You are on page 1of 44

‫ر‬

‫ماست منازعات االعمال‬


‫شعبة القانون الخاص‬
‫وحدة" المنازعات البنكية "‬
‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬


‫الضمانات التعاقدية يف عقد القرض‬
‫االستهالك‬
‫ي‬

‫• من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫• تحت رإشاف األستاذ‪:‬‬ ‫ر ر‬
‫الش يف‬ ‫❖ سلىم‬
‫الطالب مصطف‬
‫ي‬ ‫د‪.‬‬
‫منت الراشدي‬ ‫❖ ر‬
‫❖ فاطمة الزهراء شهيد‬
‫ياشولط‬
‫ي‬ ‫❖ نوال‬
‫❖ وفاء عزوزي‬
‫❖ نبيل الزنار‬
‫وهب‬
‫ي‬ ‫❖ حياة‬

‫‪1‬‬
‫السنة الجامعية‪2022.2023 :‬‬
‫الئحة فك الرموز‬

‫الصفحة‬ ‫ص‬
‫مرجع سابق‬ ‫مس‬
‫قانون حماية المستهلك‬ ‫قحم‬
‫قانون االلتزامات والعقود‬ ‫قلع‬
‫مدونة الحقوق العينية‬ ‫محع‬
‫قانون المسطرة المدنية‬ ‫قمم‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫تشكل القروض االستهالكية مكونا أساسيا الفتراضات األسر المغربية ‪1‬حيث تعتبر مالذا لمجموعة من‬
‫الشرائح المجتمعية ذات الدخل المحدود‪ .‬وهو ما يفسر انتشار هذا النوع من القروض بشكل كبير في أوساط‬
‫المجتمع المغربي الذي يلجأ إليها لتلبية متطلبات الحياة اليومية التي تفرض استهالك سلع وخدمات ال غنى‬
‫للفرد عنها‪ .‬كما أنها تلعب دور كبيرا في تسريع عجالت االقتصاد الوطني نظرا لدورها البارز في الرفع‬
‫‪2‬‬
‫من عملية تداول السلع والخدمات وبالتالي زيادة كمية االستهالك والرفع من عملية اإلنتاج‪.‬‬
‫وهو ما ينتج عنه والدة عالقة تعاقدية تربط بين المستهلك والوكالة البنكية ‪ ،‬تنظم تلك العالقات مجموعة‬
‫من النصوص التشريعية هذه األخيرة التي تعطى ألطراف هذا القرض مجموعة من الضمانات التعاقدية‬
‫التي تهدف إلى تحقيق التوازن العقدي وحماية المقترض المستهلك وتمتيه بحماية قانونية وقضائية ضد قوة‬
‫وجبروت المؤسسة البنكية ‪ ،‬وإن كان هذا القرض يوفر ضمانات لطرف المقترض الذي هو المستهلك فإن‬
‫هذا ال يعنى تهميش المقرض الذي يظل طرفا مهما في إطار هذه الرابطة التعاقدية والذي يبقى له الحق‬
‫الدائم للمطالبة بضمانات عينية وأخرى شخصية تضمن له حقه في استرداد ما دفعه من مبالغ إضافة إلى‬
‫الحصول على الربح المادي من وراء العملية االئتمانية التي أجراها ‪.‬‬
‫ولمقاربة هذا الموضوع كان البد لنا من تحديد المفاهيم األساسية للموضوع وهي المتمثلة في الضمانات‬
‫وكذا تعريف عقد القرض االستهالكي‪ ،‬وتحديد تعريف ألطراف في هذا القرض‪ ،‬ـ المقترض المستهلك‬
‫والمقرض ـ‬
‫أوال مفهوم الضمانات‪ :‬وهو وجود ما يطمئن له الدائن للحصول على حقوقه من المدين عند استحقاقه أو‬
‫هو ما يقدمه أحد أطراف العقد للطرف األخر من الضمانات تلزمه بتنفيذ التزاماته في العقد أو الحصول‬
‫‪3‬‬
‫على مقابل في حال عدم تنفيذها وقد يكون الضمان من قبيل األموال المنقولة أو غير المنقولة‬
‫مفهوم القرض االستهالكي‪ :‬عرف المشرع المغربي عقد القرض االستهالكي في المادة ‪ 74‬من قانون‬
‫‪ 31.084‬بأنه عملية قرض ممنوحة بعوض أو بدون عوض أو بالمجان من مقرض إلى مقترض يعتبر‬
‫مستهلك كما هو معروف في المادة الثانية وكذا كفالته المحتملة‪.‬‬
‫وعرفه أستاذتا عبد المهيمن حمزة بكونها عبارة عن مجموعة من الخدمات المالية التي تقدمها مؤسسات‬
‫االئتمان لفائدة المستهلك المقترض‪ ،‬يتم بمقتضاه تزويد هذا األخير باألموال الالزمة لتوظيفها من أجل تلبية‬

‫اإلستهالك ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون الخاص ‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫الشوط التعسفية يف عقد القرض‬ ‫‪ 1‬حسنة الرحمون‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية أكدال ‪،‬الرباط ‪2011 ،‬ـ‪، 2012‬ص ‪5‬‬
‫‪ 2‬مظاهر الحماية القانونية والقضائية للمستهلك القروض اإلستهالكية بالمغرب ‪،‬مقال منشور بتاري ــخ ‪ 9‬رفباير ‪ 2019‬عىل الساعة‬
‫ون تاري ــخ اإلطالع ‪01‬ـ‪04‬ـ‪ 2023‬عىل الساعة ‪https://www.maroclaw.com 14:43‬‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫‪ 12:32‬عىل الموقع اإللكب ي‬
‫‪3‬‬
‫ون حماة القانون‬ ‫عبد هللا الزبيدي‪ ،‬الضمانات القانونية ‪ ،‬مقال منشور بتاري ــخ ‪10‬أكتوبر ‪ 2019‬عىل الموقع اإللكب ي‬
‫‪ https://jordan-lawyer.com‬تاري ــخ اإلطالع ‪01‬ـ‪04‬ـ‪ 2023‬عىل الساعة ‪15:40‬‬
‫تدابب‬
‫ر‬ ‫القاض بتحديد‬
‫ي‬ ‫‪31.08‬‬ ‫رقم‬ ‫القانون‬ ‫)بتنفيذ‬ ‫ظهب رشيف رقم ‪ 1.11.03‬صادر يف ‪ 14‬من ربيع األول ‪ 18(1432‬رفباير ‪2011‬‬ ‫‪ 4‬ر‬
‫لحماية المستهلك‬

‫‪3‬‬
‫حاجياته االستهالكية على أن يتعهد بسداد تلك األموال وفوائدها والعموالت المستحقة عليها والمصاريف‬
‫‪1‬‬
‫دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محددة‪.‬‬
‫مفهوم المستهلك‪ :‬يعتبر الحلقة األهم في هذه النزاعات‪ ،‬إذ ظل تحديد هذا المفهوم يتنازعه اتجاهان‬
‫مختلفان‪ ،‬األول ضيق‪ :‬ويحصر المستهلك في األشخاص الذين يقتنون أو يستعملون السلع والخدمات إلشباع‬
‫حاجاتهم الخاصة العائلية‪ ،‬بعيدا عن أي ارتباط بالمهنة التي يزاولونها‪ ،‬مما نتج عنه استبعاد فئة مهمة من‬
‫المستهلكين كالشخص المهني والمعنوي الذين يتصرفون خارج نشاطهم المهني‪ .‬أما بالنسبة لالتجاه الثاني‬
‫وهو االتجاه الموسع فهو اكتفى في تعريفه للمستهلك بنص على أنه ـ كل شخص يتعاقد بهدف االستهالك ـ‬
‫وهو مفهوم يسمح بإدراج الشخص المعنوي وكذا المهني الذي يتعاقد خارج نطاق مهمته تحت مفهوم‬
‫المستهلك‪ .‬أما بالنسبة للمشرع المغربي فقد أخذ بمفهوم وسط بين المفهومين الواسع والضيق عندما نص‬
‫في المادة الثامنة في القانون ‪ 31.08‬على أن المستهلك هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يعتني أو‬
‫‪2‬‬
‫يستعمل لتلبية حاجياته غير المهنية منتوجات أو خدمات معدة الستعماله الشخصي أو العائلي‬
‫مفهوم المقرض‪ :‬عرفه المشرع المغربي في المادة ‪ 74‬من قانون ‪ 31.08‬بأنه" كل شخص يمنح بصفة‬
‫اعتيادية القروض في إطار ممارسة أنشطته التجارية أو المهنية "‬
‫وكإطار تاريخي لموضوعنا ‪ ،‬نقول على أن تدابير حماية المستهلك في ظل القواعد العامة قانون االلتزامات‬
‫والعقود ‪،‬كان يشوبها نقص من حيث عدم قدرتها على التطرق لكافة حقوق والتزامات الطرفين من جهة ‪،‬‬
‫باستثناء ما يتعلق بأحكام القرض بالفائدة وبعض المقتضيات األخرى المتعلقة بالضمان والعيوب الخفية من‬
‫جهة أخرى وعدم قدرته على توفير الحماية الكافية للمستهلك ‪ ،‬باعتباره طرف ضعيف في العالقة التعاقدية‬
‫لعقد القرض االستهالكي ‪ ،‬من همنا برزت الحاجة إلى التفكير في تنزيل مقتضيات أكثر حماية وواضحة‬
‫تسعف القضاء في إيجاد وسائل تمكن المقترض من الخصوص على حاجياته اليومية من خالل تسهيل‬
‫ولوجه لالقتراض ‪ ،‬وبين مصلحة المقرض في استرداد أمواله ‪ ،‬و ما تحقق بالفعل بعد صدور القانون‬
‫‪ 31.08‬المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك سنة ‪ ، 2011‬وذلك سيرا على نفس النهج الذي سلكته‬
‫معظم تشريعات الدول المتقدمة‬
‫وقد نظم المشرع المغربي هذا الموضوع في إطار القانون ‪ 31.08‬المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك‬
‫في كل من المواد ‪3‬ـ ‪ 12‬ـ والمواد من ‪15‬إلى ‪ 17‬والمواد ‪ 78‬ـ‪ 80‬التي نظمت الحق في اإلعالم‬
‫والتبصير والمواد ‪36‬ـ‪ 37‬ـ‪ 38‬ـ‪ 40‬ـ‪ 44‬ـ‪ 48‬ـ‪85‬ـ‪ 49‬ـ ‪ 87‬ـ‪ 103‬ـ‪ 105‬التي نظمت الحق في‬
‫الرجوع والحق في الوفاء المبكر كضمانات قانونية يوفرها هذا القانون في عقد القرض االستهالكي والمواد‬
‫من ‪ 145‬إلى‪ 147‬والمادة ‪ 618‬التي حددت لنا حق المقرض في الحصول على ضمانات عينية وشخصية‬
‫تكفل له الحصول على حقه والمواد وبعض النصوص األخر كقانون االلتزامات والعقود الفصل ‪866‬‬
‫وظهير التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق العينية في ما يتعلق بالضمانات العينية ‪...‬‬
‫ولموضوع الضمانات التعاقدية في عقد القرض االستهالكي أهمية كبرى من الناحية النظرية ومن الناحية‬
‫العملية‪ ،‬حيث تتجلى األهمية النظرية في إبراز المقاربة التشريعية للقرض االستهالكي لمعرفة الضمانات‬

‫‪ 1‬حمزة المهيمن ‪ :‬أنواع القروض اإلستهالكية ربي القانون رقم ‪ 31.08‬والممارسات التعاقدية لمؤسسات اإلئتمان حماية المستهلك‬
‫تدابب لحماية مستهلك ‪ ،‬سلسلة دراسات وأبحاث‬ ‫ر‬ ‫القاض بتحديد‬
‫ي‬ ‫‪ ،‬دراسات وأبحاث يف ضوء مستجدات القانون رقم ‪31.08‬‬
‫المدن ص‪42‬‬
‫ي‬ ‫منشورات بمجلة القضاء‬
‫ر‬
‫تدابب لحماية المستهلك ‪،‬دار النش المعرفة‬
‫ر‬ ‫القاض بتحديد‬ ‫‪ 2‬المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات اإلستهالك يف ضوء القانون ‪31.08‬‬
‫ي‬
‫‪ ،‬الرباط ‪،‬بدون ذكر الطبعة ‪،‬بدون ذكر سنة ر‬
‫النش ‪ ،‬ص ‪19 ،‬ـ‪20‬‬
‫‪4‬‬
‫التي يمنحها هذا األخير لطرفيه‪ ،‬والتمكن من تشريح وتفصيل وضعية مستهلكي القروض االستهالكية‪ .‬أما‬
‫األهمية العملية فتنبع من أهمية القروض االستهالكية ذاتها كأداة لتمويل األسر وكمصدر دخل ومركز ثروة‬
‫مهم يدور حوله جانب مهم من االقتصاد المغربي المعاصر‪ ،‬فهي تلعب دورا اقتصاديا مهما بالنظر إلى‬
‫مساهمتها في الرفع من إنتاج وتداول السلع ومختلف اآلليات والتجهيزات الممولة بهذه القروض‪.‬‬
‫ومن خالل األهمية المتميزة لعقد القرض االستهالكي والحيز القانوني الذي يحتله والتساؤالت التي تحيط‬
‫به كموضوع لدراسة لنا أن نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬إلى أي حد استطاع المشرع المغربي توفير ضمانات‬
‫كفيلة بتحقيق الحماية والتوازن لطرفي عقد القرض االستهالكي؟‬
‫وعلى هذه اإلشكالية تتفرع األسئلة التالية‪:‬‬
‫ـ ماهي الضمانات القانونية التي يوفرها القانون ‪31.08‬؟‬
‫ـ ماهي الضمانات الممنوحة للمقرض؟‬
‫ـ ماهي الضمانات القضائية التي يوفرها عقد القرض االستهالكي لطرفيه؟‬
‫ـ ما هو دور الجمعية العامة في تفعيل ضمانات لحماية المقترض‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية ارتئينا االعتماد على المنهج التحليلي الذي مكننا من الوصول إلى المعرفة‬
‫التفصيلية لعناصر اإلشكالية وذلك من خالل تحليل هذا النصوص القانونية المنظمة للموضوع‪.‬‬
‫وعلى ضوء اإلشكاالت المثارة ولمقاربة الموضوع سنعتمد على التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الضمانات القانونية في عقد القرض االستهالكي‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات القضائية والمؤسساتية في عقد القرض االستهالكي‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الضمانات القانونية في عقد القرض االستهالكي‬
‫عمل المشرع المغربي من خالل القانون ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك على سن مجموعة‬
‫من القواعد القانونية التي توفر ضمانات هامة في عقد القرض االستهالكي لفائدة كل من المقترض‬
‫(المطلب األول) والمقرض (المطلب الثاني)‬
‫المطلب األول‪ :‬الضمانات القانونية الممنوحة للمقترض‬
‫تعتبر القروض االستهالكية أحد أهم أنواع القروض التي تقدمها البنوك لعمالئها‪ ،‬ولهذا نجد‬
‫المشرع المغربي قد أولى عناية خاصة للمقترض من خالل منحه مجموعة من الضمانات في‬
‫مختلف مراحل التعاقد‪ ،‬سواء الضمانات المقدمة خالل مرحلة ما قبل التعاقد وأثنائها (الفقرة‬
‫األولى) أو المقدمة أثناء مرحلة التنفيذ (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الضمانات الممنوحة للمقترض بمقتضى القانون‪ 31. 08‬خالل مرحلة ما قبل‬
‫التعاقد وأثنائها‬
‫عمل المشرع المغربي بمقتضى القانون ‪ 08 /31‬المتعلق بحماية المستهلك على تأطير‬
‫عملية ابرام عقود القروض االستهالكية‪ ،‬بحيث نص على مجموعة من المقتضيات القانونية‬
‫التي تشكل ضمانة حمائية للمقترض المستهلك‪ ،‬وذلك بإلزام المؤسسة المقترضة باتخاذ‬
‫مجموعة من اإلجراءات التي تشكل ضمانا للمقترض سواء المقدمة خالل مرحلة ما قبل‬
‫التعاقد (أوال) أو الضمانات المقدمة خالل مرحلة التعاقد (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الضمانات المقدمة خالل مرحلة ما قبل التعاقد‬
‫تعد حماية المستهلك من الوجبات األساسية للدولة إذ هي التي يقع على عاتقها مسؤولية ضمان‬
‫العدالة التعاقدية خاصة في عقود القرض التي تشكل خطرا على رضا المستهلك (المقترض)‬
‫‪1‬ولهذا السبب تدخل المشرع المغربي بمقتضى القانون ‪ 08 31‬لفرض عدة التزامات على‬
‫المقرض الذي تشكل ضمانا للمقترض والذي تتمثل في االلتزام باإلعالم والتبصير‪ ،‬وهذا‬
‫يضعنا أمام ضرورة تعريفه (أ) وتحديد مضمونه (ب)‬
‫أ – تعريف االلتزام باإلعالم‬
‫االلتزام باإلعالم أو االلتزام بالتبصير يجد اطاره القانوني ضمن القسم الثاني من القانون رقم‬
‫‪ 08/31‬المتعلق بحماية المستهلك‪ ،‬باعتباره حماية لصالح الطرف الضعيف‪ ،‬عمال بمبدأ‬
‫المساواة بين المتعاقدين‪ ،‬وهذا ما نص عليه المشرع المغربي بمقتضى المادة ‪ 3‬من القانون‬

