You are on page 1of 13

‫قراءة في األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديميات الجهوية‬

‫(النظام األساسي ألكاديمية الرباط‪ -‬سال‪ -‬القنيطرة نموذجا)‬

‫ص ادقت األكاديمي ات الجهوية للتربوية والتك وين على "األنظمة األساس ية الخاصة ب أطر األكاديمي ات‬
‫الجهوية للتربية والتكوين"‪ .‬ج اء ه ذا اإلج راء بعد س نة من نض ال "األس اتذة ال ذين ف رض عليهم التعاق د"‬
‫ومطالبتهم باإلدماج في أسالك الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫تعد هذه المصادقة حلقة حاسمة في أكبر عملية للتخلص من التوظيف العم ومي وتتويج ا لمسلسل طويل من‬
‫اإلع داد السياسي والق انوني واإلداري إلدخ ال تغي يرات جذرية في أش كال توظيف الع املين بقط اع التعليم‬
‫تطبيقا ألوامر المؤسسات المالية الدولية؛ القاض ية بـ"تنويع األوض اع القانونية للم وظفين"‪" ،‬ربط األج ور‬
‫والترقية باألداء والمردودية"‪" ،‬تخفيض كتلة األجور" بالتخلص من الم وظفين‪ ،‬وت دمير المقاومة الجماعية‬
‫لشغيلة الوظيفة العمومية بإضفاء الهشاشة على أوضاع عملها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار العام لفرض مخطط "التوظيف بالتعاقد‬
‫ال يمكن فهم مضمون وشكل األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديمي ات‪ ،‬دون ربطها بما س بقها‪ .‬فف رض‬
‫التعاقد ليس إال خطوة أخرى من سلس لة من الهجم ات اس تهدفت الوظيفة العمومية في التعليم منذ المص ادقة‬
‫على الوثيقة المرجعية األس اس ال تي تكثف الهج وم النيولي برالي على التعليم العم ومي وأوض اع ش غيلته‪:‬‬
‫"الميثاق الوطني للتربية والتكوين"‪ ،‬وهي الوثيقة السياسية التي أطرت وتؤطر ما تالها من قوانين وظه ائر‬
‫ومراسيم وبرامج ليست إال تعميقا وأجرأة لما ورد فيه من بنود ومبادئ‪.‬‬
‫‪ .1‬المرتكزات المرجعية‪:‬‬
‫يعت بر مب دأ التفريع (‪ ) Principe de subsidiarité‬أس كل السياس ات الليبرالية المس تهدفة النس حاب‬
‫الدولة من القيام بوظائف اجتماعية واقتصادية‪ .‬يقوم ه ذا المب دأ النيولي برالي على فك رة جوهرية قوامها أن‬
‫المسائل التي يمكن حلها على مس تويات تراتبية دنيا ينبغي أن ال تتحملها المس تويات العلي ا‪ .‬به ذا المع نى ال‬
‫ينتظر من المؤسسات التي تق وم بـ"الوظ ائف الس يادية ‪ "fonctions régaliennes‬أن تتص دى لمس ائل‬
‫أخرى ال تنتمي لهذه الوظائف إال حينما يهدد عدم التصدي لها السيطرة السياسية للمالكين‪.‬‬
‫ويمثل تدبير ما يسمونه "م وارد بش رية" إح دى المس ائل ال تي ينبغي التخلص منها على المس تويات العلي ا‪،‬‬
‫ورميها على ع اتق مؤسس ات أدنى (األكاديمي ات الجهوي ة)‪ .‬ومن هنا يعت بر مفه وم "تنويع األوض اع‬
‫القانونية" لشغيلة التعليم مرحلة انتقالية ضرورية لتدبير واقع وج ود م وظفين عموم يين وظف وا وفق ص يغ‬
‫س ابقة‪ ،‬جنبا إلى جنب مع ع املين ج دد يتم تش غيلهم وفق أش كال التوظيف الجدي دة‪ ،‬وهي المرحلة االنتقالية‬
‫التي ستنتهي بعد أن يتم التخلص بشكل كلي من الن وع األول من الم وظفين‪ .‬وهو ما نصت عليه كل ب رامج‬
‫اإلصالح‪ /‬التخريب التي لحقت منظمة التربية والتكوين منذ ‪:1999‬‬
‫تق ول الم ادة ‪ 135‬من الميث اق الوط ني للتربية والتك وين‪" :‬يتم تنويع أوض اع المدرس ين الج دد من اآلن‬
‫فصاعدا‪ ،‬بما في ذلك اللجوء للتعاقد على مدة زمنية تدريجية قابلة للتجديد على ص عيد المؤسس ات واألق اليم‬
‫والجهات"‪.‬‬
‫نصت الم ادة (‪ )10‬من الق انون ‪ 07.00‬المح دث لألكاديمي ات الجهوية للتربية والتك وين‪ ،‬على أن هيئة‬
‫المستخدمين تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬أعوان يتم توظيفهم من لدن األكاديمية طبقا لنظام أساسي خاص يحدد بمرسوم؛‬
‫‪ -‬موظفين وأعوان في وضعية إلحاق‪.‬‬
‫وفي س نة ‪ 2009‬أقر "المخطط االس تعجالي" أن أش كال التوظيف س تجري مراجعتها إذ "س تجري على‬
‫مستوى كل أكاديمية على حدة‪ ،‬وفق نظام تعاقدي على صعيد الجهة"‪.‬‬
‫بعد أن أدى الميث اق وظيفته السياس ية المتمثلة بخلق إجم اع سياسي لي برالي على قض ية التعليم‪ ،‬وفي ظل‬
‫تباطؤ مقصود في تطبيق مقتضياته األكثر شراسة من قبيل ضرب المجانية واللجوء للتعاقد‪ ...‬لتف ادي ردود‬
‫فعل الشبيبة واألسر‪ ،‬وبعد عملية مفضوحة إلحداث خصاص في المدرسين وفي التجهيزات والبنيات‪ ،‬وبعد‬
‫أن اكتمل البناء التنظيمي المفكك لوظ ائف وزارة التربية الوطنية ع بر عملية نقل الص الحيات لألكاديمي ات‬
‫الجهوية للتربية والتكوين‪ ،‬أعلن المجلس األعلى للتعليم برنامجا جدي دا‪ ،‬تحت مس مى "الخطة االس تراتيجية‬
‫‪ ،"2030 -2015‬والتي بموجبها سيتم تصريف منظور الدولة الليبرالي في التعليم‪ ،‬بما في ذلك في مجال‬
‫"التوظي ف"‪ .‬واق ترحت نقل ص الحيات التعاقد مع األس اتذة ومتابعة مس ارهم المه ني وتقييمه إلى‬
‫األكاديميات‪ .‬وهو ما أكد عليه القانون اإلطار رقم ‪( 51.71‬صادق عليه المجلس الحكومي ين اير ‪،)2018‬‬
‫حيث تق ول الم ادة (‪" :)35‬تنويع ط رف التوظيف والتش غيل لول وج مختلف الفئ ات المهني ة‪ ،‬بما فيها آلية‬
‫التعاقد"‪.‬‬
‫صادق مجلس الحكومة يوم ‪ 24‬يونيو ‪ 2016‬على مرسوم تط بيقي لتع ديل الفصل ‪ 05‬مك رر في النظ ام‬
‫األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬يحدد بموجبه شروط وكيفيات التشغيل بموجب عقود باإلدارات العمومية‪.‬‬
