You are on page 1of 17

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العال ــي والبحث العلمــي‬


‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري والعلوم التجارية‬

‫مقياس‪ :‬تسيير مؤسسة‬

‫وظيفة الرقابة يف املؤسسة‬

‫المجموعة‪60 :‬‬ ‫الســــنة‪ :‬الثانية ليسانس‬


‫الفـــــــوج‪00 :‬‬ ‫الشعبة‪ :‬مالية ومحاسبة‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫‪ ‬بناصر يوسف الحبيب‬


‫‪ ‬بوطالعة رامي‬
‫‪ ‬حماش مهدي‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪0602 / 0602‬‬
‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية وظيفة الرقابة‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرقابة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع وأهداف الرقابة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مكونات وعناصر الرقابة‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬وظيفة الرقابة داخل المؤسسة‬

‫المطلب األول‪ :‬مستويات الرقابة في المؤسسة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل الرقابة داخل المؤسسة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المساعدة على تطور الرقابة داخل المؤسسة‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪2‬‬
‫المقـــــــدمة‪:‬‬

‫يقع على عاتق إدارة المؤسسة إقامة نظام سليم للرقابة‪ ،‬ومن مسؤوليتها المحافظة عليه والتأكد من مدى‬

‫سالمة تطبيقه‪ .‬كما أن هناك إلتزاما آخر قانونيا يقع على عاتقها بإمساك حسابات منتظمة وبصفة خاصة‬

‫في حالة شركات المساهمة‪ ،‬وليس من المتصور وجود حسابات منتظمة من وجود نظام سليم للرقابة‪.‬‬

‫إن تقييم الرقابة المعتمد في المؤسسة يعتبر من أهم خطوات المراجعة‪ ،‬وذلك بغية اكتشاف مواطن‬

‫الضعف فيه ومن ثمة تسليط عملية المراجعة على هذه المواطن وتالفي مواطن القوة‪ ،‬يعبر هذا النظام‬

‫عن الخطة التنظيمية وجميع اإلجراءات والمقاييس المتبناة من قبل المؤسسة من أجل ضمان السير‬

‫الحسن لجميع الوظائف وضمان صحة ومصداقية المعلومات الناتجة عن األنظمة المعلوماتية في‬

‫المؤسسة‪ .‬إن التطور في أشغال هذه األخيرة أضحى يملي ضرورة تكييف الرقابة مع الشكل الجديد‬

‫للمؤسسة باعتبار هذا النظام يمس الرقابة اإلجرائية على العمل داخل المؤسسة‪ ،‬ومن ثم ضمان استم اررية‬

‫نشاطها الذي يأتي عن طريق فرض رقابة إجرائية على جميع العمليات من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى تبني‬

‫مراجعة قوائم طبيعة نشاط المؤسسة والتمكن من إعطاء الصورة الصادقة عن المركز المالي الحقيقي لها‪.‬‬

‫وهنا نتوقف عند تساؤل محوري ومحدد لمعالم اإلشكالية موضوع البحث والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو دور وظيفة الرقابة داخل المؤسسة؟‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية وظيفة الرقابة‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الرقابة‬

‫تعتر الرقابة بمثابة وظيفة ينبغي القيام بها في كافة مجال النشاط اإلنساني من حيث اعتبارها نظاما‬

‫‪1‬‬
‫لضبط األداء وضمانا لتحقيق األهداف المخططة‪ ،‬وهذه بعض التعاريف للرقابة‪:‬‬

‫فقد عرفها مجمع المحاسبين و المراجعين األمريكيين بأنها‪" :‬تتضمن الخطة التنظيمية وكل الطرق‬

‫والمقاييس المتبناة داخل المؤسسة لحماية األصول واختبار مدى دقة البيانات المحاسبية ودرجة الوثوق بها‬

‫وتحقيق الكفاءة من استخدام الموارد و تشجيع االلتزام بالسياسات اإلدارية الموضوعة"‪.‬‬

