Professional Documents
Culture Documents
7
7
الفصل الثالث
اإلطــار النظري
ﺃﺛﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ :ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍً ﻭﺳﻴﻄﺎً -ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
اإلدارية
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ االتصاالت
ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ إدارة
ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ المبحث األول:
األزمات
ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ إدارة
ﺍﻟﻌﻤﺪ ،ﻣﺠﺪ المبحث الثاني:
ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
ﺍﻟﻘﻌﻴﺪ ،ﻣﺮﺯﻭﻕ ﻋﺎﻳﺪ)ﻣﺸﺮﻑ( ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ:
المبحث الثالث :إدارة المعرفة
2019 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﻋﻤﺎﻥ ﻣﻮﻗﻊ:
1 - 189 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
985888 ﺭﻗﻢ :MD
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ:
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ:
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ:
ﺍﻻﺭﺩﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ:
Dissertations ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ،ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
http://search.mandumah.com/Record/985888 ﺭﺍﺑﻂ:
الفصل الثالث
اإلطــار النظري
الفصل الثالث
اإلطــــــــــــــــار النظري
يتناول الفصل الثاني اإلطــار النظري والذي تم تقسقيمه إلقى ثالثقة مباحقث تنقاول المبحقث
األول منها إدارة االتصاالت اإلدارية ،وفي المبحث الثاني تم تنقاول إدارة األزمقات ،فيمقا خصقص
المبحث الثالث إلدارة المعرفة.
المبحث األول :إدارة االتصاالت اإلدارية
1-1-3تمهيد
يعتبر االتصال عملية من العمليات التي يقوم بها اإلنسان في ظر ى معين ،وذلك مقن أجقل
نقل مضمون رسال ىة ما تتضمن آراء أو معلومات أو اتجاهات أو مشاعر نحو اآلخرين عن طريقق
اإلشقققارات والرمقققوز ،وققققد اهقققتم العلمقققاء العقققرب الققققدامى بعمليقققة االتصقققال والتواصقققل اإلنسقققاني
مستخدمين في ذلك ألفاظا ً عديدة كاللغة والبالغة والبيان وغيرها ،وقد اسقتخدم الجقاحظ لفقظ البيقان
تعبيراً لما نسميه اآلن بعملية االتصال (أبو اصبع.)11 ،2009 ،
ويعتبر االتصال من العناصر المهمة ذات المكانة الخاصة بل والضرورية للحياة
جوانبها واتجاهاتها ،حيث يصبح من الصعب بدونه أن تصل الحضارة االجتماعية في مختل
اإلنسانية إلى ما وصلت إليه اآلن ،ألنه من المستحيل وجود مجتمع ال اتصال بين أفراده ،ف ن هذا
يعني عدم القدرة على تكوين األسرة أو الجماعة أو المجتمع الكبير ،والمقصود بعملية االتصال هو
عملية القيام بنقل األفكار والمعلومات واألنباء والرسائل الشفوية والكتابية بقصد التأثير على
السلوك البشري (نصر هللا.)32 ،2011 ،
واعتماداً على هق ذا المعنقى فقان االتصقال يعتبقر عمليقة مقن العمليقات االجتماعيقة والنفسقية
والحضارية ،ألن األفراد والجماعات تجمع بينهم األحاسيس والفهم المشقترك لطبيعقة األشقياء ،أمقا
بالنسبة لالتصال الذي يحدث في مجقاالت اإلدارة المختلفقة فهقو يعتبقر مقن العوامقل األساسقية التقي
تقوم بتوجيه ال سلوك الذي يصدر من الفقرد أو األفقراد كقرد فعقل طبيعقي ومباشقر لمقا يحقدث بيقنهم
علققى وبققين المسققؤولين .لققذلك ف ق ن االتصققال يعتبققر الوسققيلة التققي يسققتعملها المسققؤولون ل شققرا
العاملين في المنظمة (.)Paulraj, Augustine and Chen, 2008, 45
وبنا ًء على ما تقدم ف ن االتصال اإلنساني غريزة بشرية أودعها هللا سبحانه وتعالى في
النفس البشرية حتى يحقق بها إعماراً متواصالً للكون ،فهي ليست حاجة تكميلية أو فائضة عن
حاجات اإلنسان ومجتمعه ،وبدون هذه الغريزة وإعطائها االعتبار الذي تستحقه كان من المستحيل
أن تصل الحضارة اإلنسانية إلى ما وصلت إليه من تقدم ورقي.
28
2-1-3مفهوم االتصال
كلمة االتصال " "Communicationباألصل هي كلمة يونانية " "Communisوالتي
تعني الفهم المشترك القائم بين البشر فهو عملية أساسية تقوم على فهم البيئة بما فيها وبما تضمنه
معان معينة (.)Shonubi and Akintarion, 2016, 1905
ى من
ويقرى ( Ince and Gül (2011,107أن االتصقال هقو عمليقة يقتم مقن خاللهقا تبقادل
المعلومقققات واآلراء والمعقققاني واألفكقققار والمقترحقققات والتعبيقققرات مقققن خقققالل اسقققتخدام الكلمقققات
جماعة من المنظمة أو تحقيق أهدا والرسائل والرموز بين شخصين أو أكثر بشكل يحقق أهدا
الجماعات التي تؤدي نشاطا ً اجتماعياً.
وبهذا المعنى يؤكد ( Femi (2014, 77على أن االتصال هو نقل المعلومات على شكل
رسالة من فرد إلى آخر ،وبالتالي ف ن االتصال الفعال هو العملية التقي يقتم مقن خاللهقا نققل رسقالة
مققن المرسققل إلققى المسققتقبل ،ثققم الحصققول علققى التغذيققة الراجعققة أو المرتققدة ،ممققا يققدل علققى فهققم
الرسالة ،فاالتصال بمثابة الخطوط التي تربط ديناميكيا ً بناء المنظمقة أو هيكلهقا التنظيمقي ،كمقا أن
العمليات اإلدارية في المنظمة تقوم على أساس تبادل المعلومات ،فالمدير باعتبقاره قائقد فقي العمقل
المنظمة ،ويحتاج أيضقا ً إلقى أن يكقون العقاملين معقه يحتاج إلى توجيه اآلخرين حتى يحقق أهدا
قادرون على فهم وتوجيه سلوكهم وجهودهم بشقكل يضقمن عقدم التعقارض بقين هقذا السقلوك وبقين
التنظيمية التي يسعى إلى تحقيقها ،وهذا يحتاج إلى إدامة عملية االتصقال بجميقع العقاملين األهدا
بالمنظمة وبشكل مستمر من أجل توجيه جهودهم وتنظيم األعمال التي يقومون بأدائها ومتابعتها.
واعتبقر كقل مقن ( Apolo, Baez, Pauker and Pasquel (2017, 521أن
االتصاالت هي العمل ،والعمل هو االتصاالت ،وأشاروا إلقى أن االتصقاالت هقي أهقم ضقروريات
التفاعل البشري ،فال يمكن أن نتخيل وجود جماعة مهما كان النشقاط القذي تمارسقه دون أن يكقون
بنفس الوقت عملية اتصال تربط بين األفراد وبين األقسام المختلفة ،وتجعل منهم وحدة عضوية لها
درجة من التفاعل والتكامل التي تساعد على قيامها بأداء أنشطتها.
ويققول ( Cutlip, Center and Broom (2006, 197أن دراسقة االتصقال تعنقي
دراسة األشخاص وعالقاتهم ببعضهم البعض وبالمجموعات وبالمنظمات وبالمجتمعات ،وتقأثيرهم
على بعضهم البعض ،وترفيه بعضهم البعض ،وذلك كله مقن خقالل اسقتخدام اإلشقارات والرمقوز،
لذلك ،فقد استخلص أنه حتى يتم فهم عملية االتصال اإلنساني ،يجب فهم كيفية تفاعلهم مع بعضقهم
البعض.
وهذه المفاهيم تؤكد على أن االتصال هو طريقة أو أسلوب يتم استخدامه لنقل األفكقار بقين
مققن حيققث حجمهققا ومحتققوى العالقققات التققي األفققراد ضققمن نسققق اجتمققاعي محققدد ،ولكنهققا تختل ق
29
تتضمنها هذه العملية بنسقها االجتماعي القذي ققد يكقون عبقارة عقن عالققة خطيقة ثنائيقة تقربط بقين
فردين ،أو أنها تتم داخل جماعة صقغيرة ،أو داخقل مجتمقع محلقي ،أو ققومي ،حتقى أن هقذا النسقق
يشمل ما يتم على مستوى المجتمعات اإلنسانية (عودة.)5 ،2015 ،
ويعتبر االتصال عملية من العمليات اإلدارية التي تقوم على نقل وتبادل المفاهيم والمعاني
والمعلومات والمشاعر بين طرفين بقصد التأثير على السلوك البشري وتحريفه أو تعديله،
واعتمادا على هذا المعنى يعتبر االتصال عملية اجتماعية وإنسانية ونفسية وحضارية تؤدي
بالمجتمعات إلى تحقيق أعلى درجات التفاهم واإلنجاز والتقدم والرقي على اعتبار أنه نقل لمحتوى
فكرة أو رسالة معينة من فرد إلى آخر أو من جماعة إلى جماعة أخرى (عبدالعزيز،2014 ،
.)16
وترى الباحثة أن االتصال هو عملية إرسال واستقبال للرموز والمعلومات بين األفراد مع
التأثير على سلوكهم وحفزهم ،ويتم االتصال من خالل عملية معان مرتبطة بها وذلك بهد
ى وجود
معين وخلق وإيجاد تفاهم متبادل بين إلى آخر لتحقيق هد نقل البيانات والمعلومات من طر
األطرا ،واالتصاالت اإلدارية هي عملية لتبادل اآلراء والمعلومات واألفكار من أجل مختل
والعاملين في المنظمة في ظل وجود األطرا توفير الفهم المشترك والثقة المتبادلة بين مختل
تغذية عكسية تعزز من فهم الرسالة المرسلة.
3-1-3أهمية االتصاالت اإلدارية
تمثل عملية االتصال أحد العناصر األساسية في التفاعل اإلنساني ،وعن طريق أنظمة
االتصاالت الجيدة تفاعلت الجامعات والمنظمات مع بعضها البعض واستطاعت إحراز تقدم
ملموس في نمو المجتمعات اقتصاديا ًواجتماعيا ً وحضارياً ،وفي الوقت نفسه كانت أنظمة االتصال
السيئة السبب في نشوء كثير من المشكالت االجتماعية واالقتصادية في التجمعات اإلنسانية على
العصور (.)Femi, 2014, 61 مختل
إنسان
ى يَعد االتصال من أساسيات الحياة لألفراد والمنظمات والمجتمعات ،فال يستطيع أيُّ
أن يعيش بمعزل عن اآلخرين دون أن يكون هناك اتصال بينهم ،خصوصا ً في هذا العصر الرقمي
القائم على التكنولوجيا واالتصاالت ،فاإلنسان بطبعه مدني يميل إلى تشكيل وتكوين عالقات مع
اآلخرين ،ويحرص على بناء روابط مع جنسه البشري ،فهو ال يملك القدرة على العيش بعزلة عن
غيره ،ويسعى إلى االختالط والتعامل مع اآلخرين لوجود مصالح مشتركة مع اآلخرين يحاول
تحقيقها (نصر هللا.)43 ،2011 ،
كما تظهر أهمية االتصاالت اإلدارية بشكل واضح في منظمات األعمال ،وذلك بعد ثورة
االتصاالت والمعلومات التي ظهرت بالسنوات األخيرة ،فوجدت نظام اتصال سليم وفعال ضرورة
30
أو المشكلة بشكل سليم كما يستطيع وضع ملحة ل دارة ألن المدير يستطيع القيام بتحليل الموق
من كل جوانبه مع حساب كل التوقعات والنتائج المترتبة على حل مالئم ومناسب لذلك الموق
ذلك الحل ،لكن ذلك كله يفشل إذا كان هناك خطأ في عملية االتصال ،وقد يكون ذلك الخطأ
مكلفا ًجدا ًويترتب عليه نتائج سيئة بالنسبة للمنظمة (القرعان والحراحشة.)29 ،2014 ،
وترى الباحثة أن أهمية االتصاالت اإلدارية في منظمات األعمال تكمن في كونها ضرورة
من الضرورات لتنفيذ المهام والواجبات ووضع السياسات المعتمدة على نطاق واسع ،وهذا يتطلب
توافر بعض الخصائص الفنية عند القيام بوضع األنظمة وتحديد الطرق والوسائل المناسبة عند
تحرير الرسالة وإخراجها بشكل مقنع لآلخرين ،كذلك ينبغي وجود األفراد األخصائيين الذين
يمتلكون الكفاءة لمساعدة اإلدارة التنفيذيـة في تطبيق أنظمة االتصال.
4-1-3وظائف االتصاالت اإلدارية
يشير كل من ( Shonubi and Akintaro (2016, 1906إلى أن االتصاالت بشكل
اآلتية: عام تؤدي الوظائ
التفاعل االجتماعي :التفاعل البشري ممكن الحدوث ألننا نستطيع التواصل .حيث نتعامل -1
مع اآلخرين من أصدقاء ،أو آباء ،أو زمالء ،وغيرهم ،فرموز المشاركة هي التي جعلتنا نفهم
بعضنا البعض.
األعمال والتجارة :توفر االتصاالت فرصة لممارسة األعمال التجارية والمشاركة في -2
التجارة.
تبادل األفكار ونشر المعرفة :وذلك من خالل التعبير عن أفكارنا وآرائنا ومشاعرنا أو -3
قضايانا بحرية ،كما أننا نشارك أيضا المعرفة بينما نقوم بمناقشة وكتابة الكتب.
التنمية االجتماعية السياسية :يساعد االتصال على حشد الناس وتشجيعهم للعمل معا ً من -4
أجل تحقيق تطور اجتماعي وسياسي.
التكامل االجتماعي والثقافي :االتصاالت تساعد على تبادل الثقافات والقيم. -5
االتصاالت اإلدارية فقد قسمها كل من Bratton, Sawchuk, Forsaw, أما وظائ
) Callinan and Corbett (2010, 391إلققى وظيفتققين أساسققيتين األول قى هققي تبققادل
المعلومات وإحداث التغيير ،فقد توصلت دراسة تقليدية إلى أن المقديرون ينفققون %80مقن وققت
االتصال في نقل المعلومات ،والثانيقة هقي مسقاعدة مقديرو المنظمقة فقي إحقداث التغييقر مقن خقالل
إقناع اآلخرين في تبني أنظمة عمل وسلوكيات مختلفة.
31
االتصقاالت اإلداريقة فقي أربقع وظقائ ، وققد لخقص ( Altinoz (2008, 627وظقائ
وهي :توفير المعلومات ،اإلقنقاع والتقأثير ،التقدريب ،واالتحقاد والتقرابط وفيمقا يلقي توضقيح لهقذه
األربعة: الوظائ
وظيفة تقديم المعلومات: -1
يعتبر تبادل المعلومات الوظيفة األساسية لالتصال ،فالمعلومات ضرورية للفرد كي يكقون
لديه عالقة متناغمة مع بيئته ،ومن ناحية أخقرى ،يحتقاج الموظفقون إلقى معلومقات حقول مقا يجقب
المنظمة ،وال يمكن تنفيذ األنشطة التنظيمية إال إذا القيام به ،وكي ،ولماذا ،من أجل تحقيق أهدا
المنظمة والسلع أو الخدمات التي يتم إنتاجها وطقرق أبلغت اإلدارة العليا موظفيها بسياسة وأهدا
اإلنتاج واالبتكارات ،لقذلك تظهقر وظيفقة االتصقاالت المهمقة فقي صقنع الققرار ،فبقدون المعلومقات
الضرورية ،ال يمكن حل المشاكل ،وال يمكن التوصل إلى قرار بشأن أي قضية ،ومقن هنقا بقرزت
أهميققة تقققديم معلومققات معينققة بحيققث تكققون متققوافرة لجميققع أصققحاب المصققـالح بالمنظمققة مثققـل
الوصقققـول إلقققـى تحقيقققـق الرضقققـا الوظيـفقققـي والقيقققـم واالسـتراتيجيقققـات ،وذلقققك بهقققـد األهقققـدا
).(Robbins and Judge, 2017, 383
وظيفة اإلقناع والتاثير: -2
للشخص (األشخاص) القذي اإلقناع هو عملية التأثير وتغيير السلوكيات واآلراء والمواق
النقاس التأثير على أنقه محاولقة لتغييقر مواقق يتفاعل معه الفرد .ومن ناحية أخرى ،يمكن تعري
جقزء مهقم مقن وسلوكياتهم ،دون المساس ب رادتهم أو أهدافهم ،على مدى فترة أطول ،حيث يهد
االتصال الذي يحدث فقي المنظمقات بطقرق مختلفقة إلقى تغييقر آراء النقاس ومقواقفهم وسقلوكياتهم.
المنظمة وتحديدها من خالل وتعتمد متطلبات أعضاء منظمة ما إلى حد كبير على استيعاب أهدا
االعتماد إلى حد كبيقر علقى وظيفقة االتصقال فيمقا يتعلقق باإلقنقاع والتقأثير ،ولكقي يكقون الموظق
مؤثراً في اآلخرين ،ف نه ال بد أن يصقو رسقالته بلغقة واضقحة حتقى يسقهل علقى اآلخقرين فهمهقا
(السققكارنة .) 36 ،2015 A ،ويجققدر بالققذكر هنققا أنققه عنققدما نتحققدث عققن اإلقنققاع والتققأثير فهققذا
القيقـادة وهقـي العمليقـة التققي َتحقدث التغيـيقـر وتتضقـمن اإلقنقـاع ،لقذلك فق ن يسقـوقنا إلقـى تعـريقـ
االتصقققـال باإلقنقققـاع يغيقققـر سقققـلوك المرؤوسقققـين عنقققـدما يتـقـبقققـلون المعلومقققات ،وبقققذلك تصبقققـح
المعلومات جزءاً من هيكـل المعتـقـدات لديـهم عقـن مكقـان العمقـل وبالتقـالي تتغيقـر آراءهقـم حقـول
الـواقـع ).(Bratton et al., 2010, 396
32
وقد بين ( Cutlip et al. (2006, 206أهمية وظيفة اإلقناع من خالل النمقوذج المبقين
في الشكل التالي:
وردود الفـعـل مـن قبقـل متلققـي الرسقـالة ( .)Culo and Skendrovic, 2010, 229ويقـؤكد
) Cutlip et al. (2006, 199علققى أن الصققفات المميققزة للرسققالة لهققا تأثيرهققا علققى عمليققة
ستقيل.
االتصال ،لذا يجب أن تكون الرسالة قوية وذات عالقة بالموضوع ويسهل فهمها من قبل الم ِ
رابعاً :اختيار وسيلة االتصال
وسيلة االتصال هي الطريقة أو القناة التي تنتقل بها الرسالة من المرسل إلى المستقبل ،أي
األداة التققي يققتم فيهققا نقققل الرسققائل واإلشققارات مققن المرسققل إلققى المسققتقبل للوصققول إلققى الهققد
المطلوب من عملية االتصال ،سواء كانت الوسيلة سمعية أو كتابية أو مرئيقة أو حسقية أو جميعهقا
معاً ،واختيار الوسقيلة المالئمقة يسقهل عمليقة فهقم الرسقالة ،فمقثالً المقدير القذي يريقد التأكقد مقن أن
الرسققالة سققتحفظ مققن قبققل مرؤوسققيه يقققوم ب رسققال مققذكرة مكتوبققة لتققدعيم تعليماتققه الشققفوية التققي
أصدرها مسقبقاً ،واختيقار الوسقيلة يعتمقد علقى طبيعقة عمليقة االتصقال وطبيعقة األفقراد وموضقوع
عملية االتصال والعالقات بينهم وسرعة وسيلة االتصال وتكلفتها ،وهقذا يقؤدي إلقى زيقادة كفاءتهقا
(عباس.)154 ،2009 ،
خامساً :مستلم الرسالة أو المستقبل
وهو الجهة أو الشخص القذي توجقه لقه الرسقالة ويسقتقبلها مقن خقالل أحقد ،أو كقل حواسقه
(ا لسمع والبصقر والشقم والقذوق واللمقس) ،ثقم يققوم بتفسقير رموزهقا ويحقاول إدراك معانيهقا ،وإن
مستلم الرسقالة عقادة هقو شقخص أو جماعقة أو أي مركقز آخقر لالسقتالم ،يخضقع لمقؤثرات عديقدة
تؤثر على فهمه ،وأهم هذه المقؤثرات هقو أن مسقتلم الرسقالة يفسقرها بأسقلوب يعتمقد علقى خبراتقه
السابقة ،فمثالً مذكرة الشركة التي تشير إلى زيادة متوقعة في األجور هذا العقام ربمقا ال تصقدق إذ
لم تحدث زيادات في العام السابق (.)Paulraj et al., 2008, 45
سادساً :فك التشفير وتحليل رموز الرسالة وفهمها
أي ترجمة الرسالة مرة أخقرى إلقى أفكقار ضقمنية ذات مغقزى ،إذ يتطلقب اسقتالم الرسقالة
من المستلم تشفيرها وفك رموزها لتعطي معنقى كقامالً ومتكقامالً ،وققد تقؤدي عمليقة تحليقل رمقوز
الرسالة إلى فهم خاطئ لمحتويات الرسالة من قبل مستلمها عندما تفسر هذه الرموز بطريقة تعطي
معان مختلفقة عقن المعنقى المقصقود منهقا ،وكلمقا كقان هنقاك تجقانس وتماثقل فقي المركقز والخلفيقة
ى
الفكرية والحضارية للمرسل والمستلم كلما كان هناك درجة أكبر في فهم المعنى المقصود بالرسالة
مققن قبققل الطققرفين وهققذا يققؤدي إلققى زيققادة فعاليققة االتصققال (القرعققان والحراحشققة.)35 ،2014 ،
وتتضمن عملية فك تشفير الرسالة عمليات فرعية مثل فهم الكلمات المنطوقة أو المكتوبة أو تفسير
تعبيرات الوجه وما إلى ذلك (.)Greenberg, 2011, 324
سابعاً :التغذية العكسية أو االستجابة
35
وهققي إعققادة إرسققال الرسققالة مققن المسققتقبل إلققى المرسققل واسققتالمه لهققا وتأكققده مققن أنققه تققم
فهمها .والمرسل في هقذه الحالقة يالحقظ الموافققة أو عقدم الموافققة علقى مضقمون الرسقالة ،فعمليقة
االتصال ال تنتهي باستالم الرسالة مقن قبقل المسقتلم فعلقى المرسقل أن يتأكقد مقن أن الرسقالة ققد تقم
فهمها بالشكل الصحيح والمرسقل فقي هقذه الحالقة يالحقظ الموافققة أو عقدم الموافققة علقى مضقمون
الموق ق ،فمققثالً فققي المحادث قة بققاختال الرسققالة ،وسققرعة حققدوث عمليققة التغذيققة العكسققية تختل ق
الشخصية يتم اسقتنتاج ردود الفعقل فقي نفقس اللحظقة إذ إن ردود الفعقل مهمقة فقي عمليقة االتصقال
حيث يتبين فيما إذ تمت عملية االتصال بطريقة جيدة في جميع مراحلها أم ال ،كمقا أن ردود الفعقل
تبيقققـن مقققـدى التغيـيقققـر بعمليقققة االتصقققال سقققواء علقققى مسقققـتوى الفقققرد أو علقققى مسقققتوى المنظمقققة
).(Alqaisi, 2018, 9
ثامناً :التشويش
يشمل التشويش مجموعة من العوامل التي تتعقارض مقع نققل الرسقالة وفهمهقا وهقذه تقؤثر
علقى عمليقة االتصققال فقي المنظمققة وتقؤدي إلققى صقعوبة وعقدم وضققول فقي عمليققة االتصقال ،وقققد
تحدث هذه المؤثرات إما من المرسل أو من خقالل عمليقة اإلرسقال أو عنقد اسقتالم الرسقالة ،فمقثالً
األصوات العالية تؤثر تأثيراً سيئا ً على المحادثة التي تتم بين شخصين ،وقد يحدث غمقوض وعقدم
فهم نتيجة استعمال الكلمات أو الرموز غير الواضحة ،فعمليات التشويش قد تأتي إما عن مقؤثرات
بيئية كاألصوات والمسافة والوقت والتكنولوجيا غير المألوفة ،وعقدم وجقود معلومقات أساسقية ،أو
مؤثرات إدراكية كالفهم واالتجاهات والميول والعوامل الحضارية بقين المرسقل والمسقتلم .وعمليقة
التغذية العكسية في نموذج االتصال تبين مدى تأثير التشقويش علقى فاعليقة عمليقة االتصقال ،وهقذا
يفي قـد المـدي قـر ف قـي تحـدي قـد المشـكل قـة ف قـي عملي قـة االتـص قـال والخـط قـوات الالزمققة لتغلققب عليهققا
).(Culo and Skendrovic, 2010, 230
إلقى حقد كبيقر علقى كقل مقن المرسقل والمسقتقبل وترى الباحثقة أن نجقال االتصقال يتوقق
وعلى كفاءة وسيلة االتصال ،فال بد للمرسل من أن يكقون شخصقا ً مقاهراً فقي التعبيقر لمقا يريقد أن
يوصله إلى المستقبل ،كما أن المستقبل هو اآلخر يحتاج إلى مهارة وقدرة على االتصال والفهم لما
يريد أن يقوله المرسل.
