Professional Documents
Culture Documents
القانون العضوي 18 15 ورهان حكامة التسيير المالي العمومي في الجزائر
القانون العضوي 18 15 ورهان حكامة التسيير المالي العمومي في الجزائر
1جامعة ابتنة-1اجلزائرakhalameur@gmail.com،
*املؤلف املرسل
:امللخص
وحتوال مهما يف مسار تسيري املالية، مدخال قانونيا لتحديث التسيري املايل العمومي15-18يشكل القانون العضوي
ومساءلة، وهذا من خالل االلتزام بتحسني شفافية امليزانية، يهدف إلصالح التسيري املايل العمومي،العمومية ابجلزائر
وعلى الرغم من املسار الطويل لإلصالح املايل بداية من سنة، وتعزيز دور الربملان يف اجملال املايل،املسريين العمومني
بسب مواجهته لتحدايت تتعلق ابلطابع الريعي، إال أنه مل يستجب ملتطلبات حكامة التسيري املايل العمومي2001
وهو التحدي احلقيقي الذي سيواجه االنتقال للتسيري املتمحور، وجتذر املمارسات البريوقراطية،للدولة واالقتصاد
فالتقنية واخلربة والتقييم حتتاج بيئة دميقراطية، وعليه تبقى الضرورة ملحة لتبين مقاربة تشاركية شاملة،حول النتائج
.لتحقيق رهان حتديث التسيري املايل العمومي
. الربملان؛ الربانمج؛ النتائج،التسيريالعمومي؛ القانوانلعضوي للمالية:الكلمات املفتاحية
Abstract:
Organic Law 18-15 constitutes a legal entry point for the modernization
of public financial management, and an important shift in the course of
public finance management in Algeria, aimed at reforming public
financial management, through a commitment to improving budget
transparency, accountability of public managers, and strengthening the
role of Parliament in the financial field, despite the fact that The long path
of financial reform starting in 2001, but it did not respond to the
requirements of the governance of public financial management, because
it faced challenges related to the rentier nature of the state and the
economy, and the rooting of bureaucratic practices, which is the real
challenge that will face the transition to results-oriented management,
and accordingly the necessity remains urgent to adopt a comprehensive
participatory approach Technology, expertise, and evaluation require a
democratic environment to achieve the challenge of modernizing public
financial management.
.
Keywords:public management; Organic Law of Finance, Parliament; the
program; Results.
.
مق ّدمة:
شهدت هناية القرن املاضي وبداية األلفية اجلديدة حتوالت هامة مست الشأن العمومي ،وطرحت عدة
إشكاالت على رجال القانون والسياسية واالقتصاد واالجتماع ،شكل إدارة وتسيري املال العمومي لتحقيق التنمية
عنصر رئيسيا فيها ،إذ أدتندرة املوارد املالية وارتفاع حجم املطالب االجتماعية لزايدة اإلنفاق العمومي ،وتصاعد
املطالبة بضرورة البحث عن أجنع اآلليات لتحقيق تسيري مايل عمومي فعال ،وهو ما يتطلب إرساء مبادئ احلكامة
العمومية املتمثلة يف الشفافية واملساءلة والرقابة واملشاركة يف تسيري املالية العمومية بشكل عام ،ابلنظر حلالة العجز
اليت يعرفها املقرتب القانوين لتسيري املال العام.1
اخنرطت اجلزائر كغريها من الدول يف موجة االصالح اليت عرفها عديد دول العامل يف الربع األخري للقرن
املاضي هبدف حتسني تسيري املالية العمومية بداية من سنة 2001حتت أتثري عوامل داخلية واستجابة لضغوط
خارجية ،2يف هذا اإلطار مت إطالق عدة ورشات يف جمال اإلصالح املايل للبحث عن السبل الكفيلة بتسيري أحسن
للمال العام ،أين يعترب إصالحها بوابة لتجسيد ابقي برامج اإلصالح األخرى ،ويعترب تبين القانون العضوي -18
15تتوجيا ملسار اإلصالحات ومدخال قانونيا لتجسيد لتحديث التسيري املايل العمومي.3
وهلذا فالدراسة يف هذا السياق حتاول اإلجابة عن إشكالية رئيسة :
ما مدى استجابة القانون العضوي 15-18املتعلق بقوانني املاليةملقتضياحتكامة التسيري املايل العمومي يف
اجلزائر؟
وهتدف الدراسة لتناول حدود مسامهة القانوانلعضوي 15-18املتعلق بقوانني املاليةيف جتسيد حكامة
التسيري املايل العمومي ،وتقدمي رؤية نقدية لعوائق جتسيد عملية االنتقال حنو تسيري عمومي فعال ،مع تقدمي عرض
لسبل جتاوزهااعتمادا على املنهج الوصفي والتحليلي.
لإلجابة عن هذه اإلشكالية مت تقسيم البحث إىل:
املبحثاألول :القانون العضوي 15-18يف ميزان معايري حكامة التسيري املايل العمومي.
املبحث الثاين :آفاق جتسيد حكامة التسيري املايل العمومي.
ا ملبحث األول:القانون العضوي 15-18يف ميزان معايري حكامة التسيري املايل العمومي
هدف القانون العضوي 15-18إلحدث حتول جذري يف عميلة صناعة القرار املايل العمومي حنو تكريس
حكامة املالية العمومية ،4اليت تقدم منوذجا لتحضري واعتماد القرار املايل ،مث تنفيذهورقابته حبثا عن الفعالية وحتسني
األداء من خالل مسامهة فاعلني آخرين إىل جانب الدولة ومؤسساهتا وتستند ملعايري الشفافية ،املشاركة ،الرقابة،
املساءلة .سعيا ملواكبة املد اإلصالحي الذي يطرح حكامة املالية العامة املستلهمة من مبادئ املنامجنت العمومي
اجلديد كفلسفة لتفعيل دور الدولة من خالل جتاوز املقاربة الفيربية القانونية للتسيري املايل العمومي ،واعتماد مقاربة
مناجريايلية تقوم على آليات املشاركة والشفافية واألداء والفعالية وترشيد الفعل العمومي ،إذ يتم جتسيد هذا من
خالل التسيري ابألداء املرتكز على النتائج.5
املطلب األول:غياب البعدالتشاركي واستمرار هيمنة السلطة التنفيذية على القرار املايل العمومي
يشكل استناد القرار املايل العمومي لبعد تشاركي ،ومسامهة خمتلف الفاعلني يف صياغته مكسبا يعزز شرعيته
السياسية واجملتمعية ،ويضع على عاتقهم التزاما بتنفيذه ،ويف املقابل ،يعرب غياب البعد التشاركي عن ضعف شرعيته
السياسية واجملتمعية ،ومؤشرالفقدان الثقة ابلدولة يف حد ذاهتا ،يف هذا السياق مت إعداد القانون العضوي 15-18
جاء مببادرة من السلطة التنفيذية عكست استمرارا هليمنها واحتكارها للمجال املايل.
