Professional Documents
Culture Documents
• من إعداد الطلبة:
• تحت رإشاف األستاذ: ر ر
الش يف ❖ سلىم
الطالب مصطف
ي د.
منت الراشدي ❖ ر
❖ فاطمة الزهراء شهيد
ياشولط
ي ❖ نوال
❖ وفاء عزوزي
❖ نبيل الزنار
وهب
ي ❖ حياة
1
السنة الجامعية2022.2023 :
الئحة فك الرموز
الصفحة ص
مرجع سابق مس
قانون حماية المستهلك قحم
قانون االلتزامات والعقود قلع
مدونة الحقوق العينية محع
قانون المسطرة المدنية قمم
2
مقدمة
تشكل القروض االستهالكية مكونا أساسيا الفتراضات األسر المغربية 1حيث تعتبر مالذا لمجموعة من
الشرائح المجتمعية ذات الدخل المحدود .وهو ما يفسر انتشار هذا النوع من القروض بشكل كبير في أوساط
المجتمع المغربي الذي يلجأ إليها لتلبية متطلبات الحياة اليومية التي تفرض استهالك سلع وخدمات ال غنى
للفرد عنها .كما أنها تلعب دور كبيرا في تسريع عجالت االقتصاد الوطني نظرا لدورها البارز في الرفع
2
من عملية تداول السلع والخدمات وبالتالي زيادة كمية االستهالك والرفع من عملية اإلنتاج.
وهو ما ينتج عنه والدة عالقة تعاقدية تربط بين المستهلك والوكالة البنكية ،تنظم تلك العالقات مجموعة
من النصوص التشريعية هذه األخيرة التي تعطى ألطراف هذا القرض مجموعة من الضمانات التعاقدية
التي تهدف إلى تحقيق التوازن العقدي وحماية المقترض المستهلك وتمتيه بحماية قانونية وقضائية ضد قوة
وجبروت المؤسسة البنكية ،وإن كان هذا القرض يوفر ضمانات لطرف المقترض الذي هو المستهلك فإن
هذا ال يعنى تهميش المقرض الذي يظل طرفا مهما في إطار هذه الرابطة التعاقدية والذي يبقى له الحق
الدائم للمطالبة بضمانات عينية وأخرى شخصية تضمن له حقه في استرداد ما دفعه من مبالغ إضافة إلى
الحصول على الربح المادي من وراء العملية االئتمانية التي أجراها .
ولمقاربة هذا الموضوع كان البد لنا من تحديد المفاهيم األساسية للموضوع وهي المتمثلة في الضمانات
وكذا تعريف عقد القرض االستهالكي ،وتحديد تعريف ألطراف في هذا القرض ،ـ المقترض المستهلك
والمقرض ـ
أوال مفهوم الضمانات :وهو وجود ما يطمئن له الدائن للحصول على حقوقه من المدين عند استحقاقه أو
هو ما يقدمه أحد أطراف العقد للطرف األخر من الضمانات تلزمه بتنفيذ التزاماته في العقد أو الحصول
3
على مقابل في حال عدم تنفيذها وقد يكون الضمان من قبيل األموال المنقولة أو غير المنقولة
مفهوم القرض االستهالكي :عرف المشرع المغربي عقد القرض االستهالكي في المادة 74من قانون
31.084بأنه عملية قرض ممنوحة بعوض أو بدون عوض أو بالمجان من مقرض إلى مقترض يعتبر
مستهلك كما هو معروف في المادة الثانية وكذا كفالته المحتملة.
وعرفه أستاذتا عبد المهيمن حمزة بكونها عبارة عن مجموعة من الخدمات المالية التي تقدمها مؤسسات
االئتمان لفائدة المستهلك المقترض ،يتم بمقتضاه تزويد هذا األخير باألموال الالزمة لتوظيفها من أجل تلبية
اإلستهالك ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون الخاص ،جامعة محمد الشوط التعسفية يف عقد القرض 1حسنة الرحمون ،ر
ي ي
الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية أكدال ،الرباط 2011 ،ـ، 2012ص 5
2مظاهر الحماية القانونية والقضائية للمستهلك القروض اإلستهالكية بالمغرب ،مقال منشور بتاري ــخ 9رفباير 2019عىل الساعة
ون تاري ــخ اإلطالع 01ـ04ـ 2023عىل الساعة https://www.maroclaw.com 14:43 ر
ر 12:32عىل الموقع اإللكب ي
3
ون حماة القانون عبد هللا الزبيدي ،الضمانات القانونية ،مقال منشور بتاري ــخ 10أكتوبر 2019عىل الموقع اإللكب ي
https://jordan-lawyer.comتاري ــخ اإلطالع 01ـ04ـ 2023عىل الساعة 15:40
تدابب
ر القاض بتحديد
ي 31.08 رقم القانون )بتنفيذ ظهب رشيف رقم 1.11.03صادر يف 14من ربيع األول 18(1432رفباير 2011 4ر
لحماية المستهلك
3
حاجياته االستهالكية على أن يتعهد بسداد تلك األموال وفوائدها والعموالت المستحقة عليها والمصاريف
1
دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محددة.
مفهوم المستهلك :يعتبر الحلقة األهم في هذه النزاعات ،إذ ظل تحديد هذا المفهوم يتنازعه اتجاهان
مختلفان ،األول ضيق :ويحصر المستهلك في األشخاص الذين يقتنون أو يستعملون السلع والخدمات إلشباع
حاجاتهم الخاصة العائلية ،بعيدا عن أي ارتباط بالمهنة التي يزاولونها ،مما نتج عنه استبعاد فئة مهمة من
المستهلكين كالشخص المهني والمعنوي الذين يتصرفون خارج نشاطهم المهني .أما بالنسبة لالتجاه الثاني
وهو االتجاه الموسع فهو اكتفى في تعريفه للمستهلك بنص على أنه ـ كل شخص يتعاقد بهدف االستهالك ـ
وهو مفهوم يسمح بإدراج الشخص المعنوي وكذا المهني الذي يتعاقد خارج نطاق مهمته تحت مفهوم
المستهلك .أما بالنسبة للمشرع المغربي فقد أخذ بمفهوم وسط بين المفهومين الواسع والضيق عندما نص
في المادة الثامنة في القانون 31.08على أن المستهلك هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يعتني أو
2
يستعمل لتلبية حاجياته غير المهنية منتوجات أو خدمات معدة الستعماله الشخصي أو العائلي
مفهوم المقرض :عرفه المشرع المغربي في المادة 74من قانون 31.08بأنه" كل شخص يمنح بصفة
اعتيادية القروض في إطار ممارسة أنشطته التجارية أو المهنية "
وكإطار تاريخي لموضوعنا ،نقول على أن تدابير حماية المستهلك في ظل القواعد العامة قانون االلتزامات
والعقود ،كان يشوبها نقص من حيث عدم قدرتها على التطرق لكافة حقوق والتزامات الطرفين من جهة ،
باستثناء ما يتعلق بأحكام القرض بالفائدة وبعض المقتضيات األخرى المتعلقة بالضمان والعيوب الخفية من
جهة أخرى وعدم قدرته على توفير الحماية الكافية للمستهلك ،باعتباره طرف ضعيف في العالقة التعاقدية
لعقد القرض االستهالكي ،من همنا برزت الحاجة إلى التفكير في تنزيل مقتضيات أكثر حماية وواضحة
تسعف القضاء في إيجاد وسائل تمكن المقترض من الخصوص على حاجياته اليومية من خالل تسهيل
ولوجه لالقتراض ،وبين مصلحة المقرض في استرداد أمواله ،و ما تحقق بالفعل بعد صدور القانون
31.08المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك سنة ، 2011وذلك سيرا على نفس النهج الذي سلكته
معظم تشريعات الدول المتقدمة
وقد نظم المشرع المغربي هذا الموضوع في إطار القانون 31.08المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك
في كل من المواد 3ـ 12ـ والمواد من 15إلى 17والمواد 78ـ 80التي نظمت الحق في اإلعالم
والتبصير والمواد 36ـ 37ـ 38ـ 40ـ 44ـ 48ـ85ـ 49ـ 87ـ 103ـ 105التي نظمت الحق في
الرجوع والحق في الوفاء المبكر كضمانات قانونية يوفرها هذا القانون في عقد القرض االستهالكي والمواد
من 145إلى 147والمادة 618التي حددت لنا حق المقرض في الحصول على ضمانات عينية وشخصية
تكفل له الحصول على حقه والمواد وبعض النصوص األخر كقانون االلتزامات والعقود الفصل 866
وظهير التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية في ما يتعلق بالضمانات العينية ...
ولموضوع الضمانات التعاقدية في عقد القرض االستهالكي أهمية كبرى من الناحية النظرية ومن الناحية
العملية ،حيث تتجلى األهمية النظرية في إبراز المقاربة التشريعية للقرض االستهالكي لمعرفة الضمانات
1حمزة المهيمن :أنواع القروض اإلستهالكية ربي القانون رقم 31.08والممارسات التعاقدية لمؤسسات اإلئتمان حماية المستهلك
تدابب لحماية مستهلك ،سلسلة دراسات وأبحاث ر القاض بتحديد
ي ،دراسات وأبحاث يف ضوء مستجدات القانون رقم 31.08
المدن ص42
ي منشورات بمجلة القضاء
ر
تدابب لحماية المستهلك ،دار النش المعرفة
ر القاض بتحديد 2المهدي العزوزي ،تسوية نزاعات اإلستهالك يف ضوء القانون 31.08
ي
،الرباط ،بدون ذكر الطبعة ،بدون ذكر سنة ر
النش ،ص 19 ،ـ20
4
التي يمنحها هذا األخير لطرفيه ،والتمكن من تشريح وتفصيل وضعية مستهلكي القروض االستهالكية .أما
األهمية العملية فتنبع من أهمية القروض االستهالكية ذاتها كأداة لتمويل األسر وكمصدر دخل ومركز ثروة
مهم يدور حوله جانب مهم من االقتصاد المغربي المعاصر ،فهي تلعب دورا اقتصاديا مهما بالنظر إلى
مساهمتها في الرفع من إنتاج وتداول السلع ومختلف اآلليات والتجهيزات الممولة بهذه القروض.
ومن خالل األهمية المتميزة لعقد القرض االستهالكي والحيز القانوني الذي يحتله والتساؤالت التي تحيط
به كموضوع لدراسة لنا أن نطرح اإلشكالية التالية :إلى أي حد استطاع المشرع المغربي توفير ضمانات
كفيلة بتحقيق الحماية والتوازن لطرفي عقد القرض االستهالكي؟
وعلى هذه اإلشكالية تتفرع األسئلة التالية:
ـ ماهي الضمانات القانونية التي يوفرها القانون 31.08؟
ـ ماهي الضمانات الممنوحة للمقرض؟
ـ ماهي الضمانات القضائية التي يوفرها عقد القرض االستهالكي لطرفيه؟
ـ ما هو دور الجمعية العامة في تفعيل ضمانات لحماية المقترض
ولإلجابة على هذه اإلشكالية ارتئينا االعتماد على المنهج التحليلي الذي مكننا من الوصول إلى المعرفة
التفصيلية لعناصر اإلشكالية وذلك من خالل تحليل هذا النصوص القانونية المنظمة للموضوع.
وعلى ضوء اإلشكاالت المثارة ولمقاربة الموضوع سنعتمد على التصميم التالي:
5
المبحث األول :الضمانات القانونية في عقد القرض االستهالكي
عمل المشرع المغربي من خالل القانون 31.08القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك على سن مجموعة
من القواعد القانونية التي توفر ضمانات هامة في عقد القرض االستهالكي لفائدة كل من المقترض
(المطلب األول) والمقرض (المطلب الثاني)
المطلب األول :الضمانات القانونية الممنوحة للمقترض
تعتبر القروض االستهالكية أحد أهم أنواع القروض التي تقدمها البنوك لعمالئها ،ولهذا نجد
المشرع المغربي قد أولى عناية خاصة للمقترض من خالل منحه مجموعة من الضمانات في
مختلف مراحل التعاقد ،سواء الضمانات المقدمة خالل مرحلة ما قبل التعاقد وأثنائها (الفقرة
األولى) أو المقدمة أثناء مرحلة التنفيذ (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :الضمانات الممنوحة للمقترض بمقتضى القانون 31. 08خالل مرحلة ما قبل
التعاقد وأثنائها
عمل المشرع المغربي بمقتضى القانون 08 /31المتعلق بحماية المستهلك على تأطير
عملية ابرام عقود القروض االستهالكية ،بحيث نص على مجموعة من المقتضيات القانونية
التي تشكل ضمانة حمائية للمقترض المستهلك ،وذلك بإلزام المؤسسة المقترضة باتخاذ
مجموعة من اإلجراءات التي تشكل ضمانا للمقترض سواء المقدمة خالل مرحلة ما قبل
التعاقد (أوال) أو الضمانات المقدمة خالل مرحلة التعاقد (ثانيا).