6-1-3قنوات االتصال اإلداري في المنظمة
لالتصال اإلداري والتنظيمي بعدان :عموديا ً (رأسياً) وأفقياً ،ويأتي االتصال الرأسي بشكل
نازل وصاعد ،وينقل االتصال الرأسي المعلومات بقين المسقتويات المختلفقة فقي الهيكقل التنظيمقي،
بينما ينقل االتصال األفققي المعلومقات بقين األشقخاص فقي األقسقام أو اإلدارات أو الوحقدات داخقل
36
الهيكل التنظيمي ) .(Tubbs, 2013وهناك أكثر من قناة تتدفق منها االتصاالت داخقل منظمقات
األعمال ،ويمكن تحديد قنوات االتصاالت المختلفة وتدفقاتها في المنظمة ،على النحو اآلتي:
أوالً :االتصاالت من أعلى إلى أسفل (االتصال النازل)
بمسقتوى يتضمن هذا النوع من قنوات االتصال المتجه ألسقفل تقدفق الرسقائل مقن موظق
بمسقتوى إداري أققل داخقل المنظمقة ،وينشقأ هقذا النقوع مقن االتصقال إذا إداري أعلى إلقى موظق
كانققت المعلومققات تنسققاب مققن خققالل التتققابع الرسققمي للمنظمققة فققي الهيكققل الهرمققي ،حيققث تبققدأ
االتصاالت في المستويات العليا للمنظمقة وتتحقرك إلقى المسقتويات القدنيا متضقمنة التعليمقات التقي
تحدد السياسات واإلجراءات والتعليمات المتعلقة باألعمال ،كذلك تزويد األفقراد والجماعقات داخقل
المنظمققة بالتعلي مققات التققي تتضققمن اتفققاقهم وتفهمهققم لمسققائل ونققوال معينققة ،ومققن أكثققر الوسققائل
المسققتخدمة فققي مثققل هققذا النققوع مققن االتصققاالت هققي االجتماعققات الرسققمية ،لوحققة اإلعالنققات فققي
المنظمققة ،الكتيبققات الصققغيرة الخاصققة بققالموظفين ،النشققرات الدوريققة التققي تصققدر عققن المنظمققة
).(Tubbs, 2013, 436
والغقققرض مقققن االتصقققال النقققازل هقققو تحديقققد المهقققام علقققى التقققوالي ،وتفقققويض التعليمقققات
الموظفين ب جراءات وسياسات العمل ،وتحديد المشكالت التي إلى تعري واالتجاهات ،كما يهد
المستويات وتقديم التغذيقة الراجعقة حقول األداء السقابق للمقوظفين تحتاج إلى االهتمام على مختل
(.)Robbins and Judge, 2017, 385
ويقرى ( Greenberg (2011, 10أن االتصقال النقازل يمكقن أن يكقون حاسقما ً لنجقال
أي منظمة ،إال أن لالتصال النازل بعض العيوب في بعض المنظمات ،فقد أصبح اآلن مصدر قلق
للمققوظفين المعاصققرين الققذين يسققعدهم المشققاركة فققي صققياغة االتصققاالت بققدالً مققن مجققرد تلقققي
معلومات حول مهامهم وأيضا ً الحصول على تعليقات من المديرين.
للمعلومقات التقي تنسقاب مقن أعلقى إلقى أسقفل ولهقذا كما أنه من الممكن أن يحدث تحري
يجب دائما ً متابعة هذه التعليمات والحصول على ردود فعل معينة على شكل تغذية عكسقية ،للتأكقد
مققن وصققول هققذه التعليمققات وفهمهققا بشققكل صققحيح ،كمققا أن إتبققاع أسققلوب الالمركزيققة يمكققن أن
يستخدم لتخفيض عدد المستويات اإلدارية التي يجب أن تمقر بهقا عمليقة االتصقال ،وهقذا يزيقد مقن
االتجاهققات وبققدوره يزيققد مققن فاعليققة االتصققال (شققاكر، التققوازن فققي عمليققة االتصققال فققي مختلق
.)37 ،2015
ثانياً :اتصاالت من أسفل إلى أعلى (االتصال الصاعد)
االتصال الصاعد هقو ذلقك االتصقال القذي ترتفقع فيقه المعلومقات مقن المسقتويات اإلداريقة
الدنيا إلى المستويات اإلدارية العليا مقن التسلسقل الهرمقي فقي المنظمقة ،وهقذا النقوع مقن االتصقال
37
أصبح أكثر شعبية في المنظمات على عكس االتصال النازل ،فمن خالل االتصقال الصقاعد يقتمكن
ا لرؤساء من الحصقول علقى التغذيقة العكسقية مقن المرؤوسقين ،ومعلومقات عقن تققدم العمقل باتجقاه
وتحديد مشاكل ومعوقات العمقل ،كمقا أنقه يتقيح الفرصقة للرؤسقاء لمعرفقة مشقاعر تحقيق األهدا
المققوظفين اتجققاه عملهققم وزمالئهققم ومنظمققتهم بشققكل عققام ،كمقـا يـتـيقـح الفرصقـة للحصقـول علقـى
أفكـار صاعدة من المستويات اإلدارية الدنيا حول كيفية تطقوير العمقل ،وبنقا ًء علقى ذلقك ،فق ن هقذا
يســاعققققـد المـوظـفـيـققققـن علققققـى تـحـسـيققققـن مســتققققـوى األداء الـوظـيـققققـفي واألداء التـنـظـيــمققققـي
).(Robbins and Judge, 2017, 389
االتصال الصاعد إلى إعطاء الفرصة للمرؤوسين في إيصال المعلومات لرؤسائهم ويهد
خاصققة فيمققا يتعلققق بالنتققائج المتحققققة فققي المنظمققة ،ويزيققد هققذا النققوع مققن االتصققاالت مققن دور
المققرؤوس فققي المشققاركة فققي العمليققات اإلداريققة ،ويمكققن أن يققتم عققن طريققق التقققارير ،صققناديق
االقتراحقات واالجتماعقات ،ونظقام حقل الشقكاوى وسياسقة البقاب المفتقول وغيرهقا ،وبقذلك ،يعتبققر
االتصال الصاعد ضروريًا ً
جدا لنجال أي منظمة ،حيث يساهم في مساعدة الموظفين على التخفي
من مشاعر القلقق والعراقيقل فقي وضقع العمقل ،كمقا أنقه يقزود اإلدارة بالمعلومقات الالزمقة التخقاذ
القرارات ،وباإلضافة إلى ذلك تزيقد االتصقاالت الصقاعدة مقن وعقي المقوظفين بالمشقاركة وتعمقل
كمقياس لالتصال النازل الفعال (.)Tubbs, 2013, 440
ثالثاً :االتصاالت األفقية (المسطحة)
يحدث االتصال األفقي بين األفراد في نفس المستوى الوظيفي في المنظمة ،حيقث يقتم نققل
المعلومات بين األشقخاص ،واألقسقام ،واإلدارات أو الوحقدات ضقمن نفقس المسقتوى مقن التسلسقل
اله رمققي التنظيمققي ،وهققو اتصققال يقققوم علققى انسققياب االتصققال بققين األفققراد ضققمن نفققس المسققتوى
اإلداري كأن يتصقل مقدير اإلنتقاج بمقدير التسقويق ،وهقذا النقوع مقن االتصقاالت ضقروري لزيقادة
الوحدات اإلدارية في المنظمة (.)Greenberg, 2011, 340 درجة التنسيق بين مختل
إن هذا النوع من االتصال داخل المنظمة جدير بالثناء إلرسال المعلومات بكفقاءة وفعاليقة
بين األفراد في نفس المستوى الوظيفي ،ويمكقن أن يسقاعد فقي تحسقين التنسقيق بقين اإلدارات فيمقا
يتعلق ب نجاز المهام ،كما يشجع التنفيذ الفعال لقرارات المستوى اإلداري األعلى ،حيث يتم السمال
لألعضاء ذوي المستو ى اإلداري األقل داخقل القسقم بالتنسقيق عقن كثقب مقع بعضقهم القبعض أثنقاء
صياغة القرار الذي يتم في القمة ،ويتم حل النزاع بشكل متبادل بين األعضاء في نفس القسقم دون
إشراك اإلدارة ،كما أنه يسهل العمل الجماعي عندما يتطلب المشروع مهام مقن أشقخاص مختلفقين
الرضا الوظيفي والتحفيز من خالل خلق المزيد من التمكين في من أجل تكثي أو من قسم مختل
االتصال (.)Tubbs, 2013, 443-444
38
المجموعقققات األخقققرى داخقققل المنظمقققة ،ف نهقققا تطلقققق الطاققققة اإلبداعيقققة وتحفقققز اإلنتاجيقققة داخقققل
المجموعات ،ولهذا السبب ،قد تتحمل اإلدارة بعض الشائعات مقن الشقبكة غيقر الرسقمية ،حيقث أن
التنشئة االجتماعيقة غيقر الرسقمية بقين المقوظفين يمكقن أن تحسقن اإلنتاجيقة والعمقل الجمقاعي فقي
المنظمة ،لذلك يسعى المقدراء الفعقالون إلقى إنشقاء شقبكات اتصقال غيقر رسقمية خاصقة بهقم سقواء
المنظمقققـة داخقققـل أو خقققـارج المنظمـقققـة لالسقققـتفادة منقققـها فقققي تحسـقققـين األداء وتحقيقققـق أهقققدا
).(Tubbs, 2013, 446-447
وتقققرى الباحثقققة أن طبيعقققة عمليقققة االت صقققال علقققى مسقققتوى المنظمقققة تتمثقققل عقققادة بتبقققادل
المعلومات بين المنظمات لتحديد فهم مشقترك وعقام بينهمقا ،لقذلك زاد االهتمقام باالتصقال للتعقر
على المعوقات والتحديات التي تحدث خالل عمليقة االتصقال والتقي تقؤدي إلقى منقع وجقود اتصقال
المرسقل مقن
ِّ فعال داخل منظمات األعمال ،واالتصال الفعال يعنقي حقدوث تطقابق تقام بقين المعنقى
قبل المرسِ ل والمعنقى المفهقوم مقن قبقل المسقتلم ،بينمقا االتصقال الكفقؤ يعنقي أن يقتم االتصقال بأققل
تكلفة ممكنة ،وحتى يكون االتصال ناجحا ً يجب أن يكون كفؤاً وفعاالً في آن واحد.
7-1-3وسائل االتصاالت اإلدارية
هناك أكثر من طريقة يمكن استخدامها لتسهيل عملية االتصال ،واختيار إحدى هذه الطرق
الققذي يميققل إليققه عققن غيرهققا يعتمققد علققى طبيعققة المرسققل وطبيعققة المسققتمعين وطبيعققة الموق ق
االتصال ،وبشكل عام يمكن التمييز بين الطرق التالية:
أوالً :االتصاالت المكتوبة
يسققاعد االتصققال الكتققابي علققى إيصققال األفكققار فققي الوقققت المناسققب ،ولكققن حتققى تتحقققق
االستفادة من هذا النوع من التواصل ف نه يتطلب من كال الطرفين المشقاركة فيقه فقي نفقس الوققت،
وال يمكن استخدام التواصل غير اللفظي معه ،وحتى تكقون االتصقاالت المكتوبقة جيقدة وواضقحة،
يجققب مراعققاة اسققتعمال اللغققة البسققيطة ،الكلمققات المألوفققة ،اسققتعمال الخققرائط والرسققوم للتوضققيح
وتجنققب اسققتعمال األلفققاظ غيققر الضققرورية والتققي تزيققد مققن حجققم الرسققالة ،وتسققتخدم االتصققاالت
المكتوبقة غالبقا ً فقي المهققام السقهلة والبسققيطة بقالرغم مققن اسقتخدام الفققاكس والبريقد االلكترونققي فققي
السنوات األخيرة (.)Alqaisi, 2018, 3
وتتميز االتصاالت الكتابية بأنها مسجلة ومدونة ويمكن استخدامها كوسقيلة إثبقات قانونيقة،
كما أنها تحتاج إلى بذل عناية كبيرة في إعدادها وصياغتها ويمكن أن تققرأ مقن قبقل جمهقور كبيقر
عن طريق توزيعها ،ومن أهم أدواتهقا فقي المنظمقات البريقد أو المجقالت الحائطيقة أو اللوحقات أو
الشاشات ،كشقوفات المعلومقات الدوريقة ،صقناديق االقتراحقات والشقكاوى ،اإلعقالم اآللقي والبريقد
االلكتروني ،والفاكس وغيرها (برباوي.)81 ،2013 ،
40
المرئية أن تنقل بعض المعلومات بشكل أكثر دققة مقن الكلمقات ،وعلقى القرغم مقن ذلقك يعتبقر مقن
أنواع االتصاالت الكتابيقة ( .)Robbins and Judge, 2017, 392والجقدول التقالي ()1-3
يبين أبرز وسائل االتصال المستخدمة في المنظمات:
الجدول ( :)1-3أبرز وسائل االتصال في المنظمات
المرجع الوصف الوسيلة
)Robbins البريققققققققققققققققققققققققققد يسققمح للمسققتخدم إيصققال الملفققات والصققوت والفيققديو ،ويتميققز بأنققه and
(Judge, 2017 يمكن كتابة الرسالة وتعديلها وإرسالها وحفظها بطريقة سهلة وبكلفة االلكتروني
قليلة.
)Culo المقققققققققققققققققذكرات يققوفر منتققدى رسققمي إليصققال السياسققات واإلجققراءات والمواعيققد and
(Skendrovic, 2010 الرئيسية والتعليمات. الداخلية
المجقققققققققققققققققققالت بالرغم مقن وجقود تكنولوجيقا االتصقال ،إال أن المنظمقات مقا زالقت (الجوهر)2000 ،
(الداخليقققققققققققققققققققة تعتمققد علققى المطبوعققات لالتصققال الققداخلي أو الخققارجي ،وتسققتخدم ()Cutlip et al, 2006
)Culo تتققيح الفرصققة لألفققراد للتواصققل فققي نفققس الوقققت ،إال أنققه ال يمكققن and رسالة فورية
(Skendrovic, 2010 االحتفاظ بالحديث.
)Robbins and
(Judge, 2017
)Culo من خالل تواجد األشخاص المعنيين في مكان واحد لتوفير تحديثات and اجتماعات حية
(Skendrovic, 2010 منتظمققة حققول عمقققل المنظمققة والمهققام والنتقققائج المحققققة والنتقققائج
المتوقعة ،ومناقشة القضايا المتعلقة بالعمل.
)Robbins مقققققققققققققققققؤتمرات تققوفر إمكانيققة التواصققل مققع أشققخاص آخققرين مقيمققين فققي منطقققة and
(Judge, 2017 /الفيديو أخرى ،لذلك يتميز بتوفير كلفة السفر والوقت. الهات
)Koontz and
(Weihrich, 2010
)Culo وهو موقع الكتروني داخلي لموظفي المنظمقة فققط ،يقوفر التواصقل and االنترانت
(Skendrovic, 2010 علقى بين أفراد المنظمة داخليقا ً وبطريققة رسقمية ،يقتم فيهقا التعقر
المنظمة وسياساتها وإجراءات العمل فيها. أهدا
و تضققم إدارة االتصققاالت جميققع الجهققود المتعلقققة باالتصققاالت الخارجيققة للمنظمققة ،مثققل
العالقات اإلعالمية ،وإدارة األزمات ،وقد كان االتصال مع الجمهقور القداخلي يقتصقر فقي السقابق
علققى إدارة وإنتققاج محتققوى المعلومققات لمواقققع الويققب الداخليققة (اإلنترانققت) والنشققرات اإلخباريققة
الداخلية (المجالت) ،وقد كانت اتصاالت الموظفين تقليديا ً من مسؤولية المديرين ،ومع ذلقك ،فق ن
تطوير وتوسيع وظيفة إدارة االتصاالت قد أدت إلقى دمقج مسقؤولية التخطقيط االسقتراتيجي بق دارة
اتصاالت الموظفين (.)Johansson and Ottestig, 2011, 144
( Ince and Gül (2011,107إدارة االتصققاالت اإلداريققة بأنهققا خلققق جققو ويعققر
مقن االتصقال التنظيمقي مفهومقا ً ذا أبعقاد إيجابي لجميع العاملين في المنظمة ،ويجعل هذا التعريق
متشعبة بدالً من مجرد حركة للمعلومات في حد ذاتها.
ف ق دارة االتصققاالت اإلداريققة هققي مققدى قققدرة المنظمققات علققى تققوفير المعلومققات المتعلقققة
بالمنظمقققة لموظفيهقققا ،مثقققل تلقققك المتعلققققة بتغييقققر السياسقققات التنظيـميقققـة واإلجقققـراءات اإلداريقققـة،
والنتـائقققـ ج الماليقققة ،ونجقققال المقققوظفين األفقققراد والمجموعقققات ،والتغذيقققة المرتقققدة مقققن الزبقققائن
).(Vandenberg, Richardson and Eastman, 1999, 300
وحسقب ( Cegielski, Chudziak and Meyer (2007, 794فق ن أهميقة إدارة
إدارة االتصاالت اإلدارية تتضح عند تطبيق أي عملية جديدة أو إجراء جديد ،حيث تتكقون أهقدا
االتصاالت اإلدارية في هذه الحالة من العناصر التالية:
-1إنشاء منصة تفاعلية لالتصال مع أصحاب المصالح بشأن عملية التغيير.
-2تطوير أدوات اتصال فعالة تساهم في إنجال المنظمة وتحقيق أهدافها.
من المخاطر المرتبطة بالتنفيذ. -3دعم المديرين للتخفي
-4حشد القبول والتأييد من أصحاب المصالح في أي عملية جديدة.
-5تهيئة الموظفين للتعامل مع أي جديد بفعالية.
الباحثققة إدارة االتصققاالت اإلداريققة بالقيققام بعمليققات تقققدير أنشققطة االتصققاالت فققي وتعققر
المنظمة وتهيئتها للتغيير ،ووضع خطقة االتصقاالت الجديقدة َتحقدد فيهقا قنقوات االتصقاالت وآليقات
التغذية الراجعة ،وتطوير االتصاالت بتقوفير بنيقة تحتيقة داعمقة ،وتنفيقذ جميقع أنشقطة االتصقاالت
وفقا ً للمواعيد المحددة ،وتقديم التغذية الراجعة من خالل رصد أنشطة االتصاالت وتقييمها ،بهقد
إلققى آخققر فققي الوقققت والمكققان ضققمان انتقققال أو تبققادل المعلومققات المتعلقققة بالعمققل مققن طققر
المناسبين.
44
فتخطيط االتصاالت اإلدارية هي عملية تحديد احتياجات أصحاب المصلحة من المعلومات وتحديد
نهقققج التواصقققل وقنواتقققه بحيقققث يقققتم إيصقققال المعلومقققات لألشقققخاص المناسقققبة وبالوققققت المناسقققب
وبالقنوات المناسبة (.)Culo and Skendrovic, 2010, 230
وينبغققي عنققد وضققع خطققة االتصققاالت األخققذ بعققين االعتبققار أن توضققع بالشققكل الققذي يتناسققب مققع
توجهات المنظمة وسياساتها وأهدافها بحيث يتم ضمان التنفيقذ الفعقال القذي يحققق الميقزة التنافسقية
للمنظمة (.)Kim, 2016, 233
تطوير االتصاالت اإلدارية: -3
بعد المباشرة بقالتخطيط ،يجقب تقوفير بنيقة تحتيقة تقدعم أدوات االتصقاالت ،وهقذه المرحلقة تتطلقب
الوقققت والكلفققة العاليققة والجققودة وذلققك حسققب درجققة تعقيققد أدوات وقنققوات االتصققاالت التققي تققم
تصميمها ( ،)Cegieliski, et al., 2007, 792لذلك يتوجب أن ال تتجاوز تكلفة تطوير البنية
التحتية النتائج المتوقعة منها.
