You are on page 1of 18

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة يحي فارس بالمدية‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫المقياس‪ :‬اقتصاد المؤسسة‬

‫بحث بعنوان‬

‫التخصص‪ :‬علوم اقتصادية وتجارية وعلوم التسيير‬

‫تحت اشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبتين‪:‬‬


‫عوينان‬ ‫‪ ‬هيفاء بوزمالل‬
‫‪ ‬مسلم منال‬

‫الفوج ‪10‬‬ ‫المجموعة ‪10‬‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪0102/0102‬‬
‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية محيط المؤسسة‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم محيط المؤسسة وخصائصه‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر محيط المؤسسة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية دراسة محيط المؤسسة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬العالقة التفاعلية بين المحيط والمؤسسة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المحيط الخارجي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المحيط الخارجي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات المحيط الخارجي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬طبيعة تحليل المحيط الخارجي‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مراحل تحليل المحيط الخارجي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المحيط الداخلي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المحيط الداخلي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات المحيط الداخلي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬طبيعة تحليل المحيط الداخلي‬
‫المطلب الرابع‪ :‬مراحل وأدوات تحليل المحيط الداخلي‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬
‫في ظل التحوالت البيئية السريعة والالمتناهية ومع التطور التكنولوجي المستمر أصبح يسمى هذا‬
‫العصر بعصر المعلومات مما فرض على المؤسسات بيئة جديدة تتميز بالمنافسة الشديدة والتي تدفع بها إلى‬
‫البحث عن مداخل للرفع من تنافسيتها‪ ،‬قصد محاولتها اكتساب مزايا تنافسية تؤهلها الستمرار نشاطها‬
‫وضمان بقاءها أمام المنافسين‪ .‬وهذا ما يدعو كل مؤسسة تبني أساليب التشخيص والفهم الدقيق والفعال‬
‫لبيئتها الخارجية والداخلية لالكتشاف الفرص والتهديدات من جهة ونقاط القوة والضعف من جهة أخرى‪،‬‬
‫حتى تتمكن من تبنى استراتيجيات ناجعة تمكنها التأقلم وسط محيطها التنافسي الجديد‪.‬‬

‫ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫فيما تتمثل أهمية المحيط الداخلي والخارجي بالنسبة للمؤسسة؟‬


‫تمهيد‬
‫نعلم أن المؤسسة ال تنشط في الفراغ بل في بيئة متنوعة ومعقدة‪ ،‬البد من معرفتها كما أنها ترتبط‬
‫ارتباط وثيق بعدة شبكات وهيئات وأفراد يجب عليهم التأقلم والتعامل معها‪ ،‬أي أنها تفرض على المؤسسة‬
‫قيودا وحدودا من طبوع مختلفة‪ ،‬وهاته القيود ال تستطيع المؤسسة السيطرة عليها وال التأثير فيها وال‬
‫تتوقف المؤسسة هنا‪ ،‬بل هناك فرصا متاحة يجب عليها استغاللها أحسن استغالل‪ ،‬وذلك لتغير أحوالها‬
‫القائمة ويجب عليها ادراك هاته الفرص لالستفادة منها‪ ،‬وذلك لصالح المؤسسة أو من أجل معرفة أهم‬
‫هذه الفرص وتحديدها ومدى تأثيرها عليها يتطلب تحليل البيئة الداخلية والتعرف على نقاط قوتها وضعفها‬
‫ألن الفرص تقاس بالنسبة الى نقاط القوة والضعف الخاصة بالمؤسسة‪.‬‬

‫ومن كل هذا وذاك نقول أن المؤسسة والمحيط عالقة وطيدة وبالتالي سوف نتطرق الى‪:‬‬

‫‪ ‬ماهية محيط المؤسسة‬


‫‪ ‬المحيط الخارجي للمؤسسة‬
‫‪ ‬المحيد الداخلي للمؤسسة‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية محيط المؤسسة‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم محيط المؤسسة وخصائصه‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم محيط المؤسسة‬
‫من بين التعاريف األولى للبيئة تلوح بأنها كل ما يحيط بالمؤسسة ويكون خارجها و كما يمكن أن يكون‬
‫جزءا منها‪ ،‬في حين تغيرت المفاهيم حول البيئة وأبدت انطباعا بشمول المكونات واألبعاد الداخلية للمؤسسة‬
‫إضافة إلى المكونات واألبعاد الخارجية التي تحيط بها ومن خالل تطور مفهوم البيئة وتعدد وجهات النظر‬
‫إذ يرى بركتور أن البيئة هي‪ 1‬عبارة عن بحر و المؤسسة ما هي إال سفينة في هذا البحر ‪ ،‬وهذا ما يعني‬
‫أن السفينة تمثل المؤسسة بما فيها المتغيرات الداخلية‪ ،‬وللوصول إلى الهدف البد أن يكون هناك تفاعل و‬
‫تكامل فيما بينهم حتى يشقوا الطريق و يصلوا إلى بر األمان‪.‬‬
‫كما نقصد بمحيط المؤسسة أنه العوامل المحيطة بالمؤسسة والمؤثرة عليها وعلى اإلدارة‪ ،‬حيث تعبر‬
‫إلى حد ما عن مجموعة من القيود التي تتحكم جزئيا في توجيه المؤسسة‪ ،‬وهذه األخيرة تأخذ متغيرات‬
‫وتأثيرات محيطها كمعطيات خارجية يصعب التحكم فيها‪ ،‬وعليها أن تعمل على تحديد مسارها من خالل‬
‫الوسائل المختلفة مثل التخطيط واالستراتيجية وغيرها من أدوات التسيير واإلدارة‪ ،‬وكلما نجحت في تفادي‬
‫ضغوط المحيط في استمرار عملها بالتأقلم معها وتحقيق توازنها فيه‪ ،‬نجحت في البقاء وتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫كما أن هناك من يرى أن محيط المؤسسة هو مجموعة العوامل التي تؤدي إلى خلق الفرص والتهديدات‬
‫للمؤسسة‪ ،‬حيث يركز هذا المفهوم على ابراز دور البيئة في رسم استراتيجية المؤسسة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص محيط المؤسسة‬