‫سبق أن ورد هذا في مشروع قانون ‪ 50.05‬حيث ينص فصله ‪ 6‬مكرر على أن التشغيل بعقود ال ينتج عنه‬
‫"في أي حال من األحوال حق الترسيم"‪ ،‬وهو ما يعني إدخال عنصر المرونة في النظام بشكل "ق انوني" في‬
‫الوظيفة العمومية‪ .‬هذا التعديل ستستفيد منه فئات من أبناء البورجوازيين الذين تابعوا تكوينات في ف روع ال‬
‫تتوفر بالبلد أو لها تجربة في ميادين معينة‪ ،‬وجاء التعديل ليتيح لها االستفادة من أجور كبيرة جدا‪.‬‬
‫وفي ‪ 24‬أكتوبر ‪ 2016‬صدر المق رر المش ترك رقم ‪ 7259‬بين وزارة التربية الوطنية والتك وين المه ني‬
‫ووزارة االقتص اد والمالية بش أن توظيف األس اتذة بم وجب عق ود مع األكاديمي ات الجهوي ة‪ ،‬باعتبارها‬
‫مؤسسات عمومية ذات شخصية معنوية واستقالل المالي‪ ،‬مع خض وعها لوص اية الدول ة‪ ،‬ومن المعل وم أن‬
‫العامل مع المؤسس ات العمومية ال تس ري عليه أحك ام النظ ام الع ام للوظيفة العمومية واألنظمة الخاصة‬
‫بإدارات الدولة‪ ،‬بل يخضع ألنظمة خاصة بتلك المؤسسة‪.‬‬
‫كل ه ذه الترس انة القانونية عب ارة عن مدفعية ثقيلة توجهها الدولة لقصف ودك أس وار الوظيفة العمومية‬
‫وحقوق شغيلة الدولة المكتسبة بنضال األجيال السابقة وتضحياتها‪.‬‬
‫‪ .2‬فرض المرونة في الواقع‬
‫قامت الدولة بإدخال أشكال مرنة للتشغيل بالتعليم‪ ،‬في انتظ ار إنض اج اإلط ار الق انوني والتنظيمي الس اعي‬
‫لتدمير األساس النظامي الضامن للشغل القار‪ ،‬حيث فرضت أشكال تشغيل "ال تضمن لألستاذ‪ -‬ة‪ ،‬أية عالقة‬
‫بالجهة المشغلة"‪ ،‬سواء كانت نيابة إقليمية أو أكاديمية جهوية أو وزارة‪ .‬ومن هذه األشكال‪:‬‬
‫المنشور الثالثي القاضي بتشغيل العرض يين خالل النصف األخ ير من التس عينيات‪ ،‬وق رار تش غيل أس اتذة‬
‫بالعقدة بتاريخ ‪ 3‬غشت ‪ 2009‬وقرار فصل التك وين عن التوظيف الموسم الف ارط ‪ .2015/2016‬دون‬
‫أن ننسى مأساة "أساتذة التربية غير النظامية وسد الخصاص"‪ ،‬الذين ق ال عنهم وزير التربية الوطنية آن ذاك‬
‫(الوف ا)‪" :‬أس اتذة سد الخص اص" ال ت ربطهم أية عالقة إدارية ب وزارة التربية الوطني ة‪ ،‬على اعتب ار أنهم‬
‫"متعاقدون مع جمعيات من المجتمع المدني والتي تعمل في مجال ما يسمى بالتربية غير النظامية"‪.‬‬
‫ق امت الدولة بتمهيد أرض ية ت دمير الش غل الق ار في الوظيفة العمومي ة‪ ،‬بف رض أم ور في الواقع من خالل‬
‫هجوم تدريجي وبجرعات ال تث ير مقاومة ش املة من ط رف جسم الش غيلة‪ ،‬ال ذي أوهمته ب أن األمر محض‬
‫إجراءات ظرفية لمعالجة أوضاع استثنائية‪ .‬لكن ما إن استطاعت فرض "تنويع األوضاع القانونية" للشغيلة‬
‫من الناحية المبدئية حتى بدأت إج راءات تعميم ما ك ان يف ترض أن يك ون "محض إج راءات ظرفي ة"‪ .‬إنها‬
‫تكتيكات حرب‪ ،‬والحرب خدعة‪.‬‬
‫‪ .3‬غاية الدولة‪ :‬تدمير الوظيفة العمومية‬
‫تسعى الدولة إلى إضفاء الهشاشة على تشغيل أجرائها قصد تشديد استغاللهم وإض عاف ق درتهم على ال دفاع‬
‫عن حق وقهم‪ .‬ت روم ب ذلك إع ادة هيكلة ش املة لنظ ام الوظيفة العمومية برمت ه‪ ،‬ب دء ب التكوين والتوظيف‬
‫والتأجير والترقية ونظام التسيير والرقابة انتهاء بالتقاعد‪.‬‬
‫يتيح فرض التعاقد على األجيال الجديدة من شغيلة التعليم‪ ،‬تطبيق هذه الحزمة من اإلصالحات‪ /‬الهجوم ات‪.‬‬
‫تزيد الهشاشة شدة االستغالل‪ ،‬وتحرم فئ ات عريضة من الش غيلة من التنظيم النق ابي‪ ،‬فكيف ينضم إلى نقابة‬
‫من يعلم أن استمراره في العمل غير مضمون؟‬
‫وال يغير من هذا الواقع تأكيد النظام األساسي ألكاديمية الرباط‪ ...‬في المادة (‪ )10‬على‪" :‬الحق في ممارسة‬
‫العمل النق ابي وفقا للتش ريع الج اري به العم ل‪ .‬وال ي ترتب انتم اء أو ع دم االنتم اء إلى نقابة أي أثر على‬
‫وضعية اإلطار المتعاقد الخاضع لمقتضيات هذا النظام األساسي"‪.‬‬
‫إن البطالة والخوف من عدم تجديد العقد هما أكبر مهدد لممارسة الحق النقابي‪ ،‬كما أن "القوانين الجاري بها‬
‫العمل" تعاقب المضرب عن العمل باالقتطاع‪ .‬ويتضافر كل ه ذا إلره اب المف روض عليهم التعاقد ومنعهم‬
‫من العمل النق ابي‪ .‬لكن ال نزول بش روط العمل إلى درك الجحيم س يدفع المف روض عليهم‪ -‬وقد دفعهم فعال‪-‬‬
‫إلى النضال ضد مخطط التعاقد وشروطه المجحفة‪.‬‬
‫منذ تسعينيات القرن الماضي والبنك الدولي يدفع الدولة لتبني سياسات تراجعية عن مكاسب نضاالت ما بعد‬
‫االستقالل‪ ،‬وف رض أش كال عمل تخفف "عبء األج ور" على ميزانية عمومية توجهه ماليتها ألداء ال ديون‬
‫الخارجية وحفز القطاع الخاص‪ .‬يعني ه ذا‪ ،‬التخلي عن كل التحمالت االجتماعية ال تي ت دعي الدولة وه ذه‬
‫المؤسسات الدولية أنها تثقل ميزانية الدولية‪ :‬أجور‪ ،‬مكمالت أجور‪ ،‬أجور غير مباش رة (معاش ات تقاع د)‪.‬‬
‫وليس هذا إال أحد أوجه تقليص حصة الشغيلة من الثروة القومية مقابل تضخيم حصة رأس المال‪.‬‬
‫بدأت الدولة هذا التقليص بأكبر عملية تسريح جماعي تحت عنوان "مغادرة طوعية" ما بين ف اتح ين اير إلى‬
‫‪ 30‬يونيو ‪ ،2005‬حيث غادر حوالي ‪ 39‬ألف موظف من ضمنهم زهاء ‪ 27‬ألف لديهم ‪ 25‬إلى ‪ 35‬سنة‬
‫خبرة‪ .‬وقد وصل مبلغ تعويض ات العملية ‪ 11‬ملي ار و‪ 160‬ملي ون درهم‪ .‬وأدت إلى تحقيق ربح إجم الي‬
‫قدرته وزارة االقتص اد والمالية في ذلك ال وقت ب ‪ 15‬ملي ار درهم‪ ،‬وتقلص ت‪ ،‬على إثر ذل ك‪ ،‬أع داد‬
