You are on page 1of 71

‫المركز الجامعي بلحاج بوشعيب‪ -‬عين تموشنت‪-‬‬

‫معهد العلوم االقتصادية و التجارية و علوم السيير‬

‫قسم الحقوق‬

‫إدارة المخاطر البنكية‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق *تخصص قانون خاص*‬

‫تحت إشراف األستاذة ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫حاج بوسعادة فتيحة‬ ‫حظري قاسم‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬

‫المركز الجامعي بلحاج بوشعيب رئيسا‬ ‫أستاذة محاضرة‪/‬أ‬ ‫‪ -‬أ‪ .‬شيخ نسيمة‬
‫–عين تموشنت‬
‫المركز الجامعي بلحاج بوشعيب مناقشا‬ ‫‪ -‬أ‪ .‬عبد الالوي خديجة أستاذة محاضرة‪/‬أ‬
‫–عين تموشنت‬
‫المركز الجامعي بلحاج بوشعيب مشرفا‬ ‫أستاذة مساعدة‪/‬أ‬ ‫‪ -‬أ‪ .‬حاج بوسعادة‬
‫–عين تموشنت‬ ‫فتيحة‬

‫السنة الجامعية‪9191/9102:‬‬
‫‪1‬‬
‫‌أ‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل كما ينبغي لجاللك وجهك وعظيم سلطانك ‪ ،‬على ما يسرت لنا في هذا العمل‬
‫المتواضع ‪ ،‬فسبحانك ال إله إال أنت أستغفرك و أتوب إليك‪.‬‬

‫يشرفنا أن نتقدم بجزيل الشكر و التقدير إلى نبع العون ‪ ،‬إلى من وجهتنا ‪ ،‬وزودتنا‬
‫بشكل خاص ‪ ،‬إلى أستاذتنا الف اضلة " حاج بوسعادة فتيحة " ‪ ،‬المشرفة على هذه‬
‫المذكرة لها منا خالص اإلحترام‪.‬‬

‫‪.......‬جزاك اهلل عنا كل خير‬

‫ونتوجه بالشكر و ف ائق التقدير واإلحترام إلى األساتذة األف اضل أعضاء لجنة المناقشة‬
‫الذين قبلوا إثراء هذا البحث بمناقشتهم و توجيهاتهم القيمة ‪.‬‬

‫كما نتوجة بجزيل الشكر و اإلمتنان إلى كل من تلقينا منه علما أو معرفة ‪ ،‬وإلى كل‬
‫من ساهم من قريب أو بعيد ولو بكلمة واحدة إلنجاز هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫‌‬ ‫شكرا جزيال‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫إهداء‬

‫الحمد هلل كما ينبغي لجاللك وجهك وعظيم سلطانك ‪ ،‬على ما يسرت لنا في هذا العمل‬
‫المتواضع ‪ ،‬فسبحانك ال إله إال أنت أستغفرك و أتوب إليك‪.‬‬

‫يشرفنا أن نتقدم بجزيل الشكر و التقدير إلى نبع العون ‪ ،‬إلى من وجهتنا ‪ ،‬وزودتنا‬
‫بشكل خاص ‪ ،‬إلى أستاذتنا الف اضلة " حاج بوسعادة " ‪ ،‬المشرفة على هذه المذكرة لها‬
‫منا خالص اإلحترام‪.‬‬

‫‪.......‬جزاك اهلل عنا كل خير‬

‫ونتوجه بالشكر و ف ائق التقدير واإلحترام إلى األساتذة األف اضل أعضاء لجنة المناقشة‬
‫الذين قبلوا إثراء هذا البحث بمناقشتهم و توجيهاتهم القيمة ‪.‬‬

‫و إلى أمي العزيزة "فتيحة "‬

‫و إلى سندي في الحياة " حظري محمد "‬

‫‪ ,‬غلىكما نتوجة بجزيل الشكر و اإلمتنان إلى كل من تلقينا منه علما أو معرفة ‪ ،‬وإلى‬
‫كل من ساهم من قريب أو بعيد ولو بكلمة واحدة إلنجاز هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫شكرا جزيال‬

‫‌ه‬
‫قائمة أهم المختصرات‬

‫ق ‪ .‬م ‪ :‬قانون المدني‬

‫م ‪ .‬ج ‪ :‬المشرع الجزائري‬

‫م ‪ :‬المادة‬

‫ط ‪ :‬الطبعة‬

‫ب ‪ .‬ط ‪ :‬بدون طبعة‬

‫ص ‪ :‬الصفحة‬

‫ج ‪ :‬الجزء‬

‫‪1‬‬
1
‫تعتبر البنوك أهم دعائم الحياة االقتصادية والمحفز لألنشطة المختلفة‪ ،‬من خالل جمع الموارد المالية‬
‫من وحدات النقد الفائض‪ ،‬ومن ثم توجيهها نحو الوحدات التي تعاني من عجز في التمويل‪ .‬كما تلعب البنوك‬
‫دو ار هاما وتؤثر تأثي ار قويا في الجانب االجتماعي‪ ،‬بحيث تساهم في استبدال ذهنية االكتناز من خالل‬
‫تحفيز ثقافة االستثمار وتوظيف األموال لجني الفوائد واألرباح‪ ،‬كما تؤثر في كيفية استخدام عوائد األموال ‪.‬‬

‫ونظ ار لهذه األهمية التي تكتسبها البنوك من جهة‪ ,‬و التطور الذي شهده العام من جهة أخرى خاصة‬
‫بزيادة حدة التنافس وعولمة األعمال المالية وانطوائها على الكثير من المخاطر ‪ ،‬باإلضافة إلى تعدد وتنوع‬
‫أشكالها كل هذا أدى إلى زيادة االهتمام بالمؤسسات العاملة في الحقل البنكي ‪ ،‬مما دفع البنوك إلى تبني‬
‫سياسة تقييم للمخاطر و وضع نظم للرقابة عليها وادا ارتها تستجيب لمتطلبات مقررات وتوصيات لجنة بازل‬
‫للرقابة المصرفية ‪.‬‬

‫كما أن ما يميز النشاط البنكي هو وجود العالقة الكبيرة بين األرباح المتوقعة مع المخاطر فهما‬
‫متالزمان‪ ,‬فال يوجد نشاط بنكي بدون مخاطر‪ ,‬مما يستلزم التعرف على المخاطر البنكية و تحديدها و‬
‫العمل قياسها‪ ,‬بهدف تجنبها و الحد منها و الغاية األخيرة في ذلك هو تجنيب البنك الوقوع في ما يعرف‬
‫باألزمات البنكية و التي قد تؤثر سلبا ليس فقط على البنك بتراجع أدائه‪ ,‬بل يمكن أن تؤثر في وجود البنك‬
‫في حد ذاته بحث قد ينتهي إلى اإلفالس و الذي قد ينجر عنه أزمة عامة في القطاع المصرفي و المالي و‬
‫منه حدوث أزمات اقتصادية شاملة‪.‬‬

‫و عليه يمكن القول أن معرفة المخاطر وتقويمها وادارتها أصبح ضروريا بالنسبة للبنوك فهي تمثل‬
‫حجر األساس في نجاح البنوك تحقيقها ألهدافها‪ ،‬و في سبيل ذلك يسعى المشرع الجزائري إلى وضع إطار‬
‫قانوني يعمل على تأطير النشاط البنكي خاصة فيما يتمثل في إدارة المخاطر البنكية و الرقابة عليها‪.‬‬

‫طرح اإلشكالية‬
‫ما المقصود بإدارة للمخاطرالبنكية لدى البنوك ؟‬
‫و لإلجابة على هذه اإلشكالية تطرقنا إلى التساؤالت التالية الذكر‪:‬‬
‫ماذا نقصد بالمخاطر البنكية؟‬
‫و ما هي أهم أنواعها؟‬
‫ما هي أهم الطرق و األساليب المتبعة في تسيير و إدارة هذه المخاطر؟‬
‫الفصل األول‬

‫أهمية البحث‪ :‬تأتي أهمية البحث من كونه يتناول القطاع المصرفي الذي يعتبر عصب الحياة االقتصادية‬
‫و الشريان الباعث إلى التقدم االقتصادي‪ ,‬بحيث أن تعثر البنوك قد يؤدي إلى انسداد اقتصادي ال محالة‪,‬‬
‫لذلك فإن دراسة المخاطر البنكية وكيفية إدارتها يساهم في زيادة المعرفة بهذا المجال الذي اليزال جديدا في‬
‫الدراسات القانونية خاصة في الجزائر‪ .‬خاصة مع الظروف المالية و االقتصادية الراهنة سواء محليا أو دوليا‬

‫أدبيات البحث‪:‬‬
‫‌‬
‫‌لطيفة‌عبدلي‌‪‌،‬دور‌مكانة‌إدارة‌المخاطر‌في‌المؤسسة‌االقتصادية‪‌،‬مذكرة‌لنيل‌شهادة‌ماجستير‪‌،‬تخصص‌‬
‫إدارة‌األفراد‌وحوكمة‌الشركات‪‌،‬كلية‌العلوم‌االقتصادية‌والعلوم‌التجارية‌وعلوم‌التسيير‪‌،‬جامعة‌تلمسان‪‌،‬‬
‫‪‌.1121-1122‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫الصعوبات‪:‬‬
‫أول الصعوبات التي واجهتنا في تحرير هذه المذكرة هو قلة المراجع في هذا الموضوع‪ ,‬خاصة باللغة العربية‪,‬‬
‫و ما زاد األمر تعقيدا هو صعوبة الوصول للكتب نظ ار للظروف الصحية التي عرفها العالم هذا السنة‪ .‬أما‬
‫الصعوبة الثانية‪ ,‬فهو كذلك مرتبط بالمراجع التي في أغلبها كتب في االقتصاد‪ ,‬مما يجعل فهم الموضوع و‬
‫التحكم فيه أثر صعوبة و يتطلب الكثير من الجهد‪ ,‬خاصة أنه من المواضيع الجديدة كما قلنا سابقا‪.‬‬

‫‌‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫تم اعتماد المنهج الوصفي و التحليلي لدراسة أهم الجوانب المتعلق بموضوع البحث ‪.‬‬
‫‌‬
‫‌‌‬
‫و لإلجابة على اإلشكالية فقد ارتأينا تقسيم البحث إلى فصلين‪ :‬الفصل األول يتناول‪ :‬ماهية المخاطر البنكية‪,‬‬
‫أما الفصل الثاني فيتناول األجهزة الرقابية على إدارة المخاطر البنكية‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪-‬تمهيد ‪:‬‬

‫يتكون الجهاز المصرفي من جملة البنوك تختلف حسب الدور الذي تؤديه و الذي أنشأت من اجله‪ ،‬ففي‬
‫الجزائر هناك البنوك التجارية‪ ,‬و المؤسسات المالية‪ ,‬و هناك البنك المركزي‪ .‬و في العموم هناك تقسيمات‬
‫أخرى للبنوك باختالف األدوار التي تلعبها فهناك البنوك المتخصصة و البنوك غير المتخصصة‪ ,‬كل منها‬
‫والتنمية االقتصادية ‪ ،‬و قد تطور النظام المصرفي كثي ار‪ ,‬و و تطورت البنوك‬ ‫تلعب دو ار أساسيا فـي اإلنعـا‬
‫كذلك و هي تواكب التطورات التي حدثت في جميع المجاالت‪ ,‬و قد تنوعت الخدمات و األنشطة التي‬
‫تقدمها‪ ,‬و هي تحمل جانبا كبي ار من المخاطرة‪ .‬فما هو مفهوم هذه المخاطر البنكية؟ و لإلجابة على هذه‬
‫اإلشكالية الفرعية قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين ‪ :‬المبحث األول متعلق بماهية المخاطر البنكية أما‬
‫المبحث الثاني فمتعلق إدارة المخاطر البنكية‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم المخاطر البنكية‬

‫يعرف النشاط البنكي باعتباره نشاطا تجاريا درجة كبيرة من المخاطرة‪ ,‬فكل عمل تجاري ال يخلوا من‬
‫المخاطر‪ .‬و هذه المخاطر تختلف من بنك آلخر و من عملية ألخرى‪ .‬لفهم هذه المخاطر يجب أن نتطرق‬
‫لتعريف المخاطر البنكية و مصادرها‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المخاطر البنكية و مصادرها‬


‫هناك عدة تعريفات تناولت المخاطر البنكية‪ ,‬قبل التطرق للمخاطر البنكية سنتناول العريف اللغوي ثم‬
‫االصطالحي و الفقهي‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬تعريف المخاطر البنكية و أنواعها‬


‫توجد للمخاطر تعريفات متعددة تعكس من جهة وجهات نظر الباحثين المختلفـة حـول هـذا المفهوم ‪ ,‬و من‬
‫جهة أخرى تتعلق بالتخصص الذي ينتمون له‪ .‬و هنا التعريف اللغوي و التعريف االقتصادي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللّغوي واالصطالحي الفقهي للخطر‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪-1‬لغة ‪:‬إن كلمة الخطر لغة مستوحاة من مصطلح التيني ‪RESCAS‬أي ‪ RISQUE‬والذي يدل على‬
‫االرتفاع في التوازن وحدوث تغير ما مقارنة مع ما كان منتظر واالنحراف المتوقع ‪.1‬‬
‫‪-2‬اصطالحا ‪ :‬فيعرف الخطر على انه الخسائر المادية المحتملة والخسائر المعنوية التي يمكن قياسها نتيجة‬
‫‪2‬‬
‫لوقوع حادث معين‪.‬‬

‫‪ -3‬فقهيا ‪:‬عرفه اإلمام ابن القيم على أن "المخاطرة مخاطرتان‪ ،‬مخاطرة التجارة‪ ،‬وهو أن يشتري السلعة‬
‫بقصد أن يبيعها ويربح ويتوكل على اهلل في ذلك‪ ،‬والخطر الثاني‪ :‬الميسر الذي يتضمن أكل المال بالباطل‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االقتصادي‬


‫المخاطرة‪":‬على انها حالة عدم التأكد المحيطة باحتماالت تحقق أو عدم تحقق العائد‬ ‫فقد تم تعريف‬
‫المتوقع من االستثمار‪."4‬‬
‫ويمكن تعريفها كذلك بأنها‪" :‬احتمال الخسارة في الموارد المالية أو الشخصية نتيجة عوامل غير منظورة في‬
‫األجل الطويل أو القصير‪"5‬‬
‫كما يحدد مفهوم الخطر في كونه يتفق مع حالة الالتأكد في أن كال منهما يحمل عنصر الشك وعدم اليقين‬
‫في أحداث المستقبل‪ ،‬بسبب تغير حاالت الطبيعة و عدم ثباتها‪ .‬ولكن في حالة الخطر يستطيع متخذ القرار‬
‫أن يضع احتماالت لحدوث حاالت المستقبل اعتمادا على الخبرة السابقة و الدراسات اإلحصائية وما الى ذلك‬
‫‪6‬‬
‫من معلومات تاريخية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المخاطر البنكية فهي "الخسارة المادية المحتملة نتيجة لوقوع حادث معين"‪.7‬‬

‫" احتمالية تعرض البنك الى خسائر غير متوقعة و غير مخطط لها أو تذبذب العائد المتوقع على استثمار‬
‫معين‪."1‬‬

‫‪1‬‬
‫لطيفة‌عبدلي‌‪‌،‬دور‌مكانة‌إدارة‌المخاطر‌في‌المؤسسة‌االقتصادية‪‌،‬مذكرة‌لنيل‌شهادة‌ماجستير‪‌،‬تخصص‌إدارة‌األفراد‌وحوكمة‌الشركات‪‌،‬كلية‌‬
‫العلوم‌االقتصادية‌والعلوم‌التجارية‌وعلوم‌التسيير‪‌،‬جامعة‌تلمسان‪‌‌،‌1121-1122‌،‬ص‌‪‌.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‌أسامة‌عزمي‌سالم‪‌-‬شقيري‌نوري‌موسى‪‌،‬إدارة‌الخطر‌والتامين‪‌،‬دار‌الحامد‪‌،‬األردن‪‌،‌1112،‌،‬ص‪‌.11‬‬
‫‪3‬‬
‫ابن‌القيم‪‌،‬شمس‌الدين‪‌،‬أبو‌عبد‌اهللا‪‌،‬محمد‌بن‌أبي‌بكر‪‌،‬زاد‌المعاد‌في‌هدي‌خير‌العباد‪‌،‬المكتبة‌التوفيقية‪‌،‬مصر‪‌،‬د‌ذ‌س‌ن‪‌،‬ج‌‪5،‬ص‌‪‌.11‬‬
‫‪4‬حممد مطر‪" ،‬ادارة االستثمارات‪-‬اإلطار النظري والتطبيقات العامة"‪ ،‬دار وائل‪ ،‬ط‪ ،3‬عمان‪ ،4002 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪5‬نعيمة بن العامر‪" ،‬البنوك التجارية و تقييم طلبات االئتمان" مذكرة ماجستري ختصص شقود و مالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪/ 4004 ،‬‬
‫‪ ، 4002‬ص ‪.67‬‬
‫‪6‬زينب احلوري‪" ،‬حتليل وتقدير اخلطر املايل يف املؤسسات الصناعية ‪ -‬دراسة تطبيقية باستخدام التحليل التمييزي ‪ "-‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‬
‫(غري منشورة)‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ، 4007 ،‬ص ‪72‬‬
‫‪7‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪"‌,‬عمليات‌اإلئتمنان‌و‌المخاطر‌البنكية‌(دراسة‌مقارنة)"‪‌,‬أطروحة‌دكتوراه‌في‌العلوم‪‌,‬في‌القانون‌الخاص‪‌,‬فرع‌قانون‌األعمال‌‬
‫المقارن‪‌,‬جامعة‌وهران‌‪‌,1‬محمد‌بن‌أحمد‪‌,‬كلية‌الحقوق‌و‌العلوم‌الساسية‪‌,1122-1122‌,‬ص‌‪‌.221‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬
‫أو هي ‪ " :‬حالة عدم التأكد في استرجاع رؤوس األموال المقرضة أو تحصيل أرباح مستقبلية متوقعة"‪.‬‬
‫و على الرغم من تعدد التعريفات على هذا المفهوم إال أنها تؤدي إلى معنى واحد و هو وقوع خسائر غير‬
‫محتملة الحدوث في مستقبل و من هنا نعرف المخاطر على أنها حالة من عدم التأكد من وقوع خسائر‬
‫مستقبلية غير محتملة في ظل الدراسة على المعلومـات المتاحة و عدم الوصول إلى تنبؤات دقيقة إلى وجود‬
‫درجة من الخطر على المنشأة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع المخاطر البنكية‬

‫ترتبط المخاطر البنكية لحد كبير بالنشاطات و العمليات التي تقوم بها البنوك‪ ,‬و هذه المخاطر متنوعة و‬
‫عديدة‪ ,‬فالبنك يتحمل قدر كبير من المخاطرة في العمليات التي يقوم بها بهدف الحصول على مردود و أرباح‬
‫تؤمن له استم ارريته كمشروع و كشركة‪ .‬و هناك عدة تقسيمات للمخاطر البنكية‪ ,‬فهناك المخاطر المالية و‬
‫المخاطر غير المالية‪ .‬و عليه سنتناول هنا مخاطر السيولة و مخاطر سعر الفائدة ‪ ,‬و هناك المخاطر‬
‫اإلئتمانية‪ ,‬و المخاطر القانونية و مخاطر التشغيل‪.‬‬

