Professional Documents
Culture Documents
قانون الاستثمار بالعربية
قانون الاستثمار بالعربية
1
عا باسم
تونس .في الواقع ،بدأت التجارة عملها في عام .2017وقد أعدت مشرو ً
"مشروع تحسين مناخ األعمال" .في 24أفريل 2019تم اعتماد مشروع القانون
من قبل مجلس النواب ،وتم اعتماد المشروع بأغلبية ساحقة .لكن تم الطعن في
المشروع بعدم دستوريته أمام الهيئة المؤقتة للمراقبة دستوري مشاريع القوانين.
قبل هذا الطلب على الهيئة بالرفض .وتم تأكيد مشروعية هذا القانون و تم نشره
وهو القانون عدد 47لسنة 2019المؤرخ 29ماي 2019المتعلق بتحسين مناخ
االستثمار في تونس.
وهكذا أثير قانون االستثمار في تونس بشكل جيد ،لكن مهما كان العمل التشريعي
يبقى السؤال المطروح وهو معرفة ما إذا كان يكفي وجود قانون لالستثمار
لتحسين مناخ األعمال في تونس؟
لإلجابة على هذا السؤال ،اعتبر الفقه المتخصص أن قانون االستثمار وحده ال
يكفي لجذب االستثمار ،فإنه يحتاج إلى عوامل أخرى لتعزيز الجاذبية .هذا هو
العامل األمني واالقتصادي ،فقد أظهرت األبحاث الرائدة حول هذا الموضوع أن
البلدان التي تججذب معظم المستثمرين هي البلدان التي ليس لديها مجلة استثمار.
و هنا يطرح التساؤل هل أن قانون 29ماي 2019لديه فرص لجذب االستثمار؟
2
من المؤكد أن الموضوع الذي تنظمه هذه العناوين مهم ولكن ال يمكننا أن ندرس
في إطار هذا الدرس كل القانون لكن سنقتصر على المبادئ الرئيسية التي تحكم
االستثمار.
ومع ذلك ،فإن خيارنا سيركز على تحليل الخيارات الرئيسية للمشرع في سنة
، 2016ولهذا الغرض فإننا نؤكد أن المشرع اختاره لتعزيز حرية االستثمار
ضا لتكريس جهاز خاص للتنظيم نزاعات (الفصل األول) .والذي اختاره أي ً
االستثمار :هي الحلول البديلة للنزاعات (الفصل الثاني)
3
فيما يتعلق بالجانب المنهجي للنقد الذي نؤكد على ما يلي ،الحظنا المفارقة أن
المشرع يختار أسلوب اإلحالة مرتين وكذلك في تعريف المستثمر وتعريف
االستثمار .وبالتالي فإن المستثمر هو أي شخص يقوم باالستثمار بينما يكون
االستثمار أي استثمار رأسمالي مستدام لكل مستثمر .وبالتالي ،هناك إزدواجية
مجهولة ،المستثمر في تعريف االستثمار واالستثمار في تعريف المستثمر.
للتغلب على هذه المشكل في المنهجية ،سيكون من الضروري لنا استبدال تعبير
"المستثمر" في تعريف االستثمار بمحتواه (أي شخص طبيعي أو معنوي مقيم أو
غير مقيم) .وبهذه الطريقة نحتفظ بالتعريف التالي :االستثمار ،أي استخدام مستدام
لرأس المال من قبل أي شخص طبيعي أو معنوي مقيم أو غير مقيم لتنفيذ مشروع
للمساهمة في تنمية االقتصاد التونسي مع تحمل كل األخطار في شكل معاملة
مباشرة أو عن طريق المشاركة.
من ناحية أخرى وجدنا مشكلة قانونية وبالتحديد تردد في خيارات المشرع .في
الواقع ،بعد تحييد التمييز بين المستثمرين التونسيين واألجانب في األحكام العامة
،يعود المشرع إلى هذا االختيار في العناوين األخرى ،حيث يتم قراءة االعتراف
الصريح بهذا التمييز .هناك العديد من األمثلة على هذا التمييز ،وأهمها الفصل 7
والفصلين 24و 25من القانون.
ينص الفصل 7من القانون صراحة على مبدأ المساواة في المعاملة بين المستثمر
التونسي والمستثمر األجنبي.
ينص الفصلين 24و 25على نظام مختلف لتسوية المنازعات بنا ًء على ما إذا
كان المستثمر تونسيًا أو أجنبيًا.
يترتب على ما تقدم ان االستثمار في القانون التونسي يجب أن يعرف بطريقة
واضحة ال لبس فيها في التفسير.
في هذا الصدد ،ينبغي تقسيم عملية االستثمار إلى معيارين محددين بوضوح:
المعيار الشخصي والمعيار الموضوعي .في المعيار الشخص نتحدث عن أي
شخص طبيعي أو معنوي مقيم أو غير مقيم ،أما بالنسبة للمعيار الموضوعي فهو
ينقسم إلى 3مكونات :وجود مشروع /يهدف إلى المساهمة في تنمية االقتصاد
التونسي /مشروع في خطر.
4
أهمية هذا التعريف هي في الواقع أن النشاط االستثماري يختلف عن األنشطة
األخرى مثل التجارة والصناعة حيث يتمتع المستثمر بالمعنى المقصود في
القانون 2016بعدة حريات.