‫‪ - 1‬مظاهر الحماية القانونية والقضائية لمستهلك القروض االستهالكية بالمغرب ‪ ،‬م س‪ ،‬تم االطالع عليه بتاري ــخ ‪2023\03\28‬‬
‫عىل الساعة ‪22:08‬‬
‫‪6‬‬
‫السالف الدكر ‪ 1‬غير أن المشرع المغربي على الرغم من تنظمه بمجموعة من الفصول فإنه‬
‫لم يضع تعريفا محددا له وهذا على غرار باقي التشريعات األخرى (المشرع الفرنسي‬
‫والمشرع المصري) وانما ترك ذلك للفقه والقضاء‪.‬‬
‫وهكذا نجد بعض الفقه عرفه على أنه ذلك االلتزام الذي يفرض على أحد المتعاقدين‪ ،‬أي‬
‫المدين إعالم المتعاقد األخر أي الدائن بكافة الوقائع والمعلومات التي تكون منتجة والزمة‬
‫لتكوين رضا حر مستتر‪ ،‬أو لضمان حسن تنفيذ العقد ‪.2‬‬
‫بينما عرفه البعض األخر على أنه " التزام يفرض على أحد طرفي عقد االستهالك إعالم‬
‫الطرف األخر بما يجهله من بيانات جوهرية مرتبطة بمحل العقد‪ ،‬وذلك في الوقت المناسب‬
‫مستخدما في ذلك اللغة والوسيلة المالئمة لطبيعة العقد ومحله ‪. 3‬‬
‫ونخلص من خالل ما سبق أن االلتزام باإلعالم هو التزام قانوني يقع على عاتق المهني في‬
‫المرحلة السابقة على التعاقد (مرحلة المفاوضات)‪ ،‬حيت يلتزم المهني بتقديم المعلومات‬
‫واإلرشادات التي تسمح للمستهلك بتكوين فكرة واضحة على العقد ومحله وتبصيره بكل أمر‬
‫الذي يعد أساسيا ومن الممكن أن يؤثر على قراره في ابرام العقد من عدمه وبذلك تكون إرادة‬
‫المستهلك حرة في التعبير عن القبول‪.‬‬
‫ب – مضمون االلتزام باإلعالم‬
‫يجسد العرض المسبق تقنية مهمة إلعالم المستهلك في عقد القرض االستهالكي‪ ،‬وبالنظر‬
‫ألهميته نجد المشرع المغربي بمقتضى قانون ‪ 08 31‬أقر شكلية مهمة ستعين على البنوك‬
‫االلتزام بها في اعداد العروض المسبقة وهو ما تضمنته المواد من ‪ 77‬إلى ‪ 89‬من ق ح م‬
‫‪ ، 4‬وتكمن أهمية العرض المسبق في تمكين المستهلك المقترض من اعالم كامل وموضوعي‬
‫حول الشروط والبيانات العامة للعقد باإلضافة إلى البيانات الخاصة‪.‬‬
‫☆ بالنسبة للبيانات العامة للعقد‪ :‬فالمشرع المغربي حث على إلزامية اعداد عرض مسبق لكل‬
‫عملية عقد قرض استهالكي يبين فيها بطريقة واضحة ومكتوبة مجموعة من المعلومات العامة‬
‫‪ 5‬والتي تتجسد فيما يلي‪.‬‬

‫الممبات األساسية‬
‫ر‬ ‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 3‬من ق ح م عىل أنه " يجب عىل كل مورد أن يمكن المستهلك بأي وسيلة مالئمة من معرفة‬
‫للمنتوج أو السلعة أو الخدمة وكذا مصدر المنتوج وتاري ــج الصالحية إن اقتض الحال‪.» ...‬‬
‫ر‬
‫الماسب يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد‬ ‫االستهالك " رسالة لنيل دبلوم‬
‫ي‬ ‫الش ر يف " ضمانات التعاقد يف عقد القرض‬
‫‪ - 2‬جميلة ر‬
‫بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ 2019 – 2018 ،‬ص ‪.15‬‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س ص ‪.15‬‬ ‫‪ - 3‬جميلة ر‬
‫‪ - 4‬ينظر إىل المواد من ‪ 77‬إىل ‪ 89‬من ق ح م‪.‬‬
‫‪ - 5‬المادة ‪ 78‬من القانون ‪ 01 38‬المتعلق بقانون حماية المستهلك‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬هوية الطرفين‪ :‬يجب أن يتضمن العرض المسبق اسم المؤسسة البنكية والمقترض وهوية‬
‫الكفيل عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحدد مبلغ القرض وعند االقتضاء أقساطه المستحقة دوريا وطبيعة وموضوع العقد‬
‫وكذا التكلفة اإلجمالية المفصلة للقرض وسعره الفعلي اإلجمالي عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬أن تبين األ حكام المطبقة في حالة التسديد المبكر أو توقف المقترض عند األداء‪.‬‬
‫وهكذا يتبين أن القرض االستهالكي عقد شكلي‪ ،‬بحيث يجب أن يكون مكتوبا ومتضمنا للعديد‬
‫من البيانات اإللزامية‪ ،‬وأن يحرر وفق نماذج محددة بنص تنظيمي ‪ 1‬وهده الشكلية تلعب دورا‬
‫هاما في زيادة الحرص على استظهار الرضا‪ ،‬وتأكيد أنه صدر عن وعي وإلمام بكافة أوجه‬
‫االلتزام ‪. 2‬‬
‫☆أما فيما يخص البيانات الخاصة للعقد فقد نص المشرع المغربي على ضرورة تضمينها‬
‫في العرض المسبق ومن هذه البيانات الخاصة ندكر ما نصت عليه المادة ‪ 80‬من قانون ‪31‬‬
‫‪:08‬‬
‫‪ -‬تاريخ حصر كشف الحساب وتاريخ األداء؛‬
‫‪ -‬الجزء المتوفر من رأس المال؛‬
‫‪ -‬مبلغ القسط المستحق الذي تطابق حصته الفوائد؛‬
‫‪ -‬السعر الحالي والسعر الفعلي اإلجمالي؛‬
‫‪. 3 ...‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن المادة ‪ 81‬نجدها تقر بضرورة تضمين العرض المسبق عالوة على‬
‫الشروط السابقة عن كل استحقاق تكلفة تأمين‪ ،‬وكذا جدولة للتسديدات‪ ،‬أو إن تعدر ذلك وسيلة‬
‫تحديدها‪.‬‬
‫ورغبة من المشرع في اضفاء فعالية على العرض المسبق سعى إلى تشديد مسؤولية المقرض‬
‫عند تسليمه للمستهلك عرضا مسبقا غير مستوفي للشروط والشكليات التي ينص عليها القانون‪،‬‬
‫وهذا ما يالحظ من خالل المادة ‪ 89‬من ق ح م ‪. 4‬‬

‫للشوط المنصوص عليها يف المواد السابقة ووفق أحد‬ ‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 83‬من ق ح م عىل أنه " يتم إعداد العرض المسبق تطبيقا ر‬
‫تنظيم «‪.‬‬
‫ي‬ ‫النماذج المحددة بنص‬
‫الش ر يف ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 2‬جميلة ر‬
‫‪ - 3‬ينظر إىل المادة ‪ 80‬من قانون ‪ 08 31‬المتعلق ب ق ح م‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ - 4‬تنص المادة ‪ 89‬عىل أنه " يفقد المقرض الذي يمنح قرضا دون أن يسلم إىل المقبض عرضا مسبقا مستوفيا للشوط المحددة‬
‫ر‬
‫المقبض إال بإرجاع رأس المال وحده وفق جدول االستحقاقات المقرر يف هذا‬ ‫يف المواد من ‪ 77‬إىل ‪ 83‬الحق يف الفوائد وال يلزم‬
‫ر‬
‫المتبق المستحق"‪.‬‬ ‫المال‬ ‫أس‬
‫ر‬ ‫من‬ ‫تخصم‬ ‫أو‬ ‫المقرض‬ ‫الشأن‪ .‬أما المبالغ المحصلة برسم الفوائد رفبدها‬
‫ي‬
‫‪8‬‬
‫إذن من كل ما سبق فإن المشرع المغربي بتحديده وبعناية مضامين الحق في اإلعالم‪ ،‬يكون‬
‫قد وفر بشكل ال يدع للشك إرادة واضحة لطرفي العالقة التعاقدية في عقد القرض االستهالكي‪،‬‬
‫بما يوقي هذا المستهلك من كل تضليل إلرادته‪ ،‬وتفادي الوقوع في عيوب الرضا التي تؤدي‬
‫به إلى قبول التعاقد بشروط ما كان ليقبل بها لوال ذلك الغموض الذي طرأ أثناء ابرام العقد‪،‬‬
‫وبالتالي تحقيق نوع من التوازن المعرفي بين طرفي العالقة التعاقدية ‪. 1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضمانات المقدمة خالل مرحلة التعاقد‬

‫خالل مرحلة التعاقد يتم تحرير شروط عقد القرض الذي سيتم إبرامه بين مستهلك ومؤسسة‬
‫بنكية‪ ،‬إال أنه يجب على البنك أن يتحرى عدم إدراج أي شرط تعسفي في هذا العقد‪ ،‬ألنه أي‬
‫شرط تعسفي يكون ماله االستبعاد‪ ،‬وال يمكن أن ينتج أي أثر قانوني في مواجهة المقترض‬
‫‪.2‬وهذا يضعنا أمام ضرورة تحديد مفهومه وشروطه ‪ -‬الشرط التعسفي – (أ) باإلضافة إلى‬
‫األثار المترتبة عليه (ب)‬

‫أ – مفهوم الشرط التعسفي وشروطه‬

‫اهتم الفقه سواء الغربي أو الغربي بتعريف الشرط التعسفي‪ ،‬فقد عرفه األستاذ محمد عمران‬
‫بأنه الشرط الذي يفرض على غير المهني أو المستهلك من قبل المهني نتيجة التعسف في‬
‫استعمال األخير لسلطته االقتصادية بغرض الحصول على ميزة مجحفة‪.‬‬

‫في حين أن األستاذ محمد حمد هللا عرفه بأنه ذلك الشرط الذي يترتب عليه اإلضرار بالمستهلك‬
‫بسبب عدم التوازن الواضح بين حقوق والتزامات كل من المهني والمستهلك والمترتبة على‬
‫االستهالك ‪. 3‬‬

‫غير أنه بالرجوع إلى قانون حماية المستهلك نجده المشرع المغربي نظم هذا الشرط التعسفي‬
‫من المادة ‪ 15‬إلى ‪ 20‬حيت عرفه بأنه كل شرط يكون الغرض منه أو يترتب عليه اختالل‬
‫كبير بين حقوق وواجبات طرفي العقد على حساب المستهلك‪.‬‬

‫ويتبين من خالل هذا التعريف أنه للقول بوجود شرط تعسفي ال بد أن يكون هذا األخير خلق‬
‫اختالل كبيرا بين حقوق ووجبات طرفي العقد على حساب المقترض المستهلك‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫معيار التعسف هنا هو وجود اختالل كبير في التوازن العقدي‪ ،‬وهو ما يقتضي إجراء موازنة‬
‫بين حقوق والتزامات األطراف في العقد من أجل تقدير االختالل الذي قد يخلقه هذا الشرط‪،‬‬

‫الش ر يف‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ - 1‬جميلة ر‬
‫البنك لسلك اإلجازة "لسنة ‪ ،2019 – 2018‬ص ‪.45‬‬‫ي‬ ‫المالك «محاضات يف القانون‬
‫ي‬ ‫‪ - 2‬الحسن‬
‫االستهالك " أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫الشوط التعسفية يف عقد القرض‬ ‫‪ - 3‬حسنة الرحمون " ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط – أكدال ‪ ،‬لسنة ‪، 2012\2011‬ص ‪.48‬‬
‫‪9‬‬
‫فإن كان الشرط يرجح كفة المؤسسة البنكية وذلك بتخفيف التزاماتها على حساب المقترض‪،‬‬
‫فإننا نكون إزاء شرط تعسفي يجب استبعاده ‪. 1‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن تقدير الطابع التعسفي للشرط يجب أن يكون في مرحلة إبرام العقد‬
‫االستهالكي ‪ ،‬حيت ال يجب االنتظار حتى ينتج الشرط التعسفي أثارة أثناء تنفيذه ‪ ،‬حتى يمكن‬
‫المنازعة فيه ‪ ،‬مما يظهر الطابع الوقائي لهذه الحماية ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪... " 16‬‬
‫يقدر الطابع التعسفي لشرط من الشروط بالرجوع إلى وقت إبرام العقد إلى جميع الظروف‬
‫المحيطة بإبرامه وإلى جميع الشروط األخرى الواردة في العقد ‪ ،‬ويقدر كذلك بالنظر إلى‬
‫الشروط الواردة في عقد أخر عندما يكون ابرام او تنفيذ العقديين المذكورين مرتبطين بعضهما‬
‫ببعض من الوجهة القانونية ‪ ،‬ومن خالل هذه المادة يالحظ أنه يجب عند تقدير الطابع التعسفي‬
‫للشرط الرجوع إلى كل الظروف التي أحاطت بإبرامه وأدت إلى اختالل التوازن بين حقوق‬
‫ووجبات األطراف المتعاقدة وعند االقتضاء الرجوع إلى الشروط التعاقدية الواردة في عقد‬
‫أخر مرتبط بالعقد محل النزاع ‪. 2‬‬

‫ومن الشروط التي تنزل منزلة الشروط التعسفية ندكر ما دأبت عليه بعض المؤسسات البنكية‬
‫من التحديد للحد األدنى للمبالغ التي يحق للمقترض اقترضها منها‪ ،‬أو من تحديد مسبق للحد‬
‫األدنى لعدد أشهر تسديد القرض التي ال يجب النزول عليها‪ ،‬أو مما تشترطه بعض مت هذه‬
‫المؤسسات البنكية من استحقاق المصاريف ملف القرض التي دفعها المقترض المفترض ولو‬
‫لم يقع إتمام القرض‪. 3 ..‬‬

‫ب – األثار المترتبة على الشرط التعسفي‬

‫نص المشرع المغربي في المادة ‪ 19‬من ق ح م على أنه " يعتبر باطال والغيا الشرط التعسفي‬
‫الوارد في العقد المبرم بين المورد والمستهلك «‪.‬‬

‫فمن خالل هذه المادة يكون المشرع المغربي قد حدد اآلثار المترتبة على تقدير الطابع التعسفي‬
‫للشروط المضمنة في عقد القرض االستهالكي والتي تتمثل في البطالن مع إبقاء العقد على‬
‫حالته األصلية إذا أمكن أن يبقى العقد قائما بدون الشرط التعسفي المذكور ‪. 4‬ويتبين كذلك‬
‫على أن الشرط التعسفي يبطل بقوة القانون ‪ ،‬لكن فيما يخص باقي بنود العقد تبقى سارية في‬
‫الحالة الذي لم يكن لها أثار على الشرط التعسفي موضوع النزاع وفي هذه الحالة فإنه يبطل‬

‫المالك ‪ ،‬م س ص ‪.45‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -‬الحسن ر ي‬
‫ر‬
‫‪ - 2‬جميلة الش يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫المالك ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫ي‬ ‫‪ - 3‬حسن‬
‫‪ - 4‬ينظر إىل المادة ‪ 19‬من قانون ‪ 08 31‬المتعلق ب ح م‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫العقد كله ويعتبر كأن لم يكن ‪ ،‬أي يصبح باطال برمته وذلك حسب الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 19‬من ق ح م ‪. 1‬‬

‫ومن خالل ذلك يتبين أن المشرع المغربي أعطى للقاضي سلطة مباشرة ومهمة في تقدير‬
‫الجزاء المناسب للشرط التعسفي المدرج في العقد االستهالكي‪ ،‬وذلك بإطالق يده (القضاء)‬
‫في التدخل في المجال العقدي إذا ما بد له انعدام التوازن بسبب شروط التعسفية ‪ ، 2‬متوخيا‬
‫من ذلك إعادة التوازن العقدي الذي شابته بعض الشروط المجحفة والوقوف بجانب المستهلك‬
‫بالقدر الذي يحقق العدالة التعاقدية المرجوة ‪. 3‬‬