الفرع األول:غباب املقاربة التشاركية يف صياغة القانون العضوي 15-18
يعترب القانوانلعضوي 18-15الدستور املايل الذي سيحكم اإلطار املنظم للتسيري املايل العمومي مبعىن ضبط
املايل،وابلنظر اجملال يف الفاعلني عالقات
لصدورهدونوجودمشاركةحقيقةلباقيالفاعلينخاصةالربملانواألقليةاملعارضةفيهخصوصاسيؤثرعلى شرعيته السياسية
واجملتمعية ،مث على مدى االستجابةهللكوهنيتجاوزاإلطاراملاليإلىتشكيلخيارااتجملتمعواألجيااللقادمة ،يؤشر هذا بداية
لغياب مبدأاملشاركةيف صناعة القرار املايل العمومي الذي يلعبدورا أساسيا فيصياغةمضموانحلكامةاملالية.6
حيث
جاءاتملبادرةمبشروعالقانوانلعضويللماليةمنقباللسلطةالتنفيذيةممثلةفيوزارةاملاليةاملهيمنةعلىاجملاالملاليعكسالقانوانلعضوايل
متعلقبقوانيناملاليةالفرنسيLOLF
لسنة2001الذجياءنتيجةملبادرةبرملانيةومشاركةواسعة،وحققإمجاعاواسعابينالسلطتينالتنفيذيةوالتشريعيةوالطبقةالسياسي
اجلزائر يف القانون ةحكومةومعارضة،7وعليهتعكساملبادرةمبشروع
استمرارالنهجاليتوافقمعمايصبواملشرعلتجسيدمهنمقاربةتشاركيةلصناعةالقراراملايل العمومي.8
الفرع الثاين:استمرار هيمنة السلطة التنفيذية على اجملال املايل مؤشر لغياب الشفافية
غياب البعد التشاركي يف صياغة القانون 15-18أييت كنتيجة لتأثري عوامل متعلقة بطبيعة وبيئة النظام
السياسي اجلزائري املسامهة يف تقوية املركز على حساب إضعاف واحتواء ابقي الفواعل ،فمشاركة الربملان واجملتمع
املدين يف جتسيد احلكامة الربملانية يف اجلزائر كفاعلني يف اجملال املايل تبقى رهينة إبرادة السلطة السياسية ،ابلنظر
لكوهنا تقوم على مبدإ االستقاللية اليت تسهم طبيعة النظام السياسي وتفاعالته يف جعلها شكلية إضافة لطغيان
املصاحل اخلاصة والزبونية على سلوكات ممثليها.9
استمرار استأثر السلطة التنفيذية ابلقرار املايل العمومي أييت من ضعف ابقي الفاعلني ،ولكن أيضا من عدم توفر
اآلليات واملعلومات الكفيلة بتفعيل دورها،فمشاركة اجملتمع املدين واملواطنني عموما يف صناعة القرار املايل العام ضعيفة
جدا حبسب التقارير الدولية املتعلقة مبسامهة املواطنني يف صناعة ورقابة التسيري املايل العمومي ،10ومل يؤطر املشرع
هذا األمر يف القانون 15-18ما حيُول دون حتقيق شفافية تسيري املالية العامة وينعكس سلبا على حتقيق فعالية
أكرب لتسيري املايل العمومي ،حييل هذا الستمرار غياب مبدأ الشفافية املشكل لعنصر مهم من معايري حكامة املالية
العمومية ،والذي يسهم تفعليهمن حماربة الفساد اإلداري واملايل ،ويؤدي لتعزيز املساءلة .ال توجد املساءلة يف غياب
الشفافية واملشاركة ما ينعكس يف تراجع إمكانيات جتسيد التحول للتسيري املتمحور حول النتائج.11
تؤثر بيئة النظام السياسي وتفاعالته يف استمرار غياب مبدأ الشفافية يف التسيري املايل العمومي فرغم النص على
كفالة احلق يف الوصول للمعلومة دستوراي ،12فالتحدي احلقيقي الذي يواجه النظام املايل العمومي هو تقدمي
املعلومات بلغة يسهل الوصول إليها لغري املتخصصني ،وإال حتولت الشفافية إىل جمرد حيلة بسيطة ملصادرة الغاية
منها.
ال تزال احلكومة ممثلة يف وزارة املالية تتمتع بوضع احتكاري للمعلومات املتعلقة ابملالية العمومية فرضها تفوقها التقين
مقارنة ابلربملان أو اجملتمع املدين اللذين يبقيان يف حالة عجز عن تعبئة خربة مضادة للخربة احلكومية يف اجملال املايل،
األمر الذي جيعل املعلومات اليت تتاح هلما تفقد قيمتها ،وجتعل من الشفافية وعدمها سواء بناء على منطق النتائج
الذي مت تـأسيس التسيري املايل العمومي عليه.
املطلب الثاين:ضعف منهجية الرقابة وصعوبة تنزيل منطق التسيري املتمحور حول النتائج
لتجسيد مقتضيات أتسيس إطار التسيري املايل العمومي على التسيري املتمحور على النتائج 13جيب الوصول لتحقيق
رقابة فعالة لتسري االعتمادات املالية ،وكذا القدرة على حتديد أهداف الربامج بدقة ،ما يشكل حتداي للجميع الفاعلني
يف جمال التسيري املايل العمومي.14
الفرع األول:ضعف منهجية رقابة تنفيذ االعتمادات املالية
تشري التجارب الدولية إىل أن إدخال التسيري املتمحور حول النتائج يؤدي إلعادة تشكيل الرقابة املالية العامة،
وإحداث حتول جوهري يف إجراءات الرقابة واملؤسسات املخصصة هلا ،يقتضي منح املسريين قدرا مهما من احلرية
يف مقابل املسؤولية امللقاة على عاتقهم وأن يتم ختفيف الرقابة السابقة يف مقابل التزام منهجي بتقدمي احلساب عن
طريق تعزيز الرقابة الالحقة ،سواء كانت إدارية أو سياسية أو قضائية أو اليت متارس من قبل املواطنني.15
جاء القانون العضوي 15/18ليُؤسس لتسيري عمومي جديد يتمحور حول النتائج وهو ما يعين إعطاء حرية
ملسريين العمومني (املسري املسؤول) ولكن مع إلزامه بتقدمي حساب عرب تقرير يعرض فيه النتائج املتحصل عليها
مقارنة ابلوسائل املكرسة ،16ونتج عن تبين هذا النهج حتول جوهري ملفهوم الرقابة حنو رقابة األداء تتميز ابلتدقيق
الذي يتم ابلتأكد والتحقق من استخدام احلكومة لألموال املوضوعة تصرفها ومن تنفيذها لرباجمها وفقا لألهداف
احملددة فيها ،وفق مؤشرات األداء املختلفة احملددةلكل برانمج ،فهي رقابة تقوم على ربط اإلنفاق العمومي بتحقيق
النتائج اليت سيكون تقييمها من خالل تقرير وزاري للمردودية يوضح الظروف املنفذة فيها الربامج املسجلة ومدى
بلوغ األهداف املتوقعة ،واليت يتم قيساها وتتبعها من خالل مؤشرات األداء املرتبطة هبا والنتائج احملققة والتفسريات
املتعلقة ابلفوارق املعاينة.17
تُعىن رقابة األداء ابلرتكيز على رقابة استخدام املال العام وفق معايري االقتصاد والكفاءة والفعالية يف حني تركز الرقابة
الكالسيكية على معايري االنتظام والشرعية واحرتام اإلجراءات.