‫وعرفت منظمة خبراء المحاسبة والمحاسبين المعتمدين الفرنسيين الرقابة الداخلية بأنها‪" :‬مجموعة‬

‫الضمانات والتأكيدات التي تساهم في التحكم الجيد في المؤسسة و يهدف إلى ضمان الحماية لكافة‬

‫الممتلكات وجودة المعل ومات و إلى تطبيق تعليمات اإلدارة وتشجيع تحسين األداء‪ ،‬و يتعين على اإلدارة‬

‫توضيح الطرق و اإلجراءات لكل نشاط من أنشطة المؤسسة للحفاظ على استم ارريتها"‪.‬‬

‫ومنه فان الرقابة الداخلية عبارة عن جهاز للشركة يقوم بتنفيذ و تحديد المسؤوليات‪ ،‬ويشمل على‬

‫مجموعة من السلوكيات و اإلجراءات واألعمال التي تتكيف مع الخصائص المحددة لكل شركة كما يساهم‬

‫على السيطرة على أنشطة المؤسسة وفعالية عملياتها‪.‬‬

‫فتحى رزق السوافيرى واحمد عبد المالك محمد‪"،‬الرقابة والمراجعة الداخلية"‪،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،3002 ،‬ص‪.00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع وأهداف الرقابة‬

‫‪1‬‬
‫أوالً‪ :‬أنواع الرقابة‪ :‬تنقسم الرقابة الداخلية إلى األقسام التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الرقابة اإلدارية‪:‬‬

‫وتشمل الخطة التنظيمية ووسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة لتحقيق اكبر قدر ممكن من الكفاية اإلنتاجية‬

‫مع تشجيع االلتزام بالسياسات والق اررات اإلدارية وهي تعتمد في تحقيق أهدافها بوسائل متعددة مثل‬

‫الكشوفات اإلحصائية ودراسات الوقت‪ ،‬وتقارير األداء والرقابة على الجودة‪..‬الخ‬

‫‪ ‬الرقابة المحاسبية‪:‬‬

‫ت شمل الخطة التنظيمية وجميع وسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة إلى اختبار دقة للبيانات المحاسبية‬

‫المنطبقة وبالدفاتر و الحسابات ودرجة االعتماد عليها ويضم هذا النوع وسائل متعددة مثل‪ :‬إتباع نظام‬

‫القيد المزدوج وإتباع موازين المراجعة الداخلية‪،‬واعتماد قيود التسوية من موظف مسؤول‪....‬الخ‬

‫‪ ‬الضبط الداخلي‪:‬‬

‫ويشمل الخطة التنظيمية وجميع وسائل التنسيق واإلجراءات الهادفة إلى حماية أصول المشروع من‬

‫االختالس والضياع أو سوء االستعمال‪ ،‬ويعتمد الضبط الداخلي في سبيل تحقيق أهدافه على تقسيم العمل‬

‫مع المراقبة الذاتية‪ ،‬حيث يخضع عمل كل موظف لمراجعة موظف أخر يشاركه تنفيذ العملية‪ ،‬كما يعتمد‬

‫على تحديد االختصاصات والسلطات والمسؤوليات‪.‬‬

‫عماد إبراهيم‪"،‬الرقابة الداخلية أداة تسيير ورقابة"‪،‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس في العلوم التجارية والمالية‪ ،‬المدرسة العليا‬ ‫‪1‬‬

‫للتجارة‪،‬الجزائر‪،3002،‬ص‪02‬‬

‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف الرقابة‪ :‬تتمثل أهم أهداف الرقابة الداخلية كالتالي‪:‬‬
‫ً‬

‫‪ ‬تنظيم المشروع لتوضيح السلطات والصالحيات والمسؤوليات‪.‬‬

‫‪ ‬حماية أصول المؤسسة من االختالس والتالعب‪.‬‬

‫‪ ‬التأكد من دقة البيانات المحاسبية حتى يمكن االعتماد عليها في رسم السياسات والق اررات اإلدارية‪،‬‬