‫وهكذا نجد سلطة القاضي في الشروط التعسفية ال تخرج عن الحكم بأحد الجزاءين‪ ،‬إما بالحكم‬
‫ببطالن الشرط التعسفي وحده أو بطالن العقد برمته إذا تعدر بقائه قائما دون الشرط المعن‪.4‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات المقدمة للمقرض خالل المرحلة التالية إلبرام العقد وتنفيذه‬
‫ما أن يقع إبرام عقد القرض االستهالكي‪ ،‬بين المقرض والمقترض ـ المستهلك ـ فإن‬
‫األصل أن يرتب هذا األخير التزامات على عاتق طرفيه‪ ،‬من تاريخ نيل موافقة طرفيه على‬
‫بنوده‪ .‬ويقع عليهم بالتالي التنفيذ الجيد للعقد غير أنه ولدواعي حمائية‪ ،‬فقد قرر المشرع‬
‫للمستهلك إمكانية العدول االختياري عن القعد‪ ،‬إما من خالل ممارسة حقه في الرجوع عن‬
‫العقد (أوال) وإما قد يفضل المقترض االستمرار فيه‪ .‬وإذا ما رغب في إنهائه فله كذلك الحق‬
‫في إعمال حقه في الوفاء المسبق بالقرض (ثانيا) وهاتين الحاالت‪ ،‬تعتبران من بين أهم‬
‫الضمانات التعاقدية التي يوفرها عقد القرض االستهالكي ألطرافه وخاصة المستهلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إقرار حق الرجوع عن عقد القرض االستهالكي لفائدة المقترض‬
‫بقصد زيادة الحماية لجمهور المستهلكين‪ ،‬فإن المشرع قد قرر للمقترض المستهلك أن يقرر‬
‫في أي وقت‪ ،‬وكلما تبين له أن القرض ال يخدم مصلحته‪ .‬أن يبادر إلى ممارسة حقه القانوني‬
‫في الرجوع‪ .‬وما هذا إال خروج عن القاعدة العامة المنصوص عليها في الفصل ‪ 230‬من‬
‫ق‪.‬إ‪ .‬ع ‪ 5‬وما يبرر هذا الخروج هو رغبة المشرع في توفير الضمانات القانونية الكفيلة‬
‫بحماية المقترض المستهلك‪.‬‬
‫أ ـ تعريف الحق في الرجوع‬

‫التعسق المذكور «‪.‬‬ ‫يبق العقد قائما بدون ر‬‫باف مقتضيات العقد األخرى إذا أمكن أن ر‬ ‫ر‬ ‫‪1‬‬
‫ي‬ ‫الشط‬ ‫‪ -‬تنص عىل أنه " ‪ ...‬تطبق ي‬
‫الرحمون ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.350‬‬
‫ر ي‬ ‫‪ - 2‬حسنة‬
‫ر‬
‫‪ - 3‬جميلة الش يف‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ - 4‬مرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.95‬‬
‫ر‬
‫‪ 5‬ينص الفصل ‪ 230‬من ق‪.‬إ‪.‬ع" االلبامات المنشأة عىل وجه صحيح تقوم مقام القانون بالنسبة لمنشئيها وال يجوز إلغاؤها إال‬
‫برضاهما معا أو يف الحاالت المنصوص عليها يف القانون "‬
‫‪11‬‬
‫ويعرف الحق في التراجع‪ ،‬على أنه الحق الذي منحه المشرع للمستهلك للتراجع عن العقد‬
‫المبرم بينه وبين المقرض‪ ،‬خالل مدة معينة محددة قانونا وغير مرتبة ألي مسؤولية للمستهلك‬
‫عن استعمال هذا الحق‪ .‬فهو الوسيلة القانونية والحمائية التي وضعها المشرع بين يدي‬
‫‪1‬‬
‫المستهلك‪ ،‬يمكنه من خاللها التراجع عن االلتزامات التي التزم بها عند قبول العقد‪.‬‬
‫فقد يرى المقترض ولول بعد تمام العقد‪ ،‬بأنه أساء التقدير وأن الميزات التي يوفرها له عقد‬
‫القرض االستهالكي‪ ،‬الذي وافق عليه تثقل كاهله بالتزامات ال قبل له بها‪ ،‬أو أنه ال تحقق له‬
‫ميزات مهمة‪ .‬لهذا ومراعاة لمركزه القانوني كطرف ضعيف في الرابطة التعاقدية‪ ،‬مكنه‬
‫‪2‬‬
‫المشرع من إمكانية التراجع عن التزامه‪.‬‬
‫وقد علق جانب من الفقه على حق الرجوع قائال "حق التراجع جائز‪ ،‬بدون جزاء وال تبرير‪،‬‬
‫فالمستهلك عندما يتراجع فقد قدر على أنه دخل في عالقة لم تكن تتوجه إرادته إليها‪ ،‬وأن‬
‫االلتزامات التي ستترتب ال يمكن أن تتحملها ذمته المالية‪ .‬وبالتالي فالعدول يحد من استغالل‬
‫المهنيين للشروط النموذجية نتيجة انتشار الشروط التعسفية‪ ،‬وإعطاء فرصة لمراجعة العقد‬
‫‪3‬‬
‫واختيار الرجوع عنه أو تأكيده بعد دراسته ‪...‬‬
‫ومن الخصائص التي يتمتع بها هدا الحق كضمانة مهمة في عقد القرض االستهالكي نجذ‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫ـ ارتباط هذا الحق بالنظام العام‪ ،‬وذلك واضح بصريح المادة ‪ 49‬من قانون حماية المستهلك‬
‫بحيث ال يمكن للمقرض أن يمنع المقترض من حقه هذا‪ ،‬أو أن يتم إدراج أي شرط في العقد‬
‫يمنع المقترض من ممارسة حق الرجوع‪ ،‬وكل شرط يقضي بذلك يعتبر باطال‪ .‬فظال عن أن‬
‫المشرع جعل من أحكام القسم الرابع من ق ح‪ .‬م المعنون "بالممارسات التجارية" من النظام‬
‫العام بمقتضى المادة ‪ 44‬منه‬
‫ـ الحق في التراجع هو تصرف انفرادي‪ ،‬يتخذ من طرف واحد وهو المستهلك فاألمر يتعلق‬
‫برغبة المستهلك وقدرته‪ ،‬ومؤهالته‪ ،‬وحاالته النفسية وال يمكن للمقرض أن يتعارض على‬
‫ممارسة هذا الحق‪.‬‬

‫الش ر يف‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص ‪24‬‬


‫‪ 1‬جميلة ر‬
‫‪2‬‬
‫الملك حسن‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪48‬‬ ‫ي‬
‫الشقاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪65.‬‬ ‫‪ 3‬محمد ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫‪ 4‬تنص " ‪ ...‬ر‬
‫يعتب كل شط من شوط العقد يتخىل المستهلك بموجبه عن حقه يف الباجع باطال وعديما األثر ‪ "...‬مادة ‪49‬‬
‫‪12‬‬
‫فظال عن خاصية أخرى تتمثل في مجانية ممارسة الحق في الرجوع‪ ،‬فالمشرع أعفى‬
‫المستهلك من أي مقابل مالي لممارسة هذا الحق‪ 1.‬وهو مقتضى غاية في األهمية يوفر الحماية‬
‫‪2‬‬
‫للمستهلك عند التعبير عن إرادته المضادة لما الزم به منذ البداية‪.‬‬
‫ب ـ التنظيم القانوني للحق في الرجوع‬
‫وبالنظر ألهمية هذا الحق في العقود االستهالكية‪ ،‬والقرض االستهالكي خاصة‪ .‬فإن المشرع‬
‫أحاطه بتنظيم قانوني محكم من حيث اآلجال القانونية الالزمة لممارسة الحق‪ ،‬بحيث يوضح‬
‫المشرع المغربي في المادة ‪ 85‬من القانون حماية المستهلك المدة القانونية المحددة للمقترض‬
‫‪3‬‬
‫لممارسة حق الرجوع أو العدول عن القرض والمحددة في ‪ 7‬أيام من تاريخ قبول العرض‪.‬‬
‫ولضمان التفعيل األمثل للحق في الرجوع بكل حرية‪ ،‬فقد منع القانون ‪ 31.08‬في مادته ‪87‬‬
‫أي أداء كيفما كان شكله وبأية كيفية كانت‪ ،‬من طرف المقرض إلى المقترض أو لحساب هذا‬
‫األخير‪ ،‬أو من طرف المقترض لحساب المقرض‪ ،‬مادامت عملية منح القرض لم تكتمل بشكل‬
‫نهائي‪ .‬وإذا كان قد سبق أن وقع المقترض على ترخيص باالقتطاع من حسابه البنكي أو‬
‫البريدي فإن صحة سريانه تبقى رهينة بصحة وإنتاج عقد القرض ألثاره‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة كذلك إال أنه ما دام حق الرجوع هو حق مقرر لفائدة المقترض‪ ،‬فإن هذا‬
‫األخير إذا رأى بأن مدة ممارسة هذا الحق ال تخدم مصالحه‪ ،‬وأنه بحاجة إلى مبلغ القرض‬
‫على وجه السرعة‪ ،‬فقد منحه المشرع أن يتراجع عن الحق في إعماله ومطالبة المقرض‬
‫بالتنفيذ الفوري لعقد القرض وتسلمه مبلغه فورا‪ .‬وقد رهن المشرع ممارسة الحق في التنازل‬
‫على أن ينص المقترض على طلب التنفيذ الفوري لعقد القرض بشكل صريح ومكتوب ومؤرخ‬
‫‪4‬‬
‫وموقع عليه يبده نفسه‪.‬‬
‫ويعتبر إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه قبل إبرام القرض‪ ،‬من أهم اآلثار المترتبة على‬
‫ممارسة الحق في الرجوع‪ ،‬وذلك من خالل استعادة المبلغ الذي سبق للمقترض أن دفعه كامال‬
‫وعلى الفور‪ ،‬وعلى أبعد تقدير خالل ‪ 15‬يوما الموالية لتاريخ ممارسة الحق المذكور‪ ،‬إال‬
‫أنهه بعد انصرام اآلجال المذكور تترتب بقوة القانون على المبلغ المستحق فوائد بالسعر‬
‫‪5‬‬
‫القانوني المعمول به‪.‬‬
‫وتبقت اإلشارة في األخير إلى أن المقترض عندما يختار ممارسة حقه في الرجوع عن العقد‪،‬‬
‫يقع عليه التزام بإيداع االستمارة مقابل وصل يحمل طابع وتوقيع المقترض‪.‬‬

‫‪ 1‬مادة ‪ 36‬من ق‪ .‬ح‪.‬م " ‪ ...‬دون الحاجة إىل رتبير ذلك أو دفع غرامة باستثناء مصاريف اإلرجاع إن اقتض الحال ‪"...‬‬
‫الش ر يف‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪27‬‬ ‫‪ 2‬جميلة ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫‪«3‬المادة ‪ ... " 85‬ر‬
‫غب أن للمقبض أن يباجع عن البامه داخل أجل سبعة أيام ابتداء من تاري ــخ قبوله للعرض ‪...‬‬
‫الملك‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪48‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 4‬حسن‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ 5‬جميلة الش يف‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫‪13‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوفاء المبكر للقرض والعجز عن األداء‬
‫يحوز البنك صفة تاجر‪ ،‬وذلك على اعتبار أن أنشطة المال واالئتمان التي يباشرها‪ ،‬هي‬
‫أنشط تجارية بصريح المادة ‪ 6‬من مدونة التجارة‪ ،1‬فظال عن وجوب اتخاذ البنك لشكل شركة‬
‫مساهمة ذات رأس مال ثابت ‪ .2‬وهو ما يؤكد الصفة التجارية للبنك بصفته مقرض في عقود‬
‫القرض االستهالكي‪ .‬وبالتالي فإن هدفه األساسي هو تحقيق الربح‪ ،‬ولهذا فهو يضارب في‬
‫المال واالئتمان ال سيما عن طريق منح القروض مقابل فائدة وكلما طال أجل سداد القروض‬
‫كلما زادت الفائدة التي يحصلها‪ ،‬وكلما قل أجل السداد قلت نسبة الفائدة التي يجنيه وبالتبعية‬
‫‪3‬‬
‫األرباح التي سيحققها‪.‬‬
‫لذلك فليس من مصلحة البنوك أن يقع السداد المبكر للقرض‪ ،‬ألن ذلك سيؤدي عمليا إلى‬
‫تقليص حجم الفائدة وبالتالي نقص األرباح‪ .‬وعليه فإن البنوك كانت تفرض قيودا مرهقة على‬
‫زبنائها للحيلولة دون السداد المبكر لهذه القروض‪ .‬لذلك تدخل المشرع بموجب القانون‬
‫‪ 31.08‬بإقراره لحق المقترض بالوفاء المبكر للقرض كواحد من الضمانات القانونية في عقد‬
‫القرض االستهالكية (أ)‪ .‬هذا وقد تطرأ على المقترض ظروف تحول دون إمكانية وفائه بمبلغ‬
‫القرض وهو ما يسمى بالعجز عن األداء والمشرع عمل كذلك على تأطير هذه الحالة بما‬
‫يوفر ضمانات لكل الطرفين (ب)‬
‫أ ـ التنظيم القانوني للحق في الوفاء المبكر‬
‫ينص الفصل ‪ 866‬من ق‪ ،‬إ‪ ،‬ع على أنه " ال يسوغ إجبار المقترض على رد ما هو ملتزم‬
‫به قبل األجل المحدد بمقتضى العقد أو العرف‪ .‬ويسوغ رده قبل األجل مالم يتنافى ذلك مع‬
‫مصلحة المقرض "‬
‫وبذلك يصبح األداء قبل األجل مشروعا بمقتضى القانون‪ .‬ولم يحمل المقترض أي التزامات‬
‫مرهقة من ضرورة احترام صيغ أو أجال معينة‪ ،‬مادام أن عملية األداء المبكر هي في صالح‬
‫المقرض‪ .‬هذا األخير الذي يرى غير ذلك‪ ،‬ويستغل الشرط الوارد في المادة أعاله الذي‬
‫يستوجب عدم التعارض مع مصالح المقرض‪ ،‬فهو يحتمي بهذا الشرط ليبقى بذلك الخطر‬
‫رهينا بالمقترض وحده بحيث يتبين استغالل المؤسسات المقرضة لعمومية النص الوارد ب‬
‫‪4‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ع‪.‬‬
‫أمام هذا الطرح وهذا الوضع الغير المتوازن‪ ،‬ظل المستهلك ينتظر صدور قانون ينصفه‬
‫ويصلح هذه الوضعية‪ ،‬وهو فعال ما حصل بعد صدور القانون ‪ 31.08‬المتعلق بتحديد‬

‫‪ 1‬مادة ‪ 6‬من م‪.‬ت "‪...‬‬


‫المغرن‪ ،‬طوب بريس‪ ،‬الرباط ‪ ،2015،‬طبعة األوىل‪ ،‬ص ‪47‬‬
‫ري‬ ‫البنك‬
‫ي‬ ‫المعي يف فهم القانون‬
‫ر‬ ‫الفقيه‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ 2‬نور الدين‬
‫‪3‬‬
‫ملك‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪48 .‬‬‫حسن ي‬
‫ر‬
‫‪ 4‬محمد الشقاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪148 .‬‬
‫‪14‬‬
‫تدابير لحماية المستهلك بحيث نصت المادة ‪ 103‬على أنه" يجوز للمقترض بمبادرة منه أن‬
‫يقوم في أي وقت ودون تعويض بالتسديد المبكر لمبلغ القرض الممنوح له كله أو بعضه‪،‬‬
‫ويعتبر كل شرط مخالف لذلك باطال بقوة القانون ‪ "...‬واستثنى من أحكام هذا النص عقود‬
‫االئتمان اإليجاري ماعدا تلك التي تنص على أن سند الملكية سينتقل في النهاية إلى المستأجر‪.‬‬
‫ب ـ عجز المقترض على الوفاء‬
‫غير أن المشرع مكن المقرض بموجب المادة ‪ 105‬من قانون حماية المستهلك ‪،‬كلما عجز‬
‫المستهلك عن األداء ‪ ،‬بأن يطالب المقترض العاجز عن التسديد الفعلي "بالتسديد الفوري‬
‫لرأس المال المتبقي المستحق بإضافة الفوائد الحال أجلها وغير المؤداة ‪ ،‬وتترتب على المبالغ‬
‫المتبقية والمستحقة إلى تاريخ التسديد الفعلي فوائد عن التأخير ‪ ،‬يحدد سعرها األقصى بنص‬
‫نظيمي على أال تتعدى ‪ 4‬في المائة من رأس المال المتبقي " ومن هذا المنطلق يتضح جليا‬
‫أن المشرع قد مكن المقرض من وسائل قانونية للحصول على دينه في حال عجز المقترض‬
‫عن األداء ‪،‬والذي ال يمكن التصريح بعجزه إال في حالة لم يقم بأداء قسطين على األقل بعد‬
‫وصول وقت استحقاقها ‪ ،‬إال أنه يتضح أن المقترض سيتحمل كل مبالغ الفوائد باإلضافة إلى‬
‫‪1‬‬
‫تعويض ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات القانونية الممنوحة للمقرض‬
‫غالبا ما يشترط البنك أن يقدم المقترض ضمانا يضمن للبنك استيراد أمواله في مدة معينة‪،‬‬
‫وتعتبر‪ .‬هذه الضمانات أدوات ائتمان يلجأ إليها البنك في حالة امتناع المدين أو عدم قدرته‬
‫على األداء‪ .‬وعليه سنخصص (الفقرة األولى) من هذا المطلب للحديث عن الضمانات‬
‫الشخصية والعينية المقدمة للمقرض‪ ،‬على أن نترك (الفقرة الثانية) للحديث عن بعض‬
‫الضمانات األخرى للمقرض‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الضمانات الشخصية والعينية‬
‫أوال‪ :‬الضمانات الشخصية (حق المقرض في الحصول على الكفالة)‬
‫تعد الكفالة أحسن نموذج للضمانات الشخصية وهي األكثر انتشارا في مجال العمل‬
‫البنكي‪.2‬الشيء الذي دفع بالمشرع إلى تضمينها في الفصول من ‪ 1117‬إلى ‪ 1160‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬إال أن هذه الفصول ليست وحدها المنظمة للكفالة‪ ،‬بل هناك عدة مقتضيات أخرى‬
‫تهم عقد الكفالة في القانون رقم ‪.308،31‬‬