إن تركيز أولوايت الرقابة على معيار األداء بدال من معيار االنتظام يعتمد بشكل أساسي على تنظيم السلطات
الدستورية ودرجة الالمركزية ودرجة الفصل بني السلطتني السلطة التنفيذية والربملان ،هذا األخري الذي جاء القانون
ليعزز دوره يف رقابة املالية العامة من خالل النص على تزويده ابملعلومات عرب عدد من التقارير اليت يشرتط فيها
انتظامها وصدقها 18اليت تبدأ قبل هناية الثالثي األول للسنة املالية وتنتهي ابلتقارير املرفقة بقانون املتضمن تسوية
امليزانية.19
يف هذا السياق يرى "شرفة عبد احلق" أن االستخدام األمثل لألموال العامة يتطلب منح املسريين حرية أكثر واالنتقال
إىل رقابة األداء-لكنه جيب قبل ذلك ضمان مستوى من رقابة االمتثال واملطابقة واالنتظام-اليت جيب أيضا أن تعين
االلتزام ابلنتائج وتكون موضوعا للتقييم .ميثل هذا يف الواقع مرحلة جديدة من تطور اجملتمع تستوجب متطلبات
جديدة وترتبط إبتقان أكرب للمهارات املناجريايلية ،لكن املمارسة اجلزائرية ال تسري يف هذا االجتاه بل على العكس
من ذلك فقد تعززت الرقابة السابقة بشكل واضح يف السنوات األخرية لصاحل متديد الرقابة السابقة".20
فرغم ما محله القانون العضوي 15-18من أحكام جديدة لضبط األشكال املختلفة لتعديل االعتمادات
املالية اليت ميكن أن تلجأ إليها احلكومة عند تنفيذها لقانون املالية للسنة أو قانون املالية التصحيحي ،وعلى أمهية
تسقيف إجراء نقل أو حتويل االعتمادات ،واشرتاط اعالم الربملان لكنه مل يتسم ابملرونة الواجب ااتحتها للمسريين
يف تسيري االعتمادات املالية ،كما أنه مل حيدد حالة االستعجال القصوى اليت ميكن اللجوء فيها الختاذ إجراءات
تعديل مبالغ االعتمادات املالية بفتح اعتماد مسبق أو الغائه أو تسويته ،مكتفيا إبعالم الربملان وموافقته على تسويتها
عند مناقشته لقانون املالية التصحيحي دون التطرق لآلاثر املرتتبة على عدم موافقته عليها.21
يف نفس السياق عرض القانون 15-18حلالة إلغاء االعتمادات املالية يف حال أصبحت غري ذي موضوع خالل
السنة دون فرض شروط حمددة للقيام بذلك ،22ما قد يؤدي إىل االستغالل املفرط هلذه اآللية واملساس ابلوجهة
احلقيقة لالعتمادات املالية ،وجيعل من رقابتها أمرا يف غاية الصعوبة على اعتبار أن الوزير املكلف ابملالية يقدم يف
.23
هناية كل سنة مالية عرضا شامال عن عمليات التسوية أمام اهليئات املختصة ابلربملان
الفرع الثاين:صعوبة تنزيل منطق التسيري املتمحور حول النتائج
يهدف اعتمادالتسيري املتمحور على النتائج من االنتقال من مقاربة تقنية قانونية للتسيري املايل العمومي قائم على
منطق الوسائل إىل مقاربة تسيريية (مناجريايلية) وفق مقرتب اقتصادي هتتم ابلنتائج ومؤشرات األداء ،لكن جتسيد
ذلك تواجه عدة حتدايت يعكسها طول مسار عملية إصالح تسيري املالية العمومية الذي انطلق منذ سنة 2001
ما يعكس توترات اإلدارة السياسية ،ولكن يف املقابل عدم القدرة على استيعاب مضامني التحول حنو التسيري
املتمحور حول النتائج ،وتعاليم وآليات املنامجنت العمومي اجلديد ،ونقل مفاهيم نظرية وتطبيقات عملياتية ،حيث
تطرح هذه العمليات إشكاليات عديدة ألهنا ليست تقنية إحصائية فقط ،الرتباطها أبسئلة نظرية ومفاهيمية ،فقبل
تشغيل اآللة للقيام إبنتاج األرقام جيب وضع املعايري ،هذه املعايري تعكس فلسفة ومقاربة واضعها.24
يف هذا السياق تواجه حماولة تكريس هنج االداء والنتائج يف التسيري املايل العمومي الذي يسعى القانون العضوي
15-18لتجسيده عدة صعوابت من الناحية العملية ،ترتبط بعدم القدرة على حتديد األهداف ابلنسبة جلميع
والقطاعية احلكومية واهليئات اإلدارية بشكل دقيق ،ما جيعل أهداف الربامج غالبا ما تتصف ابلسطحية والعمومية،
األمر الذي حيول دون احلقيقة املرجوة من تبين التسيري املتمحور حول النتائج ،فعدم حتديد األهداف املرتبطة بربانمج
معني جيعل عملية قياس النتائج غري متاحة ،خاصة يف بعض الربامج ذااتألبعادالسياسية أو االجتماعية أو
االقتصاديةمثل ( كتلة األجور ،نظم التقاعد ،حماربة الفساد والفقر...إخل ،ابإلضافة إىل صعوبة التقييم املرتبطة بوجود
كم هائل من مؤشرات جناعة التسيري العمومي وعدم وجود إمجاع حوهلا نظرا لتعدد األهداف والفاعلني.25
يف املقابل ،يبقى جتسيد الدور املنوط مبسؤويل الربامج مبدى احلرية اليت تتاح هلم يف مجيع مراحل إعداد الربامج
وتنفيذها وتقييمها ورقابتها ،األمر الذي يرتبط ابلتخلص من رواسب التسيري البريوقراطي واالنتقال إىل ثقافة النتائج،
وتواجه حرية املسريين كذلك بعقبات تتعلق بتجرمي أفعال التسيري اليت ختضع لقانون العقوابت ولسلطة القاضي
اجلنائي ،يف هذا السياق أشار" "Philippe Seguinأنه "بني غياب اجلزاءات والعقوابت اجلنائية ...توجد
مساحة كبرية لنظام عقوابت حمدد يتكيف مع حتدايت التسيري العمومي"26ـ يتعلق األمر مبوازنة فعلية بني رفع التجرمي
عن أفعال التسيري للسماح حبرية ومبادرة أكرب للمسريين املسؤولني ومحاية الكفاءات النزيهة ،ووضع نظام للعقوابت
الالزمة لردع حاالت إهدار املال العام وانتشار الفساد واإلفالت من العقاب.
وعلى الرغم من أن إاتحة كم كبري من املعلومات الذي أييت يف سياق جتسيد متطلبات األداء والشفافية ،يعين
ابلضرورة القدرة املوجهة إليهم من الربملانيني خاصة على استغالهلا لعدة اعتبارات تتعلق بتقنيتها حيث العجز التقين
للربملانيني عن فهمها وتوظيفها جيعلها عدمية القيمة األثر ،ويشري "خالد منة " عند تناوله ملسألة حكامة املالية العامة
يف اجلزائر وحتدايت الشفافية إىل " أن حتقيق الشفافية عملية مهمة ولكنها صعبة التحقيق خاصة فيما يتعلق بشفافية
النفقات العامة .حيث يعرتض تطبيق الشفافية عراقيل عدة من بينها تعقد التقنيات وصعوبتها ،واختالف الصياغات
املتعلقة ابحلساب والصعوابت السيكولوجية اليت يُواجهها نواب الربملان عند استعراضهم معلومات رقمية يف شكل
ميزانيات وحساابت".27
وعليه ،ف التحدي احلقيقي الذي يواجه النظام املايل العمومي هو تقدمي املعلومات بلغة يسهل الوصول إليها لغري
املتخصصني ،وإال حتولت الشفافية إىل جمرد حيلة بسيطة ملصادرة الغاية منها.28
ويف ظل الظروف الراهنة ،فإن االلتزام بتحقيق النتائج دون حرية أكرب للمسريين ال ميكن معه مساءلة املسريين
املسؤولني عن الربامج إال عن حتقيق نتائج املتناسبة طرداي مع حدود حرية التسيري املمنوحة هلم ،ومنه ال تشكل رقابة
األداء سوى مطلب إضايف انشئ عن خماوف جديدة يف سياق البحث عن فعالية الفعل العمومي.29
املبحث الثاين :آفاق جتسيد حكامة التسيري املايل العمومي
يرتبط رهان جتسيد حكامة تسيري املالية العمومية يف أي بلد مبدى القدرة على توفري جمموعة من الشروط االسرتاتيجية،
التقنية ،املؤسساتية ،والبشرية ،أي مبجموعة من العوامل الذاتية مع ضرروه االستفادة من التجارب الرائدة يف اجملال
ولكن بتكييفها مع السياق ،أي البيئة الثقافية االجتماعية السياسية واالقتصادية ،فلقد أصبح التسيري املايل يكتسي
أمهية قصوى يف أدبيات احلكامة" ،حبكم التحوالت العميقة اليت تعرفها منظومة اإلنتاج –فكرا وفلسفة– من خالل
تداعي احلدود وتالشي املسافات واحتدام املنافسة" ،30وعليه يتعلق جتاوز إشكالية التسيري املايل العمومي إبصالح
اإلطار املنظم هلا أي القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية ،ولكن أيضا بتوافر بيئة مساعدة تستطيع اجلمع بني وفق
مقاربة تشاركية اسرتاتيجية جتمع بني الشرعية القانونية والفاعلية التسيريية أي حكامة مالية عمومية جديدة.