القسم :2مجال حرية المستثمر
سنركز على مبدأ حرية االستثمار (الفقرة ، )1قبل الحديث عن تطبيقاته (الفقرة
.)2
الفقرة :1مبدأ حرية االستثمار :
مبدأ حرية االستثمار يدعو إلى التساؤل ليس فقط حول أسسها بل كذلك في
مجالها.
أ -األساس:
ضمن معنى الفقرة 1من الفصل 4من قانون ، 2016االستثمار مجاني ،إنه مبدأ
حرية االستثمار الذي يأتي لتأكيد االختيار الكالسيكي للمشرع الذي حافظ على
نفس المبدأ في قانون .1993
هذا الخيار له ما يبرره وهو ان المشرع التونسي يريد الترويج بشكل أفضل
لالستثمارات وذلك لجذب المستثمرين ورلضمان وصولهم المجاني إلى السوق.
تم تأكيد هذا األساس لحرية االستثمار بشكل صريح في الفصل 1من القانون
2016في األحكام العامة والتي بموجبها يهدف هذا القانون إلى تشجيع االستثمار
وتشجيع على إنشاءها وتطويرها وفقًا ألولويات االقتصاد الوطني .من الواضح أن
الهدف من القانون يبرر الخيارات الليبرالية للمشرع .ومع ذلك وبغض النظر عن
األساسيات المعروضة ،هناك بعض القيود على هذه الحرية.
ب -المجال:
هل حرية االستثمار مطلقة؟
من األفضل قراءة تنوع الحريات التي تميل بنا إلى التفكير في الحرية المطلقة ،
ولكن القراءة التحليلية للفصل 4تسمح بصياغة بعض التحفظات هي أحكام الفقرة
2من الفصل . 4في الواقع ،بعد تأكيد مبدأ الحرية ،نص المشرع التونسي على
أن "تراعي عمليات االستثمار التشريع الخاص بممارسة األنشطة االقتصادية".
تدعو هذا الفقرة إلى الخوض في العديد من المالحظات وهي قبل أن يستفيد
5
المستثمر مسبقا ً من الحرية تفرض عليه عدة قيود .وفي هذا الصدد ،ينبغي التأكيد
على أن عمليات االستثمار يجب أن تحترم نفس التراخيص للجهات االقتصادية
الفاعلة األخرى .بتعبير أكثر صراحة إذا كان المشروع االستثماري مرتب ً
طا
بتطوير التجارة ،فيجب أن يكون لدى المستثمر المقيم في تونس جميع التراخيص
المتعلقة بممارسة التجارة ،حتى لو كان المشروع متعلقًا بالصناعة ،فسيكون من
الضروري أن يحصل المستثمر على جميع التراخيص لممارسة هذه الصناعة.
هذا يثير مسألة ما هو الفرق بين االستثمار والجهات الفاعلة االقتصادية األخرى.
بالنسبة لهذا السؤال ،يبدو أن المشرع قد استجاب لمصلحة االستثمار مقارنةً
بالجهات الفاعلة االقتصادية بما يتم االحتفاظ به حرية التطبيق.
الفقرة :2حرية التطبيق:
الفصلين 5و 9هما اللتان تكرسان عالمات مختلفة للحرية الممنوحة للمستثمر.
سننظر في الحرية بالمعنى المقصود في الفصل 5والحرية بالمعنى المقصود في
الفصل 9على التوالي.
أ-الحرية على معنى الفصل :5
على معنى الفصل ، 5المستثمر حر في امتالك العقارات غير الفالحية و تسوغها
و استغاللها إلنجاز عمليات استثمار مباشر أو مواصلتها مع مراعاة مجلة التهيئة
الترابيزة والتعمير وأمثلة التهيئة الترابية .من هذا الفصل يمكننا أن نأكد أن
المشرع عزز حرية المستثمر من خالل السماح على قدم المساواة ،للمستثمر
التونسي والمستثمر األجنبي في الحصول على العقارات غير الفالحية .و للتذكر
فإن المستثمر األجنبي على عكس المواطن األجنبي العادي ليس مطالب
بالحصول على إذن من الحكومة ،وهو مفروض على األجانب عندما يرغبون في
الحصول على األراضي غير الزراعية أن يحصلوا على إذن من الحكومة.
الحديث هنا عن االمتياز الذي يتمتع به المستثمروقال االقتصاديون في هذا الصدد
"دعه يعمل دعه يمر" ،فالحد الوحيد هو االمتثال لمجلة التهيئة الترابيزة و
التعمير.
ب -الحرية على معنى الفصل :9
على معنى الفصل 9من قانون ، 2016يحق للمستثمرين تحويل رؤوس أموالهم
إلى الخارج بالعملة األجنبية وفقًا لتشريعات القانون الصرفي .هذه الحرية تعود
6
بالنفع على المستثمر الذي ال توجد لديه قيود ذات طبيعة جامحة ومع ذلك يجب
عليه احترام تشريعات القانون الصرفي في تونس .كل هذه الحريات التي استفاد
منها المستثمر يمكن أن تصبح إشكاال عندما يسيء المستثمر ممارساتها ،في حالة
سوء الممارسة ،يمكن للدولة التونسية اتخاذ إجراءات قانونية ضد المستثمر .أي
نوع من العدالة؟ يجيب الفصل 6من القانون على هذا السؤال من خالل تكريس
طرق بديلة لحل النزاعات.