أوال :الضمانات المقدمة خالل مرحلة ما قبل التعاقد
تعد حماية المستهلك من الوجبات األساسية للدولة إذ هي التي يقع على عاتقها مسؤولية ضمان
العدالة التعاقدية خاصة في عقود القرض التي تشكل خطرا على رضا المستهلك (المقترض)
1ولهذا السبب تدخل المشرع المغربي بمقتضى القانون 08 31لفرض عدة التزامات على
المقرض الذي تشكل ضمانا للمقترض والذي تتمثل في االلتزام باإلعالم والتبصير ،وهذا
يضعنا أمام ضرورة تعريفه (أ) وتحديد مضمونه (ب)
أ – تعريف االلتزام باإلعالم
االلتزام باإلعالم أو االلتزام بالتبصير يجد اطاره القانوني ضمن القسم الثاني من القانون رقم
08/31المتعلق بحماية المستهلك ،باعتباره حماية لصالح الطرف الضعيف ،عمال بمبدأ
المساواة بين المتعاقدين ،وهذا ما نص عليه المشرع المغربي بمقتضى المادة 3من القانون
- 1مظاهر الحماية القانونية والقضائية لمستهلك القروض االستهالكية بالمغرب ،م س ،تم االطالع عليه بتاري ــخ 2023\03\28
عىل الساعة 22:08
6
السالف الدكر 1غير أن المشرع المغربي على الرغم من تنظمه بمجموعة من الفصول فإنه
لم يضع تعريفا محددا له وهذا على غرار باقي التشريعات األخرى (المشرع الفرنسي
والمشرع المصري) وانما ترك ذلك للفقه والقضاء.
وهكذا نجد بعض الفقه عرفه على أنه ذلك االلتزام الذي يفرض على أحد المتعاقدين ،أي
المدين إعالم المتعاقد األخر أي الدائن بكافة الوقائع والمعلومات التي تكون منتجة والزمة
لتكوين رضا حر مستتر ،أو لضمان حسن تنفيذ العقد .2
بينما عرفه البعض األخر على أنه " التزام يفرض على أحد طرفي عقد االستهالك إعالم
الطرف األخر بما يجهله من بيانات جوهرية مرتبطة بمحل العقد ،وذلك في الوقت المناسب
مستخدما في ذلك اللغة والوسيلة المالئمة لطبيعة العقد ومحله . 3
ونخلص من خالل ما سبق أن االلتزام باإلعالم هو التزام قانوني يقع على عاتق المهني في
المرحلة السابقة على التعاقد (مرحلة المفاوضات) ،حيت يلتزم المهني بتقديم المعلومات
واإلرشادات التي تسمح للمستهلك بتكوين فكرة واضحة على العقد ومحله وتبصيره بكل أمر
الذي يعد أساسيا ومن الممكن أن يؤثر على قراره في ابرام العقد من عدمه وبذلك تكون إرادة
المستهلك حرة في التعبير عن القبول.
ب – مضمون االلتزام باإلعالم
يجسد العرض المسبق تقنية مهمة إلعالم المستهلك في عقد القرض االستهالكي ،وبالنظر
ألهميته نجد المشرع المغربي بمقتضى قانون 08 31أقر شكلية مهمة ستعين على البنوك
االلتزام بها في اعداد العروض المسبقة وهو ما تضمنته المواد من 77إلى 89من ق ح م
، 4وتكمن أهمية العرض المسبق في تمكين المستهلك المقترض من اعالم كامل وموضوعي
حول الشروط والبيانات العامة للعقد باإلضافة إلى البيانات الخاصة.
☆ بالنسبة للبيانات العامة للعقد :فالمشرع المغربي حث على إلزامية اعداد عرض مسبق لكل
عملية عقد قرض استهالكي يبين فيها بطريقة واضحة ومكتوبة مجموعة من المعلومات العامة
5والتي تتجسد فيما يلي.
الممبات األساسية
ر - 1تنص المادة 3من ق ح م عىل أنه " يجب عىل كل مورد أن يمكن المستهلك بأي وسيلة مالئمة من معرفة
للمنتوج أو السلعة أو الخدمة وكذا مصدر المنتوج وتاري ــج الصالحية إن اقتض الحال.» ...
ر
الماسب يف القانون الخاص ،جامعة سيدي محمد االستهالك " رسالة لنيل دبلوم
ي الش ر يف " ضمانات التعاقد يف عقد القرض
- 2جميلة ر
بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس 2019 – 2018 ،ص .15
الش ر يف ،م س ص .15 - 3جميلة ر
- 4ينظر إىل المواد من 77إىل 89من ق ح م.
- 5المادة 78من القانون 01 38المتعلق بقانون حماية المستهلك.
7
-هوية الطرفين :يجب أن يتضمن العرض المسبق اسم المؤسسة البنكية والمقترض وهوية
الكفيل عند االقتضاء.
-أن يحدد مبلغ القرض وعند االقتضاء أقساطه المستحقة دوريا وطبيعة وموضوع العقد
وكذا التكلفة اإلجمالية المفصلة للقرض وسعره الفعلي اإلجمالي عند االقتضاء.
-أن تبين األ حكام المطبقة في حالة التسديد المبكر أو توقف المقترض عند األداء.
وهكذا يتبين أن القرض االستهالكي عقد شكلي ،بحيث يجب أن يكون مكتوبا ومتضمنا للعديد
من البيانات اإللزامية ،وأن يحرر وفق نماذج محددة بنص تنظيمي 1وهده الشكلية تلعب دورا
هاما في زيادة الحرص على استظهار الرضا ،وتأكيد أنه صدر عن وعي وإلمام بكافة أوجه
االلتزام . 2
☆أما فيما يخص البيانات الخاصة للعقد فقد نص المشرع المغربي على ضرورة تضمينها
في العرض المسبق ومن هذه البيانات الخاصة ندكر ما نصت عليه المادة 80من قانون 31
:08
-تاريخ حصر كشف الحساب وتاريخ األداء؛
-الجزء المتوفر من رأس المال؛
-مبلغ القسط المستحق الذي تطابق حصته الفوائد؛
-السعر الحالي والسعر الفعلي اإلجمالي؛
. 3 ...
باإلضافة إلى ذلك فإن المادة 81نجدها تقر بضرورة تضمين العرض المسبق عالوة على
الشروط السابقة عن كل استحقاق تكلفة تأمين ،وكذا جدولة للتسديدات ،أو إن تعدر ذلك وسيلة
تحديدها.
ورغبة من المشرع في اضفاء فعالية على العرض المسبق سعى إلى تشديد مسؤولية المقرض
عند تسليمه للمستهلك عرضا مسبقا غير مستوفي للشروط والشكليات التي ينص عليها القانون،
وهذا ما يالحظ من خالل المادة 89من ق ح م . 4
للشوط المنصوص عليها يف المواد السابقة ووفق أحد - 1تنص المادة 83من ق ح م عىل أنه " يتم إعداد العرض المسبق تطبيقا ر
تنظيم «.
ي النماذج المحددة بنص
الش ر يف ،م س ،ص .19
- 2جميلة ر
- 3ينظر إىل المادة 80من قانون 08 31المتعلق ب ق ح م.
ر ر
- 4تنص المادة 89عىل أنه " يفقد المقرض الذي يمنح قرضا دون أن يسلم إىل المقبض عرضا مسبقا مستوفيا للشوط المحددة
ر
المقبض إال بإرجاع رأس المال وحده وفق جدول االستحقاقات المقرر يف هذا يف المواد من 77إىل 83الحق يف الفوائد وال يلزم
ر
المتبق المستحق". المال أس
ر من تخصم أو المقرض الشأن .أما المبالغ المحصلة برسم الفوائد رفبدها
ي
8
إذن من كل ما سبق فإن المشرع المغربي بتحديده وبعناية مضامين الحق في اإلعالم ،يكون
قد وفر بشكل ال يدع للشك إرادة واضحة لطرفي العالقة التعاقدية في عقد القرض االستهالكي،
بما يوقي هذا المستهلك من كل تضليل إلرادته ،وتفادي الوقوع في عيوب الرضا التي تؤدي
به إلى قبول التعاقد بشروط ما كان ليقبل بها لوال ذلك الغموض الذي طرأ أثناء ابرام العقد،
وبالتالي تحقيق نوع من التوازن المعرفي بين طرفي العالقة التعاقدية . 1
ثانيا :الضمانات المقدمة خالل مرحلة التعاقد
خالل مرحلة التعاقد يتم تحرير شروط عقد القرض الذي سيتم إبرامه بين مستهلك ومؤسسة
بنكية ،إال أنه يجب على البنك أن يتحرى عدم إدراج أي شرط تعسفي في هذا العقد ،ألنه أي
شرط تعسفي يكون ماله االستبعاد ،وال يمكن أن ينتج أي أثر قانوني في مواجهة المقترض
.2وهذا يضعنا أمام ضرورة تحديد مفهومه وشروطه -الشرط التعسفي – (أ) باإلضافة إلى
األثار المترتبة عليه (ب)
اهتم الفقه سواء الغربي أو الغربي بتعريف الشرط التعسفي ،فقد عرفه األستاذ محمد عمران
بأنه الشرط الذي يفرض على غير المهني أو المستهلك من قبل المهني نتيجة التعسف في
استعمال األخير لسلطته االقتصادية بغرض الحصول على ميزة مجحفة.
في حين أن األستاذ محمد حمد هللا عرفه بأنه ذلك الشرط الذي يترتب عليه اإلضرار بالمستهلك
بسبب عدم التوازن الواضح بين حقوق والتزامات كل من المهني والمستهلك والمترتبة على
االستهالك . 3
غير أنه بالرجوع إلى قانون حماية المستهلك نجده المشرع المغربي نظم هذا الشرط التعسفي
من المادة 15إلى 20حيت عرفه بأنه كل شرط يكون الغرض منه أو يترتب عليه اختالل
كبير بين حقوق وواجبات طرفي العقد على حساب المستهلك.
ويتبين من خالل هذا التعريف أنه للقول بوجود شرط تعسفي ال بد أن يكون هذا األخير خلق
اختالل كبيرا بين حقوق ووجبات طرفي العقد على حساب المقترض المستهلك ،وبالتالي فإن
معيار التعسف هنا هو وجود اختالل كبير في التوازن العقدي ،وهو ما يقتضي إجراء موازنة
بين حقوق والتزامات األطراف في العقد من أجل تقدير االختالل الذي قد يخلقه هذا الشرط،
وتجدر اإلشارة إلى أن تقدير الطابع التعسفي للشرط يجب أن يكون في مرحلة إبرام العقد
االستهالكي ،حيت ال يجب االنتظار حتى ينتج الشرط التعسفي أثارة أثناء تنفيذه ،حتى يمكن
المنازعة فيه ،مما يظهر الطابع الوقائي لهذه الحماية ،وهذا ما نصت عليه المادة ... " 16
يقدر الطابع التعسفي لشرط من الشروط بالرجوع إلى وقت إبرام العقد إلى جميع الظروف
المحيطة بإبرامه وإلى جميع الشروط األخرى الواردة في العقد ،ويقدر كذلك بالنظر إلى
الشروط الواردة في عقد أخر عندما يكون ابرام او تنفيذ العقديين المذكورين مرتبطين بعضهما
ببعض من الوجهة القانونية ،ومن خالل هذه المادة يالحظ أنه يجب عند تقدير الطابع التعسفي
للشرط الرجوع إلى كل الظروف التي أحاطت بإبرامه وأدت إلى اختالل التوازن بين حقوق
ووجبات األطراف المتعاقدة وعند االقتضاء الرجوع إلى الشروط التعاقدية الواردة في عقد
أخر مرتبط بالعقد محل النزاع . 2
ومن الشروط التي تنزل منزلة الشروط التعسفية ندكر ما دأبت عليه بعض المؤسسات البنكية
من التحديد للحد األدنى للمبالغ التي يحق للمقترض اقترضها منها ،أو من تحديد مسبق للحد
األدنى لعدد أشهر تسديد القرض التي ال يجب النزول عليها ،أو مما تشترطه بعض مت هذه
المؤسسات البنكية من استحقاق المصاريف ملف القرض التي دفعها المقترض المفترض ولو
لم يقع إتمام القرض. 3 ..
