Professional Documents
Culture Documents
ص ادقت األكاديمي ات الجهوية للتربوية والتك وين على "األنظمة األساس ية الخاصة ب أطر األكاديمي ات
الجهوية للتربية والتكوين" .ج اء ه ذا اإلج راء بعد س نة من نض ال "األس اتذة ال ذين ف رض عليهم التعاق د"
ومطالبتهم باإلدماج في أسالك الوظيفة العمومية.
تعد هذه المصادقة حلقة حاسمة في أكبر عملية للتخلص من التوظيف العم ومي وتتويج ا لمسلسل طويل من
اإلع داد السياسي والق انوني واإلداري إلدخ ال تغي يرات جذرية في أش كال توظيف الع املين بقط اع التعليم
تطبيقا ألوامر المؤسسات المالية الدولية؛ القاض ية بـ"تنويع األوض اع القانونية للم وظفين"" ،ربط األج ور
والترقية باألداء والمردودية"" ،تخفيض كتلة األجور" بالتخلص من الم وظفين ،وت دمير المقاومة الجماعية
لشغيلة الوظيفة العمومية بإضفاء الهشاشة على أوضاع عملها.
أوال :اإلطار العام لفرض مخطط "التوظيف بالتعاقد
ال يمكن فهم مضمون وشكل األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديمي ات ،دون ربطها بما س بقها .فف رض
التعاقد ليس إال خطوة أخرى من سلس لة من الهجم ات اس تهدفت الوظيفة العمومية في التعليم منذ المص ادقة
على الوثيقة المرجعية األس اس ال تي تكثف الهج وم النيولي برالي على التعليم العم ومي وأوض اع ش غيلته:
"الميثاق الوطني للتربية والتكوين" ،وهي الوثيقة السياسية التي أطرت وتؤطر ما تالها من قوانين وظه ائر
ومراسيم وبرامج ليست إال تعميقا وأجرأة لما ورد فيه من بنود ومبادئ.
.1المرتكزات المرجعية:
يعت بر مب دأ التفريع ( ) Principe de subsidiaritéأس كل السياس ات الليبرالية المس تهدفة النس حاب
الدولة من القيام بوظائف اجتماعية واقتصادية .يقوم ه ذا المب دأ النيولي برالي على فك رة جوهرية قوامها أن
المسائل التي يمكن حلها على مس تويات تراتبية دنيا ينبغي أن ال تتحملها المس تويات العلي ا .به ذا المع نى ال
ينتظر من المؤسسات التي تق وم بـ"الوظ ائف الس يادية "fonctions régaliennesأن تتص دى لمس ائل
أخرى ال تنتمي لهذه الوظائف إال حينما يهدد عدم التصدي لها السيطرة السياسية للمالكين.
ويمثل تدبير ما يسمونه "م وارد بش رية" إح دى المس ائل ال تي ينبغي التخلص منها على المس تويات العلي ا،
ورميها على ع اتق مؤسس ات أدنى (األكاديمي ات الجهوي ة) .ومن هنا يعت بر مفه وم "تنويع األوض اع
القانونية" لشغيلة التعليم مرحلة انتقالية ضرورية لتدبير واقع وج ود م وظفين عموم يين وظف وا وفق ص يغ
س ابقة ،جنبا إلى جنب مع ع املين ج دد يتم تش غيلهم وفق أش كال التوظيف الجدي دة ،وهي المرحلة االنتقالية
التي ستنتهي بعد أن يتم التخلص بشكل كلي من الن وع األول من الم وظفين .وهو ما نصت عليه كل ب رامج
اإلصالح /التخريب التي لحقت منظمة التربية والتكوين منذ :1999
تق ول الم ادة 135من الميث اق الوط ني للتربية والتك وين" :يتم تنويع أوض اع المدرس ين الج دد من اآلن
فصاعدا ،بما في ذلك اللجوء للتعاقد على مدة زمنية تدريجية قابلة للتجديد على ص عيد المؤسس ات واألق اليم
والجهات".
نصت الم ادة ( )10من الق انون 07.00المح دث لألكاديمي ات الجهوية للتربية والتك وين ،على أن هيئة
المستخدمين تتكون من:
-أعوان يتم توظيفهم من لدن األكاديمية طبقا لنظام أساسي خاص يحدد بمرسوم؛
-موظفين وأعوان في وضعية إلحاق.
وفي س نة 2009أقر "المخطط االس تعجالي" أن أش كال التوظيف س تجري مراجعتها إذ "س تجري على
مستوى كل أكاديمية على حدة ،وفق نظام تعاقدي على صعيد الجهة".
بعد أن أدى الميث اق وظيفته السياس ية المتمثلة بخلق إجم اع سياسي لي برالي على قض ية التعليم ،وفي ظل
تباطؤ مقصود في تطبيق مقتضياته األكثر شراسة من قبيل ضرب المجانية واللجوء للتعاقد ...لتف ادي ردود
فعل الشبيبة واألسر ،وبعد عملية مفضوحة إلحداث خصاص في المدرسين وفي التجهيزات والبنيات ،وبعد
أن اكتمل البناء التنظيمي المفكك لوظ ائف وزارة التربية الوطنية ع بر عملية نقل الص الحيات لألكاديمي ات
الجهوية للتربية والتكوين ،أعلن المجلس األعلى للتعليم برنامجا جدي دا ،تحت مس مى "الخطة االس تراتيجية
،"2030 -2015والتي بموجبها سيتم تصريف منظور الدولة الليبرالي في التعليم ،بما في ذلك في مجال
"التوظي ف" .واق ترحت نقل ص الحيات التعاقد مع األس اتذة ومتابعة مس ارهم المه ني وتقييمه إلى
األكاديميات .وهو ما أكد عليه القانون اإلطار رقم ( 51.71صادق عليه المجلس الحكومي ين اير ،)2018
حيث تق ول الم ادة (" :)35تنويع ط رف التوظيف والتش غيل لول وج مختلف الفئ ات المهني ة ،بما فيها آلية
التعاقد".
صادق مجلس الحكومة يوم 24يونيو 2016على مرسوم تط بيقي لتع ديل الفصل 05مك رر في النظ ام
األساسي العام للوظيفة العمومية ،يحدد بموجبه شروط وكيفيات التشغيل بموجب عقود باإلدارات العمومية.
