موضع درس ومراقبة القيادات المختصة عاملين فيه
زادت مدة التدريب من ستة اشهر الى سنة وجعلت موافقة القيادة المختصة شرطا
في تشكيل اجهزة الحزب فادخلت لقد عالج النظام ايضا ضرورة التجانس
تعديلات كثيرة على كيفية تشكيل الاجهزة الحزبية والقيادات المختلفة وتحديد عدد
اعضاء القيادات القومية والقطرية ،ووضعت شروطا واضحة وثابتة لعضوية
مختلف مؤتمرات الحزب
وفي حقل العقوبات الحزبية ،راعى النظام الداخلي توضيح هذه العقوبات
وتسهيل كيفية استعمالها ،كما وانه اوضح بان هذه العقوبات -عدا عن عقوبة
الفصل -
سلوك الرفيق الحزبي وحثه على اصلاح لتقويم ما هي الا وسيلة
اخطائه .
اضافة الى ما اشرنا اليه في التعديلات على النظام فان هنالك نقاط اخرى
اقل اهمية ،كلها جاء عن دراسة دقيقة لظروف الحزب ومتطلباته وكلها يخدم
عدفا من الاهداف التي نصت عليها مقدمة النظام والتي استوحت منها مواده
ان القيادة القومية تقرر ان اصدار هذه النشرة وتبلغ القيادات المختلفة بها
و اطلاع الاعضاء عليها تعتبر بمثابة امر حزبي لتطبيق احكام النظام الداخلي الجديد
من حينه وان أي تلكو في التطبيق او تجاهل لاحكام النظام سيعتبر ذنبا حزبيا
يعاقب عليه ونقا لاحكام هذا النظام
۳۲
ان محاولة تنظيم الحزب حسب النظام الداخلي الجديد لا بد وان تثير بعض
المسائل التنظيمية الهامة لدى القيادات مما يتطلب منها الدراسة والشروح .لذلك
فاننا نوصي جميع القيادات والاعضاء بضرورة القيام بدراسة دقيقة للنظام الداخلي
لمعرفة التعديلات التي تهم كل قيادة حسب اختصاصها ولترفع اي استفهام او
استيضاح الى القيادة الاعلى حسب التسلسل
ان القيادة القومية تعلم ان التطبيق الحزبي لهذا النظام لا يكفي وحده لتجسيد
ثورية الحزب في عمله الداخلي ،ما لم يكن هذا التطبيق مصحوبا بالوعي والتفهم
لمتطلبات حركتنا ومدعوما بالاخلاص للحزب والايمان بانطلاقته الجديدة . العميقين
له وواجبا عليه ،لانها من اهم منابع الابداع الحزبي ومن الضمانات الاساسية لمنع
الانحراف والانتهازية في الحزب
- ٢فهم الحرية فهما ايجابيا حزبيا يفترض ان تكون نقيضا للفوضى ،وان
( ) 1وهو النظام المعمول به حاليا ،وكان المؤتمر القومي السادس قد اقر هذه المقدمة .
- ۳۳
في التنظيم والتربية الحزبية – ٣
تستهدف البناء وهي تمارس الهدم ،لا ان تمارس الهدم بحد ذاته او من اجل
ولا يجوز ان تمارس الا ضمن تشكيلات الحزب وهيئاته ارضاء رغبة شخصية
-التحريم المطلق لجعل اي راي يبديه العضو في اية جلسة او هيئة حزبية
٣ـ
اساسا لاتهامه او سببا للتهجم عليه •
-
٤ـ اعتبار راي الاكثرية في اية منظمة حزبية مختصة وحول اي امر هو راي
الحزب فيه ،ورأي الاكثرية هو المقياس الوحيد لمصلحة الحزب وحزبية الموقف
وعلى الاعضاء تبنيه والدفاع عنه وضمان حق الاقلية بالاحتفاظ برأيها مع التزامها
براي الاكثرية
ان اعضاء المؤتمرات ينتخبون من بين اعضاء القيادات والمؤتمرات التي دونها ،
وان اعضاء القيادات ينتخبون من بين اعضاء المؤتمر ،وفي هذا تقوية للتماسك
القيادي في الحزب وتحقيق الارتباط التنفيذي فيه .ثم ان اعضاء القيادة الدنيا
ينتخبون من بين اعضاء الفرقة ومنهم تنبثق المؤتمرات ،كما ان قيادة الفرقة
مسؤولة مسؤولية ثقة أمام مؤتمراتها • القطرية والقومية القيادات العليا
و تتحقق الديمقراطية في هذا النظام ،لان اعضاء القيادات الدنيا -قيادات
قاعدة الحزب ،انتخابا ،وهم الفرق -ينتخبون من قبل اعضاء الفرقة انفسهم
مباشرا ومنهم تنبثق المؤتمرات بالانتخابات ايضا .وتتحقق المركزية بخضوع الاقلية
للاكثرية ،والقيادات الدنيا للقيادات العليا .وتتحقق الديمقراطية في هذا النظام
.
بممارسة الاعضاء لكافة حقوقهم بوعي وحرية واحترام العلاقات الحزبية
ه -ان لبنية الحزب الاجتماعية دورا هاما في حماية هذه الاسس الثورية
وفي حماية وحدة الحزب واستعداده النضالي الثوري ،اذ ان اعتماد الحزب عل
قاعدة من العمال والفلاحين وصغار الكسبة والجنود وكافة الثوريين عسكريين
ومثقفين ،يشكل انعكاسا حيا لاهدافه القومية والاشتراكية في تركيبه الاجتماعي
کجهاز عامل متحرك
٣٤
الحزب ( ) ۱ كيف نفهم وحدة
لقد نادى حزبنا بفكرة القومية العربية والتجسيد العملي لها وهو الوحدة
وشرح في كتاباته هذا المفهوم وحدده بانه الشعور الذي يربط العرب جميعا بانهم
ينتمون لأمة واحدة ،ذلك الشعور ،الذي هو احساس داخلي عميق ،مقرون
بالایمان بان لهذه الامة رسالة خاصة بها لا تتحقق الا اذا نهضت وتجددت حياتها
فالقومية العربية فكرة . اي اذا توحدت بمجتمع تقدمي حر اشتراكي متطور
تجسدها امة موحدة قوية يسترجع الفرد فيها انسانيته وحريته الحقيقية وتقدم
اهم في تقدم البشرية ·
للعالم تجربة مفيدة وتس
،وكلما ازداد تفتحها والفكرة هذه تتفتح في الافراد وتنبع من اعماقهم
ة والتحمت اجزاؤها المبعثرة .ان الوحدة العربية هي التعبير
اقتربت الامة من الوحد
العملي عن تحقيق الفكرة والوسط الذي تستطيع الفكرة فيه ان تثمر وتؤدي
مفعولها .لذلك فوحدة الامة العربية ليست اجراءا سياسيا نقول به لفوائده
القريبة التي تفوق اضراره بل هي التعبير السليم عن تحقيق فكرة الامة العربية التي
بدونها لا تكون هناك قومية عربية .من ذلك نستنتج بان الوحدة العربية تعني في
الدرجة الاولى وقبل كل شيء وحدة الشعب العربي في الفكر والروح والاتجاه
وتحقيق وحدة الفكرة والروح والاتجاه تتطلب ان نتجه للشعب الذي هو مادة
وهذه النظرة للوحدة العربية تختلف عن النظرة السياسية التي خرجت العمل
من الغرب حيث تمت وحدة المانيا ووحدة ايطاليا لا عن طريق النضال الشعبي من
اجل الفكرة وترسيخها بل عن طريق العمل السياسي الصرف مع حكومات الولايات
فالوحدة على النمط الغربي تعني في الدرجة الاولى وامراء الاقاليم والملوك .
الوحدة السياسية وتوحيد السلطة والقوانين والجنسية .ان هذا الاختلاف بين
النظرة الحية الشعبية الفكرية التي ينادي بها حزبنا وبين النظرة القانونية السياسية
في الغرب هو الذي يؤدي للاختلاف في الاساليب والوسائل المجردة التي سادت
من تقرير قدم للمؤتمر القومي الثالث ١٩٥٩ ، () 1
٣٥
ونقاط البدء .اننا في عملنا للوحدة العربية نبدأ بالشعب العربي لنقلب تفكيره
ولنجدد روحه ولنوحد اتجاهه .
المبدأ الاساسي الثاني الذي تقوم عليه نظرتنا للوحدة العربية هو الثورية ،
اي اتباع الاسلوب الثوري الذي يتمرد على الحواجز والحدود والاعتبارات المحلية
.ان اختيار الاسلوب والاوضاع الاقليمية وكل ما يرتبط بها من مصالح وقوى
الثوري لتحقيق الوحدة لم يأت اعتباطا ولا بسبب اندفاع عاطفي حماسي بل نتيجة
لتشخيص علمي واقعي لوضع الامة العربية .ان حالة التفكك والضعف وقوة
التجزئة قد بلغت حدا لم يعد من الممكن التغلب عليها الا باسلوب ثوري يقوم على
. نظرة جذرية للامور ومجابهة نضالية عنيفة للواقع
ان النضال العنيف حالة فكرية ونفسية عالية في التحرر والانعتاق من المصالح
لذلك فهي الحالة السليمة التي يدرك بها الشعب زيف التجزئة وضرورة الوحدة .
وقد اوضح الرفيق ميشيل عفلق هذين المبدأين الملازمين بحديث له مع طلبة
المغرب العربي الذين سألوه عن وحدة المغرب العربي فقال :
بالنسبة الى الامم التي طرأ عليها التأخر والانحطاط والجمود اجيالا من
الدهر كأمتنا العربية -وهذا شيء لا مجال لنكرانه -احسن حالة يمكن لأمـــة
حالة النضال · فالامة
متأخرة لكي تتوحد ولكي تشعر بشخصياتها ومؤهلاتها :هي
شيء مجرد ..هو في اذهان الجيل الجديد ،ولكنها العربية هي شيء الآن
في كل مكان موجود فيه شباب هي حلم في اذهاننا عمليا غير متحققة
يؤمن ان امته قادرة على الانبعاث وستعود مجموعة حية في المستقبل مؤمن
ولكن عمليا هل هناك امة عربية متحققة ؟ انها متحققة في كل مكان يوجد فيـــه
نضال ،وبشكل خاص اذا كان جديا يواجه الموت في كل ساعة ..في حالة مجابهة
اثقال الموت ترتفع الغشاوات وكل اثقال الجمود التي تراكمت خلال القرون
الجهل والمصالح المختلفة الانانية وغير ذلك ..
لوضع التجزئة نظرة مستمدة منه هي نظرة التجزئة التي هي موجودة لا عند
الحكومات فقط بل في الشعب نفسه .هناك تفكير التجزئة والمصالح المرتبطة بها
والقوى التي تسندها والثقافة التي ترشحت منها وطبعت الجيل بطابعها وتبقى
تطبع كل جيل جديد يأتي .يضاف لها قوى المصالح المادية والمعنوية للفئات الحاكمة
والطبقات المنتفعة المستغلة المرتبطة بوضع التجزئة .كل هذه القوى لا يمكن ان
تقهر الا اذا تكون تيار شعبي منتظم بحركة ثورية تغير التفكير والنظرة السائدة
وتضغط على الفئات الحاكمة والطبقات وتحل محلها النظرة والتفكير الوحدوي ،
المستغلة المنتفعة .عندها فقط تهدم الحدود السياسية والاجتماعية والاقتصادية
وينعكس التيار ويتغير مجرى التطور شطر التوحيد .
هذا
هو ملخص نظرية الوحدة في حزبنا .وهي نظرية جديدة لم يسبق لحزب
٣٦
فالاحزاب القومية الاخرى كانت من الاحزاب ان وضعها بمثل هذا الوضوح •
ولا تزال الى اليوم تقول بالوحدة بشكل عام غير واضح ،لا يتعدى مجرد التمني
.
بتوحيد الامة العربية .فهي لم تحدد مدى خطورة التجزئة ولا اسلوب معالجتها
وليس أدل على عمومية وسطحية نظرة الفئات الاخرى وبعدها عن النظرة العلمية
من أنها في الوقت الذي تدعو فيه للوحدة نجدها تحصر نشاطها وتنظيمها في
نطاق الاقليم .
وكان حزبنا هو الحركة الاولى التي وضعت تنظيمها على اساس نظرتها
فيه واتجهت لكل العرب كمنظمة عربية واحدة وخرجت عن الاقليم الذي نشأت
•
في حركتنا نصرة ثورة ولا غرو فنقطة الانطلاق لا تعترف بالتجزئة والحدود
١٩٤١في العراق
ومنذ البداية قال حزبنا بوحدة القضية العربية وبضرورة ان يبدأ العمل
قضيتها .ان الامة العربية لا تتوحد الا اذا توحدت السياسي من هذه المسلمة
اي اذا تغير منطق السياسة من الاقليمية للوحدة ،اي اذا عولجت القضية بشكل
موحد .ويتطلب ذلك عمليا وحدة النضال القومي .ولكن وحدة النضال القومي
لا يمكن ان تتحقق عن طريق الاحزاب القومية الاقليمية مهما تحالفت وأتلفت •
نظريا لانه تجمع جامد متناقض يطلب التوحيد من فمن ناحية يبقى الارتباط
نظرتها الاقليمية السائدة في هذه الاحزاب تجمعها منظمات لا تستطيع ذلك بحكم
نظريا فقط سرعان ما يتشتت ويتضارب
فرضنا النظرة القومية في هذه الاحزاب الاقليمية ومن ناحية اخرى حتى لو
فيواجه التجمع صعوبات عملية تنظيمية تضعف يبقى التنظيم مختلا غير متسق ،
فلاسباب مبدئية وعملية لا يمكن ان يكون النضال . قوته وتحد من فعاليته
في الحزب القومي وحده تتوفر . قومي واحد القومي مو حدا الا على يد حزب
وفيه تتوفر مزايا الارتباط العضوي وقوة النضال النظرة الوحدوية الصحيحة ،
الناتجة عن التنظيم الموحد .
حزب عربي شامل تؤسس له فروع في سائر هكذا قام حزبنا واعلن انه
لا يعالج السياسة القطرية الا من وجهة نظر المصلحة الاقطار العربية » ،وهو
العربية العليا
ولكن هذه النظرية القومية في العمل السياسي وفي التنظيم لا يمكن ترسيخ
جذورها وإحلالها محل النظرة الاقليمية الا اذا توفرت روح ثورية عالية تتغلب على
المحلية والثقافة الفاسدة العتيقة وترتفع لمستوى والاعتبارات والانانية المصالح
التضحية بكل ذلك في سبيل الفكرة الجديدة .وبجانب الروح الثورية يجب ان
يقوم نظام يجسد الفكرة ويحافظ عليها ويمدها بالقوة كلما واجهتها العقبات
والمصاعب .وبكلمات ابسط تتطلب الفكرة القومية ان يكون اعضاء حزبنا ـ خصوصا
مؤمنين بالوحدة ايمانا حقيقيا عميقا ،ايمانا ثوريا يضع الامة القياديين منهم
،ويقدم المصلحة العربية العليا فوق كل مصلحة محلية مهما دائما فوق الاقليم
ولاجل ان تزاحمت الحوادث وتطورت الاوضاع القطرية وازدادت مشاغلها
۳۷
تبقى هذه النظرية الثورية عند الاعضاء مسيطرة وقوية وحية يجب ان يتوفر
قوي وكفوء يستطيع فعلا ان يربط اجزاء الحزب وفروعه بمنظمة قومي تنظیم
واقع الحزب
الداخلي ؟ هل استطاع فعلا ان يكون منظمة عربية تعالج المشاكل السياسية على
اساس مبدأ وحدة القضية العربية ؟ لقد عمل حزبنا في وسط ظروف التجزئة
فاقتصر عملها على التوجيه الفكري ونشر صغيرة في عددها وبسيطة في تنظيمها .
فكرة الحزب وثقافته وتثبيت المبادىء الاولية في التنظيم كالاجتماعات والمناقشات
وتطوير التشكيلات المتسلسلة من ، وطبع النشرات والكتب وجمع الاشتراكات
الحلقة فما فوق
واتسمت هذه الفترة بالتعلق الشديد بثقافة الحزب والحماس القومي العاطفي
والتطلع لقطر سوريا لانه مكان ولادة الحزب ومركز اشعاعه وقوته .وبجانب
هذا الانغماس في فكرة الحزب كان هناك شبه انقطاع بين الحزب الناشيء والوضع
الاقليمي الذي يحيطه .فالتشكيلات الحزبية الاولى في العراق والاردن ولبنان في
السنوات القليلة التي تحيط سنة ١٩٥٠لم تكن منجذبة للسياسة المحلية لانها كانت
بادئة وليست ذات وزن سياسي مؤثر في الاوضاع .وان هي شاركت في السياسة
المحلية كانت مشاركتها غالبا من قبيل تسجيل الموقف والمناوشة وفي بعض الاحيان
مقصودة لاحتلال مكان بين الاحزاب التقليدية .وعلى العموم كانت تلك المشاركة
مرتبطة لحد بعيد بمبدأ وحدة القضية العربية ·
فحزبنا في لبنان في مرحلته الاولى لم يركز اهتمامه على وضع لبنان الداخلي
فقد تظاهر لنصرة مراكش عام ، ١٩٥١ بقدر ما اهتم بقضايا الوطن العربي عامة .
وقام بنشاط شعبي واسع ضد دكتاتورية الشيشكلي عندما نظم اضراب الجامعة
الاميركية على اثر ضرب الشرطة في دمشق طلبة الجامعة السورية بالرصاص ،واقام
مهرجانا شعبيا ضخما لتخليد شهداء ٦ايار .ووضع برنامجا لبيانات عديدة قرر
اصدارها في ذلك العام منها ذكرى تأسيس الجامعة العربية ،ويوم المرأة العربية ،
ان هذا التقسيم هو تحليلي لازمني اي انه مقصود للتوضيح والمناقشة ولا يمثل ادوارا زمنية ()۱
تاريخية .
۳۸
فلسطین أو ذكرى تقسیم
فقد
وفي العراق سادت هذه النظرة القومية لحد بعيد في المرحلة الاولى
فقدم مذكرة الحزب هناك للحملة القومية ضد دكتاتورية الشيشكلي استجاب
لسفارة سوريا وتظاهر في دار السفارة متحديا ارهاب الفئة الحاكمة احتجاج
آنذاك
• و انطبع الجزء الاعظم من نشاطه بهذا الطابع القومي الشامل
: حاولنا تحلیل اسباب ذلك وجدنا انها تعود لعاملين واذا
فحرارة الفكرة القومية . اولا -الروح الثورية العالية الصادرة من الفكرة
والعفوية والصفاء الذي يتوفر عند الاعضاء الجدد ويطبع التشكيلات ونصاعتها
.وهذا الناشئة قد ساعد لحد كبير عن اعطاء هذه الصفة القومية للنشاط
عامل ايجابي
ثانيا -
فكونها ضعيفة غير وهناك عامل سلبي هو صغر تلك التشكيلات .
ذات وزن سياسي قد جعلها تنفصل عن الشؤون الاقليمية وتتعلق بالعمل القومي
العام .ان التشكيلات الاولى لم يكن بمقدورها ان تؤثر عمليا في السياسة الاقليمية
لانها ناشئة صغيرة بالنسبة للاحزاب الاقليمية الموجودة .فهي عندما لا تكون
.
مساوية او مقاربة لتلك القوى لا تستطيع ان تساهم في العمل السياسي المحلي
تكن في هذه المرحلة لم فقوة النظرة القومية نسبيا ومهما كانت الاسباب
ناتجة عن قوة التنظيم القومي ومركزيته لانه لم يكن متوفرا
ان احسن مثال على هذه المرحلة هو حالة تشكيلات حزبنا الموجودة الآن
فهي تمر تقريبا بنفس المرحلة التي مرت في السعودية ومناطق الجنوب العربي .
بها تشكيلات العراق والاردن ولبنان قبل حوالي السبع سنوات
- ۲المرحلة الثانية
في السياسة المحلية .ففي ازدياد الوزن السياسي للفروع واصبحت ذات اثر
وفي حوادث ١٩٥٦عندما العراق ساهم الحزب بشكل فعال في انتفاضة ١٩٥٣
.وفي الاردن دخل قاوم حلف بغداد ودخل الجبهة الوطنية مع الاحزاب الاخرى
حزبنا محيط السياسة العملية عندما قاوم محاولة جر الاردن لحلف بغداد وخاض
معركة تطهير الجيش .وفي لبنان خاض حزبنا الثورة بجدارة واثبت كفاءة وثورية
عالية بالنسبة لقواه المحدودة وحداثة نشوئه
ان الذي حدث في هذه المرحلة هو اتصال الحزب بالواقع وتشابك نشاطه
بالسياسة العملية الاقليمية .للحزب روحه ونظرته القومية ولكن للواقع ايضا
روحه ونظرته الاقليمية .وبهذا الاتصال والتشابك لا بد ان يؤثر جانب بآخر
فيعتمد على توازن القوة في اما تحديد الجانب المؤثر والجانب المتأثر ومدى التأثر
٣٩
الجانبين .لقد كانت نتيجة هذا الالتقاء مزدوجة فقد اثر حزبنا بالواقع الاقليمي
فكرته التي تسرب في الجو الشيء فطعمه لحد ما بالنظرة القومية ونشر بعض
شيء من اثرها في الواقع ولكن من الناحية الاخرى -وهو موضوع بحثنا الان -
فالوضع الاقليمي قد جذب تشكيلاتنا فيه . تسربت روح التجزئة لحزبنا واثرت
فاكثر بتأثير اغراء النجاح نحوه وربطها به وجعلها تنغمس بشؤونه ومشاغله اكثر
السريع وكسب المنزلة السياسية بين الاحزاب الاخرى .اي ان الواقع قد استطاع
ان يجر حزبنا اليه بدلا من ان يحدث العكس .فازداد اهتمام حزبنا بالقضايا
قد ارتبطت الاقليمية بالنسبة للقضايا القومية حتى ان سياسته الطويلة الامد
بالوضع الاقليمي بشكل اخذ يوحي بتبدل في النظرة الاساسية .ان نشاط بعض
قد اصبح وكأنه يقوم على فيه تشكيلاتنا القطرية المتلازم مع القطر الذي تعمل
اساس ان حل المشكلة الاقليمية هو طريق حل المشكلة القومية بدلا من ان يكون
الاساس عكس ذلك
ومما مهد لنمو هذا الاتجاه بشكل اساسي هو ان التنظيم القومي لم يرتفع
مستواه السابق بل بقي على حالته الاولى :بدائيا يعوزه الاساس العلمي والاساليب
في الوقت الذي بدات التشكيلات الاقليمية تتجه بالتدريج نحو الاقليمية الحديثة .
قومي مركزي متين يحد من هذا والانغماس في المشاكل المحلية لم يوجد تنظيم
الاتجاه ويرجع الحزب لوحدته ويطرح منه رواسب الواقع الفاسد التي تسربت
وفحوى ذلك ضعف القيادة القومية وتخلفها عن متطلبات الوضع القومي . اليه
· والقيادة القومية الجديد الذي نما وتوسع عما كان عليه في مرحلة التأسيس
نفسها لم تسلم من هذا الداء فقد جذبها واقع سوريا اليه فانغمست به واصبحت
في معظم نشاطها متجهة نحو معالجة الوضع الاقليمي
فيها على حساب النشاط القومي .ولكن كل ذلك كان بدافع عفوي وبدون وعي
فكرة قومية انقلابية وبين واقع التجزئة وملابساته العملية .ان الذي حدث هو
ارتباك سببه نقص التجربة وعدم اقتران الثورية القطرية بنضال عملي يعمقها
ويرسل جذورها في النفوس
الجو لظهور بعض الافراد الطموحين الذين وجدوا في السياسة المحلية مجالا رحبا
لقد اندفع هؤلاء الافراد للظهور وتكوين مركز سياسي وزعامة محلية في الحزب .
القلائل في العمل الاقليمي والسياسة المحلية لحد بعيد جدا بحيث اصبح مصيرهم
{.
ومستقبلهم السياسي مرتبط بهذا النشاط · وهكذا تكون في حزبنا بعض الافراد
في هذا الاتجاه وربطوا فدفعوا الحزب الذين يمتهنون العمل السياسي الاقليمي
مصيره بمصيرهم ومصير الكل بنجاح القضية الاقليمية .
ممتاز بين الاحزاب الاقليمية قد فتح مجالا للاشتراك في الحكم الامر الذي شجع
فنمت في هؤلاء الافراد على التمسك بالسياسة الاقليمية اكثر من ذي قبل
الحزب زعامات محلية اصبح من مصلحتها تحقيق شيء من اللامركزية والسير نحو
تفكيك الارتباط القومي .ان هذا التمركز الاقليمي من قبل بعض الافراد لم يكن
عفويا سببه نقص التجربة ولا هو نتيجة طبيعة للاتصال بالواقع بل جاء واعيا وبه
فمثلا
الكثير من التحسس للمصلحة الخاصة على حساب مصلحة الحزب ككل
هي الاصرار على الحاق القومي بدات في الحزب ظاهرة غريبة على فكرة التنظيم
الاعضاء الذين يخرجون من تنظيم احد الاقطار ويسكنون في الخارج بتنظيم ذلك
القطر ،أي أن سلطة التنظيم القطري اخذت تمتد لخارج القطر جغرافيا لتشمل
كل من يحملون جنسية ذلك القطر حتى ولو كانوا يقطنون خارجه ،وفرقة
•
اللاجئين السياسيين من الاردن في دمشق مثال على ذلك
ومثل هذه النظرة المتناقضة للفكرة التي قام عليها تنظيم حزبنا قد أدخلها
·
افراد قلائل وثبتوها عن قصد ووعي لانها تيسر سيطرة ونفوذا في هذه التنظيمات
فات خطوات الاتجاه نحو الاقليمية واوضحنا خصائص كل استعرضنا فيما
.وقد تجسد هذا الاتجاه في جوانب معينة من عملنا سنحاول مناقشتها خطوة
الان
- 1الاقليمية في التنظيم
لقد تضافرت كل العوامل التي ذكرناها سابقا وهي ضعف الجهاز المركزي ،
وارتداد الواقع الفاسد وتسرب النظرة الاقليمية نتيجة للاتصال ،والميول الانتهازية
لقد تضافرت كل هذه العوامل على تفكيك وحدة الحزب عند بعض الافراد ،
الداخلية وخلق تيار يدفع نحو الخارج ،نحو الابتعاد بدلا من الدفع الى الداخل
فأصاب نظامنا ارتباك وتجزئة ظهرت بوادرها بشكل . نحو التماسك والوحدة
فبدلا من ان يكون لدينا نظام داخلي واحد مصمم بضوء تكيف للظروف المحلية .
فيكون مرنا حاويا للتباين في الاقطار دراسة شاملة دقيقة للاوضاع المتباينة
ويضمن الوحدة بنفس الوقت ،بدلا من ذلك اخذت منظمات حزبنا في الاقطار
تتكيف للاوضاع المحلية وتسير بانظمتها الداخلية شطر ذلك التباين متكيفة معه بدلا
من ان تكيف اوضاعها هي وتسيطر على ظروفها يضمن نظام موحد ثوري يصهرها
٤١
في التنظيم لآخره واصبح التكيف وقد انفتح باب الاجتهاد ويؤكد وحدتها .
النظر عن النظام الداخلي امرا شائعا معروفا تمارسه والتلاؤم مع الظروف بغض
فلو قمنا بدراسة مقارنة النظم المطبقة فعلا في الاقطار اغلب التشكيلات الحزبية .
لوجدنا ان هناك تباينا كبيرا في كل المستويات الاساسية والثانوية .بل لقد وصلت
في بعض المناطق انظمة محلية خاصة كما حدث لحد ظهرت التجزئة في التنظيم
الظروف بدلا من ان يواجه بروح ثورية عالية تعاف السهولة وتبقى مصرة على
التغلب عليها حصل شيء من التراخي والخضوع لمتطلبات الظروف فتكيف النظام
بدلا من ان يحدث العكس
وبجانب ذلك هناك النقص في النظام الداخلي نفسه الذي لم يكن من الشمول
والمرونة لدرجة يستوعب تباين الظروف وقسوتها في بعض المناطق ،والذي بقي
جامدا لا يتطور ازاء الصعوبات والعقبات في التطبيق
ولكن هناك نوع آخر من الاجتهادات التي كانت دوافعها التخلص من
هناك نوع من التكيف الذي اوجد ليخدم المسؤولية والالتفاف حول النصوص
لم تكن . اغراض بعض الاعضاء من ذوي المراكز العالية في الحزب ولدعم نفوذهم
كل حالات الخروج على النظام الداخلي ناشئة عن الارتخاء العفوي ونقص الوعي
وهبوط روح المسؤولية بل جاء بعضها مصلحيا مصمما عن وعي مسبق واصرار
.
وهذا هو وجه الخطورة في الموضوع
الاقليمية نحو الشؤون المحلية ودخلت فيها وتشابكت معها واصبحت مرتبطة المصير
لحد بعيد بمصير الوضع المحلي .فظهرت في سياستها فكرة « القضايا » المتعددة
وهكذا . بتعدد الاقطار كقضية الاردن » و « قضية « العراق » و « قضية لبنان »
قوة دافعـة ان هذا الاتجاه اذا ما استمر سيزداد قوة لانه سيغذي نفسه ويولد
ذاتية تزيده تركيزا .وتطوره الطبيعي التلقائي سيوصلنا عمليا لنفس موقف
الاحزاب القومية الاقليمية التي تقول بوجوب التركيز على القضية الاقليمية اولا ·
فمتى حلت مشكلة كل قطر من الاقطار العربية اصبح من اليسير حل القضية العربية
سوف لن يطول الوقت الذي نجد انفسنا لا نختلف بسياستنا العملية عن كلها
هذا الموقف فنصبح مجموعة احزاب لا تربطها غير امور شكلية بحتة .
ولا يخفى ان هناك صلة عميقة بين الاقليمية في التنظيم والاقليمية في العمل
٤٢
قد انعكس بقلب تشكيلات الحزب فالاتجاه نحو الاقليمية في التنظيم
السياسي
الاقطار من المنظمات الادارية لمنظمات سياسية ،بربط تلك التشكيلات بالسياسة
فاصبحت وكأن مهمتها الاولى هو حل فيه المحلية وبقضية القطر الذي توجد
تلك القضايا كتحرير الاردن ،وتحرير العراق ،وتحرير لبنان ....الخ .في حين
ان النظرة القومية تقضي بان يدرس الوضع العربي ككل وتحدد مشكلة المرحلة
الحاضرة بضوء المشكلة الكبرى ،وترسم الخطة واستراتيجية تنفيذها ،واذا نتج
قضية العراق مثلا عن ذلك أن تقرر ان التركيز الان يجب ان يكون على حل
حسب الخطة الشاملة عندها يعبأ الحزب كله وتتحرك كل منظماته وقواه للعمل
لحل تلك القضية ·
القضية العربية وتؤدي منطقيا لان يعمل كل في قطره لحل مشكلته الخاصة .فماء
فحلها لا يكون الا بعدة خطط وبواسطة عدة منظمات دامت هناك عدة قضايا
ولكن هذا التباين في التنظيم وفي العمل السياسي قد غذى نفسه وولد قوة
فقد تبلور بالتدريج تباين في اسلوب العمل وفي الاقليمية . تدفع للمزيد من
الموقف من بعض القضايا الايديولوجية .ان الاسلوب الذي تتطلبه النظرة القومية
والذي يقتضيه العمل على المستوى القومي الشامل يبدو غير مناسب في حدود
الاقليم وعندما يستعمل في حل القضايا الاقليمية
ظهر مؤخرا نحو العمل العسكري بدلا من العمل ويبدو ان الميل الذي
في النظرية القومية ينسجم الاسلوب مع الشعبي هو احدى نتائج هذا الاتجاه
فالقضية العربية عندما تجزا يصبح من المنتظر طبيعة المشكلة ويكون متفرعا منها .
أن يختلف اسلوب حلها من قطر الآخر
الوسائل لتحقيق النجاح .واخذ العمل السياسي يميل للاقتصار على قسم صغير
خاص من الشعب بدلا من ان يتجه للجماهير العريضة .وظهرت بوادر اتجاهات
فجاءت فكرة الحزب ترشحت من الظروف المحلية ، متباينة وآراء غريبة عن
نسجمة معها ،لقد بدأت اجتهادات متباينة تظهر في معنى الثورية ومعنى النضال ؛
ومعنى العمل السياسي وهكذا .كل ذلك قد جاء نتيجة للابتعاد عن النظرة
حتى ان فكرة القومية العربية بدأت تتخذ معنى غريبا عن فكرتنا . القومية
فالوحدة العربية اذا ما نظر اليها من زاوية الطريقة التي تمت بها وحدة سورية
ومصر والنظرة التي نتجت عنها واذا ما نظر اليها من زاوية محددة ضيقة لا تتعدى
توحید قطر صغیر کالاردن مع الجمهورية العربية المتحدة مثلا فانها حتما ستأخذ
٤٣
معنى يختلف عما لو نظرنا الوحدة العربية الشاملة التي يجب ان تضم كل الوطن
العربي بما فيه اقطار المغرب كالجزائر ومراكش .ان الظروف الموضوعية في هذين
القطرين مثلا تتسم بالاهمية الكبرى التي اكتسبها التنظيم الشعبي الحر وبتوفير
الامكانيات المادية اللازمة لبقاء الدولة وبالتجربة النضالية الفنية على عكس الحال
في الاردن .لذلك فالنظرة القومية للوحدة من حيث الاسلوب والشكل والاسس ،
لا بد وان تختلف عن النظرة المحلية الضيقة المحصورة في قضية توحيد قطر معين .
وهكذا تفتح الاقليمية الباب امام سلسلة طويلة من الاختلافات الايديولوجية التي
في حين ان النظرة القومية هي المسلمة التي تزيد في البلبلة والتفكك والتفتيت ،
تتفرع منها النظرة الموحدة في جميع هذه الامور
اخطار الاقليمية
ان خطورة الاتجاه نحو الاقليمية الموجودة حاليا في حزبنا ليست خللا بسيطا
يمكن ان يحل في جسم الحزب .انها من الاهمية بمكان بحيث تهدد كيانه ووجوده •.
ويمكننا ان نشخص جوانب الخطورة والاضرار الناتجة عن ذلك بما يلي :
وقوة الحزب من فكرة الحزب الاساسية ا -أن الاتجاه الاقليمي يطعن
قوة فكرته فمتى خرج الحزب عن فكرته دخل في قبضة تطور مريض يقوده للموت
التدريجي .ان حزبنا قد اختار التنظيم القومي والنظرة الموحدة في النضال ايمانا
منه بان ذلك هو الخط السليم الوحيد لتحقيق فكرة القومية العربية .وبخروجه
عن هذا النهج سيدخل الفراغ والعمل العقيم الذي يعني الفشل في حل القضية •
عندها يزول المبرر الحقيقي لوجوده فيتحول لحركة عمياء غير ذات قصد فيضمحل
ويموت .
.وهذا الخطر هو في حقيقته يتعلق بالنقطة الاولى والدراسة وبالرغم من انه
فسح المجال لظهور الانتهازية في الحزب
.وبذلك يسهل على فصل الفرع عن الكيان الكلي ان العمل الاقليمي يعني
في ذلك الفرع والتسلط عليه واستخدامه لخدمة بعض الافراد الانتهازيين التحكم
اغراضهم الخاصة .ان العمل الاقليمي لضيقه او لزيف اسسه يفسح المجال امام
رواد المراكز والمصلحين للظهور .في حين ان محيط الحزب القومي الموحد باتساعه
وزخم الروح الثورية فيه ووزن القاعدة في تسيير شؤونه يضيق الخناق على مثل
هؤلاء الافراد ولا يرفع في سلم المسؤوليات الا العقائديين المناضلين المخلصين لقضية
الحزب .
-واخيرا هناك ضرر فني يصيب الحزب هو الضعف الذي ينتج عادة
عن
التفكك وضياع القوى والطاقات الثورية التي تنتج عادة من الوحدة العضوية الحية
٤٤
المتفاعلة .ان مجموع قوى الاجزاء وهي مفرقة منفصلة اقل بكثير من قوتها وهي
·
موحدة في كيان واحد ،ان التفكك بحد ذاته مصدر ضعف وهدر الامكانيات
قوي يسهر عليها ويقومها كلما طرأ ان وحدة الحزب تحتاج لجهاز مركزي
.ان ربط الاجزاء بجهاز وصل كفوء عليها خلل ويعمل دوما لترصينها وتقويتها
نشيط ضروري للمحافظة على الوحدة الداخلية .ويجب ان يكون الجهاز المركزي
واعيا ومدركا تمام الادراك لمعنى وحدة الحزب ومضمونها ليكون التوجيه الذي
يصدره والخطوات التي يقوم بها والبرامج التي يطبقها كلها تدعم الوحدة وتضيف
فالجهاز المركزي الواعي هو الذي يستطيع ان . قوة ومناعة بمرور الوقت اليها
يشخص الآثار الخفية الضارة التي تنطوي عليها تصرفات الاعضاء والقيادات
فیر صدها ويقومها حالا ·
تحيطها .ان تنظيم الجهاز المركزي هو نقطة الانطلاق في تحقيق الوحدة .لذلك
يجب ان تكون اسسه علمية مستندة على احدث قواعد التنظيم
ويمكننا ان نعدد بعض هذه الاسس الان :
- 1
في العمل وتمرسهم مراعاة الكفاءة الفنية في اعضاء الجهاز وخبرتهم
القيادي ،فلا يكتفى بالاخلاص الفطري والحماس فقط .
وتقوية الجهاز المركزي تتطلب امكانيات بشرية ومادية كبيرة والا فسيبقى
الجهاز مشلولا لا بسبب الفوضى والارتباك بل بسبب العجز المحض .لذلك يجب
ان يحشد لتكوين هذا الجهاز كل الامكانيات والكفاءات ليخرج سليما ووافيا بالغرض .
المركزية في التنظيم
٤٥
والخطوة الاساسية في نظام داخلي وحدوي هي مركزية القيادة وتقوية سلطنها
ويتطلب ذلك طبعا ان تكون القيادة القومية . واخضاع كل القيادات الدنيا لها
قائمة على اسس علمية وقواعد تنظيمية تجعلها كفوءة وجديرة بهذه السلطة .فهي
بعددها وكفاءة عناصرها والاختصاص في توزيع العمل بين اعضائها وتفرغهم للعمل ،
والاجهزة الادارية والفنية التي تحيطها والروح الثورية العالية التي تصدر منها ،
تستطيع ان تجعل من سلطتها المركزية قوة تشد الفروع للداخل وتوحد الاتجاهات
ان السلطة المركزية يجب ان في جميع الاقطار . المتباينة وتعمق النظرة القومية
تقترن بالكفاءة لتؤدي مفعولها في ترصين وحدة الحزب ومحو التباين في الاتجاهات
والقضاء على التفكك والانحلال .
يجب ان يعطي النظام الداخلي للقيادة القومية صلاحيات واسعة على جميع
منظمات الحزب في كل الشؤون التنظيمية
السلطة
ففي الناحية التنظيمية يجب ان يسود مبدأ اعتبار القيادة القومية هي
في كل الوحيدة في الحزب وصاحبة السيادة المطلقة ( في غياب المؤتمر القومي)
شؤونه .وسيادة القيادة القومية يجب ان تكون موحدة غير مجزاة ،تامة وغير
العبء لا من قبيل التنازل .ففي الامور الاعتيادية اليومية تستطيع ،بل من الافضل
من الوجهة الادارية ،ان تفوض بعض الصلاحيات للقيادات الدنيا ومجالسها .ومهما
فالمبدأ كانت كمية ونوعية الصلاحيات المفوضة كثيرة ام قليلة ،خطيرة ام ثانوية ،
الذي يجب ان يسود هو ان القيادة هي مصدر السلطة النهائي وتستطيع أن
·
تستعمل هذه السلطة في اي وقت تشاء ومتى رأت المصلحة تقضي بذلك
اما السيادة المجزأة هذا هو المبدأ الذي تقوم عليه فكرة السيادة الموحدة
فمن الوجهة النظرية غير ممكنة ومن الوجهة العملية لا تعني غير توزيع القوى بين
والفكرة هذه لا يلجأ اليها الا عندما يكون القصد احداث توازن . جهات متعددة
بين قوى متباينة بسبب عدم توفر ثقة تامة باحداها كما هو الحال في تنظيم الحكومة
في الولايات المتحدة مثلا .اننا حزب ثوري لا يمكنه ان يعيش الا اذا كان موحدا ،
بل لا مبرر لوجوده اذا لم يكن قوميا · وهو يقوم باساسه على الايمان والثقة
فلا مكان لفكرة توزيع القوى لذلك فيه . والاخلاص ولا مجال للشك والريبة
وتوازنها فيه ابدا .ان وحدة السيادة فيه هي المبدأ الذي يناسب الطبيعة الثورية
لحزبنا والذي تتطلبه حاجاته الحاضرة
المركزية في التخطيط
فيعمل الحزب حسب ويجب ان يسود هذا المبدأ في التخطيط السياسي ،
٤٦
خطة موحدة تدرسها وترسمها القيادة القومية وتتخذها اجهزته القومية .اذ لا يمكن
للفرع ان يعالج القضية العربية وحده لضعف امكانياته ووسائله .وهو حتى عندما
تتوفر له الامكانيات تبقى معالجته ناقصة غير سليمة لانه يمارسها في حدود الاقليم
الذي يوجد فيه .وهذا هو سبب فشل الاحزاب القومية الاقليمية وانكفائها ثانية
نحو الوضع المحلي بعد ان فشلت في انجاز شيء مهم على الصعيد القومي .فالحزب
قيادته القومية الوضع العربي ككل ،واوضاع بواسطة يدرس كمنظمة واحدة
الاقطار والمناطق بتفصيل وموضوعية ،ثم يدرس اوضاعه الداخلية من كل الوجوه ،
تنظیمه و امكانياته وقواه .ويضع خطة لتحقيق اهداف معينة مستمدة من الاهداف
القومية الكبرى .وفي مجال الاستراتيجية يقارن بين الاغراض المتعددة ويكون
ة من المراحل لة
حلرح
مر ر ب
بم ررقر
يقد ي
قدحكما على طريقة تصنيفها في سلم الاهمية ..ففههوو ق
الاتجاه نحو تنظيم وضعه الداخلي وتمتين مؤسساته وتقوية منظماته ورفع كفاءتها
والتقليل من العمل السياسي .وهو قد يفضل ان ينصرف لعمل تأسيسي في
فيرسم خطة تنفذها منطقة جديدة وتحقيق توسع للحزب حيث لا يوجد الحزب
.وهو عندما يقرر ان يدخل كل منظماته واضعة فيها كل ما عندها من امكانيات
محيط العمل السياسي قد يقرر ان يركز على قضية قطر واحد دون الاقطار الاخرى
وهكذا .المهم هو ان تكون استراتيجية الحزب قومية لا اقليمية .فعندما يتحرك
نحو تحقيق هدف معين يتحرك كله كمنظمة واحدة •
ان الحزب ككل هو المنظمة السياسية ،اما فروعه وكافة منظماته القطرية
فهي وحدات ادارية محضة انشئت لا لتمارس نشاطا سياسيا منفصلا وخاصا بها
لحل مشكلة هذا القطر او ذاك بل لتكون جزء عضويا من الجسم الذي هو الحزب
وهي عندما تتحرك يجب ان تتحرك تحت سيطرته وبتخطيط منه .صحيح ان
منظمات الحزب تشارك في رسم السياسة العامة فتستعمل ما يتجمع لديها من
معلومات عن الاوضاع السياسية المحلية وتكون اراء عن كيفية العمل محليا وقوميا
وتضع كل تجربتها تحت تصرف الحزب ويسمع رأيها في التخطيط العام ولكن كل
ذلك يبقى عملا ايجابيا لتوفير المادة الاولية لرسم الخطة ،ويبقى الاشتراك في
وضعها فنيا محضا وبحدود الاستشارة .اما بعد ان تقر الخطة فمهمة الفروع
والاقطار هي التنفيذ .وهذه هي الصيغة الادارية للتنظيمات .
ان التشكيلات القطرية يجب الا تعمل على اساس الجنسية بل على اساس
في داخل حدود القطر الحدود الجغرافية اي انها يجب ان تتجه بعملها لمن يسكن
بغض النظر عن الجنسية .ففي العراق مثلا يجب ان يشمل التنظيم كل الحزبيين
الموجودين هناك سواء اكانوا من حملة جنسية العراق ام من الاردن ام من أي قطر
في منظمات الحزب عربي آخر .كذلك الذي يخرج من الاردن يجب ان يدخل
فلا تمتد سلطة القيادة القطرية لخارج الحدود على كل من يحمل حيث يوجد .
٤٧
جنسية الاردن كما هو حال فرقة اللاجئين السياسيين في دمشق .ان الفرع قد
انشيء لا ليحل مشكلة الاردن ولا ليختص بسكان الاردن بل لاغراض ادارية
تنظيمية بحتة
يجب ان تجرد المنظمات القطرية من كل صلاحية سياسية خاصة كالاشتراك
في الحكم والانتخابات ودخول الجبهات وعقد المحالفات مع الاحزاب الاخرى ،فهذه
وكل مجالات النشاط السياسي الاخرى يجب ان يكون بتخطيط وتفويض من
القيادة القومية
وصلاحياته ولا تقتصر وسائل تقوية وحدة الحزب على الجهاز المركزي
فبجانب الاجراءات التنظيمية هناك مجال واسع للتربية ونوعية النظام الداخلي .
.ان قاعدة الحزب وقياداته بحاجة ماسة لتوجيه مستمر والتوجيه الوحدوي
يشرح ويفصل هذه القضية ،ينبه للاخطار التي تواجه الحزب نتيجة للاتجاه
الاقليمي ويحذر من نتائجها .ان توضيح هذا الموضوع فكريا للقاعدة وللقيادات
من شأنه ان يخلق رأيا عاما يدعم بوعي خطوات القيادة القومية المصممة للقضاء على
الاقليمية ويوجد التجاوب السريع بين القيادة والقاعدة الذي هو اساسي لنجاح
الخطة
ان بعض جوانب الاتجاه الاقليمي ناتجة عن الغموض الفكري وضعف الوعي
في القاعدة وغفلة القيادات .لذلك فالتوجيه المستمر المتواصل حسب برنامج
ان عملية . مدروس ضروري كاداة لدعم الوحدة الداخلية وترسيخها في النفوس
داخل الحزب ،في فروعه واقطاره ،في فرقه وحلقاته .ان هذه الرقابة ضرورية
-لا يشترط فيها ان تكون سابقة بل يمكن ان تكون لاحقة -لمنع اي توجيه مضر
بوحدة الحزب
٤٨
اهمية التنظيم القومي في حزبنا ( ) ۱
من الخصائص الجوهرية لحزبنا ومن سماته المميزة هي انه منذ ان نشأ ،
في فكره وتركيبه التنظيمي وادخل بهذه السمة شيئا جديدا الى نشأ حزبا قوميا
مفاهيم النضال العربي آنذاك
فكرة الحزب اخذت ولقد كانت نشأة الحزب على الشكل التالي :قيادة تمثل
تبشر بهذه الفكرة وتدعو الشباب العربي الى الانتظام في حركتها .والمكان الذي
نشأ فيه الحزب لم يكن الا مناسبة ولم يستطع ان يجعل منه حزبا سوريا او حتى
سوريا عربيا بل كان الحزب حزبا عربيا ضم منذ البدء السوري والاردني واللبناني
.ومن هذه النواة العربية انطلقت المنظمات تؤسس والعراقي والتونسي والمغربي
الاقطار العربية .والمؤتمر التأسيسي الذي رضع دستور الحزب عام ، ١٩٤٧
كان يضم اعضاء من عدة اقطار عربية
ولم تكن هذه النشأة القومية للحزب وليدة العفوية أو الارتجال بل كانت تشير
بشكل واضح الى ان اصرار الحزب على تحقيق الامة العربية المصغرة بين صفوفه
لصورة هذه الامة في تنظيمه كتجسيد هو الذي جعله يصر على قيام الوحدة
وكتجاوز لواقع التجزئة المريض الذي استطاع ان ينفذ الى الفكر والعمل العربيين ،
وان يفرض اطره البالية عليهما مهما كان النزوع الى رفضها عند اصحابهما قويا ·
لقد اكد الحزب على هذه الميزة في مؤتمره القومي الثالث حين قال :
ان وحدة الحزب القومية تجسد صدق ايمانه بوحدة الامة العربية
مختلف اقطار الوطن ،وصدق نضاله من اجل تحقيق هذه الوحدة عمليا على
الشعبية الديموقراطية التي يقوم عليها جيان الحزب وتنظيمه .
ووحدة الحزب القومية اساس وجوده وثوريته ،لا مجرد وحدة تعاقدية بين
منظمات متميزة ،ان حزبنا القومي يستطيع وحده ان يحيط بمشاكل شعبنا
المتعددة في كل اقطاره بنظرة شاملة تؤمن تكامل جميع القوى الثورية في هذه
الاقطار وتعاونها في تجسيد ارادة المجموع وتحقيق مصلحته ،وصب كل قواها في
٤٩
في التنظيم والتربية الحزبية ٤ -
القومية ويؤدي لانتكاسة قطرية في المستقبل
وسيكون تنظيم وحدة لهذا كان طابع الحزب القومي اعظم قوة ثورية فيه
العربية » .
بالطبع لم يكن اصرار الحزب على خلق هذه الامة العربية المصغرة ،وبكلمة
اخرى على تحقيق الانقلاب على الواقع الفاسد مجرد طموح مثالي يدخل في عالم
الاماني والآمال .وانما كان يعكس فهما عميقا لما يتضمنه خلق الامة العربية المصغرة
داخل الحزب من تنمية للقوى التي تغذي النضال العربي ومن خلق شروط تحمي
هذا النضال من تسرب الزيف اليه عن طريق دخول منطق الواقع الفاسد الى
صفوفه بين الفينة والاخرى ·
اذا كانت موحدة او كان نضالها موحدا ،هي اكبر بكثير من مقدرتها على هذه
المجابهة وهي مجزاة او كان نضال اقطارها معزولا عن بعضه البعض
في نضالهم ففي اقل الاحتمالات واسوئها الشيء الذي يحصل عليه العرب
الموحد هو حتما احسن مما يحصلون عليه في حالة تجزئة النضال وانفراد كل
قطر بالمفاوضة » في سبيل البعث ) •
وهذا شيء طبيعي لان قدرة اعداء الامة العربية تكون اكبر بكثير اذا هي
واجهت كل قطر بمفرده و استفردته منها اذا واجهت الامة العربية ككل
يمكن ان تجابه الا الاستعمارية المعروفة لا فرق تسد ان استراتيجية
باستراتيجية « وحد تنتصر » من قبل الشعوب الضعيفة المقهورة
فالاستعمار الاميركي اذا اراد ان يقضي على بذور ثورة تحررية في احد
قطر يصبح اضعف بكثير مما لو تمكن في كل الاقطار وواجهته الجماهير العربية
. من مواجهة هذا القطر منفردا
فوحدة النضال العربي هي اذن اكبر رصيد للثورة العربية في عملية نموها وتصاعدها .
ولئن كانت هذه الوحدة تتم بشكل عفوي في السابق وتتجاوز كل الحدود
وتستطيع ان الحكام والتقسيمات السياسية ، وتبرز الامة العربية موحدة رغم
تحقق انتصارات رائعة كما حدث في ثورة الجزائر والعدوان الثلاثي على مصر ...
فان اساليب اعداء هذه الأمة قد تطورت تطورا هائلا في اتجاه تطويق وحدة النضال
هذه ،وتفتيتها وافراغها من زخمها مستفيدة في ذلك كله من تعدد المنظمات
الوطنية ذات الطابع القطري ومن ضعف النضال الايديولوجي ضد القطرية .فبينما
تحركت الامة العربية باسرها يوم العدوان الثلاثي على مصر عام ، ١٩٥٦كان تحرك
هذه الامة محصورا ومحدودا ابان عدوان ، ١٩٦٧رغم خطورة العدوان الفائقة
•
ورغم الاستعدادات الشعبية الهائلة عند الجماهير العربية للتحرك
لماذا ؟
لانه لم يكن هناك تنظيم جماهيري على مستوى قومي يخطط لتفجير هـده
ضمن استراتيجية شاملة لمواجهة العدوان يضاف اليه ان اساليب الاستعدادات
الثورة المضادة قد استطاعت تطويق العفوية التي كانت المحرك الاساسي للانطلاقات
الشعبية قبل عشر سنوات
۱ـ ان اخطر ما تواجهه الامة العربية في عصرنا الحاضر انها تتعرض يوما
بعد يوم لاقصى المحاولات من اجل ان يعطى لتجزئتها السياسية ابعاد اقتصادية
واجتماعية تعمقها وتخلق عقبات كبرى في وجه ازالتها •
ان هذا الخطر الواضح والشديد الذي يحيق بامتنا والذي يعتبر خير شاهد
قانون تجزئة في هذا العصر وهو على حرص الامبرياليين على تطبيق قانونهم
الشعوب ،يجب ان يقابله جهد عنيف ومتواصل من قبل القوى الوحدوية الحقيقية
التي تدرك كم توفر التجزئة لاعداء هذه الامة من فرص الحياة
이
الا ان هذه القوى اذا كانت وحدوية النظرة وقطرية التكوين ستجد نفسها
مضطرة الى الانغماس في اللعبة القطرية ذاتها وفقدان رؤيتها الوحدوية كما انها
ستجد ذاتها اذا امتلكت لقوى معينة حريصة على ابقاء الأوضاع القطرية لان في
بقاء مثل هذه الاوضاع فقط تضمن مصالحها واستمرارها ونفوذها وهذا ما يفسر
الرأي القائل بان الاحزاب القطرية التركيب مهما كانت حسنة النوايا الوحدوية
قطرية النوايا والنظــرة قوى وصافية النظرة القومية ستتحول مع الزمن الى
والتصرف وبالتالي الى قوى غير ثورية لا بل تصبح معادية للثورة الوحدوية في
بعض الاحيان ( فقط الحزب القومي التركيب هو الذي يضمن باستمرار لفرعه في
ـق قطر ان يتجاوز خطر الانغماس في المشاكل القطرية والابتعاد عن المنطلـ
الوحدوي في التفكير .
فيها وحتى هذا الحزب ذو التركيب القومي غالبا ما يجابه حالات يتعاون
ضعف مركزية قيادته القومية مع قوة تنظيمه في بعض الاقطار فيؤدي به الى جنوح
هذا التنظيم هذا التنظيم نحو التفكير القطري والمنزلقات الاقليمية ويصبح هم
الانفلات من التزاماته القومية .وقد يطمح الى تحويل كل التنظيمات الاخرى التابعة
فحزبنا في سوريا مثلا وهذا ينطبق عليه في كل الاقطار التي له فيها فروع
بدا حياته منذ تأسيسه وبدأ بنضاله يعالج مشاكل الشعب في الجزء الذي وجد
في سوريا كان يناضل ضد لما بدأ الحزب الحزب فيه ولكن على اساس عربي .
الاستعمار الفرنسي ،ولكنه في كل خطوة خطاها في نضاله ضد الاستعمار كان يذكر
.من الوطن العربي وان الاستعمار موجود . الشعب بان هذا الجزء هو جزء من كل
اجزاء اخرى وان طرده من هنا واضعافه سيساعد الاقطار الاخرى على التحرر
والاستبداد باخواننا في وان بقاءه هنا في سوريا يساعد الاستعمار على الضغط
اقطار اخرى .وبعد التخلص من الاستعمار الفرنسي هنا وجه الحزب نضاله ضد
لانها كانت زمن الاستعمار سببا في استمرار بقائه ،لانها الطبقة الحاكمة الطبقة
زيفت النضال واضعفته عندما تزعمت النضال وساومت الاستعمار مرارا عليه ..
فهل كنا في نضال ضد هذه الطبقة ؟ هل كنا نعمل لسوريا كبلد قائم بذاته مستقل
لا تصله بالبلاد العربية صلة ؟ كلا كنا نعرف ان نضالنا ضد هذه الطبقة هو نضال
ضد مرض واحد ابتلي به العرب في ارضهم وعندما قاومنا الدكتاتورية العسكرية
. ) ٢٣٤٢٣١ عربية ) ( في سبيل البعث ص
لم نكن نعالج حادثا اقليميا وانما ظاهرة (
فالنظرة يجب ان تكون دائما عربية حتى يأخذ النضال القطري مجراه الطبيعي
ولئن كان قد تسمى بالبعث العربي فليس ذلك لانه اول حزب آمن بالوحدة
العربية فكرا وعملا وجعل تنظيمه على اساس عربي شامل فحسب بل لانه آمن منذ
البدء ان كل نظرة ومعالجة لمشاكل العرب الحيوية في اجزائها ومجموعها لا تصدر
فليس تكون نظرة خاطئة ومعالجة ضارة . وحدة الامة « العربية من هذه المسلمة :
اذن الفرق بين البعث العربي وبين الاحزاب الاخرى التي تنشأ في الاقطار العربية
فيه واكثرها يقول بالوحدة في حدود القطر الذي تنشأ بالاثنين معا
العربية كنتيجة وهدف اخير سيصل اليه كل قطر عندما يكتمل تطوره وتنضج
الشروط اللازمة لتحقيق الوحدة العربية ،نقول ان الفرق بين حزبنا وهذه الاحزاب
ولقد تطور شرح هذه النظرية عبر نضال الحزب وتجاربه حتى وصل الرفيق
مسعود الشابي الى ابراز تناقض الاحزاب القطرية مع الوحدة على اساس طبقي
ما الذي جرى في ٢٣شباط » واضح فقال
فالاحزاب القطرية تتناقض مع الوحدة لتناقض مصالح القائمين عليها مع
مصلحة الوحدة في القضاء على المؤسسات ذات الاشكال القطرية .ان هذا يجعل
استطاعتنا ان نؤكد دون تحفظ بان الاحزاب القطرية بجميع اصنافها ومهما
كانت ايديولوجيتها لا يمكن ان تكون الا تعبيرا عن مصالح البورجوازية او البورجوازية
الصغيرة .إن المعاني العملية لهذا الالتزام تتجسد بالتالي :
1
ا -اعتبار القيادة القومية الوحيدة في الحزب وان شرعية آية قيادة دنيا
تستمد من انسجامها مع هذه القيادة فقط .
- ٢تقوية اجهزة القيادة القومية ومكاتبها بشكل يؤمن لهذه القيادة الاطلاع
قطر وعلى السريع والشامل على الواقع الحزبي الخاص والواقع العام داخل كل
نطاق الوطن العربي كله
-اولوية العمل على المستوى القومي لكل قائد حزبي على كل عمل اخر بما
هذا
من تفرغ كامل من قبل اعضاء قق لعملهم فيها يعني
ان حزبنا في هذه المرحلة هو الحركة الشعبية الوحيدة التي تعمل على نطاق
قومي وهذه الميزة هي احد اسرار قوة الميزة التي يجب ان لا نغفل اهميتها بل ونعمل
وانحزبنا بمقدار ما يتمسك بهذه الميزة ويخلص لها هو قادر علىتطويرها باستمرار
على ان يحفر لنفسه مجرى عميقا في النضال العربي وقادر علىان يوفر لهذا النضال
اداته الثورية الفعالة بعد ان قدم له الفكر والاطار التنظيمي العام •
القومي هو حماية وحدوية الحزب اذن الشرط الاول الذي يخلقه التنظيم
ومنعه من الانغماس الكامل في المشاغل القطرية مع ما يقود اليه مثل هذا الانغماس
من استسلام لمصالح وقوى غالبا ما تكون مناقضة لعقيدة الحزب ومسير نضاله
٥٣
لمبادئه وتعلقه بها .كما انه من الواضح ايضا ان للسلطة مقدرة هائلة على افساد
• ماسكي زمامها سواء من حيث قدرتها على ابعادهم عن مبادئهم او عن الشعب
ولما كانت السلطة امرا لا مفر منه امام اي حزب ثوري يطمح الى تغيير جدي
فهما علميا واضحا في الواقع الفاسد فانه من الضروري لهذا الحزب ان يمتلك
للسلطة وتأثيراتها وان يمتلك تصورا لكيفية تحويل السلطة وهي السيف ذي الحدين
لخدمة اهداف الثورة بدلا من ان تتمكن من تشويه مناضليه وافسادهم .كذلك على
الحزب الثوري ان يخلق الشروط الموضوعية التي تمكنه من السيطرة على السلطة
لمقتضيات الحزب سيطرة السلطة عليه وتسخيرها وتسخيرها لاهدافه بدلا من
الحفاظ عليها
ان من ابرز هذه الشروط الموضوعية التي يمتلكها الحزب هو وجود تنظيــم
قومي له .
فاذا استلم الحزب السلطة في احد الاقطار قد تنشأ حالة يقوى فيها
تأثير السلطة على عدد كبير من الرفاق داخل هذا القطر فتضعف رؤيتهم الثورية
قابلية للانحراف عن خطه النضالي وتتحول مجالات اهتمامهم ويصبح الحزب اكثر
الا ان وجود التنظيم القومي الذي يضم مناضلين لم يزالوا بعد على التصاق حميمي
بالشعب ومبتعدين نسبيا عن تأثيرات السلطة يشكل صمام امان ضد اي امكانية
انحراف للقطر الحاكم
غير ة ط ل س ل ا ن م ه م ه ي ا ل ا ه ت ا ي ر غ م و ة ط ل س ل ا ج ر ا خ ف ق ي ي ذ ل ا ي ب فالمناضل الحز
للجماهير العربية ومقدار انسجامها مع مبادىء الحزب ، ما تحققه من منجزات
بينما يستسلم المناضل الحزبي الواقع تحت تأثير السلطة الى مفاهيم مشوشة تحت
شعار « المرحلية » ومصلحة الحفاظ على الثورة فيجد نفسه وقد ابتعد شيئا فشيئا
عن مبادىء الحزب واصالته .
وصمام الامان هذا قادر على ايصال صوته وتحقيق التجاوب المطلوب مــع
مستلزماته اذا كانت القيادة القومية للحزب هي القيادة الحقيقية وقراراتها هي
القرارات النافذة وسلطتها هي السلطة العليا
فالقيادة القومية اذن بحكم تكوينها القومي اقدر على محاكمة الامور من منطلق
قومي من اي قيادة دنيا وبالتالي اقدر على ردع الحزب عن أي انحراف قد يقع فيه .
وتاريخ الحزب مليء بالشواهد التي تدل انه دائما حين كانت ترتفع داخل
الحزب اصوات تحت تأثير السلطة وتكاد انتزيف الحزب وتفقده معالمه ،كانت الهيئات
القومية من مؤتمر قومي او القيادة المنبثقة عنه تتقدم لتقاوم التزييف ·
هذا ما حصل في المؤتمر القومي الثالث حين حاول عبد الله الريماوي ان يلغي
دور الحزب بدافع من خضوعه لتأثيرات اجهزة السلطة الناصرية
وهذا ما حصل ايضا بعد الانفصال حين حاول بعض القياديين في سوريا
وكذلك كانت القيادة القومية كمؤسسة هي قائدة الصراع الذي خاضه الحزب
قبل ۲۳شباط وبعده ضد تزییف القطريين
٥٤
بارز من شروط الوحيد وانما شرط على ان هذا الشرط طبعا ليس الشرط
اما ان لكشف مدى الاخلاص والايمان بالوحدة العربية وبالتالي بالحزب لان حزبنا
يكون قوميا او لا يكون مطلقا
الكلام عن الوحدة العربية وحتى السير فلقد أصبح من السهل على العديد
بخطوات شكلية تجاهها ،الا ان ليس من السهل على المواطن ان يكشف صدق قائلي
هذا الكلام •
ان احد المعايير البارزة التي استطاع حزبنا ان يقدمها كضوء كشاف على مدى
اخلاص اي مسؤول او قائد لهدف الوحدة هو مدى ايمانه بالتنظيم القومي ،وحتى
الان يستطيع الحزب من خلال هذا المقياس ان يكتشف كثيرا من الوحدويين غــــير
الحقيقيي •
ن
فغير المؤمن بالتنظيم القومي مهما اتسع مجال نشاطه القومي ومهما غالى في
اظهار وحدويته سنجده يوما وقد انعزل على نفسه وداخل قطره معتبرا المشاغل
مقدمة :
عن باقي الاحزاب تختلف قضية الوحدة بالنسبة لحزبنا اختلافا کلی
فالاحزاب الاخرى وحدوية في الوطن العربي والمنظمات السياسية الاخرى
بالالفاظ فقط ،اما حزبنا فانه وحدوي في تركيبه وعقيدته ،يجسد الوحدة في
تنظیمه .وهذه الميزة هي التي تميزه عن كل الاحزاب القومية ،كما ان هذه الميزة
بحكم تركيب تنظيمها ،وهي عاجزة بالتالي عن تحقيق الوحدة حتى لو حكمت
لقد اثبتت التجربة التاريخية للعرب وللشيوعية العالمية في العصر اكثر من قطر .
الحديث ان الوحدة لا يمكن ان يحققها الا حزب منظم على المستوى القومي ،خاضع
لقيادة واحدة مركزية تمثل أعلى سلطة فيه ،ترتبط بها المنظمات القطرية المختلفة .
لذلك فان حزبنا يبقى وحده حزب المرحلة العربية الراهنة وهـو عمادها ،
وهو حلها ،واداة تحقيق اهدافها في الوحدة والاشتراكية .لهذا السبب فـــان
الحرص على حفاظ حزبنا على الصفة الوحدوية لتنظيمه يوازي بالضبط الحرص
على تحقيق الوحدة العربية .اذ بدون هذه الصفة لا يمكن ان يؤدي مهمته
التاريخية .
تحل الازمة التي يعانيها الوطن العربي والمتمثلة في التخلف الاقتصادي والاجتماعي
وسيطرة الاستعمار .مع العلم التام بان عناصر الازمة الثلاثة لا يمكن حلها بالتطبيق
الاشتراكي القطري ،لان هذا التطبيق لن يغير من الواقع الاقتصادي والاستعماري
فمن البديهيات اليوم ان الازمة الاقتصادية لا يمكن ان تحل الا بواسطة شيئا .
صناعة متقدمة تحتل نسبة مهمة من الدخل القومي ،وان هذه الصناعة لا يمكن ان
-سوق واسع
-مواد اولية رخيصة .
وهي غير متوفرة في اي قطر عربي على حدة ،وانما تتوفر في الوطن العربي
ككل ،ويبقى بعد ذلك محتوى الاشتراكية فقط وهو توزيع الثروة .وتوزيع الثروة
لا يحل المشكل ،لان الثروة الموجودة حتى اذا وزعت توزيعا عادلا لا تستطيع موازنة
وتحويل انظار الحركات العربية الى الاشتراكية دون الوحدة .لان الاستعمار يعرف
ان الاشتراكية القطرية سوف تعاني الكثير اذا لم تفشل ،وبالتالي فانه بذلك
.ان واجبيستطيع ان يضرب عصفورين بحجر واحد :الاشتراكية والوحدة معا
الحركات العربية ان تفلت من هذا التوجيه الاستعماري وان تكون تطبيقاتها
.ان المشكل الاساسي الاشتراكية خطوة للاشتراكية على النطاق العربي الشامل
ولتستبدل تلك الوحدة في الوطن العربي ، ليمنعوا تحقيق الوحدة والاشتراكية
فقط الاعداء الموجودين خارج الحزب ،وانما هناك ان اعداء الحزب ليسوا
القطرية والاقليمية ودعــــــــم اعداء في الداخل يسعون لنفس المهمة وهي تكريس
اتجاهاتها ،ويأتي على رأس هؤلاء الاعداء :الانتهازية الانتفاعية ،والجبن
والغرور والمغامرة البلهاء ، بمصير الحزب والاستسلام امام الاغراءات واللامبالاة
والنظرة القصيرة والسطحية .
اننا اذ نضع هذه الدراسة بين ايدي مناضلي حزبنا نشعر بتفاؤل ان حزبنا
في امكانه التغلب على ازمته اذا تسلح مناضلوه بالنظرة العلمية للامور والشجاعة
۰۷
الخلاقة ،ونبذ المجاملة والاستحياء ،والمواقف الوسطية المورطة
برزت في حزبنا ظاهرة مرضية عدة مرات سببت له هزات كبيرة وكانت
فيه ،ومع ان هذه الظاهرة قد تكررت كما قلنا خلال سببا في بعض الانقسامات
الخمس سنوات الاخيرة ، ٦٤٥٩الا انها لم تحظ بدراسة موضوعية علمية توضح
اسبابها وتضع علاجا لها او بالاحرى تقوم بعملية تلقيح ضدها .وفي كل مرة تبرز
فيها هذه الظاهرة يقع الهرب منها بدل دراستها ومعالجتها لمحاولة القاء المسؤولية
هذه الظاهرة هي تمرد القيادة القطرية على القيادة القومية .وقد حدثت هذه
الظاهرة في التصرفات التالية :
·ا -تمرد الريماوي سنة ١٩٥٩
-
تمرد الركابي سنة . ١٩٦٠
-
٣ـ تمرد اكرم الحوراني سنة ١٩٦٢
- ٤تمرد الشميطلي سنة . ١٩٦٢
-تمرد السعدي سنة . ٦٣-١٩٦٤
واول شيء يجب تسجيله في بداية هذه الدراسة هو ان هذه التمردات تتم
في حالة تكون فيها القيادات القطرية في مركز القوة بالنسبة للقيادة القومية :
الحلول لها
ان كلا من القيادة القومية والقيادة القطرية تمثل قوة معنوية وفي بعض
الاحيان فعلية .واستنادا على القانون السابق ذكره فان صدا مهما حتمي ما دامت
كل منهما تمارس سلطة على نفس ميدان التأثير الا وهو القواعد الحزبية في قطر
معين .الا انه لكي نتأكد من توفر الشروط التي تحتم الاصطدام بين هاتين القوتين
لا بد ان نتساءل :هل ان القيادة القطرية قوة تابعة للقيادة القومية وجزءا منها أو
ان النظام الداخلي للحزب ومؤتمراته انها قوة مستقلة تعتمد على قوتها الذاتية ؟
تقول :
..بان القيادة القومية هي أعلى سلطة قيادية في الحزب تشرف على كافة
شؤونه ويخضع لها الحزب وكافة هيئاته ومنظماته وقياداته » ( . ) ۱وبما ان القيادة
القومية هي أعلى سلطة قيادية في الحزب فان سياسة الدولة تجاه الاقطار « يجب
ان تقرها القيادة القومية بعد الاخذ بعين الاعتبار راي قيادات الاقطار » ( . ) ٢أما
القيادة القطرية فان احدى مهماتها كما يحددها النظام الداخلي هي « تلقي توجيهات
فان للقيادة القومية ،وبالتالي و قرارات القيادة القومية والعمل على تنفيذها » ( ) ۳
حق دعوة اي مؤتمر قطري لانتخاب قيادة قطرية جديدة اذا رأت حل القيادة
القائمة حينئذ بسبب خروجها عن مبادىء الحزب او سياسته العامة أو اتجاهاته
التي اقرها المؤتمر القومي » ( . ) ٤ان هذه النصوص صريحة من حيث تحديد صلة
فهي تعتبر الاولى جزء من الثانية وتابعة لها القيادة القطرية بالقيادة القومية ،
ولكن هل تسير الامور على ما يرام بمجرد ان تخط القوانين والقرارات على الورق .
طبعا ان القوانين لا تفرض نفسها وانما تفرضها القوى المادية التي تسندها .ان
العمل السياسي لا يمكن ان يستند الى الضمانات الاخلاقية الفردية وحدها ،وانما
يجب ان يستند الى ضمانات مادية واقعية .بالاضافة الى أمر آخر لا بد من التنبيه
فهل اليه هو ان اية قوة لا تكون تابعة للاخرى الا اذا كانت تستمد قوتها منها .
القيادة القطرية تستمد قوتها من القيادة القومية ،حتى نتأكد من ان القيادة
القطرية تابعة لها وجزء منها ومدمجة فيها ؟ .
اننا اذا نظرنا للانظمة الداخلية التي صدرت عن الحزب نلاحظ ما يلي :
ا -ان القيادة القطرية لا تستمد شرعيتها وقوتها من القيادة القومية وانما
من النظام الداخلي .. « :وبالتالي يحق دعوة اي مؤتمر قطري لانتخاب قيادة
قطرية جديدة اذا رأت حل القيادة القائمة حينئذ بسبب خروجها عن مبادىء
الحزب او سياسته العامة او اتجاهاته التي اقرها المؤتمر القومي » ( ) ۱
الا ان القيادة القومية تجد نفسها في مأزق الامر الواقع اذا كانت القيادة
القطرية تمثل تنظيما ناميا وقويا في قطرها وتملك في يدها وسائل تعبئة الجماهير
الحزبية بما تريد وقادرة على القيام بشق الحزب لا لمجرد ملكها وجهة النظـ
الصحيحة ،وانما لكونها تملك قوة مادية بيدها تهدد بها الحزب والقيادة القومية .
ان الصيغ التنظيمية التي اقرتها الانظمة الداخلية على اختلافها لم تضع ضوابط
حقيقية تمنع هذا التمرد ،وذلك يجعل القيادة القطرية تستند في شرعيتها على
المؤتمر القطري وحده ،مما اعطاها قوة ذاتية مستقلة تدفعها الى صراع القيادة
القومية والتمرد عليها
فما
قومي الى افقاد القيادة القطرية قوتها هي الاسباب التي تدعونا كحزب
الذاتية ؟ .
- ۱سبق وان حللنا اوضاع علاقة القيادة القومية مع القيادات القطرية ورأينا
ان القيادة القطرية حسب ما يقره النظام الداخلي للحزب ،تملك قوة ذاتية تستطيع
بواسطتها ان تقدم على التمرد على القيادة القومية وهذه القوة آتية مما يلي :
- 1استنادها في شرعيتها على الانتخابات من طرف المؤتمر القطري .
ب ـ انبثاقها عن قاعدة قطرية لا قومية لان اعضاءها يصلون الى القيادة
مما يجعلها لا مبالية برأي القواعد ، بواسطة قواعد قطرها فقط والى الحكم
1.
الحزبية خارج قطرها ،وهو المنزلق الى الاقليمية والقطرية
ج -الوسائل التي تملكها اذا وصلت للحكم او اصبحت تحظى بقوة حزبية
د -القيادة القومية في هذه الحالة قوة معنوية لا يدعم سلطتها رادع مادي
فعلي .ان القيادة القومية في هذا الوضع تصبح هيئة لا تملك الا نصائحها التي
الحزب » هي أعلى سلطة في في هذه الاوضاع فهل تكون القيادة القومية
كما يحددها النظام الداخلي ومقررات المؤتمر القومي السادس وهي لا تملك من
الروادع الفعلية شيئا .اننا نخدع انفسنا لو اعتقدنا ان القوة المعنوية وحدها كافية
وان النص المكتوب على الورق وحده في مقررات المؤتمرات والنظام الداخلي يشكل
رادعا فعليا .ان الذي ألم الماما جزئيا بالسياسة يدرك ان القوانين المكتوبة لا يمكن
ان تحترم الا اذا كانت هناك قوة مادية تدعمها .وهل يمكن ان نترك المصير القومي
لحزبنا تحت رحمة امزجة فردية معرضة للتقلب والضعف والانحراف ،وان تكون
هذه الامزجة هي الضمانة الوحيدة لقومية تنظيمات حزبنا .اننا اذا ما قبلنا بذلك
ولم نسارع الى تغييره نكون قد وضعنا حزبنا ومصلحة الامة العربية رهن الصدف
والنوايا الطيبة وحدها •
ان اي حزبي مخلص للبعث ولقضية الامة العربية لن يقبل بذلك ،وسوف
يناضل ضد كل العوائق التي تقف امام ارادته وتصميمه وعلى رأسها الانتهازية
والانتفاعية القطرية •
- ٢الخوف من ان تصبح المنظمات القطرية احزابا اقليمية كسائر الاحزاب
الاقليمية الموجودة في الوطن العربي .لان الاحزاب لا تكون قومية برفعها شعارات
قومية او امتلاكها قناعات ونوايا قومية ،وانما تكون كذلك اذا كانت جزء من حزب
منظم على المستوى القومي أي على مستوى الوطن العربي .ان النوايا والشعارات
ان هذا الخوف التي لا تسندها بنى تنظيمية لا تقدم ولا تؤخر في الواقع شيئا
هو الذي يدفعنا الى وجوب البحث عن صيفة لابقاء المنظمات القطرية في الاطار
وانما الحسنة ، القومي ،ولن يكون الحل حتما تقديم النصائح المكررة والمواعظ
قوميا بالحزب وبقواعده والصيغة التي تضمن مثل هذا هذه القيادات يكون بربط
في وجودها يؤدي الى ازدواجية في قيادة المنظمة القطرية والحكم الذي تحكمه ،
11
ى الصدام بينهما .
ويوصل في النتيجة ال
كما ان القيادة القطرية في قطر يحكمه الحزب من الممكن جدا ان تنقلب الى
قيادة قطرية لا تولي اهمية لآراء المنظمات الحزبية في الاقطار الاخرى ما دامت
قواعد هذه المنظمات لا تؤثر في وجودها بالقيادة والحكم .اما اذا اصبح الذين
قيادة القطر وحكمه ينتخبون على المستوى القومي وتستند شرعية يصلون الى
اذ لا توجد قيادة قطرية قياداتهم الى قواعد الحزب في كل انحاء الوطن العربي
،فانهم حينئذ يصبح من المستحيل تقريبا عليهم ان ينقلبوا الى وانما قيادة (قومية
قطريين او ان يهملوا الاهتمام بآراء قواعد الحزب في كافة الاقطار الاخرى لان ذلك
يؤثر في مركزهم في الانتخابات القادمة .
ولكن هل يشكل مثل هذا الحل الذي تنتهي فيه القيادة القطرية كقوة مستقلة
ذلك
خطرا على الديمقراطية في داخل الحزب .ان هذه الاجراءات على العكس من
سوف تقوي الديمقراطية المركزية في الحزب ،لان اعضاء القيادة القومية المعينين
.واذا عين مكتب قطري فسيعين لإدارة القطر هم ممثلون لقاعدة الحزب جميعها
من اعضاء المؤتمر القطري ،ويراعى في تعيينهم عدة اعتبارات ،كماضيهم في
الحزب وكفاءتهم ونضاليتهم وثقافتهم وما الى ذلك من الصفات التي يمكن ان توضع
لها قواعد محددة ويوازن بينها عند الاختيار .اذ الهدف من استبدال الانتخاب
بالتعيين من طرف القيادة القومية هو انهاء الشرعية التي تستمد منها القيادات
القطرية قوتها أن يصبح اي تمرد يعني بوضوح خروجا عن الحزب مما يمنع التباس
الامور على القواعد الحزبية ويمكنهم من اتخاذ رد فعل حاسم وسريع .
ومدير الاستخبارات قائد الجيش كمل ان اعطاء القيادة القومية حق تعيين
و قائد قوى الامن سيضع في يد القيادة القومية ضمانة حقيقية لحماية الحزب
•
وحكمه .لان جوهر السلطة في دولة ما هو الجيش وقوى الامن والاستخبارات
انه بدون المسك بهذه الاجهزة لا يمكن للحزب ان يقال عنه بانه حاكم وان الدولة
دولته .ان هذا الجوهر لا يمكن ان يترك تحت رحمة شخص او عدد قليل
الاشخاص ،مهما كانت صفات هؤلاء ومهما امتلكوا من اخلاص للحزب ومــــــــــــن
اخلاقية .انه لا يكفي ان تكون هذه الاجهزة بيد حزبيين حتى نقول ان الحزب هو
فيها .ان الحزب لا يكون متحكما فيها فعلا الا اذا كانت أعلى سلطة الذي يتحكم
. تملك حق الولاية والعزل للاشخاص المدمرين لها وهي القيادة القومية نيه
ان غير ذلك يكون نوعا من الخور الفكري .ان كل الاجهزة الاخرى في الدولة تعتبر
ادوات فنية تكنيكية من وزارات وغيرها من المناصب
ان السلطة السياسية تتمركز في قيادة الجيش .والحزب اذا لم يملك هذه
الاجهزة -
ممثلا بأعلى قيادة فيه -يكون مشاركا في الحكم وليس حاكما ،وطابع
الحكم عبارة عن جبهة وليس طابع حكم حزب .
ان هذه القضية لا بد أن تكون واضحة وضوحا تاما امام اعيننا وعلى ضوئها
يجب ان تصدر احكامنا وقراراتنا
٦٢
الموقف من القيادة القطرية في الاقطار التي لم يصل فيها الحزب بعد الى الحكم :
يحكمها الحزب بعد لتمكين سلطة القيادة ان الحل بالنسبة للاقطار التي لم
القومية وربط المنظمات الحزبية بها ربطا متينا يختلف عن الحل في الاقطار التي
وصل فيها الى الحكم بالرغم من احتمالات بالنسبة اليها اقل ورودا واسهل علاجا .
الا ان ذلك لا يمنعنا من ايجاد صيغة اكثر ضمانة ،لان ظروف هذه المنظمات تحتاج
الى حرية اكثر في العمل ،ونطاق ارسع في اللامركزية بحكم ظروفها السرية
وحاجاتها للاعتماد على نفسها اولا وقبل كل شيء ،وذلك لان الامكانيات التي بين
يديها والتي بواسطتها تضلل القواعد الحزبية او تمنعهم من التعبير عن انفسهم وعن
مواقفهم اقل .اذ هي لا تملك النفوذ ولا المغريات المادية
ولهذه الاسباب فان الحل يكون بالنسبة اليها لا حل القيادات القطرية وانما
تعيين هذه القيادات استنادا الى توصية من المؤتمرات القطرية وتكون هذه التوصية
غير ملزمة للقيادة القومية ،لها حق اقرارها ورفضها ولها حق الاعتراض على بعض
اشخاصها .ان المهم هنا ان تشعر هذه القيادات أن وجودها ليس مستندا الى
القواعد القطرية في قطرها وانما هو ايضا معلق بسلطة القيادة القومية .كما تعرف
القواعد الحزبية ان وجود هذه القيادات يكتسب شرعيته بواسطة القيادة القومية
وحدها .وانها اذا سلبت هذه الشرعية تنتفي عنها شرعية طاعتها
ان هذا الحل يمكن المنظمات الحزبية من الحرية التي تستوجبها ظروفهــــا
النضالية وهو في آن واحد يمكن سلطة القيادة القومية ويجعلها قادرة اكثر على
ربط المنظمات الحزبية بها ربطا متينا ويتيح للقواعد الحزبية اتخاذ رد فعل حاسم
وسريع تجاه اية محاولة تمردية من طرف قيادتها القطرية .
خاتمة :
هذه الحلول ليست حلولا نظرية ،وانما هى حلول اعطتها تجربة حزبنا طوال
وهي الدروس البليغة التي لقنتها ايانا وهي الضمانة ين نضاله العديدة
الحقيقية للحفاظ على طابعه المميز باعتباره الحزب المنظم على المستوى القوميالذي
وهي التطبيق العملي لما نصت عليه . تستوجبه المرحلة التاريخية للامة العربية
من كون التقسيمات القطرية ليست الا تقسيمات ادارية محضة قوانينه الداخلية
.ان هذه الحلول تنبثق من صلب عقيدة اليها تزول بزوال الضرورات التي دعت
حزبنا ومبادئه وتراثه
٦٣
مبادىء الديمقراطية المركزية ( ) ١
ان من ابرز سمات حركتنا التاريخية انها جاءت لتؤكد ارتباطا لا ينفصم بين
القول والعمل بين الاسلوب والهدف بين الفكر والممارسة بين الوسيلة والغاية •
ولقد كان هذا الترابط تعبيرا عن جانب اساسي من جوانب اخلاقية الحزب
واختلافه النوعي عن سائر الحركات الاخرى التي قد ترفع شعاراته نفسها او تتقدم
لتلعب دوره ذاته وما ذلك الا لانه في حقيقته تعبير عن صدق الحزب واخلاصه
·
الكامل لمبادئه وانقطاعه النهائي عن كل ما يناقضها
ان الحزب الحقيقي الحزب الحي الذي وكما قال الرفيق ميشيل عفلق :
يمكن ان يؤدي رسالة في العصر الحاضر للامة العربية هو الذي يجعل اهدافه خلق
امة أو بعثها بشريطة ان يحقق هذا الوصف في نفسه اولا ،اي ان يكون هو امة
مصغرة للامة الصافية السليمة الراقية التي يريد ان يبعثها ·
ينتكس الحزب ولم يتعرض لما تعرض اليه الا حين كان يبتعد عن هذا ولم
الشرط البسيط الواضح وحين كانت تدخل اليه باسم الواقعية ومراعاة الظروف
فلا يمكن ان تيارات غريبة عليه وعلى فكره وعلى نضاله وعلى نظرة الشعب اليه .
يكون الحزب مماثلا مشابها متجانسا مع الواقع الفاسد المريض وان يدعي ان
كذلك باستطاعته خلق امة حية منسجمة حرة طليقة من كل الاعتبارات البالية
في تشكيله وفي اثناء طريقه نحو يجب ان يكون الحزب محققا لهذه الصفات
في سبيل البعث ) غايته
فمن وحدة الغاية والوسيلة التي يصر عليها تراث الحزب وفكره ،اذ يعتبر
الوسيلة جزءا مثقلا بالغاية نابعا منها او انها ليست مجرد طريق نختاره للوصول
البعث ) . في سبيل الطريق الموصل اليها الى الغاية بل اشعاع من الغاية يعين لنا
يجب ان تكون نظرتنا الى التنظيم وقواعده وعلاقاته
.كما مجرد اداة للوصول الى الاهداف بل اشعاع نابع منها فالتنظيم ليس
انه ليس مجرد صيغة افضل لاسراعنا في انجاز مهماتنا بل هو الصيغة التي نحقق
٦٤
من خلالها الانقلاب داخلنا والذي هو بنظر الحزب اسرع السبل لتحقيق غايتنا
التناقض داخل هذا الواقع بين صورتنا الواضحة وبين صورته الفاسدة المشوهة
ونحن متأكدون ان انكشاف هذا التناقض سيكون خطوة حاسمة باتجاه انهاء الواقع
الفاسد واطلاق قوى الجماهير اطلاقا لا حدود له ·
الاساسية يجب ان يكون احد ابرز المقاييس والالتزام بقواعد هذا التنظيم
التي نعين من خلالها مدى اقترابنا او ابتعادنا عن عقيدة الحزب وافكاره
لقد علمتنا تجربة الحزب ان ما من تيار انحرافي على الصعيد الفكري والعملي
فالحزبيون الذين فقدوا . نفسه في انحراف تنظيمي ايضا نام داخله الا وعكس
فقدوا ايمانهم بالحزب ايضا ومارسوا ايمانهم بالشعب وحرموه حرياته الاساسية
عليه دكتاتورية رهيبة بقوة السلاح كانت اشد و اوضح من دكتاتوريتهم على الشعب .
على المتضررين انفتاحهم والحزبيون الذين خفت حماسهم للاشتراكية وزاد
منها غاب عن ذهنهم ان حزبنا هو حزب الطبقة الكادحة وإن حياته واستمراره
مرهونان بقدرته على تحويل تركيبه الاجتماعي باتجاه استيعاب ابناء هذه الطبقات
وتوليهم لقياداته
كذلك وجدنا الحزبيين الذين تجاهلوا وحدة الغاية والوسيلة في علاقاتهم مع
الشعب فحاولوا التزييف عليه وخداعه والمناورة معه قد تجاهلوا ايضا هذه الوحدة
داخل الحزب فحاولوا ايضا خداع قواعده وقياداته واتباع ارخص المناورات داخله
او ابتعدوا عن الصدق في علاقاته معه وعملوا على تزييفه بكل قدراتهم وامكانياتهم .
ومن هنا يجب ان تكون نظرتنا الى تنظيم الحزب والى مدى تجاوبه مع عقيدة
فقط من خلال هذه النظرة الحزب نظرة جديدة تدخله في صلب افكارنا ومبادئنا .
يمكن ان يكون لدينا تنظيم حديدي صارم قادر على ضبط اعضائه ومنع تزايــــد
الاجتهادات ضمن صفوفهم ،وقادر ايضا على ان يكشف وبدقة بداية اي انحراف
فكري داخل الحزب .
فاذا كانت مبادىء الحزب تتلخص بالوحدة والحرية والاشتراكية فان قواعد
الديمقراطية المركزية
حاجة الحزب لان يكون منسجما مع مبادئه تطلب منه ان يكون ديمقراطيا
علاقاته الداخلية وحاجة الحزب لان يكون منسجما مع دوره و فعالا وطليعيا ومؤثرا
فتضعف وانه من الطبيعي اما ان تسيطر الديمقراطية على الحزب . بالمعجزات
فعاليته الثورية ويتحول الى نوع من النادي الفكري او ان تزيد المركزية داخله
والحقيقة ان هذا التناقض غير . فيه الى علاقات دكتاتورية فتتحول العلاقات
موجود الا بالمقدار الذي يوجد فيه تناقض بين ما يسمونه بحرية الفكر والرأي وبين
فعالا وقادرا الناشئة عن هذا الفكر حتى يتمكن هذا الفكر او الرأي من ان يكون
مله لى الحياة اليومية والواقع الملموس .