‫الموظفين المدنيين بنسبة ‪ ،%7,59‬وانخفضت كتلة األجور بنسبة ‪ ،% 8,5‬إذ أصبحت في سنة ‪ 2006‬ال‬
‫تمثل سوى ‪ % 12‬من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬بعد أن كانت في حدود ‪ % 13,6‬في سنة ‪.2005‬‬
‫ولتعويض هذا الجسم من الموظفين القارين‪ ،‬التج أت الدولة إلى ما أطلقت عليه تق ارير البنك ال دولي "تنويع‬
‫األوضاع القانونية" لشغيلة الدولة‪ ،‬ودشنت هذا الهجوم بقطاع التعليم بفرض التعاقد‪.‬‬
‫إن عب ارة "تنويع أوض اع المدرس ين القانوني ة" ل ذات داللة واض حة‪ .‬إنها تفيد تفكيك وح دة ش غيلة التعليم‬
‫وتفييء المدرسين ووضع حد لمعادلة "مجم وع طبقة الش غيلة في مواجهة الدول ة"‪ ،‬مقابل المعادلة الجدي دة‪:‬‬
‫"الفرد في مواجهة المؤسسة المتعاقد معها"‪.‬‬
‫‪ .4‬مبررات واهية‬
‫تقدم الدولة مبررات عدي دة لتمرير مخطط التعاق د‪ ،‬على رأس ها توف ير مناصب الش غل ومحاربة االكتظ اظ‬
‫وتحقيق ج ودة التعليم ومردوديت ه‪ .‬م بررات اعت ادت الدولة اس تعمالها إلقن اع الك ادحين بج دوى‬
‫"اإلصالحات"‪ /‬التخريبات‪ :‬الميثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬الخوصصة‪ ،‬الهجوم على الصحة العمومي ة‪،‬‬
‫بل حتى التجنيد اإلجباري جرى تقديمه حال للبطالة‪.‬‬
‫وكأن الطريقة الوحيدة لمواجهة البطالة هو التوظيف بطريقة ت دمر الش غل الق ار‪ .‬هل يقلص التش غيل الق ار‬
‫(للترسيم) البطالة؟ إنها آلية قديمة قدم المجتمع الرأسمالي‪ :‬استغالل مآسي البطالة لف رض ش روط اس تغالل‬
‫ال تقبلها الشغيلة في حاالت التشغيل الق ار‪ .‬إنه اب تزاز مفض وح من الدولة في حق آالف ط البي الش غل‪ :‬إما‬
‫التوظيف بالتعاقد أو البقاء في جحيم البطالة‪.‬‬
‫المبرر الثاني‪ ،‬مستمد من خطابات رئيس الدولة تتضمن انتقادات لإلدارة والقطاع العام‪ ،‬تهاجم ع دم فعاليته‬
‫مقارنة بالقطاع الخاص‪ .‬يجري وضع شغيلة التعليم العم ومي في موقع مس ؤولية الحض يض ال ذي آلت إليه‬
‫أوضاع التعليم‪ ،‬مع كيل المديح لفعالية القطاع الخاص ومردوديته‪.‬‬
‫حسب ه ذا الم برر ف إن األس تاذ المتعاق د‪ ،‬س يكون أك ثر فعالية ومردودية ألنه س يكون خاض عا بش كل دائم‬
‫لمعايير تقييم كفاءته المهنية‪ ،‬ما يجعله مهددا بفسخ العقدة في حالة ع دم إثب ات كفاءت ه‪ .‬هل هن اك دليل أك بر‬
‫من ه ذا‪ ،‬على أن الدولة تريد نقل عالق ات االس تغالل القائمة في القط اع الخ اص‪ ،‬إلى قط اع عم ومي‬
‫(التعليم)؟‬
‫يعاكس هذا كل منطق‪ .‬من هو األس تاذ ال ذي س يكون أك ثر فعالي ة‪ :‬هل األس تاذ المطمئن إلى مس تقبله ال ذي‬
‫يضمنه الشغل القار‪ ،‬أم أستاذ مسلط عليه سيف فسخ العقدة بشكل دائم؟‬
‫يدعي أنصار التوظيف بالتعاقد أن هذه الصيغة ستحارب االكتظ اظ‪ ،‬ويلق ون في وجه رافض يه حج ة‪" :‬هل‬
‫تريدون أن يضيع مستقبل التالميذ؟"‪ .‬وهذا فرض لألمر الواقع وابتزاز شغيلة التعليم‪ .‬فالدولة هي المسؤولة‬
‫عن االكتظ اظ‪ ،‬بتقليص الميزانية المخصصة للتعليم ما أدى إلى البنية التحتي ة‪ ،‬أما نقص األط ر‪ ،‬فتتحمل‬
‫الدولة مس ؤوليته بفتح ب اب المغ ادرة الطوعية وتقليص التوظيف في القط اع‪ .‬ويعد ه ذا اس تمرار لنهج‬
‫السياسات المفروضة من البنك العالمي‪ :‬وضع تكاليف األزمة على كاهل ضحاياها‪.‬‬
‫المسؤول األول عن ما بلغه التعليم من ت ردي هو سياسة الدولة الليبرالية القائمة على التقشف وتس ليع التعليم‬
‫والهجوم على حق وق الش غيلة التعليمي ة‪ .‬وال يمكن للتوظيف بالتعاق د‪ ،‬ال ذي يعد اس تكماال له ذا الهج وم‪ ،‬أن‬
‫يرفع مستوى التعليم‪ ،‬بل بالعكس سيزيده ترديا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مالحظات حول النظام األساسي الخاص بأطر األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرب==اط‪-‬‬
‫سال‪ -‬القنيطرة‬
‫‪ .1‬التوظيف بعقود لتكريس الهشاشة‬
‫لم يقتصر هجوم الدولة على الوظيفة العمومية‪ ،‬على ت دبير المس ار المه ني‪ ،‬بل تع داه إلى المنب ع‪ ،‬أي تعميم‬
‫الهشاشة والمرونة منذ بداية االلتح اق بس لك التعليم‪ .‬وذلك بف رض ش روط تح رم الملتحق من حق الترس يم‬
‫والعمل القار‪ :‬إنه فرض أمر واقع على األجيال الجديدة من شغيلة التعليم‪.‬‬
‫تنص الم ادة (‪ )1‬من ه ذا النظ ام على أن األكاديمية الجهوية "توظف بم وجب عق ود‪ ،‬مختلف األطر حسب‬
‫احتياجاتها"‪ .‬وتنص المادة (‪ )3‬على "إبرام العقود لمدة سنة قابلة للتجديد بص فة تلقائي ة"‪ ،‬وأن "فسخ العق د‪،‬‬
‫ال يعطي الحق في أي تعويض كيفما كان نوعه"‪.‬‬
‫يق وم روح ه ذه النظ ام األساسي على ترس يخ منطق العمل بعق ود واس تبعاد أي ش كل من أش كال الترس يم‪،‬‬
‫ويجتهد بإض فاء مع نى جديد لمطلب "اإلدم اج"‪ ،‬ويع ني به "اإلدم اج ض من النظ ام األساسي لألكاديمي ات‬
‫بم وجب عق ود"‪ .‬تق ول الم ادة (‪" :)6‬يخضع المت دربون خالل ه ذه الس نة التكوينية األولى لمقتض يات عقد‬
‫التدريب المفضي إلى التوظيف بموجب عقود مع األكاديمية"‪.‬‬
‫ويجري تقليص احتمال اإلدماج حتى في نظام التعاقد هذا بالنسبة لهيئة التدريس‪ ،‬فالم ادة (‪ )9‬تق ول‪" :‬غ ير‬
‫أنه بالنس بة ألطر الت دريس ال يج وز تجديد عقد التوظيف إال بعد النج اح في امتح ان التأهيل المه ني‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪."6‬‬
‫يؤكد النظام األساسي ألكاديمية الرب اط بش كل ج ازم على منح المش غل‪ /‬األكاديمية س لطات واس عة إلنه اء‬