‫‪ /1‬مخاطر السيولة‪.‬‬
‫يعتبر البنك وسيطا بين أصحاب السيولة الذين يودعون أموالهم لديه مع ذوي حاجة للسيولة الذين يتجهون‬
‫للبنك للحصول على األموال اللزمة لمشاريعهم‪ ,‬لذلك يجب على البنك ‪ ,‬و هنا و يتعرض البنك لهذهم‬
‫الخاطر في حالتين ‪ ،‬وهي في حالة عدم إمكانية البنك اإلستجابة لطلبات السـحب المفرطة للعمالء من‬
‫حساباتهم لدى البنك و الغير المتوقعة أو عدم مقدرته علـى جـذب إيداعات جديدة سواء من الزبائن جدد أو‬
‫عمالء سابقين للبنك و هـذا يعبر عن ضـعف السياسات التي يتبعها البنك و الذي قد يتسبب في آثار سلبية‬
‫على البنك و على النظام البنكي بأكمله‪.‬‬
‫و لكن قد يكون خطر السيولة ناتجا عن "حالة الركود االقتصادي الذي يط أر على االقتصاد" ككل‪ ,‬و هذا‬
‫السبب هو سبب خارجي غير خاص بالبنك لمفرده‪.2‬‬

‫‪1‬حسني بلعجوز ‪" ،‬ادارة املخاطر البنكية و التحكم فيها" ورقة حبلية يف امللتقى الوطين حول املنظومة املصرفية يف األلفية الثالثة‪ :‬منافسة خماطر۔ تقنيات‪،‬‬
‫جامعة جيجل‪ ،‬أيام ‪ 5 / 6‬جوان ‪ ،4005‬ص‪3‬۔‬
‫‪2‬‬
‫‌‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌.‬ص‌‪‌.215‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪ /2‬مخاطر سعر الفائدة‬


‫هي مخاطر التي يتحملها المصرف بسبب تقديمه قرضا بسعر الفائـدة السـائد اآلن مغطى بتمويل حصل عليه‬
‫بسعر فائدة معروف ثم اضط ارره خالل أجل القرض إلى إعادة تمويله بسعر فائدة أعلى ‪ ،‬فإذا كان سعر‬
‫الفائدة الذي يفرضه المصرف على القرض ثابتا‪ ،‬و يرتفع سعر إعادة التمويل فان المردود الصافي الذي‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬ومن أهم األشكال األساسية لمخاطر أسعار الفائدة التي تتعرض لها‬ ‫يحققه المصرف سوف ينخفض‬
‫المصارف عادة منها ‪:‬‬
‫‪-‬مخاطر إعادة التسعير‪ :‬بحيث تنشأ عن فروق التوقيت في االستحقاقات وكذا عن إعادة التسعير لموجودات‬
‫المصرف والتزاماته وأوضاعه الخارجة عن الميزانية‪.‬‬
‫‪-‬مخاطر األساس‪ :‬تنشأ من ارتباط غير تام في تعديل أسعار الفائدة المكتسبة والمدفوعة من اجل تكييفها مع‬
‫خصائص أخرى مماثلة و تكون متعلقة بإعادة التسعير ‪.‬‬

‫‪ /3‬المخاطر االئتمانية‬

‫تتعلق المخاطر االئتمانية دائما بالسلفيات القرض حسب ما أشار إليه محمـد عبـد الفتاح الصيرفي و الكشف‬
‫على حساب أو أي تسهيالت ائتمانية تقدم للعمالء ‪ ،‬و تـنجم المخاطر عادة عندما يمنح المصرف قروضا‬
‫واجبة السداد في وقت المحدد في المستقبل ‪ ،‬ويفشل العميل اإليفاء بالتزامات بالدفع في وقت حلول القروض‬
‫‪ ،‬أو عندما يفتح المصرف خطاب اعتماد مستندي الستراد بضائع نيابة عن العميل في توفير المال الكـافي‬
‫لتغطية البضائع حين وصولها ‪– .2‬أنظر مخاطر اإلئتمان ص‪-‬‬

‫‪ /4‬المخاطر القانونية‬
‫مصادر المخاطر القانونية متعددة‪ ,‬و هي قد تؤدي إلى خفض قيمة أصول البنك أو تزيد من التزاماته‪ .3‬و‬
‫تتمثل المخاطر القانونية في تلك التي يتعرض لها المصرف من جراء نقص أو قصور في مستنداته مما‬
‫يجعلها غير مقبولة قانونيا وهذا الخطر مرتبط أساسا بالوضعية القانونية للمؤسسة كما تقع هذه المخاطر‬
‫في حالة انتهاك القوانين أو القواعد أو الضوابط المقررة خاصة ‪ ،‬كما تنتج أيضا هذه المخاطر عن عدم‬

‫‪1‬‬
‫خالد‌أمين‌عبد‌اهللا‌وإبراهيم‌الطراد ‪:‬إدارة العمليات المصرفية‪ ،‬دار‌وائل‪،‬األردن‪‌،‬ط‪‌،‌1112،‌‌2‬ص‌‪‌221‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد‌عبد‌الفتاح‌الصيرفي ‪ :‬إدارة البنوك ‪ ،‬دار‌المناهج‌‪‌،‬عمان‌‪‌،‬ط‌‪‌‌،‌1112‌،2‬ص‪‌.22‬‬
‫‪3‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌,‬ص‌‪‌.291‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‬
‫احترام القوانين والقواعد وعدم فعالية الرقابة ولتقليص انعكاسات هذه المخاطر البد من وضع نظام رقابة‬
‫داخلية محكم ‪.‬‬

‫‪ /5‬مخاطر التشغيل‬
‫الناشئة عن انخفاض األنظمة اليدوية أو اآللية‬
‫و يسمى كذلك الخطر العملياتي‪ ,‬أو التقني‪ .‬نعني به الخسارة ّ‬
‫في معالجة أو تسجيل أو تحليل القيود بطريقة دقيقة وصحيحة في الوقت المقرر وتوجد عدة أسباب التي‬
‫يؤدي إلى إنشاء هذا الخطر والمتمثلة على النحو التالي‪:1‬‬
‫‪ ‬عدم التامين الكافي للنظم‪ :‬تنشأ هذه المخاطر عن إمكان احتراف غير المرخص لهم لنظم‬
‫حسابات البنك بهدف التعرف على المعلومات الخاصة بالعمالء واستغاللها سواء تم ذلك من‬
‫خارج البنك أو من العاملين به‪.‬‬
‫إساءة االستخدام من قبل العمالء‪ :‬ويقصد به عدم توعية العمالء بإجراءات التامين الوقائية أو‬ ‫‪‬‬
‫القيام بعمليات غسيل األموال باستخدام معلوماتهم الشخصية وقيامهم بعدم إتباع إجراءات التامين‬
‫المقررة‪.‬‬
‫عدم مالئمة تصميم النظم أو انجاز العمل أو أعمال الصيانة‪ :‬وتنشأ لعدم كفاءة النظم أو‬ ‫‪‬‬
‫حفاظها وعدم السرعة في حل هذه المشاكل ‪.‬‬

‫‪ /6‬مخاطر التضخم ‪:‬‬

‫التضخم هو خطر عام قد يصيب االقتصاد ككل‪ ,‬و هو غالبا ما ال يمكن للبنك تجنبه‪ ,‬و هو يتمثل في‬
‫المخاطر الناتجة عن احتمال حدوث تدهور في القوة الشرائية حيث أن أكثر األدوات االستثمار تتعرض لهذه‬
‫المخاطر هي األوراق المالية طويلة األجل‪ ،‬باإلضافة إلى أن الخطر يمكن أن يشمل القروض إذا كانت‬
‫معدالت التضخم مرتفعة بنسبة تزيد عن معدالت الفائدة على القروض الممنوحة‪ ،‬كما أن هذا الخطر ينتج‬
‫عن االرتفاع العام في األسعار ومن ثم انخفاض القوة الشرائية للعملة ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد‌مشنف‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص ‌‪‌.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‌نعيمة‌خضراوي‌‪‌،‬إدارة‌المخاطر‌البنكية‪)‌،‬دراسة‌مقارنة‌بين‌البنوك‌التقليدية‌و‌اإلسالمية(‌مذكرة‌لنيل‌شهادة‌الماجستير‌في‌العلوم‌االقتصادية‪‌،‬فرع‌‬
‫نقود‌وتمويل‪‌،‬كلية‌العلوم‌االقتصادية‌والتجارية‌وعلوم‌التسيير‪‌،‬جامعة‌محمد‌خيضر‪‌،‬بسكرة‪2009-2008‌،‬ص ‌‪‌.19‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب نشوء المخاطر البنكية‬
‫رأينا سابقا أن المخاطر البنكية متنوعة و متعددة‪ ,‬و هي تؤثر في أداء و ربحية البنك‪ ,‬لذلك علينا أن نتعرض‬
‫بنوع من التفصيل ألسباب نشوء المخاطر البنكية‪ ,‬فمنها األسباب المتعلقة بالبنوك و المؤسسات المالية‪ ,‬و‬
‫منها أسباب خارجية‪ .‬ثم سنتطرق لخطر القرض‪ ,‬باعتباره القرض من أهم الخدمات البنكية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أسباب نشوء المخاطر البنكية‬


‫تتعرض البنوك والمؤسسات المالية لمجموعة من المخاطر التي قد تعود أسبابها إلى المحيط العام الذي تعمل‬
‫فيه هذه البنوك والى نوعية عمل البنك في حد ذاته وهناك سببين لنشوء المخاطر البنكية وهما ‪:‬‬
‫أوال‪ /‬أسباب متعلقة بعمل البنك‪:‬‬
‫هناك عدة أسباب تعود إلى البنك نفسه في تعثر القروض الممنوحة من قبله هي ‪: 1‬‬
‫‪ -‬نقص االهتمام بتحديد وتحليل مخاطر القروض بشكل موضوعي و عدم اتباع المنهجية الموضوعة‬
‫من قبل البنك عند دراسة المعاملة االئتمانية كل على حدى‪ ,‬أي كل ملف له وضعيته الخاصة‪,‬‬
‫كما يجب أن يتم ذلك ضمن السياسة اإلئتمانية العامة للبنك و عدم تجاوزها‬
‫‪ -‬الخطأ في تقدير الضمانات‪ ،‬وعدم المتابعة والمراجعة الدورية للضمانات القائمة‪ ,‬فالبنك ليس ملزما‬
‫فقط بطلب الضمانات من العميل‪ ,‬بل يجب عليه أن يحرص على مالئمتها طول مدة القرض‪.‬‬
‫‪ -‬قد يسمح البنك للمقترض باستخدام مبلغ القرض دفعة واحدة وبشكل خاص يتنافى مع متطلبات‬
‫القرض‪.‬‬
‫عدم قيام إدارة القرض في البنك بتحديد وفهم الغرض من القرض المطلوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عدم الحرص على التطابق للمعلومات المتاحة بين البنك و الزبون‪ ,‬حيث أنه في األصل يجب أن‬
‫يعمل البنك على جمع جميع المعلومات الضرورية عن الزبون و عن العملية التي من أجلها اتجه‬
‫إلى البنك بطلب المعاملة‪ ,‬غير أنه قد يحدث عدم التطابق بين الملومات المتوفر لكليهما‪ ,‬و يقصد‬
‫بعدم التطـابق ألمعلوماتي بين المتعاملين أن أحدهما يملك من المعلومات ما تفوق به معلومات‬
‫األخـر‪ ،‬الشيء الذي يصعب من مهمة الوصول إلى إيجاد صيغة تجعل كال الطرفين فـي وضـع‬
‫متساوي من حيث المعلومات المتاحة تسمح لكل منهما التقرير و بشـفافية كبيـرة يخـدم مصالحه ‪.2‬‬

‫‪1‬حممد داود عثمان‪،‬إدارة وحتليل االئتمان و خماطره ‪، related & credit the analyse & management the risques‬دار الفكر‬
‫ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪، 4023 ،‬ص‪.205‬‬
‫‪2‬عبد اجلليل بوداح" ‪:‬معالجة موضوع المخاطر في مجال منح القروض "‪ ،‬يف جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ 21،‬جامعة متنوري‪ ،‬قسنطينة‪2002، ،‬ص‬
‫‪.225‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول‬
‫وهذا االختالف يؤدي إلى وجود عوامل أساسية يمكن أن تندرج ضـمن مجمـوعتين كاآلتي‪:‬‬
‫‪-1‬عوامل الخارجية ‪:‬و تشمل العوامل التالية حسب ‪:1‬‬
‫‪-‬تغيرات في األوضاع االقتصادية كاتجاه االقتصاد نحو الركود أو حدوث انهيار غيـر متوقع في أسواق‬
‫المال‪.‬‬
‫‪-‬تغيرات في حركة السوق ترتب عليها أثار سلبية على الطرف المقابل‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫‪-2‬عوامل داخلية ‪:‬و تشمل العوامل التالية‬
‫‪-‬ضعف إدارة االئتمان أو االستثمار بالبنك سواء لعدم الخبرة أو لعدم التدريب الكافي‪.‬‬
‫‪-‬ضعف سياسات التعسير‪.‬‬
‫‪-‬ضعف إجراءات المتابعة و الرقابة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التزام المقترض بأخالقيات عقد االتفاق المبرم مع المقترض ‪ :‬إن سلوك و أخالقيات العميل‬
‫حيال القروض الممنوحة له من قبل البنـك مرتبطـة أساسا بمدى التصريحات المقدمة من طرف‬
‫العميل ‪ ،‬و هذه األخيرة إن كانت مقدمة بشكل صحيح و دقيق تكون هنا نية العميل صادقة في‬
‫سداد مبلغ القرض و العمولة ‪ ،‬و يكـون العكس إذا ما لجأ العميل إلى التصريح بأرباح المؤسسة‬
‫بأرقام مغايرة للواقع فهنا تكـون نيته في تقديم المبررات الكافية لعدم تسديد أقساط القرض في أجاله‬
‫المحـددة و المتفـق عليها في العقد‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توافر انظمه رقابة ومراجعة فعالة على اإلقراض لدى البنك‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬أسباب متعلقة بالبيئة الخارجية‪:‬‬

‫هناك العديد من أسباب المخاطر البنكية و الراجعة للبيئة الخارجية‪ ,‬هي تعتبر من األسباب التي تخرج عن‬
‫إرادة البنك والمقترض‪ ،‬إذ ّأنهم ال يستطيعون التحكم أو السيطرة عليها‪ ،‬وتشمل الجوانب التالية‪: 2‬‬
‫أو‬ ‫‪ -‬منها ما هو راجع للوضع االقتصادي العام بحيث يتراجع األداء االقتصادي العام بسبب االنكما‬
‫الركود‪.‬‬
‫‪ -‬و قد تتعلق بالقوة القاهرة أو األحداث المفاجئة سواء بصفة عامة‪ ,‬أو تخص الزبون أو البلد‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االستقرار األمني والسياسي‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف أنظمة الرقابة الخارجية على البنوك‪.‬‬

‫‪1‬مسري اخلطيب ‪ :‬قياس و إدارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منشات املعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2005، ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪2‬حممد داود عثمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.207‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪ -‬عدم االستقرار القانوني ‪ ,‬و تغيير غير متوقع في التشريعات واألنظمة التي تؤثر في قدرة العميل‬
‫على توليد األرباح والتدفقات النقدية بطريقة ال يمكن توقعا‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬وهنا نميز بين نوعين من الخسائر في المصارف وهي‪:‬‬
‫‪ - -‬خسائر متوقعة‪ :‬وهي الخسائر التي يتوقع المصرف حدوثها مثل توقع معدل عدم الوفاء بالدين‬
‫في محفظة قروض الشركات‪ ،‬والتي يتحوط لها المصرف باحتياطات مناسبة‪.‬‬
‫‪ - -‬الخسائر غير المتوقعة‪ :‬وهي الخسائر التي تتولد نتيجة ألحداث غير متوقعة‪ ،‬مثل تقلبات مفاجئة‬
‫في أسعار الفائدة‪ ،‬أو تقلبات مفاجئة في اقتصاد السوق‪ ،‬ويعتمد المصرف في هذه الحالة على رأس‬
‫ماله لمقابلة الخسائر غير المتوقعة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مخاطر القرض‬

‫ويتحقق خطر القرض بعدة صور نذكر منها‪:‬‬


‫‪-1‬خطر عدم التّسديد‪ :‬وهو الخطر المهم بالنسبة للبنك فالمقترض قد ال يسدد ما عليه من دين إما لعدم‬
‫قدرة عن الوفاء أو لألسعار أو بسبب االمتناع عن التنفيذ بحيث قد ال يدفع أصل الدين وفوائده كلها أو جزء‬
‫منها أو أن يتأخر في الدفع‪.‬‬
‫وهو خطر قائم مهما كانت قيمة الدين أو صفة المتعاقد معه‪ ،‬وبصفة عامة يتحقق هذا الخطر في حالة‬
‫احتالل الوضعية العامة للمقترض الواحد بحيث أن مجرد تسجيل حالة العجز المالي لديه تعني ظهور خطر‬
‫عدم التسديد وال يرتبط هذا الخطر بالضرورة بتحقق الخسارة‪.‬‬
‫‪-2‬خطر التركيز‪ :‬يتحقق حال التنوع غير الكافي في المحفظة المالية وذلك بتركيز المبالغ فيه للتعهدات في‬
‫يد مستفيد واحد أو مجموعة من مستفيدين كقطاع اقتصادي معين دون غيره‪.‬‬
‫وبذلك يعرض المصرف نفسه لدرجة كبيرة من عدم التسديد‪ ،‬وعليه فخطر القرض يتغير تصنيفه حسب صفة‬
‫المتعاقد معه إال أنه يتحقق بصفة عامة بتوفر احد الصورتين السابقتين‪ ،‬وهذا االختالف في صفة المستفيد‬
‫يوسع من دائرة المخاطر ويضاعف من قابلية إصابة البنك بخطر القرض ‪.1‬‬
‫فحسب المادة ‪24‬من النظام رقم ‪03-02‬المؤرخ في ‪14‬نوفمبر ‪2002‬المتضمن المراقبة الداخلية للبنوك‬
‫‪2‬‬
‫فإنها تنص‪" :‬يجب أن يأخذ تقييم مخاطر القروض بعين االعتبار على الخصوص‬
‫والمؤسسات المالية ّ‬
‫العناصر الخاصة بالوضعية المالية للمستفيد‪ ،‬قدرته على السداد وعند االقتضاء الضمانات المحصل عليه‬