‫حيث أصبحت المحاسبة مخزن للمعلومات وازداد الطلب على المعلومات المحاسبية بتطور أساليب‬

‫الرقابة عن طريق الموازنات التقديرية حيث أن المعلومات المعدة والمبوبة والجاهزة مطلوبة إلعداد‬

‫الموازنات بجانب التنبؤات الدقيقة عن مجاالت عمل المؤسسة‪ ،‬حيث تعتبر مخرجات نظام‬

‫المعلومات المحاسبي وسيلة لتحقيق الرقابة الداخلية على جميع أنشطة المؤسسة‪.‬‬

‫‪ ‬رفع مستوى الكفاية اإلنتاجية وتعني التنسيق الكامل بين عناصر المدخالت (مواد أولية‪ ،‬أفراد‪،‬‬

‫معدات‪...‬الخ ) والمخرجات المتمثلة في الناتج النهائي لعملية تشغيل عوامل اإلنتاج‪ ،‬ويكمن هدف‬

‫الرقابة الداخلية هنا عن طريق متابعة العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ ‬تشجيع االلتزام بالسياسات والق اررات اإلدارية‪ ،‬حيث تعتمد جميع أنشطة المؤسسة على مجموع من‬

‫اللوائح والقوانين التي تحدد المسؤوليات اإلدارية المختلفة للمؤسسة وحقوق وواجبات العاملين فيها‬

‫وكذلك السياسات اإلدارية المتبعة داخل المؤسسة مثل سياسات إلنتاج والتمويل وسياسات البيع‬

‫والتسويق‪.‬‬

‫‪ ‬تقييم مستويات التنفيذ في األقسام المختلفة‪.‬‬

‫خالد راغب الخطيب‪"،‬الرقابة المالية والداخلية في القطاع العام والخاص"‪،‬مكتبة ا~مع العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫االولى‪ ،‬عمان‪ ،3000 ،‬ص‪01-01‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مكونات وعناصر الرقابة‬

‫أوالً‪ :‬مكونات الرقابة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫تتكون الرقابة الداخلية من خمس عناصر أساسية ونوجزها كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬بيئة الرقابة ‪:Internal environment‬‬

‫وهو أسلوب واتجاه اإلدارة ووعيها واإلجراءات المتخذة من جانيها فيما يتعلق بالرقابة الداخلية‪ ،‬وتقوم بيئة‬

‫الرقابة الداخلية بالربط بين جميع مكونات النظام الرقابي‪ ،‬وبذلك فان موقف اإلدارة العليا هو الذي يحدد‬

‫جوهر الرقابة الفعالة الن لها صلة مباشرة بها‪.‬‬

‫‪ ‬تقييم المخاطر ‪:Risk sassements‬‬

‫ونقيم هذه المخاطر لكل من فعالية النظام المحاسبي ونظام الرقابة الداخلية اللذان يعمالن معا لضمان‬

‫المعلومة الصحيحة للشركة؛ الن الشركة تتعرض إلى مجموعة من المخاطر عند قيامها بنشاطاتها اليومية‬

‫سواء أكانت داخلية أو خارجية فال بد من تحليلها ومحاولة تخفيف حدة تأثيرها بما يتوافق مع نظام‬

‫الشركة‪،‬وقد تتعلق بمخاطر مالية ( مخاطر االئتمان‪ ،‬مخاطر السيولة‪ ،‬مخاطر الشهرة‪..‬الخ)؛ أو بمخاطر‬

‫العمليات مثل(مخاطر االختالس‪ ،‬مخاطر التزوير‪ ،‬مخاطر السرقة والسطو‪ ،‬الجرائم االلكترونية‪...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ ‬أنشطة الرقابة ‪:Control activities‬‬

‫تتمثل أنشطة الرقابة في القواعد واإلجراءات والسياسات لغرض تحقيق األهداف الخاصة بالمؤسسة‪ ،‬ويوجد‬