ا على الانتقال من ذهن حا
بل واكثر من هذا فان الحزب الثوري هو المجال الحيوي الاول الذي يتمتع
فيه المواطن بحرية الفكر والحقيقة .
في الاتجاه الفكري ذاته الذي يحمله المنضوي تحت لوائه فالحزب اولا يسير
والا لما كان انتسب اليه على الاطلاق .والحزب ثانيا يكاد يكون المؤسسة الوحيدة
التي يكون التحاق الانسان بها التحاقا طوعيا لا قسر فيه ولا اجبار وهو بالتالي غير
قادر على انهاء ارتباطه به حال تبدل مفروض على العضو بل وان هذا العضو
كما ان الحزب من ناحية ثالثة هو المجال الخصب لاغناء الفكر وتزويده قناعاته
بينما لو اخذنا اي اطار اخر لوجدنا مثل هذه الحرية تكاد تكون معدومة ،ففي
هل ، فيها ان تكون منبرا للرأي الحر فالصحافة نفسها التي يفترض
استطاعت او هل تستطيع عمليا ان تكون كذلك ؟ !
فان والالتزام تناقض وهمي بل على العكس اذن التناقض بين حرية الفكر
بما ينتج عنها من مسؤولية هي خطوة طبيعية نحو الالتزام ·
حرية الفكر
كذلك التناقض بين الديمقراطية والمركزية تناقض وهمي ايضا .فحين
يختار الحزبي قياداته ويصوت على القرارات الواجب تنفيذها ويناقش ويحاسب
فانه من الطبيعي ان يكون مستعدا للالتزام باختياره حتى يكون لهذا الاختيار معنى
عمليا وحقيقيا
فحرية الرأي والفكر دون التزام اذن ترف غير موجود ..وكذلك الديمقراطية
مهمانه
وتتجلى في هذه القاعدة ابرز ملامح الديمقراطية حيث ان قيادات الحزب لا
تفرض على اعضائه فرضا بل انهم ينتخبونها انتخابا حرا ديمقراطيا مباشرا ضمن
الحدود التي تسمح بها سلامة العمل
ان هذا الحق الممنوح للعضو الحزبي يتطلب من قبله تحسسا بمسؤوليـــــــة
..اذ انه من السهل جدا على استعماله استعمالا لا يقود الى الاضرار بالحزب
الشخص ان يمارس مختلف انواع الخداع والمناورة كي يصل الى قيادات الحزب
للعناصر اذا لم يجد امامه سدا منيعا يقيمه وعي الحزبيين وحسن اختياره
القيادية .
ان تنظيم الحزب الديمقراطي الذي يسمح بمثل هذا الاختيار رغم ما نتج من
مساوىء في الماضي يتضمن ثقة لا حدود لها بالعضو الحزبي والذي يجب بدوره
ان يكون عند مستواها في اللحظات الحاسمة من حياة الحزب .وهذا يتطلب ايضا
قبل ان يصبح حزبيا ومزيدا من الاحتراز منه اثناء مزيدا من السهر على النصير
فترة اختباره
٦٧
ومن جهة اخرى فان اطلاق حرية اختيار القيادة للحزبي يتضمن الزاما
ان حرية الاختيار التي تركت للعضو الحزبي في بداية الدورة الحزبية
لانتخاب قياداته العليا قد اكملت بحرية محاسبة القيادة التي اعطيت له في نهاية
الدورة الحزبية حين تتقدم هذه القيادة الى المؤتمر الذي انتخبها ليحاسبها ويقيم
الحزب يمنح لعدد من الحزبيين يبلغ ثلث اعضاء المؤتمر اعمالها ،لا بل ان تنظيم
حق توقيع عريضة تدعو الى عقد مؤتمر لمحاسبة تلك القيادة في اي وقت وانتزاع
ان حرية المحاسبة في المؤتمرات وحرية النقد والنقد الذاتي داخل كل
اجتماع حزبي هي ايضا تتطلب مسؤولية ووعيا من الذي يمارسها ،فالحزبي يجب
ان يفهم كافة الظروف والعوائق التي حددت نشاط القيادة وكبلتها قبل ان ينطلق
فالمقياس الذي يجب ان يتبعه الحزبي في في عملية محاسبة صارمة وعنيفة لها .
محاسبة القيادة هو مدى اقتناعها في القيام بما كان يمكنها أن تقوم به وليس
بمدى ابتعادها عن صورة مثالية يحملها في ذهنه عن عمل القيادة .ان اتساع نطاق
المحاسبة الى حدود غير معقولة يكون له انعكاسات خطيرة على مستقبــــل الحزب
اذ حينها يصبح الحزبيون القادرون متورعين عن تحمل مسؤولية القيادة وعمله
خوفا من المحاسبة غير المسؤولة .او من الاحتراق كما يحب البعض ان يسميها ،
مما يفسح المجال للعناصر المغامرة او العابثة او غير القادرة من ان تتصدى للقيادة
• مستغلة ابتعاد الآخرين عنها
ان أوضح مثال على هذه العقلية هو ما نال بعض الرفاق المؤسسين الذين
منحوا كل ما يملكونه للحزب ،لا بل اعطوا الحزب ما لا يستطيع غيرهم اعطاؤه من
فكر ريادي وقيادة تاريخية ،تحت شعار الحرص على مصلحة الحزب ومحاسبة
القيادات ،ليتبين بعدها ان كل من هاجم واتهم لم يستطع ان يقدم للحزب عشر
معشار ما قدمه هؤلاء حتى لا نقول انه لم يستطع ان يقدم للحزب غير التخريب في
قبل مؤسسات المجتمع مدللا من صفوفه وتفتيت وحدته ليعود بعدها صبيا
الفاسد ·
على ان توفر المسؤولية يجب ان لا يعني السكوت وعدم اتباع محاسبة دقيقة
صارمة وحتى قاسية في بعض الاحيان لان في مثل هذا الجو فقط تولد في الحزب
القدرة على الارتقاء المستمر وتتفجر في عناصره المواهب والكفاءات المخبوءة وامام
مثل هذا التحدي يكون الجواب غنيا خصبا لما فيه مصلحة الحزب وتطوره .
٦٨
-خضوع الاقلية لرأي الاكثرية واحترام الاكثرية لرأي الاقلية
ان المقياس العلمي الديمقراطي يعتبر ان اصوب الطرق لاتخاذ القرارات هو ما
فجزبنا ليس حركة دينية او ميتافيزيكية حتى يترك قراراته تختاره الاكثرية ،
لشخص فرد يؤلهه يتخذها ،كما انه ليس مؤسسة اوليفاركية لتكون الاقلية فيه
السائدة
هي
فحزبنا هو حزب ديمقراطي يؤمن بصوابية رأي الاكثرية مناعضائه لان القرار
لرأي الاكثرية فان من واجب الاكثرية ان تحترم رأي الاقلية وتستأنس به لانه لا
يمكن ان يكون في كل جوانبه خاطئا كما انه يحرم على الاكثرية ان تتخذ أي اجراء
بحق اي عضو من الاقلية لانه خالف رأيها
فمثل هذا الاجراء كفيل بالقضاء نهائيا على ديمقراطية الحزب او الروح
الاخوية التي يجب ان تسيطر على العلاقات ضمنه ،وهو وحده الذي يزرع بذرة
كل الامراض التي عانى ويعاني منها الحزب كالاتصالات الجانبية والتكتلات والشلل
ويصبح العضو خائفا من ان يقول رأيه في الاطار الذي يعتبر اقدس المجالات لقول
اذا كان خضوع الاقلية للاكثرية هو التزام المقياس العلمي والديمقراطي في
العمل فان التزام القيادات الدنيا بقرارات القيادات العليا هو مظهر آخر من مظاهر
التزام هذا المقياس يضاف اليه التزام نتائج الاختيار الذي قامت به القيادات الدنيا
حين انتخبت القيادات العليا
لتسيير العمل ولتشديد مركزية الجهاز ان مثل هذا الخضوع أمر ضروري
ولرفع مستوى فعاليته كما انه ايضا ضروري حتى لو كان رأي القيادات الدنيا
اشرافها على مجال اوسع مخالفا لرأي القيادات العليا لان هذه القيادات بحكم
وبحكم اتصالها بالقيادات الاعلى اقدر على رؤية الصورة من كافة جوانبها وبالتالي
اقدر على اتخاذ الرأي الاسلم ،بينما لا تنطلق القيادات الدنيا الا من ضمن الصورة
التي يسمح لها مجال عملها الضيق برؤيتها
غير انه اذا كان التزام القيادات الدنيا براي القيادات العليا امرا تفرضه ضرورة
العمل المنظم والتزام هذه القيادات بنتائج اختيارها فان علاقة القيادات الدنيا في
الحزب بالقيادة القومية يجب ان تكون مختلفة نوعا عن تلك العلاقات ·
في تمرده وثورته على التجزئة واعتباره فالحزب تجلت ثورته بأقوى شكل
الاقطار العربية وطنا واحدا والشعب العربي فيها يشكل امة واحدة رغم قوة
التجزئة كواقع ،واعتبر ان اهدافه الثورية الاخرى لا تتحقق الا على نطاق الوطن
والا تتشوه وتتزيف وتتردى الى اهداف العربي والامة العربية اي بمفهوم قومي وحدوي
فالحزب بدأ من الوحدة ليعالج التجزئة ولم يبدأ من التجزئة اصلاحية خادعة .
ليصل الى الوحدة .وهذه هي ضمانة ثوريته .اشتراكية الحزب من البدء وحدوية
وبالتالي ثورية صادقة وتختلف كل الاختلاف عن الاشتراكيات التي تنشأ في قطر
والتي قد يتسع افق بعضها مع الزمن فيحاول عبثا ودون جدوى ان يتخطى المنطق
الصفة
القطري .وهكذا في الحرية والتحرر .فالصفة القومية في الحزب هي
الثورية الاولى وهي التي تعطي اهداف ومميزات الحزب ثوريتها الصادقة
من يمثل هذه الصفة القومية ؟ هي القيادات القومية .فبين القيادات القطرية
والقيادة القومية لا يوجد تدرج وانما تكليف وتوكيل من اعلى الى ادنى .والقيادات
القطرية تستمد شرعيتها من انسجامها مع القيادة القومية لا من انتخاب المؤتمرات
ك يسبب له القطرية
فالحزب يستطيع ان يعيش دون قيادات قطرية ولو ان ذل .
متاعب ادارية ولكن الحزب مجهزا بجميع القيادات القطرية دون ان يكون له قيادة
قومية لا يعود حزب البعث •
ان الحزب الثوري ،لاسيما في امة كأمتنا ،يواجه اعتى المخاطر واشـــــد
.فهو الاعداء قوة وامكانيات ،يعتبر نفسه في حالة معركة دائمة وتأهب مستمر
من هذه الناحية مثل الجيش في حالة الحرب وان كانت الجوانب الاخرى من عمله
وعلاقاته تميزه بشكل واضح عن الجيش •
وعلى هذا الاساس فان الحاجة في الحزب الثوري الى الانضباط الشديد
Y.
الصارم المستند على وعي ثوري ناضج تتطلب منه ان يتبع بعض الاساليب التي
تبع في الجيش واهمها مبدأ نفذ ثم ناقش ·
ت
فقد تكون مصلحة الحزب في القيام بعمل سريع وحاسم تقتضي اتخاذ اوامر
فحينها وتعليمات سريعة لا يمكن شرحها للاعضاء في حينها لاكثر من سبب ،
يقتضي على الحزبي ان ينفذ هذه الاوامر دون مناقشة على ان يحتفظ بحقه في
نقدها في اول لقاء حزبي بعد ذلك
في التصرف بشكل موحد في مناسبة معينة وقد تكون مصلحة الحزب
حديدي من جهة اخرى ،بان يكون القرار للتأثير من جهة ولفرض هيبته كتنظيم
المسؤول واحد يجب الانصياع له مهما كان رأينا مخالفا لرايه
ان الالتزام بهذه القاعدة ذو اهمية بالغة اذ قد ينتج عن عدم الالتزام بــــه
تضييع فرص كبيرة امام الحزب بسبب خلل في التنفيذ او فردية في التصرف
ان اهمية الحزب كجهاز عمل تكمن في القدرة على رفع مستوى الانسجام
والاختصاص والتوافق في اعماله وعليه فان القيادة التي تخطط لتحقيق مثل هذه
الامور يجب ان تكون مالكة لصلاحية التقرير وفرض التنفيذ على الاعضاء
ان المناقشة التي تأتي بعد حين وبعد التنفيذ هي القادرة على منع أي محاولة
لاستغلال هذا المبدأ لغير مصلحة الحزب ..اذ يعرف من يتخذ قرارا ان محاسبته
سنأتي وانها ستكون عسيرة بمقدار ما يكون قراره بعيدا عن مصلحة الحزب ·
نفذ ثم ناقش » هو مبدأ نضالي عال ،وان اي تهاون في تطبيقه ان مبدا
في مستوى الارتباط يؤدي الى خلل اساسي في العمل النضالي ويعكس تخلفا
بالحزب
۷۱
مفهوم الديمقراطية المركزيةفي الحزب ( ) ۱
-المفهوم الماركسي الذي يعتبر الحزب تجسيدا لمصلحة طبقة معينة هي
طبقة البروليتاريا
غير ان هذا التقسيم لا يستوعب جميع المفاهيم التي تحدد هوية الاحزاب
السياسية .وعلى الرغم من ان الدراسات العلمية المشار اليها قد اقتصرت علـى
فاننا نلاحظ ان في اوروبا نفسها نشأت احزاب تحليل واقع الاحزاب الاوروبية ،
واحزاب قامت على المثقفين الاشتراكيين اشتراكية قامت على اساس نقابي عمالي
الذين يشكلون طليعة الاحزاب العمالية
۷۲
فكرية وتجمعات كانت هناك نواد شعبية وجمعيات بالمعنى الحديث للكلمة .
برلمانية واتجاهات للرأي العام ،ولكن لم يكن هناك احزاب .ثم جاءت مرحلة نشوء
الاحزاب السياسية .وكانت هناك احزاب تتركز فعاليتها على التجمعات البرلمانية
بكسب الاعضاء او تنظيمهم او وعلى القضايا السياسية وحدها دون ان تهتم
الاعضاء ثقافة سياسية وعقائدية تتجاوز الميدان السياسي الى الميادين الاقتصادية
والاجتماعية
.
واخيرا قامت احزاب تتركز اهتماماتها على الطبقة العاملة او على مجموع
الطبقات المستغلة ،وتعتمد على نظرية محددة وعلى اسلوب في العمل يجمع
التنظيم العلني والتنظيم السري ،ولا تكتفى من العضو بمجرد الايمان بفكرة الحزب
الاشتراكي
وعلى ضوء هذا التحديد لنوعية حزبنا نستطيع ان نتبين كيف ان الديمقراطية
المركزية تشكل الاساس الذي يجب ان يقوم عليه التنظيم في حزبنا •
ان حزبنا حزب قومي له فروع في معظم الاقطار العربية .كما انه حزب
ثوري اشتراكي يهدف الى تغيير البنية الاقتصادية والاجتماعية للوطن العربي .كما
انه حزب يؤمن بالحرية ويعتبر هدف الوحدة والاشتراكية الاساسي هو تحقيق
فالقيادة القومية هي رمز وحدة الحزب وهو رمز يجب ان نحرص على تثبيت
ودعمه باستمرار لكي يصبح حزبنا منسجما مع رسالته القومية
كما ان الديمقراطية هي رمز لايماننا بالحرية ولنظرتنا الى الطبيعة الانسانية
للعلاقة بين اعضاء الحزب وقياداته ،وهي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وعلى
·
المشاركة في تحمل مسؤولية العمل القومي
فلا بد للحزب الثوري اما المركزية فهي اعلان عن الصفة الثورية في حزبنا
۷۳
الحزب ،وعلى تنفيذ مقررات على ضبط قياداته صلاحيات تساعدهم ان يعطي
قيادة تساعده وتحمي انتصارات متواصلة ، مؤتمراته ،وعلى قيادة الحزب
تختصر الزمن وتسيطر على الواقع •
وهكذا فان تعبير الديمقراطية المركزية يبدو لاول وهلة وكأنه يجمع مفهومين
متناقضين .الا ان هذا التناقض يزول اذا حددنا المقصود بكل من الديمقراطية
والمركزية على ضوء فكرة الحزب
فالديمقراطية لا تعني ممارسة الحرية الفردية ممارسة مطلقة داخل الحزب ،
لان هذا المفهوم الديمقراطية هو المفهوم الغربي الكلاسيكي الذي يفصل الحرية
الفردية عن حرية الجماعة .
بل الديمقراطية في حزبنا تعني عملية تنظيم يتم في داخلها الربط بين حرية
العضو وحرية الحزب والامة .وهذه العملية تقوم على افساح المجال للاعضاء
العاملين ،لان يساهموا في نقد الحزب وتقديم المقترحات ووجهات النظر التـ
تنبثق من قاعدة الحزب
كما ان المركزية لا تعني مجرد حصر الصلاحيات وتركيزها تركيزا مطلقا في
يد القيادات الحزبية ،لان هذا المفهوم هو اقرب الى الدكتاتورية منه الى المركزية .
فالمركزية لا تعني السيطرة الاستبدادية التي تقيم الارتباط بين الاعضاء والقيادات
على اساس آلي تبعي ،بل تعني في حزبنا اقامة تنظيم ثوري يسمح للقيادات بان
تحقق استجابة سريعة للحوادث وخلق جو من الانسجام في العمل الحزبي
والرصانة في عمل المؤسسات الحزبية ومضاعفة المردود
لذلك فان الديمقراطية المركزية في حزبنا تشمل ممارسة الامور التالية :
1ا -الانتخابات
.
-
ب ـ النقد الذاتي والنقد
ج -الانضباط
الانتخابات الحزبية
٧٤
فالتكتلات المصلحية والتطبيقات الهامشية التي تتم الإنتخابية في الحياة العامة ،
فكرة التمثيل وتجعل قاعدة في معزل عن الهدف الاساسي من الانتخابات تفسد
فالانتخابات تعني شيئا خطيرا تقرر القاعدة الحزبية من نشاط الحزب وتقدمه ،
الحزبي والذي يضع معايير ثابتة لاختيار الممثل ،دونما اي تأثير اخر الا القناعة
بان المستفيد الوحيد من النتيجة هو الحزب ،هذا الرأي المستقل هو الذي يحقق
الشرط الاساسي في جعل الانتخابات ديمقراطية حقا
هو الذي يجب ان يسيطر في عملية - ٣لذلك فان مبدا اختيار الاسلم
فالمقاييس الحزبية ،من وعي الانتخابات ونضال مستمر الانتخابات في الحزب .
واخلاص للحزب هي التي تفرق الانتخابات الحزبية عن الانتخابات بالمعنى المألوف
حيث تسيطر العلاقات الشخصية والعاطفية وروح المساومة والنفعية والمجاملة
والوجاهة والصداقة وغيرها من الارتباطات التي تناقض الروح الثورية التي تحدد
• هوية الحزب
شروط الانضباط الحزبي الذي يقرره النظام الداخلي .ولكي يكون الانتقاد مجديا
يجب ان يستهدف التصحيح ،لذلك فان النقد الحزبي مرتبط دائما بمقياس للعمل
في مبادىء الحزب ومقرراته وانظمته التي وافق عليها الحزبيون الحزبي تتمثل
جميعا ،من دون ذلك يعتبر النقد تهديما للحزب ،ذلك ان الخطأ الحزبي لا يكون
في تطبيقها او محاولة الا نتيجة التطبيق الخاطىء للمقاييس الحزبية او التقصير
وقد تبدو الخطة الحزبية فاسدة لانها لم تنفذ . افسادها او الانحراف عنها
بصورة انضباطية متينة .
الحزبية ويحدد مسؤوليته في الاخطاء وقد يكون من اهم هذه الاخطاء عدم شعوره
صلح او عدم تنفيذه بالمسؤولية خلال الانتخابات الحزبية ،اي عدم اختباره
المخطة بدقة او خروجه عن الانضباط الحزبي
·
الا ان المبالغة في النقد كالمبالغة في النقد الذاتي تسوق الى نتائج سلبية
از لا بد من استخدام النقد والنقد الذاتي كوسيلتين متممتين لبعضهما ضمن اطار
الإنضباط الحزبي وارادة النضال من اجل رفع مستوى الحزب ومردود العمل
Yo
وخلق الروابط الموضوعية والترابط العضوي داخل المؤسسة الحزبية
فالمبالغة في النقد ادى ببعض الحزبيين الى وضع انفسهم فوق الحزب ونقلوا
مساوىء الحزب واخطاءه الى خارج الحزب واقتصروا في انتقاداتهم على نشر
الاخطاء دون ان يعمدوا الى تفسيرها ومعرفة اسبابها وطرق تلافيها ودون ان
يحددوا مسؤوليتهم الذاتية في هذه الاخطاء
كما ان عقدة النقد هذه قد وصلت ببعض الحزبيين الى التحلل من كل اعتبار
في تبرير خططها وشرح سلوكها لا شك بان تقصير القيادات الحزبية
في خلق بعض الاسباب التي ادت الى مثل هـــذا والاعتراف باخطائها قد ساهم
وهذا ما يؤكد لنا مرة ثانية على ضرورة الربط دوما بين النقد والنقد الوضع
الذاتي كمظهرين اساسيين من مظاهر ممارسة الديمقراطية الحقيقية داخل الحزب .
الانضباط الحزبي
الانضباط يتم الانسجام بين مفهومي الحرية والثورية ،لان الانضباط في حزبنا لا
يأخذ شكلا آليا مفروضا من فوق على الاعضاء ،بل هو تعبير عن ارادة الاعضاء في
العمل الشعبي الجماعي المنظم ،كما انه تعبير عن وعي القاعدة الحزبية لمقتضيات
العمل الحزبي الثوري
في اية وصاية على الحزب والاحترام الفعلي للقرار الحزبي وخضوع القيادات الدنيا
للقيادات العليا ،تشكل الشروط الرئيسية لتحقيق الانضباط داخل الحزب ·
ويمكن على ضوء الامثلة الحية المستمدة من تاريخ الحزب ان نتبين الخطر
الجدي الذي يمكن ان يتعرض له الحزب من جراء المخالفات الانضباطية التي تحول
العمل الحزبي الى ميدان صالح للمغامرين الذين يجرون الحزب تحت وطأة نزواتهم
واندفاعاتهم الطائشة الى الهلاك وتعطي لاعداء الحزب الفرصة لكي ينقضوا عليه
وعلى مكتسباته وبالتالي على الانتصارات التي تحققها القضية القومية بقيادة
الحزب
في فعدم تقيد بعض القياديين في العراق بمقررات المؤتمر القطري المنعقد
ايلول عام ١٩٦٣ساقهم الى اسلوب غريب عن طبيعة الحزب ادى الى الاطاحة بكل
امكانيات التصحيح للاخطاء التي تعرض لها الحزب وبالتالي الى نكسة العراق
وظاهرة اضعاف فعالية القيادة القومية بسبب تأثرات شخصية واقليمية هي
٧٦
التي جعلت الحزب في العراق على يد فؤاد الركابي ،وفي الاردن على يد عبد الله
في مواقف غريبة على فكرته وسلوكـ الريماوي يرتكب اخطاء ورطت الحزب
واخلاقيته
درجة من الضعف جعلت دوره في توجيه الوحدة وحمايتها دون المستوى المطلوب ،
يضاف الى ذلك ان عملية حل الحزب نفسها انما كانت تعبيرا عن هذا الوضع الذي
كان يعانيه الحزب في تلك الفترة ،لان مشاركة القاعدة في اتخاذ هذا الحل كانت
شبه معدومة
وهكذا فان الديمقراطية المركزية انما تعني الارتفاع بالتنظيم الحزبي الى
مستوى تتحقق فيه الصورة الكاملة للممارسة الحقيقية للحرية الثورية ،وهو
مفهوم ديناميكي شأن كل المفاهيم الثورية لا بد ان يأخذ بعين الاعتبار تطور ظروف
الحزب
W
الكادر الحزبي
الحزبي غالبا ما تتردد على السنة الاعضاء وحتى علــــى ان عبارة « الكادر
ان الكادر الحزبي هو تلك المجموعة من اعضاء الحزب المؤمنين ايمانا راسخا
بعقيدته الذين تمرسوا بالنضال ووصلوا من خلال هاتين الصفتين الى مراكز
انها تلك المجموعة التي ربطت مصيرها الشخصي وبالتالي مصير القيادة فيه
.انها تلك المجموعة التي يمكن تسميتهـ اسرها بمصير الحزب وبقضية الثورة
بانها تحترف العمل الثوري وهي حتى عندما تضطر بسبب الحاجة المادية الى
الحصول على وظيفة او تعلم مهنة أو الحصول على شهادة مدرسية لا تنغمس في
هذه الوظيفة او المهنة او الشهادة على حساب عملها الثوري ولا تعتبر الرقي في
المسلك المهني اشباعا لطموحها في الحياة ..ان طموحها لا يشبعه سوى انتصار
الحزب وانتصار قضية الثورة ..انها تلك المجموعة التي تصدت للعمل الثوري بعد
ان اغرقت سفنها بايديها لكي لا تفكر بالعودة مرة اخرى الى شواطىء الحياة العادية
عندما يصاب الحزب بهزائم او تنحسر الثورة
ان عنصر الحزب الذي يعمل باخلاص أو نشاط ملموس في الحزب ولكنه في
الوقت نفسه يكرس القسط الاوفر من وقته ونشاطه وابداعه لتعلم مهنة من المهن
قبل انتصار الثورة او بعد انتصارها في مدارجها وللدخول في المجتمع وللترقي
من خلال موقعه المهنى الراقي قد يكون رفيقا جيدا وحزبيا مفيدا .ولكنه ليس
کادرا ..ان الكادر هو الذي جعل العمل الثوري مهنة الحياة بالنسبة له .فهو
اذا كان طبيبا لا يطمح الى ان يكون اشهر جراح في البلاد وانما يطمح الى ان يكون
منظما حزبيا كفوا أو قائدا من قادة الفكر او محرضا جماهيريا من الطراز الاول
والمهندس والعامل والفلاح الخ · وكذلك الامر بالنسبة للمدرس والمحامي
ويمكن تصنيف كوادر الحزب الى ثلاثة اصناف :الصنف الاول هو الذي
يتألف من قيادة الحزب القومية وقياداته القطرية .اما الصنف الثاني فيتألف من
والمكاتب الثقافية والعمالية والفلاحية والطلابية وغيرها قيادات الفروع والشعب
-السنة الأولى ،العدد الثاني عشر ١٩٦٩ ، « الثورة العربية ()۱
VA
فيتألف من عدد من الرفاق الذين كانوا في وقت من الاوقات اما الصنف الثالث
في مراكز قيادية ثم خرجوا منها او ابتعدوا عنها لاسباب لا تمس قريب أو بعيد
والمكاتب التي ذكرناها وليس كل فرد من افراد الصنف الثالث كادرا حزبيا بصورة
مطلقة .
ففي اطوار عديدة من تاريخ حزبنا وصل رفاق كثيرون الى مراكز قيادية
مختلفة ثم خرجوا منها ولكنهم لم يصبحوا اثناء تجملهم المسؤولية وبعدها كوادر
حزبية .أن أي رفيق ينتمي الى احد من الاصناف الثلاثة التي ترشحه مبدئيا لكي
يكون كادرا حزبيا حقا ان يثبت يشكل قاطع انه يحمل صفات الكادر واستعداده
•
لجعل العمل الحزبي والنشاط الثوري مهنة الحياة بالنسبة له
ولكي تكون الامور طبيعية في الحزب فان القائد يجب ان يكون كادرا والكادر
يجب ان يكون قائدا ..ان حزبا ثوريا حقا لا يحتمل ان يكون بين قادته من لم
يهبوا انفسهم نهائيا لقضية الحزب والثورة كما انه لا يحتمل ان يكون الذين وهبوا
انفسهم نهائيا لقضايا الحزب والثورة بعيدين عن مراكز القيادة والتوجيه فيه
واذا كانت ظروف موضوعية معينة قد سببت خللا في هذا الشأن في الماضي
فان وصول الحزب الى السلطة في القطر العراقي والارتفاع النسبي في المـ
الثوري يمنحاننا القدرة والعزم لوضع الامور في نصابها •
ان كل اعضاء القيادات القومية والقطرية والفروع والمكاتب والشعب يجب ان
يكونوا كوادر حزبية ·
فانهم لا يتأثرون لكي يصبحوا كوادر وان الذين يبدون استعدادا جديا
سواء أكان الحزب مالكا القدرة المادية على اعالتهم اولا .او سواء أبقاهم الحزب
في مواقعهم أو أبعدهم عنها .ان اختيارهم لانفسهم لكوادر هو قانونهم العام
وهنا لا بد من توضيح بعض النقاط :
- ۱ان الحزب لاسيما بعد ان تحمل مسؤولية الحكم مطالب بان ينفذ مبدأ
لانه بغير الكادر الثوري الكفو لا يستطيع الحزب ان كل قائد يجب ان يكون كادرا
يقوم بأعباء ومتطلبات الحكم الثوري •
قطر من الاقطار يضاعف مــــــن في - ٢ان وصول الحزب الى السلطة
.
مسؤولياته حيال بناء الكادر الحزبي على الصعيد القومي
-ان الكادر الحزبي لا يعني بصورة مطلقة الرفيق المتفرغ تفرغا تاما للعمل
الحزبي الصرف .انه ذلك الرفيق المتفرغ تفرغا تاما للعمل الحزبي بمعناه الواسع ..
فالمناضل الذي ينتدبه الحزب للعمل في نقابات العمال او في اي للعمل الثوري .
الجمعيات الفلاحية او في المنظمات الحزبية هو كادر حزبي .وعندما يتسلم الحزب
السلطة فان مناضل الحزب يمكن حتى ان يستلم الوظائف العامة ويكون في الوقت
نفسه كادرا حزبيا .وهذه النقطة تحتاج الى شرح ::
عندما يستلم الحزب السلطة لا يعقل ان يترك كل الوظائف العامة لغير الحزبيين
٧٩
ولكن كيف نوفق بين كون القائد الحزبي في وظيفة • او للحزبيين غير القياديين
ان الكادر الحزبي هو كما قلنا ذلك المناضل الذي جعل العمل الثوري مهنة
الحياة له .وعندما تقضي ظروف الثورة بضرورة استلام قائد حزبي لمركز وظيفي
اي يبقى مناضلا جعل العمل الثوري مهنة له . مهم فان هذا القائد يبقى كادرا
ان القائد الحزبي الذي يصبح وزيرا او مديرا عاما او سفيرا الخ لان هذا
المنصب او ذاك حيوي جدا ولان للحزب حاجة ماسة الى ملئه بعناصر قيادية لا
ولكنه يفقد هذه الصفة عندما يتشبث بهذه يتخلى عن صفته ککادر حزبي
المناصب بشتى الطرق حتى ولو رأى الحزب ضرورة تركه لها والعمل في مجالات
جديدة قد تكون اقل درجة من حيث سلم الوظائف ولكنها اكثر اهمية بالنسبة
وهو بالتأكيد يفقد صفة الكادر ويتحول الى انتهازي عندما يفضل لقضية الثورة
الثورة .وهذه الناحية تبرز بصورة خاصة في المراحل الأولى للثورة ..كل ثورة .
ففي بداية كل ثورة لا تكون مراكز القوة والتوجيه منسجمة تمام الانسجام
سلم الوظائف الحكومية .ان منصبا وزاريا ما قد لا يكون في هذه المرحلة مركزا
من مراكز الثقل وان سفارة ما قد لا تساوي شعرة بالنسبة لمسألة انتصار الثورة .
ان فرقة حزبية او صحيفة او نقابة او منظمة عسكرية قد تكون مهمة بالنسبـــة
للثورة عشرة اضعاف اهمية وزارة ما او سفارة او مديرية عامة .والكادر الحقيقي
هو الذي يفضل العمل في مراكز التأثير والتوجيه الحقيقية ويبتعد عن المناصب
.
التي توفر الوجاهة ولكنها لا تقدم في قضية الثورة او تؤخر
فالكادر اذن هو ذلك المناضل الذي لا يفاضل بين الوزارة أو رئاسة نقابة من
النقابات أو قيادة فرع من فروع الحزب ..انه ذلك المناضل الذي يحتل هذا
وليس لانه منصب رفيع ( بالمقاييس البورجوازية للرفعة المنصب او ذاك لانه مهم
ومربح ومغر •
ان الكادر الحقيقي هو ذلك الذي يمكن ان يتخلى عن منصب السفير المترف
.والحزب مطالب بان يمتحن ليعمل في نقابة اذا ما تطلبت مصلحة الثورة ذلك
کوادره لا بصورة مسرحية وانما في ساعات الحاجة والمحنة كما ان عليه ان يعيد
في الاجواء الوظيفية اللاثورية الى ساحة العمل الثوري الكوادر التي انغمست
من الادران البورجوازية نفسها ولتخلص النضالية صفاتها والجماهيري لتستعيد
التي علقت بها ..اما اذا فشلت في هذا الامتحان وبقيت تتطلع بشغف الى الوجاهة
القيادية .لقد حدثت أمثلة كثيرة في الماضي عندما خرج رفاق عديدون من مراكز
فراغا يذكر وحل محلهم رفاق آخرون بصورة طبيعية . قيادية ولكنهم لم يتركوا
وهذا يعني ان صفات معينة يجب ان تتوفر في المناضل لكي يكون كادرا حقا
۸۰
فان
صفة احتراف العمل الحزبي والعمل الثوري فبالاضافة الى الصفة الاولى
على الكادر ان يتحلى بصفات اخرى وهي الكفاءة والاخلاص العظيم للحزب ولمبادئه
في مواقف معينة والصلة الوثيقة مع الجماهير والقدرة على اتخاذ مواقف صائبة
يكون فيها الكادر مضطرا الى التصرف بصورة منفردة وكذلك القدرة على المبادرة
وثيقة بالجماهير
ان من صفات تكوينه ككادر ان يعرف كيف يستطلع آراء الجماهير وأحاسيسها
يعكف على دراستها وتلخيصها واستخلاص حالتها المشتتة والمبعثرة ومن ثم
الجوهري من بينها وتعميم ذلك على الجماهير من جديد واتخاذه دليلا للعمل
ان الكادر هو ذلك القائد الذي يعرف كيف يقود الجماهير في الساعات
الحاسمة قيادة حكيمة وكفوءة بالاتجاه الذي يرسمه الحزب .انه ذلك القائد الذي
لا ينساق وراء انفعالات الجماهير الآنية وينسى الخط المركزي لستراتيجية الحزب
والثورة .انه ذلك القائد الذي تنظر اليه الجماهير باحترام وتضع ثقتها فيه وتمنحه
حبها لانها تجد فيه حقا صفات الرجل الذي يكرس حياته من اجلها والذي لا يبخل
باية تضحية في سبيلها .
وعندما يصل الحزب الى السلطة تتخذ علاقة الكادر بالجماهير شكلا اكثر
حساسية ودقة من السابق عندما كان الكادر مناضلا عاديا وفي اكثر الاحيان
مضطهدا .ان الكادر الذي هو مناضل وقائد جماهيري يصبح ايضا عضوا في
الجهاز الحاكم .وفي هذه الحالة على الكادر ان يحرص حرصا شديدا على ان لا
تقوم بينه وبين الجماهير اية هوة وان يبقى في نظرها ذلك المناضل المحبوب الذي
تمنحه ثقتها وتعتقد انه اهل لقيادتها •
صفات الكادر ايضا القدرة على المبادرة واتخاذ القرارات وتحمل ومن
مسؤولية مبادراته وقراراته .ان هذا لا يعني جعل الكادر دكتاتورا صغيرا في
القطاع الذي يعمل به وانما يعني بالضبط صيرورته قائدا لانه لا يكون المرء قائدا
حقا اذا لم يملك القدرة على المبادرة وعلى اتخاذ قرارات سريعة صائبة في ظروف
تستوجب اتخاذ مثل هذه القرارات ولا يكون المرء قائدا طبعا اذا جبن عن تحمل
مسؤولية المبادرة واتخاذ القرار ·
ان الحزبيين الذين يتطلعون الى اعلى دائما ينتظرون الامر للقيام بأي عمل
انما يثقلون كاهل القيادة العليا ،قومية كانت او قطرية ،بمهمات لا حصر لهــــا
.وان فتبقى دائما في حالة إنتظار وفي حالة تبلد وتكلس ويجمدون منظماتهم
الحزبيين الذين يرتجفون في ساعات المحنة او في اللحظات الحرجة عندما لا يكون
الاتصال مع القيادات الاعلى ممكنا لتلافي اية مشكلة او كارثة ولا يتخذون قرارا
وان . قيادة اعمال ومنظمات هامة في سريعا وصائبا لا يمكن ان يركن اليهم
الحزبيين الذين يخافون تحمل مسؤولية مبادراتهم وقراراتهم لا يحق ولا يجوز لهم
ان يكونوا في مراكز القيادة .ان هؤلاء جميعا ليسوا كوادر وان مكانهم هو حيث
والكادر الحزبي هو ذلك المناضل الذي يتحلى بصفة الانضباط التام .ان كل
مطالب بان يكون منضبطا ولكن الانضباط ممارسة والكادر هو المناضل الذي حزبي
فيه انه مارس الانضباط مدة طويلة وفي ظروف مختلفة وشاقة ولذلك يفترض
فان صفة الانضباط تكاد تصبح عنده وكأنها جزء لا يتجزا من شخصيته .ان الكادر
غير المنضبط لا يستطيع ان يقود منظمة حزبية او نقابية او مجموعة من الجماهير
او مؤسسة من المؤسسات قيادة صائبة وبالتالي يفقد صفة القائد الحق .والكادر
غير المنضبط يشكل في داخل الحزب عنصرا من عناصر الفوضى والبلبلة وهو
بسبب عدم انضباطه يميل الى الفردية والى عدم الانسجام مع قيادات الحزب ومع
الرفاق العاملين معه ويتحول تدريجيا الى شخص غير نافع ولا يجوز ابقاؤه في
يعني اخلاص الكادر المبادىء الحزب ؟ انه يعني ان الكادر هو الذي يفهم قبل غيره
مبادىء الحزب ويحرص عليها حرصه على اثمن شيء في حياته ،ذلك لان مبادىء
الحزب تعكس جوهر مصالح الشعب ولب مطامحه فكل تشويه لمبادىء الحزب ،هو
فقدان لاساس وجوده كثوري .والكادر حينما يرتبط هذا الارتباط الوثيق بمبادىء
يمكن تحقيقه بدون الاخلاص ،يعطي لنضاله وضوحا واستقامة وثباتا لا الحزب
لمبادىء الحزب .ولاجل ان يكون الكادر مخلصا لمبادىء الحزب عليه ان يفهم هذه
المبادىء بعمق .عليه ان يفهم لماذا وجد حزب البعث وعلى اية اسس مبدئية اقيمت
فلسفته •
ان الكادر يجب ان يعرف ان فلسفة الحزب لها اطار واضح .فالحزب ثوري
في طريقة تركيبه ورقي نظرته وفي معالجته للأمور ،لانه يستهدف قلب علاقات
لذلك يفترض في الكادر ان المجتمع القديم بطريقة ثورية واقامة علاقات جديدة .
يعرف ويشخص العلاقات القديمة ويعرف البالية منها ،وان يعرف طرق التغيير
الثوري ويميزها عن الطرق الاصلاحية او الفوضوية ،وان يميز بين التقليد الأعمى
والترديد الببغاوي للنظريات الثورية ،ويستخلص بصورة عميقة موقف حزبــــه
ويدرك بصورة واعية موقعه ،وينهض لتعزيز هذا الموقع بالدفاع الصادق عن
مبادىء الحزب دون انتظار الحصول على منفعة شخصية وراء دفاعه هذا .
ان الكادر يفهم ان مبادىء الحزب ثابتة وبالرغم من انها تتطور ولكنها لا تتغير
حسب رغبته ومشيئته .ان وحدة الامة العربية يشكل اساس وحدة الحزب
وبدونها يفقد الحزب الصفة المميزة له .كما ان بناء الاشتراكية امر جوهري
بالنسبة لحزبنا لا يمكن التخلي او التنازل عنه لاي سبب لانه هو السبيل الوحيد
لحرق مراحل التخلف التي يعيشها المجتمع العربي
ولهذا فان الاخلاص لهذه المبادىء هو الذي يحمي الكادر من الانزلاق في
۸۲
الصعوبات .وكذلك فان طريق المساومات او التدهور السياسي او التراجع امام
له سبل تحدده واولى هذه المبادىء صيانة الحزب الإخلاص لمبادىء الحزب ،
والعمل الجاد على تطوير ملاكاته وتوسيع شعبيته وممارسة النشاط ووحدته ،
الفكري الدؤوب من اجل التطبيق الخلاق لمبادئه ،ذلك لان عديدا من الاحزاب
تخلفت او اصبحت في خبر كان لانها لم تستطع أن تنجز رسالتها وتثبت صحة
•
تطبيقاتها بالرغم من صحة المبادىء التي اعتنقتها
فالاخلاص هو اذن التزام ثابت بالحزب ،بفكرته وبتنظيمه وبأوامره وتعليماته
وبكل ما يصدر عنه .وهذا الاخلاص لا يعني مجرد الرابطة المنفعلة الساكنة
بالحزب ،بل هي الرابطة الفاعلة النشطة التي تجعل من العضو الحزبي طاقة مشعة
قدرة الحزب كحركة ثورية على فيه تأثيرا عميقا تعكس تؤثر في الواقع الذي تعيش
التأثير في واقعها •
ان قوة الحركات الثورية وضعفها كثيرا ما تقاس بدرجة الاخلاص التي تشد
اعضاءها الى مبادئه .وهذا الاخلاص لا ينفصل عن الكفاءة والوعي والخبرة ،لانها
في سلسلة واحدة هي العمود الفقري لكل عمل ثوري بمجموعها تشكل حلقات
.
تاريخي جاد
ان العمل الثوري لا يمكن تحديده ضمن اطارات محكمة كالعمل الوظيفي لانه
لذلك فان مهمات الكادر لا يمكن تحديدها تحديدا يشمل كل قطاعات الحياة ،
محكما .ولكن يمكن القول بأن مهمات الكادر الاساسية هي :
ا -صياغة القرارات والاشراف على تنفيذها بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
- ٢تهيئة الدراسات والتقارير التي يحتاجها الحزب •
-قيادة ومراقبة النشاط الحزبي
التنظيمي والثقافي والعمل الجماهيري ٣
والعمل بين المنظمات
ان الكادر الحزبي بالنسبة للحزب هو بمثابة هيئة الاركان بالنسبة للجيش
وهو ايضا مثل تلك القلة من خيرة الضباط المدربين على احدث فنون القتال والذين
بتصدون للمعركة باقصى درجات الشجاعة والاستعداد للتضحية .
.انه يصبح كالجسد ولا يمكن تصور حزب ثوري بدون كادر جيد ونشيط
٨٣
الذي لا يملك عمودا فقريا وجهازا عصبيا .وقد رأينا خلال تجربة الحركة السياسية
في يوم من الايام مهمة وقوية وذات تأثير في الوطن العربي كيف ان احزابا كانت
جماهيري واسع ولكنها حتى عندما كان وجودها من الناحية الموضوعية مبررا لم
تستطع ان تقف على اقدامها ولا ان تقوم بأي نشاط سياسي ملموس في فترات
·
الاضطهاد لاسباب عديدة في مقدمتها افتقارها الى كادر ثابت ونشيط
ان للمناضل الذي يكرس حياته للحزب وللنشاط الثوري حقوقا كثيرة على
الحزب .فالحزب الذي يشترط توفر صفات نادرة في كوادره والذي يحمل هذا
وهي حياة
الكادر مسؤوليات ضخمة كالتي ذكرناها لا بد وان ينتبه الى ناحية هامة
الكادر كانسان له متطلبات انسانية مشروعة
وعلى الحزب ان يضحي لاقصى حد من على جميع الضرورات الاخرى ،
اجل تأمينها بشكل لائق لكي يشعر الكادر بان الحزب الذي وهب حياته من اجله
يقدر التضحية ويكافئها بتضحيات مقابلة دون ان يعني ذلك ان للنضال ثمنا .
ومن الامور الاساسية التي يحتاجها الكادر الثقافة الثورية والثقافة العامة
والاطلاع على العالم وعلى التجارب العربية والعالمية .وفي ظروف کظروف حزبنا
في الماضي كان تأمين هذه الامور صعبا جدا فيما عدا الثقافة الثورية التي يفترض
ان يكتسبها المناضل من خلال التجربة الثورية ومن خلال القراءة والتتبع .وفي
الوقت الذي يجد فيه الحزب نفسه قادرا على تأمين هذه الحاجات فان عليه ان
یو فرها لكادره لكي يصبح الكادر مطلعا اطلاعا جيدا على الوطن العربي وعلى العالم
بتياراته الفكرية والسياسية وبمؤسساته وتطبيقاته .ان معر فة التجارب والاوضاع
الخارجية من خلال القراءة ومن خلال المعاينة شرط مهم من شروط تكوين الكادر .
صحيح ان الكادر مطالب والكادر ايضا يحتاج الى رعاية معنوية خاصة .
با قصى درجات الانضباط والاخلاص والشجاعة ولكنه انسان ..والانسان معرض
كوادره بسبب الاخطاء البسيطة او الهفوات . ينحر للخطأ ..ولا يجوز للحزب ان
ان عليه ان ينبههم وان يحاسبهم بشدة ولكن على الحزب ايضا ان يقف عند الحدود
التي تضمن للكادر كرامته وتبقي معنوياته وتشعره بان الحزب يحاسب ولكنه لا
يشهر ويعاقب ولكنه لا يغدر بمناضليه القدامى الذين افنوا زهرة شبابهم مناجله
ان مهمات الكادر الصعبة والدقيقة تعرضه الى اخطار معنوية كثيرة بالاضافة
الى الاخطار المادية .ان الكادر قد يتعرض الى التهديد بالقتل من قبل الخصوم
وهو حتما يتعرض الى الوان شتى من التشهير من جانبهم والحزب مطالب بان يحمي
کوادره ماديا ومعنويا .عليه ان يحافظ على حياتهم وان يحافظ على شرفهم .ان
الحزب يجب ان يدافع عن كوادره بكل وسيلة متيسرة لديه .وهناك نقطة لا يجوز
ΔΕ
اغفالها ،أن الكادر قد يتعرض حتى الى نوع من النقد الذي يحمل طابع التجني من
قبل بعض العناصر في الحزب التي لا تتميز بخلق متين جدا وصلابة نضالية عالية .
ان الكادر بحكم عمله مطالب بمحاسبة امثال هذه العناصر ونقدها بجراة ،..وقد
هذه العناصر بحملة مضادة تستهدف تحطيم الكادر لكي تبرر سلوكه
تقوم
في هذه الحالة على الحزب ان يحمي كادره من امثال هذه العناصر الانتهازي .
الحزبية ويعاصر مختلف مراحل حياة الحزب قد يميل الى التصرف في داخل
الحزب وكأنه هو الحزب وان كل ما عداه ليس سوى مجموعة ليس لها من مهمة
سوى التنفيذ ،وهذا اكبر خطر يهدد مبدأ الديمقراطية والمركزية في داخل
.
الحزب .ان الكادر ليس طبقة نبلاء في مجتمع الحزب وانما هو فئة القادة
والقائد الحزبي هو ذلك المناضل الذي يقدس القيم والممارسة الديمقراطية ويعتبرها
لبنة اساسية جدا في حياة الحزب من غير ان يرخي بدوره حبل المركزية ويتيح
المجال للتسيب والفوضى
فان على في الجيش واذا كنا قد شبهنا الكادر بنوعية معينة من الضباط
القائد الحزبي ان يجعل رفاقه ينفذون اوامره لا لانهم يخافونه وانما لانهم يثقون
.
به ويقدرون كفاءته القيادية ولانه قادر على اقناعهم بصواب رايه وغنى تجربته
ولكي لا يتحول الكادر الى مجموعة من الطغاة فان على الكادر ان يعي بوضوح
الصلة الجدلية بين مبدأي الديمقراطية والمركزية في الحزب وان يمارس هذين
المبدأين بروح الايمان المفعم بهما والفهم الكامل لهما .
ان علاقة الكادر بالقاعدة الحزبية يجب الا تنحصر في عملية اصدار الاوامر
والمحاسبة الصارمة وانما يجب ان تشمل الى جانب ذلك المحبة والتفاهم والانفتاح
وتقبل النقد الايجابي وتبادل التجارب .ولا يجوز للكادر أن يضع حواجز بينه وبين
العناصر المتقدمة من القاعدة الحزبية فلا يتيح لها مجال الصعود والترقي في سلم
المسؤوليات الحزبية .ان الكادر المخلص للحزب هو ذلك الذي يعمل بوعي واخلاص
لحصره بفئة مختارة منغلقة .ان الحزب الذي هو بأمس لتوسيع الكادر وليس
الحاجة الى كوادره القديمة المجربة هو ايضا وباستمرار بأمس الحاجة الى كوادر
جديدة تمنحه عزيمة الشباب وتزيده بالآراء الجديدة النابعة من التجارب والظروف
الموضوعية الجديدة التي يجتازها الحزب والتي قد لا يكون الكادر القديم ملاصقا
لها ومتفاعلا معها بصورة تامة كالعناصر القيادية الجديدة
والكادر معرض ايضا الى التحول الى طبقة ذات امتيازات بالنسبة للحزب
وبالنسبة للشعب ايضا وبخاصة عندما يصل الحزب الى السلطة
.وعندما يصل الحزب الى السلطة ان الكادر هو الفئة القيادية في الحزب
فان الفئة القيادية في الحزب تصبح بصورة مباشرة وغير مباشرة الفئة القيادية في
· الحكم ..
وهذا يعني احتمال تدفق الامتيازات عليها من كل جانب
رف سه از
ال
71
العيش بشم
لادي في الشر
يف يتم ذلك :
على
يد مثل هذه الم
ستی ایمانه بعد
والا
ان القطر الذي يحكمه حزبنا اليوم لا يشكل بسكانه وبأرضه سوى جزء صغير
وطن العربي الذي هو مسرح نضالنا ومن الامة العربية التي هي هدف هذا
نصل الى السلطة فالحزب لا ل .ومن هذه الحقيقة يمكن ان نقول باننا لم
الى السلطة الا عندما يحكم الدولة العربية الواحدة الاشتراكية والديمقراطية ،
فان تحول كادر الحزب الى طبقة سيكون شرا عظيما ا تحقق هذا الحكم
قطر واحد صغير ؟ معنى ذلك اذا تحول هذا الكادر الى طبقة جديدة في
لنا القومي سيتوقف وان معنى حزبنا سيتشــــــــــوه وان تقاليدنا الثورية
فلسطين وتحرير كل التراب .ان حزبنا المطالب بقيادة الجماهير لتحرير
ذا ما سرى بين مناضليه الذين وصلوا الى السلطة في قطر واحد مرض
مرض الشعور بالدعـة ..مرض على الجماهير واحتقار مشاعرها
راء مغريات المادة . --
AY
ان الكادر الذي يمثل الفئة التي حظيت بثقة الحزب والجماهير وحبهما نتيجة
للصفات التي يتميز بها ونتيجة لادائه لوظيفته الثورية بالشكل الاكمل لا يبقى
محبوبا من قبل قاعدة الحزب والجماهير ولا يكون موضوع ثقتهما اذا تحول بين
يوم وليلة الى رجل يملك من الامتيازات ما يزيد عن حاجته المشروعة الى العيش
كل يوم ويعيش حياة من الدعة والترف لا تتلاءم مع ماضيه ومع حياة الشظف التي
عانى منها السنوات الطوال والتي عرفته قاعدة الحزب وجماهير الشعب من خلالها
.ان قاعدة قاعدة الحزب وجماهير الشعب لا يمكن ان يبقى محتفظا بحب وثقة
الحزب وجماهير الشعب ستنظر اليه كشخص تعب ليكسب وليس كمناضل وهب
· حياته لقضية الكادحين
قلنا ان الحزب مطالب بان يكافىء الكادر الذي تحمل شظف العيش بشجاعة
و ایمان وان يوفر له ما كان ينقصه من حاجة .وعندما يوفر الحزب للكادر هذه
المتطلبات فله عندئذ كل الحق في بتر كل مظهر من مظاهر الميل المادي غير المشروع
ولكن كيف يتم ذلك ؟ .. وكل مظهر من مظاهر التطلعات البورجوازية والانتهازية
ان هذه الناحية حساسة جدا ولا يجوز اغفالها ..ان كل شيء في مثل هذه الحال
يتوقف على مدى جدية التزام المناضل بقضية امته وبالتالي بمدى ايمانه بحتمية
فليس من انتصارها .كما يتوقف ايضا على مدى اصالة السلوك النضالي لديه .
المعقول ان يفكر المناضل بحاجاته المادية مهما كان مرهقا ،بمعزل عن اهتمامه
بالحزب وبحاجات الحزب وليس معقولا ان يفكر المناضل بتجميع الاموال او بسرعة
استدراك نواقصه المادية ،اذا كان مناضلا حقا مؤمنا بحتمية انتصار الحزب بعيدا
عن المخاوف وعن الحسابات المادية التافهة ،او اذا كان يهتم حقا بابقاء صورة
هي ضمانات اساسية لكي يبقى الكادر فئة مناضلة قائدة ولكي لا يتحول الى
٨٦
طبقة جديدة
ان القطر الذي يحكمه حزبنا اليوم لا يشكل بسكانه وبأرضه سوى جزء صغير
من الوطن العربي الذي هو مسرح نضالنا ومن الامة العربية التي هي هدف هذا
النضال .ومن هذه الحقيقة يمكن ان نقول باننا لم نصل الى السلطة فالحزب لا
يصل الى السلطة الا عندما يحكم الدولة العربية الواحدة الاشتراكية والديمقراطية
فان تحول كادر الحزب الى طبقة سيكون شرا عظيما راذا ما تحقق هذا الحكم
قطر واحد صغير ؟ معنى ذلك في فكيف اذا تحول هذا الكادر الى طبقة جديدة
ان نضالنا القومي سيتوقف وان معنى حزبنا سيتشوه وان تقاليدنا الثورية
فلسطين وتحرير كل التراب ستندثر .ان حزبنا المطالب بقيادة الجماهير لتحرير
العربي وتوحيد هذا التراب وبناء الدولة الديمقراطية الاشتراكية لن يتقدم خطوة
واحدة اذا ما سرى بين مناضليه الذين وصلوا الى السلطة في قطر واحد مرض
مرض مرض الشعور بالدعة التعالي على الجماهير واحتقار مشاعرها
الركض وراء مغريات المادة •
في كل لحظة كل طاقات في قطرنا يجب ان يستعيد ان كل مناضل بعثي
الحماسة الثورية وكل قيم النضال التي عاشها ومارسها في السنوات السابقة
واننا اذا لم نبق ثوريين شجعان متواضعين لا تأسرنا المادة ومغرياتها فاننا نعرض
قضية الثورة الى خطر كبير وقد نفقد امتيازاتنا كلها بعد ان نكون قد اصبحنا
بالفعل طبقة ذات امتيازات
AY
دور القيادة الحزبية ( ) ١
-القيادة والتنظيم
في المجتمع لا بد ان يتوفر فيه كحد ادنى شرطــــــــــان اهدافها واحداث التغيير
اساسيان :
-
الشرط الاول ان تكون له خطة عمل واضحة تلائم امكانياته وتستفيد منها
جميعها وتضع الاشخاص المناسبين للعمل المناسب
قيادة تشرف على تلك الخطة وتوفر لها كافة -الشرط الثاني ان تكون له
الظروف الملائمة لانجاحها وتحقيق ما جاء فيها وبذلك يكون نضال تلك المنظمة
يتحرك ضمن امكانيات معروفة ومستفادة منها كلها وتكون مقاييس المحاسبة وتحمل
المسؤولية واضحة
ومن هنا يتبين ان القيادة هي الاساس في نجاح أي حركة منظمة تعمل على
قيادة الجماهير وتحريكها في الاتجاه المحدد .فمتى توفرت القيادة بمفهومها الكامل
.اما القيادة تتوفر عندئذ الشروط لرسم خطة تستفيد فيها من كل الامكانيات
فهي قيادة التي تعمل بدون خطة وتعطي الحلول لمختلف القضايا بشكل ارتجالي
.وهذا يعني ان اي حركة طفيلية يمكن ان تظهر ولكنها لا تستطيع ان تبقى وتقود
تنوي استقطاب الجماهير وتحريكها لاهداف معينة ضمن خطوط عمل واضحة لا
بد ان تكون لها قيادة في مستوى المسؤولية والا كانت افكارها وبرامجها ملكا
للمكتبات والصحف وهواية لاصحاب الترف الفكري لا يمكن ان تعبر عن نفسها في
.كما ان اي قيادة ليست لها برامج لحلول مشاكل المجتمع الشارع بين الجماهير
لا يمكن الا ان تكون مجموعة افراد تقود التنظيم الى وقت محدد بما يتنافى ومنطق
التطور ومتطلبات الحياة العصرية .
في حديثنا هذا قيادة معينة او صنفا مـــــن ونحن بطبيعة الحال لا نقصد
اصناف القيادات الدنيا او العليا المعروفة في الحزب وانما نتناول في حديثنا
الثورة العربية » -السنة الأولى ،العددان الخامس والسادس . ١٩٦٩ ، ()1
M
مفهوم القيادة وكيف يمكن ان تقوم بدورها الاساسي في قيادة الجماهير سواء منه
التالية :
۱ـ ان تكون لها خطة عمل لمختلف مشاكل الوسط الذي تعيش فيه
٢ـ ان تسلم فيما بينها بقيادة شخص او شخصين او اكثر مؤهلين اكثر من
ميزات لا تتوفر في غيرها وانها تصبو باستمرار وبصورة متطورة لما تحس بــــه
القواعد بل وتكون لها من المبادرات وامكانيات العطاء ما يجعل الجهاز التنظيمي
فيه في حركة دائمة يتابع بحماس عمله من اجل تحقيق والوسط الذي يعيش
الاهداف المرسومة لتطوير المجتمع وحل مشاكل التخلف فيه ،بل ان يصل الى
حالة يشعر فيها بلذة الارتياح وهو يلاحق عمل القيادة وتنفيذ الخطة ويعيش جوا
ايجابيا ،القيمة فيه للالتزام بمبادىء الحركة ونظامها والاخلاص فيه لتراثها الفكري
٨٩
-العلاقة بين القيادة والقاعدة الحزبية
والنقد الذاتي ،واساليب الارتباط بالجماهير الاساس التي تبنى عليها نظريـــــــة
التنظيم الحزبي .فكما ان الوحدة الفكرية ،تعتبر الاساس النظري لمسيرة الحزب ،
فان الوحدة التنظيمية لا تقل اهمية من حيث بناء الحزب والحفاظ على وحـــدة
ولا يكتب قيم نضالية ،وتجارب وخبر جماهيرية ، الفكر النظري ،لان التنظيم
للتنظيم التطور والنجاح ما لم يكن استجابة متطورة عن حاجات الكفاح الجماهيري ،
لأنه متى ما بني التنظيم على اسس من العلمية والموضوعية والصدق سيكون الاداة
الصحيحة للعمل المنتج والتحرك الواسع المستمر مع اوسع قطاعات الشعب .ان
التنظيم في الحزب خاصية متطورة يستند الى الوعي والادراك والشعور بالمسؤولية،
ويبعد كل ما هو جامد وسطحي .ان منظومة الحزب الواسعة من القيادات والقواعد
والجماهير لا تبنى على اساس الرغبة والاختيار في العمل ،وانما بنيت على اسس
من العلاقات الحزبية تحددها صيغ نضالية متطورة تجد في وحدة الحزب التنظيمية
المنطلق لتنمية الكفاءات والقابليات لدى الجمهرة الحزبية ومن ثم تطوير الاساليب
التنظيمية لتنشيط الحزب وتفاعله وجعله كلا متصلا بكيان الحزب ليكفل سير
. الحركة والنشاط والتفاعل
فيه العلاقة بين القيادات الحزبية العليا والقواعد ، في الوقت الذي نبحث
نجد ان العلاقة بين القيادات والقواعد ليست علاقة وظيفية ،ولا هي علاقة مبنية
على اسس من الشخصية الفردية ،وانما هي علاقة نضالية واعية ومتطورة ،تبدأ
من الفهم الموضوعي والحزبي لقيم الحزب ومبادئه الثورية وتنتهي بعملية التنظيم
الواعي ،لانه متى ما فقدت هذه الصفة سيتحول الحزب الى مجرد تجمع كيفي
عددي غير مترابط لا يعبر عن قدرات الحزب وامكانياته .وان العلاقة التي ستبنى
بين مختلف المنظمات الحزبية مجرد كلمات فارغة جوفاء ما لم تبن على اسس من
المحاسبة الحزبية الصارمة والاخلاق الثورية والالتزام الواعي بكل قرارات الحزب
وتعليماته ،أن نمو العلاقات الرفاقية الصادقة والمجابهة الواعية الصريحة داخل
الحزب رهن بالمحاسبة النضالية والثورية ،وكشف لكل الاخطاء والتجاوزات
اللانظامية وتصحيحها على ضوء المصلحة الحزبية ،ستنقذ الحزب من كافة
فاحلال العلاقات الحزبية محل العلاقات . التناقضات التي تشده الى الخلف
الشخصية والفردية ،ووضع مصلحة الحزب فوق اي اعتبار اخر ،والاندماج في
1.
اهمية ،حيث ان النظرة الاخلاقية للعمل الحزبي هي الجانب الموازي لعملية بناء
التنظيم الحزبي ،والاخلاق هي احدى السمات الثورية التي تميز حزبنا عن سائر
الحررككات الثورية في العالم .ان الاخلاق الثورية في الحزب عطاء نضالي ،ان تسلح
الحزب بنظرية الاخلاق الثورية سيحميه من ان يتحول العمل الحزبي الى عصابة من
المرتزقة طابعها الانانية والمصالح الشخصية وخنق الكفاءات واسقاط المناضلين ،
لان اخلاقية النضال والصدق والمجابهة الصريحة مع انفسنا ومع حزبنا ستجنب
من بعض المنظمات أو الحزبيين ،لان بعض التصرفات قد تنتج نتيجة للجهل في
التنظيم أو لضعف الكفاءة او لميل بيروقراطي او الغرور او ليس كل هذا وانما لعدم
يعي ،وهذه مسؤولية قيادية ،لان العلاقات الحزبية انتقال نوعي بين مختلف
القيادات تأتي عبر سلسلة من المواقف الخاطئة والسلبيات والتناقضات لان تطور
هذه العلاقة تفترض الثقة التي تتولد نتيجة ممارسة القيادات والقواعد للديمقراطية
الثورية بشكل واع ،بحيث تكون ممارستها بشكل ايجابي يساعد على تعميق الثقة
وخلق التلاحم الدائم بين مختلف الاجهزة الحزبية
ان على القيادة وهي تمارس صلاحياتها ان تمتلك بعد النظر وعمق التفكير في
معالجة قضايا الحزب الداخلية وأوضاع الجماهير ومشاكلها ،وان تكون ملكا لكل
الحزب من خلال قياداته ومؤتمراته ،لا ان تكون ملكا فقط للذين انتخبوها .ان على
القيادة الناجحة ان تعيش حياة الحزب بجوانبه الايجابية والسلبية ،وان تجعل من
سلوكها الحزبي المحور لنشاط كافة منظمات الحزب ،لان القيادة بما تملك من
قدرة سياسية ،وخبرة نضالية ،ويقظة ثورية ،ستعكس صورة الحزب الحية في
قواعد الحزب الواسعة ·
وتفهم مشاكلها ان القيادات الحزبية مطالبة دوما بتوثيق علاقاتها بالجماهير
من تجارب الجماهير والعودة اليها دائما وصياغة وتحسس آلامها ،ان التعلم
افکارها وآراءها هي الطريقة المثلى لتوسيع ارتباطنا بها ،لان الارتباط الحي مع
الجماهير سيزيد من وعيها ،وسيوجه نشاطاتها ،وستغنينا بخبرتها وتجربتهــــا
ད
ان متابعة القيادة لهذه الواجبات والسهر على تطوير الحزب من كافة الجوانب
باغناء تجاربه لا يأتي نظريا وانما تتولد عن طريق الممارسة الثورية لكافة الصلاحيات
المنصوص عنها بالنظام الداخلي ،لان اتخاذ القرارات والمواقف لا تقفز من فوق
ممارسة الواجبات الحزبية ،وانما تأتي نتيجة ممارسة نضالية واعية مبنية على
اسس من التحليل والتقدير الصحيح للموقف
ان احترام القاعدة الحزبية وعدم الاستخفاف بها او الاستهانة بنشاطها مهما
لان كانت طبيعة هذا النشاط مهمة تنمي الشعور بالمسؤولية لدى القاعدة الحزبية
صيغ العلاقات الجديدة وينمي روح الاحترام المتبادل بين مختلف القيادات يرسم
الثقة بجدوى العمل الجماهيري .وعلى القيادات ان تعمل من خلال التسلسل
التنظيمي على زيادة الفعالية والمشاركة الواعية لكافة اعضاء القاعدة ،كما علـى
القيادة ان تخلق من عضو القاعدة مناضلا مثاليا في مجالات عمله كالموظف في
في معمله والفلاح في حقله والكاسب دائرته والطالب في مدرسته والعامل
شغله والجندي في وحدته ،انه متى ما تمكنت القيادة بشخصيتها الحزبية ان
تخلق البعثي الجديد ،وتبعث فيه روح النضال والعمل والالتزام تكون قد انجزت
.
مهمة اساسية في عملية بناء القاعدة الحزبية وتمتين صلة الجماهير بالحزب
قدرا كافيا من الديمقراطية ،واعتبر ان النظام الداخلي في الحزب قد وفر
فالمشاركة الواعية العضو الحزبي قيمة نضالية واساسا في عملية البناء الحزبي ،
في مناقشة سياسات الحزب وخطه وبرامجه ،وانتقاد اخطاء الحزب بالشكل الذي
يضمن سلامة الحزب ويصون وحدته التنظيمية والفكرية ،وان يمارس حقـ
في مراقبة الخط السياسي والفكري للحزب .ان توفير الجو الطبيعي الحزبي
للنشاط واملاء الفراغ الذي تعيشه القاعدة في بعض الاحيان نتيجة انقطاعها وضعف
تلاحمها وتفاعلها مع قيادات الحزب ،سيجعلها في معزل لا تقوى على تجاوزه
فكلما
بالاسلوب الحزبي ،وانما تعبر عنه بالتذمر والابتعاد عن العمل الحزبي
كانت القاعدة الحزبية وحدة متماسكة ومتراصة ستقف عن كثب على قدرة القيادات
فاطلاع القيادة على آراء القاعدة في الالتزام وتطبيق مقررات المؤتمرات الحزبية ،
الحزبية والاجابة على تساؤلاتها بشكل دائم ،لان آراء القاعدة هي آراء الجماهير
الملموسة ،ومهمة القيادة تتحدد بصياغة كل الآراء المتناثرة التي تصلها من مختلف
،وان تعمل على تعبئتها لتنفيذ سياسة والحزبية لممارسة الارتباط بالجماهير
الحزب وحمل شعاراته .وانه متى ما انفصلت القيادة عن القاعدة ستكثر القناعات
الشخصية وتسود العلاقات غير الحزبية الى ان تسير القاعدة في تيار مغاير لتيار
الحزب
على القاعدة الحزبية ان تنبه الى مكامن الخطر فيما اذا شعرت بها وعلى
القيادة ان لا تعتبر تنبيه القاعدة لها نوعا من الضعف ،فواجب القيادة يتجدد دائما
بانها يجب ان تجهد وتعمل على خلق الولاء للحزب في صفوف القاعدة وهذه مهمة
شاقة وسهلة :مشقتها فيما اذا اردنا ان نحافظ على بعض القياديين حتى على الرغم
،وسهولتها ،لان التربية الحزبية واجب وعدم كفاءتهم ولا حزبيتهم من ضعفهم
اساسي ونضالي تؤديه القيادة يوميا لتطوير اجهزتها وزرع الافكار الثورية الصحيحة
اذهانهم .
ان خبرة مناضلي الحزب في مختلف المستويات الحزبية ،هي ملك الحزب ،
في خدمة منظماتهم الحزبية ،حيث المنظمات وان تكون خبر وتجارب المناضلين
الحزبية هي المجرى الطبيعي لكل الآراء والتجارب لمناقشتها بشكل موضوعي ومن
ثم بلورتها بشكل قرارات ومواقف .وقد وفر النظام الداخلي في الحزب ضمانات
واسعة ضمن اطار التنظيمات الحزبية في الانتقاد والنقاش ،وقد وجد الحزب في
الذاتية -التعبير عن الفردية -في طرح المواضيع ومناقشتها هي مظهر من مظاهر
التكتل ،ان لم تدفع للتخريب والهدم فتعيق الحزب عن التطور والبناء .
الحزب بشكل ثوري ،وعلى القيادة ان تكون مصدر ثقة الحزب والجماهير ،لان
توسيع النفوذ المعنوي والسياسي بين اوساط الجماهير مهمة قيادية في التخطيط
ومراقبة التنفيذ .
۹۳
شروط الانضباط الحزبي
كلما تعرض حزبنا لازمة ما ترتفع اصوات بعض الرفاق مطالبة بالحزب
النموذجي ،الحزب الذي لا يعرف الانقسام ،الحزب المكتمل الصفات وبتعبير أدق
هذا
الحزب النظيف الخالي من المشاكل ،وفات هؤلاء الرفاق ان حزبنا هو من
المرض والجهل المجتمع ،المجتمع المتخلف الذي اصطلح على ان يوصف بصفات
فالحزب كما نعلم هو اسم معنوي لا وجود له الا في اعضائه ،فمجموع والفقر) .
الاعضاء هو ما نسميه بالحزب وهؤلاء الاعضاء هم ابناء هذا المجتمع المتخلف الذي
يعاني ازمة حضارية .صحيح ان الحزب يقوم بتربية اعضائه ويخلق فيهم صفات
ثورية تقوم على اشلاء صفات تقليدية سيئة ولكن مهما بلغت قوة ودرجة تربية
الحزب لاعضائه فانه سيعجز حتما عن استئصال كل امراض المجتمع من نفوس
اعضائه جميعا وهذه الحقيقة هي التي تستدعي هذا التيقظ والحيطة والحذر حيث
ان هناك بعض العناصر التي دخلت الحزب والتي سيعجز الحزب من ان يخلق منها
وقد تسلك هذه العناصر سبلا . عناصر ثورية لاستحالة تخلصها من امراضها
في فنون هذه الامراض كثيرة لاخفاء امراضها الا ان هذه العناصر مهما برعت
فالقضية قضية زمنية وتعريض لتجربة فانها حتما ستنكشف ، الصفات السيئة
في آن واحد ·
ان بقاء هذه العناصر داخل الحزب يشكل باستمرار نقطة ضعف في جسم
فبدلا من ان يناضل الحزب لقضية الجماهير فان هذه العناصر تشغل الحزب
الحزب بقضايا فرعية لتعرقل سيره وبالتالي تعطل نضاله فهي تشكل قوة معادية
تمتلك
من الوسائل ما لا يستطيع ان يمتلكه اي عدو للحزب غيرها ،فقوتها تكمن
انها في الحزب ،تخرب من داخله وتعرقل نموه وبالتالي مسيرته لانها تشيع روحا
سلبية بين الاعضاء مهيئة حالة نفسية تسهل مهمتها •
ان حزبنا عرف هذه العناصر من خلال نضاله الطويل وخاصة العناصر
18
الانتهازية -يمينية ويسارية -الا انه يؤسفنا بان هذه العناصر لا تواجه مواجهة
نحوها كل ذلك بحجة جدية وانما كان التساهل طابعا مميزا لسلوك الحزب
الخوف من الانقسام وحرصا على وحدته حتى ولو كانت شكلية ،وهكذا تتراكم
هذه العناصر ويضطر الحزب مؤخرا للتخلص منها فيكون انشقاقها مثيرا ملفتا
للانظار يوهم العضو العادي بان الحزب معها بينما كان بالامكان القضاء عليها وهي
في المهد دون ان تثير اي ضجة وحتى اذا حاولت ان تثير اي ضجة فانها لن تستطيع
ارة سخرية اعضاء الحزب عليها .
الا اث
ان الانقسام مع هذه العناصر قائم وحتمي ولذا فالواجب تطهير الحزب
باستمرار من هذه العناصر لان الحزب لا يمكن ان يقف على قدميه طالما هــــذه
فهي اخطر عدو للحزب لانها تملك وسائل لا يملكهـ العناصر موجودة داخله .
. اعداؤه
ان السؤال الذي يطرحه بعض الرفاق هو السؤال التالي « :لماذا لا يوجد
حزب نظيف خال من المشكلات وخاصة الانقسامات ؟ » .
والجواب هو ان طبيعة البشر نفسها واختلاف تربيتهم وتفاوت مصالحهم
يتفاوتون من حيث الشجاعة والتضحية والانانية والاخلاص والطموح حتى تجعلهم
ولو كانوا ينتمون لطبقة واحدة .واذا كان الحزب الثوري بتربيته المستمرة
لاعضائه وزجهم في معترك النضال قادرا على خلق كتلة ثورية شبه متجانسة الا ان
فالحزب النظيف الخالي من المشكلات هناك عناصر ستظل على هامش هذه الكتلة .
والانقسامات لا وجود له في عالم البشر ولعل تاريخ الحركات الثورية يعكس لنا
هذه الحقيقة •
ان ثورية الحزب تكمن في قدرته على تطهير نفسه باستمرار من العناصر
الانتهازية دون ان يشعر أحد بخروجها من الحزب والقضاء على امكانية استقطابها
لبعض العناصر الطيبة التي قد تنخدع في شعاراتها البراقة فهي انتهازية مهما
.
حملت من شعارات
يجب ان لا يفهم من شعار وحدة الحزب الذي يرافق كل حملة تطهيرية بانه
الحفاظ على العناصر السيئة داخل الحزب وانما المقصود من هذا الشعار هـــو
التخلص نهائيا من العناصر الانتهازية وعدم السماح لها باستقطاب اي عضو ثوري
من اعضاء الحزب ،فالقصد من هذا الشعار عزل العناصر الانتهازية الى الابد عن
النظر في من اصبحوا خارج الحزب وذلك لانهم يتصورون بان الحزب سيقوى
بمثل هذه الوحدة ويجعله في مركز يستطيع ان يواجه خصومه · ولا شك بــــان
هذا التصور خاطىء من الاساس لان العناصر التي خرجت من الحزب وظلت فترة
زمنية خارج المنظمة يكون لها منطقها الخاص وخاصة اذا خرجت بشكل تكتل على
بان طول فترة وجودها خارج الحزب كانت معارضة للحزب فيصعب التخلص م
هذا الموقف المعارض بمجرد دخول الحزب من جديد .ان اعادة النظر في مـــر
اصبحوا خارج المنظمة امر يجب ان يحاط بشروط معينة اهمها ان تتناول العناص
في هــذ غير القيادية والتأكد ثانيا من انفصالها عن قيادتها لان عدم الانفصال
داخل الحزب لوجود توجيه خارجي تمارسه قياد الحالة يعني استمرار التكتل
غير القيادة الشرعية ،وهكذا تتحول القوة التي يتصورها البعض الى صراع جديد
لا بد ان يؤدي الى انقسام .وعلى هذا الاساس يجب ان تتوفر في من سيعاد النظ
فيهم الشروط التالية :
- ۱ان تكون من العناصر غير القيادية على ان يقر مبدأ الاستثناء
ان العناصر الانتهازية لن تقول عن نفسها بانها انتهازية ولذا فهي ستبحث ع
كل وسيلة من شأنها اخفاء انتهازيتها لتحمي نفسها ،وهي لن تفكر الا في نفس
لا تقوم على اسمر ولذا فان شعاراتها وبرامجها ( وهذا اذا وجد لديها (برامج
موضوعية ،وانما التخبط صفة مميزة لها لا تبحث الا عن الشعارات التي تستهو
الاخرين ويحبذونها ولكنها طبعا بعيدة المنال او انها تكثر الحديث عن العلمي
والواقعية وتنتهي علميتها وواقعيتها بتكريس الواقع بدلا من تغييره ،ولذا يحس
الانتباه لهذين الاتجاهين الانتهازيين .ان كلا الاتجاهين الانتهازيين يشكلان خطر
على الحزب والخطورة تكمن في الاثر الذي قد يتركه أي منهما على الحزب بعا
قد تثير موجة محافظة لدى بعض الحزبيي فالانتهازية اليسارية عملية التطهير ،
بعد الشعور من التخلص من المرض بينما الاتجاه الانتهازي اليميني قد يثير موج
يسارية صبيانية
ان الوعي شرط اساسي للثوري وعلى هذا الاساس يجب على الحزب ا
يعطي اهمية خاصة لتثقيف اعضائه .وبمقدار ما يكون العضو الحزبي واعيا عل
الخ .كلما كا واقع الحزب من جميع الجوانب ،عقيدته ،نظامه ،قياداته
ذلك دافعا لتطوير الحزب وبمثابة حصانة تمنع العضو من ان يخدع باي شعار ا
ان يتعرض لاي انحراف
الحزب بحجة النقص العقائدي لم يأتوا بشيء جديد وانما الجديد في هذا الموضو
انه اصبح يطرح على جميع المستويات أي خارج المنظمة الحزبية تصورا منهم ا
لان هؤلاء الرفاق غالبا ما يرافقهم شعور من اليأس والتشاؤم عند بروز هذه الظاهرة
و فاتهم بان الحزب يقوى بتطهير نفسه من العناصر الانتهازية .
الانضباط
ضمن فقط اغلب الرفاق يفهمون الانضباط طرح القضايا الحزبية داخل الحزب
تشكيلاته وهيئاته .
ان النظام مهما كان دقيقا وصارما فانه لا قيمة له ما لم يقترن بطاعة من قبل
فرض طاعتها على الحزبيين وان تكن العقيدة في مستوى يؤهلها الاعضاء وما لم
تضع حدا لكل عملية تشويشية .فالنصوص لا تغير من الواقع شيئا وانما الحرص
قبل الجميع وتطبيق هذه النصوص ووجود رقابة على احترام هذه النصوص من
تضمن الاشراف على هذا التطبيق .كل ذلك يجعل من تلك النصوص مفيدة وجدية
• في آن واحد
ان من أخطر الامور ان يستخدم الحزبي اسلوب اعداء الحزب علما بان الذي
يصدر من الحزبي هو أخطر بكثير من الذي يمكن ان يصدر من عدو الحزب ،فعدو
الحزب معروف لدى الناس بأنه خصم للحزب ولذا فان امكانيته التخريبية لا يمكن
ان تكون في مستوى امكانية التخريب من قبل الحزبي لان اي معارضة يبديهــــا
تنطلق من تلك الزاوية اما الحزبي فانه عندما يبدأ يطرح امور المنظمة الحزبية فانه
يساهم في تهديم الحزب وانه يعتبر تماما من اعدائه
ان النظام الداخلي صان لكل حزبي حق الانتقاد بل وجعله واجبا قبل ان
وعلى هذا الاساس فانه لا يوجد أي مبرر لاي يكون حقا ضمن المنظمة الحزبية ،
.ان حزبي بان يطرح امور الحزب خارج الحزب الا اذا اعتبر نفسه خارج الحزب
بعض من بطرحون القضايا الحزبية خارج المنظمة يتذرعون بوجود ارهاب داخلي
ونحن لا يمكن ان ننفي امكانية قيام ارهاب من قبل بعض القيادات ولكن الرد على
هؤلاء هو ان الذي يستطيع الارهاب داخل المنظمة هو أقدر على ان يرهب الاعضاء
عندما يطرحون مشكلات الحزب خارج تنظيمه لان مبررات اتخاذ العقوبات في
الحالة الثانية متوفرة وما على القيادة الا تنفيذ العقوبة .ان طرح امور الحزب
۹۷
في التنظيم والتربية الحزبية ٧ -
ا -فقدان هيئة الحزب :
ان مناقشة مشكلات الحزب وأموره خارج المنظمة يسقط هيبة الحزب ويجعل
من العضوية الحزبية نوعا من التهريج والسفسطة ،لان النقد خارج المنظمة لا يقدم
بل يؤخر ،فاذا كان الهدف من النقد الاصلاح فان الذين من المفروض فيهم ان
يسمعوا النقد غير موجودين ( القيادة ) ولذا فان ذلك النقد لن تصبح له اي اهمية
بل هو نوع من التنفيس عن النفس ولن يكون له اي اثر في اصلاح الحزب ،فهو
.بل انه ليس من الضروري ان يأخذ الحديث اسلوب مخرب ومضر بالحزب
الخارجي طابعا نقديا حتى يكون خروجا على الانضباط الحزبي وبالتالي يؤثر على
هيبة الحزب بل ان اي حديث في القضايا الحزبية خارج المنظمة يقضي على السرية
وقد يؤدي الى كشف مخططات الحزب
من الملاحظ ان بعض الاعضاء لا يطرحون القضايا داخل المنظمة فيما هم من
في العناصر الانتهازية التي اشد المنتقدين خارج المنظمة وهذه الظاهرة تتجلى لنا
فتلجأ الى التظاهر بالانضباط داخل تريد ان تحافظ على مواقعها داخل الحزب
الحزب بل وعدم التحدث احيانا حتى لا تلفت النظر اليها فتصبح موضع رقابة
الحزبية خارج المنظمة وطرح القضايا فيما هي على مستوى الاتصالات الجانبية
لتخلق لها تكتلا داخل المنظمة الحزبية ولتبدأ مساومتها
لا شك ان خصوم الحزب سيستغلون هذا النقد وطرح قضايا الحزب خارج
المنظمة للتقليل من اهمية الحزب واسقاط هيبته لدى الجماهير ،ولذا نرى ان
اعداء الحزب يتسابقون على نشر اي حديث يصدر من حزبي يعلن فيه اي نقد
للحزب ،بل قد يبلغ بهم الامر الى تبني وجهة نظر من خرجوا على الحزب وذلك
حرصا منهم على تعميق الخلاف داخل الحزب وزيادة التناقضات داخله
ان هؤلاء غير المنضبطين يسلمون اعداء الحزب اسلحة جديدة ويعطون اجهزتهم
مادة جديدة للتشهير بالحزب ،وهكذا يتحول عدم الانضباط الى نوع من الانضمام
ولذا وجب محاربة هذا الاتجاه لدى بعض الاعضاء . الى القوى المعادية للحزب
محاربة جدية ولو تطلب الامر استئصالهم من الحزب
ان عرض القضايا الحزبية خارج المنظمة الحزبية يخلق روحا من التمرد وعدم
اطاعة الاوامر الحزبية وهذا يعرقل امكانية اي عمل بناء لعدم انضباط الاعضاء
.ان انشغال الحزب مع نفسه هو الذي يفسر لنا الواجب ايكال هذه المهام لهم
غياب الحزب عن بعض المواقف النضالية .
وهذا يعني اطاعة ثم ناقش نفذ وهذا ما نعبر عنه في النظام الداخلي
يأتي موضوع المناقشة ثانيا ،وهذا المبدأ ضروري القيادة وتنفيذ اوامرها اولا ثم
لاي حركة ثورية اذ يستحيل ان تناقش بعض الامور ثم يتم التنفيذ بعد المناقشة
وذلك لما تتطلبه بعض المهام الثورية من سرية وسرعة
ثم انه يستحيل على أي حركة ثورية ان تستغني عن هذا المبدأ رغم الجدل
الذي يثيره البعض بحجة ان هذا المبدا يشكل تقييدا لحرية الفرد .وعلى كل
فللتدليل على عدم الاستغناء عنه نفترض ان الحزب قرر ان يقوم بمظاهرة في قطر
ما وحدد اليوم والوقت ثم طرح الموضوع للمناقشة فان امكانية تسرب الخبر واردة
وهذا يعني ان الحكومة ستتخذ الاحتياطات اللازمة لاحباط المظاهرة علما بان هناك
بعض الامور اخطر من موضوع المظاهرة ،وان القصد من هذا المثال هو للتدليـل
على ان هناك قضايا كثيرة تستوجب التنفيذ السريع وعدم المناقشة الا بعد التنفيذ ،
ثم ان طرح القضايا مسبقا للمناقشة والتنفيذ لاحقا لا يجعل أي مبرر للقيادة فمهمة
القيادة هي قيادة التنظيم وفق مقررات المؤتمر والتعديلات المناسبة التي تراها
بحكم تغير عوامل كثيرة لم تدخل عند وضع الخطة
. ان عدم التقيد بهذا المبدأ هو اول مراحل انحلال الحركة الثورية وتلاشيها
هناك ظاهرة تلفت النظر بالنسبة لبعض الحزبيين وهي انهم يكثرون الانتقاد
خارج المنظمة اي خارج الاجتماعات الحزبية ولكنهم داخل المنظمة لا ينتقدون مما
بأنه كلما كثر انتقادهم خارج المنظمة كلما قل داخل نخرج باستنتاج يجعلنا
وهذا الاستنتاج مستوحى من هذه الحالة ولا يوجد سوى التفسيرات المنظمة
على مصلحة الحزب .ان الصفة المميزة لهذه العناصر قدرتها على التكييف حسب
ان هذه العناصر متملقة تخاطب كالحرباء الوسط وما يتطلبه ذلك من تغييرات
كل فرد بقناعاته فيشعر بالاقتراب نحوها .ولكن الحقيقة ه أنها ليست مع اح
ي
. وانما هي مع نفسها
خارجه
) او (داخله ب -ان هناك بعض العناصر التي تكثر من انتقاد الحزب
فهي باستمرار تكرر الانتقادات م لاظهار ثقافتها ومعرفتها بعيوب الحزب .
التقديم والتأخير لايهام البعض بأن حديثها جديد وليس له صلة بالانتقادات السابق
و فعلا سيطر على بعض الحزبيين مفهوم مفاده ان انتقاد الحزبي يعني الوعي .
وأخطر شيء في هذا الموضوع هو ان الانتقاد لا يتم الا كأسلوب لاستعراض الثقاف
لا كأسلوب يستهدف منه تصحيح اخطاء الحزب للخروج بحلول عملية
-ان بعض العناصر التي تكثر من الانتقادات خارج المنظمة تتوهم احيان
ج ـ
لكثرة انتقاداتها بأنها قد قالت تلك الانتقادات داخل المنظمة فهي تنسى ان انتقاداته
•
لم تقلها الا خارج المنظمة وليس داخلها
وهذا المرض يتلخص في عد بعض الحزبيين يعانون مرضا خطيرا ،
الخ .وتختفي عبار الاستقلالية ،فغالبا ما نسمع بأن فلان من جماعة فلان
بان فلان مع الحزب وهذه ظاهرة خطيرة يجب محاربتها بكل ما اعطينا من قوة
حتى ان هؤلاء عندما يحضرون الاجتماعات فهم غالبا من الصامتين وينتظرون رف
الايدي وعندما يطرح اي موضوع للتصويت فانهم لا يرفعون ايديهم الا بعد عملي
استطلاعية يلفت رأسه يمينا او شمالا .ان هذا الاستزلام يجب ان يتخذ كمقيا
لكشف العناصر الانتهازية وعندما نطالب باستقلالية كل حزبي لا يعني هذا رف
كل رأي مفيد من اي حزبي بحجة الاستقلالية ،فهناك بعض الاقتراحات ليست م
صنعنا ولكننا على أتم استعداد لتبنيها حتى النهاية ،فالمقصود باستقلالية ان ننظ
فك للامور من خلال تقديرنا للمصلحة الحزبية لا من خلال تقدير الآخرين لها ،
حزبي يجب ان يقدر المصلحة الحزبية بأسلوبه ،ان عدم الاستقلال في الشخصي
يعني خروجا على نظام الحزب لانه بالتالي يقود الى نوع من التكتل الذي تعينه ل
مصالحه الخاصة .
يجب كشف موقف هذه العناصر باعتباره موقفا تخريبيا وبالتالي فهو موق
اذا افترضنا انهم يقدرون غير حزبي لانه ينطلق من تقدير الاخرين لمصلحة الحزب
لان تقدير العضو الحزبي بذاته مصلحة الحزب
،ان الصفة المميزة لهذه ان عدم الاستقلالية هي مظهر من مظاهر التكتل
1 ..