‫‪1‬‬
‫احمد‌مشنف‌‪‌،‬المرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪‌.29‬‬
‫‪2‬‬
‫‌نظام‌رقم‌‪03-02‬المؤرخ‌في‌‪09‬رمضان‌عام‌‪1429‬الموافق‌لـ‌‪14‬نوفمبر‌‪2002،‬يتضمن‌المراقبة‌الداخلية‌للبنوك‌والمؤسسات‌المالية‪‌،‬ج‌ر‌ج‪‌،‬العدد‌‬
‫‪84،‬الصادر‌بتاريخ‌‪14‬نوفمبر‪‌.1111‌.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول‬
‫وأضافت المادة كذلك بأن تقييم المؤسسات يجب أن يتضمن بصفة خاصة تحليل محيط هذه األخيرة ومميزات‬
‫الشركاء ‪.‬‬
‫ب‪ .‬مخاطر السوق‬
‫يقصد بمخاطر السوق على أنها الخسائر الناتجة عن التغيرات في أسعار معدالت السوق وقد نصت المادة‬
‫‪02‬الفقرة‪ " "8‬من النظام ‪08-11‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية ‪1‬على خطر السوق بأنه‪:‬‬
‫» مخاطر خسائر على مستوى وضعيات الميزانية وخارج الميزانية الناتجة عن تقلبات أسعار السوق‪«.‬‬
‫تعرف مخاطر السوق بمخاطر التعرض إلى الخسائر الناتجة عن عوامل السوق وتشمل المخاطر التالية‪:‬‬
‫ج‪ .‬مخاطر أسعار الفائدة ‪Interest Rate Risk‬‬
‫إنخطر سعر الفائدة هو الخطر الذي يتحمله البنك جراء منحه قروض بمعدالت فائدة ثابتة ونظ ار لتطورات‬
‫الحقة بهذه المعدالت ينعكس األمر على وضعية البنك وهذه المخاطر ناتجة عن تغيير أسعار الفوائد‬
‫صعودا أو هبوطا حسب وضعية البنك ومن الممكن لمخاطر أسعار الفائدة أن تنشأ في دفتر العمليات‬
‫المصرفية‪ ،‬كما يمكن أن تنشأ عن تقلبات أسعار الفائدة بما قد يؤدي إلى تحقيق خسائر ملموسة للبنك في‬
‫حالة عدم تناسق آجال إعادة تسعير كل من االلتزامات واألصول‪ ،‬وتتصاعد مخاطر أسعار الفائدة في حالة‬
‫عدم توافر نظام معلومات لدى البنك يتيح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الوقوف على معدالت تكلفة االلتزامات ومعدالت العائد على األصول‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مقدار الفجوة بين األصول وااللتزامات لكل عملة من حيث إعادة التسعير ومدى الحساسية لمتغيرات‬
‫أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬يتوقف مقدار مخاطر أسعار الفائدة على مدى اختالف أسعار الفائدة عن التوقعات التي بنيت عليها‬
‫الفجوة ومدى تمكن البنك من تصحيح أوضاعه في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطر التسعير ‪Price Risk‬‬
‫تنشأ عن التغيرات في أسعار األصول وبوجه خاص محفظة االستثمارات المالية‪ ،‬إضافة إلى عوامل داخلية‬
‫وخارجية تؤثر في مخاطر التسعير مثل الظروف االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطر أسعار الصرف ‪Foreign Exchange Risk‬‬
‫تنشأ مخاطر أسعار الصرف عن وجود مركز مفتوح بالعمالت األجنبية‪ ،‬وعن التحركات غير المواتية في‬
‫أسعار الصرف‪ ،‬ويشمل المركز المفتوح العمليات الفورية والعمليات اآلجلة بأشكالها المختلفة والتي تندرج‬
‫تحت مسمى المشتقات المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لمادة‌‪2‬الفقرة‪ " "8‬من‌النظام‌رقم‌‪08-11،‬المتعلق‌بالرقابة‌الداخلية‌للبنوك‌والمؤسسات‌المالية‌‪‌.‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬إدارة المخاطر البنكية‬

‫يعتبر العمل البنكي متالزما مع المخاطر البنكية‪ ,‬و لكن تنوع الخدمات و األنشطة البنكية زاد من تعقيد‬
‫المخاطر البنكية‪ ,‬و زيادة آثارها السلبية‪ ,‬و لمواجهتها أصبح من الضروري االهتمام بإدارة المخاطر البنكية‪،‬‬
‫خاصة في ظل اإلخفاقات البنكية واألزمات المصرفية المتكررة في السنوات األخيرة إلى التأكيد على أهمية‬
‫إدارة المخاطر البنكيةبطريقة سليمة وفعالة‪ .‬و عليه سنتطرق لماهية المخاطر البنكية‪ ,‬ثم تسيير المخاطر‬
‫البنكية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬ماهية إدارة المخاطر‬


‫يقتضي منا موضوع إدارة المخاطر البنكية التطرق لتعريف المخاطر البنكية‪ ,‬و أهداف إدارة المخاطر البنكية‬
‫في الفرع األول‪ ,‬ثم سنتناول مبادئ إدارة المخاطر البنكية في الفرع الثاني‪.‬ثم مكونات نظام إدارة المخاطر و‬
‫أبعادها في الفرع الثالث‬
‫الفرع االول ‪ :‬تعريف إدارة المخاطر‬
‫هناك العديد من التعريفات المختلفة إلدارة المخاطر البنكية‪ ,‬و ما يمكن أن ننوه إليه هنا أن المشرع الجزائري‬
‫لم يتطرق لتعريف إدارة المخاطر البنكية‪.1‬‬
‫فإدارة المخاطر‪ :‬هي عملية مستمرة من اتخاذ وتنفيذ الق اررات التي من شأنها أن تقلل إلى حد مقبول من حالة‬
‫عدم اليقين المتعلقة بالتعرض للمخاطر التي تأثر على المنشأة‪ ،‬بعبارة أخرى هي الميل الطبيعي للمنظمة‬
‫من أجل الموازنة بين الفرص والتهديدات‪.2‬‬
‫إدارة المخاطر‪ :‬هي عملية زيادة قيمة المنشأة من خالل تقليل احتماالت فشلها واعسارها‪.3‬‬
‫إدارة المخاطر‪ :‬هي العملية التي تتركز وتنحصر على تخمين وتقييم تأثير التغيرات في عوامل الخطر‬
‫المختلفة على قيمة األصول ‪.4‬‬
‫إدارة المخاطر‪ :‬هي تنظيم متكامل يهدف إلى مجابهة ومواجهة المخاطر بأفضل الوسائل وبأقل التكاليف من‬
‫خالل اكتشاف وتحليل وقياس هذه المخاطر وتحديد وسائل مجابهتها باختيار أنسب هذه الوسائل لتحقيق‬
‫الهدف المنشود ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌,‬ص‌‪‌.292‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Laurent Condamin and Others ،Risk Quantification Management Diagnosis and Hedging ،John Wiley & Sons Ltd‬‬
‫‪،the Atrium ،Southern Gate ،2006, p7.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Peter F. Christoffersen, Elements of Financial Risk Management, mentioned, P3.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Philippe Jorion, Financial Risk Management, John Wiley & Sons, Inc., Hoboken, New Jersey, Second Edition, 2003,‬‬
‫‪P7‬‬
‫‪5‬‬
‫‌سامة‌سالم‪‌،‬شقيري‌موسى‪‌،‬إدارة‌الخطر‌والتأمين‪‌،‬ط‪،‌2‬دار‌الحامد‌للنشر‪‌،‌،‬عمان‪‌،‬األردن‪،‌1112‌،‬ص‪‌55‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول‬
‫و يمكن تعريفها بشكل عام على أنها " العملية التي يتم من خاللها رصد المخاطر و تحديدها و قياسها و‬
‫مراقبتها و الرقابة عليها بهدف ضمان فهم كاف لها‪ ,‬و التأكد من تواجدها ضمن الحدود المقبولة و اإلطار‬
‫الموافق عليه من قبل إدارة البنك للمخاطر"‪.1‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة نستنتج أن إدارة المخاطر ترتكز على النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إن إدارة المخاطر هي مجموعة من اإلجراءات واألساليب وليست نشاطا وحيدا ‪.‬‬
‫‪ ‬إن إدارة المخاطر مرتبطة بحالة عدم اليقين المتعلقة بالتعرض للمخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬إن إدارة المخاطر تهدف إلى زيادة قيمة المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬إن إدارة المخاطر تسعى إلى تقليل احتماالت إعسار المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬إن عملية إدارة المخاطر تقوم على تقييم تأثير عوامل الخطر المختلفة على قيمة أصول‬
‫المؤسسة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مبادئ إدارة المخاطر البنكية‬

‫تتمثل مبادئ االدارة المخاطر البنكية بصورة سليمة في تحديد الجهة المسؤولة عن إدارة المخاطر البنكية‬
‫في البنك من جهة‪ ,‬و وجود متابعة و آليات التحكم في المخاطر البنكية‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬مسؤولية مجلس اإلدارة واإلدارة العليا‬

‫يجب أن يحوز البنك على إدارة عليا تتحمل مسؤولية وضع سياسة استراتيجية عامة للمخاطر البنكية ضمن‬
‫السياسة العامة في البنك‪ , ,‬كما تون تحت مسؤوليته المباشرة مسؤولية وضع إدارة للمخاطر البنكية تتضمن‬
‫سياسات إدارة المخاطر تعريف أو تحديد المخاطر وأساليب أو منهجيات قياس وادارة الرقابة على المخاطر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬متابعة و التحكم في المخاطر البنكية‬

‫‪1‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌,‬ص‌‪‌.292‬‬
‫‪2‬مريفت علي أبو كمال‪ ،‬اإلدارة احلديثة ملخاطر االئتمان يف املصارف وفقا للمعايري الدولية "بازل ‪- " II‬دراسة تطبيقية على املصارف العاملة يف فلسطني‪-‬‬
‫مذكرة ضمن نيل شهادة املاجستري يف إدارة األعمال‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،4006 ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‬
‫يجب أن يكون لدى المصرف إطار إلدارة المخاطر‪ ،‬يتصف بالشمولية‪ ،‬بحيث يغطي جميع المخاطر التي قد‬
‫يتعرض لها المصرف‪ ،‬ومن خالله يتم تحديد أنظمة واجراءات إدارة المخاطر‪ ،‬ويجب أن يتصف بالمرونة‬
‫حتى يتوافق مع التغيرات في بيئة األعمال ‪ .‬أن تتم كل عمليات المراجعة الضرورية للمخاطر البنكية بطريقة‬
‫متكاملة‪ .‬مع تحديد المسؤوليات تحديدا دقيقا في جميع مراحل اتخاذ القرار‪ ,‬و كذلك فيما يخص الرقابة عليها‪.‬‬
‫كما يجب أن تضمن اآلليات الموضوعة وجود طريقة لتقييم و قياس المخاطر بطريقة وصفية‪ ،‬وبصورة‬
‫منتظمة‪ ،‬وحيثما أمكن يتم التقييم بطريقة كمية‪ ،‬رغم صعوبة التقييم الكمي لجميع أنواع المخاطر‪ ,‬إال أن ذلك‬
‫يعتبر ضروريا‪ ,‬و لذلك يجب أن تسعى اإلدارة العليا إلى توفير اإلطار البشري و المادي القادر على ذلك‪.‬‬
‫ويجب أن يأخذ تقييم المخاطر في الحسبان تأثير األحداث المتوقعة وغير المتوقعة‪.‬‬

‫المراجعة المستقلة‪:‬‬
‫أهم ما يميز إدارة المخاطر أن يتم الفصل بين مهام األشخاص التي تتخذ ق اررات الدخول في مخاطر‪ ،‬ومهام‬
‫األشخاص التي تقوم بقياس ومتابعة وتقييم المخاطر في المصرف‪ ،‬هذا يعني أن تقييم المخاطر يجب أن يتم‬
‫من قبل جهة مستقلة‪ ،‬يتوافر لها السلطة والخبرة الكافية لتقييم المخاطر‪ ،‬واختبار فاعلية أنشطة إدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬وتقديم تقاريرها لإلدارة العليا ومجلس اإلدارة‪.‬‬

‫التخطيط للطوارئ‪:‬‬
‫يجب أن تكون هناك سياسات وخطط إلدارة المخاطر في حالة األزمات الطارئة وغير العادية‪ ،‬ويجب مراجعة‬
‫هذه الخطط بصورة دورية‪ ،‬للتأكد من تغطيتها لألزمات المحتملة الحدوث والتي تؤثر على المؤسسة‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص الوظائف الرئيسية إلدارة المخاطر في ما يلي‪:1‬‬
‫‪ -‬ضمان توافق اإلطار العام إلدارة المخاطر مع المتطلبات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالمراجعة الدورية وتحديث سياسة االئتمان في البنك‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مخاطر كل نشاط من أنشطة المؤسسة وضمان حسن تحديدها وتبويبها وتوجيهها لجهات‬
‫االختصاص‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة تطورات مخاطر االئتمان والتوصية بحدود تركز هذه المخاطر مع األخذ باالعتبار إجمالي المخاطر‬
‫لمنتجات معينة –مخاطر الطرف اآلخر‪ -‬الصناعة‪ -‬المنطقة الجغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة استخدام الحدود واالتجاهات في السوق ومخاطر السيولة والتوصية بالحدود المناسبة ألنشطة‬
‫التداول واالستثمار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مسري اخلطيب‪ ،‬قياس وإدارة املخاطر بالبنوك‪ ،‬منهج علمي وتطبيق عملي‪ ،‬منشأة املصارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪ -‬مراجعة المنتجات المستحدثة على أساس معايير قبول المخاطر‪/‬المنافع ورفع تقارير بهذا الشأن لإلدارة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق النماذج التي تعتمدها المنظمة في تحديد المخاطر رقميا واإلشراف عليها‪.‬‬
‫‪ -‬المراجعة المستمرة لعمليات التحكم بالمخاطر في المؤسسة واقت ارح التحسينات على األنظمة المختلفة‬
‫وعملية تدفق المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي بالمخاطر بوجه عام على مستوى المؤسسة ككل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مكونات نظام إدارة المخاطر و أبعادها‬

‫أوال ‪ :‬مكونات إدارة المخاطر‬


‫يمكن القول إن نظام وعملية إدارة المخاطر تشتمل على ثالثة مكونات أساسية تتمثل فيما يلي‪: 1‬‬
‫‪. 1‬إقامة وتهيئة بيئة مواتية إلدارة المخاطر واتباع سياسات واجراءات سليمة لذلك‪:‬‬
‫إن تهيئة بيئة مالئمة إلدارة المخاطر يحتاج إلى بذل مجهود كبير إلقامة البنية التحتية المتينة لنظام يمكن‬
‫أن يكون أقرب ما يمكن للتكامل‪ ،‬وهذا ما يتطلب من اإلدارة العليا في المؤسسة أن تعمل على إيجاد نظام‬
‫رسمي إلدارة المخاطر ممثل في إدارة مستقلة أو وحدة إدارية متكاملة تُوجد لهذا الغرض‪ ،‬بحيث تسعى هذه‬
‫الوحدة اإلدارية المستقلة إلى تحديد اإلجراءات المناسبة والقيام بالخطوات الضرورية التي تساعد المؤسسة‬
‫على مجابهة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها كالعمل على إنشاء وحدة تابعة لهذه اإلدارة تعمل على‬
‫تحديد ‪-‬المخاطر المتنو عة التي يمكن أن يتعرض لها البنك ومراقبتها والتحكم فيها‪ ،‬إضافة إلى وضع‬
‫اللوائح واإلجراءات واإلرشادات الداخلية الخاصة بنظام إدارة المخاطر‪ ،‬وتبني سياسة واضحة خاصة بتطوير‬
‫نوع األصول التي يتم تمويلها بما يساعد على تخفيف وتقليص حدة المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها‬
‫استثمارات البنك‪.‬‬
‫‪ .1‬تطبيق واجراء عمليات رقابة داخلية مالئمة‬
‫إن الرقابة الداخلية أمر ال مناص منه من أجل ضمان سالمة جميع المؤسسات بما فيها المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية‪ ،‬وحتى يستطيع نظام الرقابة الداخلية أن يحقق أهداف المؤسسة المالية البد من مراقبة كافة‬
‫األنشطة والوحدات فيها‪ ،‬وتقييم مختلف المخاطر التي يمكن أن تواجهها واصدار تقارير بصورة منتظمة‬
‫عنها‪ ،‬وايجاد نظم معلومات كافية تغطي كافة وحدات المؤسسة‪ ،‬مع التأكيد على أن يتم ر صد وقياس‬

‫‪1‬‬
‫‌سعيدي‌خديجة‌‪‌،‬اشكالية‌تطبيق‌معيار‌كفاية‌راس‌المال‌بالبنوك‌وفقا‌لمتطلبات‌لجنة‌بازل‌–‌دراسة‌حالة‌البنوك‌االسالمية‌–‌رسالة‌دكتوراه‌في‌‬
‫العلوم‌التجارية‌‪‌،‬جامعة‌أبي‌بكر‌بلقايد‌‪‌،‌1122‌-1122‌،‬تلمسان‌‪‌،‬ص‌‪‌.22-21‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول‬
‫المخاطر وضبطها بشكل مستقل لكل نوع من أنواعها‪ ،‬ومن األمور الهامة التي تساعد على تقليص المخاطر‬
‫وجود نظام مالئم للتحفيز والمحاسبة يشجع العاملين في البنك على اإلقالل من الولوج في األنشطة ذات‬
‫المخاطر‪،‬من خالل تقييد صالحيات اتخاذ القرار في حدود معقولة‪ ،‬و تحفيز متخذي القرار على إدارة‬
‫المخاطر بما يتوافق مع أهداف البنك وتطلعاته‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أبعاد إدارة المخاطر البنكية‬

‫البعد األول‪ :‬إدارة المخاطر القبلية (السابقة)‪.‬‬


‫وتتمثل في قيام المؤسسة المالية بدراسة الفرص التي لديها والتهديدات التي يمكن أن تواجهها سواء في بيئتها‬
‫الداخلية أو الخارجية‪ ،‬والعمل على الرفع من اإليجابيات إلى الحد األقصى على حساب السلبيات وذلك في‬
‫ظل قدرة المؤسسة على القيام بذلك‪.‬‬
‫البعد الثاني‪ :‬إدارة المخاطر المتزامنة‬
‫ويقصد به قيام المؤسسة بكافة اإلجراءات التي من شأنها أن تقلل اآلثار السلبية للمخاطر والتحديات التي‬
‫وقعت فيها المؤسسة فعال‪ ،‬بما يساعد على تقليص وتخفيض الخسائر التي يمكن أن تترتب على على ذلك‬
‫إلى حده األدنى‪.‬‬
‫البعد الثالث‪ :‬إدارة المخاطر الب ِ‬
‫عد ية (الالحقة)‬ ‫َ‬
‫ويقصد به قيام المؤسسة بدراسة األسباب التي أدت إلى تعرضها للمخاطر والعمل على إيجاد آليات وأساليب‬
‫تحول دون تعرضها في المستقبل لهذه المخاطر مرة أخرى‪ ،‬أو القدرة على التحكم فيها وضبطها وتقليصها‬
‫وتحويلها من نقاط يمكن أن تضعف المؤسسة إلى نقاط قوة لها تعزز من قوتها ومركزها في السوق‪.‬‬
‫إن التعريف السابق إلدارة المخاطر يمكن أن يطبق على المؤسسات المالية اإلسالمية والتقليدية على حد‬
‫سواء‪ ،‬فالهدف من إدارة المخاطر بكل أبعادها هو الحفاظ على استم اررية المؤسسة وزيادة ربحيتها وتعظيم‬
‫قيمتها وهذا الهدف مشترك بين المؤسسات المالية اإلسالمية والتقليدية و هذا حتى لو اختلفت األدوات التي‬
‫تسعى من خاللها هذه المؤسسات على مجابهة هذه المخاطر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيدي‌خديجة‌‪‌،‬اشكالية‌تطبيق‌معيار‌كفاية‌راس‌المال‌بالبنوك‌وفقا‌لمتطلبات‌لجنة‌بازل‌‪‌،‬نفس‌المرجع‌السابق‌‪‌،‬ص‌‪‌.22‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول‬
‫لمطلب الثاني ‪ :‬عناصر و أدوار إدارة المخاطر‬

‫الفرع االول ‪ :‬العناصر الرئيسية في ادارة المخاطر البنكية‬


‫يجب أن تشمل ادارة المخاطر لكل بنك على العناصر الرئيسية التالية ‪:1‬‬

‫‪-1‬رقابة فاعلة من قبل مجلس االدارة واالدارة العليا‪:‬‬


‫تتطلب ادارة المخاطر اشراف فعلي من قبل مجلس االدارة واالدارة العليا‪ ،‬ويجب على مجلس االدارة اعتماد‬
‫أهداف واستراتيجيات‪ ،‬سياسات واجراءات ادارية المخاطر التي تتناسب مع الوضع المالي للمؤسسة‪ ،‬وطبيعة‬
‫مخاطرها و درجة تحملها للمخاطر‪ ،‬ويجب تعميم تلك الموافقات على كافة مستويات المؤسسة المعنية بتنفيذ‬
‫سياسات ادارة المخاطر‪.‬‬
‫أما االدارة العليا فيجب أن تقوم بشكل مستمر بتنفيذ التوجيهات االستراتيجية التي أقرها مجلس االدارة و‬
‫تحديد خطوة واضحة للصالحيات و المسؤوليات المتعلقة بإدارة و مراقبة المخاطر واالبالغ عنها‪ ،‬كذلك‬
‫ضرورة التأكد من استقالل القسم المكلف بإدارة المخاطر عن األنشطة التي تؤدي إلى نشوء المخاطر وأن‬
‫يتبع مباشرة المجلس االدارة واالدارة العليا خارج نطاق االدارة المكلفة باألنشطة التي تؤدي إلى نشوء المخاطر‬