7
القسم :2الطرق البديلة للفض النزاعات في مادة االستثمار:
سيكون من المناسب هنا تحديد طرق بديلة لتسوية المنازعات (الفقرة )1قبل
النظر فيها في قانون 30سبتمبر ( 2016الفقرة .)2
الفقرة :1تعريف الطرق البديلة للفض النزاعات:
الطرق البديلة للفض النزاعات تعني التحكيم و الوساطة و المصالحة.
أ -التحكيم:
إنها ممارسة قديمة جدًا عرفناها في حضارتنا العربية اإلسالمية ،خاصة فيما
يتعلق باألحوال الشخصية ،فقد عرفنا التحكيم مثل الوضع الخاص لتسوية
النازعات بين الزوجين الموكوالن باألسرة .في العصر الحديث وبالتحديد في
نهاية القرن التاسع عشر عرف والدة جديدة للتحكيم هذه المرة في التجارة الدولية
واالستثمارات الدولية التي تبرر والدة جديدة للتحكيم من االتفاقيات الدولية التي تم
التوقيع عليها منذ بداية القرن 20لالعتراف بأن التحكيم يعتبر وسيلة بديلة للتسوية
النزاعات في التجارة الدولية واالستثمار ،وهذا هي وسيلة خاصة لتسوية
النزاعات الناشئة عن المعامالت المدنية أو التجارية والتي يقررها قضاة خاصون
يعينون في اتفاقية تحكيم وقد تتخذ شكل اتفاق على التحكيم أو شرط تحكيم.
نظرا ألن التحكيم من القوانين الخاصة قد تم تكريسه بواسطة المشرع التونسي في
ً
مجلة التحكيم لسنة ، 1993فإن الفصل 1من المجلة يعرف التحكيم اما بالنسبة
للفصل 2فيعرف اتفاقية التحكيم وتميز بين شكالن من هذه االتفاقية :الشرط
التوفيقي واالتفاق على التحكيم
فيما يتعلق بشرط التحكيم ،فهذا يعني بيانًا مضمنًا في االتفاقية الرئيسية بأن
األطراف في العقد توافقوا على اللجوء إلى التحكيم في حالة حدوث نزاع ينشأ عند
تنفيذ العقد.
أما بالنسبة لالتفاق على التحكيم ،فهذا يعني أن موافقة الطرفين في العقد على
اللجوء إلى التحكيم في حال وقوع نزاع فعلي.
تشير ممارسة التحكيم في تونس إلى أهمية متزايدة على اللجوء إلى التحكيم من
قبل مشغلي التجارة الدولية.
8
اليوم ،يتم التنافس إلى حد كبير بين التحكيم و الوساطة والمصلحة.
ب -الوساطة:
مثل التحكيم ،الوساطة هي طريقة بديلة لتسوية النزاعات معروفة بدورها سابقًا
في الشريعة اإلسالمية ومشوشة إلى حد كبير مع التحكيم اليوم ،تحتل الوساطة
وضعًا مستقالً مقارنة بالتحكيم ،ومع ذلك ،يتم مصادرتها مع المصالحة.
ماذا يعني بالوساطة؟
الوساطة هي فعل قانوني يعهد به للوسيط وفقًا التفاق الطرفين الذي سيكون
مسؤوالً عن جلب الطرفين المتنازعين .الوسيط مؤهل إلحضار أطراف النزاع و
ال يحل النزاع ،بل يقتصر على اقتراح الحلول التي سوف تعتمدها أو لن تعتمدها
األطراف .إذا رفض الطرفان الحلول التي اقترحها الوسيط فإننا نتحدث عن الفشل
،ومع ذلك ،إذا قبلوا الحلول ،فسوف يوقعون على اتفاقية وساطة سيتم تنفيذها
في فعل المعاملة (الفصل 1458مجلة االلتزامات والعقود) يعرف الوساطة أو
يميزها عن المصالحة.
ج -المصالحة:
إنها مشابهة للوساطة بمعنى أن أطراف النزاع تقترح مهمة محددة للمصالح ،
وهي مهمة إيجاد حل لنزاعهم ،على عكس الوساطة التي يكون فيها الوسيط
مسؤوالً عن إبرام االتفاق ،يتجاوز المصالح مرحلة إحضار األطراف في االتفاق
القتراح الحلول وتسوية النزاع .دور المصالح هو أكثر فعالية من دور الوسيط في
الممارسة ،ولكن التمييز بين الوساطة والمصالحة هو دائما نتيجة لتداخل
المصطلحات .في قانون االستثمار التونسي ،اختار المشرع أن يتحدث عن
المصالحة أكثر من الوساطة.