‫التاىل‪ https://www.droitetentreprise.com :‬تاري ــخ وساعة االطالع (‪ 23:33‬بتاري ــخ‬ ‫ون‬ ‫ر‬ ‫‪1‬‬
‫ي‬ ‫مقال منشور عىل الموقع اإللكب ي‬
‫‪)01.04.2023‬‬
‫ر‬
‫البواف‪،-‬‬ ‫أم‬ ‫‪-‬‬‫مهدي‬ ‫بن‬ ‫العرن‬ ‫جامعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاص‬ ‫القانون‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫الماسب‬ ‫شهادة‬ ‫لنيل‬ ‫رسالة‬ ‫البنكية‪،‬‬ ‫القروض‬ ‫ضمانات‬ ‫ذويب‪،‬‬ ‫ياسمي‬ ‫‪-2‬‬
‫ي‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،2019-2018 ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ - 3‬المواد من ‪ 144‬إىل ‪ 147‬من ق ح م‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫و بالرجوع إلى الفصل ‪ 1117‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نجد المشرع المغربي يعرف الكفالة بأنها "عقد‬
‫بمقتضاه يلتزم شخص للدائن بأداء التزام المدين‪ ،‬إذا لم يؤديه هذا األخير بنفسه"‪ ،‬بمعنى أن‬
‫الكفالة عقد يتم بين الكفيل و الدائن‪ ،‬أما الطرف المدين فليس طرفا فيه و ال يشترط رضى‬
‫هذا األخير أو موافقته‪ ،1‬و إذا كانت الكفالة في األصل عقدا مدنيا يتم ابرامه بين أشخاص‬
‫عادي ين في الغالب فإن تطور الحياة المدنية و ما صاحب ذلك من توسيع مجاالت التجارة‪،‬‬
‫سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي أفرز تزايدا للطلب على هذا النوع من الضمانات‬
‫الشخصية‪ ،‬بمعنى أن الكفالة أيضا عي عقد يتم بينن البنك و الكفيل‪ ،‬بحيث يقدم المدين كفيل‬
‫يكفله ل لبنك و ال يهم أن يشترك في هذا العقد المدين الذي قدم الكفيل للبنك‪ ،2‬و بالنظر إلى‬
‫المخاطر الناجمة عن التعامل بالقروض االستهالكية و ما قد يعود على الكفيل من آثار سلبية‬
‫نتيجة تملص المدين عن االداء‪ ،‬فإن القانون ‪ 08.31‬قد اشترط ضوابط أساسية الغرض منها‬
‫حماية الكفيل من مخاطر اإلقدام على االلتزام بالكفالة في القروض االستهالكية تكون متوقفة‬
‫على الشكلية المحددة في القانون ‪ 08.31‬تحث طائلة البطالن ‪ .3‬إذ نجد المادة ‪ 144‬من‬
‫القانون المذكور أعاله تنص على أنه" يجب على الشخص الطبيعي الذي التزم في عقد عرفي‬
‫بصفته كفيال في العمليات التي تدخل في نطاق البابين األول والثاني من هذا القسم أن يصمن‬
‫في هذا العقد قبل توقيعه‪ ،‬تحث طائلة البطالن التزامه‪ ،‬البيان التالي‪ :‬انني أتواى كفالة‬
‫السيد‪،»...‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة للكفالة التضامنية إذ نجد أن المشرع نص صراحة في المادة ‪4145‬من‬
‫القانون ‪ 08.31‬عن شكل البيان الذي يفيد التضامن بين الكفيل والمدين األصلي‪.‬‬
‫والواقع أن تنبيه الكفيل إلى شرط التضامن في العقد يعود بمنفعة كبيرة على هذا الكفيل‪ ،‬من‬
‫حيث أنه تحذره بشرط التضامن‪ ،‬وتجعله بدراية على نوعية االلتزام الذي أقبل عليه ودرجه‬
‫التزامه‪.5‬‬

‫العاىل‬
‫ي‬ ‫القضان‪ ،‬بحث نهاية التدريب المعهد‬
‫ي‬ ‫المغرن دراسة عملية عىل ضوء االجتهاد‬
‫ري‬ ‫‪- 1‬هشام الصحراوي‪ ،‬الكفالة البنكية يف القانون‬
‫للقضاء‪ ،‬السنة ‪ ،2010-2008‬ص ‪7‬‬
‫الدهيب‪ ،‬موقع الكفالة عىل خري طة الضمانات البنكية الشخصية‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،100‬مطبعة النجاح‬ ‫ري‬ ‫‪ - 2‬جواد‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2007‬ص ‪87‬‬
‫الش ر يف‪،‬م س‪،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ - 3‬جميلة ر‬
‫الب تدخل يف‬‫ر‬ ‫‪4‬‬
‫تنص المادة‪ 145‬من القانون ‪ 31.08‬عىل أنه" إذا طلب الدائن كفالة عىل وجه التضامن من أجل إحدى العمليات ي‬
‫والثان من هذا القسم‪ ..‬يجب عىل الشخص الذي يتوىل مهمة كفيل أن يسبق‬ ‫البابي األول‬ ‫الب تدخل يف نطاق‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫إحدى العمليات ي‬
‫التاىل"‬
‫طائلة بطالن البامه البيان ي‬ ‫توقيعه تحث‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪ - 5‬جميلة ر‬

‫‪16‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 147‬من القانون ‪ 08.31‬نجد أن المشرع اشترط شروط معينة البد‬
‫من توافرها في الكفيل لكي تتحقق الكفالة ضمانة للبنك من مخاطر إعسار المقترض وغيرها‪،‬‬
‫ومن بين هذه الشروط تناسبية التزام الكفيل وأمواله ومداخيله‪. 1‬‬
‫يالحظ من خال مقتضيات هذه المادة أن الشرط الذي وضعه المشرع من خالل هذه المادة‬
‫المذكورة يوفر ضمانة غاية في األهمية بالنسبة للمؤسسة البنكية فهي ال تقبل إال بالكفيل‬
‫الميسر‪ ،‬و ذمته المالية متناسبة مع الدين المضمون‪ ،‬هكذا تتفادى الرجوع على أشخاص‬
‫معسرين الذمة المالية و ما يترتب على ذلك من آثار سلبية‪ ،‬بحيث إذا قبلت بكفالة مقدمة من‬
‫قبل شخص دو ذمة مالية ال تتناسب مع الدين المضمون بشكل واضح ‪ ،‬قد تواجه بالدفع‬
‫ببطالن التزام الكفيل لعدم تناسبية التزامه مع الدين المضمون عند ابرام العقد و تحلل الكفيل‬
‫من التزامه و بالمقابل فإن اشتراط مبدأ التناسبية بين ذمة الكفيل و الدين المضمون سيوفر‬
‫حماية لهذا الكفيل من مخاطر التنفيذ الجبري على أمواله الخاصة و عند االقتضاء تعرضه‬
‫لعقوبة االكراه البدني‪.2‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 146‬من القانون ‪ 08.31‬نجد أن المشرع ألزم المؤسسات البنكية أثناء‬
‫سريان عقد القرض االستهالكي بأن تخبر كل شخص طبيعي كفيل في عملية االئتمان ذات‬
‫الطابع االستهالكي‪ ،‬بتوقف المدين األصلي عن األداء منذ حدوت أول عارض‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم تقيد الممول بهذا االلتزام فإن الكفيل ال يلتزم بأداء الغرامات أو الفوائد التأخيرية المستحقة‬
‫بين تاريخ أول عارض والتاريخ الذي تم فيه إخبار الكفيل‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضمانات العينية (حق المقرض في الحصول على الرهن)‬
‫عرف المشرع المغربي الرهن من خالل الفصل ‪ 147‬من ق‪.‬ت‪.‬ع بأنه "حق عيني عقاري‬
‫على العقارات المخصصة ألداء التزام وهو بطبيعته ال يتجزأ ويبقى بأكمله على العقارات‬
‫المخصصة له وعلى كل جزء منها ويتبعها في أي يد انتقلت إليها"‪ ،‬ويعتبر الرهن من أهم‬
‫الضمانات العينية المقدمة في القروض االستهالكية التي تساعد على توثيق الديون والحقوق‬
‫مثلها في ذلك مثل الكفالة والحوالة إذ أنها تمكن من ضمان الوفاء بالحقوق وصيانتها من‬
‫الضياع عند الجحود أو النسيان أو الوفاة وضمان تحصيلها‪.4‬‬

‫الب تدخل يف‬ ‫ر‬ ‫‪ - 1‬تنص المادة ‪ 147‬من القانون ‪ 31.08‬عىل أنه" ال يمكن للمقرض أن‬
‫يعتد بعقد كفالة يتعلق بعملية من العمليات ي‬ ‫ر‬
‫غب متناسب بشكل واضح مع أمواله‬ ‫طبيع يكون البامه‪ ،‬عند إبرامه‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫والثان من هذا القسم‪ ،‬أبرمه شخص‬ ‫ي‬ ‫البابي األول‬
‫ر‬ ‫نطاق‬
‫ر‬
‫ومداخيله‪ ،‬ما عدا إذا كانت للكفيل ذمة مالية تساعده عىل الوفاء بالبامه عند دعوته إىل ذلك "‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪56‬‬ ‫‪ - 2‬جميلة ر‬
‫الب‬‫ر‬ ‫‪ - 3‬تنص المادة ‪ 146‬من القانون ‪ 31.08‬عىل أنه "يجب عىل المقرض أن ر‬
‫طبيع كفيل يف إحدى العمليات ي‬ ‫ي‬ ‫يخب كل شخص‬
‫وف حالة عدم تقيد‬ ‫األصىل عن األداء منذ حدوث أول عارض‪ .‬ي‬ ‫ي‬ ‫الثان من هذا القسم‪ ،‬بتوقف المدين‬ ‫البابي األول و ي‬
‫ر‬ ‫تدخل يف نطاق‬
‫المقرض بهذا ر‬
‫التأخب المستحقة ربي تاري ــخ العارض األول المذكور والتاري ــخ‬
‫ر‬ ‫االلبام‪ ،‬فإن الكفيل ال يلزم بأداء الغرامات أو الفوائد عن‬
‫الذي تم فيه إخباره بذلك'‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪57‬‬ ‫‪- 4‬جميلة ر‬

‫‪17‬‬
‫ويعتبر الرهن من الضمانات العينية التي تخول للدائن حقا عينيا تبعيا على مال أو عدة أموال‬
‫مملوكة للمدين بحيث يمكنه بيعها واستيفاء حقه من ثمنها باألولوية على غيره من الدائنين‬
‫وكذا حقه في تتبعها ويعطي على سبيل الرهن قائمة من السلع والتجهيزات العقارية لضمان‬
‫القروض البنكية من أجل ضمان استرداد القرض ‪.1‬‬
‫وعموما فإن الرهن كما هو معهود عليه في ظل القواعد العامة تنقسم الى رهن رسمي ورهن‬
‫حيازي‪:‬‬
‫فالرهن الرسمي هو حق عيني ينشأ بموجب عقد رسمي هو الرهن‪ ،‬ويتقرر ضمانا للوفاء‬
‫بدين على عقار مملوك للمدين أو الكفيل عيني‪ ،‬ويكون بموجبه للدائن الحق في استيفاء دينه‬
‫من ثمن هذا العقار متقدما في ذلك على الدائنين العاديين لمالك هذا العقار والدائنين أصحاب‬
‫الحقوق العينية على هذا العقار المتأخرين في المرتبة ومتتبعا هذا العقار في يد من انتقلت‬
‫إليه‪.2‬‬
‫أما الرهن الحيازي فهو عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من الغير يعمل لمصلحته شيئا‬
‫منقوال أو عقاريا أو حقا معنويا‪ ،‬لضمان االلتزام وهو يمنح الدائن حق استيفاء دينه من هذا‬
‫الشيء باألسبقية على جميع الدائنين اآلخرين إذا لم يف له به الدائن‪.3‬‬
‫وارتباطا بقانون االستهالك نقول على أن الرهن هو الوسيلة التي يتوفر عليها البنك المقرض‬
‫لضمان سهولة استيفاء حقوق المقترض المستهلك عند وجود عارض من عوارض األداء‪،‬‬
‫وذلك عبر التنفيذ الجبري على المال موضوع الرهن وفق اإلجراءات والشروط التي يفرضها‬
‫القانون‪ .‬إال أن ما يميز منطق الرهن في القروض االستهالكية هو إلزام المشرع المغربي‬
‫البنك المقرض في الرهن بضرورة احترام مبدأ التناسبية بين الدين المضمون وقيمة المال‬
‫المرهون ومنه يجب على المقرض في هذه الحالة أال يبالغ في طلب رهون تفوق قيمتها مبلغ‬
‫الدين المضمون‪.4‬‬
‫غير أن مبدأ التناسبية بين قيمة الدين والرهن ليس جديدا في قانون االستهالك بل نجده مسبقا‬
‫في قانون م‪.‬م من خالل الفصل ‪ 5549‬الذي يستشف من خالل قراءة مقتضياته أن المشرع‬

‫ر‬
‫الماسب‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪-‬المسيلة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫نوف‪ ،‬ضمانات القروض البنكية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫‪1‬‬
‫غادة ي‬
‫السياسية‪ ،‬السنة ‪ ،2017-2016‬ص ‪24‬‬
‫‪ 2‬حمزة النمر‪ ،‬مقال منشور عىل موقع منتديات ستار تايمز‪ ،‬عىل الوقع ‪https://www.startimes.com/?t=16195131‬‬
‫تاري ــخ االطالع ‪ 31/03/2023‬عىل الساعة ‪00:16‬‬
‫‪ - 3‬ينص الفصل ‪ 1170‬من ق‪.‬ت‪.‬ع عىل أنه " أما الرهن الحيازي فهو عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من ر‬
‫الغب يعمل‬ ‫‪...‬‬
‫الشء محل الرهن الحيازي‪"...‬‬‫ر‬ ‫لمصلحته شيئا لضمان ر‬
‫التخىل عن حيازة ي‬
‫ي‬ ‫يقتض‬
‫ي‬ ‫البام‪ ،‬و الذي‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪58‬‬
‫‪ - 4‬جميلة ر‬
‫ر‬
‫‪ - 5‬ينص الفصل ‪ 549‬من ق‪.‬م‪.‬م عىل أنه « ال يمكن تمديد الحجز التنفيذي إىل أكب مما هو الزم ألداء ما وجب للدائن و تغطية‬
‫الجبي‪"...‬‬
‫مصاريف التنفيذ ر‬
‫‪18‬‬
‫كرس قاعدة مفادها أنه ال يجوز الحجز بأكثر ما هو واجب األداء‪ ،‬ومنه على المقرض ان ال‬
‫يأخذ من المقترض في الرهن إال بالقدر الذي يتناسب مع دينه‪.‬‬
‫وعليه فإن أي شرط من قبل البنك يحتوي على استحواذ ضمانات مبالغ فيها بالنظر لقيمة‬
‫القرض الممنوح يعد شرطا تعسفيا يتعين المطالبة ببطالنه طالما أن ذلك يؤدي إلى اختالل‬
‫واضح في حقوق والتزامات الطرفين‪.1‬‬
‫وكما هو معلوم فإن الرهن من الضمانات األساسية التي من خاللها يتم الضغط على المدين‬
‫من أجل الوفاء اختياريا بااللتزامات وإال لجأ المقرض إلى التنفيذ الجبري‪.‬‬
‫بحيث أنه إن تملص المقترض عن األداء االختياري فيكون المقرض ومضطرا إلى سلوك‬
‫اجراء التنفيذ الجبري على العقار والمنقول الضمان لدينه‪ .‬من هنا تتعاضد حقوق المؤسسة‬
‫البنكية في استيفاء حقوقها عبر مسطرة التنفيذ الجبري على المال المرهون بما توفره هذه‬
‫اآللية من امتيازات وحقوق فعالة عبر اآلثار التي تتولد عن سلوك مسطرة تحقيق الرهن‪.‬‬
‫ولعل من أهم هذه االمتيازات‪ 2‬ما يلي‪:‬‬
‫• حق التتبع‪ :‬ويعرف بكونه حق الدائن المرتهن في مالحقة المال المرهون في حالة‬
‫انتقال ملكيته أو في أي حق عيني آخر عليه مقابل للرهن الى الغير من أجل استيفاء‬
‫دينه من ثمنه بعد التنفيذ عليه‪ ،3‬وهذا ما جاء في المادة ‪198‬من م‪.‬ح‪.‬ع التي تنص‬
‫على أنه «‪« .‬‬
‫• حق األفضلية‪ :‬بالرجوع إل‪ .‬المادة ‪ 192‬من م‪.‬ح‪.‬ع نجدها تنص على أنه "يستوفي‬
‫الدائن المرتهن دينه من ثمن الملك حسب رتبة تقييده في الرسم العقاري وذلك باألولوية‬
‫على باقي الدائنين المرتهنين التاليين له في المرتبة وكذا على الدائنين العاديين"‪ ،‬وهكذا‬
‫فإن حق األفضلية يعد من الضمانات المخولة للمقرض في إطار القرض االستهالكي‬
‫من خالل تخويله امكانية استيفاء مبلغ الدين باألولوية على باقي الدائنين‪.‬‬
‫• حق الحبس‪ :‬بالرجوع إلى المادة ‪ 155‬من م‪.‬ح‪.‬ع نجدها تنص على أنه " يتمتع لدائن‬
‫المرتهن رهنا حيازيا بحق الحبس الملك المرهون" فيستشف من هذه المادة امكانية‬
‫الدائن في قبض الشيء المرهون رهنا حيازيا بين يديه‪ .‬هذه االمكانية من شأنها أن‬
‫توفر للدائن سهولة بيع الشيء المرهون بمجرد اندار المقترض بالوفاء وامتناعه إال‬
‫أنه بالمقابل وإن كان حق الحبس ضمانة أساسية يطمئن إليها الدائن استيفاء حقوقه‪،‬‬
‫فإن حيازتها تخلو من محاذير من حيث أنها تثقل كاهل الدائن بمصاريف حفظ الشيء‬

‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪59‬‬


‫‪ - 1‬جميلة ر‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪59‬‬
‫‪3‬تنص المادة ‪ 199‬من م‪.‬ح‪.‬ع عىل أنه " للدائن المرتهن رهنا رسميا حق تتبع الملك المرهون يف يد أي حائز له الستيفاء دينه عند‬
‫حلول أجل الوفاء به‪".‬‬
‫‪19‬‬
‫والحفاظ عليها من الضياع‪ ،‬لذلك كثيرا ما تفضل المؤسسات المقرضة الرهون‬
‫الرسمية‪.1‬‬
‫غير أن هذه الضمانات سواء الشخصية أو العينية ال تعتبر كافية لضمان القروض البنكية‪،‬‬
‫بل ال بد من توافر ضمانات جديدة أكثر قوة لضمان القروض االستهالكية وهذا ما سنتطرق‬
‫إليه في الفقرة الثانية من هذا المطلب‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقديم المقترض بعض الضمانات األخرى‬
‫إن التطور الذي يعرفه مجال القروض االستهالكية في األونة األخيرة بسبب ازدياد حجم‬
‫االستهالك وتعقيد الحياة االجتماعية واالقتصادية لألفراد قد ينعكس سلبا على مؤسسات‬
‫االئتمان الناشطة في هذا المجال‪ ،‬لهذا السبب رأت البنوك أن الضمانات التقليدية التي سبق‬
‫اإلشارة إليها قد ال توفر لها الحماية الالزمة لضمان استرجاع ديونه الممنوحة للمقرض‬
‫‪2‬‬
‫المستهلك‪.‬‬
‫هكذا فإن رغبة المهنيين في إيجاد المزيد من الضمانات لتأمين وضعيتهم تجاه المقترضين‪،‬‬
‫بحيث أصبحوا يشترطون مجموعة من الضمانات الجديدة نجذ من بينها " تأمين القرض " و‬
‫" كذا االحتفاظ بالملكية «‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬تأمين القرض كضمان في القروض االستهالكية‬
‫يمكن للبنوك أن تواجه مخاطر عند منحها للقروض االستهالكية‪ ،‬وذلك جراء عدم الدفع بسبب‬
‫عسر القارضين‪ ،‬ومن أجل حماية البنك ألموالها تلجأ الكتتاب القرض لدى شركة التأمين‪،‬‬
‫بحيث يعد التأمين على القروض من أهم الضمانات التي تساعد على منح االئتمان والثقة‬
‫وتوفر السيولة المالية لألطراف المتعاقدة‪ ،‬وقد عرف لنا البعض التأمين على القروض " بأنه‬
‫وسيلة من بين الوسائل المتخذة من طرف المؤسسة التي تقوم بعملية البيع حيث تؤمن من‬
‫‪3‬‬
‫خطر عجز زبونها «‪.‬‬
‫كما عرفه البعض األخر بأنه " نوع من أنواع التأمين وضمان حديث يظهر في شكل نظام‬
‫‪4‬‬
‫تأمين من خالل تعويض الخسائر «‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض الفقه المغربي إلى تعريف تأمين القرض بأنه " اتفاق بين طرفين يتعهد‬
‫بمقتضاه الطرف األول بأن يدفع للثاني أو المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا ً من‬

‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪61‬‬ ‫‪ - 1‬جميلة ر‬


‫ر‬
‫الش يف‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪62‬‬ ‫‪ 2‬جميلة ر‬
‫ونوغ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪50‬‬ ‫ي‬ ‫‪ 3‬غادة‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪ 4‬جميلة الش يف‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪69‬‬
‫‪20‬‬
‫المال " الضمان" في حالة وقوع خطر معين‪ ،‬خالل مدة معلومة‪ ،‬مقابل أن يدفع الثاني لألول‬
‫‪1‬‬
‫أقساط أو أية دفعة مالية «‪.‬‬
‫ويعتبر التأمين وسيلة فعالة لضمان استخالص المبالغ الممنوحة للمقرض ‪ ،‬حاصة بالنسبة‬
‫لحاالت معينة ‪ ،‬كفقدان العمل أو المرض أو الوفاة ‪ ،..‬لذلك فإن المقرضون غالبا ما يدرجون‬
‫ضمن القرض بندا خاصا ً بتأمين استرداد المبلغ المقرض وتوابعه ‪ ،‬فقد جرت عادة مؤسسات‬
‫التأمين أو االئتمان بإلزام المستفيد بأن يؤمن على الشيء المرهون ضد السرقة أو ضد الحريق‬
‫حتي إذا وقع الخطر المؤمن منه حل مبلغ التأمين محل الشيء المرهون واستطاع القرض‬
‫بذلك أن يستوفى دينه من مبلغ التأمين وفي الكثير من األحيان يقوم مانح االئتمان بإبرام عقد‬
‫التأمين الذكور لصالحه مع إدخال ما يدفعه من أقساط في تكلفة االئتمان الكلية ‪ ،2‬بهدف حماية‬
‫المؤسسة من اإلفالس وعدم ضياع القرض وتغيز الثقة مع المتعاملين معهم عن طريق تدخل‬
‫شركة التأمين لضمان تيسير عدم الدفع ‪.‬‬
‫إذن يترتب على عقد التأمين المبرم بين المقترض وشركة التأمين أنه في حالة تلف المال‬
‫محل الضمان أو تدهور قيمته كما لو تعرض المال للحريق‪ ،‬أو بإحدى العوامل الطبيعية أو‬
‫تعرضه لسرقة فإن البنك المؤمن له يحصل على تغطية (تعويض) من شركة التأمين في حدود‬
‫‪3‬‬
‫نسبة الضرر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تضمين عقد القرض االستهالكي شرط االحتفاظ بالملكية‬
‫يعد شرط االحتفاظ بالملكية في عقد القرض االستهالكي من أهم الضمانات التي تتوفر عليها‬
‫مؤسسات التمويل والتي تحصى به حقوقها المالية ضد مخاطر إعسار المستأجر وعجزه عن‬
‫أداء كل أو بعض األقساط‪ ،‬والتقليل من مخاطر وعواقب عدم وفاء الكتر بالتزاماته‪.‬‬
‫حيث أنه بالعودة إلى النصوص المنظمة لشرط االحتفاظ بالملكية‪ ،‬نالحظ أن هذا الشرط يهدف‬
‫الى الزيادة من الضمان الخاص بالمؤسسة‪ ،‬يتمثل هذا الضمان باألساس في الحصول على‬
‫أكبر قدر من الحماية خاصة إذا أعسر المشتري قبل الوفاء بكامل الثمن‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن شرط االحتفاظ بالملكية يعد ضمانا ً مطلقا ً للوفاء بالثمن للبائع‪ ،‬فإنه يجعل‬
‫المقترض أمام خيارين‪ ،‬فإما أن يدفع ثمن البضاعة الحائز لها‪ ،‬وإما أن يقوم بردها إلى البائع‬

‫‪1‬‬
‫التأمي وفقا لمدونة التأمينات الحديدة ‪ 2006‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫ر‬
‫ر‬ ‫بناض ر ي‬
‫حاج‪ ،‬النظرية العامة يف قانون‬
‫‪ 2‬يوسف مركوم‪ :‬الضمانات التعاقدية يف القروض االستهالكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماسب‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة السنة الجامعية ‪ ،2011/2010‬ص ‪45‬‬
‫الش ر يف ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪70‬‬ ‫‪ 3‬جميلة ر‬

‫‪21‬‬
‫مع تحمله في حالة عدم التنفيذ للعقد‪ ،‬استدرار السلعة ودفع األكرية الغير مؤداة بتعويض‬
‫‪1‬‬
‫بحسب النظر إلى المدة المتبقية من العقد‪.‬‬
‫والواقع أن شرك االحتفاظ بالملكية يوفر للمقرض حماية مبالغ فيها ‪ ،‬وفي المقابل ذلك إجحاف‬
‫في حق المقترض المستهلك الذي يكون مضطرا لدفع كل هذه التعويضات باإلضافة إلى‬
‫إرجاع السلعة أو منتوج إلى المؤسسة المقرضة ‪ ،‬غير أن القانون ذاته الذي جاء بنوع من‬
‫اإلجحاف وبسط معادلة معقدة قد توفق في توفير الحماية للمقترض عندما نص في المادة‬
‫‪ 106‬في فقرتها الثالثة من قانون ‪ 31.08‬على أنه " يجوز للمكتري أن يقدم المكري داخل‬
‫أجل ثالثين يوما ً من تاريخ فسخ العقد ‪ ،‬مشتريا يقدم عرض شراء مكتوب ‪...‬وإذا لم يقبل‬
‫المكري العرض المذكور وبيعت بعد السلعة بسعر أقل ‪ ،‬فإن القيمة الواجب خصمها هي قيمة‬
‫العرض المفروض من قبله ‪".‬‬
‫ولمواجهة تعسف المؤسسات البنكية في هذا اإلطار ‪،‬حيث كانت تعمد إلى استرجاع المبيع في‬
‫حالة توقف المقترض " المشتري" عن أداء األقساط ‪ ،‬على الرغم من أداء هذا األخير حزء‬
‫من المبلغ المدين به ‪ ،‬فقد نص القانون الجديد لضمانات المنقولة‪ ، 2‬على أنه يرتب على األداء‬
‫الجزئي لثمن بيع األشياء القابلة لالستهالك ‪ ،‬االنقضاء الجزئي للشرط االحتفاظ بالملكية هذه‬
‫األشياء وذلك في حدود الثمن المؤدى ‪،‬وهو ما نص عليه الفصل ‪3 22/618‬يترتب عن األداء‬
‫الجزئي لثمن بيع األشياء القابلة لالستهالك االنقضاء الجزئي لشرط االحتفاظ بملكية هذه‬
‫األشياء وذلك في حدود الثمن المؤدى مالم يشترط غير ذلك ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن حق الملكية هذا يمارس على األشياء القابلة لالستهالك في حدود الدين الذي‬
‫ال يزال مستحقا على تلك األشياء التي تكون بحوزة المشتري أو لحسابه والتي تكون من نفس‬
‫‪4‬‬
‫النوعية والجودة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة في النهاية إلى أنه حتى يحتج بشرط الملكية من قبل المقرض تجاه الغير يتعين‬
‫عليه‪ ،‬ضرورة تقييد شرط االحتفاظ بالملكية في السجل الوطني اإللكتروني للضمانات المنقولة‬
‫وذلك طبقا للفصل ‪ 21/618‬من قانون ‪18.2‬‬

‫المقبض لعقد إيجار مقرون‬‫ر‬ ‫الب تنص عىل أنه " يحق للمقرض يف حالة عدم تنفيذ‬ ‫ر‬ ‫‪ 1‬المادة ‪ 106‬يف فقرتها األوىل من‬
‫قانون ‪ 31.08‬ي‬ ‫ر‬
‫وغب الؤداة ‪ ،‬بتعويض يحسب بالنظر إىل المدة المتبقية‬‫بوعد بالبيع أن يطالب عالوة عىل إسبداد السلعة ودفع األكرية المستحقة ر‬
‫من العقد ويساوي الفرق ربي القيمة المتبقية للسلعة كما هو منصوص عليها يف العقد ‪ ،‬ويساوى الفرق ربي القيمة المتبقية للسلعة‬
‫وبي القيمة التجارية‬
‫غب الحال أجلها من جهة ر‬‫كما هو منصوص عليها يف العقد بإضافة القيمة المتبقية يف تاري ــخ فسخ العقد األكرية ر‬
‫للسلعة المستوردة من جهة أخرى ‪".‬‬
‫‪ 2‬قانون رقم ‪ 18.21‬المتعلق باضمانات المنقولة الصادر بتاري ــخ ‪11‬من شعبان ‪ 17( 1440‬أبريل ‪ )2019‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6777.16‬شعبان ‪22، 1440‬أبريل ‪.2019‬‬
‫‪ 3‬الفصل ‪ 22/618‬من قانون ‪18.21‬‬
‫‪ 4‬الفصل ‪ 26/618‬من قانون ‪ 18.21‬الذي ينص عىل أنه " يمارس حق ملكية األشياء القابلة لإلستهالك يف حدود الدين الذي اليزال‬
‫والب تكون من نفس النوعية ونفس الجودة "‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الب بحوزة المشبي أو الذي لحسابه ي‬ ‫مستحقا عىل األياء ي‬
‫‪22‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات القضائية والمؤسساتية في عقد القرض االستهالكي‬
‫باإلضافة الى الضمانات القانونية التي وفرها المشرع المغربي في عقد القرض‬
‫االستهالكي لتحقيق التوازن بين اطراف هذا العقد نجد ضمانات أخرى تعاقدية كفيلة بتحقيق‬
‫توازن واستقرار عقدي بين اطراف هذا العقد ويتعلق االمر بالضمانات القضائية (المطلب‬
‫األول) والضمانات المؤسساتية (المطلب الثاني)‬
‫المطلب األول‪ :‬الضمانات القضائية لتحقيق التوازن العقدي في عقد القرض االستهالكي‬
‫يشكل القضاء في الوقت الحالي حصن منيع لحماية حقوق االفراد وحل نزاعاتهم وتامين‬
‫حقوقهم وضمان أمنهم القضائي‪ ،‬وهكذا نجد للقضاء في عقود القرض االستهالكي دور يتجاوز‬
‫المنطق الذي يتحرك فيه في مجال القواعد العامة‪ ،‬من خالل اليات جديدة خولها له القانون‪،‬‬
‫رقم ‪ ،31/08‬تتمثل في البحث عن وسائل تمكنه من إقامة التوازن بين العالقة التعاقدية التي‬
‫تجمع بين مركزين ليس لهم نفس القوة االقتصادية‪ .‬ومن أهم التدخالت او الضمانات القضائية‬
‫إلقامة التوازن العقدي بين المستهلك والمقترض نجد تدخله فب اطار منح االمهال القضائي‬
‫للمقترض (الفقرة األولى)‪ .‬وتدخله في رفض وابطال وتعديل الشروط التعسفية التي يفرضها‬
‫الطرف القوي في العقد (الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحقيق التوازن العقدي من خالل منح االمهال القضائي‬
‫يقصد باإلمهال القضائي الفترة التي يجيز فيها للطرف المدين تمديد أجل استحقاق‬
‫االلتزام بفعل الظروف الصعبة التي يمر منها هذا المدين‪ .1‬وإذا كان األصل انه يحظر على‬
‫القاضي تمديد أجل االلتزام الذي اتفق عليه األطراف او المحدد قانونا كما يؤكد على ذلك‬
‫الفصل ‪ 128‬من ق ل ع‪ ،2‬فان المادة ‪ 149‬من ق ح م ‪3‬تشكل االستثناء الذي يسمح به‬
‫القانون في هذه الحالة بتمديد اجل االلتزام المتفق عليه من قبل األطراف‪ ،‬وذلك في كل حالة‬
‫تتوفر فيها الشروط المحدد في المادة المومأ اليها أعاله (أوال) وبتوفر هاته الشرط ينتج لنا‬
‫أثر هام وهو وقف سريان عقد القرض مؤقتا كأثر مباشر عن منح االمهال القضائي (ثانيا)‪.‬‬

‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.75‬‬‫‪1‬جميلة ر‬


‫للقاض أن يمنح أجال أو أن ينض اىل ميشة‪ ،‬ما لم يمنح هذا الحق بمقتض االتفاق‬
‫ي‬ ‫‪ 2‬ينص الفصل ‪ 128‬من ق ل ع عل أنه "ال يسوغ‬
‫أو القانون‪.‬‬
‫للقاض ان يمدده ما لم يسمح له القانون بذلك"‬‫ي‬ ‫يسغ‬ ‫لم‬ ‫القانون‬ ‫أو‬ ‫االتفاق‬ ‫بمقتض‬ ‫محددا‬ ‫االجل‬ ‫إذا كان‬
‫ر‬
‫الظهب الشيف الصادر يف ‪ 9‬رمضان ‪1331‬‬ ‫ر‬ ‫‪ 3‬تنص المادة ‪ 149‬من ق ح م عىل أنه "بالرغم من أحكام الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 243‬من‬
‫غب متوقعة أن‬ ‫ر‬
‫(‪ 12‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلبامات والعقود‪ ،‬يمكن وال سيما يف حالة الفصل عن العمل أو حالة اجتماعية ر‬
‫ر‬
‫البامات المدين بأمر من رئيس المحكمة المختصة‪ .‬ويمكن أن يقرر يف األمر عىل أن المبالغ المستحقة ال تبتب عليها‬ ‫يوقف تنفيذ ر‬
‫فائدة طيلة مدة المهلة القضائية‪.‬‬
‫للقاض‪ ،‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬أن يحدد يف األمر الصادر عنه كيفيات أداء المبالغ المستحقة عند انتهاء أجل وقف التنفيذ‪ ،‬دون أن‬
‫ي‬ ‫يجوز‬
‫غب أن له أن يؤجل البت يف كيفيات التسديد المذكورة‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬
‫سنتي ر‬
‫ر‬ ‫األصىل المقرر لتسديد القرض بأكب من‬
‫ي‬ ‫األخبة األجل‬
‫ر‬ ‫تتجاوز الدفعة‬
‫حي انتهاء أجل وقف التنفيذ"‬ ‫إىل ر‬
‫‪23‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط القانونية الالزمة لمنح االمهال القضائي‬
‫قصد تمكين المستهلك المقترض المتوقف عن األداء من قواعد مسطرية مرنة تمكنه من‬
‫الولوج بيسر الى مكنة االمهال القضائي استلزم المشرع مجموعة من الشروط والضوابط‬
‫التي يجب اجتماعها لالستفادة منه وذلك وفقا للمادة ‪ 149‬من ق ح م التي تقابلها المادة‬
‫‪314‬ـ‪ 20‬من مدونة االستهالك الفرنسية‪ ،‬ويمكن تصنيف هذه الشروط الى شروط ذاتية يجب‬
‫توفرها في طالب المهلة القضائية‪ ،‬وأخرى موضوعية تستند لمعطيات موضوعية يجب‬
‫توفرها إلعمال االمهال القضائي‪.1‬‬
‫‪ .1‬الشروط الشخصية الالزم توفرها في طالب االمهال القضائي‬
‫لالستفادة من نظام االمهال القضائي يجب ان يكون الشخص الذي يرغب في االستفادة منه‬
‫يحمل صفة مستهلك مقترض لقرض استهالكي‪ ،‬وأن يكون حسن النية باعتبار أن حسن النية‬
‫عنصر حاسم لتقرير مصير طلب االمهال القضائي‪.2‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون مقدم الطلب مستهلك مقترض لقرض استهالكي‬
‫من خالل نص المادة ‪ 149‬من ق ح م يتبين ان المشرع المغربي خول االستفادة من نظام‬
‫االمهال القضائي للمستهلك الذي اقترض قرض عقاري او استهالكي وتوقف عن سداد اقساطه‬
‫نتيجة فقدانه عمله او مروره من حالة اجتماعية غير متوقعة‪ .‬ومن خالل هذا يتبن انه ال يمكن‬
‫االستفادة من نظام االمهال القضائي اال ممن يحمل صفة مستهلك ابرم عقد قرض عقاري او‬
‫عقد قرض استهالكي‪ ،‬وما يؤكد لنا ذلك هو ادراج المشرع هذه المادة المنظمة لإلمهال‬
‫القضائي في الباب الثالث المعنون بأحكام مشتركة داخل القسم السادس المعنون باالستدانة من‬
‫قانون رقم ‪08‬ـ‪ 31‬بعد كل من الباب األول المنظم للقروض االستهالكية والباب الثاني المنظم‬
‫للقروض العقارية داخل نفس القسم أعاله‪ .‬وهو ما يفيد ان مقدم الطلب الرامي لالستفادة من‬
‫تدبير االمهال القضائي يجب ان يحمل صفة تتألف في نفس الوقت من شقين متالزمين‪ ،‬بحيث‬
‫يجب ان يكون مستهلكا والى جانب ذلك ان يكون في نفس الوقت مقترض اقترض قرضا‬
‫استهالكيا ألجل تلبية حاجياته وأغراضه الشخصية‪.3‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون طالب االستفادة من االمهال القضائي حسن النية‬

‫القضان يف ضوء القانون رقم ‪08‬ـ ‪ ،31‬رسالة‬


‫ي‬ ‫‪ 1‬فيصل هدهود‪ ،‬دور رئيس المحكمة يف تحقيق التوازن العقدي من خالل آلية االمهال‬
‫ر‬
‫الماسب يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪،‬‬ ‫لنيل شهادة‬
‫السنة الجامعية‪2019‬ـ‪ ،2020‬ص ‪.18‬‬
‫عب جعله وسيلة‬ ‫ر‬ ‫‪ 2‬وذلك ر‬
‫حب ال يستغل المستهلك هذا النظام للمماطلة يف تنفيذ البامه تجاه المؤسسة البنكية المانحة للقرض ر‬
‫لتأخب استحقاق حقوقها المالية يف مواجهته‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ 3‬فيصل هدهود‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪24‬‬
‫بالرغم من ان المادة ‪ 149‬من ق ح م لم تشر الى شرط حسن النية وال حتى للقواعد العامة‬
‫لنظرة الميسرة فان القضاء والفقه مجمع في موقفه على ضرورة توافر هذا الشرط لدى طالب‬
‫المهلة القضائي وبدونه ال يمكنه االستفادة من هذه األخيرة‪ ،‬خاصة وان المشرع المغربي عند‬
‫وضعه المبادئ العامة للتقاضي امام المحاكم اوجب تحلي األطراف بمبدأ حسن النية عند‬
‫االلتجاء للقضاء طبقا للفصل الخامس لقانون المسطرة المدنية‪ ،1‬وهو ما يعني ان هذا يطبق‬
‫كذلك عند طلب المستهلك االستفادة من االمهال القضائي‪ ،‬ويجب على رئيس المحكمة التأكد‬
‫من وجوده قبل الحكم بمنح االمهال القضائي للمستهلك المقترض المتوقف عن األداء‪.2‬‬
‫‪ .2‬الشروط الموضوعية والشكلية لمنح االمهال القضائي‬
‫باإلضافة الى الشروط المشار اليها اعاله يتطلب لمنح االمهال القضائي مجموعة من الشروط‬
‫الموضوعية والشكلية وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬مرور المستهلك المقترض بظروف صعبة تبرر منحه مهلة قضائية‬
‫بالرجوع الى ق ح م في المادة ‪ 149‬نجده اشترط لمنح المهلة القضائية ان يكون المستهلك‬
‫في حالة ضيق مالي وظروفه الصعبة تستلزم اسعافه بمنحه مهلة لتدبير شؤونه لتنفيذ التزامه‬
‫وعلى المقترض أن ثبت أن مركزه االقتصادي يستدعي مهلة لألداء‪.3‬‬
‫وفي هذا االطار نورد امر صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية بالقنيطرة بتاريخ‬
‫‪ 2020/09/08‬يقضي بمنح المدعي الذي يزاول مهنة حرة وتضرر دخله المادي بسبب‬
‫جائحة كورونا بمنح مهلة قضائية للتوقف عن أداء األقساط الشهرية لقرض بنكي‪ .‬ليكون هذا‬
‫االمر من بين األوامر القضائية الحديثة الصادرة عن رؤساء المحاكم التي اعتبرت ان جائحة‬
‫كورونا بمثابة حالة اجتماعية غير متوقعة تخول الستفادة من االمهال القضائي‪.4‬‬
‫أما اذا تبين للمحكمة ان التوقف عن األداء راجع الى المماطلة والتسويف فإنها تقضي بعدم‬
‫االستجابة للطلب الرامي الى الحصول على مهلة قضائية وهذا ما أكده امر صادر عن رئيس‬
‫المحكمة التجارية بفاس والذي جاء فيه " لكن وان تعلق الطعن بتمسك الطاعن بإعفائه من‬
‫تسديد القرض االستهالكي او بعض اقساطه بسبب عجزه عن األداء وكذا توقفه عن العمل‬
‫وكان الدين ثابتا بذمته بموجب عقد قرض وكشف حساب‪ ...‬ومن تم تغدو المحاجاة بالعطالة‬

‫‪ 1‬ينص الفصل الخامس من قانون المسطرة المدنية عىل " يجب عىل كل متقاض ممارسة حقوقه طبقا لقواعد حسن النية"‬
‫‪ 2‬فيصل هدهود‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪76‬‬
‫‪3‬جميلة ر‬
‫‪ 4‬قرار عدد ‪ ،523‬ملف عدد ‪ ،2020/1101/488‬الصادر بتاري ــخ ‪ ،2020/09/08‬الذي جاء يف حيثياته " حيث يستشف من ظاهر‬
‫ر‬
‫الب تعرفها البالد والمتمثلة يف‬
‫كبب من جراء الظروف الصعبة ي‬
‫المدغ يزاول مهنة حرة وتأثر دخله بشكل ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫الوثائق والمستندات أن‬
‫جائحة كورونا وأنه بسبب ذلك سيتعذر عليه الوفاء بالباماته المبتبة عن عقد القرض اتجاه المقرضة السيما وان ظروف الجائحة‬
‫وغب معروفة المدى"‬
‫ال زالت قائمة ر‬
‫‪25‬‬
‫والتوقف عن العمل بذكر المستأنف مردودة عليه لكونها مجرد ادعاء يعزوه الدليل وبالتالي‬
‫غير منتجة في النزاع‪.1‬‬
‫وتجدر اإلشارة في األخير الى ان األسباب الموضوعية المبررة للتوقف عن االداء المحددة‬
‫في المادة أعاله جاءت على سبيل المثال ال على سبيل الحصر ما دام ان المشرع استعمل‬
‫عبارة "والسيما في حالة" وهو ما يؤكد انه يمكن لرئيس المحكمة استنادا الى سلطته التقديرية‬
‫ان يمنح االمهال القضائي في حاالت أخرى مشابهة عبر استعمال القياس‪.2‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬عدم تجاوز المهلة القضائية المدة القصوى المحددة قانونا‬
‫اذا كان المشرع المغربي في اطار الفصل ‪ 243‬من ق ل ع لم يحدد مدة قصوى للمهلة‬
‫القضائية حيث ترك تحديد مدتها للسلطة التقديرية للقاضي بالنظر الى كل حالة على حدة تبعا‬
‫الختالف ظروف ومالبسات كل قضية شريطة ان تكون المدة معتدلة‪ ،3‬فانه بالرجوع الى‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 149‬نجدها تنص على انه " يجوز للقاضي‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬أن‬
‫يحدد في األمر الصادر عنه كيفيات أداء المبالغ المستحقة عند انتهاء أجل وقف التنفيذ‪ ،‬دون‬
‫أن تتجاوز الدفعة األخيرة األجل األصلي المقرر لتسديد القرض بأكثر من سنتين‪ .‬غير أن له‬
‫ذهب‬ ‫أن يؤجل البت في كيفيات التسديد المذكورة إلى حين انتهاء أجل وقف التنفيذ" نجده‬
‫في اتجاه مخالف واشترط اجل سنتين كمدة قصوى يجب اال يتعداها االمهال القضائي‪.‬‬
‫وفي هذا االطار نورد قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪ 2021‬جاء في‬
‫حيثياته" االمهال القضائي المنصوص عليه في المادة ‪ 149‬من القانون ‪ ...08/31‬يجب أن‬
‫يحدد في أجل أقصاه سنتين بين الدفعة األخير واالجل األصلي المحدد لتسديد القرض وال‬
‫يمكن ان يمتد الى حين زوال السبب الذي على أساسه منح االمهال القضائي‪.4‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يقدم الطلب بشأن االمهال القضائي أمام رئيس المحكمة‬
‫إن الطلب الرامي الى االستفادة من نظام االمهال القضائي يجب أن يقدم شكال امام رئيس‬
‫المحكمة بصريح المادة ‪ 149‬من ق ح م باعتباره الجهة المختصة في اصدار امر بمنح او‬
‫رفض االمهال القضائي‪ ،‬وبالتالي فان مصطلح القضاة الوارد في الفصل ‪ 243‬من ق ل ع‬

‫غب منشور‬ ‫‪ 1‬قرار رقم ‪ ،1785‬ملف رقم ‪ 8201/2016/611‬صادر بتاري ــخ ‪ 2018/10/25‬ر‬
‫‪ 2‬فيصل هدهود‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ 3‬محمد كشبور‪ ،‬نظام التعاقد ونظريات القوة القاهرة والظروف الطارئة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪ ،1993‬ص ‪.176‬‬
‫‪ 4‬قرار عدد ‪ ،384‬ملف تجاري عدد‪.2020/1/3 ،1221‬‬
‫‪26‬‬
‫يقصد به رؤساء المحاكم وليس قضاة الموضوع وهذا ما أكده قرار صادر عن المحكمة‬
‫االبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ ‪.20121/08/10‬‬
‫غير أن المادة ‪ 149‬جاءت عامة لم تحسم في المحكمة المختصة نوعيا ومكانيا‪ ،‬كذلك لم‬
‫تحدد الصفة التي يبث بها رئيس المحكمة في هذا الطلب هل في اطار اختصاصه االستعجالي‬
‫أم في اطار اختصاصه الوالئي؟ فبالنسبة للمحكمة المختصة مكانيا وطبقا للفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 202‬من ق ح م هي محكمة موطن أو محل إقامة المستهلك أو محكمة المحل الذي‬
‫وقع فيه الفعل المتسبب في الضرر باختيار من هذا االخير‪ .2‬أما بالنسبة لالختصاص النوعي‬
‫فإن المشرع حسم النقاش الذي كان يثار من قبل‪ 3‬وذلك بتعديله للمادة ‪ 202‬وإضافة فقرة‬
‫تسند االختصاص صراحة للمحكمة االبتدائية بالرغم من كل شرط مخالف‪ ،‬حيث تنص الفقرة‬
‫األولى من المادة المذكورة على أنه " في حالة النزاع بين المورد والمستهلك‪ ،‬ورغم وجود‬
‫أي شرط مخالف‪ ،‬فغن االختصاص القضائي النوعي ينعقد حصريا للمحكمة االبتدائية"‪.4‬‬
‫وبالنسبة للصفة التي يبث بها رئيس المحكمة نجد المشرع لم يحسم في هذا االمر مما نتج عنه‬
‫تضارب واختالف عملي في تأويل رؤساء المحاكم لطبيعة تدخلهم على مستوى هذه المسطرة‪،‬‬
‫حيث يذهب بعض رؤساء المحاكم الى أن طلب االمهال القضائي يجب البت فيه من طرف‬
‫رئيس المحكمة بصفته تلك أي في اطار اختصاصه الوالئي باعتباره قاض لألمور الوقتية‬
‫وفقا لإلجراءات الوقتية المنصوص عليها في المادة ‪ 148‬من قانون المسطرة المدنية‪،‬‬
‫ونستحضر في هذا االطار أمر صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء الذي جاء‬
‫في حيثياته" وحيث إن المدعي قدم طلبه في اطار المادة ‪ 149‬من ق ح م‪ ...‬وحيث بالرجوع‬
‫الى هذه المادة يتضح أن المشرع أوكل االختصاص بموجبها الى رئيس المحكمة‪ ،‬وحيث إن‬
‫معنى ذلك أن رئيس المحكمة يزاول اختصاصه في هذا االطار بهذه الصفة وليس بصفته‬
‫قاضي لألمور المستعجلة‪ .‬وحيث إن تقديم الطلب الى هذا األخير‪ ،‬يجعله مقدم لجهة غير‬
‫مختصة ويتعين التصريح بذلك‪ .5"...‬في حين ذهب اتجاه اخر من رؤساء المحاكم الى ان‬
‫البت في طلب االمهال القضائي يتم من خالل االختصاص االستعجالي ال الوالئي‪ ،‬مستندين‬