‫عالقة الشغل بينها وبين المتعاقد‪ -‬ة‪ .‬تنص المادة (‪ )9‬أن المتعاق د‪ -‬ة المعين‪ -‬ة في الرتبة األولى من درجته‬
‫"يخضع لفترة تدريب مدتها سنة كاملة والتي يتم على إثرها‪ :‬إما تجديد العقد بصفة تلقائية؛ أو فسخه دون أي‬
‫تعويض"‪.‬‬
‫وتنص المادة (‪ )22‬من الفصل السادس الخاص بأوقات العمل والرخص‪ ،‬على أن "اإلط ار المتعاق د‪ ،‬ال ذي‬
‫استفاد خالل ‪ 12‬شهرا متتالية‪ ،‬من رخص مرضية بالتناوب وصل مجموعها س تة أش هر‪ ،‬وعجز في نهاية‬
‫آخر رخصة استئناف عمله"‪ ،‬يجري "فصله بدون أي إشعار أو تعويض"‪.‬‬
‫ينطبق نفس األمر على الم وظفين العموم يين ال ذين ال يت وفرون على األقدمية ال تي تمكنهم من نيل التقاعد‬
‫النسبي‪ .‬وحتى المستوفون لشرط األقدمية فقد تم إدخال تعديل على عهد بنكيران يربط االس تفادة من مع اش‬
‫التقاعد ببلوغ السن القانونية له‪.‬‬
‫‪ .2‬فصل التكوين عن التوظيف‬
‫ينض بط التوظيف لض وابط تقليص الميزانية الموجهة للتعليم الموصى به من ط رف البنك ال دولي‪ ،‬وليس‬
‫لحاجيات التالميذ وتقليص االكتظاظ‪ .‬تقول الم ادة (‪" :)4‬يتم توظيف األطر المتعاق دة‪ ،‬في ح دود المناصب‬
‫المالية المقيدة في ميزانية األكاديمية"‪.‬‬
‫كما أن التوظيف مشروط بـ"النج اح في مباري ات التوظيف ال تي تعلن عنها األكاديمي ة" [الم ادة ‪ ،]4‬وه ذا‬
‫ع ودة ل روح المرس وم الخ اص بفصل التك وين عن التوظيف (‪ )2015/2016‬ال ذي ناضل األس اتذة‬
‫المتدربون إلسقاطه‪.‬‬
‫ولهذا الغرض يتم إحداث "مسالك جامعية في التربي ة"‪ ،‬ال تخ ول الش هادات المس لمة منها التوظيف بل فقط‬
‫لتجعل الط الب يل بي أحد الش روط ال تي تمكنه من اجتي از مباري ات التوظيف بعق ود‪ ،‬حيث يش ترط اجتي از‬
‫مباراة التوظيف التوفر على‪:‬‬
‫‪ -‬شهادة اإلجازة في التربية أو ما يعادلها؛‬
‫‪ -‬شهادة اإلجازة في التربية‪.‬‬
‫ويخضع المتبارون لشروط االنتق اء األولي ال ذي س يجري تنظيمه بم وجب ق رار الس لطة الحكومية المكلفة‬
‫بالتربية الوطنية [المادة ‪.]4‬‬
‫س يجري إذن تك وين أف واج ض خمة من الم ؤهلين الجتي از مباري ات التوظي ف‪ ،‬وس يتنافس اآلالف من‬
‫الخ ريجين على مناصب "في ح دود المقيد في ميزانية األكاديمي ة"‪ .‬ويعد ه ذا إح دى آلي ات س ير النظ ام‬
‫الرأسمالي‪ ،‬حيث يجري تضخيم صفوف طالبي العمل‪ ،‬المتنافسين على معروض مناصب الشغل المقلص ة‪،‬‬
‫وهو ما يتيح ابتزازهم للقبول بشروط فرط االستغالل بالضغط على أجورهم وحقوقهم االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬نظام تعاقد مزدوج‪ ...‬تفاوت في األجور‬
‫تنص الم ادة (‪ )2‬من النظ ام األساسي ألكاديمية الرابط على أن األكاديمية الجهوية توظف أط را متعاق دة‬
‫للقيام بالمهام التالية‪ :‬مهام التدريس‪ ،‬مهام التسيير والدعم‪ ،‬مهام إدارية وتقنية‪ ،‬مهام الخبرة‪.‬‬
‫وتعني مهام الخبرة إمكانية تشغيل عاملين بموجب عقود (في حدود ‪ 03‬مناصب) وفق نفس شروط الواردة‬
‫في المرسوم رقم ‪ 2.15.770‬المتعلق بتحديد شروط وكيفيات التشغيل بموجب عقود باإلدارات العمومية‪،‬‬
‫الص ادر بت اريخ ‪ 15‬غشت ‪ .2016‬تض من ه ذا المرس وم مقتض يات تتح دث عن "التعاقد مع الخ براء"‬
‫بدعوى استقطاب الكف اءات العليا والخ برات ال تي تحتاجها اإلدارات العمومي ة‪ ،‬وال تي تهجر إدارات الدولة‬
‫بسبب شح األجور وضعف التحفيزات والتعويضات مقارنة مع ما يمنحه القطاع الخاص‪.‬‬
‫وبعد سنة صدر يوم االثنين ‪ 21‬أغسطس ‪ 2017‬قرار لرئيس الحكومة رقم ‪ 04( 3.95.17‬أغسطس‬
‫‪ )2017‬بتحديد مق ادير األج ور الجزافية الش هرية ومق ادير التعويض ات عن التنقل المخولة للخ براء‬
‫واألعوان الذين يتم تشغيلهم بموجب عقود باإلدارات العمومية‪ ،‬وقد حدد القرار أجور “الخبراء” كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بين ‪ 30‬ألف درهم شهريا (ما بين ‪ 5‬وأقل من ‪ 10‬سنوات من التجربة المهنية)؛‬
‫‪ 35 -‬ألف درهم شهريا (ما بين ‪ 10‬وأقل من ‪ 15‬سنوات من التجربة المهنية)؛‬
‫‪ 40 -‬ألف درهم شهريا (ما بين ‪ 15‬وأقل من ‪ 20‬سنوات من التجربة المهنية)؛‬
‫‪ 45 -‬ألف درهم شهريا (ما بين ‪ 20‬وأقل من ‪ 25‬سنوات من التجربة المهنية)؛‬
‫‪ 50 -‬ألف درهم بالنسبة لمن يتوفر على ‪ 25‬سنة من التجربة المهنية‪.‬‬
‫لنقارن األجور السمينة الممنوحة لهؤالء الخبراء‪ ،‬بأجور البؤس الخاصة بـ"األطر المتعاقدة"‪ ،‬والتي يج ري‬
‫تقليصها بالهجوم على حق التقاعد والترقية‪.‬‬
‫‪ .4‬سلطات مدير األكاديمية المطلقة‪ :‬مزيد تحكم في شغيلة التعليم‬
‫منذ عق ود وتق ارير البنك ال دولي تش ير إلى ض يق ص الحيات مؤسس ات التربية والتك وين‪ ،‬وتصر على‬
‫توس يعها‪ ،‬في إط ار ما تطلق عليه "حكام ة"‪ .‬يق ول أحد تق ارير البنك ال دولي به ذا الخص وص‪" :‬ال يوجد‬
‫ص الحيات ال مركزية لم دراء الم دارس في تق ييم المدرس ين والمن اهج‪ ،‬ويتم االعتم اد ب دال من ذلك على‬
‫صالحيات مركزية"‪.‬‬
‫إن توسيع صالحيات مدراء المؤسسات‪ ،‬وضمنها مدراء األكاديميات‪ ،‬تأتي في س ياق الرغبة في التحكم في‬
‫شغيلة التعليم لمنعها من مقاومة الهجوم الكاسح الذي يفتتحه التشغيل بالتعاقد‪ .‬ل ذلك تض من النظ ام األساسي‬
‫الخاص ب أطر أكاديمية الرب اط‪ ...‬م وادا تعطي لم دير األكاديمية مطلق الص الحية في ت دبير ما يطلق عليه‬