‫العديد من اإلجراءات الرقابية أهمها‪:‬‬

‫‪ 1‬خالد راغب الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬أنشطة الرقابة على التشغيل وهي تهتم بمراقبة ومتابعة تشغيل العمليات في المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬أنشطة الرقابة على إعداد التقارير المالية‪.‬‬

‫‪ -‬أنشطة الرقابة على االلتزام و‪n‬دف إلى التأكد بااللتزام بالقوانين التي تطبق في المؤسسة‪.‬‬

‫‪ ‬المعلومات واالتصاالت ‪:Information and Communication‬‬

‫يتكون هذا العنصر من نظام المعلومات المحاسبي بما في ذلك الطرق و اإلجراءات المحاسبية المتبعة‬

‫في تسجيل ومعالجة وتلخيص المعلومات المحاسبية وتوصيلها إلى المستخدمين المعنيين‪.‬‬

‫‪ ‬المتابعة‪:‬‬

‫وهو التقييم المستمر أو الدائم لمختلف مكونات الرقابة الداخلية من اجل تحقيق كفاءة وفعالية هذا النظام‪،‬‬

‫ويتم ذلك من قبل اإلدارة \دف تحديد أن الضوابط الموضوعة تؤدي الغرض الذي وضعت من اجله وانه‬

‫يمكن تعديلها بحسب الضرورة وقد تشمل استخدام معلومات من مصادر خارجية مثل الشكاوي العمالء‬

‫فالمتابعة تقوم بتقويم جودة أداء الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬عناصر الرقابة‪:‬‬
‫ً‬

‫إن عناصر الرقابة الداخلية تعتبر أداة هامة في تحقيق أهدافها العامة التي تقوم عليها‪ ،‬والمتمثلة في‬

‫الجانب اإلداري والجانب المحاسبي للرقابة الداخلية‪.‬‬

‫‪ ‬الجانب األول‪ :‬الرقابة اإلدارية‬

‫ويتضمن هذا الجانب رقابة السياسات اإلدارية واإلجراءات التي يتم وضعها من خالل الخطة التنظيمية‬

‫التي وضح المستويات اإلدارية و الوظائف اإلدارية وخطوط السلطة والمسئولية هذا إلى جانب مدى‬

‫‪ 1‬بوعزة عبد القادر‪" ،‬محاضرات في مقياس نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة"‪ ،‬جامعة ادرار‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مالئمة الق اررات التي يتم اتخاذها‪ ،‬ونقيم مدى كفاءة أداء األعمال واألنشطة التي تمارسها‪ ،‬ومن األدوات‬

‫الهامة في هذا المجال استخدام‪:‬‬

‫‪ -‬الموازنات التخطيطية‪.‬‬

‫‪ -‬موازنات البرامج واألداء‪.‬‬

‫‪ -‬أنظمة التكاليف المعيارية‪.‬‬

‫‪ -‬التحليالت اإلحصائية والرياضية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسات الزمن والحركة‪.‬‬

‫‪ ‬الجانب الثاني‪ :‬الرقابة المحاسبية التقارير الدورية‬

‫يتضمن هذا الجانب رقابة البيانات المحاسبة في الدفاتر المحاسبية وسجالت األصول المختلفة‪ ،‬ومراجعة‬

‫القيود التي تم تسجيلها في دفاتر اليومية‪ ،‬وترحيلها إلى دفاتر األستاذ وفحص اإلجراءات والقواعد والطرق‬

‫المحاسبية‪ ،‬وأساليب حماية األصول من الضياع الو التلف أو اإلسراف‪ ،‬وأخي ار تقييم مدى االلتزام بالقواعد‬

‫‪1‬‬
‫المحاسبية المتعارف عليها‪ ،‬ومن األدوات الهامة في هذا المجال ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬المراجعة المستندية‪.‬‬

‫‪ -‬المراجعة الفنية‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة المالية على جميع العمليات و البيانات المالية‪.‬‬

‫خضير مصطفى‪" ،‬المراجعة المفاهيم و المعايير و اإلجراءات"‪ ،‬عمادة شؤون المكتبات جامعة الملك سعود الرياض‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،0000‬ص ‪.310‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ضرورة تقسيم العمل وفقا للمستويات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المستويات بين جميع العاملين في المشروع‪.‬‬