سبق أن ورد هذا في مشروع قانون 50.05حيث ينص فصله 6مكرر على أن التشغيل بعقود ال ينتج عنه
"في أي حال من األحوال حق الترسيم" ،وهو ما يعني إدخال عنصر المرونة في النظام بشكل "ق انوني" في
الوظيفة العمومية .هذا التعديل ستستفيد منه فئات من أبناء البورجوازيين الذين تابعوا تكوينات في ف روع ال
تتوفر بالبلد أو لها تجربة في ميادين معينة ،وجاء التعديل ليتيح لها االستفادة من أجور كبيرة جدا.
وفي 24أكتوبر 2016صدر المق رر المش ترك رقم 7259بين وزارة التربية الوطنية والتك وين المه ني
ووزارة االقتص اد والمالية بش أن توظيف األس اتذة بم وجب عق ود مع األكاديمي ات الجهوي ة ،باعتبارها
مؤسسات عمومية ذات شخصية معنوية واستقالل المالي ،مع خض وعها لوص اية الدول ة ،ومن المعل وم أن
العامل مع المؤسس ات العمومية ال تس ري عليه أحك ام النظ ام الع ام للوظيفة العمومية واألنظمة الخاصة
بإدارات الدولة ،بل يخضع ألنظمة خاصة بتلك المؤسسة.
كل ه ذه الترس انة القانونية عب ارة عن مدفعية ثقيلة توجهها الدولة لقصف ودك أس وار الوظيفة العمومية
وحقوق شغيلة الدولة المكتسبة بنضال األجيال السابقة وتضحياتها.
.2فرض المرونة في الواقع
قامت الدولة بإدخال أشكال مرنة للتشغيل بالتعليم ،في انتظ ار إنض اج اإلط ار الق انوني والتنظيمي الس اعي
لتدمير األساس النظامي الضامن للشغل القار ،حيث فرضت أشكال تشغيل "ال تضمن لألستاذ -ة ،أية عالقة
بالجهة المشغلة" ،سواء كانت نيابة إقليمية أو أكاديمية جهوية أو وزارة .ومن هذه األشكال:
المنشور الثالثي القاضي بتشغيل العرض يين خالل النصف األخ ير من التس عينيات ،وق رار تش غيل أس اتذة
بالعقدة بتاريخ 3غشت 2009وقرار فصل التك وين عن التوظيف الموسم الف ارط .2015/2016دون
أن ننسى مأساة "أساتذة التربية غير النظامية وسد الخصاص" ،الذين ق ال عنهم وزير التربية الوطنية آن ذاك
(الوف ا)" :أس اتذة سد الخص اص" ال ت ربطهم أية عالقة إدارية ب وزارة التربية الوطني ة ،على اعتب ار أنهم
"متعاقدون مع جمعيات من المجتمع المدني والتي تعمل في مجال ما يسمى بالتربية غير النظامية".
ق امت الدولة بتمهيد أرض ية ت دمير الش غل الق ار في الوظيفة العمومي ة ،بف رض أم ور في الواقع من خالل
هجوم تدريجي وبجرعات ال تث ير مقاومة ش املة من ط رف جسم الش غيلة ،ال ذي أوهمته ب أن األمر محض
إجراءات ظرفية لمعالجة أوضاع استثنائية .لكن ما إن استطاعت فرض "تنويع األوضاع القانونية" للشغيلة
من الناحية المبدئية حتى بدأت إج راءات تعميم ما ك ان يف ترض أن يك ون "محض إج راءات ظرفي ة" .إنها
تكتيكات حرب ،والحرب خدعة.
.3غاية الدولة :تدمير الوظيفة العمومية
تسعى الدولة إلى إضفاء الهشاشة على تشغيل أجرائها قصد تشديد استغاللهم وإض عاف ق درتهم على ال دفاع
عن حق وقهم .ت روم ب ذلك إع ادة هيكلة ش املة لنظ ام الوظيفة العمومية برمت ه ،ب دء ب التكوين والتوظيف
والتأجير والترقية ونظام التسيير والرقابة انتهاء بالتقاعد.
يتيح فرض التعاقد على األجيال الجديدة من شغيلة التعليم ،تطبيق هذه الحزمة من اإلصالحات /الهجوم ات.
تزيد الهشاشة شدة االستغالل ،وتحرم فئ ات عريضة من الش غيلة من التنظيم النق ابي ،فكيف ينضم إلى نقابة
من يعلم أن استمراره في العمل غير مضمون؟
وال يغير من هذا الواقع تأكيد النظام األساسي ألكاديمية الرباط ...في المادة ( )10على" :الحق في ممارسة
العمل النق ابي وفقا للتش ريع الج اري به العم ل .وال ي ترتب انتم اء أو ع دم االنتم اء إلى نقابة أي أثر على
وضعية اإلطار المتعاقد الخاضع لمقتضيات هذا النظام األساسي".
إن البطالة والخوف من عدم تجديد العقد هما أكبر مهدد لممارسة الحق النقابي ،كما أن "القوانين الجاري بها
العمل" تعاقب المضرب عن العمل باالقتطاع .ويتضافر كل ه ذا إلره اب المف روض عليهم التعاقد ومنعهم
من العمل النق ابي .لكن ال نزول بش روط العمل إلى درك الجحيم س يدفع المف روض عليهم -وقد دفعهم فعال-
إلى النضال ضد مخطط التعاقد وشروطه المجحفة.
منذ تسعينيات القرن الماضي والبنك الدولي يدفع الدولة لتبني سياسات تراجعية عن مكاسب نضاالت ما بعد
االستقالل ،وف رض أش كال عمل تخفف "عبء األج ور" على ميزانية عمومية توجهه ماليتها ألداء ال ديون
الخارجية وحفز القطاع الخاص .يعني ه ذا ،التخلي عن كل التحمالت االجتماعية ال تي ت دعي الدولة وه ذه
المؤسسات الدولية أنها تثقل ميزانية الدولية :أجور ،مكمالت أجور ،أجور غير مباش رة (معاش ات تقاع د).
وليس هذا إال أحد أوجه تقليص حصة الشغيلة من الثروة القومية مقابل تضخيم حصة رأس المال.
بدأت الدولة هذا التقليص بأكبر عملية تسريح جماعي تحت عنوان "مغادرة طوعية" ما بين ف اتح ين اير إلى
30يونيو ،2005حيث غادر حوالي 39ألف موظف من ضمنهم زهاء 27ألف لديهم 25إلى 35سنة
خبرة .وقد وصل مبلغ تعويض ات العملية 11ملي ار و 160ملي ون درهم .وأدت إلى تحقيق ربح إجم الي
قدرته وزارة االقتص اد والمالية في ذلك ال وقت ب 15ملي ار درهم ،وتقلص ت ،على إثر ذل ك ،أع داد
الموظفين المدنيين بنسبة ،%7,59وانخفضت كتلة األجور بنسبة ،% 8,5إذ أصبحت في سنة 2006ال
تمثل سوى % 12من الناتج الداخلي الخام ،بعد أن كانت في حدود % 13,6في سنة .2005
ولتعويض هذا الجسم من الموظفين القارين ،التج أت الدولة إلى ما أطلقت عليه تق ارير البنك ال دولي "تنويع
األوضاع القانونية" لشغيلة الدولة ،ودشنت هذا الهجوم بقطاع التعليم بفرض التعاقد.