نص المشرع المغربي في المادة 19من ق ح م على أنه " يعتبر باطال والغيا الشرط التعسفي
الوارد في العقد المبرم بين المورد والمستهلك «.
فمن خالل هذه المادة يكون المشرع المغربي قد حدد اآلثار المترتبة على تقدير الطابع التعسفي
للشروط المضمنة في عقد القرض االستهالكي والتي تتمثل في البطالن مع إبقاء العقد على
حالته األصلية إذا أمكن أن يبقى العقد قائما بدون الشرط التعسفي المذكور . 4ويتبين كذلك
على أن الشرط التعسفي يبطل بقوة القانون ،لكن فيما يخص باقي بنود العقد تبقى سارية في
الحالة الذي لم يكن لها أثار على الشرط التعسفي موضوع النزاع وفي هذه الحالة فإنه يبطل
ومن خالل ذلك يتبين أن المشرع المغربي أعطى للقاضي سلطة مباشرة ومهمة في تقدير
الجزاء المناسب للشرط التعسفي المدرج في العقد االستهالكي ،وذلك بإطالق يده (القضاء)
في التدخل في المجال العقدي إذا ما بد له انعدام التوازن بسبب شروط التعسفية ، 2متوخيا
من ذلك إعادة التوازن العقدي الذي شابته بعض الشروط المجحفة والوقوف بجانب المستهلك
بالقدر الذي يحقق العدالة التعاقدية المرجوة . 3
وهكذا نجد سلطة القاضي في الشروط التعسفية ال تخرج عن الحكم بأحد الجزاءين ،إما بالحكم
ببطالن الشرط التعسفي وحده أو بطالن العقد برمته إذا تعدر بقائه قائما دون الشرط المعن.4
الفقرة الثانية :الضمانات المقدمة للمقرض خالل المرحلة التالية إلبرام العقد وتنفيذه
ما أن يقع إبرام عقد القرض االستهالكي ،بين المقرض والمقترض ـ المستهلك ـ فإن
األصل أن يرتب هذا األخير التزامات على عاتق طرفيه ،من تاريخ نيل موافقة طرفيه على
بنوده .ويقع عليهم بالتالي التنفيذ الجيد للعقد غير أنه ولدواعي حمائية ،فقد قرر المشرع
للمستهلك إمكانية العدول االختياري عن القعد ،إما من خالل ممارسة حقه في الرجوع عن
العقد (أوال) وإما قد يفضل المقترض االستمرار فيه .وإذا ما رغب في إنهائه فله كذلك الحق
في إعمال حقه في الوفاء المسبق بالقرض (ثانيا) وهاتين الحاالت ،تعتبران من بين أهم
الضمانات التعاقدية التي يوفرها عقد القرض االستهالكي ألطرافه وخاصة المستهلك.
أوال :إقرار حق الرجوع عن عقد القرض االستهالكي لفائدة المقترض
بقصد زيادة الحماية لجمهور المستهلكين ،فإن المشرع قد قرر للمقترض المستهلك أن يقرر
في أي وقت ،وكلما تبين له أن القرض ال يخدم مصلحته .أن يبادر إلى ممارسة حقه القانوني
في الرجوع .وما هذا إال خروج عن القاعدة العامة المنصوص عليها في الفصل 230من
ق.إ .ع 5وما يبرر هذا الخروج هو رغبة المشرع في توفير الضمانات القانونية الكفيلة
بحماية المقترض المستهلك.
أ ـ تعريف الحق في الرجوع
التعسق المذكور «. يبق العقد قائما بدون رباف مقتضيات العقد األخرى إذا أمكن أن ر ر 1
ي الشط -تنص عىل أنه " ...تطبق ي
الرحمون ،م س ،ص .350
ر ي - 2حسنة
ر
- 3جميلة الش يف ،م س ،ص .95
- 4مرجع نفسه ,ص .95
ر
5ينص الفصل 230من ق.إ.ع" االلبامات المنشأة عىل وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة لمنشئيها وال يجوز إلغاؤها إال
برضاهما معا أو يف الحاالت المنصوص عليها يف القانون "
11
ويعرف الحق في التراجع ،على أنه الحق الذي منحه المشرع للمستهلك للتراجع عن العقد
المبرم بينه وبين المقرض ،خالل مدة معينة محددة قانونا وغير مرتبة ألي مسؤولية للمستهلك
عن استعمال هذا الحق .فهو الوسيلة القانونية والحمائية التي وضعها المشرع بين يدي
1
المستهلك ،يمكنه من خاللها التراجع عن االلتزامات التي التزم بها عند قبول العقد.
فقد يرى المقترض ولول بعد تمام العقد ،بأنه أساء التقدير وأن الميزات التي يوفرها له عقد
القرض االستهالكي ،الذي وافق عليه تثقل كاهله بالتزامات ال قبل له بها ،أو أنه ال تحقق له
ميزات مهمة .لهذا ومراعاة لمركزه القانوني كطرف ضعيف في الرابطة التعاقدية ،مكنه
2
المشرع من إمكانية التراجع عن التزامه.
وقد علق جانب من الفقه على حق الرجوع قائال "حق التراجع جائز ،بدون جزاء وال تبرير،
فالمستهلك عندما يتراجع فقد قدر على أنه دخل في عالقة لم تكن تتوجه إرادته إليها ،وأن
االلتزامات التي ستترتب ال يمكن أن تتحملها ذمته المالية .وبالتالي فالعدول يحد من استغالل
المهنيين للشروط النموذجية نتيجة انتشار الشروط التعسفية ،وإعطاء فرصة لمراجعة العقد
3
واختيار الرجوع عنه أو تأكيده بعد دراسته ...
ومن الخصائص التي يتمتع بها هدا الحق كضمانة مهمة في عقد القرض االستهالكي نجذ
أهمها:
4
ـ ارتباط هذا الحق بالنظام العام ،وذلك واضح بصريح المادة 49من قانون حماية المستهلك
بحيث ال يمكن للمقرض أن يمنع المقترض من حقه هذا ،أو أن يتم إدراج أي شرط في العقد
يمنع المقترض من ممارسة حق الرجوع ،وكل شرط يقضي بذلك يعتبر باطال .فظال عن أن
المشرع جعل من أحكام القسم الرابع من ق ح .م المعنون "بالممارسات التجارية" من النظام
العام بمقتضى المادة 44منه
ـ الحق في التراجع هو تصرف انفرادي ،يتخذ من طرف واحد وهو المستهلك فاألمر يتعلق
برغبة المستهلك وقدرته ،ومؤهالته ،وحاالته النفسية وال يمكن للمقرض أن يتعارض على
ممارسة هذا الحق.
1مادة 36من ق .ح.م " ...دون الحاجة إىل رتبير ذلك أو دفع غرامة باستثناء مصاريف اإلرجاع إن اقتض الحال "...
الش ر يف ،م.س ،ص 27 2جميلة ر
ر ر ر
«3المادة ... " 85ر
غب أن للمقبض أن يباجع عن البامه داخل أجل سبعة أيام ابتداء من تاري ــخ قبوله للعرض ...
الملك ،م.س ،ص 48 ي 4حسن
ر ر
5جميلة الش يف ،م.س ،ص 32
13
ثانيا :الوفاء المبكر للقرض والعجز عن األداء
يحوز البنك صفة تاجر ،وذلك على اعتبار أن أنشطة المال واالئتمان التي يباشرها ،هي
أنشط تجارية بصريح المادة 6من مدونة التجارة ،1فظال عن وجوب اتخاذ البنك لشكل شركة
مساهمة ذات رأس مال ثابت .2وهو ما يؤكد الصفة التجارية للبنك بصفته مقرض في عقود
القرض االستهالكي .وبالتالي فإن هدفه األساسي هو تحقيق الربح ،ولهذا فهو يضارب في
المال واالئتمان ال سيما عن طريق منح القروض مقابل فائدة وكلما طال أجل سداد القروض
كلما زادت الفائدة التي يحصلها ،وكلما قل أجل السداد قلت نسبة الفائدة التي يجنيه وبالتبعية
3
األرباح التي سيحققها.
لذلك فليس من مصلحة البنوك أن يقع السداد المبكر للقرض ،ألن ذلك سيؤدي عمليا إلى
تقليص حجم الفائدة وبالتالي نقص األرباح .وعليه فإن البنوك كانت تفرض قيودا مرهقة على
زبنائها للحيلولة دون السداد المبكر لهذه القروض .لذلك تدخل المشرع بموجب القانون
31.08بإقراره لحق المقترض بالوفاء المبكر للقرض كواحد من الضمانات القانونية في عقد
القرض االستهالكية (أ) .هذا وقد تطرأ على المقترض ظروف تحول دون إمكانية وفائه بمبلغ
القرض وهو ما يسمى بالعجز عن األداء والمشرع عمل كذلك على تأطير هذه الحالة بما
يوفر ضمانات لكل الطرفين (ب)
أ ـ التنظيم القانوني للحق في الوفاء المبكر
ينص الفصل 866من ق ،إ ،ع على أنه " ال يسوغ إجبار المقترض على رد ما هو ملتزم
به قبل األجل المحدد بمقتضى العقد أو العرف .ويسوغ رده قبل األجل مالم يتنافى ذلك مع
مصلحة المقرض "
وبذلك يصبح األداء قبل األجل مشروعا بمقتضى القانون .ولم يحمل المقترض أي التزامات
مرهقة من ضرورة احترام صيغ أو أجال معينة ،مادام أن عملية األداء المبكر هي في صالح
المقرض .هذا األخير الذي يرى غير ذلك ،ويستغل الشرط الوارد في المادة أعاله الذي
يستوجب عدم التعارض مع مصالح المقرض ،فهو يحتمي بهذا الشرط ليبقى بذلك الخطر
رهينا بالمقترض وحده بحيث يتبين استغالل المؤسسات المقرضة لعمومية النص الوارد ب
4
ق.إ.ع.
أمام هذا الطرح وهذا الوضع الغير المتوازن ،ظل المستهلك ينتظر صدور قانون ينصفه
ويصلح هذه الوضعية ،وهو فعال ما حصل بعد صدور القانون 31.08المتعلق بتحديد
التاىل https://www.droitetentreprise.com :تاري ــخ وساعة االطالع ( 23:33بتاري ــخ ون ر 1
ي مقال منشور عىل الموقع اإللكب ي
)01.04.2023
ر
البواف،- أم -مهدي بن العرن جامعة ، الخاص القانون ف ر
الماسب شهادة لنيل رسالة البنكية، القروض ضمانات ذويب، ياسمي -2
ي ري ي ر
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،الجزائر ،2019-2018 ،ص 9
- 3المواد من 144إىل 147من ق ح م.
15
و بالرجوع إلى الفصل 1117من ق.ل.ع نجد المشرع المغربي يعرف الكفالة بأنها "عقد
بمقتضاه يلتزم شخص للدائن بأداء التزام المدين ،إذا لم يؤديه هذا األخير بنفسه" ،بمعنى أن
الكفالة عقد يتم بين الكفيل و الدائن ،أما الطرف المدين فليس طرفا فيه و ال يشترط رضى
هذا األخير أو موافقته ،1و إذا كانت الكفالة في األصل عقدا مدنيا يتم ابرامه بين أشخاص
عادي ين في الغالب فإن تطور الحياة المدنية و ما صاحب ذلك من توسيع مجاالت التجارة،
سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي أفرز تزايدا للطلب على هذا النوع من الضمانات
الشخصية ،بمعنى أن الكفالة أيضا عي عقد يتم بينن البنك و الكفيل ،بحيث يقدم المدين كفيل
يكفله ل لبنك و ال يهم أن يشترك في هذا العقد المدين الذي قدم الكفيل للبنك ،2و بالنظر إلى
المخاطر الناجمة عن التعامل بالقروض االستهالكية و ما قد يعود على الكفيل من آثار سلبية
نتيجة تملص المدين عن االداء ،فإن القانون 08.31قد اشترط ضوابط أساسية الغرض منها
حماية الكفيل من مخاطر اإلقدام على االلتزام بالكفالة في القروض االستهالكية تكون متوقفة
على الشكلية المحددة في القانون 08.31تحث طائلة البطالن .3إذ نجد المادة 144من
القانون المذكور أعاله تنص على أنه" يجب على الشخص الطبيعي الذي التزم في عقد عرفي
بصفته كفيال في العمليات التي تدخل في نطاق البابين األول والثاني من هذا القسم أن يصمن
في هذا العقد قبل توقيعه ،تحث طائلة البطالن التزامه ،البيان التالي :انني أتواى كفالة
السيد،»...