‫تعتبر معرفة خصائص المحيط أحد العوامل التي تساعد بدرجة كبيرة على فهمها الدقيق وتحليلها‬
‫بفعالية أكبر ومن بين هذه الخصائص نذكر ما يلي‪:‬‬
‫تتميز البيئة بطبيعتها المتغيرة والديناميكية أي عدم ثباتها واستقرارها‬ ‫‪.1‬‬
‫صعوبة السيطرة أو التحكم في جميع المتغيرات البيئية لتعددها وتعقدها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التفرد أو التميز فبيئة مؤسسة ما تختلف عن بيئة مؤسسة أخرى سواء كانت داخلية أو خار جية‪ ،‬ويتجلى‬ ‫‪.3‬‬
‫االختالف في نوع المتغيرات أو حتى في درجة تأثير كل نوع من هذه المتغيرات على بيئة كل مؤسسة‪.‬‬
‫التأثير المتبادل والتداخل بين المتغيرات البيئية فالعوامل السياسية تتأثر بالعوامل االقتصادية وغيرها‬ ‫‪.4‬‬
‫لدرجة أنه قد يصعب الفصل بين درجات تأثير هذه المتغيرات في بعضها البعض‪.‬‬

‫‪ 1‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬وائل محمد صبحي ادريس‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬األردن‪ ،‬ص‪253‬‬

‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عناصر محيط المؤسسة‬
‫يتكون محيط المؤسسة من مجموعة من العناصر تتمثل في‪:‬‬
‫المحيط المباشر‪ :‬ويسمى أيضا بالمحيط الخاص (البيئة الخارجية الخاصة أو المباشرة أو البيئة‬ ‫‪‬‬
‫التنافسية) وهو يتكون من عوامل ذات تأثير مباشر على أداء المؤسسة‪ ،‬مثل الموردون والعمالء‬
‫والموزعون والوكاالت أو المنظمات الحكومية ذات العالقة‪ ،‬والمنافسون الذين يجب أن تتفاعل‬
‫معهم المؤسسة‪.‬‬
‫وبشكل عام يقصد بالبيئة الخاصة أو بيئة التنافس (المحيط المباشر) بأنها مجموعة المتغيرات التي تمتلك‬
‫تأثيرا مباشرا على جميع المؤسسات العاملة في صناعة ما‪.‬‬
‫المحيط غير المباشر‪ :‬ويسمى أيضا بالمحيط العام (البيئة الخارجية العامة أو غير المباشرة) وهو‬ ‫‪‬‬
‫اإلطار الجغرافي الذي تعمل فيه جميع المؤسسات بما فيها المؤسسة المعنية‪ ،‬وبالتالي فإن تأثير هذا‬
‫المحيط ينسحب على جميع هذه المؤسسات‪ ،‬ومن بين عناصر هذا المحيط نجد ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬البيئة االقتصادية‪ :‬وتتمثل القوى االقتصادية التي تؤثر في البيئة الكلية للمؤسسات في قيمة العمالت‬
‫األجنبية ومعدل التضخم والسياسات االقتصادية والضرائب والرسوم وميزان المدفوعات وغيرها‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة تأثير بعض هذه العوامل االقتصادية على المؤسسات نجد مثالً في ظل الركود االقتصادي ينخفض‬
‫شراء العديد من المنتجات المعمرة إلى أدنى حد ممكن‪ ،‬مما يترتب عليه انخفاض أرباح المؤسسات وانخفاض‬
‫قدرتها على تشغيل األفراد‪ ،‬أما في مرحلة الرواج االقتصادي فإن المؤسسات الصناعية والتجارية توسع‬
‫من برامجها اإلنتاجية والتسويقية محاولة فتح أسواق جديدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬البيئة التكنولوجية‪ :‬بفضل التطورات التكنولوجية تم تقديم العديد من المنتجات للمستهلكين من أجل‬
‫إشباع حاجاتهم ورغباتهم‪ .‬فأغلب المؤسسات تنظر نظرة ايجابية إلى التكنولوجيا المتعلقة بخط عملها وترى‬
‫بأن ذلك يؤدي إلى تطوير منتجاتها‪ ،‬رغم أن التغيرات التكنولوجية ال تؤثر على كل المؤسسات بطريقة‬
‫متساوية‪ ،‬حيث هناك بعض المؤسسات تتأثر بقوة كالمؤسسات التي تنشط في مجال األسلحة واإللكترونيات‪،‬‬
‫في حين نجد بعض المؤسسات أقل تأثرا كالتي تنشط في مجال الصناعات الغذائية والمالبس وغيرها‪.‬‬
‫وتتعلق التكنولوجيا بالوسائل الفنية المستحدثة في تحويل المدخالت إلى مخرجات‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التكنولوجيا التي يستخدمها المنافسون‪ ،‬والمؤسسات الرائدة في استخدام التكنولوجيا‪ ،‬والتكنولوجيا الحديثة‬
‫في اإلنتاج‪ ،‬واالستثمارات المطلوبة للحصول على التكنولوجيا وغيرها وهي كلها عوامل وقوى تؤثر سلبا‬
‫أو ايجابا في البيئة التكنولوجية كما تؤثر في صنع الفرص والتهديدات‪.‬‬
‫ج‪ -‬البيئة الطبيعية‪ :2‬يساعد تحليل البيئة الطبيعية على معرفة المتغيرات الخاصة باألحوال الجوية‬
‫وطبوغرافية األرض‪ ،‬حيث هناك بعض المدخالت ونواتج العملية اإلنتاجية التي تتأثر بدرجات الحرارة‬
‫ونسب الرطوبة‪ ،‬كما أن طبوغرافية األرض تؤثر على اختيار مواقع المؤسسات‪ .‬فمثال ال يمكن تسويق‬
‫المالبس الصوفية في المناطق الصحراوية‪ ،‬كما ال يمكن تسويق السيارات بدون مكيف في المناطق العالية‬
‫الرطوبة وغيرها‪.‬‬