‫‪-2‬كفاية السياسات و الحدود‪:‬‬


‫يجب على مجلس االدارة واالدارة العليا العمل على ضرورة أن تتناسب سياسات ادارة المخاطر مع المخاطر‬
‫التي تنشأ في البنك و ذلك باتخاذ اجراءات سليمة لتنفيذ كافة خطوات ادارة المخاطر‪ ،‬ولذلك يجب تطبيق‬
‫سياسات واجراءات مالئمة و أنظمة معلومات وادارة فعالة التخاذ الق اررات واعداد التقارير االزمة وبما يتناسب‬
‫مع نطاق وطبيعة أنشطة البنك‪.‬‬
‫‪-3‬كفاية رقابة المخاطر و أنظمة المعلومات‪ :‬ان الرقابة الفعالة المخاطر البنك تستوجب معرفة وقياسات‬
‫كافة المخاطر ذات التأثير المادي الكبير‪ ،‬وبالتالي فان رقابة المخاطر تحتاج إلى نظم معلومات قادرة على‬

‫‪1‬ابراهيم کراسنة‪" ،‬أطر أساسية ومعاصرة يف الرقابة على البنوك وادارة املخاطر"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.25-22‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول‬
‫تزويد االدارة العليا و مجلس االدارة بالتقارير االزمة في الوقت المناسب حول أوضاع البنك المالية‪ ،‬األداء‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪-4‬كفاية أنظمة الضبط‪ :‬آن هيکل و تركيبة أنظمة الضبط في البنك هي حاسمة بالنسبة إلى ضمان حسن‬
‫سير أعمال البنك و باألخص ادارة المخاطر‪ ،‬آن انشاء واالستمرار في تطبيق أنظمة رقابة وضبط بما في‬
‫ذلك تحديد الصالحيات و فصل الوظائف هي من اهم وظائف ادارة البنك ‪ ،‬في الحقيقة أن مهمة فصل‬
‫الوظائف تعتبر الركيزة االساسية في موضوع ادارة المخاطر ‪ ،‬و في حال عدم وجود مثل هذا الفصل فان‬
‫مستقبل البنك سيكون مهددبالمخاطر و ربما بالفشل و هذا في الحقيقة يتطلب تدخل من السلطات الرقابية من‬
‫أجل تصحيبح هذا الوضع ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أدوار ادارة المخاطر البنكية‬


‫إن الهدف من إدارة المخاطر هو قياس المخاطر من أجل مراقبتها والتحكم فيها هذه القدرة تخدم عدة وظائف‬
‫هامة منها‪: 2‬‬
‫‪ ‬تنفيذ اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية المزايا التنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬قياس مدى كفاية رأس المال والقدرة على الوفاء بااللتزامات‬
‫‪ ‬المعاونة في اتخاذ القرار‬
‫‪ ‬المعاونة في اتخاذ ق اررات التسعير‬
‫‪ ‬رفع تقارير عن المخاطر والتحكم فيها‪.‬‬
‫أداة لتنفيذ اإلستراتيجية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تزود إدارة المخاطر البنوك بنظرة أفضل للمستقبل وبالقدرة على تحديد سياسة األعمال وفقا لذلك وبدونها ال‬
‫يكون باإلمكان رؤية النتائج المحتملة أو التقلبات المحتملة للربحية ولن يكون باإلمكان أيضا السيطرة على‬
‫عدم التأكد المحيط بالمكاسب المتوقعة‪ ،‬وبدونها سوف يقتصر تنفيذ اإلستراتيجية على القواعد اإلرشادية‬
‫التجارية دون النظر لتأثيرها على مفاضلة المخاطرة للعائد الخاصة بالبنك‪.‬‬
‫الميزة التنافسية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫العلم بالمخاطر هو مدخل ضروري لمعرفة األسعار المناسبة الواجب تقاضيها من العمالء وهو األداة‬
‫الوحيدة التي تسمح بالتمايز السعري عبر العمالء ذوي المخاطر المتباينة ‪.‬‬
‫المخاطرة والقدرة على الدفع‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ 1‬ابراهيم كراسنة ‪ ،‬اطر اساسية و معاصرة يف الرقابة على البنوك و ادارة املخاطر ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬طارق عبد العال محاد‪ ،‬إدارة املخاطر ( أقراد ‪ -‬شركات ‪ -‬بنوك خماطر االئتمان واالستثمار واملشتقات وأسعار الصرف)‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪‌.434 -443‬‬ ‫‪ ،4006‬ص ص ‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول‬
‫لكل مؤسسة بنكية القدرة على ضبط وتسوية الفرق بين المخاطرة ورأس المال خارج نطاق المتطلبات الدنيا‪،‬‬
‫ورأس المال القائم على المخاطرة هو ذلك المستوى في رأس المال المشتق من تقييم الخسائر المحتملة‬
‫ومقاييس المخاطرة‪.‬‬
‫إتخاذ القرار‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫إن تحمل المخاطرة عملية تنطوي على اإلجتهاد واصدار األحكام‪ ،‬وليس من السهل أو البسيط قياس ورصد‬
‫كل أبعاد المخاطرة‪ ،‬ورغم أن المخاطر يتم قياسها إال أن القرار يجب أن يتخذ مع ذلك بشأن فرصة معاملة‬
‫ما‪ ،‬وبالنظر إلرتباطها مع السياسات التجارية والمالية للبنات‪ .‬فإن إدارة المخاطر ليس القصد منها أن تكون‬
‫نموذجا لعملية اتخاذ القرار بالكامل بل المساعدة في هذه العملية‪.‬‬
‫مخاطر التسعير‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قابلة للمقارنة من‬ ‫إن العلم بالمخاطر يسمح للبنوك بتسعيرها‪ ،‬وبدون العلم بالمخاطر ال تكون الهوام‬
‫معاملة األخرى‪ ،‬ومن عميل ألخر أو عبر وحدات األعمال‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن المخاطر إذا لم يتم‬
‫تسعيرها‪ ،‬ال تدفع الحماية من التكاليف المستقبلية وهذه تكاليف ال توجد لها إيرادات مناظرة‪.‬‬
‫رفع التقارير عن المخاطر ومراقبتها‬ ‫‪-6‬‬
‫فمراقبة المخاطر يمكن أن تشجع على تحمل المخاطر عن طريق توفير معلومات واضحة ومباشرة عن‬
‫المخاطر‪ ،‬ومع المخاطر غير المعلومة يسود الحذر والتعقل في العادة ويحول دون اتخاذ قرار بتحمل‬
‫المخاطرة رغم أن ربحيتها يمكن أن تكون متماشية مع مخاطرها‪.‬‬

‫إدارة المحافظ‬ ‫‪-7‬‬


‫تعد تطور إدارة المحافظ فيما يتصل بالمعامالت المصرفية أحدث مجاالت إدارة المخاطر‪ .‬ويميل عدد كبير‬
‫من العوامل الجديدة إلى تغيير طبيعة و تأثير إدارة المخاطر‪ ،‬ومن أهم العوامل ‪:‬‬
‫‪ -‬مدى االستعداد لجعل تأثيرات التنويع (المحفظة) أكثر وضوحا و أكثر خضوعا للمقاييس الكمية‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد بأن هناك إمكانية كبيرة لتحسين مفاضلة المخاطرة‬
‫‪ -‬العائد من خالل إدارة المحفظة المصرفية ككل بدال من التركيز فقط على المعامالت المصرفية الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬بروز أدوات جديدة إلدارة المخاطر المشتقات المالية)‪.‬‬
‫‪ -‬بروز و ظهور سوق تداول القروض حيث يمكن للقروض أن تقدر وتسعر وتدرج وتباع عبر سوق منظمة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تسيير المخاطر البنكية‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‬
‫تعمل البنوك في إطار إدارة المخاطر البنكية على وضع منظومة متكاملة للعمل البنكي ‪,‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تسيير المخاطر وفقا لمتطلبات بازل‪.1‬‬


‫م و قد تطرقـت إلى نقاط عديدة و خاصة بالنسبة للمخاطر التي نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬بالنسبة لمخاطر االئتمان‬
‫ومن أهم مقررات لجنة بازل الثانية في مجال االئتمان أنها وضعت مجموعة من األسس يجب على البنوك‬
‫تطبيقها إلدارة هذه المخاطر و التقليل منها نذكرها فيما يلي‪: 2‬‬
‫‪ ‬يجب على البنوك دراسة أسباب تعثر االئتمان الواردة في دراسة لجنة بـازل للرقابـة على البنوك‬
‫دراسة معمقة‪.‬‬
‫يجب على البنوك أن التهم فقط بدراسة االئتمان بل تهتم أيضا بدراسة مخاطر االئتمان التي قد‬ ‫‪‬‬
‫ال توضيحها البيانات التاريخية المرتبطة بالماضي‪.‬‬
‫تحرى الدقة في األسباب التي يطلب من أجلها منح االئتمان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة إنشاء إدارة لمخاطر االئتمان بالبنوك من داخلها لحماية وضيفة اإلقراض و لوضع‬ ‫‪‬‬
‫أساليب أخرى لتقليل المخاطر ‪.‬‬
‫يجب على البنوك االهتمام بدرء مخاطر انخفاض سعر الصرف بالنسبة لعمالء البنوك‬ ‫‪‬‬
‫الحاصلين على قروض لالستيراد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة لمخاطر السوق‬
‫يقرر المراقبون ضرورة القيام البنك بتطبيق نظم دقيقة تحذر من مخاطر السوق و تتحكم فيها ‪ ،‬مع التأكد‬
‫من وجود معاير كمية و نوعية إلدارة مخاطر السوق ‪ ،‬و كـذلك وجـود رقابة داخلية فعالة خاصة في مجال‬
‫الصرف األجنبي ‪ ،‬و في حالة عدم تـوافر المعـايير الالزمة في ظل وجود خسائر سوف يقوم المراقبون بوضع‬
‫المعايير الحقيقية و تجميد جزء ‪.‬و وفقا لمتطلبات لجنة بازل توجد طريقتين لقيـاس من رأس المال لتغطية‬
‫تلك الخسائر مخاطر السوق‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة النمطية ‪ :‬و التي تعتمد على تحركات أسعار السوق و الخسائر الناجمة عنها بالنسبة لبنود‬
‫الميزانية سواءا ألسعار الفائدة و حقوق الملكية و أسعار العمالت و السلع ‪.‬‬
‫‪ -‬نماذج داخلية ‪ :‬و تتمثل أهميتها في الدقة العالية ‪ ،‬و هي عبارة عن نماذج إحصائية تعتمدها البنوك في‬
‫حساب درجة الخسائر تحت الظروف العادية للسوق و تكـون خـالل فترة معينة و بصورة يومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تأسست‌لجنة‌بازل‌من‌مجموع‌الدول‌الصناعية‌الكبرى‌تحت‌إشراف‌بنك‌التسويات‌الدولية‌بمدينة‌بازل‌السويسرية‌‪‌،‬و‌ذلك‌في‌ضـوء‌تفـاقم‌أزمـة‌‬
‫المديونية‌الخارجية‌لدول‌العالم‌الثالث‌و‌ازدياد‌حجم‌و‌نسبة‌الديون‌المشكوك‌في‌تحصيلها‌‌التي‌منحتها‌البنوك‌العالمية‌خاصة‌البنوك‌األمريكية‌و‌قد‌‬
‫اختلفت‌مقررات‌لجنة‌بـازل‌من‌فترة‌ألخرى‌‪‌،‬كان‌أولها‌سنة‌‪2811‬م‌ثم‌يليها‌مقررات‌سنة‌‪‌2881‬م‪‌‌.‬‬
‫‪2‬‬
‫‌مير‌الخطيب‌‪‌:‬مرجع‌سابق‌‪‌،‬ص‪‌.12‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول‬
‫ثالثا ‪ :‬بالنسبة لمخاطر التشغيل‬
‫وفقا لمقررات لجنة بازل الثانية يوجد ثالث طرق أساسية و هي ‪:‬‬
‫‪.1‬طريقة المؤشر األساسي ‪ :‬و يتمثل المتطلب الرأسمالي لمقابلة مخاطر التشغيل = متوسـط مجمـل الـدخل‬
‫السنوي خالل آخر ثالث سنوات سابقة × ‪.1 %11‬‬
‫‪ .2‬الطريقة النمطية ‪ :‬المتطلب الرأسمالي لمخاطر التشغيل = مجموع متوسط مجمل الـدخل السـنوي لكل‬
‫خط من خطوط األعمال بالبنك (تميل شركات ‪ ،‬تجـارة ‪ ،‬تجزئـة ‪ ،‬وكالـة ‪ ،‬إدارة أصول ‪...‬الخ) خالل أجل‬
‫ثالث سنوات سابقة × معامل بيتا (يتراوح مابين ‪ % 12‬إلـى ‪18 %‬حسب نوع النشاط ‪.‬‬
‫‪ /3‬طرق القياس المتقدمة ‪ :‬و يتم حسابها عن طريق أخذ نماذج داخلية من البنك و يعتمد حسابها علـى‬
‫معـايير نوعية مثل نظام قياس داخلي متكامل ‪ ،‬تقارير منتظمة ‪...‬الخ‪ ،‬و معايير كميـة مثـل بيانات تفصيلية‬
‫على كل المعلومات المطلوبة‪ ،‬صالحية أسلوب القياس‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التسيير الوقائي لمخاطرة القرض‬

‫إجراءات الحد من المخـاطر وهي آليات وترتيبات ادارية الغاية منها حماية اصول وارباح البنك عن طريق‬
‫تقليل فرص حدوث الخسائر الى اقل حد ممكن‪ .‬وبالتالي فاجراءات الحد من المخاطر تتضمن التعرف علي‬
‫نوعية هذه المخاطر وقياس وتقييم إمكانية حدوثها واعداد األنظمة القادرة علي الرقابة قبل حدوثها او التقليل‬
‫من آثارها الى ادنى حد ممكن‪ ،‬وتحديد التمويل الواجب توافره لمواجهة هذه الخسارة في حالة حدوثها ‪،‬بما‬
‫يضمن استمرار تقديم البنك ألعماله‪.‬‬

‫من اجل تخفيف القلق الذي ينجم عن إمكانية تعثر القروض وعدم قدرته على السداد‪ ،‬تتخذ إدارة البنوك عدة‬
‫إجراءات وقائية ومنها ‪:‬‬

‫أوال‪:‬المطالبة بملفات قرض كاملة ومتجانسة و متابعة صارمة للقروض‬

‫‪ -1‬المطالبة بملفات قرض كاملة ومتجانسة‬

‫يسند المصرفي عند اخذ قرار منح القرض أو رفضه للملف المقدم من طرف الزبون ‪ ،‬فكلما كان الملف كامال‬
‫آلما سمح ذلك بأخذ القرار بسرعة وبنوع من الفعالية أآثر‪ ،‬ولكي يتم ذلك يجب أن يكون الملف المقدم ذو‬
‫نوعية حسنة شكال ومضمونا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬سمير‌الخطيب‌‪‌:‬مرجع‌سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌51‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المميزات من حيث الشكل‬

‫قد تنص سياسات اإلقراض على تخصيص ملف لكل قرض بتضمن طلب القرض وقيمته والسبب الذي‬
‫يدعو إلى اإلقراض‪ ،‬والقروض التي سبق له الحصول عليها وأسماء البنوك التي سبق له االقتراض منها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تلك المعلومات التي يتمكن تحديدها في المضمون ‪.‬‬

‫علما أن كل ملف قرض يختلف عن اآلخر‪ ,‬فملف قرض لشراء مسكن يكون مختلفا عن ملف شراء معدات و‬
‫آالت للبناء أو المخبزة مثال‪ ,‬فاألول قد يحوي على عقد الملكية للمسكن المراد شراؤه‪ ,‬أما اآلالت فالملف‬
‫يجب أن يحتوي على شهادة متعلقة ببلد المنشأ‪ ,‬مدى مطابقة اآلالت مع المتطلبات القياسية‪ ,‬ما يثبت مثال‬
‫أن المنتوج غير ملوث للبيئة‪ ...‬إلخ و هذه العناصر غير محددة على سبيل الحصر‪.‬‬

‫‪ -‬المميزات من حيث المضمون‬

‫تعتبر أي وثيقة داخل الملف مصد ار من المصادر التي تساعد في اتخاذ قرار منح القرض سواء لتثبيته آو‬
‫زيادته آو تقليصه آو حتى رفضه ويتم ذالك من خالل‪ :‬فيجب التأكد من سمعة العميل مثال هل سبق له أن‬
‫كان في وضعية مخالفة للقانون كإصدار شيك بدون رصيد‪ ,‬هل لم يسدد دين سابق في هذا البنك أو بنك‬
‫آخر‪ .‬مدى سالمة مركزه المالي‪ ,.‬مدى كفاية إرادته لسداد القرض وفوائده‪ ,.‬كما يجب طلب معلومات‬
‫حول النشاط المراد تمويله بواسطة اإلئتمان البنكي‪ ,‬مثال إلثبات أن النشاط مربح‪ ,‬فقد يرفض البنك الملف‬
‫ألن هناك العديد من المشاريع المشابهة تماما في السوق و السوق ال يستوعب منتوج جديد بنفس‬
‫المواصفات‪ ,‬أو أن المنتوج اليستجيب للمعايير القانونية المطلوبة‪ - .‬متابعة صارمة للقروض‬

‫تبقى العالقة مستمرة بين البنك و الزبون‪ ,‬ف ال يعني الحصول على أموال القرض ووضعه في حساب‬
‫المستفيد انتهاء متابعة القرض إذ يبقى سريان الخطر طول مدة استعمال القرض ‪،‬خصوصا بالنسبة للقروض‬
‫الطويلة األجل‪ ،‬وهذه لمتابعة الصارمة يحب أن تكون مستمرة للكشف عن العناصر التي يمكن أن تعيد‬
‫النظر في قرار منح القرض والهدف من هذه المتابعة هو االطمئنان على حسن سير المنشأة وعدم حدوث أي‬
‫تغيرات في مواعيد السداد المحددة‪ ،‬وقد تظهر خالل المتابعة أيضا بعض التصرفات من المقترض‪ ،‬والتي‬
‫تطلب اتخاذ اإلجراءات القانونية لمواجهة الحفاظ على حقوق البنك أو تطلب تأجيل السداد آو تجديد القرض‬
‫لفترة أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منير‌إبراهيم‌هندي‌إدارة‌البنوك‌التجارية‌‪،‬مدخ‌اتخاذ‌القرار‌‪،‬المكتب‌العربي‌الحديث‌الطبعة‌الثالثة‌‪،‬مصر‪‌،‌1111‌‌،‬ص‌ص‌‪‌.111-121‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تفعيل وسائل الحد من الديون المشكوك فيها و العمل بالقيود القانونية وتوجيهات البنك‬
‫المركزي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تفعيل وسائل الحد من الديون المشكوك فيها‬

‫يمكن تفعيل تفعيل وسائل الحد من الديون المشكوك فيها ن خالل ‪:‬‬

‫سالمة قرار منح القروض وذلك بان يحرض على إصدار هذا القرار وفق األصول المصرفية‬ ‫‪‬‬
‫المتعارف عليها وعدم تجاوزها‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التجاوز في حساب الزبون‪ ،‬ويحث هذا عادة عند تقديم تسهيالت الصندوق والسحب على‬
‫المكشوف‪ ،‬ومنه فعلى البنك عند دراسة طلب التسهيل أن بأخذ بعين االعتبار مدى كفاءة‬
‫الضمانات ‪.‬‬