ونفس الشيء بالنسبة للكفالة التضامنية إذ نجد أن المشرع نص صراحة في المادة 4145من
القانون 08.31عن شكل البيان الذي يفيد التضامن بين الكفيل والمدين األصلي.
والواقع أن تنبيه الكفيل إلى شرط التضامن في العقد يعود بمنفعة كبيرة على هذا الكفيل ،من
حيث أنه تحذره بشرط التضامن ،وتجعله بدراية على نوعية االلتزام الذي أقبل عليه ودرجه
التزامه.5
العاىل
ي القضان ،بحث نهاية التدريب المعهد
ي المغرن دراسة عملية عىل ضوء االجتهاد
ري - 1هشام الصحراوي ،الكفالة البنكية يف القانون
للقضاء ،السنة ،2010-2008ص 7
الدهيب ،موقع الكفالة عىل خري طة الضمانات البنكية الشخصية ،مجلة المحاكم المغربية ،عدد ،100مطبعة النجاح ري - 2جواد
الجديدة ،الدار البيضاء ،أكتوبر ،2007ص 87
الش ر يف،م س،ص .7 - 3جميلة ر
الب تدخل يفر 4
تنص المادة 145من القانون 31.08عىل أنه" إذا طلب الدائن كفالة عىل وجه التضامن من أجل إحدى العمليات ي
والثان من هذا القسم ..يجب عىل الشخص الذي يتوىل مهمة كفيل أن يسبق البابي األول الب تدخل يف نطاق ر
ي ر
ر إحدى العمليات ي
التاىل"
طائلة بطالن البامه البيان ي توقيعه تحث
الش ر يف ،م س ،ص .55 - 5جميلة ر
16
وبالرجوع إلى المادة 147من القانون 08.31نجد أن المشرع اشترط شروط معينة البد
من توافرها في الكفيل لكي تتحقق الكفالة ضمانة للبنك من مخاطر إعسار المقترض وغيرها،
ومن بين هذه الشروط تناسبية التزام الكفيل وأمواله ومداخيله. 1
يالحظ من خال مقتضيات هذه المادة أن الشرط الذي وضعه المشرع من خالل هذه المادة
المذكورة يوفر ضمانة غاية في األهمية بالنسبة للمؤسسة البنكية فهي ال تقبل إال بالكفيل
الميسر ،و ذمته المالية متناسبة مع الدين المضمون ،هكذا تتفادى الرجوع على أشخاص
معسرين الذمة المالية و ما يترتب على ذلك من آثار سلبية ،بحيث إذا قبلت بكفالة مقدمة من
قبل شخص دو ذمة مالية ال تتناسب مع الدين المضمون بشكل واضح ،قد تواجه بالدفع
ببطالن التزام الكفيل لعدم تناسبية التزامه مع الدين المضمون عند ابرام العقد و تحلل الكفيل
من التزامه و بالمقابل فإن اشتراط مبدأ التناسبية بين ذمة الكفيل و الدين المضمون سيوفر
حماية لهذا الكفيل من مخاطر التنفيذ الجبري على أمواله الخاصة و عند االقتضاء تعرضه
لعقوبة االكراه البدني.2
وبالرجوع إلى المادة 146من القانون 08.31نجد أن المشرع ألزم المؤسسات البنكية أثناء
سريان عقد القرض االستهالكي بأن تخبر كل شخص طبيعي كفيل في عملية االئتمان ذات
الطابع االستهالكي ،بتوقف المدين األصلي عن األداء منذ حدوت أول عارض ،وفي حالة
عدم تقيد الممول بهذا االلتزام فإن الكفيل ال يلتزم بأداء الغرامات أو الفوائد التأخيرية المستحقة
بين تاريخ أول عارض والتاريخ الذي تم فيه إخبار الكفيل.3
ثانيا :الضمانات العينية (حق المقرض في الحصول على الرهن)
عرف المشرع المغربي الرهن من خالل الفصل 147من ق.ت.ع بأنه "حق عيني عقاري
على العقارات المخصصة ألداء التزام وهو بطبيعته ال يتجزأ ويبقى بأكمله على العقارات
المخصصة له وعلى كل جزء منها ويتبعها في أي يد انتقلت إليها" ،ويعتبر الرهن من أهم
الضمانات العينية المقدمة في القروض االستهالكية التي تساعد على توثيق الديون والحقوق
مثلها في ذلك مثل الكفالة والحوالة إذ أنها تمكن من ضمان الوفاء بالحقوق وصيانتها من
الضياع عند الجحود أو النسيان أو الوفاة وضمان تحصيلها.4
الب تدخل يف ر - 1تنص المادة 147من القانون 31.08عىل أنه" ال يمكن للمقرض أن
يعتد بعقد كفالة يتعلق بعملية من العمليات ي ر
غب متناسب بشكل واضح مع أمواله طبيع يكون البامه ،عند إبرامه ،ر
ي والثان من هذا القسم ،أبرمه شخص ي البابي األول
ر نطاق
ر
ومداخيله ،ما عدا إذا كانت للكفيل ذمة مالية تساعده عىل الوفاء بالبامه عند دعوته إىل ذلك "
الش ر يف ،م س ،ص 56 - 2جميلة ر
البر - 3تنص المادة 146من القانون 31.08عىل أنه "يجب عىل المقرض أن ر
طبيع كفيل يف إحدى العمليات ي ي يخب كل شخص
وف حالة عدم تقيد األصىل عن األداء منذ حدوث أول عارض .ي ي الثان من هذا القسم ،بتوقف المدين البابي األول و ي
ر تدخل يف نطاق
المقرض بهذا ر
التأخب المستحقة ربي تاري ــخ العارض األول المذكور والتاري ــخ
ر االلبام ،فإن الكفيل ال يلزم بأداء الغرامات أو الفوائد عن
الذي تم فيه إخباره بذلك'
الش ر يف ،م س ،ص 57 - 4جميلة ر
17
ويعتبر الرهن من الضمانات العينية التي تخول للدائن حقا عينيا تبعيا على مال أو عدة أموال
مملوكة للمدين بحيث يمكنه بيعها واستيفاء حقه من ثمنها باألولوية على غيره من الدائنين
وكذا حقه في تتبعها ويعطي على سبيل الرهن قائمة من السلع والتجهيزات العقارية لضمان
القروض البنكية من أجل ضمان استرداد القرض .1
وعموما فإن الرهن كما هو معهود عليه في ظل القواعد العامة تنقسم الى رهن رسمي ورهن
حيازي:
فالرهن الرسمي هو حق عيني ينشأ بموجب عقد رسمي هو الرهن ،ويتقرر ضمانا للوفاء
بدين على عقار مملوك للمدين أو الكفيل عيني ،ويكون بموجبه للدائن الحق في استيفاء دينه
من ثمن هذا العقار متقدما في ذلك على الدائنين العاديين لمالك هذا العقار والدائنين أصحاب
الحقوق العينية على هذا العقار المتأخرين في المرتبة ومتتبعا هذا العقار في يد من انتقلت
إليه.2
أما الرهن الحيازي فهو عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من الغير يعمل لمصلحته شيئا
منقوال أو عقاريا أو حقا معنويا ،لضمان االلتزام وهو يمنح الدائن حق استيفاء دينه من هذا
الشيء باألسبقية على جميع الدائنين اآلخرين إذا لم يف له به الدائن.3
وارتباطا بقانون االستهالك نقول على أن الرهن هو الوسيلة التي يتوفر عليها البنك المقرض
لضمان سهولة استيفاء حقوق المقترض المستهلك عند وجود عارض من عوارض األداء،
وذلك عبر التنفيذ الجبري على المال موضوع الرهن وفق اإلجراءات والشروط التي يفرضها
القانون .إال أن ما يميز منطق الرهن في القروض االستهالكية هو إلزام المشرع المغربي
البنك المقرض في الرهن بضرورة احترام مبدأ التناسبية بين الدين المضمون وقيمة المال
المرهون ومنه يجب على المقرض في هذه الحالة أال يبالغ في طلب رهون تفوق قيمتها مبلغ
الدين المضمون.4
غير أن مبدأ التناسبية بين قيمة الدين والرهن ليس جديدا في قانون االستهالك بل نجده مسبقا
في قانون م.م من خالل الفصل 5549الذي يستشف من خالل قراءة مقتضياته أن المشرع
ر
الماسب ،جامعة محمد بوضياف-المسيلة ،-كلية الحقوق والعلوم نوف ،ضمانات القروض البنكية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة 1
غادة ي
السياسية ،السنة ،2017-2016ص 24
2حمزة النمر ،مقال منشور عىل موقع منتديات ستار تايمز ،عىل الوقع https://www.startimes.com/?t=16195131
تاري ــخ االطالع 31/03/2023عىل الساعة 00:16
- 3ينص الفصل 1170من ق.ت.ع عىل أنه " أما الرهن الحيازي فهو عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من ر
الغب يعمل ...
الشء محل الرهن الحيازي"...ر لمصلحته شيئا لضمان ر
التخىل عن حيازة ي
ي يقتض
ي البام ،و الذي
الش ر يف ،م س ،ص 58
- 4جميلة ر
ر
- 5ينص الفصل 549من ق.م.م عىل أنه « ال يمكن تمديد الحجز التنفيذي إىل أكب مما هو الزم ألداء ما وجب للدائن و تغطية
الجبي"...
مصاريف التنفيذ ر
18
كرس قاعدة مفادها أنه ال يجوز الحجز بأكثر ما هو واجب األداء ،ومنه على المقرض ان ال
يأخذ من المقترض في الرهن إال بالقدر الذي يتناسب مع دينه.
وعليه فإن أي شرط من قبل البنك يحتوي على استحواذ ضمانات مبالغ فيها بالنظر لقيمة
القرض الممنوح يعد شرطا تعسفيا يتعين المطالبة ببطالنه طالما أن ذلك يؤدي إلى اختالل
واضح في حقوق والتزامات الطرفين.1
وكما هو معلوم فإن الرهن من الضمانات األساسية التي من خاللها يتم الضغط على المدين
من أجل الوفاء اختياريا بااللتزامات وإال لجأ المقرض إلى التنفيذ الجبري.
بحيث أنه إن تملص المقترض عن األداء االختياري فيكون المقرض ومضطرا إلى سلوك
اجراء التنفيذ الجبري على العقار والمنقول الضمان لدينه .من هنا تتعاضد حقوق المؤسسة
البنكية في استيفاء حقوقها عبر مسطرة التنفيذ الجبري على المال المرهون بما توفره هذه
اآللية من امتيازات وحقوق فعالة عبر اآلثار التي تتولد عن سلوك مسطرة تحقيق الرهن.
ولعل من أهم هذه االمتيازات 2ما يلي:
• حق التتبع :ويعرف بكونه حق الدائن المرتهن في مالحقة المال المرهون في حالة
انتقال ملكيته أو في أي حق عيني آخر عليه مقابل للرهن الى الغير من أجل استيفاء
دينه من ثمنه بعد التنفيذ عليه ،3وهذا ما جاء في المادة 198من م.ح.ع التي تنص
على أنه «« .
• حق األفضلية :بالرجوع إل .المادة 192من م.ح.ع نجدها تنص على أنه "يستوفي
الدائن المرتهن دينه من ثمن الملك حسب رتبة تقييده في الرسم العقاري وذلك باألولوية
على باقي الدائنين المرتهنين التاليين له في المرتبة وكذا على الدائنين العاديين" ،وهكذا
فإن حق األفضلية يعد من الضمانات المخولة للمقرض في إطار القرض االستهالكي
من خالل تخويله امكانية استيفاء مبلغ الدين باألولوية على باقي الدائنين.