‫‪2‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪113‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ -‬البيئة السياسية والقانونية‪ :‬تعتبر القوى السياسية هي القوى التي تحركها القرارات والقوانين السيادية‬
‫والسياسات الحكومية‪ ،‬مثل منح الحكومة معونات لصناعة ما‪ ،‬او اعفاءات ضريبية حتى تتمكن من المنافسة‬
‫العالمية مما يعتبر تهديدا للمؤسسات األجنبية التي تعمل في الصناعة وفي نفس الوقت فرصة للمؤسسات‬
‫الوطنية‪ .‬كما تعتبر قوانين حماية البيئة ومنع التلوث إحدى التهديدات للمؤسسات الصناعية التي عليها أن‬
‫تراعي ذلك‪ ،‬حيث تعتبر القوانين والقواعد التي تضعها الحكومات المختلفة مصدرا رئيسيا للفرص‬
‫والتهديدات لجميع المؤسسات‪.‬‬
‫هـ‪ -‬البيئة االجتماعية والثقافية‪ :‬تتعلق القوى االجتماعية والثقافية بالقيم والعادات والتقاليد والخصائص‬
‫السكانية والمكانية والحضارية السائدة في البيئة المحلية والعالمية‪ ،‬فاألفراد ينشطون في مجتمع صعب‪،‬‬
‫والذي يقوم بتشكيل هيكل معتقداتهم وقيمهم األساسية‪ ،‬وتنصب دراسة العوامل االجتماعية والثقافية على‬
‫الناس أنفسهم‪ :‬من هم؟ أين يتواجدون؟ كيف يمارسون حياتهم؟ وما هي عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم التي تؤثر‬
‫على أنماطهم السلوكية واتجاهاتهم نحو اآلخرين؟‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية دراسة محيط المؤسسة‬


‫من األسباب التي جعلت المؤسسة تهتم بدراسة المحيط نذكر‪:‬‬
‫المؤسسة ال تنشط في فراغ بل هي مرتبطة بشبكات من المتعاملين واألسواق والهيئات واألفراد وعليها‬ ‫‪‬‬
‫التأقلم في عملية التعامل معها‪.‬‬
‫إن المؤسسة في الواقع متكونة من شبكة من األفراد و الجماعات و كل منها لها أهداف و اتجاهات قد‬ ‫‪‬‬
‫تختلف و قد تتالقى نسبيا و هؤالء األفراد و الجماعات (العمال‪ ،‬مديرين ) هم أطراف في محيطها أو‬
‫مصدرهم منه و كل فيه من عوامل اقتصادية‪ ،‬سياسية و اجتماعية يؤثر فيهم و يؤثرون فيه‪.‬‬
‫المؤسسة تقوم باستعمال الموارد المختلفة من المحيط و تقدم إليه مخرجاتها ‪،‬أسعار و نوعية هذه العوامل‬ ‫‪‬‬
‫كمدخالت لها و في نفس الوقت تهمها ليس فقط متطلبات المحيط في الوقت و الكمية و النوعية ‪،‬بل‬
‫أيضا يهمها ما يمكن أن تلبيه مؤسسات أخرى منافسة في نفس السوق‪.3‬‬
‫إن المؤسسة قد تقبل على اختيارات أو قرارات ذات وزن مؤثر ليس فقط على عملها اليومي و نتيجتها‬ ‫‪‬‬
‫الدورية بل على حياتها ووجودها كلية فإنها كانت تغيرات أسعار الموارد‪ ،‬و منتوجات منافسيها تهمها‬
‫في تحقيق نتائجها في دورة معينة فهي تؤثر على حياتها في المستقبل و كل نتيجة اليوم لها اثر على‬
‫تطورات المؤسسة في المستقبل القريب و البعيد و يزداد التأثير عند القيام بإنجاز فرع جديد أو توسيع‬
‫المؤسسة أو تغيير التكنولوجيا المستعملة أو تغير المنتوج و هي عناصر ترتبط باستغالل طويل األجل‬
‫و درجة نجاحها أو فشلها تحدد حياة المؤسسة أو موتها‪.‬‬
‫إن السوق تشهد تطورا عنيفا في مختلف العناصر المحددة للطلب والعرض مثل‪ :‬تغير أذواق المستهلكين‬ ‫‪‬‬
‫حسب التحسن الثقافي والحضاري لألفراد‪ .‬وكذا التفاعل واالحتكاك بين المجتمعات والثقافات والتغير‬
‫المستمر في التكنولوجيا التي تساهم في انجاز أشياء أكثر توفيرا للراحة وتلبية لرغبات وحاجات األفراد‬
‫في المجتمع والتي تتغير بشكل سريع من وقت آلخر كما أن المؤسسات اليوم فيها عملية البحث والتطوير‬

‫‪3‬روبرت‪.‬ا‪.‬بتس‪-‬ديفيد‪ -‬لي‪ ،‬االدارة االستراتييجية بناء الميزة التنافسية‪ ،‬ترجمة عبد الحكم الخزامي‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،2002 ،‬ص‪102‬‬

‫‪4‬‬
‫تلعب دورا محددا ليس فقط لتوجيه الطلب واالستهالك بل أيضا لتوجيه عرض المؤسسات المؤثرة فيما‬
‫بينها‪.‬‬
‫‪ ‬أصبح عامل الوقت جد مهم في اإلدارة والمؤسسة فليس في إمكانها إذا لم تبع اليوم منتجاتها انتظار‬
‫فرصة مقبلة في نفس السنة أو السنوات المقبلة من اجل تحقيق نتائج ايجابية‪ .‬خاصة في المنتوجات التي‬
‫تتميز بسرعة التلف عادة أو خاصة أو الخاضعة لتغيرات الموضة أو متعلقة بتكنولوجيا متطورة بسرعة‪.‬‬
‫‪ ‬مختلف هذه األسباب واألسباب األخرى فان المؤسسات اليوم أصبحت تسعى إلى اتصال مستمر بمختلف‬
‫متغيرات المحيط من اقتصاد «تطور الدخل في المجتمع» طبقة المستهلكين الذين توجه المؤسسة إليهم‬
‫منتجاتها‪ ،‬أسعار الفائدة‪ ،‬نسب الضرائب‪ ،‬المنافسين وغيرها من المتغيرات المؤثرة في حركة المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬العالقة التفاعلية بين المحيط والمؤسسة‬