ويؤكقققد ) Dua (2017, 52أن أدوات االتصقققاالت التقليديقققة هقققي مناسقققبة للتخطقققيط ووضقققع
االستراتيجيات والتواصل داخل المنظمة ،بينما في حالة االتصاالت الخارجية فينبغي على المنظمة
اسققتخدام أدوات حديثققة (االتصققال الرقمققي) مسققتخدمة االنترنققت مققن خققالل المواقققع االلكترونيققة
ووسائل التواصل االجتماعي وغيرها من األدوات ،وبالتالي حتى تكون المنظمة ناجحة في إدارتها
لالتص االت ينبغي عليها توفير أدوات االتصاالت بحيث تتناسب مع الجمهور المستهد .
تنفيذ االتصاالت اإلدارية: -4
يققتم تنفيققذ جميققع األنشققطة وفققا ً للتققواريخ المحققددة فققي خطققة االتصققاالت .فقبققل التنفيققذ يجققب أن يققتم
فحقققص جميقققع المحتويقققات بعنايقققة حتقققى يقققتم إرسقققال معلومقققات محدثقققة إلقققى أصقققحاب المصقققلحة
(.)Cegieliski, et al., 2007, 792
وتجدر اإلشارة هنا إلقى أن تنفيقذ االتصقاالت يتضقمن ركقائز العمقل الجمقاعي كمقا يقرتبط ارتباطقا ً
كبيققراً فققي بنققاء الققروابط العاطفيققة والخبققرات ،لققذلك تعتبققر هققذه الخطققوة مققن الخطققوات الحساسققة
والمهـمققـ ة فققي عمليققة إدارة االتصققاالت اإلداريققة والتققي تققؤثر نتائجهققا علققى أداء المنظمققة ككقققل
).(Apolo et al., 2017, 522
تغذية راجعة عن االتصاالت اإلدارية: -5
وهنا يتم رصد جميع أنشطة االتصقاالت وتقييمهقا ،واتخقاذ اإلجقراءات التصقحيحية إذا لقزم األمقر،
فققردود الفعققل مققن أصققحاب المصققلحة قققد تتطلققب تحلققيالً إضققافياً ،وإحققداث تغييققرات فققي خطققة
االتصاالت ،وتحسين قنوات االتصال في المنظمة (.)Cegieliski, et al., 2007, 792
46
وتنعكس التغذية الراجعة عن االتصاالت اإلدارية علقى أداء المنظمقة وذلقك مقن خقالل االتصقاالت
المدركقة مقن قبققل المقوظفين واألداء المققدرك مقن قبققل الجمهقور ،لققذلك تعتبقر التغذيققة الراجعقة عققن
االتصققاالت اإلداريققة ثمققرة عمليققة إدارة االتصققاالت اإلداريققة ،وال ب قـد م قـن االهتم قـام ب قـأن تك قـون
ذلققك العم قـل عل قـى تصحي قـح المعوق قـات بالس قـرعة القص قـوى تغذي قـة راجـع قـة إيجـابي قـة وبخ قـال
).(Haroon and Malik, 2018, 143
10-1-3فعالية االتصاالت اإلدارية
تهقققتم إدارات المنظمقققات باالتصقققاالت نظقققراً لقققدورها المحقققوري فقققي إدامقققة األعمقققال فقققي
المنظمات ،وذلك من خالل تطوير الهياكل الوظيفية التي تنظم األعمال فيهقا بحيقث تضقمن تنسقيق
العمل وتوزيع المهام بشكل أفضل (.)Grandien and Johansson, 2012, 209
وتعتبقر االتصققاالت بمثابققة قلققب حيققاة المنظمقة ،ويمكققن لالتصققاالت الفعالققة فققي المنظمققات
تبسيط عملية التنظيم الناجحة ،حيقث تظهقر الدراسقات الحديثقة حقول االتصقال أن لالتصقال عالققة
إيجابية مع العديد من المخرجات التنظيمية مثل االلتقزام التنظيمقي ،واألداء ،والمواطنقة التنظيميقة،
والرضا الوظيفي (.)Paulraj et al., 2008, 45
اإلدارة من نشاطات التخطيط وتسهم االتصاالت الفعالة في األداء الناجح والفعال لوظائ
والتنسققيق والرقابققة والتقيققيم الققذاتي والمققوارد البشققرية والتحفيققز والمشققاورات ومشققاركة أعضققاء
المنظمة لتحقيق أهدافها (.)Calota, Pirvulescu and Criotoru, 2015, 78
لققذلك أخققذت المنظمققات المعاصققرة فققي مأسسققة وظيفققة االتصققاالت مثققل بققاقي الوظققائ
اإلدارية كالمالية والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات ،بل وأصقبح المتخصصقون والموظفقون
التقليديققة التققي تتجققاوز الوظققائ باالتصققاالت يحصققلون علققى مناصققب تنفيذيققة ويتولققون الوظققائ
(.)Grandien and Johansson, 2017, 209
وتتحدد طريقة االتصاالت وفعاليتها فقي المنظمقة اعتمقاداً علقى الهيكقل التنظيمقي ،ف مقا أن
تكون االتصاالت مركزية ،وإما أن تكون غير مركزية ،وقد تبدأ االتصاالت من األعلى نزوالً إلى
بققاقي المسققتويات التنظيميققة ،وقققد تبققدأ مققن األسققفل وتتجققه إلققى األعلققى ،أو قققد تكققون أفقيققة بققين
المستويات التنظيمية ذاتها (برباوي.)85 ،2013 ،
لذلك ترى الباحثة أن وجود الهيكل التنظيمي المرن والفعال يسهل من عملية االتصال بقين
اإلستراتيجية التي تسقعى المنظمقة إلقى المستويات اإلدارية المختلفة ،مما يسهم في تحقيق األهدا
الوصول إليها.
47
ويرى كل من ( Koontz and Weilrich (2010, 364أن هناك أكثر من طريقة أو
أسلوب لتحسين فعالية عملية االتصال ومنها:
مققن الرسققالة :أي أن يكققون مرسققلو الرسققالة واضققحين بشققأن مققا يريققدون توضققيح الهققد -1
االتصال به ،واستخدام أسلوب اإلصغاء الجيد بحيث تساعد المرسل وتشجعه على أن يقول ما يريد
معه أيضاً. مع إظهار التفهم الكامل لما يقوله والتعاط
-2اسقتخدام تشقفير واضققح :وذلقك باسقتخدام رمققوز مألوفقة ومعتقادة لكققل مقن المرسقل والمسققتقبل،
وتجنققب اسققتخدام المصققطلحات المهنيققة /الفنيققة الغامضققة غيققر الضققرورية والتققي ال يفهمهققا إال
المتخصصون.
-3التشاور مع وجهات نظر اآلخرين :فتخطيط االتصاالت ال يكون ضمن فرا ،بل ال بقد أن يقتم
استشارة األشخاص اآلخرين وتشقجيعهم علقى المشقاركة مقن أجقل جمقع الحققائق ،وتحليقل الرسقالة
واختيار الوسيلة المناسبة.
للمستقبل.
ِ المستقبلين :بحيث يتم توصيل المعلومات ذات قيمة وفائدة
ِ -4األخذ باالعتبار احتياجات
-5استخدام النغمة واللغة المناسبتين وضمان المصداقية :فنغمة الصوت واختيقار اللغقة واالنسقجام
مستقبل الرسالة ،خاصة عنقد إصقدار األوامقر
ِ ما بين ما يتم قوله وطريقة قوله تؤثر على ردة فعل
من المدير لمرؤوسيه.
-6الحصول على ردود الفعل :يكون االتصال كامالً فقط عندما يتم فهم الرسالة من قبل المستق ِبل،
ولن يستطيع المرسل معرفة ما إذا كانت رسالته مفهومة إال إذا حصقل علقى ردة الفعقل ،ويقتم ذلقك
المسقتقبل علقى إعطقاء
ِ من خالل طرل األسئلة ،أو طلب إجابقة علقى الرسقالة المكتوبقة ،أو تشقجيع
ردة فعله على الرسالة.
قتقبل ودوافعققه :فوظيفققة االتصققال هققي أكثققر مققن مجققرد نقققل
-7األخققذ بعققين االعتبققار مشققاعر المسق ِ
التققي هققي مهمققة فققي العالقققات بققين األشققخاص ،الرؤسققاء، المعلومققات ،فهققي تتعامققل مققع العواطق
الزمالء ،والمرؤوسين في المنظمة .حيث يتوجب على الرئيس باالتصال مباشرة بالمرؤوسين مقن
أو رقابققة علقى المعلومققات مققن خقالل مققا يسقمى بققاإلدارة بقالتجوال لسققماعهم مباشققرة دون تحريق
واالحتكقاك بقين اإلدارة الوسطى ،ويكون ذلك أسهل عند تصميم المكاتب بطريقة تسقمح بالتعقار
العاملين بما يحسن معرفتهم ببعض وبالتالي يسهل االتصال كما هو في المكاتب المفتوحة.
-8االستماع :ففعالية االتصال ليس فقط من مسؤولية مرسل المعلومات بل هي أيضا ً من مسؤولية
المستقبل.
ِ
وترى الباحثة أن هذه الطرق أو األساليب يَمكن استخدامها لتحسين فعالية عملية االتصال،
وهي مهمة جدا للعمل في المؤسسات الصقحفية األردنيقة ،كونهقا تسقاهم فقي زيقادة فعاليقة االتصقال
48
داخل المؤسسة وخارجها ،مما يجنبها من الوقوع في أخطاء وأزمات غير مقصودة ،كمقا يسقاعدها
مقن االتصقال اإلداري الفعقال فقي المنظمقة في معالجة أية أزمات قد تظهر بشكل صحيح ،فالهقد
المنظمة الداخلية من قبل جميع الموظفين من خالل توفير التفاعل بين المقوظفين هو تحقيق أهدا
العاملين في العديد من اإلدارات لزيادة الرضا الوظيفي ،وللحفاظ على تشغيل المنظمة.
11-1-3معوقات عملية االتصال اإلداري وكيفية التغلب عليها
يشير عبدالعزيز ( )38 ،2014إلى أن حوالي % 80مقن المقديرين ذكقروا بقأن صقعوبة
االتصال هي إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجههم في أعمالهم ،وهذا يدل على أنه في حالة تعثقر
نظام االتصاالت نتيجة الصعوبات المختلفة التي تواجهه ف نه سيترتب على ذلقك نتقائج سقيئة تلحقق
ب المنظمة ،وعندما يتم االتصال ،ف نه يتم تبادل المعلومات مع اآلخرين ،وتوصقيل مضقمون رسقالة
معينة إلى المستمعين ،وبذلك تستخدم اللغة – أي اإلشارات اللفظية واإلشارات غيقر اللفظيقة ،مثقل
والحركة وإيماءات الجسم وغيرها على حد سواء، تعابير الوجه وأسلوب الحديث وطريقة الوقو
الكثير عن الحالة الجسدية والعاطفيقة ،وعقن أسقلوب تحديقد حيث أن اإلشارات غير اللفظية تكش
وتقييم العالقات مع المستمعين.
ونظقام االتصقاالت كقأي نظقام مقن األنظمقة اإلداريقة يواجقه صقعوبات ومشقاكل باسقتمرار
وعدم التنبه لها يخلق سوء فهم في عمليات االتصال ،ولكن ب دراك هذه المعوقات والموانع المؤثرة
على عملية االتصال يكون المسؤول في وضقع أفضقل التخقاذ اإلجقراء المناسقب للتغلقب علقى هقذه
الصققعوبات ( .)Vandenberg et al., 1999, 300وبشققكل عققام يمكققن تحديققد المعوقققات
الرئيسية التي تواجه عملية االتصال وتؤثر على فعاليتها بما يلي:
لوسققائل االتصققال :حيققث أن االختيققار الجيققد لوسققيلة االتصققال المناسققبة االختيققار الضققعي -1
المطلوب من عملية االتصال ،وبشكل عام فق ن وسقائل االتصقال المكتوبقة يؤدي إلى تحقيق الهد
تسققتخدم فققي المسققائل السققهلة والتققي تتطلققب توزيعقا ً واسققعا ً وسققريعا ً فيهققا كالسياسققات واإلجققراءات
والبققرامج واألنظمققة والتعليمققات فققي المنظمققـة ،بينـمققـا الوسققـائل الشـفـويققـة تسققـتخدم فققـي حالققـة
المسققققـائل الصـعـبققققـة والمعـقققققـدة وحيققققـث الحـاجققققـة إلققققـى ردود الفعققققـل ضـروريققققـة وسـريـعققققـة
).(Johansson and Ottestig, 2011, 144
استخدام تعابير ولغة ضعيفة وصعبة :سواء كانت مكتوبة أو شقفوية بحيقث تعققد مضقمون -2
االتصال وال يسهلها فالبعض يلجأ إلى استخدام الكلمات المعقدة والصعبة إلظهار مقدرته التعبيريقة
للمعنقى في حين أن الحاجة إلى توصقيل مضقمون االتصقال بكلمقات سقهلة وبسقيطة دون التحريق
(.)Greenberg, 2011, 349
49
عدم االنتباه إلى اإلشارات غير اللفظية :والتي تصاحب االتصاالت الشفوية ألنه في بعض -3
األحيققان يقققول الشققخص شققيئا ً لكققن حركققات جسققمه تقققول شققيئا ً مختلفقاً ،فكققأن يقققول شققخص موافققق
راض وغيقـر موافقـق
ى بصوت عال ويغقادر غرفقة االجتمقاع ،وهقو بهقذه الحالقـة يعنقـي بأنقـه غيقـر
علقـى مقـا قـالقـه ( .)Greenberg, 2011, 350لققذلك تعتـبقـر االتصقـاالت غيقـر الشقـخصية
أحي قـانا ً عائق قـا ً كبي قـراً أمققام فهمققا ألن االتصققال الشخصققي يعققزز الثقققة واالنفتققال لآلخققرين ،ويـت قـم
تحقيـققـق ذلققك بشـك قـل أكب قـ ر مققن خققالل االتصققاالت غيققر الرسققمية مققا بققين المسققؤول ومرؤوسققيه
).(Koontz and Weihrich, 2010, 362
الضوضاء والتداخالت المادية :يحدث انقطاع لالتصال الفعال من خالل أنواع مختلفة مقن -4
الضوضاء بأنواعهقا ،وهقي الضوضقاء الماديقة ،الضوضقاء اللغويقة ،الضوضقاء النحويقة ،وهنقاك
تدخالت تؤثر على فعالية االتصال كالمكالمات الهاتفية التقي تقأتي فقي أثنقاء االجتماعقات ،أو ققدوم
الزوار غير المتوقعين على أشخاص في أثناء االجتماع (عبد العزيز.)19 ،2014 ،
اآلخقققـر بكـامقققـل ترشـيقققـح المعلومقققـات والرقابقققـة عليقققـها :وذلقققك بعقققـدم تزويقققـد الطقققـر -5
من غضقب القرئيس ،وذلقك فقي حالقة االتصقال مقن أسقفل المعلومـات واختصـارها نتيـجـة الخو
المعلومققات لتضققليل العققاملين فققي حالققة االتصققال مققن أعلققى إلققى أسققفل إلققى أعلققى ،أو تحريقق
).(Paulraj et al., 2008, 48
كقل مقن ) Shonubi and Akintaro (2016, 1910-1911إلقى هقذه ويضقي
المعوقات الرئيسية التي تواجه عملية االتصال ،المعوقات اآلتية:
-1التخطيط غير السليم :عدم كفايقة التحضقير يقؤثر علقى فعاليقة تققديم المعلومقات ونقلهقا .وينشقأ
غيقر السقليمة ،الكلمقات الغامضقة ،اختيقار وسقائل نقص التخطيط من عدم كفايقة التفكيقر ،األهقدا
اإلعالم غير المالئمة ،وغيرها.
-2الحقققواجز التنظيميقققة :الهيكقققل التنظيمقققي الخقققاطئ مثقققل عقققدم وضقققول المسقققؤوليات والسقققلطة
المفوضة ،وطول قنوات السيطرة األمر الذي يسبب انهيار االتصاالت.
عقن طريقق المرسقل -3الحواجز الداللية :تحدث عندما يتم فهم الكلمات وتفسيرها بشقكل مختلق
والمتلقي ،وهذا يؤثر على التفكير في االتصال.
-4اسقتخدام المصققطلحات التقنيققة :اسقتخدام الكلمققات أو الرمققوز الغريبققة فقي مجققاالت جديققدة مثققل
تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مع المتلقين الذين لديهم خلفية تعليمية واجتماعيقة مختلفقة تسقبب
سوء فهم للرسالة.
قان مختلفققة فققي حالققة البيئققة غيققر
-5الحققواجز البيئيققة :الرمققوز والمالحظققات قققد يققتم إعطاؤهققا معق ى
الطبيعية.
50
-6الحمل الزائد للمعلومات :يحدث هذا عندما يتلقى الشخص الكثيقر مقن المعلومقات فقي غضقون
فترة زمنية محدودة.
عقددا كبيقرً ا ً
جقدا مقن االفتراضقات ً -7الرسائل المعبر عنها بشقكل سقيئ :المرسقل عنقدما يسقتخدم
والترميز الخاطئ للرسائل فال يساعد ذلك على تحقيق الفهم الفعال.
-8االسققتماع السققيئ :يتطلققب االسققتماع االهتمققام الكامققل وتهققذيب الققنفس .بققدون هققذا ،سققيكون فققك
تشفير الرسائل المشفرة خاطئ.
-9عققدم الثقققة :المصققداقية وقبققول الرسققائل يسققاهمان بدرجققة كبيققرة فققي التققأثير علققى مصققداقية
المرسل.
ويققرى ) Kelvin-Iloafu (2016, 96أنققه يمكققن التغلققب علققى المعوقققات التققي تواجققه
عملية االتصال ،من خالل ما يلي:
-1تقليل المعلومات الزائدة ،وأن تنتقل الرسالة بالكميقة التقي يمكقن للمسقتلم معهقا القيقام بتشقفيرها
وتحليلها وتفسيرها.
-2تكرار الرسائل لمنع سوء الفهم.
-3اختيار قنوات اتصال مناسبة لنقل المعلومات واختيار القناة هي دالة لطبيعة الرسالة التي سيتم
إرسالها.
-4يعتبر االتصال مكتمالً عندما يتم إرسال مالحظات للرسالة ،وينبغي تشجيع هذه الطريقة لتأكيد
مدى نجال االتصال.
وتققرى الباحثققة أنققه يمكققن التغلققب علققى المعوقققات التققي تواجققه عمليققة االتصققال مققن خققالل
استخدام تكنولوجيا االتصاالت الحديثة والتي تطورت بشكل مذهل في السنوات األخيرة مثل البريد
االلكترونقققي والمقققؤتمرات بواسقققطة الفيقققديو والمقققؤتمرات بواسقققطة الكمبيقققوتر وشقققبكة المعلومقققات
الخارجية ،وشبكة المعلومات الداخلية ،وأن تأثير تكنولوجيا المعلومات علقى المنظمقات يظهقر مقن
خالل كسر الحواجز داخقل المنظمقة وخارجهقا ،وذلقك مقن خقالل جعقل االتصقاالت أسقهل وأسقرع
وأقل تكلفة.
51
خطرها على مصير وكيان المنظمة بأكملها إذا لم تجد اإلدارة الفعالة والمؤهلة للتعامل مع مختلق
أنواع األزمات (الحمالوي.)34 ،2016 ،
إن كلمة أزمة ( )CRISISباألصل مستمدة مقن كلمقة يونانيقة " ،"KRISISوالتقي تعنقي
باإلنجليزيقة "خيقار" أو "ققرار" ( ،)Paraskevas, 2006, 893ثقم انتققل هقذا المصقطلح إلقى
اللغقات وفقروع العلقوم اإلنسقانية ،ويفيقد مصقطلح األزمقة فقي اللغقة العربيقة معنقى الضققيق مختلق
والشدة ،حيث تمثل األزمة بنية وحالة غيقر مسقتقرتين وتتطلبقان اإلصقالل ،فهقي حالقة طارئقة مقن
عدم الراحة والتي تظهر فجأة وتهدد األداء العادي للمنظمة (عبدالحليم.)8 ،2009 ،
إن مفهوم األزمة هو التغيير الذي يمكن أن يؤثر كليًا أو جزئيًا على سالمة وأداء المنظمة،
مما يبعد المنظمة التي تعاني من األزمة عن الوضع القديم ،ولكن هذا ال يعني أنهقا ستكتسقب حالقة
جديدة ،فاألزمة هي حالة تسبب التوتر للمنظمة ،فهي تهقدد بقاءهقا ،وتعقرض أهقم أهقدافها للخطقر،
ويلقزم إجقراء رد ففي حالة حدوث أزمة ،يصبح ثبات آليات التنبؤ والوقاية في المنظمة غيقر كقا
فعل طارئ ).(Tekin, 2014, 164
ويشير الخضيري ( )117 ،2012إلى أن األزمة هي كل وضع أو حالة يحتمل أن يؤدي
فيها التغيير في األسباب إلى تغيير مفاجئ وحقاد فقي النتقائج ،وبمعنقى آخقر فق ن األزمقة هقي نتقائج
مجموعة تتابعات تراكمية تغذي كل منها األخرى إلى أن تصل إلى حافة االنفجار وتنفجر األزمة.
ويعرفهقا كقل مقن ) Millar and Heath (2013, 2بأنهقا حقدث غيقر مناسقب وغيقر
متوقع وله عواقب فعلية أو محتملة على أصحاب المصلحة وعلى سمعة المنظمة.
التي تحقدث بشقكل مفقاجئ ويترتقب األزمة بأنها مجموعة من األحداث والظرو وتعر
عليها وجود نوع من التهديد الواضح لوضع المنظمة الراهن والمستقر ،وتعمل األزمة على إحداث
تغيير في األوضاع الطبيعية وهي نقطة حرجة ،ولحظة حاسمة يتحدد عندها مصقير لتطقور حقدث
معين ،إما إلى األفضل أو إلى األسوأ (السكارنة.)22 ،2015 B ،
( Roux-Dufort (2000, 26األزمة بأنها عملية تحول ناتجة عقن اضقطراب ويعر
كبير يجبر على إعادة هيكلة النظم االجتماعية والبشرية والطبيعيقة ،حيقث أنقه مقن الممكقن حقدوث
أزمة ما نتيجة لحادث ال يمكن التنبؤ به أو نتيجة غير متوقعة لبعض األحداث التي اعتبرت خطرا
محتمالً ،وفي كلتا الحالتين ،تتطلب األزمات دائما ً تقريبا ً اتخاذ القرارات بسرعة للحد من األضرار
التي لحقت بالمنظمة.