‫‪ ‬مراقبة األحوال االقتصادية العامة والعوامل المؤثرة فيها‪ ،‬وكذلك التطلع على آل ما هو جديد من‬
‫القوانين والق اررات االقتصادية ومدى تأثيرها على قطاع ما‪ ،‬وكذلك متابعة تغيرات سعر الصرف‬
‫لما فيه من تأثير على العمالء المقترضين بالعملة الصعبة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬العمل بالقيود القانونية وتوجيهات البنك المركزي ‪:‬‬

‫ك ثي ار ما توضع قيود قانونية تحد من نشاط البنوك في منح القروض‪ ،‬قد تشمل هذه القيود الحدود القصوى‬
‫الممكن منحها بدون ضمان للعميل الواحد‪ ،‬وتحدد على أساس نسبة مؤوية من رأس مال البنك واحتياطاته‬

‫‪.‬فسلطة البنك المركزي ورقابتها ال يمكن النظر إليها بمنظور سلبي فمثال "الرقابة أداة يمكن من خاللها‬
‫التحقق من أن األهداف والبرامج قد نفذت باألسلوب المعين وبدرجة الكفاية ‪3‬المحددة في الوقت المحدد‬
‫للتنفيذ‪ ،‬أي وفق الجدول الزمني لعملية التنفيذ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تبني إستراتجية واضحة اتجاه األخطار‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‬
‫أصبحت كلمة إستراتجية التي انتقلت من المجال العسكري إلى دنيا االقتصاد واألعمال ‪ ،‬على يد بعض‬
‫الكتاب األمريكيين في مطلع الستينيات من القرن الماضي‪ ،‬ثم صارت من بين األلفاظ شيوعا وتداوال في‬
‫‪1‬‬
‫السنوات األخيرة في أوساط المال والبنوك‪.‬‬

‫ينبغي أن يسمح التفكير االستراتيجي لمؤسسة القرض بالجمع بين مفاهيم التنمية والخدر ‪ ،‬وكذا بين المر‬
‫دودية واإلنتاجية‪ ،‬وأخي ار بين النوعية والتكلفة في إطار تحليل يكون في نفس الوقت شامل وتفصيلي لموقع‬
‫البنك داخل أسواقه ‪ .‬ال جدوى لفعالية سياسة التحكم في األخطار البنكية إذا لم تتوفر على بعض األدوات‪،‬‬
‫ومن بينها جدول لقيادة اإلخطار ‪.‬جداول القيادة والتي تعتبر كوسيلة لمتابعة إستراتجية تعظيم األرباح للبنك‪،‬‬
‫وتصحيح هذه اإلستراتجية بحركة دائمة ومستمرة وفقا لألخطار المتولدة عنها‬

‫و تنقسم إجراءات الحد من المخاطر إلى نوعين‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫أوالً ‪ :‬الطريقة العالجية ‪:‬‬

‫تبدأ عملية المعالجة مع ظهور أول حادث من عدم التسديد وشم روائح تعثر القروض‪ ،‬وابسط مثال عن‬
‫الجزائر حيث حاليا" تعاني البنوك الجزائرية من ضخامة حجم القروض المتعثرة التي منحتها لمؤسسات‬
‫القطاع الخاص‪" ،‬بالنظر إلى التزايد المخيف لظاهرة تعثر القروض‪ ،‬أصبحت المديريات العامة للبوك تهتم‬
‫وتأخذ بجدية وظيفة التحصيل نتيجة لما تعود عليها من اثأر ايجابية ‪ ،‬إن تدخل وحدات التحصيل في البنوك‬
‫عن طريق تشغيل هياكل مناسبة تتمتع بوسائل خاصة وبصفة عامة التحصيل في البنك يعتمد على وحدتين‬
‫رئيسيتين وهما‪:‬‬

‫أ ‪ -‬وحدة التحصيل بالتراضي‬

‫التحصيل بالتراضي يتمثل في الحصول على التسديد بإرادة الزبون‪ ،‬الذي قد ال يكون دائما بصفة مطلقة‬
‫مستعد للدفع‪ ،‬ففي بعض األحيان يجب إقناع المدين وتذكيره بالتزاماته عن طريق استعمال الوسائل الالزمة‬
‫والمتمثلة في البريد والهاتف‪.‬‬

‫إذا كانت تلك الوسائل غير مجدية فهذا يستدعي بالهيئة الدائمة اللجوء إلى إجراءات أكثر فعالية‪ ،‬وذلك‬
‫بإرسال إعذار رسمي عن طريق رسالة موصى بها مع وصل االستالم تتضمن إنذار مباشر بضرورة تسديد‬
‫ديونه‪ ،‬واذا لم تنجح هذه الطريقة أيضا قد تضطر اإلدارة إلى اتخاذ أسلوب آخر أال وهو االتصال المباشر‬
‫مع المدين ومواجهته عن طريق ممثلها اإلداري الذي ينتقل إلى الموطن الذي يقيم فيه المدين ومطالبته‬

‫‪1‬‬
‫شريف‌حمراوي‌مفهوم‌اإلستراتجية‌في‌إدارة‌اإلعمال‌‪،‬مجلة‌العلوم‌االجتماعية‌واإلنسانية‌‪،‬التواصل‪،‬العدد‌‪‌19‬جوان‌‪‌،1111‬ص‌‪‌19‬‬
‫‪2‬هاين جزاع إرتيميه وسامر حممد عكور‪ ،‬إدارة اخلطر والتأمني– منظور إداري كمي إسالمي– ص‪. 32‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل األول‬
‫مباشرة بضرورة تسديد المستحقات التي هي على عاتقه‪ ،‬فهذه الوضعية المحرجة قد تجبر الزبون على تسديد‬
‫ديونه خاصة عندما يالحظ أن البنك يالحقه بصفة مباشرة ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬وحدة التحصيل القضائي ‪:‬‬

‫قبل فشل وحدة التحصيل بالتراضي يلجأ البنك إلى اإلجراءات القضائية التي تعتبر آخر مرحلة لتسوية‬
‫وضعيته مع الزبون‪ ،‬فيجب على البنك أوال أن يثبت حقه لدى المدين وذلك باعتماده على مساعدات خارجية‬
‫‪،‬محامين ‪،‬محضرين قضائيين‪.‬‬

‫والهدف من اإلجراء هو رفع دعوى قضائية على المدين‪ ،‬هذا ما قد يجبره على تسديد ديونه‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫التسديد‪ ،‬فان القرار الذي يصدر من طرف القضاء يكون في صالح البنك المتمثل في السماح له بنزع ملكية‬
‫خاصة بالزبون كتعويض لحقه‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الطريقة الوقائية‬

‫وهي تظهر في الضمانات المالئمة التي يأخذها البنك في االعتبار قبل وأثناء اتخاذ قرار منح القرض بتنوع‬
‫العمالء وتقسيم األخطار بين البنوك‪.....،‬الخ‪.‬‬

‫أما أهم اإلجراءات والسياسات التي يتبعها البنك فهي‪:‬‬

‫‪ ‬توزيع خطر القرض بين البنوك‪: 1‬‬

‫إذا كان القرض كبي ار ومدته طويلة نسبيا فان البنك يفضل تقديم نسبة أو جزء فقط من القرض على أن يوزع‬
‫باقي القرض على مؤسسات مالية أخرى حتى يتجنب خطر عدم التسديد لسبب او ألخر ويتحمل مسؤولية‬
‫ذلك وحده‪.‬‬

‫ويتم تقسيم القرض بين البنوك بأسلوبين هما‪:‬‬

‫‪ ‬األسلوب الرسمي‪ :‬ان االتحاد الرسمي للبنوك يتم بموجب عقد واضح ومريح يعمل على تقسيم‬
‫خطر القرض بين مجموعة من البنوك بدال من قبول طلب القرض لمؤسسة واحدة‪.‬‬

‫ويشرف على هذا االتحاد مسؤول يسمي رئيس االتحاد الذي يهتم بالجانب االداري لمنح القرض بما في ذلك‬
‫التفاوض مع العمالء والحصول على المعلومات الالزمة لمتابعة القرض والمقترض ومتابعة‬
‫الضمانات‪........،‬الخ‪.‬‬

‫‪1‬عبد احلق بوعرتوس‪ ،‬الوجيز يف البنوك التجارية‪ ،‬جامعة متنوري ص‪. 372‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪ ‬األسلوب غير الرسمي‪ :‬من خالل هذا األسلوب تتحد البنوك بصفة يغلب عليها الشورى وليس‬
‫بشكل تعاقدي لمنح القرض للمؤسسة وذلك عكس األسلوب الرسمي‪.‬‬

‫عادة ما يكون هذا االتحاد بمبادرة من المؤسسة المقترضة التي تتفاوض مع كل بنك على حدة في اطار‬
‫العالقات الثنائية دون الحاجة لرئيس اتحاد‪.‬‬

‫‪ ‬التعامل مع عدة متعاملين‪:‬‬

‫تفاديا لما يمكن أن يقع من اخطار فيما يتعلق بتركز نشاطات البنك مع عدد محدود من المتعاملين فانه‬
‫يفضل القيام بتوزيع عملياته على عدد كبير من المتعاملين أو بعضهم فان البنك يمكن له ان يتخطى ذلك‬
‫دون مشاكل‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التوسع في منح القروض‪:‬‬

‫يجب عل ى البنك الحذر من التوسع في منح القروض دون حدود‪ ،‬حيث يجب عليه ان يأخذ في االعتبار‬
‫امكانياته المالية وما يتماشى وقدرته على تحصيل هذه القروض‪ ،‬وكذلك هيكله المالي خاصة فيما يرتبط منها‬
‫بالبعد الزمني لمصادر امواله‪.‬‬

‫‪ ‬تطوير أنظمة الرقابة الداخلية للبنك‪:‬‬

‫حتى يتمكن البنك من تفادي العديد من االخطار خصوصا فيما يتعلق بالجوانب االدارية والمحاسبية ‪ ،‬يجب‬
‫عليه أن يطور أجهزته الرقابية الداخلية لشتى العمليات البنكية المتعلقة بوظيفة االقراض‪ ،‬ومن ثم االخطار‬
‫التي يمكن ان تقع واكتشافها في الوقت المناسب واتخاذ االجراءات الصحيحة للتقليل منها في‬
‫وقتها‪.‬‬

‫و هناك طرق أخرى للحد من المخاطر البنكية ‪:‬‬

‫تعتبر مقاومة مخاطر القروض أولى انشغاالت مركزية المخاطر و أهمها و بالتالي و يهف تأخذ كل‬
‫االحتياطات الالزمة للتحكم فيها و تسعى جاهدتا للحد منها و تقييمها و كذا متابعة القروض التي يتم منحها‬
‫للزبائن آخذتا في نفس الوقت الضمانات الالزمة‬

‫‪ /1‬متابعة القرض‬

‫إن الوسيلة الفعــالة التي يملكها المصرفي للحد من األخطــار هي متابعة القروض الممنوحة للمؤسسات و‬
‫التي تقوم على مجموعة من العوامل و المعطيات الخاصة بكل زبون‪.‬‬

‫المعرفة الشخصية للزبون‬


‫‪29‬‬
‫الفصل األول‬
‫‪ -‬سمعة الزبون‬

‫مما ال شك فيه أن أمانة و سمعة الزبون الحسنة و نزاهته تعتبر أحد العوامل األساسية التي تؤثر في نجاح‬
‫االئتمان بغض النظر عن حجم االئتمان أو نوع الضمان الذي يوفره الزبون ‪.‬‬

‫‪ -‬الظروف العامة‬

‫و تمثل مدى تأثر المقترض بالتقلبات االقتصادية و الطبيعية و المنافسة السائدة في فروع النشاط و سهولة‬
‫و صعوبة دخول منتجين جدد في الميدان ‪ ،‬و مدى توافر المعوقات الحكومية المقدمة لتلك القطاعات‪.‬‬

‫دراسة الوضعية المالية للزبون‬

‫أوال‪ :‬المقدرة على الدفع‬

‫و تتمثل في مقدرة الزبون على مباشرة أعماله و إدارتها إدارة حسنة و سليمة تضمن سالمة إدارة األموال‬
‫المقدمة له في صورة قروض و تحديد هذه األخيرة من خالل تحليل و تقدير صافي الدخل أو صافي‬
‫المبيعات ‪ .‬ثانيا‪ :‬المركز المالي‬

‫و هي الموارد المالية المملوكة للمقترض سواء بها خارج‬ ‫كانت مستغلة في المشروع ذاته أو محتفظ‬
‫المشروع و هذا من خالل تحديد نسبة في تحليل المركز المالي ‪.‬‬

‫‪ /2‬أخذ الضمانات ‪:‬‬

‫األصل أن تكون العالقة بين الزبون و البنك مبنية على الثقة‪ ,‬لكن حتى يضمن البنك استرجاع و لو جزء‬
‫من المبالغ التي على الزبون ولتفادي أو على األقل التقليل من خطر عدم التسديد فإن البنك يشترط تقديم‬
‫ضمانات تدرس لهدف عدم الوقوع في أخطار أخرى‪،‬‬

‫أوال ‪ :‬الضمانات الشخصية‬

‫‪ .1‬الكفالة ‪:‬‬

‫الكفالة هي نوع من الضمانات الشخصية التي يلتزم بموجبها شخص معين بتنفيذ التزامات المدين اتجاه‬
‫البنك إن لم يستطع الوفاء بهذه االلتزامات عند حلول آجال االستحقاق‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‬
‫ونظ ار ألهمية الكفا لة كضمان شخصي ينبغي أن يعطى لها اهتمام أكبر ويتطلب أن يكون ذلك مكتوبا‬
‫ومتضمنا طبيعة االلتزام بدقة ووضوح‪ ،‬وينبغ أن يمس هذا الوضوح كل الجوانب األساسية بال التزام والمتمثلة‬
‫على وجه الخصوص في العناصر التالية ‪:‬‬

‫موضوع الضمان ‪.‬‬

‫مدة الضمان ‪.‬‬

‫الشخص المكفول‪.‬‬

‫أهمية وحدود االلتزام‬

‫‪ .2‬الضمان االحتياطي ‪:‬‬

‫يمكن تعريف الضمان االحتياطي كله أنه التزام مكتوب من طرف شخص معين يتعهد بموجبه على تسديد‬
‫مبلغ ورقة تجارية أو جزء منه في حالة عدم مقدرة أحد الموقعين عليها التسديد ‪ .‬وهو يختلف عن الكفالة في‬
‫كونه يطبق فقط في حالة الديون المرتبطة باألوراق التجارية وتتمثل هذه األوراق في‪ .‬السند ألمر‪ ،‬السفتجة‪،‬‬
‫والشيكات‪.‬‬

‫‪ .‬والهدف من هذه العملية هو ضمان تحصيل الورقة في تاريخ االستحقاق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الضمانات الحقيقية‬

‫هذه الضمانات تتمثل في تخصيص ملك ما أو شيء ما له قيمه لفائدة الدائن من قبل المدين كضمان‬
‫لتسديد دينه‪ .‬وهي تعطي على سبيل الرهن وليس على سبيل تحويل الملكية‪ ،‬كما يمكن للبنك أن يقوم ببيع‬
‫هذه األشياء عند التأكد من استحالة استرداد الدين ويمكن أن نميز بين نوعين من الضمانات الحقيقية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرهن الحيازي‬

‫وهنا تنتقل حيازة الشيء المرهون للبنك وله حق التصرف فيها إلى غاية استوفاء المدين لدينه‪ ،‬ونجد نوعين‬
‫من الرهن الحيازي ‪.‬‬

‫الرهن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجهيز ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Amour BENHALIMA, op.cit,p 58.‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول‬
‫وعلى البنك فبل القيام بهذا الرهن التأكد من سالمة األدوات والمعدات‪ ،‬وعدم قابلية البضائع المرهونة للتلف‬
‫وأن ال تكون قيمتها قابلة للتغيير بفعل تغيرات األسعار‪.‬‬

‫الرهن الحيازي للمحل التجاري‬ ‫‪‬‬

‫يتكون المحل التجاري من عدة عناصر ذكرت في المادة ‪ 111‬من القانون التجاري الجزائري ومن بين هذه‬
‫‪1‬‬
‫العناصر نجد على وجه الخصوص عنوان المحل التجاري‪ ،‬االسم التجاري والشهرة التجارية‪...‬الخ ‪.‬‬

‫كما يمكن رهن المؤسسة التجارية لصالح البنوك والمؤسسات المالية بموجب عقد عرفي ) ‪)2‬مسجل حسب‬
‫األصول‪ ،‬ويمكن تسجيل الرهن وفقا لألحكام القانونية السارية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرهن العقاري ‪:‬‬

‫وهو عبارة عن عقد يكسب بموجبة البنك (الدائن) حقا عينيا ويمكن بمقتضاه أن يستوفي دينه من ثمن ذلك‬
‫العقار‪ ،‬وينبغي أن يكون هذا العقار صالحا للتعامل فيه وقابل للبيع في المزاد العلني‬

‫‪ .‬ويجرى الرهن العقاري لصالح البنوك والمؤسسات المالية ضمانا لتحصيل الديون المترتبة ) ‪)3‬لها‬
‫لاللتزامات المتخذة اتجاهها‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫أسامة‌عبد‌اهللا‪‌،‬الخطر‌والتأمين‪‌.‬األصول‌العلمية‌والعملية‪‌،‬دار‌النهضة‌العربية‌طال‌بعة‌‪،‌2924‌4‌،‬ص‌‪‌11.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة‌‪‌229‬من‪‌،‬قانون‌النقد‌و‌القرض‌‌‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول‬

‫خالصة ‪:‬‬
‫تتعرض البنوك أثناء نشاطها إلى مجموعة من المخاطر التي تحدث نتيجـة لعـدم التأكد ‪ ،‬و تتمثل أهم هذه‬
‫المخاطر في مخاطر االئتمان ‪ ،‬مخاطر السيولة ‪ ،‬مخاطر السوق مخاطر سعر الفائدة ‪ ،‬مخاطر تقلب‬
‫أسعار الصرف ‪ ،‬مخاطر تشغيلية ‪ ،‬مخاطر قانونيـة‪ ،‬و التي تنجم من كثرة و تنوع األعمال المصرفية فـي‬
‫وقتنـا الحـالي ‪ ،‬و علـى اثـر التكنولوجيا الحديثة يقتضي على البنك قياس هذه المخاطر و إتبـاع سياسـات‬
‫صـحيحة لمواجهتها عند نشوئها ‪ ،‬و فرض إجراءات تضمن توفير المعلومات الالزمة و الدقيقـة لكي تراقب‬
‫سير عملياتها اليومية و تعمل على محاربة المخاطر في حال ظهورها بشـتى الوسائل التي تتوفر لديها للتقليل‬
‫و تزيـد من استقرارها ثباتها في مليئة بالمخاطر ‪.‬‬ ‫أو الحد من و بهذا تحافظ البنوك على ربحيتها‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫تتعرض البنوك كما رأيناه في الفصل األول أثناء ممارسة نشاطها إلى مجموعة من المخاطر البنكية التي‬
‫تؤثر سلبا على السير العادي ألنشطتها هذا ما استوجب وجود إدارة لهذه المخاطر في كل بنك‪ ،‬تهتم بمراقبة‬
‫و قياس المخاطر ووضع اإلجراءات التي يجب اتباعها لمواجهة تلك المخاطر و الحد منها‪ .‬قد تكون‬
‫اإلجراءات الالزمة لمواجهتها عن طريق طلب ضمانات كافية من طالبي القروض أو عن طريق تجنبها‪ ,‬أو‬
‫عن طريق تغطيتها‪.‬‬