العناصر انه في الحالات الحرجة تعتبر نفسها باجازة مثل حالة تعادل القوى فهي
تنتظر انتصار قوة ما لتهرع أمامها موهمة القوة المنتصرة انها لم تكن في اجازة وانما
كانت تطارد العدو اذا صح التعبير فيبلغ الاندفاع بها حتى اصبحت في مقدمة
الركب وهي طبعا كاذبة في ادعائها لانها كانت تتصنع الانشغال في امور تافهة حتى
ان من احد الظواهر التي تلفت النظر هي ان ابسط عضو ينتقد اعلى قيادة
في الحزب دون ان يستند نقده على معلومات اكيدة ،وانما يستند في الغالب على
او على التقديرات الشخصية ..او ان نقده الاشاعات بدلا من الاستفسار عنها
لا يستند على اي اساس ،وانما حبا في النقد .ولذا وجب الاخذ بالقاعدة
وعلى فقط » كل قيادة مسؤولة أمام مؤتمرها والقيادة الاعلى منها التالية :
هذا الاساس فان قيادة فرع دمشق لا يمكن ان تكون موضع انتقاد الا من قبل
القيادة القطرية او مؤتمر الفرع فقط .والقيادة القطرية السورية مثلا لا يمكن ان
تكون موضع انتقاد الا من قبل القيادة القومية او المؤتمر القطري ..لان هذا المبدا
صحيح وسليم ،حيث ان شروط النقد البناء معرفة الموقف ككل بتفاصيله .وهذا
لا يتوفر الا لجهة مختصة .وعلى هذا الاساس يجب عدم انتقاد اية قيادة الا من
.
الجهة المختصة ،ويجب ان يتضمن نظام الحزب الداخلي ذلك
ان تحدي الزعامة السياسية في الحزب يلعب دورا اساسيا في اسقاط هيبة
ولذا يجب ان وان هذا الانتقاد احد مظاهر هذا التحدي الزعامة اي القيادة
.ان انتقاد يوضع له حد بأن يترك للجهات المختصة على أن تمارسه وجدها فقط
الاسراع في اتخاذ الاجراءات التنظيمية اللازمة لفرض الطاعة وقد يستدعي ذلك
تغيير القيادة ،لان عدم اللجوء الى هذا الاسلوب قد يؤثر -من حيث ان عدم
اطاعة القيادة -قد يتحول الى تمرد على الحزب نفسه
- ۲
سيادة الفوضى بدلا من النظام :طالما فقدت القيادة هيبتها وبالتالي
سيطرتها على الاعضاء فان الحزب يصبح من الناحية العقلية بدون قيادة ..وهنا
تبرز الاجتهادات الفردية ،فتحل محل رأي القيادة ويعتبر هذا الوضع بيئة خصبة
لنشوء التكتلات داخل الحزب
1.1
ه -الانضباط يعني الشجاعة في مواجهة الامور
في المؤتمرات والاجتماعات ، ان بعض الاعضاء عندما تطرح قضايا الحزب
فانهم لا يواجهونها مواجهة جدية تستهدف الوصول الى حلول جذرية ،وانما
ينطلقون في معالجتهم لتلك الامور من خلال العلاقات الشخصية حتى انه في بعض
الحالات يبلغ الامر الى عدم اتخاذ أي موقف ،وانما الى تمييع القضايا واللجوء الى
فكأن هناك حياد بين الخيانة والوطنية او بين الحق والباطل .. ما يسمى « بالحياد » .
حتى ان البعض يتجاهل الموضوع المطروح للنقاش وكأنه غير موجود في الاجتماع،
وذلك هروبا من اتخاذ أي موقف جدي .ويمكن تفسير مثل هذا الموقف بما يلي :
ولهذا فان ا -ان القضية المطروحة تتعلق بصديق له صلات قوية بهؤلاء
المجاملة تحل محل المصلحة الحزبية
ولذا فان .. ۲-ان تكون القضية المطروحة متعلقة بحزبي له منصب كبير
قد يؤثر على علاقته بالقيادة علما بأنه في غنى عن اقتراح الحل الحزبي السليم
ان هذه العناصر تنطلق من تقدير مصلحي متعلق بذاتها ..ولذا يجب
فهي انتهازية في اهدافها محاربتها لانها لا تخدم از تب وانما تخدم نفسها
وأساليبها •
وهذا يعني ان تفرض القيادة احترامها على قاعدة الحزب ،وهذا لن يتم الا
اذا كانت القيادة منتجة وقادرة على قيادة التنظيم قيادة تضمن النصر الاكيد .ان
عدم انتاج القيادات هو احد المبررات القوية للتمرد عليها .ان فرض احترام
القيادة لا يتم الا بشكل طوعي ،وذلك لان الحزب تشكل بشكل ارادي وبالتالي
يجب ان تكون الطاعة ارادية ،وهذا لن يتم ما لم يحمل العضو الاحترام التام
للقيادة .وطبعا الاحترام لن يتم الا عن طريق عمل القيادة المتصل والذي يجعل من
تكليف لا تشريف » فالعضو العادي لا يمكن ان يحترم قيادة متربعة فوق القيادة
الكراسي وتاركة الامور وكأن الحزب آلة اوتوماتيكية تسير نفسها لوحدها .
ان عدم ادراك المسؤوليات القيادية من قبل القياديين هو الذي يقود الى
الاهمال والتقصير وبالتالي يقود الى روح سلبية داخل الحزب تتجلى لنا في عدم
الاحترام للقيادة من قبل القاعدة التي تكون طبعا على حق في تصرفاتها لان من لا
يحترم نفسه لا يمكن ان يحترمه الاخرون
ان عدم قيام القيادة بواجباتها كوضع خطة حزبية لكل منطقة او محافظة
۱۰۲
وعدم ممارسة القيادة ، وبالتالي لانشغال الفروع بها على مستوى المحافظات
للرقابة على الفروع وبالتالي اهمال التنظيم .ان عدم قيام القيادة بواجباتها سيجعلها
وهم على حق في احتقارهم لها • موضع احتقار من قبل الاعضاء
في يديها ،وانما هو ان مثل هذه القيادة لا تصح من نومها الا والحزب ليس
مجموعة تكتلات ومجموعة مراكز للتوجيه .ان مثل هذه القيادات فعلا لا تستحق
ولذا فان احدى اسس شروط الانضباط الحزبي الاحترام وهي سرعان ما تسقط
فانه يستحيل تطبيقها وعلى هـذا عندما يراد وضع تلك القرارات موضع التنفيذ
الاساس يجب الحيلولة باستمرار دون ان تتخذ المؤتمرات الحزبية قرارات نظرية
منفصلة عن الواقع وهذا لن يتم ما لم يعد لكل المؤتمرات الحزبية اعدادا سليمـا
بغرض الوصول الى نتائج يمكن تطبيقها
.
-تقصير القيادات :لا شك ان التقصير من قبل القيادات يشكل احــــــد ۲ـ
الاسس في عدم تنفيذ تلك القرارات ،وتقصير القيادة ظاهرة يجب معالجتها بشكل
جدي وهذا لن يتم ما لم تكن القرارات المتخذة من قبل المؤتمرات واقعية حتى تضع
حدا لكل عملية تقصير من قبل اية قيادة والقضاء على اية محاولة للتبرير
-
٣ـ ان تكون قرارات القيادات معللة :أنه من الصعب تماما اقناع الاعضاء
بقرار معين ما لم يكن ذلك القرار معللا .وغالبا ما يدفع الكسل ببعض القيادات
الى انزال قرارات غير معللة وهي عندما تفعل ذلك تستهين بالآثار التي قد يتركها
قد يمتد الى خارج هذا القرار غير المعلل من بلبلة في نفوس الحزبيين وجدل
المنظمة وهنا يفقد الانضباط ..ان القيادات الناجحة هي التي تصدر قراراتها
معللة للاعضاء حتى تضع حدا لاي احتمال للتشويش والتخريب قد يستعمل من
١٠٣
قبل العناصر المخربة
:ان احد الشروط الاساسية لنجاح -حماية الديمقراطية داخل الحزب
الانضباط الحزبي هو ان يوفر لهم كل ما يرون قوله داخل الاجتماع والا اذا
استحال هذا فانه من البديهي ان يلجأ الحزبي الى التحدث خارج المنظمة الحزبية ..
ان الديمقراطية داخل الحزب شرط اساسي لتطوير الحزب وان الاستهانة بها يعني
استخفافا بقدرة الاعضاء على امكانية تصحيح اخطاء الحزب
ه ـ ان تلجأ القيادات الى الاستفتاء في بعض الامور الخطيرة :ان هناك بعض
الامور التي لم تتخذ المؤتمرات الحزبية قرارات بها وهي ايضا على مستوى معين
من الخطورة ولذا فانه من المستحسن أن تلجأ القيادة الى نوع من الاستئناس برأي
القيادات الدنيا لان هذا يعني اشراكها في المسؤولية وبالتالي كسب تأييدها
مساوىء التكتل
ان التكتل احد مظاهر الانقسام ،فهو المرحلة الاولى التي تسبق الانقسام لان
لىعـ
صمموا عل اصحاب التكتل قد وضعوا لهم مصلحة غير مصلحة الحزب ولانهم
تحقيق تلك المصالح ولعل خصائص التكتل تعكس لنا ذلك :
-بروز الصنمية ،فالمتكتلون حول فرد غالبا ما يتحدثون عن مزايا وصفات
۱ـ
هذا الفرد والى درجة اختراع الاساطير حوله وصرف اغلب الوقت في التحدث عن
هذا الفرد وعن انتصارات تكتلهم
-
التكتل حول الفرد يخفي مصلحة الحزب ويحل محلها مصلحة التكتل ،
فمثلا في المؤتمر القومي السادس عرض مشروع توسيع القيادات القطرية الحاكمة
اذ انه ليس من المعقول ان تكون القيادة القطرية ثمانية اشخاص في النضال السري
فمقتضيات الامور وظروف المرحلـــة في الحكم وان تكون نفس هذا العدد وهي
تتطلب توسيع القيادة ،لان مصلحة الحزب تقتضي ذلك ،غير ان الذي حدث هو
ان جزءا من القادة العراقيين وجزءا من القادة السوريين تصدوا لهذا الاقتراح
بتبريرات واهية متناسين مصلحة الحزب واضعين في عين الاعتبار مصلحة التكتل .
فمصلحة الحزب زيادة العدد ،ومصلحة التكتل لا تقتضي ذلك لان زيادة عدد
القيادة يعني اجراء انتخابات تكميلية قد لا يفوز فيها فلان في سوريا وفلان في
العراق وهم ليسوا من هذا التكتل ،وهنا تتعرض مصالح التكتل للخطر .وعندما
عرض اقتراح ثان بشأن عدم الجمع بين مهمتين اساسيتين ،حددت المهام الاساسية
تصدى القيادة القومية ،القيادة القطرية ،المجلس الوطني ،والوزارة بما يلي :
بعض قياديي سوريا والعراق الى رفض ذلك بدون أي مبرر لذلك الامر على الاطلاق
فمصلحة الحزب تقتضي ان يكون لدى كل مسؤول بالجمع بين كل هذه المهام
مهمة واحدة أو اثنتين على الأكثر في حالة الاضطرار اذا اردناه ان يكون منتجا
فتعدد المسؤوليات ادى الى عرقلة العمل وتجميده ،وهذا ما اكدته الاحداث فكانوا
اذن ينظرون للأمور من خلال مصلحتهم وعلى هذا يرفض التكتل الاقتراح لانهم
1.8
فيها ولذلك لم ينتجوا بالشكل يجمعون بين مناصب متعددة لا يريدون التفريط
السليم ·
لديها كفاءات وهذا -التكتل يرفع لقيادات الحزب قيادات ضعيفة ليس
دليل على ان التكتل لا يهتم لمصلحة الحزب .ولما ان هؤلاء الضعفاء اصبحوا في
مركز القيادة يشعرون دائما بأن الفضل يعود الى التكتل وليس لكفاءاتهم وبالتالي
ينظرون الى مصلحة التكتل ومصلحتهم
-
٤ـ التكتل يحتقر النقد والنقد الذاتي ،اذ من الملاحظ ان المتكتلين لا
فهم يفهمون النقد الذاتي دائما بأنه التحدث عن يتحدثون الا عن المزايا والافضال ،
الجانب الايجابي من النقد الذاتي ) بينما الهدف الاساسي من وجود المزايا الفردية
هذه القاعدة الاساسية في الحزب وهي القضاء على الجوانب السلبية عند الحزبي
وأخطائه .
واختفاء النقد الذاتي وذلك بالتنبيه المستمر البناء الى عيوب الحزبي
منحرف) ويميني فكل منتقد يصنفه بين يجر الى ارهاب داخل الحزب ،
ورجعي ..الخ .
ولا شك ان لمثل هذا السلوك اثر سيء على سير الديمقراطية في الحزب
و تجميد لها اذ ان الارهاب قد قضى على كل مقوماتها
ه ـ التكتل يبدأ بالخروج على النظام الداخلي وينتهي بالخروج على الحزب
فالمتكتلون غالبا ما يسلكون سلوكا غير نظامي وعندما يغرقون في اخطائهم ويحاول
يستمرون في غيهم معتقدين بأنهم على حق او وتثور القاعدة لردهم من ينبههم
مصورين لانفسهم ذلك ولذا تجدهم في الاخير يخرجون على مبادىء الحزب بحجة
حماية الحزب
- ٦تعدد مراكز التوجيه :التكتل يعني التمرد على القيادة واحلال قيادة
غيرها وهي قيادة التكتل ولذا فاننا نرى تعددا في مراكز التوجيه ولذا فان شروط
ضبط الحزب حل هذه التكتلات وتفتيتها وتخليص الحزب منها
۷ـ التكتل يضعف من قوة الحزب ويقلل من قدرته على القيام بأي عمل
حاسم لان مواجهته لوجود هذه العناصر يؤدي الى عدم مواجهة المعركة بمستواها
العام
1.0
التنظيم السري ( ) 1
عندما يبلغ التناقض بين الشعب والسلطة حدا عدائيا ملموسا تحرق فيه
السلطة كافة شروط الالتزام بمصالح الجماهير وحرياتها وتتصدى لجميع مطامحها
فان مزاولة النشاط السري للتنظيمات الثورية امر محتم وآمالها ،
في التنظيمات الثورية خطرا يهدد استقرارها ووجودها مما فالسلطة تجد
يدفع بالسلطة الى ممارسة القمع بأشكاله ضدها .كما ان التنظيمات الثورية تجد
في وجود السلطة خطرا يحمل للجماهير البؤس والخراب وعائقا امام اي تقدم
اجتماعي محتمل .لذلك فان مزاولة العمل السري نتيجة لازمة يقررها جانبا
وتتحدد الممارسة السرية ومصالح الجماهير (المضروبة القضية المطروحان (السلطة
بطريقة سرية في العمل هذا التعبير عن ارادة الجماهير احتفاظ : الثانية
والتحرك تمليها نوعية الظروف الشاذة والاضطرار النابع من طبيعة السلطة المعادية
واذا كان التناقض باديا في الظاهر بين هاتين الموضوعتين حيث ان الجماهير
تتوضح على نحو ملموس وفعال بالنسبة للحزب الثوري في حين ان السرية تغطي
فانه في الواقع ليس الا توكيدا كثيرا على ملموسية وفعالية العلاقات المباشرة ،
للوحدة الجدلية بينهما •
في الاساس بالتزامه المطلق فمبرر شرعية الحوب الثوري ووجوده يكمن
بقضايا الجماهير .هذا الالتزام الذي يتطلب توفر الثقة الضرورية التي يستحصلها
الحزب من الجماهير من خلال ادلته في الدفاع المثابر عن حقوقها والتزام مصالحها
من الجماهير الى الجماهير » تجسيدا الجوهرية ،ومن خلال تجسيده مقولة :
حاسما
1.7
الجماهير فان العودة للجماهير هي مسألة اساسية يفترضها العمل السري كلما آذن
عند اشتداده بانقطاع الصلة عن الجماهير .وهذا لا يحدد المرونة الضرورية فحسب
انما يثبت منطلقا جوهريا مفاده عدم السماح النهائي للسرية في العمل وفي ظل
جدا ،تحويل الغرف والدهاليز الى اماكن اساسية للعمل من دون الشارع ..الخ)
ولذلك تتعين الاهمية القصوى لمسألة العودة الى الجماهير التي تندرج ضمن مقولة
في حين تجد ما يعطلها احيانا التوجه نحو الجماهير ( وهي مقولة سياسية ومبدئية
من ضرورات واقعية ( . ) 1
فان العودة للجماهير والاتصال المستمر بها لغرض الاثارة ومن هذا الفهم
والتحريك وتصعيد الحركات الاضرابية والتظاهرات وارفاق التيار المطلبي بالادراك
وهي اشکالات وتغيرات قائمة بتنوع على صعيد الواقع في حين انها محلولة الى حد
الوضوح على صعيد المبدأ والسياسة
·
وضمنا يلعب التنظيم دورا حاسما في صلب التناقضات الموجودة
هذه ·
فكر الحزب وممارساته الشكل التوسطي بين اي التنظيم فهو
الممارسات التي تتحقق في وسط واسع ومتحرك هو ( الجماهير)
أبعادا متعينة بالظروف وتأخذ تتحدد طبيعة الممارسات وبسرية التنظيم
هي ليست اطلاقا ذات الابعاد الواسعة التي يكتسبها التنظيم العلني .والتعويض
في تقلص الممارسات الذي يفرضه التنظيم السري هو غنى الفكر الثوري الوحيد
.لان الفكر الثوري والنظرية الثورية هما اللذان يخرجان بمحدودية للحزب
الممارسة الى نتائج اكثر سعة .لان النظرية الثورية هي بحد ذاتها خبرة مكثفة
الظروف الموجودة باقصى ما يمكن من الفائدة
ودليل في العمل يستطيع استثمار
ودفع الامكانات على طريقها الصائب والمنتج .
فان وجود النظرية الثورية التي تشكل تعويضا عن القصور الذي وبالتأكيد
قد يؤول اليه العمل السري لا ينفي طبيعة العمل السري من حيث كونه استجماعا
وبادراك الضرورات الدافعة لسرية التنظيم . الجانبين هما ( الايجاب ) و ( السلب )
يكون السلب اضطراريا ومن الممكن معالجته في مجرى مواصلة النضال ·
ولادراك النسبة بين ايجابيات العمل السري والسلبيات الناجمة عنه لا بد من
التوجه نحو الجماهير مبدا اساس .العودة للجماهير مسألة عملية い
۱۰۷
ان الحزب الثوري هو في واقعه وفي شروطه حزب جماهيري من درجة
اولی .اي انه حزب يقود الطبقات الشعبية الكادحة قيادة حقيقية ابتداء من
فيه ظروف مادية الذي تتهيأ مزاولته العمل السري ووصولا الى المستقبل
لتحريرها الدائم .اي انها قيادة مستمرة لحين الانتصار وما بعده .وهو بذلك
حزب طليعي صدامي يدخل سلسلة من المعارك مع السلطة المعادية للشعب وللحركة
فهو قد الثورية .ان هذه المعارك هي باختيار الحزب الثوري وبارادته ولذلك
اختار التحدي المباشر للسلطة والتي تكون حينئذ مستعدة كل الاستعداد لاشباع
الحزب الثوري بالضربات القمعية .
الثوري وذلك بواسطة التنظيم السري لمقاومة العنف بالعنف الثوري هذا التنظيم
فالحزب في حالة كونه الذي يقلل من مساحة تعرض الحزب الثوري للاضطهاد
مشمولا بعلنية التنظيم فانه يقع تحت طائل سياط السلطة ·
واذا كان التنظيم السري هو وقاية ضرورية للحزب الثوري ومحاولة موقتة
فانه ايضا يثير رعب للابقاء على الحزب بمأمن من الضربات الارهابية الكبرى
قادرة على السلطة .لان السلطة تدرك وجود قوة سياسية ثورية معادية لها وغير
كشفها أو معرفة بعض اجهزتها انما تشعر بتفاهتها وسقوط صلفها وغرورها
بوابة عجزها عن مقاومة عدوها السري .
هنا تنبثق علامات خاصة في ميدان الصلة الضدية بين السلطة والحزب
.
الثوري ويكون بذلك قد ربح الحزب الثوري جولة اولى
ولا تعتمد السلطة على اجهزتها الجاسوسية وعناصرها المبثوثة في كل مكان
.بل هي تلجأ الى وسائل اخرى لرصد الثوريين وشن الحملات الانتقامية ضدهم
ماكرة وذلك من اجل تخريب الحركة الثورية بالاندساس في احزابها وخلق الالفام
داخلها ،وبشراء العناصر الضعيفة المتداعية او المصلحية يتيسر للسلطة ان تحارب
اي حزب ثوري ببشاعة
ولكن صيانة الحزب لتشكيلاته بواسطة التنظيم السري هو الاجراء الحيوي
فما هي هذه التشكيلات والامور التي الذي يضمن للحزب نقلات جديدة بعدئذ ..
في حين يسعى الحزب الثوري كل السعي لابقائها تسعى السلطة المعادية لكشفها
سرية جدا ؟
الاسماء ،العناوين ، - ۲العناصر الثورية الهامة وما يتعلق بها من معلومات :
الاوصاف ،الارتباطات العائلية ،الخصائص السلبية والايجابية ،درجة الانتماء
الخ) . ... الحزبي ،محلات السكن ،اماكن التردد والسفر والتنقل
ان معرفة الحزب الثوري لهذه المعلومات تيسر الاستفادة الممكنة من العناصر
الثورية وتجعل الحزب قادرا على تحريكها ومعرفة علاقاتها .وفيما اذا وقعت
1.A
المعلومات بيد عملاء السلطة المعادية فان الحزب يتعرض الى ضربة خطيرة تهز جهازه
ان الاهتمام بتعيين عناصر الاتصال يجب ان ينطلق ايضا من فهم اساسي
لنوعية القوة او الحزب الذي يراد الاتصال به .اذ من الممكن احيانا تسلل عناصر
عميلة في الحزب الاخر بحيث يؤدي ذلك الى كشف عناصر الاتصال وهذا ما يجهض
الصلات السياسية الضرورية في مواجهة السلطة الرجعية
ولكن بالحساب الدقيق لكل الاعتبارات والاحتمالات يمكن التوصل الى وضع
حلول لروابط سرية غير معرضة للعدوانات الحكومية وفي كل حالات الدفاع عن
مسألة
سرية الحزب بتنظيماته ومواده وارتباطاته تبقى المسألة الاساسية هي
والذي لا يتهاوى امام عنف السلطة اختيار العنصر الحزبي الصلب والمتمرس
الرجعية ولا أمام اغراءاتها •
ان هذا العنصر هو اللبنة القوية في البناء الحزبي وهو اضافة الى ذلك بنال
ثقة الجماهير بشكل عام لان الجماهير تمنح عطفها للعنصر الثوري الصلب والذي
يتسم بنكران الذات والبذل الدائم
ان سرية التنظيم تتقرر بالدرجة الاولى حسب طبيعة السلطة ولا يمكن التخلي
مثلا علـــــــى تبعا لاعتبارات وقتية كان يقدم الحكم عن الصيغة السرية للتنظيم
واذا كانت هناك فروق بين السلطة الرجعية والسلطة الوطنية تساهلات معينة .
من الطبيعي ان المناضل الذي يقود تظاهرة قد يتعرض الى القتل من قبل السلطة الرجعية او ()1
يلقى القبض عليه ،ويتعرض الى ابشع تعذيب او انه يستطيع اخفاء نفسه بعدئذ من خلال
حماية الجماهير له ..الخ .
1.9
فان درجة التنظيم تتعلق حتى بدرجة وطنية او رجعية السلطة
ولما كان بديهيا ان ازدياد ابتعاد السلطة عن قضايا الجماهير الملحة هو التبرير
الحاسم لمواصلة النضال السري فان مغازلة السلطة للجماهير وللحزب او الاحزاب
الثورية يجب ان لا توقع الحركة الثورية في الشرك .ان سلطة رجعية كائنا ما
كانت تساهلاتها او مرونتها يجب ان تدفع الحزب الثوري الى تنظيم سريته بشكل
.
دقيق وحذر بحيث لا تنطلي عليه سلوكية السلطة الماكرة
على ان ذلك لا يعني عدم الاستفادة من منعطفات الانفتاح او وهن السلطة
بحيث تلقي الحبل على الغارب .بشرط ان تتم الاستفادة تكتيكيا ضمن شرط سرية
التنظيم وسرية التحرك والمجابهة
ولا بد من الاشارة هنا الى مسألة جديرة بالتأكيد وهي ان الاحزاب الثورية
ذات البرامج البعيدة المدى من الضروري لها ان تحافظ على اسرارها التنظيمية في
في عهد الحكومات الوطنية القلقة او ذات النزوع الوطني القضايا الهامة حتى
البورجوازي الصغير واحيانا حتى في حالة مشاركتها في السلطة الوطنية ( حيث
لا يعرف مدى هذه المشاركة زمنيا ورهن اية ضرورة تتم ) ·
تنظيم ، الانتخاب ، الديمقراطية المركزية ان المبادىء الاساسية للتنظيم
الكادر ..الخ لا يمكن ان تكون بمعزل عن وضع الحزب وظروفه الخاصة والعامة
بل على الرغم من كونها مبادىء اساسية فهي في الوقت ذاته خاضعة لظروف
الحزب واساليبه للتحرر من هذه الظروف .لذلك فهي في المرونة في تطبيق هذه
المبادىء يعني تخليصها من لاهوتيتها وشرطية الامتثال المطلق لها
فالمركزية الديمقراطية هي مبدأ تنظيمي جوهري تعتمده الاحزاب الثورية
.
اعتمادا فعليا في تكوين بنائها وعلاقاتها وتحديد خطوات توجهها
في ( المركزية ) و ( الديمقراطية) ووحدة هــــذا ولكن توزع المبدأ التنظيمي
التوزع بالصورة الجدلية اي بتأليف طرفي المبدأ لا يمكن أن يجري بمعزل عن طبيعة
الظرف السياسي ( نوع السلطة ،نوع الحزب ،طبيعة الصلة بين السلطة والحزب ،
السياسية ككل ،المنعطفات الكبرى والصغرى ..الخ) . وضع الجماهير ،العلاقات
والارهاب السياسي في ظرف التنظيم السري بالذات حيث يزداد التسلط
۱۱۰
من قبل السلطة الرجعية او الدكتاتورية لا يمكن تطبيق المركزية الديمقراطية بنفس
هد ديمقراطي ·
التطبيق الذي تجري فيه في ظل ع
بل ان زيادة المركزية وهي ضرورة لا بد منها تتم على حساب تقليص مساحة
بروح عالية داخل التنظيم الحزبي الموضوعيين والنقاش انضاج وبلورة النقد
ومنظمة
الموثوق به .لذلك لا ينبغي التطير من السرية خوفا على الديمقراطية الحزبية ما دام
خط الحزب سليما لان الحفاظ على اقصى السرية هو منطلق العمل التنظيم
والضرورة الكبرى التي تخضع لها بقية الضرورات التنظيمية الاخرى من حيث انه
هو حماية للحزب بكل مبادئه ونضالاته •
لنأخذ مثلا على ذلك .ان عقد مؤتمر حزبي ضرورة متكررة ولكن ظروفا
فان هذا التأجيل هو حماية معينة استوجبت عدم عقد مؤتمر بتأجيل انعقاده
للحزب فيما اذا كانت هناك معلومات مؤكدة تشير الى ازدياد القمع الحكومــــــــــي
والمراقبة ورصد النشاطات السرية .ان عقد مؤتمر يحمل معه تصفية للمؤتمرين
ولا غلب قوى الحزب هو حماقة لا يمكن ان يفلسفها موضوع تنظيمي .وهكذا
فكذلـــك السرية التنظيم وما تتطلبه وفيما اذا كان واضحا المعنى الخاسم
هناك مخاطر تنجم من سرية التنظيم
اولا :ان تقلص الديمقراطية قد يقود الى البيروقراطية التي لا يمكن اكتشافها
الا في النشاط العلني والتي تظل متسترة وراء حاجات الحزب التنظيمية السرية .
في السلوك كالفردية والغرور والامرية ونزعة وتأخذ البيروقراطية اشكالا متباينة
وقد يدخل في اعتقاد البعض ان البيروقراطية عدم الاكتراث لرأي القواعد
111
ارادة الحزب وتهمل آراء القواعد وتموت ابسط متطلبات العمل الثوري ·
ثانيا :نشوء العزلة وخطرها بالنسبة للكادر المحترف وهذه عزلة مزدوجة
فهي عزلة عن القواعد من جهة كما انها عزلة عن الجماهير من جهة اخرى وببقاء
هذه العزلة تولد خصائص معينة للكادر الحزبي قد تقوده الى الانحراف .كما تقود
لذلك من الضروري الزام القواعد والجماهير الى عدم الثقة بالكادر المحترف ·
وآخر وتطويع العلاقة للقواعد بين حين والعودة « المنظمين » لاشرافات المسؤولين
اما بالنسبة للاتجاه البيروقراطي لدى مع الجماهير لصالح مستقبل الجماهير .
الكادر ففي حالة تفاقمه وعدم استجابته للنقد فان العقوبات تكون ضرورية حينئذ .
في القضايا المهمة التي قد تتطلب ثالثا :عدم اشتراك القواعد مع القيادة
اشتراك القواعد بها او فهمها لها على الاقل وهذا خطر يؤول بالاخير الى عدم الثقة
· بالقيادة تركيبا ونهجا
رابعا :احيانا تكون المغالاة في استعمال حجة سرية التنظيم حاملة معها خطأ
مستمرا في انتقاء العناصر القيادية وتثمينها ..مع ما يرافق ذلك من رفع عنصر
قيادية مما يوصل الى بعض مؤهل للجدارة القيادية او اهمال عنصر ذي امكانات
النتائج غير الحسنة في بناء الحزب وتطوير عمله
قد تدفع بعض الاحيان الى سرية الحزبية خامسا :ان سرية التنظيم
ومحدودية البرامج الحزبية التثقيفية .وهذا بدوره سبب من اسباب التخلف
الثقافي الحزبي والعام بالنسبة للبعض يجب معالجته ضمن سرية التنظيم وامكانات
الاستفادة الثقافية العلنية المتاحة
ان احتراف الكادر الحزبي والذي هو ضروري لادامة العمل يحمل معه احيانا
مخاطر نشوء بعض الميول الارتزاقية والتملق الوصولي مما يتطلب التركيز على
نوعية الكادر المحترف وقطع كل الاغراءات البسيطة التي تؤثر على نكران الذات
عن طريق انغماره بالعمل الحزبي .وكذلك يكون للتوعية المستمرة دورها في عدم
فرص جيدة لمعالجة احتمالات وبالنقد والممارسة تتهيأ تشجيع الميول المذكورة .
فيجب اقصاؤهم عن الحزب الاخطار المعينة .اما بالنسبة للمتلونين النفعيين
واللامبالاة في الحفاظ على السرية .وكرد فعل ازاء ذلك فكثيرا ما تقع النفسية
البورجوازية الصغيرة غير المنصهرة في نزعة عدم تحمل تبعات النضال السري
..الخ .ان النضال ضد ذلك فتكون ميالة للاجتماع في المحلات العامة والمقاهي
هو من شروط العمل السري الحقيقي .
۱۱۲
لذلك فان قطع الطريق امام العدو يحصل
مثلا ،العناصر المشتراة ..الخ)
.
بمكافحة الثغرات الموجودة .وصلابة العنصر المنظم والتي هي صلابة المناضل امام
الرجعي هي في مقدمة شروط العضوية ولاسيما بالنسبة للكادر المتقدم .كما ان
قد تفقده خيرة مناضليه ومسؤوليه مما يضع التنظيم السري امام صعوبات جمة
لذلك فمن الضروري انتقاء كادر احتياطي للقيادات المختلفة تلافيا لعواقب ضربات
ويولي الكادر العناية الفائقة لاسيما في ميدان الممارسة . العدو المتوقعة دائما
العملية ·
عاشرا :ان ظروف العمل السري قد تسبب میلاد میلین خاطئين في التفكير
هذا الميل على أي تنازل من قبل السلطة لابدال التنظيم الثوري السري بشكل من
تسفيه العمل في المنظمات الجماهيرية العلنية بعذر ان الرجعية مسيطرة عليها وان
في المجال المذكور وتخصيص كوادر مدربة للبوليس عيونا فيها .ان اتقان العمل
وجود التزامات لحمايته وتعميق ان اهمية سرية التنظيم القصوى تتطلب
نهجه والسير نحو غاياته المنشودة .وتزداد ضرورة هذه الالتزامات بصورة خاصة
في المناطق المتخلفة حيث ان مخاطر التنظيم السري التي ذكرناها قد تجتمع بمظاهر
فانهم لا يتوجهون تبعا لرغبات ذاتية بل عندما يشتركون في تنظيم سري ثوري
يلبون حاجة هامة وأساسية من حاجات الثورة العربية المعاصرة
ب -ان يكون للتنظيم استراتيجية سياسية مقررة يجري السير بهداهـا
لاسيما وان ظروف التجزئة في الوطن العربي قد اقامت صعوبات عديدة بوجه
-
ج ـ ان تكون وسائله التكتيكية في غاية المرونة والحذاقة بحيث تؤدي غرضها
في تطبيق مراحل الستراتيجية وان يجري العزل بين الستراتيجية والتكتيك من
حيث طبيعة كل واحد منهما وغرضه ويكون الحسم النهائي للستراتيجية .وفي
الواقع ان أشد ما يحتاجه التنظيم السري هو المهارة في التكتيك لتطبيق مبادئه
ولاحراز مواقع قوة له وتضييق الدائرة حول الخصم
د ـ ان لا يسمح لاي تأثير تمارسه الطبقات الرجعية والقوى الامبريالية
بصورة مباشرة أو غير مباشرة وفي اي جانب مهما كان مفيدا •
هذه هي بعض الالتزامات التي تحقق للتنظيم السري التطور الملموس في اداء
الحزب في موضع الهجوم الثوري الدائم الذي يفرض على السلطة الدفاع المهزوم
عن نفسها
١١٤
التنظيم الفرقي
الحزبية العليا ،وتعتبر محور النشاط الحزبي الهادف في الاوساط الجماهيرية .
واذا كانت مهمة القيادة هي وضع الخطط اللازمة لتطوير الحزب وتوجيه سياساته ،
فان مهمة القاعدة المنتشرة كخلايا النحل في صفوف الجماهير والتي توجهها مباشرة
الفرقة هي تنفيذ ما ترسمه القيادة .الفرقة في هذه الحالة تمثل كادرا سياسيا
بالاضافة الى الوظيفة التنظيمية التي تمارسها الفرقة في نشاطها اليومي .اذ هي
في حل المشاكل تتلمس اتجاهات الجماهير وحركة قواها السياسية وان تساهم
اليومية التي تعانيها الجماهير وان لا تدع هذه المشاكل عرضة للتضخم مما يتعذر
ايجاد الحلول العلمية الواقعية لها .هذا من جهة ،اما من الجهة الاخرى فان
واجب الفرقة الاساسي هو ان تلتحم بالجماهير تتعلم منها وتعمل على توعيتها
وقائدة لها ،يؤهلها وعيها ونظرتها السياسية لان تكون في مقدمتها في مناطق
عملها لا ذيلا لها
ب -القضايا السياسية
ج -القضايا التنظيمية
1
-القضايا الشعبية :العمل مع الجماهير واسع ،ومشاكلها كثيرة ومتنوعة
-السنة الأولى ،العدد التاسع . ١٩٦٩ ، الثورة العربية () 1
۱۱۰
فان دراسة هذه المشاكل برؤية موضوعية وثورية وحتى البعض منها تعجيزية ،
والاهتمام بايجاد الحلول لها من قبل الفرقة ،ستعزز نوعا من الثقة بقدرة الحزب
عليها ،بجدية الحزب في ايجاد الحلول لها فقضايا الذي تمثله الفرقة في منطقة
التخلف والفقر والمرض والجهل يجب ان تكون محور نشاط الفرقة الاجتماعي •.
قضية سياسية آنية ،لها اهميتها في التصاق الجماهير الحزبية بقضايا الساعة
كالعمل الفدائي ،العلاقات الدولية مع المعسكر الاشتراكي ،قضية الشرق الاوسط ،
وسائل الاستعمار الجديد في هذه المرحلة ،الاشاعات ،الطائفية ،ايران والخليج
العربي ،خط الحكم السياسي وغيرها من المواضيع التي لها مساس بمصالح
الشعب الآنية .
فتعتبر ذات اهمية بالغة بالنسبة المستقبل ج -اما القضايا التنظيمية ،
ان الاجتماعات لكي لا تكون روتينية ومملة يجب ان يكون هناك جدول لاعمال
والاسباب المعيقة الفرقة خلال الشهر ويتابع تنفيذه اسبوعيا ودراسة العراقيل
لتنفيذ البرنامج ،كما يجب ان تنطلق مناقشات الفرقة من مبادىء الحزب ،حت
تأتي الاقتراحات التي تبرز من خلال المناقشات مطابقة لشعارات الحزب وخططه
ومنسجمة مع اتجاهاته ،اما اذا كانت المناقشات مجردة ونظرية بعيدة عن روح
العمل الحزبي فهي حتما ستربك الحزب وتؤدي به الى نوع من المتاهات والضياع
يقاس نجاح وفشل اجتماع قيادة الفرقة على مدى تقدم الحزب ونموه في
اتجاهين :
وحيث ان ما تطرحه من امور تصار الى قرارات ومواقف في هيئات الحزب العليا
فالفرقة والحالة هذه هي همزة الوصل بين الجماهير الواسعة وبين القيادات العلي
فعبرها تمر كل المشاكل التي تعانيها الجماهير وكل الآراء التي تطرحها .وفي نظر
الحزب ان الفرقة تعتبر ذات اهمية بالنسبة للعمل الحزبي ،حيث ان :
ا -نشاطها وخمولها ينعكس على الحزب بصورة مباشرة .
117
ب 1
قدرتها او عدم قدرتها على تحريك الجو الشعبي ،يؤدي الى عزلتهـا
واذا كانت الفرقة تشكل سلما صغيرا في التسلسل الحزبي ،الا انها تعتبر
فعلى القيادات العليا لهذا ذات معنى نضالي كبير من حيث الاهمية الحزبية ،
في اقتناص المناصب الوظيفية هدفا يجعل الحزب جسرا الانتهازية التي ترى
للوصول الى غاياتها الذاتية ،وتحقيق مطامعها بواسطة الحزب ،فعلى الفرقة التي
هي بتماس مباشر ودائم مع مختلف الجماهير ،ان تعي هذه الحقائق وان تكون
يقظة وواعية لكل المحاولات الرامية الى الوجاهة العقائدية والانتفاع الثوري ،في
مرحلة يكون الحزب منها في اخطر المواقع ،لان النمو غير الطبيعي في الحزب لم
يستطع من رفع الكفاءات الحزبية النضالية والفكرية واحلال مبدأ تكافؤ الفرص
امام المناضلين داخل الحزب .ان عملية الكسب الجماهيري لتطوير الحزب يجب
ان لا يكون ستارا كثيفا يغطي الرؤية الثورية لواقع الحال لان الكسب غير المدروس
يؤدي بالنتيجة الى اضعاف الحزب وتفككه تنظيميا وبالتالي فقدان لوحدته الفكرية
والسياسية والتنظيمية .ان سياسة الباب المفتوح لقبول الجماهير وتنظيمها في
صفوف الحزب سياسة يمينية ،تنم عن عقلية متخلفة ومتحجرة وجاهلة بنفس
الوقت الى اساليب العمل الجماهيري ،لان هذه العقلية تقتل الروح الثورية في
الحزب وتسلب منه طليعته كقائد للجماهير وتحوله الى نقابة تقاس قوتها بعدد
الاصوات المسجلين فيها ،اما سياسة غلق الابواب في وجه الجماهير فتنم عن عقلية
طفولية يسارية ،تريد ان تحبس الحزب ليدور في اطارها ويسبح بعقلها وبالتالي
والخوف .ان السياسة الصحيحة توصل الى الحزب نوع من الانغلاق والتعقيد
في كسب الجماهير ،والارتباط بها وتنظيمها يجب ان تسير ضمن امكانيات الحزب
و قابلياته وسعة كوادره .ان اي تجاوز لهذه الامكانيات المحدودة يعني اصابة
الحزب بنوع من التورم الذي لا يشفى منه ،بتسلل العناصر الانتهازية والوصولية
۱۱۷
والنفعية واغتنام الفرصة الذهبية بعد ان وصل الحزب الى السلطة لضربه من
فيعني ابتعاد الجماهير عن الحزب هذه الامكانيات الداخل ،اما عدم استغلال
وبالتالي عزلته وقوقعته .ان الفرقة مطالبة في هـذه المرحلة باعتبارها المفتاح
لدخول الجماهير الى الحزب ،ان تحمي الحزب من العناصر الدخيلة والغريبة التي
-من اي نفس ثورية اسيل • تحاول ان تسلب روح الحزب ونضاليته وترديه قتيلا ـ
ونظرة بسيطة على تاريخ العراق السياسي نجد ان الاحزاب التقليدية القديمة التي
مارست نشاطها في العراق قد انتهت بانتهاء الارضية الموضوعية لمحور نشاطها ،
فان كل حركة تجابه نفس المصير اذا ما وعت الظروف والواقع الذي تعمل به ،فاذا
كانت المصلحة الشخصية هي الدافع للارتباط بالحزب فانها ستولد مجموعة تعيش
على المساومة والتكتل والبيروقراطية وهذه منافية لابسط القواعد الحزبية
وان أي خطة في العمل الحزبي لا يكتب لها النجاح ما لم تعتمد الجماهير الشعبية
الاداة والهدف لتنفيذها ،وان اولی مسؤوليات الفرقة تتحدد بتوثيق الارتباط
وتعميقه مع هذا الوسط وتطويره سياسيا وثقافيا ،لتكوين مناخ طبيعي لنمو
الحزب فيه معافيا سليما من أمراض المجتمع
ان الجماهير ليست هي هذه المجموعة العددية بالمفهوم التقليدي للشعب ،او
کتل هلامية سائبة فاقدة لكل حس وطني ،وانما الجماهير بالمفهوم الثوري هي
قطاعات شعبية للحركة .وان قرب او بعد هذه القطاعات من الحزب تعتمد على
فيها وتفاعله معها ،وان قوة هذا التأثير تكون عندما يكون مدى تأثير الحزب
فمتى ما شعرت الحزب معبرا عن مشاعرها ومصالحها الطبقية وقائدا لنضالها ،
هذه الجماهير بان الحزب وضع نفسه فوقها وتجاوز مشاعرها وظروفها وواقعها
تنه ارتباطها الى ان يصبح غريبا عنها ·
ي
ان وضع خطة للكسب الجماهيري والحزبي ضرورة تقضيها مرحلة الثورة
وانقاذ العمل من عفويته وميوعته ،لان تحريك الجماهير بشكل منتظم وتوسيع
القاعدة الحزبية بشكل يتلاءم وامكانيات الحزب وقابلياته وعلى مدى استعداده في
۱۱۸
ا ان ينظم كل الشعب في الحزب ،لاننا لا نريد ان
الحماية الثورة .وليس ضروريا
نحول حزبنا الى تجربة فاشلة يضم في صفوفه مختلف العناصر المتناقضة ،كما
حدث سابقا في الاتحاد القومي ومن بعده الاتحاد الاشتراكي .وقبولنا لكل من
باتي ويفتش عنا معناه ،ان طغيان الجماهير ستحولنا الى جهاز سياسي سطحي
منفعل غير قادر على بناء المواقف الثورية .أن عملنا مع الجماهير يجب ان يستند
الى اساس ثوري ثابت وهذا الاساس متطور ،هو توعية الجماهير سياسيا وفكريا
لقضاياها وربط هذه القضايا بالمشاكل القومية .ومهمة ارتباطه بالجماهير تهدف
وفي الحقيقة ان اساليب العمل متنوعة وروافده كثيرة كلها تؤدي الى
الارتباط بالجماهير ومنها :
ان كثيرا من الرفاق يتصور بانه لا توجد حاجة الى وضع خطة للكسب الحزبي
وفي نظره ان هذه القضية بسيطة ،وبديهية ،وهذا القول بحد ذاته نظرة يمينية
غوغائية لا تؤمن بالنضال المنظم ،والتي لا ترى في التنظيم الجماهيري فوائد العمل .
ان وضع اي خطة يستلزم وضع الاهداف وتحديد الاساليب ويجب ان
مينيا على المصالح الشخصية ،لان هذه المصالح مرحلية تنتهي بانتهاء حصول
الشخص على المكسب الشخصي او الانتفاع الثوري من الحزب ،ان علاقة حزبنا
و قواعدنا مع الجماهير يجب ان تبنى على اسس مبدئية وثورية مبنية على اساس
الكفاح الجماهيري المرتبط مصيريا بمستقبل الحزب ،ان قواعدنا مطالبة دائما
۱۱۹
بملاحظة ومتابعة اخطاءها التي تحصل نتيجة العمل ومحاولة تصحيحها ،لان
اخطاءنا المتكررة تكون مرئية للجماهير ،مما يؤثر بمرور الزمن على سمعة الحزب .
والمواقف المنفعلة التي تحدث اثناء العمل ،كما ان الفرقة مطالبة بتهيئة المناخ الحزبي
الجدي داخل تنظيماتها ،وترفيع بشكل دائم الشعور بالمسؤولية اتجاه اية قضية
تجابهها ،وان تعمل على شد تنظيماتها باسلوب ثوري فعال منتج ،وان توزع
الاعمال على كافة الحزبيين كل ضمن امكانياته ومجال عمله ،ان لا ترهق حزبيين
على حساب آخرین مهملين ،وان يكون منطلقها دائما المحبة والشعور بالكرامة
.على الفرقة ان تشجع المبادرات الحزبية ، والتعاون والتضامن في مجال العمل
وان تحارب الفردية والنهور ،ان تحدد مسؤوليات كل حزبي وتحاسبه على ضوء
مسؤولياته ،حقا ستكون قوة دافعة للنضال في العمل ،الفرقة مطالبة بان تجهد
نفسها في سبيل تربية اعضاءها وضبط الجماهير ،وهذا يحتاج الى تعميم تجارب
لهذا عندما نربط الاسلوب بالفكر نتمكن من انتقاء العناصر الايجابية وهذا ما نلح
عليه دوما
۱۲۰
اساليب تطوير عمل الفرقة الحزبية () ١
حدد النظام الداخلي للحزب المهام الاساسية للفرقة وواجباتها بما يلي :تكون
الفرقة وحدة العمل والنشاط الحزبي وحلقة الاتصال بين الحزب وبين جماهير
الشعب ولذا فعليها القيام بالواجبات التالية :
د -.العمل على تنشيط الحزب ضمن مجال الفرقة وفي مختلف قطاعات
ولكي تستطيع قيادة الفرقة تحقيق هذه المهام والواجبات عليها ان تضع خطة
علمية مدروسة تسترشد بها في نضالها اليومي ونعني بها الخطة التنظيمية التي
يمكن اعتبارها التعبير العملي لنشاط الحزب على الصعيد السياسي والتطبيق الواعي
لشعاراته المرحلية وفقدانها يعني فقدان اهم عنصر من عناصر تطوير العمل الحزبي
و ضمان استمراريته كما أن نجاحها يعتمد على مدى قدرتها على استيعاب مخططات
الحزب وشعاراته وكذلك على تمكنها في تحليل الواقع الحزبي والجماهيري ضمن
منطقة عمل الفرقة وما يمكن ان تقدمه من حلول صحيحة لمشاكل الجماهير
الجماهيري وتحول العمل التنظيمي الى نضال يومي يمارسه البعثي في صفوف
الجماهير يمكن الحكم عليها بالنجاح .وفي ظروف استلام الحزب للحكم فان الخطة
۱۲۱
التنظيمية يجب ان تستوحى من الخطة السياسية وواقعه التنظيمي والفكري
وظروف العمل العلني .ان الاهداف والمهام المرحلية التي يجب تحقيقها من جراء
تطبيق هذه الخطة هي ما يلي :
ا -توسيع قاعدة الحزب ضمن منطقة عمل الفرقة والحفاظ على وحدة
۲ـ تطوير العمل الشعبي والمهني والنقابي وخلق حزام جماهيري واسع حول
الحزب يتبنى سياساته ويدافع عن مواقفه
٣ـ دعم الثورة وحمايتها من اعدائها
ان الخطة التنظيمية المدروسة تضمن مساهمة جدية في تحقيق هذه المهام
وفي تطوير عمل الفرقة الحزبي والجماهيري .أن الخطة الناجحة يجب ان تستند
على استيعاب كامل للواقع الحزبي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي ضمن
منطقة عمل الفرقة بكافة امكانياته ونواقصه لذلك لا بد ان تتضمن الخطة ما يلي :
-تحليل للواقع الاجتماعي ضمن منطقة عمل الفرقة :
على قيادة الفرقة ان تحلل الطبقات الاجتماعية في المنطقة -الطبقة الاقطاعية ،
البرجوازية الكبيرة ،البرجوازية الصغيرة ،الطبقات الكادحة من فلاحين وعمال
وجنود وضباط ومثقفين ثوريين -وتحدد الطبقات التي سيعتمد عليها الحزب
كقاعدة له وكمعبر عن مصالحها والطبقات العدوة التي تتناقض مصالحها مع مبادىء
الحزب
الحصول على هذه المعلومات تستطيع استعمالها في رصد تحركات الفئات المعادية
هذه القوى وفي الدعاية والتحريض ضدها كما يمكن الاستفادة منها في تثقيف
الجهاز الحزبي واعداده لفهم القضايا السياسية اضافة الى انه يمكن الاستفادة في
تحديد الاصدقاء من الاعداء
ونقابات ومقاه ومصانع وغير ذلك .وعليها ان تضع المخططات المدروسة للتغلغل في
هذه المنظمات والهيئات فاذا وجدت في المنطقة مدرسة معينة فعلى قيادة الفرقة
ان تقوم بعملية احصائية لمعرفة اتجاهات المدرسين كي تستطيع العمل مع الطيبين
منهم ومحاولة عزل المعادين كما وتضع المخططات لكسب الطلبة بمختلف الوسائل
سواء عن طريق الاتحاد الوطني للطلبة او النوادي الرياضية او استحداث مركز
لبيع الجرائد والكتب قرب المدرسة واستخدامه لنشر فكر الحزب ولتوثيق الروابط
وكذلك بالنسبة لبقية التجمعات البشرية التي مع الطلبة بغية ربطهم بالحزب .
۱۲۲
يجب ان توضع لها خطط خاصة لكل تجمع حسب ظروفه وطرق التسلل اليه كي
اراضي ـ وما شاكل ذلك .وعلى قيادة الفرقة تبني هذه الاحتياجات والعمل على
تحقيقها مما يزيد التصاق الحزب بجماهير المنطقة
.وعلى الفرقة توجيه اعضائها لشرح الغرض من بالمعلومات عن الوضع الاقتصادي
زيادة او تخفيض اسعار بعض المواد الاستهلاكية والحاجيات الاخرى كي تسد على
الاعداء والمخربين سبيل الاصطياد في الماء العكر .وعلى قيادة الفرقة ان تعمل على
مساهمة يشارك فيها الحزبيون وابناء المنطقة جمعية تعاونية استهلاكية تكوين
التوفير المواد الاستهلاكية باسعار مخفضة
-
و ـ اما فيما يتعلق بتطوير الجهاز الحزبي ضمن منطقة عمل الفرقة كي
فان اتباع الخطوات التالية والواجبات الملقاة على عاتقه يستطيع تنفيذ المهام
يساعدها على تحقيق ذلك :
-
فيما يتعلق بالجانب التثقيفي :
-
على قيادة الفرقة ان تضع برنامج تثقيفي شهري للاعضاء يتضمن
المواضيع الفكرية والسياسية التي يجب أن تدرس خلال شهر واحد من قبل كافة
الرفاق ضمن نطاق الفرقة مع توجيههم للمصادر والكتب والنشرات التي يمكن
الاستعانة بها ومطالبتهم بكتابة تقارير شهرية حول البرنامج المذكور بعد الانتهاء من
تطبيقه وذلك في نهاية كل شهر .اما بالنسبة للانصار فيجب ان يعد لهم برنامج
تثقيفي خاص يتضمن تعريفا بالحزب ومبادئه واهدافه وتاريخه النضالي وعلاقته
ببقية الاحزاب واختلافه عنها ،اضافة الى دراسات تنظيمية وسياسية واقتصادية
واجتماعية وتكون على مراحل بحيث لا يرشح النصير للعضوية الا اذا درس كافة
.وبامكان هذه الامور واستوعبها وتجسدت في حياته اليومية الخاصة والعامة
قيادة الفرقة الاسترشاد بمشروع الخطة للعمل الثقافي المنشورة في العدد الثامن
لسنة ١٩٦٩من -الثورة العربية -
جريدة المكتب الثقافي بالقيادة القومية في
وضع البرنامج التثقيفي
ب ـ على قيادة الفرقة تشكيل مكتبة حزبية تجمع كتبها من تبرعات الحزبيين
وبمساعدة الحزب لتكون مرجعا في الفرقة كي يستعين بها الحزبيون في دراساتهم .
-
۸۰
يجب استلام حلقات المرشحين من قبل قيادة الفرقة مباشرة على ان
تضع لهم برامج تثقيفية خاصة .
۱۲۳
تطوع الحزبيون للتدريس فيها . ه
فتح مدارس لمكافحة الامية على ان ي
-على قيادة الفرقة ان تقوم بجرد كامل لكافة الحزبيين ضمن تنظيمها
وتحدد امكانيات وطاقات كل عضو ونصير بشكل مدروس ومن ثم تقوم بتوزيعهم
على كافة مجالات العمل الحزبي والجماهيري والواجهي استنادا للواقع الاجتماعي
.
والسياسي والاقتصادي
-يجب تطبيق مبدأ الندوات والزيارات الحزبية على كافة المستويات ٣ـ
وبصورة دورية ومستمرة ·
ولا يجوز الاكتفاء بالمبادرات الفردية .ولا بد ان يشعر كل عضو بكونه قائدا في
هذا المجتمع وانه مطالب دوما بالمبادرة سواء على نطاق العمل الحزبي او الجماهير
وان الحزب يشجع هذه المبادرات وينميها لان مبادىء الديمقراطية المركزية تشجع
المنظمات العليا ضمن الخط العام الاعضاء على المبادرة وعلى مناقشة ودراسة آراء
للحزب
- ۷القيام بتنظيم دوريات مراقبة ضمن منطقة عمل الفرقة وذلك لمراقبة
الاعداء ورصد تحركاتهم
- ٩مطالبة الحزبيين كافة بكتابة تقارير ادارية ومالية وثقافية شهرية على
ان يتضمن التقرير الاداري نشاط العضو خلال شهر واحد وشاط حلقات انصاره
مع مناقشة كافة القضايا السياسية والتنظيمية وكذلك بالنسبة للانصار ويجب
• المجالات
.ولا بد ان يكون هناك استقلال بينهما لان في الحزب بالسلطة لجعله تابعا لها
١٢٤
السلطة نواقص كثيرة موروثة من عهود طويلة فاذا ارتكبت السلطة خطأ فان الحزب
غير مسؤول عنه وان على الحزب ان يكون دوما مع الجماهير متبنيا لمشاكلها باذلا
عموما ....الخ -ينهج نهجا يتلاءم مع دقة المرحلة وبالتالي فان مواقف الحكم هي
مواقف سياسية ولكنها ترتكز -وهذا امر بديهي -على الخط الفكري العام للحزب
فهو الذي في المرحلة الراهنة فهو دور الموجـه لسياسة الحكم اما دور الحزب
يخطط ويرسم المنهاج المرحلي لسياسة الحكم
الترابط -العضوي بين السلطة والحزب امر لا بد ان وعي الجهاز الحزبي لهذا
من ادراكه كي لا ننزلق في التصوير النفعي لاستلام الحزب للسلطة لذلك فان دور
البعثي الآن اشق من دوره في مرحلة النضال السلبي لانه مطالب اليوم بمزيد من
الانفتاح على الجماهير والالتحام معها لان السلطة سلطة الجماهير الكادحة قبل أن
تكون سلطة أي واحد منا .
- ١٣يجب ان يكون هناك جدول اعمال للاجتماع الحزبي كي لا تضيع
الفرقة ومنظماتها في الامور والمشاكل اليومية تسيرها روح الارتجال والعفوية
فيجب ان يتضمن الاجتماع التنظيمي كافة القضايا والامور التنظيمية والجمود .
الاجتماع التثقيفي فينبحث فيه القضايا السياسية القطرية والعربية والدولية وفكر
وذلك ضمن الحزب وتطوره وغير ذلك من المواضيع التي توسع افاق الحزبيين
برنامج معد مسبقا ،ويجب ان تكون كافة الاقتراحات والمناقشات متطابقة مع
مبادىء الحزب وشعاراته وخططه المرحلية .
ان الاجتماع التنظيمي يكون على شكل حلقات اعضاء كما هو عليه الان اما
الاجتماع التثقيفي فيضم كافة اعضاء الفرقة ويكون اسبوعيا وبشكل دوري .
―― 18على قيادة الفرقة ان تحقق الارتباط العضوي والتفاعل التام بين القواعد
ذلك الا اذا استطاعت قيادة الفرقة ان تعمل وفق خطة والقيادات العليا ولا يتم
تنظيمية وجدول اعمال اسبوعي وشهري مرسوم مسبقا كي تستطيع خلق جهاز
حزبي واع وكفوء لترجمة خطط وسياسات الحزب للجماهير ولنقل مشاكل الجماهير
للحزب عبر قيادة الفرقة .وبما ان الفرقة هي حلقة الوصل بين الحزب والجماهير
۱۲۵
وعبرها تمر كافة مشاكل الجماهير وآمالها وامانيها فان العلاقة بينها وبين القيادات
العليا يجب ان تكون وثيقة وان يكون هناك تلاحم بين كافة القيادات وعلى مختلف
المستويات وهذا لا يتحقق بمجرد النصح والارشاد وانما بتنفيذ المطاليب والمقترحات
المشروعة والاجابة على كافة التقارير والاستفسارات المقدمة من قيادة الفرقة
ومنظماتها الى القيادات العليا .كما ان على القيادات العليا ان تولي قيادة الفرقة
بالتوجيه والعناية عن طريق تزويدها بالتعليمات والدراسات التي تساعدها في
تأدية الواجبات الملقاة على عاتقها كما يجب ان يكون هناك حسن فهم وتطبيق واع
ويعبروا عن شعورهم بكل جرأة بدون خوف او تردد ،وعلى قيادة الفرقة ان تربي
اعضاءها تربية ايجابية بناءة بعيدة عن الطاعة العمياء وتنمي فيهم روح الشعور
• بالمسؤولية
- ١٦ان الركن الاساسي في تحقيق هذه الخطة وتطوير العمل الحزبي هو
العضو الحزبي نفسه فمتى ما استطعنا ان نطوره تنظيميا وسياسيا وفكريا امكننا
ممارسة النضال اليومي بكفاءة عالية .وان حسن تطبيق هذه الخطة باشراف قيادة
فكري وعملي في سبيل الفرقة اضافة الى ما يبذله العضو الحزبي نفسه من جهد
تطوير نفسه وعدم الاكتفاء بما يزوده به الحزب من توجيهات وتعليمات نستطيع
خلق اعضاء يمتازون باستعدادهم الدائم للتضحية والنضال والقدرة على التعبير
عن مبادىء الحزب وسياسته ومواقفه امام الجماهير ومؤمنين ايمانا مطلقا بمبادىء
الحزب لانهم آمنوا بها عن فهم وادراك وبالتالي يكونون متسلحين بالصبر والوعي
الدائم للمشاكل اليومية التي تطرحها الجماهير .ويجب على كل عضو ان يحاسب
-لئلا
نفسه حسابا عسيرا خاصة في هذا الظرف -ظرف استلام الحزب للحكم ـ
تصيبنا امراض الثورة كما اصيبت ثورات تقدمية عديدة بهذه الامراض فيجب ان
يستمر الالتصاق بين الحزب والجماهير لان الجماهير هي زاد الحزب ومعينه الذي
لا ينضب فيجب علينا محاربة مظاهر التعالي والغرور على الجماهير لاننا جزء منها
بل اننا طليعتها التي تشدنا اليها أكثر من وشيجة واكثر من صلة · ويجب ان تكون
١٢٦
العلاقة بين الحزبيين وجماهير المنطقة علاقة ود وطمأنينة واحترام كي تفتح الجماهير
قلوبها لنا لتبثنا مشاكلها وتنقل لنا آمالها ورغباتها وعلينا تلقي ما تطرحه الجماهير
علينا بصدور رحبة ونعمل على تحقيقها أو رفعها للحزب .وهناك نقطة هامة تجدر
الاشارة اليها وهي العلاقة بين الرفاق ضمن الفرقة .ان العلاقة يجب ان تكون
علاقة حب وتضحية واحترام لانها علاقة مصير ولا تتحقق هذه العلاقة الا اذا بلغ
الرفاق درجة عالية من الوعي والنضوج والايمان المطلق بمبادىء الحزب ونكران
الذات .وعلى العضو الحزبي ان يتقبل النقد فيما اذا تعرض له من رفيق آخر
بروح اخوية رفاقية بعيدا عن الحساسية وان لا يتصور هذا النقد تجريحا وانتقاصا
من قيمته لان السكوت عن الاخطاء والمجاملة الزائفة للمخطئين تعتبر مساهمة غير
واعية في تحطيم ذات الرفيق ،فيجب ان لا يستخدم النقد للهدم لانه يتحول عندئذ
الى نوع من التخريب والتفتيت ·
ان هذه الخطة لتطوير عمل الفرقة ليست نهائية لان هناك حاجة دائمة
لوضع خطط جديدة تلائم الظروف الموضوعية والذاتية للحزب والحكم ولكن يمكن
اعتبار هذه الخطة مساهمة متواضعة لتطوير العمل الحزبي في هذه المرحلة .
۱۲۷
العمل الجماهيري ( ) ١
نود ان نبحث في هذه الدراسة جانبا هاما من الجوانب التنظيمية التي طالما
شكلت فراغا في حياة بعض الحركات الثورية الا وهو العمل الواجهي والتأكيد على
ضرورة تبنيه من قبل هذه الحركات وتفهم صيغة تطبيقه بالصورة النظامية اذ انه
.
يشكل الاساس في بناء التنظيم وتوسعه بالنسبة للحزب الثوري
ان كثيرا
من المنظمات رغم تبنيها فكرة العمل الواجهي كجانب من جوانب
العمل الحزبي لا تجيد تطبيق هذه الفكرة بشكل كامل لا بل تجهل صورة العمل
الواجهي وما هي الفوارق بينه وبين العمل الحزبي الكامل ولذلك نلاحظ ان في
اكثر الحالات تكون صورة العمل في التنظيم الواجهي شبيه وفي بعض الحالات
مطابق لشروط العمل الحزبي ولا يحمل من العمل الواجهي سوى الاسم ،وبهذه
الحالة تكون الجهود المبذولة لهذا الغرض لا فائدة منها او بالاحرى لا تؤدي كل
.وظاهرة ضعف العمل وعدم توفر الكادر للعمل لتتننظظييمم
الا ا
ذا الفائدة المرجوة من ه
هذ
في مجال العمل الواجهي موجودة في حزبنا رغم الجهود المبذولة باستمرار في
ملاحظة هذا النقص .ويعتقد البعض ان الكادر الحزبي الذي يحتاجه العمل الواجهي
هو نفسه الذي يحتاجه العمل الحزبي الحقيقي وهذا هو سبب تعثر نجاح العمل
الواجهي .حيث ان هناك مواصفات معينة يتوجب توفرها في الكادر الذي يعمل
في العمل الواجهي لا يحتاجها الكادر الحزبي الآخر .وبالعكس وسنبحث هنا بعض
مواصفات الكادر الذي يحتاجه العمل الواجهي
ان من الاسباب الرئيسية التي دفعت الحركات السياسية بشكل عام والثورية
منها بشكل خاص الى الاهتمام بالعمل الواجهي هو ان الاحزاب الثورية تتجاوز في
طبيعة عملها الاطار السياسي وتضع في صلب اهتماماتها الاطر الاجتماعية والفكرية
والاقتصادية وحتى الدينية للجماهير التي تشكل مادة عملها الاساسية .ومن طرف
آخر نجد ان الارتباط المباشر للمشاغل المهنية والعائلية والاجتماعية العامة بحياة
۱۲۸
المجتمع باسره لاخطار مباشرة لذلك كان لا بد للعمل الحزبي ان يأخذ بدوره شكلين
احدهما مباشر يتجلى في صيغة العمل السياسي الذي يحمل اسم الحزب وطابع
الحزب المباشرين ،اما الشكل الآخر فيتجلى في صيغة العمل الواجهي الذي ينطلق
لتحقيق والفكرية المباشرة للمواطنين كتمهيد من الارتباطات المهنية والاجتماعية
بالحزب .اي صيغة العمل الثقافي والمهني وصيغة الارتباط السياسي وربطهم
النشاط المشترك ذي الطابع الفكري أو الفني او الرياضي او الديني او النسائي
تختلف عن الجهاز الحزبي على شرط ان تؤدي بالنتيجة لخدمة الحزب والجهاز
الحزبي بشكل غير مباشر •
نلاحظ ان هناك شروطا عديدة ودقيقة تتخذ كأساس لانضمام الآخرين للحزب
وان ديمومة أي جهاز حزبي ثوري هو التقيد بالشروط المتعارف عليها ،ونؤكد
بانها شروط صعبة لا يمكن ان تنطبق على نسبة كبيرة من الآخرين .اما الشروط
الموضوعة كأساس للعمل ضمن العمل الواجهي وضمن النشاط المهني والنقابي فهي
دون الشروط المتبعة والمفروضة على العمل الحزبي ويمكن التنازل في كثير من
لغرض انجاح العمل الاحيان عن قسم كبير من هذه الشروط البسيطة كذلك
الواجهي وذلك لان التبعة الملقاة على عاتق الحزب هي دون التبعات الناتجة عن
تجاوز شروط الانتماء للتنظيم الحزبي وتصل في بعض الاحيان ان الشرط الوحيد
لانتماء الآخرين للتنظيمات المهنية والنقابية هو استعدادهم الشخصي للعمل ضمن
ونستطيع ان نقدر مدى نجاح اية منظمة مهنية او نقابية بمدى . هذه الواجهات
استعدادها لاستيعاب اكبر عدد ممكن ممن لهم علاقة بذلك المجال المهني او النقابي .
وهذا بنفس الوقت يمكن كوادر الحزب التي تعمل ضمن العمل الواجهي ان تحتك
۱۲۹
في التنظيم والتربية الحزبية – ٩
باكبر عدد ممكن من الناس لبث آراء الحزب وبالتالي الحصول على القسم الحسن
.والاستفادة من الآخرين في مهام اخرى لها مردود وفائدة مباشرة منهم للحزب
ونود ان نذكر هنا بان حزين حزبية يعجز الحزبيون الحقيقيون عن القيام بها .
لا زال يعاني من العمل الواجهي الصحيح في هذا المجال ولا زالت الابواب مغلقة
امام الكثيرين من الدخول في المجالات المهنية والنقابية التي يقودها الحزب لاعتبارات
حزبية او اعتبارات اخرى بعيدة كل البعد عن مصلحة العمل الواجهي او العم
الحزبي بشكل غير مباشر .ويغلب طابع العمل الحزبي على العمل الواجهي عن
و ضعف الكادر وعدم وضوح فكر
الرفاق المسؤولين عن هذا الجانب وسببه دو
،وعليه يتوجب علينا الاهتمام بهذا الجان العمل الواجهي بشكل كامل لديهم
في هذه الجوانب واختبار الرفاق والتأكيد على توضيح اسلوب العمل الواجهي
.نود ان نذكر اذ الذين لهم الامكانات للعمل في هذا المجال دون اعتبارات اخرى
ما اراد اي حزب ان يتسع ويكون في كل زاوية من زوايا المجتمع فالطريق هو
اهتمامه الجدي بالعمل النقابي والمهني بشكل خاص والعمل الواجهي بشكل عام
ان الاسلوب الآخر من العمل الواجهي الذي يتبع وهو الاسلوب الذي يعتمد
العلاقات الاجتماعية والدينية وبعض النشاطات الفنية وهو اسلوب من شأنه
فيها بشكل كامل عن طريق العمل الحزبي . التغلغل في مجالات لا يمكن التغلغل
والجمعيات الديني ويعتمد هذا الاسلوب النوادي الرياضية والنوادي الثقافية
ونوادي العلوم الطبية وغيرها .يعمل الرسم والنوادي الفنية الاخرى مثل نوادي
الحزب على دفع رفاق للعمل ضمن هذه المجالات اذا كانت موجودة بالاساس او
يدفع بقسم آخر من رفاقه بالتعاون مع الآخرين لاقامة مثل هذه الجمعيات
والنوادي ومن خلالها يمكن العمل على بث آراء الحزب ولكن بدرجة اخف مما هي
عليه في المجال المهني والنقابي ولكنها مفيدة جدا في حماية الحزب الثوري لصعوبة
کشف اتجاهات هذه الجمعيات والنشاطات الحزبية فيها من قبل القوى المعادية
اي ان هناك احتمال انکشاف نوايا ونشاطات الجانب المهني والنقابي بوقت اسرع
من النشاطات الواردة في الفقرة الثانية وذلك لان مهام النقابات والاتحادات تدفعها
في كثير من الاحيان ان تكشف اتجاهها .اما في المجالات الواردة في الفقرة الثانية
فاحتمالات الكشف نادرة جدا وغير متوقعة وذلك لان طبيعة نشاطات هذه المنظمات
لا تلفت انظار السلطة او القوى المعادية كما هو عليه في النشاطات النقابية والمهنية
الاخرى ،لذلك يكون هناك تركيز من قبل الاحزاب الثورية على العمل الواجهي في
هذا المجال في الظروف الحرجة وخلال ملاحقة الحزب ومنظماته الواجهية الاخرى .
ان هناك اسلوبا آخر من اساليب العمل الواجهي يعتمد النشاط الحزبي
۱۳۰
في كثير من الاحيان عند فشل بتسمية اخرى تخالف تسمية الحزب .نلاحظ
العمل في منطقة ما وذلك لاسباب كثيرة اجتماعية أو دينية او اية اسباب الحزب
اخرى ،يعمل الحزب في بناء تنظيم حزبي بتسمية اخرى على ان تنسجم اهداف
هذا التنظيم مع اهداف الحزب الحقيقي مع التركيز على الجوانب التي يتأثر بها
ذلك المحيط والابتعاد عن كل ما من شأنه عزل هذا التنظيم كما عزلت الحزب
.ويجب ان يعتمد في هذا التنظيم العناصر الحزبية الجيدة والتي لها
الحقيقي
وهناك امثلة كثيرة فالحزب خبرة خاصة ومكانة اجتماعية معينة في ذلك المحيط
اعتمد هذا الاسلوب بشكل واسع جدا في اوربا وذلك لصعوبة العمل
الشيوعي
باسم الحزب الشيوعي في معظم دول اوربا الغربية وذلك رغم تناقضات المجتمع
والمنطلقات المعادية هناك فنستطيع اعتباره كتلة صلدة من المفاهيم والشعارات
فمملكة البرجوازية في اوربا لم تكن مملكة اقتصادية فحسب بل هي للشيوعية .
بالاضافة الى كونها مملكة تحتمي بالدين فكرية وفنية وسياسية ايضا . مملكة
وتتخذ منه سياجا يحميها وسلاحا تحارب به کل تیار فكري وسياسي مضاد
ومهدد لمصالحها ،وما كان في مقدور الاحزاب الشيوعية ان تدخل الى صميم
دود لطرح السياسي مع اعدائها
ا ركائز المجتمع الاوربي فيما لو بقيت ضمن ح
وكذلك قيام الجبهات يقع ضمن هذا المجال لان الغرض من العمل الواجهي وفق
هذا الاسلوب هو تجنب الضربات العمودية ضد الحزب وبالتالي خلق نوع من
في المعارك الاساسية التي السياج لحمايته من الضربات القاسية وزج الآخرين
يخوضها الحزب وبنفس الوقت يخلق هذا الاسلوب اجواء جديدة للعمل السياسي
ويتيح الفرصة امام رفاق الحزب الاحتكاك بالعناصر الحزبية للاحزاب الاخرى ضمن
الجبهة وتوضيح وجهة نظر الحزب بشكل صريح .ويتوقف نجاح هذا الاسلوب على
قدرة الحزب وتخطيطه الواضح في هذا المجال وحسن توجيه الرفاق الحزبيين
لاداء هذه المهمة لان في اكثر الاحيان كان مردود هذه النشاطات وخاصة اسلوب
لوب .هذه
الجبهة سلبيا لسوء تصرفات الحزبيين وعجزهم عن الافادة من هذا الاس
تقریبا اهم المجالات التي يمكن من خلالها ممارسة العمل الواجهي والذي اعتبرناه في
المقدمة بانه الاساس والخطوة الاولى في سبيل العمل الحزبي الحقيقي .فقد كان
العمل الواجهي الباب الواسع الذي دخلت منه الحركة الاشتراكية والاحزاب
الشيوعية الى قلاع البورجوازية الاوربية ،ونحن في الوطن العربي وضمن اوضاع
التجزئة والتآمر الاستعماري والرجعي وضمن اطار الضرب على الحزبية والاحزاب
من قبل الحكام التقدميين احيانا لا بد ان نهيء الظروف والوسائل المناسبة لنمو
الحزب ولحمايته من التعرض الى ضربات تهدد مسيرته ومصيره .ولا شك ان العمل
ليس مهمة سلبية الواجهي هو احدى تلك الوسائل الهامة .الا ان العمل الواجهي
أي مجرد مهمة دفاعية بل في الوقت نفسه مهمة ايجابية هجومية يمكن ان فقط
تساعد الحزب على النمو والانتشار والتفاعل العميق الحي مع الواقع .وما دام من
اسباب اعتماد العمل الواجهي هو حماية الحزب من ضربات مباغتة ومباشرة وكذلك
بناء اطار واسع حول الحزب بغية حماية رفاق الحزب من المطاردة المباشرة والمستمرة
۱۳۱
فنستطيع ان نعتبر تأثير الرفيق الحزبي في الوسط المباشر يقع في باب العمل
الواجهي ونوضح ادناه اسلوب تأثير الرفيق في الوسط المباشر واثر ذلك على
هذا
نشاط الرفيق الحزبي بشكل خاص وعلى الحزب بشكل عام .الغرض من
الاسلوب هو نشاط الرفيق الحزبي في الوسط العائلي المباشر فنلاحظ ان كثيرا
هذا المجال
من الرفاق لا يهتمون بهذا الجانب ويحاولون ان يبعدوا عوائلهم عن
لا بل حجب كل ما من شأنه ان يفهم ما هي اهداف الحزب وضرورات وجوده
وبالتالي كسب العطف للحزب من خلال ذلك .لذلك نلاحظ ان الرفيق الحزبي
الذي لا يمارس هذا النشاط من البداية يعاني من مشاكل الا وهي ازمة الصراع بين
انه لا يستطيع ان يقدم للحزب كما يقدم ،ونلاحظ عقليتين ونظريتين وجيلين
الرفيق الآخر الذي مارس النشاط في هذا المجال وتستطيع عائلة الرفيق الحزبي
المؤمنة باهداف الحزب حتى ولو كانت غير منظمة فيه ان تحمي الرفيق الحزبي
ظروف كثيرة كما تتمكن من دعمه ماديا والقيام ببعض مهامه الحزبية وتهيئة
الظروف الجيدة لنشاطه .ونود ان نذكر هنا ان ازمة الخلاف بين الرفيق وذويه
لا بد ان تنتهي لصالح الرفيق اذا استطاع بجهد دؤوب ودقيق ان يدخل ذويه في
جو العمل النضالي ابتداء بالفكر والاهتمامات والمشاغل اليومية وانتهاء بالعمل
وتكليف ذويه بالمساهمة في اشياء بسيطة تشعرهم بلذة المشاركة .ان كثيرا من
الرفاق استطاعوا بفضل اسلوب صحيح في مواجهة هذه الازمة ان يطوروا تطويرا
وان يصلوا الى درجة من التأثير المباشر على اوساطهم اساسيا في عقلية ذويهم
العائلية حتى اصبح حماس الاهل يفوق حماسهم ويشكل نوعا من الحكم والمقياس
في العمل النضالي .ان التأثير المباشر في حياة الاسرة على تقصيرهم او تساهلهم
يحول العلاقة بين الحزبي والحزب من علاقة فردية الى علاقة جماعية من نوع جديد
تحقق ارتباطا مصيريا ثابتا بينه وبين الحزب لذلك نستطيع ان نعتبر هذا الاسلوب
احد اساليب العمل الواجهي او احد الاساليب الثانوية على اقل تقدير وذلك لحرية
العمل التي يمتلكها الرفيق الحزبي في هذا المجال اكثر من المجالات الاخرى وخاصة
من ناحية الابتعاد عن عيون القوى المعادية .ويجب متابعة نشاطه هذا في جميع
الحالات ،ومهما كانت نتائج جهوده مع ذويه سلبا ام ايجابا .وفي كل مرحلة من
مراحل النضال وفي كل قطر يمكن ان تأخذ المؤسسات الواجهية اشكالا متلائمة مع
حاجات الظروف والقطر ومتطلباتهم كقيام الجبهات والتحالفات وانواع المواثيق على
ان يبقى العمل الواجهي محققا للاغراض التي وجد من اجلها ونوجزها بالنقاط
التالية :
۱۳۲
اليه من الشباك
د ـ اكساب العمل الحزبي مرونة وبراعة تمكنه من ايصال صوت الحزب الى
كل زاوية وكل انسان اي استغلال كل المجالات التي يجتمع بها الآخرون في مجال
عمله الوظيفي او راحته أو في مجال تأدية هواياته الخاصة وحتى في حالة وجوده
في تنظيم آخر وذلك عن طريق قيام الجبهة او اي نوع من انواع المواثيق او التعاون
المرحلي
هذه اهم الغايات التي يؤدي اليها العمل الواجهي نأمل ان تحظى باهتمام
الرفاق وبالتالي ان تتكون نظرة جديدة وجدية للعمل الواجهي
۱۳۳
حول العمل بين الجماهير
الثورية ،في سبيل تصفية جميع اشكال الاستغلال الطبقي والظلم القومي في ظل
مجتمع اشتراكي زاهر
( مرحلية ) صائبة ،والا اذا استطاع غلغلة افكاره وشعاراته بين جماهير الطبقة
العاملة والفلاحين الكادحين والجماهير الشعبية الاخرى ،واتقن فن توعيتها وتعبئتها
هي ثورة الجماهير الكادحة الغفيرة في الاساس ،لانها صاحبة المصلحة الاولى في
ولانها لا تفقد في نضالها غير القيد والالم التغيير الاجتماعي -الاقتصادي الجذري
والعذاب .ان جماهير الشعب الكادح هي صانعة التاريخ .وهي لا تستطيع القيام
بدورها هذا من دون حزب ثوري قادر على ايقاظها ،وارشادها وقيادتها ،وتفجير
. طاقاتها ،وتسديد خطاها مرحلة فمرحلة
فان العلاقة بين الحزب والجماهير ،هي علاقة جدلية ،حية ، وهكذا ،
فالحزب من دون ارتباط حي بالجماهير هو والتأثير بينهما متبادل ،ومستمر ،
،وتتيه في معمعان التطور اليومي وتعجز عن الحاق هزيمة حاسمة تظل (مادة خام
بالاعداء .ان الجماهير وان النظرية وان القيادة تتحد في وحدة عضوية واحدة ،
رغم التمايز والحدود بين هذه وتلك .واي خلل في جانب من جوانب هذه الوحدة ،
١٣٤
يلحق الأذى بالقضية كلها ،أي بقضية الثورة
- ) ۲ان العمل بين الجماهير هو القانون الحتمي لنشاط الاحزاب الثورية ،
وتطورها وانتصاراتها ،انه الواجب الاول والرئيسي الذي يرافق الحزب في جميع
الظروف والمراحل دون استثناء ،قبل الثورة ،وبعدها ،على حد سواء
الثوري لاسقاط الانظمة الرجعية ،لا بد من السلبي ) ففي مراحل النضال
توعية وتعبئة الجماهير الواسعة لزجها في المعارك الحاسمة شرطا للنصر .وفي
مراحل النضال الايجابي) -بعد الثورة -تزداد الاعباء الجماهيرية للحزب اضعافا
مضاعفة لاسباب كثيرة ،من بينها ان عمليات التحويل الاجتماعي – الاقتصادي -
والثقافي والبناء هي اصعب وادق بما لا يقاس من عملية النضال السياسي الثوري
ضد نظام حكم عميل للاستعمار او برجوازي ،ومن بينها ان حد النضال بعـد
الثورة لا يتجه فقط الى جبهة قوى الردة في الميدان السياسي ،بل ويتجه بدرجة
کبری ضد العادات والمفاهيم والتقاليد البالية الموروثة من النظام القديم ،والتي
بدون مكافحتها الظافرة لا يمكن تحرير الطاقات الشعبية اللازمة للبناء في كل
الميادين •
) -ان الغاية من العمل بين الجماهير تختلف وفقا لطبيعة المهمات الثورية
المطروحة على الحركة الثورية في مختلف اطوار النضال ومراحله .كما ان هذا
العمل يتنوع ،ويتمايز داخل الطور نفسه او المرحلة ذاتها ،وفقا لطبيعة الطبقة
فلكل طبقة شعبية خصائصها ،ومشاكلها النوعية ، التي يعمل الحزب في صفوفها .
ومستواها الاجتماعي والفكري الخاص ورغم ان العمل بين مختلف الطبقات الثورية
من الشعب يصب
كله في مجرى عام مشترك واحد ،فان كل ميدان من هذه
الميادين له صفاته وأساليبه وشروطه الخاصة .وحتى داخل طبقة اجتماعية واحدة
ة .فالعمل بين
دةحد
احوا
ة و
يةلي
الضا
نضة ن
لةحل
يتمايز النشاط الجماهيري للاحزاب الثورية في مرح
الفلاحين الفقراء ،يختلف عن العمل بين الفلاحين المتوسطين او الاغنياء .وحتى
داخل الطبقة العاملة نفسها ،التي تشترك ككل في مصالح عليا واحدة ،فان العمل
وهكذا . . . بين عمال المشاريع الصناعية الكبرى هو غيره بين عمال المنشآت الصغيرة
ولكن الهدف العام المشترك من مختلف اوجه العمل بين الجماهير ،هو توعية
في ودمج تلك النشاطاتوفي مراحل النضال الايجابي تتحدد الغاية بربط
المجرى العام لعملية التحويل الاجتماعي -
الاقتصادي -السياسي -الثقافي ،
دمقراطيا شعبيا كان او اشتراكيا
۱۳۵
العمل الجماهيري الا اذا :
T
آ ـ اهتدت بالعلم الاشتراكي الثوري كمرشد للعمل
ب ـ استطاعت صياغة برامج وخطط ستراتيجية وتكتيكية صائبة ،منسجمة
مع خصائص الواقع القطري والقومي ،ومع طبيعة المرحلة والمستوى العام لتناسب
القوى السياسية داخليا وعالميا
-
ج ـ ان تقيم تنظيما حديديا على اساس وحدة الفكر والارادة والعمل
والانضباط الحزبي الواعي ،لكي يقدر الحزب ان يناضل في سبيل اهدافه كرجل
واحد وبارادة فولاذية واحدة
هـ ـ ان عدم جواز الخلط بين وعي الطلائع ووعي الجماهير الواسعة ،يعني
عدم الاكتفاء بقناعة المناضلين الحزبيين وحدهم ،بل يجب ان تقتنع الجماهير ،عبر
التي يطرحها تجربتها الملموسة نفسها بصواب الافكار والشعارات والخطط
الحزب ،فمثلا لا يكتفى ان يدرك الحزب ان سبيل الزراعة التعاونية الاشتراكية هو
السبيل السليم الوحيد لتطوير الريف ورفاه الفلاح والمجتمع ،بل يجب ايضا ان
تدرك الجماهير الفلاحية نفسها هذه الحقيقة عبر تجاربها العملية المختلفة وان
تقتنع بذلك .
وعلى الحزب الثوري مساعدة الجماهير على ان تصل الى ذلك ،وهنا تتجلى
مدى حكمة ومرونة الحزب وقدرته القيادية
ه ) -اوضحنا آنفا ان اساليب واشكال العمل بين الجماهير تتحدد وفقا
وخصائصها لمراحل النضال المختلفة ،وكذلك وفقا لنوعية الجماهير المعنية ،
ومشاكلها النوعية المتميزة عن مشاكل سواها
6
فأساليب واشكال العمل بين الطبقة العاملة غيرها بين جماهير الفلاحين ،
و في غيرها بين الطلبة أو النساء او المثقفين ،وهذه الاساليب والاشكال تتغير ايضا
حسب الوضع السياسي القائم في البلاد ،ففي ظل حكم رجعي بوليسي سافر ،
وحيث يشن الحكام ارهابا مكشوفا على الحريات العامة ،تكون هذه الاساليب
والاشكال متكيفة وفق ظروف العمل السري في الاساس مع استثمار اية امكانيات
علنية شرعية متوفرة .اما حيث يضطر نظام برجوازي سائد الى اطلاق الحريات
البرجوازية بهذا القدر او ذاك ،فان محاولات العمل الشرعي (العلني) قد تصبح
هي السائدة ،وبالتالي لا بد من ان تتكيف اساليب العمل واشكاله تبعا لذلك
كما ان هذه الاساليب والاشكال لا بدان تراعي نوعية المجتمع والتقاليد السائدة فيه .
١٣٦
ففي العربية السعودية نظام رجعي همجي متخلف ضار ،يكاد يحصر
نشاط جماهيري في حدود السرية التامة ،وفي اضيق الحدود .اما في قطر
کتونس حيث توجد تنظيمات مهنية متعددة تعمل علنا رغم ربطها بالسلطة ،فان
مجال الثوريين هو أوسع ،حيث يمكنهم بان يعملوا بابداع داخل التنظيمات القائمة
وحيث يوجد جماهير حقيقية فيها ،بموازاة النشاط السري
فان العمل بين فيه حريات برجوازية نسبية ، وفي قطر مثل لبنان ،توجد
الجماهير يمكن ان يتخذ اشكال العمل داخل التنظيمات المهنية والنقابية القائمة ،
في مراحل النضال السلبي ،يكون من واجب الثوريين قرن العمل السري
هنا يجب الحذر من ميلين خطرين : بالنشاط العلني قرنا حيا مبدعا متواصلا .
-
الميل الاصلاحي ،الذي يتصور ان النضال الشرعي كفيل باسقاط النظام
الرجعي وتحقيق الثورة .
-
-الميل ( اليساري ) الذي يرفض استثمار المجالات الشرعية بحجة انها ادوات
بل من اجل استخدامها لفضح البرجوازية والقوى الرجعية ،ولنشر وغلغلة المفاهيم
والشعارات الثورية بين الجماهير ،وكسب قطاعات جديدة منها لساحات التنظيم
والنضال •
فئة شعبية ،والعمل في ان الحزب الثوري يجب ان يغفل مشاكل اية
صفوفها ،وينبغي ان يعمل لكسب أوسع القطاعات الجماهيرية
ان القوى الرئيسية والحاسمة هي العمال والفلاحون الكادحون ،وهذه هي
،وبالتالي يجب ان تكون القوى الاكثر جذرية والاكثر تأثيرا في التحويل الثوري
ولكن الحزب الثوري يجب ان يكسب لقضيته بقية الفئات في مركز الاهتمام .
اية فئة أو جماعة أو يضع على الحياد الشعبية ،لا بل ويجب ايضا ان يكسب
ذات مصلحة جزئية او وقتية في معاداة النظام القائم ،اذا كانت ذات شحنــــــة
وطنية معينة مهما كانت محدودة ،وقلقة .
ولذلك اعمل حيث توجد الجماهير ان الحزب الثوري يسترشد دائما بشعار
فانه لا يتردد عن العمل داخل اكثر التنظيمات المهنية والنقابية و (الشعبية )
برجوازية ،او ارتباطا بالنظام الرجعي القائم ما دامت تلك التنظيمات تضم جماهير
حقيقية وخصوصا من الكادحين .كما انه يقيم صلات ،متنوعة مع قواعد اي حزب
رجعي اذا كان ذا جماهيرية حقيقية ،وذلك لغرض التأثير على تلك القواعد فكريا
۱۳۷
والحزب الثوري يراقب ويتتبع مزاج الجماهير ،ولا يتخطاه ولا يجب ان
يتخطاه .ان الحزب الثوري لا يجب ان يهبط الى مستوى الجماهير المتأخرة ،
ولكنه ملزم في الوقت ذاته ان لا يتجاوز هذه الجماهير عند طرح شعاراته وسياساته .
فالحزب الثوري لا يصدم المشاعر والمعتقدات الجماهيرية مهما كانت متخلفة
بالية ولكنه لا يغازل هذه المشاعر والمعتقدات ولا يستسلم لها .ان کتاب صادق
نقد الفكر الديني ) هو نموذج للموقف المنفعل الاول ،في حين ان تمسح بعض العظم
نموذج للموقف التنظيمات والانظمة السياسية التقدمية بالمعتقدات الغيبية هو
الثاني المتخلف .