األزمة في المنظمة على أنها حقاالت يمكقن أن تقؤدي إلقى خسقارة تنظيميقة ويمكن تعري
هامة حيث يكون هناك ضغط زمني التخاذ قرار ).(Mikusova, 2014, 124
53
األزمة على أنها " تلك الحالة غير الطبيعيقة التقي مقن الممكقن حصقولها كما يمكن تعري
في كل منظمة ،وهذه الحالة تعرض المنظمة إلى االضطراب في أداء النشاط االعتيقادي ،حيقث أن
بققدايتها تكققون صققعبة وتهققدد وجققود المنظمققة وتحققد مققن قققدرتها علققى البقققاء واالسققتمرار (الخشققالي
وقطب.)28 ،2007 ،
محققدد يهقدد مصقالح المنشققأة وصقورتها أمققام ويعرفهقا عبقوي ( )19 ،2007بأنهققا موقق
الجمققاهير ممققا يسققتدعي اتخققاذ القققرارات السققريعة لتصققويب األوضققاع حتققى تعققود إلققى مسققارها
الطبيعي.
ويقرى كقل مقن ( Cutlip et al (2006, 326أن األزمقة التقي تواججهقا المنظمقة هقي
بغمقوض عبارة عن حدث احتمالية حدوثه ضعيفة لكقن تقأثيره علقى بققاء المنظمقة كبيقر ،ويتصق
أسبابه وتأثيراته وسبل حله ،باإلضافة إلى ضرورة اتخاذ القرارات بشأنه بشكل سريع.
الباحثقة األزمقة بأنهقا حقدث غيقر متوققع أو نقطقة تحقول مفقاجئ تقؤدي إلقى نتقائج وتعقر
سققلبية وتققدهور البنيققة التنظيميققة وخلققق أوضققاع غيققر مسققتقرة فققي المنظمققة ،ممققا يهققدد مصققالحها
وأهدافها ويخلق انعكاسات ونتائج غير مرغوب فيها ،ويتم ذلك في وققت قصقير وسقريع ،ويتطلقب
سققيحدث ذلققك، االسققتعداد لألزمققات التأهققب ألزمققة مققا طققوال الوقققت ،بققدالً مققن تقققدير متققى وكي ق
باإلضافة إلى سرعة اتخاذ القرار لمواجهة تأثيراته وانعكاساته وتقليل حدتها.
3-2-3خصائص األزمة
البققاحثين والدارسققين والمحللققين االقتصققاديين لمفققاهيم األزمققة ،إال أن بققالرغم مققن اخققتال
يتسقم بققثالث خصقائص هققي :التهديقد ،المفاجققأة ،ضققيق معظمهقم يتفققق علقى أن األزمققة هقي موقق
الوقت ،وفيما يلي توضيح لهذه الخصائص( :بدران)14-13 ،2015 ،
التهديد :هو عبارة عن مجموعة من األفعال واإلجراءات والممارسات التي تصدر من فرد -1
أو مجموعققة مققن األفققراد أو تكققون صققادرة مققن نظققام معققين سققواء كققان ذلققك باإلشققارة أو القققول أو
األول الفعل ،وذلك من أجل الدفع إلقى االسقتجابة لمطالقب معينقة أو شقروط محقددة يسقعى الطقر
الثاني مع التلويح باستخدام القوة عند عدم االستجابة لهذه المطالب ،ومثال لتحقيقها من قبل الطر
ذلك فرض قيود على المنظمة بعقدم اسقتيراد السقلع أو فقرض قيقود علقى تصقدير سقلع معينقة تقؤثر
على المنظمة ،أو في فرض حصار اقتصادي ،أو فرض قيود على دخول التكنولوجيا المتقدمة.
القذي المفاجأة :قد تكون المفاجأة في المكقان أو فقي الزمقان أو فقي كليهمقا ،وعلقى الطقر -2
يستخدمها أن يخطط الستثمارها واستغالل نتائجها في سرعة تنفيذ ما خطط له مقن قبقل ،فالمفاجقأة
اآلخر من حيث ال يحتسب وال يقدر ،فقد يكون اتخاذ ققرار بقطقع في المكان ،تعني مفاجأة الطر
العالقات الدبلوماسية مع دولقة مقا يقؤثر علقى تحقيقق المنظمقة لمصقالح معينقة فقي مكقان آخقر ،أمقا
54
اآلخققر وبحيققث يشققكل التوقيققت المفاجققأة فققي الزمققان ،فهققو اختيققار الوقققت الققذ ي ال يتوقعققه الطققر
ضغطا ً كبيراً عليه.
ضققيق الوقققت :وهنققا تكققون حاجققة إلققى اتخققاذ قققرارات سققريعة مققن اجققل الققرد علققى الحققدث -3
المفاجئ لما يمثله هذا الحقدث ،وذلقك بسقبب تسقارع األحقداث ،وكثقرة المسقتجدات ،وعقدم وضقول
الرؤيا وعدم القدرة على التنبؤ.
واسققتخلص ) Tekin (2014, 164فققي دراسققته مجموعققة مققن الخصققائص الرئيسققية
لألزمات ،وهي على النحو اآلتي:
األزمة ال يمكن التنبؤ بها. -1
األزمة تهدد بقاء المنظمة وأهدافها. -2
وجود نقص للموارد والمعلومات والوقت لحل المشكلة. -3
الحاجة للتدخل في حاالت الطوارئ. -4
األزمة تسبب القلق واإلجهاد ل دارة. -5
فيمقا يقرى ( Millar and Heath (2013, 19أن األزمقة مبنيقة علقى مجموعقة مقن
السمات ،فهي :تحدث فجأة ،وتتطلب رد فعل سريع ،وتتداخل مع األداء التنظيمي ،وتخلق حالة من
عدم اليقين والضغط ،كما أنها تهدد سمعة المنظمة وأصولها ،وتزيد في الشقدة ،باإلضقافة إلقى أنهقا
تتطلب فحص المنظمة باستمرار لكونها تحدث تغيراً دائما ً في المنظمة.
وترى الباحثقة أن مقن أبقرز خصقائص األزمقة أنهقا نقطقة تحقول فقي أحقداث متعاقبقة تهقدد
أهدافا ً رئيسية للمنظمة تسبب درجة عالية من التوتر وتتطلب عملية إدارية خاصة ،تمثل مجموعقة
اإلجقراءات االسققتثنائية التقي تتجققاوز االختصقاص العقادي وتوضققع لهققا قواعقد خاصققة لممارسققتها،
ومن شأنها خلق وإنتاج استجابات إستراتيجية يديرها مجموعة من اإلداريين المختارين مقن رجقال
اإلدارة المققدربين تققدريبا ً خاصققا علققى مواجهققة األزمققات ،ويققتم التققدريب مققن خققالل بققرامج تتعلققق
باألزمات وظروفها وعناصرها وأنواعها وأبعادها ،ويجري التقدريب عليهقا كمقا لقو كانقت أزمقات
حقيقية ،وتقوم على استخدام المهارات الشخصقية المسقتمدة مقن التقدريب والكفقاءة الذاتيقة بمسقاعدة
الخطط واإلجراءات المعدة مسبقا ً لمواجهة مثل تلك األزمات.
4-2-3أنواع األزمات
شقكال مختلفقة ،إال أنقه مقن
ى إن األزمات تتواجد في المجتمعات والمنظمات المعاصقرة فقي أ
الصعب التنبؤ بحدوثها من حيث الوقت والسبب في حدوث األزمات ،فققد تكقون كبيقرة أو صقغيرة
الحجققم ،إال أنهققا باألغلققب تميققل إلققى أن تكققون صققغيرة الحجققم ومعظمهققا يمكققن احتواؤهققا بسققهولة
(.)Savelides, Mihiotis and Koutsoukis, 2015, 20
55
وققد قسقم كقل مقن ) Mitroff and Alpaslan (2003, 110األزمقات إلقى أزمقات
طبيعية وأزمات عادية وأزمات غير عادية ،بينما قَسقمت وفققا ً لقـ (Cutlip et al (2006, 326
إلى ثمانيقة أنقواع تسقببها إمقا فشقل اإلدارة أو الققوى الطبيعيقة وهقي :األزمقات الطبيعيقة ،األزمقات
التكنولوجيققة ،أزمققات المواجهققة ،أزمققات الضققغينة أو الحقققد ،وأزمققات القققيم اإلداريققة المنحرفققة،
وأزمات الخداع ،وأزمات سوء اإلدارة ،واألزمات االقتصادية واألعمال التجارية.
وتقسم األزمات حسب طبيعة الحدوث إلى أزمة مفتعلة بفعقل إنسقان وأزمقة طبيعيقة ،ومقن
حيث العمق إلى أزمة سطحية وأزمة عميقة ،ومن حيث التكرار إلى أزمة ذات طابع دوري وأزمة
فجائية عشوائية ،ومن حيث اآلثار إلى أزمة ذات خسائر بشقرية وأزمقة ذات خسقائر ماديقة وأزمقة
ذات خسائر معنوية وأزمة ذات خسائر مختلطة (السكارنة)30 ،2015 B ،
وهناك من يقترل ثالثة أنواع من األزمات وهي( :الخشالي وقطبCutlip 29 ،2007،
)et al, 2006, 326-327
األزمققات الفوريققة ( :)Immediate Crisesويحصققل هققذا النققوع مققن األزمققات بشققكل -1
فوري وبدون سقابق إنقذار ،لقذلك فقان المنظمقة تكقون غيقر ققادرة علقى التخطقيط المسقبق لمواجهقة
األزمة قبل أن تقع.
األزمقات التصقاعدية ( :)Emerging Crisesويتطقور هقذا النقوع مقن األزمقات بشقكل -2
ب طقيء ،ومقن الممكقن السقيطرة عليقه وإيقافقه والحقد مقن تفاقمقه مقن خقالل اسقتعمال بعقض الطققرق
واإلجراءات التنظيمية.
األزمات المستديمة ( :)Sustained Crisesهذا النوع من األزمات يستمر لعدة أسابيع -3
أو لعدة أشهر أو حتى قد يمتد لعدة سنوات.
األزمات أهمها: وقد وضع العلمي ( )12 ،2003عدة أسس لتصني
-حسب مرحلة التكوين (الميالد – النمو – النضج – االنحسار – االختفاء).
-حسب معدل تكرار حدوث األزمة (دوري – فجائي عشوائي – غير متكرر).
-حسب عمق األزمة (سطحية – عميقة – متغلغلة – جوهرية – هيكلية التأثير).
-حسب درجة شدة األزمة (عنيفة ساحقة – هادئة خفيفة).
-حسب درجة الشمول والتأثير (عامة شاملة – خاصة جزئية).
-حسب موضوع ومحور األزمة (مادية – معنوية – مختلطة).
ولكل نوع معالجة خاصة مرتبطة بدرجة مهارة الفرد في تشخيص النوع الحقيقي لألزمة.
ويصنفها حريز ( )28-25 ،2007استناداً إلى المعايير التالية:
56
-نوع ومضمون األزمة ،فهنقاك أزمقة تققع فقي المجقال االقتصقادي أو السياسقي ..القخ ،ووفقق هقذا
المعيار قد تظهر أزمة بيئية أو سياسية أو اجتماعية أو إعالمية أو اقتصادية.
-النطاق الجغرافي لألزمة ،فهناك أزمات محلية تقع في نطاق جغرافقي محقدود أو ضقيق ،وهنقاك
أزمات قومية عامة تؤثر في المجتمع ككل ،وهنقاك أيضقا ً أزمقات دوليقة كأزمقات الحاسقوب ونظقم
المعلومات.
-حجققم األزمققة ،فهنققاك أزمققة صققغيرة أو محققدودة تقققع داخققل إحققدى المنظمققات ،وهنققاك أزمققات
متوسطة وأزمات كبيرة.
-المققدى الزمنققي لظهققور وتققأثير األزمققة ،وفققي هققذا اإلطققار هنققاك نوعققان مققن األزمققات :األزم قة
نتقائج هقذه األزمقة االنفجارية السريعة ،وتحدث فجأة وبسرعة وقد تختفي أيضقا ً بسقرعة ،وتتوقق
على الكفاءة في إدارة األزمة والتعلم منها .والنوع الثاني هو األزمة البطيئة الطويلة ،وتتطور هقذه
األزمة بالتدرج ،وتظهر رغم كثرة اإلشقارات التقي صقدرت عنهقا لكقن المسقؤولين لقم يتمكنقوا مقن
استيعاب دالالتها والتعامل معها ،وال تختفي هذه األزمة سريعا ً.
األزمققات وفققق هققذا المعيققار اسققتناداً إلققى نوعيققة -طبيعققة التهديققدات التققي تخلققق األزمققة ،وتصققن
ومضمون التهديد ،فهناك تهديدات خارجيقة موجهقة ضقد المعلومقات أو متعلققة باألعطقال والفشقل،
وهناك تهديدات داخلية موجهة ضد اقتصاد المنظمة والخسائر الفادحقة وتهديقدات نفسقية وأمقراض
مهنية.
-أسباب األزمات ،والتي يمكن تقسيمها إلى أزمات تظهر نتيجة األخطاء اإلدارية والفنية أو الفشل
في تحقيق أساليب العمليات المعيارية ،وأزمات ناتجة عن االتجاهقات العامقة فقي البيئقة الخارجيقة،
وأزم ق ات ناتجققة مققن خققارج المنظمققة ولققيس للمنظمققة أي سققبب فققي حققدوثها ،وأزمققات ناتجققة عققن
الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزالزل والبراكين.
األزمة ،فهناك أزمات خارجيقة تتعلقق بأحقد جوانقب السقيادة الخارجيقة للدولقة ،أو -طبيعة أطرا
أزمات داخلية تتعلق بتفاعالت القوى السياسية والمجتمعية في الداخل.
أنواع األزمات هو نتيجقة طبيعيقة للسقمة العامقة التقي يتمتقع بهقا وترى الباحثة أن اختال
العصر الحالي كونقه عصقر المؤسسقات ،حيقث تققوم السياسقات العامقة للمنظمقات المعاصقرة علقى
إنشاء بنية مؤسساتية قادرة على الحفاظ على استمرارية المنظمقة وضقمان بقائهقا واسقتمرارها مقن
ناحية ،ووضع وصياغة تنفيذ سياسات إدارية فاعلة مقن ناحيقة أخقرى ،وهكقذا تلعقب اإلدارة العليقا
دوراً بققارزاً فققي التخطققيط والتطققوير اإلداري لتحقيققق النمققو وذلققك بتعزيققز التوجهققات المسققتقبلية
واستقراء أزمات المستقبل.
57
إدارة األزمات على أنها عملية تتكون من أنشقطة التقيقيم لعالمقات األزمقة ،مقع كما تعر
األخذ باالحتياطات الالزمة من أجل التعافي من األزمة مع الحد األدنى من الخسارة التقي تواجههقا
أنققواع القضققايا إلققى مرحلققة حاسققمة وتصققبح اإلدارة المنظمققات ،وفققي هققذه الحالققة ،تصققل مختل ق
اإلستراتيجية أكثر حيوية في التعامل معها من خالل سلسلة من اإلجراءات واألعمال التي يقوم بها
فريقق إدارة األزمقات لمجابهققة األحقداث بققدءاً مقن وقوعهقا وحتققى انتهائهقا وتتطلققب اتخقاذ قققرارات
أخققرى فققي سققريعة تعتمققد علققى البيانققات والمعلومققات المتققوفرة وردود األفعققال المتوقعققة ألطققرا
األزمة (.)Cutlip et al., 2006, 328
الباحثة إدارة األزمقات بأنهقا وضقع الخطقط الالزمقة لمواجهقة أي حقدث سقلبي ققد وتعر
تواجهها المنظمات ،ووضع السيناريوهات الالزمة لمواجهتها والتقليل من آثارها السلبية ومعالجتها
بتطبيق األسقلوب العلمقي الحقديث فقي رصقد وتحليقل معالجقة األزمقة ،وال بقد مقن خلقق وعقي عقام
وإلزام لدى إدارة المنظمة بضرورة االهتمام بهذا النهج اإلداري الحديث الذي يمكنهقا مقن مواجهقة
األزمات ،فعلم إدارة األزمات علم يعاد تشكيل مناهجقه ونظرياتقه وأدواتقه ووسقائله ويبتكقر الجديقد
من أساليبه ،وقد أصبح أيضا ً سلوكا ً ومنهجا ً يحمل في طياته مالمح التفاعل والتكامل مع متطلبقات
الحياة المعاصرة.
6-2-3التخطيط للتعامل مع األزمات وكيفية إدارتها
إن جميع المنظمات عرضة لألخطقار التقي تهقدد بقاءهقا واسقتمرارها ،وعقدم ققدرتها علقى
التعامل مع تلك األزمات يرجع في كثير من األحيان إلى عدم توفر التكنولوجيا المناسبة ولكن حتى
إن كانت متوفرة ،فقد يكون السبب هو عدم القدرة على االستفادة منها لوجود العديد من المشقكالت
عند مواجهتها ،وتتجلى هنقا أهميقة التخطقيط لألزمقات علقى اعتبقار التخطقيط الجيقد ألي عمقل هقو
بثالثة عناصر رئيسقة هقي مرحلة رئيسة وحيوية لضمان نجال العمل ،وحيث أن األزمات تتص
التهديد ،المفاجأة وضيق الوقت ،ف ن صانع ومتخذ القرار يجقد نفسقه فقي حالقة مقن الضقغط النفسقي
يصعب معها اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب (قنديل.)65 ،2009 ،
وهنققا ت بققرز أهميققة ودور التخطققيط المسققبق لمواجهتهققا وإدارتهققا علققى أعلققى المسققتويات
وبمشاركة كافة جهاتها وقطاعاتها ،وهذا يتطلب اإلعقداد والتنسقيق والتكامقل لجميقع ققوى المنظمقة
الشاملة ،ومهمة التخطيط هنا هي تحديد دور اإلدارات واألقسام المختلفة لمواجهة األزمات ووضع
االحتمققاالت والسققيناريوهات الالزمققة لهققا لتقليققل الخسققائر الماديققة والبشققرية عنققد وقوعهققا ،ولهققذا
السبب ،يتمثل تخطيط إدارة األزمات من أبرز خطوات معالجة إدارة األزمات ،وهذا يتطلب فعالية
فققي عمليققة االتصققال بققين العققاملين فققي منظمققات األعمققال ،حيققث أن فعاليققة االتصققاالت الداخليققة
والخارجيققة يجققب أن تمققارس لمعالجققة األزمققات الدقيقققة وذلققك مققع األخققذ فققي االعتبققار التوقعققات
59
المستقبلية ،ومن هنا يبقرز القدور الحاسقم للمقديرين فقي تحديقد الحقاالت التقي ممكقن أن تكقون سقببا ً
لحدوث أزمات مستقبلية والعمل على تحليلها ووضع طرق لعالجها (.)Gundel, 2005, 112
األساسي للتخطيط هو زيادة فعالية عملية المواجهة لألزمة ،والتقليل مقن آثارهقا إن الهد
السقلبية علقى المنظمققة ،وبالتقالي ينبغقي أن يققتم النظقر إلقى التخطققيط علقى أنقه عمليققة مقن العمليققات
التققي المس ق تمرة فققي المنظمققة التققي ال تتوق ق ،وذلققك لحققدوث العديققد مققن المتغيققرات فققي الظققرو
وضعت فيها تلك الخطط ،وإذا أردنقا أن نطقرل مفهومقا ً محقدداً لمعنقى التخطقيط فقيمكن الققول بأنقه
عمليققة إحققداث اسققتقرار مسققتمر لألحققداث الممكنققة والتققي يمكققن أن تققؤدي إلققى وقققوع تهديققدات فققي
المستقبل ،وت حديد اآلثار التي يمكن أن تترتب على ذلك ،وتحديد كيفية التغلب على تلقك المشقكالت
مققن خققالل التققدريب علققى مواجهتهققا وت قوفير المققوارد البشققرية والتنظيميققة الالزمققة لققذلك (العتيبققة،
.)40 ،2009
والتخطيط إلدارة األزمات هو عبارة عن خطة اتصاالت للشركة تسعى إلدارة التصورات
العامة لألزمة ،وهي أيضا ً عبقارة عقن حملقة مقدبرة هقدفها التقليقل مقن اآلثقار السقلبية وتوليقد نتقائج
إيجابية خالل حقدوث األزمقة ،فقاإلدارة الجيقدة لألزمقات تتضقمن ثالثقة عناصقر هقي :وجقود خطقة
عمل ،وجود نظم تحذير مبكر ل شارة إلى األزمقات المحتملقة ،ووجقود فريقق إدارة أزمقات يمتلقك
(.)Millar and Heath, 2013, 38 القوة بالتصر
وينبغقي أن يقدرك المخططقون ومقدير إدارة األزمققات أن عمليقة التخطقيط المسقبق تحكمهققا
مجموعة من المبادئ العامة التي يجب العمل على تحقيقها( :عباس)83-82 ،2014 ،
الخطة الموضوعة مع أنماط سلوك األفراد في المنظمة وليس العكس. تكي -1
أن يكون التخطيط عملية مستمرة وليست منتجا ً نهائيا ً ينتهي بمجرد إصدار الخطة. -2
أن يعتمد التخطيط على توقعات دقيقة قدر اإلمكان عن سلوك األفراد أثناء حدوث األزمة. -3
أن يعتمد التخطيط على وضع سيناريوهات لما يمكن أن يحدث. -4
وجود تكامل بين أنشطة التخطيط لألزمات وأنشطة التخطيط العادية في المنظمة. -5
التخطيط لألزمات عن مفهوم إدارة األزمات ،فالتخطيط لألزمات سابق ويشير إلى يختل -6
معين. اإلستراتيجية الكلية بينما إدارة األزمات تشير إلى التكتيكات التي يجب أن تتخذ في موق
إلى ما يلي: ويشير العتيبة ( )42 ،2009إلى أن عملية التخطيط إلدارة األزمات تهد
تحييققد عامققل المفاجققأة :وذلققك مققن خققالل وضققع أسققلوب ثابققت ودقيققق للمتابعققة المسققتمرة -1
لمصادر التهديدات واتجاهاتها من خالل منظومة عمل متكاملة يشقترك فيهقا جميقع إدارات وأقسقام
جمع وتحليل المعلومات والبحث بكافة تخصصاتها على مستوى المنظمة.