إن عب ارة "تنويع أوض اع المدرس ين القانوني ة" ل ذات داللة واض حة .إنها تفيد تفكيك وح دة ش غيلة التعليم
وتفييء المدرسين ووضع حد لمعادلة "مجم وع طبقة الش غيلة في مواجهة الدول ة" ،مقابل المعادلة الجدي دة:
"الفرد في مواجهة المؤسسة المتعاقد معها".
.4مبررات واهية
تقدم الدولة مبررات عدي دة لتمرير مخطط التعاق د ،على رأس ها توف ير مناصب الش غل ومحاربة االكتظ اظ
وتحقيق ج ودة التعليم ومردوديت ه .م بررات اعت ادت الدولة اس تعمالها إلقن اع الك ادحين بج دوى
"اإلصالحات" /التخريبات :الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،الخوصصة ،الهجوم على الصحة العمومي ة،
بل حتى التجنيد اإلجباري جرى تقديمه حال للبطالة.
وكأن الطريقة الوحيدة لمواجهة البطالة هو التوظيف بطريقة ت دمر الش غل الق ار .هل يقلص التش غيل الق ار
(للترسيم) البطالة؟ إنها آلية قديمة قدم المجتمع الرأسمالي :استغالل مآسي البطالة لف رض ش روط اس تغالل
ال تقبلها الشغيلة في حاالت التشغيل الق ار .إنه اب تزاز مفض وح من الدولة في حق آالف ط البي الش غل :إما
التوظيف بالتعاقد أو البقاء في جحيم البطالة.
المبرر الثاني ،مستمد من خطابات رئيس الدولة تتضمن انتقادات لإلدارة والقطاع العام ،تهاجم ع دم فعاليته
مقارنة بالقطاع الخاص .يجري وضع شغيلة التعليم العم ومي في موقع مس ؤولية الحض يض ال ذي آلت إليه
أوضاع التعليم ،مع كيل المديح لفعالية القطاع الخاص ومردوديته.
حسب ه ذا الم برر ف إن األس تاذ المتعاق د ،س يكون أك ثر فعالية ومردودية ألنه س يكون خاض عا بش كل دائم
لمعايير تقييم كفاءته المهنية ،ما يجعله مهددا بفسخ العقدة في حالة ع دم إثب ات كفاءت ه .هل هن اك دليل أك بر
من ه ذا ،على أن الدولة تريد نقل عالق ات االس تغالل القائمة في القط اع الخ اص ،إلى قط اع عم ومي
(التعليم)؟
يعاكس هذا كل منطق .من هو األس تاذ ال ذي س يكون أك ثر فعالي ة :هل األس تاذ المطمئن إلى مس تقبله ال ذي
يضمنه الشغل القار ،أم أستاذ مسلط عليه سيف فسخ العقدة بشكل دائم؟
يدعي أنصار التوظيف بالتعاقد أن هذه الصيغة ستحارب االكتظ اظ ،ويلق ون في وجه رافض يه حج ة" :هل
تريدون أن يضيع مستقبل التالميذ؟" .وهذا فرض لألمر الواقع وابتزاز شغيلة التعليم .فالدولة هي المسؤولة
عن االكتظ اظ ،بتقليص الميزانية المخصصة للتعليم ما أدى إلى البنية التحتي ة ،أما نقص األط ر ،فتتحمل
الدولة مس ؤوليته بفتح ب اب المغ ادرة الطوعية وتقليص التوظيف في القط اع .ويعد ه ذا اس تمرار لنهج
السياسات المفروضة من البنك العالمي :وضع تكاليف األزمة على كاهل ضحاياها.
المسؤول األول عن ما بلغه التعليم من ت ردي هو سياسة الدولة الليبرالية القائمة على التقشف وتس ليع التعليم
والهجوم على حق وق الش غيلة التعليمي ة .وال يمكن للتوظيف بالتعاق د ،ال ذي يعد اس تكماال له ذا الهج وم ،أن
يرفع مستوى التعليم ،بل بالعكس سيزيده ترديا.
ثانيا :مالحظات حول النظام األساسي الخاص بأطر األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرب==اط-
سال -القنيطرة
.1التوظيف بعقود لتكريس الهشاشة
لم يقتصر هجوم الدولة على الوظيفة العمومية ،على ت دبير المس ار المه ني ،بل تع داه إلى المنب ع ،أي تعميم
الهشاشة والمرونة منذ بداية االلتح اق بس لك التعليم .وذلك بف رض ش روط تح رم الملتحق من حق الترس يم
والعمل القار :إنه فرض أمر واقع على األجيال الجديدة من شغيلة التعليم.
تنص الم ادة ( )1من ه ذا النظ ام على أن األكاديمية الجهوية "توظف بم وجب عق ود ،مختلف األطر حسب
احتياجاتها" .وتنص المادة ( )3على "إبرام العقود لمدة سنة قابلة للتجديد بص فة تلقائي ة" ،وأن "فسخ العق د،
ال يعطي الحق في أي تعويض كيفما كان نوعه".
يق وم روح ه ذه النظ ام األساسي على ترس يخ منطق العمل بعق ود واس تبعاد أي ش كل من أش كال الترس يم،
ويجتهد بإض فاء مع نى جديد لمطلب "اإلدم اج" ،ويع ني به "اإلدم اج ض من النظ ام األساسي لألكاديمي ات
بم وجب عق ود" .تق ول الم ادة (" :)6يخضع المت دربون خالل ه ذه الس نة التكوينية األولى لمقتض يات عقد
التدريب المفضي إلى التوظيف بموجب عقود مع األكاديمية".
ويجري تقليص احتمال اإلدماج حتى في نظام التعاقد هذا بالنسبة لهيئة التدريس ،فالم ادة ( )9تق ول" :غ ير
أنه بالنس بة ألطر الت دريس ال يج وز تجديد عقد التوظيف إال بعد النج اح في امتح ان التأهيل المه ني
المنصوص عليه في المادة ."6
يؤكد النظام األساسي ألكاديمية الرب اط بش كل ج ازم على منح المش غل /األكاديمية س لطات واس عة إلنه اء
عالقة الشغل بينها وبين المتعاقد -ة .تنص المادة ( )9أن المتعاق د -ة المعين -ة في الرتبة األولى من درجته
"يخضع لفترة تدريب مدتها سنة كاملة والتي يتم على إثرها :إما تجديد العقد بصفة تلقائية؛ أو فسخه دون أي
تعويض".