ان التزام الحقيقة مع الجماهير ،في جميع مراحل النضال ،هو احد المنابع
في بعض .ان الحزب الثوري قد يخسر الاساسية لنجاح العمل بين الجماهير
ولقضية الحالات خسارة وقتية بسبب التزامه للمصالح الجذرية للجماهير ،
شروط الانتصار الستراتيجي الثورة ،ولكن هذه الخسارة الوقتية تكون احد
المقبل .وبالعكس ،فان الحزب الثوري قد يراعي نجاحا موقتا فيدخل في مساومات
غير ثورية ،او ينحرف في تكتيك يميني ذيلي مراعاة للجو السياسي السائد ،
ن هذا النجاح سيكون على حساب النجاح الستراتيجي .
ولك
ان الجماهير قد لا تستسيغ بسبب تخلفها الفكري والسياسي هذا الموقف
التكتيكي الثوري او ذاك ،ولكن معالجة هذا الوضع المعقد لا يجب ان تتم عن طريق
الاستسلام امام تخلف الجماهير ،بل عبر العمل الدعائي والتحريكي والتنظيمي
السليم الكفيل بتبصير الجماهير وتنوير طريقها •
ان الاحزاب الثورية ،في مختلف مراحل النضال ،تتعامل مع تنظيمات مهنية
ونقابية وشعبية قائمة بالفعل ،وتضم الجماهير بالفعل ،ولا تصطنع تنظيمات
ان الاحزاب الثورية الحقيقية التي تستلم زمام سلطة الدولة ،لا يمكن ابدا ان
تفكر في اصطناع تنظيمات شكلية بل تعمل بابداع من اجل ضمان قيادتها على
والتوعية السليمة ،وعبر تربية التنظيمات القائمة عبر السياسة الصحيحة ،
وتطوير ملاكات حزبية مؤهلة قادرة حقا على قيادة الجماهير وكسب ثقتها
ومن اهم شروط كسب الجماهير ،هو القدرة على تحقيق التحالفات الطبقية
والسياسية الضرورية وما تستلزمه من مناورات ومساومات تخدم القضية الثورية .
١٣٨
الا قطرة في بحر هيبته وشعبيته ليس ان اي حزب ثوري مهما كانت
بالنسبة للجماهير الواسعة .وايا كان هذا الحزب وحتى بعد الانتصار ،فانه لن
ولا بد للحزب الثوري الذي يقود السلطة ،ان يستوعب واقع انقسام الجماهير
الواعية تاريخيا على عدة تيارات سياسية اساسية ،ولا يمكن تجاوز هذا الواقع
باية حال .هنا تلعب الظروف التاريخية والعوامل النفسية والعاطفية دورا كبيرا
جدا حتى اذا كانت قيادة هذا التيار او ذاك غير جديرة بالثقة التي تمنحها اياها
جماهيرها المتأثرة بذلك التيار
فقد يحقق الحزب الثوري الحاكم منجزات كثيرة ،تؤيدها الجماهير المذكورة ،
ليس فقط لا يساعد على توسيع القاعدة الجماهيرية ،بل وسيكون سلاحا ضد
.ان الحزب الثوري الحقيقي يثق الحزب الذي يمارسه ،ويضعف من شعبيته
فلن تثبطه العراقيل والصعوبات الوقتية مهما بنفسه و بصواب سياسته ،ولذلك
الا عند الضرورة القصوى) في التعامل مع كانت ،ولن يفكر في استخدام الزجر
.ان معالجاته تكون عادة سياسية وفكرية لا ادارية التيارات التقدمية الاخرى
زجرية ،بيروقراطية .ان الجماهير لن تكسب الا بالسياسات الصائبة ،واساليب
. العمل الصائبة ،والتوعية الصحيحة
المصانع والمشاريع الصناعية ،وفي الارياف ،وفي داخل التنظيمات المهنية ،
والتحدث مع الشعب يجب و في محلات السكن ،والتجمعات الشعبية وغيرها
...
ان يكون بلغة بسيطة ،واضحة لا بلغة الاوصياء ولا العلماء .
-النقد والنقد الذاتي من جانب الحزب الثوري .ان قيام الحزب الثوري
ج ـ
۱۳۹
بنقد اخطائه علنيا ،ومحاسبة المقصرين وتحليل اسباب الخطأ ،ثم معالجة الاخطاء ،
هو مدرسة تربوية وتثقيفية كبرى للجماهير ،وشرط من شروط كسب ثقتها
الراسخة
د ـ وحين يستلم الحزب الثوري زمام السلطة ،تتفتح امامه ابواب واسعة
فتح الدورات التثقيفية للتربية وتطوير ملاكات من بين الجماهير الكادحة .
تستطيع خطوة لكي والتنظيمات الجماهيرية الاخرى النقابات الاخذ بيد
رفاقي انشائي ،كما لا يجب تضخيم هذه الاخطاء ،واعتبارها السمة المميزة
للجماهير وتنظيماتها
18.
ملاحظات حول العمل في المنظمات الجماهيرية
والجماهير الاحزاب الطليعية جوهرها قضية العلاقة بين الطلائع الثورية المنظمة
.انها قضية كيف تكسب الجماهير وتعبأ ،وتنظم الشعبية لاسيما الكادحة منها
لتلعب ادوارها الثورية بوعي وتخطيط ،وكيف تطلق مبادراتها وتطلق طاقاتهـ
النضالية والخلاقة وفقا لمراحل الكفاح المختلفة والمتتابعة .
181
لاسيما العمالية لمكافحة نفوذها الفكري .
فترت النضال الثوري ان طبيعة ومهمات المنظمات الجماهيرية تختلف بين
وهذا بعد النصر الايجابي » وفترات النضال الثوري قبل النصر « السلبي »
ففي الفترات الاولى يكون واجب الاحزاب الثورية والمنظمات . امر طبيعي تماما
سبيل هدف في وتنظيمها وتوعيتها تعبئة الجماهير معين لحد الجماهيرية
،ويكون واجب الحزب الثوري في واضطهادها واشكال التزييف التي تمارسها
في كل اضافة الى تعبئة الجماهير الجماهيرية مجالات العمل المهني « المنظمات
قطاع للدفاع عن حقوقها ومصالحها اليومية ،رفع مستوى وعيها الوطني ،والقومي
ان ابرز نقاط ضعف الاحزاب الثورية في الوطن العربي والبلدان المستقلة
حديثا ،هي ضيق قاعدتها الاجتماعية بين الكادحين من جهة ،وما يؤدي ذلك اليه
من اغراق صفوفه بالعناصر المثقلة والمنحدرة من غير اصول الطبقة الكادحة ،من
فكلما زاد الحزب الثوري من نشاطه بين الجماهير الكادحة ، جهة ثانية .لذلك
استطاع ان يحل بنجاح اكبر قضية ،هي تطوير بنيته الاجتماعية ،وخلق وتوسيع
· کوادره العمالية الواعية لتحتل مراكز اساسية في الحزب
ان الحزب الثوري الحقيقي ،ينبغي ان يعمل حيثما كانت الجماهير ،ومهما
صعوبات هذا العمل سواء بسبب القمع الرجعي او بسبب تأخر وعـــــــــي كانت
لتأثيرات الافكار والعادات الاقطاعية او قطاعات منها او خضوع الجماهير ،
ذلك ان الحزب الثوري ومعنى اللاثورية البورجوازية او الانتهازية الاصلاحية
النضال الثوري ضد الرجعية الحاكمة ينبغي ان يعمل السلبي في فترات النضال
حتى في المنظمات الجماهيرية التي تسيطر عليها قيادات رجعية او انتهازية ،وحتى
حين تكون هذه المنظمات ملحقة بالسلطة .وطبيعي أن الحزبيين سيعملون في هذه
والهوية الحزبية من الحزبي ، وبدون كشف التنظيم بمنتهى الحذر ، الحالات
اجل توعية الجماهير ،وتحريرها تدريجيا من سيطرة القيادات الرجعية والحكومية
١٤٢
للنضال من اجل حقوقها ومصالحها الحيوية بالضد من رغبات واهواء القيادات ،
وربط نضالاتها تدريجيا بالنضال السياسي ومن ورائها السلطة الرجعية ،
الثوري العام
ان ربط العمل الشرعي بالعمل اللاشرعي « السري » هو الضمانة لاستمرار
صلة الحزب بالجماهير في كل الظروف القاسية ،كما انه يكون ضمانة اساسية
من ضمانات التعويض عن الكوادر التي تتساقط في حومة النضال ،او تهرب منها
الثورية تتغير وطبيعة ومهمات المنظمات الجماهيرية تتغير هي او الحزب الاحزاب
مكتسبات
فحينذاك تبرز للمقدمة مهمات تعزيز وصيانة وتوسيع
الاخرى
-الثورة ،وتعبئة الجماهير وتنظيمها لصد ودحر دسائس ومؤامرات قوى الردة -
هذا من جهة ،ومن جهة اخرى ،تنظيم الجماهير وتوعيتها المستمرة وتعبئتها
لزجها في معارك البناء الثوري والنشاط الايجابي ،لتقوم بدورها الحقيقي في هذا
الميدان الحيوي ،عن طريق تنظيماتها الشعبية المختلفة ،وفي ظل اوسع الاطارات
الديمقراطية الشعبية ،ولا يقل ذلك اهمية ،بل يفوقها ،تدريب الجماهير لكي
تكون مؤهلة لادارة ميادين الانتاج وللاسهام النشيط في ادارة الدولة عموما ،وهذا
ثانيا .ومن الجهة الثالثة ،تعبئة وتنظيم الجماهير ،وتسليحها للاسهام في المغارك
ولاسيما معركة تحرير فلسطين ،وللنضال في سبيل الوحدة القومية المصيرية ،
.ورابعا ،استمرار الاتجاه بحزم ، القومية الثورية ذات المضمون الاشتراكي
لكسب الاعداد الغفيرة من خيرة واستنادا للامكانيات الهائلة التي توفرها الثورة ،
العناصر الكادحة الواعية الى صفوف الحزب الثوري ،وتوسيع قاعدته الاجتماعية
وتطوير بنيته الاجتماعية لتحقيق هدف اكثرية من العمال وفقراء الريف في تركيب
الحزب ،وفي تركيب هيئاته القيادية .وخامسا ،الاتجاه الصادق والثابت ،
6
ولاسيما العمالي والفلاحي ، لجعل ميادين العمل الجماهيري المنظمات الشعبية
قاعدة لبناء وتطوير تحالف الجماهير الشعبية ،ولتأمين وتحقيق وحدة وتلاحم كل
طبقة شعبية ،بصرف النظر عن انتماءاتها السياسية والدينية والقومية ولتحقيق
وحدة عمل ونضال جميع القواعد الحزبية الثورية التي تنتمي لاحزاب تقدمية عديدة ،
كشرط وكطريق نحو بناء جبهة تقدمية شعبية على الصعيد السياسي العام
ان مهمات الحزب الثوري الذي يستلم السلطة تزداد تعقيدا وصعوبة بعـد
الانتصار ،ولا يعود ذلك فقط الى ان الثورة ستواجه باستمرار تآمرا داخليا
سياسية وفكرية وحتى عسكرية » متعددة الاشكال وخارجيا محموما ومقاومات
١٤٣
منجزات الثورة نفسها هي خير مثقف وداعية
ب -قوة عادات وافكار المجتمع القديم ،بين الجماهير ،اذ ان التحول في
افكار الناس يكون عادة ابطأ وأضيق من التحول في الميادين الانتاجية والاجتماعية
والسياسية ،وهذا يخلق مخاطر وقوع قطاعات من الجماهير تحت تأثير وسيطرة
الدسائس الرجعية الماكرة التي تتستر وراء واجهات طائفية أو دينية او عنصرية
وغيرها .وهذا مما يضاعف من يقظة ومسؤولية الكوادر الحزبية الثورية العاملة
بين الجماهير
ج -أن مهمة اعادة بناء الجهاز الحكومي مهمة دقيقة ولا يمكن تحقيقها دفعة
والعناصر الرجعية والمتسللة والوصولية النفعية التي تبقى داخل اجهزة واحدة ،
مباشرة وغير مباشرة وبتخطيط او عفويا » ادوارا تخريبية الدولة ،تمارس بسلوكها
هدامة تسيء الى سمعة الحزب والثورة بين الجماهير ،وتخلق منافذ لنمو ونشوء
التذمر والسخط بينها ،مما تستغله الطبقات الرجعية المقهورة ودوائر الاستعمار
رامية للتطويح بالثورة •
وتعمل لتأجيجه وتعميقه في مساعيها ال
د ـ ان وضع الاحزاب الثورية في السلطة بحد ذاته يولد مخاطر عديدة
ينبغي الحذر منها مسبقا ،وقطع الطريق عليها باستمرار وفي مقدمة هذه المخاطر ،
خطر نشوء وبروز الميل البيروقراطي بين الثوريين الحزبيين ،مما يهدد بعزل الحزب
والسلطة الثورية عن الجماهير ،وتسهيل مؤامرات الاعداء
.
والحزبيـــــــة ، والاستعلاء والزهو وميول الغرور ان الميل البيروقراطي ،
الضيقة ،والنفعية والرغبة في احراز مكاسب شخصية ،والتطلعات الشخصية
غير المشروعة ،والمحسوبيات و اهمال واجبات العمل الانتاجي او الوظيفي الخ ..
هي مخاطر جدية واجهت وتواجه كل حزب ثوري بعد انتصاره .والمكافحة الناجحة
لهذه الميول المحتملة تتطلب اعلى درجات الكفاءة القيادية الثورية في الحزب ،واعلى
درجات الضبط والالتزام من الحزبيين ولاسيما الكادر المتقدم ،واقوی اشکال روح
اه
التفاني والتضحية والتواضع واشد درجات الصرامة الحزبية والثورية تجـ
المسيئين والمهملين •
وتختل لديها العلاقة بين الحزب والجماهير او تبرز مطامحها الذاتية الكامنة وكأن
واضافة لدور الحزب في مكافحة هذه الميول ،وفي الثورة جاءت لهذا الغرض
رقابة حازمة على لتأمين في مؤسسات الدولة والحزب ایجاد الانظمة المناسبة
فان المنظمات الجماهيرية يجب ان الداخلية منظمات الحزب واعضائه « الرقابة
ولاسيما اعضاء الحزب الثوري الذي ينفرد بالسلطة ان كل تقدمي ثوري ،
188
او يقودها مدعو الى ان يدرك بعمق وباستمرار ،ان الجماهير الشعبية هي محررة
نفسها ،وصانعة تاريخها .وان مهمة الاحزاب الثورية هي الارشاد والقيادة ،وهي
فباسم الجماهير ولتنفيذ ارادة حين تستلم السلطة ، اي الاحزاب الثورية
الجماهير ،ولتحقيق مطامحها الخيرة ولمساعدة الجماهير على التحرك والتبصر
لتخلق لنفسها وبنفسها حياتها الجديدة
وتعزيز الصلة معها باستمرار هو في راس مهمات ان الالتحام بالجماهير ،
ينبغي التفاعل المستمر مع آراء وملاحظات الجماهير ، الحزب الثوري وأعضائه .
والفهم المستمر لمشاكلها ومطالبها ،ومشاركتها في جميع المجالات والمناسبات
ان الجماهير ليست اداة بيد الحزب ،بل ان الحزب هو اداة بيد الجماهير
للوصول الى حياتها الجديدة وتصفية المصالح المعادية والاستغلال .فالحزب
مرشدا
الثوري الحقيقي ،الطامح ليكون طليعة فعلية وعن جدارة يعتبر نفسه لا
انه يعلمها ويتعلم منها ،يرشدها فحسب ،بل وخادما لها ايضا للجماهير
ويستفيد من ملاحظاتها وتجاربها ،يقف في مقدمتها ولكنه لا ينفصل عنها ،يأخذ
ويطور كل تقليد ثوري لديها ،ويصحح افكارها الخاطئة دون ان يخضع ويستسلم
ان القائد مهما يكن عبقريا ،لا يستطيع أن يقود الجماهير في الطريق الصحيح
الا اذا درس تجاربها وافكارها ،وهو مهدد بان يسير في الطريق الخاطيء اذا
ينظم ويحلل وينخل آراءها •
،واعتبار دوره نفيا لدور الجماهير ا -الميل الى الاستعلاء على الجماهير
و اعتبار نفسه المحرر والمنقذ والوصي .ان الغالبية الساحقة من تجارب الثورات
قادتها البورجوازيـــــــة في الوطن العربي وآسيا وافريقيا التي الوطنية المعاصرة
فريسة هذا بحكم ذهنيتها ومصالحها » الصغيرة عانت وتعاني من وقوع القيادات
فالتدابير التقدمية تتخذ بمعزل عن مساهمة الجماهير ،والمنظمات الجماهيرية الميل .
وهذا يقف من وراء ابرز عوامل سقوط شبه الحكومية ،والديمقراطية مخنوقة .
الانظمة المتحررة التي أطاح بها الاستعمار والامبريالية ،ومن وراء انتكاسات او
مراوحة البعض الاخر .كما انه عامل رئيسي في نكسة 5حزيران
ب ـ اما الخطر الثاني فهو ميل الهبوط الى مستوى الجماهير المتأخرة ،
ومحاولة كسبها بأي ثمن وبدون تخطيط ،وليس على اساس الوعي الثوري العلمي .
ان الارتباط بالجماهير وخدمتها لا يعنيان النزول الى افكارها الخاطئة ،او تقاليدها
.ان الجماهير الشعبية البالية ،ولا يعنيان دغدغة واثارة التكسب الضيق لديها
معرضة الى السلبية واللامبالاة بفعل عوامل عديدة ولكن معالجة « اللاحزبية
السلبية واللامبالاة لا يعنيان تأمين تأييدها السطحي او الوقتي او المنفعل او
وحده التأييد الذي يثبت ،وهو المصلحي ،بل تأمين تأييدها الواعي والمنظم
ويتطور ،ويضمن مساهمة الجماهير باندفاع واختيار وحماس لحماية الثورة ايام
في ايام النضال ولتقبل التضحيات المعاشية الوقتية عند الضرورة . الخطر ،
اسهل للتحرك الجماهيري في ظروف تصاعد موجة النضال .وهذه السهولة تغري
وبعد الانتصار يتخذ هذا التكتيك شكلا آخر يجب التحصن ضده ،کمیل بعض
مكاسب متلاحقة للقطاعات الجماهيرية المعينة حتى على حساب المصالح العليا
للانتاج والثورة ،وذلك بكسب الجماهير كيفما كان
وعلى الحزب الثوري الذي يقود السلطة ان يحذر من هذا الميل ،كما يحذر
من ميل التراجع امام تحرك العدو والمواقف الوسطية والمائعة تجاه قوى الردة .
ان نضع عقولنا في رؤوسنا في الوقت ينبغي لنا التخلف خطر والعجلة خطر .
اللازم ،ينبغي لنا ان نتشجع بحذر نافع من كل ركض الى امام دون رؤية ،من
ينبغي الامعان في التحقق من الاجراءات التي نعلنها في كل كل ضرب من التباهي
ساعة ،والتي نتخذها في كل دقيقة ،والتي تقدم البرهان بعد ذاك في كل ثانية
على ضعفها ،وعلى وهنها وغموضها ،والامر هنا انما هو العجلة ·
من الافضل :اقل من حيث الكمية شرط ان يكون احسن من حيث النوعية .
ينبغي اتباع هذه القاعدة :
من الافضل بعد سنتين او حتى بعد ثلاث سنوات ،هذا افضل من تعجيل
قد يوحي باختزال دور الجماهير الى مجرد ادوات في يد الحزب العمل الواجهي
الثوري ،ولذلك ينبغي عدم استعمال هذا الاصطلاح واستخدام المصطلحات الدقيقة
المعبرة عن جوهر القضية
السري نشاطا سياسيا علنيا غير مباشر ،هنا يمكن وصف النشاط الحزبي « نشاط
فالنشاط السري » داخل مثل هذه المنظمات بالنشاط الواجهي ، الحزب الثوري
الواجهي هو جزء من كل ،جزء من مجمل النشاط الحزبي بين الجماهير والمنظمات
الجماهيرية المتعددة او هو شكل واحد من اشكال العمل الحزبي بين الجماهير
187
- ٢مهمات النشاط الحزبي في المنظمات الجماهيرية بعد الثورة
آنها ،اختلاف طبيعة ومهمات هذا النشاط بعد انتصار الثورة ،وارتباطها
. بمراحل النضال والاهداف السياسية المركزية
وطبيعي ان تختلف مهمات النشاط الحزبي بعد الثورة من منظمة الى اخرى
وفقا لطبيعة ودور جماهير كل منظمة ،وطبيعة ومهمات كل منظمة ،فمهمات
والاكراد « في العراق »
الاساس ،او القاعدة ،التي يمارس الحزب الثوري المنتصر استنادا اليها مهمات
السلطة .اما واسطة الحزب لممارسة هذه السلطة فيجب ان تكون المجالس
فالنقابات والاتحادات الفلاحية وغيرها هي بمثابة الحلقات بين الشعبية المنتخبة ،
الحزب الثوري والجماهير ،من جهة وبمثابة الخزان الذي يدفع بالكوادر اللازمة
لإدارة الاقتصاد والدولة من جهة ثانية •
ان النقابات العمالية خاصة والمنظمات الجماهيرية عامة يجب ان تمارس بعد
١٤٧
الاخذ بقاعدة الانتخابات السليمة الحرة من اعلى الى ادنى •
المنظمات
بجماهيرها ،واقامة افضل علائق الود والصداقة المباشرة معها ،والتحلي بالتواضع
تجاهها ،ونقل مشاكلها وآرائها وملاحظاتها اولا بأول الى الحزب •
ه -ان يلتزم العضو الحزبي بقرارات المنظمة ،وان يكون القدوة في العمل
في مجال عمله .
في مخاطبـ - ٦ان يتحلى بالصبر وطول البال ،وعدم التطير والملل ،
الجماهير ،ولاسيما الفلاحين الذين يكون العمل بينهم عادة صعبا بسبب ظروفهم
وطبيعتهم وانتشار الافكار والتقاليد البالية بينهم الاجتماعية ومستوى وعيهم
القلقة
واقصاء كل عنصر في المنظمات الجماهيرية ، الجماهير ،والمندمجة معها ،للعمل
حزبي مسؤول يمارس الأمرية او يعاني من الغرور والتعالي او الروح المصلحية
والتأثر بالمحسوبيات .ان امثال هذه التصرفات تسيء للحزب الثوري وللثورة بين
الجماهير ·
المنظمة في العناصر الحزبية محك حقيقي للتقييم ،وعلى الحزب الثوري ان يعيرها
اهمية استثنائية في تقديم الكادر وتوزيعه وفي تطهير الحزب من العناصر المسيئة
والمعرقلة .
-
– ۱۱مكافحة نزعات الحرفية الضيقة بين الحزبيين العاملين في هذه المنظمة
الجماهيرية او تلك ،وتثقيفهم بروح النظر للأمور من زاوية المصالح الثورية العامة
وليس من زاوية مجال ضيق وميدان جزئي معين .
- ۱۲
تشجيع وتدريب جماهير المنظمات الشعبية على ابداء آرائها وملاحظاتها
ونقداتها صراحة في ندوات او مؤتمرات او اجتماعات عامة ..ان الحزب والسلطة
.وعلى الحزبيين ان الثوريين بحاجة الى رقابة الجماهير وليس فقط الى تأييدها
لا يكتفوا بمواقف التفسير والتبرير بل ان يصغوا بطول بال وتفتح لكافة الملاحظات ،
ونقلها للحزب بامانة وسرعة لمعالجة النواقص والاخطاء في الحال
١٤٨
والتعاون مع عناصر الاحزاب العصبوية -تجنب الحزبية الضيقة ۱۳
الى منظمات شكلية او غير فاعلة ،والى انكماش الجماهير عنها ،وتظل مجرد هيكل
عظمي ،واجهي
قابليات الجماهير والتوعية منسجمة مع -ان تكون اساليب التحريك ١٤
ومستواها الفكري كل في مجالها المعين وتجنب لغة « الاساتذة » وتعلم التبسط في
الحديث والمناقشة ،وهذا يصح ايضا بالطبع على الصحف والمجلات الناطقة بلسان
واضحة ، يجب ان تأتي اساليب الكتابة والعرض مبسطة ، هذه المنظمات حيث
واختيار المواضيع متفقا مع ما تشعر به الجماهير وتطمح اليه ومع حاجاتها
الاساسية فضلا عن المهمات السياسية المباشرة
- ۱۵
في ميادين الانتاج ،ادوات لخلق طاعة جعل هذه المنظمات ولاسيما
اجتماعية جديدة بين الجماهير الكادحة ،أي خلق علاقات اجتماعية جديدة ،وطاعة
وهذه مهمة صعبة ومتشعبة ودقيقة ،وتنظيم جديد للعمل جديدة في العمل
فتطوير الانتاج ،ورفع انتاجية العمل مهمة « لا للغاية ولكنها ضرورية جوهريا ،
يمكن ابدا ان تحلها بطولة اندفاع منفرد ،منعزلة ،انها تتطلب بطولة القيام بعمل
وجعل المواطن ، جماهيري يومي تبلغ اعلى درجات الثبات والعناء والصعوبة
الكادح ،منعما بالتفاني ونكران الذات ،والحرص على الملكية العامة والتعاونية
ومصالح الجماهير الكادحة والشعور العميق بالتضامن الطبقي معهم .
-
١٦ـ التمسك دوما بالمنطلقات الطبقية ،في النشاط الحزبي الجماهيري
واذا كانت الطبقة العاملة بوجه عام منسجمة المصالح فان الفلاحين مثلا ،هم مراتب
فعلى الحزب ان يلقي ولذلك اجتماعية متعددة بينها الكادحة وبينها المستترة ،
بثقله مع الكادحين دوما ويرعى مصالحهم دوما ،من دون التفريط بالفئات والقوى
الاجتماعية الاخرى التي تؤيد الثورة بهذه الدرجة او تلك بفعل مجابهتها مع الكادحين
وفي مجال الشبيبة ايضا ، . لاستغلال ونهب البورجوازية الكبيرة وكبار الملاكين
ينبغي ايضا التركيز علــــى في اتحادات حقيقية الشبيبة حيث ينبغي تنظيم
الشبيبة العمالية والفلاحية .وفي المجال النسائي ايضا يجب النزول الى النسوة
الكادحات واعارة الاهتمام بتدريب وانتقاء الكوادر الآهلة من صفوفهن .ان من ابرز
نقاط ضعف عمل الاحزاب التقدمية عندنا طوال العقود المنصرمة ،في مجالات
حتى تلك التي قطعت شوطا وينعكس على تراكيب هذه الاحزاب ، ايضا انعكس
فضلا عن التراكيب الاجتماعية لقيادات بعيدا عن عمرها ،كالتنظيمات الشيوعية ،
المنظمات الجماهيرية التي عملت طوال هذه الفترة .
189
ان المنظمات الجماهيرية لا يمكن ان تلعب دورها الحقيقي ما لم تقدها العناصر
الثورية الكادحة وما لم تتوفر لدينا شبكات من الكوادر اللاحزبية والحزبية ذات
فيها على شبيبة الفلاحين وصغار الملاكين ومنظمات الشبيبة والنساء تكاد تقتصر
ونحن في العراق مدعوون لتحسين . صفوف المثقفين ونساء المدن ولاسيما من
و تطوير المنظمات الجماهيرية باتجاه توسيع وتعميق وتركيز العمل بين الكادحين اولا
وقبل كل شيء
-
صيانة وتعميق المنطلق القومي في العمل الجماهيري ،ومكافحـــــــة
المنطلقات الاقليمية الضيقة سواء بتوعية الجماهير بمهماتها القومية ،او بتعزيز
الديمقراطي العالمي واتحاد الطلبة العالمي ،واتحاد النقابات العالمي ،واتحاد الشبيبة
الديمقراطي العالمي ،ومنظمة الحقوقيين الديمقراطيين الدولية ،ومنظمات التضامن
الاسيوي الافريقي ،الخ
- ۱۹
ان تكون في المقدمة من مهمات المنظمات الجماهيرية ،المساهمة
النشيطة في حملات العمل الشعبي ،وفي حملات مكافحة الأمية وتنظيم اللقاءات
وربط عمل الشغيلة الفكرية بين شغيلة المدن والريف وتعزيز الصلة بين منظماتها
بعمل الكادحين وتنظيم حملات ووفود منتظمة للعمل سوية مع الكادحين ،ولاسيما
في الريف .وعلى الثوري الحزبي ان يكون القدوة والطليعة في هذا المجال
باندفاعه ،وتحمله المشاق ،والصعاب ،وبروح التضحية واستسهال المتاعب ·
ومنظمات الطلبة والمعلمين والشبيبة والنساء مثلا ،لا ينبغي ان تعزل نفسها عن
بمعزل عن السياسة والثورة جماهير العمال والفلاحين ولا تنظر للثقافة والتعليم
والاقتصاد
والثوريون عموما ،مدعوون لمكافحة نظرة الاستهانة بالجماهير بحجة . ۲۰
انها غير مثقفة .صحيح ان هناك جماهير متأخرة تخضع لتأثيرات سلبية متعددة
ا -هناك ايضا جماهير واعية متحركة هي التي تستطيع كسب وجر الجماهير
المتأخرة وهي التي تلعب الدور الفعال في اسناد الاجراءات الثورية وتتقبل حالا
كل اجراء ثوري وتقدمي
الثقافي » لا يجب النظر اليه من زاوية مدرسية « تعليمية » ب ـ ان المستوى
بل من زاوية الوعي بالمصالح الطبقية وبالثورة ،وفضلا عن ذلك فان المستوى
الثقافي هذا هو امر نسبي يختلف من قطر الآخر ومن مرحلة في قطر معين
10.
المرحلة اخرى •
-
في النزول لمستوى الجماهير ج ـ أن مهمات الاحزاب الثورية ليست
المتأخرة بل في رفع الجماهير المتأخرة الى مستوى الوعي الثوري للحزب .وبالضبط
لان هناك جماهير متأخرة تنطرح واجبات التوعية بمزيد من الالحاح والاولوية ،
والمقصود بالتوعية ليس فقط التثقيف بالنشرات او الندوات والبيانات والمحاضرات
بل كذلك بالتوعية بالسلوك العملي ،بالقدرة المثلى ،بما يبديه الثوري الملتزم من
والحزبيين روح التضحية ،وبممارسة النقد الذاتي الجريء من قبل الحزب
والسلطة الثورية وبما تحققه الثورة من منجزات فعلية •
-
تأسيس المكاتب الحزبية المختصة ( المتفرغة حيثما امكن » لقيادة النشاط
وهكذا ..ويشمل نطاق مسؤوليات وعمل هذه المكاتب وتنظيماتها ما يلي :
فمكتب العمال يدير مجمل النشاط العمل في المنظمات المعنية ،
مهمة او ادارة حكومية -تتولى الهيئات القيادية لكل منظمة شعبية
والاجراءات وايجاد اللجان الحزبية القادرة على تطبيق سياسة وضع الخطط
ان الحديث عن اوليات العمل التنظيمي وشروطه الواقعية يقود بالضرورة الى
دراسة اساليب العمل الجماهيري حتى يمكن ادراك الطرق السليمة الناجحة
القادرة على ارساء أسس راسخة لبناء تنظيم ثوري متين ،بحيث تتحقق صلة
عضوية حية ما بين الحزب والجماهير .
فيما اذا اراد ان يكون قائدا حقيقيا لحركة الجماهير ان الحزب الثوري
بالجماهير ويستمر في كينونته هذه فانه مطالب بانجاز اوسع وأوثق الصلات
مستوعبا حاجاتها مدركا احاسيسها وامينا على تطلعاتها ومناضلا من اجل تحقيق
اهدافها .وبذلك فانه لا يكتفي بترجمة آمال الجماهير بل يعمل لتحويلها الـ
انتصارات متتالية وانجازات ملموسة •
نفسيا ثابتا وجامدا .لذلك فان المناضل يدرك خصوصية الوضع النفسي بما لدية
من قدرة على تشخيص حقيقة وواقع كل طبقة اجتماعية او مرتبة اجتماعية بما
.
يمكنه من اختيار انجح وسائل الاتصال والتحريك والتعبئة
ان العضو الحزبي في ادراكه واقع العامل بما هو عامل ،او واقع الفلاح بما
.
هو فلاح ،يكسبه نتائج جيدة في ميدان العمل التنظيمي
-السنة الثالثة ،العددان الأول والثاني ۱۹۷۱ ، « الثورة العربية ()۱
١٥٢
ء معرفة الوقائع
اءه ععننا
سهفس
نف لف
ف ن كل
يكفالعضو الحزبي لا معنى لعضويته فيما اذا لم ي
ومن خلالها فقط .ومن خلال المعرفة الاجتماعية والعلاقات معرفة صحيحة
يتيسر للحزب ان يلج من باب رئيسي لانه بالامكانيات التي توفرها للمناضل الحزبي
في معرفة واقع الجماهير يمكن تحويل المشاعر التي تسبغها على الحزب الى عمل
تنظيمي .فتتم عقلنة جادة لهذه المشاعر التي لو ظلت مجرد مشاعر لما قدر لهـا
اي فائدة .
وهنا نقف عند نقطة مهمة وهي ان اكتشاف الوضع النفسي للجماهير ليست
بالمهمة اليسيرة التي يعتقد البعض سهولتها .بل هي مهمة لا يمكن انجازها ،الا
عندما تتوافر عناصر حزبية واعية تكون دائما بمستوى مسؤولياتها وبمستوى
فالجماهير . القدرة على تجسيد مبادىء الحزب وتحويلها الى سلوك عملي منظم
لا تطمئن الا الى العناصر ذات الصفات العالية ،التي تعكس لها باستمرار -في
ان مفهوم الطليعة يعني بالنسبة للحزب الثوري استقطاب الجماهير وقيادتها
دون أن يكون الحزب مبتعدا عنها او متعاليا عليها لان ذلك يحمل من الضرر مـــــا
تحمله حالة انجرار الحزب وراء الاحداث ووراء الجماهير .ان الحزب الثوري
يجب ان يؤشر الحدود ضمن منطق وجوده الثوري وضمن تطوراته ،واضعا
الفواصل بين مهمته وبين حاجات الجماهير وكذلك بين حاجات الجماهير ذاتها ،
واذا ليست هي الحزب ليس هو الجماهير كما ان الجماهير اي الحزب انه
كان الحزبي حسب هذا التحديد مطالب بالنضال من اجل ان يكون معلما متواضعا
-
لا تعني ،وفي كل الاحوال الا التلمذة اي صفة المعلم للجماهير فان هذه الصفة
ان يكون الحزبي تلميذا مخلصا للجماهير متعلما منها وعنها كل شيء
فالمناضلون لا يصبحون اساتذة الا في وضعية واحدة لا يمكن التناور معها
وهي ان يكونوا تلاميذ للجماهير اوفياء فعبقرية الجماهير لا تحد -وان افضل
كيف يتصل الحزبي بالجماهير ؟ بالدرجة الاولى وقبل كل شيء يجب أن لا
يصطدم مع مشاعرها وتراثها ويجب ان يلغي كل الحواجز بينه وبينها عن طريق
الاحترام الحقيقي لها لا عن طريق الاحترام الزائف والدعائي .ان هناك عزلة عن
الجماهير حصلت في بعض المناطق ،وقد يحصل ما يشبهها في اي وقت وذلك
لان هناك شعورا لدى بعض الحزبيين بانهم « فوق الجماهير » او « اوصياء » او « فئة
فانه .ان شعورا مثل هذا فيما اذا قدر له ان مختارة » او « نخبة ممتازة
يعم
يشوه الجهاز الحزبي ويعمل على خلق انفصام تام بين الحزب وبين الجماهير ،
ويصل الامر بالحزب الى حد التحول الى مؤسسات تقليدية غير مجدية
ان هناك امثلة عديدة ،نستلهمها من واقعنا تفضح نوعية الشعور المنحرف
فالحزبي الذي يترفع بعد انتصار الذي يحمل معه اشد الاخطار للحزب والثورة .
الثورة عن ارتياد الاماكن السابقة والاعتيادية -مثل المقاهي وسواها ـ وينخرط
١٥٣
في وضع جديد وعلاقات جديدة لم يعتدها سابقا 1مثل ارتياد الملاهي والمراقص .
الخ -لا يقدر باي حال من الاحوال نيل احترام الجماهير وتقديرها .بل بالعكس
.وكذلك حينما ينتقل العضو فان الجماهير تفقد ثقتها بأي عنصر من هذا القبيل
الحزبي بعد الثورة انتقالة مفاجئة ومستغربة من وضعه المادي العادي الى حالة
جديدة من الترف والبذخ فان الجماهير تقلق ازاء هذه الظاهرة .ان هذا لا يعني
ان العضو الحزبي محرم عليه تحسين وضعه المادي ولكن بشرط ان يكون ذلك
مشروعا ودون اي تجاوز على حقوق ومصالح الجماهير ودون اي تزييف لحقيقة
الذين عاشوا سابقا مع الجماهير في مشكلاتها ،راصدين حاجاتها لا يمكن لهم بين
عشية وضحاها ضرب سياج حولهم لا ينفتح على الجماهير الا في مناسبات خاصة
و قليلة
في ان الجماهير لتشعر بالتأكيد بأتم الارتياح ازاء المناضلين الذين تجدهم
والمكاسب الشخصية .اما الذين يقيسون هادفين تحقيق الامتيازات نضالهم غير
نضالهم بمقدار ما يحوزونه من مكاسب ذاتية فانهم يتعرون كليا امام رؤية الجماهير
ويبدون مجرد ادعياء أو متساقطين واحتياطي لاي ردة محتملة واية خيانة للثورة
وحزبها .
للعضو الحزبي وهناك مسألة ضرورية تضاف الى مسألة السلوك اليومي
ان اللغة وهي مسألة اللغة التي يتحدث بها الحزبي للقطاعات الجماهيرية .
ولذلك ينبغي ان تتوفر السياسية تظل حاجة اساسية في تتمة المهام الثورية
فيها الشروط التي تجعل منها لغة فاعلة حقا .ان اللغة التي يجب ان تكون مطابقة
والاحتياجات الجماهيرية لا لمقتضيات الوضع الجماهيري والوضع السايكولوجي ،
والكلمات المنمقة ،ولا هي هي باللغة المترفعة غير المفهومة التي تعتمد الشعارات
فادح وعدم قدرة على رفع مستوى باللغة المبتذلة المتهافتة التي تدلل على نقص
الجماهير .
وسطي يراعي الواقع اولا ولا يكرسه ثانيا ،بمعنى انه يطوره وينهض به
ــة
ولذلك فان اللغة التي يجب ان يتحدث بها يجب ان تكون لغة مبسط
وواضحة حتى تصل الى الجماهير مباشرة .ان التبسيط المعنى هنا يجعل اللغة
١٥٤
قادرة على حمل قناعات الحزب وآرائه الى الجماهير .اما المصطلحات والتقعر
لغزية .ان للمصطلحات واللغة السياسية المركزة ميدانها الاخر .اما مع الجماهير
فيجب تطويع اللغة وتيسيرها حتى تعطي النتائج المرجوة .واذا كان الموضوع قد
تطرق الى ضرورة فهم الواقع السايكولوجي للجماهير والى اهمية اللغة عند التوجه
ثر كبير في النضال • وهي تدخل
للجماهير فان هناك وسائل اخرى عملية ذات ا
ضمن قناعات الحزب الثوري .من ضمن هذه الوسائل في التعبئة كشف المظالم
الاجتماعية وتقصي اسبابها ونتائجها بشكل ملموس تدركه جمهرة الناس المحيطين ،
.. فالطفل الذي يمتهن صبغ الاحذية والمرأة المتسولة والشيخ الكسيح
في حياتنا اليومية من مآس بارزة ،كل ذلك كـــان والعديد من صور لا تحصى
قبل الحزب في زمن النضال السري وذلك للتحريك يستغل استغلالا كبيرا من
وفي ظروف استلام السلطة يجب . والتحريض وتوسيع قاعدة المعارضة الثورية
تغيير طابع القضية وذلك لمعالجة هذه الظواهر التي كانت ادانتها تتم من اجل ادانة
انظمتها .
في السابق كان ممكنا تعبئة الجماهير من خلال رفض هذه المظالم اما بعد
ذلك فان هذا الرفض يجب ان يدخل التطبيق بتصفية المظالم الاجتماعية تدريجيا .
كذلك حين توجد في بعض المؤسسات العمالية زيادة في ساعات العمل وقلة
فان في الاجور وعدم وجود ضمانات في حالات العجز والشيخوخة والاصابات ،
وحدها الجهة الثورية علما ان تطبيق هذا الجهة التي تتصدى لمواجهة ذلك هي
التصدي عمليا هو الذي يؤكد مدى ثورية تلك الجهة واقعيا ،وهو الذي يلف
فهو بالضرورة .اما اهمال تشخيص الحاجات والنواقص حولها الطبقة العاملة
فيما اذا استدام -يجعل الطبقة العاملة في مؤسسة او اخرى متباعدة عن
الحزب
فان المشاكل الاجتماعية وكذلك من المهم ملاحظة العمل الريفي للحزب •
للفلاحين لا تحصى وكذلك المشاكل الصحية والثقافية .وان توجه الحزب الثوري
في طريق معالجتها جذريا يعني رصدها واكتشاف جذرها ،لانه بدون ذلك ليس
ثمة معالجة حقيقية مخلصة .
ان الخطوة الثورية التي تعالج أوضاعا خاطئة قد تحمل معها اخطاءها أو
سلبيات التطبيق .بمعنى ان المشاكل الاجتماعية ليست بسيطة ،وان اتباع
سوف يكفل لف قطاعات ن الربوية (مثلا
الديو) الخطوات الضرورية لمعالجتها
جماهيرية واسعة حول الحزب .الا ان حل المشاكل الاجتماعية لا يعني قيام حركة
ثورية رائدة مستمرة على هذا الاساس لان النضال لا يمكن ان يكون ذا حدود مهنية
١٥٥
يمكن ان يكون من طرف واحد هو طرف الحزب فقط بل انه يجب السعي من اجل
ايصال العمال والفلاحين الى درجة من الوعي بحيث يكونون بمستوى الحفاظ على
.ان توعية العمال والفلاحين بحيث يدركون ان هناك مهاما الانجازات العائدة لهم
كثيرة تنتظرهم على راسها مهمة بناء النظام الاجتماعي القادر فعلا على ان يكون
معركة ظافرة لتصفية الاستعمار والصهيونية •
واي اتجاه لتحويل المتينة ما بين الحزب والجماهير في تيار الثورة المتصاعدة .
النضال من اجل الحقوق العمالية او الفلاحية او الطلابية ..الخ الى نضال
نقابی صرف او الى ميدان المصلحة الوحيدة الطرف هو تكبيد للثورة وحزبها
بشتى الاضرار .كما انه في النتيجة سوف يلحق الضرر حتى بالمصالح النقابية .
لكل اشكال ومحتويات النضال بلورة عليا ان النضال السياسي عموما هو
الاجتماعية وغير الاجتماعية .وهو بالحقيقة تصعيد جدي للحركة الثورية والفاء
•
للتناقضات الفادحة التي تعزل الثورة عن الجماهير او تبعد الجماهير عن الثورة
ولا بأس من ذكر مسألة هنا وهي ان الثورات كثيرا ما تبرز في مسيرتها
المطالبات المهنية ،وكثيرا ما تنمو اصوات نقابية انعزالية ،لذلك فان الحزب الثوري
يجب ان يتمكن وبالممارسة من الغاء ذلك .ان الاهداف الاجتماعية والاقتصادية
الخ ،حينما تطرح امام الثورة فانها تطرح سياسيا على صعيد الشعارات السياسية ،
وان الثورة تعالج المعضلات وتتوصل الى الاهداف بفعل الوسائل السياسي
·
الداخلة ضمن التصور السياسي والبرنامج السياسي المرحلي
يصرف بطبيعة الحال العضو والتأكيد على موضوعة سياسية النضال لا
زيارة مرضى ،مساعدة الحزبي عن القيام باعمال قد لا تبدو ذات مغزى سياسي
هي مسألة ذاتية لا قيمة لها .هنا نقول بكل تأكيد انها اولا ليست مسألة ذاتية ،
الحزب وتوطد مكانته وثانيا ،فيما اذا اخذت كمسألة ذاتية فانها تعزز « موضوع
وهذا . بين الجماهير ،فالحزب مجموع اعضائه ومجموع علاقات اعضائه ايضا
السائد هو التبسيط وهذا لا يعني ان الاسلوب مداركها -كما ذكرنا سابقا -
١٥٦
-
وكذلك يتم التوجه الى المثقفين -في اركان خاصة مثلا من الصحيفة الدائم )
بالامثلة وتنقل آراء الحزب الى المواطنين بدون عسر فان ذلك يؤول بالتدريج الى
عقد احسن الاواصر مع جمهور الشارع
والتأكيد على هذا الجانب لا يعني ان هذا يطرح اسلوبا دعائيا فحسب بل
اسلوبا تربويا ايضا لان الحزب عند ذلك يقدر على التشخيص الاجتماعي الثاقب ،
ويقدر على المعالجة الموضوعية
ان الادبيات فيما اذا كانت معقدة ،لا تعطي اية نتيجة وربما نجمت عنها
اخذت بالتأكيد قد والادبيات والصحف التي يوزعها الحزب فالبيانات . خسائر
الادبيات ثمن هو ثمن التضحية بالرزق ،بالراحة ،بالحياة ..الخ) فيجب الحرص
على ان لا يذهب ثمن ذلك سدى .ان التضحيات لا بد ان تؤتي أكلها • وذلك
ففي اي مجتمع توجد قيم جديدة بازغة ،وقد تكون هناك قيم لا مبرر التقليدية .
لوجودها وغير منطقية الا انها ذات وجود شعبي ضخم .ماذا يترتب هنا علــــى
الواقعية اولا وغير الصحيحة وغير العضو الحزبي ؟ هل يقف بوجه هذه القيم
العصرية ثانيا ؟ بذلك يكون قد خسر الجماهير لانه تصدى لها في تقليد كبير لها ؟ ..
ان العضو الحزبي لا يعيش على توتراته ولا تكون حياته مجرد مشاجرات حتى اذا
كانت دوافعه صحيحة .انه مطالب بدراسة كل ما هو موجود كظواهر كبيرة واخرى
صغيرة
ان على الدراسة المتأتية هنا ان تكون واعية تماما حتى توضح الرؤية ،وتفتح
الباب أمام المعالجة الصحيحة .ان طريق العضو الحزبي ليس طريقا ضيقا محدودا ،
يدرس العضو واذا لم . محاط من كل الجهات باشياء ومواضيع عديدة بل هو
الحزبي ذلك بروية وموضوعية فانه يكون في اخر الامر كخيول العربات التي لا ترى
الفاسدة يتطلب انتهاج الوسائل ان النضال ضد القيم . سوى (طريقها) امامها
العلمية والفعالة بحيث يتم تحويل الجماهير الى وضع صحي جديد ،اما عندما
تؤدي الوسائل المتبعة الى العزلة عن الجماهير ،فمعنى ذلك انها وسائل غير صحيحة
بل ومنحرفة .لان النضال يبتدىء من الجماهير وينتهي اليها
١٥٧
في الشعارات التكتيكية فيما يظل الشعار الستراتيجي محافظا على عدة تغيرات
صحته .ومن البديهي ايضا ان الشعارات الستراتيجية تتحدد بالمراحل الثورية
وبطبيعة القوى الاجتماعية صاحبة التغيير وبنوعية السلطة ،وان المواقف والمطالبات
الى مرحلة ما قبل الثورة تتغير تبعا لذلك ،وبذلك فان تغير المرحلة من مرحلة
(الثورة ) بقيادة الحزب يعني ان المطالبات السابقة لا يمكن ان تظل كما هي .زيادة
الاجور مثلا عندما يطرحها النقابيون العمال في عهد رجعي هي موقف سياسي
هام .ولكن عندما تتعرض الثورة في زمن حكمها الى هجوم شرس او تكالب في
ان دولة الثورة لديها . التآمر الاستعماري ،فان المطالبة هذه تبدو غير سليمة
مهمات كثيرة وهي مهمات متداخلة ،وحسب ذلك فان الشعارات والمطالبات يجب
ان تنطلق من وحدة المهمات ووحدة كيان الثورة ولا يمكن فصل شعار زيادة الاجور
تطهير فصله ايضا عن عن التآمر فيما اذا كانت هناك مؤامرة كبيرة .ولا يمكن
والمؤسسات وتنظيم الشركات والعلاقات ،ولا عن مصالح الفئات الجهاز الاداري
الاجتماعية الاخرى ..الخ .ان الحركة النقابية هي جزء من الحركة الشعبية
والحركة الشعبية تتزايد ضمن مسار الثورة والتآمر ضد سلطة الثورة تآمر ضد
الحركة الشعبية • ،وهذا ما يغير النظرة الى الشعارات والمواقف التي لا تكون
جامدة
لا يمكن ان تكون حركة « فوق ان الحركة النقابية « في شعاراتها ومواقفها
سنديكالية » -اي نقابية – صرفة ،لان وكذلك لا يجوز ان تبقى حركة يسارية
ذلك يؤدي في الحالتين الى تخريب الثورة والحركة الجماهيرية
في توجيه الحركة النقابية وتعميق مسيرتها ويلعب الحزب دوره القائد
بشرط ان لا تتحول النقابات الى ملاحق للاجهزة الحكومية .ان كون الحزب موجها
ومرشدا للحركة النقابية لا يعني انه يستغرق في القضايا الصغيرة والكبيرة التي
تهم تلك المنظمات .بل انه فقط يضع الخط العام الذي على ضوئه تتهيأ للمنظمات
الخ) امكانية ادارة شؤونها . عمالية او فلاحية او طلابية
وبلا شك فان النقابات والمنظمات تكون اكثر قدرة على ادراك مشاكل المجتمع
وهنا لا تلعب . فيما اذا سارت وفق برنامج الحزب الثوري وضمن خطه العام
النقابات والمنظمات دورها الكبير في فهم المشاكل ومعالجتها فحسب بل انها توفر
ايضا للحزب والثورة تعبئة جماهيرية صالحة .ان شعارات الحزب الثوري من
الممكن ان تتربى بها الجماهير فيما اذا تربت الحركة النقابية على الاصول الثورية
المشروعة التي يضعها الحزب لها .
في الحركة النقابية فانه يجد امامه فرصة وبالنسبة للعضو الحزبي العامل
.وهو بذلك لا متاحة بأوسع ما يمكن للاتصال بالقطاعات العريضة من الجماهير
بالافضلية ويجابه وبالتالي ينطلق عن حس يعمل وكأنه متحصن بحزبه ونقابته ،
فلأنه حزبي مناضل مطالب بان يتحرك ، الجماهير بلغة يابسة ،بل على العكس
بمنتهى المرونة والبساطة والنقاء الثوري لان مساهماته ومساهمات رفاقه هي التي
تحدد الى حد كبير مستقبل الحزب والثورة .وان اهداف الحزب هي رهن في
في نقابة معينة انما يتعامل فالعضو العامل تحقيقها بنوعية المساهمات المذكورة .
فهو لا يسمح لنفسه بأي حال من الاحوال باخلاص وتواضع مع النقابيين الآخرين .
فقط بالسلوك الثوري الحقيقي هذا السلوك ان يكون متعاليا .بل يسمح لنفسه
الذي يشد النقابيين اللاحزبيين للحزب تدريجيا من خلال اعضاء الحزب الملتزمين .
ان فهم ظروف العامل ومشاكله ورغباته هو من مهمات العضو الحزبي النقابي
في الميدان الفلاحي ان يدرس نفسية فان مهمات العضو الحزبي العامل وكذلك
الفلاح وتقاليده وطموحاته الفردية وما تلعبه الملكية الفردية في حياته من
تأثيرات ..الخ .بذلك فقط يكون العضو الحزبي متسلحا بالمعرفة ومستنبطـــا
الوسائل الصحيحة لتوثيق الصلة بالجماهير .فالعمل الجماهيري يتطلب بالاساس
اسة مستمرة لنفسية الجماهير ،ولاساليب العمل من جهة ثانية ·
در
ولا يمكن ان يكون الالتزام المبدئي مبررا لفقدان دور الحزب او العضو الحزبي
بمعنى انه ليس كافيا ان يكون العضو الحزبي مبدئيا ،انما يجب ان تكون وسائله
بمستوى الدفاع عن المبدأ الثوري .فهناك سياسة واقعية تستهدف بالنهاية حماية
دور الحزب ولذلك فان مسألة التكتيك والمرونة من المسائل التي يجب على العضو
الحزبي ان يدركها أتم الادراك .
و فهم مسألة التكتيك من قبل العضو الحزبي تتطلب دراسة معمقة لكل قضايا
التكتيك مع عدم فصلها عن المسائل الستراتيجية الهامة .ان قضايا التكتيك صغيرة
كانت او كبيرة تدلل على جانب حيوي جدا من العلم الثوري ،وكلما توصل العضو
فهم متطلبات المرحلة الحزبي الى استيعاب مسائل التكتيك كلما كان متمكنا من
التي تجتازها الثورة .وفي التاريخ امثلة كثيرة تؤكد انه لولا صحة التكتيك فان
احتمال الفشل وارد بصورة ملحوظة .ان لينين عندما قدم بواسطة قطار الماني الى
روسيا كان ينطلق من ضرورة اخضاع الوسيلة والاسلوب والعلاقة للهدف الاساسي .
وكذلك فان الحزب حينما اقدم على تفجير ثورة ۱۷تموز كان قد وعى الى اقصى
حد كيفية التكتيك للتخلص من النايف وزمرته في ٣٠تموز .وضمن هذا الافق
في فهم خطورة التكتيك فان العضو الحزبي سيكون متمكنا وبفعل دراسة مثمرة
.ان كيفية التعامل مع الخصوم والجماهير من استعمال التكتيك لصالح الثورة
او مع العناصر الوسطية تدخل ضمن المنظور الثوري العام للمرحلة .ان النضال من
في استعمال التكتيك فائقة اجل مجتمع وحدوي اشتراكي يستوجب مهارة
فالتقدم والتراجع والبناء والتحالف ..الخ كلها مسائل لا يمكن ان تجد حلولها
الصحيحة الا اذا كانت هناك قدرة تكتيكية بارعة ·
الحزب اقل من ان يتمكن على ان يكون كادر السلطة كما ان السلطة تحتاج الى
الخ .وليس من المعقول ان يحل الحزبي قابليات وظيفية رسمية واقتصادية
لانه يفشل في الذي ليست لديه خبرة في وظيفة تتطلب خبرة بهذا الخصوص
ذلك ويضر السلطة والحزب كما يضر نفسه ايضا
ان هناك عناصر غير حزبية وربما لا تمتلك ميلا سياسيا تقدميا ولكن لديها
خبرة وامكانية .وعلى هذا الاساس فان الحزب معني بالاستفادة من اولئك .ولا
يمكن تشجيع نفرة الاشخاص وحتى اذا كان هناك شخص رجعي مثلا ولكن مصلحة
الثورة تقتضي الاستفادة من خبرة محددة لديه في ميدان محدد فان العضو يجب
ان يستقبل تلك الاستفادة بتفهم لا بتهيج عصبي .
وهنا تبرز اهمية تعميم دراسة التكتيك .هذه الدراسة التي لا تحقق للثورة
للحزب فتوته وريادته .ومن البديهي وللجماهير اهدافها فحسب ،بل انها تحفظ
ان نجاح الثورة يتحدد اساسا بقوة تنظيم الحزب وقدرة هذا التنظيم على تجاوز
العقبات وحل التناقضات الذاتية والموضوعية
يكن مستعملا كافة الاساليب التي يجتاز الطريق بصورة صحيحة فيما اذا لم
تضمن وحدته التنظيمية اولا ووحدة تحركه العملي ضمن نقاوة المبدأ ثاني
واستقطاب الجماهير استقطابا موضوعيا ثالثا .
وفيما اذا لم يع العضو الحزبي ذلك وظل متشبثا بمسائل جامدة لا يتزحزح
عنها فانه بذلك لا يجهل ابسط المعلومات عن ديالكتيك الحزب والثورة والجماهير
فحسب بل انه يجهل ايضا قوانين الحياة .ان الف باء النضال تتمثل في تصدي
العضو الحزبي لدراسة كافة الظواهر دراسة علمية وفي التخطيط للمواقف وتعميق
وضمن ذلك فان التنظيم الحزبي الجيد ، الوحدة الجدلية بين الفكر والممارسة .
ورة وقدرته على ان يمد الثـ يبقى اكثر المعايير صدقا لقياس ثورية الحزب ،
١٦٠
التعبئة الجماهيرية ( ) ١
ان جميع الاحزاب الثورية في مسيرتها وفي كفاحها من اجل تحقيق مبادئها
واهدافها دائما تسعى الى تعبئة الجماهير حول الشعارات المرحلية التي تطرحها .
ولكل قسم من هذه الاقسام اساليب في العمل ومهام يجب ان نكون الفكرية .
.ولا مدركين لابعادها ولحقيقتها ولكيفية طرح الشعارات ولف الجماهير حولها
يمكن الحديث عن جميع هذه الاشكال من اشكال التعبئة دون وجود الحزب الثوري
لان الحزب الثوري يمتلك النظرية ويسترشد بالمبادىء التي تجعله يمتلك القدرة
·
على طرح الشعارات التي تنسجم وكل مرحلة من مراحل النضال
الحزب الثوري هو الذي يحدد الهدف الستراتيجي ويحدد الشعار التكتيكي ..
ويعرف في اي وقت يطرح هذا الشعار وفي اي وقت يسحبه ،في اي وقت
.ودون وجود النظرية الثورية يحدد هذه المهمة وفي اي وقت يستطيع انجازها
ودون وجود الخطة ودون وجود الستراتيجية البعيدة والاهداف والاساليب
وتشكل التعبئة والتكتيكات المرحلية لا يمكن للحزب الثوري أن ينجز مهامه
الفكرية اهم اشكال التعبئة التي ينبغي على الحزب الثوري ان يهتم بها باستمرار
لان الحزب الثوري في مرحلة النضال السري يواجه اشكالا من التحديات الفكرية
وفي مرحلة استلام السلطة ايضا يواجه مشاكل ويواجه مهمات جديدة
أن الاستعمار يركز على مهمة الغزو الفكري ولعل مراجعة كثير من دور الكتب
والنشر تجعلنا ندرك بان الاجهزة الاستعمارية تهتم اهتماما كبيرا بموضوع التعبئة
الفكرية المعاكسة
فلو رجعنا الى الصحف والنشرات والافلام والمجلات التي ·
تصدر عن المؤسسات المشبوهة التي تتعامل مع المخابرات الامريكية لوجدنا انها
• -السنة الثانية ،العدد الثاني ۱۹۷۰ ، « الثورة العربية )( ۱
حتى تعتبر انها ربحت معركة في مهاجمة الاستعمار الامريكي صوتها وان تعطل
من المعارك وكذلك بالنسبة لكافة اشكال الدعايات الثقافية على صعيد السينما وفي
التلفزيون والراديو وغيرها من اساليب الغزو الفكري التي تحاول ان تؤثر على
افكار الجماهير وتحاول ان تزعزع معتقداتها وتزرع اليأس في نفوسها .لذلك فان
الحزب الثوري يجب دائما ان يضع المؤسسات الثقافية بيد العناصر النظيفة بيد
العناصر الكفوءة بيد العناصر المخلصة لمسيرته والقادرة على ان تحقق اهدافه لانه
بدون وجود الكادر القادر على ان يعبىء الجماهير في مجرى نضالها الفكري لا يمكن
ان يعتبر ان الحزب قد احرز انتصارا حقيقيا •
ان التعبئة الفكرية هي من اشق المهام التي تواجه الحركات الثورية لانها
تتطلب باستمرار الاجابة على جميع التساؤلات وعلى كافة التحديات التي تواجهها
الحركة الثورية سواء على الصعيد الايديولوجي أو على الصعيد الستراتيجي وحتى
على صعيد الشعارات التاكتيكية لان الحزب الثوري تتجسد ثوريته من خلال
ودون
الشعارات والآراء الناضجة والتحليلات السديدة التي يقدمها للجماهير
وجود فكر واضح ونير ودون وجود اهداف معلومة للحزب الثوري ودون تثقيف
مستمر بها لا يمكن الحديث عن تعبئة فكرية مطلقا •
والدعوات التي تبنتها حركات لو راجعنا كثيرا من الكتب التي صدرت
للاحظنا بان هناك كثيرا من الاتجاهات الهادفة لتزييف النضال سياسية واحزاب
الحقيقي للجماهير .فنلاحظ بين آونة واخري ان هنالك من يدعو الى الاشتراكية
الرشيدة او الاشتراكية الاسلامية او الاشتراكية الافريقية التي يتبناها سنكور او
فطبعا هذه الظواهر بحاجة الى الاشتراكية الدستورية التي يتبناها بورقيبة .
البزاز حينما تبنى . تعرية مستمرة وكشف حقيقي لطبيعة هذه الشعارات
الاشتراكية الرشيدة لم يكن يقصد مطلقا ان يحاول تحطيم الرأسمالية وانما هي
ان هذه الشعارات كانت محاولة لاجهاض الهدف المرحلي ،وكذلك ايضا
يفضح حقيقتها حتى تتمكن الجماهير ان ترى الأمور على حقيقتها وان تقتنع بصحة
ما يطرحه الحزب وما يريد انجازه .وطبيعي ان نلاحظ ان التجربة الناصرية بالرغم
١٦٢
انها تتبنى شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية الا اننا نجد ان هنالك تباعدا
منطقنا ومنطقها بين اسلوبنا واسلوبها فالحركة الناصرية بالرغم من انها تتبنى
هذه الشعارات الا انها من حيث الجوهر حركة يمينية وان كانت تكتسب في
ظاهرها مظهرا يساريا فهي حركة يسارية المظهر يمينية الجوهر .فطبيعي ان
الحزب مطالب باستمرار بكشف الاخطاء المميتة والشعارات المضللة للجماهير ،الا
ان هذا لا يعني اننا يجب ان نفتح النار على الفئات الوطنية التي نختلف معها وان
تفتعل المعارك التي لا تستلزمها ظروف المرحلة بل ان نكتفي بان نواجه آراءها بنقد
واذا وقفت بعض الجماهير من تعرية الاخطاء الموجودة بها . صائب حتى تتمكن
القوى الوطنية المواقف السياسية الصائبة المنسجمة مع متطلبات المرحلة فان على
الحزب أن يشجعها على ذلك وان يطري موقفها امام الجماهير ،الا اننا في الوقت
الذي نحرص فيه على التنسيق مع هذه القوى الا انه يجب ان لا نسكت مطلقا عن
اخطائها سواء كانت النظرية او كانت السياسية او كانت التاكتيكية التي تواجهه
حركة الجماهير
هذا بالنسبة للتعبئة الفكرية اما بالنسبة للتعبئة السياسية فانها ترتبط
ارتباطا اساسيا بتحديد طبيعة المرحلة ومهمتها وتحديد الهدف الستراتيجي
وتحديد الشعار التكتيكي لانه بدون تحديد سليم لهذه القضايا لا يمكن الحديث عن
·
تعبئة سياسية بالمعنى العلمي والثوري
فالحزب الثوري يواجه مهمات كثيرة بعد انتقاله الى السلطة وهو لا يستطيع
ان يجابه مهمة تعبئة الجماهير لانجاز اصلاح زراعي جذري كما يجابه مهمة تحقيق
الاستقلال الاقتصادي ومهمة مواجهة الاحتكارات البترولية ومهمة العقلية العشائرية
في داخل المجتمع ،من والاتجاهات القبلية والاتجاهات الشوفينية التي تعيش
دون تعبئة سياسية تركز على الآراء الصائبة التي يتبناها الحزب
فعلى سبيل المثال يطرح الحزب بعد ۱۷تموز شعار تصفية شبكات التجسس ،
لفها حول الثورة وفي تعبئتها حول هذا تركه هذا الشعار لتعبئة الجماهير وفي
وقد كان ذلك دليلا على صوابه لان الشعار الصائب هو الشعار . الشعار نفسه
الذي يستطيع ان يكسب اوسع الجماهير الى الحزب الثوري وان يشدها حوله وان
يمتن روابطه معها .
بعض الشعارات حينما يتبناها الحزب الثوري يجد نفسه انه قد عبر بوضوح
فبعد نكبة الخامس من حزيران هنالك بعض عن اهداف الجماهير وتطلعاتها ،
الحركات السياسية وافقت على قرار مجلس الامن في حين ان حزبنا قد رفض
لمجابهة اخطار التحدي الكفاح المسلح هو هذا القرار واعلن بان الطريق الوحيد
ولقد رأينا كيف ان هذا الشعار قد استطاع ان يستقطب الامبريالي الصهيوني
١٦٣
اوسع الجماهير وان يعبئها وان ينمي من قدراتها وان يعزل كل الاتجاهات التي
يمكن ان توافق على هذا القرار .هذا الشعار -
شعار الكفاح المسلح ـ استقطب
جميع العناصر الثورية التي تملك الاستعداد الدائم للتضحية وللبذل والعطاء اما
الشعارات التي كانت تميل الى الموافقة على الحلول الاستسلامية فلم تستطع ان
تعبيء سوى القوى الرجعية والقوى العميلة للامبريالية .فالشعار الحقيقي هو
ومنظماتها السياسية والمهنية والنقابية فرزا حقيقيا ما بين الجماهير الذي يحقق
.كذلك فيما وما بين القوى الرجعية والقوى الامبريالية وما تمثله من مؤسسات
يتعلق بالشعار الذي طرحه الحزب حول الحل السلمي الديمقراطي للمسألة
هذا الشعار كسب اعدادا كبيرة من الجماهير واشعرها بأنه شعار يعتبر الكردية .
الشعارات المرحلية التي يجب تحقيقها وانجازها لان الجماهير في المنطقة من أهم
الكردية او الجماهير العربية لا تجد من مصلحة الثورة حروبا لا ناقة لها فيها ولا
جمل .اضافة الى ذلك ان الجماهير الكردية تعبت ايضا من ظروف القتال اللامجدية
لذلك فان شعار الحل السلمي استقطب كل القوى الخيرة كل القوى الداعية الى
احلال السلام .اضافة الى ذلك ان القوى المعادية لهذا الشعار ،القوى التي
تستفيد من الحرب تعمل دائما وباستمرار الى الحيلولة دون وضع هذا الشعار
موضع التنفيذ لان القوى المستفيدة من الحرب لا يمكن لها ان توافق على ان يحل
السلام في هذه المنطقة والقوى المستفيدة من الحرب سواء كانت قوى عشائرية او
عناصر الاقطاع التي تجد ان احلال السلام واحلال سلطة الدولة في تلك المنطقة
يعني القضاء على نفوذها والقضاء على مصالحها وتصفية وجودها في هذه المنطقة
فهي تحاول ان تضع العقبات في طريق الحلول السلمية .بعض العناصر المستفيدة
من الحرب لهم ولاء مزدوج للحركة المسلحة من جهة وللدولة من جهة اخرى وهذه
العناصر تستلم الاموال من الدولة اضافة الى وجود الخيوط التي تربطها مع
قطع الرواتب وانتهاء عملية الحركة المسلحة واحلال السلام يعني بالنسبة اليها
وابدا على ان تضع العقبات ولذلك فهي تحرص دائما استنزاف موارد الدولة .
في طريق تحقيق هذا الشعار وكذلك ايضا فان جميع العناصر التي تخشى ان
تدخل الثورة بعد حل المسألة الكردية في مرحلة التطبيق الاشتراكي يعتبرون احلال
السلام امرا يتعارض وما تهدف اليه مصالحهم ويعتبرون استمرار القتال وسيلة
من الوسائل التي تستنزف امكانية الحكم وتتعب الثورة وتجعلها غير قادرة على
تحقیق مهمات البناء التي يحتاجها شعبنا وبلدنا
طریق مجالس الادارات او عن طريق العمل داخل المؤسسات الثقافية او المؤسسات المهنية
والمؤسسات الشعبية وغيرها من الوسائل التي تشكل جسورا بين الحزب وبين الجماهير
فالحزب . والثقافية ترتبط بدورها بالتعبئة المهنية ان التعبئة السياسية
الثوري يجب دائما ان يحول عمل الجماهير الى عمل منظم لان التنظيم في حياة
١٦٤
الجماهير يعتبر كل شيء والجماهير بدون التنظيم تعتبر لا شيء ومعنى انها لا شيء
يعني ان نضالها يبقى نضالا عفويا ونضالا غير هادف .ولكي يكون نضال الجماهير
نضالا منظما وهادفا يجب ان توجد المؤسسات التي تستطيع الجماهير من خلالها ان
تعبر عن مصالحها وعن مطامحها وعن اهدافها .من هذه المؤسسات هنالك
الاتحادات المهنية سواء كانت اتحادات العمال او اتحادات الفلاحين واتحادات الطلبة
او اتحادات الشبيبة او اتحاد النساء وما الى ذلك ..ولكل من هذه المؤسسات دور
في تعبئة الجماهير .الا ان اساليب التعبئة في مجال العمل المهني تحتاج الى
مرونة والى وعي يكون الحزب الثوري مرشدا وواعيا وموجها لا مسيطرا لان
السيطرة وجعل المؤسسات والمنظمات ذيلا سواء للحزب او للسلطة من شأنها ان
تعطل دورها وان تجهض امكانياتها وان تشل طاقاتها وتقمع مبادراتها الثورية
الحزب الثوري يجب دائما ان يطرح الشعار الصائب ودائما يجب ان يعتمد
الاسلوب الصائب ويجب في الوقت نفسه ان لا يستعجل الامور بتهور لان الحزب
الثوري يجب ان يعرف انه يجب ان يعالج الامور من زاوية النظر الى تحقيق المهام
البعيدة ولذلك يجب ان لا يندفع الحزب الثوري وراء حركة الجماهير العفوية وان
فعلى سبيل المثال نأخذ الاتحاد يكون مرشدا لها وان يكون موجها لا مسيطرا .
العام لنقابات العمال ،لا شك ان الطبقة العاملة عانت من الاضطهاد وعانت
فان هذه الطبق لذلك الجوع وعانت من الحرمان وعانت من الفقر والبؤس .
قد تكون مندفعة ومتسرعة في تحقيق فانها الاجتماعية اذا لم يقدها حزب ثوري
حساب نجاح المرحلة وحساب تحقيق وانجاز بعض المكاسب اليومية والآنية على
فالحزب الثوري لا يجوز ان يركض امام الجماهير بدون وعي وبدون الهدف الابعد .
تخطيط بل يجب انيكون قائدا لها فلا يبتعد عنها ويبقى ملازما ومرشدا وموجها لها .
والارشاد في هذا المجال يعني ان يخلق لديها حس التمييز والتوفيق بين المطالب
الآنية والاهداف البعيدة ·
ان الحزب الثوري يجب دائما ان يستشعر حاجات الجماهير وان يعرف
بالضبط ماذا تهدف اليه ولكن دور الحزب الثوري يجب ان يكون صمام الامان يجب
أن لا يجعل الجماهير تندفع بمعزل عن القوى الحقيقية وبمعزل عن الامكانيات
فان الحزب يجب ان يفتش عن وسائل اخرى لارشاد المتوفرة بالاضافة الى ذلك
يبني حركة ثورية وان يبني نظاما سليما وقادرا على الاستمــــــرار لانه قد عود
الجماهير على العلاقة النفعية فما عادت تحركها الا المصالح الآنية والمصالح الذاتية .
ان الجماهير تطالب الحكم الثوري بكثير من المستشفيات والمدارس وبأن يتخذ
لتأمين مستلزمات حياتها ، التدابير اللازمة لتخفيض ولتوفير السكن بأجر زهيد
فطبيعي ان يولي الحزب هذه المطالب اهتماما خاصا كجزء من استراتيجية الثورة
وضمن الحدود التي تجعل الثورة تسير بطريق سليم وتجعل الجماهير مرتبطة بها
١٦٥
وهنا يأتي دور الحزب داخل المؤسسات المهنية والنقابية ارتباطا واعيا ومسؤولا .
في التوضيح والتوعية وشرح سياسته التي ينتهجها في ظروف من هذا النوع .
ان يجرد حملة واسعة لمكافحة كل ما يعيق عملية التوعية للجماهير سواء بفتح
مدارس لمكافحة الأمية او عن طريق الندوات الشعبية والمواجهة المستمرة المفتوحة
ان تحل محل المؤسسة النقابية والا فاننا سوف نجد انفسنا قد ابتعدنا او عزلنا
انفسنا
عن أوساط واسعة من الجماهير كانت مستعدة لدعمنا ·
في معمل من يستطيعون نتيجة لقلة عددهم قد لا ان الرفاق الحزبيين
المعامل او لسبب قلة وعيهم غير قادرين على ان يكسبوا غالبية جماهير العمال الى
ففي هذه الحالة يجب ان نفتش عن طريقة اخرى يجب دائما ان نفتش جانبهم
داخل المؤسسة العمالية عن العنصر الذي تثق الجماهير به وعن العناصر التي
تستطيع التأثير في الجو العمالي حتى نستقطبها الى جانبنا ونمارس دور الموجه لها .
ومحاولة تزييف ارادة العمال وارادة اما محاولة احلال الحزبيين دوما
الجماهير بأي شكل كان فهي عملية تعطل الثورة وتعطل كثيرا من الطاقات التي
امكانياتها وتعزيز نهجها وضمان ينبغي ان توضع في خدمة الثورة لتطوي
استمرارها
فقد يفتقر حزبنا في بعض الاماكن الــــــى كذلك الامر في صفوف الفلاحين
فهل يعني ان الحزب يجب ان يعطل الجمعيات الفلاحية بانتظار الكادر الفلاحي
ميلاد هذا الكادر الحزبي او انه يجب ان يبرز العناصر التي تحظى بثقة الفلاحين
واحترامهم وان يمارس توعية مستمرة في الزيف حتى يمكن ايضا ان يستقطب من
في مهمته هذه الخامات الجديدة عناصر يمكن لها أن تستمر وان تساعد الحزب
وفي مسيرته ..
الشباب العنصر الخام الذي ينبغي علـــى كذلك ايضا بالنسبة للشباب
الحزب الثوري ان يوليه عناية خاصة وكبيرة لان هذه الطاقات الجديدة الطاقات
الواعية التي تتوفر فيها الامكانيات الكبيرة للنمو ولطرح الآراء الناضجة فهي بحكم
حداثة عهدها وتفتحها وقدرتها على ان تتفهم حاجات الناس اكثر من العناصر التي
فان الاهتمام بهذا العنصر يشكل احدى المهام التي تواجه لذلك اتعبها النضال .
الثورة وتواجه الحزب اذ بدون تعبئة هذا القطاع لا يمكن ايضا للحزب الثوري ان
يضمن ديمومته واستمرار كسبه للجماهير وان يزج بطاقات جديدة في خضم العمل
النضالي .وكذلك ايضا بالنسبة للنقابات المهنية الاخرى سواء كانت نقابات الاطباء
او الصيادلة او المهندسين ،فان الحزب بالرغم من انه يعتبر هذه القطاعات قطاعات
من البورجوازية الصغيرة الا ان المرحلة تؤكد على ضرورة ربط نضالها ايضا بنضال
الجماهير الكادحة لان اي عزل لنضال هذه الفئات قد يخلق فرصا ومجالات كثيرة
للردة ويؤدي بالتالي الى خسارة جهود ومساهمة تلك القطاعات ويعطل دورها وهي
والحزب الثوري بقدر ما يزرع من القطاعات المتنورة والواعية في هذا المجتمع .
١٦٦
ثقافة ثورية وفكر ثوري في هذه الفئات يستطيع ان يشد نضالها وان يعبىء قواها
فهو اذن مطالب باستمرار بأن يولي هذه القطاعات عناية خاصة وان الى جانبه
يتفهم حاجاتها ومشاكلها وان لا يجعل حدود نضالها ضمن مصالحها الضيقة بل ان
يفهمها بان نضالها واستمرارها مرتبط ارتباطا أساسيا بنضال الطبقة الكادحة وان
عزل نضالها عن نضال الطبقة الكادحة يفتح الثغرات والفجوات التي تتسلل منها
في صفوف النساء فالمرأة تشكل نصف المجتمع وعلى الحزب ان يولي هذه الطاقة
شبه المعطلة عناية خاصة وان يعمل على تعبئة هذا القطاع وان يعمل باستمرار على
الثقافة النيرة والثقافة الثورية في صفوف هذا القطاع وان لا يعزل نضال
ان يزرع
وفي ة ر و ث ال ة ي ا في حم ا ر ي ب ك و ا ي س ا س ا ا ر دو ب ع ة أ ن
لا المر تل ر ي ه ا م ج ل ا ل ا ض ن المرأة عن
انجاز الانتصار الذي يهدف الحزب الى تحقيقه .ولا يمكن الحديث عن تعبئة
نضاله بنضال القطاعات العمالية والفلاحية حقيقية دون تعبئة هذا القطاع وربط
والمهنية الاخرى .لانه لا يجوز ان نعزل نضال نصف المجتمع عن النصف الآخر ،
.
فالنضال كل مترابط ويكمل بعضه الاخر
فالحديث عن التعبئة المهنية والتعبئة الوطنية والقومية يقودنا الى الغاية
الاساسية من التعبئة وهي مدى قدرة الحزب على ان يكون الرائد والموجه لجميع
اننا نلاحظ في المرحلة الحالية ان العراق يجابه اخطارا كبيرة وتنتظره مهمات
كثيرة ،فعلى صعيد التحدي الكبير يواجه الحزب والثورة تحديات الخطر الامبريالي
الصهيوني .لذلك فان التعبئة الوطنية يجب ان تحتل المكان الاول في المهام التي
تنتظر الثورة ودون وجود تعبئة وطنية ودون وجود ترصين للجبهة الداخلية ودون
وجود تكاتف نضالي بين كافة القوى التي لها مصلحة في انجاز مهام الثورة وفي
تحقيق انتصارها التام لا يمكن ان ندعي باننا لم نبق ثغرات ينفذ منها الخصوم
فايران تواجهنا بتحد جديد وتحاول ان تنفذ الدور المرسوم وينفذ منها الاعداء .
وكذلك هنالك الرجعية في بجر الثورة الى اكثر من معركة حتى تضعفها لها
السعودية وفي الكويت وهي تعمل بشكل مستمر ايضا لاسقاط الثورة وتغذية كافة
العناصر المعادية للثورة بالاضافة الى الحكم الاردني الخائن والحكم السوري الذي
يشكل التحدي الكبير بالنسبة للحزب لانه يرفع شعارات الحزب من جهة ومن جهة
في العراق معركة حياة ثانية يزيف هذه الشعارات ويعتبر ان معركته مع الحزب
ب .والحزب
نب جا
ان او موت .وهكذا فنحن نلاحظ بأننا محاطون بأعداء كثيرين من كل ج
الثوري الحقيقي هو الذي يحدد المهمات ويقيم التحالفات على ضوء الحاجات التي
تطرحها المرحلة
١٦٧
ماذا يريد الحزب في هذه المرحلة ؟ ان الحزب يهدف الى اقامة نظـــــــام
ديمقراطي ثوري وحدوي لان النظام الديمقراطي الثوري الوحدوي هو النظام الذي
هذه السمة الاساسية لنضالنا الحالي تحدد القوى التي يمكن ان تكون مؤهلة
للتعاون مع الحزب في هذه المرحلة .وافضل شكل من اشكال التعبئة الوطنية هي
ان الظروف مهيأة لقيام الجبهة ولكن رغم ذلك فان . لا شك العمل الجبهوي
الوصول الى الجبهة عملية لا تخلو من مصاعب قسم منها يتعلق بمخلفات الماضي
يضاف الى ذلك والصراعات السلبية التي عاشها الحزب مع بقية القوى الاخرى .
فحزبنا في هذه المرحلة . للاخطار المصيرية التي تواجه البلد عدم التقدير السليم
مطالب ان يكون في اعلى حالات اليقظة والحذر تجاه المخططات الاستعمارية الهادفة
الى تكريس النكسة والى تعطيل الحركة التقدمية ومطالب ان يحشد كل الطاقات
ونحن حين نتحدث عن الخيرة وكل الكفاءات النضالية وان يشركها في المعركة .
صيغة « لبرالية » للعمل الجبهوي عن العمل الجبهوي لا يعني ذلك اننا نفتش
فنحن لا نريد ان تكون الجبهة عبارة عن تجمع لفئات ليس لها هدف نضالي موحد
فالحزب يجب يتجاوز حدود تقاسم الوزارات ولا يلعب فيها الحزب دورا قياديا ،
ان يكون قائد كل عمل ثوري وان يكون رائدا ولكن هذا لا يعني ان الحزب يجب ان
يفرض قيادته على الناس ،الحزب الثوري يجب ان يثبت بالدليل العقلي ومن
خلال امكانياته وقدرته على تعبئة الجماهير ومن خلال الآراء الناضجة والحلول
السليمة والمواقف الصائبة ،انه هو جدير بالقيادة
لان الحزب الثوري الذي لا يستطيع ان يطرح شعارا صائبا ولا يستطيع ان
يضع برنامجا صحيحا ولا يستطيع ان يحلل مرحلة ولا يستطيع ان يكسب الشارع
فاذن الحزب الثوري في الوقت الذي يحرص الى جانبه لا يستطيع ان يكون قائدا .
على ان يحتل دائما دور الريادة والقيادة يجب دائما ان تتوفر فيه الصفات اللازمة
للقيادة .ولا يجوز الحديث عن مهمات من هذا النوع بدون ان نكون قادرين بأن
فقيادتنا للحركات الاخرى ترتبط ارتباطا شديدا بنضوج نحقق ما نطمح اليه
وبالشعارات السليمة التي نقدمها البرامج التي نطرحها وبالمنجزات التي نحققها
للجماهير وبالخطط المرحلية التي نجابهها وبالصلابة النضالية التي يمكن ان تشدنا
الى الجماهير تكسبنا عطف واحترام القوى السياسية والوطنية الاخرى ذاتها
وان التعبئة الوطنية تتطلب من الحزب ان يفتش عن الجسور التي يمكن ان تخلق
له روابط مع الفئات الوطنية الاخرى وان يفتش عن الصيغ التي تمتن علاقته وتزيد
روابطه وتزيل الحساسيات القديمة بينه وبين القوى التقدمية الاخرى .لان ترصين
الجبهة الداخلية لا تنحصر مهمتها في المحافظة على الاوضاع القطرية فحسب وانما
تتعلق بالدرجة الاولى بانجاز المهام القومية التي تواجه الحزب لان حزبنا حزب
قومي تقدمي .وكون الحزب قوميا فينبغي ان يعالج المسائل لا من زاوية المصالح
١٦٨
القطرية وانما من زاوية المصالح القومية وفي مرحلة مصيرية كهذه يجب ان يعتبر
في الوطن العربي يستلزم في من ارض الوطن العربي .ثم ان وجود الحزب
اللازه الوقت نفسه ان يراعي في عمله وفي سياسته وفي اجراءاته الشروط
فالحزب مطالب من اجل في المناطق الاخرى في الوطن العربي . لانتصار الحزب
ان ينمي قدراته في الاقطار العربية الاخرى ان لا يقطع روابطه مع القوى التقدمية
الاخرى والعناصر الوطنية لان قسما من القوى الوطنية ذات طابع قومي وقسم
فبالنسبة للقوى القومية يجب ان يأخذ الحزب بعين الاعتبار منها ذات طابع اممي .
قد يؤدي الى خلق معركة للحزب في الاقطار الاخرى ان الدخول في معركة معها
فان الصراع كذلك بالنسبة لصراع الحزب مع القوى التقدمية ذات الطابع الاممي
معها في الداخل قد تكون لها نتائج سلبية ايضا في الخارج وخاصة بالنسبة للحركة
الثورية في العالم .
فالحزب مطالب اذن بان يخلق المناخ اللازم لنموه وتهيئة افضل الظروف
اللازمة لتحقيق انتصاره ،لذلك تشكل مسألة التعبئة في المرحلة الراهنة اهــــم
المسائل التي تواجه الحزب ولا يمكن الحديث عن انجاز مهمات ثورية بدون وجود
تعبئة ثورية .والتعبئة الثورية يجب ان يحشد لها الحزب جميع الكوادر وجميع
الحزبيين وجميع العناصر المناضلة والشريفة في هذا القطر لانه لا يمكن مواجهة
ويجب ان لا نستهين خطر استعماري صهيوني بدون تحشيد افضل الكفاءات
من ة ك حر ة ي ا ة ه ج ا و م ي ف بقوى الردة والقوى المعادية بحيث نعتمد اساليب متعددة
تحركاتها وان نكبح جماحها وان نحول دون تحقيق انتصارها وان نضع المصلحة
يجسد في سلوكه فوق اي اعتبار اخر لان الحزب الثوري اذا لم الوطنية العليا
والقضاء على وفي سياسته وفي عمله المطامح الوطنية يعني انه قد خان الامانة
قوى الردة وقوى العمالة يعني القضاء على كل مظاهر نشاطها ودعاياتها وأساليبها .
فالانجازات هي التي تخلق . عن الانجازات التي يحققها الحزب الثوري في الحكم
مناخا لنمو الحزب وهي التي تلهب حماسة الجماهير وتدفعها بالثقة والاعتزاز
بالحزب لان الشعارات اذا ما ترجمت الى اعمال اصبحت مرکز استقطاب وجذب
سيما اذا جاءت في الوقت المناسب كالاعتراف بالمانيا الديمقراطية ووضع الجيش
يشخص هو الذي فالحزب الثوري تحت تصرف المنظمات الفدائية .. العراقي
المهمات وهو الذي يستشعر حاجة الجماهير وهو الذي يتفاعل معها في اجراءاته
الاحزاب التي تدعي الاشتراكية ،مثلا حزب العمال البريطاني ،لا يختلف ايضا
في سياسته وفي اعماله عن حزب المحافظين فمعنى ذلك ان هذا الحزب لم يكن
١٦٩
يسعى من اجل ان يحقق المبادىء التي تهدف الاشتراكية الى تحقيقها .فالاصلاحية
وان نشخص باستمرار انحراف ،يجب دائما ان نمارس تعرية ضد اتجاهاتها ،
الذي يجسد طموح الجماهير ودون هذا لا يمكن ان الحزب الثوري هو
الحديث عن وجود حزب ثوري .الحزب الثوري هو الذي ينقل النظريات الى
ميدان التطبيق العملي ويحقق الترابط ما بين الفكر والممارسة .لانه بدون الربط
الحي بين الفكر والممارسة يتحول الحزب الثوري الى مجموعة من المثقفين الاكادميين
الذين يحلو لهم الحديث عن المبادىء الثورية دون ان يجسدوا في اعمالهم وفي
تصرفاتهم السلوك الثوري
فالتعبئة هي المهمة الشاقة التي تواجه الحزب قبل الانتصار وبعد الانتصار
واذا كان الحزب الثوري مطالب بأن يعبىء اوسع الجماهير قبل الانتصار فمهمة
تعبئتها بعد الانتصار تصبح من المهام الاساسية لان الحزب سوف يواجه بشكل
مباشر مهام التغيير سواء بتحقيق اصلاح زراعي جذري او بتصفية بقايا العلاقات
.
الاقطاعية وازاحة الطبقات المستغلة ورفع راية النظام الاشتراكي عاليا
فطبيعي أن مهمة من هذا النوع مهمة شاقة وتحتاج الى عمل يومي ودؤوب
وصبور وتحتاج الى جهد كبير والى وعي مستمر وتحتاج ايضا الى خلق ثــــوري
حقيقي لان بناء الاشتراكية يحتاج الى ايمان يفوق حد التصور .ولا يمكن الحديث
عن بناء الاشتراكية في الوقت الذي لا يتجسد في الكوادر ،في سلوكها وفي
تصرفاتها ،الاتجاه الاشتراكي عمليا لان الممارسة العملية والتطبيق العملي هما
. لسياسة الحزب في تطبيق اهدافه المعيار الحقيقي عند المواطنين
ولا يمكن الحديث عن تحقيق انتصار حقيقي دون ان تجد الجماهير ان ادوات
الثورة اي اعضاء الحزب يعبرون بحق في خلقهم وفي تصرفاتهم وفي تعاملهم مع
لنفسية الجماهير عميق فهم وعن المواطنين عن المبادىء التي يطرحها الحزب
والحزب الثوري الذي لا يستطيع ان يحقق هذه المهام لا يستطيع ان يحقق التعبئة
الحقيقية لان التعبئة هي علم وفن يجب ان يتقنها كل قائد ثوري وكل كادر ثوري
سواء في مراحل النضال السلبي او في مراحل الانتصار .وهذا الفن وهذا العلم
نفسية الجماهير وعلى يعتمد بالدرجة الاولى على تشخيص المراحل وعلى تحليل
معرفة عاداتها وطباعها وعلى معرفة مشاكلها وحاجاتها سواء كانت الفكرية او النضالية
او السياسية .والجماهير لا تقتنع الا من خلال الأشخاص الذين يستطيعون
فالتعبئة ترتبط بسلوك الحزبيين وبقدرتهم على ان .ولذلك الاستحواذ على ثقتها
المراحل التي يقطعها الحزب للوصول الى الهدف الاستراتيجي .والشعار التكتيكي
۱۷۰
هو الذي يجنب الحزب حرق المراحل ويجنبه الطفرات التي قد تؤدي الى خسائر
الوقت أعلن انه يبارك وجود الاتحاد الاشتراكي وحاول ان يعطي ردة تشرين مظهرا
تقدميا .ان هذا الموقف التكتيكي الذي كان يهدف الحزب الشيوعي من ورائه الى
في داخله نصر موقت ادى الى هزيمة استراتيجية ادت الى حصول انشطارات
فالشعار التكتيكي يجب ان يكون دائما تبلورت بعده حزيران بشكل واضح .