60
حصققر التهديققدات :مققن خققالل حسققن تشققخيص األزمققة والعمققل علققى عزلهققا عمققا قققد يققأتي -2
مصاحبا ً لها من أزمات أخرى.
االستغالل األمثل للوقت :من خقالل الدراسقة التحليليقة المسقبقة لألزمقات المتوقعقة ووضقع -3
الفاعلقة فيهقا ممقا يقؤدي إلقى تقليقل السيناريوهات المختلفة لمواجهتهقا طبققا ً لتصقور دور األطقرا
الوقت الالزم إلدارتها حال حدوثها نظراً لوجود القرارات والبدائل المدروسقة مسقبقا ً أمقام صقانعي
ومتخذي القرارات والمنفذين.
االسققتغالل األمثققل للمققوارد :مققن خققالل تنظققيم المققوارد المتاحققة فققي المنظمققة والتققي يمكققن -4
توجيهها لصالح األزمقة ،ممقا يسقاعد علقى التنسقيق المسقبق السقتخدام تلقك المقوارد وسقرعة اتخقاذ
اإلجراءات اإليجابية المضادة لحدوث األزمة بما يقلل من آثارها السلبية.
وقد بيَّن ( Luecke (2004, 26أن عملية التخطيط في إدارة األزمات يجب أن تبدأ من
المشاكل الصغيرة التي إذا تم إغفالها قد تتطور إلى أزمات ،وقد أوضقح ذلقك مقن خقالل مثقال عقن
األزمات الزاحفة الحالة التقي واجهتهقا صقحيفة نيقو يقورك تقايمز ( )New York Timesوالتقي
كانققت دائم قا ً فخققورة بنفسققها نظققراً لنوعيققة تقاريرهققا الصققحفية حيققث ركققزت هققذه الصققحيفة علققى
القصص اإلخبارية المؤلمة ،وفي عام 2003تم اتهام أحد مراسليها المقدعو جيسقون بليقر بفبركقة
وانتحال القصص اإلخبارية ،وقد جردت هذه الفضيحة سمعة الصحيفة بتميزها بالتقارير الموثوقة،
مما اضطر المحرر التنفيذي لها ورئيس التحرير باالستقالة ،فهذه األزمة كقان مقن الممكقن تالفيهقا
عندما أعطى العديد من المحقررين إشقارات تحذيريقة حقول نوعيقة تققارير هقذا المراسقل الصقحفي
بالتحديد ،لكن إدارة الصحيفة لم تكترث لهذه التحذيرات بل شجعته وعززته وأعطته قصصقا ً أكبقر
لتغطيتها.
وقد وضع حريز ( )21 ،2007قواعد إرشادية إلدارة األزمات أوجزها بما يلي:
-يجب أن تكون خطط إدارة األزمات جاهزة لكل األخطار التي تم تحديدها والتي ربما تؤثر على
سير العمل.
-يجب اإلبال عن الحوادث فور وقوعها إلى أعلى مستوى ذو عالقة.
-إن التعامل مقع الطقوارئ واألزمقات يخضقع ألولويقات الحيقاة البشقرية ،البيئقة ،حمايقة المرافقق،
وتواصل العمل.
وتققرى الباحثققة أن عمليققة التخطققيط الفعالققة إلدارة األزمققات تسققهم فققي تحقيققق النجققال فققي
التقي تسققاعد علققى مواجهقة األزمققات التقي تققرتبط بمقدى القققدرة علققى درئهقا وعققدم إتاحقة الظققرو
حدوثها أساساً ،وذلك حتى يتم تفادي األضرار التي قد يتم التعقرض إليهقا فقي حالقة نشقوء األزمقة،
ولما كانت إدارة األزمات تخضع إلى تحديات تنظيمية وإدارية كبيرة ،فكقان ال بقد مقن ظهقور علقم
61
إدارة األزمات واإلدارة باألزمقات ممقا تطلقب وضقع منقاهج بحقث وتشقخيص األزمقات يققوم علقى
أساس المعرفة والممارسة والخبرة واإلدراك.
وبالحققديث عققن اإلدارة باألزمققات ،يجققدر التوصققيح هنققا عققن الفققرق بققين إدارة األزمققات
واإلدارة باألزمات ،ف دارة األزمة تقليديا ً هقي مجموعقة االسقتعدادات والجهقود اإلداريقة التقي تبقذل
لمواجهة أو الحد من الدمار المترتب علقى األزمقة ،وحقديثا ً هقي مقا يتطلبقه مقن المقديرين ضقرورة
التفكير فيما ال يمكن التفكيقر فيقه وتوققع مقا ال يمكقن توقعقه ،وهقي عمليقة اإلعقداد والتققدير المقنظم
والمنققتظ م للمشققكالت الداخليققة والخارجيققة التققي تهققدد بدرجققة خطيققرة سققمعة المنظمققة وربحيتهققا أو
بقائه ا في السوق .أما اإلدارة باألزمات ،فهي تقوم على افتعال األزمات وإيجادها من العدم كوسيلة
للتغطيقة والتمويقه علقى المشقاكل القائمقة التقي تواجقه الكيقان اإلداري ،فنسقيان مشقكلة مقا ،يقتم فقققط
عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثيراً ،بحيث تغطي األزمة الجديدة المفتعلة علقى المشقكلة القائمقة،
وهققو علققم صققناعة األزمققات للققتحكم والسققيطرة علققى اآلخققرين وإحضققاعهم وابتققزازهم (المسققاعدة،
.)27 ،2012
7-2-3االعتبارات التي يبنى عليها التخطيط إلدارة األزمة
يسهل التقدم التكنولوجي مهمة التخطيط ويقلص احتماالت المفاجأة ألنه أداة في يد صاحبه
لجمع معلومات كاف ية ودقيقة عن األزمة ،وبهذا يصبح على متخذي القرار معرفة البدائل المحتملقة
باسققتخدام كافققة الوسققائل واألسققاليب الكميققة والكيفيققة ،وأسققلوب ارتباطهققا بعمليققات التخطققيط طويققل
المدى وأسلوب تصور األزمات خاللها ،وهو ما يعتبر إضافة جوهرية وبناءة للتعامل مع األزمات
وأساليب إدارتها (عبدالمجيد.)96 ،2013 ،
ويشققير قنقققديل ( ) 50-47 ،2009إلققى أن هنقققاك مجموعققة مقققن االعتبققارات يمكقققن بنقققاء
التخطيط إلدارة األزمات على أساسها وتتمثل بما يلي:
السياسققة العامققة للمنظمققة ،وهققي اإلطققار العققام االسققتراتيجي الققذي يتضققمن مجموعققة مققن -1
المبققادئ والقققيم واآلليققات والمعققايير المحققددة التخققاذ القققرار ،وبهققا يسترشققد متخققذ القققرار ،كمققا أن
السياسة العامة للمنظمة هي التي ترسم الخطوط العريضة لمرحلة التخطيط ،وتوضع هذه السياسقة
بواسطة فريق ذي خبرة كبيرة ،وبعد صياغتها تعرض على متخذ القرار.
الموارد واإلمكانيات الذاتية المتاحة للمنظمة والتي يمكن توجيهها لصالح حل األزمة. -2
شكل وطبيعة المخاطر المتوقعة والمحتمل تأثيرها على المصالح الحيوية للمنظمة. -3
مقدى تقوفر منظومقة العمقل داخقل اإلدارات واألقسقام المختلفقة للمنظمقة مقن عناصقر قيقادة -4
وسيطرة ونظم معلومات وخبرات متخصصة في مجال إدارة ومواجهة األزمات.
الوقت المتيسر للتعامل مع األزمة. -5
62
الصفات الشخصية والخبرات لصانعي ومتخذي القرار وأطقم إدارة األزمات. -6
البيئية واالجتماعية في منطقة األزمة. الظرو -7
وققد أوضقح كقل مقن ( Pollard and Hotho (2006, 721أنقه كلمقا كانقت المنظمقة
أكثر تخطيطا ً واستعدادا لحاالت األزمات ،كان من األفضل إدارتها ،كما أن اتخاذ القرار فقي حالقة
األزمة سيكون أفضقل .وتعتمقد كقل مقن إدارة األزمقات وإدارة اإلسقتراتيجية علقى اإلبقداع وبديهيقة
التفكير ،كما تعتمد كفقاءة إدارة األزمقات علقى ققدرة المقدير علقى تقيقيم المصقادر المحتملقة لألزمقة
واتخاذ القرارات المقابلة ،وبالرغم من ذلك ،ال يزال هناك بعض المديرون ال يولون دائما االهتمام
الكققافي لألزمققة ويقومققون بحلهققا فقققط عنققدما تحققدث ،وغال ًبققا مققا يتبققع األزمققات الشققعور باإلجهققاد
والغموض ،مما يؤثر سلبًا على عملية صنع القرار ،وكلما أسرع المديرون بقالعثور علقى العوامقل
الرئيسية للخطر ،كلما زادت فعالية خطة األزمة فيما يتعلق باتخاذ القرار.
وترى الباحثة أن التخطيط إلدارة األزمقات يزيقد مقن احتماليقة سقالمة ورشقد عمليقة اتخقاذ
المعلومات واالتصقاالت والمشقورة وتصقور نطقاق البقدائل القرارات المختلفة في مجاالت وظائ
المحتملة ،سيما أنه في الوقت الراهن دخل بَعد جديد على إدارة األزمات نتيجقة للتطقور الكبيقر فقي
العلوم المختلفة ،وهو البعد المستقبلي والتخطيط طويل المدى.
8-2-3مراحل إدارة األزمة
يعد التعامل مع األزمات أحد الجوانب الرئيسة التي تظهر مدى كفقاءة الققائمين علقى إدارة
الصعبة هي التي تحقدد بشقكل كبيقر مقدى علقم المقديرين ومعقرفتهم وخبقرتهم، األزمات ،فالمواق
وتحققدد قققدراتهم علققى مواجهققة األحققداث الصققعبة ،ومققن ثققم ف ق ن الرؤيققة الصققحيحة ،والقققدرة علققى
التحليققل السققريع الصققائب ،والشققجاعة والقققدرة علققى اتخققاذ القققرار ،وفققوق كققل هققذا الشققجاعة علققى
باألخطاء وعدم التنصل من المسؤولية ،وكل هذا وغيره ال يتم الحكم عليه إال من خالل االعترا
األزمة (عباس.)69 ،2014 ،
ويقتضققي التعامققل مققع األزمققات وجققود نققوع خققاص مققن القققائمين علققى إدارتهققا ،حيققث يققتم
تأهيلهم وتدريبهم تدريبا ً راقيا ً لصقل مهاراتهم ومواهبهم واستعدادهم الطبيعقي خاصقة وأن التعامقل
مع األزمات له طابع خاص يستمد خصوصيته من تأثير عوامل اللحظة الحالية ،وكذلك االمتدادات
الزمنيققة المسققتقبلية بأبعادهققا التصققادمية وكققذلك باحتمققاالت تققدهور األوضققاع وبشققكل بققالغ القققوة
(الحمالوي.)39 ،2016 ،
وقققد اعتـم قـدت البـاحث قـة علقـى ع قـدد م قـن األبـع قـاد لتـمثيقـل وقيققاس متغيققر إدارة األزمققات
والتققي تققم اشققتقاقها مققن خققالل دراسققة المراحققل األساسققية الققثالث للتعامققل مققع األزمققة ،حيققث يققرى
63
( )Alas, Gao and Vanhala, 2010, 29أن هقذه المراحقل القثالث ليسقت بينهقا حقدود
فاصلة بشكل قاطع بل تتداخل وتتشابك فيما بينها ،وفيما يلي توضيح لهذه المراحل:
أوالً :مرحلة ما قبل األزمة
وهي المرحلقة التقي تنقذر بوققوع األزمقة وتنطقوي علقى تحديقد حقاالت األزمقات المحتملقة
وتطوير خطط األزمات ،وتخصيص الوقت والمعدات والقوى العاملة لالستعداد لألزمة ،وغالبا ً مقا
تكون مرحلة تتبلور فيها مشكلة ما وتتفاقم حتى تنتج عنها األزمة ،فاألزمة عادة ال تنشأ من فرا ،
وتتطلب مرحلة ما قبل األزمة عدداً من اإلجراءات والتدابير التي تساعد في مواجهة األزمقة ومقن
هذه اإلجراءات والتدابير ما يلي ( :السكارنة)140-139 ،2015 B ،
إشارات اإلنذار :وذلك من خالل االستنتاجات أو المشكالت التقي تتفقاقم والتقي ققد اكتشا -1
تصل إلى مرحلة األزمة ،وجمع البيانقات والمعلومقات عقن اتجاهقات ومصقادر التهديقد واألطقرا
المرتبطة به واإلمكانيقات والمقوارد المتاحقة للمنظمقة والتنبقؤ وتحليقل المعلومقات لألزمقة المتوقعقة
لتخطي حاجز المفاجأة وعنصر عدم التوقع للحدث .وهناك مؤشقرات تعتبقر بمثابقة اإلنقذار المبكقر
يتحسسها المتخصصون ويحاولون تفسقيرها واكتشقافها عقن طريقق ربقط الظقواهر بعضقها بقبعض
واألسقباب وعقدم إنكارهقا ،ومقن ثقم االسقتعداد لهقا والعالقة بينهم وتأثيرها ،ومعرفة نققاط الضقع
(حريز.)22 ،2007 ،
االسققتعداد والوقايققة :مققن خققالل التخطققيط لألزمققة ووضققع الخطققط البديلققة إلدارة األزمققة -2
ووضع سيناريوهات لمراحل تطورها وأسلوب مواجهتها ،وتطويع البيانات التي تم الحصول عليها
لخدمة الحدث وإعداد سقيناريوهات وبقدائل للمواجهقة ،كقذلك تحديقد الجهقات المشقاركة فقي األزمقة
وعلقققى كقققل المسقققتويات والتنسقققيق معهقققا ،وتوجيقققه رسقققائل لألسقققواق الرئيسقققية والجمهقققور لتنبيقققه
األشخاص ب شارات األزمقة حتقى يتعرفقوا عليهقا ويتخقذوا تقدابير االسقتجابة فقي حقاالت الطقوارئ
للتقليل من آثارها المتوقعة ( .)Millar and Heath, 2013, 6باإلضافة إلى التدريب المشترك
للجهات المشاركة في مواجهة األزمة لرفع الكفاءة واكتساب الخبرة والمهارة في العمل الجماعي.
ثانياً :مرحلة التعامل مع األزمة
وتعتبر هذه المرحلة المحقور القرئيس لمفهقوم إدارة األزمقة وتعقد بمثابقة االختبقار الحقيققي
للخطط المعدة ،وهي تنطوي على إدارة الحالة الفعلية المستمرة نفسقها ،حيقث يتقولى فريقق األزمقة
استخدام الصالحيات الممنوحقة لقه ،ويطبقق الخطقط الموضقوعة ويسقتخدم المهقارات المكتسقبة مقن
التدريب واالستعداد لمواجهة األزمة ،فهي إذاً مرحلة التطبيق العملقي للتقدابير واإلجقراءات المعقدة
مسبقا ً للتعامل مع األزمة حال حدوثها ،وتتمثل هذه المرحلة بالخطوات اآلتية:
)(Jia, Shi, Jia and Li, 2012, 139
64
-1احتواء األضرار أو الحد منها :ويكون ذلك بعد أن يكون من المستحيل منع األزمة ويكون على
اإلدارة أن تعمل على إعداد الوسائل التي تحد من األضرار ومنعها من االنتشار (حريقز،2007 ،
،) 23وذلك من خالل تنفيذ خطط األزمات وإنشاء فرق عمليات مصغرة قريبة من الحدث ،وتملك
المعلومات الحقيقية وفي الوقت المناسب عن طريق نظام معلومات واتصقاالت فعقال ،لقذلك تحتقاج
إدارة األزمات إلى مجموعة من المتطلبات المتعلقة بعملية االتصال ،منها (جعفر:)302 ،2017،
-تبسيط اإلجراءات وعدم تعقيدها.
-التنسيق بين فريق إدارة األزمة واإلدارات والقيادات األخرى ذات العالقة باألزمة.
-التخطيط من قبل القادة إلدارة أعمالهم في أثناء التعامل مع األزمات.
-التواجد المستمر في مكان إدارة األزمة.
-تفويض السلطات.
وتحديققد أسققباب حققدوث األزمققة والنتققائج المتوقعققة لهققا :وذلققك مققن خققالل تحديققد -2تحليققل الموقق
المشقققاركة وأدوات وعناصقققر الضقققغط التقققي تملكهقققا وطبيعقققة التحالفقققات التقققي تسقققاندها األطقققرا
والتوصل إلى طبيعة التهديد وحجمه والنتائج المتوقعة.
-3مراجعقة الخطققط الموضققوعة ودراسققة مققدى مطابققة السققيناريوهات والبققدائل المعققدة مققع طبيعققة
األزمة ،وفي حال وجود اختالفات حادة يتم إعداد سيناريوهات وخطط جديدة لمواجهة األزمة.
-4التدخل الفعلي وفقا ً للسيناريو المعد :ويتم دراسة البدائل وتقييمها لتحديد البديل األفضل وإصدار
الت عليمات للعناصر المنفذة ومتابعقة خطقوات التنفيقذ وردود األفعقال مقع اسقتمرار جمقع المعلومقات
وتحليلها وإجراء التعديالت المطلوبة في السيناريو.
ثالثاً :مرحلة ما بعد األزمة:
تتالشققى فققي هققذه المرحلققة مظققاهر األزمققة نتيجققة لفقققدها معظققم عناصققرها ،حيققث تصققبح
األزمة حدثا ً تاريخياً ،وتعود األحداث إلى خط األمان وهكقذا تعقود درجقات االسقتعداد علقى حالتهقا
العادية ،وتنسيق الجهود خاللها لتبادل المعلومات والدروس المستفادة ومتابعة إزالة اآلثار الناجمقة
عن األزمة ،حيث تشمل هذه المرحلة عدد من الخطوات هي)Alas et al., 2010, 20( :
استعادة النشقاط :مقن خقالل البنقاء وإصقالل األضقرار الناجمقة عقن األزمقة مقن أجقل الحقد -1
الفعلي للضرر الناجم عن األزمة ،حيث تهتم إدارة األزمات باستعادة النشاط والتعامل مع الشقدائد،
والتقليل من تأثير األزمة بشكل فعال وتسهيل عملية إدارة األزمات.
التعلم :من خالل التقييم واالستفادة من الدروس وإجراء الدراسات واألبحاث مستفيدين من -2
الكم الكبير من المعلومات التي تم الحصول عليها نتيجة وقوع األزمة.
65
وترى الباحثة إنه ب عداد الخطة يجب حصر المشكلة مهمقا كقان نوعهقا ويقتم إجقراء عمليقة
بدقة ووضع عدة سيناريوهات مختلفة للمشكلة ،واختيار السيناريوهات األكثر توقعاً، تقدير الموق
وتعققد خطققة لمواجهققة هققذه المشققكلة مققع مراعققاة اإلمكانيققات المتققوفرة ،بمعنققى أن تكققون الخطققة
الموضوعة موضوعية وواقعية وقابلة للتنفيذ ،كل هذا يتم بواقعية قبل حدوث المشكلة ،وإذا توافقت
الخطة الموضوعة كما هو متوققع ،واختلفقت بعقض الشقيء فيعتبقر المخطقط قابقل للتطبيقق وجقاهز
للتعامل من خالله مع األزمة وستكون نسبة النجال كبيرة ،ومع ذلك يمكن تعديل بعض اإلجراءات
المتخذة خالل إدارة األزمة طبقا ً لتطورها.
ومن المالحظ أن هقذه المراحقل القثالث ليسقت بينهقا حقدود فاصقلة بشقكل ققاطع بقل تتقداخل
وتتشابك بدرجة كبيرة ،فعلى سبيل المثال تستخدم اإلجراءات المعدة قبل حدوث األزمة ،ويتم أثناء
التعامققل مققع األزمققة اإلعققداد لتالفققي اآلثققار الناجمققة عنهققا والتمهيققد لققذلك ،وهققذا التمهيققد ضققروري
وأساسي لنجال المرحلة الالحقة لحدوث األزمة (المساعدة.)64 ،2012 ،
9-2-3العالقة بين االتصاالت وإدارة األزمات
مقققن البقققديهي أن تقققؤدي االتصقققاالت دوراً مهمقققا ً فقققي إدارة األزمقققات ذلقققك أن االتصقققاالت
اإلدارية تؤثر بدرجة كبيرة في عملية جمع وتحليل المعلومات وتققديمها إلقى اإلدارة العليقا للتعامقل
معهققا ،كمققا تسققاعد االتصققاالت وتققؤثر فققي نقققل قققرارات اإلدارة العليققا وأوامرهققا وتعليماتهققا إلققى
المستوى األدنى (العلمي.)28 ،2003 ،
وتبرز أهمية االتصاالت اإلدارية في إدارة األزمات من خالل الدور الرئيسقي القذي تلعبقه
فقققي التخطقققيط االسقققتراتيجي للمنظمقققة ،حيقققث أن هنقققاك سقققبعة أبعقققاد حاسقققمة فقققي إدارة اتصقققاالت
األزمقققات :العمليقققات ،الضقققحايا ،الثققققة والمصقققداقية ،والسقققلوك ،والتوقعقققات المهنيقققة ،واألخقققالق،
والدروس المستفادة (.)Lukaszewski, 1999, 2
ويرى ( Luecke (2004, 13أن الطريقة األنسقب إلتمقام رقابقة مشقددة علقى األزمقات
هي من خالل تشغيل وحدات وأقسام وفرق عمل ،فاإلدارة العليا يمكن أن توفر أفكقاراً مهمقة ،لكقن
المنتجقة لألزمقات هقم أولئقك الموجقودين فقي أسقفل الهيكقل الظقرو األشخاص المجهقزين لكشق
التنظيمققي للمنظمققة ،فهققؤالء الموظفققون يجتمعققون بانتظققام لتشققكيل الخطققط والميزانيققات ولتقيققيم
على فرص التطور. المنافسة وأدائهم الخاص وللتعر
ويؤكقد كققل مققن ( Millar and Heath (2013, 33أن التخطققيط لألزمققات يتطلققب
تخطيط اتصاالت األزمة بحيث يتم إطالع أصحاب المصلحة على احتمالية حدوثها ،حيث يتوجقب
على اإلدارة معرفة أهمية الجاهزية االستراتيجية لالستجابة لألزمات ،وهذه الجاهزيقة تتطلقب فهقم
66
عملية االتصال باإلضافة إلى االهتمام بأنواع الرسائل التي تحتاجها اإلدارة والتي تكون قادرة على
أنواع األزمات ،وإرسالها بالوقت المناسب. معالجة مختل
كمقا يعطقي ( Luecke (2004, 71أهميقة كبيقرة لالتصقال فقي حقال حقدوث األزمقات،
فعند حدوث األزمة ،أيي كان نوعها سواء حريق أو عملية استحواذ عدائية أو فشل المنتج الرئيسي
حصقل ومقاذا سيحصقل أو غيرها من األزمقات ،يرغقب النقاس فقي معرفقة مقا القذي حصقل وكيق
بعدها ،لذلك يجب أن تحتوي خطة إدارة األزمات وخطط الطوارئ وفريق إدارة األزمة على خطة
اتصاالت جاهزة لتزويد المعلومات عند توافرها.