‫العالقة بين البيئة والمؤسسة عالقة تبادلية اعتمادية تتمثل بأساليب العرض والطلب‪ ،‬الفرص أو‬
‫التهديدات‪ ،‬وكلما استطاعت المؤسسة أن تتكيف مع البيئة أو تعمل على تغيير بعض مفرداتها األساسية‬
‫استطاعت البقاء والنمو ومن ثم االزدهار في تلك البيئة‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫تأثير المحيط في المؤسسة‪ :‬تؤثر عوامل المحيط في المؤسسة بأسلوبين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫األول‪ :‬أن هذه العوامل تفرض أو تضع حدودا معينة لعمل المؤسسة‪ ،‬ومن هنا جاءت أهمية امتالك المديرين‬
‫لمقاييس معينة هدفها السيطرة على البيئات االقتصادية واالجتماعية والفنية‪ .‬ولتحقيق ذلك ال بد من استخدام‬
‫المهارات اإلدارية في مجاالت اتخاذ القرارات والتخطيط والتنبؤ والعمل باستمرار على استمرار االبتكارات‬
‫واإلبداعات ذات العالقة بتطوير أنشطة المؤسسة ووضعها في موقف أحسن‪.‬‬
‫أما الثاني‪ :‬فإن عوامل المحيط تقدم للمؤسسة فرصا ومجاالت مختلفة للتحدي‪ ،‬فالمحيط قد يحدد سلوكيات‬
‫المؤسسة‪ ،‬ولهذا يجب على المؤسسة أن تتحلى بالمرونة والتكيف وغير ذلك من األشياء أو المتطلبات التي‬
‫تضمن للمؤسسة البقاء في بيئة معينة‪.‬‬
‫كما يؤثر المحيط والعوامل الخارجية غير المؤكدة في المؤسسة وفي استراتيجيتها ونوع هيكلها التنظيمي‪.‬‬
‫تأثير المؤسسة في المحيط‪ :‬إن التأثيرات بين المؤسسة والمحيط متبادلة وفي تغير مستمر من حيث‬ ‫‪‬‬
‫النوع والدرجة‪ ،‬فحينما توجد المؤسسة في محيط معين فإن كل السلع والخدمات والنقود والمتغيرات‬
‫األخرى المناسبة عبر مخرجاتها تؤثر في المحيط وتخلق حاالت معينة من التوازن أو عدم التوازن فيه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المحيط الخارجي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المحيط الخارجي‬
‫يعرف المحيط الخارجي على أنه مجموعة العناصر التي تتعامل معها المؤسسة وتشكل عالقات سببية‬
‫مركبة معها‪ ،‬أو هو اإلطار الكلي لمجموعة العوامل المؤثرة على نشاط المؤسسة‬
‫ويعرف كذلك المحيط الخارجي بكونه مجمل العناصر والمكونات التي تقع خارج حدود المؤسسة ولها‬
‫تأثير شمولي أو جزئي عليها‪.‬‬
‫كما يعرف كذلك بأنه يمثل كل القوى‪ ،‬العوامل‪ ،‬أو الظروف الخارجية التي تحدث تأثيرا إلى حد ما على‬
‫االستراتيجيات‪ ،‬القرارات‪ ،‬والتصرفات التي تتخذها المؤسسة‪.‬‬
‫ومن خالل التعاريف نستنتج أن المحيط الخارجي هو كل ما هو موجود خارج حدود المؤسسة من متغيرات‬
‫وعوامل وقوى خارجية التي يمكن أن تؤثر على نشاط المؤسسة بطريقة مباشر ة أو غير مباشرة‪.4‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات المحيط الخارجي‬


‫أوال البيئة العامة‪:‬‬
‫لقد عرف "‪ Gerloff‬البيئة العامة على أنها مجموعة القطاعات البيئية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬السياسية‬
‫و الثقافية التي تعمل المنظمة في حدودها وتتأثر بها بشكل غير مباشر "‪ ،‬و قد وسع هذا المفهوم و أضيفت‬
‫متغيرات أخرى كالتكنولوجية‪ ،‬والمتغيرات واإليكولوجية ‪ ،‬والمتغيرات القانونية وغيرها‪ .‬ومن أهم متغيرات‬
‫البيئة العامة ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬المتغيرات االقتصادية‪ :‬تتمثل هذه المتغيرات في كل ما يخص الوضع االقتصادي المحلي والعالمي و‬
‫التي لها تأثير على المؤسسات‪ ،‬ويندرج ضمن إطار هذه المتغيرات مختلف المؤشرات االقتصادية مثل‬
‫الناتج الوطني اإلجمالي‪ ،‬معدل الدخل القومي‪ ،‬متوسط دخل الفرد وغيرها‪.‬‬
‫‪ - 2‬المتغيرات القانونية‪ :‬تشتمل على مجموعة وعدة متغيرات سياسية وقانونية ذات صلة بالنظام السياسي‬
‫والقانوني السائد بالدولة أو الدول التي تمارس فيها المؤسسة نشاطها‪.‬‬
‫‪ - 3‬المتغيرات االجتماعية والثقافية‪ :‬وهي المتغيرات التي تتعلق بالقيم االجتماعية السائدة بما فيها األعراف‬
‫والتقاليد باإلضافة إلى الخصائص السكانية والديموغرافية والثقافية للمجتمعات والتي لها تأثير كبير على‬
‫نشاط المؤسسة وتطورها المستقبلي مما يستدعي فهم النشاط االستهالكي ألفراد المجتمع وفق جميع هذه‬
‫القيم والمتغيرات‪.5‬‬

‫‪4‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬وائل محمد صبحي ادريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪255‬‬
‫‪ 5‬احمد عبد العزيز حسن‪ ،‬استراتيجية التسويق‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،1992 ،‬ص‪13‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ - 4‬المتغيرات التكنولوجية‪ :‬وهي المتغيرات التي تخص التطورات الحاصلة على المستوى التكنولوجي‬
‫والعلمي والتي تمكن المؤسسة من تجسيد وتحديث مختلف العلوم واألفكار والوسائل التي تتطور في مجاالت‬
‫المعرفة‪ ،‬كما أن للتكنولوجيا دور مهم في تحسين وتطوير خدمات ومنتجات المؤسسة‪.‬‬