‫القاموس الليبرالي‪" :‬الموارد البشرية"‪.‬‬
‫ولف رض ذلك تنص الم ادة (‪ )11‬على أن اإلط ار المتعاقد يل تزم بـ"االنض باط واح ترام الرؤس اء"‪ ،‬وهي‬
‫ص يغة غ ير واردة به ذه الفجاجة في النظ ام األساسي للوظيفة العمومية ال ذي نص الفصل ‪ 13‬منه على‪:‬‬
‫"يجب على الموظف أن يحترم سلطة الدولة ويعمل على احترامها"‪ ،‬فإذا كانت السلطة الرئاسية في الوظيفة‬
‫العمومية تجد سندها في اختصاصات قانونية محددة تحت مسمى س لطة الدول ة‪ ،‬ف إن ورودها بتلك الص يغة‬
‫في نظ ام األكاديمي ات تجعل تلك الس لطة حقا شخص يا مطلقا لل رئيس‪ .‬لم اذا ال ينص النظ ام األساسي على‬
‫ضرورة "االحترام المتبادل بين كل فئ ات منظومة التربية والتك وين باألكاديمي ة"؟ إن األمر يجد خلفيته في‬
‫محاوالت نقل لعالقات الخضوع القائمة في القطاع الخاص‪ :‬الخوف من المراقب والرهبة من رب العمل‪.‬‬
‫أ‪ .‬حصر سلطة التأديب بيد مدير األكاديمية‬
‫يسري على المتعاقدين مع األكاديميات الجهوية في هذا الباب نفس ما يسري على موظفي الدولة الرسميين‪.‬‬
‫تقول المادة (‪" :)36‬يمارس مدير األكاديمية السلطة التأديبي ة‪ ،‬وتق وم لجنة األطر ب دور المجلس الت أديبي"‪.‬‬
‫لكن الم واد الالحقة تؤكد على حصر س لطة الت أديب والعق اب في يد الم دير‪ ،‬بينما ال تتمتع لجنة األطر إال‬
‫بصالحية استشارية‪ ،‬أي إبداء الرأي غير الملزم‪.‬‬
‫وتعت بر لجنة األطر المنص وص عليها في النظ ام األساسي بمثابة لجنة إدارية متس اوية األعض اء جهوي ة‪،‬‬
‫ويقتصر دورها في تقديم المشورة والرأي إلدارة األكاديمية في أم ور تتعلق بـ"تجديد العقد على إثر انته اء‬
‫فترة التدريب‪ ،‬المسائل الفردية المتعلقة بالترقية والتأديب" [المادة ‪ .]34‬وتجتمع باستدعاء من الم دير ال ذي‬
‫يحدد جدول أعمالها‪ ،‬وتش ير الم ادة (‪ )33‬إلى دورها االستش اري بص ريح العب ارة‪" :‬تب دي آراءها بأغلبية‬
‫األعضاء الحاضرين"‪ ،‬وإبداء ال رأي ش يء وس لطة التقرير واالع تراض ش يء آخ ر‪ .‬وح تى إب داء ال رأي‬
‫يجري تضييقه بترجيح صوت الرئيس في حالة تعادل األصوات‪.‬‬
‫تحصر المادة (‪ )38‬صالحية إصدار العقوب ات من الدرجة األولى (اإلن ذار والت وبيخ) بيد م دير األكاديمية‬
‫دون استشارة لجنة األطر‪ ،‬بينما تشترط إصدار المدير للعقوبات من الدرجة الثانية (تأجيل الترقية في الرتبة‬
‫لم دة ال تتج اوز س نة‪ ،‬االنح دار من الرتب ة‪ ،‬القهق رة من الدرج ة‪ ،‬الع زل) باستش ارة ه ذه اللجنة (المجلس‬
‫التأديبي)‪.‬‬
‫إن ه ذه الس لطات الواس عة المحص ورة بيد م دير األكاديمية (بمثابة وزير تعليم جه وي)‪ ،‬والتنص يص في‬
‫النظ ام األساسي على ض رورة "االل تزام ب احترام الرؤس اء"‪ ،‬س تجعل الس لطة التقديرية والفعلية لم دير‬
‫األكاديمية سيفا مسلطا على األطر المفروض عليها التعاقد‪.‬‬
‫ب‪ .‬إصدار الرخص‬
‫يسري على المتعاقدين مع األكاديميات الجهوية في هذا الباب نفس ما يسري على موظفي الدولة الرسميين‪.‬‬
‫تص رح الم ادة (‪ )19‬في ما يخص إص دار ال رخص‪" :‬يبقى لم دير األكاديمية أو المس ؤولين المف وض لهم‬
‫ذلك‪ ،‬وبعد إدالء المعنيين باألمر بالوثائق التبريرية صالحية االستجابة لطلب ات ه ذه ال رخص أو رفض ها"‪.‬‬
‫ويعتبر هذا تضييقا للحصول على الرخص التي يقرها بها ه ذا النظ ام األساسي الجه وي ذات ه‪ .‬لم اذا تعطى‬
‫للم دير ص الحية رفض طلب ات ال رخص ال تي نصت عليها الم ادة (‪ :)10‬ال رخص اإلداري ة‪ ،‬ال رخص‬
‫االستثنائية ألسباب عائلية أو خطيرة‪ ،‬رخصة أداء مناسك الحج‪ ،‬رخصة الوالدة‪ ،‬الرخص المرضية‪.‬‬
‫ال م برر إذن‪ ،‬إال التأكيد على س لطة الم دير التعس فية ل تي ال تحد منها أي جهة أخ رى‪ ،‬س واء تعلق األمر‬
‫بالمجلس اإلداري أو بلجنة األطر‪ .‬إن األطر المفروض عليها التعاقد تقف هنا بمواجهة سلطة مطلقة‪ ،‬شبيهة‬
‫تماما بسلطة رب العمل داخل مقاولته‪.‬‬
‫ج‪ .‬فسخ العقود‬
‫يبقى فسخ العقد ب دون تع ويض من أخطر الص الحيات بيد م دراء األكاديمي ات‪ ،‬وت رهن مص ير األطر‬
‫المتعاقدة بمشيئتهم‪ .‬تنص المادة (‪ )3‬على هذه الصالحية صراحة‪:‬‬
‫"يتم إبرام العقود المشار إليها أعاله لمدة سنة قابلة للتجديد بصفة تلقائية‪.‬‬
‫إال أنه يمكن فسخ هذه العقود من أحد الطرفين‪ ،‬كتابة‪ ،‬بعد استشارة لجنة األطر المختصة المنص وص عليها‬
‫في المادة ‪ 31‬بعده‪ ،‬وذلك مع احترام مهلة إشعار مدته ‪:‬‬
‫‪ -‬ثمانية أيام خالل ستة أشهر من العمل‬
‫‪ -‬شهر بعد ستة أشهر من العمل‬
‫مع مراعاة آج ال اإلخط ار المنص وص عليها أعاله‪ .‬ف إن فسخ العق د‪ ،‬ال يعطي الحق في أي تع ويض كيفما‬
‫كان نوعه‪.‬‬
‫ينسف هذا القسم األول من المادة (‪ )3‬ينسف كل المواد السابقة والالحقة التي تتش ابه فيها أحك ام المتعاق دين‬
‫مع أحكام الرس ميين فيما يتعلق ب اإلجراءات والض مانات التأديبي ة‪ ،‬إنه القسم ال ذي يمثل حقيقة نظ ام التعاقد‬
‫والغاية من ه‪ :‬جعل ش غيلة التعليم المف روض عليهم التعاقد في وض عية خض وع دائم ة‪ ،‬وإطالق يد المش غل‬
‫(األكاديمي ة) لتباشر عملي ات تقليص ع دد "موظفيه ا" كلما دعتها ض روراتها المالية (نقص الميزاني ة) أو‬
‫التدبيرية (تقلص الخريطة المدرس ية ألس باب ديموغرافي ة) أو التعاقدية (مثال ك أن تش ترط عليها مؤسسة‬
‫مالية تقليص عدد العاملين لديها للحصول على قرض) ل ذلك‪ ،‬مع أن ربط ذلك باستش ارة لجنة األطر ما هو‬