وهنققاك سققت خطققوات إلعققداد خطققة فعالققة لالتصققال لمعالجققة األزمققات ،وهققذه الخطققوات
األساسية تعتبقر ضقرورية لتفعيقل االتصقاالت خقالل األزمقة ،وهقذه الخطقوات ليسقت صقعبة لكنهقا
كذلك تتطلب عمل متقدم من أجل تقليل الضرر ،ف دارة األزمات هقي اسقتعداد المنظمقات لمقا ققد ال
يحدث والتعامل مع ما حدث وبيان كيفيقة التغلقب علقى األزمقة باسقتخدام األسقلوب اإلداري العلمقي
من أجل تالفي سلبياتها ما أمكن ،وتعظقيم اإليجابيقات .وفيمقا يلقي توضقيح لهقذه الخطقوات ،وهقي:
()Valackiene, 2010, 106-109
الخطوة األولى :تحديد مهمة فريق االتصال في األزمة ،ويجب أن تحتوي وحدة التشغيل على بيان
مهمة خاصة بالوحدة يتماشى مع مهمة المنظمة.
الخطوة الثانية :تحديد األشخاص والمواضيع األكثر أهمية للمنظمة للتأكيقد علقى االتصقال مقع كقل
العديد من خطط االتصال الخاصة باألزمات ما بين 3إلى 8أشخاص. واحد منهم ،حيث تستهد
الخطوة الثالثة :تحديقد أيقن تكقون الحاجقة إلقى فريقق االتصقال باألزمقات وموققع مراكقز العمليقات
الخاصة ،وذلك اعتمادا على حجمهقا وبنيتهقا اإلداريقة ،سقتحتاج العديقد مقن المنظمقات إلقى مقديري
االتصققال خققالل األزمققة فققي مواقققع متعققددة :موقققع األزمققات ،مركققز عمليققات الطققوارئ ،المكاتققب
اإلدارية الرئيسية للمنظمة ،العالقات العامة أو مكاتب االتصاالت ،مركز اتصاالت األزمة ،مركقز
اإلعالم ،المكاتب الميدانية ،مرافق اإلنتاج الفرعية.
الخطددوة الرابعددة :تحديققد أدوار اال تصققال ذات الصققلة بالمهققام المطلوبققة فققي األزمققة ،ويعتمققد عققدد
وتنوع األدوار في فريق االتصقال خقالل األزمقات علقى حجقم المنظمقة وموقعهقا (مواقعهقا) ونقوع
العمل باإلضافة إلى طبيعة األزمة.
الخطوة الخامسدة :إعقداد قائمقة فريقق اتصقال األزمقات ،وذلقك بتحديقد بعقض األشقخاص المعينقين
بشكل يمكنهم ملء كل موقع.
67
الخطوة السادسة :نشر الخطة وتحديثها بانتظام ،أي عدم االنتظار حتى حدوث أزمة لنشر الخطة،
لن يكون ذلك ً
مفيدا كثيرا إال إذا كان من يحتاج إلقى اسقتخدامها علقى درايقة بهقا وسقهولة الوصقول
إليها على الفور.
وترى الباحثة أن حقدوث األزمقات فقي أي وققت أمقر يجعقل مقن الصقعب علقى المؤسسقات
الصحفية الحصول على الموارد المناسبة أينما ومتى كانقت هنقاك حاجقة إليهقا ،فمعظقم المؤسسقات
الصحفية ال تمتلك خبرة كافية في حاالت الطوارئ الحقيقية ،لذا فهي معنية بوضع خطوات إلعداد
خطة فعالة لالتصال لمعالجة األزمات ،وهي بحاجة لالستفادة من جميع الخبرات المتاحة حيقث أن
التوتر الشديد ال يمكن تقويض تعقيد القرارات تحتاج إلى أن تكون سريعة وتحت الضغط وظرو
عمليات االتصال والتعاون وعمليات صنع القرار في سياق جهود االستجابة لألزمات.
68
المتغيرة باستمرار للحفاظ على قدرتها التنافسية ،وبالتالي تصبح مفاهيم إدارة المعرفة ضرورية
ألي منظمة سواء كانت كبيرة أو متوسطة أو صغيرة على الرغم من أن نهج إدارتها يمكن أن
يكون مختل ًفا(Kakihara & Sorensen, 2002, 50).
وقد تعددت التعريفات التي حاولت أن تشمل جميع خصائص المعرفة ،حيث نتج عن
دراسات الباحثين تعريفات قائمة على المعرفة الصريحة وتكنولوجيا المعلومات وتعريفات قائمة
على المعرفة الضمنية في رؤوس األفراد (نجم.)25 ،2008 ،
حيث عرفها همشري ( )58 ،2013بأنها مزيج من المعلومات والخبرات والقيم
واالتجاهات والوقائع والمعتقدات والمفاهيم واألفكار والمنظورات واألحكام والتوقعات والمنهجيات
والقوانين والسياسات وأدلة العمل واإلجراءات التي تبنى عليها أساليب العمل والقرارات ،ومعرفة
(البراعات) ( ،)know-howالتي يمتلكها الفرد أو المنظمة ،وتستعمل في حل المشكالت الكي
واتخاذ القرارات.
كما عرفها كل من العلي ،وقندليجي ،والعمري ( )26 ،2012بأنها مزيج من الخبرات
والمهارات والقدرات والمعلومات السياقية المتراكمة لدى العاملين ولدى المنظمة ،وهي أنواع
مختلفة تشمل المعرفة الضمنية والواضحة ومعرفة كي .
وعرفها الملكاوي ( )30 ،2007بأنها االستخدام الكامل للمعلومات والبيانات مع إمكانية
المزاوجة مع المهارات واألفكار والتبصر والحدس والدوافع الكامنة في الفرد.
كقل مقن ( Fernandez and Sabherwal (2010, 25المعرفقة إلقى وققد صقن
نققوعين :ضققمنية وصققريحة وعرفققا المعرفققة الضققمنية بأنهققا تلققك المعرفققة التققي تشققمل الققرؤى،
والحقققدس ،واألحاسقققيس الداخليقققة ،حيقققث يكقققون مقققن الصقققعب التعبيقققر عنهقققا وصقققياغتها ومقققن ثقققم
مشاركتها ،والمعرفة الضمنية هي أكثر ميالً لالعتماد على الجانب الشخصي وعلقى تجقارب الفقرد
وأنشطته .وعرفا المعرفة الصريحة بأنها تلك التي تشير عادة إلى المعرفة التي تنعكس في صقورة
كلمات وأرقام ،ويمكن مشاركة تلك المعرفة بشكل رسمي ومنتظم فقي صقورة بيانقات ومواصقفات
وكتيبات وأدلة ورسومات وشرائط سمعية ومرئيقة وبقرامج حاسقوبية وبقراءات اختقراع ومقا شقابه
ذلك.
المعرفقة ومن خالل استعراض خصائص التعريفات السابقة ،توصلت الباحثة إلقى تعريق
بأنها أصل ناتج عن حصقيلة المقزيج بقين المعلومقات والخبقرة والمقدركات الحسقية ،وهقي نقوعين
ضمنية كامنة في عقول األفراد ،وظاهرة أو صريحة تتوفر بشكل كلمات وأرققام يمكقن اسقتخدامها
وتوظيفها من خالل الكتب أو الكتيبات أو نظم المعلومات أو غيرها من أشكال محسوسة.
70
3-3-3خصائص المعرفة
تعتبر المعرفة أحد نتاجات العلم ،والتعلم ،والخبرة .وهناك عقدد مقن الخصقائص األساسقية
للمعرفة منها:
-1إمكانية توليد المعرفة :تمثل المعرفة السابقة األساس لتوليقد المعرفقة الجديقدة ،وذلقك مقن خقالل
عمليات ا لبحث العلمي التي تتضمن عمليات االستنباط واالستقراء والتحليل والتركيب والتقي تسقهم
بشكل كبير في توليد المعرفة (الملكاوي .)36 ،2007 ،كما أن المعرفة تتعرض للتغير المسقتمر،
أي أنها غير ثابتة وتتغير بتغير المعلومات التي تصل بها ،والمعرفقة يمكقن أن تتولقد نتيجقة الققدرة
على اإلدراك والتعلم (الخطيب وزيغان.)8 ،2016 ،
-2إمكانية امتالك المعرفة :بحيث يمكن امتالكها من قبل أي فرد فهقي ليسقت مقصقورة علقى أحقد
أو على جهة معينة ،فامتالك المعرفقة تقابع لخصقائص وققدرات الحقواس البشقرية ،أشقكال وطبيعقة
التأثر بالوجود وخصائصها ،وقدرات وخصائص العقل البشري ،وهي نتيجة التواصل الفكري بين
البشر (الظاهر 43 ،2015 ،الملكاوي.)37 ،2007 ،
أن المعرفة تخزن على الورق ،ولكقن التركيقز اآلن ينصقب -3إمكانية تخزين المعرفة :المعرو
على تخزين المعرفة إلكترونيا ً اعتماداً على الكمبيوتر بشكل كبيقر وهقو مقا يسقمى بقواعقد المعرفقة
Knowledge Basesوهي عبارة عن أوعية الكترونية تحتوي على الحقائق والقواعقد محقددة
حول مجال خبرة معينة في موضوع ما وطرق استخدامها (الملكاوي .)37 ،2007 ،فالمعرفة في
مرحلة ما تكون صحيحة ومطلوبة ولكنها تفقد هذه الخاصية في مرحلة قادمقة وذلقك بسقبب طبيعقة
المعرفققة المت غيققرة ،فالمعرفققة ال تتشققكل إال مققن خققالل تفاعققل الفققرد مققع الموق ق ،ومققع المعلومققات
المتوافرة لديه ،والسياق الذي ترد فيه هذه المعلومات (.)Sveiby, 1997, 73
-4إمكانية تقاسم المعرفة والخبرات العملية :وأيضا ً إمكانية نشر المعرفة واالنتقال بها عالميا ً عنقد
إلى إشباع رغبة اإلنسان في البحث عن األسقباب المتعلققة توفر الوسائل واإل مكانيات ،وهي تهد
بالظواهر وتفسير كل شيء (عليان.)95 ،2008 ،
بطريققة تسقمح للمسقتفيد الوصقول المعرفة :فالمعرفقة المتولقدة ترتقب وتصقن -5إمكانية تصني
إليها بسهولة ،وهي ال تستهلك باالستخدام بل تتولد وتتطور باالستخدام (الكبيسي.)13 ،2015 ،
-6المعرفة واسقعة :تحتقاج المعرفقة إلقى ققرارات ثريقة ،ومسقاقات علميقة ،وخبقرة كبيقرة يكتسقبها
الفرد على مدى فترة طويلة ،ألن المعرفة ال تتكون بين عشية وضقحاها ،وققد تتشقكل المعرفقة مقن
والخبرات بين العاملين خالل عملهم .فضال أن المعرفة تراكمية ،وغير قابلة خالل تبادل المعار
للنضوب ،أي أنها تتجدد وتزداد وتتراكم باإلضافة إليها (أبو عابد.)7 ،2015 ،
-7الشققمولية واليقققين والدقققة :إن الشققمولية واليقققين والدقققة التققي تتمتققع بهققا المعرفققة تسققري علققى
71
الظواهر التي تبحثها وكذلك العقول التي تتلقى هذه المعرفة ،فالحققائق تفقرض نفسقها علقى الجميقع
عنققد لحظققة ظهورهققا وتنقققل إلققى النققاس ،واليقققين ال يعنققي الثبققات بققل يكتمققل باالعتمققاد علققى األدلققة
الدافعة والمقنعة ،والدقة تعني التعبير عن الحقائق بشكل رياضي تكاملي (الكبيسي.)14 ،2015 ،
-8المعرفققة إنسققانية :أي أن المعرفققة ليسققت جسققما ً جامققداً تمتلكققه المؤسسققة ،كالحواسققيب والكتققب
والنشرات ،بل هي لالكتساب الفردي ،من خالل المشاهدة واإلضفاء ،والقراءة ،واإلحساس المادي
والوجداني ،وجميعها تزودنا بمعلومات نحولها إلى معرفة (الظاهر.)43 ،2015 ،
-9إمكانية موت المعرفة :مثل المعلومات الراكدة أو الساكنة التي توجد في بطون الكتب المتقوفرة
ولم يقومقوا بتعليمهقا المكتبات ،أو تلك التي توجد في عقول من يمتلكون تلك المعار على رفو
تتققادم ويققل اسقتخدامها لدرجقة لآلخرين فتموت بموتهم (عليان ،)93 ،2008 ،وبعقض المعقار
متدنية جداً ويمكن وصفها بالميتة نسبيا ً (الملكاوي.)36 ،2007 ،
وترى الباحثة أن خصائص المعرفة تقوم على المعرفقة الصقريحة وتكنولوجيقا المعلومقات
وتعريفات قائمة على المعرفة الضمنية في رؤوس األفراد ،وهي حصيلة االمتزاج والتفاعل الخفي
بين المعلومات والخبرة والمدركات الحسية والققدرة علقى الحكقم ،وتقتم عمليقة المقزج داخقل عققول
األفقراد لتنققتج بعقد ذلق ك المعرفققة التقي توصققل إلقى أفضققل النتققائج والققرارات واسققتخالص المفققاهيم
والخصائص الجديدة.
4-3-3أنواع المعرفة
يجقب علقى المنظمقات أن تحقدد نقوع المعرفقة أو نمطهقا ،فالمنظمقات التقي تواجقه تحققديات
البيئة المتغيرة ،والمنافسة الشديدة ،والوصول إلقى مسقتوى الجقودة المطلقوب يجقب عليهقا أن تحقدد
نمط المعرفة المطلوبة ،وذلك يعتبر في غاية األهمية.
ويشير كقل مقن ( Laudon and Laudon (2012, 417أنقه فقي ظقل إدارة المعرفقة
يوجد نوعيـن مقـن المعرفقـة همقـا :المعرفقـة الضقمنية Tacit Knowledgeوهقي المخفيقة التقي
يمتلكها األفراد داخل عقولهم ،والنوع الثاني هو المعرفة الظاهرة /الصريحة /المعلنة Explicit
Knowledgeالمتاحققة فققي شققكل موثققق مققع تققوفير تققدوين سققهل ،ويعتبققر هققذين النققوعين مهمققين
إلدارة المعرفة ،ويؤكد ( Little, Quintas and Ray (2002, 43أن المعرفة الظقاهرة دون
نظرة ضمنية تفقد معناها بسرعة ،وفيما يلي توضيح لهما:
أوالً :المعرفة الضمنية (:)Tacit Knowledge
وهي تلك المعرفقة غيقر الرسقمية ،المخفيقة ،والذاتيقة ،المعققدة ،المركبقة ،والمتراكمقة علقى
والفهم الموجود في عقـول األفراد الذين يتمتعقون بق طالع واسقع ،وهقي معرفقة شكل معرفة الكي
ال يمكن رؤيتها ،أو التعبير عنها بيسر وسهولة ،باإلضافة إلى أنها معرفة شخصية ،ومن الصعوبة
72
القيام بتشكيلها ،أو نقلها أو إشراك اآلخرين بها ،ويعبر عنها بالطرق النوعية والحدسية غير القابلة
للنقققل والتعلققيم وتسققمى المعرفققة الملتصقققة ،والتققي توجققد فققي عققول األفققراد والفققرق داخققل الشققركة
(.)Balogun and Hailey, 2014, 62
ويرى كل من ( Fernandez and Sabherwal (2010, 25أن المعرفة الضقمنية
هي المعرفة التي تشمل الرؤى ،والحدس ،واألحاسيس الداخليقة ،حيقث يكقون مقن الصقعب التعبيقر
عنهققا وصققياغتها ومققن ثققم مشققاركتها ،والمعرفققة الضققمنية هققي أكثققر مققيالً لالعتمققاد علققى الجانققب
الشخصي وعلى تجارب الفرد وأنشطته.
أكثقر ممقا يققول وربمقا يعقود السقبب فقي ذلقك إلقى محدوديقة وهذا يؤكد أن اإلنسان يعقر
المختزنققة داخققل العقققل القققدرة علققى التعبيققر بكلمققات محققددة وواضققحة عققن المعلومققات والمعققار
البشري ،خاصة إذا كانت المعرفة تتعلق بمهارة فنية ،مثل التقنيات وقد يكون السبب الرؤية النابعة
من رغبة الفرد بالمحافظة على المعلومات (الملكاوي.)38 ،2017 ،
وترى الباحثة أن المعرفقة الضقمنية تتضقمن العمليقات الشقاملة والعقادات والتقاليقد والثقافقة
وقد تكون كبيرة أو صغيرة وهي غير مكتوبة ،وتشير إلى المهارات الموجودة في عقل وذهقن كقل
فرد والتي من الصعب تحويلها لآلخرين ،وقد تكون هذه المعرفة فنية أو إدراكية ،وليس من السهل
فهمهققا كعمليققة التعبيققر عنهققا بكلمققات ،ومققن الصققعب إدارتهققا والققتحكم بهققا واالسققتيالء عليهققا ألنهققا
موجودة في رؤوس األفقراد ،ولكقن يمكقن السقيطرة عليهقا مقن خقالل العمليقات العقليقة عقن طريقق
مالحظة الممارسات العملية وتدوينها بالنشرات والكتيبات.
ثانياً :المعرفة الظاهرية أو الصريحة (المعلنة) (:)Explicit Knowledge
وهققي المعرفققة التققي تتعلققق بالمعلومققات الظققاهرة والكلمققات واألرقققام والصققوت الموجققودة
واألشققرطة المضققغوطة التققي يمكققن التعبيققر عنهققا مققن خققالل المعلومققات، والمخزنققة باألرشققي
وباسققتطاعة الجميققع الوصق ول إليهققا واسققتخدامها ويمكققن تقاسققمها مققن خققالل النققدوات والمققؤتمرات
واللقاءات والكتيبات وغيرها (.)Nonaka and Takeuchi, 2004, 3
ويرى كل من ( Fernandez and Sabherwal (2010, 25أن المعرفة الظاهرية
هي تلك التي تشير عادة إلى المعرفة التي تنعكس في صورة كلمات وأرققام ،ويمكقن مشقاركة تلقك
المعرفة بشكل رسمي ومنتظم في صورة بيانقات ومواصقفات وكتيبقات وأدلقة ورسقومات وشقرائط
سمعية ومرئية وبرامج حاسوبية وبراءات اختراع وما شابه ذلك.
وترى الباحثة أنه من الممكن تحويقل المعرفقة الصقريحة إلقى ضقمنية عنقدما مقثالً أن يققرأ
شخص ما كتاب أو كتيب ويخزن بذهنه ما استفاد منه ،كما أنه يمكن تحويل المعرفة الضقمنية إلقى
صريحة عندما يقوم مثالً شخص ما بكتابة ما لديه من معرفة وخبرات مثالً.
73
البعض إلى هذين النوعين (المعرفـة الضمنية ،والمعرفة المعلنة) ثالثقة أنقواع أو ويضي
مستويات للمعرفة ،هي:
-1المعرفة الجوهرية ( :)Core Knowledgeوهي ذلك النوع من المعرفة أو النطاق األدنى
منهققا والققذي يكققون مطلوب قا ً للققدخول فققي الصققناعة ،ولكنققه ال يضققمن للمنظمققة أي قابليققة للبقققاء فققي
المنافسقة لفتقرة بعيققدة األمقد ،وهققي متقوفرة لققدى المنظمقات األخققرى األعضقاء والعققاملين فقي نفققس
الصناعة وتميزها عن المنظمات غير األعضاء (عليان.)77 ،2008 ،
-2المعرفددة المتقدمددة ( :)Advanced Knowledgeوهققي النققوع أو النطققاق الققذي يجعققل
الشققركة تتمتققع بقابليققة بقققاء تنافسققية ،مققع أن الشققركة تمتلققك بشققكل عققام نفققس المسققتوى ،النطققاق،
عن المنافسين في تعويلها على قدرتها والجودة من المعرفة التي يمتلكها المنافسون ،إال أنها تختل
على التميز في معرفتها لكسب ميزة تنافسية من هذا التميز (نجم.)43 ،2008 ،
-3المعرفة االبتكارية ) :(Innovation Knowledgeوهي المعرفة التي تمكن المنظمة من
أن تصققبح قائققدة فققي الصققناعة والمنافسققة وتجعلهققا قققادرة علققى تمييققز نفسققها بشققكل كبيققر عققن بقيققة
المن افسين ،حيث أن هذا النقوع مقن المعرفقة يجعقل المنظمقة ققادرة علقى إحقداث التغييقر فقي مجقال
الصناعة التي تعمل بها ،وهو مرتبط باالبتكار لما هو جديد في المعرفة ومصقادر ققدرتها ،ويمكقن
الشركة من تغيير قواعد اللعبة في مجال صناعتها (نجم.)44 ،2008 ،
وحدد العلي ( )37 ،2016أنواعا ً ومستويات أخرى من المعرفة ،منها:
-1المعرفددة العلميددة (التكنولوجيددة) :وترتكققز هققذه المعرفققة علققى المعلومققات الطبيعيققة ،أو العلققوم
وهي جزء من المعرفة الضمنية وتعبر عقن البراعقة والخبقرة والمهقارة الطبيعية ،ومعرفة – كي
في العمل.
-2المعرفة الضحلة والمعرفة العميقة :وتعني المعرفة الضحلة فهما ً قلقيالً للمؤشقرات ولمسقاحات
الجوانققب المرتبطققة بالمشققكلة بكافققة المشققكلة ،فيمققا تتطلققب المعرفققة العميقققة تحلققيالً عميققا ً لمختلق
جوانبها.