• حق الحبس :بالرجوع إلى المادة 155من م.ح.ع نجدها تنص على أنه " يتمتع لدائن
المرتهن رهنا حيازيا بحق الحبس الملك المرهون" فيستشف من هذه المادة امكانية
الدائن في قبض الشيء المرهون رهنا حيازيا بين يديه .هذه االمكانية من شأنها أن
توفر للدائن سهولة بيع الشيء المرهون بمجرد اندار المقترض بالوفاء وامتناعه إال
أنه بالمقابل وإن كان حق الحبس ضمانة أساسية يطمئن إليها الدائن استيفاء حقوقه،
فإن حيازتها تخلو من محاذير من حيث أنها تثقل كاهل الدائن بمصاريف حفظ الشيء
1
التأمي وفقا لمدونة التأمينات الحديدة 2006مطبعة الجسور ،وجدة ،ص 16
ر
ر بناض ر ي
حاج ،النظرية العامة يف قانون
2يوسف مركوم :الضمانات التعاقدية يف القروض االستهالكية ،رسالة لنيل دبلوم الماسب ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة السنة الجامعية ،2011/2010ص 45
الش ر يف :م.س ،ص70 3جميلة ر
21
مع تحمله في حالة عدم التنفيذ للعقد ،استدرار السلعة ودفع األكرية الغير مؤداة بتعويض
1
بحسب النظر إلى المدة المتبقية من العقد.
والواقع أن شرك االحتفاظ بالملكية يوفر للمقرض حماية مبالغ فيها ،وفي المقابل ذلك إجحاف
في حق المقترض المستهلك الذي يكون مضطرا لدفع كل هذه التعويضات باإلضافة إلى
إرجاع السلعة أو منتوج إلى المؤسسة المقرضة ،غير أن القانون ذاته الذي جاء بنوع من
اإلجحاف وبسط معادلة معقدة قد توفق في توفير الحماية للمقترض عندما نص في المادة
106في فقرتها الثالثة من قانون 31.08على أنه " يجوز للمكتري أن يقدم المكري داخل
أجل ثالثين يوما ً من تاريخ فسخ العقد ،مشتريا يقدم عرض شراء مكتوب ...وإذا لم يقبل
المكري العرض المذكور وبيعت بعد السلعة بسعر أقل ،فإن القيمة الواجب خصمها هي قيمة
العرض المفروض من قبله ".
ولمواجهة تعسف المؤسسات البنكية في هذا اإلطار ،حيث كانت تعمد إلى استرجاع المبيع في
حالة توقف المقترض " المشتري" عن أداء األقساط ،على الرغم من أداء هذا األخير حزء
من المبلغ المدين به ،فقد نص القانون الجديد لضمانات المنقولة ، 2على أنه يرتب على األداء
الجزئي لثمن بيع األشياء القابلة لالستهالك ،االنقضاء الجزئي للشرط االحتفاظ بالملكية هذه
األشياء وذلك في حدود الثمن المؤدى ،وهو ما نص عليه الفصل 3 22/618يترتب عن األداء
الجزئي لثمن بيع األشياء القابلة لالستهالك االنقضاء الجزئي لشرط االحتفاظ بملكية هذه
األشياء وذلك في حدود الثمن المؤدى مالم يشترط غير ذلك .
باإلضافة إلى أن حق الملكية هذا يمارس على األشياء القابلة لالستهالك في حدود الدين الذي
ال يزال مستحقا على تلك األشياء التي تكون بحوزة المشتري أو لحسابه والتي تكون من نفس
4
النوعية والجودة.
وتجدر اإلشارة في النهاية إلى أنه حتى يحتج بشرط الملكية من قبل المقرض تجاه الغير يتعين
عليه ،ضرورة تقييد شرط االحتفاظ بالملكية في السجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة
وذلك طبقا للفصل 21/618من قانون 18.2
المقبض لعقد إيجار مقرونر الب تنص عىل أنه " يحق للمقرض يف حالة عدم تنفيذ ر 1المادة 106يف فقرتها األوىل من
قانون 31.08ي ر
وغب الؤداة ،بتعويض يحسب بالنظر إىل المدة المتبقيةبوعد بالبيع أن يطالب عالوة عىل إسبداد السلعة ودفع األكرية المستحقة ر
من العقد ويساوي الفرق ربي القيمة المتبقية للسلعة كما هو منصوص عليها يف العقد ،ويساوى الفرق ربي القيمة المتبقية للسلعة
وبي القيمة التجارية
غب الحال أجلها من جهة ركما هو منصوص عليها يف العقد بإضافة القيمة المتبقية يف تاري ــخ فسخ العقد األكرية ر
للسلعة المستوردة من جهة أخرى ".
2قانون رقم 18.21المتعلق باضمانات المنقولة الصادر بتاري ــخ 11من شعبان 17( 1440أبريل )2019الجريدة الرسمية عدد
6777.16شعبان 22، 1440أبريل .2019
3الفصل 22/618من قانون 18.21
4الفصل 26/618من قانون 18.21الذي ينص عىل أنه " يمارس حق ملكية األشياء القابلة لإلستهالك يف حدود الدين الذي اليزال
والب تكون من نفس النوعية ونفس الجودة " ر ر ر
الب بحوزة المشبي أو الذي لحسابه ي مستحقا عىل األياء ي
22
المبحث الثاني :الضمانات القضائية والمؤسساتية في عقد القرض االستهالكي
باإلضافة الى الضمانات القانونية التي وفرها المشرع المغربي في عقد القرض
االستهالكي لتحقيق التوازن بين اطراف هذا العقد نجد ضمانات أخرى تعاقدية كفيلة بتحقيق
توازن واستقرار عقدي بين اطراف هذا العقد ويتعلق االمر بالضمانات القضائية (المطلب
األول) والضمانات المؤسساتية (المطلب الثاني)
المطلب األول :الضمانات القضائية لتحقيق التوازن العقدي في عقد القرض االستهالكي
يشكل القضاء في الوقت الحالي حصن منيع لحماية حقوق االفراد وحل نزاعاتهم وتامين
حقوقهم وضمان أمنهم القضائي ،وهكذا نجد للقضاء في عقود القرض االستهالكي دور يتجاوز
المنطق الذي يتحرك فيه في مجال القواعد العامة ،من خالل اليات جديدة خولها له القانون،
رقم ،31/08تتمثل في البحث عن وسائل تمكنه من إقامة التوازن بين العالقة التعاقدية التي
تجمع بين مركزين ليس لهم نفس القوة االقتصادية .ومن أهم التدخالت او الضمانات القضائية
إلقامة التوازن العقدي بين المستهلك والمقترض نجد تدخله فب اطار منح االمهال القضائي
للمقترض (الفقرة األولى) .وتدخله في رفض وابطال وتعديل الشروط التعسفية التي يفرضها
الطرف القوي في العقد (الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :تحقيق التوازن العقدي من خالل منح االمهال القضائي
يقصد باإلمهال القضائي الفترة التي يجيز فيها للطرف المدين تمديد أجل استحقاق
االلتزام بفعل الظروف الصعبة التي يمر منها هذا المدين .1وإذا كان األصل انه يحظر على
القاضي تمديد أجل االلتزام الذي اتفق عليه األطراف او المحدد قانونا كما يؤكد على ذلك
الفصل 128من ق ل ع ،2فان المادة 149من ق ح م 3تشكل االستثناء الذي يسمح به
القانون في هذه الحالة بتمديد اجل االلتزام المتفق عليه من قبل األطراف ،وذلك في كل حالة
تتوفر فيها الشروط المحدد في المادة المومأ اليها أعاله (أوال) وبتوفر هاته الشرط ينتج لنا
أثر هام وهو وقف سريان عقد القرض مؤقتا كأثر مباشر عن منح االمهال القضائي (ثانيا).
1ينص الفصل الخامس من قانون المسطرة المدنية عىل " يجب عىل كل متقاض ممارسة حقوقه طبقا لقواعد حسن النية"
2فيصل هدهود ،م س ،ص .48
الش ر يف ،م س ،ص76
3جميلة ر
4قرار عدد ،523ملف عدد ،2020/1101/488الصادر بتاري ــخ ،2020/09/08الذي جاء يف حيثياته " حيث يستشف من ظاهر
ر
الب تعرفها البالد والمتمثلة يف
كبب من جراء الظروف الصعبة ي
المدغ يزاول مهنة حرة وتأثر دخله بشكل ر
ر ر ي الوثائق والمستندات أن
جائحة كورونا وأنه بسبب ذلك سيتعذر عليه الوفاء بالباماته المبتبة عن عقد القرض اتجاه المقرضة السيما وان ظروف الجائحة
وغب معروفة المدى"
ال زالت قائمة ر
25
والتوقف عن العمل بذكر المستأنف مردودة عليه لكونها مجرد ادعاء يعزوه الدليل وبالتالي
غير منتجة في النزاع.1
وتجدر اإلشارة في األخير الى ان األسباب الموضوعية المبررة للتوقف عن االداء المحددة
في المادة أعاله جاءت على سبيل المثال ال على سبيل الحصر ما دام ان المشرع استعمل
عبارة "والسيما في حالة" وهو ما يؤكد انه يمكن لرئيس المحكمة استنادا الى سلطته التقديرية
ان يمنح االمهال القضائي في حاالت أخرى مشابهة عبر استعمال القياس.2
الشرط الثاني :عدم تجاوز المهلة القضائية المدة القصوى المحددة قانونا
اذا كان المشرع المغربي في اطار الفصل 243من ق ل ع لم يحدد مدة قصوى للمهلة
القضائية حيث ترك تحديد مدتها للسلطة التقديرية للقاضي بالنظر الى كل حالة على حدة تبعا
الختالف ظروف ومالبسات كل قضية شريطة ان تكون المدة معتدلة ،3فانه بالرجوع الى
الفقرة الثانية من المادة 149نجدها تنص على انه " يجوز للقاضي ،عالوة على ذلك ،أن
يحدد في األمر الصادر عنه كيفيات أداء المبالغ المستحقة عند انتهاء أجل وقف التنفيذ ،دون
أن تتجاوز الدفعة األخيرة األجل األصلي المقرر لتسديد القرض بأكثر من سنتين .غير أن له
ذهب أن يؤجل البت في كيفيات التسديد المذكورة إلى حين انتهاء أجل وقف التنفيذ" نجده
في اتجاه مخالف واشترط اجل سنتين كمدة قصوى يجب اال يتعداها االمهال القضائي.
وفي هذا االطار نورد قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 9يونيو 2021جاء في
حيثياته" االمهال القضائي المنصوص عليه في المادة 149من القانون ...08/31يجب أن
يحدد في أجل أقصاه سنتين بين الدفعة األخير واالجل األصلي المحدد لتسديد القرض وال
يمكن ان يمتد الى حين زوال السبب الذي على أساسه منح االمهال القضائي.4
الشرط الثالث :أن يقدم الطلب بشأن االمهال القضائي أمام رئيس المحكمة
إن الطلب الرامي الى االستفادة من نظام االمهال القضائي يجب أن يقدم شكال امام رئيس
المحكمة بصريح المادة 149من ق ح م باعتباره الجهة المختصة في اصدار امر بمنح او
رفض االمهال القضائي ،وبالتالي فان مصطلح القضاة الوارد في الفصل 243من ق ل ع
غب منشور 1قرار رقم ،1785ملف رقم 8201/2016/611صادر بتاري ــخ 2018/10/25ر
2فيصل هدهود ،م س ،ص.52
3محمد كشبور ،نظام التعاقد ونظريات القوة القاهرة والظروف الطارئة ،الطبعة األوىل ،مطبعة النجاح ،الجديدة ،الدار البيضاء،
،1993ص .176
4قرار عدد ،384ملف تجاري عدد.2020/1/3 ،1221
26
يقصد به رؤساء المحاكم وليس قضاة الموضوع وهذا ما أكده قرار صادر عن المحكمة
االبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ .20121/08/10
غير أن المادة 149جاءت عامة لم تحسم في المحكمة المختصة نوعيا ومكانيا ،كذلك لم
تحدد الصفة التي يبث بها رئيس المحكمة في هذا الطلب هل في اطار اختصاصه االستعجالي
أم في اطار اختصاصه الوالئي؟ فبالنسبة للمحكمة المختصة مكانيا وطبقا للفقرة الثانية من
المادة 202من ق ح م هي محكمة موطن أو محل إقامة المستهلك أو محكمة المحل الذي
وقع فيه الفعل المتسبب في الضرر باختيار من هذا االخير .2أما بالنسبة لالختصاص النوعي
فإن المشرع حسم النقاش الذي كان يثار من قبل 3وذلك بتعديله للمادة 202وإضافة فقرة
تسند االختصاص صراحة للمحكمة االبتدائية بالرغم من كل شرط مخالف ،حيث تنص الفقرة
األولى من المادة المذكورة على أنه " في حالة النزاع بين المورد والمستهلك ،ورغم وجود
أي شرط مخالف ،فغن االختصاص القضائي النوعي ينعقد حصريا للمحكمة االبتدائية".4
وبالنسبة للصفة التي يبث بها رئيس المحكمة نجد المشرع لم يحسم في هذا االمر مما نتج عنه
تضارب واختالف عملي في تأويل رؤساء المحاكم لطبيعة تدخلهم على مستوى هذه المسطرة،
حيث يذهب بعض رؤساء المحاكم الى أن طلب االمهال القضائي يجب البت فيه من طرف
رئيس المحكمة بصفته تلك أي في اطار اختصاصه الوالئي باعتباره قاض لألمور الوقتية
وفقا لإلجراءات الوقتية المنصوص عليها في المادة 148من قانون المسطرة المدنية،
ونستحضر في هذا االطار أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء الذي جاء
في حيثياته" وحيث إن المدعي قدم طلبه في اطار المادة 149من ق ح م ...وحيث بالرجوع
الى هذه المادة يتضح أن المشرع أوكل االختصاص بموجبها الى رئيس المحكمة ،وحيث إن
معنى ذلك أن رئيس المحكمة يزاول اختصاصه في هذا االطار بهذه الصفة وليس بصفته
قاضي لألمور المستعجلة .وحيث إن تقديم الطلب الى هذا األخير ،يجعله مقدم لجهة غير
مختصة ويتعين التصريح بذلك .5"...في حين ذهب اتجاه اخر من رؤساء المحاكم الى ان
البت في طلب االمهال القضائي يتم من خالل االختصاص االستعجالي ال الوالئي ،مستندين
قاضي غب منشور ،جاء يف حيثياته" إن االختصاص أعاله يخرج عن اختصاص 1قرار عدد ،17444ملف رقم ،12599/24/12ر
ر
الموضوع ويدخل يف اختصاص رئيس المحكمة الذي له الحق يف أن يوقف بموجب امر تنفيذ البامات المدين يف حالة الفصل عن
العمل"...