‫وتعهد الرقابة الداخلية إلى جهات معينة في البنك و هذه هي الرقابة الداخلية‪ ,‬هناك رقابة خارجية تتوّالها‬
‫أجهزة مستقلة مساعدة للبنك المركزي تتمثل في اللجنة المصرفية‪ ،‬محافظو الحسابات ومصلحة مركزية‬
‫المخاطر‪ ،‬و هي تمارس وظيفة الرقابة على أنشطة البنوك وهي في الغالب تكون رقابة الحقة ‪.‬‬

‫فمن خالل هذا الفصل تطرقنا الى مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األجهزة الرقابية المؤهلة للحد من المخاطر البنكية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آليات ووسائل معالجة المخاطر البنكية‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬األجهزة الرقابية المؤهلة للحد من المخاطر البنكية‬

‫حتى تضمن المنشآت كالبنوك استم ارريتها تعمل على تنمية قدراتها و تعظيم الربحية‪ ,‬و البنوك تواجه مخاطر‬
‫متعددة‪ ,‬منها ما يمكن تجنبه و منها ما يمكن تغطيته‪ .‬و تقوم البنوك بوضع السياسات العامة التي يجب أن‬
‫تؤخذ بعين اإلعتبار في عملية اتخاذ الق اررات‪ ,‬السيما الق اررات اإلئتمانية‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك يتطلب وجود هيئات وأجهزة للرقابة على النظام البنكي نظ ار لبعض التجاوزات والمخالفات‬
‫التي تصدر أثناء ممارسة البنك لمختلف عملياته‪ ،‬مما يؤدي إلى ظهور أثار سلبية على القطاع البنكي‪،‬‬
‫األمر الذي أدى بالمشرع الجزائري إلى إنشاء أجهزة و آليات للرقابة على البنوك فمنها الرقابة الداخلية وذلك‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫من أجل المحافظة على عمليات القرض‪ ،‬و أخرى رقابة الحقة تمارسها أجهزة مستقلة و هناك الرقابة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫أنشا المشرع الجزائري أجهزة تقوم بالرقابة على البنوك‪ ،‬بحيث توجد هناك مصالح رقابية داخل البنوك في حد‬
‫ذاتها تأخذ عدة تسميات كمصلحة الرقابة الداخلية‪ .‬وهناك مجموعة من التعليمات واألنظمة التي تم ّكن البنك‬
‫من حماية أصوله من السرقة واالختالس‪ ،‬وتهدف إلى االمتثال للقواعد و اإلجراءات التي حددتها إدارة البنك‬
‫والتأكد من سالمة العمليات التي تقوم بها البنوك سواء من الناحية القانونية أو التنظيمية‪،‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة الداخلية‬

‫تطور مفهوم الرقابة الداخلية ليساير التقدم التكنولوجي في اليات العمل المستخدمة في بيئة األعمال ‪.‬لكن‬
‫في البداية ظهر هذا المفهوم وتطور مع ازدياد حجم الوحدات االقتصادية التي صغيرة الحجم المملوكة لمالك‬
‫واحد‪ ،‬حيث كان من سهل عليها ضبط الرقابة الداخلية من جميع نواحيها واثناء هذه الفترة ضمت تلك‬
‫ظروف لم تكن هناك الحاجة إلجراء رقابة داخلية ألن أصحاب منشأة كانوا يجمعون بين الملكية وادارة‬
‫‪1‬‬
‫المنشآة‪.‬‬

‫ولكن بمرور الزمن بدون وجود للرقابة يصبح من الصعب على أي وحدة إقتصادية حماية أصولها ألن الرقابة‬
‫الداخلية الفعالة توفر حماية كبيرة للمنشأة‪ ،‬خاصة في الشركات الكبيرة كشركات المساهمة‪ ,‬و منها البنوك‪,‬‬
‫أين يعرف نظام التفرقة بين الملكية و اإلدارة‪ ,‬حيث يكون إسناد عملية إدارة إلى أشخاص أخرين أو توكيل‬
‫شخص على إدارة المجلس و مما يساهم في الحفاظ على أصول البنك لدينا فرض الرقابة الداخلية‪،‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الرقابة الداخلية‬

‫يجب أن نبين عنا معنى الرقابة الداخلية و أهميتها في القطاع البنكي خاصة فيما يخص أثرها على إدارة‬
‫المخاطر البنكية‪ ,‬و لكي نقوم لتعريف الرقابة الداخلية في البنوك سنتناول أوال تعريف الرقابة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرقابة‬

‫‪1‬حممد مسري أمحد‪،‬اجلودة الشاملة وحتقيق الرقابة يف البنوك التجارية‪،‬دار املسرية لطباعة و النشر ‪،4006‬ص‪06‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫" الرقابة وظيفة إدارية‪ ,‬و هي عملية مستمرة و متجددة‪ ,‬يتم بمقتضاها التحقق من أن األداء يتم على النحو‬
‫الذي حددته األهداف و المعايير الموضوعة‪ ,‬و ذلك بقياس درجة نجا األداء الفعلي في تحقيق األهداف و‬
‫المعايير بغرض التقويم و التصحيح"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة الداخلية‬

‫‪ -‬تعرف الرقابة الداخلية على انها "عملية تتأثر بمجلس االدارة واألفراد االخرين في الشركة ويتم تصميمها‬
‫لتوفير تأكيد معقول بشأن كفاءة وفعالية العمليات التشغيلية‪ ،‬إمكانية االعتماد على عملية اعداد التقارير‬
‫‪2‬‬
‫المالية وااللتزام بالقوانين واللوائح ذات صلة"‪.‬‬

‫‪ -‬وعلى حسب الهيئة الدولية لتطبيق المراجعة ‪IFAC‬التي وضعت المعايير الدولية للمراجعة‪ IAG‬فإن نظام‬
‫الرقابة الداخلية يحتوى على الخطة التنظيمية ومجموع الطرق و اإلجراءات المطبقة من طرف المديرية بغية‬
‫‪3‬‬
‫دعم األهداف المرسومة لضمان إمكانية السير المنظم والفعال لألعمال‪.‬‬

‫‪ -‬ويشير تعريف ‪ coso‬بوضوح إلى أن الرقابة الداخلية هي مسؤولية تصميمها وتطورها‪ ،‬يقع على عاتق‬
‫مجلس اإلدارة وادارة الشركة والمشاركين أخرين‪ ،‬وذلك بهدف تزويد اإلدارة بتأمين معقول إلى كفاءة وفعالية‬
‫العمليات‬
‫‪4‬‬
‫ومالئمة التقارير المالية وااللتزام بالتعليمات والقوانين وذلك للتأكد من الوصول إلى األهداف المسطرة‪.‬‬

‫‪ -‬ومن خالل هذه التعاريف يمكن تقديم تعريف شامل" يقصد بالرقابة الداخلية كل وسائل واإلجراءات‬
‫وتوجيهات التي تستخدمها المنشآة لحماية أصولها وموجوداتها وللتأكد من صحة ودقة البيانات المحاسبية‬
‫واإلحصائية ولرفع الكفاءة اإلنتاجية في المنشآة و تحقيق الفعالية واالهداف و الغايات المرجو الوصول إليها‬
‫ويمكن أن تكون الرقابة وقائية او توجيهية أو أن تعمل على تحوي األمور ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهداف الرقابة الداخلية‬

‫‪1‬‬
‫‌محمد‌أحمد‌عبد‌النبي‪‌,‬الرقابة‌المصرفية‪‌,‬ط‌‪‌,2‬زمزم‌ناشرون‌و‌موزعون‪‌,‬القاهرة‪,1121‌,‬ص‌‪‌.15‬‬
‫‪2‬حممد مسري أمحد ‪،‬مرجع سبق ذكره ص‪22‬‬
‫‪3‬عامر حاج دحو‪،‬تقدير خماطر الرقابة الداخلية كأداة لتحسني أداء املؤسسة االقتصادية ‪ ،‬جملة احلقيقة‪ ،‬العديد‪24‬ص‪774‬‬
‫‪4‬سامرحلبة‪ ،‬البنوك التجارية والتسويق املصريف‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬الطبعة ‪ 4‬ص‪23‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تتعد المهام في البنوك بغرض تحقيق أهداف عامة و أهداف خاصة‪ ,‬فإن كان الهدف العام للنشاط البنكي‬
‫هو تحقيق الربحية باعتبار البنك تاج ار‪ ,‬فإنه يجب علينا هنا أن نتعرف على أهداف الرقابة الداخلية‪ ,‬حتى‬
‫يتمكن من فهم هذا المفهوم‪.‬‬

‫‪/1‬حماية أصول المؤسسة ‪:‬‬

‫يتمثل الهدف العام للرقابة عموما و الرقابة الداخلية خصوصا في البنك على ممتلكات المؤسسة و هذا‬
‫الهدف ال يشمل فقط األصول المادية( المخزون ‪،‬التتبتات‪ ،‬المعدات واألدوات) بل البد أن يضمن سالمة‬
‫بعض العناصر األخرى والمتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على المعلومات السرية(األمانة المهنية )؛‬

‫‪ -‬العنصر البشري وذلك بتقليل نسبة الخطر التي قد يتعرض إليها؛‬

‫‪ -‬صورة المؤسسة إتجاه محيطها الخارجي أي شهرة مؤسسة التي قد تنهار بسبب حادث مفاجئ كسرقة‬
‫أواهمال راجع الى اإلدارة و التحكم السيء بالعمليات التي تقوم بها‪ .‬خاصة أن البنوك تعتمد لحد كبير في‬
‫القيام بوظيفت ها األساسية و الذي نقصد به هنا اإلئتمان البنكي على األموال المودعة لديها‪ ,‬فإذا اختل وضع‬
‫البنك أصبحت سمعتها في خطر‪ ,‬حيث يمكن أن يؤدي عدم الثقة في البنك إلى تدهور وضعيته المالية او‬
‫حتى الى أزمة بنكية‪.‬‬

‫‪/2‬ضمان صحة ودقة المعلومات‪:‬‬

‫يحوز البنك من خالل معامالته المختلفة مع الزبائن و األجهزة الخارجية كالبنك المركزي و مركزية المخاطر‪,‬‬
‫على قدر كبير من المعلومات حول الزبائن خاصة و حول الوضعية االقتصادية و المالية ككل‪ .‬و البنك‬
‫يعمل إن نظام المعلومات يوفر بيانات تساهم في عملية اتخاذ الق اررات ‪ ,‬و من خالل وجود نظام الرقابة‬
‫الداخلية يضمن البنك صحة و دقة المعلومات المتوفرة لدى البنك‪ ,‬و كذلك صحة و دقة المعلومات التي‬
‫يوفرها البنك‪ .‬سواء داخليا أو خارجيا‪ .‬من أهم مصادر المعلومات لدينا السجالت المالية والعمليات والتقارير‬
‫تعكس معلومات دقيقة في الوقت المناسب‪ ،‬سبب للتأكد من أن العمليات قد تمت وفقا لتصريح محدد من‬
‫اإلدارة ‪،‬وان القوائم المالية اعدت وفقا للقواعد التعارف عليها؛‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬الرقابة على تقارير وسجالت الكافية وذات فعالية‪.‬‬

‫‪ / 3‬اإلمثتال للقواعد واإلجراءات‪:‬‬

‫‪1‬حممد مسري امحد ‪،‬مرجع السابق‪،‬ص‪22‬‬


‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫من أهداف الرقابة الداخلية في البنوك التأكد من أن تنفيد األنشطة مطابق مع قواعد و سياسات واإلجراءات‬
‫التي حددتها وذلك بمنع أي انحرافا غير مرغوب فيه عن القواعد واهداف التي حددتها اإلدارة‪ .‬حيث أن كل‬
‫مخالفة لتلك القواعد قد يؤدي إلى زيادة المخاطر القانونية التي يتعرض لها البنك‪.‬‬

‫‪ /4‬االرتقاء الكفاءة اإلنتاجية‪ :‬تلعب الرقابة الداخلية دو ار هامافي االرتقاء بكفاءة اإلنتاجية في أي مشروع‪ ,‬و‬
‫زيادة المردودية فيه‪ ,‬عن طريق مقارنة األداء الفعلي باألداء المخطط‪ ،‬ونصنفه عامة أن الكفاءة اإلنتاجية‬
‫تعني تحقيق العالقة المثلى بين المدخالت و المخرجات وكيفية تشغيلهم‪ ,‬و هذا سواء في مجال إنتاج السلع‬
‫أو الخدمات و منها البنوك‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪: ) 11 -11‬إرتقاء الكفاءة اإلنتاجية‬


‫العملية إلانتاجية‬

‫املخرجات‬ ‫التشغيل‬ ‫مدخالت‬

‫‪-‬السلع والبضائع‬ ‫‪-‬التخطيط‬ ‫‪-‬املوارد ألاولية‪.‬‬


‫‪-‬خدمات منتجة‬ ‫‪-‬التنظيم‬ ‫‪-‬ألافراد‬
‫‪-‬منافع محققة‬ ‫‪-‬إلاجراءات‬ ‫‪-‬ألاجهزة املعدات أي مواد اخرى‬
‫‪-‬معدات أداء‬ ‫‪-‬الوقاية‬
‫‪-‬املتابعة‬

‫المصدر‪ :‬عبد الفتاح محمد الفتحن وفتحي رزق السوافيري الرقابة و المراجعة الداخلية‪ ،‬الدار الجامعة‪،‬‬
‫‪ ،2114‬ص‪.144‬‬

‫‪ /5‬اإللتزام بالسياسات اإلدارية‪:‬‬

‫يعتبر البنك كشركة مساهمة جهاز منظم لحد كبير ‪ ,‬تسهر فيه اإلدارة العليا بوضع السياسات و‬
‫اإلستراتجيات العامة ‪ ,‬تصدر ضمن ق اررات وتعليمات توجهها الى منفذي العمليات عبر مستويات اإلدارية‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫و هنا يبدأ دور الرقابة الداخلية في الرقابة على مدى استجابة و احترام المستويات اإلدارية للسياسات‬
‫اإلدارية في البنك‪ ,‬وسواء كانت هذه الق اررات كتابية أم شفوية ‪ ,‬لذي يستوجب أن تكون هذه التعليمات إدارية‬
‫واضحة ال تحتمل التأويل حيث يمكن تنفذها وتقيدبها مما يسمح أن درجة إستعاب السياسات واإلجراءات‬
‫اإلدارية مبرمجة في ق اررات و تعليمات‪ ،‬و التمسك بها وتطبيقها تنعكس على مدى تحقيق أهداف المؤسسة‪.‬‬

‫‪ /6‬تحقيق الكفاءة والفعالية في استخدام موارد المؤسسة‪:‬‬

‫تهدف اإلجراءات الرقابية الداخلية المطبقة في البنوك إلى زيادة درجة الفعالية وضمان االستعمال األمثل‬
‫للمواد المتاحة‪ ،‬وذلك باتخاذ ق اررات داخلية سليمة بناءا على مصداقية ودقة المعلومات والبيانات المتوفرة ‪.1‬‬

‫كما تهدف أيضا الرقابة الداخلية على ‪: 2‬‬

‫‪ ‬التأكد من شرعية وسالمة العمليات التي تقوم بها البنوك من الناحية القانونية والتنظيمية أي‬
‫التحقق من أنها تتم وفقا للقوانين والتنظيمات المفروضة عليها‪ ،‬وأنها تحترم وتلتزم بتطبيق القواعد‬
‫المتعلقة بحس سلوك المهنة المصرفية‪.‬‬

‫التعرف على مواطن الخطأ واإلهمال وتصحيحها عن طريق التوجيه واإلرشاد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االهتمام بالمشاكل التي تواجه البنوك والسعي إلى محاولة دراسة هذه المشاكل بهدف إيجاد‬ ‫‪‬‬
‫الحلول المناسبة لذلك ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات الممارسة للرقابة الداخلية على المخاطر البنكية‬

‫تقتضي إدارة المخاطر البنكية في البنك تحديد الجهات المسؤولة عن الرقابة على المخاطر البنكية في البنك‪,‬‬
‫و التي تتمثل في الهيئات اإلجتماعية للبنوك و محافظي الحسابات أوال‪ ,‬ثم األجهزة المكلفة بضمان الرقابة‬
‫الداخلية ثانيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة من طرف الهيئات اإلجتماعية في البنك و محافظي الحسابات‬

‫أوال‪ :‬الهيئات اإلجتماعية في البنك‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فضيلة‌بوطرة‪‌،‬مرجع‌السابق‪‌،‬ص‌‪‌ .12‬‬
‫‪‌2‬عبد‌الحق‌شيح‪‌،‬الرقابة‌على‌البنوك‌التجارية‌‪،‬مذكرة‌لنيل‌شهادة‌الماجستير‌في‌القانون‪‌،‬جامعة‌بومرداس‪‌،‬الجزائر‪-9002‌،‬‬
‫‪‌،‌9000‬ص‌ص‌‪‌.22-29‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫ترجع في األخير مهمة السهر على وضع السياسة العامة للمخاطر البنكية و الرقابة على المخاطر البنكية‬
‫في البنوك باعتبارها شركة مساهمة إلى الجمعية العامة للبنك و هي قانونا أسمى سلطة في البنك‪ ,‬و هي‬
‫تتمتع في ذلك بصالحيات واسعة تمكنها من إجراء رقابة سابقة و الحقة على تسيير البنك و حساباته‪ .1‬و‬
‫كذلك تكون مسؤولية الرقابة على إدارة المخاطر البنكية تحت مسؤولية و إشراف المسيرين سواء تعلق األمر‬
‫بمجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة‪ 2‬و هذه األحكام خاضعة لألمر ‪ 11-13‬المتعلق بالقرض و النقد و إلى‬
‫أحكام القانون التجاري ‪ .‬فيكون على مجالس اإلدارة ضمان الرقابة الفعالة ولتحقيقها يجب احترام مبادئ‬
‫ومعايير التسيير االحترازي‪ ،‬وذلك لضمان ظروف مناسبة للمنافسة‪ ،‬كما تشترط مستوى أدنى لرؤوس األموال‬
‫الخاصة بالنسبة للمخاطر‪ ،‬ولكن يكون على هذه البنوك والمؤسسات المالية في إطار احترام هذه المبادئ‬
‫ومعايير تجهيز أدوات مالئمة للتحكم أنشطتها ومخاطرها ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬محافظو الحسابات‬

‫أما محافظ الحسابات فقد أشار له المشرع الجزائري السيما في المادة ‪ 111‬من األمر ‪ 11-13‬المتعلق‬
‫بالقرض و النقد‪ ,‬بحيث تختار الجمعية العامة محافظي الحسابات‪ ,‬من بين المهنيين المسجلين في قائمة‬
‫الخبراء المحاسبين و محافظي الحسابات بعد أخذ رأي اللجنة المصرفية‪ ,‬بحيث يقوم محافظ الحسابات بإعداد‬
‫تقارير حول الحسابات و تبين مدى تطابق أعمال البنك مع المتطلبات القانونية و التنظيمية‪.4‬‬

‫استعمل المشرع عدة مصطلحات للداللة على هذه الهيئة‪ ،‬فقد استعمل في قانون ‪ 11 -11‬تسمية مراجعو‬
‫الحسابات‪ ،‬ثم أصبح مفوضو الحسابات حسب قانون ‪، 11-11‬ثم اعتمد المشرع محافظو الحسابات في‬
‫قانون ‪ 11-13‬المتعلق بالنقد والقرض ‪.5‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 111‬من األمر رقم ‪ 11-13‬المعدل والمتمم بموجب المادة ‪ 10‬من‬
‫األمر رقم ‪ 14-11‬لقانون النقد والقرض‪ 6‬ضرورة تعيين محافظين اثنين على األقل في كل بنك أو مؤسسة‬
‫مالية‪ ،‬وكذا كل فرع من فروع البنك األجنبي‪ ،‬ويتم تعيينها بعد األخذ برأي اللجنة المصرفية‪ ،‬وعلى المقاييس‬
‫التي تحددها ويسجلها في قائمة نقابة الخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات ‪.‬‬