املطلب األول:تبين مقاربة تشاركية مواكبة للتحوالت ومنسجمة مع سياقها.
يشكل اجلانب املايل أحد أهم اجملاالت اليت حتظى ابهتمام املواطنني ملا له من أتثري مباشر على حياهتمفي
ظل عجز الدول عن تلبية املطالب املتزايدة ،وشح مصادر التمويل ،وقلة املوارد املالية ،وانعكس هذا يف االهتمام
املتزايد بقضااي تسيري الشأن العام وزايدة املطالبة اجملتمعية بضرورة حتسني األداء ،ما يتطلب البحث عن أجنع السبل
والتجارب الناجعة يف حتسني أداء التسيري املايل ،لكن استرياد التجارب وحماكاة النماذج لتحقيق ذلك يعرف فشال
ابلنظر الختالف السياق وعدم القدرة على استيعاب املضامني واحلموالت الفكرية اليت حتملها اآلليات واألدوات
التسيريية املراد تطبيقها.
الفرع األول :املقاربة التشاركية لصناعة القرار املايل العمومي
حييل مفهوم احلكامة لتصور تشاركي لصناعة القرار،وتقوم حكامة املالية العموميةعلى تبين مقاربة تشاركية لصناعة
القرار املايل العمومي ،ويتوقف جناحها على تعبئة مجيع الفاعلني وأصحاب املصلحة يف هذا اجملال ،ما جيعل إشراك
فعاليات اجملتمع املدين مسألة حيوية يف إعطاء شرعية حقيقة لعملية التسيري املايل العمومي وزايدة ثقة املواطنني يف
املؤسسات العمومية ،كما حيملهم جزء من املسؤولية عن حتقيق تدبري أفضل للموارد العامة ،ويف املقابل جيعل
احلكومات ُملزمة على العمل بفعالية حتت طائلة تعرضها للمساءلة.
تقتضي املقاربة التشاركية اليت تقوم عليها احلكامة املالية مسامهة فاعلني إىل جانب الدولة ومؤسساهتا يف صناعة
القرار املايل وتسيري املال العام ،حيث يعد إشراك اجملتمع املدين كفاعل مهم ال غىن عنه لتجسيد احلكامة املالية مطلبا
سياسيا اجتماعيا وماليا متليه التحوالت اليت تشهدها إدارة الشأن العام وتسيري املالية العمومية على وجه اخلصوص،
إذ مل يعد جمداي أن تنحصر عملية صناعة القرار املايل على اخلرباء واملختصني ووزراء املالية ،بل ينبغي أن تشارك فيها
كل فئات اجملتمعات إببداء الرأي ،إثراء النقاش على اعتبار أن مسألة التسيري املايل العمومي ورقابتهمكرسة مبواثيق
حقوق اإلنسان ،وتضمنتها الدساتري ونصت عليها قوانني املالية.
يشكل احتكار السلطة التنفيذية للمجال املايل حتضريا وتنفيذا ورقابة مساسا بشرعية القرار املايل العمومي وعامال
يضعف االستجابة له ،األمر الذي حيول دون حتقيق النتائج اليت يسعى القانون العضوي جلعلها غاية كل برانمج.
وعليه ،يقتضي الوصول لذلك دورا فاعال للمجتمع املدين غري خاضع للدولة ومؤيد ملواقفها ،ومستقل عن حتكمها
عرب آليات الدعم والرقابة املالية ،ففعاليته وحتقيق للغاية من وجوده كقوة اقرتاح ،أتثري ،ورقابة يف اجملال املايل العمومي
تتعلق ابستقالليته من حيث التمويل وشرعيته تستند ملدى احرتم للقيم املصلحة العامة.31
صاغته السطلة التنفيذية يف إطار عقد شراكة مع البنك الدويل واكتفى ممثلو الشعب بتزكيته يف ظل هيئة برملانية
مطعون يف شرعيتها.34
إضافة ملا سبق ،جاءت أحكام القانون العضوي 15-18متأثرة ومستعرية للعديد من األحكام املتضمنة
ابلقانون العضوي املتعلق بقوانني املالية الفرنسي لسنة ،352001سواء بتبين التسيري املتمحور حول النتائج أو
البحث عن التحكم يف اإلنفاق العمومي.
يف املقابل ،مل يوفق القانون العضوي 15-18يف اقتباس الصالحيات اليت منحها للهيئة التشريعية سواء من
حيث املبادرة التشريعية مبنح الربملانيني إمكانية اقرتاح نقل االعتمادات داخل نفس الربانمج ومن برانمج آلخر وفق
شروط أكثر مرونة ،وضمان احرتام الرخصة الربملانية بتقدمي ضماانت بعدم جتاوز الرتخيص الربملاين ،كما مت تدعيم
سلطة الربملان الرقابية عرب تقوية سلطة جلنيت املالية يف جمال الرقابة والتقييم ،36وتوسيع نطاق صالحياهتا لتشمل كل
مسألة متعلقة ابملالية العمومية.37
حتتاج التجربة إصالح التسيري املايل العمومي يف اجلزائر ملرور وقت على تطبيقها للــتأكد من مدى قدرهتا على
جتسيد االنتقال للتسيري املتمحور حول النتائج ،والربملان املقيم للسياسيات العمومية ،لكن التجارب تشري لعدم جناح
عمليات استنساخ اإلصالح بفعل اختالف السياقات ،38وهي حالة ال تتعلق ابجلزائر وحدها بل ابلدول النامية،
وتتجاوزها إىل الدول التابعة لنفس املنظومة االقتصادية والسياسية مثل دول منظمة التعاون و التنمية االقتصادية.
املطلب الثاين :التأسيس لعقد اجتماعي جديد قوامه قطيعة مع روابط التبعية الفكرية واملادية
مير جتسيد إصالح تسيري املايل العمومي برهان إصالح الدولة ،العمل الذي يبدأ انطالقا من التأكيد على الشرعية
يف بناء عقد اجتماعي جديد يالئم بني املقتضيات الدستورية والقانونية النابعة من ثوابت األمة اجلزائرية واالستفادة
من التجارب الرائدة يف جمال تسيري املالية العمومية وتكييفها مع السياق ،كما يتعلق بقطع الروابط ابلطابع الريعي
للدولة واالقتصاد والقطاع اخلاص واجملتمع املدين وهو التحدي احلقيقي الذي يواجهه مسار االصالح املايل عموما
وجتسيد االنتقال للتسيري املتمحور حول النتائج على وجه اخلصوص.