تعتب المحكمة المختصة مكانيا محكمة موطن أو محل إقامة المستهلك أو 2تنص الفقرة الثانية من المادة 202من ق ح م عل انه" ر
األخب.
ر محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المتسبب يف الضر باختيار من هذا
القضان من اختصاص المحكمة العادية ومن هم من ي 3حيث كان هناك خالف ربي القضاء ،فمنهم من كان يقول ان مسطرة االمهال
القضان ان هذه المسطرة من اختصاص القضاءين معا. ي كان يقول ان المسطرة من اختصاص المحاكم التجارية .واستقر العمل
الثان ربيع من 25 ـخـ ي
بتار ، 85 / 20 /1 رقم يف هب ر
الش ر الظ بتنفيذه 4تمت إضافة هذه الفقرة بموجب القانون رقم 78ـ 20الصادر
ي
ديسمب ،)2020ص .8465 ر دسمب ،)2020الجريدة الرسمية عدد 6945بتاري ــخ 6جمادى األوىل 21( ،1442 ر 11(1442
5أمر أورده فيصل هدهود ،م س ،ص .37
27
في ذلك على عدة مبررات من بينها ان القضاء االستعجالي يوفر ضمانات قوية للمستهلك
والمقرض في نفس الوقت.
ثانيا :االثار المترتبة عن منح االمهال القضائي للمقترض
في اطار نفس المادة المنظمة لإلمهال القضائي وبقراءتنا لها فانة يترتب على منح االمهال
القضائي مجموعة من االثار سنعالج من بينها وقف تنفيذ التزامات المدين المقترض خالل
فترة سريان االمهال القضائي ،وجواز قيام المقرض بإجراءات تحفظية.
وقف إجراءات التنفيذ .I
قبل صدور القانون 31.08كان المشرع المغربي ينص على أن هذا األثر بشكل صريح من
خالل الفقرة الثانية من الفصل 243من ق ل ع ،الشيء الذي يؤدي الى ايقاف اجراءات
المطالبة باآلداء ،مع إبقاء األشياء على حالها ،بمفهوم آخر أن سريان الدعوى يتوقف طيلة
تلك المنحة القضائية ،ونفس األمر ينطبق على اجراءات التنفيذ.
وبمجرد صدور القانون 31.08لم يبقى لهذا األثر الغموض الذي كان يحيط به في إطار
الفصل 243من ق ل ع ،حيث جاء المشرع المغربي بهذا األثر صراحة في المادة 149
من القانون 31.08عندما قال "…يمكن والسيما في حالة الفصل عن العمل أو حالة اجتماعية
غير متوقعة أن يوقف تنفيذ التزامات المدين بأمر من رئيس المحكمة المختصة"...
وبالتالي فإنه يترتب على منح المدين المهلة القضائية وقف تنفيذ التزاماته الى حين انصرام
تلك المدة ،إذ ال يجوز للدائن مطالبته باألداء خالل سريانها.1
وباإلضافة الى منع مؤسسة االئتمان من المطالبة التنفيذ خالل سريان أجل االمهال القضائي
الممنوح يمنع عليها كذلك داخل نفس االجل المطالبة بأية تعويضات أو غرامات على األقساط
المستحقة التي لم تؤدى خالل المدة الزمنية لإلمهال القضائي ،ورغم ان المشرع لم يشر الى
هذا المقتضى ضمن المادة 149من ق ح م اال أن ذلك يستفاد من اآلثار اإلجرائية العامة
المبدئية لإلمهال القضائي الذي يمنع داخل المدة التي يسري فيها مطالبة مؤسسات االئتمان
بأية فائدة تأخيرية عن التأخير في األداء أو تعويض عن أقساط القرض المستحقة في فترة
سريان االمهال القضائي ،الن تدبير االمهال القضائي رخصة قضائية تمنح من رئيس المحكمة
القضان يف القانون ،31.08مقال منشور عىل مجلة القانون واالعمال الدولية ،بتاري ــخ 22
ي 1المهدي فتح هللا ،خصوصيات اإلمهال
ون ،/ https://www.droitetentreprise.com/21568:تم االطالع عليه بتاري ــخ 25مارس ،2023 ر
رفباير ،2021الموقع االلكب ي
عىل الساعة .13:50
28
للمدين تعطي له حق عدم أداء ديونه التي هو مدين بها لدائنه بقوة القانون الى حين انتهاء
مفعوله.1
اذا متع رئيس المحكمة المستهلك بحماية قضائية فان المقرض يمكنه حماية لحقه المالي سلوك
إجراءات تحفظية وهو ما يفسر نجاعة النظام القانوني لإلمهال القضائي الذي يتوخى التوفيق
بين مصالح األطراف المتنازعة داخله ،فالسماح للدائن باتخاذ إجراءات تحفظية حماية لحقوقه
ومصالحه هو تكملة لشروط االمهال القضائي ،وهو ما يعزز مهمة القاضي في تحقيق التوازن
العقدي .2ومن ضمن اإلجراءات التحفظية التي يمكن لمؤسسة االئتمان اتخاذها إجراء حجز
تحفظي ،أو سلوك مسطرة الحجز لدى الغير حماية لحقه من الضياع.
الفقرة الثانية :تحقيق التوازن العقدي من خالل الحد من الشروط التعسفية
إذا كان األصل في العالقات التعاقدية ان العقد شريعة المتعاقدين ،3فان ترك المجال الواسع
لحرية األطراف قد يمس بحقوق احدهم خاصة الطرف الضعيف الذي يجد نفسه مضطر
لقبول شروط تعسفية وقاسية تضر بمصالحه لحاجته الملحة في الشيء المتعاقد عليه .ومن
هنا نجد ق ح م وفر للقضاء معايير يستطيع معها تحديد الشروط التعسفية ،4ومن بين هذه
المعاير نجد سلطة القاضي في بطالن الشروط التعسفية في العقد (أوال) وطلب تفسير شروط
العقد (ثانيا) ،وسلطته أيضا في تعديل شروط العقد (ثالثا)
أوال :سلطة القاضي في بطالن شروط العقد
يعد بطالن القضاء للشروط التعسفية من أهم الجزاءات المدنية التي تم إقرارها من طرف
المشرع المغربي في ق ح م ،وهذا البطالن يخضع للسلطة التقديرية للقاضي ،قد يكون هذا
البطالن كلي يطال كل شروط العقد ،وفقد يكون جزئي يطال فقط الشرط التعسفي دون غيره
من شروط العقد ،اذا امكن ان يبقى العقد قائما بدون الشرط التعسفي وهو حل مالئم للمستهلك
ألنه يمكنه من االستفادة من السلعة او الخدمة محل العقد مع استبعاد الشروط التعسفية المضرة
بمصالحه .5غير أنه يثار تساؤل بخصوص هذه البطالن هل هو بطالن نسبي أم مطلق؟ حيث
عرف هذا االمر خالفا فقهيا واسعا ،وتجنبا للدخول في هذه اآلراء الفقهية ،نجد المشرع
االستهالك ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون الخاص ،جامعة محمد الشوط التعسفية يف عقد القرض 1الرحمون حسنة ،ر
ي ي
الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،أكدال ـ الرباط ،2012/2011 ،ص 377وما يليها.
2ينص الفصل 461من ق ل ع عل انه " إذا كانت الفاظ العقد ضيحة امتنع البحث عن قصد صاحبها"
المدن عدد 29678بتاري ــخ ,1977/5/20مجلة قضاء المجلس
ي 3قرار المجلس األعىل (محكمة النقض حاليا) عدد 201يف الملف
األعىل عدد , 85ماي 1980ص 120
ون: الشوط التعسفية ف القانون المغرن ،مقال منشور عىل مجلة ،marocdroitالموقع االلكبر 4خالد بامو ،حماية المستهلك من ر
ي ري ي
،https://m.marocdroit.comتم االطالع بتاري ــخ 17:30مساء.
30
العقد مركزه وخبرته الفنية أو القانونية لفرض شروط جزائية الهدف منها الحصول على مزايا
وتحقيق األرباح على حساب الطرف األخر ,فان الوظيفة األصلية للشرط الجزائي تتحول من
وظيفة تعويضية إلى وظيفة تهديدية ووسيلة لالستغالل واإلثراء على حساب التوازن العقدي
.األمر الذي يجعلها تعسفية يجوز للقاضي التدخل من اجل تعديلها حسب األحوال إلعادة
التوازن إلى االلتزامات التعاقدية حماية للمدين وهو الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية،
وتمكين المستهلك من هذه اإلمكانية في مراجعة الشرط الجزائي قضائيا وبطالن الشرط
المخالف لمقتضيات الفصل 264من ق ل ع.1
المطلب الثاني :الضمانات المؤسساتية في عقد القرض االستهالكي
انطالقا مما سبق فإنه يقينا أن عقد القرض االستهالكي ينطوي على مجموعة من
"االمتيازات" ،في شكل ضمانات ،وعليه سنتطرق في (الفقرة األولى) لشروط لالعتراف
لجمعيات حماية المستهلك بالحق في التقاضي على أن نتطرق في (الفقرة الثانية) لفعالية
جمعيات حماية المستهلك
الفقرة األولى :شروط االعتراف للجمعيات بالحق في التقاضي
إن ممارس ة الجمعية لمهامها المتمثلة في الدفاع عن مصالح المستهلكين ال يكون إال بعد
اكتساب هذه الجمعية للشخصية المعنوية ،وفي سبيل ذلك نجد القانون يتطلب شروطا شكلية
(أوال) وأخرى موضوعية (ثانيا):
أوال :الشروط الشكلية لالعتراف لجمعيات حماية المستهلك بالحق في التقاضي
بالرجوع إلى المادة 9من ظهير 1.58.376الذي يضبط بموجبه حق تأسيس الجمعيات
الذي تم تعديله بموجب قانون 75ـ ،00نجدها تنص على أن كل جمعية باستثناء االحزاب
السياسية والجمعيات ذات الصبغة السياسية ،يمكن أن يعترف لها بصفة المنفعة العامة بمقتضى
مرسوم بعد أن تقدم طلبا في الموضوع وتجرى السلطة اإلدارية بحثا في شأن غايتها ووسائل
عملها.