-3المعرفة السببية والمعرفة الموجهة (اإلرشادية) :وتقتم المعرفقة السقببية بنقا ًء علقى القربط بقين
المفاهيم المشتركة وباستخدام أساليب االستقراء واالستنتاج ،فيما تبنى المعرفة الموجهة على أساس
عدد سنوات الخبرة التي يمتلكها األفراد في مجال العمل فتصبح بمثابة دليل ومرشد للسلوك نتيجقة
للتعلم.
وتققرى الباحثققة أن العنصققر البشققري أصققبح هققو األسققاس فققي عصققر إدارة المعرفققة ،بينمققا
أصبحت تكنولوجيا المعلومات أداة من األدوات المساعدة ،وأنها أقرب إلى إعادة هندسة المنظمات
) (Reengineeringمنققه إلققى إدارة المعرفققة ،فتكنولوجيققا المعلومققات تققؤدي دوراً فققي تمكققين
74
أنشطة إدارة المعرفة ،واإلنسان هو موردها األساسي بما هو متقوفر فقي ذهنقه وعقلقه مقن خبقرات
ومهققارات ال يمكققن ألي تكنولوجيققا التنبققؤ بهققا مققا لققم يققتم التصققريح بهققا ونقلهققا منققه إلققى ومعققار
الحاسوب ليتم تخزينها فيه.
5-3-3مفهوم إدارة المعرفة
َتعققد إدارة المعرفققة مققن المفققاهيم الحديثققة والتققي دفعققت الكثيققر مققن المنظمققات إلققى تحويققل
أعمالهققا ونشققاطاتها إلققى أعمققال قائمققة علققى المعرفققة ،باعتبارهققا منظومققة شققاملة ومتكاملققة تحتققوي
مجموعة قيم وخبرات يمتلكها األفراد وتستخدمها المنظمات لتحقيق أهدافها وغاياتها لتضمن البقاء
والنمو واالستمرار بالمنافسة في األسواق ،فاألفراد يعتبرون المقورد األكثقر أهميقة لمسقاهمتهم فقي
الوصققول إلققى الجققودة وتحقيققق المزايققا التنافسققية التققي تعمققل الكثيققر مققن المنظمققات للوصققول إليهققا
(نوري.)134 ،2011 ،
ويقرى كقل مقن ( Little et al. (2002, 9أن إدارة المعرفقة هقي منهجيقة متقدمقة تققوم
على أساس إنشاء المعلومات وتوليدها وتجميعها ودعمها وعرضها وتوزيعها وتقييمها ،فهي تعمقل
الشخصقية والتنظيميقة، في بيئة تعليمية من شأنها تشجيع المنظمة على توليد كافقة أنقواع المعقار
إضفاء قيمة مضافة لألعمال. واستخدامها بهد
( Wiig (1994, 8إدارة المعرفققة بأنهققا اإلطققار المفققاهيمي الققذي يشققمل كافققة وعققر
األنشطة الالزمة والمطلوبة الكتساب نظرة عامة وشاملة ،وذلك لالستفادة من كافة أصول المعرفة
الم وجودة في المنظمة التي تستند على تشجيع األفراد لتبادل المعرفقة فيمقا بيقنهم ،حيقث أنهقا تخلقق
البيئققة المناسققبة والققنظم المالئمققة الكتسققاب المعرفققة وتنظيمهققا وتقاسققمها فققي كققل أرجققاء المنظمققة
وبأفضل طريقة للمساعدة في اتخاذ القرارات.
كما عرفت إدارة المعرفة على أنها عملية يتم بموجبها القيام بتجميقع المهقارات والكفقاءات
والخبققرات المتراكمققة والمققوارد البشققرية واسققتخدامها مققن أي مكققان فققي األعمققال ،سققواء أكققان فققي
الوثائق أو قواعقد البيانقات ،أو فقي عققول العقاملين ،إلضقافة القيمقة للشقركة مقن خقالل االبتكقارات
والتطبيق وتكامل المعرفة في طرق غير مسبوقة (العلي.)27 ،2016 ،
إدارة المعرفة بأنها ذلقك المقزيج مقن المهقارات والخبقرات والققدرات والمعلومقات وتعر
السققياقية المتراكمققة لققدى العققاملين ولققدى المنظمققة ،وهققي أنققواع مختلفققة تشققمل المعرفققة الضققمنية
(العلي واخرون.)26 ،2012 ، والواضحة ومعرفة كي
وتشير إدارة المعرفقة إلقى مجموعقة مقن الممارسقات والتقنيقات التقي تسقتخدمها المنظمقات
والخبرات ورأس المال الفكري وأشكال المعرفة األخرى من أجل لتحديد وتمثيل وتوزيع المعار
تعزيققز وإعققادة اسققتخدام ونقققل المعرفققة والعلققم عبققر المنظمققة ،ويتكققون إطققار إدارة المعرفققة مققن
75
مجموعة من العمليقات واألدوات والسقلوكيات التقي يشقترك فقي صقياغتها وأدائهقا المسقتفيدون مقن
توليد واكتساب وخزن وتوزيع المعرفقة لتقنعكس علقى عمليقات األعمقال للوصقول المنظمة ،بهد
(الكبيسي.)42 ،2015 ، إلى أفضل التطبيقات بقصد المنافسة طويلة األمد والتكي
إدارة المعرفققة علققى أنهققا العمليققات النظاميققة التققي تمقارس مققن أجققل إيجققاد ويمكققن تعريق
وتنظققيم وتنقيققة وعققرض المعلومققات والحصققول عليهققا بطريقققة قققادرة علققى تحسققين القققدرات التققي
يمتلكها األفراد في المنظمة في مجال عملهم ،وأن إدارة المعرفة تساعد المنظمة في الحصول على
الفهم العميق من خالل خبراتها الذاتية ،وتسقاعد أيضقا بعقض فعالياتهقا فقي تركيقز اهتمقام المنظمقة
علقققى توليقققد واكتسقققاب ،وخقققزن ،واسقققتخدام المعرفقققة ألشقققياء مثقققل حقققل المشقققاكل ،والتخطقققيط
إلقى ذكقاء اإلستراتيجي ،وصناعة القرارات ،وهقي تحمقي المقوارد الذهنيقة مقن االنقدثار ،وتضقي
المنظمة وتتيح مرونة أكبر (عليان.)139 ،2008 ،
ويقرى كقل مقن ( Râsula, Vukŝiĉ and Ŝtemberger (2012, 149أن إدارة
المعرفققة تقسققم إلققى ثالثققة عناصققر ،وهققي تكنولوجيققا المعلومققات (قققدرة التكنولوجيققا علققى االحتفققاظ
بالمعرفة واستخدام نظم المعلومقات) ،المنظمقة (األفقراد ،المنقات التنظيمقي ،والعمليقات) ،والمعرفقة
(تراكم المعرفة واستخدامها ومشاركتها وامتالكها).
وتققرى البا حثققة ،بعققد اسققتعراض التعريفققات السققابقة ،بققأن إدارة المعرفققة هققي تلققك التوليفققة
المتجانسة من الممارسات والقيم والمهارات والكفاءات والتقنيقات المسقتخدمة فقي المنظمقات لجمقع
وتخزين ونقل المعرفة ومشقاركتها مقع اآلخقرين للمسقاعدة فقي عمليقة اتخقاذ الققرارات الضقرورية
هذه المنظمات ،وان المعرفة هي من األصول الحقيقية عندما يتعلق األمر بالبقاء في لتحقيق أهدا
بيئة األعمال التنافسية ،وبدون المعرفة ،ستجد هذه المنظمات صعوبة كبيرة فقي االسقتجابة بفعاليقة
الحتياجات السوق المتغيرة باستمرار للحفاظ علقى ققدرتها التنافسقية ،وبالتقالي تصقبح مفقاهيم إدارة
المعرفة ضرورية ألي منظمة.
6-3-3أهمية المعرفة وإدارتها
لقققد شققهدت إدارة المعرفققة خققالل الفتققرة األخيققرة تطققوراً كبيققراً فققي درجققة تقبلهققا وتزايققد
االهتمام بها من قبل العديد من المنظمات في الدول النامية بسبب دور المعرفقة فقي نجقال األعمقال
وتطور المجتمعات ،وفقي تحقيقق التققدم التنافسقي علقى مسقتوى األفقراد والمجموعقات والمنظمقات
والمجتمعقققات ،حيقققث يالحقققظ ارتققققاء دول ومجتمعقققات فقققي مجقققاالت التققققدم الحضقققاري والتطقققور
الصققناعي دون أن تمتلققك ثققروات طبيعيققة أو مزايققا جيوبوليتكيققة إال أن لققديها القققدرة علققى إدارة
المعرفة وتوظيفها في استثمارات تحفز النمو االقتصادي.
وإدراكا ً لألهمية االقتصادية لقاعدة المعرفة ورأس المال الفكري ،تعتبر المنظمقات العاملقة
76
ف قـي مج قـاالت اإلع قـالم وتج قـارة التجزئققة والققـتأمين أن القيمققة الجوهريققة ألعمالهققا هققي المعرفققة
(.)Little et al., 2002, 9
ومع بداية األلفية الثالثة فقد غدت المعرفة أهم الموارد التنظيمية الحاسمة التي تشكل تحديا ً
للمنظمات في التنافس باألسواق ،ولذلك فقد لجأت الكثير من منظمات األعمقال إلقى تعزيقز وتقويقة
المعرفققة التققي يمتلكهققا األفققراد العققاملين بالمنظمققة ،حيققث يعتبققرون أبققرز الموجققودات المعرفيققة فققي
المنظمة (.)Hitt and Ireland, 2011, 20
ويبين كل من ( Little et al. (2002, 123أن المنظمات بدأت ب دراك أهميقة المعرفقة
هذا المورد بشكل فعال ،كأن يتم استخدام المعرفة حقول البيئقة في نجال أدائها على أن يتم توظي
التنافسية في صياغة استراتيجياتها ،وبذلك أصبحت المعرفة قيمة جوهرية للمنظمة.
ويرى كل من ( Witzel and Warner (2014, 94أنه يمكقن اسقتعمال المعرفقة فقي
المنظمقة مقن أجقل تنفيقذ مجموعقة مقن النشقاطات والمهقام التقي تتمحقور حقول وضقع خطقة للبحققث
والتطوير باالستناد إلى قيم معرفية داعمة لعملية إعادة هندسقة عمليقات األعمقال وتوزيقع نشقاطات
المعرفة ،باإلضافة إلى تحليل عمليات نقل وتبادل المعرفة وإعادة تصحيح هذه العمليات والوظائ
التشغيلية المتعلقة بها.
ويشير حسن ( )15 ،2015إلى أن المعرفة تعتبر المصدر االستراتيجي األكثقر ضقرورة
فققي تعزيققز وبنققاء الميققزة التنافسققية للمنظمققة ،وتؤكققد بعققض الدراسققات علققى أن المعرفققة هققي القققوة
والثروة األكثر أهمية في ظل ثورة المعلومات وعصر المعلوماتية ،وذلك نظرا للدور الكبيقر القذي
تؤديه على جميع المستويات التنظيمية.
ويشققير نجققم ( ) 23 ،2008إلققى أن المنظمققات بققدأت بققالتحول التققدريجي نحققو أن تكققون
أنشطتها قائمة على المعرفة ،ونتيجة لذلك أصبحت مهارة إدارة المعرفة والتعامل الفعال مقع أفقراد
المعرفة من المهارات األكثر أهمية لدى المديرين.
ويرى كقل مقن ( Gupta and McDaniel (2002, 42انقه ال بقد لكقل منظمقة تنقوي
المباشرة في التحول لتطبيق إدارة المعرفة المرور بمراحل متعددة ،هي:
تحديث وتطوير العمليات الالزمة الكتساب المعرفة من داخل أو خارج المنظمة. -1
تعاون الموظفين لتحويل المعرفة الضمنية إلقى معرفقة ظقاهرة ،بمقا يزيقد خبقراتهم العمليقة -2
مستقبال. المنظمة وتوليد المعار وتنويعها في مجال تحقيق أهدا
المنظمقققة ومققن ثققم تقيققيم نتقققائج غربلققة المعرفققة الختيققار المناسقققب منهققا لتحقيققق أهققدا -3
استخدامها.
نشر المعرفة باستخدام وسائل االتصال الالزمة لصنع قرارات اإلدارة في المنظمة. -4
77
عالية من اإلبداع ،والمساهمة في تعزيز استخدام المعرفة المتراكمة في خلق ميزة تنافسية للمنظمة
وتحقيق رضا الزبائن.
ويشير الخطيب وزيغان ( )15-14 ،2016إلى أن أهمية المعرفة تظهر من خالل النظر
إلى االعتبارات اآلتية:
-1تعتبر المعرفة مورد اقتصقادي مهق م وعنصقر أساسقي مقن عناصقر اإلنتقاج ،وذلقك بقالنظر إلقى
األهمية الكبيرة التي تتمتع بها ،كمقا باتقت المعرفقة مقن المعطيقات األساسقية إليجقاد ميقزة تنافسقية،
وهي أساس لكيفية تطور المنظمة وإعادة التشكيل لها مرة أخرى.
-2تمثقققل المعرفقققة العلميقققة األسقققاس المهقققم فقققي تحقيقققق االبتكقققارات واالكتشقققافات واالختراعقققات
التكنولوجية ،وهي تتيح المجال أمام المنظمة للتركيقز علقى األقسقام األكثقر إبقداعاً ،كمقا أنهقا تحفقز
اإلبداع واالبتكار المستمر لألفراد والجماعات.
-3الزيققادة المسققتمرة فققي االسققتثمارات المباشققرة فققي المعرفققة ،والتققي ينققتج عنهققا تشققكيل رأسققمال
معرفي تمثله أصول المنظمة غير المادية وغير الملموسة ،وما يترتب عليه من زيقادة فقي نتاجقات
المعرفة والتي يتسع حجمها باستمرار.
-4تعققد المعرفققة البشققرية المصققدر األساسققي للقيمققة ،كققذلك ف ق ن المعرفققة اإلداريققة ترشققد مققديري
المنظمات إلى كيفية إدارة منظماتهم ،والعمل على زيادة أعداد العاملين في مجاالت المعرفة ،وفقي
األعمال كثيفة العلم.
-5تساعد المعرفة في زيادة المرونة في عمل المنظمات من خقالل تشقجيعها علقى اعتمقاد مختلق
أشكال الهيكلة والتنسيق والتصميم وجعلها أكثر مرونة.
وترى الباحثة أن المعرفة باعتبارها فكراً متطقوراً ومصقدراً اسقتراتيجيا ً حظيقت باالهتمقام
والبحث والدراسة من قبل الباحثين ومراكز الدراسات ،ألهميتهقا باعتبارهقا الققوة والثقروة المكونقة
للمنظمات ،واألداة الفاعلة لتطورها ونجاحها على صعيد المنافسة واألعمال ،إضافة إلى كونها آلية
من اآلليات التقي تمكقن المنظمقة مقن إعقادة ترتيقب أفكقار العقاملين وخبقراتهم المتراكمقة مقن خقالل
تأسيس مفهوم التعلم التنظيمي في تعميق وبناء القيم الرصينة للمنظمة.
7-3-3وظائف إدارة المعرفة
لوجسقتية مقن شققين ،األول :فكقري ،والثقاني: إدارة المعرفقة علقى وظقائ تشتمل وظائ
تقني ،وكما يلي:
الجانب األول :الفكري ،ويتعلق بالجانب اإلنساني ،وتعني أن وظيفة إدارة المعرفة هنا ترتكز حول
جلب العنصر البشري القادر على توليد المعرفة سواء من داخل المنظمة أو خارجها أو من خقارج
البلد التي تتواجد فيه المنظمة ،فيقع على عاتقها هنا جلب الكفاءات البشرية المهقاجرة ،وبعقد تقوفير
79
العنصر البشري المؤهل يتم إعدادهم وتهيئتهم للعمل المعرفي وهم ما يطلق علقيهم "فريقق العمقل"
وعلقى إدارة المعرفققة بالتعقاون مققع إدارة المنظمقة أن تققوفر لهقؤالء سققبل النجقال كافققة ،وتهيقئ لهققم
المناسبة ،وينشأ عن ذلك عالقات بين إدارة المعرفة واإلدارات األخرى مثل إدارة المالية الظرو
ال سيما فيما يتعلق بنظام الحوافز ،وهناك جانب آخقر يتعلقق ب عقداد األفقراد مقن النقواحي القانونيقة
واألخالقيققة والعمققل علققى جعققل جميققع عمليققات المعرفققة متفقققة مققع النصققوص القانونيققة والمبققادئ
األخالقية العامة ،كما أن علقى إدارة المعرفقة أن تؤسقس وتنشقئ ثقافقة تنظيميقة تشقجع علقى تقاسقم
المعرفقة ،وهققذا يتعلقق بشققكل كبيققر بنظقام الحققوافز المتبقع تجققاه المعرفققة وأفرادهقا ،وأيضقا ً بالمنققات
التنظيمي السائد الذي يعمقل علقى إشقاعة جقو مقن الثققة بقين جميقع أفقراد المنظمقة والمعرفقة بشقكل
خاص (الملكاوي.)82 ،2007 ،
الجانب الثاني :التقنقي ،ويتعلقق ب عقداد البنيقة التحتيقة الالزمقة وجلقب الوسقائل التقنيقة الحديثقة ذات
العالقققة بالمعرفققة مثققل الحواسققيب والبرمجيققات ووسققائل االتصققال الحديثققة التققي تسققهم بالنفققاذ إلققى
مصادر المعرفة وتسهل من عمليات نقلها وتخزينها ونشرها ،كما أنقه يجقب علقى اإلدارة أن تتقابع
عملية تطبيق المعرفة ومعرفة النتائج إلدخال التعديالت الالزمة ،وتجديد المعرفقة وتوليقدها لتكقون
دورة كاملة متكاملة .وبدون توفر المعلومة والخبرة لن نستطيع الوصول إلى المعرفة .إن المعرفقة
هي المعلومات في العمل فهقي تتضقمن المعرفقة الموجقودة عنقد النقاس عقن أي عمليقة أو نمقوذج.
و مع المعلومة الجيدة ،الناس يستطيعون أن يتخذوا قرارات أفضل وأعمال ذكيقة وابتكقارات خالققة
(العلي.)71 ،2016 ،
ويققرى همشققري ( )114 ،2013أن إدارة المعرفققة كق دارة وظيفيققة فققي منظمققات األعمققال
األساسية وهي: تقوم بمجموعة من الوظائ
تحديد موارد المعرفة التي تمتلكها المنظمة وطبيعتها ومحتواها وأشقكالها وطقرق الوصقول -1
إليها واستخدامها ،والقيمة التي يمكن أن تضيفها ،ودورها في تحقيق الميزة التنافسية االسقتراتيجية
للمنظمة.
اإلدارة االستراتيجية للمعرفة ،وتتضمن جميع أنشطة المنظمة لصياغة استراتيجية المعرفة -2
تنظققيم المققوارد الفكريققة والتنظيميققة والتكنولوجيققة واإلبداعيققة واسققتثمارها داخققل وتطبيقهققا بهققد
المنظمة وخارجها.
المعرفقة (ترتيبهقا وتبويبهقا وترميزهقا) تنظيم المعرفة وإتاحتها ،وتتضقمن أنشقطة تصقني -3
وخزنها واسترجاعها وبثها وتنسيق عمليات تدفقها عبر قنوات محددة.
علقى تخطقيط القنظم المحوسقبة التقي تسقتند إلقى قواعقد بناء نظم المعرفة ،وذلقك باإلشقرا -4
المعرفة وتصميمها وتشغيلها ،ودعم الجهود األخرى الستكمال البنية التحتية لهذه النظم (مثقل نظقم
80
المعرفققة الموجققودة لمعالجققة المشققاكل التققي تواجههققا المنظمققة تطبيققق المعرفققة :توظيقق -4
اإلدارة مستقبال. والمساعدة في تحقيق أهدا
وهناك من قسقم عمليقات إدارة المعرفقة إلقى ثمانيقة أنقواع هقي :تشقخيص المعرفقة ،تحديقد
المعرف ق ة ،توليققد المعرفققة ،تنظققيم المعرفققة ،خققزن المعرفققة وإدامتهققا ،اسققترجاع المعرفققة، أهققدا
مشاركة المعرفة ،وتطبيق المعرفة .وانطالقا ً من هذه العمليات تم تحديد العمليات الجوهرية إلدارة
المعرفة لتتضمن :توليد المعرفة ،تنظيم المعرفة ،توزيع المعرفة والمشاركة بها ،وتطبيقق المعرفقة
(همشري.)121-120 ،2013 ،
أمققا ( Fernandez and Sabherwal (2010, 93فقققد صققنفا عمليققات إدارة
المعرفة إلى ما يلي:
-1اكتشاف المعرفة :أي تطوير معرفة جديدة سواء ضمنية أو صريحة وذلك من خالل البيانات
والمعلومات أو من خالل دمج مكونات معرفية سابقة ،ويتم ذلك عن طريق التجميع في حال
معرفة ضمنية جديدة. معرفة صريحة أو عن طريق التفاعل االجتماعي في حال اكتشا اكتشا
وتمثل المرحلة األولى من المعرفة عملية مركزية إلدارة المعار وتمثل عملية اكتشا
دورة إدارة المعرفة ،وتشمل العديد من األساليب والتقنيات واألدوات المستخدمة النتزاع المعرفة
الضمنية ،وبما يؤدي إلى خلق معرفة جديدة وتنظيم هذا المحتوى في وقت الحق بطريقة منهجية.