‫ثانيا البيئة الخاصة‪:‬‬


‫البيئة الخاصة تسمى كذلك بالبيئة الصناعية أو بيئة التعامل المباشرة وهي تلك البيئة التي تحتوي على‬
‫مجموعة المؤسسات واألفراد والقوى التي تتعامل بصورة مباشرة مع عمل المؤسسة وتؤثر به و تتأثر‬
‫بالقرارات التي تتخذها المؤسسة‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك نجد‪ :‬البنوك‪ ،‬و المنافسين‪ ،‬الموردين‪ ،‬زبائن‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬طبيعة تحليل المحيط الخارجي‬


‫الهدف من تقييم المؤسسة للبيئة الصناعية هو تحليل اللعب التنافسية‪ 6‬لتموضع المؤسسة في مقابلة‬
‫منافسيها ومعرفة ما يواجهها من فرص وتهديدات في هذه الصناعة‪ ،‬والتعرف على محددات النجاح عند‬
‫التعامل مع العمالء‪ ،‬وينتج عن التعرف على البيئة بوضوح‪ ،‬إمكانية وضع االستراتيجيات التي والموردين‬
‫والمنافسين الحاليين والمحتملين تعمل على استغالل الفرص المتاحة في السوق والتي تتناسب مع‪ 7‬إمكانيات‬
‫وأهداف المؤسسة وسياستها ونموها وطموحات إدارتها ‪.‬تتأثر المؤسسة بصفة مباشرة بخمسة قوى‪.1+‬‬
‫يعتبر هذا النموذج امتدادا لنموذج ‪ Porter‬للقوى الخمس‪ ،‬وهو يلخص البيئة الخاصة للمؤسسة‪ ،‬وهي‬
‫مجموعة العوامل التي تقع في حدود تعامالت المؤسسة‪ ،‬ويختلف تأثيرها من مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬ويمكن‬
‫للمؤسسة الرقابة عليها نسبيا‪ ،‬والتأثير فيها وهي تضم المجموعات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تهديد المنافسين الجدد (المحتملين)‪ :‬إن أول قوة تنافسية ل ‪ Porter‬تتعامل مع السهولة أو الصعوبة‬
‫التي يمكن أن يواجهها المنافس الجديد عند بداية العمل في ذلك المجال‪ ،‬ومن الواضح أنه كلما زادت صعوبة‬
‫الدخول في السوق قلت المنافسة‪ ،‬وزادت األرباح المحتملة على المدى البعيد‬
‫‪ - 2‬شدة المنافسة في الصناعة (المنافسة الحالية)‪ :‬من المالحظ أنه في معظم الصناعات تعتمد المؤسسات‬
‫على بعضها البعض‪ ،‬وأي تصرف يصدر عن أي مؤسسة يكون له انعكاس متباين التأثير لدى المؤسسات‬
‫األخرى‪ ،‬ويرى ‪ Porter‬أن المنافسة الحادة مرتبطة بعدة عوامل منها‪( :‬عدد المنافسين وتنوعهم‪ ،‬معدل نمو‬
‫الصناعة‪ ،‬خصائص السلعة أو الخدمة‪ ،‬حجم التكاليف الثابتة‪ ،‬الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬وعوائق الخروج من‬
‫الصناعة)‪.‬‬
‫‪ - 3‬تهديد المنتجات البديلة ‪ :‬وتعرف المنتجات البديلة على أنها" أي منتج أو خدمة تؤدي إلى إشباع نفس‬
‫الحاجة للمستهلك و تتمثل المنتجات البديلة في مجموعات المنافسين‪ ،‬والذين تم تحديدهم على أنهم يمثلون‬
‫مصدرا للمنافسة أقل حدة من المنافسين المباشرين‪ ،‬لكن لديهم تأثير على معدل الصناعة وعلى معدالت‬
‫الربحية وهذا نتيجة توافر حرية االختيار أمام المستهلك‪.‬‬

‫‪6‬روبرت‪.‬ا‪.‬بتس‪-‬ديفيد‪-‬لي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪111‬‬


‫‪ 7‬نبيل جواد‪ ،‬إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2002 ،‬ص‪141‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ - 4‬القدرة التفاوضية للموردين‪ :‬ويقصد بالموردين" تلك المؤسسات أو الجماعات التي تزود المؤسسة‬
‫بالمواد األولية أو األجزاء أو األفراد أو األموال أو الخدمات أو أي موارد أخرى تحتاج إليها حتى تفي‬
‫بالغرض الذي وجدت من أجله " تلتقي المؤسسة مع الموردين الذين تتحصل منهم على ما تحتاجه من سلع‬
‫ومواد أولية مقابل دفعها لثمنها في سوق يدعى سوق التموين‪.‬‬
‫‪ - 5‬القدرة التفاوضية للعمالء‪ :‬يقصد بالعمالء الهدف النهائي ألي عملية إنتاجية وتسويقية‪ ،‬وهم الذين‬
‫يحددون قدرة المؤسسة على االستمرار في‪ 8‬األسواق من عدمه و هم يمثلون هيكل الطلب على المنتجات‬
‫المؤسسات فانهم يسعون دائما إلى تحقيق بعض المكاسب والمنافع التي يمكن أن نذكر بعضها فيما يلي‪:‬‬
‫خفض أسعار المنتجات المشتراة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رفع نوعيتها باستمرار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل على زيادة أوضاع المنافسة بين البائعين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ممارسة أكبر قدر ممكن من المساومة معهم‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مراحل تحليل المحيط الخارجي‬