الفقرة :2طرق بديلة لتسوية المنازعات بالمعنى المقصود في
قانون 30سبتمبر :2016
قانون االستثمار كما نظمه قانون سنة 2016له عنوان 6لتسوية النزاعات
االستثمارية.فيه الفصول ،25 ،24 ،23
9
القراءة األولى لهذه الفصول الثالث بالتأكيد من ناحية على اعتماد المشرع
التونسي للطرق البديلة لتسوية المنازعات ،ومن ناحية أخرى ،نؤيد المصالحة
مقارنة بالوسائط األخرى ،وبشكل أكثر دقة يحتفظ التصنيف التالي:
-1المصالحة
-2التحكيم
-3عدالة الدولة
تعمل هذه األنماط الثالثة وفقًا إلجراءات محددة جيدًا والتي تختلف وفقًا لما إذا كان
المستثمر تونسيًا أو أجنبيًا ،وبالتالي نظرا الهميتها سنتطرق إلى قراءة مزدوجة
تحليلية ونقدية للفصول 23و 24و .25
أ -الفصل :23
وفقًا للفصل " 23يسوى كل نزاع يطرأ بين الدولة التونسية و المستثمر بمناسبة
تأويل أو تطبيق أحكام هذا القانون وفق إجراءات المصالحة إال إذا تخلى أحد
األطراف كتابيا
لألطراف حرية االتفاق على اإلجراءات و القواعد التي تحكم المصالحة وفي
غياب ذلك يطبق نظام المصالحة للجنة االمم المتحدة للقانون التجارة الدولي
عندما يبرم األطراف عقد صلح يقوم هذا الصلح مقام القانون بينهم ويوصلون به
مع تمام األمانة وفي أقرب االجال" .
سوف نشرع في تحليل الفقرات األربع.
(1الفقرة 1من الفصل :23
تشير هذه الفقرة صراحة إلى اللجوء إلى الصلح باعتباره الوسيلة الرئيسية لتسوية
النزاعات ،ولكن لدينا تحفظات على صياغة الفقرة .نحن نعتبر أن اختيار الصلح
كوسيلة لتسوية النزاعات هو خيار معيب في صياغة الفقرة 1التي تدعو إلى
التعديل إلعطاء الصلح الفائدة التي يتمتع بها كوسيلة لحل النزاعات .طريقة بديلة
لتسوية المنازعات المتعلقة باالستثمار .في الواقع ،من أجل التمسك بالقواعد كما
هي منصوص عليها في الفقرة 1من الفصل ، 23تجدر اإلشارة إلى أن الصلح ال
10
يشكل تناقض عند تنفيذ عقد االستثمار ولكنه يتعلق بالنزاعات الناشئة عن التفسير
و التنفيذ للقانون االستثمار لعام .2016
في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن النزاعات المتعلقة بتفسير القانون ينقسم الى
اتجاهين مختلفين ،اما من جانب المشرع عند تفسير القانون أو من قبل القاضي
عندما يطبق القانون.
ال يتمتع المصالح بسلطة تفسير القانون ،فسلطته هي تسوية نزاع حول االستثمار.
في الختام ،ال يزال اللجوء إلى المصالحة وسيلة انتصاف رسمية ورمزية لم تكن
عملية إال فيما يتعلق بتعديل صياغة الفصل 23والتغيير الالزم في موضوع
النزاع .لتطبيق القانون الصيغة التالية" :تفسير وتنفيذ عقد االستثمار".
يجب صياغة الفقرة 1من الفصل 23على النحو التالي" :أي نزاع بين الدولة
التونسية والمستثمر ينشأ عند نشأة وتنفيذ عقد االستثمار يتم تسويته عن طريق
الصلح ما لم يقم أحد الطرفين برفضها كتابيا .إذا احتفظ المشرع بهذه الصيغة
الجديدة للفصل ، 23فسيكون بإمكانه إعطاء المصالحة مكانه الحقيقي كطريقة
بديلة لتسوية المنازعات المتعلقة باالستثمار.
)2الفقرة 2من الفصل : 23
ال تثير هذه الفقرة أي تحفظات على صياغتها .حيث تنص الفقرة على"لالطراف
حرية االتفاق على إجراءات والقواعد التي تحكم المصالحة" . ..
ويترتب على هذه القاعدة اعتماد المشرع التونسي لمبدأ استقالل إرادة األطراف ،
وبهذا التبني يلتزم المشرع صراحة بتوافق دولي يحافظ على مبادئ استقالل
اإلرادة كشرط رئيسي للطرق البديل للفض النزاعات والتجارة الدولية بشكل عام.
واألفضل من ذلك أن المشرع احتفظ بمفهوم واسع الستقاللية اإلرادة ،إنها مسألة
ضا استقالل أساسي.
استقالل إجرائي ولكن أي ً
يستمد االستقاللية اإلجرائية من شكل النص (لألطراف حرية االتفاق على
اإلجراءات التي و القواعد التي تحكم المصالحة) .واالستقالل األساسي مستمد من
النص القائل "لألطراف حرية اختيار القواعد التي تحكم المصالحة".
11
في التنفيذ ،عندما يتفق الطرفان على اللجوء إلى المصالحة ،يجب أن يشتمل عقد
ثان يحدد القواعد
االستثمار على بند مزدوج يشير إلى اإلجراء المعمول به وشرط ٍ
الموضوعية التي تحكم المصالحة.
يثير هذا السؤال حول ماهو الحل عندما ال ينص الطرفان على شرط المصالحة
في عقد االستثمار .الفقرة 3من الفصل ،23تجيب على هذا السؤال
12
"عندما يبرم األطراف عقد صلح يقوم هذا الصلح مقام القانون بينهم ويوصلون به
مع تمام األمانة وفي أقر االجال.