‫إال ذر للرماد في العيون‪ ،‬فتركيبة لجنة األطر تعطي األفضلية لإلدارة‪ ،‬وحدود صالحياتها معروفة‪ :‬محض‬
‫استشارية‪.‬‬
‫وال تؤخذ "القوة القاهرة" كمبرر "لإلطار المتعاقد الذي انقطع عن العمل‪ ،‬ولم يلتحق به في اآلج ال المق ررة‬
‫في النظ ام األساس ي‪ ،‬كما وردت في الم ادة (‪ )46‬مثال‪" :‬إذا ت رك اإلط ار المتعاقد وظيفت ه‪ ،‬وجب إن ذاره‬
‫ب العودة إلى مقر عمله خالل الس بعة أي ام الموالية لتبليغ اإلن ذار‪ ...‬وإذا انص رم األجل الم ذكور ولم يلتحق‬
‫المع ني ب األمر بمقر عمل ه‪ ،‬ج از لم دير األكاديمية أن يص در في حقه مباش رة من غ ير استش ارة المجلس‬
‫التأديبي (!!) عقوبة العزل"‪.‬‬
‫وتوسع المادة (‪ )48‬صالحية فسخ العقد دون إشعار أو تعويض في حالة "انعدام الكف اءة المهني ة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫استش ارة لجنة األطر المختص ة"‪ .‬فص الحية تحديد مع ايير "انع دام الكف اءة المهني ة" توجد بيد الرؤس اء‬
‫المباشرين لـ"اإلطار المتعاقد"‪ ،‬ويتعلق األمر هنا‪ ،‬صراحة‪ ،‬بمدير األكاديمية‪.‬‬
‫نفس الش يء فيما يخص (‪ )22‬و(‪ )25‬ال تي تنص على فصل الع اجز عن العمل بعد رخص قص يرة‬
‫ومتوسطة وطويلة األمد "دون أي إشعار أو تعويض"‪.‬‬
‫‪ .5‬تفكيك الحماية االجتماعية‬
‫تعت بر أنظمة الحماية االجتماعية من المكاسب الك برى للحركة العمالي ة‪ ،‬انتزعتها بعق ود من النض ال‬
‫والتضحيات‪ .‬وهي عبارة عن أش كال أخ رى لألجر غ ير األجر المباش ر‪ :‬أج ور غ ير مباش رة مؤجلة مثل‬
‫معاشات التقاعد والزمانة‪ ،‬ومكمالت أجور من تعويضات ودعم القدرة الش رائية خاصة فيما يخص الت أمين‬
‫على األمراض المهنية وحوادث الشغل‪.‬‬
‫استهدفت مدفعية الهجوم النيوليبرالي أنظمة الحماية االجتماعية‪ ،‬ساعية إلى تفكيكه ا‪ ،‬وبالت الي التخلص من‬
‫ه ذه "التك اليف االجتماعي ة"‪ ،‬ال تي تثقل حسب األيديولوجية النيوليبرالية ميزانية الدولة وتحد من تنافس ية‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫اس تجابت الدولة له ذه األوامر وأطلقت هجومها مس تهدفة ص ناديق الحماية االجتماعية (ب دء بالص ندوق‬
‫المغربي للتقاعد) وتسليع الصحة وضرب طابعها العمومي‪.‬‬
‫لم تحد األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديميات الجهوية عن ه ذا الهج وم‪ ،‬ل ذلك فصل النظ ام األساسي‬
‫الخاص بأكاديمية الرب اط‪ ...‬بن ودا تقلص كث يرا من ض مان تغطية ص حية وحماية اجتماعية ك ان يتمتع بها‬
‫شغيلة التعليم سابقا‪ .‬خصص الفصل السابع من نظام أكاديمية الرباط‪ ...‬له ذا األمر تحت عن وان "االحتي اط‬
‫االجتماعي"‪.‬‬
‫أ‪ .‬الفصل من العمل بعد ثبوت العجز‬
‫تق ول الم ادة (‪" :)22‬بالنس بة لإلط ار المتعاقد ال ذي اس تفاد‪ ،‬خالل اث ني عشر ش هرا متتالي ة‪ ،‬من رخص‬
‫مرضية بالتناوب وصل مجموعها ستة أشهر‪ ،‬وعجز في نهاية آخر رخصة عن استئناف عمل ه‪ ،‬فإنه يفصل‬
‫بدون أي إشعار أو تعويض"‪ .‬وهو نفس ما نصت عليه المادة (‪ )25‬فيما يخص الرخص متوسطة أو طويلة‬
‫األم د‪ .‬وين درج ه ذا في مسلسل تراجع ات ش هدتها الوظيفة العمومي ة‪ ،‬ال تي ك انت تنص أنظمتها على أن‬
‫الموظف الذي عمل لمدة ‪ 21‬س نة‪ ،‬وعجز عن اس تئناف عمله ض من ش روط معينة فإنه يح ال على التقاعد‬
‫ويس تفيد ف ورا من معاشه التقاع دي‪ ،‬وتم ال تراجع على عهد حكومة بنك يران عن ه ذا األمر حيث أض حى‬
‫التمتع بالمع اش التقاع دي رهين ببل وغ السن الق انوني لإلحالة على المع اش‪ ،‬لنصل مع أنظمة األكاديمي ات‬
‫للفصل دون إشعار أوتعويض‪.‬‬
‫يجري التخلص من "اإلطار المتعاقد" العاجز عن استئناف عمله ألسباب ص حية‪ ،‬بكل س هولة وكأنه مج رد‬
‫آلة انقضت مدة صالحيتها‪ .‬إنه ما آل إليه وضع األجراء تحت هيمنة األيديولوجية النيوليبرالية التي تعتبرهم‬
‫مجرد "موارد بشرية"‪ .‬ينعدم كل منظور إنساني تضامني ويعم المنظور التقني واالقتصادي المحض‪ ،‬الذي‬
‫يأخذ باالعتبار "مردودية اإلطار المتعاقد"‪ ،‬هذه المردودية المتأتية من استغالله حتى آخر قطرة دم‪ ،‬ويرمى‬
‫إلى حاوية األزبال تماما كما ترمى حبة ليمون معصورة‪.‬‬
‫المنطقي إذن أن يج ري توس يع مع اش الزمانة ليش مل كل ح االت العجز عن العمل الناتجة عن األم راض‪،‬‬
‫وعدم حص رها في العجز الن اتج عن مزاولة المه ام‪ .‬وه ذا مطلب وجب رفعه في الوظيفة العمومية ك ذلك‪،‬‬
‫والتي ال يمكن التمتع فيها بمعاش الزمانة اال بسبب حوادث مصلحة (حوادث شغل) نتج عنها عجز دائم‪.‬‬
‫ب‪ .‬التقاعد‬
‫بدأت الدولة هجومها على صناديق التقاعد باستهداف الصندوق المغ ربي للتقاع د‪ .‬وق امت بهجومها الثالثي‬
‫المع روف على ه ذا الحق (الزي ادة في نس بة االقتط اع‪ ،‬تقليص رص يد المع اش‪ ،‬زي ادة في عمر التقاع د)‪.‬‬
‫ولتسهيل تمرير هذا الهجوم‪ ،‬ألحقت األنظمة األساسية الجهوية "أطرها المتعاقدة" بـ"النظ ام الجم اعي لمنح‬
‫رواتب التقاعد" وليس بـ"الصندوق المغربي للتقاعد" حيث ينخرط مجمل شغيلة الدولة الرسميين‪.‬‬
‫نصت الم ادة (‪" :)28‬تخضع األطر المتعاق دة باألكاديمية فيما يخص التقاعد للنظ ام الجم اعي لمنح رواتب‬
‫التقاعد"‪.‬‬
‫ليس هناك من داع لعدم انخراط "األطر المتعاقدة مع األكاديميات" داخل الصندوق المغ ربي للتقاع د‪ ،‬تماما‬
‫كما ينعدم أي مبرر لف رض التعاقد ب دل الترس يم‪ .‬الغاية إذن هو التخلص من "التحمالت االجتماعي ة" ال تي‬