‫ويتم تحليل البيئة عن طريق جمع المعلومات‪ ،‬تحليلها واكتشاف الفرص والتهديدات‬
‫أوال جمع المعلومات‪ :‬من أجل الحصول على المعلومات المطلوبة ينبغي‬
‫توضيح كيفية تحديد المعلومات المطلوبة‪ :‬يتم التوصل إليها جماعيا من خالل إحدى الطرق التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المناقشات بين المديرين‪ ،‬التقارير التي تقدم إلى المديرين‪ ،‬العصف الذهني‪ ،‬دلفي‪ ،‬الجماعات‬
‫الصورية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫تحديد نوعية المعلومة المطلوبة‪ :‬المعلومات البيئية عن الصناعة‪ :‬الموردون‪ ،‬العمالء‪ ،‬المنافسون‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عن االقتصاد‪ :‬الدخل‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الحالة االقتصادية العامة (تضخم‪ ،‬أزمة)‪ ،‬معلومات عن العناصر‬
‫االجتماعية‪ :‬التعليم‪ ،‬نسبة شغل المرأة‪...‬الخ‬
‫التعرف على مصادر المعلومات‪ :‬وزارات‪ ،‬مجالت‪ ،‬تقارير‪...‬الخ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الحصول على المعلومات‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ثانيا اكتشاف الفرص والتهديدات‪:‬‬
‫يتم اكتشاف التهديدات والفرص البيئية من خالل استعراض المعلومات التي تم جمعها‪ ،‬ثم مناقشتها‬
‫بواسطة المديرين المعنيين‪ ،‬حيث يتم تقديم تقارير عن البيانات األساسية‪ ،‬والتركيز فيها على االتجاهات‬
‫المستقبلية لكل عنصر من هذه البيانات‪ ،‬والتنبؤ بسلوك كل عنصر مؤثر في المؤسسة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى‬
‫أنه كلما كانت بيانات الماضي والحاضر واضحة‪ ،‬كلما أمكننا التنبؤ بسلوكها في المستقبل‪.‬‬

‫‪8‬عبد السالم أبو فحف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ، ،‬ص‪120‬‬

‫‪8‬‬
‫ثالثا تحليل الفرص والتهديدات‪:‬‬
‫تقدم عملية تحليل الفرص والتهديدات احتماالت وجود مركز نسبي معين‪ ،‬يمكن أن تحتله المؤسسة‪،‬‬
‫وذلك من خالل تحديد األهمية النسبية لهذه التهديدات والفرص‪ ،‬مما يساعد المؤسسة في توجيه جهودها‬
‫اتجاه استغالل الفرص ومواجهة التهديدات‪.‬‬
‫الفرصة حسب ‪Kotler‬‬
‫تتمثل في تلبية حاجات المستهلكين بكيفية تؤدي إلى تحقيق عائد (الحاجة يمكن أن تحققها المؤسسة) إذا‬
‫فالفرص مرتبطة بالسوق‪ ،‬وعندئذ نطرح مجموعة من األسئلة‪ :‬هل هذه الفرص مرتبطة بنشاط المؤسسة؟‬
‫هل بإمكان المؤسسة أن تلبيها؟ هل هذه الفرص تؤدي إلى تغيير في أهداف المؤسسة وغاياتها؟ هل تتطلب‬
‫هذه الفرص تحويل نشاط المؤسسة؟ والفرص قد تتعدد وال يمكن حصرها في السوق مثل جاء به كوتلر على‬
‫اعتبار انه متخصص في التسويق فالفرص تكون في كثير من االحيان مستترة ومرتبطة بمجاالت متعددة‬
‫وتعتمد على السبق في الوصول اليها واالنتفاع بها قبل الغير تقترن بوظائف المؤسسة كما تقترن بالمحيط‬
‫الخارجي وهو ما يجسد المفهوم الواسع للفرص‪.‬‬
‫التهديد حسب ‪Kotler‬‬
‫هي مشكلة تنشأ كنتيجة لبعض اضطرا بات البيئة والتي لها تأثير سلبي على نشاط المؤسسة‪ ،‬كما أن‬
‫التهديد يمثل تحد غير مقبول داخل المؤسسة ‪ .‬فالتهديد ليس بالشيء المطلق‪ ،‬فقد يكون محصورا زمنيا‪ ،‬وقد‬
‫يرتبط بوظيفة معينة‪ ،‬وقد يكون مرتبط بعوامل خارجة عن نطاق تدخل المؤسسة مثال إغراق السوق بصورة‬
‫مفاجئة بمنتوج معين من طرف منافس معين يصعب على المؤسسة تحويل طرق انتاجها في المدى القصير‪،‬‬
‫فكساد السلع وتراجع المبيعات يؤثر على العائد ويشكل تهديدا خطيرا على المؤسسة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المحيط الداخلي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المحيط الداخلي‬
‫تعتبر معرفة خصائص المحيط الداخلي أحد العوامل التي تساعد بدرجة كبيرة على فهمه الدقيق وتحليله‬
‫بفعالية أكبر ومن بين هذه الخصائص نذكر ما يلي‪:9‬‬
‫يتميز المحيط الداخلي بطبيعتها المتغيرة والديناميكية أي عدم ثباتها واستقرارها‬ ‫‪.5‬‬
‫صعوبة السيطرة أو التحكم في جميع متغيرات المحيط الداخلي لتعددها وتعقدها ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫التفرد أو التميز فبيئة مؤسسة ما تختلف عن بيئة مؤسسة أخرى سواء كانت داخلية أو خار جية‪ ،‬ويتجلى‬ ‫‪.2‬‬
‫االختالف في نوع المتغيرات أو حتى في درجة تأثير كل نوع من هذه المتغيرات على بيئة كل مؤسسة‪.‬‬
‫التأثير المتبادل والتداخل بين المتغيرات المحيط الداخلي فالعوامل السياسية تتأثر بالعوامل االقتصادية‬ ‫‪.2‬‬
‫وغيرها لدرجة أنه قد يصعب الفصل بين درجات تأثير هذه المتغيرات في بعضها البعض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات المحيط الداخلي‬