الفرع األول:تقوية القدرات املؤسساتية التسيريية والقيمية
يتعلق جتاوز أزمة التسيري العمومي يف اجلزائري ابلقدرة على الدمج والتوفيق بني املنطق السياسي املهتم بتعزيز
الدميقراطية وسلطة املنتخبني واملنطق التسيريي املهتم إبدخال مفاهيم األداء وحتقيق النتائج ،حييل هذا لكون هذا
العملية تعرب عن خيار جمتمعي يتجاوز املسائل التقنية البحتة (برامج ،مؤشرات قياس ،أدوات )...إىل مشروع اجملتمع
املراد تبنيه ،والذي يرتبط جناحه مبدى توافقه مع السياق االجتماعي والثقايف للمجتمع.
وعلى هذا ،فاحملاوالت الرامية إىل استرياد التجارب وحماكاة النماذج اليت أثبتت جناحها يف إحداث حتول جذري
يف تسيري املالية العمومية خاصة يف دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية كانت خمتلفة يف الرتكيز على أولوايهتا
وآليات عملها مرتبطة بساق كل دولة حدة،فقد كشفت التحوالت عرب العامل أن عملية االستنساخ تؤدي إىل والدة
أنظمة مالية عامة مشوهة ،وهياكل وأنظمة معلوماتية بال روح جتد مقاومة داخلية من اجلهاز البريوقراطي الذي يرفض
اإلصالح حفاظا على امتيازاته.
يتطلب إصالح التسيري العمومي تعزيز القدرات املؤسساتية أي تقوية التنظيم السياسي بوجود برملان ذو متثيل
حقيقي يستمد قوته من شرعيته متكنه من التشريع والرقابة ،سلطة تنفيذية تعتمد على معيار الكفاءة ال الوالء تستمد
شرعيتها من النتائج الفعلية ،سلطة قضائية مستقلة تكفل احرتام الدستور.
البحث عن اعتماد التسيري املتحور حول النتائج كمرجع للتسيري املايل العمومي ال ميكن أن يتم إال يف حدود
دولة القانون واحلكامة اليت تشري إىل الشروط االجتماعية والسياسية أي بيئة دميقراطية مساعدة على جتسيد رهان
حتديث التسيري املايل العمومي.39
الفرع الثاين:فك االرهتان للمؤسسات املالية الدولية ومنطق الريع
أييت الشروع يف عملية إصالح تسيري املالية العمومية يف إطار مواصلة اإلصالحات املالية واالقتصادية اليت بدأهتا
اجلزائر ابلتعاون مع اهليئات املالية الدولية كمرحلة اثلثة للربامج التصحيحية اليت أطلقها صندوق النقد الدويل بعد
مرحلة االستقرار االقتصادي والتعديل اهليكلي اليت أثبتت فشلها وزادت من الفوارق االجتماعية والفقر والتهميش،
ويف حماولة لربط فشلها ابنتشار الفساد اإلداري وانعدام الشفافية طالب إبصالح تسيري املالية العمومية.
تعمل ملؤسسات املالية على الرتويج للمقاربة اجلديدة لتسيري املايل العمومياملستوحاة من املنطق املناجرياييل عرب آليات
الشراكة ،وكذا املشروطية االقتصادية والسياسية يف إطار برامج مساعدات التنمية ،فخضعت اجلزائر إلجراءات
التعديل اهليكلي وحماولة زرع هذا املفهوم يف التسيري املايل العمومي عن طريق اخلوصصة والتفويض ،التعاقد والشراكة.
تشري حصيلة تدخل املؤسسات املالية الدولية سواء عن طريق املشروطية االقتصادية والسياسية إىل املنشودة،
النتشار الفقر واستفحال البطالة وتدمري القطاع اإلنتاجي احمللي من خالل اخلوصصة وتضرر العالقة بني اجملتمع
والدولة الضعيفة اليت صارت حت ـ ـاسب من قبل الدائنني وليس من قبل مواطنيها.40
وعليه ،فإن اعتماد اجلزائر على وصفات املؤسسات املالية الدولية إلصالح التسيري املايل العمومي حتت أي مسمى
ليست سوى رهن للقرار املايل مث السيادي الذي يف املقابل حيتاج لشرعية داخلية تدعمه وتوقي االستجابة له بفعل
توفر كل العوامل املساعدة على جتسيد تسيري مايل عمومي فعال.
ومن ضرورة احلد من أتثري العامل اخلارجي على القار املايل العمومي ننتقل إىل أتثريات العامل الداخلي الذي
يرهتنلعائدات اجلباية من احملروقات ثالثة أرابع املوارد املالية للدولة اجلزائرية ،هذه الطبيعة السنوية اجملتمعة مع وفرة
املوارد تضع دورة امليزانية أبكملها خارج أي قيود للموارد .41األمر الذي يتعارض مع مبدأ التسيري املتمحور حول
النتائج الذي يهدف لتحقيق الفعالية ،والكفاءة ،واالقتصاد .ويف ظل غياب إطار مؤسسايت حيل الريع حمل األداء
ويتحول الريع من نعمة إىل لعنة عند جتاوز عتبة استهالك معينة.42
أدى االعتماد املفرط على عائدات احملروقات خالل العشرين السنة املاضية لنتائج اقتصادية متباينة ،متكررة يف تدمري
قطاعات كاملة من االقتصاد واجملتمع ،فمن جهة مت استعماله كأداة لشراء السلم االجتماعي لكنهفي املقابل ساهم
يف تكريس عدم احرتامإطار تسيري املالية العموميةو قواعد امليزانية مثل :مبدأ السنوية والصدق امليزانيايت ،43وتفشي
الفساد ،وعدم حتقيق التنمية املنشودة ،وهو ما يدفع لضرورة البحث عن آليات متكن من حتقيق تسيري مايل عمومي
يتجاوز االرهتان ملنطق الريع.
يقتضي الوصول للتسيري مايل فعال على وجه اخلصوص حتقيق حكامة يف تسيري عائدات اجلباية البرتولية وإخضاعها
لنمط تسيري عمومي يتمحور حول النتائج ،يراعي املصلحة العامة وحتقيق العدالة االجتماعية لكونه متعلق بضمان
حقوق األجيال القادمة اليت تناوهلا املؤسس الدستوري يف ديباجته.44
خامتة:
بناء على ما سبق مناقشته خنلص إىل اآليت:
-يسعى املشرع اجلزائري بتبنيه للقانون العضوي 15-18إلحداث حتول يف صناعة القرار املايل العمومي ابالنتقال
به من مقرتب قانوين إىل مقرتب اقتصادي مؤسس على التسيري املتمحور حول النتائج.
-يتوقف جتسيد جناعة التسيري املايل العمومي على إصالح إطار التسيري العمومي وتوجيهه حنو النتائج ،وتعزيز
شفافيته من خالل تكريس دور فعال للربملان واجملتمع املدين يف اجملال املايل.
-ستواجه تطبيق مقتضيات القانون 15-18عدة إشكاليات ترتبط بغياب البعد التشاركي يف صياغته ،ما يضعف
شرعيته واستجابة ابقي الفاعلني له خاصة يف ظل طرحه كاستجابة ملشروطية املؤسسات املالية الدولية وحماكته
للنموذج الفرنسي يف اإلصالح املايل.
-سيصطدم تفعيل نصوص القانون 15-18بصعوبة تنزيل منطق التسيري املتمحور حول النتائج ما جيعله تراكم
لتقنيات تكرس استمرار هيمنة السلطة التنفيذية على القرار املايل ،أمام عجز الربملان عن اسرتجاع صالحياته املالية،
وجمتمع مدين اتبع ترهنهما التبيعة ملنطق الريع.