‫يتميز بها الصندوق المغربي للتقاعد مقارنة بالنظام الجماعي‪ ،‬وتس هيل الهج وم على الحق في التقاعد ال ذي‬
‫انخرطت فيه الدولة منذ مطلع سنوات ‪.2000‬‬
‫‪ ‬الصندوق المغربي للتقاعد‬
‫أحدث بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ ،1930‬وبين ‪ 1931‬و‪ 1950‬جرى توسيع التغطية لفائدة المستخدمين المغاربة‬
‫الع املين ب إدارة الحماي ة‪ ،‬وك ان يعمل بنظ ام الرس ملة‪ .‬وبين س نوات ‪ 1950‬و‪ 1971‬وح دت األنظمة‬
‫المنخرطة بداخله واعتمد نظام التوزيع‪ ،‬القائم على التضامن بين أجيال الش غيلة عكس نظ ام الرس ملة الق ائم‬
‫على الفوائد المتأتية من استثمار اقتطاعات كل أجير بمفرده‪.‬‬
‫تبلغ واجبات االنخراط في الصندوق ‪ 20%‬من مجموع األجرة القارة يتحملها مناصفة المنخ رط والمش غل‬
‫(الدول ة)‪ ،‬ويج ري تص فية المع اش على أس اس آخر أج رة‪ ،‬وهو ما ي تيح رفع قيمة مع اش التقاع د‪ ،‬وه ذه‬
‫مكاسب تسعى الدولة بشكل ح ثيث إلى ال تراجع عنه ا‪ ،‬ولكنها م يزات يتف وق بها نظ ام الص ندوق المغ ربي‬
‫للتقاعد عن النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد‪.‬‬
‫‪ ‬النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد‬
‫أحدث بظهير شريف مؤرخ بـ ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1977‬ويش مل المس تخدمين المؤق تين والمي اومين والعرض يين‬
‫العاملين مع الدولة والجماعات المحلية‪ ،‬ومستخدمي المؤسسات العمومية والمتعاق دين الج اري عليهم الحق‬
‫العام‪.‬‬
‫تنقسم واجبات االنخراط إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬مساهمة األجير‪ 6% :‬من مجموع األجرة القارة‬
‫‪ -‬مساهمات أرباب العمل‪ 12% :‬من األجرة المصرح بها‪ ،‬وتنقسم بدورها إلى‪:‬‬
‫‪ +‬قسط ثابت‪6% :‬‬
‫‪ +‬قسط قابل للتغيير‪6% :‬‬
‫في حين يعتمد الصندوق المغربي للتقاعد على نظام التوزيع (القائم على التضامن بين أجي ال المنخ رطين)‪،‬‬
‫يعتمد النظ ام الجم اعي لمنح رواتب التقاعد نظاما معق دا يق وم على التمويل الم زدوج‪ :‬ثل ثين على الرس ملة‬
‫وثلث على التوزي ع‪ ،‬حيث تس ير واجب ات انخ راط ومس اهمات المش غل الق ارة عن طريق الرس ملة‪ ،‬أما‬
‫مساهمات المشغل القابلة للتغيير فتسير عن طريق التوزيع‪ .‬أي أن ثلثي اقتطاع واجبات انخراط التي تش كل‬
‫احتي اطي مس تقبلي لألج ير يج ري المجازفة بها في اس تثمارات قد تنجح أو تفش ل‪ ،‬بس بب تقلب ات الس وق‬
‫المالية‪.‬‬
‫وفي الوقت ال ذي يعتمد فيه الص ندوق المغ ربي للتقاعد قبل الهج وم األخ ير عليه (اإلص الحات المقياس ية)‬
‫على آخر أجرة كأساس الحتساب المعاش‪ ،‬وهو ما يرفع قيمته‪ ،‬يعتمد النظ ام الجم اعي لمنح رواتب التقاعد‬
‫على مع دل أج ور الحي اة المهني ة‪ ،‬وهو ما يخفض من قيمة المع اش‪ .‬كما يع رف النظ ام الجم اعي بعض‬
‫المش اكل الناتجة عن السياسة النيوليبرالية للدول ة‪ ،‬حيث تقلصت القاع دة الديمغرافية له ذا النظ ام بفعل‬
‫خوصصة بعض المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ .6‬ربط الترقية بالمردودية‬
‫يتيح النظام األساسي الموحد على المستوى الوطني‪ ،‬مع ايير موح دة تجمع كل طبقة الش غيلة وت تيح لها ق وة‬
‫مفاوضة جماعية ح ول األج ور وتط ور ه ذه األج ور (الترقي ة)‪ .‬تس عى الدولة من خالل تنويع األوض اع‬
‫القانونية للشغيلة (تعدد األنظمة األساسية القائمة على التعاقد)‪ ،‬إلى تفتيت وحدة ه ذه المع ايير وبالت الي جعل‬
‫الترقية مرتبطة بمعايير فردية تخص كل "إطار متعاقد" لوحده‪.‬‬
‫اعتمد النظام القديم على معايير موح دة تعتمد فيه الترقية في الرتبة والدرجة على الش روط النظامية التالي ة‪:‬‬
‫ست سنوات كأقدمية الجتياز مباراة الكفاءة المهنية وعشرة سنوات بالنسبة للترقية باالختيار مع تحديد سقف‬
‫لالنتطار حدد في أربع سنوات ي ترقى فيها الموظف خ ارج الحص يص المح دد في نس بة ‪ 22%‬بالمائة من‬
‫المقيدين في الالئحة السنوية للترقية‪.‬‬
‫جرى الهجوم على هذه اآلليات النظامية بدء بإلغاء الترقية بالشهادة‪ ،‬وفي ‪ 2‬ديسمبر ‪ 2005‬أصدر مرس وم‬
‫رقم ‪ ،2-05-1367‬الخاص بتحديد مسطرة تنقيط وتقييم موظفي اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫حصرت المادة (‪ )2‬من هذا المرسوم عناصر تنقيط التقييم في خمس‪:‬‬
‫‪ -‬إنجاز األعمال المرتبطة بالوظيفة؛‬
‫‪ -‬المردودية؛‬
‫‪ -‬القدرة على التنظيم؛‬
‫‪ -‬السلوك المهني؛‬
‫‪ -‬البحث واالبتكار‪.‬‬
‫وتنص الم ادة (‪ )10‬من نفس المرس وم على أن الموظف المرشح للترس يم وال ترقي في الدرج ة‪ ،‬يخضع‬
‫"لتقييم يتم مرة واح دة على األقل كل س نتين‪ ،‬يتض من مقابلة مع ال رئيس المباش ر"‪ ،‬و"يعد ال رئيس المباشر‬
‫على إثر هذه المقابلة تقريرا يبرز مدى حاجة الموظف لالستفادة من إعادة التأهيل والحركية لممارسة مه ام‬
‫مناسبة لمؤهالته‪ ،‬وكذا مدى استحقاقه للترسيم والترقي في الدرجة"‪.‬‬
‫أي أن معي ار أحقية ال ترقي أو الترس يم في الدرجة تخضع هنا للس لطة التقديرية لل رئيس المباشر للموظف‬
‫المرشح‪.‬‬
‫يعد هذا خضوعا لتوصيات‪ /‬أوامر البنك الدولي الذي يصر على ربط األجور وتطورها بالمردودية الفردية‬
‫لألجير‪ ،‬وهي آلية لتكثيف االستغالل وفي نفس الوقت لتفتيت وحدة الشغيلة وتقليص تكاليفها‪.‬‬