‫‪ -‬إتباع نظام محاسبي سليم ومتكامل‪.‬‬

‫‪ ‬طرق فحص وتقييم فعالية الرقابة الداخلية‪:‬‬

‫يقع على عاتق إدارة المؤسسة إقامة نظام سليم للرقابة الداخلية‪ ،‬كما أن من مسؤولياتها المحافظة على‬

‫هذا النظام والتأكد من سالمة تطبيقه‪ ،‬يقع على عاتق المؤسسة بإمساك حسابات منتظمة قانونيا كما أن‬

‫هناك التزاما‪ ،‬وليس من المتصور وجود حسابات منتظمة بدون وجود نظام سليم للرقابة الداخلية‪ ،‬ونجد أن‬

‫عملية تقييم هذا النظام يقع على عاتق المراجع باستعمال الوسائل و األدوات وفق خطوات متعارف عليها‬

‫كأساس لتحديد مدى االعتماد ودرجة الثقة في مخرجات النظام المحاسبي المطبق داخل المؤسسة‪ ،‬فكلما‬

‫زادت درجة الثقة في هذا النظام كلما كان ذلك سببا في زيادة االعتماد على القوائم المالية وما تحتوي‬

‫عليه من بيانات‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وظيفة الرقابة داخل المؤسسة‬

‫المطلب األول‪ :‬مستويات الرقابة في المؤسسة‬

‫إن مسئولية وظيفة التخطيط تختلف باختالف المستويات اإلدارية ولذلك فإن مسئولية وظيفة الرقابة‬

‫تختلف باختالف المستوى وبالتالي فإن هناك ثالث مستويات رقابية تعمل على زيادة احتماالت تحقيق‬

‫الخطط والسياسات واألهداف المحددة وهي‪:1‬‬

‫أوالً‪ :‬الرقابة االستراتيجية‪Strategic Control :‬‬

‫وهذا النوع من الرقابة يتضمن مراقبة ومتابعة العوامل البيئية األكثر تعقيداً والتي يمكنها التأثير وبصورة‬

‫كبيرة على مدى تطبيق الخطط االستراتيجية‪ ،‬كما ويتضمن تقييم جوهر أو فحوى اإلجراءات التنظيمية‬

‫االستراتيجية المتخذة والتأكيد على تنفيذ الخطط االستراتيجية كما خطط لها‪ ،‬وتساهم الرقابة االستراتيجية‬

‫في وضع خطط رقابية تكتيكية وتشغيلية‪ ،‬والجدير ذكره أن الرقابة االستراتيجية تتم وبصورة أساسية من‬

‫خالل مدراء اإلدارة العليا ‪ Top-Level Managers‬الذين يتمتعون بالخبرة وبالنظرة الشمولية لكل‬

‫أنشطة وأقسام المنشأة المختلفة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الرقابة التكتيكية‪Managerial Control/ Tacticah Control :‬‬

‫وهي نوع من أنواع الرقابة التي تقوم بها اإلدارة الوسطى ‪ Middle Management‬والتي تركز على تقييم‬

‫عملية التنفيذ للخطط التكتيكية‪ ،‬متابعة النتائج الدورية المرافقة لعملية التنفيذ‪ ،‬متابعة مدى التقدم ومدى‬

‫تحقيق األقسام(‪ )4‬ألهدافها وبرامجها وموازنتها و متابعة التقارير األسبوعية والشهرية للخطط ‪ ،‬ويمكننا‬

‫‪ 1‬كريمة علي الجوهر‪" ،‬التدقيق والرقابة الداخلية على المؤسسات"‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‪ ،‬مصر الجديدة القاهرة‪،3003،‬‬
‫ص‪.42‬‬

‫‪11‬‬
‫القول أن الرقابة التكتيكية يمكنها المشاركة مع الرقابة االستراتيجية من خالل تقديم المعلومات المتعلقة‬