وتنص المادة ( )22من الفصل السادس الخاص بأوقات العمل والرخص ،على أن "اإلط ار المتعاق د ،ال ذي
استفاد خالل 12شهرا متتالية ،من رخص مرضية بالتناوب وصل مجموعها س تة أش هر ،وعجز في نهاية
آخر رخصة استئناف عمله" ،يجري "فصله بدون أي إشعار أو تعويض".
ينطبق نفس األمر على الم وظفين العموم يين ال ذين ال يت وفرون على األقدمية ال تي تمكنهم من نيل التقاعد
النسبي .وحتى المستوفون لشرط األقدمية فقد تم إدخال تعديل على عهد بنكيران يربط االس تفادة من مع اش
التقاعد ببلوغ السن القانونية له.
.2فصل التكوين عن التوظيف
ينض بط التوظيف لض وابط تقليص الميزانية الموجهة للتعليم الموصى به من ط رف البنك ال دولي ،وليس
لحاجيات التالميذ وتقليص االكتظاظ .تقول الم ادة (" :)4يتم توظيف األطر المتعاق دة ،في ح دود المناصب
المالية المقيدة في ميزانية األكاديمية".
كما أن التوظيف مشروط بـ"النج اح في مباري ات التوظيف ال تي تعلن عنها األكاديمي ة" [الم ادة ،]4وه ذا
ع ودة ل روح المرس وم الخ اص بفصل التك وين عن التوظيف ( )2015/2016ال ذي ناضل األس اتذة
المتدربون إلسقاطه.
ولهذا الغرض يتم إحداث "مسالك جامعية في التربي ة" ،ال تخ ول الش هادات المس لمة منها التوظيف بل فقط
لتجعل الط الب يل بي أحد الش روط ال تي تمكنه من اجتي از مباري ات التوظيف بعق ود ،حيث يش ترط اجتي از
مباراة التوظيف التوفر على:
-شهادة اإلجازة في التربية أو ما يعادلها؛
-شهادة اإلجازة في التربية.
ويخضع المتبارون لشروط االنتق اء األولي ال ذي س يجري تنظيمه بم وجب ق رار الس لطة الحكومية المكلفة
بالتربية الوطنية [المادة .]4
س يجري إذن تك وين أف واج ض خمة من الم ؤهلين الجتي از مباري ات التوظي ف ،وس يتنافس اآلالف من
الخ ريجين على مناصب "في ح دود المقيد في ميزانية األكاديمي ة" .ويعد ه ذا إح دى آلي ات س ير النظ ام
الرأسمالي ،حيث يجري تضخيم صفوف طالبي العمل ،المتنافسين على معروض مناصب الشغل المقلص ة،
وهو ما يتيح ابتزازهم للقبول بشروط فرط االستغالل بالضغط على أجورهم وحقوقهم االجتماعية.
.3نظام تعاقد مزدوج ...تفاوت في األجور
تنص الم ادة ( )2من النظ ام األساسي ألكاديمية الرابط على أن األكاديمية الجهوية توظف أط را متعاق دة
للقيام بالمهام التالية :مهام التدريس ،مهام التسيير والدعم ،مهام إدارية وتقنية ،مهام الخبرة.
وتعني مهام الخبرة إمكانية تشغيل عاملين بموجب عقود (في حدود 03مناصب) وفق نفس شروط الواردة
في المرسوم رقم 2.15.770المتعلق بتحديد شروط وكيفيات التشغيل بموجب عقود باإلدارات العمومية،
الص ادر بت اريخ 15غشت .2016تض من ه ذا المرس وم مقتض يات تتح دث عن "التعاقد مع الخ براء"
بدعوى استقطاب الكف اءات العليا والخ برات ال تي تحتاجها اإلدارات العمومي ة ،وال تي تهجر إدارات الدولة
بسبب شح األجور وضعف التحفيزات والتعويضات مقارنة مع ما يمنحه القطاع الخاص.
وبعد سنة صدر يوم االثنين 21أغسطس 2017قرار لرئيس الحكومة رقم 04( 3.95.17أغسطس
)2017بتحديد مق ادير األج ور الجزافية الش هرية ومق ادير التعويض ات عن التنقل المخولة للخ براء
واألعوان الذين يتم تشغيلهم بموجب عقود باإلدارات العمومية ،وقد حدد القرار أجور “الخبراء” كما يلي:
-بين 30ألف درهم شهريا (ما بين 5وأقل من 10سنوات من التجربة المهنية)؛
35 -ألف درهم شهريا (ما بين 10وأقل من 15سنوات من التجربة المهنية)؛
40 -ألف درهم شهريا (ما بين 15وأقل من 20سنوات من التجربة المهنية)؛
45 -ألف درهم شهريا (ما بين 20وأقل من 25سنوات من التجربة المهنية)؛
50 -ألف درهم بالنسبة لمن يتوفر على 25سنة من التجربة المهنية.
لنقارن األجور السمينة الممنوحة لهؤالء الخبراء ،بأجور البؤس الخاصة بـ"األطر المتعاقدة" ،والتي يج ري
تقليصها بالهجوم على حق التقاعد والترقية.
.4سلطات مدير األكاديمية المطلقة :مزيد تحكم في شغيلة التعليم
منذ عق ود وتق ارير البنك ال دولي تش ير إلى ض يق ص الحيات مؤسس ات التربية والتك وين ،وتصر على
توس يعها ،في إط ار ما تطلق عليه "حكام ة" .يق ول أحد تق ارير البنك ال دولي به ذا الخص وص" :ال يوجد
ص الحيات ال مركزية لم دراء الم دارس في تق ييم المدرس ين والمن اهج ،ويتم االعتم اد ب دال من ذلك على
صالحيات مركزية".
إن توسيع صالحيات مدراء المؤسسات ،وضمنها مدراء األكاديميات ،تأتي في س ياق الرغبة في التحكم في
شغيلة التعليم لمنعها من مقاومة الهجوم الكاسح الذي يفتتحه التشغيل بالتعاقد .ل ذلك تض من النظ ام األساسي
الخاص ب أطر أكاديمية الرب اط ...م وادا تعطي لم دير األكاديمية مطلق الص الحية في ت دبير ما يطلق عليه
القاموس الليبرالي" :الموارد البشرية".