شعارا صائبا لا يبتعد عن نفسية مناضلي الحزب من جهة ولا يبتعد عن نفسية
الجماهير ويقدر الامكانيات الموضوعية ويقدر الظروف المحيطة • والقيادة الثورية
هي القيادة التي تنظر ببعد نظر ولا تجعل نفسها كخيول العربات التي لا تنظر الا
فقط الى الامام بل تنظر دائما الى مختلف الجوانب وتراجع مواقفها دائما
فاذن القيادة التي تنظر الى الامور ببعد نظر يجب دائما ،حتى اذا كانت
هنالك في بعض الحالات تنازلات ولكن من شأنها ان تؤدي الى تحقيق هدف
ستراتيجي ،ان تعتمدها .
لينين ذخل روسيا بقطار الماني وتفاوض مع الالمان وحقق انتصار الثورة
في العالم .طبعا الاشتراكية في روسيا التي تعتبر اول ثورة فريدة من نوعها
التنازل الثوري ما كان على حساب ضياع الهدف الستراتيجي بل كان من اجل
تحقيق هدف ستراتيجي ثوري ومن اجل ان يعطي الفرص الحقيقية للحزب لانجاز
کامل اهدافه ومهمته .
لكن الحزب الثوري يجب ان لا يغامر ويجب ان لا يبتعد مطلقا عن الجماهير
نمسألة التعبئة يجب ان ننظر اليها وباستمرار على انها اولى المهام التي يجب ان
نواجهها .ان الندوات المفتوحة تعتبر وسيلة من وسائل التعبئة الجماهيرية تشعر
بان الحزب مستعد بان يتفاعل وبان يجيب على كامل تساؤلاتها وان يفهم آراءها
وانه يقدر هذه الصلة الحية هذه الرابطة الروحية التي تربط الجماهير بالحزب وانه
بحترم مشاعر الناس ويقيم العلاقة معهم على اساس المصارحة والصدق والتزام
في بعض الحالات تلجأ بعض الحركات السياسية الى الكذب كوسيلة الحقيقة .
لتحقيق انجازها الا ان هذه الحركات والقوى لا بد ان تكون قوى سيئة فهي بحاجة
الى الكذب من اجل ان تغطي حقيقتها امام الجماهير .وهي لا بد ان تنكشف وتتعرى
امام الجماهير
فالحزب الثوري مطالب دائما بان يعتمد الحقائق وان يكون واضحا في
اهدافه وفي سياسته كما هو واضح في مبادئه وان يكون اعضاؤه واعين لسياسة
قادرين على ان يثقفوا الجماهير بالشعارات التي يطرحها الحزب الحزب المرحلية
وان يتفاعلوا مع نفسية الجماهير
وحيثما يتحول الحزب الثوري الى مؤسسة قمة عند ذلك لا يختلف عن اي
جهاز بيروقراطي ينظر الى الجماهير من فوق ويعتبرها عبارة عن قطيع يجب ان
۱۷۱
تصفق وان تمشي على هامش الاحداث دائما دون ان يكون لها دورا اساسيا
وان بناء مصيرها وتحقيق مستقبلها ودون الاعتراف بان الجماهير هي الاساس
• والخالقة لمستقبلها والبانية لتاريخها الصانعة لقدرها عصرنا هو عصر الجماهير
ولا يمكن تحقيق تعبئة بدون الايمان بالجماهير التي نعمل على تعبئتها .فالتعبئة
تفترض أولا وقبل كل شيء ان نؤمن فعلا بالجماهير ودورها وبقدرتها على تحقيق
الانتصار
۱۷۲
)(1
التنظيم الشعبي والكفاح المسلح
شعبي مسلح هو احدى المسلح وكان قرار القيادة القومية للحزب بانشاء تنظيم
الصيغ الجدية والهامة لتنفيذ هذه الاستراتيجية وهو الى جانب ذلك يحقق غايات
حزبنا ككل حزب ثوري يتصدى الى مهمة التغيير الجذري لقلب اوضاع
يفترض فيه ان يكون حزبا طلائعيا وبنفس الوقت ان المجتمع وبناء مجتمع جديد
يكون الحزب الطلائعي الملتحم بالجماهير لتحقيق اهدافها الثورية .ولتحقيق هذه
الغاية يلجأ الى صيغ العمل الجبهوي حتى يتمكن من ايجاد الصيغ العملية القيادة
الجماهير .ومن هذا المنطلق نجد أن عملنا الشعبي في جبهة التحرير العربية هو
احدى صيغ العمل الجبهوي للحزب ومن هنا نجد الفرق بين ان نعمل من اجل
فالحزبي في اي تنظيم جبهوي في عمل جبهوي . الكسب الحزبي ومن ان نعمل
يقوم بمهمة حزبية في هذا التنظيم يكون اذا ما قام بهذه المهمة على اكمل وجه
يعمل بشكل دؤوب ودائم ويتمتع بالصفات في هذا التنظيم عنصرا نموذجيا
النموذجية لعنصر التنظيم الشعبي التي تجعل منه القدوة الحسنة والنموذجية
-السنة الثانية ،العدد الثاني ۱۹۷۰ ، الثورة العربية () 1
۱۷۳
لبقية عناصر التنظيم الجبهوي .من هذا الفهم يكون البعثي في سلوكه ونشاطه في
التنظيم الجبهوي العنصر القيادي وبالتالي يشكل الحزب بواسطة اعضائه المؤهلين
العمود الفقري والعصب المحرك الحزبية داخل التنظيم والكفؤين لتحقيق مهامهم
فبالقدر الذي ينجح فيه الحزبيون بالقيام بالمهام التي يوكلهم والموجه لهذا التنظيم
بنفس القدر ينجح الحزب في قيادة هذا التنظيم الحزب القيام بها داخل التنظيم
. وتوجيهه الوجهة التي يشاء
هو نجاحه الحزب والتزامه بتعليمات البعثي وكفاءة ونضوج ودليل نجاح
في مهمته داخل التنظيم الشعبي المسلح وهو مقدمة ايضا لجعله قائدا شعبيا في
نطاقه الشعبي عن جدارة ·
قد بنى في الحزب يعني ان الحزب ويجب الملاحظة بان العمل الجبهوي
شعارا معينا لمرحلة معينة وشعار حزبنا في هذه المرحلة هو الكفاح الشعبي المسلح
من اجل تحرير الوطن السليب وتحت هذا الشعار قد يدخل عناصر من المواطنين
وخلال بناء التنظيم الشعبي وخلال النشاط داخل هذا التنظيم يجب ان
يتقيد البعثي باستراتيجية الحزب المرحلية وعدم التعرض الى نواح اخرى
فالتنظيم الشعبي المسلح بهذا المعنى سيكون اوسع تنظيما من الجهاز الحزبي لانه
يقوم على شعار يتفق عليه ويلتزم به تعدد اكثر اتساعا من العناصر الحزبية
وان التقيد باستراتيجية الحزب في الكفاح المسلح وعدم اظهار الهوية الحزبية
داخل التنظيم الشعبي المسلح هو احدى المهام الرئيسية التي ينجح بها البعثي
وان التنظيم الشعبي المسلح كاي في القيام بمهمته في التنظيم الشعبي المسلح .
تنظيم جبهوي يخلق مناخا للنشاط الحزبي ولكن دون الخلط بين العمل الحزبي
فمن خلال التنظيم الشعبي المسلح لا يجوز للحزبي ان يظهر الا والعمل الجبهوي .
بمظهر واحد هو ان يكون العنصر النموذجي لعنصر التنظيم الشعبي المسلح في اي
صعيد كان سواء في القيادة ام في القاعدة ولكن في الاحتكاك بين الحزبي وعنصر
التنظيم الشعبي يتمكن الحزبي من دراسة هذا العنصر وتقدير فيما اذا كان يتمتع
بالصفات الاولية التي تؤهله لان يكون بعثيا وفي طليعتها القيادة الشعبية في وسطه
والاخلاق العربية الاصيلة والتي تجعل منه انسانا يكون في سلوكه الشعبي ،
مصدر دعاية للحزب تجعل من اخلاقه مشجعا للحوار مع الآخرين لقبول عقيدة
الحزب وافكاره ثم الايمان الراسخ بالعروبة ووحدة الامة العربية وبناء المجتمع
العربي الاشتراكي الموحد .بعد ان يصل الحزبي مع عنصر التنظيم الشعبي لهذا
التصور دون الاشارة الى ان ذلك يمثل حزبا معينا وبعد الاطمئنان الى انه اصبح
مؤهلا فعلا للمفاتحة في قبول التنظيم يعرض عليه الالتزام ولكن خارج اطار التنظيم
١٧٤
الحزبي وعلى ان يكون ذلك نشاطا مستقلا عن النشاط الحزبي وبهذا الاسلوب يمكن
يكون الكسب للحزب وبهذا الاسلوب نستطيع الاستفادة من هذا الجو الجديد
ان
لرفد دم جديد لحزبنا دم من الشباب يحتاج اليه كل حزب ثوري ليطور نفسه
في ذاته التصور الصحيح وليكون قائدا فعليا ودائما للجماهير العربية وليحقق
.وحزبنا احوج ما هو للحزب الطلائعي القائد للجماهير والملتحم بهذه الجماهير
عليه الان ان يحقق هذه الصيغة في تصديه للكفاح المسلح لتحرير ارضنا العربية
من الاستعمار الصهيوني ،هذا ملخص مكثف لتصور العمل الجبهوي كما اقره
مؤتمرنا القومي التاسع والعاشر ·
قلنا فيما سبق ان مقررات المؤتمر القومي التاسع كان ابرزها واهمها تحقيق
شعار الكفاح الشعبي المسلح من اجل التحرير وان مقررات الحزب تعتبر الافق
القومي هو الاسلوب الوحيد للتحرير وبذلك نجد أن جبهة التحرير العربية هي
جبهة عربية قومية وليست مختصة بقطر معين • وافق عملها قومي وليس قطريا
وان النضال القومي من اجل تحرير فلسطين هو نضال ايضا من اجل الوحدة ،
فلسطين يصنعون بنفس الوقت الوحدة لتحرير فالعرب عندما يتجهون بنضالهم
العربية ،ويخلقون بنفس الوقت القاعدة الصلبة التي ستبنى على اساسها الوحدة
·
العربية والتي ستحقق بنضالها المجتمع العربي الاشتراكي الموحد
اذن التنظيم الشعبي المسلح يجب ان يغطي الارض العربية كافة لينسجم مع
فيما يلي الهيكل التنظيمي مقررات الحزب وقرارات القيادة القومية وسنبحث
.
للتنظيم الشعبي المسلح
ما هو الهيكل التنظيمي المقترح للتنظيم الشعبي المسلح ؟
القمة الى
الشعبي المسلح من في توضيح الهيكل التنظيمي للتنظيم لنبدأ
القاعدة :
يؤلفون لجنة منطقة -عندما يكون في منطقة العمل اكثر من قائد تنظيم
العمل .ويكون لهذه اللجنة امين للسر مختار من بين قادة التنظيم ويكون صلة
.
الوصل مع قائد التنظيم القطري او امين لجنة التنظيم القطري
ه ـ -كل قائد تنظيم يتبع له مجموعات مسلحة يكون بينهم مسؤول المجموعة
يتبع مسؤول المجموعة الى قائد التنظيم الشعبي في المنطقة المسؤول ونائب
۱۷۰
ويتبع لقائد التنظيم الشعبي في المنطقة عدة مجموعات بهذه الصورة ويتم التشكيل
الهيكلي للتنظيم الشعبي المسلح من القمة الى القاعدة •
ثالثا -علاقة الحزب بالجبهة على صعيد التنظيم الشعبي المسلح :
وأما التنسيق في المستويات الادنى فيتم حسب تقدير الهيئة الفرعية وحسب
ظروف المنطقة ومع الحرص على مراعاة المبادىء السابقة في المحافظة على عدم
الخلط بين العمل الجبهوي والعمل الحزبي .
هذه الصيغة لعلاقة الحزب بالجبهة على صعيد العمل الشعبي المسلح
ان المجموعات التي يتم الاعتماد عليها في عملية بناء التنظيم الشعبي المسلح هم :
وفي اعتمادنا الحزبيون واصدقاء الحزب ،عناصر الجبهة واصدقاء الجبهة .
على هؤلاء العناصر تتبع الخطوات التالية في عملية بناء التنظيم الشعبي المسلح :
الخطوة الاولى :مسح منطقة العمل الشعبي .وتقوم الهيئة المؤلفة من قيادة
الحزب مع قائد التنظيم الشعبي او امين لجنة التنظيم الشعبي بمسح منطقة العمل
لتحديد اماكن النشاط الشعبي وتحديد العناصر التي ستتولى هذه المهمة مع وضع
درجة ايمانها الواعي باهداف جبهة التحرير العربية وتؤلف من هذه العناصر دورات
١٧٦
تدريب شعبي
الخطوة الرابعة :اقامة الدورات :في عملية اقامة الدورات للتدريب الشعبي
نراعي ظروف المواطنين بحيث من يتمكن منهم من التفرغ من عمله نقيم له دورة
ويكون للدورة برنامج تثقيفي · دائمة ومن لا يتمكن يدرب يوميا في نهاية عمله
وبرنامج عسكري يهدف الى بناء العنصر ثقافيا وعسكريا ليكون مؤهلا ليقوم بدوره
يقوم المثقف وهو مسؤول مركز التدريب الخطوة الخامسة :تقييم الدورة :
الشعبي مع قائد التنظيم والقيادة الحزبية بتقييم الدورة بحيث يقرر من سيكون
وبعد هذه الخطوة تنظم العناصر المقيمة في التنظيم الشعبي المسلح كمجموعات
مسلحة ويكون كل مسؤول لمجموعة مسلحة مرتبطا بقائد التنظيم الشعبي في المنطقة .
خامسا -علاقة الجبهة في التنظيمات المهنية وفي طليعتها المنظمات الطلابية
والعمالية والمعلمين :
ع يقام تنظيم طلابي في كل منطقة عمل ويكون لهذا التنظيم مسؤولا
الاحتفاظ ببقاء الطالب في تنظيمه الشعبي الاصلي .بحيث يكون للطلاب تنظيم
مزدوج مهني وسكني
في مسؤول التنظيـ مركزية مرتبطة بمكتب التنظيم الشعبي المسلح ولا يشترط
الطلابي في منطقة العمل واللجنة الطلابية في القطر ان يكونوا عناصر طلابية بل
يكتفى بان يكونوا عناصر متخصصة أو عندها تجربة أو خبرة في العمل الطلابي
رئيسي بمهمة الدعاية سياسيا يقوم بشكل ويكون هذا الجهاز الطلابي جهازا
ونحقق بذلك وحدة القيادة الطلابية ووحدة التنظيم . والتوعية وجمع المعلومات
-- ۲
الحقل العمالي :
لا بد من وجود تنظيم عمالي مسلح مستقل يتبع مكتب التنظيم الشعبي
المسلح ففي كل منطقة عمل يجب اقامة تنظيمات عمالية في كل مركز تجمع عمالي ،
في منطقة العمل
الاشراف على التنظيم العمالي المسلح في القطر بحيث نضمن وحدة القيادة ووحدة
.
التنظيم ،ووحدة التوجيه والفكر ووحدة العمل في الحقل العمالي
في المدن الكبرى تنظيمات خاصة على غرار التنظيمات يقام للمعلمين
المهام ويقوموا بنفس الدور المحدد جهاز سياسي ولهم نفس الطلابية وهم
للتنظيمات المهنية بجانب المهام التي تقتضيها طبيعة العمل الخاصة بمهنتهم
هذا هو هيكل العمل الشعبي من اجل بناء تنظيم شعبي مسلح يضع موضع
التنفيذ الفكرة الرئيسية التي انطلق منها المؤتمر القومي التاسع ،الا وهي ربط
مفهوم الجبهة والعمل الجبهوي بمفهوم الكفاح المسلح لتحرير الوطن العربي
۱۷۸
وسائل العمل بين العمال ( ) ۱
تشكل الطبقة العاملة العربية ركنا ثوريا هاما وقاعدة نضالية صلدة في حركة
الثورة العربية المعاصرة ،وقد كانت للظروف السياسية العربية والدولية من جهة ،
وللحركة السياسية العقائدية العربية المنظمة التي يمثل طليعتها حزب البعث العربي
الاشتراكي من جهة اخرى ،المنفذ لبلورة وعي الجماهير العمالية العربية وتطويرها
فكريا وسياسيا ·
الجماهير الشعبية بأمس الحاجة الى حزب يقودها ويلبي مطاليبها ويرضي طموحها
الوطني والقومي ،كما جاء الحزب ايضا كقوة منظمة لمجابهة الواقع العربي الفاسد
المتخلف ومن ثم تنظيم الوعي الوطني وقيادته وصبه في مجرى تيار الثورة العربية .
وقد وجد حزبنا في الجماهير العمالية ركيزة من ركائز النضال الجماهيري وفصيلة
من الفصائل الشعبية كمادة للثورة ومحرك لها •
ان الطبقة العاملة في الوطن العربي غير ثابتة العدد ،وتشكل حركة متطورة
في تطور الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية ،وان ونامية تتأثر وتؤثر
سرعة هذا النمو والتطور مرتبط بحركة التصنيع في الوطن العربي
ونتساءل الى اي ..
. الا اننا لا بد من ان نطرح السؤال التالي على حركتنا
وافقيا في استقطاب هذا القطاع مدى تمكنت حركة البعث من التغلغل عموديا
الشعبي الهام لبناء الحركة الثورية
في الحقيقة لقد بقي الحزب فترة ليست بالقصيرة يلامس جماهير هذا القطاع
الشعبي ملامسة خفيفة لاسباب عديدة منها :نمو الحزب في مراحل نشأته الاولى
في الاوساط المثقفة ،وعدم مقدرة الحزب آنذاك من استيعاب كل مشاكل هذا
القطاع .هذا بالاضافة الى حداثة الحزب قياسا الى بعض الحركات التي سبقتنا
في هذا المجال ،الا ان تطور المعركة في الوطن العربي وبكافة ابعادها وصدق
شعارات الحزب والتزام الحزب باهداف الجماهير الشعبية ،واحتضان الجماهير
،العــــــــــدد العدد السادس ، ١٩٦٩ ،والسنة الثانية الثورة العربية» -السنة الاولى
الأول • ۱۹۷۰ ،
۱۷۹
لقد كان يتطلب من الحزب تنظيمها وتطويرها . له خلقت التفافا جماهيريا واسعا
بحيث كان العمل بين العمال المجال الخصب لنمو الحزب لـو ان الحزب اراد
الاستفادة منها تنظيميا .
ان اعادة النظر بكل الاساليب والوسائل التقليدية التي طبعت عملنا في هذا
وابتداع الاساليب الثورية الجديدة المنسجمة مع تراث الحزب المجال الشعبي ،
وعقيدته القومية الاشتراكية ومع تطوره فكريا وشعبيا هي الضمانة لاستيعاب المد
لكي تقوم الطبقة العاملة بدورها النضالي الجماهيري العمالي وتنظيمه وتطويره
الهادف ضمن اطار العمل السياسي وليكون حزبنا طليعة هذا النضال وقائده
في الوطن العربي ،عن طريق ويتركز على توعية القاعدة العمالية العريضة
برامج التوعية والتثقيف النقابي والسياسي وغرس المفاهيم الاشتراكية والقيم
النضالية القومية التقدمية في نفوس العمال .وتسهيلا لتنفيذ هذا الشعار لا بد
اولا من كشف الزيف عن القياديين النقابيين الذين خانوا المصالح القومية والطبقية .
اما الجانب الثاني :
الوطنية التي تطرحها في مجال العمل السياسي والشعبي ،وان تعبئة الجماهير
بما فيها الجماهير العمالية ،هي بداية الانطلاق في التنظيم الجماهيري ،حيث ان
شعارات الحزب السياسية هي اقرب الى تجاوب الجماهير ،لان قيمة اي شعار
في القضايا المصيرية للامة يجب ان يستند الى المواقف النضالية لذات الحركة
العربية كالوحدة العربية والحرية والاشتراكية وكشف دور النفوس المريضة المتآمرة
وتصفية الرجعية وتعريتها ومع الصهيونية الشرسة ، مع الاستعمار الجديد
ومخلفاتها ومحاربة الامبريالية ،وكشف التآمر على الامة العربية ،وكلها شعارات
اقرب الى حس الجماهير .وان طرح مثل هذه الشعارات في بداية العمل ستساعدنا
على طرح نقطة ثانية ذات اهمية بالغة هي تنظيم الجموع المبعثرة من العمال • يجب
ان يشعر العامل بانه بدون التنظيم القوي لا يمكن التصدي الى اي قوة معادية ،
كما ان هذه الحالة ستدفعنا الى تركيز التنظيم النقابي المهني الذي بموجبه يمكن
توحيد طاقات العمال وتوجيهها بالشكل الصحيح ،كما يجب علينا ان نربط دائما
بين التنظيم النقابي وبين التنظيم السياسي المبدئي ،حيث لا يمكن ان يعيش وان
يطور التنظيم النقابي ما لم يستند الى قوة سياسية منظمة تكون العامل المغذي لفكر
النقابة وتوجيهها ضمن المخطط السياسي العام
في تثبيت قواعد ممارسة الديموقراطية المركزية فيتركز اما الجانب الثالث
۱۸۰
فعندما يتمكن العمال من اختيار ممثليهم الفعليين من بين داخل الاطار العمالي
صفوفهم بشكل طوعي ،وبارادة واعية ناضجة ..عند ذلك تستطيع الحركة العمالية
ان تأخذ دورها الفعال في تحريك العمل النقابي وقيادة المسيرة النضالية على
جميع مستوياتها وابعادها .
المجتمع العربي
-
۲ـ ان تكشف دورها الطليعي في العمل النضالي على جميع مستوياته
و ابعاده قوميا وعالميا
ان تحقيق ذلك يقع بالدرجة الاولى على المثقفين الثوريين المسؤولين عن
الاحتكاك المباشر بالعمال وتوفير الكتب والنشرات -المجانية -الخاصة بالتثقيف
وتوفيرها بكميات كبيرة تتناسب وضخامة هذه الطبقة المناضلة ، العمالي
بل ، ومبسطة المضمون بما يتلاءم وذهنية العامل وبطباعة سهلة الاسلوب ،
واوقات فراغه ·
يجب ان يفهم المثقفون ان لقد كتب الرفيق ميشيل عفلق يقول .. ( : ..
في خدمة بالخير الا اذا وضعوها ثقافتهم لا تكتسب معناها ولا تعود على امتهم
العمال وخدمة الطبقات الشعبية الكادحة والا اذا قسموا جهودهم بين عمل الفكر
وعمل اليد .. ) .
- ٣الثقافة الذاتية ،والتوعية النقابية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .
اني لاطلب من العمال البعثيين أن يعملوا لقد كتب ايضا القائد المؤسس يقول :
فوق عملهم بايديهم كما طلبت من المثقفين البعثيين ان يعملوا بايديهم فوق بفكرهم
عملهم بفكرهم . ) ..
الثورية المختلفة ،يجب ان ه – وحتى لا تضيع الطبقة العاملة بين التيارات
،محددة الاطر ،وضمن خطة واعية تسير على اسس موضوعية واضحة المعالم
مفصلة بعيدة عن جو المزايدات الثورية الطفيلية ،والثرثرات اللفظية اليسارية ،
اللتان شوهتا المفهوم العربي الثوري الاصيل وعرقلتا مسيرته النضالية الواعية ،
بل واخذت هذه الموجة الغوغائية في تماديها الوقح تتقاسم الطبقة العاملة ،مقاسمة
،فتاهت الجماهير ،وديست القيم فتميعت المفاهيم .. نفعية وصولية ،انانية
فكانت الضحية .. الكادحة بين هذا وذاك ،وضلت طريقها ..
القومية الاشتراكية) لقد كان ذلك لاسباب كثيرة اهمها :انعدام الوعي والثقافة
لدى الطبقة العاملة ،مما سهل على تلك الموجة اليسارية الطفيلية مهمتها التخريبية
فقدان الثقة بنفسها ، فجزاتها ،ودفعتها الى بحيث تفككت الحركة العمالية ،
كل ذلك كان له اثرا فعالا في تمييع المواقف العمالية وبالطليعة القومية الثورية
۱۸۱
وكانت طعنة وجهت لليسار القومي العربي من دعاته بالذات وتشتيت قواها
ولديها كل الاستعداد - ٦ان لدى الطبقة العاملة طاقات نضالية كامنة
..
للتضحية ،والنضال المستمر للوصول الى هذه الاهداف ·· لو احسن المناضلون
في بان يكونوا قدوة حسنة كيفية العمل والسلوك النضالي الصادق معها ..
مشاركة هذه الجماهير الكادحة بصدق واخلاص وتفاني مع نضالها وآلامها ،وعندما
يفهم المناضلون ويعيشون طبيعتها الخيرة لا بد وان يبتعدوا كل البعد عن ربط
نضال الطبقة العاملة بمطاليب انية ،نفعية ..مما يؤثر ذلك مع الزمن على نفسية
الطبقة العاملة وتعويدها ودفعها -من حيث لا تدري -نحو طريق الانتهازية
.المهم هو ان تعي هذه الطبقة الكادحة بان نضالها هو من اجل احداث المصلحية
من اجل مكاسب ذاتية وليس ، لبنيان المجتمع العربي ككل التغيير الجذري
فقط ،او بالاحرى تخص نقابة واحدة دون اخرى ،او موضعية تخصها وحدها
وحتى لا يتجزا النضال الجماهيري لا بد من ان يربط مصير عاملا دون آخر
لعامل مصير لفلاح كلاهما بمصير المثقف الثوري والحرفي وهكذا ..هذا الربط
و ا ب ا
لا بد وان يكون ربطا مصيريا عضويا متبادلا هدفه بناء المجتمع العربي الاشتراكي
الموحد ·
ان البلدان العربية لا تمثل مستوى واحدا من التحرر حيث لا زال الاستعمار
يوجه ويحكم العديد من الحكومات العربية ،التي تجد في الجماهير العربية وطلائعها
الثورية الخطر المباشر الذي يهدد مصالح الامبريالية ،ان وسائل الاستعمار الجديد
وان وسائله الجديدة باتت من الخطورة بمكان بحيث ابدل اختلفت وتنوعت ،
فاخذ يعتمد على عناصر تدعى ة ،
يةبي
ربعر
لعال
طاارر ا
ن االلااققط
مناستراتيجيته كلية في ككثثييرر م
هؤلاء بديلا لتلك لقد اوجد . اليسار والتقدمية في تنفيذ مخططاته الاجرامية
العناصر الرجعية المكشوفة التي اصبحت متخلفة بالنسبة لعصرنا هذا ،لذلك فان
وسائل الاستعمار الجهنمية باتت تهدد أمن الشعب وسلامته ..ان على حزبنا تقع
المسؤولية التاريخية تجاه امتنا العربية ..علينا ان نطور اساليب عملنا ،وان
ولكي يسهل عملنا ضمن المجال العمالي لا بد لنا ان نحسن تطبيق النقاط
التالية :
حث ب ج ي و
- ۱دفع الجماهير العمالية الى تنظيم نفسها في نقابات مهنية ،
. اعضاءنا وانصارنا ومؤيدينا باتخاذ النقابة مجالا للنشاط السياسي الهادف
- ۲العمل على تفهم مشاكل العمال وحلها بروح اخوية ،واشعار العامل
دائما بانه في رعاية الحزب ،وانه جزء من الحزب
1
ربط المشاكل التي يجابهها العامل بالاوضاع السياسية ،في حالة
۱۸۲
انخفاض الاجور او ارتفاع الاسعار او عدم تلبية المطاليب النقابية او غير ذلك ،على
ان يكون هذا الربط ربطا مصيريا بالطبقات الكادحة في ارجاء الوطن العربي ككل
{ -فضح وبشكل دائم العناصر النقابية الزائفة الطارئة التي لم تحقق اي
لـها عن الواقع
ة ععززله
لةول
اوحا
ومح ،وكشف اساليب تسلطها ووصابتها الكاذبة ،
شيء
النقابي
٦ـ احترام شعور العامل ،وعدم الاستخفاف برايه مهما كان طبيعة الرأي
الذي يطرحه ،صحيحا او غير صحيح ،على ان يكون هذا الاحترام صادقا وطبيعيا
دون اي افتعال ·
– ۱۰على المناضل البعثي ان يكون مرنا وثوريا بنفس الوقت بحيث يوجه
انظار زملاءه العمال اليه وان يكون في جميع تصرفاته وسلوكيته واخلاقيته ،
الصورة الحقيقية للمناضل البعثي
من خلال هذا العرض الموجز ،علينا دائما ان نكيف عملنا النقابي ضمن
قطر ما لان مستوى الشروط الموضوعية والذاتية التي تحيط بالحركة النقابية في
قوته وضعفه ،يتوقف على دور الحزب في التأثير في العمل العمل النقابي ،
النقابي وفي تطويره وانتشاله من عفويته
عند
العزم على البدء في انشاء تنظيم عمالي حزبي لا بد من تصور حالتين
تمثلان الواقع الحزبي في صفوف الطبقة العاملة ،حتى نتمكن من خلال التصور
الدقيق لهاتين الحالتين تحديد الاسلوب الصحيح والصيغ الناجحة للعمل بين
العمال .
الحالة الاولى :في هذه الحالة نفترض عدم وجود حزبيين منظمين في الجهاز
.عندئذ كيف الحزبي القائم في القطاعات العمالية التي هي مجال نشاطنا الحزبي
۱۸۳
نبدأ العمل وما هي الصيغة السليمة حتى يكون لدينا جهاز حزبي في هذه القطاعات
العمالية
في مثل هذه الحالة لا بد للحزب من ندب حزبيين من غير العمال للعمل بين
العمال بحيث يكون نتيجة للعمل الدؤوب في اوساط الطبقة العاملة تنظيم حزبي
ان الرفاق . على اساس القطاعات العمالية المهنية وذلك ما سنوضحه بعد قليل
الحزبيين المؤهلين للنجاح في هذه المهمة يجب ان تتوفر فيهم الصفات التالية :
شخصيا حقبة كبيرة من سنين حياته بحيث لا يكون دخيلا على هذا الوسط اثناء
في سلوكه اي تأثير للتكلف المبتذل أو المجاملات للطبقة العاملة دون ان يظهر
ان المثقفين الذين يتحلون بالصفات . بقصد كسب ثقته الرخيصة لهذا الوسط
في كسب العمال لصفوف السابقة لهم نفس الطاقة التي لدى العامل الحزبي
الحزب مع فارق الفرص الممنوحة لكل منهما حيث ان الفرص الممنوحة للعامل هي
في مكان عمله وفي مكان سكنه بينما المثقف لا يجد في النشاط الحزبي بين العمال
الا حقلا واحدا هو اماكن السكن العمالية .اما المحاذير التي يتصورها البعض من
دخول الحزبيين المثقفين للعمل بين العمال فهي محاذير وهمية لا تمت للحقيقة بصلة .
وبعد اختيار المثقفين الصالحين للقيام بهذه المهمة ،لا بد من التعميم على
في الحقل العمالي وحثهم ونشاطاتهم الجهاز الحزبي لرفع تقارير عن معلوماتهم
للبحث من اجل كسب عمال للحزب وبذلك نساند موقف الرفاق العاملين بالحقل
العمالي بتوجيه انظار الحزب بكافة قطاعاته الاخرى للعمل كل في مجال نشاطه
العمالي الممكن لكسب عمال للحزب .ويفترض في الحزب ان يكون ذلك مهمة دائمة
في الحزب ان يكون تركيبه الاجتماعي من طبقة العمال للحزبيين اذ يفترض
والفلاحين فيكون بذلك قد وضع جزءا من طاقاته في تحقيق هذا الهدف الذي
يجعل الحزب في صيغته السليمة ليكون اداة ثورية لتحقيق اهداف الشعب في
.وبعد اختيار العناصر المثقفة المؤهلة للعمل بناء المجتمع العربي الاشتراكي الموحد
بين العمال تحدد مهام هذه العناصر كقيادة للنشاط الحزبي في صفوف الطبقة
العاملة على ضوء تقسيم العمل بين اعضاء هذه القيادة بالنسبة لتوزيع مهامها في
في وسطها وكسب حزبيين ضرورة النشاط القطاعات العمالية التي يرى الحزب
في صفوفها •
١٨٤
في هذه الحالة لا بد من تصور وجود حزبيين في الوسط الحالة الثانية :
العمالي وهنا لا بد ان نتصور وضعين لهذه الحالة .الوضع الاول :ان يكون عدد
الحزبيين كافيا في الوسط العمالي ليكونوا قيادة قادرة على البدء في العمل الحزبي
•
اما الوضع الثاني :فهو ان لا وعندئذ يكلف العمال الحزبيون للقيام بهذه المهمة
يكون عدد العمال الحزبيين كافيا للقيام بهذه المهمة او لا يكون لديهم جميعا او
بعضهم المؤهلات الكافية للقيام بهذه المهمة .في هذا الوضع لا بد من الاستعانة
.
بعناصر تتوفر فيها الصفات المذكورة في الحالة الاولى لتعويض النقص الموجود
على ضوء هاتين الحالتين نتصور احتمالات واقع وضعنا الحزبي في صفوف
ا في الشرح
نالن
صلوص
ن و
اند ا
عدبع
وب .و الطبقة العاملة قبل البدء في العمل الحزبي العمالي
النقطة التي تلتقي فيها الحالتين لتصورنا للواقع الحزبي في صفوف الطبقة
العاملة عندئذ نبدا في الخطوات الاخرى التي تلتقي عندها جميع حالات واقعنا
الحزبي في صفوف هذه الطبقة .هذه الخطوات هي التالية :
نحدد اولا القطاعات التي يرى الحزب ضرورة البدء في تشكيل تنظيم حزبي
في صفوفها ،ولا بد ان يراعي الحزب عند تحديد القطاعات العمالية التي يرغب
- ٣تأثير القطاع العمالي على حياة ابناء الشعب وآثاره في الاقتصاد والحياة
اليومية للجماهير الشعبية .
والاجتماعي ضئيلا لان العمال مع الفلاحين هم الاداة الفعلية لتحقيق اهداف الثورة
.
العربية ،لذلك لا بد من التأكيد على اهمية العمل في صفوفهم بشكل جاد وواع
وبعد تحديد القطاعات الهامة في مجال المدينة التي نريد بدء العمل العمالي بها ،
نراعي ان تكون كل مجموعة مؤلفة من مجموعة نقسم هذه القطاعات الى مجموعات
يصبح كل عضو في القيادة العمالية في اي وذلك بحيث القطاعات الاكثر (تشابها
قطاع هذه المجموعة المؤلفة من مستوى نختار هذه القيادة المسؤول التنفيذي عن
فخطة العمل توضع في تفصيلاتها للنشاط الحزبي فاكثر من القطاعات العمالية .
والتنفيذ يقوم به مسؤول المجموعة العمالية مع العمالي في القيادة العمالية
وان جميع الاقتراحات الواردة الى القيادة العمالية قيادة المجموعة التابعة له .
من المجموعات تؤخذ بعين الاعتبار في تحديد اي خطة عمالية للعمل بين العمال
وهكذا يتفرع التخصيص في العمل الحزبي العمالي من قمة الهرم الى اسفله حتى
يصبح كل قطاع عمالي له قيادته المسؤولة عن تنفيذ خطة العمل فيه والمسؤولة عن
الاهتمام لكسب عمال للحزب وجمع كافة المعلومات الدقيقة والواعية عن هذا القطاع
110
العمالي لوضعها تحت تصرف الحزب حتى يتمكن الحزب من تحديد مهمته ومواقفه
تجاه هذا القطاع لنصل في النهاية لان يكون الحزب القائد الفعلي لهذا القطاع
وكذلك نفعل تجاه كافة القطاعات العمالية .وان هذا التفرع التسلسلي في
فائدة كبيرة جدا هي في وسط العمال له في العمل الحزبي المهني التخصيص
توجيه الحزبيين للتخصيص في العمل الحزبي حتى يشمل هذا التخصيص القطاع
العمالي الواحد .بحيث يكون الحزبي قد وجه كل جهده وطاقاته للمعرفة الدقيقة
والواعية لكل ظروف وواقع هذا القطاع ووضع معلومات دقيقة وواعية تحت تصرف
قبل الحزب الحزب تمكنه من وضع الخطة المناسبة للسيطرة على هذا القطاع من
قيادة قائدا لهذا القطاع قيادة حقيقية وواعية ومستمرة لا بحيث يكون الحزب
وهمية ومبنية على معلومات عاجزة وضعيفة تضلل الحزب أكثر مما تهديه الى سوء
السبيل للعمل الحزبي في وسط هذا القطاع .وبعد هذا التحديد للصيغة السليمة
للعمل بين العمال تبدأ ميكانيكية العمل الحزبي في الوسط العمالي بتصور صحيح
هذا في الوسط العمالي ويجعل وسليم يعطي مردودا جيدا لنشاطاتنا الحزبية
في ظروف مناسبة ويضع الحزب ، النشاط يسير في طريقه واسلوبه السليم
وحقيقية ليكون مؤهلا لقيادة الطبقة العاملة قيادة فعلية بكل ما تعني هذه الكلمة
من معنى .
فرع القطاع حسب توزيعاته بالنسبة لمركز التجمع العمالي او بالنسبة للمعمل .
هذا هو الشكل التنظيمي للتوزيع الحزبي للعمل العمالي مبينا بالهيكل التنظيمي
اعلاه وموضحا بما سبق من قول
نورد فيما يلي ملاحظتين لا بد من ذكرهما عند بحث صيغة العمل بين العمال
لاهميتهما وتوضيحهما فيما يلي بايجاز :
الملاحظة الاولى :في الاسلوب المباشر للدعوى للحزب بين العمال سواء اكان
القصد كسب العامل كجمهرة للحزب او ليصبح عضوا فيه وذلك في حال توافر
الشروط المطلوبة للعضوية والمذكورة فيما سبق من توضيح :هنا نريد ان ننبه الى
ناحية هامة جدا هي ان اسلوب نشر الدعوة الحزبية في صفوف الطبقة العاملة
١٨٦
فالحزبي الذي يختلف من حيث الشكل فقط عن اسلوبه في القطاعات الاخرى .
بريد دعوة عامل ما للحزب سواء اكان يصنفه من جمهور الحزب او عضوا فيه
لا بد قبل مفاتحته باي امر حزبي او حتى باي موضوع سياسي يكشف هويته
الحزبية او السياسية لا بد من دراسة هذا العامل بكافة نواحي حياته والناحية
الاهم في الدراسة معرفة علاقة هذا العامل بجهاز الادارة التابع لرب العمل
وبعد معرفة علاقة هذا العامل بجهاز الادارة التابع لرب العمل وبعد التأكد من ان
لديه من الصفات الاخلاقية وسلامة الحس الطبقي تجاه رب العمل هذا العامل
كمستغل والتأكد من ان ما سيدور بينه وبين الحزبي الناشط معه سوف لن يصل
الى مسامع رب العمل عندئذ يبدأ الحزبي في بحث افكار الحزب معه بعد ان يكون
قد وطد صداقته الشخصية مع هذا العامل ودون ان يشير في كلامه معه للحزب
كممثل لهذه الافكار في البدء ،ثم تطوير هذا البحث مع العامل تدريجيا حتى يصل
لمرحلة دعوته للحزب .وكذلك الحال بالنسبة للعامل الذي نعمل معه كي يكون
من جمهور الحزب .ان السبب الذي يجعل اسلوب عملنا بين العمال دقيقا لهذه
يستخدم في ذلك عددا من العمال الذين هانت اخلاقهم واختلت موازينهم واصبحوا
ممن لا اخلاق لهم ولا ضمير حتى كانوا بذلك عبيدا اذلاء لرب العمل مقابل بضعة
.ان رب العمل يستخدم مثل هؤلاء العمال للتجسس دريهمات يضعها في جيوبهم
على العاملين في معمله فاذا توجس او تأكد بان احد العمال يعطف او ينتسب الى
فورا لاقذر الاساليب التي اعتاد المستغلون من ارباب حركة سياسية تقدمية لجأ
.وذلك كوسيلة لتأديب العمال وابعادهم عن الجو العمل اتباعها وهو التسريح
السياسي الممثل لمصالحهم حتى يبقى رب العمل موغلا في استغلاله البشع للطبقة
العاملة ،هذه النتيجة الخطيرة التي تجعل اي حزبي او مؤيد للحزب خارج المعمل
بمجرد معرفة رب العمل له لان قوانين العمل البرجوازية تعطي هذه السلطة لرب
لمواجهة مثل هذا العمل .اذن لا بد للحزب الثوري من اختيار الاسلوب الملائم
الخطر وهذا لا يأتي لنا الا بمثل هذه الدقة النادرة في مجال النشاط الحزبي
والعمل السياسي في الوسط العمالي ،وذلك حتى يكون لدينا جهازا قويا وفعالا
نتمكن بواسطته من شل فعالية رب العمل .وبعد ان يصبح لدينا مثل هذا الجهاز
الحزبي القوي الفعال عندئذ يطرح الحزب معركته مع ارباب العمل وذلك بعــد
وهنا يستخدم الحزب اسلحته حسب الحاجة تخطيط وتدقيق علميين للمعركة .
اليها
فالحزب هو الذي يخطط للمعركة مع رب العمل وهو الذي يحدد توقيتها
على ضوء كفاءته في ربح هذه المعركة لمصلحة جماهير العمال دون ان يكون لرب
العمل أي دور او فعالية بذلك ،ولذا يجب الاهتمام في الدقة التامة في العمل
بين العمال وعدم اعطاء رب العمل أي مبادرة لضرب اية نواة حزبية في معمله
- ۲
السلطة الواسعة لرب العمل في تسريح العامل وبشكل تعسفي لمجرد
۱۸۷
معرفته او حتى مجرد احساسه بان هذا العامل ينتمي او له عطف على جهة سياسية
معينة تقدمية .اذن هناك سلاحان لرب العمل هما :السلاح الاول التجسس على
العمال بواسطة عمال ممن لا اخلاق لهم ولا رادع من ضمير او وعي ليردعهم عن
التجسس لحساب رب العمل على ابناء طبقتهم ،ان مثل هؤلاء يتوجب على الحزب
كشفهم وفضح حقيقتهم للعمال بمختلف الاساليب شريطة ان يكون ذلك بالدقة
الكافية لعدم الاضرار بالحزبيين وتعرضهم لسخط رب العمل قبل ان يكون الحزب
من القوة بحيث يفتح معاركه مع رب العمل ويكون المنتصر الحقيقي في النهاية
والسلاح الثاني لرب العمل هو التسريح الكيفي والتعسفي .هذان السلاحان يجب
شلهما من يد رب العمل وذلك بالدقة المطلوبة في العمل العمالي ومراعاة هذه الدقة
لدود للطبقة العاملة من فسح المجال لرب العمل كعدو الى ابعد الحدود وعدم
توقيت المعركة لصالحه ليضمن نجاحها .بل علينا شل اسلحته والاحتفاظ بتوقيت
يجب ان يبقى حاضرا المعركة لنا على أن يكون ذلك بايدينا حيثما نجده مناسبا
في اذهاننا كعاملين في الحقل العمالي انه يجب شل خطة رب العمل في ضرب اي
فالدقة والوعي . نواة لحزبنا قبل ان تصبح قوة لا يقدر رب العمل على ضربها
اسلحة نحارب بها رب العمل الذي يعتبر في مقدمة مهامه ضرب اي نواة سياسية
تقدمية تمثل مصالح العمال حتى لا تكبر هذه النواة وتصبح قوة لا يستطيع تدميرها .
علينا ان نحافظ بكل دقة ووعي على نواة حزبنا في كل معمل وفي كل حقل عمالي
حتى نصبح قوة عمالية وسياسية لا يقوى رب العمل على ضربها .بحيث تستطيع
هذه القوة الحزبية فتح المعارك مع رب العمل وربحها وتحقيق مطالب العمال
ماله .
وأمانيهم العادلة في محاربة استغلال رب العمل لع
لنذكر دائما وبوعي ان مهمتنا الاساسية هي بناء قوة سياسية في كل قطاع
اهداف الحزب في عمالي يكون الحزب قائدا لها حتى نساهم وبجدية في تحقيق
الوحدة والحرية والاشتراكية ·
خاصة في ناحية الملاحظة الثانية :لكل قطاع عمالي صفات تجعل له اهمية
ما من نواحي النشاط الحزبي ،لذلك لا بد عند دراستنا لنشاطاتنا الحزبية في
كل قطاع عمالي ان نتنبه لهذه الميزات الخاصة لكل قطاع حتى نتمكن من الاستفادة
منها في نشاطنا الحزبي سواء اكان ذلك في الدعاية للحزب او في التأثير على
السلطة او محاربة خصوم الحزب والطبقة العاملة او في اي مجال آخر من مجالات
.ونذكر بعض الامثلة للتوضيح النشاط الحزبي
-المثال الاول :في هذا المثال نأخذ عمال التنظيفات -عمال مصالح الدولة .
عامل التنظيفات يتمكن وبسهولة بحكم عمله من ايصال المنشورات الحزبية الى اي
بيت حتى ولو كان بيت الحاكم نفسه دون ان يثير ذلك اي اشتباه تجاه الاخرين
وذلك بسبب طبيعة عمله .ومن ناحية اخرى نلمس مدى القيمة الكبرى ومدى
الضغط الذي يولده اضراب عمال هذه المهنة على السلطة اذ يشعر ويتأثر به كل
فرد من افراد ابناء الشعب
١٨٨
المثال الثاني :هو عمال تصليح الاحذية المنتشرين في الاحياء ان لمثل هؤلاء
العمال اهمية في الدعاية ونشر مبادىء الحزب ونشر ايضا المعلومات التي يرغب
في رواجها بين ابناء الشعب وذلك بحكم عملهم وصلاتهم مع جميع فئات الحزب
الشعب .
المثال الثالث :هو سائقي السيارات العامة في المدينة ان كسب هذه النقابة
او عدد من افرادها يجعل في يد الحزب مجالا واسعا للعمل الدعائي حيث ان
السائقين يتمكنوا بحكم عملهم من ايصال الاخبار والمعلومات المرغوب نشرها الى اكبر
عدد ممكن من ابناء الشعب
وهكذا لو تفحصنا كل مهنة لوجدنا انها بصفة بارزة يمكن ان تكون أساسا
هاما في نشاطنا الحزبي لذا فعلى الحزب تفحص هذه الصفات في القطاعات العمالية
.ان صيغة العمل والاستفادة منها في نشاطات الحزب بين جماهير ابناء الشعب
في صفوف ابناء الطبقة العاملة كما هو موضح فيما سبق من قول هي الحزبي
الصيغة الوحيدة التي تعطي لنشاطنا الحزبي افضل مردود في صفوف ابناء تلك
الطبقة .
۱۸۹
المهمات الفلاحية الراهنة ومسار الثورة
لكي يدرك الفلاح قيمة تحرره عليه ان يقارن بين اوضاعه الحالية وحياته في
العهود الماضية وخاصة قبل ثورة ١٤تموز ، ١٩٥٨وذلك لانه من المعلوم ان الفلاح
لم يكن له حق الزواج دون اذن الملاك ،وكان ملزما بالعمل بصورة مجانية لحساب
يكن للفلاح حق ترك القرية سیده في الايام التي يعينها السركال او الوكيل ،ولم
الا باذن الملاك ،ولم يكن يستطيع ان يدخل قرية اخرى او يشرب ماءها دون اذن
السيد ،ولم يكن بمقدوره الا الخيار بين امرين عندما يكون مدينا الملاك اما السجن
والعقوبات الجسدية واما بيع عفشه وحتى بيع اطفاله لكي يسدد ديونه ،وكان
الفلاح مستخدما للموظفين ولم يكن بمقدور احد ان ينتقدهم أو يدعو الى تغييرهم ،
لان هذه الدعوة تعتبر مسا برغبة الملاك الذي اختار هذا الموظف وطلبه من المقامات
العليا ،الخ
وقد حدث بعض التحول في حياة الفلاحين بعد ثورة ١٤تموز قياسا الى
وضعهم السابق ،ولكن هذا التحول لم يكن بالنسبة لهم سوى ايجاد سلطة مزدوجة
سلطة الملاك وسلطة الموظفين .وحتى قيام ثورة ۱۷تموز لم يكن بمقدور الفلاحين
ان يفكروا بالحصول على قسط من حق المشاركة مع الموظفين في حل مشاكلهم او
المساهمة في بعض شؤون الدولة ومهامها ،ولم يعرفوا ما يجري في الدولة لانهم
كانوا منهوكين الى حد الاعياء للحصول على لقمة الخبز .
قبل الملاكين وكبار لقد كان رجال الدولة يستقبلون في العهد الملكي من
الموظفين وبعد قيام الجمهورية اخذ الملاكون يستقبلون الموظفين استقبال الملوك من
اجل ابقاء ولاء السلطة لهم والظهور امام الفلاحين بان السلطة معهم ملكية كانت ام
جمهورية ،وهكذا فان مجموعة كبيرة من الموظفين سواء من ذوي الدخل المحدود او
من الموظفين الاغنياء من اصحاب الدور والسيارات الفخمة والارصدة المالية الكبيرة
كانت تحمي الملاكين وتمارس الاضطهاد ضد الفلاحين وتعمل على زيادة بؤسهم
ولهذا قامت طبقة الملاكين بخلق فئة جديدة من الموظفين من اصحاب وشقائهم
ففي الوقت الذي كانت الملكية تشعر بانها المال والقصور والحكم والحول والقوة .
لا تستطيع الحكم بدون الملاكين ،غدت الفئة الجديدة من الموظفين ،تشعر بانها لا
ومن خلال عشر . بدون هذه الطبقة ومساندة عوائلها ورضاها تستطيع الحكم
سنوات من عمر الجمهورية ،ورغم جميع القوانين الاصلاحية والقرارات الصارمة
ضد الاقطاع لم يتزعزع الملاكون زعزعة حقيقية عن حكم الريف وبقيت الفئة الجديدة
لقد جرب الفلاحون الاغنياء من الموظفين ولم يحصلوا على العدالة في يوم من
الايام على ايديهم بل كانوا دائما يقفون كحكام حلفاء للاقطاع بعد كل تغيير ويسجنون
ويعزون الباطلة لصالح الملاكين الفلاحين ويرسلون التقارير الكاذبة ويلفقون التهم
كل خراب اقتصادي الى كسل الفلاح او هجرته فيرسمون المشاريع لطردهم من
. المدن او حصرهم في مدن معزولة عن مدينة النبلاء والموظفين
لقد كان جيش الموظفين الذين يقدر بعدد الجيش الوطني ان لم يكن اكثر ،
يقبض على كل شيء ويشكل قوة هائلة في افشال جميع الخطط والمشاريع الثورية
وسحب البساط من تحت اقدام كل ثوري يقدم على العمل من اجل تحقيق اصلاح
حقيقي .وليس غريبا ان يمارس الموظفون هذا الدور لان التركيب الاجتماعي لفئة
الموظفين ينحدر على الاغلب من الملاكين وكبار التجار وبقايا موظفي السلطة الاجنبية ،
والشركات الاحتكارية الاخرى ولا شك ان نسبة وكذلك موظفي شركات النفط
المتحررين من الطبقات الكادحة تعد ضئيلة ،وان معظمها قد تفسخت خلال احتكاكها
المستمر بطريقة حياة الفئة الجديدة من الموظفين وبسبب تزلفها الدائم لها
ولقد ظهرت خلال السنوات العشرة ،مظاهر البذخ والترف خلافا لما اعلنت
ثورة تموز عنه ،وتدهورت حياة الكادحين الذين هم مصدر هذا الثراء وازدادت
فلم يعد الفلاح المعدم نقرا وبؤسا ،وان مستوى المعيشة قد هبط بشكل ملحوظ
وحتى المتوسط قادرا على ان يتناول الدهن الحر ،ولا يملك النقود لشراء الدهن
النباتي الكافي ،وان نسبة المعدمين الذين لا يجدون بيتا لائقا بالانسان قد ارتفعت
لان مواد البناء كلها اصبحت سلعة تباع بالنقود ،واصبح النقد الوسيلة الوحيدة
للحصول على الحاجيات ،ولا زال الفلاح المعدم يتعاقد وفق نظام اكل الدهر عليه
وشرب ،نظام الاجرة العينية المقطوعة ،لذلك لا يحصل على النقود الا بشق
الانفس •
لقد كانت الارض القوة الرئيسية التي يملكها الاقطاعي في الماضي ،أما فيما
فان المال غدا القوة الرئيسية والتي هي في حوزة الاقطاعيين بعد ان تحولوا بعد
الى رأسماليين وتجار مع احتفاظهم بسلطتهم في الريف .ومن خلال رهن العقارات
وممارسة الحيل ،حصل الملاكون على المال الغزير كما حصلوا على اعفاءات من
الضرائب ،اما الفلاحون فيعيشون بالتقتير كل يوم ليومه ،ويضطرون عند كل
صيبة أو صعوبة حياتية ان يبيعوا ما يملكونه باسعار بخسة
ليس من السهل تغيير كل النظام بالسرعة التي تتغير بها الاجهزة العلوية في
الدولة بل تقتضي لذلك جهدا نضاليا عنيدا طويلا ،لان فئة الموظفين الاغنياء الذين
هم طليعة الملاكين والبرجوازيين ،سيدافعون عن النظام القديم وعن الدولة القديمة
الى الدولة الجديدة ،لان بعض اجهزة الحكومة الرئيسية ستبقى بايديهم داخل
مدة طويلة .ولا شك ان الطليعة الثورية تعرف جيدا اسباب الحرمان والبؤس في
۱۹۱
لريف ،ولاجل . الذين يسيرون مع الملاكين المدن والارياف وتعرف من هم
الحيلولة دون خداع الفلاحين من قبل الملاكين يجب وضع التحليلات الصائبة عن
اسباب البؤس ثم اكتشاف الطرق الجديدة التي سلكتها الطبقة الاقطاعية بالتحالف
قوة الملاكين وتحديد لذلك يجب تشخيص مع الفئة الجديدة من الموظفين الاغنياء .
مدى نفوذهم ،وذلك بتحديد مقدار الاراضي التي لا زالوا يملكونها ملكا خاصا او
وبتحديد الامتيازات ، لصالحهم فئة الموظفين بالحيل القانونية التي اوجدتها
في المدن على الحيــاة المصرفية وميدان النشاط التجاري وتأثير حلفاء الملاكين
وان الادعاء بان الدولة تستحوذ على اكبر واجود السياسية وشؤون الدولة ،
الاراضي وعلى اوسع الثروة ،ادعاء يأتي لصالح الملاكين والطبقة الجديدة الغنية
من الموظفين وكبار المرابين بغية اخفاء سلطانهم الحقيقي وراء تهويل سلطان الدولة
والمرابين الكبار يسيطرون على خافيا ان الملاكين وكبار الموظفين المتقاعدين وليس
املاك الدولة باشكال مختلفة ويجنون ارباحها ويدعون الدولة تحتفظ بسجلات
امتلاكها من دواوين يشرف عليها طلائع الملاكين وكبار الموظفين والاغنياء ممن وقفوا
ضد اي تقدم ولو بسيط لصالح الجماهير
ان التغييرات في الريف قد جاءت من حيث النتائج لغير صالح الفلاحين كما
انه ازداد عدد الاغنياء في الريف
قد اثروا سابقا بعد شراء من المعلوم ان جمهرة كبيرة من اغنياء الريف ،
لهم طبقة الملاكين والموظفين الاغنياء ، الاراضي او بسبب التسهيلات التي وفرتها
التي توفرها الدولة بسبب الشروط فاغنياء الريف قد حصلوا على الامتيازات
القديمة ،ولكن اغنياء الريف هؤلاء الذين غالبا ما يحصلون على الاراضي الجيدة في
اطراف المدن ،اخذوا يفتنون من الارض ومن التجارة وتحول الكثير منهم الى
ممولين
ان الفلاح المتوسط والفلاح المعدم لا يحصد من الحبوب اكثر من حاجته الا
نادرا ،والفلاح الغني يرمي باطنان غزيرة في السوق من الحبوب التي حصدتها
الآلات الحديثة ،مما يجبر الفلاح المتوسط او المعدم أن لا يجرؤ على نقل منتوجه
الفائض الى السوق بل يحتفظ به لمبادلته ببضائع اخرى يحملها البقال المتجول في
القرى .ان الارض بدون المال امر ثانوي في عملية الانتاج المعاصرة ،والمال نادر
ندرة العدالة تجاه الفلاحين المعدمين او المتوسطين ،وهو متوفر عند الغني ،وان
له القدرة على تجديد آلة المحراث القديمة أو تغيير الفلاح المتوسط او المعدم ليس
الحيوانات القديمة ،لذلك تبقى حاجتها لطلب المساعدة من بعض اغنياء الريف من
اجل الحصول على البدار او الحصول على عقد للعمل .
ان بعض الدوائر الرسمية التي تشرف عليها فئة الموظفين الاغنياء كثيرا ما
تنشر الاخبار الكاذبة في العهود السابقة عن التسهيلات المصرفية او تخفيض اسعار
الآلات الزراعية وذلك ليخدعوا الناس بان الذي يجري لمصلحة سكان الريف وفي
الحقيقة أن من لا يملك الارض او المال او الماشية لن ينتفع من عشرات التسهيلات
او تخفيض الاسعار ،لانها تجري لمصلحة الملاكين والاغنياء واصحاب الاراضي والمال
۱۹۲
والماشية واصدقاء الموظفين الذين يرشدون حلفاءهم الى كل الحيل والسبل
ان الفلاح المعدم يشقى من اجل الحصول على مورد للرزق ،ومن يبحث عن
مورد للرزق يضطر ان يكون اجيرا ولن يحصل على المال ،وحتى اذا كانت له
قطعة صغيرة فانه سوف يتركها او يعطيها لزراعتها بموجب نظام للمحاصصة لا تدر
عليه شيئا يذكر في حين انه مطالب بمساعدة بعض رجال الدين من جهة ودفع
الهبات والضرائب والرشاوى لقاء حصوله على دفتر النفوس او طلبات التجنيد
من جهة اخرى .ان الفلاح المتوسط والمعدم نادرا ما يتخلص من الديون وذلك
لعدم وجود مورد ثابت له ،وغالبا ما تعرضه الديون الى السجن بعد بيع اخر
حاجة بيتية واحيانا بعد بيع اطفاله
في الريف ،بل يعتبران مسألتين حاسمتين ليس الارض والمال وحدهما
العتاد والسلاح عنصر آخر ليس اقل تأثيرا على حياة الريفي في الوضع الطبقي
ان السلاح وسيلة هامة للحصول على الارض والمال في فترة معينة ،ثم تتحول
القصة ،فتصبح الارض والمال هما الباعثان على السلاح وحمله علنيا بفضل الاجازة
التي يوفرها له الموظفون والحلفاء ..ان معظم مشاكل الريف يعالجها السلاح ،لانه
هو الذي يرجح كفة الحق الى حامله ،وهو الذي يخنق الحقيقة مع جسد صاحبها
في وضح النهار وما على ورثة دم الضحية الا الهجرة لان السلاح ذاته ليس بصيرا
ولكنه لا یری الا بعيون حامله .فالارض والمال والسلاح هي كل شيء اما المنتجون
صورة مغايرة للواقع ،ولكن ثمة ظاهرة اساسية هي ان البرجوازية الى تقديم
وتبرير ظلمهم البرجوازية وزمر موظفيها غير مهتمين اصلا بالدفاع عن انفسهم
بنكرانه .انهم لا يتوانون ابدا عن التحدث عن الفلاح بسخرية فهو في رأيهم جاهل
متخلف ويستحق الحياة الحيوانية ..الخ -كذا ـ ويذكرون كل ذلك بدون خجل
وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى صلافة هذه القوى ووقاحتها واستهتارها
بابسط المسائل ..ان الموظف التابع للبرجوازيين ونديم الاقطاعيين يعتقد في داخله
ان الفلاح لا يمكن ان تكون له حياته الانسانية المشروعة .وبحكم هذا المنطق كان
الاضطهاد المركب للفلاحين لا يقاس وغير محدود ويدفع بالتالي بالضرورة الى
انتفاضات حادة ايضا
ان الجماهير الريفية الكادحة ظلت تخشى الموظفين ،لان جميع مصاعبهم
من جراء انحياز هذه الفئة الواسعة الى جانب الملاكين او اغنياء الريف ،
ظروف تتحمل الجمهرة الغالبة الضرائب والجوع واقلية مرفهة مصونة ،يولد الذعر
في المدارس حيث كان يستخدم بعض المعلمين في الريف ،بل حتى فقط ليس
فهم الاهانات والوان التعذيب ضد الطلاب من ابناء الفقراء الذين يتأخرون عن
ارشاد المعلم او يظهرون بمظهر وسخ .ولقد اعتاد ابناء الفقراء ان يمثلوا في
في حين ان ابناء الاغنياء الجيش ضعف او ثلاثة اضعاف مدة الخدمة القانونية ،
الامر عن طريق بعض الاطباء او الحيل او الرشاوى .وعندما يستطيعون أن ( يدبروا
۱۹۳
في التنظيم والتربية الحزبية ١٣ -
التفتت ثورة تموز هذا العام بان شددت على المساواة في الواجبات ،استطاعت
اجهزة الدولة القديمة ان تخترع شتى الشائعات وذلك لانه ظلت الى حد ما « طليعة »
طرق التنفيذ في بعض المجالات ،فبامكانهم أن يحولوا امورا عديدة لصالحهم بهدوء
وكتمان ودون ضجة وفق العادة القديمة ثم يلقون باللائمة بصورة مدلسة ضد
.وتقف وراء الثورة وقواها بقيادة حزبها الصامد حزب البعث العربي الاشتراكي
هذه الخطة كل قوى الرده المتسترة والمكشوفة فيحولوا الانظار الى مسائل الخلافات
بين فلان و فلان ،اما قضايا الشعب الاساسية فانها لا تعنيهم وهم لا يدركون ان
الثورة بقيادتها اقوى من اساليبهم وحيلهم .ان ثورة تموز ولدت لتبقى .وان
قيادة حزب البعث لديها من التجربة ما يجعلها متمكنة على كشف اسالیب اعداء
الثورة والحزب .وان الثورة عندما تحقق منجزا هاما فان اعداء الثورة لا يبتهجون
فانهم يزدادون حقدا وضراوة وميلا لترويج به ولا يكونون سلبيين ازاءه بل بالعكس
ولكنه ملموس ضد الثورة ...انه التحرك غير المباشر الاكاذيب والشائعات
واجراءاتها الهادفة .هذا التحرك الذي يوجد تارة في المدينة وتارة في الريف
مجموعا ضمن وحدة عمل قوى مضادة للثورة
ولكي تكون الجمعيات الفلاحية بمستوى المهمات المذكورة فانها يجب ان تعني :
ا -باعادة النظر في تنظيمها تنظيما ديمقراطيا مرنا مستجيبا للتغييرات
يكون .ولكي الحاصلة في البنية الريفية وفي ذهنية الفلاح وعلاقاته وتصوراته
فلا بد له بالدرجة الاولى ان يستند على قاعدة جماهيرية فعلا التنظيم ديمقراطيا
فقراء الريف والعمال الزراعيين والفلاحين المتوسطين الذين فلاحية واسعة تشمل
تعرضوا غالبا لوطأة الاضطهاد الطبقي ،اضطهاد الاقطاع والملاكين والمرابين وزوائد
الدولة من الموظفين القدامى والرجعيين •
ان هذا الاستناد للجماهير الفلاحية الغفيرة كقاعدة ،ليس بالامر السهل كما
يعتقد البعض .انه لا يمكن حله بواسطة كليمات او عبارات او شعارات مكرورة
ومتعفنة من كثرة الاستعمال ،انه نضال شاق عسير ،وعملية تعبئة لا حصر لها ،
تعتمد اعتمادا مباشرا على نشر الحقيقة الثورية داخل الاوساط الفلاحية وعلى
توعية الفلاحين التوعية الطبقية المقبولة ،والتي لا تجد بينها وبين اذهان الفلاحين
حاجزا .
198
في اجتماعات الجمعيات قد تحضر ان الجمهرة الكبرى من الفلاحين نعم
الفلاحية أو في التظاهرات التي تنظمها لكن هذا ليس دليلا على وجود تعبئة تنظيمية
فيظنون فعلي بل قد يكون هذا وهما يغرر ببعض المناضلين ذات اساس جماهيري
ان الفلاحين عموما قد انحازوا الى جانبهم ،جانب الثورة
ان ما يجب اخذه بعين الاعتبار وبحالة من النقد الواعي والهادف ان ولاء
الفلاحين قد يظل لفترة طويلة ولاء حماسيا انفعاليا وقتيا .ولذلك لا يمكن بناء
والمهمة التي تفرض نفسها على المناضلين وعلى استنتاجات وهمية على ضوئه .
الجمعيات الفلاحية بالذات هي تحويل هذا الولاء للثورة لا الى تأييد خارجي اعلامي
.
فحسب بل الى مادة فعلية للثورة ،الى قوة من قوى الثورة
له بواسطة التنظيم وهذا ما يجب على الجمعيات الفلاحية ان تعيه وتخطط
الديمقراطي الثوري المتضمن توعية مستمرة ومعايشة حميمة وثقة اخلاقية مدعومة
بالوقائع
قاعدة فلاحية جماهيرية عريضة هو الشرط الاول لبناء ان ضمان تحقيق
الجمعيات الفلاحية .اما الخطأ الذي برز بعد الثورة وبعد التطبيقات الزراعية
فهو تركيز اقصى الاهتمام برؤساء الجمعيات الفلاحية الجيدة في الريف ،
وبالعناصر وابقاء الاهتمام بقاعدة الجمعيات ومضمونها البشري وبالجمهرة الفلاحية
الكبرى ،شكليا ومجردا .ويبدو ان البعض قد توخوا السهولة ،فالوصول الى
المسؤول ،الى العنصر الفلاحي ،اسهل بكثير من الوصول الى الجماهير الفلاحية
للأمـــــــور مسؤولين ببساطة وبتناول اعتيادي وحيث تؤسس العلاقة مع افراد
صعبة فانها تظل مع الفلاحين وباستعمال اسلوب الاوامر والايعازات والوصيات
جدا وتحتاج الى كفاءة متزايدة •
اذن بالدرجة الأولى ينصب الاهتمام على القاعدة الفلاحية بشكل مباشر ،
مع ما يتطلبه هذا من لغة وقابلية وتجربة .اما بعد ذلك فان اعادة النظر بالتكوين
فالثورة ، ، ايضا الدرجي للمسؤوليات الفلاحية يجب ان يولي اهتماما خاصا
وخصوصا في الريف ،تحمل كل يوم تغييرا جديدا ومشاكل جديدة ايضا وليس
ممكنا على الاطلاق بقاء العناصر المسؤولة متربعة على كرسي المسؤولية .
ان بعض المسؤولين يتوصلون الى هذه النتيجة من خلال الانتخابات والبعض
. الاخر بدون انتخابات
في هذا تحديدا للشروط الصحيحة ، ومن المستحسن
الجانب ،جانب اختيار المسؤولين التأكيد على النقاط التالية :
اولا :ان عدم الانتخابات الديمقراطية للمسؤولين يعني انكار ارادة الفلاحين
وحقهم في اختيار ممثليهم ولذلك فالممثل الذي يفرض عسفا لا بد ان تكون لـه
مهمة شاذة او ذاتية على الاقل ،ويضطر للتنكيل بالفلاحين وتزوير رغباتهـ
. والوقوف ضد مطامحهم
ثانيا :ان الانتخاب قد يجري ولكن على نحو صوري ،كأن يجمع بعض
فتتم الموافقة بهمهمة فلانا مسؤولا للجمعية موافقون ؟ الفلاحين ويقال لهم نريد
غامضة تصعد من بينها اصوات مؤيدة متفقة تصرخ ( نعم ) وكل ذلك يجري في جو
۱۹۵
وبنعومة خارجية وذلك باشعار الفلاحين ان الجهات العليا تريد شبه ارهابي ،
فلانا .
الهزلي هذا ،هو تزييف للديمقراطية وابطال ان الانتخاب الصوري ،
في الامس لا يمكن ان ان نتيجة متحققة بفعل ممارسة ديمقراطية حدثت
تفرض كنتيجة في الغد بدون استمرار الممارسة او بقطعها بل ان كل ممارسة
ديمقراطية تختار نتائجها لا غير
رابعا :ان انتخاب الفلاحين المسؤول لهم لا يعني ان هذه الصيغة تظل جامدة
ولا يعتورها التغيير لان المسؤول قد يرتكب اخطاء فادحة في اليـــــوم الثاني او
الثالث ،او بعد اشهر من انتخابه بحيث لا يكون منسجما في اداء مهامه او قـد
يغير الفلاحون بحيث الفلاح وقلقه وهذا ما يحصل كثيرا بسبب تخلف يخونها
رأيهم بهذا المسؤول .حينذاك يكون غير منطقي على الاطلاق استمرار هذا المسؤول
في عمله المضاد او غير المكترث للفلاحين لحين انتهاء فترته التي انتخب لها .ان من
حق الفلاحين ان يقرروا رفض اي مسؤول غير ملتزم بصرف النظر عن عدم انتهاء
الدورة الانتخابية وزمن المسؤولية •
وليست هدفا وهي في احسن احوالها يجب الا تكون غير الارادة الحقيقية
للجماهير .وهذه الارادة لا يمكن لحمها بزمن .
ان كل ذلك ينبعث من حقيقة مؤكدة مفادها ان التنظيم لا يمكن ان يكون نوعا
بالمرحلة وبالظروف مرتبط فالتنظيم من الترتيب وتحديد العلاقة الجامدين ،
في الكادر الفلاحي في مقبل ان الشروط المطلوب توفرها الذاتية والموضوعية ،
والمضي بها الى درجة انهاء الاستغلال ان تطوير تطبيقات الاصلاح الزراعي
١٩٦
وتثبيت اسس جديدة لحياة زراعية يكون الفلاح غايتها انهاء جذريا الزراعي
الفلاحي التعبئة والتنظيم في وأساسها يحمل معه بالضرورة تطورا ووسيلتها
وكلما كان التنظيم بمستوى التحول الزراعي كلما كان ذلك اضمن واكثر دفاعا .
وعندما يكون التنظيم مفككا غير مدعوم بوحدة داخلية ولا بوحدة هدف ولا بطريقة
عمل فانه بذلك يعرقل مسيرة التحول الاجتماعي الريفي ويفتح الثغرات التي ينشط
من خلالها الاعداء وقوى الردة
ولكن النقطة الحاسمة في الامر ،هو ان المسألة المذكورة سلفا هي اعتيادية
وعمومية الى حد البداهة .ولذلك تبرز نقطة عملية ..هذه النقطة هي عدم
ومقولة التنظيم المحافظة على تبعية التنظيم الفلاحي للتغييرات العادية الزراعية .
بمستوى الاجراءات مع صحتها هي مقولة غير مثمرة كليا .ان الصحيح الآن هو ان
اكثر تقدما وارفع مستوى من الاجراءات الزراعية ،اي ان يكون التنظيم الفلا .
هذه هي النقطة الحاسمة والاكثر جوهرية .
يكون التنظيم الفلاحي سابقا لا تابعا
لماذا ؟
بغية الايضاح نبين هنا ان في ذلك الطرح تنشيط للثورة وحماية لها وغلق
فعندما تتعطل الثورة وتخف قوتها الانجازية للابواب والمنافذ بوجه الردة
والاجرائية حينذاك يكون التنظيم الفلاحي قادرا على الضغط على دولة الثورة من
اجل مواصلة المسير وكذلك يكون قادرا على النقد وكشف مواطن التخلف والتعثر
بحكم استشرافه الواسع لابعاد المرحلة وبحكم مراقبته للعمليات الجارية ودور
.
الإطراف في شدها وجذبها والتأثير عليها سلبيا او ايجابيا
ان تنظيماتنا الفلاحية الحالية على العموم متخلفة عن الثورة والتقدم الحاصل .
ولذلك فهي في وضع المؤيد لا وضع الثوري المتمكن على حمل بندقيته للدفاع عن
ارضه وحريته وثورته بوجه اعداء الثورة من القوى المضادة ،فيما اذا حصل امر
طارىء مضاد
العسكرية ،في حين ان الثورة الحقيقية لا تنتهي عند ذاك فيما اذا كان العمال
والفلاحون وقوى الشعب الوطنية مستعدة اوتوماتيكيا للدفاع عن ثورتها ونفسها
ضد مضاد الثورة ·
فقط بالتنظيم العالي الاكثر ثورية الاكثر انضباطا الاكثر تنظیم بعد تنظيما ؟ لا ،
.بهكذا تنظيم لا نضجا بوعي اهدافه والاكثر تمكنا على الممارسة الفعالة المجدية
.وبهكذا تنظيم تحسم يمكن ان يتحرك جيب رجعي ،وعش مضاد وعنصر متآمر
لصالح التناقضات بين الحكومة التقليدية نصف المعتدلة وبين الثورة وأدواتها
واذا كانت احتمالات السطو على الثورة واغتيالها تتم كثيرا من خلال الثورة
۱۹۷
الجهاز الاداري غير المتحول وطنيا وثوريا فان التنظيم الجيد والجماهيري بحق هو
الذي يقتل آمال الجهاز الاداري الرجعي باختطاف وسرقة الثورة ..ان قوى مضاد
الثورة داخل الجهاز الاداري وخارجه متى ما علمت ان الجماهير العمالية والفلاحية
والطلابية والنسائية والشبيبة بوجه عام ،منظمة اتم التنظيم واحسنه واكثره
توجيها ،فانها بذلك تخسر كل اوهامها ورغباتها وتسقط اخر ورقة بيدها
هل وصل التنظيم الفلاحي الى ذلك ؟ او بالاحرى كيف يصل الى ذلك ؟ هذا
الكادر الفلاحي واحلال صيغة الوصايا الجماعية التي تختار الكادر وتعزله متى
:اولهما دفع تشاء .كما يجب التأكيد على ظاهرتين حيويتين بهذا الخصوص
اقتصاديا صرفا في الوقت ذاته لا يتشاغلون بقضايا مهنية بل ان التأكيد على البعد
مانة كل نجاح مهني .وان ادراك الفلاحين لحقيقة ان
ضمالسياسي للنضال هو ض
الثورة هي التي وفرت لهم هذه النجاحات ،يتطلب الدفاع عن الثورة .وهذا يعني
صاحبة ..بحيث لا تكون الثورة في رأيهم الغاء المسافة بين الثورة وبين الفلاحين
منح وعطايا ،ولا يكونون هم مجرد منتفعين .ان الغاء المسافة يتم باعتقاد الفلاحين
الراسخ ان الثورة لن تكون شيئا يذكر بدونهم وانها لا تستمر في تقديم المنجزات
بدون ممارستهم الدفاعية عن الثورة .ان العديد من الفلاحين يتصورون ان الثورة
هي من صنع اشخاص محسنين ولا يعرفون قانونها وطبيعتها وقواها الاساسية ،
ولا صفتهم الخاصة في كونهم قوة بشرية هائلة تشكل غالبية طاقات الثورة
فقط موقفهـــم منها ،كلما وكلما أدرك الفلاحون موقعهم في الثورة وليس
الغيت الفوارق واصبح الفلاحون جنودا طليعيين من جنودها .وان مهمات التنظيم
في الريف بحيث يرصد في التوعية السياسية قادرة أن تخلق جوا ثقافيا ثوريا
الفلاح مسيرة الثورة وكذلك يعرف تحركات الاعداء الذين يتربصون بها .ان فلول
ها
ا .ان الصراع ده
ضدح ض
لحال
صامص
لمال
تحقيق المنجزات بحيث اوغرت صدور القوى المضروبة ا
فانه يزداد خطرا .ان الطبقي لم يخمد في الريف بانتصار الفلاحين ،على العكس
تحركات الاقطاعيين في مرحلة كهذه من تعمق اجراءات الثورة هي الاكثر شراسة
١٩٨
وتدميرا وان اي تساهل او اي اعتقاد بانتهاء دور الاقطاع سيعنيان بلا شك عدم
الحرص على الثورة وتوفير مناسبة نافعة لاعدائها .
تأثير على الاذهان العادية ،وهذا بحجة ان الاصلاح الزراعي هو تخريب للزراعة
وتضييع للربع .
فمثلا ،عند توزيع الاراضي على الفلاحين من قبل حكومة الثورة يفترض
حصول زيادة ملموسة في الانتاج الزراعي وتحسنا بينا في حياة الفلاحين ،ولكن
عندما يرافق التوزيع نتائج مثبطة ،كأن تزداد نسبة استيراد الحبوب ،او ان
يشتري الفلاحون الحبوب من التجار فان ذلك يعطي لاعداء الثورة والاصلاح
الزراعي سلاحا هاما .وسيقولون بلا شك ( هاكم انظروا ماذا فعل الفلاحون ،لقد
خربوا اقتصادنا الوطني ،انهم غير جديرين بأراض يفلحونها ويستثمرونها بدون
ان الاستغلال الاقطاعي كما هو معروف ليس فقط عملية اهانة وسيط )
الزراعي ،وبالمقابل فان و تشويه الانسانية الفلاح ،بل انه تدمير بشع للاقتصاد
الاصلاح الزراعي هو الضمانة لتطوير الزراعة واخذها مكانتها المطلوبة داخــــــــــــل
وان الجمعيات الفلاحية مطالبة بان تعي ذلك جيدا ،وادراك . الاقتصاد الوطني
اسباب هبوط مستوى الانتاج الزراعي
الانتاج الزراعـــــــي ونستطيع ان نكشف سببا مهما من بين اسباب تعرض
ومعالجتها وحتى يتدرب وذلك حتى تتهيأ امكانية كاملة لادراك الاسباب للهبوط
من المعلوم ان التوزيع قد تعرض الفلاحون على تحليل منشأ الاوضاع الخاطئة ·
في البدء الى اخطاء عديدة بسبب نقص الخبرة اولا ووجود عابثين ومعوقين ثانيا
والتأثر بالعلاقات والمسائل الشخصية ثالثا وباستغلال بساطة الفلاحين رابعا
وتتمثل هذه الاخطاء في توزيع قطعة ارض مثلا على فلاح معين ،ثم اخذها منه
وأعطائها لفلاح اخر ،وهذا التقلقل في التوزيع يربك الفلاح ولا يشده بارضه التي
لا يعتقد انها ارضه بحكم جهله لمدة استلامه لها • وازاء هذا القلق فان الفلاح لا
يعمل لاستثمار ارضه جيدا وربما يتركها او يهمل قسما منها او يحولها الى ارض
عشبية يستفيد من عشبها او يبيع هذا العشب ..الخ ·.
ان هذا كله يؤثر على سير الزراعة وعلى مردود الانتاج الزراعي .هذا سبب
واقعي معروف لا يحتاج سوى الى وضعه في اطاره الحقيقي وضمن غايته .وكذلك
من الممكن تقصي اسباب اخرى .
ان الدفاع عن الاصلاح الزراعي وعن الفلاحين بالذات يحتاج الى براهين
واقعية وعلى رأس هذه البراهين الواقعية زيادة الانتاج الزراعي وتحسينه وبناء
.ان النضال فقط توجه ضربة كبيرة للاعداء وأراجيفهم الريف وتطويره ،بذلك
الان هو من اجل تكذيب هذه الاراجيف من اجل ان لا تتحقق هذه الاراجيف
وتصدق .والجمعيات الفلاحية هي صاحبة الدور الفعال الاول في اداء هذه المهمة .
١٩٩
الفلاحين بذلك .ان الفلاح المفرد في ارضه اكثر تعرضا للمضايقة من قبل اعداء
للاضرار الزراعية في حين تكون المشاركة الجماعية في واكثر تعرضا ، الفلاحين
استثمار وحدات زراعية موحدة دليل التماسك والصلابة ،وبقدر ما تحمل ضمانة
هـ -بتتبع تطبيق قانون الاصلاح الزراعي ،لاسيما في موضوع عدم حق
الملاكين اختيار الارض التي يريدونها ورصد اعمال الاحتيال والمناورة على القانون
وابلاغ الجهات المسؤولة عن كافة ما يستجد من في ذلك ، ودور بعض الموظفين
اعمال تخريب ولصوصية واتفاقات مضادة لمنهج الثورة الزراعي
في وجدان الفلاح ان الجمعيات الفلاحية مطالبة الآن بتحقيق تحول نوعي
وفكره وسلوكه .واذا كان وضع الفلاحين وهم تحت لواء جمعياتهم الفلاحية ،هو
نفس وضعهم السابق للثورة ،اذن ماذا حققت الجمعيات الفلاحية لهم بالضبط ؟
الخ ان تجميع الفلاحين وتسجيل اسمائهم وجمع الاشتراكات وبدلات الانتساب
ليس مهمة الجمعيات الفلاحية الاساسية ،بل هو هامش تقرره المهمات الاصلية ،
ليس لحماية الثورة مهمات انضاج الطاقات الفلاحية وتوعيتها ودفعها الى الامام
فحسب ،بل والنضال من اجل تقدمها .
هناك عدة شروط ذاتية وموضوعية تجعل الجمعيات الفلاحية متمكنة على
فاننا ولكي نكون فكرة واضحة عن هذه الشروط . انجاز واجباتها بصورة كاملة
نبتدىء ببيان الشرط الموضوعي الذي يتعلق بطبيعة ممارسات السلطة وموقفها ازاء
الفلاحين .فالسلطة مهما هيأت كامل مستلزمات العمل الفلاحي القانونية
فرض على كافة الحكومات المتعاقبة بعـد والتطبيقية ،وحيث ان المد الثوري قد
فلاحية مجازة ،فان تموز التمسك الرسمي بضرورة وجود جمعيات ثورة ١٤
الخطر الكامن هو مدى تحول التمسك الرسمي الى واقع حقيقي متعين .وقد كان
لسلطة حزب البعث المنبثقة بعد ثورة ۱۷تموز دورها الاساسي في تثبيت صيغة
جدية للعمل الفلاحي الديمقراطي على ضوئها اجيزت جمعيات فلاحية كثيرة واصبح
لهذه الجمعيات المجازة وزنها الفعال في تحقيق التغيرات المهمة في حياة الفلاحين .
غير ان اعداء الحزب والثورة من الرجعيين والبيروقراطيين ومضروبي المصالح
لا تعجبهم جدية الثورة وحسمها القضايا لصالح الفلاحين ،لذلك فان هؤلاء
الاعداء يخططون بكل الاساليب والوسائل لتعويق مسيرة الثورة .ومن خلال
T..
او بالقيام بمحاولات شيطانية تبرهن كذبا على فشل الفلاحين في امكانية المشاركة
الحقيقية
فلاحية مسؤولة على ان يكون ذلك طريقا لاغفال -التركيز على عناصر
ب
دور الفلاحين وقيمتهم او نيلا من وحدتهم وتشجيعا لعوامل الانشقاق فيما بينهم .
د -تحريض بعض الجمعيات الفلاحية ضد جمعيات فلاحية اخرى من خلال
التناقضات العشيرية الموجودة أو من خلال العناية بجمعية معينة واهمال جمعية
اخرى ·
-ارسال المندسين والمغرضين لنشر الشائعات واختلاق الفتن
هـ ـ الاكثار من التوصيات التي تبدو في ظاهرها مخلصة للفلاحين الى حد
التطرف ،في حين لا تعدو في واقعها غير تضخيم الاخطاء واثارة التناقضات الحادة .
و ـ تلفيق التهم وما يترتب على ذلك من فرض عقوبات مشددة ضد العناصر
الفلاحية
-اذا كانت تلك التجاوزات من الممكن حصولها دائما حتى في أوج فترة
ز ـ
الثورة فان هناك التجاوزات الاكثر خطرا والتي تحصل عندما تجد فرصتها عنــد
توقف الثورة او عند احتدام تناقضاتها وتكون عادة متمثلة في تخريب الانتاج
الزراعي وفي تخريب السدود ومشاريع الري وفي سرقة المحاصيل ،واغتيال
الفلاحين الثوريين وخلق المصادمات العشيرية ..الخ ،نستخلص من ذلك ان هناك
وهي تتستر وراء شعارات الثورة وخلف او بين مضاد الثورة امکانیات كبيرة لقوى
فعالية تخريبية كبيرة لا يمكن اجهزتها وعناصرها القيادية وبالتالي تكون ذات
في خدمة الكادحين لاسيما الفلاحين التضييق عليها الا بوضع الثورة سلطتها كليا
وتهيئة افضل الظروف لعمل الجمعيات مسؤولية السلطة ازاءهم وبتشديد
الفلاحية وتطورها
ان تطهير الجهاز الاداري جذريا يستجيب لدوافع الثورة والتحول الثوري
ودعم النضال الفلاحي ماديا ومعنويا واشراك الجمعيات الفلاحية في ادارة شؤون
الريف وبناء قرى عصرية هي خطوات لا بد منها لرعاية العمل الفلاحي على ان ذلك
لا يكون بذي شأن ما لم تكن القاعدة المادية لتحول الريف تحولا تقدميا ملموسا قد
انجزت بفعل تطبيق الاصلاح الزراعي ،وتدخل الدولة بكل امكاناتها لمساعدة
من حيث الآلات ،البذور ،الاسمدة ،التسويق ،الري ،البزل ، الفلاحين
لمهماتها .اما بالنسبة للشروط الذاتية فهي تتعلق ببنية الجمعيات الفلاحية ونظامها
المناخ الذي تترعرع فيه ارادتهم وتنمو وتتقدم في اختيار المسؤولين وفي التخطيط
الديمقراطية جوهر هي الفلاحية الريفية والديمقراطية داخل الجمعيات لحياتهم
۲۰۱
داخل الريف ككل وهي بذلك ليست سهلة الشيوع بل هي بحاجة الى نضال جدي
وتكريس دائب لان التخلف الذي يدفع الريف يطبع نفسية الفلاح بطابعه .كما ان
الاقطاع الذي صنع هذا التخلف اشاع بين الفلاحين طائفة كبيرة من التقاليد
الخ مما لا يمكن القضاء عليها الا بتحويل والامراض الاجتماعية والخرافات
اساس الريف تحويلا ثوريا وباقامة صرح الديمقراطية .على ان الطرح التطبيقي
عن الديمقراطية بتحويل الفلاحين الى كتل تابعة ومنفذة فهي اكثر خطرا من اي
شيء اخر على مسيرة التغيير داخل الريف .وهي تبقي الفلاح مستودعا ثابتا
للاغراض الاجتماعية والاخطاء ومظاهر التخلف .
وعلى هذا الاساس يجب محاربة كل النزعات التي تمسخ الديمقراطية وتقدم
ان الديمقراطية داخل الجمعية الفلاحية الواحدة صورة تعيسة لها او انها تلفيها
وقد يسأل البعض :هل ان التحقق الثوري يتم عن طريق الدراسات والمعاهــــد
والدورات التثقيفية والتعليمية ام ان له تعبيراته الاخرى ؟ ..في الواقع ان الريف
فالفلاح ثوري بطبيعة حاله ،ولو هو رحم للكثير من الاتجاهات والنزعات الثورية .
ثيورية
لور
بشكل كامن .ولذلك فالمهمة هي في تظهير هذه الاتجاهات والنزعات االث
و قدراتها وانضاجها .
والثورية الكامنة في داخل الفلاح هي التي يجب العناية بها • كما ان الريف
ان تحرير هذه التقاليد من القيود . يمتلك بشكل عام بعض التقاليد الثورية
والاغلال واستكمال وجودها بواسطة المعرفة والتثقيف الثوريين لامر حاسم الاهمية .
فالنموذج الثوري يطرد . عديدة يعيشها ويتعايش معها الفلاحون وتؤثر على واقعهم
كل ما هو رجعي ومظلم ومن صنع عبودي .ولذلك فتعزيز هذا النموذج هـ
•
الاساسي
-
تربية الكادر الفلاحي تربية ثورية ديمقراطية متجلية .أن دور الكادر
معروف في قيادة التنظيم الفلاحي وفي التعبير عن الاختيارات الفلاحية وفي متابعة
ولذلك لا بد من توفر الشروط الضامنة لجعل الكادر المسائل الحيوية للفلاحين
۲۰۲
ويجب التأكيد دوما على قضيتين ،الاولى ان الفلاحي بمستوى عمله ووظيفته
يكون الكادر الفلاحي فلاحا حقيقيا .ان النضال من اجل ذلك لهو امر بالغ الاهمية .