‫حافظت األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديمي ات الجهوية على ه ذا‪ ،‬فقد نصت الم ادة (‪ )14‬من نظ ام‬
‫أكاديمية الرب اط على‪" :‬تس ند س لطة التنقيط إلى م دير األكاديمية ال ذي تبقى له ص الحية تفوض يها إلى‬
‫المسؤولين المعنيين وال ذين يمنح ون س نويا لكل إط ار متعاقد ي زاول نش اطه نقطة عددية مذيلة بتق ييم ع ام‬
‫لقيمته المهنية"‪.‬‬
‫وبما أن الترقية في الدرجة تش ترط ت وفر منصب م الي ش اغر (المناصب المالية المقي دة في ميزانية‬
‫األكاديمية)‪ ،‬وليس توفر شروط الترقية في األجير‪ ،‬فسيجري تضييق حصولها‪.‬‬
‫‪ .7‬نهاية الحركة االنتقالية‬
‫يمنح التوظيف بواسطة نظام أساسي موحد لش غيلة التعليم‪ ،‬إمكانية الحركة االنتقالية وتغي ير مك ان التع يين‪.‬‬
‫ومنذ مدة والدولة تس عى لتمرير ق وانين تس مح لها ب التحكم في حركية األس اتذة وهو ما أطلقت عليه "إع ادة‬
‫االنتشار"‪.‬‬
‫تقضي أنظمة التعاقد الجهوية مع األكاديميات نهائيا على حق االنتق ال بين جه ات البلد وتغي ير مك ان العمل‬
‫بما يالئم االستقرار االجتماعي والنفسي للشغيل‪ ،‬وتجعل "اإلطار المتعاقد" "قنا وعبدا" لدى األكاديمية ال تي‬
‫"تعاقد" معها‪.‬‬
‫تنص المادة (‪ )11‬من نظام أكاديمية الرباط على التزام "اإلطار المتعاقد" بـ"قبول مقر العمل وك ذا التع يين‬
‫بإحدى مؤسسات التربية والتعليم العمومي التي يتم تحديدها من قبل اإلدارة"‪ ،‬دون تحديد معايير هذا التعيين‬
‫والحرص على مراعاة حاالت "األطر المتعاقدة"‪ :‬الجنس‪ ،‬حاالت اجتماعية‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وتحصر المادة (‪ )53‬حق االنتقال داخل الجهة‪ ،‬وهو إعدام نه ائي لحق تغي ير مك ان العمل وطني ا‪ ،‬وتراجع‬
‫على األساس الذي بنيت عليه الدولة الحديثة‪ ،‬ورج وع إلى قواعد العص ور الوس طى‪ ،‬حيث ك ان الفالح ون‬
‫األقنان ملزمون بالعمل داخل إقطاعية س يدهم‪ ،‬ويمنع عليهم تغي ير مك ان إق امتهم وعملهم‪ ،‬ويعت بر ه ذا في‬
‫عرف األسياد اإلقطاعيين هروبا يستحق عقوبات جسدية (الجلد‪ ،‬وقد تصل حد الموت)‪.‬‬
‫من أجل نضال وحدوي ضد مخطط التعاقد وضد الهجوم على الوظيفة العمومية‬
‫تريد الدولة اس تعباد عش رات اآلالف من ش غيلة التعليم الج دد من خالل تش غيلهم بعق ود‪ ،‬ب دل اعتب ارهم‬
‫موظفين خاضعين للنظام األساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية إسوة بزمالئهم المرسمين‪.‬‬
‫أصبح شغيلة التعليم العمومي مقسّمين إلى موظفي الدولة ومتعاق دين مع االكاديمي ات بفعل س عي الدولة إلى‬
‫إضفاء الهشاشة على تش غيل أجرائها بقصد تش ديد اس تغاللهم وإض عاف ق درتهم على ال دفاع عن حق وقهم‪.‬‬
‫وليس ف رض التعاقد الوجه الوحيد لتع دي الدولة على أجرائه ا‪ ،‬فح تى المرس مون مس تهدفون بإع ادة نظر‬
‫شاملة في عالقة الشغل الخاصة بهم من أجل أقصى مردود (= استغالل) كما الجاري في القطاع الخاص‪.‬‬
‫هذه "األطر" التي فرض عليها التعاقد جزء من الطبقة الشغيلة ال تي تس عى الدولة إلى ال نزول بها إلى درك‬
‫رهيب من سوء العيش‪ ،‬وانعدام مقدرة الدفاع عن الذات‪ .‬وما يتعرض له جيل األس اتذة الجديد من ض ربات‬
‫لن تستثني مستقبال أقرانهم األقدم‪ .‬فعندما يفتك الهجوم بالجدد س يلتفت لي دوس ما يح وزه األق دمون بس هولة‬
‫كبيرة حققها بانفراده بكل طرف على حدة‪.‬‬
‫يفرض هذا توحيد جهود النضال لرد مخطط التعاقد الجهنمي الذي يعتبر رأس حربة تفكيك النظ ام األساسي‬
‫للوظيفة العمومية‪ ،‬ولن يتأتى هذا إال بتوحيد كل ضحايا هذا الهجوم الشامل والمعمم‪.‬‬
‫يعت بر مطلب "إلغ اء مخطط التعاق د" و"اإلدم اج الف وري للمف روض عليهم التعاقد في أس الك الوظيفة‬
‫العمومية" مطلبا جوهريا وموحدا لكل ضحايا العمل بالعقدة وأيضا لكل المرسمين‪.‬‬
‫إلى جانب هذا المطلب العام تطرح مطالب جزئية للنضال من أجلها قصد تحسين ش روط عمل "المف روض‬
‫عليهم التعاقد"‪ ،‬وهو ما سيحسن شروط نضالهم أيضا‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبار العقود غير محددة المدة بعد النجاح في امتحان الكف اءة المهني ة‪ ،‬وبالت الي ال ض رورة لتجديد العقد‬
‫تلقائيا‪ .‬ويجب أن يفضي هذا إلى الترسيم النهائي لإلطار وتمتعه بكل الحقوق التي يمنحها الترسيم‪.‬‬
‫‪ -‬إلغ اء الش طر األول من الم ادة (‪ )03‬من نظ ام األكاديمي ات‪ ،‬وع دم وضع س يف فسخ العقد على رقبة‬
‫المتعاقدين‪.‬‬
‫‪ -‬تمتيع لجنة األطر بص الحيات حقيقية وفعلي ة‪ ،‬أي ص الحيات التقرير واالع تراض على ق رارات م دراء‬
‫األكاديميات‪ ،‬خاصة فيما يخص التأديب وفسخ العقود‪.‬‬
‫‪ -‬نزع صالحيات فسخ العقود (ب دون إش عار أو تع ويض) من يد م دراء األكاديمي ات ووض عها في يد لجنة‬
‫األطر‪.‬‬
‫‪ -‬تمتيع العاجزين عن العمل بعد انتهاء رخص الم رض قص يرة ومتوس طة وطويلة األمد من مع اش نظ ير‬
‫الخدمات التي قدموها‪ ،‬بدل فصلهم عن العمل‪.‬‬
‫‪ -‬حق الحركة االنتقالية على المستوى الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬االنخراط في الصندوق المغربي للتقاعد إسوة بزمالئهم المرسمين‪.‬‬
‫‪ -‬التوظيف الفوري بمجرد التخرج من مراكز التكوين‪ ،‬وإلغاء شرط النجاح في امتحان التأهيل المهني‪.‬‬
‫‪ -‬معايير موحدة وجماعية للترقية‪ :‬األقدمية واالختبار والشهادة‪ ،‬بدل المعايير الفردية (المردودية)‪.‬‬

You might also like