ويضيف عالوة ذلك فإن المشرع يعود في هذه الفقرة إلى أحكام مجلة االلتزامات
و العقود وتشير بالتحديد إلى الفصل 1458الذي ينص على عقد االزمة بعد ذلك
تتم اإلشارة إلى الفصب 243المتعلقة بحسن نية في أداء العقود.
بالنسبة لإلضافة ،يتعلق األمر بمبدأ التنفيذ في أسرع وقت ممكن .هذا مبدأ جديد
يستوعب السرعة التي يجب أن تميز اإلجراء البديل للمصالحة والتحكيم.
13
أ) الشروط األساسية للجوء إلى التحكيم:
للجوء إلى التحكيم البد من التثبت من وجود شرطين :أساسي وذاتي.
• الشروط األساسية:
يجعل المشرع استحالة المصالحة شرطا أساسيا للجوء إلى التحكيم ،في الواقع ،
يجب على الطرف الذي يسعى للتحكيم أن يبرر في مطالبته فشل المصالحة .يمكن
تبرير هذا الفشل بأية وسيلة (تقرير موقع من المصلح ،أو رسالة من أحد الطرفين
دليل على فشل المصالحة أو أي مستند آخر) .هذه المرونة في إثبات فشل
المصالحة تبررها في الواقع من خالل الترويج الالزم للتحكيم ،وبعبارة أخرى ،
ال يمكن كبح استخدام التحكيم من قبل أي شرط ذو طابع رسمي يؤكد استحالة
المصالحة.
اإلثبات حر في الكشف عن فشل المصالحة من خالل العديد من الحجج :أوالً من
المجلة التجارية والبعض اآلخر في قانون التحكيم.
فيما يتعلق بالحجة المستمدة من المجلة التجارية ،سيتم أخذها من الفصل 496
الذي ينص على أن اإلثبات حر في المادة التجارية.
وفيما يتعلق بالحجج المستخلصة من قانون التحكيم ،فإنها ستستمد قدر اإلمكان
من فلسفة التحكيم و من النصوص الفعلية للتحكيم.
فيما يتعلق بالحجة المستخلصة من الفلسفة ،فهي أن التحكيم هو إجراء قائم على
ضا إجراء تحقيق
حرية واستقاللية األطراف ،وهو ما يبرر حرية األثبات .إنه أي ً
سريع ،والسرعة تتكيف مع مرونة وحرية األثبات.
أضف إلى كل هذا مبدأنا المتمثل في معرفة مبدأ حسن النية
أخيرا ،فيما يتعلق بالحجة المستخلصة من النصوص ،نذكر في هذا الصدد ً
بأحكام الفصل 6من قانون التحكيم ،والتي تأخذ وجهة نظر واسعة جدًا إلثبات
اتفاق التحكيم سواء كان كتب رسميا أو خط يد أو محضر جلسة محرر لدى هيئة
التحكيم التي وقع اختيارها.
عن طريق القياس على هذه المادة التي تهم إثبات اتفاقية التحكيم بشكل عام ،
سنكون قادرين على تأكيد نفس الحل في مسألة االستثمار التحكيم .عالوة على ذلك
،يعد التحكيم في االستثمار أحد المجاالت التي يتم فيها تطوير حرية األطراف
14
• الشروط الذاتية:
إن اللجوء إلى التحكيم بالمعنى المقصود في الفقرة 1من الفصل 24يفترض
مسبقا ً وجود نزاع بين المستثمر األجنبي والدولة التونسية .المشكل ليس فيما يتعلق
بتعريف المستثمر األجنبي بما ان وجد تعريف صريح في الفصل .3من ناحية
أخرى تكمن المشكلة في تعريف الدولة التونسية على أنها مفهوم صارم مرادف
لوضع الشخص االعتبار وينبغي ان يفهم على أنه مفهوم واسع يمتد كذلك للشخص
المعنوي للدولة
وبالنظر إلى مختلف الحجج لصالح التحكيم وعلى وجه الخصوص أخذ تعزيز
الضروري التحكيم ،يجب على الدولة التونسية توافق على معنى آخر لمفهوم
واسع يمتد الى كل من الدولة التونسية واجهزتهاالمختلفة .ويبرر هذه القراءة في
ممارسة االستثمار ،وعادة ما يتم التوقيع على عقد استثمار بين المستثمر األجنبي
واحدة من أجهزة الدولة (الوزارات .)..عندما يتم تبرير هذه الشروط المسبقة ،
سيتم اللجوء إلى التحكيم.
ب) اللجوء إلى التحكيم:
عندما يعارض التحكيم الحكومة التونسية لمستثمر أجنبي يجوز عرض النزاع
على التحكيم وفقا التفاق محدد بين الطرفين حسب ما جاء بالفصل 24في فقرته
األولى حيث ينظم كل من مبدأ اللجوء إلى التحكيم و شروط اللجوء.