يكفل أبعاد العناصر الفلاح الفقير والثانية ان النضال من اجل تطوير امكانات
الفلاحية ولكن الغنية .اذ كلما كان الكادر الفلاحي غنيا فانه يضيف من مكتسبات
. الثورة لنفسه فيزداد غنى على غنى
ان الواقع الجديد الذي وصلت اليه الثورة يحتم التخلي التدريجي والواعي
الخ) عن وجود كادر فلاحي غير فلاح ( موظف صغير ،كاسب ،ذو جذر مديني
لقد برزت ظاهرة ملفتة وكذلك التخلي عن الكادر الفلاحي ذي الاصل الاقطاعي
للمنظر وغير مشجعة وهي متمثلة في تسليم رئاسة الجمعية الفلاحية مثلا الى ابن
ورثة الاقطاع يستحوذ على مسؤوليتها شيخ العشيرة وهناك عشرات الجمعيات
الجدد الذين يمارسون داخل الجمعية حكما عشائريا صرفا .وان النتائج المؤقتة
لهي بلا شك حاملة لكل عوامل التي يحرزها هذا الوضع الرئاسي ،الاقطاعي (المقنع
الفشل وتكريس العلاقات البائدة •
اما القضية الثانية فهي قضية المرحلة ..ان الكادر الفلاحي يجب ان يتطور
ويتجدد بتطور وتجدد الوقائع .لذلك لا يمكن الاصرار على عنصر معين طوال الفترة
فازدهار الحركة الفلاحية نابع من ازدهار كادرها وملاكاتها المسؤولة . وما يليها
لمتكاثرة ،المتطورة ،ابدا ،ولذلك ما من خطيئة كخطيئة التجمـــــــد على عناصر
فهذه العناصر تتزايد اخطاؤها بمرور الزمن الى اغراقات يتم تشجيعها محدودة ،
سرا من قبل أعداء الثورة واعداء الحركة الفلاحية .واذا كانت الشروط اللازمة
في الكادر الفلاحي هي شروط ثورية ،ثقافية واجتماعية واخلاقية معروفة توفرها
الاساسي تعويد الفلاحين على مناقشة الكادر الفلاحي والاعتراض عليه نان من
للفلاحين ويعي التحول النوعي يرافق تطور الريف ويحمي الفلاحي بحيث الكادر
ستلزمات الدفاع عن واقع الثورة المتقدم .
وليكن واضحا دوما ان ضرب الحركة الفلاحية لا يتم الا بضرب الكادر الفلاحي
ويأخذ هذا عدة اشكال .فاغتيال الكادر او حرقه او تسلل عناصر اقطاعية او من
الاذناب وتبوئها اماكن المسؤولية كلها تقود الى نتيجة واحدة هي ضرب الجمعيات
الفلاحية
ان العناية بالكادر الفلاحي هي شرط ملح لقطع الطريق امام التآمر في الريف
في المدينة والريف تمارس عملا موحدا لتمزيق الحركة لاسيما وان اطراف التآمر
٢٠٣
الفلاحية وتيئيس الفلاحين وفرض التراجعات
اخطار الانحراف تظل واردة .ولو انها واردة اكثر في حالة كون الكادر فلاحا غنيا
او من اسرة اقطاعية .ومن هذه العوامل :
اولا -
عندما يكون الكادر الفلاحي وكما ذكرنا ،ذا جذر طبقي غير فلاحي ،
او منتميا الى بورجوازية الريف الناشئة ·
الاخرى الى الحد الذي تستفيد فيه عائلته بالدرجة الاولى وعشيرته بالدرجـــــــة
الثانية من وضعها القائم ( توزيع قطع اراضي كثيرة على افراد عائلة الكادر الفلاحي
مثلا ) ·
رابعا -عندما يتعرض لاغراءات عديدة اخطرها اغراءات السلطة والمدينة
فانه يتخلى فالكادر الفلاحي عندما يضع نفسه داخل فلك الموظفين الحكوميين
تدريجيا من وضعه الفلاحي وينقل نفسه الى ضفة مقابلة للفلاحين وذات صراع
وهي ضفة الموظفين الحكوميين
قادرون على ارشاء الكادر وافساده بكل الوسائل وان الموظفين الحكوميين
.ان البعض كما ان المدينة تمثل خطرا على اصالة الكادر الفلاحي وطبيعة عمله
والفلاحين ويسكنون المدينة دون مبرر .ان من الكادر الفلاحي يتركون قراهم
• انها تمثل اغراء كبيرا مجسما بحيث تقوده في المدينة هي مقبرة الكادر الفلا .
لا.فلاحي لا يخسر
افل
طريق الترف الشخصي والتباهي .وبالنتيجة فان الكادر ال
الفلاحين فحسب ،بل انه يثير حساسية سكان المدينة ضده ايضا وربما يستفيد
والجمعيات الفلاحين ضد ونها
هـونر
يوطرو
ه الحساسية ففيط
ذهالاعداء الرجعيون من هذ
الفلاحية ايضا •
سادسا ـ عند تقاضيه مرتبا معينا اضافة الى تصرفه بميزانية الجمعية
الفلاحية
- سابعا
عند تخليه النهائي عن العمل الزراعي ،واعتماده على الفلاحين
فذلك يورث نوعا من العطالة المبطنة التي تعتبر ليحرثوا ويزرعوا ارضه بدلا عنه .
وهو موضوع حماية الكادر الفلاحي من الموضوع الذي لا يقل اهمية عن ذلك ،
T.E
السقوط .كيف ؟
الحقوقية التي تدعمها وتعمل على ايقاظها .والذي يزيد من اهمية المسألة ان
سقوط الكادر الفلاحي لا يتأتى بفعل العوامل الخارجية فحسب ،بل ان التاريخ
الكامل للريف يقدم عدة اسباب تساهم في تحقيق سقوط الكادر الفلاحي او في
تسريع عملية السقوط ،ولهذا فان العمل من اجل الضمانات الكافية لحماية
وزن سياسي هو عمل شاق ومتواصل الكادر كقيمة فلاحية اساسية ذات
وبالدرجة الاولى ،ومن طرف الحزب الثوري يجب النضال من اجل ما يلي :
اولا :تثقيف الكادر الفلاحي ثقافة شعبية وثورية غنية تعتمد على اسمر
ومرتكزات توفر للكادر المعرفة الطليعية المنسجمة مع قدراته الذهنية وطبيعة
حياته الريفية ·
وفي الواقع فان مسألة التثقيف هذه هي مسألة مركبة ،لانها تتم على درجات
تعتمد حقيقة واحدة هي حقيقة النهوض بمستويات الكادر الفلاحي بعد تخليصه
من الجذور والترسبات التي لا تنسجم مع المرحلة الجديدة ومع نوعية التحقق
الثوري ·
ومن هنا فان الثقافة والتثقيف يتناولان التوعية الطبقية الدقيقة والملموسة
بطبيعة تكوين الريف ودور الاقطاع في مسخ الريف وتكوين لوحة زائفة عن الواقع
الدقة
الزراعي .وبواسطة هذه التوعية يميز الكادر الفلاحي تميزا بأتم ما يمكن من
بين الاقطاع وملحقاته الاجتماعية وبين الفلاحين بمراتبهم
المساحة
وتتوفر للكادر الفلاحي الامكانية الواسعة في كشف المساحة التي تعمل بها
المراتب الاجتماعية والعلاقة الجدلية بين ذلك وبين زمن الثورة المتمرحل حسب
ومن البديهي ان التوعية من هذا القبيل تتوصل . الاهداف المقررة في تخطيطاتها
الى فهم القوانين التي تحكمت بالريف والتي تتحكم به الان وفي المستقبل .فالريف
فهناك المرابي ،وهناك المحاصص يعج بالكثير من التلاوين والنوعيات الاجتماعية :
وهناك الفلاح الصغير ،وهناك الفلاح المتوسط ،وهناك الفلاح الفني ،وهناك
الخ المرابع ،وهناك الراعي ،والحطاب والحطابة
هذه التوزيعات الواقعية لم يتهيأ للثورة ان تلغيها دفعة واحدة او تصهرها
ضمن عملية ثورية واحدة بل انها موجودة وتظل موجودة .والمهم هو النضال من
ومن اساس كهذا ،لا يكون الكادر الفلاح قادرا على التحرير من أمراض
۲۰۰
الا بعد قدرته على تحرير نفسه من العشيري بخطوات وتدرج مدروس العشيرية
بحيث يصل الى حالة يكتشف فيها نفسه لا كفلاح واحد بل كعموم الفلاحين
ولا يمكن حس فالعشيرية وكما هو معروف تاريخيا وعلميا هي تطوير للفردية .
هذا دحرها بالفردية .ان العشيرية تدحر فقط من خلال الجماعية الفلاحية ،ا
ه ·
من خلال الاجتماع الفلاحي الاوسع والذي يكون التنظيم شكله وصمام بقائ
وخصوبة الاراض واقتصاديا يعي الكادر الفلاحي مسألة الانتاج الزراعي ،
العمليات المتعلقة ذلك .
ب وطبيعة السقي والبزل وكافة
ان الثقافة الاقتصادية تدخل في خبرة الكادر الفلاحي كخبرة اكثر اهمي
بحيث تتوفر لدى الكادر نباهات واقعية وتقديرات عن المنتوج الزراعي وسير
. الحياة الاقتصادية
فالزراعة الفردية والزراعة الجماعية تفرضان نفسهما على الثورة كواقع ل
يكن الكادر الفلاحي متبصرا لذلك كل لم وفيما اذا . ابعاده الحاضرة والمستقبلة
فانه لا يكون عديم الفعالية لوحده فحسب ،بل انه يجر الفلاحين ايضا الى عد
الفعالية فلا يشاركون في عمليات تطوير الريف والزراعة الجماعية بفهم او بموافقة
وفيما شاركوا فانما يتم ذلك بنوعع من القسر
وبذلك يغتني الكادر الفلاحي ويتوصل الى احساس ذاتي بانه بحاجة دائما
الى ان يعرف ويكتشف .
باف
وهذا يدفعه الى الممارسة السياسية :تكتيل الفلاحين وتثقيفهم سياسيا ،وفض
لضرب اي عمل النشاطات التي يمارسها بعض اذناب الاقطاع والتهيؤ الحاسم
تآمري ضد الثورة يتحرك من الريف حسب تخطيط قيادة الثورة ،وضمن تنسيق
معتمد مع الاجهزة الثورية
يتضح لنا اذن ان التثقيف الثوري المتواصل للكادر الفلاحي هو انارة كاملة
لداخل الكادر الفلاحي بحيث لا يشعر الكادر بوجود اي فراغ داخلي يدفعه إلى أن
يلتفت الى امور غير ثورية
ان تصعيد النضال الداخلي عند الكادر الفلاحي بفعل الدفعات الثقافية
٢٠٦
الثورية سوف يسحق اسباب السقوط وكل العوامل المساعدة التي تغذي ذلك
وفي التثقيف تبرز امامنا النقطة الاتية :يعتقد البعض ان تثقيف الكادر
في الحقيقة ،يحتوي ، ضمن المسائل الفلاحية لا غير الفلاحي يجب ان ينحصر
ذلك الاعتقاد على خطأ كبير لان المسائل الفلاحية هي جزء من المسألة الوطنية التي
هي جزء فعال في المسالة القومية ،مسالتنا الاساسية .
وتبعا لذلك فان التثقيف لا يمكن تحديده في امور مهنية ومواضعات مصلحية
بل يجب ان يأخذ أبعاده الكاملة لان درجة الالتزام يمكن ان تتعين اهميتها بدرجة
ولا بد من توسيع المدارك الثقافية السياسية التي تقود الى ممارسات ناضجة .
،أمران يمكن ان يلعبا في ذلك المثقفين الكادر ،وتخصيص الخبراء السياسيين
لان الثقافة التي يكتسبها الكادر الفلاحي قد تكون مدعاة لبعض الانتفاخ للنتيجة المأمولة
لان الفلاح بشكل عام ينطوي على صفات مختلفة و توهم الافضلية وهذا أمر ليس غريبا
لذلك فليس هناك تصور رياضي : بفعل سوء حياته ،وتعاسة ظروفه وتخلفه ..
كمقدمة) مؤديا الى فقد يكون التحصيل الثقافي ان المقدمة كذا تؤدي الى كذا
الى الغرور مثلا ،الى التعالي عن الفلاحين ) نتيجة غير متوقعة
يمكن عدم فهمه تبرز اهمية وبسبب هذا الاشكال المطروح جدليا والذي لا
التربية الثورية .فالكادر الفلاحي يجب ان يكون متواضعا ،مضحيا ،غير ملول .
ان الاخلاقية الثورية ،تتعرض عند تحقيق الانتصارات الى هزات محتملة
.ويمارس هذا فقد يكون الانتصار مدعاة لتباهي الكادر الفلاحي وواقعية اساسا
التباهي دون ان يدرك نتائجه وفعله التدريجي بالنفس .ان الكادر اذ يعتبر انتصار
الثورة انتصارا له قد يندفع بدون ادراك كما قلنا -الى توطيد انتصاره الشخصي
فهي وفيما لو عرفنا هذه الصفات جيدا ادركنا النتيجة التي تقودها اليها .
صفات ذات تأثير تشويهي تدريجي يدمر الحقيقة الداخلية للثوري .
ان التربية الثورية تهدف الى غرس احسن الصفات عند الكادر الفلا .
وتطوير الصفات الطيبة واستئصال كل ما هو غير صحيح
في الاجتماعات الفلاحية يجب ان يكون الكادر الفلاحي مستعدا اتم الاستعداد
لسماع الانتقادات وقادرا كل القدرة على نقد ذاته .
وفي الاعمال الزراعية يجب ان يكون الكادر الفلاحي اكثر عملا واستعدادا
۲۰۷
للتضحية من بقية الفلاحين ،انه دائما اكثر الفلاحين نشاطا واقلهم انتفاعا .ولا
نعني بذلك ان الكادر الفلاحي يجب ان لا يرتفع مستوى حياته ،بل بالعكس فان
ارتفاع مستوى حياته منوط بارتفاع مستوى حياة الفلاحين ولكن المقصود ان
،على حساب جهدهم وعرق الانتفاع فيما اذا وجد فهو على حساب الفلاحين
جبينهم وعلى حساب قضيتهم
ان التربية الثورية تطور االلككااددرر الفلاحي وتعمق قناعاته الثورية وتجـ
•
المبادىء التي يعتنقها الى فعل
مراقبة ثالثا :ضبط العلاقة بين « العناية باحوال الكادر الفلاحي » وبين
•
لان ما بين هذين الأمرين من الممكن حصول اختلالات كثيرة الكادر الفلاحي
ان العناية باحوال الكادر الفلاحي تتطلب الاخذ بعين الاعتبار ظروف الكادر
•
وطبيعة اعماله الشاقة التي قد تفرض عليه احيانا ان لا يرى عائلته أياما عديدة
اذ ليس من الجائز افقار الكادر الفلاحي بحجة ان ذلك ضرورة .ان اية ضرورة لا
فالكادر الفلاحي ليس زاهدا واعداده لا يعني تزهيده . تنطلق من هذا الباب ،
ولكن بالمقابل يجب ان لا تقدم للكادر الفلاحي مغريات كثيرة وحقوق عالية تشوهه
بحكم التناقض الذي يأخذ طابعا طبقيا) اولا وتخلق صراعا بينه وبين الفلاحين
ولا بد هنا من التذكير ان الكادر الفلاحي فيما لو اغرق بالمكافآت فربما ثانيا ..
...
ينخدع معتقدا أن لكل عمل مكافأة .وحسب هذا الاعتقاد تتداعى « المثل » الثورية
ويسود منطق « الفائدة والاستفادة » ·
اما مراقبة الكادر الفلاحي فيجب ان تتم من قبل التنظيم الفلاحي الاعلى ومن
قبل الاجهزة الحزبية الثورية .ان هذه المراقبة ترصد نوعية ممارسات الكادر
وماهية اعماله
فمثلا يوجد كادر فلاحي معين ليس لديه من الممارسات الا الشخصية اي انه
ينسرق عن واجباته الحقيقية ،ويندفع نحو الترف الشخصي ،والملاهي .ولنفرض
اننا نأخذ النسبة التالية في حياة فلاح اصبح كادرا
-بدأ الكادر المعين بارتياد محلات اللهو وكان لا يفعل
-
بدا بتدخين السكائر الاجنبية وكان لا يدخن
-
تزوج بامرأة ثانية أو ثالثة وكانت لديه زوجة واحدة
-
اصبحت لديه قطعتا ارض او اكثر
-
بدأ السكنى في المدينة او قضاء اغلب اوقاته فيها
-
نفض يده عن علاقاته السابقة ( فلاحية أو سواها وانخرط في علاقات
.. خصوصية (مع الموظفين مثلا) ..الخ
هذه مواد تشكل ظاهرة يجب ان تدرس .ان بعض هذا التغيير قد يكون
. طبيعيا احيانا ولكنه ليس طبيعيا في معظم الاحيان ودائما
قادرة على تحمله واستيعابه .اما ان التغيير الطبيعي يجب ان تكون ( الذات
اذا كانت ( الذات ) غير طبيعية في تلقيه واستيعابه فانها تنسحب وراءه وتنسحق
ختما
۲۰۸
ان رصد ذلك ومراقبته والعمل على توجيه النقد اليه لهو أمر بالغ الاهمية
المصلحية التي تحكمه بعدئذ بمنطقها فلا يجد عندئذ لنفسه .
الازدواجية ،والانشقاقات وينقل الجراثيم الى الكادر السليم .لنروي هذه الحادثة
مثلا ( :ح ) کادر فلاحي ،شيخ عشيرة ،متهم بجريمة قتل ،له ممارسات في
التهريب • المسألة لحد هذه اللحظة خطيرة .ولكن الخطورة لا تنتهي .انها فقط
تبتدىء · يقوم الكادر (ح ) بولائم يدعو لها مسؤولين ..المسؤولون بدورهم يدعونه
علب سكائر اجنبية ،اغنام ،قطع قماش ..الخ) . في ولائمهم .يجلب لهم الهدايا
في الجلسات تلك وحيث تتم هذه العمليات ،يوجد كادر فلاحي سليم او اكثر
اما تنتابه العدوى فيضطر للتقليد متصورا ان هذا هو السلوك الصحيح الذي
بريده المسؤولون ،او انه يقابل ذلك بالامتعاض فينسحب تدريجيا ثم يتوقف عن مزاولة
النشاط ويهجره بعدئذ مشفوعا بمحاربة المسؤولين .ان تطهير التنظيم الفلاحي من الكادر
ويهجره بعدئذ مشفوعا بمحاربة المسؤولين .ان تطهير التنظيم الفلاحي من الكادر
المندس والانتهازي والوصولي ،ومن الكادر الذي تشوه بحيث لا يوجد بصيص من
امل في اعادة اعتباره ،هو موضوع له اهمية قصوى في سلامة التركيب التنظيمي
الفلاحي وفي اعفاء الكادر الفلاحي من التقليد المرضي
۲۰۹
في التنظيم والتربية الحزبية
حول العمل النسائي ونضال المرأة ( ) ١
في مطلع هذه الدراسة عرض مختلف وجهات النظر حول وضع سنحاول
المرأة في المجتمع .ومن ثم تلمس وجهة نظر الايديولوجية العربية الثورية حول هذه
المشكلة وما يمكن ان يطرح على اساسها من خطوط اساسية تلقي الضوء على حلول
هذه المشكلة المعقدة التي تعتبر احدى المشاكل الرئيسية التي تواجهها الثورة العربية
في سيرها بغية حل التناقضات القائمة في المجتمع العربي واقامة المجتمع الاشتراكي
العربي الموحد .
ان الطبيعة حكمت على النساء بان يكن خادعات لنا » يقول نابوليون :
ويقول لينين « :بدون المرأة لا يمكن ان تنجح اية حركة شعبية ولا يمكن
تحقيق الاشتراكية والمجتمع الشيوعي »
بعيدة عن الحياة العامة للمجتمع ،لذا اصبح تحرير المرأة العربية ضرورة ديمقراطية
ضرورة انسانية .ان النظرة الدونية الى المرأة جزء لا يتجزا بالاضافة الى كونها
من ايديولوجية المجتمع الاقطاعي -العشائري ولهذا فان تحرير المرأة يقع في راس
وان بناء مجتمع عصري ديمقراطي متحرر لا مهمات الثورة القومية الاشتراكية ،
يمكن ان يكون تاما وسليما الا اذا واجه قضية تحرير المرأة مواجهة مبدئية شاملة
وجريئة .وان التعليم وحده لا يمكن ان ينجز مهمة تحرير المرأة على نحو ثوري
وان الاستسلام للتطور العفوي لقضية تحرير المرأة ،سيجعل جوانب سير التطور
العربي مختلفة وغير متجانسة ،وان البناء الاشتراكي للمجتمع سيكون مشوها
.لان العربي حلا جذريا وهجينا اذا لم تحل قضية تحرير المرأة في المجمع
الاشتراكية هي حل لمشكلة الانسان رجلا كان أم امرأة
ان انحسار النفوذ الاستعماري ،وتفكك النظام الاقطاعي العشائري وانتشار
التعليم ،قد دفع بقضية تحرير المرأة خطوات الى الامام .الا ان المجتمع الاشتراكي
هو وحده الذي يوفر ظروفا موضوعية لتحرير المرأة على نحو سريع وجذري .
« الثورة العربية » -السنة الاولى ،العدد السابع · ١٩٦٩ ، () ۱
۲۱۰
ان الحزب والسلطة الثورية ،يجب ان يعملا على مكافحة العقلية السلبية
تجاه المرأة وان يعملا لتصفية آثار الافكار الرجعية وان يحولا هذا الكفاح الى
اسلوب عملي تطبيقي يتيح لها المساهمة الفعالة في الحياة العامة وفي النضال
هذه المساهمة الفعلية هي التي ترفع كل القيود التي تمنع تطور المرأة وتفتح
شخصيتها الانسانية ،الا ان الحزب والسلطة الثورية مطالبان في الوقت نفسه
بالوقوف في وجه المفاهيم السطحية الشكلية البورجوازية لتحرير المرأة ،المنافية
للحرية وربط هذا المفهوم الجديد لحرية المرأة بقضية البناء الاشتراكي للمجتمع العربي » .
لعرض ومناقشة وجهات النظر المتعددة حول « المرأة » والان سنأتي
وهي وجهة النظر التي يحاول انصارها تعريف المرأة من خلال معطيات علم
الحياة ( البيولوجيا ) وتحدد مكان المرأة في المجتمع انطلاقا من الوضع البيولوجي .
ان النظرات المختلفة والآراء المتعارضة جميعا والتي تفسر المرأة وتحدد مكانها
صحيح ان الجسم في المجتمع انطلاقا من الوضع البيولوجي هي نظرات خاطئة
هو وسيلة تمكن الانسان من العيش في العالم ولكنه اي التركيب الجسدي للانسان
.ان المعطيات
ليس بكاف وحده لتحديد وضع الانسان في المجتمع وعلاقته به . .
البيولوجية هي احدى المفاتيح التي تسمح لنا بفهم المرأة ولكنها لا تقرر مصيرها
نهائيا ،وهذه المعطيات لا تكفي لتحديد التمايز بين الجنسين ولا تفسر لماذا تعتبر
كما لا تحكم عليها بان تحافظ والى الابد على هذا الدور الثاني المرأة « الجنس
فان هذا المغزى يبدو لنا وعندما تأخذ احدى المعطيات الفيزيولوجية مغزى لها
مرتبطا بأشياء كثيرة اخرى .ويجب الرجوع الى قرائن اخرى اقتصادية واجتماعية
وتاريخية كيما نعرف موضوع الضعف لدى المرأة » .
ان علاقة الرجل بالمرأة هي علاقة جدلية -ان المرحلة الأعلى لموقف كل من
هي لمرحلة التي يولد فيها كائن جديد يتجاوز كل من الاثنين 1
ا الرجل والمرأة ،و
ان هذه المرحلة هي وليدة لتعارض كل من الموقفين والذي لا بد له في النهاية من
تحقيق الانسجام الكامل والذي ينشأ في التركيب الجديد للانسان الجديد
نستطيع الاستخلاص من هذا بأنه يجب علينا ان نفسر المعطيات البيولوجية
بأن خضوع المرأة لواجب النوع وحدود امكانياتها الفردية هي وقائع بالغة الاهمية .
فجسم المرأة هو احد العناصر الاساسية التي تفسر وضعها في هذا العالم .الا انه
لا يكفي وحده لتعريفها .ان النقص العضلي الذي كان يبعد المرأة عن وسائل
۲۱۱
الانتاج وعن الانتاج المباشر ،عندما كان العمل يتطلب مجهودا عضليا ،قد حل الى
فلقد حلت الآلة محل الانسان في ذلك ولم يبق من في عالمنا الراهن ، حد بعيد
مبرر لبقاء المرأة بعيدة عن عملية الانتاج ،كنتيجة لتلك النظرة ولذلك الوضع
او بالاحرى وجهات النظر المتعددة لعلم التحليل النفسي ،اذ ان وجهات نظر
جديدة قد جدت عند بعض العلماء النفسيين وطورت كثيرا بنظرتهم الى الانسان
...
ان المكان الذي يحتله الاب في الاسرة والافضلية العامة للذكور والتربية
كل هذا يوطد فكرة تفوق الرجل لدى المرأة .الا انها بفضل الامومة تجد في طفلها
ما يعيد التوازن ويكسبها نوعا من الاستقلال
ان النقد الأول الذي يوجه الى فرويد بشكل اساسي يدور حول المنهج الذي
فرويد بناء على حالات اذ ان هذه النظريات بناها . اعتمده وبنى عليه نظرياته
مرضية واننا لنجد انه من غير المقبول علميا بناء نظرية كلية من خلال استنتاجات
مبنية على حالات مرضية وجزئية شاذة
اما ادلر ويونج فقد تقدما وتخطيا فرويد ،حين نظرا الى الانسان ككـــــــل
وبين الجنس واعتبراه کائنا تحركه دوافع عديدة وربطا بين الانسان والمجتمـ
الا اننا نعتقد بان علم التحليل النفسي حتى بتخطيه ذاتية الانسان الفرد الى
فعل ادلر فانه ظل مقصرا عن النظر الى القضية من المجتمع والربط بينهما ،كما
جميع جوانبها ونقصد بذلك اهماله لاثر التكوين الاقتصادي للمجتمع السائد في
مرحلة تاريخية معينة وأثر هذا التكوين وانعكاساته على وعي الانسان والعلاقة
الجدلية بينهما
ترينا العلاقة الجدلية بين التكوين الاقتصادي والتفكير السائد او الوعي الاجتماعي .
ان القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع الاشتراكي لترتبط ارتباطا وثيقا بالاساس
ولقد استطاع المجتمع الاشتراكي الاقتصادي للنظام والقائم على الملكية الجماعية .
حل مشكلة المراة على الشكل التالي :
- ۱جعله العمل وليس المال الوحدة التي يحدد على اساسها مركز اي فرد
المجتمع
- ٢حل التناقض القائم بين ضرورة اسهام المرأة في العمل الانتاجي المباشر
خارج البيت وبين عملها داخل البيت كربة بيت وقيامها باعباء الخدمة المنزلية ،
عملا اجتماعيا وجماعيا يشارك به الجميع فالمطاعم الخدمة وذلك بان جعل من
جماعية ومؤمنة للجميع وبيوت العناية بالاطفال موجودة بشكل عام لكل من يعمل
بدون استثناء ..الخ .
۲۱۲
ذلك فاننا نجد وضع المرأة على عكس اما بالنسبة للمجتمعات الراسمالية
في المجتمعات الرأسمالية الاكثر تقدما لا تزال تشعر تماما • ان المراة الاوروبية
ويشعر المجتمع بانخفاضها عن مستوى الرجل وتبعيتها له ونراها غير مستقرة
نتيجة لذلك فالتناقض لا يزال قائما وهو تناقض غير طبيعي ويظهر بميل المرأة الى
الظهور بمظهر الخشونة تقليدا للرجل ومحاكاة له وبميلها العكسي كذلك الى الاعتناء
في حين اننا نرى ان . بمظهرها للظهور كما يريدها المجتمع اي كأنثى وربة بيت
المرأة في المجتمعات الاشتراكية ينظر اليها كأنسان مساو للرجل وهي تساهــــم
.ونرى كذلك بان وضع الاسرة وضع مستقر مساهمة جدية في الحياة العملية
. على عكس ما يتراءى لنا في المجتمعات الراسمالية
ان هذا كان يؤكد لنا اثر التكوين الاقتصادي للمجتمع على التفكير الانساني ،
.
هذا العامل الذي اهمله علماء التحليل النفسي
فهي تعتبر ان الانسانية ليست نوعا حيوانيا بل هي واقع تاريخي .ولا المراة .
يتأثر الانسان بالطبيعة تأثرا سلبيا بل يحاول السيطرة عليها وتوجيهها وفقا لحاجاته
ليست عملية ذاتية وانما تجري في السيطرة عليها ومحاولته هذه ومصالحه •
والمعطيات • فقط ككيان عضوي لذلك لا يمكن اعتبار المرأة بصورة موضوعية .
البيولوجية تكتسب اهميتها وتأخذ قيمة محسوسة ضمن العمل .وان شعور المرأة
بذاتها يعكس وضعا يتعلق بالتكوين الاقتصادي للمجتمع .هذا التعبير الذي تعبر
عنه درجة تطور الانسانية الفني ( التكنيكي) ·
ان انجلز ،يسرد تاريخ المرأة في كتابه « اصل الاسرة والعائلة والملكية
ويظهر ان تاريخ المرأة مرتبط ارتباطا اساسيا بتاريخ التكنيك ويشرحها الخاصة
والمرأة ،الرجل يصطاد والمرأة تبقى في المنزل حيث تقوم بالاعمال الانتاجية
كالنسيج والعمل في الحقول ،وبالتالي كان لها دور كبير في الحياة الاقتصادية .
واتسع نطاق الاستثمار الزراعي ، ولما اكتشفت المعادن واخترع المحراث
ظهرت الملكية الفردية .فصار ممكنا للرجل بان يصبح سيدا للعبيد والارض واصبح
ايضا مالكا للمرأة .ذلك هو الانكسار التاريخي الكبير للجنس النسائي وانه ليفسر
بالثورة التي طرأت على تقسيم العمل نتيجة لاختراع وسائل جديدة للانتاج :ان
العمل المنزلي الذي كان يضمن للمراة استقلالها في السابق لانها كانت تشارك
الرجل في عملية الانتاج المباشر ،صار يضمن سيطرة الرجل ،لان العمل المنزلي
لم تعد له سوى قيمة ثانوية جدا امام عمل الرجل المنتج .حينئذ حل الحق الابوي
۲۱۳
محل الحق الاموي وظهرت الاسرة الابوية القائمة على الملكية الفردية ،وفي مثل هذه
ولا يمكن للمرأة ان تتحرر الا حينما تستطيع . العائلة اصبحت المرأة مضطهدة
في الانتاج ولا يستدعيها العمل المنزلي الا بصورة طفيفة ، الاسهام الى حد بعيد
وهذا لن يصبح ممكنا الا ضمن مجتمعات الصناعة الكبرى الحديثة التي لا تفسح
المجال لعمل المرأة فحسب بل تتطلبه بصورة ملحة »
ان مقاومة وتحفظات النظرية الابوية الراسمالية هي التي تحول دون تحقيق
المساواة في كثير من البلاد وحينما يحل المجتمع الاشتراكي في العالم كله فلن يكون
هناك رجال ونساء بل عمال متساوون فيما بينهم »
لقد ابرزت المادية التاريخية والماركسية بشكل عام ،حقائق اساسية وذات
اهمية بالغة اهمها :
قد ساهمت مساهمة كبرى في عملية الغاء استغلال الانسان للانسان واعادت
الاعتبار للطبقات الكادحة المستغلة والتي تشكل اغلبية الشعب .وهي بفلسفتها
المادية الجدلية قد تجاوزت وعارضت الفلسفات القديمة والتي كانت تبرر الاستغلال
الطبقي من قبل فئة قليلة العدد غير منتجة
فقد اعطتها ، ۲ـ وبالنظر الى قضية تحرير المرأة من استرقاقها الطويل
الماركسية حقها عندما اشارت الى ان رغبات الكائن تأخذ شكلا محسوسا بحسب
الامكانيات المادية التي تعرض له خاصة تقدم التكنيك ،وبان المعطيات البيولوجية
في مرحلة معينة من مراحل تكتسب اهمية حسب التكوين الاقتصادي السائد
تطور المجتمع ،وهي بذلك تكون قد تجاوزت النظريات المجحفة التي تريد ان تبقي
.
المرأة في عبوديتها وتبعيتها بانية نظرياتها على اساس الجنس والنوع فقط
غير ان انجلز في عرضه لتطور التاريخ البشري وفي استنتاجاته قد عمم
وتعسف في تعميمه وذلك عندما بنى هــــذه التعميمات والاستنتاجات من خلال
• اما
معالجته لثلاث مناطق في العالم وهي :بلاد الاغريق والرومان والجرمان
فاما انه لا يذكرها اطلاقا او يتعرض لها بصورة عرضية المناطق الاخرى من العالم
غير كافية لاثبات صحة التعميم
قد ذكرا خمس مراحل تاريخية لتطور ومن ناحية اخرى فان انجلز وماركس
التاريخ البشري وأكدا على ان جميع المجتمعات قد مرت بها وبينا بالتالي تحليلاتهما
لوضع المرأة من خلال عرضهما لهذه المراحل الخمس ومن خلال تحليلهما الاول في
سلمنا جدلا بان حين انهما لم يتسن لهما دراسة باقي المجتمعات .وحتى لو
انكسار المرأة التاريخي واستغلالها ابتدأ مع ظهور الملكية الفردية والتقسيم الاول
للعمل فاننا وبمنطق علمي لا نستطيع التعميم
ما يمكننا ان نقرره الان بصدد موضوعنا عن المرأة هو ان رغبات الكائن
الانساني تأخذ شكلا محسوسا لها بحسب الامكانيات المادية التي تعرض له خاصة
هذا التقدم التكنيكي او الحالـــــة قائمة بين تقدم التكنيك وبان علاقة جدلية
٢١٤
الاقتصادية السائدة وبين القيم الاجتماعية السائدة في مرحلة تاريخية معينة وبان
المعطيات البيولوجية تكتسب اهمية حسب التكوينين الاقتصادي والاجتماع
على حدة ،سنحاول الان وضع بعض الخطوط التي ترشدنا كما قلنا آنفا الى حل
هذه المشكلة
ثانيا :من حيث كونها عضوا في المجتمع :عليه واجبات وله حقوق هي نفس
حقوق الرجل
وعلى ذلك فباستطاعتنا ان نقرر تبعا لهذا كله وانطلاقا من هذين المنظارين
الامور التالية :
اولا :ان تحرير المرأة في المجتمع العربي وفي العالم بشكل عام لا يتم الا
بتحرير المجتمع من مستغليه .لذلك فان تحقيق المجتمع الاشتراكي العربي الموحد
هو الكفيل وحده بخلق الظروف الموضوعية لتحرير المرأة ·
ثانيا :دون تحرير المرأة لا يمكن نجاح وتحقيق الثورة الاشتراكية واقامة
نظرا لكونها تشكل نصف مجموع الشعب المجتمع الاشتراكي العربي الموحد .
ولكونها كذلك القطاع الاكثر اضطهادا من الطبقات الكادحة ولها مصلحة حقيقية
بالثورة وبالسير الى نهايتها
ثالثا :ان المرأة اضطهدت وما زالت مضطهدة من قبل الرجل ( باستثناء
صراع دائم مع سلطته ومحاولاته في فرض هذه وهي في المجتمعات (الاشتراكية
السلطة عليها وابقائها تابعة له .لكن هذا الصراع هو في الحقيقة ،يعبر عن تناقض
اما التناقض الاساسي فهو التناقض القائم بين المرأة الكادحة المستغلة ثانوي
كجزء من الطبقات الكادحة المستغلة وبين الطبقات المستغلة من بورجوازية تجارية
ان الحركة الثورية ما لم تجعل نضالها العملي موجها نحو القضاء علـــــــى
في منزلقات تعطل تقدمها وتحولها عن خطها التناقضات الاساسية ستقع حتما
الشعبي الاساسي وبذلك تكون قد خدمت الحركة البورجوازية خدمة جلى ووضعت
مصير الثورة بين اياديها القذرة •
رابعا :ان العمل على كشف والغاء التناقضات الاساسية في مجتمعنا العربي
يحدد استراتيجية الثورة والمرحلة طويلة و اعتبار هذه التناقضات المنطلق الذي
يجب ان لا يغيب عن بالنا ابدا كحركة ثورية واعية ،المهام المرحلية والشعارات
التكتيكية التي عليها ان ترفعها وتناضل من اجلها ،ولكن كجزء غير منفصل عن
نضال عموم الطبقات الكادحة .مثلا :ان المطالبة بحقوق متساوية للمرأة بالرجل
دون طرح قضية النظام ككل لا يخدم الا الحركات البورجوازية التي تتصدر مثل
هذه الدعوات املا في امتصاص النقمة الشعبية وفي افراغ الدعوى من بعد ذلك
۲۱۰
ومن جهة ثانية فان طرح قضية النظام ككل الجماهير . لافتقاد الثقة بينها وبين
بشكل عشوائي دون الطرح المسبق لشعارات تكتيكية تضع الجماهير الشعبية
بمواجهة مباشرة مع اعدائها لضرب الثورة وتستطيع الحركات المعادية للشعب
• استغلالها لصالحها
خامسا :قلنا سابقا :ان وجود الحزب الثوري ضرورة عملية لنجاح الثورة
وتحقيق اهداف المجتمع .
فهو الذي يعبد الطريق لقوى المجتمع التقدمية والتي
تشكل النساء الكادحات جزءا هاما منها .ونؤكد هنا بان اية حركة ثورية ما لم
تستطع ان تضع في اعلى مهماتها مهمة تنظيم النساء الكادحات ،ان تدخل
صفوفهن وتجعلهن ينضوين تحت قيادتها وتضعهن تحت تأثيرها المباشر وتهيئهن
للنضال القومي والطبقي بقيادتها ،فهي لن تستطيع ان تنجح بتحرير المجتمع العربي
•
بكامله وتحقيق النظام الاشتراكي حيث تتكافأ فيه الفرص للجميع دون تفريق
سادسا :ان عدم مساهمة المرأة بصورة مباشرة في الانتاج هو العامل
لذلك فانه من مهام الرئيسي الذي جعل منها كائنا عديم القيمة ولا منفعة لوجوده
دفع المرأة ) قبل استلام السلطة الحركة الثورية في مرحلة النضال السلبي اي
الى العمل ،كخطوة اولى نحو تحقیق شخصيتها المستقلة واعادة الثقة الى نفسها
وبالتالي دفعها باتجاه الثورة -اذ ان بلوغ مرحلة النضج الثوري والالتزام العقائدي
.يسبقه المراحل التالية :
جهة ثانية أن عمل المرأة خارج البيت ليس كافيا لتخليصها من عبوديتها فهي ما
تزال تخضع للقيم القديمة التي يفرضها عليها المجتمع :ان الزوج هو المسؤول
وحده عن القيمة المادية التي تأخذها المرأة لقاء كدها وجهدها وهو وحده الذي
يجب ان يسيس امور البلد ...وهو وحده الذي يقرر وما عليها سوى الخضوع ،هو
وحده الكائن الاجتماعي واما هي فهي (آلة نشيطة تعمل بكد داخل جدران البيت .لذلك
نقول ان عملية التوعية المنظمة يجب ان تكون متلازمة مع دفع المرأة باتجاه العمل في
٢١٦
فالعمل هو وسيلة لتحقيق تمردها وليس غاية بحد ذاته . مرحلة النضال السلبي
الخدمة المنزلية التي تأخذ منها كل وقتها وجهدها ويحيلها الى كائن يجتر عمله
قوة الاستمرار دون اي تفكير •
في الحزب :ان عملية التوعية الاجتماعية المنظمة يجب ان تشمل ثامنا
ان عقلية النظام الراسمالي والاقطاعي المستغل لا الثوري الرجال والنساء معا .
تزال موجودة وبقوة في صفوف حزبنا ،هناك اتجاه نجده بين صفوف الحزب
فشل الفتاة العقائدية ينادي باستبعاد المرأة عن العمل الحزبي والمبرر لذلك هو
ويحكم اصحاب هذا الاتجاه على في العمل النضالي . النجاح نجاحا كافيا
المرأة بشكل عام نتيجة لهذا الفشل بالعقم والجمود .ان هذه العقلية عقلية متخلفة
متخلفة
وذلك لانها تتعامى او تقفز عن الاسباب الكامنة وراء صورة الاشياء وهي
كذلك لانها لا تبحث في المحرك الاساسي وفي الاسباب الكلية التي تؤدي بمجموعها
.
الى حلق وضع اجتماعي معين
فعلى الحزب الثوري ان يهيىء في مرحلة ما بعد الاستيلاء على السلطة ما
التاليين :
- ۱الاتجاه الاول يدعو الى ضرورة بقاء المرأة في البيت فقط وبان عالمها
:
الوحيد هو عالم البيت داخل جدرانه ..اما عالم الرجل فهو العالم الخارجي
...الخ ·
عالم العمل والسياسة والاجتماع
-
٢ـ الاتجاه الثاني :ويبدو أقل حدة في الشكل اما من حيث الاساس لا
ي (الرجل )
ا) يختلف عن المنحى الأول وهو يدعو الى ضرورة مساعدة الجنس القوي
الركيك ( المرأة ) وعلى المرأة ان تقبل بالرجال المتفوقين عليها بنية وعقلا للجنس
والمولودين لاصدار الاوامر والقيادة وهي تبقى لها مهمة التنفيذ هذا اذا تساهلنا
معها
جهة ثانية مثالا على ذلك علاقة زوجة الحزبي بالحزب هي في اكثر الاحيان علاقة
.
غير مباشرة وهي نتيجة لعلاقة زوجها بالحزب وليس نتيجة ايمان صحيح واع)
اما السبب الرئيسي باعتقادنا ،الذي دفع حزبنا الى هذه الازمات المتتالية
والى الازمة التي نعاني منها الان فهو يعود الى التركيب الطبقي لحزبنا ،هذا
التركيب الذي يتكون باغلمية من البورجوازية الصغيرة بما تتسم عقليتها من غرور
۲۱۷
وارتجال وتردد ومن النظر بمنظار الوصاية الى الجماهير الكادحة وعدم الجدية في
العمل ،ذلك نظرا لكونها لا تشكل طبقة واضحة ومحددة المعالم
ان الحركة الثورية التي اخذت على عاتقها مهام تحقيق المجتمع الاشتراكي
وان حزبنا ما لم يعالج هذه الامور بصرامة ووعي وجراة وما لم تكن عند كل
فلن نستطيع الخلاص من ازماتنا رفيق منا القدرة على تجاوز الذات الى المجتمع ،
وتحقيق المجتمع الذي نريده .وان حزبنا بما يحمل من امكانيات مخلصة وعظيمة
وواعية لهو القادر واكثر من اية حركة اخرى في الوطن العربي الكبير على تجاوز
ازماته وتحقيق المجتمع الاشتراكي العربي الموحد
۲۱۸
تفتيت الحركات الثورية واسلوب مواجهته ( ) ۱
تمهید :
تواجه الحركات الثورية في العالم تحديات كثيرة تهدد ثورتها وقدرتها على
مواصلة النضال وتجمدها عند شعارات ضيقة .والحركة الثورية في العراق
مطالبة اليوم اكثر من أي وقت مضى بتطوير وسائلها الثورية للحفاظ على تقاليدها
الخلاقة في تخطي الصعاب لتضع الاساس المتين الراسخ للحركة على الصعيدين
الداخلى والخارجي ·
ان التجربة الذاتية للحركة الثورية لم تكن قادرة وحدها وفي ظروف تزداد
فيها ضراوة الاجهزة المعادية وبدون التفاعل الحي مع التجارب الثورية الاخرى في
العالم على مواجهة تحديات الاستعمار والرجعية والامبريالية العالمية من خلال
.
الظروف القاسية التي يمر بها النضال الشعبي بصورة عامة
ان بناء حركة ثورية متطورة منسجمة في مواقفها يتطلب اعادة النظر
بأساليبها ومواقفها السابقة ،وعلى الحركة الثورية ان تواجه اعداءها بتطوير
باجهزتها الثورية اساليبها النضالية محتفظة لنفسها دائما بالتفوق عليهم
وبالرغم من تنوع عمليات التفتيت وتعدد الجهات التي تلجأ اليها . والشعبية
فستقتصر هذه الدراسة على بحث موضوع تفتيت الحركات الثورية السرية من قبل
اجهزة الحكم المعادي واسلوب مواجهته ·
مقدمة
· « الثورة العربية» -السنة الثانية ،العددان الخامس والسادس ۱۹۷۰ ، ()1
۲۱۹
الثورية السرية باستخدام الارهاب بشتى وسائله عمدت الى تطبيق اسلوبين
منفصلين يخدمان غرضا واحدا هو القضاء على نشاط الحركة وتفتيتها .وقد اصبحت
هذه الاساليب مرتكزا لاستراتيجية واسعة تستند اليها اجهزة المخابرات في العالم لمجابهة
الثورية السرية وكجواب على تطور وسائل النضال النشاطات المتزايدة للحركات
والداب للحفاظ على الالتزامات العقائدية والثورية التي تميزت بها الحركات الثورية
والتي تعطي للحركة وجهها النضالي .وتقع الاساليب الحديثة في مقارعة الحركات
• -
٢ـ التفتيت الثورية السرية في استراتيجيتين أساسيتين هما ١ :ـ الارهاب
فان لكل منهما مستلزماتها واجهزتها وعناصرها وبالرغم من تكامل الاستراتيجيتين
ويمكن اعتبار استراتيجية التفتيت اكثر خطرا وابعد اثرا على الحركات الثورية
السرية من استراتيجية الارهاب اذا ما توفرت لها الاجهزة المخططة والكفاءات ذات
الدراية العلمية بتاريخ الحركات الثورية واسلوب نضالها واذا ما توفرت لها ايضا
العناصر المعدة اعدادا خاصا لهذا الغرض
التفتيت اسلوب تخصص يعتمد على دراسات علمية ولهذا كان اسلوب
واجتماعية وسايكولوجية يفوق من حيث الخطورة والتأثير والتطور اسلوب الارهاب
في مواجهة نضال الحركات الثورية والذي يثير الذي ينطوي على بدائية وعجز
نقمة الجماهير على السلطة البوليسية لسهولة التحسس به وتشخيصه
ان التفتيت يوفر على السلطة استخدام الارهاب بصورة دائمية ويمنحهـ
فرصة ادخاره للحظة الحاسمة ويرفع عنها تهمة البوليسية ومعاداة جماهير
ويهدف الاسلوب الجديد الى تحطيم التنظيم الثوري السري من الداخل الشعب
وشل العمل الجماعي لتسهيل تحطيم المبادرات الفردية وذات الاثر المحدود وتحويل
التنظيم الثوري الى مجرد هيكل تنظيمي تكتشف بواسطته جميع الكفاءات المعادية
للنظام وتسحق بداخله روح الثورة وتستهلك فيه كافة الطاقات والامكانات التي
يتمخض عنها الواقع الاجتماعي والسياسي • ويهدف ايضا الى خلق سلسلة من
في واقع سلبي نفسي وتنظيمي و ارتباطاته مكشوف بنتائجه فقط والتي تنعكس
يخنق الحركة ويدمرها وفي كونه ايضا قد يصل الى نتائج يعجز عن الوصول اليها
اسلوب الارهاب بسبب تطور وسائل النضال الثوري السري وصمود مناضلي
الحركة امام الارهاب
التفتيت :
۲۲۰
وحاجاتها .وكان من نتائجه رص صفوف مناضلي الحركة وتعزيز ايمانهم بجدوى
وتوسيع النقمة الشعبية على الحكم المعادي واجهزته القمعية الارهابية ،وعاملا
الساقطة في دروب النضال الضعيفة وطرح العناصر يساعد على كشف العناصر
اسلوب الارهاب » قد يصيب الحركة ببعض الاضرار المادية ويحجب بالرغم من ان
كفاءاتها الفكرية وكوادرها القيادية . عنها بعض
يتوقف نجاح عملية التفتيت على توافر عوامل : -التفتيت من الداخل
معينة مساعدة من داخل الحركة الثورية بالاضافة الى الادوات التي تستخدمها
نفسية تستفيد منها الاجهزة المعادية في زرع التفكك التنظيمي يؤدي الى ازمات
الشك وعدم الثقة في صفوف الحركة .وانكشاف التنظيم يؤدي الى كشف اغلب
العناصر القيادية والكوادر الحزبية وتعطيلها عن ممارسة النشاط الثوري كما يؤدي
ايضا الى تصدع الارتباط الداخلي للحركة ويفقدها الوسائل المجدية في التأكد
من مستويات العناصر العاملة على تجميع عناصر الحركة بعد الضربة وسلامتها •
نتيجة انعدام ۲ـ عدم امتصاص الضغوط النفسية والتنظيمية المشاكل الحزبية
الديمقراطية داخل الحركة الثورية واهمال المشاكل الحزبية مما يدفع ببعض
في المقاهي والمحلات العامة العناصر الثرثارة الى استئناف طرح القضايا السرية
ووضعها في متناول الاجهزة المعادية وبذلك تعطي صورة عن الاوضاع الداخلية
للحركة وامكانية التسلل اليها .
۲۲۱
فالتكتلات الشخصية داخل الحركة الثورية مثلا قد تتبنى بعض العناصر
وحرق العناصر المناضلة بالاضافة للأمراض التي تعاني منها الحركات الثورية تؤدي
الى تفكك الحركة وتساعد على خلق الظروف المؤاتية للتسلل وممارسة التفتيت .
،تعتمد الاجهزة المسببة بفعل العوامل الخارجية) - ٢العوامل النفسية :
المعادية بعض الوسائل وهي الارهاب ،التعذيب ،السجن ،القتل ،الاعدام ،
.
الفصل من الوظيفة ،النفي ،التشكيك
لدى المختلفة بخلق اوضاع نفسية سلبية وسائلها توجه الاجهزة المعادية
في طريق النضال لاضعاف نتسبي الحركة الثورية تحول بينهم وبين استمرارهم
الحركة وتفتيتها :
ب ـ تحريك الوضع النفسي السلبي الذي يظهر اثناء الضربات الى داخل
الحركة من خلال التشكيك بمواقف الحركة وتشويه مواقف مناضليها لزرع الشك
والخوف وعدم الثقة في نفوس اعضاء الحركة
تمارس الاجهزة المعادية عملية التفتيت عبر وسائل عدةمنها : وسائل التفتيت
ويتم ذلك عن طريق : تحقيق الارتباط «بالحركة - ۱التسلل الى الحركة :
ا -دفع العناصر المعدة اعدادا خاصا من الخارج الى داخل الحركة
ب ـ شراء بعض العناصر الضعيفة والمتخاذلة من داخل الحركة
۲۲۲
وظهور الحاجة الى العناصر التي تتوفر فيها بعض الشروط الثقافية والسياسية
.
لاشغال المراكز القيادية الشاغرة في ملاكات الحركة الثورية
المندسة والتي لم تتمكن من تبوء المراكز المهمة للوثوب الى مراكز القيادة .وتهدف
الاجهزة المعادية من وراء الكشف المستمر للتنظيمات الجديدة تجريدها مـــــــــــن
امكانياتها التي تكشف في الضربات الاولى لتذليل العقبات امام عناصرها المدسوسة
نشاط
وخلق الظروف الملائمة للوصول الى المراكز القيادية في الحركة لتضمن
الحركة الثورية وازالة خطرها وتكرس عملها بعد ذلك لتدمير الحركة من الداخل
بعد ان كان نشاطها السابق ذو طابع دفاعي فقط يهدف الى الحيلولة دون انطلاق
الحركة واستكمال شروط بنائها الداخلي .
وقد توفر الاجهزة المعادية نوعا من
مرحليا لتركيز عناصرها المندسة التي وصلت الى مراكز قيادية مهمة ومنحها فرصة
التمرس وتوثيق ارتباطاتها مع اعضاء الحركة وكسب ثقتهم .وبمداراتها في قيادة
الحركة وحمايتها المزعومتين .وتقوم العناصر المدسوسة بمهمة اكتشاف الطاقات
فى الحركة وتحريكها واجتذاب العناصر الصدامية التي لم تنلها الضربات المعطلة
قبل الاجهزة المعادية التي السابقة وتوريطها بمواقف سياسية حدية مرصودة من
ان النكبات التي تصيب الحركات الثورية عن طريق الخيانة الداخلية لا بد ان
تلقي اضواء كاشفة على بعض العناصر الخائنة والمندسة وتفضحها مما يدفع الاجهزة
المعادية الى القاء تهمة الخيانة والعمالة على العناصر الصامدة المخلصة للتستر على
عملائها وحمايتهم من جهة ولتضخيم الشكوك التي تنجم عن تصور صدور الخيانة
نفسية الاعضاء وابعادهم عن النضال من قبل العناصر الصامدة وذلك لتحطيم
-ضرب الاهداف التنظيمية والسياسية للحركة :لكل حركة ثورية
اهداف تنظيمية وسياسية توجه اليها الاجهزة المعادية هجماتها لعزل الحركة عن
قاعدتها الحية -الجماهير الشعبية ― وبث الشك في نفوس اعضائها ويتم ذلك
۲۲۳
التأميم الشكلية كما حدث في عميد على تخلف الحركة عن مواكبة الاحداث
د -طرح المنظمات البديلة التي تحظى بتأييد ودعم السلطة لاستقطاب جماهير
الحركة والعناصر الانتهازية والضعيفة التي لا ترغب في ترك العمل السياسي والتي
تجد في الانتماء للمنظمات الذيلية ستارا يحجب ضعفها وانتهازيتها
- ٤شطر الحركة الثورية :ويتم كما يلي - 1 :استغلال عوامل داخلية وهي:
الطموح غير المشروع في تبو مراكز قيادية والتكتلات - ۱عوامل شخصية
الشخصية والنشاطات الانتهازية
۲ـ فقدان الوحدة الفكرية والتي تؤدي الى تصدع الوحدة التنظيمية للحركة .
·
-السلوك اليميني و « اليسار » الطفولي
وتسعى الاجهزة المعادية الى تشجيع وتكريس الانشقاق داخل الحركة الثورية
بغض النظر عن ارتباط اطرافه بها على اساس ان انقسام وانشطار الحركات
الثورية هو بحد ذاته اضعاف لتلك الحركات .ومن الطبيعي ان يكشف الانقسام
عن مجموعات مختلفة من الاتجاهات احدها الاتجاه التاريخي الصحيح للحركة الأم
الأخرى التي ينتهي بعضها الى والتي تنمو بمرور الزمن على حساب الاطراف
ركات سياسية
حرن ح
انضا
حضاح
الارتباط بجهات مشبوهة والبعض الاخر الى الارتماء في أ
اخرى واتخاذ طريق جديد في العمل سرعان ما يتبدد .وتحاول الاجهزة المعادية
الحركة التي كسبت بعض العناصر الساقطة استخدام اسلوب جديد لتفتيت
الثورية لتسهل تسلل العناصر التي ارتبطت بها بدافع المصلحة والحقد على
اجهزة الحركة الثورية اعتمادا على صلاتها السابقة وماضيها النضالي في الحركة .
ب -عوامل داخلية :ويتم شطر الحركة الثورية عن طريق العناصر المندسة
الازمات الداخلية والآثار التي تتركها العمليات المضادة والموجهة من قبل الاجهز
:
المعادية .وأهم العوامل الذاتية التي تدفع بالعناصر الغريبة للحركة هي
ا -عقدة النقص :تلجأ بعض العناصر الى الانتساب للحركة الثورية لتغطي
•
فشلها في حياتها اليومية والعامة
ب -حب الظهور :ويكاد يكون هذا الحافز غريزة طبيعية عند الانسان ا
ان غلبته عند بعض الاشخاص يدفعهم الى التفتيش عن مجالات يبرزون من خلاله
على حساب القضايا الموضوعية
-المصلحة الذاتية
٢٢٤
في الاجواء السلبية اجواء الدجل الثورية من خلال التكتلات الشخصية وتنمو
والمشاكل الداخلية لاحراز نجاحات الازمات والتشكيك وتستثمر والغموض
شخصية على حساب وحدة الحركة الثورية وتقاليدها النضالية .على ان سقوطها
في ظروف النضال السري الثوري ولا يشكل خطرا كبيرا على الحركة محتم
بالمقارنة بالفوائد التي تجنيها الحركة من وراء تخلصها من هذه العناصر التي تضر
كثرتها بثورية الحركة وتطمس معالمها النضالية
وتحدد الدور الفعال لها حسب كفاءتها وقدرتها على التكيف وحصولها على ثقة
الحركة
اي ان نشاط العناصر المدسوسة يتوقف على وصولها الى مستويات ..
.
وتعتمد الجهات المعادية نظام معينة داخل الحركة ضمن خطة بعيدة المدى
دفع خط جديد مما كانت قد جمدت الاتصال به لكي لا يتعرض للكشف .وتستفيد
من الحركة نفسها في زيادة عناصرها المدسوسة وتسعى الى تمكينهم وتركيزهم
ونشاطاتهم والتي يتعذر على غيرها داخل الحركة من خلال تفاضيها عن تحركهم
النهوض بها بسبب ظروف الارهاب والملاحقة والاعتقال ودفعها الى ممارسة مزيد
.وقد تلجأ السلطة احيانا الى من النشاط لفرض نفسها على الحركة في الازمات
اعتقال بعض عناصرها لتمويهها وتوجيه الانظار اليها وزيادة رصيدها النضالي
وتعزيز ثقة الحركة بها تمهيدا لرفعها الى مستوى اعلى اعتمادا على الشروط المغلوطة
وتقوم العناصر المدسوسة بخدماتها على القادة وشروط القيادة . المتبعة من تقييم
مرحلتين :
-
مرحلة الاستخدام السري :تمارس العناصر المدسوسة نشاطاتها داخل
الحركة في نقل المعلومات عن نشاط الحركة وكشف أوكارها وأماكنها وخططها
وفي تركيز العناصر المدسوسة الاخرى وفي بث روح الخيبة والهزيمة في نفوس
الثوريين
تندفع في عملها وتبدي شتى انواع الحماس في العمل بحافز الدفاع عن النفس .
-
استخدام الحرب النفسية ،وذلك باتباع الوسائل التالية :
ا -الدعاية المضادة :عن طريق اجهزة الاعلام واستخدام واجهات السلطة
لتشويه مواقفها السياسية والطعن بعقيدتها وتراثها النضالي
-التشكيك ،وتتبع الاساليب التالية :
٢٢٥
في التنظيم والتربية الحزبية ـ ١٥
بتصديع الحركة وتشتتها ويستخدم في ذلك افراد الاجهزة القمعية كمصادر ثقة
- ٣اتباع المعاملة المتباينة اتجاه اعضاء الحركة اثناء التحقيق لتفتيت موقفهم
الموحد من جهة ولامتصاص النقمة التي احدثتها المعاملة الوحشية لبعض عناصر
الحركة من جهة اخرى .
الحركة الثورية مهمتين احداهما مهنية تتلخص في كشف التنظيمات ونقل نشاطات
في العمل على بث روح الهزيمة في الحركة الى السلطة والثانية دعائية تتلخص
الذيلية للسلطة وتسخير وسائل الاعلام لابرازها لتحطيم معنويات جماهير الحركة .
د -ربط نشاط الحركة بالاعمال الشائنة « التآمر ،الخيانة ،الارتباطات
المشبوهة وطمس المعاني الايجابية للنشاط المرحلي للحركة ويتم عن طريق :
- ۱تبديل المسميات -تسمية النشاط الثوري بالمؤامرة ،ونعت التصدي
- ٢التركيز على النتائج في حالة الفشل والنفوذ من خلال ذلك الى اتهام
قيادات الحركة بخيانة قواعدها لتخريب الثقة الواعية بين القيادات والقواعد .
وابراز الجوانب السلبية للعمل الثوري المرحلي والتي تستهدف مصلحة الجماهير
واستغلاله على انه ارضاء لشهوات الاشخاص من الطامعين في المناصب الوزارية .
ه
وضع الحركة الثورية في صف الاعداء المشتركين ،من خلال المواقف
المتشابهة لاعداء السلطة وتجاهل الاختلاف النوعي في الموقفين وذلك لتشويه
نشاط الحزب سمعة الحركة كما نرى الان عند مقارنة السلطة لنشاطاتنا
الشيوعي لكون الجهتين تحارب السلطة القائمة »
٢٢٦
مجابهة التفتيت
-التنظيمية
-النفسية
المجال للخبرة الجديدة التي اكتسبتها الاجهزة المعادية لمكافحة نشاط الحركة الثورية .
ب ـ ایجاد افضل صيغة للعمل الثوري والعلاقات التنظيمية وعدم فسح
المجال للاستغلال القيادي والمادي
-۲
ایجاد منظمات الواجهة :وترمي الحركة الثورية من وراء ممارسة العمل
الواجهي الى ما يلي :
- 1تجنب الضربات السياسية المباشرة
ب -توسيع الجبهة المعادية للسلطة
-
اشراك جماهير غير حزبية في نشاط منظمات الواجهة وتجنب ادخال
العناصر غير المجربة في تنظيمات الحركة الثورية والتي قد يؤدي دخولها الـــــــى
اضعاف ثورية الحركة ووحدتها التنظيمية ،وبذلك تحافظ الحركة على علاقتها
الطيبة مع هذه العناصر وتنجو في نفس الوقت من المخاطر التي تنجم من دخولها
المفاجىء الى صفوف الحركة الثورية ·
۲۲۷
العمل الشعبي ودفع عناصر جديدة غير مكشوفة لاستلام المهام الثورية للحركـ
وتغيير مهام العناصر المكشوفة بما يضمن سلامة الاجهزة الثورية
-ابعاد العناصر الضعيفة عن المراكز القيادية
- ۸جمع المعلومات الوافية عن عناصر الحركة وخاصة في اعقاب الازمات
والضربات السياسية
ج -احباط المخطط المعادي وفضح عمليات التسلل باتباع الوسائل التالية :
- ۱الانذارات التجريبية للاجهزة
- ۲الاختبارات الشخصية للعناصر
-
التغلغل في اجهزة السلطة المعادية لاحباط مخططاتها
التي تتعلق بسلامة الاجهزة الحزبية ٤ـ التأكيد على سرعة نقل المعلومات
ومراعاة الامانة في نقلها في كافة الظروف وخاصة المعلومات التي يدلي بها المناضل
الى سلطات التحقيق عند اعتقاله لتلافي الاخطاء التي قد يقع فيها المناضل وتقليص
آثارها على سلامة الحركة
ه -تدريب الاعضاء على مواجهة اساليب التحقيق •
۷ـ اعتماد مبدأ الدقة في تنفيذ التعليمات وتجنب احداث ثغرات في سياق
.
العمل والتي تستفيد منها الاجهزة المعادية
هـ ـ تشكيل مكتب دعاية ينهض بمهام الدعاية السياسية
و -
الاهتمام بالامن الداخلي للحركة الثورية وبناؤه على اساس التخصص
ويمكن تأمين ذلك باستحداث . ذلك وتحديد المهام لتجنب ضياع المسؤولية في
جهاز للامن الداخلي يأخذ على عاتقه تنفيذ المهام التالية :
-التغلغل في صفوف الحركات السياسية الاخرى ·
-التغلغل في اجهزة الدولة الحساسة •
۲۲۸
لتوخي الفائدة وتجنب التفريط الوسيطة - ٣ادامة العلاقات مع العناصر
باسرار الحركة »
ز ــ زيادة عدد العناصر ذات الكفاءة الفنية واعداد الكادر الفني من بين اعضاء
الحركة المخلصين ،لتجنب المخاطر الناجمة من اعتماد عناصر فنية غير موثوقة
بدافع الحاجة اليها
يسهل عملية تسلل العناصر الغريبة والمخربة والمدسوسة ويفتح امامها مجال التوغل
• الحركة وتبؤ مراكز مهمة فيها في
ك ـ توفير العنصر المادي اللازم لتمويل الجانب التنظيمي للحركة الثورية .
-الناحية النفسية :معالجة الناحية النفسية تتلخص في تبديد القلق
النفسي الذي يتولد عن الازمات الحادة التي تصيب الحركة باستحداث اجهزة
فنية تأخذ على عاتقها هذه المهمة تلافيا للمضاعفات التي تنجم عن المعالجات
السطحية والمرتجلة •
ان الاجهزة المتخصصة والتي تتمتع بادراك سياسي وطبقي تكون في مأمن من
التأثر بالظروف السلبية وتجد في تلك الظروف مادتها الاولية لمواصلة مهامها ورفع
الروح المعنوية على صعيد الحركة والاوساط المحيطة بها ويمكن تأمين ذلك بما يلي
- ۱توجيه الدعاية السياسية للحركة الثورية وفق ما يلي :
1
آ -بث الشائعات لتحطيم مرتكزات الحكم المعادي والتي نلخصها بما يلي :
- ۱التشكيك بالشخصيات الضعيفة والتي لا تحظى بتأييد الشعب واحترامه .
- ٢فضح الاجهزة القمعية وذلك بنشر الوقائع والحقائق التي تؤدي الى
فضح سياسي جيد ومقنع للجماهير ويعزز ثقتها بالحزب ويضمن استمرار عطفها
عليه
. -
فشلها وتبعيتها للحكم وابراز « الشعبية تعرية الواجهات
- ٤ربط الازمات التي تعانيها الجماهير كانتشار البطالة وموجة الغلاء وكذلك
استمرار النهب الذي تمارسه الشركات الاحتكارية وغيرها بطبيعة النظام القائم ·
الحركات الثورية من مثل هذه العناصر والتأكيد على ان طريق النضال السري
الجدي وخوض الازمات هو السبيل لكشف هذه العناصر والتي يأتي سقوطها
۲۲۹
دائما في مصلحة الحركة على المدى البعيد بغض النظر عن الاضرار التي يمكن ان
تسببها للحركة ·
التحقيق اثناء الازمات السياسية الى المواقف النضالية الصلبة التي وقفها او
سيقفها اعضاء الحركة الذين رمتهم الظروف في ايدي السلطات المعادية من جهة
والتركيز على حملات التعذيب الوحشية التي يتعرض لها المناضلون لتغطية المواقف
وذلك بابراز الوجه النضالي للحركة الضعيفة لبعض العناصر من جهة اخرى
امام الجماهير وتوفير دفع ثوري لاعضائها .
-تحطيم الموقف الموحد للجبهة المعادية والعمل على اشعار القوى المترددة
ب ـ
بعدم قدرة الحكم على حمايتها او خدمة مصالحها
تلتقي عندها الحركات السياسية المذكورة وتوسيع جبهة العداء للسلطة .
د ـ تحليل طبيعة النظام الرجعي الديكتاتوري وفضح سياسته واساليبه
وتتبع جرائمه وسقطاته وفضحها امام الجماهير وذلك لتعرية هذا الحكم
ه -
ضرب الهدف الذي يسعى اليه الحكم بالتشكيك به تارة وبالمناقشة تارة
اخرى
-
ربط مصلحة الجماهير الكادحة بنضال الحركة الثورية اليومي والمرحلي .
ز -
تعبئة الجماهير ضد اساليب التعذيب والنضال من اجل اطلاق سراح
المعتقلين وايقاف حملات الاعتقالات الكيفية والعمل على كبح جماح الارهاب وذلك
لايجاد ظروف افضل لتحرك القوى الثورية .
الحركة الثورية احد موظفي الدولة لا بد ان تسعى الى تحطيم الولاء الوظيفي
و تشكيكه بتمثيل السلطة للشعب » ...
1
ه -رعاية العناصر التي تتولد لديها اوضاع نفسية معينة نتيجة للضعف الذي
طرا على موقفها اثناء الصراع الحاد مع السلطة وذلك لمنحها المناعة وحمايتها من
السقوط الى درك العمالة والخيانة والتخريب للحركة ودفاعا عن سمعة الحركة
٢٣٠
ا -ادامة الدعم المادي والمعنوي لعوائلها التي تركت تحت رحمة الجوع والقلق
النفسي
۲۳۱
كيف يواجه مناضل الحزب اجهزة القمع
ولا ان مواجهة العدو وجها لوجه من اهم الامتحانات الثورية للمناضل
يمكن تصور قدرة الثوري وطاقته الحقيقية الا بعد ان يجتاز ظروف النضال اثناء
التحقيق وامام المحكمة وداخل السجن
ان الرجعية العدوة تهتم بالدرجة الاولى بسمعة المناضل الثوري ومكانته في
النضال ومعنوياته وشرفه السياسي فتحاول ان تسلب المناضل هذه الخواص
وتمسها في مختلف مراحل المجابهة المباشرة مع العدو :التحقيق ،المحاكمة ،
ففي المراحل الثلاثة هذه يتعرض المناضل الى مختلف وسائل الضغط . السجن
والقسوة الجسدية والنفسية
يكن لم تجابه الاجهزة القمعية اثناء التحقيق المناضل باساليب ووسائل
ب ـ تحويل المناضل الى عنصر معاد الى حزبه وحركته وتحويله الى اداة
لنقل المعلومات عن منظمته
٤ـ استخدام سمعة المناضل التي كسبت من خلال نضال ثوري طويل ،
لبعث اليأس والردة في نفوس الجماهير الشعبية التي عرفته واوثقت الصلة
النضالية به .
-
جعل صمود هذا المناضل امام التحقيق خرافة ،وهذا ما يهدف اليه
العدو من خلال سعيه الى اقران حكم الرجعية في اذهان الناس على انه باق
لا يتزعزع .ان هذه الاهداف تتحقق من الحالات التالية :
· ۱۹۷۰ -السنة الثانية ،العدد الأول ، « الثورة العربية ()۱
۲۳۲
- 1۱حينما يكون الثوري ضعيف الايمان بالمبادىء والمثل التي تبناها
القيادة الحزبية بصورة مستمرة ،مما يزعزع في نفسه الثقة بالقيادة ،
-حينما يتعرض المناضل الثوري -قبل توقيفه -الى اتهامات غير عادلة
فيكون المناضل الثوري في من قبل قيادة حزبه والى عقوبات جائرة ،
هذه الحالة معرضا الى الانهيار حين تعرضه الى وسائل وحشية في
. التحقيق
{ -حينما لا يعرف المناضل ببواطن الامور فيؤدي اعتقاله الى اطلاعه على
حقائق معينة تورد في اعترافات بعض القادة ،مما يؤدي الى فقدان
-قد يكون اعتراف بعض الثوريين ببعض الاسرار ،غير مضر لسبب
انكشاف تلك الاسرار من قبل ،غير ان العدو يستغل حتى هذا التراجع
ويعتبره تخاذلا وخطوة نحو تحطيم ثورية المناضل
٦ـ في حالة انشقاق الحزب او المنظمة الثورية ،تتهيأ الاسباب الادبية الى
انهيار العناصر الضعيفة وخاصة تلك العناصر التي تفتقر الى سلوك
ثوري في حياتها الشخصية .
-ان اغلب العناصر الثورية التي يطبع وضعها نواقص شخصية ،وخاصة
الضعف امام المغريات كالجنس والمال والرفاه ،معرضة قبل غيرها الى
الانهيار عند الصدمة الاولى .
- ۸ان معظم العناصر التي لها روابط اجتماعية وعائلية بالطبقات العليا
معرضة أكثر من غيرها الى الانهيار والتذلل
- ۹ان العناصر الثورية التي تترك وراءها عوائل منكوبة ،والتي تتسرب
اليها عوامل التشتت العائلي والمآسي الاجتماعية ،اكثر من غيرها
عرضة الى انتكاسات نفسية الأمر الذي يجعل المناضل يبحث عن مخرج
-في حالة المرض الجسدي أو النفسي يكون الثوري معرضا الى التفكير J.
۲۳۳
اساليب التعذيب الجسدي والنفسي :
داخل الوطن
نقاط ضعف المناضل من خلال التدرج في اساليب التعذيب .ان المناضل الذي
يصمد ويرفض أن تصدر منه اية آهة كبادرة اولية لاظهار عدم تحمله التعذيب
وطلب الثوري المعذب لايـة حاجة يكون قد شجع الجلاد على مواصلة تعذيبه
كطلب سيجارة ،جرعة ماء ،او بطانية ،أو صورة اطفاله ،يكون مبعثا لتنبيه
الجلاد على استغلال نقطة الضعف هذه ،واظهار التأثر العاطفي والانفعال ،عند
لتشجيع الجلاد على مواصلة البذيء سيكون سببا الرفس او القذف والشتم
القذف والشتم البذيء ،واظهار الميل للمناقشة والثرثرة السياسية مع الجلاد
سيكون سببا لتشجيع الجلاد على مواصلة اثارة اسباب النقاش لجر المناضل الى
متاهات فكرية والانزلاق في مخطط العدو الرامي الى جر المناضل الى قبول امكانية
فكرة احتمال ان يكون للجلاد وضع سياسي التسوية السياسية والفكرية وقبول
يمكن اللقاء معه في قضية او تحليل لجعله سلما لامور اخرى ذات طابع مساومة .
ان الجلاد يستخدم سلاحين في آن واحد ،سلاح القسوة ،وسلاح المراوغة
والسلاحان يستخدمان لتحقيق غرض واحد هو جر المناضل الى منزلق المساومة
فقره الفكري وانعدام الشعور والى قبول المصافحة مع الجلاد .ان الجلاد رغم
الانساني عنده يستطيع ان يتظاهر ببعض المثل ،وهذا التظاهر هو جزء من المهمة
غير الشريفة التي ينفذها ،فهو قد يجلب للمناضل تحت التعذيب سيكارة او هدية
او خبر لانه يهدف الى ايجاد رابطة أو صلة لان الجلاد يعتبر المناضل ( قلعة ) يجب
اختراقها ،والنفوذ الى داخلها ،من اي موقع ملائم لاجل احتلالها والسيطرة على
كل ما فيها والمناضل الثوري الصامد هو الذي يغلق ابواب القلعة ) جيدا ،خاصة
( الفم ) ويعقد اللسان ) وينتبه الى كل حركة من حركات الجلاد وتنقلاته •
ان الثوري يجب ان يواجه كل حركة وكل ضربة من الجلاد بروح صامدة
صامتة ،رزينة هادئة متفاعلة شهمة ،ان الجلاد قد يلجأ احيانا الى تهديد المناضل
الثوري بشرفه وبأعز الناس عليه ،الام ،الاخت ،الزوجة ،والتهديد بممارسة
هو اقسى واوجع من ان هذا الاسلوب وبالرغم المنكرات امامه لاجل انهياره ،
يمكن ان يعتبره اكثر معنوية المناضل ،ولكن الثوري الواعي لا اسلوب لتحطيم
قسوة من تدمير الحركة الثورية بكاملها وتعريض مصالح الجماهير الى خطر ،ان
الاعمال المنكرة الفردية هذه ليست اكثر هولا من استباحة الوطن وتدمير القوة
٢٣٤
ان المناضل الثوري كائن حي من الدم واللحم ورغم ذلك فينبغي ان لا يعترف
حتى النهاية وان يصمد رغم جميع الضربات التي توجه اليه وفي هذا ،انتصار
على الجلاد .ان ما يهم المناضل الثوري ،هو ان ينتظر وينتصر في المعركة فهذا
شرفه ،اما الهزيمة مهما كان التبرير فهي انهيار لشخصيته وشرفه معا
ماذا يريد الجلاد ؟ يريد الجلاد اكتشاف دار المطبعة مثلا او البوح باسماء
منظمته او فضح موقع دار حزبي او التفوه بعبارات منافية لمصالح الحركة الثورية
او تمس المبادىء الثورية ،او التخلي عن العقيدة واظهار الاستعداد للتعاون مع
الجلاد ثم التحول الى آلة في ماكنة الرجعية وجلاد من الجلادين •
يجب ان لا يغيب عن المناضل الثوري بانه حتى اذا تحول الى جلاد فانه لن
يكون موضع ثقة الجهاز الرجعي فهو يصبح العوبة ليس اكثر وانه لا يستطيع اعادة
فقده من شخصيته عن طريق مساومته الرخيصة هذه وسوف يكون على بناء ما
الدوام موضع عدم الثقة ،لان تراجعه امام الضغوط خلق عنده روح التزييف
والتخلي عن اعظم مثله التي تبناها في اوقات تمتعه بسلامة عقله وكامل حريته
ونقاء ضميره .ان الشعور بالهزيمة عند كل انسان ،يولد فقدانا لخواص الشخصية
الذي يتحمل هو نفسه مسؤولية والكرامة الانسانية خاصة لدى ذلك الشخص
الهزيمة .ان المناضل الثوري مسؤول عن صفاته الذاتية وتثقيف نفسه واتمام
شخصيته الثورية وعلاج نواقصه ،وان التحقيق والتعذيب والاهانة من العدو
والجوع والتشرد ،تكون من عوامل متانة الثوري وصلابته ورفع مكانته الشعبية
وتعزيز شخصيته الثورية وتعميق الثقة السياسية به وفتح آفاق جديدة لتطوره
مما تؤهله كل هذه الخواص المكتسبة خلال النضال أن يخدم شعبه بصورة أفضل .
أن المناضل ينطلق في عمله ،وفي كل خطوة يخطوها من مبدا ثابت ،هو خدمة
الشعب ،وان انتماءه الحزبي وتحمل مشاق النضال الثوري هو من اجل خدمة
القضية العادلة التي تبناها اختياريا بدوافع نبيلة كريمة وروح متجردة من جني
الحركة الثورية وابرامه الحلف والعقد الثوري الخالد مع رفاقه ،الذين هم دائما
اعز الناس اليه .ان الشعور بلذة الرفقة والاخوة الثورية عامل هام ومبعث سعادة
كبيرة عند المناضل ،ان الثوري يشعر بوجوده الثوري في وجود ثوريين وهو في
معهم . تضامن ثابت ومخلص
ان الثوري يرتفع فوق المصاعب الناجمة عن النضال ،ويرتفع الى فوق
في الحركة الثورية ،وهو يفهم المستوى والقدرة لفهم طبيعة المشاكل الداخلية
التعذيب الجسدي في التحقيق ليس اكثر قساوة من غلطة سياسية تؤدي الى ان
الحاق الأذى بالشعب وان سنوات سجنه ليست اكثر وطأة من السجن الكبير الذي
بحشر الشعب فيه ،نتيجة لسيطرة الطغمة الرجعية الفاسدة التي تبيع مصالح
· الوطن لقاء منحها بعض الامتيازات الزائفة على حساب عذاب وجوع الملايين
ان المناضل الثوري هو الذي يمنح حبه لكل شيء يمثل حقيقة معينة ولا
٢٣٥
يخضع للضغوط والاغراء والتهديد وسلب الراحة الشخصية والعزلة القاسية في
السجن لانه واثق من انه يمثل الحقيقة في هذا الصراع وجلاديه وسجانيه يمثلون
في فهو في مكنوناته يرى وهو الذي يمنح عطفه لكل مضطهد ومعذب الباطل
ولا يفضل بين السلاسل التي اضطهاده وعذابه صورة مصغرة لما يعانيه شعبه .
تقيد رجليه ويديه وبين الحياة القاسية التي يحياها الشعب يوميا ،كالمواطن
الباحث عن العمل فلا يجده ،والطفلة اليتيمة التي تكون مادة لهو لقتلة ابيها ،
ي يحيا كالبهائم دون امل بالحياة ..
والفلاح المعدم الذ
ان الثوري يعتبر السوط الذي ينزل على ظهره في غرفة الجلاد ،هو سوط
من ملايين السياط النازلة على ظهور الشعب ولن يفصل باي حال بين المعاناة
الشخصية ومعاناة الشعب فهو يبكي مع الشعب ويضحك معه ،وهو اول من
يذرف الدموع للضحايا ،واخر من يضحك للنصر وأول من يتقدم لتحقيق النصر
واخر من يجني ثماره .وهذا الشعور الثوري الاصيل غير ناجم عن تظاهر وتصنع ،
بل هو ناجم عن ضمير نقي لا يعرف المواربة والكذب ،ولا يعرف الخوف ،ولا
•
يعطي للحياة الشخصية الا قيمتها النضالية في خدمة الشعب والمثل الانسانية
فهو الثوري يحب امته ،لانه ينتمي اليها ،وهذا الانتماء ليس اختياريا ،
يتحمل مسؤولية مستقبل امته بالضرورة والوعي المدرك لهذه الضرورة فهو لن
انتماء .
فهو ينتمي الى قوميته ويتبنى عقيدة يستطيع ان يعيش بلا مسؤولية ولا
·
لخلاص وتقدم امته ،وان تقدم وخلاص وتطور ذاته يتحقق ضمن القضية العامة
فهو قطرة من الثوري لا يركب الاحداث وانما يتواضع عن اصالة لا عن تصنع ،
بحر ،وهو شيء ويكاد ان يكون لا شيء في نفس الوقت فهو شيء حينما يكون
هناك وعاء يحويه ،امة ،شعب ينتمي اليه ،وهو لا شيء حينما يعتقد بانه لا
يحتاج الى وعاء ليحويه ،الثوري حينما يهب طاقاته للشعب ،لا يبخل بهذه الطاقات
لا يجزئها الى ما هو لنفسه ،لذاته ،وما هو للشعب ،للعمل الثوري ،ان حياته
وحدة واحدة متماسكة لا انفصام بين ساعات متابعة في قراءة الكتب وبين ساعات
استماعه لآراء وشكاوى الناس ولا يفصل بين اهتمامه بصحته وثقافته ،وبين
الانتاج الجيد الذي يعطيه
وهو يختلف بنظرته وسلوكه عن الناس ، الثوري يحترم المرأة والطفل
الآخرين في نظرتهم تجاهها .تدخل قضية المرأة في الحركة الثورية كأكثر القضايا
في التي تحتاج الى عناية وعطف ثوري واخلاص بريء لاجل تحرير المرأة وجعلها
مستوى الرجل ،وهو يعكس ذلك في اخلاقه وتعامله في كل لحظة ويستطيع مثل
هذا الثوري ان يصمد مدى حياته ،يستطيع ان يحفر قبرا ابديا في ضميره لكل
الوان الظلم ويزرع شجرة السعادة للانسانية على انقاض دحر الظلم والاستبداد
والجور ·
ان الثوري يفهم لماذا توجه له الضربات القاسية حينما يقع بين مخالب وأنياب
الجلاد ،ويفهم بان الجلاد يمثل آلة تتحرك وفق مشيئة الطبقات الرجعية التي
تبذل كل المنكرات لاجل البقاء والرفاه والتنعم البرجوازي الذي لا يضع حدا له
٢٣٦
سوى النضال الثوري للطبقات المسحوقة .فهو يرفض عن ايمان الاستجابة لضغوط
في واغراءات الفئات المستغلة بسبب الدفاع الباسل عن الحقيقة التي تتجسد
موقف الصمود والشجاعة في البقاء على الولاء لمصالح الشعب مدى الحياة
ان الثوري لا يشعر بالوحدانية حتى اذا عزل في الزنزانة سنوات انه مؤمن
بانه جندي معروف في جيش كبير ،انه يقاتل في زنزانته بصموده في الوقت الذي
يقاتل الفدائي بمدفعه ،انهما يقاتلان جنبا الى جنب رغم سعة المسافة بينهما ،ان
طول المسافة لا تدل الا على طول امتداد الجبهة ليس اكثر .ان الثوري يعرف لماذا
يضحك من اعماقه لكل انتصار يحرزه اي معذب في الارض ضد الظلم والجور ،
لذلك يرى الثوري ان حصول ضد الراسمالية والامبريالية والاستغلال الطبقي ،
عمال الجزائر على زيادة في الاجور يعني تمكين العامل الجزائري بان يعود الى
اطفاله بهدايا جديدة وادخال السرور في نفوسهم ،فهو ينشرح لهذا الحدث ويعتبره
الثوري عظيم التلهف لتكوين شخصيته الثورية من سببا لادخال السرور في قلبه
خلال استقبال المصاعب بروح مرحة متفائلة ففي اللحظة التي تصدر المحكمة حكمها
بسجنه ،يفسر التجاء العدو الى سجنه دلیل ضعفه على عدم امكانية دوام حكمه
بالطرق السلمية فيلجأ العدو الى العنف ،والعنف يولد الثورة ،والثورة مهرجان
عظيم للجماهير وان احتراق جسده داخل السجن ،يسبب اضافة حرارة الى نار
الثورة ،وستكون الثورة آتية لا محالة .
ان الامتحان الذي يجتازه الثوري امام المحكمة يعتبر من الامتحانات الهامة التي
تزود الثوري اما بشهادة الثورية واما يكون سببا لاطفاء الشعلة الثورية التي دفعته
الى المثول أمام المحاكم وليموت سياسيا وتخسره الحركة الثورية
من هو الحاكم ؟ انه احد الجلادين الذين يحملون كتيبا يسمونه القانون ،
والذي وضع لخدمة الطبقات الرجعية .انه انسان تابع تافه عديم الضمير يخدم
عدم شرعية وعدم قانونية تسلط الطبقة الحاكمة ،ان الحاكم لا يمثل الحقيقة بل
يمثل الحجر المدسوس في جسد الحقيقة ،انه لا يملك ارادته الحرة ،بل هو
يمثل ارادة غيره وهو بوق ينطق لغير الحقيقة ،وهو مدفوع بدوافع ذاتية شرسة
فهو اما ان ينتمي طبقيا او ذهنيا الى الطبقات الرجعية ويحمل في هذا العمل
ثقافاتها وعاداتها واما قد كون لذاتيته مصالح مرتبطة بها ومكاسب شخصية
ان وظيفة الحاكم تتلخص في سجن الثوري ،واضفاء وجه الحق على هذا
،بينما تكون وظيفة الثوري هي تعرية الطبيعة الطبقية للمحاكمة وزيف الحكم
الادعاءات الكاذبة التي يسترها الحاكم تحت العباءة السوداء وخلال الاسطر
القانونية المنمقة •
ان الثوري يقدر ان الاحكام الصادرة من الحاكم لن تنفذ الا ضمن السيطرة
الرجعية الظالمة وان ازالة السيطرة الرجعية ،لن تؤدي الى تحرير المناضلين من
۲۳۷
د العديدة التي السجون فحسب بل تؤدي الى تحرير الجماهير الشعبية من
کبلته وسلبت راحته وراحة امته ·
وراحة المناضل في السجن غير آتية من الاعتبارات المألوفة ،بل من الشعور بان
لهذا السجن ،وهذا السبب وجود الانسان في السجن دليل على وجود سبب
يعود الى قضية عادلة وهب المناضل طاقته للدفاع عنها وضحى ويضحي بكل
اشكال التضحيات من اجل ظفرها ..
ان المناضلين يحتاجون في السجون الى تنظيم انفسهم بشكل يلائم وجودهم
في السجن ضروري للاغراض التالية : تحت قبضة العدو .ان التنظيم
لغرض تنظيم الحياة اليومية والمعيشية وتنظيم الشؤون الاقتصادية اولا :
في السجن والتخفيف عن مئات المناضلين المعدمين الذين يدخلون
السجن وهم لا يملكون فلسا لاحتياجاتهم ،وكذلك ان وجود التنظيم
ضروري لغرض المحافظة على الصحة العامة · ان وجود تنظيم ف
السجن يكون بمثابة سلاح هام من اسلحة النضال لمجابهة ادارة السجون
ثانيا :ان وجود تنظيم في السجن للمناضلين ضروري جدا وذلك للاستفاد
من سنوات السجن للتثقيف واعداد الدراسات .وكذلك الاستفادة م
فانهم سو في حالة انعدام التنظيم للمناضلين داخل السجن ، ثالثا :
يتعرضون الى مخاطر التفكك والتفسخ والانهيار والضياع ،ه
بالاضافة الى المخاطر الناجمة عن انتشار الامراض النفسية والجسدي
والعقلية المحتملة ..
۲۳۸
التنظيم الثوري بين النظرية والممارسة ( ) ١
الاحزاب الثورية في المفهوم الواقعي لها ،لا يمكن ان تكون غاية في ذاتها ،بل
هي وسيلة من وسائل المجتمع في تحقيق مصالحه المادية والمعنوية ،تستقطب
نضاله وتحدد مواقعه وتقوده نحو الاهداف السياسية
ومن البداهة انه من الخطأ واللاعلمية النظر الى مصالح المجتمع كمصالح
فالمجتمع ،تبعا لدراسة بنياته ،يقسم الى طبقات اجتماعية متعددة موحدة ثابتة .