‫بالقضايا االستراتيجية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الرقابة التشغيلية‪Operational Control :‬‬

‫وهذا النوع من الرقابة يقوم به مديري المستويات اإلدارية الدنيا ‪ Low-Level Mangers‬من خالل‬

‫اإلشراف على تنفيذ الخطط التشغيلية‪ ،‬متابعة النتائج اليومية لألنشطة‪ ،‬اتخاذ اإلجراءات الصحيحة عند‬

‫الطلب‪ ،‬إعداد الجداول‪ ،‬الموازنات‪ ،‬القواعد‪ ،‬ومخرجات محددة عادة ما تكون مخصصة لألفراد‪.1‬‬

‫والرقابة التشغيلية تقدم تغذية راجعة عما يجري في المنشأة وعلى المدى القريب وللتعرف أيضاً على مدى‬

‫تحقيق كل من األهداف القصيرة والطويلة األجل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل الرقابة داخل المؤسسة‬

‫من خالل التعاريف السابقة لوظيفة الرقابة‪ ،‬يتضح بأن هذا األخير يعتمد على الوسائل اآلتية بغية تحقيق‬

‫أهدافه‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخطة التنظيمية‪ :‬أجمعت التعاريف السابقة على ضرورة وجود خطة تنظيمية تستجيب في جميع‬

‫األصول إلى الق اررات التي تتخذ‪ ،‬ومحاولة توجيهها بما يخدم مصلحة وأهداف المؤسسة‪ ،‬إذ تبنى هذه‬

‫الخطة على ضوء تحديد األهداف المتوخاة منها وعلى االستقالل التنظيمي لوظائف التشغيل أي ما يحدد‬

‫بوضوح خطوط السلطة والمسؤولية اإلدارية للمديريات التي تتكون منها المؤسسة‪.‬‬

‫‪ 1‬بوطورة فضلية‪" ،‬دراسة وتقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية في البنوك"‪ ،‬مقدمة استكمال لمتطلبات شهادة الماجيستير في‬
‫علوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف جامعة المسيلة‪ ،3001 ،‬ص‪40‬‬

‫‪12‬‬
‫وبالرغم من أن االستقالل التنظيمي يتطلب االنفصال بين الوظائف إال أن عمل جميع المديريات يجب أن‬

‫ينسق بحيث يؤدي إلى تدفق منتظم للمعلومات‪.‬‬

‫ب‪ -‬الطرق واإلجراءات‪ :‬تعتبر الطرق واإلجراءات من بين أهم الوسائل التي تعمل على تحقيق األهداف‬

‫المرجوة من نظام الرقابة الداخلية فإحكام وفهم وتطبيق هاتين الوسيلتين يساعد على حماية األصول‪،‬‬

‫العمل بكفاءة وااللتزام بالسياسات اإلدارية المرسومة‪ ،‬إذ تشتمل الطرق على طريقة االستغالل‪ ،‬اإلنتاج‪،‬‬

‫التسويق‪ ،‬تأدية الخدمات وكل ما يخص إدارة المؤسسة باإلضافة إلى الطرق المستعملة في المديريات‬

‫المختلفة األخرى سواء من ناحية تنفيذ األعمال أو طريقة استعمال الوثائق إلى غير ذلك من الطرق‬

‫المستعملة‪ ،‬كما قد تعمل المؤسسة على سن إجراءات من شأنها أن توضح بعض النقاط الغامضة أو‬

‫تغيير إجراء معين بغية تحسين أداء المؤسسة وتمكين نظام الرقابة الداخلية من تحقيق أهدافه المرسومة‪.‬‬

‫ج‪ -‬المقاييس المختلفة‪ :‬تستعمل المقاييس المختلفة داخل المؤسسة لتمكين نظام الرقابة الداخلية من‬

‫تحقيق أهدافه المرسومة في ظل إدارة تعمل على إنجاحه من خالل قياس العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬درجة مصداقية المعلومات؛‬