• مبدأ اللجوء:
يجب احترام نص الفقرة 1من الفصل ، 24وسوف نؤكد على الصيغة التالية
"يمكن اللجوء إلى التحكيم" .على أساس هذه الصيغة ،سنذ ّكر بالطبيعة التقليدية
للجوء إلى التحكيم ،الذي يحول دون الطابع اإللزامي لهذا األخير والذي ال يزال
ميزة استثنائية موجودة في بعض التخصصات القانونية المدرجة في المعاهدات
الدولية ،والتي تؤكد مرة أخرى أنه حتى عندما يكون التحكيم هو التحكيم فإنه ال
يزال تقليديًا .يجب أن يكون التحكيم كطريقة تقليدية للتسوية باتفاق الطرفين .في
حالة عدم وجود اتفاق ،ويجب على األطراف اللجوء إلزاميا ً إلى قضاء الدولة
عندما يكون المستثمر األجنبي وهذا هو افتراض الفصل 24الفقرة 1على أن
اتفاقية التحكيم وحدها ليست كافية للجوء إلى التحكيم ،يجب أن تكون االتفاقية
محددة.
15
شروط اللجوء إلى التحكيم:
االتفاقيات الخاصة للجوء إلى التحكيم هو صيغة تختلف عن الصيغ المستخدمة في
قمجلة التحكيم والتي ال تقدم أي اقتباس من الصيغة االتفاقيات الخصة .يصبح
واض ًحا إذن أنه لفهم الصيغة االتفاق الخاص على النحو الوارد في الفقرة 1من
الفصل .24يجب التذكير بالقانون العام التفاقية التحكيم.
يخضع قانون التحكيم العام لقانون التحكيم لعام 1993وبشكل خاص كتابه األول
حول األحكام العامة.
وفقًا للفصل 3من المجلة ،يكون التفاق التحكيم شكالن مختلفان :شرط تحكيمي
من جهة و اتفاق تحكيمي من جهة أخرى.
بالنسبة لشرط التحكيم ،فهو مرادف للشرط الوارد في عقد االستثمار والذي ينص
على أنه عندما يكون هناك نزاع ،سيتم تسوية هذا النزاع عن طريق التحكيم.
وبالتالي ،فإن شرط التحكيم يعارض أي مواصفات للتقاضي .من ناحية أخرى ،
يفترض االتفاق على التحكيم في صورة وقوع نزاع يتم تحديد ما يتعلق بحقائقه
والجهات الفاعلة فيه ،يمكن للمرء بعد ذلك التحدث عن نزاع معين .سيكون الحل
الوسط هو اإلطار القانوني الذي تتفق فيه األطراف على اللجوء إلى التحكيم لحل
النزاع الحالي الذي ينشأ بين الدولة التونسية والمستثمر ،ومن ثم يفترض الحل
الوسطي تحديد النزاع .هذه اتفاقية محددة.
إن التطبيق األفضل لقواعد القانون االحكام العامة بموجب الفصل 3يتيح لنا
التمييز بين اتفاق محدد (اتفاق على التحكيم) وغير محدد (شرط التحكيم) وبقدر ما
يحتفظ الفصل 24في فقرته األولى على اتفاقية تحكيم كشرط للجوء إلى التحكيم ،
يمكننا أن نؤكد أن اتفاقية التحكيم هو وحده الذي يبرر اللجوء إلى التحكيم على
أساس الفصل 14فقرة ، 1وبالتالي يتم رفض شرط التحكيم.
يفسر هذا الخيار للمشرع برغبته في ترشيد اللجوء المنتظم تقريبا ضد الدولة
التونسية من قبل المستثمرين األجانب ،والحل سيكون مختلفا مع المستثمر
التونسي.
16
وفقًا ألحكام الفصل 24فقرة " 2عند تعذر تسوية النزاع الناشئ بين الدولة
التونسية والمستثمر التونسي بالمصلحة وكانت له موضوعيا صبغة دولية يمكن
لألطراف عرضه على التحكيم بمقتضى اتفاقية تحكيم و تخضع عند إجراءات
التحكيم الحكام مجلة التحكيم ".
تسمح لنا القراءة الحرفية للفقرة الثانية م الفصل 24بأن نذكر أن اللجوء إلى
التحكيم (أ) يخضع لشروط معينة (ب).
أ) اللجوء إلى التحكيم:
الفصل 24الفقرة 2تنظم فرضية تسوية النزاع عن طريق التحكيم عندما يكون
النزاع بين الدولة التونسية والمستثمر التونسي يمكننا عندئذ النظر في فرضية
التحكيم الداخلي ألن الطرفين تونسيون إذا احتفظوا بفرضية اللجوء إلى التحكيم.
عندما يكون النزاع داخليًا ،يكون هناك خطر االعتراف باستثناء في الفصل 7من
مجلة التحكيم الذي ال يعترف باللجوء إلى التحكيم عندما تكون الدولة التونسية
طرفًا فقط بل عندما يتعلق النزاع بالتجارة الدولية من حيث الطابع الدولي
تذكيرا بأحكام الفصل 7من مجلة
ً للتحكيم .إن الفهم األفضل لهذه الفكرة سيتضمن
التحكيم.
وفقًا للفصل 7من مجلة التحكيم ،هناك أمور ال يمكن تقديمها إلى التحكيم تحت
أي ظرف من الظروف والتي يحددها المشرع بطريقة محدودة ،والمواضيع التي
تهم النظام العام ،والمسائل التي تتعلق بالجنسية واألحوال الشخصية والمسائل
المتعلقة بالدولة التونسية باستثناء الحاالت التي يؤثر فيها النزاع على مصالح
التجارة الدولية .يستنتج من هذه المقالة أن الدولة التونسية ال يمكن من حيث المبدأ
أن تتورط في نزاع ذي طابع وطني أمام التحكيم لسبب بسيط هو أن هذه
المنازعات يجب أن تبت فيها المحكمة ااإلدارية.يلخص الفصل 7عندما تكون
الدولة قابلة للتقاضي من حيث المبدأ ،ال يمكن للدولة التونسية اللجوء إلى التحكيم.