ويجب أن يتم الرد عليه باإليجاب أو الرفض معلال في مدة ال تتعدى ستة أشهر تبتدئ من
تاريخ وضعه لدى السلطة اإلدارية المحلية .وتحدد الشروط الالزمة لقبول طلب الحصول
على صفة المنفعة العامة بنص تنظيمي.2
33
خالل مقتضى هذه المادة أن المشرع اشترط ضرورة حصر غرض جمعيات حماية
المستهلكين في الدفاع عن مصالح المستهلك فقط.1
وبالرجوع إلى المادة 153من ق.ح .م نجدها تنص على أنه" ال تعتبر جمعية لحماية المستهلك
حسب مدلول هذا القانون ،الجمعية التي:
ـ تضم بين أعضائها أشخاصا معنويين يزاولون نشاطا يهدف إلى الحصول على ربح
ـ تتلقى مساعدات أو إعانات من مقاوالت أو مجموعة مقاالت تزود المستهلك بسلع أو منتجات
أو تقدم لهم خدمات
ـ تقوم باإلشهار التجاري أو إشهار ال يكتسي طابعا إعالميا صرفا فيما يخص السلع أو
المنتوجات أو الخدمات
ـ تتولى القيام بأنشطة أخرى لغرض يكتسي طابعا سياسيا
غير أن ما يالحظ على مقتضيات هده المادة السابقة أنها تتعارض مع ما أقرته منظمة األمم
المتحدة 2بخصوص المبادئ التوجيهية لسياسة حماية المستهلك والتي هي على الشكل التالي:
ـ المحافظة على صحة المستهلك وسالمته
ـ الرفع من مستوى المصالح االقتصادية للمستهلكين وحمايتها
ـ اإلعالم المناسب للمستهلكين ليكونوا في وضعية تتيح لهم االختيار دون الخضوع ألي تأثير
ـ تمكين المستهلك من الحصول على تعويض حقيقي عن األضرار التي قد يتعرض لها ،توعية
المستهلك وتثقيفه ."....
فتوجهات األمم المتحدة ربطت مجال حقوق المستهلك بمجاالت مختلفة ومتنوعة ،ويعود هذا
الربط لكون سياسة المستهلك مرتبطة بسياسة التنمية الشاملة (حماية البيئة ،التربية ومحو
األمية ،محابة الفقر) ،ذلك عكس ما ذهب إليه المشرع المغربي في ق،ح.م ،ونحن نرى بأن
توجه المشرع المغربي يذهب في اتجاه تعزيز الحماية المخولة للمستهلك ،على اعتبار ان
كثرة االلتزامات الواقعة على جمعيات حماية المستهلك وتعدد مجاالت تدخلها من شأنه الحد
من فعالية تدخلها لحماية المصالح الجماعية للمستهلكين .3
وعليه ،فإن المشرع المغربي كان محقا عندما حصر عمل جمعيات حماية المستهلك في الدفاع
عن المصلحة الجماعية للمستهلكين ولم يأخذ بالمقتضى السابق الذي تنص عليه توجهات األمم
35
تماما كتنوع وتعدد الرسائل اإلشهارية ،إال أن الوسائل اإلعالمية السمعية البصرية وتحديدا
التلفزيون يبقى األكثر قدرة على استقطاب عدد كبير من المستهلكين.1
وتحقيقا لهذه الغايات ،يتعين على الجمعيات ،وضع برامج تكوين وتعليم المستهلكين (…)
وإرشادهم إلى القوانين التي تحمي حقوقهم ،وتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية جودة السلع والخدمات
ومراقبة مطابقتها للمواصفات ،وتنظيم ندوات وأيام دراسية ونشر إعالنات ومقاالت عبر
الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية وعبر الصحافة اإللكترونية ،كل هذه اإلجراءات تعد
مهمة جدا ومؤثرة بشكل كبير في تشكيل وعي المستهلك ،وتثقيفه من الناحية االستهالكية.
.2الدعاية المضادة:
ويقصد بالدعاية المضادة قيام جمعيات حماية المستهلك بنشر وتوزيع انتقادات المنتجات
والخدمات المعروضة بالسوق عن طريق توعية المستهلكين بخصائص السلع والخدمات
والتحذير من مخاطر بعضها أو عيوبها التي تظهر عند االستخدام بهدف تحقيق التوازن بين
منظمات اإلنتاج وبين جمعيات حماية المستهلك.
إن قيام جمعيات حماية المستهلك بهذا الدور من اإلعالن التوعوي يشكل نقيضا ألسلوب
الدعاية التي يقوم بها المهني على اعتبار أن هذه األخيرة مهما كانت صادقة فإنها ال تتضمن
إال المزايا والمحاسن دون المساوئ أي تفتقد للموضوعية وال يمكن القول بأن هذه االنتقادات
تعتبر عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة ألنها ال تصدر من جهة منافسة بل عن جمعية
ال تستهدف تحقيق الربح ،كما أنه يمكن أن تلحق هذه الدعاية بالمشروعات الموجهة إليها
أضرار جسيمة لذلك فإن من حقها الرد عليها قبل إعالن النتائج أو عقب إعالنها أي الدفاع
عن مصالحها لكنها ال تلجأ إلى ذلك إال نادرا وتفضل االلتجاء إلى رفع دعوى المسؤولية
المدنية والجنائية على جمعيات المستهلكين ،2كما أن هذه األخيرة خولت لها التشريعات حق
رفع الدعاوى القضائية للدفاع عن المستهلكين حيث يمكن وفقا للتشريع المغربي لجمعيات
حماية المستهلكين المعترف لها بصفة المنفعة العامة أن ترفع وحدها الدعاوى القضائية للدفاع
عن مصالح المستهلكين كما هو منصوص عليها قانونا.
.3االمتناع عن الشراء أو المقاطعة:
قد تطلب جمعيات حماية المستهلك في بعض األحيان من جمهور المستهلكين المقرضين
التوقف أو االمتناع عن االستفادة من خدمات المؤسسة المقرضة وذلك من أجل رفع الحيف
الذي يطال المستهلكين.
الوقان للجمعيات يف حماية المستهلك من االشهار الكاذب والمضلل بالمغرب” ،مقال منشور
ي العوف ،سار الحميدي“ ،الدور
ي 1هشام
يف المجلة العربية للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الطبعة األوىل ،2020ص .294
المغرن” ،مقال منشور بمجلة 2نور الدين الفالق“ ،حماية المستهلك ربي حراك المقاطعة وفعالية الجمعيات عىل ضوء ر
التشي ــع
ري
مغرب القانون ،تم االطالع عليه بتاري ــخ .2020-05-16
36
وتتخذ الدعوى إلى المقاطعة شكل الطلب الصادر من الجمعية إلى المستهلكين بالتوقف عن
شراء السلع أو المنتجات أو الخدمات الضارة بصحة أو سالمة هؤالء ،كما حدث في فرنسا
في قضية “عجول الهرمونات” وفي دول شرق آسيا في قضية أنفلونزا الطيور ،ويمكن القول
بأن المقاطعة تعد حقا للمستهلك شبيه إلى حد كبير بحق اإلضراب المعترف به للعمال ،لكن
جمعيات حماية المستهلك يجب أال تتعسف في استعمال هذا الحق وذلك تحت طائلة إثارة
مسؤوليتها ،ألنه قد ينتج عنه انعكاسات وخيمة على المنتوج أو المحل التجاري الموجهة ضده
المقاطعة ،فقد ينجم عن هذه األخيرة المساس بسمعة المحل التجارية مما قد يؤدي إلى إقفاله
نهائيا وتسريح عماله ،وما يصاحب ذلك من صعوبات على كافة قطاعات الصناعة.1
وفي هذا الصدد نتساءل عن سبب سكوت المشرع المغربي عن اإلشارة للمقاطعة في القانون
رقم ،31.08فهل هذا السكوت يعني المنع أم اإلباحة؟
فمن وجهة نظرنا فإن مقاطعة المستهلك ألي منتج أو خدمة بإرادته الحرة أمر ال تترتب عنه
أية مسؤولية ألنه قرار شخصي ،لكن اإلشكال يطرح عندما تتم المقاطعة باتفاق من قبل
جمهور المستهلكين وبإيعاز من جمعيات حماية المستهلكين لمدة زمنية طويلة قصد الضغط
على المهني المعلن من أجل االمتناع عن الممارسات غير المشروعة ألن هذا السلوك قد
يكون له انعكاس كبير على تموقع مجموعة من المهنيين داخل السوق وعلى االقتصاد الوطني،
إال أن المقاطعة ستدفع كل مهني إلى التوقف عن الممارسات غير المشروعة حفاظا على
مصالحه االقتصادية ،لذلك نؤكد على أن المقاطعة أسلوب دفاعي ناجع لصالح المستهلكين،
ويندرج في صميم أنشطة جمعيات حماية المستهلكين ،وسكوت المشرع المغربي عن تنظيم
المقاطعة في القانون 31.08ال يعني منع جمعيات حماية المستهلكين من القيام بالمقاطعة،
وإنما عدم تقنينها فقط.2
ثانيا :الدور العالجي لجمعيات حماية المستهلك
تقوم جمعيات حماية المستهلك بدور هام من خالل مجموعة من الوسائل الردعية والدفاعية
وذلك في حالة وقوع أضرار على المستهلك يصعب تداركها عن طريق وسائل الوقاية
والتوجيه ،وذلك من خالل الضغط على المنتجين للتراجع عن السلوكيات المخالفة للمواصفات
التي تفرضها القوانين الجاري بها العمل ،أو من خالل الدفاع عن مصالح المستهلك لدى
الجهات والهيئات المعنية ،وإذا كان األصل أن يكون رافع الدعوى هو صاحب الحق ،فإنه
وطبقا للمبدأ األصولي لكل قاعدة استثناء ،فإن االستثناء هنا هو إمكانية مباشرة الدعوى من
طرف شخص ال يدعي أنه صاحب الحق وإنما يحل محل هذا األخير لمباشرة حقوقه ،وتعد
ر
كوبيب”،محدودية أدوار جمعيات حماية المستهلك” ،مقال منشور يف مجلة منازعات األعمال ،تم االطالع عليه بتاري ــخ 1يوسف
ي
.2020-05-16
الوقان للجمعيات يف حماية المستهلك من اإلشهار الكاذب والمضلل بالمغرب” ،مرجع ي العوف ،سارة الحميدي“ ،الدوري 2هشام
سابق ،ص .305
37
جمعيات حماية المستهلك خير مثال لهذا االستثناء .لقد خول المشرع لجمعيات حماية المستهلك
صالحيات هامة للدفاع عن حقوق ومصالح المستهلك وتمثيله أمام القضاء ،بل إن المشرع قد
وسع من حق التقاضي لجمعيات المستهلك من خالل منحها إمكانيات التقاضي سواء أمام
القضاء المدني أو من خالل االنتصاب كطرف مدني في الدعوى العمومية للمطالبة بالتعويض
عما لحقها من أضرار،
ويمثل االعتراف لجمعيات حماية المستهلك بالحق في رفع الدعوى أهمية خاصة في الدفاع
عن المصالح الجماعية للمستهلكين ،إذ أنه يعجل بتحريك الدعوى العمومية حالة تقاعس أو
تراخي النيابة العامة عن تحريكها بشأن ما يقع من إخالالت بقانون تحديد تدابير حماية
المستهلك ،كما أن المستهلك المتضرر قد ال يستطيع رفع الدعوى نظرا لما تتطلبه من تكاليف
ومجهودات ،فيل جأ إلى جمعيات حماية المستهلك لترفع الدعوى بدال عنه ،1وفضال عن ذلك
هناك إحساس من طرف المستهلك بأن بعض المؤسسات المقدمة للسلع والخدمات هي مرافق
عامة تابعة للدولة وأنه يستحيل في نظره مقاضاة هذه المؤسسات ،ومن هنا كان المبرر في
منح جمعيات المستهلك إمكانية التقاضي والدفاع عن مصالح المستهلكين أمام القضاء.2
إال أن شرط المنفعة العامة المضمن في المادة 99من قانون حرية األسعار والمنافسة شكل
عائقا أمام الجمعيات من االستفادة مما أتى به المشرع من حقوق الدفاع عن مصالح الجماعة،
وبالتالي أصبحت هذه الجمعيات في حد ذاتها مشلولة ،وقد تم تكريس هذا الوضع في القانون
رقم 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية في المادة 7والتي نصت على ”:يرجع الحق في
إقامة الدعوى المدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة ،لكل من
تعرض شخصيا لضرر جسماني أو مادي أو معنوي تسببت فيه الجريمة مباشرة.
يمكن للجمعيات المعلن أنها ذات منفعة عامة أن تنتصب طرفا مدنيا ،إذا كانت قد تأسست
بصفة قانونية منذ أربع سنوات على األقل قبل ارتكاب الفعل الجرمي ،وذلك في حالة إقامة
الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة أو الطرف المدني بشأن جريمة تمس مجال اهتمامها
المنصوص عليها في قانونها األساسي”.