ولف رض ذلك تنص الم ادة ( )11على أن اإلط ار المتعاقد يل تزم بـ"االنض باط واح ترام الرؤس اء" ،وهي
ص يغة غ ير واردة به ذه الفجاجة في النظ ام األساسي للوظيفة العمومية ال ذي نص الفصل 13منه على:
"يجب على الموظف أن يحترم سلطة الدولة ويعمل على احترامها" ،فإذا كانت السلطة الرئاسية في الوظيفة
العمومية تجد سندها في اختصاصات قانونية محددة تحت مسمى س لطة الدول ة ،ف إن ورودها بتلك الص يغة
في نظ ام األكاديمي ات تجعل تلك الس لطة حقا شخص يا مطلقا لل رئيس .لم اذا ال ينص النظ ام األساسي على
ضرورة "االحترام المتبادل بين كل فئ ات منظومة التربية والتك وين باألكاديمي ة"؟ إن األمر يجد خلفيته في
محاوالت نقل لعالقات الخضوع القائمة في القطاع الخاص :الخوف من المراقب والرهبة من رب العمل.
أ .حصر سلطة التأديب بيد مدير األكاديمية
يسري على المتعاقدين مع األكاديميات الجهوية في هذا الباب نفس ما يسري على موظفي الدولة الرسميين.
تقول المادة (" :)36يمارس مدير األكاديمية السلطة التأديبي ة ،وتق وم لجنة األطر ب دور المجلس الت أديبي".
لكن الم واد الالحقة تؤكد على حصر س لطة الت أديب والعق اب في يد الم دير ،بينما ال تتمتع لجنة األطر إال
بصالحية استشارية ،أي إبداء الرأي غير الملزم.
وتعت بر لجنة األطر المنص وص عليها في النظ ام األساسي بمثابة لجنة إدارية متس اوية األعض اء جهوي ة،
ويقتصر دورها في تقديم المشورة والرأي إلدارة األكاديمية في أم ور تتعلق بـ"تجديد العقد على إثر انته اء
فترة التدريب ،المسائل الفردية المتعلقة بالترقية والتأديب" [المادة .]34وتجتمع باستدعاء من الم دير ال ذي
يحدد جدول أعمالها ،وتش ير الم ادة ( )33إلى دورها االستش اري بص ريح العب ارة" :تب دي آراءها بأغلبية
األعضاء الحاضرين" ،وإبداء ال رأي ش يء وس لطة التقرير واالع تراض ش يء آخ ر .وح تى إب داء ال رأي
يجري تضييقه بترجيح صوت الرئيس في حالة تعادل األصوات.
تحصر المادة ( )38صالحية إصدار العقوب ات من الدرجة األولى (اإلن ذار والت وبيخ) بيد م دير األكاديمية
دون استشارة لجنة األطر ،بينما تشترط إصدار المدير للعقوبات من الدرجة الثانية (تأجيل الترقية في الرتبة
لم دة ال تتج اوز س نة ،االنح دار من الرتب ة ،القهق رة من الدرج ة ،الع زل) باستش ارة ه ذه اللجنة (المجلس
التأديبي).
إن ه ذه الس لطات الواس عة المحص ورة بيد م دير األكاديمية (بمثابة وزير تعليم جه وي) ،والتنص يص في
النظ ام األساسي على ض رورة "االل تزام ب احترام الرؤس اء" ،س تجعل الس لطة التقديرية والفعلية لم دير
األكاديمية سيفا مسلطا على األطر المفروض عليها التعاقد.
ب .إصدار الرخص
يسري على المتعاقدين مع األكاديميات الجهوية في هذا الباب نفس ما يسري على موظفي الدولة الرسميين.
تص رح الم ادة ( )19في ما يخص إص دار ال رخص" :يبقى لم دير األكاديمية أو المس ؤولين المف وض لهم
ذلك ،وبعد إدالء المعنيين باألمر بالوثائق التبريرية صالحية االستجابة لطلب ات ه ذه ال رخص أو رفض ها".
ويعتبر هذا تضييقا للحصول على الرخص التي يقرها بها ه ذا النظ ام األساسي الجه وي ذات ه .لم اذا تعطى
للم دير ص الحية رفض طلب ات ال رخص ال تي نصت عليها الم ادة ( :)10ال رخص اإلداري ة ،ال رخص
االستثنائية ألسباب عائلية أو خطيرة ،رخصة أداء مناسك الحج ،رخصة الوالدة ،الرخص المرضية.
ال م برر إذن ،إال التأكيد على س لطة الم دير التعس فية ل تي ال تحد منها أي جهة أخ رى ،س واء تعلق األمر
بالمجلس اإلداري أو بلجنة األطر .إن األطر المفروض عليها التعاقد تقف هنا بمواجهة سلطة مطلقة ،شبيهة
تماما بسلطة رب العمل داخل مقاولته.
ج .فسخ العقود
يبقى فسخ العقد ب دون تع ويض من أخطر الص الحيات بيد م دراء األكاديمي ات ،وت رهن مص ير األطر
المتعاقدة بمشيئتهم .تنص المادة ( )3على هذه الصالحية صراحة:
"يتم إبرام العقود المشار إليها أعاله لمدة سنة قابلة للتجديد بصفة تلقائية.
إال أنه يمكن فسخ هذه العقود من أحد الطرفين ،كتابة ،بعد استشارة لجنة األطر المختصة المنص وص عليها
في المادة 31بعده ،وذلك مع احترام مهلة إشعار مدته :
-ثمانية أيام خالل ستة أشهر من العمل
-شهر بعد ستة أشهر من العمل
مع مراعاة آج ال اإلخط ار المنص وص عليها أعاله .ف إن فسخ العق د ،ال يعطي الحق في أي تع ويض كيفما
كان نوعه.
ينسف هذا القسم األول من المادة ( )3ينسف كل المواد السابقة والالحقة التي تتش ابه فيها أحك ام المتعاق دين
مع أحكام الرس ميين فيما يتعلق ب اإلجراءات والض مانات التأديبي ة ،إنه القسم ال ذي يمثل حقيقة نظ ام التعاقد
والغاية من ه :جعل ش غيلة التعليم المف روض عليهم التعاقد في وض عية خض وع دائم ة ،وإطالق يد المش غل
(األكاديمي ة) لتباشر عملي ات تقليص ع دد "موظفيه ا" كلما دعتها ض روراتها المالية (نقص الميزاني ة) أو
التدبيرية (تقلص الخريطة المدرس ية ألس باب ديموغرافي ة) أو التعاقدية (مثال ك أن تش ترط عليها مؤسسة
مالية تقليص عدد العاملين لديها للحصول على قرض) ل ذلك ،مع أن ربط ذلك باستش ارة لجنة األطر ما هو
إال ذر للرماد في العيون ،فتركيبة لجنة األطر تعطي األفضلية لإلدارة ،وحدود صالحياتها معروفة :محض
استشارية.