بشكل استثنائي ،قد تلجأ الدولة التونسية إلى التحكيم عندما يحتوي النزاع الدولي
المحدد في الفصل 48من مجلة التحكيم على معايير موضوعية وموضوعية
للتداول.
17
و بالرجوع للسؤال عن العلبة بين الفصل 7من مجلة التحكيم و الفقرة الثانية من
الفصل 24من قانون ،2016ينبغي تحليل شروط اللجوء إلى التحكيم بالمعنى
المقصود في الفصل 24فقرة (.)2
ب) شروط اللجوء إلى التحكيم:
من أجل اللجوء إلى التحكيم بالمعنى المقصود في الفصل 24فقرة ( ، )2نجد
نوعين من الشروط :ذاتية فيما يتعلق بشخص الخصوم وموضوعي المتعلق
باللجوء إلى التحكيم.
• الشروط الذاتية:
يجب التأكيد على أن اللجوء إلى التحكيم ينطوي على التحقق من وضع مزدوج ،
مستثمر تونسي ودولة تونسية.
فيما يتعلق بالمستثمر التونسي ،سيتم البحث في تعريفه وفقا للفصل 3
فيما يتعلق بالدولة التونسية ،نذ ّكر بالمالحظات نفسها التي تتمثل في تأكيد المفهوم
الواسع للدولة التونسية التي تشمل كالً من الدولة التونسية كشخص معنوي
واجهزتها المختلفة.
ثانيا ً ،نالحظ موقف الدولة التونسية المتمثل في إمكانية اللجوء إلى التحكيم من
قبل الدولة التونسية .هذا الموقف يحسم النقاش حول قابلية التحكيم للتقاضي التي
تنطوي على شخص معنوي محظور سابقًا.
تاريخيا ،كان التحكيم مفتوحا فقط لألشخاص الطبيعيين بدون أشخاص المعنويين
،واألشخاص المرتبطين بفكرة سيادة الدولة مرادفة لسيادة العدالة .اليوم لم يعد
لدى الدول مصدر للسيادة القانونية ،بل مصدر قلق للسيادة االقتصادية :كيف يتم
تعميم المنتج الدولي؟ كيف تجذب المستثمرين؟
كانت هذه الفكرة وراء االعتراف باللجوء إلى التحكيم من قبل كل من األشخاص
الطبيعيين والمعنويين ،والذي ال يمكن اللجوء إليه إال عن طريق التحكيم الدولي.
• الشروط الموضوعية:
لللجوء إلى التحكيم ،يجب أن يكون الهدف منه التجارة الدولية و يجب أن يكون
هناك اتفاقية تحكيم.
18
يفرض المشرع التونسي بأن يكون النزاع محل اهتمام التجارة الدولية ،بمعنى
معيار الدولية الموضوعي بالمعنى المقصود في الفصل 7من مجلة التحكيم .هذا
الشرط الموضوعي يجعل من الممكن تحقيق االنسجام بين الفصل 24الفقرة 2
والفصل 7من مجلة التحكيم .ويترتب على ذلك أنه عندما ال يكون النزاع بين
الدولة التونسية والمستثمر التونسي ألغراض تجارية دولية ،يُحظر اللجوء إلى
التحكيم ،وستبت المحكمة اإلدارية في النزاع.
نالحظ أن المشرع التونسي ال يلتزم بالتطور المعاصر لقانون التحكيم الدولي الذي
يميز بين التحكيم التجاري الدولي والتحكيم االستثماري .على المستوى الدولي
اليوم ،هناك فرق بين قواعد التحكيم الدولي في االستثمار التي تنظمها معاهدات
االستثمار الثنائية (معاهدات االستثمار الثنائية) والتحكيم التجاري الدولي الذي
تحكمه التحكيم الدولي.
في الختام ،وإلى الحد الذي يقلل فيه المشرع التونسي االستثمار في التحكيم
بالمعنى المقصود في الفقرة 2من الفصل 24إلى التحكيم في التجارة الدولية ،
فإن هذا يعني أنه بالنسبة للمشرع التونسي ال يوجد تمييز بين التحكيم االستثماري
والتحكيم التجاري الدولي.
سيكون من المناسب للمشرع التونسي التمييز بين التحكيم في االستثمار والتحكيم
التجاري الدولي .باإلضافة إلى شرط الطابع الدولي الموضوعي للجوء إلى
التحكيم بالمعنى المقصود في الفقرة 2من الفصل ، 24فإنه يفترض مسبقا ً وجود
اتفاق تحكيم يخضع إلجراءات قانون التحكيم.