‫‪ ‬مقدار النوعية الحاصل من العمليات الفعلية؛‬

‫‪ ‬احترام الوقت المخصص سواء لتحقيق مراحل الرقابة أو لعودة المعلومات المطابقة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المساعدة على تطور الرقابة داخل المؤسسة‬

‫تسعى األطراف الطالبة للمعلومات الناتجة عن نظام المعلومات المحاسبية داخل المؤسسة إلى الحصول‬

‫على معلومات ذات مصداقية وتعبر عن وضعيتها الحقيقية‪ ،‬لذلك بات من الضروري ربط مصداقية هذه‬

‫المعلومات ومتانة نظام الرقابة الداخلية المفروض على النموذج المحاسبي‪ ،‬والتي هي محل تقييم دائم من‬

‫طرف المراجعة‪.‬لذا فحساسية وأهمية نظام الرقابة الداخلية أمل االهتمام به في ظل العوامل العديدة‬

‫والمساعدة على تطوره‪ ،‬والتي هي‪:1‬‬

‫أ‪ -‬األصناف العديدة للمؤسسة‪ :‬عرفت المؤسسة أصنافا عدة وتقسيمات وهذه األشكال كانت نتيجة لتنوع‬

‫النشاطات التي يزداد االستثمار فيها‪ ،‬لذلك أصبح من الضروري على المساهمين من تكوين مجلس إدارة‬

‫ويقيم فيه عمل الهيئة المسيرة لها‪ ،‬هذا التقييم يكون بمقارنة ما‬
‫تناقش فيه كل األمور المتعلقة بالمؤسسة ّ‬

‫توصلت إليه الهيئة المسيرة من نتائج في شكل قوائم للمعلومات وكشوف تحليلية للموازنات تبرز بشكل‬

‫مفصل كل أطوار النشاط داخل المؤسسة بما تم رسمه في الخطة التنظيمية التي هي من الوسائل‬

‫األساسية لنظام الرقابة الداخلية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعدد العمليات‪ :‬تقوم المؤسسة بعدة عمليات من حيث أنها تستثمر‪ ،‬تشتري‪ ،‬تحول‪ ،‬تنتج‪ ،‬تشغل‬

‫وتبيع‪ ،‬وداخل كل وظيفة من هذه الوظائف تقوم المؤسسة بعدة عمليات تتفاوت من وظيفة إلى أخرى ومن‬

‫مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬وفي إطار هذه الوظائف يجب على الهيئة المشرفة على كل وظيفة أن تتقيد بما هو‬

‫مرسوم في الخطة الخاصة بها والتي هي مثبتة في الخطة التنظيمية اإلجمالية للمؤسسة‪ .‬وهذا يظهر لنا‬

‫جليا أن نظام الرقابة الداخلية مطالب بالتكييف مع التنوع في العلميات‪.‬‬

‫‪ 1‬سائب رامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪14‬‬
‫ج‪ -‬توزيع السلطات والمسؤوليات‪ :‬إن التوسع الجغرافي للمؤسسات سواء على التراب الوطني أو التوسع‬

‫الذي تعرفه الشركات المتعددة الجنسيات يدعو إلى ضرورة توزيع السلطات والمسؤوليات على المديريات‬

‫الفرعية بما يسمح بتنفيذ كل األعمال واتخاذ الق اررات في الوقت والمكان المناسبين‪ ،‬على أن تكون هذه‬

‫المديريات الفرعية أو الوحدات المتواجدة في المناطق األخرى مسؤولة أمام المديرية العامة‪ ،‬كون هذه‬

‫الخيرة مسؤولة على كل النشاطات التي تقوم بها المؤسسة أمام مجلس اإلدارة الذي يقيم أداءها بما فيه‬

‫أداء المديريات الفرعية مقارنة بما هو مرسوم في الخطة التنظيمية وباستعمال كل الوسائل واإلجراءات‬

‫التي تكفل األهداف المتوخاة من نظام الرقابة الداخلية‪.1‬‬

‫د‪ -‬اعتماد مراجعة اختيارية‪ :‬يزيد االعتماد على نظام الرقابة الداخلية في هذا النوع من المراجعة‪ ،‬كون‬