وال تؤخذ "القوة القاهرة" كمبرر "لإلطار المتعاقد الذي انقطع عن العمل ،ولم يلتحق به في اآلج ال المق ررة
في النظ ام األساس ي ،كما وردت في الم ادة ( )46مثال" :إذا ت رك اإلط ار المتعاقد وظيفت ه ،وجب إن ذاره
ب العودة إلى مقر عمله خالل الس بعة أي ام الموالية لتبليغ اإلن ذار ...وإذا انص رم األجل الم ذكور ولم يلتحق
المع ني ب األمر بمقر عمل ه ،ج از لم دير األكاديمية أن يص در في حقه مباش رة من غ ير استش ارة المجلس
التأديبي (!!) عقوبة العزل".
وتوسع المادة ( )48صالحية فسخ العقد دون إشعار أو تعويض في حالة "انعدام الكف اءة المهني ة ،وذلك بعد
استش ارة لجنة األطر المختص ة" .فص الحية تحديد مع ايير "انع دام الكف اءة المهني ة" توجد بيد الرؤس اء
المباشرين لـ"اإلطار المتعاقد" ،ويتعلق األمر هنا ،صراحة ،بمدير األكاديمية.
نفس الش يء فيما يخص ( )22و( )25ال تي تنص على فصل الع اجز عن العمل بعد رخص قص يرة
ومتوسطة وطويلة األمد "دون أي إشعار أو تعويض".
.5تفكيك الحماية االجتماعية
تعت بر أنظمة الحماية االجتماعية من المكاسب الك برى للحركة العمالي ة ،انتزعتها بعق ود من النض ال
والتضحيات .وهي عبارة عن أش كال أخ رى لألجر غ ير األجر المباش ر :أج ور غ ير مباش رة مؤجلة مثل
معاشات التقاعد والزمانة ،ومكمالت أجور من تعويضات ودعم القدرة الش رائية خاصة فيما يخص الت أمين
على األمراض المهنية وحوادث الشغل.
استهدفت مدفعية الهجوم النيوليبرالي أنظمة الحماية االجتماعية ،ساعية إلى تفكيكه ا ،وبالت الي التخلص من
ه ذه "التك اليف االجتماعي ة" ،ال تي تثقل حسب األيديولوجية النيوليبرالية ميزانية الدولة وتحد من تنافس ية
االقتصاد.
اس تجابت الدولة له ذه األوامر وأطلقت هجومها مس تهدفة ص ناديق الحماية االجتماعية (ب دء بالص ندوق
المغربي للتقاعد) وتسليع الصحة وضرب طابعها العمومي.
لم تحد األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديميات الجهوية عن ه ذا الهج وم ،ل ذلك فصل النظ ام األساسي
الخاص بأكاديمية الرب اط ...بن ودا تقلص كث يرا من ض مان تغطية ص حية وحماية اجتماعية ك ان يتمتع بها
شغيلة التعليم سابقا .خصص الفصل السابع من نظام أكاديمية الرباط ...له ذا األمر تحت عن وان "االحتي اط
االجتماعي".
أ .الفصل من العمل بعد ثبوت العجز
تق ول الم ادة (" :)22بالنس بة لإلط ار المتعاقد ال ذي اس تفاد ،خالل اث ني عشر ش هرا متتالي ة ،من رخص
مرضية بالتناوب وصل مجموعها ستة أشهر ،وعجز في نهاية آخر رخصة عن استئناف عمل ه ،فإنه يفصل
بدون أي إشعار أو تعويض" .وهو نفس ما نصت عليه المادة ( )25فيما يخص الرخص متوسطة أو طويلة
األم د .وين درج ه ذا في مسلسل تراجع ات ش هدتها الوظيفة العمومي ة ،ال تي ك انت تنص أنظمتها على أن
الموظف الذي عمل لمدة 21س نة ،وعجز عن اس تئناف عمله ض من ش روط معينة فإنه يح ال على التقاعد
ويس تفيد ف ورا من معاشه التقاع دي ،وتم ال تراجع على عهد حكومة بنك يران عن ه ذا األمر حيث أض حى
التمتع بالمع اش التقاع دي رهين ببل وغ السن الق انوني لإلحالة على المع اش ،لنصل مع أنظمة األكاديمي ات
للفصل دون إشعار أوتعويض.
يجري التخلص من "اإلطار المتعاقد" العاجز عن استئناف عمله ألسباب ص حية ،بكل س هولة وكأنه مج رد
آلة انقضت مدة صالحيتها .إنه ما آل إليه وضع األجراء تحت هيمنة األيديولوجية النيوليبرالية التي تعتبرهم
مجرد "موارد بشرية" .ينعدم كل منظور إنساني تضامني ويعم المنظور التقني واالقتصادي المحض ،الذي
يأخذ باالعتبار "مردودية اإلطار المتعاقد" ،هذه المردودية المتأتية من استغالله حتى آخر قطرة دم ،ويرمى
إلى حاوية األزبال تماما كما ترمى حبة ليمون معصورة.
المنطقي إذن أن يج ري توس يع مع اش الزمانة ليش مل كل ح االت العجز عن العمل الناتجة عن األم راض،
وعدم حص رها في العجز الن اتج عن مزاولة المه ام .وه ذا مطلب وجب رفعه في الوظيفة العمومية ك ذلك،
والتي ال يمكن التمتع فيها بمعاش الزمانة اال بسبب حوادث مصلحة (حوادث شغل) نتج عنها عجز دائم.
ب .التقاعد
بدأت الدولة هجومها على صناديق التقاعد باستهداف الصندوق المغ ربي للتقاع د .وق امت بهجومها الثالثي
المع روف على ه ذا الحق (الزي ادة في نس بة االقتط اع ،تقليص رص يد المع اش ،زي ادة في عمر التقاع د).
ولتسهيل تمرير هذا الهجوم ،ألحقت األنظمة األساسية الجهوية "أطرها المتعاقدة" بـ"النظ ام الجم اعي لمنح
رواتب التقاعد" وليس بـ"الصندوق المغربي للتقاعد" حيث ينخرط مجمل شغيلة الدولة الرسميين.
نصت الم ادة (" :)28تخضع األطر المتعاق دة باألكاديمية فيما يخص التقاعد للنظ ام الجم اعي لمنح رواتب
التقاعد".