لتجاوز هذه اإلشكاليات وحتقيق االنتقال لتجسيد حكامة التسيري املايل العمومي نقرتح:
-تبين رؤية اسرتاتيجية وفق مقاربة تشاركية لصناعة القرار املايل مستفيدة من التجارب الرائدة يف اجملال املايل ومنسجمة
مع السياق اجلزائري تعكس ميالد ع قد اجتماعي جديد تتوازن فيه عالقات وصالحيات السلطات الثالث
(التنفيذية ،التشريعية ،القضائية) ،والفواعل الثالث (الدولة ،املواطن ،القصاع اخلاص) لصاحل املصلحة العامة.
-جوهر حل أزمة التسيري املايل العمومي يرتبط بقطع روابط التبعية املادية للريع أوال ،والفكرية للمؤسسات املالية
الدولية وتوجيهاته القائمة على رهن القرار املايل اثنيا ،حييل هذا لضرورة االهتمام والرتكيز على العنصر البشري
وتكوينه التقين والقيمي.
-العمل على اجلمع يف منوذج التسيري املايل العمومي بني الشرعية القانونية والفعالية التسيريية أي بني الشرعية
واملساواة والعدالة من جهة والفعالية واألداء والنتائج من جهة اثنية ،حيث الغاية تكون املصلحة العامة.
-االستفادة من اخلربات املهمة للمجلس االقتصادي واالجتماعي وجمللس احملاسبة ،ومركز البحوث التطبيقية من
أجل التنمية يف جمال االستشراف والتقييم.
-من الناحية البيداغوجية ضرورة الرتكيز على تدريس املالية العمومية وابقي املواد والتخصصات املرتبطة ،اعتبارا لدورها
املعريف واإلنساين يف جتسيد قيم املساءلة والشفافية.
-3حممد حركات ،االقتصاد السياسي واحلكامة الشاملة ،مطبعة املعارف اجلديدة.2010 ،
اثلثا :الرسائل واملذكرات
-1صاحل زايين ،تطور العالقة بني الدولة واجملتمع –دراسة حالة اجلزائر –1992-19962أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية ،جامعة
احلاج خلضر–ابتنة .2003 ،-
- 2ليندة لطا حمرز ،اجملتمع املدين يف اجلزائر ،دراسة يف األسس واألهداف ،أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة
اجلزائر .2013/2012 ،03
-3بوزاهر سيف الدين ،أثر عوائد احملروقات على النمو االقتصادي واحلوكمة دارسة حتليلية وقياسية حللة االقتصاد اجلزائري خالل الفرتة
،2017-1995أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادي ،جامعة ايب بكر بلقايد–تلمسان.2017/2018 ،-
رابعا :املقاالت
-1طارق عشور ،معوقات التجربة الربملانية يف اجلزائر ( )1997-2011دراسة يف بعض املتغريات السياسية" ،اجمللة العربية للعلوم السياسية،
العدد .2012،34
-2كنزة مغيش ،إشكالية إصالح الدولة يف ضوء مقاربة املنامجنت العمومي احلديث ،جملة إدارة ،اجمللد ،26العدد ،2الصفحات ،28-7
العدد .2019 ،51
-3خالد منة ،حوكمة املالية العامة وحتدايت الشفافية ،جملة صوت القانون ،اجلزائر ،العدد السابع ،اجلزء الثاين.2007 ،
-4يوسف محيطوش ،إشكالية اجملتمع املدين يف اجلزائر ،جملة املفكر ،جامعة حممد خيضر –بسكرة ،العدد الثاين عشر .2018،
-5مراد بن سعيد ،التسيري العمومي يف اجلزائر إصالح أو إعادة اخرتاع ،جملة دراسات ،جامعة األغواط ،العدد االقتصادي ،العدد ،123
.2015
-6عبد اجمليد قدي ،نبيلة صوفيا اتكريل ،تسيري املالية العامة يف اجلزائر ضمن متطلبات احلوكمة املالية ،جملة االقتصاد واملالية ،اجلزائر ،اجمللد
04العدد .2018 ،02
-7عبد السميع روينة ،التسيري املبين على النتائج ...أسلوب فعال لالنتقال من الرتكيز على الوسائل يف موازنة الدولة إىل الرتكيز على النتائج،
جملة أحباث اقتصادية إدارية ،اجلزائر ،العدد ،23جوان .2018
خامسا :املراجع واملصادر ابللغة األجنبية
- Loi organique:
1-loiorganique n°2001-692 du 1er aout 2001, relative aux loisde finances J.O.R.F, n° 177 du 2
aout 2001.
-Ouvrages:
1-Michel Bouvier, André Barilari, La nouvelle gouvernance financière de l'État,LGDJ, Paris,
2004.
2-Philippe seguin, les nouvelles fonctions de la cour des comptes en France, dans Michel
bouvier (dir.), La Bonne Gouvernance Des Finances Publiques Dans Le Monde, Actes De L'Ive
Université De Printemps De Finances Publiques, Paris : L.G.D.J,2009.
3-Daniel TOMMASI Gestion Des Dépenses Publiques Dans Les Pays En Developpement, Un
Outil Au Service Du Financement Des Politiques Publiques Quelques Exemples Dérives Du
Modele Français, Agence Française De Développement, Collection A Savoir, 2010.
- Articles:
1-Stefan leideret peter wolff, gestion des finances publiques: une contribution à la Bonne
gouvernance financière, annuaire suisse de politique de développement, Vol.26, n°2, 2007.
-Colloques:
1-Emmanuel Breen, "la bonne gouvernance et ses indicateurs: Trois approches", séminaire de
droit administratif européen et global, chaire MADP, 11 Avril 2008.
-Rapport:
1-Projet De Modernisation Des Systèmes Budgétaires, rapport sur les options de budgétisation:
sous composante 1.1-budgétisation pluriannuelle, ministère des finances, Avril 2005, p 3-19.
-سادسا :املواقع اإللكرتونية
1-Joël Darius Eloge Zodjihoue, La gestion axée sur la Performance et les Résultats appliquée à
la gestion des Finances Publiques : Préparation et Mise en place du Budget axée sur la
performance et les résultants, pp10, 11.
http://bibliotheque.pssfp.net/index.php/reformes/formations/1707-preparation-et-mise-en-
تاريخ االطالع place-du-budget-axee-sur-la-performance-et-les-resultats/file2020-04-15
على املشرتكة. واملساءلة النتائج وحتقيق واملواءمة والتنسيق امللكية املعوانت فعالية بشأن ابريس -2إعالن
االطالع: الرابطhttp://www.oecd.org/dac/effectiveness/36856666.pdfاتريخ
.08/09/2019
اهلوامش:
1مصطلح احلكامة (احلوكمة ،احلكمانية ،احلكم راشد ،احلكم السليم ،إدارة شؤون الدولة واجملتمع )...يتم استخدامه يف لغة املؤسسات لدولية ووكاالت
التعاون والتنمية ،ويستعمله رؤساء الدول الصناعية مث النامية منذ هناية سنوات الثمانينات للداللة على منط حكم جديد يهدف إلصالح نقائص املشروعية
والفعالية لدى املنظمات العمومية ،وظهور فواعل جديدة ،وظاهرة إزالة التنظيم اليت عرفتها الدولة منذ أزمة دولة الرفاه ،راجع يف هذا :سلوى شعراوي
مجعة وآخرون ،إدارة شؤون الدولة واجملتمع ،مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة ،القاهرة ،ط ،2001 ،1ص .8
2حيث تعترب معايري احلكامة املالية العامة اجليدة نتيجة عمل واجتهاد املؤسسات املالية املاحنة طيلة ربع قرن من الزمن ،واليت يتم تعميميها من خالل
املواثيق واملدوانت وتتبناها الدول عرب اتفاقيات الشراكة وتُفرض من خالل شروط مساعدات التنمية للدول النامية.