‫قاض‬‫ي‬ ‫غب منشور‪ ،‬جاء يف حيثياته" إن االختصاص أعاله يخرج عن اختصاص‬ ‫‪ 1‬قرار عدد ‪ ،17444‬ملف رقم ‪ ،12599/24/12‬ر‬
‫ر‬
‫الموضوع ويدخل يف اختصاص رئيس المحكمة الذي له الحق يف أن يوقف بموجب امر تنفيذ البامات المدين يف حالة الفصل عن‬
‫العمل‪"...‬‬
‫تعتب المحكمة المختصة مكانيا محكمة موطن أو محل إقامة المستهلك أو‬ ‫‪ 2‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 202‬من ق ح م عل انه" ر‬
‫األخب‪.‬‬
‫ر‬ ‫محكمة المحل الذي وقع فيه الفعل المتسبب يف الضر باختيار من هذا‬
‫القضان من اختصاص المحكمة العادية ومن هم من‬ ‫ي‬ ‫‪ 3‬حيث كان هناك خالف ربي القضاء‪ ،‬فمنهم من كان يقول ان مسطرة االمهال‬
‫القضان ان هذه المسطرة من اختصاص القضاءين معا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كان يقول ان المسطرة من اختصاص المحاكم التجارية‪ .‬واستقر العمل‬
‫الثان‬ ‫ربيع‬ ‫من‬ ‫‪25‬‬ ‫ـخ‬‫ـ‬ ‫ي‬
‫بتار‬ ‫‪،‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪/‬‬‫‪1‬‬ ‫رقم‬ ‫يف‬ ‫هب ر‬
‫الش‬ ‫ر‬ ‫الظ‬ ‫بتنفيذه‬ ‫‪ 4‬تمت إضافة هذه الفقرة بموجب القانون رقم ‪78‬ـ‪ 20‬الصادر‬
‫ي‬
‫ديسمب ‪ ،)2020‬ص ‪.8465‬‬ ‫ر‬ ‫دسمب ‪ ،)2020‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6945‬بتاري ــخ ‪ 6‬جمادى األوىل ‪21( ،1442‬‬ ‫ر‬ ‫‪11(1442‬‬
‫‪ 5‬أمر أورده فيصل هدهود‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪27‬‬
‫في ذلك على عدة مبررات من بينها ان القضاء االستعجالي يوفر ضمانات قوية للمستهلك‬
‫والمقرض في نفس الوقت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االثار المترتبة عن منح االمهال القضائي للمقترض‬
‫في اطار نفس المادة المنظمة لإلمهال القضائي وبقراءتنا لها فانة يترتب على منح االمهال‬
‫القضائي مجموعة من االثار سنعالج من بينها وقف تنفيذ التزامات المدين المقترض خالل‬
‫فترة سريان االمهال القضائي‪ ،‬وجواز قيام المقرض بإجراءات تحفظية‪.‬‬
‫وقف إجراءات التنفيذ‬ ‫‪.I‬‬
‫قبل صدور القانون ‪ 31.08‬كان المشرع المغربي ينص على أن هذا األثر بشكل صريح من‬
‫خالل الفقرة الثانية من الفصل ‪ 243‬من ق ل ع‪ ،‬الشيء الذي يؤدي الى ايقاف اجراءات‬
‫المطالبة باآلداء‪ ،‬مع إبقاء األشياء على حالها‪ ،‬بمفهوم آخر أن سريان الدعوى يتوقف طيلة‬
‫تلك المنحة القضائية‪ ،‬ونفس األمر ينطبق على اجراءات التنفيذ‪.‬‬

‫وبمجرد صدور القانون ‪ 31.08‬لم يبقى لهذا األثر الغموض الذي كان يحيط به في إطار‬
‫الفصل ‪ 243‬من ق ل ع‪ ،‬حيث جاء المشرع المغربي بهذا األثر صراحة في المادة ‪149‬‬
‫من القانون ‪ 31.08‬عندما قال "…يمكن والسيما في حالة الفصل عن العمل أو حالة اجتماعية‬
‫غير متوقعة أن يوقف تنفيذ التزامات المدين بأمر من رئيس المحكمة المختصة‪"...‬‬

‫وبالتالي فإنه يترتب على منح المدين المهلة القضائية وقف تنفيذ التزاماته الى حين انصرام‬
‫تلك المدة‪ ،‬إذ ال يجوز للدائن مطالبته باألداء خالل سريانها‪.1‬‬

‫وباإلضافة الى منع مؤسسة االئتمان من المطالبة التنفيذ خالل سريان أجل االمهال القضائي‬
‫الممنوح يمنع عليها كذلك داخل نفس االجل المطالبة بأية تعويضات أو غرامات على األقساط‬
‫المستحقة التي لم تؤدى خالل المدة الزمنية لإلمهال القضائي‪ ،‬ورغم ان المشرع لم يشر الى‬
‫هذا المقتضى ضمن المادة ‪ 149‬من ق ح م اال أن ذلك يستفاد من اآلثار اإلجرائية العامة‬
‫المبدئية لإلمهال القضائي الذي يمنع داخل المدة التي يسري فيها مطالبة مؤسسات االئتمان‬
‫بأية فائدة تأخيرية عن التأخير في األداء أو تعويض عن أقساط القرض المستحقة في فترة‬
‫سريان االمهال القضائي‪ ،‬الن تدبير االمهال القضائي رخصة قضائية تمنح من رئيس المحكمة‬

‫القضان يف القانون ‪ ،31.08‬مقال منشور عىل مجلة القانون واالعمال الدولية‪ ،‬بتاري ــخ ‪22‬‬
‫ي‬ ‫‪ 1‬المهدي فتح هللا‪ ،‬خصوصيات اإلمهال‬
‫ون‪ ،/ https://www.droitetentreprise.com/21568:‬تم االطالع عليه بتاري ــخ ‪ 25‬مارس ‪،2023‬‬ ‫ر‬
‫رفباير ‪ ،2021‬الموقع االلكب ي‬
‫عىل الساعة ‪.13:50‬‬
‫‪28‬‬
‫للمدين تعطي له حق عدم أداء ديونه التي هو مدين بها لدائنه بقوة القانون الى حين انتهاء‬
‫مفعوله‪.1‬‬

‫جواز قيام المقرض بإجراءات تحفظية‬ ‫‪.II‬‬

‫اذا متع رئيس المحكمة المستهلك بحماية قضائية فان المقرض يمكنه حماية لحقه المالي سلوك‬
‫إجراءات تحفظية وهو ما يفسر نجاعة النظام القانوني لإلمهال القضائي الذي يتوخى التوفيق‬
‫بين مصالح األطراف المتنازعة داخله‪ ،‬فالسماح للدائن باتخاذ إجراءات تحفظية حماية لحقوقه‬
‫ومصالحه هو تكملة لشروط االمهال القضائي‪ ،‬وهو ما يعزز مهمة القاضي في تحقيق التوازن‬
‫العقدي‪ .2‬ومن ضمن اإلجراءات التحفظية التي يمكن لمؤسسة االئتمان اتخاذها إجراء حجز‬
‫تحفظي‪ ،‬أو سلوك مسطرة الحجز لدى الغير حماية لحقه من الضياع‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تحقيق التوازن العقدي من خالل الحد من الشروط التعسفية‬
‫إذا كان األصل في العالقات التعاقدية ان العقد شريعة المتعاقدين‪ ،3‬فان ترك المجال الواسع‬
‫لحرية األطراف قد يمس بحقوق احدهم خاصة الطرف الضعيف الذي يجد نفسه مضطر‬
‫لقبول شروط تعسفية وقاسية تضر بمصالحه لحاجته الملحة في الشيء المتعاقد عليه‪ .‬ومن‬
‫هنا نجد ق ح م وفر للقضاء معايير يستطيع معها تحديد الشروط التعسفية‪ ،4‬ومن بين هذه‬
‫المعاير نجد سلطة القاضي في بطالن الشروط التعسفية في العقد (أوال) وطلب تفسير شروط‬
‫العقد (ثانيا)‪ ،‬وسلطته أيضا في تعديل شروط العقد (ثالثا)‬
‫أوال‪ :‬سلطة القاضي في بطالن شروط العقد‬
‫يعد بطالن القضاء للشروط التعسفية من أهم الجزاءات المدنية التي تم إقرارها من طرف‬
‫المشرع المغربي في ق ح م‪ ،‬وهذا البطالن يخضع للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬قد يكون هذا‬
‫البطالن كلي يطال كل شروط العقد‪ ،‬وفقد يكون جزئي يطال فقط الشرط التعسفي دون غيره‬
‫من شروط العقد‪ ،‬اذا امكن ان يبقى العقد قائما بدون الشرط التعسفي وهو حل مالئم للمستهلك‬
‫ألنه يمكنه من االستفادة من السلعة او الخدمة محل العقد مع استبعاد الشروط التعسفية المضرة‬
‫بمصالحه‪ .5‬غير أنه يثار تساؤل بخصوص هذه البطالن هل هو بطالن نسبي أم مطلق؟ حيث‬
‫عرف هذا االمر خالفا فقهيا واسعا‪ ،‬وتجنبا للدخول في هذه اآلراء الفقهية‪ ،‬نجد المشرع‬

‫‪ 1‬فيصل هدهود‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪85‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‬
‫‪ 3‬ينظر الفصل ‪ 230‬من ق ل ع‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المبمة ربي المورد والمستهلك كل شط يكون الغرض منه او يبتب‬ ‫‪ 4‬حسب المادة ‪ 15‬من ق ح م " ر‬
‫يعتب شطا تعسفيا يف العقود ر‬
‫طرف العقد عىل حساب المستهلك"‬ ‫ي‬ ‫كبب ربي حقوق وواجبات‬
‫عليه اختالل ر‬
‫المبم ربي المورد والمستهلك‪.‬‬
‫التعسق الوارد يف العقد ر‬ ‫ر‬ ‫‪ 5‬تنص الماد‪ 19‬من ق ح م " ر‬
‫يعتب باطال والغيا الشط‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫التعسق المذكور"‬ ‫ر‬
‫باف مقتضيات العقد األخرى إذا أمكن أن يبق العقد قائما بدون الشط‬
‫ي‬ ‫تطبق ي‬
‫‪29‬‬
‫المغربي حسم في االمر بنصه في المادة ‪ 20‬من ق ح م على ان أحكام القسم الثالث المتعلق‬
‫بحماية المستهلك من الشروط التعسفية تعتبر من النظام العام‪ ،‬وهو ما يؤكد لنا ان بطالن‬
‫الشروط التعسفية يعتبر بطالنا مطلقا‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور القاضي في تفسير شروط العقد‬
‫يقصد بتفسير العقد تلك العملية الذهنية التي يقوم بها القاضي من اجل الوقوف على اإلرادة‬
‫الحقيقية لألطراف وله الحق في ان يستعمل كل األساليب القانونية التي من شأنها ان تساعده‬
‫في معرفة قصد المتعاقدين‪.‬‬
‫وبالتالي فإن من بين أهم الوسائل التي يتمتع بها القاضي في إطار عقود القرض االستهالكي‬
‫هي سلطته في تفسير شروط العقد الغامضة‪ ،‬الن الشروط التعسفية عادة ما تكون غامضة‬
‫وغير محددة‪ .‬وعلى العكس من ذلك وحسب المادة ‪ 2461‬من ق ل ع متى كانت شروط العقد‬
‫واضحة وصريحة فانه يتعين على القاضي االلتزام بهذه المعاني الظاهرة دون انحراف إلى‬
‫غيرها من االحتماالت كتفسير النصوص القانونية‪ ،‬غير انه إذا كانت القاعدة العامة‬
‫المنصوص عليها في الفصل أعاله تمنع من تحريف مهني ومدى الشروط الواضحة والمحددة‬
‫ولو كانت تعسفية‪ ،‬فان هناك حاالت استثنائية يمكن الخروج بها عن القاعدة السابقة ويتعلق‬
‫األمر بالحاالت التي ينشا فيها تناقض بين العبارات الواضحة للعقد واإلرادة الحقيقية للمتعاقدين‬
‫‪.‬فقد ورد في إحدى قرارات محكمة النقض انه" إذا أبعدت المحكمة شرطا من شروط العقد‬
‫وجب عليها أن تبين األسباب والمستندات التي اعتمدتها بتكوين اقتناعها"‪.3‬ومن تم يمكن القول‬
‫بأنه يجوز للقاضي تفسير الشرط التعسفي الواضح ضد المشترط أو استبعاده حماية للطرف‬
‫الضعيف في العالقة التعاقدية‪.4‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور القضاء في تعديل الشرط الجزائي التعسفي‬
‫يعرف الشرط الجزائي بأنه ذلك االتفاق الذي يعين الطرفان بمقتضاه مقدما مبلغ التعويض‬
‫الذي يستحقه احدهما قبل األخر عند اإلخالل بااللتزام الملقى عليه سواء كان ناتجا عن عدم‬
‫التنفيذ الكلي أو الجزئي أو التآخي في التنفيذ‬
‫ويعتبر الشرط الجزائي شرطا مشروعا وال يؤدي إلى اختالل التوازن العقدي مادام مبلغ‬
‫التعويض المتفق عليه ال يتجاوز الضرر الفعلي الحاصل للدائن‪ .‬ولكن إذا استغل احد طرفي‬

‫االستهالك‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫الشوط التعسفية يف عقد القرض‬ ‫‪ 1‬الرحمون حسنة‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال ـ الرباط‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪ 377‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 2‬ينص الفصل ‪ 461‬من ق ل ع عل انه " إذا كانت الفاظ العقد ضيحة امتنع البحث عن قصد صاحبها"‬
‫المدن عدد ‪ 29678‬بتاري ــخ ‪,1977/5/20‬مجلة قضاء المجلس‬
‫ي‬ ‫‪ 3‬قرار المجلس األعىل (محكمة النقض حاليا) عدد ‪ 201‬يف الملف‬
‫األعىل عدد ‪, 85‬ماي ‪ 1980‬ص ‪120‬‬
‫ون‪:‬‬ ‫الشوط التعسفية ف القانون المغرن‪ ،‬مقال منشور عىل مجلة ‪ ،marocdroit‬الموقع االلكبر‬ ‫‪ 4‬خالد بامو‪ ،‬حماية المستهلك من ر‬
‫ي‬ ‫ري‬ ‫ي‬
‫‪ ،https://m.marocdroit.com‬تم االطالع بتاري ــخ ‪ 17:30‬مساء‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫العقد مركزه وخبرته الفنية أو القانونية لفرض شروط جزائية الهدف منها الحصول على مزايا‬
‫وتحقيق األرباح على حساب الطرف األخر ‪,‬فان الوظيفة األصلية للشرط الجزائي تتحول من‬
‫وظيفة تعويضية إلى وظيفة تهديدية ووسيلة لالستغالل واإلثراء على حساب التوازن العقدي‬
‫‪.‬األمر الذي يجعلها تعسفية يجوز للقاضي التدخل من اجل تعديلها حسب األحوال إلعادة‬
‫التوازن إلى االلتزامات التعاقدية حماية للمدين وهو الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية‪،‬‬
‫وتمكين المستهلك من هذه اإلمكانية في مراجعة الشرط الجزائي قضائيا وبطالن الشرط‬
‫المخالف لمقتضيات الفصل ‪ 264‬من ق ل ع‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات المؤسساتية في عقد القرض االستهالكي‬
‫انطالقا مما سبق فإنه يقينا أن عقد القرض االستهالكي ينطوي على مجموعة من‬
‫"االمتيازات"‪ ،‬في شكل ضمانات‪ ،‬وعليه سنتطرق في (الفقرة األولى) لشروط لالعتراف‬
‫لجمعيات حماية المستهلك بالحق في التقاضي على أن نتطرق في (الفقرة الثانية) لفعالية‬
‫جمعيات حماية المستهلك‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط االعتراف للجمعيات بالحق في التقاضي‬
‫إن ممارس ة الجمعية لمهامها المتمثلة في الدفاع عن مصالح المستهلكين ال يكون إال بعد‬
‫اكتساب هذه الجمعية للشخصية المعنوية‪ ،‬وفي سبيل ذلك نجد القانون يتطلب شروطا شكلية‬
‫(أوال) وأخرى موضوعية (ثانيا)‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية لالعتراف لجمعيات حماية المستهلك بالحق في التقاضي‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 9‬من ظهير ‪ 1.58.376‬الذي يضبط بموجبه حق تأسيس الجمعيات‬
‫الذي تم تعديله بموجب قانون ‪75‬ـ‪ ،00‬نجدها تنص على أن كل جمعية باستثناء االحزاب‬
‫السياسية والجمعيات ذات الصبغة السياسية‪ ،‬يمكن أن يعترف لها بصفة المنفعة العامة بمقتضى‬
‫مرسوم بعد أن تقدم طلبا في الموضوع وتجرى السلطة اإلدارية بحثا في شأن غايتها ووسائل‬
‫عملها‪.‬‬
‫ويجب أن يتم الرد عليه باإليجاب أو الرفض معلال في مدة ال تتعدى ستة أشهر تبتدئ من‬
‫تاريخ وضعه لدى السلطة اإلدارية المحلية‪ .‬وتحدد الشروط الالزمة لقبول طلب الحصول‬
‫على صفة المنفعة العامة بنص تنظيمي‪.2‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫ر‬
‫الظهب الشيف رقم ‪376.969‬‬‫ر‬ ‫‪ 2‬المادة ‪ 1‬من المرسوم رقم ‪ 2.04.969‬الصادر يف ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 10( 1425‬يناير ‪ )2005‬لتطبيق‬
‫نوفمب ‪ )1958‬بتنظيم حق تأسيس الجمعيات الجريدة الرسمية عدد ‪ 5339‬بتاري ــخ (فاتح‬ ‫ر‬ ‫الصادر يف جمادى األوىل ‪15(1378‬‬
‫أغسطس ‪ )2005‬ص ‪.2163‬‬
‫‪31‬‬
‫إضافة إلى ذلك نجد المادة األولى من المرسوم رقم ‪ 2.04.969‬على أنه يجب على كل‬
‫جمعية تطلب أن يعترف لها بصفة المنفعة العامة‪:‬‬
‫ـ أن تكون مؤسسة طبقا ألحكام الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.376‬وأن تكون مسيرة وقفا‬
‫لنظامها األساسي‬
‫ـ أن تتوفر على القدرات المالية التي تمكنها على وجه الخصوص من إنجاز المهام المحددة‬
‫في نظامها األساسي والتي تكتسي طابع المصلحة العامة‬
‫ـ أن يكون لها نظام أساسي ونظام داخلي يضمن لكل أعضائها المشاركة الفعلية في تدبير‬
‫الجمعية وإدارتها وممارسة المراقبة بصفة دورية‪ ،‬ويحدد بشكل صريح دور اعضاء أجهزتها‬
‫التداولية ومهامهم‪ ،‬وكدا تواريخ عقد جمعها العام وجدول أعمالها‬
‫ـ أن يكون لها هدف له طابع المصلحة العامة على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني‬
‫ـ أن تمسك محاسبة تسمح بإعداد قوائم تركيبية تعطي صورة صادقة في ذمتها ووضعيتها‬
‫المالية ونتائجها وفقا للنصوص التنظيمية الجاري بها العمل‬
‫ـ أن تلتزم بتقديم المعلومات المطلوبة والخضوع للمراقبة اإلدارية المنصوص عليها في‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري العمل‪.1‬‬
‫وما يميز القانون المغربي عن القانون الفرنسي هو كون القانون المغربي لم يشترط ان تكون‬
‫الجمعية قد قامت مند مدة محددة من أجل ان تستفيد من صفة المنفعة العامة‪ ،‬بل يمكنها أن‬
‫تطلب االستفادة من هذه الصفة في اي وقت‪ .‬كما أن القانون المغربي لم يشترط عدد محدد‬
‫من المنخرطين فهذا الشرط من شأنه المساهمة في الحد من انتشار هذه الجمعيات‪.‬‬
‫يجدر التنبيه‪ ،‬إلى أنه يجب أن يرفق طلب االعتراف بصفة المنفعة العامة المقدم من طرف‬
‫الجمعية بمجموعة من الوثائق حتى تتمكن السلطات المختصة من دراسته وفق مسطرة محددة‬
‫قانونا من طرف المشرع المغربي‪.2‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 3969.04.01‬نجدها تنص على أن يجب أن يودع‬
‫رئيس الجمعية او الشخص المؤهل لهدا الغرض مقابل وصل طلب االعتراف بصفة المنفعة‬
‫العامة لدى العامل الذي يوجد في دائرة نفوذ مقر الجمعية‪...‬‬
‫وعليه ‪ ،‬بعد إيداع طلب االعتراف بصفة المنفعة العامة من قبل الجمعية المعنية‪ ،‬يأمر السيد‬
‫العامل بإجراء بحث مسبق تقوم به المصالح التابعة له ‪ ،‬حول أهداف الجمعية و وسائل عملها‪،‬‬