‫يتعين على محافظي حسابات البنوك والمؤسسات المالية القيام بما يأتي ‪:7‬‬

‫‪1‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌,‬ص‌‪‌.112-115‬‬
‫‪2‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌,‬ص‌‪‌111-111‬‬
‫‪3‬حورية محين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪4‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪‌,‬ص‌‪‌.119-111‬‬
‫‪5‬أمحد بلودنني ‪ ،‬الوجيز يف القانون البنكي اجلزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د ذ س ن‪ ، ،‬ص ‪76‬‬
‫‪ 6‬املادة ‪ 01‬من األمر رقم ‪، 02- 20‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪7‬املادة ‪ 202‬من األمر ‪ 22-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن يعلموا فو ار المحافظ بكل مخالفة ترتكبها المؤسسة الخاضعة لمراقبتهم‪.‬‬

‫‪ -‬أن يقدموا لمحافظ بنك الجزائر تقري ار خاصا حول المراقبة التي قاموا بها ويجب أن يسلم هذا التقرير‬
‫للمحافظ في أجل أربعة (‪ ) 4‬أشهر ابتداء من تاريخ قفل كل سنة مالية‪.‬‬

‫‪ -‬أن يقدموا للجمعية العامة تقري ار خاصا حول منح المؤسسة أية تسهيالت ألحد األشخاص الطبيعيين أو‬
‫المعنويين‪ ،‬وفيما يخص البنوك والمؤسسات المالية األجنبية فيقدم هذا التقرير لممثليها في الجزائر‪.‬‬

‫ويخضع محافظو حسابات البنوك والمؤسسات المالية لرقابة اللجنة المصرفية التي يمكنها أن تسلط العقوبات‬
‫وذلك طبقا لنص المادة ‪ 112‬المعدلة من األمر رقم ‪ 11-13‬والتي تنص على "‪...‬تسلط عليهم العقوبات‬
‫‪1‬‬
‫اآلتية دون اإلخالل بالمالحقات التأديبية "أو الجزائية"‪.‬‬

‫‪ -‬التوبيخ‪.‬‬

‫‪ -‬المنع من مواصلة عمليات مراقبة بنك أو مؤسسة مالية ما‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬المنع من ممارسة مهام محافظي الحسابات لبنك أو مؤسسة مالية ما لمدة ثالث (‪) 13‬سنوات متتالية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة الالحقة‬

‫قد يتبادر إلى الذهن أنه في إطار الحرية االقتصادية و االنفتاح المالي‪ ,‬ال تخضع البنوك و المؤسسات‬
‫المالية للرقابة‪ .‬لكن الواقع غير ذلك فقد أوكلت الدولة رقابة الجهاز البنكي لهيئة خاصة‪ ,‬و هي اللجنة‬
‫تتدخل بوسائل قانونية‬
‫المصرفية‪ ,‬لهاردور كبير في الرقابة على أعمال البنوك و المخاطر البنكية‪ ,‬بحيث ّ‬
‫معينة وتتعاون لالحتياط من المخاطر البنكية (الفرع األول)‪ ،‬أما الفرع الثانيفيتناول باإلضافة إلى إنشاء جهاز‬
‫تلتزم فيه جميع البنوك بالتصريح بجميع القروض التي تمنحها لعمالئها وذلك تفاديا لخطر عدم الدفع ‪.3‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬رقابة الّلجنة المصرفية‬

‫إدارة المخاطر البنكية خصوصا‪ .‬سنبين‬ ‫تمارس اللجنة المصرفية رقابة الحقة على البنوك عموما و على‬
‫هنا ما هي هذه اللجنة‪ ,‬مدى أهمية الرقابة التي تمارسها هذه اللجنة على إدارة المخاطر البنكية‪,‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التكييف القانوني للجنة المصرفية‬

‫‪1‬املادة ‪ 204‬من األمر ‪ 22-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف ذكره‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫مشدو‌ليندة‌–‌إيدار‌مديحة‪‌،‬مرجع‌سبق‌ذكره‌‪‌41‌،‬‬
‫‪3‬‬
‫‌مشدو‌ليندة‌–‌إيدار‌مديحة‪‌،‬مرجع‌سبق‌ذكره‌‪‌،‬ص‌‪‌42‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫أنشأ المشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 11-11‬في المادة ‪ 143‬لجنة مكلفة بمراقبة حسن تطبيق القوانين‬
‫واألنظمة التي تخضع لها البنوك والمؤسسات المالية وبمعاقبة المخالفات المثبتة‪ ،‬حيث أبقى عليها في األمر‬
‫‪ 11-13‬المتعلق بالنقد والقرض وهي المسماة باللجنة المصرفية"‪ "La commission bancaire‬حيث منح‬
‫لها المشرع الجزائري سلطات واسعة ومتنوعة ‪.1‬‬

‫و قد شاب اللجنة المصرفية نوع من الغموض في تكييفها القانوني خاصة أن المشرع الجزائريلم يتطرق لذلك‪,‬‬
‫حيث يرى بعض الفقهاء أنها كهيئة شبه قضائية‪ ،‬بينما كيفها جزء من الفقه على أنها هيئة إدارية‪ .‬علما أن‬
‫المشرع الجزائري قد نص صراحة على الطبيعة القانونية لبعض الجهات الرقابية‪.‬‬

‫لكن القضاء الجزائري حسم النزاع الفقهي‪ ,‬و اشار مجلس الدولة الجزائري صراحة في قرار بمناسة قضة‬
‫مرفوعة أمامه على أن اللجنة المصرفية هي سلطة إدارية مستقلة‪.‬‬

‫فرغم عدم تمتع اللجنة المصرفية ال باالستقاللية المالية و ال بالشخصية المعنوية إال أن الفقه وقف كذلك هذا‬
‫الموقف و ؤيد الرأي القائل بأن اللجنة المصرفية هي سلطة إدارية مستقلة منوط بها الرقابة على أعمال‬
‫البنوك‪ ,‬خاصة أن المشرع الجزائري قد خصصها بمجموعة من الضمانات القانونية لضمان استقالليتها‪ ,‬تجاه‬
‫السلطة التنفيذية و كذلك السلطة التشريعية و القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تشكيلة اللجنة المصرفية‬

‫ومن خالل نص المادة ‪ 116‬المعدلة من األمر رقم ‪ 11-13‬المعدل والمتمم لقانون النقد والقرض‪ 2‬نجد أن‬
‫اللجنة المصرفية تتشكل من ‪:‬‬

‫‪ ‬المحافظ رئيسا‬

‫‪ ‬ثالثة أعضاء يختارون بحكم كفاءتهم في المجال المصرفي والمال والمحاسبي‬

‫‪ ‬قاضيين ينتدب األول من المحكمة العليا ويختاره رئيسها األول والثاني من مجلس الدولة‬
‫يختاره رئيس المجلس بعد استشارة المجلس األعلى ‪.‬‬

‫‪ ‬وممثل عن مجلس المحاسبة يختارون رئيس هذا المجلس‬

‫‪ ‬ممثل عن الوزير المكلف بالمالية‬

‫‪1‬ليندة شاميب‪ ،‬املصارف واألعمال املصرفية يف اجلزائر‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪، 4004 ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪2‬املادة ‪ 207‬من األمر رقم ‪ 22- 03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف ذكره‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫يتم تعيين أعضاء اللجنة بموجب مرسوم رئاسي لمدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ويلتزم هؤالء األعضاء بالسر المهني عند‬
‫أداء مهامهم طبقا لنص المادة ‪ 25‬من األمر رقم ‪ 11-13‬المتعلق بالنقد والقرض ‪.1‬‬

‫المادة ‪ 25‬من األمر رقم ‪ 11-13‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ 2113‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد ‪52‬‬
‫‪،‬الصادر في ‪.2113‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام اللجنة المصرفية‬

‫نص األمر ‪ 11-13‬المتعلق بالنقد والقرض‪ 2‬على أنه تؤسس لجنة مصرفية تدعى في صلب النص "اللجنة"‬
‫وتكلف بمجموعة من المهام‪ .‬فهي مختصة بالقيام بممارسة الرقابة على البنوك منجهة‪ ,‬و من جهة أخرى‬
‫توقيع العقوبات على المخالفين لمتطلبات القانون البنكي‪ ,‬خاصة ما يهمنا هنا هو مخالفة كل قاعدة متعلقة‬
‫بإدارة المخاطر البنكية‬

‫أوال‪-‬ممارسة الرقابة على البنوك‪:‬‬

‫اللجنة المصرفية هي الجهة المنوط بها قانونا ممارسة الرقابة على كل البنوك الناشطة في الجزائر‪ ,‬حيث‬
‫تسهر على مراقبة مدى احترام البنوك والمؤسسات المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليها‪.‬‬

‫كما تختص بفحص شروط استغالل البنوك والمؤسسات المالية وتسهر على نوعية وضعياتها المالية كما‬
‫تسهر على احترام قواعد حسن سير المهنة‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬توقيع العقوبات‬

‫معاقبة هذه البنوك والمؤسسات المالية على االختالل التي تتم معاينتها‪.‬‬

‫‪1‬املادة ‪ 45‬من األمر رقم ‪ 22-03‬املؤرخ يف ‪ 47‬غشت ‪ 4003‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد ‪، 54‬الصادر يف ‪4003‬‬
‫‪2‬فبالرجوع إىل نص املادة ‪ 223‬من قانون ‪ 20- 60‬امللغاة نالحظ أنه قد حدث خطأ فادح يف نص املادة‪ ،‬فالنص العريب هلذه املادة ال حيتوي على الفقرة‬
‫الثانية والثالثة عكس النص الفرنسي واليت تنص ‪: Elle examine leurs conditions d’exploitation et veilles à la qualité de‬‬
‫‪leur situation financière. Elle veille au respect des règles de bonne conduite de la profession.‬فإذا كان‬
‫النص العريب هو املعتمد أمام احملاكم اجلزائرية فقد مت إمهال وجهني مهمني من أوجه الرقابة اليت تقوم هبا اللجنة املصرفية‪ ،‬وقد وقع هذا السهو عند ترمجة‬
‫النص الرمسي باللغة الفرنسية خصوصا إذا كنا نعلم أنه األصل يف حترير النصوص القانونية اجلزائرية حىت يومنا هذا ترتجم إىل اللغة العربية‪ ،‬إال أن املشرع‬
‫اجلزائري تدارك األمر من خالل األمر ‪ 22/03‬يف نص املادة ‪ 205‬املذكور أعاله‪ ،‬نقال عن مشنف امحد‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تعاين عند اللزوم المخالفات المرتكبة من األشخاص الذين يمارسون أنشطة البنك أو المؤسسة المالية دون‬
‫اعتماد وتطبق عليهم العقوبات التأديبية المناسبة‪.‬‬

‫تقوم اللجنة بأعمالها الرقابية على البنوك والمؤسسات المالية إما على أساس الوثائق أو في عين المكان عبر‬
‫زياراتها الميدانية إلى مراكز البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫ال تتوقف حدود مجال الرقابة عند نشاطات البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بل يمكن أن تمتد تحريات اللجنة إلى‬
‫المساهمات والعالقات المالية بين األشخاص المعنويين والذين يسيطرون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على‬
‫هذه البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬يمكن أن تمتد رقابة اللجنة المصرفية أيضا إلى فروع الشركات الجزائرية‬
‫المقيمة في الخارج على أن يتم ذلك في إطار اتفاقيات دولية ‪.1‬‬

‫من خالل نص المادة ‪ 117‬المعدلة والمتممة من نفس األمرر‪ 2‬فإن اللجنة تتخذ ق ارراتها بأغلبية األعضاء‬
‫حيث يكون صوت الرئيس مرجحا في حالة تساوي األصوات‪ ،‬وال تمثل ق اررات اللجنة موضوعا للطعن‬
‫القضائي إال في حاالت محددة هي الحاالت الخاصة بتعيين قائم مؤقت باإلدارة‪ ،‬أو تعيين المصفي‬
‫والعقوبات التأديبية‪ ،‬وحدها قابلة للطعن القضائي‪ ،‬ويجب أن تقدم الطعن أمام مجلس الدولة في أجل ستين‬
‫(‪ )61‬يوما ابتداء من تاريخ التبليغ ‪.‬‬

‫وتتمتع هذه اللجنة بمجموعة من الصالحيات يمكن اختصارها فيما يلي ‪:3‬‬

‫عندما تخل الهيئات الخاضعة للرقابة بقواعد حسن سير المهنة‪ ،‬يمكن للجنة أن توجه لها تحذي ار بعد تمكين‬
‫مسيري هذه الهيئات من تقديم تفسيراتهم وتوضيحاتهم‬

‫يمكنها أن تدعو أي بنك أو أية مؤسسة مالية إلى القيام في حدود اجل معين باتخاذ كل التدابير التي من‬
‫شانها إعادة توازنه المالي أو تدعيمه أو تصحيح أساليب التسيير‬

‫إذا كان اإلخالل يمس األحكام التشريعية والتنظيمية ذات الصلة بالنشاط الذي يمارسه‪ ،‬أو يتعلق بعدم‬
‫اإلذعان ألوامرها أو تجاهل التحذير الذي وجه له يمكن للجنة اتّخاذ عقوبات متدرجة في شدتها ثم تعدادها‬
‫على سبيل التّحدي‪ ،‬والتي يمكن أن تتراوح بين اإلنذار وسحب االعتماد إلى جانب إمكانية فرض عقوبات‬
‫مالية كبيرة‪.‬‬

‫إضافة إلى نص المادة ‪ 115‬من قانون النقد والقرض المشار إليه سابقا والمتضمنة ( ‪(4‬صالحيات اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬فهي تقوم أيضا ‪:1‬‬

‫‪1‬الطاهر لطرش‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪، 4023 ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪2‬ملادة ‪ 206‬من األمر رقم ‪ 22- 03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪3‬املواد من ‪ 222‬إىل ‪ 222‬من األمر رقم ‪ 22-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬توسع اللجنة المصرفية تحرياتها إلى المساهمات والعالقات المالية بين المؤسسات واألشخاص المعنويين‬
‫الذين يسيطرون بصفة مباشرة أو غير مباشرة على بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬والى الفروع التابعة لها‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن أن توسع مراقبتها في إطار اتفاقيات دولية‪ ،‬إلى فروع الشركات الجزائرية المقيمة بالخارج‪.‬‬

‫‪ -‬يتم تبليغ نتائج المراقبة في عين المكان إلى مجالس إدارة فروع الشركات األجنبية في الجزائر كما تبلغ إلى‬
‫محافظي الحسابات‪.‬‬

‫‪ -‬إذا أخلت إحدى المؤسسات الخاضعة لرقابة اللجنة بقواعد حسن سير المهنة‪ ،‬يمكن اللجنة أن توجه‬
‫تحذيرا‪ ،‬بعد إتاحة الفرصة لمسيري هذه المؤسسة لتقديم تفسيراتهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مصلحة مركزية المخاطر و مركزية المستحقات غير المدفوعة‬

‫عزز المشرع الجزائري نظام إدارة المخاطر البنكية‪ ,‬بعدة أجهزة من شأنها مساعدة البنوك في التقليل من‬
‫المخاطر البنكية من خالل مساعدتها على اتخاذ القرار اإلتماني بناء على معطيات صحيحة‪ ,‬و من أهم تلك‬
‫األجهزة لدينا مركزية المخاطر و مركزية المستحقات غير المدفوعة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مركزية المخاطر‬

‫أنشأ المشرع لجزائري مركزية المخاطر على غرار باقي المشرعين‪ ,‬لقد أدرج المشرع الجزائري مركزية‬
‫المخاطر ضمن هياكل بنك الجزائر‪ ,‬ولقد أشارت إليه المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 11-13‬إلى هذه المركزية‬
‫بقوله "‪: 2‬ينظم بنك الجزائر ويسير مصلحة لمركزة المخاطر تدعى مركزية المخاطر تكفل بجمع أسماء‬
‫المستفيدين من القروض وطبيعة القروض الممنوحة وسقفها والمبالغ المسحوبة والضمانات المعطاة لكل‬
‫قرض من جميع البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪1‬امحد بلودنني‪ ،‬الوجيز يف القانون البنكي اجلزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬د ذ س ن‪ ،‬ص ‪72‬‬
‫‪2‬ملادة ‪ 61‬من األمر ‪ 22-03‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف ذكره‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫و مركزية المخاطر مهمة جدا في النظام المصرفي‪ ,‬لما لها من دور كبير في تجميع كل المعلومات حول‬
‫القروض الممنوحة و المقترضين‪ ,‬و كشف و دراسة المخاطر المرتبطة بهم‪ ,1‬بهدف مساعدة النظام البنكي‬
‫على التقليل من هذه المخاطر‪.‬‬

‫وقد أبانت التطورات المالية والبنكية التي تلت اندالع األزمة المالية الدولية في سنة ‪2007‬عن أهمية توسيع‬
‫مجال المعلومات المطلوبة قصد تسيير سليم للمخاطر في النظام (البنكي ‪ ،‬وأدت ضرورة التكفل بهذا‬
‫االنشغال إلى تعديل أحكام المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪03-11‬بموجب التعديالت المدخلة على هذا القانون‬
‫التي تضمنها األمر رقم ‪ 14-11‬لقانون النقد والقرض‪ ، 2‬حيث ينص التعديل الجديد على أن بنك الجزائر‬
‫يقوم بتنظيم وتسيير مركزية للمخاطر الخاصة بالمؤسسات‪ ،‬ومركزية للمخاطر الخاصة باألسر ومركزية‬
‫خاصة بالمستحقات الغير المدفوعة‪.‬‬

‫و مركزية المخاطر مقسمة إلى قسمين حسب نص المادة ‪ 16‬من النظام رقم ‪ 11-12‬المؤرخ في‪ 21‬فبراير‬
‫‪ ، 2112‬المتضمن تنظيم مركزية مخاطر المؤسسات واألسر وعملها ‪ ،3‬يجب على المؤسسات تقديم تصريح‬
‫شهري بجميع القروض الممنوحة لزبائنها سواء مؤسسات أو أفراد مهما بلغت قيمتها‪.‬‬

‫تلتزم البنوك والمؤسسات المالية بتبليغ مركزية المخاطر عن التصريح بالقروض بدون تأخير وهي المسؤولة‬
‫أما م بنك الجزائر عن وضوح وتناسق المعلومات التي ترسلها إلى مركزية المخاطر‪ ،‬ويتعين على هاته‬
‫المؤسسات أن تعلم زبائنها بالتصريح والتسجيل على مستوى مركزية المخاطر للقروض التي منحتها لهم‪،‬‬
‫ويجب أن تقوم المؤسسات الحرة باستشارة مركزية المخاطر قبل منح قرض لزبون جديد ‪.4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مركزية المستحقات غير المدفوعة‬

‫أنشا المشرع الجزائري مركزية المستحقات غير المدفوعة‪ ,‬و اعتبرها من هياكل البنك المركزي‪ ,‬و هي‬
‫خاضعة للنظام ‪ 12/12‬المتضمن تنظيم مركزية المبالغ غير المدفوعة‪ .‬و تكمن اهميتها في اعتبار أنها‬
‫تجمع كل المعلومات المتعلقة بزبائن البنوك و المؤسسات المالية‪ ,‬فإذا تخلف زبون ما عن دفع مستحقات‬
‫فوائد قرض بنكي أو كان رصيده غير كاف في عملية تحرير شيك أو سبب آخر تعلم البنوك هذه الهيئة و‬
‫بذلك يتمكن كل النظام البنكي من الحصول على تلك المعلومات‪ ,‬و استعمالها لمقتضيات منح اإلئتمان و‬