ليس هناك من داع لعدم انخراط "األطر المتعاقدة مع األكاديميات" داخل الصندوق المغ ربي للتقاع د ،تماما
كما ينعدم أي مبرر لف رض التعاقد ب دل الترس يم .الغاية إذن هو التخلص من "التحمالت االجتماعي ة" ال تي
يتميز بها الصندوق المغربي للتقاعد مقارنة بالنظام الجماعي ،وتس هيل الهج وم على الحق في التقاعد ال ذي
انخرطت فيه الدولة منذ مطلع سنوات .2000
الصندوق المغربي للتقاعد
أحدث بتاريخ 30مارس ،1930وبين 1931و 1950جرى توسيع التغطية لفائدة المستخدمين المغاربة
الع املين ب إدارة الحماي ة ،وك ان يعمل بنظ ام الرس ملة .وبين س نوات 1950و 1971وح دت األنظمة
المنخرطة بداخله واعتمد نظام التوزيع ،القائم على التضامن بين أجيال الش غيلة عكس نظ ام الرس ملة الق ائم
على الفوائد المتأتية من استثمار اقتطاعات كل أجير بمفرده.
تبلغ واجبات االنخراط في الصندوق 20%من مجموع األجرة القارة يتحملها مناصفة المنخ رط والمش غل
(الدول ة) ،ويج ري تص فية المع اش على أس اس آخر أج رة ،وهو ما ي تيح رفع قيمة مع اش التقاع د ،وه ذه
مكاسب تسعى الدولة بشكل ح ثيث إلى ال تراجع عنه ا ،ولكنها م يزات يتف وق بها نظ ام الص ندوق المغ ربي
للتقاعد عن النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد.
النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد
أحدث بظهير شريف مؤرخ بـ 4أكتوبر ،1977ويش مل المس تخدمين المؤق تين والمي اومين والعرض يين
العاملين مع الدولة والجماعات المحلية ،ومستخدمي المؤسسات العمومية والمتعاق دين الج اري عليهم الحق
العام.
تنقسم واجبات االنخراط إلى قسمين:
-مساهمة األجير 6% :من مجموع األجرة القارة
-مساهمات أرباب العمل 12% :من األجرة المصرح بها ،وتنقسم بدورها إلى:
+قسط ثابت6% :
+قسط قابل للتغيير6% :
في حين يعتمد الصندوق المغربي للتقاعد على نظام التوزيع (القائم على التضامن بين أجي ال المنخ رطين)،
يعتمد النظ ام الجم اعي لمنح رواتب التقاعد نظاما معق دا يق وم على التمويل الم زدوج :ثل ثين على الرس ملة
وثلث على التوزي ع ،حيث تس ير واجب ات انخ راط ومس اهمات المش غل الق ارة عن طريق الرس ملة ،أما
مساهمات المشغل القابلة للتغيير فتسير عن طريق التوزيع .أي أن ثلثي اقتطاع واجبات انخراط التي تش كل
احتي اطي مس تقبلي لألج ير يج ري المجازفة بها في اس تثمارات قد تنجح أو تفش ل ،بس بب تقلب ات الس وق
المالية.
وفي الوقت ال ذي يعتمد فيه الص ندوق المغ ربي للتقاعد قبل الهج وم األخ ير عليه (اإلص الحات المقياس ية)
على آخر أجرة كأساس الحتساب المعاش ،وهو ما يرفع قيمته ،يعتمد النظ ام الجم اعي لمنح رواتب التقاعد
على مع دل أج ور الحي اة المهني ة ،وهو ما يخفض من قيمة المع اش .كما يع رف النظ ام الجم اعي بعض
المش اكل الناتجة عن السياسة النيوليبرالية للدول ة ،حيث تقلصت القاع دة الديمغرافية له ذا النظ ام بفعل
خوصصة بعض المؤسسات العمومية.
.6ربط الترقية بالمردودية
يتيح النظام األساسي الموحد على المستوى الوطني ،مع ايير موح دة تجمع كل طبقة الش غيلة وت تيح لها ق وة
مفاوضة جماعية ح ول األج ور وتط ور ه ذه األج ور (الترقي ة) .تس عى الدولة من خالل تنويع األوض اع
القانونية للشغيلة (تعدد األنظمة األساسية القائمة على التعاقد) ،إلى تفتيت وحدة ه ذه المع ايير وبالت الي جعل
الترقية مرتبطة بمعايير فردية تخص كل "إطار متعاقد" لوحده.
اعتمد النظام القديم على معايير موح دة تعتمد فيه الترقية في الرتبة والدرجة على الش روط النظامية التالي ة:
ست سنوات كأقدمية الجتياز مباراة الكفاءة المهنية وعشرة سنوات بالنسبة للترقية باالختيار مع تحديد سقف
لالنتطار حدد في أربع سنوات ي ترقى فيها الموظف خ ارج الحص يص المح دد في نس بة 22%بالمائة من
المقيدين في الالئحة السنوية للترقية.
جرى الهجوم على هذه اآلليات النظامية بدء بإلغاء الترقية بالشهادة ،وفي 2ديسمبر 2005أصدر مرس وم
رقم ،2-05-1367الخاص بتحديد مسطرة تنقيط وتقييم موظفي اإلدارات العمومية.
حصرت المادة ( )2من هذا المرسوم عناصر تنقيط التقييم في خمس:
-إنجاز األعمال المرتبطة بالوظيفة؛
-المردودية؛
-القدرة على التنظيم؛
-السلوك المهني؛
-البحث واالبتكار.
وتنص الم ادة ( )10من نفس المرس وم على أن الموظف المرشح للترس يم وال ترقي في الدرج ة ،يخضع
"لتقييم يتم مرة واح دة على األقل كل س نتين ،يتض من مقابلة مع ال رئيس المباش ر" ،و"يعد ال رئيس المباشر
على إثر هذه المقابلة تقريرا يبرز مدى حاجة الموظف لالستفادة من إعادة التأهيل والحركية لممارسة مه ام
مناسبة لمؤهالته ،وكذا مدى استحقاقه للترسيم والترقي في الدرجة".
أي أن معي ار أحقية ال ترقي أو الترس يم في الدرجة تخضع هنا للس لطة التقديرية لل رئيس المباشر للموظف
المرشح.
يعد هذا خضوعا لتوصيات /أوامر البنك الدولي الذي يصر على ربط األجور وتطورها بالمردودية الفردية
لألجير ،وهي آلية لتكثيف االستغالل وفي نفس الوقت لتفتيت وحدة الشغيلة وتقليص تكاليفها.