ذات مصالح متباينة .وبحكم هذا التفاوت في التركيب الطبقي للمجتمع ،والذي
تعبر عنه بالضرورة انشطارات حاسمة في المصالح ،فان الاحزاب السياسية تدخل
في تباينها ضمن حقيقة ذلك الجدل .وهي هنا تعكس وباكثر ما يمكن من الحيوية
مصالح الطبقات وفوائدها .ولذلك فان خرافة تمثيل الحزب للمجتمع بكليته هي
ليست محض خرافة بل هي محاولة معاكسة للعلم والثورة ذات نوايا طبقية مظللة
وقد شهد قطرنا في المراحل المتعاقبة في تاريخه الحديث نشوء حركات سياسية
مختلفة ،ففي مرحلة التحرر الوطني ظهرت احزاب عبرت عن مصالح مجموعات
اجتماعية عليا وعن طبقات غنية ،اصطدمت للوهلة الاولى بالاستعمار حسب منطق
مصالحها ،ثم عادت اما لتلتحم مع الاحزاب او حركات سياسية تمثل مصالح
الطبقات العليا المتحالفة مع الاستعمار او انها انقرضت بحكم عدم قدرتها على
قطرنا تشخیص ضرورات النضال الوطني الاجتماعي واندثار بعض الاحزاب في
-لم تقو على
لفترة معينة يكشف عن تجربة ثمينة ،فهي -اي الاحزاب المندثرة ـ
البقاء في تيار الثورة الوطنية ،وتشرذمت متحولة الى تجمعات بعض الاشخاص ،
او بعضها اندثر نهائيا
فهي وهذا يبرهن على ان هذه الاحزاب قد انتهت مرحلتها التاريخية .
بتعبيرها عن مصالح محددة ،لم تقدر على مواصلة التطور بسبب رؤيتها الطبقية
..وهذا الضيقة جدا والتي تفترض سكون التاريخ وتجمده في حدود ( مرحلة )
ما قادها الى اهمال المراحل الاخرى للتاريخ والتي تتطلب منها الارتفاع الى
مستواها ،فسقطت حيث مضى التاريخ .
1السنة الثالثة ،العددان الاول والثاني ۱۹۷۱ ، « الثورة العربية ()۱
۲۳۹
ضمن المد الاحزاب تنطرح هكذا واذا كانت النظرة العمومية لفشل بعض
الزمني وضمن تطور الحركة الاجتماعية فان عدم وجود نظرية تنظيمية قادرة على ان
تلبي حاجات النظرية الثورية ،وربط مصالح الحزب بمصالح الجماهير ربطا سياسيا
.ان فهم التاريخ الحقيقي متقدما ،هو الذي اعاق تكون هذه الاحزاب كأحزاب
الخ) يدلل بصورة الاخاء ،الاستقلال ،الوطني الديمقراطي لبعض الاحزاب
مباشرة على ان بعضها قد انتهى نهائيا ،والبعض الآخر لم تبق منه الا مجموعة
،وانما يملكون بين الفينة والفينة لديهم نشاط جماهيري مثمر اشخاص ليس
هذه الاحزاب قد ربطت نفسها بقوى اجتماعية ليست هي قوى المستقبل ،وبذلك
فهي لم تتبع النظرية الثورية لقوى المستقبل ،وانما ظلت مشدودة -وجودا تنظيميا
.
وفكرا وسلوكا -بقوى الماضي التي تجاوزتها المرحلة
ان الانشداد الى قوى متأخرة ينهي بالاكيد الصفة التقدمية للاحزاب الممثلة
•
لهذه القوى .فالتقدمية هي وعي حركة التاريخ والتخطيط لبناء المستقبل
وللنظرية الثورية دورها الكبير في ذلك كله ،لانها تستطيع ان توضح اللوحة العامة
فالجماهير الكادحة التي هي اولا واخيرا قوة المستقبل ، لاهداف النضال ومراحله .
لتحديد اهداف اخرى غير بحاجة الى نظرية ثورية توضح اهدافها وتخطط
ضمن النضال العام بغاية تسريع وتيرة التحرك استراتيجية بل مرحلية ،تدخل
النضالي
اي ان النظرية الثورية لا تنشغل بمجرد تجريدات عامة ،بل هي نظرية تختار
مسائلها الاساسية من حركة الواقع ومؤثراته .لذلك فهي اذ تحدد الاهداف المرحلية
فانما تحدد ضمن القوى الاجتماعية التي يمكن لها ان تختار دورها ضمن هذه
الاهداف المرحلية .ان قوة اجتماعية معينة تكون لها مصلحة في النضال ضمن
مرحلة معينة ،لا يجوز ابدا اقصاءها عن النضال او ابعادها عن المشاركة بحجة
او باخری •
في حين تكون الاستهانة بالقدرات الاجتماعية سببا و محسوب لا بشكل مطلق ،
لا نتناس الحركة الثورية بفعل الاتجاه اليساري الطفولي المغالي والنزعة المغامرة التي
تستعيض عن القوى الحليفة بهرطقات سياسية صبيانية .
ان الحركة الثورية التي تمتلك نظريتها الثورية تستوفي من خلال شعاراتها
فالشعارات يجب ان تعبر عن حاجات الجماهير الملحة كالحاجة وجودها الفعال .
كذا في المرحلة المعينة .وبذلك مثلا تنخرط القوى الاجتماعية التي لها المصلحة في
وفي مرحلة النضال ضد الاستعمار ضمن الشعارات النضالية احداث التغييرات
٢٤٠
التي يرفعها الحزب الثوري •
ففي مرحلة النضال ضد الاستعمار ،وعلى سبيل المثال ،وفي بداية تاريخ
الحركة الوطنية في القطر العراقي لم يكن منطقيا حصول قطيعة بين البرجوازية
الوطنية مثلا والبرجوازية الصغيرة والطبقات الكادحة .لان مصالح هذه الطبقات
كانت في بدء النضال الوطني مرتبطة اساسا بدحر الاستعمار وتصفية نفوذه
قوى الاستعمار القديم ،تجد الطبقات ولكن بعد انتصار الحركة الوطنية وازاحة
في مرحلة جديدة وامام تطور جديد للتاريخ لان الطبقات الغنية المذكورة نفسها
تحاول ان تحل محل الطبقات المرتبطة بالاستعمار .كما انها تحاول ان تمارس
نفس الدور الذي يمارسه الاستعمار ولكن ضمن افعال داخلية وتفاعل داخلي وبذلك
سرعان ما تقع في تناقض واضح بينها وبين الطبقات الاخرى التي تعتبرها ادنى
منها اجتماعيا .هنا ،لا بد حتما ان تتغير طبيعة الصراعات ،وبذلك فان الشعارات
تكون مختلفة كما ان الاهداف المرحلية للنضال تكون مغايرة للسابق
فان تشخيص القوى الاجتماعية تبعا لدورها الممكن وحسب المراحل ، اذن
هو شيء اساسي الحماية الحركة من وبالشكل الذي يضمن انتصار الحركة ،
الشعارات المغامرة والشعارات التي تستوعب الحاجات الاساسية التي تفرضها
الظروف المرحلية .وبالقدر الذي تستوعب فيه النظرية الثورية كل احتمالات
التغيير والتطور ،وحيث تطرح درجات الصراع بصورة منطقية وتغطي الواقع
فانها تدرك ايضا الطبقي بكل غناه وحركته ،والصراعات القومية بكل ابعادها ،
وتحدد الشعارات المرحلية التي يجب اعتمادها في مختلف ظروف النضال .وبهذا
فان الطريق الوحيد الذي يصون الحركة ويضمن وحدتها ويشد تنظيمها ويجعلها
متمكنة
من تحقيق النصر وقيادة الجماهير هو طريق جبهة النضال السياسي
والنظرية الثورية هي الاحاطة والاجتماعي والذي تقابله جبهة الخصوم والاعداء
بكل ذلك وفرز التناقضات تبعا لاولوية او ثانوية كل منها •
غير ان وجود النظرية الثورية والمنهاج الذي يلتزم به الحزب الثوري لا يكفي
وحده .بل يكون بلا اثر اذا لم يرافقه توفر شروط هامة اخرى .
فالتنظيم هو الذي ينقل الشروط ،وهو اساسي فيما بينها ،شرط التنظيم ،
النظرية الى صعيد الواقع ،وهو التوسط بين القول والفعل ،بين الرؤية والممارسة .
ان هناك الكثير من الذين يدرسون النظريات ويتفقهون بها ،ويستظهرونها
ولكنهم عاجزون كل العجز عن بناء حركة ثورية تنتزع حقوق الجماهير عبر الصراع
المشروع .
فالترابط بين البرامج والاهداف التي تطرحها الحركة وبين الصيغة التنظيمية
٢٤١
في التنظيم والتربية الحزبية ـ ١٦
التي تتطلبها ظروف مرحلة من المراحل هو ترابط جدلي ،بدونه تكون النظرية غير
فاشلا ...ولما كان التنظيم هو العامل الرئيسي الذي مجدية ،ويكون التنظيم
فان مستلزمات التنظيم ذاتها هي ما يجب ادراكها · الفعل ينقل النظرية الى حيز
فبدون من الطبيعي ان اولى مستلزمات التنظيم الناجح المتين توفر القيادة .
والثابت ان القيادة لا يمكن ان القيادة لا يمكن للحزب الثوري ان ينتصر مطلقا .
تعني القيادة العليا فقط بل انها تعني مجمل القيادات التي تكون على صلة مباشرة
وحية ودائمة مع الجماهير
في المراسيم والنزعة الادارية .انه يحدث التغييرات النوعية في حياة الجماهير ،
وهذه التغييرات النوعية لن في اسلوب عملها وفي نضالاتها الدائبة . تفكيرها ،
تتم الا بواسطة مشاركة الجماهير المباشرة ،وبتوفر القيادة الواعية لذلك والملتزمة
لذلك فالقيادة شرط .. بكافة الشروط الضامنة لانجاح التغييرات والحفاظ عليها
قيادات محلية موزعة اساسي لضمان نضال الحزب سواء كانت القيادات عليا ام
في المناطق التي يعمل الحزب فيها وفي شتى المجالات العمالية او الفلاحية والطلابية
فهذه القيادات المحلية هي همزة الوصل بين الجماهير وبين . او النسائية وغيرها
قيادات الحزب العليا ،تستطيع ان تستوعب حاجات الجماهير ومطامحها وآمالها
وتدرك مشاكلها فتنقلها بامانة الى الحزب حتى يصار الى طرح الشعارات المناسبة
واعتماد الاساليب التكتيكية الضرورية في سبيل تحقيق وانجاز احتياجات الجماهير .
في التنظيم الجاد ،كذلك فهي والقيادة بدورها ،كما انها شرط حاسم
تحتاج الى شروط حتى تتحقق فيها كافة موجبات كونها قيادة .والشروط هذه
في حال توفرها تدفع عناصر الحركة للسير وراء القيادة كما تدفع الجماهير
·
لتأييدها والايمان الطوعي بجدارتها كقيادة
الجماهير وعلى اعضاء الحركة .وفي حالة انعدام الحدود فان القاعدة لا تسير وراء
القيادة لانه لم يتوفر بسبب ذلك وهذا ينطبق على الجماهير ايضا
تلمس جدارة القيادة من خلال الوعي الثوري سواء اكان هذا الوعي وعيا
بمبادىء الحزب واساليب عمله وتنظيمه او بالثقافة العامة .كما انه يجب ان تتوفر
القدرة الدائمة على المبادرة في اعطاء الرأي الصائب ووضع الحلول والخروج من
المأزق والملاءمة بين الهدف والوسيلة وكذلك لا بد ان يتمتع القادة بصفات شخصية
محسوسة قوامها الوفاء للجماهير والتواضع ونكران الذات والبذل مما يدفع
ان هذه الصفات الشخصية الجماهير الى ان تلتصق بها وتحيطها برعايتها .
فان القائد الحزبي يفقد ثقة الجماهير اولا ثم ثقة ضرورية جدا وبدون توفرها
القاعدة الحزبية ثانيا وبالتأكيد فانه يسير في طريق الانتكاس
ومن الجدير بالذكر أن بعض الاحزاب التي عملت في مرحلة معينة من مراحل
النضال الوطني قد انتكست بعد أن صعدت الى قمة المسؤولية وذلك لان بعض
٢٤٢
وليس غريبا ان بعض نياداتها لم تمتلك اهدافا جماهيرية بل مطامح شخصية
العناصر التي عملت في قيادة بعض الاحزاب مثل خليل كنة وعبد المحسن الدوري
في مرحلة معينة محسوبة وغيرها كانت الاستقلال قيادة حزب واسماعيل الغانم
على الحركة الوطنية الا انه ما ان لوح لها بالكراسي والمناصب حتى تداعت وفضلت
ان تربط نفسها بالاجهزة التي كافحت ضدها في مرحلة ما ،لانها وجدت أن
مصالحها مرتبطة ومتحققة ضمن النظام القائم نفسه .
ومن هنا كان البحث عن جذر القضية يقود الى معرفة الواقع المادي للقياديين ..
يمتلكون بذلك مزايا فانهم ان القياديين عندما يكونون من صلب الجماهير الفقيرة
جيدة تؤهلهم باستمرار للدفاع عن حقوق الجماهير .ومن الممكن ان يكون وضع
قد تخلوا عن جذورهم الطبقية لصالح الكادحين البعض من القادة متحددا بكونهم
وقد اكد حزب والحزب والثورة مخلفين وراءهم اصولهم الاقطاعية والبرجوازية :
اذن فمسألة التغيير ،اي تغيير وضع الجماهير لا توجد ابدأ ما لم يتم التغيير
قيادة واعضاء بمستوى في بنية الحزب وقيادته واعضائه ،بحيث يكون الحزب
المهمات السياسية والجماهيرية .وبحيث تدرك الجماهير ان عناصر القيادة واعضاء
وعلى . الحزب يدركون حاجاتها ويسعون لتجسیم آمالها اكثر منها هي بالذات
القيادة التي تنطلق في اداء واجباتها ان تحذر كل من العناصر الموسمية والعناصر
.ان العناصر الثرثارة والعناصر المترددة والمتخاذلة من هواة النضال المسطحين
الموسمية اشد خطرا على الحزب الثوري لانها لا تأتي الى العمل الحزبي الا حينما
الثوري .وقد شهدت تقتنع ان مصالحها منسجمة مع وجودها في الحزب
الحركات الثورية في العالم نوعيات كثيرة من هذا القبيل حيث تنقطع في مرحلة
معينة عن العمل الحزبي لا سيما في فترة الارهاب وحيث تعود عندما تخف وطأة
الارهاب واذا قوي الحزب واشتد ساعده واحرز مواقع امامية هامة فان العناصر
الموسمية المنقطعة تحاول جهد الامكان العودة بغية الاستفادة وحتى تبني لها امجادا
داخل الحزب .ان خطر العناصر الموسمية متأت من كونها غير قادرة ولا راغبة
اما العناصر الثرثارة فانها تكون مدمرة في اية حركة ثورية كانت فهي كثيرة
٢٤٣
الكلام قليلة العمل تفضح اسرار الحركة وتسرب المعلومات للخصوم وهي تدعي كل
كلما كان الثرثارون يزيدون من قساوة هذه الظروف .فهم عناصر تعيق نشاط
بدون اقاویل وادعاءات وتشويهات · لذلك
الحزب الذي يجب ان يمارس نشاطه
فان خشية الحزب من العناصر الثرثارة يجب ان تدفعه الى تطهير نفسه منها حتى
بان يأخذ حذره من العناصر المزاجية التي لا تختار المبدا بل تختار مزاجها ولا تطبق
ما اختارته مبدئيا الا باشارة مزاجها وهي لا تنفذ ارادة الحزب بل تنفذ ما تقتنع به
فقط ،وترفض قناعات الآخرين .
والذي من الطبيعي ان العمل الثوري عمل متكامل ،كما انه عمل طوعي
يعمل في الحزب يضع نصب عينيه ان مصيره ومصير عائلته مرتبطان بانتصار
الحزب ولذلك فهو لا بد ان ينفذ قرارات الحزب وتعليمات قيادته .لان هذه
قناعة فهي تمثل القرارات والتعليمات انما هي تعبير عن ارادة الحزب ككل ،
جمهور الحزب وقاعدة الحزب .ان العناصر المزاجية ترفض هذه المسلمة في العمل
.وفي فترات الانعطاف او الازمات الحادة قد الحزبي ومزاجها هو قانونها الوحيد
في خلق العوائق امام محاولة تقود العناصر المزاجية الى كارثة او انها قد تساهم
التخلص من الازمات
وبالرغم من ان التردد بشكل عام أمر غير صحيح بالنسبة للعضو الحزبي ،فانه
على كل حال يمكن معالجته ،اما بالنسبة للتردد في القيادة فانه اشد خطرا ،ان
المتردد يجب ان يحرم عليه تبو المراكز القيادية ،لان في ذلك حماية لوجود الحزب
وللمصالح الجماهيرية هذه الحماية التي لن تكون ولا تكون الا باتخاذ القرارات
الصائبة بدون تردد ،وبتطبيق هذه القرارات بشجاعة وبدون تردد ايضا
وحيث كانت هذه الشروط لا بد منها لتكوين القيادة الناجحة ،فان توفر
•
ذلك يجب ان يتم ضمن وحدة ارادة القيادة أو ضمن ما يسمى بالقيادة الجماعية
ولا يمكن النظر الى هذه الوحدة نظرة جامدة بل هي تعني وحدة تفاعل واجتهادات
٢٤٤
ومناقشات ووحدة اتفاق على ان التناقضات الايجابية هي خطوة نحو العمل الصحيح .
والتباين ان دل على شيء فانما يدل على حيوية الحركة وديناميكية الحزب
وعلى قدرته في التطور لان التطور لا يوجد الا من خلال تفاعل المتعارضات على ان
وهنا تتأكد
الحزب الثوري يعرف كيف يستوعب هذه المسألة استيعابا كاملا
مسألة في غاية الاهمية بالنسبة للحزب ككل وبالنسبة للقيادة بشكل اخص ،وهي
مسألة خضوع الاقلية لقرارات الاكثرية .ويكون الالتزام في هذه الوضعية متمثلا
الاكثرية ·
احترام رأي الاقلية وفي تطبيق الاقلية لراي
ان الاكثرية ليست معصومة عن الخطأ ،ولكن لكون القيادة منتخبة من
.وفيما اذا ثبت في فترة القواعد فان الاكثرية تعني خط الحزب وواقع الحزب
معينة ان رأي الاكثرية قد كان مخطئا او انه يقود الى متاعب للحزب والجماهير فان
الحزب الثوري متمكن تماما من معالجة الاخطاء وحسم الامور لصالح الحركة الثورية .
ان الحزب الذي لا يخطىء هو الحزب الذي لا يعمل .وبالعمل الثوري وحده
وباحراز المواقع يوجد الخطأ ،ومعه امكانية تجاوز الخطأ نحو الصحيح .هذه هي
المسيرة الصادقة للحزب الثوري •.وضمانة الحزب في مسيرته الاعتماد على رأي
.ومن الاكثرية داخل القيادة لمنع الانفجارات الداخلية ولتجاوز الازمات الذاتية
المؤكد ان الخضوع لرأي الاغلبية يجب ان لا يقود الى وضع ارهابي داخلي تكون
ضحاياه العناصر المختلفة التي تشكل الاقلية .ان وجود الاجتهادات المتباينة ما دام
منطلقا من مواقع فكرية واحدة لن تكون عاملا للتعويق بل عاملا لتحريك وتطوير
من الجانب الآخر .
العمل سواء كانت ظروف عمل سري او علني او حربي او سلمي ...الخ .والعلاقة
بين المركزية وبين الديمقراطية هي علاقة ديالكتيكية مشروطة بوقائع وامكانات
.على انه يجب وبشكل عام عدم تضخم المركزية لان ذلك يؤدي الى سيادة عديدة
قبضات جو دكتاتوري ارهابي تكون فيه القيادة او الاشخاص القياديون اصحاب
وهراوات وتكون القواعد مستعبدة ،مسحوقة ،لا رأي لها ولا ممارسة ،فيما عدا
الممارسات المفروضة عليها وغير المقتنعة بها ·
كما انه لا يمكن التقليل من وزن المركزية والافراط في الديمقراطية الى حد
الية لان ذلك يؤدي الى تفكك الحزب ،وازدياد الفوضى ،وقيام الانقسامات
٢٤٥
والانشقاقات ،وضياع هيمنة الحزب على نفسه اولا وعلى الاحداث حتميا ثانيا
ان الديمقراطية تعني ممارسة النقد الذاتي بصورة بناءة ،والدخول في
الانتخابات وحق الصعود في سلم التسلسل الحزبي ،بالنسبة للكفاءات ومشاركة
الخ .لكنها لا تتم ضمن المركزية حيث ان القيادة القيادة في صنع القرارات
منتخبة -
فمن حقها وباسم شرعيتها تلك ان كما ذكرنا ـ من القواعد وبالتالي
تنظر التزام القواعد بمقرراتها
وهي حرية واختيار نضالي يتجاوز ( الانا ) الى ( العام ) الى ( الثورة ) .
ومن المستلزمات الاساسية التي ترعى التنظيم الحزبي وتجعل منه ثوريا
بحق ،تنطبق فيه افضل الاصول الديمقراطية الثورية ،مسألة التثقيف •
لغة بين القيادة وبينها . وتبصير بالمستقبل ووحدة فالتثقيف هو توعية للقواعد
ان الحزب الثوري لا يريد اميين وجهلة حتى يستخدمهم لمآرب غامضة .انه يحتاج
العناصر المثقفة والحقيقية .ان الثقافة الحزبية العامة تؤدي حتما الى وحدة حية
وهي تفضح كل الاتجاهات الباطلة التحريفية والخاطئة داخل الحزب ، للحزب
هذه الاتجاهات التي لا تنمو وتتزايد الا عند ضعف الجو الثقافي داخل الحزب .
كما انه فالتثقيف اذن يشكل صماما لحماية الجهاز الحزبي من خطر الانحراف
والقيادة التي ترفض هذه المسلمة وتعتبر نفسها مجموعة من المعصومين انما
هي قيادة غير جديرة بالحزب .لان الحزب هو عملية تطور ،والتطور الحزبي هو
تطور في تركيبه ،وفي علاقاته ،وفي مسيرته ،وفي ابداعاته الخلاقة .ويحمل
هذا التطور تغييرا في القواعد وتغييرا في القيادات ضمن اشاعة الثقافة الثورية .
ان الشعور بالعظمة المعصومة يقود الى نشوء الشيخوخة في عقل القيادة .وخلافا
لمنطق الحياة فان الشيخوخة بتحويلها الى منطق وصاية وبكبحها كل تطور مبدع
خلاق تلعب فيه الكفاءات الشابة الجديدة دورها الفعال ،تقود الحزب الى الهاوية .
نعم ان الحزب يحرص كل الحرص على كوادره القديمة التي واكبت تاريخه
وفي الوقت نفسه فان وواكبت بناءه وساهمت في نشوئه وعاصرت ولادته .
العناصر الجديدة تستفيد من خبرة العناصر القديمة ،او التي حركت الاجهزة
القديمة ثم انتابها التعب في مرحلة معينة ،بحيث ينشيء من خلال ذلك قيادات
•
جديدة تواكب التطور الحاصل في تاريخ الحزب والمجتمع والحركات الثورية
قضايا الجماهير في والتطور الحاصل ان اتساع الحزب واتساع قضاياه ،
وفيما اذا تصورت القيادة يتطلب استجابة عملية ونظرية ايضا من لدن القيادة .
انها فوق الجماهير وفوق القواعد وأنها عالمة بكل شيء ولا يمكن ان تضاف لخبرتها
وهــــي ـ اي . او لعناصرها عناصر ،انما هي قيادة تحمل معها جرثومة الهزائم
القيادة ـ اذ تجمع كل انواع النشاط بجماع كفيها وتقطع الطريق امام الكفاءات
الشابة الهامة انما تخسر كل شيء حيث تظن انها ربحت كل شيء .
٢٤٦
ان احتياج القيادة للقواعد وللجماهير والتعلم منها ،يتطلب وجود قواعد
على ان الثقافة مثقفة قادرة ان تخرج القيادات وقادرة على ايقاف الانحرافات
لیست حصرا على القواعد بل ان القيادة تحتاج الى ثقافة مستمرة .اما انغلاقها على
فهذا يضعها على الضد نفسها واعتبارها الوهمي بانها في منتهى الكمال والسداد
من قوانين الحياة والثورة
لزومي تحتمه طبيعة المهام السياسية ونوعية الثقافة هو امر فالتثقيف
القيادة ان القواعد لا تفهم . البشرية وكذلك طبيعة التحديات الثقافية الموجودة
فيما اذا يتقرر وجودها بفعل بدون الثقافة السياسية كما ان القيادة لا وزن لها
. مبررات سياسية وثقافية
وثمة حقيقة راسخة تدخل ضمن ديمقراطية التثقيف التي يجب تعميمها
داخل الجهاز الحزبي وهي ضرورة برمجة التثقيف .فالتثقيف يجب ان يكون مبنيا
على هدي المبادىء التي يسير على ضوئها الحزب ،وهو يتراوح حسب درجات
تتكون حصانة نوعية ضد التيارات . وبفعل الثقافة الثورية ، الحزبي السلم
ضمن مناخ جيد دون ان يتعرض للقمع او بحيث يعيش العضو الحزبي الذاتي
المحاصرة وتكون له القدرة على كشف الاخطاء والتنبيه عن النواقص ومحاسبة
الذات وتنظيم التجربة بشكل اجود .ان العناصر التي تتطير من النقد هي عناصر
غير نافعة للحزب ،وفيما اذا كانت تهاب النقد والنقد الذاتي وتتستر على اخطائها
ارتباط النظرية الثورية بالتنظيم الثوري في وحدة جدلية واحدة تتكشف عبر
له المواقع صحة الحزب وييسر يحقق هو الذي ، الممارسة بصورة تصاعدية
الجديدة
التي ترفدها التجربـ .وهو الذي يرسخ افضل مبادىء التنظيم
بالجديد والثوري .
ان تنظيم الحزب الثوري ليس مجردا او معزولا او اعتباطيا انه بقدر مـــــا
فهو يعتمد التجربة المعاشة ايضا · يعتمد النظرية والمبادىء التنظيمية ،
٢٤٧
اختلاف المراحل وضرورات العمل الثوري
جهاز ثوري بالمعنى العلمي لكلمة الثورية والثاني ان يكون الخلل قد اصاب هذا
والتي بدونها يفقد ، والتقاليد الثورية الجهاز فاصبح هيكلا خاويا من المضامين
سماته الاساسية ويتحول الى جثة ميتة تشكل عبئا على الثورة نفسها ان لم نقل
خطرا مباشرا عليها .
وفي هذه الحالة تصبح عملية المراجعة الشاملة افقيا وعموديا المسألة الاولى
التي يمكن ان تبعث الثورة في الجهاز الثوري نفسه .وبدون هذه العملية لا يتعطل
الجهاز الثوري فحسب بل يصاب الخلق الثوري نفسه ،وينزلق الثوريون الــــــى
السقوط في هاوية الانشداد الى الواقع والعجز امامه .وباعتبار ان الثورة تتسم
الاولى الانطلاق من موقف كلي موحد دائم -في دائما بصفتين أساسيتين :
الجوهر -ومهما بدت مختلفة الاعراض أو المسالك المظهرية .والثانية قدرة الثورة
على التطور استيعابا لكل مرحلة وتجاوزا لها لمرحلة ثانية .وباعتبار ان الثورة لا
تستغني عن هاتين الصفتين فان الثوريين مطالبون ان يجسدوا هذا الفهم من خلال
اثبات قدرتهم على المرونة في التحرك بين تعميق منطلقاتهم الاساسية واستجاباتهم
للمعطيات المتجددة دائما .وعلى مدى هذا الفهم يتقرر مصير الثورة الى حد كبير .
-السنة الثالثة ،العددان الأول والثاني ۱۹۷۱ ، « الثورة العربية () ۱
٢٤٨
في صميم قضيتنا التي تعيشها جماهيرنا اطر التعميمات وندخل في التخصيص ،
اليوم .ولكي نكون اكثر دقة واكثر جدوى ينبغي ان نمايز بين مرحلتين في نضال
لنثبت المهام الاساسية التي تواجه اي مناضل فينا وهو يجابه حزبنا وجماهيرنا
وبشكل يومي حاجات جديدة خطيرة ومسؤوليات اخطر .وطبيعي جدا انالاختلاف
بين هاتين المرحلتين ينسحب على جملة أمور ويلح بالضرورة لتغيير اساليب العمل
في النضال السلبي تلقى على الحزب الثوري مهام كثيرة الا انها تعطيه قوى
اضافية غير قواه الذاتية ،وبالتالي تحدد نوعية ممارساته باشكال واضحة الى حد
كبير وبخاصة اذا كانت هذه الممارسات مقتصرة على المعارضة وكشف عوامل ضعف
و تخلف البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للسلطة التي يجابهها .ان القوى
الاحتياطية المضافة الى قوى الحزب الثوري الذاتية ابان النضال السلبي ،هي في
لتزمايتـزايد
الم
تخلف النظام والمؤسسات المتعاونة معه ،وهي في العطف الجماهيري ا
صمود الحزب الثوري امام المجابهة القمعية للسلطة وبمعادلة تتصاعد طرديا مع
،اذا احسن وهنا ينفتح امام الحزب الثوري باب العطاء الجماهيري الرجعية
الحزب فتح المنافذ السليمة بينه وبين الجماهير ،وبمعنى آخر اذا استطاع ان
يأخذ من الجماهير كل الدماء النقية الجديدة ويحجب في الوقت ذاته او يفرز كل
•
الاجسام الغريبة والخطيرة على كيانه الحي المتنامي
ان عملية الفرز والتمييز هذه لا يمكن ان تكون دقيقة وبصورة مطلقة ،الا ان
عملية التطهر الدائم عملية استئصال البثور والتخلص من الاورام والتقيحات مسألة
ملازمة للحزب الثوري •
-
المرحلة الثانية :النضال الايجابي
بل وفي المهام الملقاة على عاتق المناضل ، فحسب الحزب الثوري في كل منهما
الثوري في كل من المرحلتين وبالتالي في كل المواصفات المطلوبة فيه والمعايير التي
بموجبها يستطيع الحزب ان يقيم مناضليه وان يستمر في تحصين بنيته وتسييجها
بجماهيرية متصلة
ان مناضلي حزبنا قد اثبتوا بان فترات النضال السلبي صلابة فائقة على
قسوة ما جابهوا وانتزاعهم انتصارين خلال خمس سنوات رغم كل الظروف التي
٢٤٩
كانت لغير صالحهم ولغير صالح الحركة الوطنية باسرها ،انتصارهم هذا يؤكـ
بالدليل القاطع قدرتهم على قهر التحديات .ومع ثقتنا بنضالية رفاقنا فاننا ينبغي
-وبالتالي التغيير ان نشخص خصائص المهام الجديدة -وفقا لطبيعة المرحلة -
النوعي المطلوب فينا وفي جملة امور اساسية لكي نحول موقعنا الثوري على ارض
السابع عشر من تموز الى الثورة العربية بكل ابعادها الشمولية
في ضرورة تفهم تتحمل مسؤوليات جساما الحزب ان الاداة الثورية
المرحلة والتكيف الكامل لمجابهتها
ومن هنا فان ثمة معايير جديدة ينبغي ان تتسلح بها هذه الطليعة المناضلة لا
فحسب ،بل لتمتن هذه البنية كما ونوعا استعدادا لمواصلة لتحافظ على بنيتها
ثورتها الدائمة .والمناضل البعثي الذي يشكل حجر الاساس في بناء حزبه الثوري
ينبغي ان ينفسح لكل الصيغ التي تحافظ على جوهره بقدر ما تعطي حزبه القدرة
على التحرك الدائم بخط متصاعد والقدرة على التمييز بين المواقف والتحاكم معها
على اساس واحد هو مصلحة الثورة ،والثورة وحدها
اولا -
ان المعايير الاساسية الثابتة في المناضل الحزبي ،بان الصراع مع
الانظمة الرجعية والمتخلفة معايير لا يستغنى عنها الا انها ليست المعايير الوحيدة
ولا تشكل هوية التزكية ،التي تمنح المناضلين الركون الى الدعة والراحة والوقوع
في مصيدة الامجاد الماضية .ان صمود أي مناضل في المعارك القاسية يعتبر كسب
للحزب كله كما ينبغي ان يشكل حافزا دائما للمناضل نفسه ،يمنحه التشبث
الاحتفاظ بالصورة المثلى في كل شيء
ثانيا ـ ان المرحلة الجديدة تطرح امام الحزبي اغراءات عديدة ،وبقدر تفوق
الحزبي على مقاومة الاغراءات المادية او المعنوية والصمود في موقع ترجيح كفة
الثورة دائما ،بقدر ذلك تماما يكون المناضل البعثي منسجما مع نفسه كثوري
فيفقد المناضل ان الحزب مسؤول عن حماية السلطة وبدون ذلك يحدث خلل كبير
السلطة حين يحولها الى جهاز مهمته حماية المناضلين .ان البعثي يرتكب خطــــا
٢٥٠
في العمل من اجل تثبيت كبيرا في حق حزبه وثورته اذا تخلى عن دوره الدائم
وقت معا ·
وعلاقة الحزب الثوري بالجماهير ليست علاقة آلية ميكانيكية تضع احدهما
فوق الاخر او الى جانبه بل هي جدلية عضوية مصيرية تضعهما معا في تلاحم
ه االلععللااققةة هي الظاهرة الصحية والطبيعية لاي حزب ثوري ،
ذههذ يصعب فكه .اان
ن ه
و بدونها ينقلب الى كيان منكمش على نفسه ينتهي بالضرورة الى التآكل والاندثار .
ومن هنا فان المرحلة الجديدة ،مرحلة تسلم السلطة تلقي على المناضل البعثي مهمة
توثيق العلاقة المصيرية بين الحزب والجماهير وفق اسس علمية لصالح هذه
وثمة اسس ينبغي على المناضل الجماهير بقدر ما هي اسناد للثورة وتطوير لها
في تعامله مع الجماهير في هذه المرحلة الحاسمة وهي تشكل البعثي أن يعتمدها
سبيلا وحيدا لتعميق الثورة وديمومتها :
اولا -
عرض الثورة امام الجماهير بصورتها المشرقة ومن خلال سلوك يومي
للمناضلين يعطي الجوانب الايجابية الحقيقية للثورة في صورتها المستقبلية ودون
ايقاع الجماهير في وهم التخيلات ونزاهة العمل الثوري او براءته من الاخطاء .ان
افضل ما تقدمه ثورتنا الى جماهيرها ،هو ذلك الاسلوب الذي يحمل الجماهير
مسؤولية الدفاع عنها من خلال شعورها الكامل انها ثورتها اولا ،ومن خلال
ادراكها ثانيا انها بحاجة الى كل طاقاتها وبخط متواز مع اتجاهها للعطاء الدائم .
ثانيا -مخاطبة الجماهير باللغة التي تفهمها .ان احد اهم شروط الثورة هو
الا من خلال ایجاد في وضعها هدفا يوميا في النضال الجماهيري وذلك لا
يتم
ان كيل الوعود بلا حساب اللغة التي تفهمها الجماهير جيدا وتدرك كل ابعادها .
والثرثرة اللامسؤولة قد تلف مدودا جماهيرية متسارعة حول الثورة ،الا ان هذه
٢٥١
تلقائيا عند اول قطيعة تامة بين الثورة وجماهيرها وتنكمش المدود ستنقلب الى
صدمة على طريق النضال .من هنا فان مخاطبة الجماهير باللغة البسيطة التي
وتأكيد مصلحتها في بقاء الثورة واستمرارها وبامثلة واقعية ،ان ذلك كله يخلق
اللغة المشتركة والبسيطة بين الثورة وجماهيرها ويعمق الروابط المصيرية بينهما .
مهما كانت ساذجة ومغلوطة .ان محاولة اقتلاع رواسب مئات من السنين لا
م الحلول
يمكن ان تنجح الا باعتماد الاسلوب العلمي والقرائن الواقعية وتقديـ
الايجابية وربط الجماهير بواقع يومي يشدها الى النضال الدائم من اجله
رابعا -نبذ النظرة الاستعلائية والاستهانة بالجماهير .ان الثوري يسيء الى
ثورته كل يوم حين يتعامل مع الجماهير على اساس كمي ينتقي منه ما يشاء ويلفظ
غيره .ان الجماهير هي مادة الثورة وهي هدفها النهائي ومبرر وجودها ومشروعية
وهذا يلقي بداهة على الثوري مسؤولية احداث تحولات نوعية في استمرارها
الجماهير من خلال غرس الثقة فيها وافساح مجال المشاركة لها واعتبارها قوة
.
رئيسة في العمل الثوري لا يمكن تغافلها او الاستغناء عنها
خامسا -نبذ النظرة التزمتية التي تتجمد عند احكام مسبقة ،تقف عند
حدودها قاصرة عن تجاوزها ·
اننا نخطىء كثيرا حين نعطي احكاما جزافية على الناس دون اعتماد معياري
التعقل والتجرد لمصلحة الثورة .وان احكامنا حتى وان كانت صحيحة في فترة ما
على الاشخاص فان تبدل الشروط الموضوعية وطبيعة المرحلة تفرضان التغير على
.
الاشخاص وعلى احكامنا في آن واحد
سادسا -تحاشي زج الجماهير في مواقف اكثر من طاقاتها -وفي ظرف
معين -وبشكل يفقد الجماهير ثقتها بنفسها ويدفعها الى اليأس والتردد .ان واجب
الثورة الاول هو في خلق الروح الصدامية الشجاعة لدى جماهيرها ومن خلال زج
هذه الجماهير في معارك مع أعدائها لتعميق ارتباطها بالثورة ولتأكيد احساسها
سمة اساسية في اية ثورة بضرورة التحرك .ان هذه الميزة التي تشكل الدائم
ينبغي ان تستخدم دائما لتصعيد الروح النضالية والمعنوية للجماهير وبالتالي فان
الحسابات الدقيقة لمعطيات الواقع وامتداداته على مختلف الاصعدة ،هذه
في تصاعده وتجنيبه الثوري في ابقاء الخط الجماهيري علمي شرط الحسابات
.ان والارتجاجات الخطيرة المفاجئة التي تحدث نتيجة سوء التقدير الانتكاسات
الجماهير حين تحقق انتصارا كبيرا تضيف الى معنوياتها رصيدا بالتأكيد الا انها
وبالضرورة ستفقد هذا الرصيد وربما تهبط الى مستوى مفجع حين تتعرض
الصدمة لم تكن تتصورها .ومن هنا فان واجب البعثي المناضل ان يشد الجماهير
الى التحرك باتجاه خوض المعارك المستقبلية مع تشخيص علمي كامل لقوى الاعداء
٢٥٢
قواها الذاتية وقوى حلفائها ،وبذلك وحده يمكن وقوى الثورة نفسها بمجمل
للحزب ان يجنب الجماهير اية انتكاسة اولا كما انه يستطيع ثانيا ان يخلق لديها
او بدايات تشكل الاساس الراسخ والملامح الاولى لصورة الثورة .وبهذا يمكن
دائما الى تعميق هذه الاجراءات والدفاع عنها لا لذاتها فحسب للجماهير ان تنشد
بل لان زوالها يعني زوال الثورة وبالتالي تسديد ضربة ماحقة الى آمال الجماهير
في الحياة التي تريدها
ان تاريخ نضال حزبنا ونضالنا في القطر العراقي بشكل خاص ترك آثارا
كثيرة على سلوكيتنا .ورغم ان مسيرة الحزب منذ ثورة السابع عشر من تموز قد
اكدت ان النهج العلمي الواقعي يشكل خصيصة بارزة لدى مناضلينا في هذه
فان ثمة رواسب كثيرة بقيت تمارس تأثيرها على تصرفاتنا في كثير من المرحلة ،
الاحيان .ان حزبنا واجه هجمات ظالمة وشرسة من قوى كثيرة تنسحب عليهــــا
الاحيان في دفع بعضها الى مواقف ليست لصالح الثورة وفي اتجاه لا ينسجم مع
خطها التاريخي .
ان الثورة التي سمت على كل السلبيات وتجاوزت كل العقد ومركبات النقص
والثورة التي عالجت المسألة الكردية من موقف قومي المحكومة بالنظرة الفئوية ،
انساني ،هذه الثورة وبمعنى اخر هذا الحزب يؤكد على رفاقه في نهجه الثوري
هذا ان يختطوا الموقف العلمي الواضح في تعاملهم مع كافة القوى وفق :
اولا ـ ان ثمة قوى حليفة مرحليا من خلال التقائها مع الحزب في خط
المواجهة مع الاستعمار والصهيونية والرجعية بمختلف مؤسساتها .
ثانيا -ان ثمة قطاعات واسعة ليست حليفة للحزب لانها تجهله او لانها تفهم
عنه غير حقيقته ،وهذا يعني ان عملية كسح لاجواء سلبيات الماضي لا تزال ضرورية
لكي نضع في مواضع الدفاع عن الثورة والحزب قطاعات واسعة ،لا تحتاج اكثر
٢٥٣
من تحرك جهازنا الحزبي باتجاه توضیح نفسه اكثر وباتجاه اقامة معابر من الثقة
للتحالف مرحليا ،وتعرية كل الاطراف التي تسعى لتشويه موقف الحزب والثورة
وادانة هذه الاطراف وعزلها نهائيا
هي المرجحة لكل رابعا -اعتبار مصلحة استمرار الثورة بقيادة الحزب
العلاقات التي يمارسها المناضل البعثي وعلى كل صعيد
تأكيد هوية الثورة والحزب من خلال علاقات الحزبي مع القوى - خامسا
بموقفه القومي التقدمي بعيدا وبمعنى آخر حرص الحزبي على التشبث الاخرى ،
عن الانزلاق الى الانكماش عن الموقف القومي مجاملة للتقدمية أو الوقوع في الموقف
الرجعي تشبثا بالقومية
ان موقفنا التقدمي الانساني ينبغي ان يكون دائما في ذهن الحزبي هو المقياس
الوحيد للتلاقي او الافتراق مع الاخرين وبشرط المرونة التي لا تمس الجوهر
سادسا ـ اعتبار الحزب كطليعة للثورة العربية رافدا مهما في حركة التاريخ
لصالح الجماهير العربية ذاتها وكل القوى التحررية العالمية ،وبذلك وحده ينتفي
.ان الثورة موقف التهاون أو الشعور بالضعف امام الاخرين واستجداء تزكياتهم
في هوية المناضل البعثي وهي تكسبه قوة التأثير والفعل فيما حوله دائما
ان الثورة ليست عملا يسيرا لكنها بالتأكيد ليست لغزا مستعصيا على الثوري
الذي يدرك تماما اين يضع مواقع اقدامه .وبقدر ما يؤمن البعثي انه ثوري مسؤول
ينعكس هذا الايمان على كل تصرفاته داخل منظمته الحزبية ومع الجماهير وفي اي
انه هو الثورة وان بقائها مرتبط ببقائه سواء مرفق من المرافق التي يعمل فيها .
فحين يحافظ على نفسه ،بمعنى حين يلتصق بخطه الثوري حين يعطي بسواء .
ولاءه للثورة وحدها حينذاك يستطيع ان يشكل علائقه بصورة تفصح عن استيعابه
الكامل للمرحلة الجديدة التي ينهض باعبائها .ان البعثي اذا كان مستحقا لهذه
فلأنه كان ثوريا بكل أبعاد الثورية ،وحين رفض التشرنق ومد جذوره التسمية ،
و فروعه استطاع ان يحقق الانتصار بعد الانتصار ويقضي على الكبوة بعد الكبوة .
ان اختلاف المراحل يلقي على الثورة ـ -اي على الثوري -ضرورات كثيرة
في مقدمتها الاستجابات الواعية لمتطلبات هذه المراحل والتكيف لها مع الحفاظ على
جوهر الثوري وسماته المميزة
٢٥٤
كيف يحقق الحزب التوازن بين قيادته للجماهير
وتجربة الحزب في هذا الميدان هي بلا شك تجربة غنية لان تجارب الحزب
الماضية قد زودته برصيد كبير من الخبرة .وعلى هذا الاساس كان من اللازم دوما
كشف الطبيعة للسلطة حتى يمكن معرفة طبيعة اي منهاج ونوع القوى الاجتماعية
التي يسعى من اجل مصالحها .
ان السلطة بشكل عام هي تلك المؤسسات المتنوعة التي تعكس مصالح طبقية
وطبقات معينة متحالفة بحيث تقف بالمقابل ضد طبقة او طبقات اخرى معينة
متحالفة معها
وعودة بسيطة الى الماضي القريب نجد ان السلطة الملكية التي از يحت بنضال
قوى الشعب الوطنية كانت تمثل بجميع مؤسساتها العلوية الطبقات المعادية
للجماهير ،وهي اداة تحقيق المصالح الاحتكارات الامبريالية ومصالح كبار الملاكين
والبورجوازيين ·
وقد كانت المهمات الوطنية معطلة نتيجة لسيطرة الطبقات المذكورة .واضافة
الى مهمات السلطة الملكية في تمثيل المصالح الاستعمارية والرجعية فقد كانت
وبالطبيعة اداة قمع ضد الطبقات الشعبية الحقيقية من خلال عدائها الثابت للقوى
والاحزاب الوطنية والتقدمية ·
رغم التحولات العديدة في اقامة تنجح سلطة تموز لم وخلال عشرة اعوام
السلطة الثورية التي كانت تطمح اليها الجماهير ،ولم تتمكن من طرح برامج عمل
الثورة العربية» -السنة الثالثة ،العددان الاول والثاني ۱۹۷۱ ، () 1
۲۰۰
للتغيير الثوري في البنية والعلاقات الى ان جاءت ثورة ۱۷تموز ١٩٦٨التي احيت
من جديد المطامح الثورية لدى الجماهير ،باحلالها سلطة ثورية تهتدي بمنهاج
ثوري ،هما سلطة ومنهاج حزب البعث العربي الاشتراكي
ولما كان المنهاج الحزبي يعكس بطبيعته مصالح وفلسفة طبقات اجتماعية
معينة فان توضيح ذلك بالنسبة لحزب البعث يعني قطع الطريق على البرام
فهم طبيعة ومبادىء واساليب البورجوازية الصغيرة التي تعجز في الاصل عن
الحزب
ان منهاج حزبنا الذي اعلن في بيان المؤتمر القطري السابع منهاج ثوري يلائم
فقط مرحلة التحرر الديمقراطي الثوري بل مرحلة الانتقال الــــــــــى جذريا ليس
الاشتراكية
ة
ان هذا المنهاج يهدف الى تصفية سلطة الطبقات الرجعية الاقطاعيـ
تموز والبورجوازية المتحالفة مع الامبريالية .هذه السلطة التي لم تفلح ثورة ١٤
•
عام ۱۹٥٨وما أعقبها من انجاز تصفيتها
وتتم التصفية بالنسبة لمنطق الحزب بشكل عملي مدروس ،وذلك بالاعتماد
الكامل على الطبقات الشعبية المنتجة التي تجسد الثورة مصالحها وتنطلق من
فالعمال والفلاحون والجنود والبورجوازية الصغيرة . الفلسفة التي تحدد مستقبلها
هم المادة البشرية للثورة .وباستنهاض قدراتهم الثورية يمكن هدم كافة مخلفات
وجيوب السلطة القديمة وبناء سلطة الشعب الجديدة ·
وضمن العملية يجري تطبيق المبادىء الديمقراطية الثورية حيث يعكس منهاج
.وكل هذا لا ينفصل بل يتوحد تماما الحزب كيفية الوصول الى الاشتراكية
يجب تحرير الامة العربية النضال الوحدوي ،لان في صلب منهاج حزب البعث
تحريرا كاملا من جميع القيود الرجعية والسير نحو وحدتها مما يؤكد أن المنهاج
يعكس المصالح القومية والتحررية للأمة العربية
فان سلطة تلتزم منهاجا كهذا يوحد حاجات الامة العربية وحسب ذلك
والحاجات الوطنية ضمن تحرك ديمقراطي ثوري انتقالي نحو الاشتراكية انمــــا
ويكون في انجاز اهداف الجماهير الاداة تكتسب خواص السلطة الثورية ،
دور الحزب في السلطة محددا بشكل علمي دقيق يضمن عدم الالتباس وعدم
ضياع الفوارق والحدود بين السلطة والحزب .لاسيما وان مهمات الحزب عديدة
وان نضاله الزمني لا يمكن تقليص ابعاده ·
وتصبح علاقة الحزب ان دور الحزب هو دور المرشد السياسي للسلطة .
بالسلطة ليست علاقة حزب بحزب سياسي اخر او طبقة بطبقة اخرى ،بل علاقة
واتجاه المياه التي توزع على مختلف الترع فالناظم ينظم حجم الناظم بالسواقي .
للارواء .بدون الناظم يكون التوزيع الصحيح للمياه معدوما .وعند ذلك تكون بقعة
من الارض مليئة بالماء وربما الى حد المستنقعية .بينما تظل بقع أخرى يابسة ·
كما ان دور الحزب من وجهة اخرى يجمع وظيفة الكبد الى وظيفة القلب
فالكبد هو التصفية والقلب هو التوزيع حيث يحدد تنقل الدم الى بالنسبة للدم .
٢٥٦
حسب تنوعها واحتياجها اجزاء الجسم
وكل خلل في العلاقة بين السلطة والحزب يؤدي الى نفس النتائج عند حصول
خلل في وظيفة القلب والكبد حيث ان ارتباك وظائف القلب والكبد هو ارتباك
للجسم كله وفقدان للصحة
وفق هذا التبسيط التحليلي ،يمكن القول ان استيلاء الحزب على السلطة ،
،ان لا يؤدي الى ذوبانه فيها ،لانه بذلك يفقد دوره كمرشد سياسي ومنظم
ان ضياع الحدود بين السلطة والحزب الثوري كما تخسر السلطة من يوجهها .
يفقد السلطة البصيرة الثورية ويوقعها تحت تأثيرات الطبقات الرجعية والاتجاهات
الفردية .كما يفقد الحزب دوره القيادي الثوري ،وبذلك ترتد السلطة الى طبيعتها
فان الكادر يتحول حينئذ الى جزء من السلطة والانقطاع عن النشاط الحزبي
السلطة وتتوقف بالتدريج المصادر التي تزوده بالوعي الثوري والقدرة على الرقابة
والمتابعة وتنقطع صلة الكادر بالجماهير
ان الكادر الذي يعين وينمو بقوة حزبيته وجماهيريته ،سوف يغمر وينعزل
تستنزفه اجهزة الحكم وتطفى عليه ،لان دوامة المشاكل الادارية المضنية ،سوف
بالشعب • وبدون وجود كوادر عالية النضج والمقدرة الثورية في ادارة السلطة لا
وليس من الاستيلاء عليها وقيادتها ،لان الانغمار لا يمكن ان يتم الا على حساب
الانتمائية الثورية للحزب .اما الابتعاد عن السلطة بحجة الانصراف للحزب فان ذلك
ليس من المنطقية في شيء لأن السلطة هي فرصة الحزب في رسم اهدافه عمليا .
ان ترك السلطة للملاكات البورجوازية القديمة والدواوينية وعدم نقلها الى الملاكات
الثورية يعني ابتلاع البورجوازية للسلطة وسقوط الثورة
ان الخوف من ابتلاع السلطة لكوادر الحزب لا يجوز مطلقا ان يؤدي الى ابقاء
الرجعية والبورجوازية والانتهازية ،التي لا تلتزم بخط السلطة فريسة للعناصر
تغيير المواقع وفي تنظيم الاجهزة بالصورة التي تهيىء للحزب قدرا اكبر في تطوير
سلطته وانجاز اهدافه المرسومة .
هذا لا يعني ان السلطة مستعدة للاستغناء عن خبرة بعض الملاكات القديمة على
نحو جازم وحاسم .بل ان الاستفادة احيانا من هذه الخبرة في ظل رقابة ثورية
ــة
لوضعها في خدمة الثورة حاجة اساسية تستلزمها مصلحة الثورة والسلط
والحزب الثوري
ان الإدارة الثورية عند استلامها مثلا لمؤسسة من مؤسسات الدولة عليها ان
تكون في مستوى من النضج لفهم جميع الامور المتعلقة بالمؤسسة .عليها ان تحتفظ
فيها امكانية بالخبير القديم مؤقتا لحين احداث التغييرات في المراكز التي نضجت
التغيير
والادارة الثورية لا تعامل الخبرة القديمة بروح المقت العاطفي بل تعاملها بروح
مرنة قوامها الاخذ باعتبارات المقارنة بين الخبرة القديمة والخبرة الجديدة ،العقلية
الخ . القديمة والعقلية الجديدة ،طريقة العمل القديمة وطريقة العمل الجديدة
لذلك فان الادارة الثورية والحالة هذه تكون في أمس الحاجة لاتباع مختلف الطرق
L - -
والوسائل اقناع -اغراء .-قمع لكي تنتزع خبرات الاجهزة القديمة انتزاع
.
وتضعها في خدمة الثورة ريثما تتمكن الثورة من اعداد كوادرها
لكن ترحيل الكوادر الحزبية الى اجهزة الحكم ،لا ينهي المشكلة كما بينا آنفا ،
بل قد يعرض الكوادر للانعزال عن الحزب والجماهير
ان العلاج يتطلب التأكيد على ضرورة الالتزام بمبادىء القيادة الجماعية حيث
يجب ان يكون للحزب وجود حقيقي فعال داخل المؤسسة .أي يكون له وجوده ،
منظمته الحزبية ،ووجوده داخل اللجنة النقابية والهيئة الادارية للمؤسسة
كل هذه الهيئات يجب ان تعمل وتسير وفق خطة عمل ونسق لخدمة المسألة
المركزية المتعلقة بالمؤسسة فهل هذه المؤسسة ذات طابع اقتصادي صرف ام ذات
طابع مزدوج اقتصادي اجتماعي في آن واحد كالمؤسسات الصحية مثلا ؟
المهم ان خطة العمل يجب ان توضع بحيث تراعي طبيعة واجبات كل مؤسسة
حسب المقاييس الحزبية والنقابية والرسمية الموجودة
فالوزير مثلا عندما يتلقى خطة عمل فانه عضو في مجلس الوزراء وان سياسة
الحزب الصحيحة يتم التخطيط التشريعي لها من قبل مجلس قيادة الثورة بحيث
يستجيب لها مجلس الوزراء ويقوم الوزير بالتنفيذ .
وفيما اذا كان الوزير حزبيا فانه بلا شك يجب ان يكون مرتبطا بالجهاز
الحزبي في الوزارة ،أي يكون على صلة وثيقة بمنظمة الحزب في الوزارة وذلك
وتبعا لهذا فان الوزير من اجل تطبيق القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء .
٢٥٨
يخضع لنقد الجهاز الحزبي والمؤسسات والجمعيات والموظفين والعمال بطريقة
ايجابية موجهة ويكون الوزير مسؤولا للاجابة عن كل نقد صادر عن سوء تطبيق
مقررات مجلس الوزراء باعتباره اعلى هيئة ينتمي اليها الوزير المعني
اما عن النسب في توزيع الكادر فمن الضروري وضعها بصورة جدية صائبة ،
في وظائف الدولة حيث يجب ان تحدد نسب اعضاء القيادة القطرية المشتركين
العليا .فعندما يكون عدد اعضاء القيادة ١٥عضوا يجب أن تدرس النسب المعقولة
المنظمات الشعبية لتوزيع مهمات الكادر القيادي على ( الحزب ) ( -الدولة)
العمل في يتحملون مسؤولياتهم في الدولة او الذين توريع النسب للمشتركين
الحزبي او العمل حسب طبيعة الظروف العامة وظروف الحزب وظروف السلطة .
على انه يجب الاتفاق على مبدأ في التوزيع او على خطة مدروسة بعيدة عـــن
لا ان
الارتجال ..ا
ن من الخطأ تعيين كادر قيادي لشؤون الدولة رسميا في حين
ان الدولة مؤسسة قائمة بذاتها وفي نفس الوقت غير قائمة بذاتها انها قائمة
بذاتها كشخصية تنفيذية تبت في الامور وغير قائمة بذاتها لانها تستمد طــــــرق
ان اعتماد وأسلوب ونهج البت في الامور من السياسة العامة للحزب الثوري
مبدا توزيع الكادر القيادي ضرورة لا بد منها وذلك لتجنب خطر ابتلاع الكادر
و خطر انعزال السلطة عن الحزب وخطر انعزال السلطة والحزب عن الجماهير .
في نفس الوقت يجب ولكن هذا بالنسبة لتوزيع الكادر القيادي الحزبي
المهم يجب ان يكون هناك مبدأ الاهتمام بتوزيع المشاركة على القوى الاخرى .
وقرار الطريقة علاقة الحزب بالسلطة .فاذا كان عدد وزراء الدولة ٢١فعندما يكون
ثلثهم من الحزبيين يجب ان يوضع تصور للطريقة التي يتم بها توزيع الباقي
فكيف يتم توزيع الباقي ؟ من الطبيعي يكون الثلث الثاني من العناصر الوطنية
والصديقة والقوى الثورية الاخرى والثلث الاخير من العناصر الفنية التي تمثل
الخبرة .المهم ان يكون مبدأ التوزيع ليس للكادر الحزبي فحسب بل ايضا لمناصب
الدولة ،وحيث يفقد المبدأ تحل الفوضى وتنشأ مخاطر الانحراف بشتى انواعها •
وعندما يكون هنالك مبدأ صحیح مقرر وفق دراسة فانه تتم معرفة المسح السياسي
للبلد ولواجبات الدولة والحزب على ضوء هذا المسح .ان الحزب الثوري الذي
يتولى السلطة يجابه مهمة طريقة تنظيم العلاقة بين الحزب -السلطة -الجماهير،
٢٥٩
تدفع الامور الصغيرة والكبيرة الى نسيان ،ان السلطة مؤلفة من ثلاث حلقات وحلقة
يثبت هذا المبدأ يكون بالمقدور فعندما والسلطة هي الحزب الصلة بين الجماهير
توفير قدرة الرؤيا الصحيحة لتوزيع الكادر وعندما يكون التثليث هــــو المبدا فانه
في وحيث يوضع الحزب بذلك يصان الحزب والمنظمات الشعبية والسلطة .
فان العلاقة بين الجماهير من خلال المنظمات الشعبية ـ الحزب مكانه الصحيح
.تكون معروفة وحسب هذا المقياس يمكن معرفة مما وكيف يتألف السلطة
عدم ضياع الكادر وعدم ابتلاع الكادر من قبل السلطة او ابتلاع السلطة من قبل
.
الحزب أو ذوبان الاثنين في الحركة العفوية للجماهير
ان ادراك الحزب لمعادلة « الجماهير -الحزب 1السلطة وقدرته على حفظ
هي الاسس التوازن بين اطرافها وتحركه دوما على ضوئها ومن اجل ترسيخها
قيادة الحزب للجماهير وللسلطة معا وتأكيد الثابتة لحفظ
٢٦٠
لكي لا يتحول الكادر الحزبي الى طبقة جديدة ( ) ۱
ان ظهور طبقة جديدة بعد استلام السلطة هي احدى الامراض التي قد
تصيب اية ثورة تقدمية .وهي تشكل خطرا من اهم الاخطار التي تواجهها وتهدد
اصالة مسيرتها وسلامة خطها فتزداد خطورة هذه الظاهرة عندما يملك الحزب
القيادة العامة للحكم ،حيث تنشأ مخاطر ابتلاع السلطة للحزب وزوال الحدود بين
الحكم وبين الحزب ،وعندئذ تضيع المقاييس الثورية وتتسلق عناصر كثيرة وخاصة
وطموحهم ومهارتهم في ونزواتهم وميولهم من المثقفين الذين لهم من امكانياتهم
القفز فوق الفرص وفي ركوب الاحداث ما يعزز احتمالات بروز معالم نشوء طبقة
.
جديدة تجيد الكلام عن الثورية وتجيد في الوقت نفسه استغلال الثورة
ان الطبقة التي تنشأ في ظل السلطة الثورية تعكس اول مرض من امراض
الثورة :مرض استغلال الثورة لمصالح فردية وفئوية بعيدة عن المصالح الحقيقية
فهي تشكل ظاهرة لذلك للعدد الاكبر التي تشكل مركز اهتمام السلطة الثورية .
فضولية انتهازية تهدد تهديدا مباشرا الطابع الشعبي والطابع الاخلاقي للثورة
ان من سمات الطبقة الجديدة انها تستثمر النجاح والنصر لصالحها قبل كل
ومن خلال احتلال هذه شيء .وتستغل مراكزها السياسية لاحتكار السلطة .
لها ولا قاربها ( ) ..فتتحول عن طريق المراكز تعمل على جني الفوائد والمنافع والمغانم
الثورة ،طريق خدمة الجماهير وتصبح طبقة متحكمة ذات سلطان ،ويصل بها
جبروتها وغرورها احيانا الى درجة تضرب فيها عرض الحائط كل رأي لا يرضي
رأيها ولا يتفق ومصالحها .فكل الامور لا يمكن ان تجري الا برضاها .و
مستعدة لان تتخطى جميع الامور التي لا ترضى عنها ،وان تضع نفسها فوق
الشعب والحزب والدولة .لذلك فهي تشكل طبقة بيروقراطية فاقدة للشعور بدور
الجماهير ومراقبة الجماهير ،متسلطة ،تختزل العلاقات الموضوعية بين الجماهير
والحزب والسلطة ،الى علاقات من طبيعة ذاتية بين مجموعة من العناصر القيادية .
٢٦١
وبكلمة واحدة فان الطبقة الجديدة تحاول ان تحل محل الطبقة القديمة التي
وهي تستغل بذكاء ودهاء كل فرصة تساعدها على الوصول ، جاءت على انقاضها
وعلى تبرير سلوكها وتمويهه .وهي تستفيد الى اقصى حد من ضعف الرقابة
وهي الشعبية والحزبية لتوطد نفوذها وتبني كيانها الطفولي الانتهازي الجديد .
تنطلق من العلاقات الشخصية والعائلية والعشائرية لتمتد الى العلاقات الطبقي كما
ة
انها تنطلق من استغلال لماض نضالي لم يكن من صنعها ،ومن تبجح وادعاء بانها
فلولاها لما وجد هذا الرأي هي التي صنعت الثورة وخلقت الوعي العربي الثوري
ان ة ل ولا بد للقاف ش ولما وجدت الثورة .وانه من دونها لا تستطيع الثورة ان تعي
تتوقف ..الى غير ذلك من التصورات والمزاعم والادعاءات التي تضخم الادوار
الذاتية بشكل مرضي شاذ ،وتدفع اصحابها الى تصور انفسهم محركي عجلة
والمعنوية على الثورة وغالبا ما تكون التاريخ واصحاب الحق في الوصاية المادية
الاصول الطبقية البعيدة عن تجسيد ابعاد الثورة ومطامحها حتى النهاية ،اصول
هذه الطبقة الرئيسي لنشوء هي المصدر ، البورجوازية الصغيرة والمتوسطة
الجديدة
هذا الكادر من جهة ،وحرصا على الثورة ذاتها كخط تاريخي معبر عن الحركة
الموضوعية للواقع ،وعن المصلحة المادية والمعنوية للطبقة الكادحة التي تشكل المادة
التاريخية لهذه الثورة وبالتالي حرصا على تطور الثورة وتجددها وانقاذها مــــــن
الجمود والاستغلال والتسلط
الجماهير وحاجاتها ،قادر على اثارتها وقيادتها مستعد للتضحية من اجلها ،وفي
سلوكه اليومي ووعيه واخلاقه مثلا تقتدي به قواعد الحزب وجماهيره
فدونه لا يمكن تصور قدرة ان الكادر في الحزب كالهيكل العظمي للانسان ،
الانسان على الحركة والوجود والعيش ،ان الكادر هو بنيان الحزب وبدونه لا يمكن
واحد ودرجة واحدة بمستوى وليس كادر الحزب تصور وجود حزب ثوري .
فكوادر الحزب يمكن تصنيفهم الى ثلاثة اصناف ،فالصنف الاول هو الذي يتكون
اعضاء القيادة القومية واعضاء القيادات القطرية والذين برهنوا على ولائهم
لمبادىء الحزب ،وهؤلاء من الاعضاء الذين كرسوا حياتهم لقضية الحزب وانتصار
قضية الجماهير ،ويجب ان يكون جميعهم من الحزبيين المحترفين المتفرغين للحزب
نهائيا ،ويليهم كوادر الصنف الثاني وهم الكوادر الواسعة من قادة الفروع
والذين ، والطلابية والمهنية والعمالية والفلاحية والشعب وقادة المكاتب الثقافية
٢٦٢
يؤلفون بمجموعهم القوة الفاعلة الواسعة لتماسك ووحدة الحزب ،والقوة الايجابية
فهم الكوادر الذين اقصوا عن الى تطبيق عملي ،اما الكوادر من الصنف الثالث ،
مسؤولياتهم لاسباب مختلفة او فشلوا في الانتخابات الحزبية ولكنهم احتفظوا
بشرفهم الثوري كاعضاء من الحزب او منقطعين عن العمل الحزبي لاسباب معينة ،
فرصا او مجمدين عن العمل الحزبي ،والذين لا زال الحزب على استعداد لمنحهم
أخرى للعودة الى الحزب من نشاطه وفعالياته من وقت لآخر بعد ان تؤكد التجربة
الكادر نفسه ،لان العناية بالكادر هي الوسيلة الوحيدة التي تسهل مهمة انتصار
الحزب
ان الاعتناء بالكادر يجب ان يوجه الى ثلاثة امور رئيسية ،الصيانة ،الصحة
والثقافة .فالكادر بحكم عمله الفكري والجسمي والاندفاع الذاتي الحار للتضحية
معرض لاهمال ذاته ،وحياته ،وهذا الاهمال قد يعرض حياته الى الغدر والخيانة
والقتل وتشويه السمعة ،وقد يعرض صحته الى التدهور او ان يهمل تثقيف
نفسة بصورة ذاتية
ان صيانة حياة الكادر والمحافظة على صحته واتاحة الفرصة لتثقيف نفسه
من واجبات الحزب الضرورية ،وذلك ليكون قادرا على العمل بصحة جيدة وثقافة
ان الاهتمام بالكادر من هذه النواحي هو اهتمام بالحزب وتقدير لاهمية كنوز عالية
الكوادر الثورية منهوكة بسبب السجون والتشريد ان معظم الحزب الثمينة .
والاختفاء وتحمل المسؤوليات الكبيرة في خدمة الشعب .
ان الكادر حينما دخل الحزب الثوري ،ومارس العمل السري ،كان يتمتع
مخلصة ،روح تمتاز عن الاخرين بالتضحية ونكران الذات ،لان الحزب بروح
السري لا يضمن وصوله الى الحكم الا عبر تضحيات جسام يكون وقودها كوادر
.لذلك فمن واجب الحزب الثوري ان يقدر التضحية الجليلة ويعتبرها الحزب
وتقدير اعمالهـ وتثمينهم ،وتمييز المضحين للشعب رمز التفاني والاخلاص
المتفانية ،وعدم تسليم زمام توجيههم الى كوادر حديثة غير مجربة ،بل اتباع
سياسة ( التطعيم ) أي تطعيم الكادر القديم بالكادر الجديد ،وتجنب الوقوع في
الخطأ نتيجة لاختزال الخبرة القديمة وضياعها وسط نشاط حماسي للكادر الحديث
النشء وغير المنهوك ،ولكن من الخطأ الجمود على الكادر القديم ،لان (الكادر القديم )
قد يحس بالتعب وعدم الحماس وقلة الاندفاع او الاستخفاف بالتجربة والذي
فتطعيم الحديث بالقديم من الحديثة وصعوبة تقبل النقد وظهور ميول الاستعلاء .
بفعله وخبرته وسعة اطلاعه بأمور البلد والاحتفاظ بواعث تجديد شباب الحزب
والاحزاب الاخرى ،وتاريخ الحزب نفسه وتياراته وتقييم احداثه الماضية والحرص
على الاندماج بالحزب بينما الكادر الحديث تعوزه مجموعة من الخواص لا يمكن ان
٢٦٣
يعمل بصورة سليمة بدون الكادر القديم
ان وضع خطة لتنسيق نشاط الكادر القديم وتطعيمه بالكادر الجديد
ضرورات صيانة الحزب والكادر نفسه ،لان الكادر يحتاج الى عناية ومراقبة
لسلوكه ،وذلك لان المجتمع البورجوازي يحيط الكادر بآلاف من العادات والتقاليد
البورجوازية والذي لم يتحرر .والميل الى الرفاه البورجوازي وحب الشهرة وكسب
البطانة والاعوان والازلام من خواص الفرد البورجوازي ،والكادر الذي يعمل في
المجتمع البورجوازي والذي لم يتحرر نهائيا من ترسباته والذي لم تسيطر المبادىء
الاشتراكية سيطرة تامة وتجعل من سلوكه انعكاسا حيا لما يؤمن به من المبادىء ،
فهو معرض الى الانحراف وراء هذه العادات ،وخاصة حينما تنشأ بينه وبين
،او عندما يشعر بالتفوق على الاخرين ،ولم ينقد او الحزب بعض المشاكل
يحاسب على اعماله الخاطئة
.يكون ذكيا احيانا ،ينتعش ويفسد ان الكادر كأي كائن حي ينمو ويموت
وربما بليدا احيانا اخرى ،ولاجل ان يكون الحزب مستوفيا لحاجاتـــــه المستمرة
.كخروج عدد من الكوادر من للكادر ،على الحزب ان يكون مهيئا لكل الاحتمالات
الحزب ،او موت بعضهم او استشهاد آخرین ،وكذلك تعب البعض او انحراف
آخرین ،لذلك فان استعدادات الحزب المسبقة لاملاء هذه الشواغر ضرورة دائمية
في تربية الكادر يجب ان تستهدف : لذا فان استعدادات الحزب وملحة ·
- ٢اعداد الكوادر الجديدة ،ومن المهم أن نعرف ان اعداد الكادر الجديد لن
يتم الا بواسطة الكادر القديم
1تطعيم نشاط الكادر القديم والحديث ،وذلك لتزويد الحديث بالخبر
٢٦٤
- ۷ان العناية بصحة وسلامة وثقافة الكادر هي جزء من العناية بالحزب ،
وهذه العناية يجب ان تأخذ سبيلا ثوريا هادفا الى علاج كافة الامراض التي تصيب
الكادر ،وحماية حياته وسمعته من اعتداءات ودعايات القوى الرجعية واعداء
الحزب ،وتوفير الامكانيات اللازمة لزيادة وعيه وثقافته •
البورجوازي ،ولا الى الفقر والشعور بالحاجة لضرورات الحياة .لان الشعور
بالحاجة قد يدفع الكادر الى اقامة روابط شخصية سيئة ،او تدفعه الى الشعور
بعدم تقدير خدماته للحزب مما يؤثر على وضعه النفسي ،وخاصة الكوادر والذين
يعيلون عوائلا تعذبت كثيرا بسبب نضالها الثوري مع الكادر المعيل
- ۸ان معاملة الكادر اثناء معاقبته من الامور الحساسة في تربية الكادر
ان اصدار الاحكام القاسية غير المقنعة تولد نكسة ليس عند الكادر المعاقب فحسب
بل عند الكوادر الأخرى ايضا ،ثم ان الكادر الذي نذر حياته سنوات للحزب ،ثم
يعاقب ويقحم بغتة في البحث عن لقمة الخبز ،يولد عنده ردة خطيرة ،مما تؤدي
الى قطع الامل باصلاح الكادر وعودته الى نشاطه الثوري والحزبي .ان على المنظمات
الحزبية ان تدرك أن طرد اي كادر والتشهير به بقساوة سيولد رد فعل حتى في
وليس مفاجأة واتخاذ الاصول ،ويجب ان يكون القرار معقولا الوسط الشعبي
الحزبية من استخدام درجات العقوبة ،وعدم فضح كل السيئات الشخصية للكادر
واتخاذ الاجراءات اللازمة والتركيز على النهج السياسي والاخطاء السياسية .
لتأمين معيشة الكادر حتى بعد معاقبته ليشعر هو ومن حوله بانه في الوقت الذي
لا يمكن للحزب ان يتسامح من الاخطاء التي تضر بمصلحة الشعب والثورة والحزب ،
الا انه عنده الاستعداد للرحمة ولاعطاء فرصة للكادر لتصحيح اخطاءه .ولذلك فان
الحزب لا بد ان يحتفظ بصداقته لعائلة الكادر المعاقب واقاربه ومحبيه لكي يخلق
جوا يرفعه لاصلاح نفسه .وعلى المنظمات الحزبية ان تفكر باتخاذ الاجراءات
اللازمة لمنع تدهور الكادر وعدم ترك اخطاءه تتعاظم لكي لا يخسره الحزب نهائيا
ولكي لا يضطر الى اتخاذ اجراءات انضباطية مفاجئة
ان تربية الكادر مهمة يقوم بها الكادر نفسه ،ولكن ليست بمقاييس وجهود
ومبادىء في العمل ،ان التربية الثورية تستهجن الغش والمناورة واللف والدوران .
ان التربية الثورية ،تدخل في نفسية الكادر وفي ضميره من اجل تجنب الوقوع
تحت تأثیر مغريات المجتمع .ان الكادر ذو التربية الثورية نموذج لانسان يشار
والتضحية وحب الشعب والدفاع عن اليه بالبنان في الخلق القويم ونكران الذات
الحقيقة واحترام المرأة ورعاية الطفل والخضوع للنظام وحب العمل وتحمل
.
المسؤولية ،وعدم الانسياق وراء الصفات الرذيلة كالخديعة والغموض واللوم
ان الكادر ذو التربية الثورية نموذج انسان جديد لبناء نظام جديد ،فهو
فانه قبل كل شيء يخدم نفسه ،ويخدم عندما يتحلى بهذه الصفات الجليلة ،
فخم وامتلاكه لخواص سمعته ومكانته وشخصيته ،ومن يقارن بين امتلاكه لقصر
محببة عند الشعب ،يختار الثاني لانه خلال ذلك يخدم حزبه وشعبه وامته .ان
فهو يكون انسانا ، الثوري حينما يدرك ان امتلاك احترام الشعب له اثمن واعظم
يل خدمة القضية صلبا في الفكر والخلق وتحمل العذاب وحتى الاهانة في
الثورية العظمى لأمته .ان الثوري يستطيع ان يكون صديقا للملايين في وطنه
وهذه الصداقة لا تكتسب بالمال والحيل والمغريات ،بل بالاخلاص للقضية التي
ان الشرف عند الثوري شرف سياسي قبل كل شيء ،والشرف السياسي
جوهرة تحتوي على الشرف الشخصي وشرف الامة .ان الثوري يستطيع ان
يتحدث باسم شعبه ،لانه يمثل طموحه وآماله وكل المثل الفكرية والاخلاقية من
الشعب
ان الكادر الثوري ،لكي يبقى انسانا نافعا دائما ،يجب ان يكون سليــــم
اللسان ،وسليم النية ولكنه يجب ان يكون يقظا وذكيا وحاقدا على الظلم والظالمين
والاستغلال والاستبداد حقدا دفينا عارما
ان البديهية التي يجب ان يعرفها كافة الحزبيين هي ان الكادر وجد لكـــــي
يبقى الحزب فاعلا دائما لا عاملا من عوامل ركود الحزب ومعرقلا لاندفاعاته الذاتية .
ان الكادر هو الذي يبعث الطمأنينة والثقة في قواعد الحزب وهو الذي يحرك
الحزبيين عندما يصيبهم الفتور وحب الراحة فهو قائد جماهيري اولا وقائد لمنظمات
الحزب ثانيا لان الذي لا يعرف كيف يقود الجماهير ولا يستهويه الاندماج معها غير
قادر ابدا على قيادة الحزب ما دام الحزب هو التجسيد لاماني الجماهير وتطلعاتها .
قادرون على قيادة الجماهير من المكاتب الفخمة ان الذين يعتقدون انهم
وباستخدام السيارات الفارهة مخطئون جدا لان من المحال ان يقود الجماهير كادر
عزل نفسه عن الجماهير ،لان قيادة الجماهير تستلزم معاناة مشاكلها وحياتها ،
معرفة آلامها وآمالها ،وكذلك كسب ثقتها واحترامها ،ولن يتم ذلك الا من خلال
العيش معها
ان على كادر الحزب ان يكون مثالا ونموذجا للتسامي ونكران الذات وعليه ان
٢٦٦
يبرهن للجماهير بان الثورة من اجلهم ولسعادتهم وليس من اجل الحزبيين ،وعلى
نکادر بالتخلي عن هذه الصفات بعد ان تستقر الثورة وتصبح في مأمن ،وعندها
يتحول الى نموذج جديد للأوضاع السابقة وربما يتحول الى طبقة جديدة ستكون
. عدوة للثورة لا محال
ولكي لا يتحول الكادر الى طبقة جديدة ،يجب اولا وقبل كل شيء ،تنظیم
العلاقة بين الجماهير -الحزب -السلطة تنظيما سليما ،
فان سلامة هذه العلاقة
شي الضمانة الاولى لمنع نشوء طبقة جديدة ،ولكن رغم ذلك فان نشوء طبقة جديدة
موجودة حتى بعد تنظيم العلاقة بين هذه الثلاثية الجماهير -الحزب -السلطة ) ،
لان الطبقة الجديدة يمكن ان تظهر من قمة السلطة وتنمو الى الاسفل ،او تنمو من
في القطاع نطاع رئيسي من قطاعات الدولة وتفرض نفسها كطبقة جديدة
ومناقشة منجزاتها الى النقد ، يجب اخضاع كل الهيئات والمنظمات . الإخرى
وفحص علاقاتها وتقييم اتجاهاتها ،وتغييرها وفق الاصول المبدئية ،وتغيير مهامها
.ولكي لا تنشأ سيئة عليها ومواقعها وطبيعة عملها ومكانها حينما تظهر علامات
طبقة جديدة يجب التشديد على عدم الشذوذ من استخدام الصلاحيات والمحاسبة
في التصرفات النفعية ،والمواقف المستهترة بحقوق الشعب وحقوق ابسط مواطن
وحقوق الدولة وواجباتها وحقوق الحزب وواجباته ،وحقوق وواجبات الفرد
· المسؤول
قبل السلطة الثورية والمؤيدة من الحزب قوانين الدولة الصادرة من ان
الثوري والمنسجمة مع مصالح الجماهير يجب ان تكون محترمة ومطاعة عند
· الجميع ،وتطبق بحزم ولا يجوز فسح المجال لتخطيها والتلاعب بها من اي كان
ان القانون الثوري هو الذي ينظم العلاقات ويعتبر بمثابة الميزان الذي يمكن ان
نوزن به الامور ،لذلك فان قوانين الثورة واحترامها ،احدى الضمانات التي تكفل
عدم ظهور طبقة جديدة •
ان الطبقة الجديدة تريد ان تضع نفسها في موضع القوانين ،ولكن القوانين
الثورية هي التي تعبر عن ارادة كل الشعب ،وهي وحدها التي تترجم وتحدد
مصالح الشعب والخروج عليها خروج على مصالح الشعب ،وان تجاوز هــــذه
قوانين لا يجوز ان يحصل بارادة فرد ما او نتيجة امتعاض مسؤول ما من القانون
المنهاج الثوري ،وحينما تعرض اخطاء المخطئين ويشكر المتقدمون في الانجازات ،
الثورية وكسب عطف اوس المبتكرات ويتبارون في تحقيق النجاح وتقديم
والثورة والسلطة نحو الحزب الجماهير
ان الحزب الثوري يقطع احدى السبل المؤدية لظهور الطبقة الجديدة حينما
٢٦٧
يمنع جديا كل مظهر من مظاهر اضطهاد الشعب ،ان هذه الطبقة تنمو وتجرؤ على
.وكذلك يقطع الحزب سبيلا اخر الظهور حينما تتاح لها فرصة اضطهاد الاخرين
حينما يشدد رقابته على ملاكاته وكوادره ،حينما من سبل نشوء هذه الطبقة ،
يكون اختياره للكادر ملائما للموقع الملائم ،حينما لا ينساق الحزب وراء سياسة
وحينما يطبق المبدأ تطبيقا صارما حيا وخلاقا .
ترضية ملاكاته ،
ان الطبقة الجديدة تنمو من خلال السياسات الخاطئة ومن خلال الفرص غير
التي تتيح الاحتكاك والتلاصق معها الى كسب المغانم الادبية او المادية ،بينما الكادر
الفلاحي يقوم بعمل مضن وفي شروط حياتية قاسية وبين الفقر والجوع والتراب .
اما الكادر العامل وخاصة العامل من مراكز الدولة فانه يعيش من ظروف يمكن
فان نشوء طبقة -بالقياس الى الظروف الفلاحية -لذلك
اعتبارها بورجوازية –
جديدة من المدن اقرب الى الاحتمال بالنسبة للكوادر الأخرى ،العمالية والفلاحية
والعاملة بعيدا عن مراكز الدولة والمراكز الاقتصادية او الثقافية ،لذلك فان
التشديد والمراقبة على الكوادر العاملة من اوساط حكومية أكثر ضرورة من الكوادر
العاملة خارج اطار السلطة .وان الكوادر العاملة في الارياف والعاملة بعيدا عن
القيادات الحزبية العليا ،معرضة الى خطر التخلف والى خطر الذوبان من حركة
الجماهير العفوية وكذلك الى مخاطر التكلس وضياع خط الحزب الثوري وضعف
الشعور بوحدة الحزب .
ولكي لا يتحول الكادر الى طبقة جديدة فانه يحتاج الى تثقيف ثوري مستمر
وتصليب نظري دائم وتزود مستمر بالثقافة الحزبية واستمرار المساهمة في بناء
الحياة الداخلية الحزبية .ان الكادر الذي يفهم بانه حصل عن طريق نضاله الحزبي
على المكانة الثورية والاجتماعية ،يستطيع ان يقدر النتائج التي سيجنيها عندما
يدير الحزب ظهره عليه ،حينما يفقد شرفه الحزبي ،وحينما يتخلى الحزب من
الدفاع عن نشاطه او تزكية اعماله
ان السبل سوف تكون مسدودة امام نشوء طبقة جديدة حينما يؤدي الحزب
وظيفته الطليعية سياسيا جيدا ،وحينما يمتن وحدته الداخلية ويشدد علــــــــــى
٢٦٨
لكي لا تبتلع السلطة كوادر الحزب ( )۱
ان استلام السلطة من المهام الاساسية التي يسعى أي حزب ثوري لانجازها ،
ذلك لان تحقيق هذه المهمة هو المدخل الطبيعي لتحقيق اهداف الحزب الثوري
وتنفيذ برنامجه .وعملية استلام السلطة لا تعني السيطرة على المؤسسات العلوية
في الدولة فحسب ،وانما تقتضي السيطرة على اجهزة التنفيذ المختلفة فيها
وعدم تركها فريسة للعناصر البورجوازية القديمة ·
ان استلام الحزب الثوري للسلطة يعني تحطيم ماكنة الدولة القديمة
والسيطرة على اجهزتها التي كونت من اجل حماية مصالح الطبقات الرجعية التي
ناضلت القوى الثورية من اجل ازاحتها ،وتحقيق سلطة الطبقات الثورية
ان تحقيق سلطة الطبقات الثورية مرتبطة ببناء الاجهزة القادرة على النهوض
بمهمة التغيير الذي ينشده الحزب وتحقيق اهدافه .وأن بناء الاجهزة الثورية
يقتضي الاعتماد على الادوات الثورية ،وكوادر الحزب من اهم الادوات التي يعتمد
عليها في بناء اجهزة السلطة ،وان ظاهرة الاعتماد على كوادر الحزب في بناء
اجهزة الدولة تبرز حينما تكون السلطة ممثلة للحزب الثوري وحده دون مشاركة
اية قوة ثورية او تقدمية اخرى في انجاز مهام المرحلة .وبالرغم من اهمية وجود
الكادر الحزبي في اجهزة الدولة ،الا ان الاعتماد على كوادر الحزب وحده قد تؤدي
الى مخاطر كبيرة على مستقبل الحزب الثوري لا تقل خطرا عن ترك اجهزة الدولة
تحت رحمة الكوادر البورجوازية ،وهذا الخطر هو خطر ابتلاع السلطة لكوادر
الحزب .لان هذا الخطر لا ينحصر تأثيره على مستقبل الحزب فحسب بل على
وضع الثورة والسلطة ايضا ،ولذا فان معرفة مظاهر ابتلاع السلطة للكادر الحزبي
تساعد على معرفة الاسباب الحقيقية لهذه الظاهرة •
ان مظاهر ابتلاع السلطة للكادر الحزبي تظهر بأشكال متعددة منها :
1 1
املاء ملاكات الدولة بالكوادر الحزبية لا على اساس القدرة السياسية
وعدم الاخذ بنظر الاعتبار الكفاءة والفنية ،بل على اساس التسلسل الحزبي ،
٢٦٩
الجماهير سية او المقدرة على اداء الواجب بما يحقق مصلحة الثور
- ۲تركيز النشاط الكلي لكوادر الحزب على انجاز مهمات السلطة ،وعدم
في ضمان ممارسة النشاط الحزبي وتجاهل الدور الخطير الذي يلعبه الحزب
انتصار الثورة وتحقيق مهامها ،الامر الذي يؤدي الى سيطرة عقلية السلط
والابتعاد عن مبادىء الحزب وافكاره وذوبان كوادر الحزب في السلطة وتحويله الى
ذيل لها
-تخدير يقظة الحزب ونضاليته ،ودفع الحزب وكوادره الى تبرير جميع
الامر الذي قد تصدر من السلطة وأجهزتها ، التصرفات والمواقف الخاطئة التي
يؤدي الى تحميل الحزب مسؤولية الدفاع عن سلوك ومواقف عناصر الردة المتبقية
في اجهزة السلطة ،كما تؤدي الى ذوبان نشاط الكادر في جو من الادعاء الفارغ
للسلطة وبعض الافراد في قيادتها ،وهذا يسبب اضعاف مكانة هذه الكوادر داخل
اجهزة الحزب الثوري الامر الذي يدفعها الى ربط مصيرها بالسلطة بالرغم من ان
السلطة قد تخرج على سياسة الحزب ومبدئيته ،ولذلك فانها سوف تمارس كل
الوسائل التي تضمن لها الاستمرار في مواقعها ،لانها لم تعد واثقة من حماية
الحزب لها بعد ان ابتعدت عنه في سلوكها ومواقفها .ولذلك فانها ستعمد الــــــى
اتباع الاساليب اللامشروعة والتهافت على المكاسب الشخصية ومنح الامتيازات
التي تضمن لها التأييد والدعم الشخصي وذلك بانتهاج الاساليب التالية :
أ -الاهتمام بالوساطات الشخصية
ب -
محاولة تصعيد الاقارب والاصدقاء الى مراكز الدولة والوظائف
الحكومية ·
-
استغلال الحاجة الى الكوادر الفنية لاستلام اكثر من وظيفة واحدة في
وذلك من اجل زيادة نفوذها الشخصي لتحقيق مصالحها الشخصية . اجهزة الدولة .
د -محاولة ايجاد بطانة من الاعوان والمقربين
-
الحصول على المكاسب المادية غير المشروعة
ان هذه . -محاربة الخصوم الشخصيين باستغلال النفوذ الحكومي
الاساليب لا بد ان تؤدي الى تنشيط تيار انتهازي مصلحي وخلق منافسات لا مبدئية
والاحتماء بمراكز السلطة لتحقيق المزيد من الامتيازات والمحافظة عليها او منافسة
فان هذه الاجواء ستؤدي الى دفع كوادر الحزب للركض لذلك الاخرين حولها ،
وراء الوظيفة داخل اجهزة السلطة والى اضعاف دور الوعي الثوري والتنظيم
الحزبي وبروز تناقضات لامبدئية داخل السلطة وداخل الحزب الثوري ،وظهور
تيار يدفع كوادر الحزب للتهافت على المسائل النفعية والتراجع عن خط الثورة
واضعاف دور الحزب ·
{ ـ تحول قادة المنظمات الاجتماعية كالنقابات والجمعيات والمؤسسات الى
ادوات تابعة للسلطة ،عندما يتخلى هؤلاء القادة عن الالتزام بارشادات وقرارات
الحزب ووقوفهم ضد خطه وتحبيذ قرارات دواوين الدولة على قرارات الحزب ،
و تبرز هذه الظاهرة عندما لا تزال قوى الردة والعناصر الحاقدة والعميلة محتمية
۲۷۰
داخل اجهزة السلطة الوطنية ،وتمارس نشاطها لاستمالة الكوادر النشطة
ان ظهور مثل هذه الميول سوف تذيب الكادر داخل السلطة وتحوله الى اداة
طيعة في جهازها وبذلك يفقد الصفة الثورية التي تتسم بها كوادر الحزب .تلك
.فما هي الاسباب التي تؤدي الى ذلك ؟؟ هي مظاهر ابتلاع السلطة لكادر الحزب
- ۱ان دوافع ابتلاع السلطة للكادر الحزبي موجودة داخل رحم المجتمع
فان كوادره الرجعية ، ،وعند انتزاع الحزب الثوري للسلطة من الطبقات القديم
ستجد نفسها معرضة الى ضغط متزايد من الجماهير الحزبية المحرومة والجماهير
والاسراع بتنفيذها وقد تكون هذه المطاليب الشعبية المسحوقة لتحقيق مطاليبها
غير منسجمة مع الاهداف المرحلية التي يرمي الحزب الى تحقيقها .ولذلك فان
كوادر الحزب الثوري تجد نفسها عاجزة عن تأمين مطاليب الجماهير دون وجودها
السلطة ،مما يدفعها الى مزيد من الارتباط بالسلطة وفرض السلطان الشخصي
وذلك لاظهار المقدرة على تنفيذ المزيد من المكاسب المرتجلة التي تظهر نوعا من المزايدة
على خطط الحزب وشعاراته وتظهر السلطة وكأنها اكثر ثورية من الحزب مما
يسبب اضعاف ثقة الجماهير بالحزب وخلق شعور كاذب بقدرة السلطة على انجاز
المهام المرحلية للثورة بدون الحزب .