اتفاق التحكيم:
على معنى الفقر 2من الفصل ، 24فإن اللجوء إلى التحكيم يفترض مسبقا ً وجود
اتفاقية تحكيم ،يبدو أن هناك حاجة إلى مالحظة أساسية هنا ،على عكس الفقر 1
من الفصل 24التي تنظم فرضية النزاع الذي ينشأ بين المستثمر األجنبي والدولة
التونسية والتي تتطلب اتفاقية تحكيم محددة ،تقتصر الفقرة 2من الفصل 24على
اتفاقية تحكيم بسيطة.
ما هو مضمون هذه القاعدة وما هو أساسها؟
19
ويترتب على عمومية الصيغة أن اتفاق التحكيم يجب أن يمتد في شكله المزدوج
للتحكيم وشرط التحكيم وأنه ال يوجد أي سبب الستبعاد شرط التحكيم على معنى
الفصل 24الفقرة (.)1
في الواقع ،فإن عمومية اتفاقية التحكيم ،التي تمتد إلى حد التحكيم ،مبررة بعدم
وجود أي سبب لحماية الدولة التونسية ،والتي هي أمام مستثمر تونسي وليس
مستثمر أجنبي .ال يوجد خطر من سوء المعاملة عند اللجوء إلى التحكيم على
أساس اتفاق التحكيم هو قواعد مدونة
التحكيم الذي ينطبق على أساس أن الفصل 24الفقرة 2التي تنص على أن
"إجراءات التحكيم تخضع لمجلة التحكيم".
يشير المشرع إلى مجلة التحكيم ،خالفًا الفتراض الفقرة 1من الفصل 24حيث
التزم الصمت فيما يتعلق بالقانون الواجب التطبيق .إن صمت المشرع على
مستوى الفقرة 1من الفصل 24فيما يتعلق بالقانون الواجب تطبيقه على إجراءات
التحكيم يبرره وجود المستثمر األجنبي الذي ال يستطيع بأي حال من األحوال
اإلجابة عن التزام الخضوع للقانون التونسي والذي يحكمه دائ ًما مبدأ حرية
االتفاقيات بما في ذلك حرية االتفاق على القانون الواجب التطبيق.
عندما يكون المستثمر تونسيًا والدولة تونسية ،ال تنشأ المشكلة وهي تطبيق قواعد
التحكيم.
ما هي قواعد قانون التحكيم المطبق؟
بقدر ما تتكون مجلة التحكيم التونسي من 3عناوين مختلفة وهي :القواعد العامة
للتحكيم الداخلي والدولي ،والتحكيم الداخلي ،والتحكيم الدولي ،وبقدر ما الفقرة
2من الفصل 24من القانون 2016يتعلق بالتحكيم الدولي ،يمكننا التأكيد على أن
قواعد العنوان 3من مجلة التحكيم المتعلقة بالتحكيم الدولي هي التي تنطبق طالما
أنها ال تتعارض مع القواعد األساسية للفصل 1و وال سيما الفصل ، 13التي
تنظم قواعد التحكيم األساسية ،وهي قاعدة المساواة ،وقواعد الخصومة ،وقواعد
حق الدفاع.
في الختام ،يمكننا التأكيد على أن اللجوء إلى التحكيم يظل مفتو ًحا أمام التقاضي
بين الدولة التونسية والمستثمر التونسي أو األجنبي بشرط أن يكون النزاع ذا طابع
دولي.
20
تكون الدولية ذاتية بالمعنى المقصود في الفصل 24فقرة( ، )1ولكنها موضوعية
بالمعنى المقصود في الفصل 24الفقرة (.)2
في الممارسة العملية وبعد 3سنوات من تطبيق قانون ، 2016يمكننا القول أن
الدولة التونسية والمستثمرين التونسيين واألجانب يلجأون إلى التحكيم على أساس
قانون 30سبتمبر .2016
منذ صدور قانون ، 2016وخاصة منذ دخوله حيز التنفيذ ( 1أبريل ، 2017
تاريخ بدء نفاذ مختلف المراسيم ) ،توضح األرقام أنه ال توجد عملية استثمار بين
المستثمرون التونسيون واألجانب ،هذا الغياب يبرر غياب اتفاق التحكيم بالمعنى
المقصود في الفصل .)1( 24
ال يبدو أن قانون 30سبتمبر 2016قد أقنع المستثمرين األجانب .لقد أدركت
الدولة التونسية في الوقت المناسب أن جذب المستثمرين ليس فقط استجابة لتحسن
ضا تحسنًا في مناخ االستثمار ،إنه
في القانون المتعلق باالستثمار ،ولكنه يعكس أي ً
يفسر ذلك اندفاع السلطات التونسية إلى وضع مشروع قانون في أواخر عام
2018حول تحسين مناخ االستثمار في تونس ،ثم كان المشروع الذي تم
التصويت عليه من قبل البرلمان في 24أبريل 2019والذي دخل حيز التنفيذ
كقانون في 29ماي .2019والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان قانون 29
ماي 2019قد نجح في تعويض الثغرات وأوجه القصور في قانون .2016
لم يتطرق المشرع التونسي في القانون 2019إلى األساليب البديلة لتسوية
المنازعات التي يفسرها قلة االستثمارات التي أدت إلى عدم وجود نزاعات بين
الدولة التونسية والمستثمر .يركز قانون 29ماي 2019على مناخ االستثمار
بمعنى قانون الشركات التجارية والقانون التجاري وقانون اإلجراءات الجماعية
وقانون شراكة بين القطاعين العام والخاص.
21