‫‪1‬‬
‫‌شيخ‌محمد‌زكريا‪‌,‬المرجع‌السابق‪,‬ص‌‪‌.115‬‬
‫‪2‬‬
‫املادة ‪ 61‬من األمر رقم ‪ 02- 20‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪ 3‬ملادة ‪ 07‬من النظام رقم ‪، 02-24‬املؤرخ يف ‪ 40‬فرباير ‪، 4024‬املتضمن تنظيم مركزية خماطر املؤسسات واألسر وعملها‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪، 37‬الصادر‬
‫سنة ‪.4024‬‬
‫‪4‬املواد من ‪ 20‬إىل ‪ 23‬من النظام رقم ‪، 02-24‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫إدارة المخاطر البنكية من جهة‪ ,‬و هذا ليس فقط لصالح النظام المصرفي بل لحماية أصحاب المستحقات‬
‫غير المدفوعة كذلك‪ ,‬بحيث تواجدهم ضمن قائمها‪ ,‬يحميهم من الحصول على قروض جديدة تثقل قدؤته على‬
‫السداد‪.‬‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫نستخلص بأن قوة الدولة و نمو اقتصادها مرهون بصالبة وفعالية نظامها المصرفي فال يمكن تنمية وترقية‬
‫أي قطاع اقتصادي في بلد ما من غير وجود منظومة بنكية قوية قادرة على مواجهة ظروف المنافسة‬
‫والتّحكم فيما تتعرض له من مخاطر بنكية‪ ،‬لذا كان لزاما عليها البحث عن السبل المجدية للتخلص من‬
‫المخاطر أو التخفيف من حدتها من خالل األجهزة الرقابية المؤهلة للحد من المخاطر البنكية و آليات‬
‫معالجة المخاطر البنكية ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫تتعرض البنوك للعديد من المخاطر البنكية‪ ,‬منها ما يمكن تجنبه و ومنها ماال يمكن تجنبها‪ ,‬السيما‬
‫لذلك يجب أن تحرص البنوك على اتخاذ جميع‬ ‫مع اشتداد المنافسة وابتكار منتجات مالية جديدة‪،‬‬
‫اإلحتياطات الضرورية‪ ,‬و اتباع اإلجراءات المناسبة للحد من المخاطر البنكية‪.‬‬
‫فالبنك في إدارة المخاطر ال يسعى فقط لزيادة األرباح و تجنب الخسائر‪ ,‬بل هو يستجيب بذلك‬
‫لمتطلبات قانونية محددة‪ ,‬و هو خاضع للرقابة في ذلك‪ ,‬و كل مخالفتها لذلك قد يؤدي إلى توقيع العقوبات‬
‫على البنك‪.‬‬
‫ورغم اإلمكانيات والوسائل واألساليب الحديثة التي تستخدمها البنوك التقليدية في إدارة المخاطر والتحوط منها‬
‫إال أنها أكثر عرضة للمخاطر وقد أدخل بنك الجزائر مجموعة من التغييرات في القوانين المنظمة إلدارة‬
‫البنوك وهذا محاولة منه لرفع مستوى أداء البنوك الجزائري وكذا االستفادة ما أمكن من مقررات لجنة بازل‬
‫الهادفة إلى حماية البنوك من المخاطر‪ .‬و شدد على ضرورة اتباع البنوك القواعد اللزمة للحد من المخاطر‬
‫البنكية سواء تعلق األمر بالرقابة الداخلية أو الرقابة الخارجة‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬

‫‪ ‬على بنوك الجزائرية تبني استراتيجية بنكية شاملة تعمل على رفع الكفاءة في إدارة المخاطر البنكية‬
‫خاصة أنها أصبحت تحتك بالبنوك األجنبية على الساحة البنكية المحلية والعالمية‪.‬‬
‫‪ ‬على بنك البحث أكثر على الجوانب الوقائية في إدارة المخاطر والتوجه نحو البنوك الشاملة لإلستفادة‬
‫من ميزة التنوع‪.‬‬
‫‪ ‬يبقى مشكل السيولة من المسائل األكثر إرهاقا في العمل البنكي‪ ,‬مما يتطلب منها ضرورة اإلنفتاح‬
‫أكثر على السوق المالي بما يسمح للبنك من توفير السيولة في الوقت المناسب وايجاد بدائل‬
‫إلستثمار أمواله؛‬
‫‪ ‬يجب أن تسعى البنوك الجزائرية إلى وضع نظام رقابة داخلية فعال على مستوى البنك وتطوير‬
‫أساليب الرقابة البنكية بما يتماشى والمعاييرالدولية في هذا المجال‪.‬‬

‫ضرورة تكوين العنصر البشري وتثقيفه على تسيير البنوك وادارة المخاطر بما يسمح له في المستقبل‬ ‫‪‬‬
‫من التنبؤ بالمخاطر والتقليل ما أمكن من خطورتها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫كما يجب على البنوك الجزائرية اإلستعانة باإلطارات الوطنية – و هي متوفرة‪ -‬في مجال تطوير‬ ‫‪‬‬
‫اآللية اإللكترونية و اإلحصاء و المحاسبة‪ ,‬لإلستعانة بها في وضع البرامج المناسبة في إدارة‬
‫المخاطر البنكية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫أوال‪ :‬قائمة المراجع‬

‫‪/1‬الكتب‬

‫أ‪-‬باللغة العربية‬

‫‪ -‬الكتب العامة‬
‫المصادر ‪:‬‬
‫القواميس‬
‫ابن القيم‪ ،‬شمس الدين‪ ،‬أبو عبد ااهلل‪ ،‬محمد بن أبي بكر‪ ،‬زاد المعاد في هدي خير العباد‪ ،‬المكتبة التوفيقية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬د ذ س ن‪ ،‬ج ‪.5،‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫الكتب‬
‫‪ .1‬احمد بلودنين‪ ،‬الوجيز في القانون البنكي الجزائري‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ذ س ن‪.‬‬
‫‪ .2‬أسامة عبد ااهلل‪ ،‬الخطر والتأمين‪ .‬األصول العلمية والعملية‪ ،‬دار النهضة العربية طال بعة ‪. 1174 4 ،‬‬

‫‪54‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ .3‬أسامة عزمي سالم‪ -‬شقيري نوري موسى‪ ،‬إدارة الخطر والتامين‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬األردن‪.2117، ،‬‬
‫‪ .4‬خالد أمين عبد ااهلل وابراهيم الطراد ‪:‬إدارة العمليات المصرفية‪ ،‬دار وائل‪،‬األردن‪ ،‬ط‪. 2116، 1‬‬
‫‪ .5‬خالد أمين عبد اهلل‪ ،‬الندفيل والرغبة في البنوك‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪.1110 ،‬‬
‫‪ .6‬سامة سالم‪ ،‬شقيري موسى‪ ،‬إدارة الخطر والتأمين‪ ،‬ط‪، 1‬دار الحامد للنشر‪ ، ،‬عمان‪ ،‬األردن‪. 2117 ،‬‬
‫‪ .7‬سامرحلبة‪ ،‬البنوك التجارية والتسويق المصرفي‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬الطبعة ‪. 2‬‬
‫‪ .0‬سمير الخطيب ‪ :‬قياس و إدارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منشات المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 2005، ،‬‬
‫‪ .1‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وادارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منهج علمي وتطبيق عملي‪ ،‬منشأة المصارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪1111‬‬
‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر ( أفراد ‪ -‬شركات ‪ -‬بنوك مخاطر االئتمان واالستثمار‬ ‫‪.11‬‬
‫والمشتقات وأسعار الصرف)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2117 ،‬‬
‫عامر حاج دحو‪،‬تقدير مخاطر الرقابة الداخلية كأداة لتحسين أداء المؤسسة االقتصادية ‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.11‬‬
‫الحقيقة‪ ،‬العديد‪.42‬‬
‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬الوجيز في البنوك التجارية‪ ،‬جامعة متنوري ص‪. 372‬‬ ‫‪.12‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد البنوك الشاملة عملياتها وادارتها الدار الجامعية ‪. 2111‬‬ ‫‪.13‬‬
‫فائق شقير و آخرون‪ :‬محاسبة البنوك ‪ ،‬دار المسير ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪. 2112 ، 2‬‬ ‫‪.14‬‬
‫ليندة شامبي‪ ،‬المصارف واألعمال المصرفية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.15‬‬
‫الجزائر‪ 2112 ،‬الطاهر لطر ‪ ،‬االقتصاد النقدي والبنكي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.. 2113 ،‬‬
‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات اإلطار النظري والممارسة‬ ‫‪.16‬‬
‫التطبيقية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪2016 ،‬‬
‫محمد داود عثمان‪،‬إدارة وتحليل االئتمان و مخاطره & ‪related & credit the analyse‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪،management the risques‬دار الفكر ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2113 ،‬‬
‫محمد سمير أحمد‪،‬الجودة الشاملة وتحقيق الرقابة في البنوك التجارية‪،‬دار المسيرة لطباعة و النشر‬ ‫‪.10‬‬
‫‪.2111‬‬
‫محمد عبد الفتاح الصيرفي ‪ :‬إدارة البنوك ‪ ،‬دار المناهج ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط ‪. 2116 ،1‬‬ ‫‪.11‬‬
‫مصطفی صالح سالمة‪ ،‬مفاهيم حديثة في الرقابة الداخلية والمالية‪ ،‬دار البداية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫عمان‪.2111 ،‬‬
‫منير إبراهيم هندي ‪ :‬إدارة المخاطر ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الجزء‪.2113 ، 2‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪55‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫منير إبراهيم هندي إدارة البنوك التجارية ‪،‬مدخ اتخاذ القرار ‪،‬المكتب العربي الحديث الطبعة الثالثة‬ ‫‪.22‬‬
‫‪،‬مصر‪، 2112 ،‬‬

‫الرسائل و المذكرات الجامعية‬


‫أ‪ .‬الدكتوراه‬

‫‪ .23‬زينب الحوري‪" ،‬تحليل وتقدير الخطر المالي في المؤسسات الصناعية ‪ -‬دراسة تطبيقية باستخدام التحليل‬
‫التمييزي ‪ "-‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية (غير منشورة)‪ ،‬جامعة قسنطينة‪2116 ،‬‬
‫‪ .24‬سعيدي خديجة ‪ ،‬اشكالية تطبيق معيار كفاية راس المال بالبنوك وفقا لمتطلبات لجنة بازل ‪،‬دراسة حالة‬
‫البنوك االسالمية ‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم التجارية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ، 2117 -2116 ،‬تلمسان‪.‬‬
‫ب‪ -‬الماجستير ‪:‬‬
‫أحمد محمد مخلوق ‪،‬المعايير الدولية للمراجعة الداخلية في البنوك التجارية األردنية‪ ،‬مذكرة ماجستر في علوم‬ ‫‪.25‬‬
‫التسير‪،‬تخصص نقود مالية‪،،‬جامعة الجزائر ‪.2117-2116‬‬
‫شيخ‌محمد‌زكريا‪"‌,‬عمليات‌اإلئتمنان‌و‌المخاطر‌البنكية‌(دراسة‌مقارنة)"‪‌,‬أطروحة‌دكتوراه‌في‌العلوم‪‌,‬في‌‬ ‫‪.12‬‬
‫القانون‌الخاص‪‌,‬فرع‌قانون‌األعمال‌المقارن‪‌,‬جامعة‌وهران‌‪‌,1‬محمد‌بن‌أحمد‪‌,‬كلية‌الحقوق‌و‌العلوم‌‬
‫الساسية‪1122-1122‌,‬‬
‫عبد الحق شيح‪ ،‬الرقابة على البنوك التجارية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة بومرداس‪،‬‬ ‫‪.27‬‬
‫الجزائر‪. 2111-2111 ،‬‬
‫لطيفة عبدلي ‪ ،‬دور مكانة إدارة المخاطر في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬تخصص‬ ‫‪.20‬‬
‫إدارة األفراد وحوكمة الشركات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬‬
‫‪. 2112-2111‬‬
‫محمد مطر‪" ،‬ادارة االستثمارات‪-‬اإلطار النظري والتطبيقات العامة"‪ ،‬دار وائل‪ ،‬ط‪ ،3‬عمان‪.2114 ،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫ميرفت علي أبو كمال‪ ،‬اإلدارة الحديثة لمخاطر االئتمان في المصارف وفقا للمعايير الدولية "بازل ‪- " II‬‬ ‫‪.31‬‬
‫دراسة تطبيقية على المصارف العاملة في فلسطين‪ -‬مذكرة ضمن نيل شهادة الماجستير في إدارة األعمال‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.2117 ،‬‬
‫نعيمة بن العامر‪" ،‬البنوك التجارية و تقييم طلبات االئتمان" مذكرة ماجستير تخصص شقود و مالية‪ ،‬كلية‬ ‫‪.31‬‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪. 2111 / 2112 ،‬‬

‫‪56‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫نعيمة خضراوي ‪ ،‬إدارة المخاطر البنكية‪) ،‬دراسة مقارنة بين البنوك التقليدية و اإلسالمية( مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪.32‬‬
‫الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع نقود وتمويل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪2009-2008. ،‬‬

‫د‪ .‬رسائل األخرى ‪:‬‬


‫مشدو ليندة – إيدار مديحة ‪ ،‬الحماية القانونية من المخاطر البنكية في القانون الجزائري ‪،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر قسم القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة العقيد‬
‫أكلي محند أولحاح بالبويرة ‪2116-2115،‬‬

‫المجالت ‪:‬‬

‫‪ .34‬حسين بلعجوز ‪" ،‬ادارة المخاطر البنكية و التحكم فيها" ورقة بحلية في الملتقى الوطني حول المنظومة‬
‫المصرفية في األلفية الثالثة‪ :‬منافسة مخاطر۔ تقنيات‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،‬أيام ‪ 5 / 7‬جوان ‪.2115‬‬
‫‪ .35‬شريف حمراوي مفهوم اإلستراتجية في إدارة اإلعمال ‪،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪،‬التواصل‪،‬العدد ‪11‬‬
‫جوان ‪.2113‬‬
‫‪ .36‬شعبان فرج‪ ،‬العمليات المصرفية وادارة المخاطر‪ ،‬دروس موجهة لطلبة الماستر‪ ،‬تخصصات‪ :‬النقود والمالية‪،‬‬
‫واقتصاديات المالية والبنوك‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة البويرة‪2014-2013، ،‬‬
‫‪ .37‬عبد الجليل بوداح" ‪:‬معالجة موضوع المخاطر في مجال منح القروض "‪ ،‬في مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 10،‬جامعة متنوري‪ ،‬قسنطينة‪2002.، ،‬‬
‫‪ .30‬هاني جزاع إرتيميه وسامر محمد عكور‪ ،‬إدارة الخطر والتأمين ‪،‬منظور إداري كمي إسالمي‪.‬‬

‫األوامر و المراسيم ‪:‬‬

‫األمر رقم ‪ 11-13‬المؤرخ في ‪ 26‬غشت ‪ 2113‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد ‪، 52‬الصادر في‬
‫‪2113‬‬

‫‪57‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫النظام رقم ‪08-11‬المتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‪،‬‬


‫نظام رقم ‪03-02‬المؤرخ في ‪09‬رمضان عام ‪1429‬الموافق لـ ‪14‬نوفمبر ‪2002،‬يتضمن المراقبة الداخلية‬
‫للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد ‪84،‬الصادر بتاريخ ‪14‬نوفمبر‪.2112 .‬‬
‫النظام رقم ‪، 11-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪، 2112‬المتضمن تنظيم مركزية مخاطر المؤسسات واألسر‬
‫وعملها‪ ،‬ج ر ج‪ ،‬العدد‪، 36‬الصادر سنة ‪.2112‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الشكر‬
‫اإلهداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫الملخص‬
‫‪11‬‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل االول ماهية المخاطر البنكية‬


‫‪15‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪15‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم المخاطر البنكية‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف المخاطر البنكية و مصادرها‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬تعريف المخاطر البنكية‬
‫‪15‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي و اإلصطالحي الفقهي‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف االقتصادي‬
‫‪16‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع المخاطر البنكية‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب نشوء المخاطر البنكية‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أسباب نشوء المخاطر البنكية‬
‫أوال‪ :‬أسباب متعلقة بالبنك‬
‫‪ 10‬ثانيا‪ :‬أسباب متعلقة بالبيئة الخارجية‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مخاطر القرض‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إدارة المخاطر البنكية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية إدارة المخاطر البنكية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬تعريف إدارة المخاطر البنكية‬
‫المالحق‬

‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مبادئ المخاطر البنكية‬


‫الفرع الثالث ‪ :‬مكونات نظام إدارة المخاطر البنكية‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر و أدوار إدارة المخاطر‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬عناصر الرئيسية في ادارة المخاطر البنكية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أدوار ادارة المخاطر البنكية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تسيير المخاطر البنكية‬
‫‪16‬‬
‫بازل‬ ‫لجنة‬ ‫لمتطلبات‬ ‫وفقا‬ ‫البنكية‬ ‫المخاطر‬ ‫تسيير‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫‪16‬‬
‫القرض‬ ‫لمخاطر‬ ‫الوقائي‬ ‫التسيير‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫‪17‬‬
‫فيها‬ ‫المشكوك‬ ‫الديون‬ ‫من‬ ‫الحد‬ ‫وسائل‬ ‫تفعيل‬ ‫الثالث‪:‬‬ ‫الفرع‬
‫‪11‬‬
‫‪24‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الثاني األجهزة الرقابية‬


‫‪26‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪27‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬األجهزة الرقابية المؤهلة للحد من المخاطر البنكية‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الرقابة الداخلية‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الرقابة الداخلية‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أهداف الرقابة الداخلية‬

‫‪62‬‬
‫المالحق‬

‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات الممارسة للرقابة الداخلية على المخاطر البنكية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬الهيئات اإلجتماعية في البنك و محافظو الحسابات‬
‫‪ :‬رقابة محافظو الحسابات‬

‫‪32‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة الالحقة‬


‫‪32‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬رقابة اللجنة المصرفية‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التكييف القانوني للجنة المصرفية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مهام اللجنة المصرفية‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مصلحة مركزية المخاطر و مركزية المستحقات غير المدفوعة‬

‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مركزية المخاطر‬


‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مركزية المستحقات غير المدفوعة‬
‫‪36‬‬ ‫خالصة ‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪41‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪43‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪63‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬
‫الملخص‬

,‫ منها ما يمكن تجنبه و ومنها ماال يمكن تجنبها‬,‫تتعرض البنوك للعديد من المخاطر البنكية‬
‫ و اتباع اإلجراءات المناسبة‬,‫لذلك يجب أن تحرص البنوك على اتخاذ جميع اإلحتياطات الضرورية‬
.‫للحد من المخاطر البنكية‬
‫ بل هو يستجيب بذلك‬,‫فالبنك في إدارة المخاطر يسعى فقط لزيادة األرباح و تجنب الخسائر‬
‫ و كل مخالفتها لذلك قد يؤدي إلى توقيع‬,‫ و هو خاضع للرقابة في ذلك‬,‫لمتطلبات قانونية محددة‬
.‫العقوبات على البنك‬

. ‫ الرقابة الداخلية‬,‫ اإلئتمان البنكي‬,‫ البنك‬,‫ إدارة المخاطر البنكية‬: ‫الكلمات المفتاحية‬
Résumé
Les banques sont exposées à de nombreux risques bancaires, dont certains
peuvent être évités et d'autres non évitables, elles doivent donc veiller à
prendre toutes les précautions nécessaires et suivre les mesures
appropriées pour réduire les risques bancaires.
La banque, dans la gestion des risques, ne cherche pas uniquement à
accroître ses profits et à éviter les pertes. Elle répond plutôt à des
exigences légales spécifiques et est soumise à un contrôle à cet égard, et
toute violation de ces règles peut entraîner des pénalités à l'encontre de la
banque.
les mots clés :
Gestion des risques bancaires, banque, crédit bancaire, contrôle interne.

66

You might also like