‫المراجع يستند في النوع السابق من المراجعة على جزء معين من الكل من حجم المفردات المقدمة‪ ،‬ويكون‬

‫ذلك باستعمال طريقة العينات في اختيار بعض المفردات التي ستجرى عليها المراجعة‪ ،‬في األخير تعمم‬

‫نتائج هذا الفحص على مجموع المفردات التي تمثل الكل (المجتمع)‪.‬‬

‫وتبعا لما سبق‪ ،‬يظهر لنا اعتماد هذا النوع من المراجعة كعامل أساسي في تطوير نظام الرقابة الداخلية‪،‬‬

‫ألن متانته تتحكم في حجم العينة المختارة من طرف المراجع كما تجعله في اطمئنان خاصة فيما يتعلق‬

‫بالجزء الثاني والذي لم يكن موضوع االختبار‪.‬‬

‫‪ 1‬سائب رامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪10‬‬

‫‪15‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن تقييم وظيفة الرقابة المعتمد في المؤسسة يعتبر من أهم خطوات المراجعة‪ ،‬وذلك بغية اكتشاف مواطن‬

‫الضعف فيه ومن ثمة تسليط عملية المراجعة على هذه المواطن وتالفي مواطن القوة‪ ،‬يعبر هذا النظام‬

‫عن الخطة التنظيمية وجميع اإلجراءات والمقاييس المتبناة من قبل المؤسسة من أجل ضمان السير‬

‫الحسن لجميع الوظائف وضمان صحة ومصداقية المعلومات الناتجة عن األنظمة المعلوماتية في‬

‫المؤسسة‪ .‬إن التطور في أشغال هذه األخيرة أضحى يملي ضرورة تكييف نظام الرقابة الداخلية مع الشكل‬

‫الجديد للمؤسسة باعتبار هذا النظام يمس الرقابة اإلجرائية على العمل داخل المؤسسة‪ ،‬ومن ثم ضمان‬

‫استم اررية نشاطها الذي يأتي عن طريق فرض رقابة إجرائية على جميع العمليات من جهة‪ ،‬ومن جهة‬

‫أخرى تبني مراجعة قوائم طبيعة نشاط المؤسسة والتمكن من إعطاء الصورة الصادقة عن المركز المالي‬

‫الحقيقي لها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ .0‬فتحى رزق السوافيرى واحمد عبد المالك محمد‪"،‬الرقابة والمراجعة الداخلية"‪،‬الدار الجامعية‪،‬‬

‫االسكندرية‪.3002 ،‬‬

‫‪ .3‬عماد إبراهيم‪"،‬الرقابة الداخلية أداة تسيير ورقابة"‪،‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس في العلوم التجارية‬

‫والمالية‪ ،‬المدرسة العليا للتجارة‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬خالد راغب الخطيب‪"،‬الرقابة المالية والداخلية في القطاع العام والخاص"‪،‬مكتبة ا~مع العربي‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪.3000 ،‬‬

‫‪ .4‬بوعزة عبد القادر‪" ،‬محاضرات في مقياس نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة"‪ ،‬جامعة ادرار‪.‬‬

‫‪ .2‬خضير مصطفى‪" ،‬المراجعة المفاهيم و المعايير و اإلجراءات"‪ ،‬عمادة شؤون المكتبات جامعة‬

‫الملك سعود الرياض ‪.0000‬‬

‫‪ .1‬كريمة علي الجوهر‪" ،‬التدقيق والرقابة الداخلية على المؤسسات"‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‪ ،‬مصر‬

‫الجديدة القاهرة‪.3003 ،‬‬

‫‪ .1‬بوطورة فضلية‪" ،‬دراسة وتقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية في البنوك"‪ ،‬مقدمة استكمال لمتطلبات‬

‫شهادة الماجيستير في علوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف جامعة المسيلة‪.3001 ،‬‬

‫‪17‬‬

You might also like