وفي نفس النهج ذهب القانون رقم 31.08في المادتان 154و ،155ينظر في االحالة .3وما
يمكن مالحظته هو أن هناك شرطين جديدين –باإلضافة إلى شرط المنفعة العامة -وهما:
عباس ” ،حماية الحقوق االقتصادية للمستهلك ربي القواعد الجنائية والمدنية” ،مقال منشور يف “رياض فخري” كتابي 1بوعبيد
مختب البحث قانون
ر اس حول :حماية حقوق المستهلك االقتصادية والتمثيلية واإلنصات إليه ،المنظم من قبل أشغال اليوم الدر ي
األعمال ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ،2015ص .47
السكتان“ ،جمعـيــات حمـايـة المستهــلك :المكاسب واإلكراهات” ،مقال منشور يف المجلة العربية للدراسات القانونية
ي 2عمر
واالقتصادية واالجتماعية ،الطبعة األوىل ،2020ص .174
الشور الواردة ف النصوص ر
التشيعية والتنظيمية الجاري بها العمل والمتعلقة بحق تأسيس الجمعيات ،يجب المادة “ :154يمكن لجمعيات حماية المستهلك أن ر
يعبف لها بصفة المنفعة العامة إذا استوفت ر
ي
تنظيم”.
ي موذج يحدد بنص
ر ي أساس ن
ي األساس هو حماية مصالح المستهلك حضيا ،وأن تكون خاضعة ألنظمة أساسية مطابقة لنظام
ي أن يكون غرضها المنصوص عليه يف نظامها
38
شرط اقتصار نشاط الجمعية على الدفاع عن مصالح المستهلكين أي إذا كانت للجمعية أنشطة
متعددة كجمعيات حماية البيئة على سبيل المثال التي من بين أنشطتها حماية المستهلك ،فإنها
ال تستفيد من صفة المنفعة العامة وبالتالي ليس لها الحق في الدفاع أمام القضاء عن مصالح
الجماعة –وشرط االنخراط في فيدرالية وطنية لحماية المستهلك.
يتضح مما سبق أن المشرع المغربي بالرغم من اعترافه الضمني بأهمية الحركة الجمعوية
في حماية المستهلكين ،فإن هذا االعتراف يبقى قاصرا على مستوى منح هذه الجمعيات
صالحيات إجرائية في االدعاء أمام القضاء ،وبناء على ذلك يستحسن أن يتم االستغناء عن
شرط المنفعة العامة المفروض من قبل المشرع المغربي ،واالقتصار فقط على اإلجراءات
القانونية العادية في منح الجمعيات حق االنتصاب كطرف مدني في الدعوى المدنية التابعة،
حتى يتم تحقيق حماية أكثر لمصالح جمهور المستهلكين.
ر
المعبف لها بصفة المنفعة العامة وفقا ألحكام المادة 154أن تتكتل يف إطار المادة “ :155يجب عل جمعيات حماية المستهلك
جامعة وطنية لحماية المستهلك خاضعة ر
للتشي ــع المتعلق بحق تأسيس الجمعيات وألحكام هذا القانون…”.
39
خاتمة
إجماال لما سبق يتبين لنا الحاجة الماسة للمستهلك في الحصول على القروض االستهالكية
بمختلف صورها وباختالف مميزاتها ،ويظهر قصور القواعد العامة عن مواكبة التطور
المتسارع للممارسات التجارية التي توضع في قالب عقدي ،بل األكثر من ذلك أن المبادئ
العامة لم تسعف المستهلك المقترض حتى في العمليات المنظمة بطريقة مباشرة خاصة في
قانون االلتزامات والعقود.
كما أن توسع مفهوم عقد القرض االستهالكي جعل المشرع المغربي يحيط بما كان يعد
ممارسات خارج إطار قوة القانون وجعل من تخليق العالقة التعاقدية هدفه األساس وهو ما
نضعه في خانة ما يسمى بتثبيت المبادئ األساسية للعدالة التعاقدية ،أمام عدم مسايرة القوانين
الحالية لسرعة وتطور التقنيات االقتصادية والتجارية ،لكن تنظيم المشرع ال يخلو من نقاط
ضعف يبقى أبرزها الضمان القانوني من خالل اإلحالة على القواعد العامة والتي ال تسعف
أمام قصر اآلجال وإثقال المستهلك المقترض في ظلها بعبء اإلثبات.
وبذلك نخلص إلى أن المشرع المغربي ركز على مقتضيات حمائية تشكل أبرز مظاهر
استغالل المقترض في القواعد العامة ،ومنها حمايته من الشروط التعسفية التي حدد لها
المشرع حيزا واسعا والحماية من االستدانة المفرطة حيث أقر المشرع التحديد الجزافي
للتعويضات الذي يبقى على عالته مقتضى حمائي.
ونالحظ على أن المشرع المغربي قد انتبه إلى تنظيم الدعاوى ومنح المقترض أنواع جديدة
من الدعاوى تتماشى والمقتضيات الحمائية التقدمية ونظم الدعاوى الجماعية التي يمكن
لجمعيات حماية المستهلك القيام بها.
40
الئحة المراجع
الكتب العامة والخاصة
✓ نور الدين الفقيهي ،المعين في فهم القانون البنكي المغربي ،طوب بريس ،طبعة
األولى ،الرباط.2015 ،
✓ بناصر حاجي ،النظرية العامة في قانون التأمين وفقا لمدونة التأمينات الحديدة مطبعة
الجسور ،وجدة.2006 ،
✓ المهدي العزوزي ،تسوية نزاعات االستهالك في ضوء قانون رقم 08.31القاضي
بتحديد تدابير لحماية المستهلك .مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،الطبعة األولى
2013
الرسائل واالطاريح
حسنة الرحموني " ،الشروط التعسفية في عقد القرض االستهالكي " أطروحة لنيل ✓
الدكتورا ه في القانون الخاص ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية الرباط – أكدال2012\2011 ،
جميلة الشرقي " ،ضمانات التعاقد في عقد القرض االستهالكي " رسالة لنيل دبلوم ✓
الماستر في القانون الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية فاس.2019 – 2018 ،
ياسمين ذويب ،ضمانات القروض البنكية ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون ✓
الخاص ،جامعة العربي بن مهدي-أم البواقي ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية،
الجزائر.2019-2018 ،
يوسف مركوم ،الضمانات التعاقدية في القروض االستهالكية ،رسالة لنيل دبلوم ✓
الماستر ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة
السنة الجامعية .2011/2010
غادة نوفي ،ضمانات القروض البنكية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ،جامعة ✓
محمد بوضياف-المسيلة ،-كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة .2017-2016
فيصل هدهود ،دور رئيس المحكمة في تحقيق التوازن العقدي من خالل آلية االمهال ✓
القضائي في ضوء القانون رقم 08ـ ،31رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية ،فاس ،السنة الجامعية2019ـ2020
41
بحوث نهاية تدريب القضاء
✓ هشام الصحراوي ،الكفالة البنكية في القانون المغربي دراسة عملية على ضوء
اإلجتهاد القضائي ،بحث نهاية التدريب المعهد العالي للقضاء ،السنة -2008
.2010
المقاالت والمجالت
مظاهر الحماية القانونية والقضائية لمستهلك القروض االستهالكية بالمغرب ،مقال ✓
منشور بتاريخ 9فبراير 2019على موقع .https://www.maroclaw.com
مقال منشور على الموقع اإللكتروني التالي: ✓
.https://www.droitetentreprise.com
جواد الدهيبي ،موقع الكفالة على خريطة الضمانات البنكية الشخصية ،مجلة المحاكم ✓
المغربية ،عدد ،100مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،أكتوبر .2007
المهدي فتح هللا ،خصوصيات اإلمهال القضائي في القانون ،31.08مقال منشور ✓
على مجلة القانون واالعمال الدولية ،بتاريخ 22فبراير ،2021الموقع
االلكتروني./ https://www.droitetentreprise.com/21568:
يوسف كوبيتي”،محدودية أدوار جمعيات حماية المستهلك” ،مقال منشور في مجلة ✓
منازعات األعمال
هشام العوفي ،سار الحميدي“ ،الدور الوقائي للجمعيات في حماية المستهلك من ✓
االشهار الكاذب والمضلل بالمغرب” ،مقال منشور في المجلة العربية للدراسات
القانونية واالقتصادية واالجتماعية.2020 ،
بوعبيد عباسي ،حماية الحقوق االقتصادية للمستهلك بين القواعد الجنائية والمدنية”، ✓
مقال منشور في “رياض فخري” كتاب أشغال اليوم الدراسي حول :حماية حقوق
المستهلك االقتصادية والتمثيلية واإلنصات إليه ،المنظم من قبل مختبر البحث قانون
األعمال ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ..2015
عمر السكتاني“ ،جمعـيــات حمـايـة المستهــلك المكاسب واإلكراهات” ،مقال ✓
منشور في المجلة العربية للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الطبعة
األولى .2020
عبد هللا الزبيدي ،الضمانات القانونية ،مقال منشور بتاريخ 10أكتوبر 2019على ✓
الموقع اإللكتروني حماة القانون https://jordan-lawyer.com
حمزة المهيمن :أنواع القروض اإلستهالكية بين القانون رقم 31.08والممارسات ✓
التعاقدية لمؤسسات اإلئتمان حماية المستهلك ،دراسات وأبحاث في ضوء مستجدات
42
القانون رقم 31.08القاضي بتحديد تدابير لحماية مستهلك ،سلسلة دراسات
وأبحاث منشورات بمجلة القضاء المدني
االحكام والقرارات القضائية
✓ قرار ،عدد ،523ملف عدد ،2020/1101/488الصادر بتاريخ
.2020/09/08
✓ قرار عدد ،17444ملف رقم ،12599/24/12غير منشور
قرار رقم ،1785ملف رقم 8201/2016/611صادر بتاري ــخ 2018/10/25ر
غب ✓
منشور
قرار بتاري ــخ 9يونيو 2020عدد ،384ملف تجاري عدد.2020/1/3 ،1221 ✓
القوانين
ظهير شريف 1 .11. 03صادر في 14من ربيع األول 18( 1432فبراير ✓
،)2011الجريدة الرسمية عدد 5932عدد 5932بتاريخ 3جمادى األولى 1432
( 7أبريل )2011رقم .08/31
قانون رقم 18.21المتعلق بالضمانات المنقولة الصادر بتاريخ 11من شعبان ✓
17( 1440أبريل )2019الجريدة الرسمية عدد 6777.16شعبان 1440
22،أبريل .2019
من المرسوم رقم 2.04.969الصادر في 28من ذي القعدة 10( 1425يناير ✓
)2005لتطبيق الظهير الشريف رقم 376.969الصادر في جمادى األولى
15(1378نوفمبر )1958بتنظيم حق تأسيس الجمعيات الجريدة الرسمية عدد
5339بتاريخ (فاتح أغسطس )2005
43
مقدمة 3............................................................................................
المبحث األول :الضمانات القانونية في قد القرض االستهالكي6..............................
المطلب األول :الضمانات القانونية ألطراف عقد القرض االستهالكي6.......................
الفقرة األولى :الضمانات الممنوحة للمقترض بمقتضى القانون 08/31خالل مرحلة ما قبل
التعاقد وأثنائها6....................................................................................
الفقرة الثانية :الضمانات المقدمة خالل المرحلة التالية إلبرام العقد وتنفيذه11.................
المطلب الثاني :الضمانات المقدمة من قبل المقترض15........................................
الفقرة األولى :الضمانات الشخصية15...........................................................
الفقرة الثانية :الضمانات العينية20...............................................................
المبحث الثاني :الضمانات القضائية والمؤسساتية في عقد القرض االستهالكي23.........
المطلب األول :الضمانات القضائية في عقد القرض االستهالكي23...........................
الفقرة األولى :تحقيق التوازن العقدي من خالل منح االمهال القضائي23.....................
الفقرة الثانية :تحقيق التوازن العقدي من خالل الحد من الشروط التعسفية29.................
المطلب الثاني :الضمانات المؤسساتية في عقد القرض االستهالكي31........................
الفقرة األولى :شروط االعتراف للجمعيات بالحق في التقاضي31.............................
الفقرة الثانية :فعاليات جمعيات حماية المستهلك31.............................................
خاتمة40...........................................................................................
الئحة المراجع41.................................................................................
الفهرس44.......................................................................................
44