(.)şuŝnea, 2013, 347
-2امددتالك المعرفددة :ويقصققد بهققا اسققترجاع المعرفققة الصققريحة أو الضققمنية التققي تكمققن داخققل
األشققخاص أو التققي يعكسققها النتققاج الصققناعي أو الهياكققل التنظيميققة ،وقققد يققتم امققتالك المعرفققة مققن
خارج المنظمة ،ويتم ذلك من خالل عمليتي (التجسيد) وتعني امتالك المعرفة الضمنية ،و(التذويد)
وتعني امتالك المعرفة الصريحة (.)Laudon and Laudon, 2012, 420
-3مشاركة المعرفة :ويتم من خاللها نقل المعرفة الصريحة أو الضمنية إلى اآلخرين بشكل فعال
بحيقث يمكقن لمسققتقبل المعرفقة أن يتفهمهقا بشققكل جيقد تمكنقه مققن العمقل فقي ضققوئها ،علقى أن يققتم
مشاركة المعرفة وليس التوصيات المبنية عليها .وتلعب الدورات التدريبية والشبكات غير الرسمية
والخبرات التي يتم تناقلها بوجود ثقافة داعمة لذلك دوراً أساسيا ً في مساعدة المدراء علقى مشقاركة
المعرفة والمعلومات المهمة (.)Laudon and Laudon, 2012, 420
-4تطبيددق المعرفددة :اسققتخدام المعرفققة المتاحققة والمكتسققبة فققي اتخققاذ القققرارات وأداء المهققام ،مققن
والغرض من إدارة المعرفة هو تطبيق المعرفة المتاحة خالل عمليتي الروتين والتوجيه ،إن الهد
للمنظمققة ،هققذا التنفيققذ هققو األبققرز مققن عملياتققه .تشققير هققذه العمليققة إلققى شققروط االسققتخدام وإعققادة
االستخدام واالستخدام والتطبيق ،ومما يجعل أنشطة المنظمة أكثر مالءمة لالستخدام وأكثر مالءمة
82
للمهام التي تؤديها وهي آلية تتضمن استيعاب المعرفة وترجمتها إلقى عمليقات قابلقة للتنفيقذ علقى
الواقع (عبدالرحمن وتادرس.)564 ،2014 ،
وفيما يلي أكثر عمليات إدارة المعرفة انتشاراً والتي تم اعتمادها كمتغيدرات وسديطة فدي
الدراسة الحالية:
أوالً :تكوين المعرفة وتوليدها :Knowledge Creation
تعد المعرفة والقدرة عليهقا واسقتخدامها مصقدراً مقن المصقادر الضقرورية لتحقيقق الخبقرة
التنافسية واالستدامة في المنظمقة ،حيقث تققع المعرفقة والخبقرة التنافسقية فقي إمكقان توليقد المعرفقة
لتقققود إلققى اإلبققداع والققذي بققدوره يشققكل أحققد أسققس الخبققرة التنافسققية ،وبالتال قـي ف ن قـه يمكققن توليققد
المعرفة بعدد من العمليات التي تمتد بين التحديات اإلبداعية والبحث الجـاد ،كما أن نـوع المعرفقـة
بحقققـل المشقققـكالت ،وبالتجـريقققـب يمكقققـن أن يكقققـون ذو أهميقققـة كبيقققـرة بالنسـبقققـة إلقققـى المنـظمقققـة
(.)Witzel and Warner, 2014, 91
ويقرى كقل مقن ( Krogh, Nonaka and Aben (2011, 423أن عمليقة توليقد
المعرفة تبدأ بالفكرة التي يقدمها أحد األفراد القذين حصقلوا عليهقا ،إذ أن أعلقى درجقة مقن المعرفقة
هي تلك التي تكمن في أذهان المستخدمين ،لكن من الممكن أن يتم توليد المعرفة الجديدة من خالل
أقسام البحث والتطوير وتعلم الدروس والتفكير اإلبداعي ،فتوليد المعرفة يعني اإلبقداع ،والقذي يقتم
من خالل المشاركة التي تبديها فرق وجماعات العمل التي تدعم توليد رأس المال المعرفقي الجديقد
المشقاكل وإيجقاد حلقول جديقدة لهقا بشقكل ابتكقاري في الممارسات الجديقدة التقي تسقهم فقي تعريق
مسققتمر ،كمققا أنهققا تقققوم بتزوي ق د المنظمققة بقققدرات علققى التميققز والتفققوق وتحقيققق المكانققة السققوقية
المرموقة ،ومن هذه القدرات الممارسات اإلستراتيجية والبدء ب دخال خطوط إنتاج جديدة والتسريع
المواهققب فققي حققل المشققاكل وتطققوير خبققرات ومهققارات المققوظفين ومسققاعدة اإلدارة فققي توظي ق
واالحتفققاظ بهققا .وهققذا يعققزز ضققرورة فهققم أن المعرفققة واالبتكققار عمليققة مزدوجققة ذات اتجققاهين،
فالمعرفة مصدر لالبتكار عندما يعود ليصبح مصدراً لمعرفة جديدة.
ويؤكد على ذلك عليان ( )196 ،2008الذي يقول أنه يتم توليقد المعرفقة مقن خقالل فقرق
العمل وجماعات العمل الداعمة لتوليد رأس مال معرفي جديد في قضايا وممارسقات جديقدة تسقاهم
المشققكالت وإيجققاد الحلققول الجديققدة لهققا بصققورة ابتكاريققة مسققتمرة ،فالمعرفققة مصققدراً فققي تعريق
لالبتكار ،واالبتكار عندما يعود يصبح مصدراً لمعرفة جديدة.
ويرى كل من ( Nonaka and Takeuchi (2004أن المنظمات تقوم بتوليد المعرفة
واستخدامها في عملية يطلق عليها (تحويل المعرفة) ،أي تحويل المعرفة إلى معرفة معلنة والعكس
بالعكس .كما يوضح أن المنظمة ال تستطيع توليد المعرفة بنفسها ،ألنها المعرفة الضمنية التي
83
يحملها األفراد في عقولهم ،أو هي أساس عملية توليد المعرفة المنظمية ،ومن ثم ينبغي على
المنظمة القيام بتجميع المعرفة الضمنية وتعزيز تراكمها على المستوى الفردي ،ثم يتم توسيعها من
خالل أربعة أنماط من عملية تحويل المعرفة ،وهذه األنماط هي:
((Nonaka and Takeuchi, 2004, 66-67; little et al, 2002, 44-45
-1التفاعل االجتماعي :Socializationأي توليد المعرفة من خالل المشاركة بالمعرفة
الضمنية بين األفراد عندما يقومون بمزاولة أعمالهم ،أي تحويل هذه المعرفة إلى معرفة صريحة،
حيث يحدث التحويل فيها بتشارك الفرد مع فرد آخر فيما يمتلكه كل منهما من المعرفة الضمنية،
ويتم ذلك في المالحظة أو التقليد أو الممارسة أو الحديث أو الحصول على التعليمات المكتوبة أو
الشفوية ،فالتفاعل االجتماعي داخل المنظمة هو بمثابة تجميع للمعرفة الضمنية الموجودة لدى
الموظفين (.)Fernandez and Sabherwal, 2010, 58
-2التجسيد : Externalizationوهي التي تتم مقن خقالل تحويقل المعرفقة الضقمنية إلقى معرفقة
علنية واضحة كأن تنقل معرفة شخص من الكتب واألبحقاث والرسقائل ،ويحقدث فيمقا يكقون الفقرد
قادراً على أن يبين أو أن يلفقظ بوضقول مقا يمتلكقه مقن معرفقة ،وهقو بقذلك يققوم بتحويقل المعرفقة
الضمنية التي يمتلكها إلى معرفة معلنة تفسح المجال لآلخرين بأن يشاركوه في المعرفة الضمنية.
-3التركيققب : Combinationوتققتم بتحويققل المعرفققة الواضققحة (العلنيققة) إلققى معرفققة (معلنققة)
واضحة ،وذلك من خالل االتصال بين الجماعات أو نشر المعرفقة كعمليقة منتظمقة يمكقن تخزينهقا
وفهرستها ،وتحدث فيما يكون الفقرد ققادراً علقى دمقج وتركيقب أجقزاء غيقر مترابطقة مقن المعرفقة
المعلنة في كل جديد على شكل دليل أو كتيب أو جعلها جزءاً من المنتج فيحول المعرفة المعلنة إلى
معلنة أخرى.
-4التذويت : Internalizationوتتم من خقالل القيقام بتحويقل المعرفقة المعلنقة والواضقحة إلقى
معرفة ضمنية ،مثل القيام بتحويقل المعرفقة التنظيميقة إلقى عمليقات وأعمقال يوميقة روتينيقة وثقافقة
ومبادرات إستراتيجية ،ويحدث عندما يبقدأ المسقتخدمون فقي المنظمقة عمليقة تقذويت المعرفقة التقي
أنماط المنظمة ،بمعنى أن هؤالء األفراد يسقتخدمون هقذه المعرفقة كان تم التشارك فيها في مختل
التي تم التشقارك فيهقا لتوسقيع ومقد المعرفقة الضقمنية التقي يمتلكونهقا ،ومقن ثقم إعقادة تشقكيلها فقي
عقولهم ،من خالل تجربة توليد منتج جديد ف ن الفرد أو فريق العمل إنما يثقرون المعرفقة الضقمنية
التي يمتلكها كل فرد منهم ومن ثم تحدث عملية التذويت.
ويشير أبوفارة وعليان ( )59 ،2010إلى أن األفراد هقم القذين يولقدون المعرفقة وحقدهم،
أي أن المنظمة ال تستطيع توليد المعرفة من دون األفراد ،لذا يجب على المنظمقة أن تقدعم وتحفقز
نشاطات توليد المعرفة التقي يققوم بهقا األفقراد ،وعليهقا أيضقا أن تقوفر البيئقة المناسقبة لهقم ،وعليقه
84
فعملية توليد المعرفة المنظمية يجب فهمها بأنها عملية توسيع المعرفة التي يولدها األفراد وبلورتها
على مستوى الجماعة في الحوار والمحادثة والتشارك في الخبرة أو مجتمع الممارسة.
وترى الباحثة أن توليد المعرفة تبدأ بمرحلقة (التفاعقل االجتمقاعي) ثقم تتحقرك عبقر أنمقاط
التحويل األربعة المذكورة ،ويعد النمطين الثاني والرابقع أهقم مقرحلتين مقن مراحقل عمليقة تحويقل
المعرفة ،ألنهما تتطلبان االلتزام الشخصي من الفرد ،وألن المعرفقة الضقمنية تحتقوي علقى نمقاذج
ف ن االنتقال من المعرفقة الضقمنية إلقى المعرفقة المعلنقة ذهنية ومعتقدات ،فضالً عن معرفة الكي
هي عملية مفصلة للرؤيا التي يمتلكها الفرد فيما يتعلق بالعقالم المحقيط بقه ،أي مقا هقو موجقود ومقا
يجب أن يكون في المستقبل.
ثانياً :خزن المعرفة وتنظيمها (:)The Storage of Knowledge
تشققير عمليققة خققزن المعرفققة إلققى أهميققة الققذاكرة التنظيميقة ،فالمنظمققة تواجققه خطققراً كبيققراً
نتيجة فقدانها لجزء كبير من المعرفة التي يحملها األفراد الذين يغادرون مواققع عملهقم ،لقذلك بقات
خزن المعرفة واالحتفاظ بها مهم جداً خاصة للمنظمات التي تعاني من معدالت مرتفعة من دوران
العمل (الكبيسي.)112 ،2014 ،
عملية خزن المعرفة إتاحة االستفادة من هذه المعرفة والخبرات لمشاريع مسقتقبلية وتهد
للمنظمققة ،لققذلك يجققب أن يققتم حفققظ هققذه المعرفققة داخققل المنظمققة علققى شققكل وثققائق مكتوبققة أو فققي
اإلجراءات والعمليات التنظيمية الموثقة أو معلومات مخزنة في قاعقدة بيانقات الكترونيقة باسقتغالل
تكنولوجيا المعلومات الت ي تساهم في تحسين الذاكرة التنظيميقة وتوسقيعها واسقترجاعها للمعلومقات
والمعرفة المخزنة (.)little et al., 2002, 191
وبالتالي فق ن تخقزين المعلومقات واسقترجاعها عنقد الحاجقة هقو إحقدى العمليقات األساسقية
للمنظمة والتي تشمل المحافظة واالسقتدامة ،والبحقث ،والوصقول ،واالسقترجاع ،والتخقزين ،حيقث
أن تخققزين المعرفققة هققو الجسققر بققين التقققاط المعرفققة واسققترجاعها والتققي تعتبققر الققذاكرة التنظيميققة
للمؤسسققة ،والتققي تمثلهققا الطققرق التققي بهققا معرفققة تققأثير الماضققي فققي ظهققور األحققداث التنظيميققة
الحالية .وتعمل هذه الذاكرة كمستودع حيث يتم تطوير المعرفة لالسقتخدام فقي المسقتقبل وتوزيعهقا
(متعب وحسوني.)9 ،2011 ،
ويققرى كققل مققن ( Ling and Nasurdin (2010, 9أن عمليققة تخققزين المعرفققة
وتنظيمها تنطوي على نقل وتوفير الخبرة والمعرفقة لتسقليم وامقتالك المعرفقة المطلوبقة ،حيقث يقتم
نقل المعرفة الصحيحة إلى األشخاص الذين يحتاجون إليها في الوقت المناسب من أجل تنفيذ المهام
األساسية ،من خالل خلق وسائل اتصال جيدة وثقافة تشجع على نشرها داخل حدود المنظمة مما
يوحي بضمان توافر المعرفة المناسبة للشخص المعني في الوققت المناسقب ،وأنقه يصقل إلقى أكبقر
85
والنمقو واالسقتمرار مقع ضقرورة أن والغايات الواسعة التي تحقق للمنظمة التكي تحقيق األهدا
يكققون هنققاك تققرابط اسققتراتيجي بققين إدارة المعرفققة وبققين اإلسققتراتيجية الرئيسققية فققي المنظمققة ،لققذا
تطبيق المعرفة المناطق األكثر أهمية مقن الناحيقة اإلسقتراتيجية وأن تكقون لقه يتوجب أن يستهد
قيمة كبيرة لصالح العمل.
ويشققير ( Wiig (1994, 37إلققى أن تطبيققق المعرفققة يسققمح بعمليققات الققتعلم الفرديققة
والجماعية الجديدة ،وا لتي تؤدي إلى إبقداع وابتكقار المعرفقة الجديقدة ،وققد اسقتخدمت عقدة أسقاليب
لتطبيق المعرفة منها:
-1فرق متعددة الخبرات الداخلية في مبادرات العمل.
-2مقترحات الخبير الداخلي.
-3اعتماد مقاييس للسيطرة على المعرفة
-4تدريب الفرق من قبل خبراء متمرسين.
إلدارة المعرفقققة القققذي يعنقققي االسقققتثمار وتقققرى الباحثقققة أن تطبيقققق المعرفققق ة هقققو الهقققد
بالمعرفققة ،إذ أن الحصققول علققى هققذه المعرفققة ونقلهققا وخزنهققا والمشققاركة بهققا تعتبققر جوانققب غيققر
إذا لقم كافية ،فاألهم من ذلك هو تحويلها إلى أرض الواقع وتنفيذها ،فالمعرفة تعتبر مجقرد تكقالي
يتم تنفيذها ،وأن نجال المنظمة في البرامج المتعلققة بق دارة المعرفقة يعتمقد بشقكل كبيقر علقى حجقم
المعرفة التي يتم تنفيذها بالقياس مع ما هو متوفر لديها.
87
ععليااات إدارة الععرفااة الععمعاادة لغايااات الدراسااة ماان ود ااة ن اار والشااكو المااال ( )2-3يلخ ا
البااثة:
تكوين
المعرفة
وتوليدها
نقل المعرفة
ومشاركتها
العمليات أكثر فعالية وتقديم خدمقة أفضقل ،ويتطلقب ذلقك أن يمتلقك هقؤالء الموظفقون معرفقة بهقذه
المنظمقة ،ولقيس فققط اتبقاع التوجيهقات مقن اإلدارة العليقا، العمليات وباحتياحات العمالء وبأهقدا
لذلك تحتاج هذه المن ظمات إلى تنفيذ برنقامج تعليمقي شقامل القتنقاء الخبقرة وجمعهقا ،ليقتم بعقد ذلقك
تنفيذ برنامج إدارة المعرفة لدعم المبادرات الذكية.
-5منظور إعادة الهندسة :Reengineering perspectiveتبدأ المنظمات ب عادة هندسة
تشققغيلها أعلققى مققن المعققدل عملياتهققا عنققدما تققدرك أن عملياتهققا أصققبحت غيققر عمليققة وتكققالي
المطلوب ،ولكقي يكقون الموظفقون جقاهزين إلعقادة الهندسقة فق نهم يحتقاجون إلقى تعزيقز خبقرتهم،
ويتطلب ذلك نقل المعرفة واالطقالع علقى القدروس المسقتفادة وتنظقيم المعرفقة ويقتم ذلقك ب شقرا
اإلدارة العليا.
-6منظور المنظمة المتعلمة :Learning organization perspectiveتتعلم المنظمة
المتعلمة من عمالئها وأيضقا ً مقن خقالل مراقبقة المنافسقين ،وتحتقاج هقذه المعلومقات االسقتخباراتية
التي يتم جمعها إلقى هيكلتهقا وتجميعهقا فقي قواعقد معرفقة منظمقة وإلقى جعقل المعرفقة متاحقة لمقن
يحتاجها ،وتنفقذ المنظمقة فقي سقبيل ذلقك نظقام الحقوافز لتشقجيع القتعلم واسقتخدام المعرفقة المتفوققة
وتحسين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
وترى الباحثة أن هناك إمكانية واسعة لتنفيذ إدارة المعرفة في المنظمقة انطالققا ً مقن حاجقة
المنظمققة ووفققق رؤيتهققا ومنظورهققا ،وممققا الشققك فيققه أن إلدارة المعرفققة فوائققد كثيققرة تققأتي بسققبب
اعتماد المنظمات هذه المبادرة ،ومن فوائدها ما يلي:
جعل عملية اتخاذ القرارات أكثر كفاءة. -1
تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها بشكل أفضل. -2
يصبح المستخدمون أكثر قدرة على الحصول على المعرفة. -3
يصبح العاملون أكثر إدراكا ً وأفضل خبرة فيما يتعلق بعمليات التشغيل. -4
تكققون قققدرة المنظمققة علققى إرضققاء الزبققائن أفضققل مققن خققالل تقققديم منتجققات وخققدمات -5
واستجابات ذات نوعية أعلى.
تحسين اإلبداع داخل المنظمة. -6
10-3-3البنية التحتية إلدارة المعرفة
يشقير ( Fernandez and Sabherwal (2010, 42-49إلقى أن البنيقة التحتيقة
إلدارة المعرفة تعكس األسقس طويلقة األجقل للمعلومقات وإدارة المعرفقة ،وتشقتمل البنيقة األساسقية
على خمسة مكونات رئيسة:
90
تتعامل الهياكل التنظيمية مع الطريقة التي يتم بها تنظقيم المنظمقة ،والطريققة التقي يتعامقل
بها النقاس مقع بعضقهم القبعض ،بصقورة عامقة هنقاك نوعقان مقن الهيكقل التنظيمقي ،وهمقا رسقمي
وغير رسمي ،وهذان المفهومان ليسا مستقلين عن بعضهما ،فالهيكل الرسمي قد يؤثر بشقكل كبيقر
على الشقبكات غيقر الرسقمية ،إيجابقا ً وسقلباً ،ويقتم التركيقز علقى إدارة المعرفقة فقي المنظمقة داخقل
اإلدارة المختلفققة المققوارد البشققرية وتكنولوجيققا المعلومققات وإدارة المعلومققات العديققد مققن وظققائ
(مكتبة) والتسويق والبحث والتطوير على سبيل المثال ال الحصر (.)Pannu, 2017, 28
البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في المنظمة -3
يتم تسهيل إدارة المعرفة من خالل البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في المنظمقة ،وعلقى القرغم
من أنه يتم تطوير بعض تكنولوجيا المعلومات وأنظمة مباشرة لمتابعة إدارة المعرفة ،إال أن البنيقة
التحتيققة الش قاملة لتكنولوجيققا المعلومققات ،التققي ي قتم تطويرهققا لققدعم معلومققات المنظمققة واحتياجققات
األنظمة ،تساهم في إدارة المعرفقة .والبنيقة التحتيقة لتكنولوجيقا المعلومقات هقي الجمقع بقين تقنيقات
ونظم معالجة البيانات والتخزين واالتصاالت (قواعد البيانات ،الخوادم ،أجهزة الكمبيوتر ،وأجهزة
كامقل مقن نظقم المعلومات ،وما إلى ذلك) والعمليات التي تجعل كل شيء يعمقل .فهقي تضقم طيق
معلومات المنظمة ،بما في ذلك أنظمة معالجة المعامالت وأنظمة المعلومات اإلدارية .وهي تتقأل
من قواعد البيانات ومستودعات البيانات ،فضالً عن أنظمة تخطيط موارد المؤسسة.
المعرفة المشتركة /العامة -4
الشقائعة مكونقا ً مهمقا ً آخقراً للبنيققة األساسقية التقي تمكقن إدارة المعرفقة ،وتشقير إلققى تمثقل المعقار
الخبرات التراكمية للمنظمة في استيعاب فئقة مقن المعرفقة واألنشقطة والمبقادئ المنظمقة لهقا والتقي
تققدعم االتصققال والتنسققيق ،وتشققمل المعرفققة المشققتركة مققا يلققي :لغققة ومفققردات مشققتركة ،إدراك
مجققاالت المعرفققة الفرديققة ،المخطققط المعرفققي المشققترك ،العققادات المشققتركة وعناصققر المعرفققة
المتخصصة الشائعة بين األفراد المشاركين (.)Fernandez and Sabherwal,2010, 28
-5البيئة المادية
غالبققا مققا تعتبققر البيئققة الماديققة داخققل المنظمققة أمققراً مفروغ قا ً منققه ،لكنهققا أسققاس آخققر مهققم إلدارة
المعرفة ،وتشقمل الجوانقب الرئيسقية للبيئقة الماديقة :تصقميم المبقاني والفصقل بينهمقا ،موققع وحجقم
االجتماعقات وعقددها ومقا إلقى ذلقك ،ويمكقن أن تعقزز البيئقة الماديقة ونوع المكاتب ،ونقوع غقر
إدارة المعرفة من خالل توفير الفرص للموظفين لاللتقاء وتبادل األفكار ،كما توفر قاعات المقاهي
والكافيتريات ومبردات المياه والممرات أماكن يتعلم منها الموظفون ويتبادلون األفكار مع بعضقهم
البعض (.)Pannu, 2017, 28
وقد اقترل ( Lin (2013, 392أحد عشر عامالً من عوامل النجال الحرجة إلنجال تطبيقق إدارة
92
المعرفة في المنظمقات الصقغيرة وم توسقطة الحجقم مقع ترتيقب األهميقة ذات الصقلة ،وهقي القيقادة
اإلداريققة والققدعم ،الثقافققة ،تكنولوجيققا المعلومققات ،اإلسققتراتيجية والهققد ،القيققاس ،البنيققة التحتيققة
التنظيمية ،العمليات واألنشطة ،المساعدات التحفيزية ،المقوارد ،التقدريب والتعلقيم ،وإدارة المقوارد
البشرية.