٢ـ عندما يكون الحزب غير مهيأ لاستلام السلطة كليا فانه يضطر الى الاعتماد
على كوادر الدولة القديمة وعلى كوادر ليس لها هوية معلومة ،او على كوادر من
فعندما تظهر مخاطر على الثورة من قوى الردة فان عناصر وطنية اخرى ،لذلك
الحزب يضطر الى دفع كوادر عديدة الى اجهزة السلطة ومؤسسات الدولة بسبب
حملات التطهير التي يقوم بها والتي قد تكون قبل أوانها ،وهذا يؤدي الى ابتلاع
السلطة لمجموعة واسعة من كوادر الحزب •
-
فان الكادر الحزبي يقف عند ظهور اي خطر على السلطة الوطنية ،
وينبري للدفاع عن السلطة بحماس منقطع النظير ،مما يزيل عنده الحدود بين
الحزب والسلطة ،فينجرف في تيار يعتبر الدفاع عن مواقف السلطة هو المهمة
المطلوبة ،وعند ذلك يتحول الكادر الى جندي للسلطة بدلا من الحزب ،فتبتلعه
السلطة دون ان يدري ويفقد اسس وجوده ومصدر ثوريته ·
{-
ان الكادر عموما معرض لابتلاعه من قبل السلطة اذا لم تنظم العلاقات
الجيدة بين الحزب والسلطة وقبل ان تتضح جيدا في التطبيق مهام الحزب المتميزة
والمشتركة عن ومع مهام السلطة ولذلك فان كادر الحزب سوف يتعرض الى خطر
ابتلاعه من قبل السلطة .تلك هي الاسس المؤدية الى ابتلاع السلطة لكوادر الحزب
۲۷۱
المخاطر الناجمة عن ذلك ؟؟ فما
هي
۱ـ عند استلام الحزب الثوري للسلطة تبرز الحاجة لاستلام المراكـ
الحساسة للدولة القديمة ،ولذلك فان كادر الحزب عند استلامه لمراكز السلطة ،
لا بد ان يقع في اخطاء كثيرة نتيجة لقلة خبرته بالرغم من اندفاعه الثوري ولذلك
فان هذه الاخطاء قد تكون سببا مباشرا لاظهار الحزب بمظهر العاجز عن قيــــــادة
واستلام وادارة الدولة ،وهذه النتيجة لها مخاطرها امام الشعب والحزب وسوف
تكون مادة تستغلها قوى الامبريالية والردة للتحرك ضد الثورة
- ۲ان القوى الثورية تقدم الى ميدان العمل في اجهزة السلطة عناصر
نشطة ثورية لها القدرة على تخطي الصعاب وتتمتع بشعبية معينة ،ولذلك فان
استيعاب السلطة الى مثل هؤلاء الكوادر سيؤدي الى امتصاص جهود مجموعة من
خيرة المناضلين ،وقد يحصل هؤلاء على نوع من الاحترام وخاصة في الايام الاولى
لاستلام الحزب الثوري للسلطة ،الأمر الذي يؤدي الى ظهور عوامـــــــل الشعور
بامتلاك السلطة عندهم ،ومثل هذا الشعور يولد عندهم نوع من القناعة الذاتية
بانهم قادرون على رؤية الواقع وتنفيذ مقررات الحزب دون الحاجة الى ارشاده
ورقابته .
٣ـ عندما تبتلع السلطة كوادر الحزب فمعنى ذلك انتقال الكثير منهم الى
فيه الكادر وخاصة في المراحل الاولى من میدان عمل جديد ،لا بد ان يتعثر
استلام السلطة حيث لا تستطيع هذه الكوادر ان تستوعب مهامها الجديدة وتكون
عرضة للنقد والتشهير ،وتتجاوز الحملة كوادر الحزب الى حملة ضد الحزب
فقط ،مما يسبب نفسه واتهامه باحتكار السلطة وحصر المسؤوليات بيد الحزبيين
انکماش العناصر التي ليس لها علاقة بالحزب ويؤدي الى وقوفها موقفا سلبيا منه .
-
٤ـ ان ابتلاع السلطة لكوادر الحزب سيؤدي حتما الى عدم قدرته علـــــى
استيعاب الجماهير وقيادتها ،كما يؤدي في الوقت نفسه الى التخلف في ميدان
التخطيط السياسي والنضال الفكري والتعبئة الشعبية ،لان الحزب بعد استلامه
. للسلطة سيجد توجها جماهيريا نحوه ،لانه بدأ يحقق آمال الجماهير ومطامحها
لذا فان توجيه الكادر نحو العمل في اجهزة السلطة ،سيؤدي بالنتيجة الى العجز
عن استيعاب الجماهير وشدها الى الحزب ،ولهذا فكلما ازداد عدد الكوادر المفرغة
للعمل في اجهزة السلطة كلما قلت قدرته على لف الجماهير حوله وربطها به .
ان ازدياد عدد الكوادر في اجهزة السلطة سيؤدي حتما الى حدوث تباين
وتناقض كبير بين التطور العددي والتطور النوعي في اجهزة الحزب ،لان الجماهير
الحزبية التي لا تجد الكوادر القادرة على استيعابها وتنظيمها وتثقيفها وتوعيتها
فسوف تنخفض نوعيتها حتما .
ستطرح ولكنها ان استلام الحزب للسلطة تضعه في ظروف سهلة للعمل ،
امامه مشاكل كثيرة ومتعددة ومعقدة سواء على الصعيد السياسي او الصعيد
الفكري ودون اعطاء الحلول السليمة والآراء الناضجة لجميع المسائل التي تواجهه
سيجد نفسه متخلفا في ميدان التعبئة الشعبية
۲۷۲
ان الاجابة على المسائل السياسية والنظرية التي تطرح امام الحزب تتطلب
وجود الكوادر المؤهلة للرد على ذلك ،وان الحاجة لضمان قيادة اجهزة الدولة ينبغي
ان لا يكون على حساب امتصاص الكوادر القادرة على التخطيط السياسي والنضال
الفكري لان التخلف في هذه المجالات سيعرض وحدة الحزب الايديولوجية الى
الخطر ،كما يؤدي الى تصديع وحدة الحزب التنظيمية ،الامر الذي قد يسبب
ضياع الحزب وخسارة الدولة
شأنه ان يفقد صلة الثورة ان التخلف في ميدان التعبئة الشعبية من
قيادة الحزب والثورة الى مؤسسة قمة بعيدة عن الاحساس ويحول بالجماهير
قادرة على الاستمرار بالثورة حتى مما يجعلها غير بحاجات الجماهير ومطاليبها ،
النهاية ·
ه -ان ابتلاع السلطة للكادر يؤدي الى اختزال دور الحزب السياســــــــ
ولذلك فان ، واضعاف روابطه السياسية مع الاحزاب والفئات الثورية الاخرى
الاخطار التي تواجهه ،لان حزبا كحزبنا يعتبر ابتلاع السلطة لكادره من اهم
نضاله لا ينحصر في قطر واحد ،وان تطلعاته الثورية تتعدى الحدود القطرية لهذا
قتل الطاقات الثورية للحزب واذابتها في السلطة فان ابتلاع السلطة للكادر تعني
القطرية الامر الذي يعكس آثارا سلبية على وضع الحزب لان حزبنا يعتبر ان ميدان
نشاطه وعمله وتطبيقاته في الوطن العربي كله .ولهذا فان نسيان الطابع القومي
قطرية سوف يؤديان الى عزل الكادر عن استيعاب للحزب والانطلاق من نظرة
استراتيجية الحزب الثورية وتؤدي الى خنق الثورة نفسها وبروز تناقضات يصعب
حلها ،لذلك فمن الواجب توجيه انظار الكادر نحو مهمته الحقيقية ووظيفتـ
الكبرى وهي تحقيق مهام الثورة العربية الشاملة الامر الذي يستلزم تحصين
الكوادر ضد اي انحراف عن خواصها ،بالرغم من استلامهم لمهام ثورية في قطر
.وان اخطر انحراف يمكن الوقوع فيه هو عدم ادراك الكوادر لدورهم واحد
الحقيقي في تحقيق انتصار الثورة العربية ،الأمر الذي قد يدفعهم الى اعتبار ان
.
مهمتهم تدور في فلك القطر الذي يحكم فيه الحزب
الضمانات
ي ه ا م ف ب ز ح ل ا ر د واذا كانت تلك هي مخاطر ابتلاع السلطة لكوا
اللازمة لتجنب ذلك ؟
- ١ان الحيلولة دون ابتلاع السلطة لكوادر الحزب تستلزم وجود تخطيط
لتوزيع الكادر الحزبي وذلك لان مهمة الكادر بعد استلام السلطة لا تنحصر سليم
فحسب وانما تقتضي قيادة التنظيم الحزبي من جهــة في قيادة اجهزة الدولة
و قيادة الجماهير عن طريق منظماتها الشعبية من جهة اخرى ،الأمر الذي يتطلب
توزيع كوادر الحزب بصورة تحقق توزيعا متناسبا يضمن قدرة الحزب على توجيه
و قيادة كافة الاجهزة .
ضرورة اساسية لاستمرار الحزب والثورة وأي للكادر ان التوزيع السليم
خلاف في ذلك سيؤدي الى نتائج خطيرة على مستقبل الحزب والثورة ،لان اهمية
كوادر الحزب بالنسبة لانجاز مهام الثورة كأهمية الثروة في انجاز أي مشروع من
۲۷۳
في التنظيم والتربية الحزبية – ١٨
المشاريع ،واذا كان توزيع الثروة المخصصة لانجاز مشروع معين يجب ان يتم على
فان زيادة الاعتمادات المخصصة لبعض ضوء حاجة كل قسم من اقسام المشروع
الاقسام ستكون بلا شك على حساب حاجة الاقسام الاخرى .لذلك فان ثمن
شراء الارض المخصصة للمشروع -على سبيل المثال -يجب ان يكون بسعر لا
يؤدي الى العجز في المكائن المخصصة لتشغيله .لذلك فان تحديد النسب اللازمة
وكذلك مسألة لصرف المبالغ على اقسام المشروع تشكل اهمية كبيرة في انجازه
توزيع الكادر تعتبر من اهم المسائل التي على الحزب الثوري ان يدرك اهميتها في
تحقيق انتصاره .لان توزیع الكوادر على مختلف حقول العمل وتحديد نسب هذا
التوزيع تحديدا علميا وحسب حاجة كل جهاز من الاجهزة من الوسائل الضرورية
لدرء مخاطر ابتلاع السلطة للكادر الحزبي
-
۲ـ اقصاء عناصر الردة من المراكز الحساسة في اجهزة الدولة ،ذلك لان
في طريق الثورة ،اضافة هذه العناصر ستعمل كل ما من شأنه لوضع العقبات
عقلية الطبقات الرجعية ومصالحها مما يجعل امكانية الاطمئنان الى كونها تعكس
تهدف الثورة الى تحقيقه امرا وحماية البرنامج الذي لتنفيذ الى استعدادها
متعذرا .ولكن اقصاء عناصر الردة يجب ان لا يؤدي الى احلال كوادر الحزب
وحده في مراكزها ،بل يجب ان يكون الى جنب كوادر الحزب اعتماد عناصر نزيهة
شريفة اخرى مؤمنة ببرنامج الثورة مستعدة للسهر على تنفيذه ·
ان عناصر الردة ستعمل على توريط بعض قوى الثورة بالمواقف الخاطئة التي
من شأنها اضعاف سمعتها الشعبية من جهة وحرقها واسقاطها من جهة اخرى
نتيجة توريطها بأعمال منافية للمبادىء والقيم الثورية .مما يجعل بقاء قوى الثورة
وسيلة لحرق كوادر الحزب ومناضليه ولكن تصفية عناصر الردة قد يؤدي الى
وقوع اجهزة الثورة ببعض الاخطاء الفنية نتيجة لفقدان بعض الخبرات ،الا ان
وقوع العناصر الجديدة التي حلت محل العناصر القديمة في اخطاء لا يمكن ان
تقارن بالنتائج التي سوف تخلقها القوى المقهورة ،لان بقاء قوة الردة في اجهزة
الثورة سيعرض الثورة الى مخاطر كبيرة ،ومن المعلوم ان كثيرا من النظم الثورية
قد اختلت افقها الاقتصادية ونظم تعليمها وعمت الفوضى في البلاد بسبب مــــا
خلقته القوى الرجعية من مشاكل امامها وأدت الى سقوطها وليست ردة ۱۸
تشرين ١٩٦٣ببعيدة عنا
لذا يجب التمييز بين اخطاء الحزب والفواجع التي تسببها قوى الــــــردة
والتآمر ..لذلك يجب عدم التهيب من اقصاء عناصر الردة والتآمر من مسؤولية
ولعل تجارب القوى الثورية تؤكد بان كثيرا من القادة اجهزة الدولة الحساسة .
في البلدان التي قدر للقوى الثورية استلام السلطة فيها ،لم يكن لهم العسكريين
تعليم عال ورتب كبيرة ،وقد نشأ في رحم الثورة قادة من صغار الرتب ولكنهم
جبابرة في التخطيط العسكري ،كما ان كثيرا من راسمي برهنوا على أنهم
انهم برهنوا على ولكنهم يحملوا الشهادات العالية ، التخطيط الاقتصادي لم
يحملون فكرا اقتصاديا نيرا عميقا قادرا على استيعاب القوانين الاقتصادية المحركة
٢٧٤
فان العبرة بالنتائج للنظام والقادرة على حل المعضلات التي تعانيها البلاد ،ولذا
· التي ترتبت على جهود الانسان ونشاطه وفكره وعمله
ان عدم التهيب من اقصاء عناصر الردة واحلال عناصر الثورة محلها يجب ان
لا يقلل من اهمية اعداد الكوادر المؤهلة لقيادة اجهزة الدولة بصورة تجمع بين
الاخلاص للثورة والكفاءة الفنية والقدرة على اداء الواجب بصورة صحيحة ،بل
يجب ان يؤكد الحاجة الى ذلك .الامر الذي يتطلب اتخاذ ما يلزم لاعداد الكوادر
·
التي تغطي حاجة الثورة وتضمن سير اجهزتها بصورة سليمة
ان ضمان استمرار اي حزب ثوري في قيادته للسلطة والجماهير وعدم تمكين
السلطة من ابتلاع كوادره يتطلب وجود خطة لعمله ،على الصعيد السياسي تتحدد
الاساليب وترسم للسلطة الثورية والمهام العاجلة الاهداف المرحلية للحزب فيها
التكتيكية التي يعتمدها الحزب من اجل ذلك وعلى الصعيد التنظيمي تحدد فيها
والعلاقة بين الحزب والمنظمات الشعبية صيفة العلاقة بين الحزب والحكم ،
والعلاقة بينهما وبين الجماهير
ان وجود الخطة لا يضمن للحزب الثوري القدرة على تحقيق برنامجه واحراز
دون تثقیف کوادره وجهازه بتلك الخطة ودون تعبئة الجماهير حول النصر ،
ولكن وجود الخطة يستلزم الاشراف التام على تنفيذها الشعارات التي تطرحها ،
. من قبل كوادر الحزب ،ونقد ومحاسبة ومعاقبة كل من يظهر خروجا عليها
ان وجود خطة لعمل الحزب ليست من اجل منع التخبط والارتجال وتعدد
الاجتهادات فحسب وانما من اجل كشف العناصر الانتهازية والوصولية التي تحاول
ان تحقق غاياتها بالمزايدة على المنهاج الذي وضعه الحزب وتحاول اظهار الحزب
وكأنه متخلف عن الانجازات التي تحققها السلطة ،وكذلك كشف العناصر اليمينية
التي تظهر نكوصا وتراجعا عن منهاج الحزب وسياسته
{ -
ان الحزب الثوري لكي لا تشوه صورته في أذهان الجماهير يجب ان
يؤشر الحدود دائما بينه وبين السلطة ويجب ان يؤكد دائما محافظته على ما يميزه
عنها بالرغم من أن السلطة سلطته ،لان السلطة لاعتبارات عديدة مضطرة في كثير
من الاحيان لاتخاذ مواقف تكتيكية تبدو وكأنها غير منسجمة مع المواقف المبدئية
للحزب .كما ان السلطة تحت وطأة كثير من الضغوط قد تدفعها لمراجعة سياستها
وترى أن حماية الثورة يتطلب التراجع عن بعض الاجراءات السليمة وهذا يتطلب
ان يكون واضحا بان ذلك ليس موقفا مبدئيا ،وانما يجب ان يوضح لكوادر الحزب
•
وقواعده حقيقة ذلك حتى لا تضيع المبادىء في زحمة المواقف التكتيكية
ان كثيرا من قادة السلطة والذين هم اعضاء في الحزب الثوري أو في قيادته
والمهام التي تبدو وكأنها معارضة للموقف الثوري يمارسون بعض النشاطات قد
في السلطة الثورية الى الذي يجب ان يلتزم الحزب به ،كزيارة احد المسؤولين
بلد يعيش في ظل نظام رجعي .وكما ان سياسة دولة ثورية في مرحلة معينة قد
تضطر الى عدم الدخول في معارك مع بعض الانظمة على الرغم من كونها رجعية او
واذا كان الحزب الثوري مطالبا دائما بتحديد مواقفه . معادية لمصالح شعوبها
۲۷۵
المبدئية من جميع المسائل التي تواجهه ،الا ان السلطة قد لا تستطيع ان تعلن
الدخول في معارك على اكثر من جبهة مما يضطرها الى التريث في اعلان مواقفها
الصريحة ،او اعلان المعركة على القوى المعادية ريثما تجد نفسها مهيأة لدخول
السلطة ،وتطبيق مبدأ « اعتماد الشخص المناسب في المكان المناسب » مما يتطلب
عدم جعل المكانة الحزبية في تسلسل الهرم الحزبي مكافئة للمكانة الوظيفية في
تسلسل الهرم الوظيفي وهذا لا يعني ان العناصر الحزبية غير مؤهلة لاستلام الكثير
في اجهزة الدولة ،بالرغم من ان هناك كثيرا من الكوادر الحزبية من المسؤوليات
حتما عند استلامه وتعبئتها ستفشل القادرة على تهييج الجماهير وقيادتها
المسؤوليات لهم عاملا من أهم العوامل التي تؤدي الى تخلف تلك الاجهزة في الكثير من
المجالات كما ان اسناد المسؤوليات الوظيفية على ضوء المكانة الحزبية سيؤدي بصورةكبيرة
الى ايجاد المبررات التي تدفع الحزبيين الى الركض وراء المراكز الوظيفية ،اضافة الى انها
للصعود الى المراكز القيادية في في داخل الحزب ستخلق اتجاها انتهازيا تكتليا
في للصعود الى المراكز العليا قد عاد سلما .لان مركز القيادة اجهزة الحزب
اجهزة السلطة الامر الذي سيؤدي الى بروز ظاهرة الولاءات الشخصية والاتجاهات
الكتلية وتنتهي بتصدع وحدة الحزب لذلك يجب تحديد المهام التي يجب ان ينهض
،اضافة بها كل جهاز من الاجهزة واختيار العناصر المؤهلة للنجاح في واجباتها
. الى الحرص على بقاء الحزب
- ٦اذا كان ابتلاع السلطة لكادر الحزب من الظواهر التي تبرز عند ابتعاد
اجهزة الحزب عن الجماهير وعن النضال معها ،من اجل حقوقها وضمان مصالحها ،
، وان النضال الجماهيري يتطلب تواجد كوادر الحزب بين الجماهير والعيش معها
و احترام مشاعرها وخلق الثقة والقناعة التامة عندها بجدارة الحزب بقيادتها ،فان
وعند ذلك تنعدم امكانية الحكم اليومية ،كلما ازداد نمو الظواهر البيروقراطية ،
بناء تجربة ثورية رائدة ،لذا يجب الانتباه دائما الى العلاقة الجدلية بين الابتعاد عن
خط النضال الشعبي وظهور البيروقراطية ،مما يستلزم اعتماد اسلوب النضالالشعبي
لضمان انتصار الحزب ولصيانته من المخاطر التي قد تواجهه . باعتباره الطريق السليم
۷-تجنب ،ما امكن ،تكليف كوادر الحزب غير المتفرغين بأشغال اكثر من
وظيفة واحدة ،لان ذلك يحول دون امكانية التوفيق بين مهامهم الحزبية وبين
مهامهم الوظيفية وقد يؤدي الى الانصراف الكلي في المهام الوظيفية وعدم اداء مهام
٢٧٦
الحزب ،الأمر الذي يؤدي الى اضعاف روابطهم بالحزب ويعرضهم الى انحرافات
للمواقف السياسية التي يقفها الحزب وذلك لابتعادهم عن فكرية وعدم استيعابهم
اجوائه ·
ان انصراف كوادر الحزب الى المهام الوظيفية من شأنه ان يؤدي الى حرمان
في مسيرته الطويلة . الحزب من الخبرات والتجارب النضالية التي كونها الحزب
في الوقت الذي يمكن ان تنهض بمهام اجهزة السلطة عناصر أخرى يتوفر فيهــــا
الاخلاص للثورة والحرص على سلامتها والمحافظة عليها .ولكن مهام الحزب لا يمكن
ان توكل الا للعناصر التي عاشت حياة الحزب وناضلت من اجل تحقيق اهدافه
ان حرمان الحزب من جهود الكوادر الحزبية المدربة وتحويلها الى اجهزة
الدولة ،يؤدي بالنتيجة الى اضطرار الحزب للاعتماد على الكفاءات الناقصة
والعناصر التي تفتقر الى الخبرة والتجربة ،مما يجعل الحزب غير قادر على بناء
اجهزته وتطويرها بصورة تضمن وتؤكد قدرته على حماية الثورة وتطويرها
الحزبي بمزايا العمل ضمن اطار السلطة ،وذلك عن طريق توفير الضمانات المادية
المزايا المعنوية للتفرغ وابراز المادية عن المتفرغ هموم التفكير بالمسائل التي تبعد
في نظـ سلم القيم المتفرغين بالاضافة الى ممارسة تربية حزبية رصينة تقلب
المناضل وتجعله متمسكا باستمرار بالقيم النضالية ومستخفا بكل قيمة لا صلة لها
بالنضال بل قد تتعارض مع شروطه
-
۹ـ ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي -قومي بنظريته وتركيبه ولا
يعالج المشاكل القطرية وكافة المسائل التي تواجهه الا من خلال نظرة قومية شاملة ،
ولذلك فالسياسة التي يتبعها لا بد ان تساعد على توفير الضمانات اللازمة لنموه
وضمانات انتشاره يتطلب ان تكون التجربة وانتشاره في كافة اقطار العروبة ،
التي يشيدها بقطر واحد نموذجا يستقطب الجماهير العربية في كل مكان ،وبالقدر
الذي تنمو وتزدهر وتتجسد المبادىء التي يرمي الى تحقيقها في التجارب القطرية
فانها ستساعد على التعجيل بانتصار الثورة العربية وتحقيق التي يشيدها ،
اهدافها ،ولا يجسد الحكم مبادىء الحزب اذا لم يكن وحدويا في نظرته ديمقراطيا
في تطبيقاته ،اشتراكيا في حلوله ،ولا يمكن للحزب ان يعجل بانتصار الثورة
العربية اذا لم تتوفر له شروط النمو والانتشار في بقية الاقطار ،والتجارب
طبيعة سياسته ومدى قربها وبعدها القطرية التي يبنيها الحزب هي التي تعكس
عن الجماهير العربية في كل مكان والجماهير العربية تقترب من هذه التجربة بالقدر
الذي تجد في مواقفها الحزم والجرأة في مجابهة الاستعمار والصهيونية والرجعية
وكذلك في قدرته على توطيد العلاقات مع القوى الوطنية والتقدمية ،واقامة
العلاقات الوطيدة لن تتم الا بالانفتاح على هذه القوى والعمل على اشراكها في بناء
۲۷۷
يحتكر جميع تجاربه والمشاركة في بناء هذه التجارب يفرض على الحزب ان لا
المراكز الوظيفية في اجهزة الدولة ،لانه سيجد نفسه متخلفا في ميادين التخطيط
خلق قد سيجد نفسه وكذلك والتعبئة الشعبية ، السياسي والنضال الفكري
جبهة واسعة لمعارضته ومحاصرته سواء في داخل القطر الذي يحكم فيه او الاقطار
التي يناضل من اجل انتصار مبادئه فيها
۲۷۸
لكي ينهض الحزب بمهمته القيادية
نضاله الاستيلاء على السلطة ،أي انه لا يزاول نشاطا طوباويا بل يقوم بالممارسات
العملية التي تحقق له الاستيلاء بتقويض السلطة القديمة واحلال السلطة الجديدة
لتي تجسد مبادئه • وما السلطة اذن حسب هذا المفهوم الا وسيلة واداة لتحقيق
منهاج الحزب
و تجربة الحزب في هذا الميدان هي بلا شك تجربة غنية وذلك لانها تقاس
وعلى هذا الاساس كان من اللازم دوما كشف . بالتجارب الاخرى في الحكم
الطبيعة الطبقية للسلطة حتى يمكن معرفة طبيعة اي منهاج ونوع القوى الاجتماعية
التي يسعى من اجل مصالحها
ان السلطة بشكل عام هي تلك المؤسسات المتنوعة التي تعكس مصالح طبقة
او طبقات معينة متحالفة ،بحيث تقف بالمقابل ضد طبقة او طبقات اخرى معينة
متحالفة معها
وعودة بسيطة الى الماضي القريب نجد ان السلطة الملكية التي از يحت بنضال
كانت تمثل بجميع مؤسساتها العلوية الطبقات المعادية قوى الشعب الوطنية ،
للجماهير ،وهي اداة تحقيق لمصالح الاحتكارات الامبريالية ومصالح كبار الملاكين
كانت المهمات الوطنية معطلة نتيجة لسيطرة الطبقات وقد . والبورجوازيين
التحولات العديدة في اقامة تنجح سلطة تموز ورغم وخلال عشرة اعوام لم
السلطة الثورية التي تكون بكليتها اداة لتحقيق برامج عمل ثوري وتغيير عام
البنية والعلاقات حتى مجيء ثورة ۱۷تموز ١٩٦٨حيث تجددت الثورة بدفعة الى
.
الامام احلت سلطة جديدة تسير وفق برنامج حزب البعث العربي الاشتراكي
وفلسفة طبقات اجتماعية ولما كان المنهاج الحزبي عاكسا بالضرورة مصالح
قطع الطريق على البرامج فان توضيح ذلك بالنسبة لحزب البعث يعني معينة ،
۲۷۹
فهم طبيعة ومبادىء وأساليب الحزب البورجوازية الصغيرة القاصرة عن
ان منهاج حزب البعث الذي اعلن في بيان المؤتمر القطري السابع منهاج
فقط مرحلة التحرر الديمقراطي الثوري بل مرحلة الانتقال ثوري يلائم جذريا ليس
.ان هذا المنهاج يهدف الى تصفية سلطة الطبقات الرجعية الى الاشتراكية
الاقطاعية والبرجوازية المتحالفة مع الامبريالية .هذه السلطة التي لم تفلح ثورة
.وتتم التصفية بالنسبة لارادة ١٤تموز عام ١٩٥٨وما أعقبها في انجاز تصفيتها
الحزب بشكل عملي مدروس .وذلك بالاعتماد الكامل على الطبقات الشعبية المنتجة
فالعمال التي تجسد الثورة مصالحها وتنطلق من الفلسفة التي تحدد مستقبلها .
.وباستنهاض المادة البشرية للثورة والفلاحون والجنود والبرجوازية الصغيرة هم
قدراتهم الثورية يمكن هدم كافة دعائم وجيوب السلطة القديمة وبناء سلطة الشعب
الجديدة •
في انجاز اهداف الجماهير ،ويكون دور الحزب في السلطة محددا بشكل علمي
دقيق يضمن عدم الالتباس وعدم ضياع الفوارق والحدود بين السلطة والحزب
لا سيما وان مهمات الحزب عديدة وان نضاله الزمني لا يمكن تقليص ابعاده
وتصبح علاقة الحزب ان دور الحزب هو دور المرشد السياسي للسلطة .
بالسلطة ليست علاقة حزب بحزب سياسي آخر او طبقة بطبقة اخرى ،بل علاقة
الناظم بالسواقي .فالناظم ينظم حجم واتجاه المياه التي توزع على مختلف الترع
للارواء · بدون الناظم يكون التوزيع الصحيح للمياه معدوما .وعند ذلك تكون بقعة
من الارض مليئة بالماء وربما الى حد المستنقعية .بينما تظل بقع أخرى يابسة
كما أن دور الحزب من وجهة اخرى يجمع وظيفة الكبد الى وظيفة القلب بالنسبة
للدم .فالكبد هو التصفية والقلب هو التوزيع حيث يحدد تنقل الدم الى اجزاء
الجسم حسب تنوعها واحتياجها .وكل خلل في العلاقة بين السلطة والحزب يؤدي
الى نفس النتائج عند حصول خلل في وظيفة القلب والكبد حيث ان ارتباك وظائف
القلب والكبد هو ارتباك للجسم كله وفقدان للصحة .
وفق هذا التبسيط التحليلي يمكن القول ان الحزب فيما اذا اراد ان يكون
السلطة
بحرفية ،فانه يفقد دوره كمرشد سياسي ومنظم كما تخسر السلطة مــن
يوجهها .وبابتعاد السلطة عن الحزب الثوري فانها تفقد البصيرة الثورية وتقع تحت
وبذلك تخسر السلطة خصائصها تأثيرات الطبقات الرجعية والاتجاهات الفردية •
۲۸۰
ومن الممكن ملاحظة ذلك عندما تعتمد السلطة كوادر الحزب لادارة مركز
فان الكادر يتحول حينئذ الى جزء من السلطة والانقطاع عن النشاط الحزبي
السلطة وتتوقف بالتدريج المصادر التي تزوده بالوعي الثوري والقدرة على الرقابة
والمتابعة وتنقطع صلة الكادر بالجماهير .ان الكادر الذي لا يجد قوته الا من خلال
حزبيته وجماهيريته سوف يفقد قوته وذلك لتحدد حزبيته وتقلص جماهيريته بحكم
تحوله الى جزء من الجهاز الحاكم المنعزل عن الجماهير .على ان من المهم عدم
والدولة هي ابتلاع في مسؤوليات الحكم التصور بان كل مساهمة لكل كادر
فالامر في ذلك منوط بطريقة اشغال المراكز في السلطة فالسلطة اداة للكادر .
تنفيذ والحزب اداة اشراف وتوجيه وتخطيط وصلة بالشعب .وبدون وجود کوادر
عالية النضج والمقدرة الثورية في ادارة السلطة لا يمكن تصور اي تطبيق ثوري
لخط الحزب
على حساب الانتمائية الثورية له .اما الابتعاد عن السلطة بحجة الانصراف للحزب
اهدافه
فان ذلك ليس من المنطق في شيء لان السلطة هي فرصة الحزب في رسم
عمليا .أن ترك السلطة للملاكات البرجوازية القديمة والدواوينية وعدم نقلها الى
.ان الخوف من الملاكات الثورية يعني ابتلاع البرجوازية للسلطة وسقوط الثورة
يسة ر ف لطة س ل ا ابتلاع السلطة لكوادر الحزب لا يجوز مطلقا ان يؤدي الى اب اء
ق
للعناصر الرجعية والبرجوازية والانتهازية ،التي لا تلتزم بخط ثوري ولا بمنهاج
تقدمي .ومن المنطلق هذا تعتبر مشاركة كوادر الحزب في قيادة السلطة بشكل
اساسي وبارز شرط لا بد منه لضمان ربط الثورة بالحزب
ان ظروف القطر ومراحل التطور الاجتماعي والسياسي وطبيعة التصارعات
الداخلية هي التي تحدد نوعية تعامل الحزب مع السلطة في توزيع الملاكات وفي
تغيير المواقع وفي تنظيم الاجهزة بالصورة التي تهيء للحزب قدرا اكبر في تطوير
سلطته وانجاز اهدافه المرسومة ·
وليس من المعقول ان تبقي السلطة على بعض الملاكات الرجعية المتخلفة مع
وجود العناصر الثورية القادرة على ان تحل محلها .ولكن هذا لا يعني ان السلطة
مستعدة للاستغناء عن خبرة بعض الملاكات القديمة على نحو جازم وحاسم .بل ان
تكون في مستوى من النضج لفهم جميع الامور المتعلقة بالمؤسسة .عليها ان
تحتفظ بالخبير القديم مؤقتا لحين احداث التغييرات في المراكز التي نضجت فيها
والادارة الثورية لا تعامل الخبرة القديمة بروح المقت العاطفي بل امكانية التغيير .
تعاملها بروح مقارن بين الخبرة القديمة والخبرة الجديدة ،العقلية القديمة والعقلية
فان لذلك . الخ .. الجديدة ،طريقة العمل القديمة وطريقة العمل الجديدة
۲۸۱
.وهنا يحصل خطر الادارة الثورية والحالة هذه تحتاج الى ملاكات ثورية حزبية
لا بد من توقعه وهو انعزال الكادر عن حزبه وانصرافه للعمل داخل المؤسسة بشكل
ان العلاج يتطلب التأكيد على ضرورة الالتزام بمبادىء القيادة الجماعية حيث
فعال داخل المؤسسة .اي يكون للحزبي يجب ان يكون للحزب وجود حقيقي
وجوده في منظمته الحزبية ،ووجوده داخل اللجنة النقابية والهيئة الإدارية
للمؤسسة
كل هذه الهيئات يجب ان تعمل وتسير وفق خطة عمل ونسق لخدمة
فهل هذه المؤسسة ذات طابع اقتصادي صرف المسألة المركزية المتعلقة بالمؤسسة .
ام ذات طابع مزدوج اقتصادي اجتماعي في آن واحد كالمؤسسات الصحية مثلا ؟
المهم ان خطة العمل يجب ان توضع بحيث تراعي طبيعة واجبات كل مؤسسة
حسب المقاييس الحزبية والنقابية والرسمية الموجودة .
فالوزير مثلا عندما يتلقى
فانه عضو في مجلس الوزراء وان سياسة الحزب الصحيحة يتم خطة عمل
قيادة الثورة بحيث يستجيب لها مجلس التخطيط التشريعي لها من قبل مجلس
.وفيما اذا كان الوزير حزبيا فانه بلا شك يجب الوزراء ويقوم الوزير بالتنفيذ
ان يكون مرتبطا بالجهاز الحزبي في الوزارة ،اي يكون على صلة وثيقة بمنظمة
•
الحزب في الوزارة وذلك من اجل تطبيق القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء
وتبعا لهذا فان الوزير يخضع لنقد الجهاز الحزبي والمؤسسات والجمعيات والموظفين
والعمال بطريقة ايجابية موجهة ويكون الوزير مسؤولا للاجابة عن كل نقد صادر عن
سوء تطبيق مقررات مجلس الوزراء باعتباره اعلى هيئة ينتمي اليها الوزير المعني .
اما
عن النسب في توزيع الكادر فمن الضروري وضعها بصورة جدية صائبة .
حيث يجب ان تحدد نسب اعضاء القيادة القطرية المشتركين في وظائف الدولة
فعندما يكون عدد اعضاء القيادة ( ) ۱٥عضوا يجب ان تدرس النسب العليا .
الحزب) ( -الدولة) ( -المنظمات المعقولة لتوزيع مهمات الكادر القيادي على
فمثلا يمكن اعتماد مبدأ التثليث اي ( ) ٥لشؤون الحزب ( ) ٥لشؤون . الشعبية
.وقد تظهر حاجة لاعادة النظر الدولة ( ) ٥لشؤون المنظمات والنقابات والجمعيات
على انه يجب الاتفاق على مبدأ في التوزيع او على خطة مدروسة دونما
ارتجال يعصف بابسط الاصول .ان من الخطأ تعيين كادر قيادي لشؤون الدولة
بحيث يتم ذلك رسميا في حين لا يمارس قانونيا وظيفة محددة معلومة في الدولة
لان هذا الاسلوب يؤدي الى الوقوع في اخطاء وارتباكات ونزعات بيروقراطية كما
يؤدي الى اسقاط دور السلطة او اضعافه ،ويعمل على تضييع الدور السياسي
للحزب ان عاجلا او احلا •
ان الدولة مؤسسة قائمة بذاتها وفي نفس الوقت غير قائمة بذاتها ،انها
قائمة بذاتها كشخصية تنفيذية تبت في الامور وغير قائمة بذاتها لانها تستمد طرق
٢٨٢
في الامور من السياسة العامة للحزب الثوري .ان اعتماد و اسلوب ونهج البت
مبدأ توزيع الكادر القيادي ضرورة لا بد منها وذلك لتجنب خطر ابتلاع الكادر وخطر
هذا انعزال السلطة عن الحزب وخطر انعزال السلطة والحزب عن الجماهير .
بالنسبة لتوزيع الكادر القيادي ويمكن اعتماد نفس المبدأ على الكوادر من الدرجات
يجب ان يكون هناك مبدأ وقرار الطريقة علاقة الحزب بالسلطة . الاخرى .المهم
فاذا كان عدد وزراء الدولة ( ) ۲۱فعندما يشكل ( ) ۳/۱وزراء حزبيون يجب ان يقر
مبدا آخر توزيع الباقي فكيف يتم توزيع الباقي ؟ من الطبيعي يكون الثلث الثاني
من العناصر الوطنية والصديقة والقوى الثورية الاخرى والثلث الاخير من العناصر
الفنية التي تمثل الخبرة .المهم ان يكون مبدأ للتوزيع ليس للكادر الحزبي فحسب
بل ايضا لمناصب الدولة ،وحيث يفقد المبدأ تحل الفوضى وتنشأ مخاطر الانحراف
بشتى انواعها .وعندما يكون هنالك مبدأ صحیح مقرر وفق دراسة فانه تتم معرفة
المسح السياسي للبلد ولواجبات الدولة والحزب على ضوء هذا المسح .ان الحزب
-
الثوري الذي سيتولى السلطة يجابه مهمة طريقة تنظيم العلاقة بين الحزب
-
السلطة -الجماهير ،ومن الافضل دوما ترتيب العلاقة كما يلي :الجماهير
بحيث لا يحصل خطأ ربط السلطة بالحزب بدون الجماهير ، الحزب ـ السلطة
ولا ربط الحزب بالجماهير بدون السلطة الثورية .ويجب ان لا تدفع الامور
وحلقة الصلة حلقات الصغيرة والكبيرة الى نسيان ان السلسلة مؤلفة من ثلاث
فعندما يثبت هذا المبدأ يكون بالمقدور توفير . بين الجماهير والسلطة هي الحزب
هو المبدا فانه بذلكقدرة الرؤيا الصحيحة لتوزيع الكادر وعندما يكون التثليث
في مكانه يصان الحزب والمنظمات الشعبية والسلطة · وحيث يوضع الحزب
الصحيح فان العلاقة بين الجماهير من خلال المنظمات الشعبية ـ الحزب -السلطة
نا معروفة وحسب هذا المقياس يمكن معرفة مم وكيف يتألف المجلس الوطني تكو
وهكذ
•
أن وجود المبدأ الواضح المقرر وفق دراسة ثورية واقعية شرط من شروط
عدم ضياع الكادر وعدم ابتلاع الكادر من قبل السلطة او ابتلاع السلطة من قبل
الحزب او ابتلاع الاثنين للجماهير او ذوبان الاثنين في الجماهير •
۲۸۳
في التربية الحزبية ( ) ١
-1-
، التربية الحزبية تعني عملية التثقيف واعادة التكوين الفكري والخلقي
فالحزب الثوري الحزب الثوري تجاه مناضليه وملاكاته .
والعملي التي يقوم بها
فترة محددة من اعداد ثقافي عام ، يستقبل المناضلين الذين ينتسبون اليه بعد
ومن التجربة العملية .غير ان هؤلاء المناضلين الجدد -ولا سيما المنحدرين منهم
من اصل طبقي برجوازي صغير -يحملون معهم مفاهيم وتقاليد متخلفة ،مناقضة
لفكرة الحزب وتقاليده النضالية .كما انهم يأتون وهم مزودون بالحد الادنى من
الفهم العام للحزب ،وفكرته وستراتيجيته واهدافه العامة واساليب عمله
، صالحين فلكي يصبح هؤلاء المناضلون ثوريين . البرنامج والنظام الداخلي)
واكفاء ،لا بد من اعادة تكوينهم الفكري ،وتشذيبهم من العادات والتقاليد
وبالتالي ،يعني تحويل الحزب الى ناد للمثقفين ،او الى ملتقى توفيقي ،لالتقاء
وتعايش مختلف الايديولوجيات والاساليب والمسلكيات .وبذلك تشل فاعلية
قراراته ،ويصبح تشكيلة لا تشدها وحدة الفكر والارادة والعمل ،ومنظمة سائية
لا شكل لها .فاذا تراخى الحزب مثلا في مكافحة عقليات وميول الكبرياء الذاتية ،
والانانية الفردية ،والغرور ،بین اعضائه وتنظيماته ،تعذر على الحزب تحقيق
، وحدة صخرية فيه ،وتأمين مبادرة ونشاط اعضائه وتنظيماته بشكل موحد
و باندفاع ،وكرجل واحد .وهنا تصبح افضل القرارات والشعارات مجرد تسطير
٢٨٤
على الورق ،ولا تمتلك قدرة التحول والتحويل ،والتأثير الفعلي .واذا وقف
في الاجتهادات والتقديرات ،او الحزب موقف اللامبالاة تجاه التضارب الحاد
تجاه المسلك التنظيمي الخاطىء لهذه المنظمة او تلك ،ولاعضائه الفرادي ،اصبح
الخ . مسرحا للتطاحن والخصام ،ومعرضا الى الانقسامات
في نشاطه على شبكات من المناضلين الشجعان ، ان الحزب الثوري يعتمد
للصلابة والرسوخ ، شرط هو ،الوعي الكافي الذي ،الواعين المضحين
والوعي بهذا المفهوم لا يعني فقط المعلومات والاستمرارية ،وللنشاط المبادر .
النظرية والسياسية اللازمة ،بل يعني ايضا سيادة اخلاقية ثورية متينة ،وعلاقات
فكر ونظرية الحزب رفاقية اشتراكية بين الاعضاء ومسلكية عملية منسجمة مع
فالضحالة الثقافية ،والغرور ،والفردية الانانية ،والتبجح ، واهدافه الكبرى .
هي .. الخ والبيروقراطية ،ورفض النقد ،واللبرالية في التنظيم ،والثرثرة
وللاخلاق الثورية الطليعية ،وللافكار والقيم عدو لدود للحياة الحزبية السليمة ،
الاشتراكية الثورية
هي جزء من ايديولوجيات الاقطاع ان هذه الظواهر والمسلكيات والعقليات
والبرجوازية الصغيرة .وحين ينتسب المناضل الى حزب والفئات البرجوازية ،
ثوري حقيقي ،لا يستطيع التخلص دفعة واحدة من هذه التركات .ولذلك لا بد
للحزب ان يأخذ بيده ،بصبر ومرونة ،ومثابرة ،لتحويله الى مناضل طليعي حقا .
- ۲۰-
وسياسات وشعارات واضحة وبرامج صائبة ، ( ) ۱ان تكون للحزب رؤيا
فذلك هو الشرط الاول لكسب ثقة القاعدة ،والتفافها وحياة تنظيمية سليمة .
حول القيادة ،ولتأمين انضباط حديدي واع في صفوف الحزب -ذلك الانضباط
للحركة الثورية ،وعلى ان تراعى مشاكل مختلف المناطق في البلد الواحد ،والمشاكل
النوعية لمختلف القطاعات الحزبية .أي بجوار المواضيع العامة ،المشتركة ،يجب
ايضا ادخال مواضيع محددة خاصة .كما وان هذه الخطط والبرامج يجب ان
فما يدرس للكادر تكون عملية ،وان تراعي المستويات الحزبية الثقافية المختلفة ،
الاكثر تقدما ،قد يصعب هضمه من قبل اعضاء وردوا الحزب توا ،ولا سيما اذا
•
ان برامج التثقيف الحزبي يجب ان تكون طموحة بالقدر كانوا من الكادحين
الممكن ،ومن الخطأ رسم برامج واسعة ،ومتشعبة ،يتعذر تطبيقها
٢٨٥
سهلة حين يكون الحزب الثوري ممسكا بزمام سلطة الدولة
( ) 1ان تقيم قيادة الحزب من فترة الى اخرى مجمل نشاطات الحزب ،وان
تشخص ما وقع من اخطاء ،وتحلل اسبابها وظروفها ،وترسم سبيل
ان لهذا التقليد الديمقراطي السليم اهمية تثقيفية كبيرة . معالجتها
قيادات وكلما كانت . للقواعد الحزبية والجماهير المناضلة على السواء
الحزب العليا ،متمسكة بمبدأ النقد والنقد الذاتي ،وتكون القدوة في
الحزبية العامة على ممارسة هذا تطبيقه ،تتشجع القواعد والملاكات
(ب ) ان تمارس القيادات الحزبية تقليد الاشراف الحزبي الدائم على المنظمات
والاعضاء ،وتأخذ بقاعدة المحاسبة ،وتفرض العقوبات عند الضرورة
ان العقوبات الحزبية اذا كانت سليمة ،هي وسيلة تربوية هامة للعضو
المخطىء ،كما وانها وسيلة لصيانة الحزب من الاعضاء غير الصالحين
. وتصرفاتهم المسيئة
( جـ ) ان تطبق جميع التنظيمات والهيئات الحزبية قاعدة النقد والنقد الذاتي ،
وبالاساليب التنظيمية ، الخاطئة العمل واساليب التصرفات تجاه
المقرة .ان معوقات وميولا سلبية عديدة تعرقل هذه الوجهة السليمة ،
لذلك فمن واجب القيادات خصوصا ذوي الاصل البرجوازي الصغير .
العليا ان تثقف مجموع الحزب ضد هذه الظواهر ،وبروح التواضع ،
ثانيا -التشديد في النقد ،بتضخيم الخطأ الصغير ،أو التصرف البسيط ،
وبتوجيه الاتهامات الاعتباطية القاسية للعضو المخطىء .واحيانا تكون
٢٨٦
لاقتناص اية هفوة ،وتهويلها وشن حملة باسمها ·
ثالثا -سيادة المحاباة والعلاقات الشخصية داخل المنظمة الحزبية ،او قسم
من اعضائها ،مما يجعل هؤلاء يغضون النظر عن اخطاء بعضهم البعض ،
ويحاولون سترها ،او التهوين منها ،حرصا على العلاقات الشخصية
( الصداقات )
وعدم التطير من مع احترام آراء الآخرين ، وموضوعية الاحكام
( ) ٥ـ لكن أهم مدرسة حزبية للتربية الحزبية هي النضال العملي نفسه ،سواء
المرحلة « السلبية » ) او في مراحل ما بعد في مرحلة الكفاح السياسي الثوري
فالخبرة العملية والممارسات النضالية المختلفة ،من اشكال الكفاح الانتصار
الثوري الى النشاطات الجماهيرية وحملات البناء بعد النصر ،هي البوتقة الحقيقية
في بوتقة الحزب والحركة التي تستطيع ان تصهر الاعضاء الحزبيين المخلصين
وان تضمن كشف الاعضاء المعرقلين الثورية ،وان تصقلهم ايديولوجيا وخلقيا ،
والمسيئين ،وتطهر الحزب منهم ،كما انها المدرسة الحقيقية لجرد الاعضاء والملاكات ،
و تشخيص الكفاءات المطمورة ،وترقيتها الى المراكز الأهلة لها .والواقع ان الحزب
في غمار النضال الثوري كله يتطور فكرا وسياسة وخبرة وتنظيما وتكوينا ،
والعمل ،ويرتفع مستواه ويتطور ويرقى عبر مراحل النضال المختلفة بشرط ان
فاذا اقترن الفكر النظري الواضح ،والادراك تكون مواقفه العامة ثورية وصائبة .
السياسي العام لدى العضو الحزبي ،بالخبرة العملية الضرورية اصبح مناضلا
جيدا ،وتزداد قدراته على خدمة القضية الثورية للحزب
-t-
الثورية وان الروح الحزبية ، النظرية والسياسية ) ان الثقافة الحزبية
هما عماد التربية الحزبية الاشتراكية
يتحقق عن طريق النشر والتعليم الحزبي ان الركن الاول ( الثقافة (الحزبية
وهذا الركن اساسي ،لانه يضمن ان تكون لدى العضو الحزبي رؤيا سديدة لا فاق
۲۸۷
التردد والتشاؤم النضال واهدافه ،ولانه اساسي هام جدا في عدم استسلام الم
فانه يضمن التوافق بين الفكر والعمل ،بين اما الركن الثاني ( الروح الحزبية
فاعضاء الحزب الثوري يجب النظرية والتطبيق ،بين الثقافة والحياة النضالية .
ان يكونوا قدوة المجتمع ،والمثال في العزيمة ،والامانة والاخلاص للشعب ،وروح
التضحية والفداء ،والتجرد من المطامع الشخصية ،والتحلي بالتواضع ،وروح
التلمذة على الجماهير والالتصاق بها
..الخ ) ..تفقد العضو ان روح الانانية والكبرياء ،والغرور ،والثرثرة
الحزبي صفاء النظر وموضوعية التفكير ،وتنسيه تدريجيا اهداف الحزب التي
هي اهداف الجماهير .تنسيه انه خادم للجماهير برغم كونه عضو الطليعة فيها ،
وان مجموع تصرفاته ومسلكيته يجب ان تنسجم مع المصالح العليا للجماهير وحركتها
الثورية ،وان تتحرر من جميع آثار عقليات وميول الطبقات الاستغلالية في المجتمع .
واستلام العناصر و تزداد هذه الظواهر خطرا بصعود الحزب الثوري الى الحكم
فاذا كان الكادر الحزبي في مختلف اجهزة السلطة . الحزبية للمسؤوليات
البيروقراطي تجاه منظمته ايام النضال السري ،يسيء بتصرفه ،الى تلك المنظمة ،
سيسيء الى الشعب مباشرة ، فانه عند استلامه المسؤولية في احد اجهزة الحكم
وستحسب تصرفاته حتما على الحزب كله .واذا كانت وامام انظار الشعب
نزعات التسلق باي ثمن ضارة داخل التنظيم الحزبي في عهود النضال السلبي ،
فان ضررها يزداد اضعافا اذا سمح لها ان تستلم مسؤوليات حكومية هامة
ولذلك فان العمل التربوي المثابر لاجل سيادة الروح الحزبية العالية ،يظل
مهمة بالغة الخطورة بالنسبة للحزب الثوري المنتصر .ان اصدار دراسات مبسطة
حول هذه المواضيع ،وان الرقابة الحزبية من اعلى وان المحاسبات والعقوبات
الحزبية ،هي الوسائل المفيدة لتحقيق هذه المهمة .
ان لغة الاقناع والشرح الصبور ،ونبرة الرفاقية والايجابية ،هي الاساس
لممارسة هذه العملية التربوية .وهذا الاساس لا يجب ان يعني تساهلا تجاه
المخالفات الخطيرة والتصرفات البالغة السوء ،حيث يجب في هذه الحالات اعتماد
اقصى الصرامة ضمانا لوحدة الحزب ،وعلاقته بالجماهير ،ولقوة مبادراته ولهيبة
افكاره ،وخصوصا اذا كان الحزب في الحكم
ولما كانت الجماهير هي صاحبة القضية ،ولما كان الارتباط بها سر نجاح
الحزب الثوري ،فان ربط العضو الحزبي بحياة الجماهير وآلامها ومبادراتها واشراكه
في نشاطاتها الانتاجية ،هو من اهم الوسائل الاساسية للتربية الحزبية ،ولتصليب
بالروح الثورية الاشتراكية .وبعد النصر العضو الحزبي (لا سيما غير (الكادح
خصوصا ،يجب ان يكون الاعضاء الحزبيون هم القدوة في التقيد بانضباط العمل
والوظيفة ،وفي التضحية بالوقت والراحة ،وفي المساهمة مع الجماهير وفي حل
.ان الحزب بعد الثورة يصبح مكشوفا للانظار ،كالمرآة وان اية لطخة مشاكلها
على هذه المرآة ،تتكشف حالا للناس .ومهما تكن المنجزات التي يحققها الحزب
۲۸۸
للجماهير فان هذه الجماهير تظل متطلعة الى اعضاء الحزب وملاكاته ( من المنتصر
وهذا ما يجب ان يكون في مركز ستنعكس على موقف الجماهير ايجابا او سلبا
الاهتمام الدائم المستمر للحزب ولا سيما قياداته العليا •
لقد بقي حزبنا خلال مرحلة طويلة بعد تأسيسه يعرف بانه ( حزب المثقفين ) ،
فقد كان خلال المرحلة الاولى من نشوئه يضم طليعة يشكل العمل التثقيفي مر
فقد بدا حزب البعث ( فكرة ) جمعت حولها نخبة من الثقل في برنامجها اليومي .
فكرة البعث الصيغة المعبرة في المثقفين الثوريين من اقطار عربية مختلفة وجدوا
عن قضية الامة العربية تعبيرا اصيلا وعلى مستوى العصر
الذي كانت تعيشه الاجيال فكرة البعث حدا للقلق الفكري لقد وضعت
العربية ،لذلك بدأت اشبه بكلمة السر بالنسبة للتاريخ العربي المعاصر فلم تمض
فكرته الى بضع سنوات على نشوء حزب البعث العربي الاشتراكي حتى وصلت
سائر الاقطار العربية واستقطبت خيرة المثقفين والمناضلين ·
فهو الاسرة العربية كان الحزب خلال المرحلة الاولى هذه تجسيدا للفكرة ،
الجديدة التي تضم جيلا انفصل عن واقعه لكي يبدل هذا الواقع ولكي يحول التجزئة
·
والسيطرة الاجنبية والاستغلال الطبقي الى وحدة وحرية واشتراكية
وكان نضال الحزب خلال هذه الفكرة يتجلى على مستويين :مستوى الفكر
والكفاح الفكري ومستوى النضال الشعبي والعملي اليومي .فالحزب خلال مراحل
فكريا ويصطدم بايديولوجيات معادية تحاول ان نشوئه الاولى كان يواجه صراعا
تقضي على فكرة وحدة الامة العربية او تحاول ان تقضي على الفكرة الاشتراكية فكان
على الجيل العربي الاشتراكي الجديد ان يتزود بالسلاح الذي تتطلبه هذه المعركة
الفكرية فكانت الثقافة الحزبية هي السلاح الاساسي .اما على مستوى النضال
الشعبي اليومي فقد كان ربط السلوك الفردي والجماعي بالقيم الثورية التي تتطلبها
لذلك استطاع كفاح الحزب الفكري ان الفكرة هو مركز الثقل في العمل الحزبي .
يخلق ايديولوجية جديدة واستطاعت مؤتمراته القومية وعلى نحو خاص المؤتمر
القومي السادس بمنطلقاته النظرية والمؤتمر القومي الثامن ان يطور هذه الايديولوجية
ويعمقها وان يوضح الصلة بين الصراع القومي والصراع الطبقي كما تمكن نضاله
الشعبي العملي اليومي ان يحقق الصلة بين الجماهير الشعبية وبين فكرته وان يدخل
۲۹۰
الجماهير بل حتى السياسة اليومية العربية في تفاعل دائم مع شعارات الوحدة
فكانت . لدى هـذه الجماهير وان يرفع مستوى الوعي والحرية والاشتراكية ،
حصيلة هذا النضال ان اصبح الحزب يقوم على المثقفين الثوريين والعمال والفلاحين
فتضاعفت بسبب ذلك مهمته الثقافية ،لان مهمة حزبنا الاولى والطلاب والجنود .
هي في ان يكون الاداة المسؤولة عن تحويل هذه العناصر الثورية العاملة الى جيل
عقائدي يكون في مستوى تفکیره وسلو که قادرا على حمل رسالة الامة العربية
فالمثقف مهما تقدم في ان الثقافة الحزبية لا تعني الثقافة العامة وحدها .
الدرجات العلمية قد يبقى اميا من الناحية الحزبية اذا لم يدخل الى حياة الحزب
ويحيا هذه الحياة من الداخل أي من خلال المعاناة اليومية للمشاكل السياسية
والتنظيمية والعقائدية والعمل الشعبي .انه يبقى متخلفا عن فكر الحزب اذا
يقرا كل تراثه ويعي كل مراحل تاريخ نشوئه ويطلع على التيارات الفكرية التي
تحيط به .
ثم ان الثقافة الحزبية لا تعني مجرد القراءة والحفظ وترديد الشعارات ،لانها
حصيلة للموقف النضالي الثوري الذي يرافق حياة الحزب سواء على مستوى
الفكر او مستوى النضال العملي .انها ثمرة لاقتران الفكر بالعمل الثوري .ان
انما والثقافة الشعبية والثقافة النظرية ، الثقافة السياسية والثقافة التنظيمية
.
هي وجوه متعددة لا تأخذ شكلها العقائدي الا اذا ارتبطت بحياة نضالية يومية
وقد يصل العامل الحزبي او الفلاح الحزبي او الجندي الحزبي الذي يعيش
حياة حزبية صحيحة ويتتبع بشغف كل ما يصدر عن الحزب من انتاج فكري
ويشارك في كل مناسبات النضال الحزبي ويحدد سلوكه اليومي على ضوء شعوره
قد يصل الى مستوى من الثقافة الحزبية تتجاوز ثقافته بمسؤوليته التاريخية ،
الفكر الحزبي بالعمل الحزبي كما فالثقافة الحزبية ثقافة ثورية تتطلب ربط
مستمرا ومتصلا بتاريخ الحزب تتطلب عملا تثقيفيا سياسيا وتنظيميا وشعبيا
وبحياته اليومية
انها ثقافة ( سياسية ) تتطلب وعيا للواقع السياسي العربي في اقطار الامة
العربية كافة
ومعرفة بالتركيب السياسي لهذا الواقع أي بالتيارات السياسية وبمدى
قوتها ونوعيتها وطبيعة ارتباطها بالجماهير وبموقفها من قضايا الامة العربية
الاساسية كالصراع مع الاستعمار ومع الصهيونية العالمية ومع قوى التخلف ومع
الا قطاعية والرأسمالية ،وموقف هذه التيارات من الحزب
۲۹۱
فالثقافة السياسية الحزبية تتجلى في درجات من الوعي تختلف باختلاف
فالعضو العامل يحتاج الى ثقافة سياسية تتجاوز مستوى مراتب العمل الحزبي ،
ثقافة النصير وثقافة العضو القائد تحتاج الى مستوى ارفع من مستوى ثقافة العضو
العامل .الا انهم جميعا ينطلقون من منطلق واحد هو الحاجة الى تكوين منطق
سياسيا يأخذ سياسي يحلل الاوضاع والظروف على ضوء فكرة الحزب تحليلا
بعين الاعتبار القوى السياسية في الوطن العربي وفي العالم وموقف هذه القوى من
الحزب وموقفه منها
ولتركيب الحزب التنظيمي ولعلاقة العضو الحزبي بمنظمته وعلاقة منظمته بمنظمات
الحزب وعلاقة القاعدة بالقيادة والقيادات الدنيا بالعليا وللهوية القومية للحزب التي
قومي شامل كما تتطلب وعيا تميزه عن سائر الاحزاب العربية الاخرى بتنظيم
فالاطلاع على النظام لحقوق العضو وواجباته وممارسته لهذه الحقوق والواجبات .
الداخلي للحزب هو المدخل لهذه الثقافة التنظيمية وممارسة احكام هذا النظام عن
فان ثقافته التنظيمية .اما العضو القائد ادراك ووعي هي مهمة العضو العامل
تتجاوز هذا الدور الى الاطلاع على الانظمة الداخلية للحركات السياسية الثورية في
العالم ومقارنتها بنظام الحزب وادراك الصلة بين النظام الداخلي وبين الاسس الفكرية
•
التي يقوم عليها والتي تنبع من فكرة الحزب
ثم ان الثقافة الحزبية ثقافة ( شعبية ) متفاعلة مع قضايا الشعب الحيوية
فالعضو الحزبي لا تكمل ثقافته الحزبية اذا لم اليومية الاقتصادية والاجتماعية .
يكن لها مضمون واقعي مرتبط بالمشاكل العمالية والفلاحية بمشاكل القرية والحي
والمصنع والمدرسة .واذا لم تقترن بمعرفة لاساليب العمل الشعبي
ان الثقافة السياسية والتنظيمية والشعبية هي في حزبنا ثقافة نابعة من
فهي ثقافة عقائدية تنظر الى . مستلزمات الثقافة الثورية التي تميز فكرة الحزب
السياسة والى التنظيم والى العمل الشعبي من زاوية نظرية الحزب القائمة على
فهي اذن ثقافة ( قومية) . الارتباط المتبادل بين الوحدة والحرية والاشتراكية
ترتبط بسياق تاريخي محدد هو الامة العربية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها
فصورة الماضي القومي وصورة الحاضر وبالتقدم البشري ، وفي علاقتها بالعلم
يجب ان تكون في ذهن الحزبي على درجة من الوضوح تسمح له بتكوين منطق
ينطلق من قضية الامة العربية الواحدة في صراعها القومي مع الاستعمار وفي
ان القومية حركة نضالية مادتها الشعب العربي الا ان هدفها انساني هو
۲۹۲
الدفاع عن الحرية في العالم اجمع ومحاربة الاستعمار أينما وجد فالتشبع بالثقافة
العربية لا يعني الانغلاق على التراث العربي ولا الاكتفاء باللغة العربية ولا يعني مجرد
هذه الثقافة وربطها بالواقع الحي لتطوير فكري جهد الاعجاب بالماضي بل هو
وبتيارات العصر ،واغناء لهذا التراث واطلاع على التيارات الفكرية في العالم
ووضع الثقافة العربية في المكان الذي تتطلبه معركة الامة في سبيل تقرير مصيرها
وتحقيق اهدافها .
الطبقي ربطا يحقق الصلة العضوية بين المفهوم القومي والمفهوم الاشتراكي ،لذلك
فهي ثقافة تأخذ بعين الاعتبار تحليل التناقضات القائمة في المجتمع والتناقضات
وعلاقة هذا النظام بالاستعمار التي يخلقها وجود النظام الرأسمالي في العالم
فكر علمي منفتح على التجارب وباشكاله الحديثة فالفكر الحزبي الاشتراكي
الاشتراكية في العالم وعلى تطويرها ،ومقبل على التراث الاشتراكي العالمي يغذى
به ،كما انه فكر تخطيطي يقوم على ضبط الحقائق بالارقام وعلى التنبؤ بالخطوات
اللازمة وبالحاجات التي يتطلبها التحويل الاشتراكي
على ضوء الخصائص التي تتميز بها الثقافة الحزبية ،وعلى ضوء نشأة حزبنا
و مراحل تطوره وتيارات العالم الراهن الفكرية يتبين لنا اولا ان حزبنا يتحمل
مسؤوليات ثقافية كبرى ،كما يتبين لنا ان واقع الحزب الثقافي بعيد عن حمل
الدور التاريخي .فنحن نعاني من ضعف الثقافة السياسية والتنظيمية والشعبية ،
ومن ضعف الفكر القومي والفكر الاشتراكي والصلة بينهما ،ونعاني ازمة لا بد من
تخطيط علمي وجدي لتجاوزها كيما يبقى حزبنا دوما ممثلا حقيقيا لفكر الامــة
العربية المعاصر
ففي حزبنا ثقافات حزبية أكثر منها ثقافة حزبية واحدة وهي في مجملها
ثقافات فجة غير ناضجة لانها تفتقر الى العمق والنزاهة الفكرية كما تفتقر الى
الاساس العلمي الموضوعي
كما ان العمل الحزبي لا يزال مفتقدا الى الصلة العضوية مع فكرة الحزب ،
بين الموقف والعشائري تكشف عن ضعف كبير فاثار السلوك الاقليمي والطائفي
والفكر الحزبي يصل الى حد التباعد احيانا وهذا مظهر من مظاهر ازمة الثقافة
الحزبية ،لان الثقافة الحقيقية لا بد ان تنعكس على السلوك العملي وعلى الموقف
.
اليومي من الاحداث ومن الاشخاص ومن التيارات الاجتماعية
فعندما يتحد العضو الحزبي بفكره لا بد ان تسقط عنه كل رواسب الواقع
فالعامل والفلاح والطالب الفاسد الذي خرج منه عندما انتسب الى حزب البعث .
والجندي عندما يربط عمله الحزبي بمصلحة شخصية او عائلية او طائفية ،انما
يعبر عن أزمة عميقة في تكوينه الحزبي مظهرها الاول ازمة في ثقافته الحزبية التي
۲۹۳
تتطلب ربط العمل الحزبي والنضال القومي بفكرة الحزب وبالقيم الانسانية التي
يسعى الى تحقيقها وتبديل الواقع على اساسها .
ان قوة التنظيم تتوقف الى حد بعيد على وحدة الفكر الحزبي ،لذلك فان
احد مصادر الخلل التنظيمي في حزبنا انما يعود الى تصدع هذه الوحدة في الفكر
الحزبي ودخول تيارات اخذت شكل ردود فعل اضعفت الثقة بفكر الحزب وبقدرته
فقد اكتفى بعض الرفاق بترديد صيغ جاهزة مستعارة من التفكير على التطور .
على تضخيم ازمة الحزب الفكرية بدل ان يعمل على ايجاد الحلول الموضوعية لها .
ان ازمة الحزب الثقافية تتجلى بالدرجة الاولى في تقصير الرفاق الحزبيين
عن بذل جهد ذاتي من التثقيف ،كما تتجلى ايضا في عجز المكاتب الثقافية في
واقعها الراهن عن تغطية ازمة الحزب الثقافية وتزويد الرفاق بالتوجيه وبالمادة
الطبيعية للعمل التثقيفي .اننا نلمس قصورا في المتابعة وفي التجديد الثقافي لدى
الرفاق ،كما نلمس ثغرات كبيرة في التفكير الحزبي حتى لدى الاعضاء القياديين
في الحزب يضاف الى ذلك شعور بالنقص تجاه الجهد الثقافي العالمي ..ان
احدى ثمرات هذه الازمة هذا الفقر الكبير في الامكانيات الثقافية في حزب عرف
دوما بانه حزب المثقفين •
ان هذه الازمة تشكل خطرا على مستقبل الحزب اذا لم يوضع لها العلاج ·
وهذا الخطر ،خطر انخفاض مستوى الثقافة الحزبية ينعكس بالدرجة الاولى على
واقع الاجيال الجديدة التي تدخل الحزب .لذلك لا بد من خطة ثقافية تعالج هذه
الازمة وتتناول مراحل الاعداد الحزبي بدءا من الانصار حتى الاعضاء العاملين والاعضاء
القياديين .والحزب بصدد وضع هذه الخطة
٢٩٤
التكوين الايديولوجي للمناضلين
فهي تستند الى آخر معطيات العلوم ،وتعمم خلاصة العلم والتجربة العالميين ،
وتستند الى خلاصة التجارب الثورية العالمية وقسماتها استنتاجاتها الاساسية ،
وخصائصها وقوانينها الاكثر عمومية والاكثر شمولا
ان النظرية الثورية ليست علما فوق العلوم ،او علم العلوم ،ولكنها ارقى
العلوم باعتبارها قادرة على الغوص في تعقيدات الواقع المحلي والقومي والدولي ،
وسبر تناقضاتها المتشابكة وكشف الجوهري والاساسي المختفي وراء الظواهر
.ومن هنا
والجزئيات ،والامساك بالقوانين الاساسية والحاسمة في هذا التطور
للاحزاب والحركات الثورية بل وكذلك فقط كانت النظرية الثورية ضرورية ليس
ان النظرية الثورية ،اذ تحافظ على جوهرها العام العالمي المشترك ،فانها
تكتسب خصائص وطنية وقومية وفقا لطبيعة وخصائص المجتمع والحركة الثورية
.
فيه ومراحل تطور هذه الحركة ان النظرية غير مجردة غير مطلقة وغير عائمة في
فراغ ،بل هي عالمية وقومية متميزة في آن واحد ،ومن هنا فالنظرية الثورية حقا
والتناقضات الاساسية نظرية القوانين فقط ليست في الحركة الثورية العربية
للمجتمعات البشرية عموما ،وليست فقط نظرية الصراع الطبقي العالمي بين الطبقات
الاستغلالية والطبقات الكادحة ،بل هي في الوقت ذاته نظرية الصراع القومي الثوري
في الوطن العربي ضد الامبريالية والاستعمار واسرائيل ،ضد التجزئة والتخلف ،
للقوانين وان اي فهم . ومن اجل التحرر الكامل والوحدة واستعادة فلسطين
الاقتصادية والاجتماعية ذات الطابع العالمي بمعزل عن الاشكال الملموسة النابعة
فهم تشويهي ،هو مسخ فهم عن الخصائص والمميزات القومية والوطنية ،هو
هذا التشويه اكثر حين ندرك ان الثورات وكاريكاتير فهم ليس الا .ويبرز طابع
الاشتراكية الكاملة قد انتصرت في رقعة معظمها ينتمي الى ما يدعى بالعالم المتخلف،
٢٩٥
وان هذه الثورات قد تطورت من ثورات وطنية قومية ديمقراطية لتتحول الى ثوران
فالمهمات القومية والنضالات القومية قد اصبحت جزء لا يتجزا من اشتراكية .
في كثرة من البلدان الرأسمالية المتقدمة لا تزال وحتى . الثورات الاشتراكية
من العدمية لا يمت بصلة الى النظرية الثورية ولا الى تجارب الحركات الثورية
كذلك فان تصور حركة قومية بمعزل عن التيار الثوري الكبرى في عصرنا .
العالمي ،عن الحركة الثورية العالمية ،هو تصور ضيق الافق وفادح الاضرار ،فهو
لا يغفل عن واقع الصلة القائم فعلا وحسب ،بل يؤدي ايضا الى عزل الحركة
.
الثورية القومية وتجريدها من الحلفاء والانصار في العالم
على اساس النظرية الثورية يعمل الحزب الثوري لتشخيص طبيعة المجتمع
وخصائصه ،وطبيعة المرحلة وميزاتها ،ومن ثم طبيعة المهمات الاساسية التـ
في كل مرحلة من مراحل التطور النضالي وصولا الى يجب النضال من اجلها
الاهداف البعيدة .ان تحليل واستيعاب طبيعة المجتمع ومتناقضاته وتركيبه الطبقي
وفرز القوى المعادية للتقدم ،وفرز والقومي ودرجة تخلف او تطور اقتصاده ،
الحلفاء في الداخل والخارج ـ كل هذه المهمات الجسيمة التي تتمثل في بلورة
وصياغة البرامج والخطط الستراتيجية والاهداف والشعارات ،ولا يمكن انجازها
من دون بوصلة النظرية الثورية .وطبيعي ان النظرية بحد ذاتها لا تخلق حزبا
ثوريا ،فالمطلوب مع عملية التنظير مارة الذكر ان يكون للحزب تنظيم كفؤ للقيام
بالمهمات المطروحة وان تكون له صلات قوية ومستمرة بالجماهير ،وان يكون متمرسا
باشكال النضال الثوري المختلفة ،وان تكون له استراتيجيته الثورية الواضحة ،
واساليبه وخططه التكتيكية البارعة .
ان التنظير الثوري والتنظيم الثوري والممارسة الثورية كلها اوجه اساسية
لقضية اسمها الحزب الثوري .وكما ان العمل بدون مرشد نظري سيكون دورانا
في حلقات مفرغة او انغمارا في لحظات اليوم دون استشراف آفاق المستقبل ،
فان التنظير الثوري بدون عمل سيكون مجرد ثرثرة مثقفين .وبين التنظير والعمل
في ميدان العمل ، هناك التنظيم الذي يؤهل الحزب لترجمة شعاراته ووعوده
اي التطبيق •
ولكن الحزب الثوري ليس كائنا مجردا ،بل هو حاصل مجموع تنظيماته
فان النظرية الثورية وبالتالي وكوادره واعضائه وانصاره الواعين ،المتحركين .
في افكار ونشاطات هذه المجموعة الديناميكية الواحدة المتفاعلة يجب ان تتمثل
وبتعبير آخر ،ان الحزب الثوري يجب ان يعمل في القيادات وحدها . وليس
٢٩٦
ضرورة والحاحا بالنسبة للكوادر هذه المهمة هي اشد ،وان كانت المستويات
.وايا كانت ظروف الحزب فان القيادية بحكم جسامة ودقة مسؤولياتها ومهماتها
مهمة التثقيف تظل من اهم مهماته الداخلية .وطبيعي انه في ظروف تسلم الحزب
لزمام السلطة تتوفر امكانيات وفرص اوسع واكبر بما لا يقاس لاداء هذه المهمة
صحيح ان واجبات الاعضاء والملاكات تزداد وتتشعب بعد استلام السلطة ،ولا
سيما تلك الاعداد التي تكلف بمسؤوليات في الادارة الحكومية والتنظيمات الشعبية .
كما وصحيح ايضا ان عدد الحزبيين يظل قاصرا بالنسبة لعدد السكان ،وبالنسبة
لجسامة وكثرة المهمات .غير ان ذلك لا ينبغي ان يكون مبررا لاهمال التثقيف
الثوري باشكاله الحزبية العامة والذاتية .
في الاعمال اليومية او ان اهمال التثقيف سيؤدي الى انغمار الحزبيين
واهمال القضايا السياسية الكبرى الوطنية الادارية واغفال مهمات المستقبل ،
نفسها وتكاد تنسى في فيصبح الحزبي كالآلة الصماء تنهك والقومية والدولية
همومها اليومية الشاقة القضايا والمشاكل العامة الكبرى .كما وان اهمال التثقيف
سيساعد على ان يقع عدد غير قليل من الحزبيين انفسهم ضحايا للتهويش والارباك
في ايام الصعوبات المضادين ولحملات الاشاعات المسمومة ،وللاضطراب الفكري
والازمات .اذا كان الحزبي واعيا لافكار حزبه واهدافه ،مستوعبا لتجارب الحركات
-
الثورية العالمية فسوف يكون متسلحا بيقظة ووعي تمكنانه ـ اينما كان موقعه في
المجتمع -من التصدي للعناصر الرجعية وفضح أعمالها التآمرية :
فانه لن ينخدع بمظاهر التزلف والمراوغة والرياء وبالتالي فاذا كان موظفا ،
لن يقع ضحية لالاعيب هذه العناصر التي تظل تتربص بالثورة ..أنالنظرية والتجربة
العالمية تؤكدان على ان الرجعية ،ايا كانت مواقعها ،قد تنحني امام العاصفة
التلون وتنوع الثورية ولكنها لن تستسلم ولن تكف عن تخريباتها وتآمرها برغم
الاساليب ،ولا يمكن لمناضل واع حقا ان يصدق يوما ما ان اللين مع الرجعية
المنخذلة سيبدل طبيعتها وسيحولها من افعى تفتك الى حمامة وديعة .واذا كان
الحزبي نقابيا ،فان تسلحه بالنظرية الثورية واستيعابه للتجارب الثورية الحية او
للمهمات الاستراتيجية والمرحلية لحزبه ووطنه ،فانه سوف لا يكون قادرا -في
هذه الحالة -على حماية حقوق الطبقة العاملة وتطويرها الى ارفع مستوى فقط ،
-
وانما سوف يكون قادرا ايضا ـ وهذا هو الاهم في عمله الثوري – لان يقوم بحق ،
بدوره القيادي ،في تمكين الطبقة العاملة من القيام بدورها الثوري الاساسي في
ذلك لان .. في البلاد المشاركة الجادة بتقرير وممارسة سياسة وادارة الحكم
الاصل في القيادة النقابية الثورية ان تصبح هذه القيادة هي مصدر حقوق الطبقة
العاملة ،وليست مجرد محام عنها يستجدي لها الحقوق ،ويعيش على ترديد
آلامها وهمومها .
۲۹۷
وردود الفعل ،بل سوف يتحول الى داعية لحزبه في جميع مجالات الحياة ،وفي
بالشكل الذي يمكنه من استباق مختلف الاوساط المحلية والعربية والدولية
الاحداث وطرح الافكار الصحيحة على الرأي العام ،لكي يحميه من التسمم بالافكار
المدسوسة التي تعمل باستمرار على تشويه منجزات الحزب والثورة ،وتقديمها
بشكل معكوس ،لا سيما عندما لا تكون هذه المنجزات ،مسبوقة ،ومرفقة ،
ومتبوعة ،بالايضاحات الصادقة والتعليقات الايجابية المخلصة
ان مثلا واحدا نسوقه في هذا الصدد يكفي لبيان الفارق النوعي الخطير بين
رتبت حقوقا والتزامات على الاطراف المعنية ،وان البحث لا يتخطى عادة في مثل
هذا المنطق الصحفي حدود معرفة اية مادة من البيان طبقت ،واية مادة لم تطبق ..
وبالتالي ينتهي هذا وبالتالي من اخل بهذه الناحية ومن هو المسؤول عن تلك
بان البيان قد نجح ،او الجدل لا يقبل من تحليله الى حكم الصحفي « البارع
لكن الصحفي الحزبي الثوري المتشبع بنظرية .. كذا ... انه مهدد بالفشل
الثورة ،والملم كل الالمام بالدوافع الايديولوجية للحزب التي املت بیان ۱۱اذار
التاريخي ،ان مثل هذا الصحفي لن ينظر الى بيان ۱۱اذار من خلال « الوثيقة »
الوثيقة » من بنود وشروط ولا من خلال ما تضمنته هذه التي صدر بها فقط
فقط
بل سوف ينظر اليها من خلال مبادىء الحزب ،ومن خلال نظرته الانسانية
الثورية للحقوق القومية على الصعيد العالمي لمختلف الشعوب بشكل عام ،وعلى
الصعيد المحلي لجماهير الشعب في العراق بوجه خاص .ان مثل هذه النظرة ،
ستدفع بالصحفي حتما ،لان يقدم هذا الحدث التاريخي لا بوصفه وثيقة صلح ،
وقد تفشل اذا جرى هذا ولم يجر او صفقة سلام ،قد تنجح اذا تم كذا وكذا
ذاك
وانما يقدمه بوصفه حقيقة ثورية خالدة ،تحققت على يد الثورة لكي ..
لان اخاء القومية العربية مع القومية الكردية ،ورسوخ السلام بينهما تبقى
لیست ـ ولا يمكن ان ووحدة جماهيرهما الوطنية فوق ارض الوطن الواحد
تكون ابدا 1مسألة صفقة او عقد ..انما مجرد تصحيح لمسار التاريخ الذي
انحرف عن طريقه خلال مراحل استثنائية شاذة ..والذي لا بد ان يعود ـ وقد
. عاد -
الى مساره الطبيعي
ان التثقيف الحزبي يجب ان يكون مبرمجا وفق خطة مدروسة ،تأخذ
بالحسبان التام المهمات الآنية والمقبلة ،ومتطلبات النضال الثوري في كل مرحلة .
وطبيعي ان القيادات هي المسؤولة عن تخطيط التثقيف الحزبي والاشراف
وممارسة النقد والمحاسبة تجاه على تطبيق الخطة ومتابعتها بصورة مستمرة ،
المهملين والكسالى .ان التثقيف الحزبي يمكن ان يجري باسلوبين اساسيين :
جلسات التثقيف في اجتماعات الفرق ،او الدورات اسلوب التثقيف الداخلي العام
الشخصي ) ،الذي يجب ان يخضع ،واسلوب التثقيف الذاتي التثقيفية الخاصة
۲۹۸
وايا كانت ضغوط العمل والواجبات فان • هو الآخر للاشراف والمتابعة الحزبيين
المناضل الثوري يجب ان يخطط لعمله اليومي ونشاطه بحيث يخصص وقتا للتثقيف
الذاتي اليومي بادبيات حزبه والادبيات الثورية العالمية .ان المناضل الثوري مدعو
الى ان يشعر ان اي يوم يمر عليه دون ان يخصص للقراءة والدراسة الثورية
فيه شيئا عزيزا غاليا ،او يوم ناقص ساعتين او ثلاث ساعات ،هو يوم فقد
النشاط ناقص الثمرة مهما كان قد انجز فيه من عمل يومي لصالح الثورة
و للبرمجة اهمية خاصة في التثقيف الذاتي ،لان المهم ليس القراءة ،بل ما يقرأ ،
فكر المناضل وهل يزوده بخبر جدید او توضیحات جديدة عن امور وهل يغني
اساسية ذات صلة مباشرة بالمهمات الثورية للمرحلة .والى جانب تخطيط التثقيف
فاستيعاب صفحة من الذاتي يجب تعويد المناضلين على الاهتمام بطريقة التثقيف .
قراءة مائة صفحة عابرة خاطفة لا الادب الثوري استيعابا متعمقا هو اجدى من
وكلما ارتفع المستوى الثقافي والتعليمي للمناضل تغني معلومات المناضل وفكره .
امكن ان يستخدم اسلوب تلخيص المقروء وتسجيل ملاحظاته عليه ثم بمراجعة هذه
.ان هذه الخلاصات والملاحظات دوريا يستطيع ان يقيس مدى تطوره الفكري
الطريقة تساعد على ترسيخ المعلومات من جهة وعلى قدرة التفكير الانتقادي المستقل
من جهة ثانية .
في وجه الصعوبات ، ان الثقافة الثورية تسلح المناضلين بالتفاؤل العلمي
فضلا عن انها تزوده بمهارة وبالقدرة على نشر وايضاح افكار الحزب بين الجماهير ،
السلوك الثوري
ان التثقيف الثوري برغم كل اهميته وابعاد نتائجه ،هو جانب واحد فقط من
ان الالتزام الايديولوجي الثوري لا . قضية الالتزام الايديولوجي لدى المناضلين
يشمل فقط الجانب الفكري -النظري للمناضل الحزبي ،بل ويشمل بالضرورة
جانب السلوك السياسي والشخصي ،والذي يجب ان يكون انعكاسا للثقافة الثورية
الصادقة ،وبمعنى آخر ان الالتزام الايديولوجي الحقيقي هو تلك العملية الديناميكية
والسلوك اليومي وحدة فيها التفكير السياسي والتنظير ، المتواصلة التي يشكل
واحدة غير قابلة للتجزئة ،وان اية تجزئة تعني الانفصام بين النظرية والتطبيق ،
في هذه الحالة ومهما تكن الثقافة الثورية عالية رفيعة المستوى فانها لن تحول
الحزبي الى مناضل ثوري حقيقي ،ان كثرة كاثرة من مثقفي مجتمعنا في العراقهم
ذوو افكار تقدمية على اختلاف المدارس والمناهج العقائدية .ولكن قلة منهم فقط
مؤهلون لاداء رسالة المناضل الثوري بكل تبعاتها وتضحياتها وكثيرا ما نجد مثقفا
۲۹۹
تقدميا يحمل افكارا تقدمية عن المرأة على الصعيد النظري ،ولكنه في واقع سلوكه
جزءا لا يتجزأ من تكوين المناضل متغلغلة فيه لحما ودما ان صح التعبير ،بل نجد
النظريات تردد ،والسلوك العام يجري على النقيض منها .ان شجب التقاليد
العشائرية ومخلفات القيم الاقطاعية يكاد يكون شاملا بين مثقفي مجتمعنا ،ولكن
قد تحرر فعلا في سلوكه وتصرفاته من ضغط التقاليد والقيم ؟ كم منهم
ان اول ما يجب ان يعكس في تصرفات المناضل وسلوكه انعكاسا طبيعيا دون
تكلف واصطناع هو الايمان بالقيمة الانسانية العليا للجماهير الكادحة وبقدراتها
احسن توجيهه اذا وحدها بتحويل تاريخ المجتمع الهائلة الكفيلة وطاقاتها
واستثمارها .ان المثقف البورجوازي لا يرى من الجماهير غير جوانبها السلبية التي
وكل مناضل ) الثوري يرى الجوانب الايجابية ايضا ، قد تكون كثيرة ،ولكن المثقف
ويقدرها ،وهو لا يغفل الجوانب السلبية ،بل يشخصها لا من اجل ازدراء الجماهير
واحتقارها او الشك فيها ،بل من اجل مكافحة هذه الجوانب بوعي ومثابرة وعلى
اساس الاقناع .
ان الفارق النوعي بين البورجوازي والثوري في هذا الصدد ،ان الاول يفهم
،بينما الثاني (أي الثوري) الجوانب السلبية على انها من طبيعة تكوين الجماهير
،ان ير فض هذه النظرة الوحشية اللاانسانية اصلا ،ويدرك عن معرفة وعلم
الجماهير هي الضحية الأولى للسلبيات التي تفتك فيها ..وان هذه السلبيات قد
التفت على عنقها وكادت تخنقها ،بفعل عوامل تاريخية معروفة ،لعب اعداء
في تكوينها وتطويق الجماهير بها ..وان اخص خصائص الجماهير الدور الرئيس
في معالجة الجماهير وامراضها .ان الثورة انها وجدت لكي تكون الطبيب المختص
نظرات ومواقف ازدراء الجماهير او التعالي عليها ،هي بالضد من النظرية الثورية
.
وعلى نقيض تام مع السلوك النضالي الجيد
ويكون مستعدا لكــــل والمناضل الثوري ينظر الى واجباته مثل حقوقه ،
تضحية في سبيل نجاح الافكار التي يتبناها ،اما المثقف البورجوازي فانـه قـد
يردد شعارات وبرامج جميلة ولكنه يتعفف عن ابسط تضحية مهما كانت في سبيل
تحقيق تلك البرامج والشعارات .
وكفاءات حبيسة ،قادرة على صنع المعجزات ،اذا اخرجت من قيدها .ان الثوري
يكون ويجب ان يكون مستعدا للتعلم من ابسط انسان ،ولا يكون موقفه من
الجماهير موقف المعلم البيروقراطي ،بل موقف الموجه المتواضع والرفيق والتلميذ
في آن واحد .ان الغرور هو سد في وجه تطور الاشخاص والاحزاب والحركات
واستفادتها من التجارب الثورية الاخرى ومن الجماهير يعيق رؤيتها لنواقصها ،
الكادحة
وطبيعي ان هذه الصفات الثورية الاساسية لا تولد بين عشية وضحاها ،
بل تحتاج الى ثقافة والى ممارسة نضالية داخل الحزب الثوري خصوصا وان
اغلبية الملاكات السياسية في مجتمعاتنا تأتي من مراتب البورجوازية الصغيرة
وتحمل معها الى الساحة الحزبية كثيرا من عادات وصفات هذه المراتب من فردية
وانانية وتردد وغرور ،الخ
ان مهمة الالتزام الايديولوجي الكامل فكرا وسلوكا ،نظرية وتطبيقا ،بالنسبة
الذاتي ،على الشخص نفسه وقدرته على كبح صفاته السلبية وعلى استيعاب
الافكار الثورية وترجمتها للسلوك
اعتبار هذه العوامل والظروف كل شيء هو تقدير غير علمي ،وهو خاطيء تماما ،
فهو لا يفسر سر اختلاف تطور المناضلين الذين يعيشون ظروفا موضوعية واحدة
بجوانبها الايجابية أو السلبية .
ولذلك فان المناضل الحزبي مدعو الى ان يتحمل بجدارة وشرف مهمة تجديد
. وتقوية بنائه النفسي فكريا وسلوكيا ليستحق اسم ولقب المناضل
٣٠١
مقدمة
٣٠٢
۲۱۰ حول العمل النسائي ونضال المرأة
۲۱۹ تفتيت الحركات الثورية واسلوب مواجهته
٣٠٣
صدر حديثاً
نضال البعث
الجزء الخامس
القطر العراقي 1904- ١٩٥٣
٣٠٤
لاتاب د
هن ا
الكن
التي نشرت في المجلة الداخلية للمكتب الثقافي القومي ( الثورة العربية ) عبر
عام للتثقيف حول المسألة التنظيمية وحقل للدراسات الهادفة الى بلورة نظرية
ان هذا الميدان من الحياة النضالية ،ما يزال يعاني الكثير من الاهمال
والارتجال داخل قوى الثورة العربية .وهو يعكس مظهرا من ابرز مظاهر
بعيد ،تسير في مسالك التلمس العفوي او التجريب المفتقر الى التخطيط والى
) من المقدمة )