‫‪ - 1‬الهيكل التنظيمي‪ :‬يقصد بالهيكل التنظيمي ذلك البناء الذي يحدد التركيب الداخلي للمؤسسة‪ ،‬حيث يوضح‬
‫التقسيمات والتنظيمات والوحدات الفرعية التي تؤدي مختلف األعمال واألنشطة الالزمة لتحقيق أهداف‬
‫المؤسسة‪ .‬وبشكل عام فإنه توجد عدة تقسيمات وأشكال مختلفة للهياكل التنظيمية التي تعتمدها المؤسسات‬
‫منها النماذج التالية‪ :‬الهيكل التنظيمي البسيط‪ ،‬الوظيفي‪ ،‬القطاعي‪ ،‬الشبكي‪ ،‬الخليط‪ ،‬وغيرها‪ .‬وعلى المؤسسة‬
‫اختيار النموذج التنظيمي المناسب والذي يتوافق مع استراتيجيتها لتحقيق أهدافها المرجوة‪.‬‬
‫‪ - 2‬ثقافة المؤسسة التنظيمية‪ :‬الثقافة التنظيمية هي عبارة عن نظام من القيم والمعتقدات يتقاسمها أعضاء‬
‫التنظيم وتصبح موجهة للسلوك الفردي و الجماعي في المؤسسة ‪ ،‬و تعرف كذلك الثقافة التنظيمية بأنها‬
‫مجموعة القيم المشتركة التي تحكم تفاعالت أفراد المؤسسة فيما بينهم ومع األطراف ذوي العالقة خارج‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫ومن التعاريف نستخلص أن الثقافة التنظيمية هي بصمة المؤسسة وهويتها الخاصة ويمكن أن تكون‬
‫نقطة قوة أو تشكل نقطة ضعف وفق تأثيرها على سلوكيات أفراد المؤسسة‪.‬‬
‫‪ - 3‬موارد المؤسسة‪ :‬تعد الموارد مجمل ما تملكه المؤسسة من إمكانيات مادية‪ ،‬مالية‪ ،‬طبيعية‪ ،‬بشرية‪،‬‬
‫وقدرات تكنولوجية ومعرفية‪ .‬ويمكن النظر إلى الموارد في إطار واسع جدا حيث تضم كافة األنظمة‪،‬‬
‫المهارات‪ ،‬الهيكل التنظيمي‪ ،‬ثقافة المؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى إدارة الموارد‪ ،‬المشتريات‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬المالية‪،‬‬
‫وأنظمة المعلومات والبحث والتطوير والرقابة وغيرها‪.‬‬
‫أنواع الموارد‪ :‬الموارد لها عدة تقسيمات ويمكن تصنيفها إلى ثالث أقسام رئيسية‪:‬‬
‫‪ ‬موارد ملموسة مثل الموارد المالية والمادية‬
‫‪ ‬موارد غير ملموسة مثل التكنولوجيا‪ ،‬الثقافة‪.‬‬

‫‪9‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪10‬‬
‫موارد بشرية مثل المهارات‪ ،‬المعارف والخبرات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬طبيعة تحليل المحيط الداخلي‬


‫يتجسد المحيط الداخلي للمؤسسات في اختالف قدرات وظائفها و استجابة هذه االخيرة لمنطق التغيير‬
‫و الديناميكية و التي تذكيه عوامل كثيرة كالخبرة و المهارة و المعارف المتخصصة في مجال االدارة و‬
‫فنون االنتاج و التوزيع و البحث و التطوير و طبيعة التعامل مع االطراف الخارجية وهي مؤشرات قد‬
‫ت عكس قدرات هذه المؤسسات من جهة مثل ما هو حاصل في المؤسسات االقتصادية المتطورة و قد تعكس‬
‫مواطن الضعف التي تعاني منها كثير من المؤسسات نتيجة لعدم مواكبتها ألساليب التغيير مثل ما هو حاصل‬
‫في الدول الناشئة‪ ،‬و التي تعاني من قصور مزدوج في استغالل الفرص و تجاوز التهديدات‪.‬‬
‫كما يساعد تحليل المحيط الداخلي المنظمات في امتالك المعرفة الالزمة عن وضعها الحالي من خالل‬
‫تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل من العناصر الداخلية لديها والذي من شأنه مساعدة اإلدارة في عملية‬
‫اتخاذ القرارات المختلفة وصياغة استراتيجيات المنظمة بشكل صحيح لالستفادة من نقاط القوة لديها ووضع‬
‫االست راتيجيات المعززة لها وكذلك وضع االستراتيجيات الالزمة للتخفيف والتعويض عن نقاط الضعف‬
‫لديها‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مراحل وأدوات تحليل المحيط الداخلي‬