3القانون رقم 15/18املؤرخ يف 2/09/2018املتضمن قوانني املالية ،ج ر ع 53الصادرة بتاريخ 2018 /09/02املعدل واملمتم ابلقانون العضوي
09-19املؤرخ يف ،2019-12-11ج ر ع ،78الصادرة بتاريخ .2019-12-18
4يتم طرح احلكامة املالية العمومية املستلهمة من مبادئ املنا مجنت العمومي اجلديد كفلسفة لتفعيل دور الدولة من خالل جتاوز املقاربة الفيربية القانونية
للتسيري املايل العمومي ،واعتماد مقاربة مناجريايلية تقوم على آليات املشاركة والشفافية واألداء والفعالية وترشيد الفعل العمومي ،حيث يتم جتسيد هذا من
خالل التسيري ابألداء املتمحور حول النتائج.
5من التعاريف املقدمة ملفهوم احلكامة املالية نورد تعريفا مؤسساتيا ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية " مجيع العمليات والقوانني واهلياكل واملؤسسات
القائمة لضمان حتقيق نظام امليزانية ألهدافه بطريقة فعالة ومستدامة " أنظر يف هذاOCDE, recommandation du conseil sur la :
gouvernance budgétaire, gouvernance publique et développement territoriale, Éditions OCDE,
2015, P2
" حيث يعرفها بكوهنا " تتصرف بعمق من خالل العمل على إعادة تشكيل الدولة الدميقراطية الربملانية ،فهي Michel Bouvierوتعريفا أكادمييا “
تشري إىل تنظيم وتوزيع السلطات بني السياسيني واملسريين ،ويف قلب إصالح املالية العمومية وصميم إصالح الدولة ...تتشكل عالقة أخرى بني الدولة
Michel Bouvier, Innovations, Créations Et Transformationsواملواطن تعكس ميالد عقد اجتماعي جديد " أنظر يف هذا
En Finances Publiques, Actes De La Lie Université De Printemps De Finances Publiques Du
GERFIP - Sous La Direction De Michel Bouvier, LGDJ, Paris, 2004. pp3 ,4.
ومن املهتمني األكادمييني مبوضوع احلكامة املالية أيضا "حركات حممد" الذي يعرفها بقوله " احلكامة املالية اجليدة متثل حقا الدعامة األساسية واملدخل
الرئيسي يف البلدان النامية للحكامة الشاملة املنشودة يف شىت جتلياهتا وتداعياهتا ،ابعتبار أن التدبري األمثل للمال العام واخلاص على السواء هو األداة
األساسية اليت تقوم عليها كل اسرتاتيجية طموحة تستهدف حماربة الرشوة وهد ر األموال والتبذير والفساد بكل أشكاله" أنظر يف هذا :حممد حركات،
االقتصاد السياسي واحلكامة الشاملة ،مطبعة املعارف اجلديدة ،2010 ،الرابط ،ص .283
6Fubbs Joan, the budget process and good governance, African European Institute, 1999. p36
7القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية الفرنسي لسنة 2001جاء نتيجة مبادرة برملانية ،بدأت هذه العملية يف أكتوبر 1998مببادرة من لوران فابيوس
رئيس اجلمعية الوطنية جملموعة عمل للتفكري يف فعالية اإلنفاق العمومي والرقابة الربملانية أنظر يف هذاMichel Bouvier, André Barilari, :
La nouvelle gouvernance financière de l'État, LGDJ, Paris, 2004,p 10.
8يرى الدكتور "سعيد بوالشعري" يقول "إن السلطة التنفيذية يف ظل النظام القائم هي اجلهة الوحيدة املقررة رمسيا والقائدة للمؤسسات املنتخبة األخرى مبا
جيعلنا ال نرتدد يف تكييف نظام احلكم أبنه نظام رائسوي مغلق جيمع بني عناصر القيصرية والبوانبرتية “راجع يف هذا :سعيد بو الشعري ،النظام السياسي
اجلزائري –دراسة حتليلية لطبيعة نظام احلكم يف ضوء دستور -1996اجلزء الثالث ،طبعة الثانية ديوان املطبوعات اجلامعية ،بن عكنون ،اجلزائر ،2013،
ص .456
9يقدم الباحث "ع شور طارق" عرضا ألهم املعوقات اليت تقف حائال دون متكن الربملان اجلزائري من أداء دوره التشريعي والرقايب يف دراسته املعنونة
“معوقات التجربة الربملانية يف اجلزائر ( ) 1997-2011دراسة يف بعض املتغريات السياسية" ،اجمللة العربية للعلوم السياسية ،العدد ،2012،34ص
ص .39-9
10حيث يشري مسح امليزانية املفتوحة 2017ابلنسبة للجزائر إىل تراجع كبري يف مؤشر الشفافية حبوايل 16درجة مقارنة بسمح املوازنة املفتوحة ،2015
كما يكشف عن انعدام موازنة املواطن وعدم إنتاج التقرير الدورية ،وإجناز تقارير املراجعة نصف السنوية والسنوية ولكن دون إاتحتها للجمهور ،ويشري
مؤشر شفافية يف مسح امليزانية املفتوحة لسنة 2019حلصول اجلزائر على 2من أصل 100مبعىن خفض إاتحة معلومات امليزانية املقررة .انظر يف هذا:
موقع مؤشر امليزانية املفتوحة املتاح على الرابط:
11مسامهة اجملتمع املدين يف اختاذ القرار املايل العمومي يف اجلزائر التزال بعيدة عن املستوى املطلوب سواء استناد على املعايري الدولية مثل :مسح امليزانية
املفتوحة أو حىت مقارنة مبثليتها يف دول املغرب العريب مثل تونس أو املغرب.
12احلق يف الوصول إىل املعلومات حق دستوري كرسه نص املادة 55من التعديل الدستوري 2020واملادة 51من التعديل الدستوري ":يتمتع كل
مواطن يف احلصول على املعلومات والواثئق واالحصائيات واحلصول عليها وتداوهلا."...
13يعود احلديث عن مفهوم التسيري املتمحور حول النتائج إىل مخسينات القرن املاضي حيث قدم PETER DURCKERكتابه املعنون ب ــ" The
"Practice of Managementمفهوم ومبادئ التسيري ابألهداف حيث أكد على ضرورة ":ترتيب الغاايت واألهداف التنظيمية ترتيبا تعاقداي،
وضع أهداف حمددة لكل رد يف امل نظمة ،صنع القرارات التشاركية ،حتديد فرتة زمنية واضحة ،تقييم األداء وتقدمي تعليقات التنفيذ" أنظر يف هذا :عبد
السميع روينة ،التسيري املبين على النتائج ...أسلوب فعال لالنتقال من الرتكيز على الوسائل يف موازنة الدولة إىل الرتكيز على النتائج ،جملة أحباث اقتصادية
إدارية ،اجلزائر ،العدد ،23جوان ،2018ص .148
14ويف منتصف الستينات قدم PETER DURCKERمفهوما جديدا يبدو للوهلة األوىل مشاهبا للتسيري ابألهداف ولكنه يف الواقع مستقل عنه
جسده يف كتابه " "Managing for Resultsسنة ،1964لكن هذه األفكار مل تعرف رواجا إال مع بداية التسعينات والذي تطور يف القطاع
اخلاص لينقل إىل القطاع العام بفضل االنتقال من الرتكيز على صرف واستهالك امليزانيات للرتكيز على ما مت إجنازه فعال ،يف هذا خضع التسيري العمومي
بشكل عام والتسيري املايل بشكل خاص إىل عملية إصالح واسعة استجابة لضغوط اقتصادية واجتماعية وسياسية
15خيضع تسيري األموال العامة للرقابة مبوجب أحكام الدستور يف مواده من 155اىل 161من التعديل الدستوري ،2020ونصت املادة 85من
القانون " 15-18ختضع عمليات تنفيذ ميزانية الدولة إىل الرقابة اإلدارية والقضائية والربملانية حسب الشروط اليت حيددها الدستور وهذا القانون واألحكام
التشريعية والتنظيمية اخلاصة "
16حسب نص املادة 02من القانون .15/18
17حسب نص املادة 87من القانون .15/18
18متت اإلشارة إليها سابقا وهي التقارير اليت تبدأ خالل مرحلة التحضري ملشروع قانون املالية للسنة إىل غاية تقدمي التقارير املرفقة ابلقانون املتضمن
تسوية امليزانية.