حافظت األنظمة األساسية الخاصة بأطر األكاديمي ات الجهوية على ه ذا ،فقد نصت الم ادة ( )14من نظ ام
أكاديمية الرب اط على" :تس ند س لطة التنقيط إلى م دير األكاديمية ال ذي تبقى له ص الحية تفوض يها إلى
المسؤولين المعنيين وال ذين يمنح ون س نويا لكل إط ار متعاقد ي زاول نش اطه نقطة عددية مذيلة بتق ييم ع ام
لقيمته المهنية".
وبما أن الترقية في الدرجة تش ترط ت وفر منصب م الي ش اغر (المناصب المالية المقي دة في ميزانية
األكاديمية) ،وليس توفر شروط الترقية في األجير ،فسيجري تضييق حصولها.
.7نهاية الحركة االنتقالية
يمنح التوظيف بواسطة نظام أساسي موحد لش غيلة التعليم ،إمكانية الحركة االنتقالية وتغي ير مك ان التع يين.
ومنذ مدة والدولة تس عى لتمرير ق وانين تس مح لها ب التحكم في حركية األس اتذة وهو ما أطلقت عليه "إع ادة
االنتشار".
تقضي أنظمة التعاقد الجهوية مع األكاديميات نهائيا على حق االنتق ال بين جه ات البلد وتغي ير مك ان العمل
بما يالئم االستقرار االجتماعي والنفسي للشغيل ،وتجعل "اإلطار المتعاقد" "قنا وعبدا" لدى األكاديمية ال تي
"تعاقد" معها.
تنص المادة ( )11من نظام أكاديمية الرباط على التزام "اإلطار المتعاقد" بـ"قبول مقر العمل وك ذا التع يين
بإحدى مؤسسات التربية والتعليم العمومي التي يتم تحديدها من قبل اإلدارة" ،دون تحديد معايير هذا التعيين
والحرص على مراعاة حاالت "األطر المتعاقدة" :الجنس ،حاالت اجتماعية ...الخ.
وتحصر المادة ( )53حق االنتقال داخل الجهة ،وهو إعدام نه ائي لحق تغي ير مك ان العمل وطني ا ،وتراجع
على األساس الذي بنيت عليه الدولة الحديثة ،ورج وع إلى قواعد العص ور الوس طى ،حيث ك ان الفالح ون
األقنان ملزمون بالعمل داخل إقطاعية س يدهم ،ويمنع عليهم تغي ير مك ان إق امتهم وعملهم ،ويعت بر ه ذا في
عرف األسياد اإلقطاعيين هروبا يستحق عقوبات جسدية (الجلد ،وقد تصل حد الموت).
من أجل نضال وحدوي ضد مخطط التعاقد وضد الهجوم على الوظيفة العمومية
تريد الدولة اس تعباد عش رات اآلالف من ش غيلة التعليم الج دد من خالل تش غيلهم بعق ود ،ب دل اعتب ارهم
موظفين خاضعين للنظام األساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية إسوة بزمالئهم المرسمين.
أصبح شغيلة التعليم العمومي مقسّمين إلى موظفي الدولة ومتعاق دين مع االكاديمي ات بفعل س عي الدولة إلى
إضفاء الهشاشة على تش غيل أجرائها بقصد تش ديد اس تغاللهم وإض عاف ق درتهم على ال دفاع عن حق وقهم.
وليس ف رض التعاقد الوجه الوحيد لتع دي الدولة على أجرائه ا ،فح تى المرس مون مس تهدفون بإع ادة نظر
شاملة في عالقة الشغل الخاصة بهم من أجل أقصى مردود (= استغالل) كما الجاري في القطاع الخاص.
هذه "األطر" التي فرض عليها التعاقد جزء من الطبقة الشغيلة ال تي تس عى الدولة إلى ال نزول بها إلى درك
رهيب من سوء العيش ،وانعدام مقدرة الدفاع عن الذات .وما يتعرض له جيل األس اتذة الجديد من ض ربات
لن تستثني مستقبال أقرانهم األقدم .فعندما يفتك الهجوم بالجدد س يلتفت لي دوس ما يح وزه األق دمون بس هولة
كبيرة حققها بانفراده بكل طرف على حدة.
يفرض هذا توحيد جهود النضال لرد مخطط التعاقد الجهنمي الذي يعتبر رأس حربة تفكيك النظ ام األساسي
للوظيفة العمومية ،ولن يتأتى هذا إال بتوحيد كل ضحايا هذا الهجوم الشامل والمعمم.
يعت بر مطلب "إلغ اء مخطط التعاق د" و"اإلدم اج الف وري للمف روض عليهم التعاقد في أس الك الوظيفة
العمومية" مطلبا جوهريا وموحدا لكل ضحايا العمل بالعقدة وأيضا لكل المرسمين.
إلى جانب هذا المطلب العام تطرح مطالب جزئية للنضال من أجلها قصد تحسين ش روط عمل "المف روض
عليهم التعاقد" ،وهو ما سيحسن شروط نضالهم أيضا:
-اعتبار العقود غير محددة المدة بعد النجاح في امتحان الكف اءة المهني ة ،وبالت الي ال ض رورة لتجديد العقد
تلقائيا .ويجب أن يفضي هذا إلى الترسيم النهائي لإلطار وتمتعه بكل الحقوق التي يمنحها الترسيم.
-إلغ اء الش طر األول من الم ادة ( )03من نظ ام األكاديمي ات ،وع دم وضع س يف فسخ العقد على رقبة
المتعاقدين.
-تمتيع لجنة األطر بص الحيات حقيقية وفعلي ة ،أي ص الحيات التقرير واالع تراض على ق رارات م دراء
األكاديميات ،خاصة فيما يخص التأديب وفسخ العقود.
-نزع صالحيات فسخ العقود (ب دون إش عار أو تع ويض) من يد م دراء األكاديمي ات ووض عها في يد لجنة
األطر.
-تمتيع العاجزين عن العمل بعد انتهاء رخص الم رض قص يرة ومتوس طة وطويلة األمد من مع اش نظ ير
الخدمات التي قدموها ،بدل فصلهم عن العمل.
-حق الحركة االنتقالية على المستوى الوطني.
-االنخراط في الصندوق المغربي للتقاعد إسوة بزمالئهم المرسمين.
-التوظيف الفوري بمجرد التخرج من مراكز التكوين ،وإلغاء شرط النجاح في امتحان التأهيل المهني.
-معايير موحدة وجماعية للترقية :األقدمية واالختبار والشهادة ،بدل المعايير الفردية (المردودية).