‫الفرع األول‪ :‬مراحل تحليل المحيط الداخلي‬
‫إن هدف تحليل المحيط الداخلي للمؤسسة هو التعرف على أسباب ضعف أو قوة المؤسسة‪ ،‬وبناءا عليها‬
‫نستطيع أن نتعرف على قدراتها المتوافرة حاليا‪ ،‬ولتحليل المحيط الداخلي نتبع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحديد المعلومات الخاصة باألداء الداخلي‪ :‬والهدف من هذه الخطوة هو تحديد المعلومات التي تميز‬
‫المحيط الداخلي للمؤسسة‪ ،‬وهذا من خالل جمع المعلومات عنها عن طريق تحديد أهم البيانات الخاصة بأداء‬
‫إدارة محددة أو قسم معين أو وحدة كل مدير‪ ،‬ثم وضع هذه البيانات في شكل قائمة وعرضها على المديرين‬
‫لضمان تغطية كاملة لكل البيانات ذات الصلة بالمحيط الداخلي‪ ،‬حيث أن كل مدير في موقعه يقوم بإعطاء‬
‫المعلومات الالزمة في شكل تقرير رسمي‪.‬‬
‫‪ - 2‬اكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف لدى المؤسسة‪ :‬بعد القيام بجمع المعلومات الخاصة باألداء الداخلي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬نتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف‪ ،‬وذلك عن طريق عقد االجتماعات والتي يحضرها كل‬
‫المديرين المهتمين بتقييم األداء الداخلي للمؤسسة وتحديد بياناتهم واتجاهاتهم لتحديد نقاط القوة والضعف‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مقارنة أنفسهم بالمنافسين وكذا ربط أدائهم بأهداف المؤسسة وكذلك استخدام نسب الكفاءة‪،‬‬
‫وأسلوب المراجعة اإلدارية الكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحليل نقاط القوة ونقاط الضعف‪ :‬إن إدراك نقاط القوة والضعف في المؤسس ي ة‪ ،‬سمح لنا بالتعرف‬
‫على مدى األهمية االستراتيجية لها‪ ،‬والتي تؤثر في االستراتيجية التي ستتبعها المؤسسة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أدوات تحليل المحيط الداخلي‬
‫‪ - 1‬تحليل الفجوات‪ :10‬تقوم هذه الطريقة على مبدأ تحديد أوجه القصور والضعف في األداء عن طريق‬
‫مقارنة الوضع الحالي للمنظمة بالوضع المستقبلي المراد تحقيقه وتحديد الفجوات ما بين الحالتين ومن ثم‬
‫إنشاء سلسة من اإلجراءات التي من شأنها سد تلك الفجوات‪ ،‬تساعد هذه الطريقة اإلدارة في تحديد ما إذا‬
‫كانت المنظمة تعمل وفقا إلمكانياتها كاملة أو ال وتحديد العيوب في تخصيص الموارد الكافية وكذلك التخطيط‬
‫واإلنتاج وما إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقييم اإلستراتيجية‪ :‬تستند هذه الطريقة إلى تقييم نتائج الخطة اإلستراتيجية خالل عملية تنفيذها بحيث‬
‫يُجرى هذا التقييم على فترات منتظمة أثناء عملية التنفيذ لالستراتيجية ومراقبة مدى نجاح الخطة‬
‫االستراتيجية وما إذا كانت األهداف التي وضعت في الخطة االستراتيجية قد تم تحقيقها أم ال‪.‬‬
‫‪ - 3‬التحليل االستراتيجي ‪ :SWOT‬عرف التحليل االستراتيجي )‪ (SWOT‬بأنه أداة إستراتيجية في التحليل‬
‫للبيئة الداخلية والخارجية (التنافسية) من خالل تحديد نقاط القوة والضعف الداخلية بصورة نسبية وليست‬
‫مطلقة والفرص والتهديدات في البيئة الخارجية (التنافسية) مما يعطي رؤية إستراتيجية في صياغة‬
‫استراتيجياتها‪.‬‬
‫هذا األسلوب التحليلي ال يقف عند تحديد نقاط القوة والضعف في الموارد الداخلية بالمنشاة ولكنه يهدف‬
‫كذلك إلي الربط بين نتائج تحليل البيئة الخارجية الذي يحدد الفرص والمخاطر في هذه البيئة وتحليل المحيط‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫وكلمة )‪ (SWOT‬تمثل األحرف األولي من عناصر التحليل ‪ :‬نقاط القوة )‪ ، (Strengths‬نقاط الضعف‬
‫)‪ ،(Weaknesses‬الفرص )‪ ، (Opportunities‬والمخاطر ‪ (Threats).‬ويعتبر هذا التحليل أسلوبا‬
‫مبسطا يمكن للمديرين من خالله تكوين فكرة سريعة عن الوضع االستراتجي للمنظمة‪.‬‬
‫ان الهدف من عملية تحليل )‪ (SWOT‬هو لتحديد العالقة بين االستراتيجية الحالية للمنظمة‪ ،‬ونقاط‬
‫قوتها وضعفها بالمتغيرات التي تجري في بيئة أعمالها‪.‬‬
‫كما انه يفيد في بيان نوع االستراتيجية أو الدافع االستراتيجي الذي يجب علي المنظمة استخدامه لكي‬
‫تكتسب ميزة تنافسية‪ .‬وكذلك يجب أن يتكامل التحليل الداخلي مع التحليل الخارجي لكي رسم االستراتيجية‬
‫األفضل من خالل مواءمة نقاط القوة ونقاط الضعف مع الفرص والتهديدات‪.‬‬

‫‪10‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬وائل محمد صبحي ادريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪260‬‬

‫‪12‬‬
‫نموذج ‪Swot‬‬

‫نقاط القوة ‪S‬‬ ‫نقاط الضعف ‪W‬‬

‫‪SWOT‬‬

‫الفرص ‪O‬‬ ‫التهديدات ‪T‬‬

‫‪ - 4‬نموذج ماكينزي‪ :‬يعد نموذج ماكينزي من األدوات الشائعة في تحليل المحيط الداخلي للمنظمة‪ 11‬من‬
‫خالل النظر إلى سبعة عناصر داخلية أساسية‪ :‬االستراتيجية)‪ ، (Strategy‬الهيكل)‪ ، (Structure‬األنظمة‬
‫‪ ،(Systems‬القيم المشتركة)‪ ، (Shared Values‬األسلوب)‪ ، (Style‬الموظفين)‪ ، (Staff‬والمهارات‬
‫)‪ ، (Skills‬ويمكن استخدام هذا النموذج من أجل تحديد ما إذا كانت حالة األقسام والعمليات متوافقة بشكل‬
‫فعال وتسمح للمؤسسة بتحقيق أهدافها وكذلك لتقييم الوضع الحالي للمنظمة ومقارنته بالوضع المستقبلي‬
‫المقترح وتقييم الثغرات والتناقضات بينها‪.‬‬
‫‪ - 5‬تحليل الكفاءات األساسية‪ :‬تساعد هذه األداة المنظمات في إنشاء استراتيجيات تجعلها تتقدم على‬
‫منافسيها عن طريق تحليل مجموعة المزايا التنافسية‪ ،‬المهارات‪ ،‬القدرات‪ ،‬المعرفة‪ ،‬والموارد التي تحتاجها‬
‫الشركة إلنشاء استراتيجيات للتركيز على ما يخلق قيمة مميزة للعمالء وعلى ما تقوم به المنظمة بشكل جيد‪.‬‬

‫‪11‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪121‬‬

‫‪13‬‬
‫الخاتمة‬
‫وبالتالي في األخير نستنتج من خالل هذا البحث أن البيئة التنافسية الحالية تفرض يوما بعد يوم أن‬
‫تكون المؤسسات فطنة ومتيقظة وفي حالة تنصت دائم لبيئتها والبحث عن طرق وأساليب التشخيص والفهم‬
‫الدقيق والفعال لكل ما يحدث فيها وال مجال للغفلة حتى يتسنى لها التقليل من حالة عدم التأكد البيئي وتعزيز‬
‫مركزها التنافسي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬وائل محمد صبحي ادريس‪ ،‬اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪.2002 ،‬‬
‫‪ .2‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬أساسيات اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .3‬روبرت‪.‬ا‪.‬بتس‪-‬ديفيد‪-‬لي‪ ،‬االدارة االستراتييجية بناء الميزة التنافسية‪ ،‬ترجمة عبد الحكم الخزامي‪ ،‬دار‬
‫الفجر للنشر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .4‬احمد عبد العزيز حسن‪ ،‬استراتيجية التسويق‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪ .5‬نبيل جواد‪ ،‬إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪.2002 ،‬‬

‫‪15‬‬

You might also like