19جمموع التقارير اليت تلزم احلكومة بعرضها على الربملان حسب نص املادة 85 ،75 ،72من القانون .15/18
20Abdelhak Cerurfa, la réforme budgétaire en Algérie : à la recherche d'un modèle, thèse de
doctorat en sciences juridiques, école doctorale de droit de la Sorbonne, paris 1, 2016, pp386,
387.
744 اجمللد السادس -العدد الرابع -السنة ديسمرب 2021
أكحل حممد القانون العضوي 15-18ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر
24Emmanuel Breen, "la bonne gouvernance et ses indicateurs : Trois approches", séminaire de
bouvier (dir.), La Bonne Gouvernance Des Finances Publiques Dans Le Monde, Actes De L'Ive
Université De Printemps De Finances Publiques, Paris : L.G.D.J,2009, p 211.
وهو ما 2011يف تقرير لعام 38من البلدان الغنية ابملوارد اجلزائر يف املرتبة 41كما صنف مؤشر مراقبة اإليرادات الذي يقوم شفافية العائدات 27
جيعلها تتذيل ترتيب الدول الغنية ابملوارد يف جمال شفافية اإليرادات .أنظر يف هذا :خالد منة ،حوكمة املالية العامة وحتدايت الشفافية ،جملة صوت
،22.ص 2007القانون ،اجلزائر ،العدد السابع ،اجلزء الثاين،
28يف هذا السياق نشري للمال حظة اليت قدمتها بعثة صندوق النقد الدويل حول املشروع األويل للقانون العضوي للمالية سنة 2015يف املادة : 74أن
الواثئق املرفقة مبشروع قانون املالية وهي ذاهتا اليت تناولتها املادة 75من القانون " 15/18تتسم بكثرة عددها وتعقيدها وأحياان بعدم خضوعها للمنطق،
وقانونيا جيب تبسيطها والفصل بني الواثئق اليت حتمل طابعا إلزاميا وتعد جوهرية يف الرخصة الربملانية عن تلك الواثئق اليت تعد توضيحية وإعالمية أنظر يف
هذا :تقرير بعثة صندوق النقد الدويل ،مالحظات واقرتاحات حول مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية لسنة ،2015ص .34
29Abdelhak Cerurfa, op.cit, p386.
30حممد حركات ،كيف تستطيع احلكامة املالية إبطال مفعول الفساد ،اجمللة املغربية للتدقيق والتنمية ،سلسلة التدبري االسرتاتيجي ،اجمللد ،2005 ،06
ص.25
31للتفصيل أكثر حول طبيعة ودور اجملتمع املدين اجلزائري وعالقته ابلسلطة أنظر :صاحل زايين ،تطور العالقة بني الدولة واجملتمع –دراسة حالة اجلزائر
–1992-19962أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية ،جامعة احلاج خلضر–ابتنة ،2003 ،-وأيضا :يوسف محيطوش ،إشكالية اجملتمع املدين يف
اجلزائر ،جملة املفكر ،جامعة حممد خيضر –بسكرة ،العدد الثاين عشر ، 2018،وكذا :ليندة لطا حمرز ،اجملتمع املدين يف اجلزائر ،دراسة يف األسس
واألهداف ،أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة اجلزائر 2013/2012 ،03
املؤرخ يف 01-140.2001/06/06مرسوم رائسي رقم 32
33يف هذا السياق سجل التقرير التمهيدي ملشروع القانون املتضمن القانون العضوي 15/18املتعلق بقوانني املالية املعروض على اجمللس الشعيب الوطين
بتاريخ 23ماي 2018انه جاء بناء على توصيات املؤسسات املالية الدولية وهو ما اعتربه أحد النواب يف مداخلته "انتقاصا للنضاالت الوطنية الداخلية
ووضعها على اهلامش .أنظر يف هذا :اجلريدة الرمسية ملناقشات اجمللس الشعيب الوطين ،الفرتة التشريعية الثامنة ،دورة الربملان العادية ،2018_2017
اجللسة العلنية ملناقشة مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية بتاريخ 23ماي ،2018اجلزء األول ،عدد ،74ص.17
34اهليئة التشريعية اليت انقشت مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية 15-18توصف بكوهنا نتاج زواج السلطة ابملال الفاسد ،حبيث خضعت
الرتشيحات يف بعض القوائم احلزبية املشكلة للتحالف الرائسي ملساومات مالية ،وأصبح يعرف إعالميا "بربملان الشكارة " توصيف حلالة األموال غري املراقبة
واملشبوهة املصدر املتسببة يف وصول العديد من رجال األعمال لتصدر قوائم الرتشيحات يف األحزاب ،واستفحلت هذه الظاهرة يف االنتخاابت التجديد
النصفي جمللس األمة ديسمرب ،2009وتنظر احملاكم املختصة بعض القضااي ذات الصلة بشراء الرتشيحات واملتابع فيها أبناء األمني العام السابق حلزب
جبهة التحرير السابق وبعض نواب الربملان السابق الذي مت حله مبوجب املرسوم رقم 77-21املؤرخ يف -21فيفري 2021-يتضمن حل اجمللس
الشعيب الوطين ،ج ر ع 14،الصادرة بتاريخ .2021-02-28
35loi organique n° 2001-692 du 1er aout 2001, relative aux lois de finances J.O.R.F, n° 177 du
الواثئق اليت تلزم احلكومة بتقدميها ،كما تلزم ابإلجابة على املالحظات املقدمة يف إطار مهام البحث والتقييم يف أجل شهرين حسب نص املادة 53
القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية الفرنسي لسنة 2001
37Article 58 de la loi organique relative aux lois de finances N° 2001-962
38يف هذا اإلطار يرجع Michel Bouvierذلك إىل توهم اإلصالح ألنه جمرد تراكم للتقنيات دون وجود اسرتاتيجية شاملة للتغيري على املدى الطويل
ما يولد فشال ذريعا يف حتقيق األهداف االسرتاتيجية للمالية العمومية .أنظر يف هذاDaniel TOMMASI Gestion Des Dépenses :
Publiques Dans Les Pays En Developpement, Un Outil Au Service Du Financement Des
Politiques Publiques Quelques Exemples Dérives Du Modele Français, Agence Française De
Développement, Collection A Savoir, 2010, p 178.
لتفصيل أكثر أنظر يف هذا :مراد بن سعيد ،التسيري العمومي يف اجلزائر إصالح أو إعادة اخرتاع ،جملة دراسات ،جامعة األغواط ،العدد 39