‫الش ر يف‪،‬م س‪ ،‬ص ‪103‬ـ ‪.104‬‬ ‫‪ 1‬جميلة ر‬


‫ر‬
‫الش يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.104‬‬‫‪ 2‬جميلة ر‬
‫ر‬
‫الظهب الشيف رقم ‪ 376.58.1‬بتنظيم حق تأسيس الجمعيات‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ 3‬المرسوم ‪ 969.04.02‬الصادر بتاري ــخ ‪ 10‬يناير ‪ 2005‬بتطبيق‬
‫‪32‬‬
‫ويبعث به إلى األمانة العامة للحكومة ( مديرية الجمعيات والمهن المنظمة ) مرفقا بمجموعة‬
‫من الوثائق المحددة بمقتضى القانون‪ ،‬ومصحوبا بتقرير يتضمن نتائج البحث اإلداري الذي‬
‫أنجزته المصالح التابعة له ‪ ،‬باإلضافة إلى مالحظاته بخصوص المصلحة العامة التي تسعى‬
‫الجمعية إلى تحقيقها من خالل نشاطها ‪ ،‬وذلك داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر ابتداء من‬
‫تاريخ إيداع الطلب ‪ ،‬حتى يتسنى التقيد بأجل ستة أشهر التي حددها المشرع‪.1‬‬
‫تجدر اإلشارة‪ ،‬على أن مصالح األمانة العامة للحكومة‪ ،‬بعد دراستها لنتائج البحث اإلداري‬
‫المشار إليه‪ ،‬وتأكدها من استيفاء الجمعية الشروط السالفة الذكر‪ ،‬ودراستها للوثائق المرفقة‬
‫بطلب الجمعية‪ ،‬واستشارة وزير المكلف بالمالية والسلطات الحكومية المعنية الذي يراه مناسبا‬
‫في الموضوع‪.‬‬
‫كما يجدر التنبيه‪ ،‬في هذا الصدد إلى أن صفة المنفعة العامة تمنح إذا اقتضى الحال بواسطة‬
‫مرسوم يحدد في نفس الوقت القيمة اإلجمالية للعقارات والمنقوالت‪ ،‬التي يمكن للجمعية أن‬
‫تمتلكها وترسل نسخة من هذا المرسوم الذي ينشر بالجريدة الرسمية إلى الجمعية المعنية‪.2‬‬
‫إن رهن ولوج جمعيات حماية المستهلك إلى القضاء بغية الدفاع عن مصالح المستهلك بتوفر‬
‫هذه الشروط‪ ،‬يعد في حد ذاته حاجزا مؤثرا لولوج جمعيات حماية المستهلك للقضاء‪ ،‬وذلك‬
‫في ظل الشروط المجحفة والمفروضة لمنح صفة المنفعة العامة‪ ،‬دون أن ننسى تعنت األجهزة‬
‫اإلدارية الوصية على هذه الجمعيات‪.‬‬
‫ولتجاوز هذه الصعوبات‪ ،‬فقد حاول المشرع المغربي إيجاد بديل لغياب صفة المنفعة العامة‬
‫للجمعيات الراغبة في تمثيل المستهلك أمام القضاء‪ ،‬فقرر اإلذن بالتقاضي عبرة مسطرة محددة‬
‫للحصول عليه‪ ،‬هو ما أكدته الفقرة الثانية من المادة ‪ 157‬من قانون ‪ ،0831‬إال أننا نجد هذه‬
‫المادة ربطت الحصول على االذن بالتقاضي بصدور نص تنظيمي‪..3‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية لالعتراف لجمعيات حماية المستهلك بصفة المنفعة العامة‪:‬‬
‫إن المشرع لم يقصر ولوج جمعيات حماية المستهلك إلى القضاء على تلك الشروط الواردة‬
‫في القانون المتعلق بتأسيس الجمعيات‪ ،‬وإنما اشترط شروطا أخرى بمقتضى القانون القاضي‬
‫بتحديد تدابير لحماية المستهلك‪.‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 154‬من قانون ‪ 08.31‬نجدها تنص على" ‪ ...‬ويجب أن يكون غرضها‬
‫المنصوص عليه في نظامها األساسي هو حماية مصالح المستهلك حصريا ‪ ،"...‬نالحظ من‬

‫تدابب لحماية المستهلك‪ .‬مطبعة المعارف‬


‫القاض بتحديد ر‬
‫ي‬ ‫‪ 1‬المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك يف ضوء قانون رقم ‪08.31‬‬
‫الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2013‬ص‪.173‬‬
‫تدابب لحماية المستهلك‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫ر‬ ‫القاض بتحديد‬
‫ي‬ ‫‪ 2‬المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك يف ضوء قانون رقم ‪08.31‬‬
‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 3‬جميلة ر‬

‫‪33‬‬
‫خالل مقتضى هذه المادة أن المشرع اشترط ضرورة حصر غرض جمعيات حماية‬
‫المستهلكين في الدفاع عن مصالح المستهلك فقط‪.1‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 153‬من ق‪.‬ح‪ .‬م نجدها تنص على أنه" ال تعتبر جمعية لحماية المستهلك‬
‫حسب مدلول هذا القانون‪ ،‬الجمعية التي‪:‬‬
‫ـ تضم بين أعضائها أشخاصا معنويين يزاولون نشاطا يهدف إلى الحصول على ربح‬
‫ـ تتلقى مساعدات أو إعانات من مقاوالت أو مجموعة مقاالت تزود المستهلك بسلع أو منتجات‬
‫أو تقدم لهم خدمات‬
‫ـ تقوم باإلشهار التجاري أو إشهار ال يكتسي طابعا إعالميا صرفا فيما يخص السلع أو‬
‫المنتوجات أو الخدمات‬
‫ـ تتولى القيام بأنشطة أخرى لغرض يكتسي طابعا سياسيا‬
‫غير أن ما يالحظ على مقتضيات هده المادة السابقة أنها تتعارض مع ما أقرته منظمة األمم‬
‫المتحدة ‪2‬بخصوص المبادئ التوجيهية لسياسة حماية المستهلك والتي هي على الشكل التالي‪:‬‬
‫ـ المحافظة على صحة المستهلك وسالمته‬
‫ـ الرفع من مستوى المصالح االقتصادية للمستهلكين وحمايتها‬
‫ـ اإلعالم المناسب للمستهلكين ليكونوا في وضعية تتيح لهم االختيار دون الخضوع ألي تأثير‬
‫ـ تمكين المستهلك من الحصول على تعويض حقيقي عن األضرار التي قد يتعرض لها‪ ،‬توعية‬
‫المستهلك وتثقيفه ‪."....‬‬
‫فتوجهات األمم المتحدة ربطت مجال حقوق المستهلك بمجاالت مختلفة ومتنوعة‪ ،‬ويعود هذا‬
‫الربط لكون سياسة المستهلك مرتبطة بسياسة التنمية الشاملة (حماية البيئة‪ ،‬التربية ومحو‬
‫األمية‪ ،‬محابة الفقر)‪ ،‬ذلك عكس ما ذهب إليه المشرع المغربي في ق‪،‬ح‪.‬م‪ ،‬ونحن نرى بأن‬
‫توجه المشرع المغربي يذهب في اتجاه تعزيز الحماية المخولة للمستهلك‪ ،‬على اعتبار ان‬
‫كثرة االلتزامات الواقعة على جمعيات حماية المستهلك وتعدد مجاالت تدخلها من شأنه الحد‬
‫من فعالية تدخلها لحماية المصالح الجماعية للمستهلكين ‪.3‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن المشرع المغربي كان محقا عندما حصر عمل جمعيات حماية المستهلك في الدفاع‬
‫عن المصلحة الجماعية للمستهلكين ولم يأخذ بالمقتضى السابق الذي تنص عليه توجهات األمم‬

‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.107‬‬


‫‪ 1‬جميلة ر‬
‫‪ 2‬القرار رقم ‪ 248/39‬المتعلق بحماية المستهلك والذي صادقت عليه الجمعية العامة لألمم المتحدة يف ‪ 9‬أبريل ‪.1985‬‬
‫‪ 3‬المهدي العزوزي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪176‬ـ‪.177‬‬
‫‪34‬‬
‫المتحدة‪ ،‬خصوصا وأن مبادئ األمم المتحدة التوجيهية لحماية المستهلك ذاتها تنص ضمن‬
‫مبادئها العامة على أنه " ينبغي أن تقوم الحكومات بتحديد أولويتها المتعلقة بحماية المستهلكين‬
‫وفقا لظروف البلد االقتصادية واالجتماعية والبيئية واالحتياجات سكانه مع مراعاة تكاليف‬
‫التدابير المقترحة وفوائدها‪.1‬‬
‫كما تنهي المادة ‪ 154‬من ق‪.‬ح‪.‬م على أنه " يجب أن تكون جمعيات حماية المستهلك خاضعة‬
‫ألنظمة سياسية مطابقة لنظام أساسي نموذجي يحدد بنص تنظيمي"‬
‫ويأتي طلب اإلدارة الوصية على الشأن االستهالكي للجمعية التي تهتم بشؤون المستهلك‬
‫وتهدف لحمايته بقانون أساسي مطابق لنظام نموذجي‪ ،‬في إطار الرقابة التي تسعى اإلدارة‬
‫إلى تكريسها في الحركة االستهالكية وذلك من خالل الحد من كل ما من شأنه أن يفقد القرض‬
‫الحصري الذي من الممكن أن تقوم عليه جمعية المستهلكين‪.2‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬فعالية جمعيات حماية المستهلك‬
‫تلعب جمعيات حماية المستهلك أدوارا فعالة وهامة في الدفاع عن مصالح جمهور المستهلكين‬
‫ألنها أصبحت من جماعات الضغط الجماعي‪ ،‬وباألخص على المهنيين وذلك عن طريق حثهم‬
‫على احترام المصلحة الجماعية للمستهلكين عند القيام بمشروعاتهم‪ ،‬وللقيام بهذه المهمة تتبع‬
‫مجموعة من الوسائل من بينها‪ :‬التوعية والدعاية المضادة أو االمتناع عن الشراء‪ ،‬أو االمتناع‬
‫عن الدفع… وهذا ما سأحاول التفصيل فيه عبر شقين حيث سأتناول في الشق األول الدور‬
‫الوقائي بينما في الشق الثاني سأتطرق للدور العالجي لجمعيات حماية المستهلك‬
‫اوال‪ :‬الدور الوقائي‬
‫تعتمد جمعيات حماية المستهلك على مجموعة من الوسائل للدفاع عن مصالح المستهلكين‪،‬‬
‫ومن بين هذه الوسائل نجد التوعية‪ ،‬النصح واإلرشاد‪ ،‬االمتناع عن الشراء‪:‬‬
‫‪ .1‬إعالم المستهلكين وتنوير بصيرتهم‪:‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 152‬من قانون ‪ ،31.08‬نالحظ أن المشرع المغربي أسند للجمعيات‬
‫المؤسسة وفق الشروط والضوابط القانونية‪ ،‬مهام اإلعالم والدفاع والنهوض بمصالح‬
‫المستهلك‪ ،‬وتوعيته وتزويده بمهارات وتقنيات ومعارف أساسية‪ ،‬لكي يقدم على التعاقد وهو‬
‫على قدر من الدراية التي تمكنه من حسن االختيار وتتجلى مشاركة الجمعيات في هذه الحماية‬
‫القبلية من خالل الدور التحسيسي واإلعالمي الذي تقوم به عبر مجموعة من الوسائل‬
‫اإلعالمية لضمان استفادة أكبر عدد من المستهلكين‪ ،‬وتكون الحمالت التوعوية عامة ومتنوعة‬

‫‪ 1‬المهدي العزوزي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.177‬‬


‫الش ر يف‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ 2‬جميلة ر‬

‫‪35‬‬
‫تماما كتنوع وتعدد الرسائل اإلشهارية‪ ،‬إال أن الوسائل اإلعالمية السمعية البصرية وتحديدا‬
‫التلفزيون يبقى األكثر قدرة على استقطاب عدد كبير من المستهلكين‪.1‬‬
‫وتحقيقا لهذه الغايات‪ ،‬يتعين على الجمعيات‪ ،‬وضع برامج تكوين وتعليم المستهلكين (…)‬
‫وإرشادهم إلى القوانين التي تحمي حقوقهم‪ ،‬وتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية جودة السلع والخدمات‬
‫ومراقبة مطابقتها للمواصفات‪ ،‬وتنظيم ندوات وأيام دراسية ونشر إعالنات ومقاالت عبر‬
‫الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية وعبر الصحافة اإللكترونية‪ ،‬كل هذه اإلجراءات تعد‬
‫مهمة جدا ومؤثرة بشكل كبير في تشكيل وعي المستهلك‪ ،‬وتثقيفه من الناحية االستهالكية‪.‬‬
‫‪ .2‬الدعاية المضادة‪:‬‬
‫ويقصد بالدعاية المضادة قيام جمعيات حماية المستهلك بنشر وتوزيع انتقادات المنتجات‬
‫والخدمات المعروضة بالسوق عن طريق توعية المستهلكين بخصائص السلع والخدمات‬
‫والتحذير من مخاطر بعضها أو عيوبها التي تظهر عند االستخدام بهدف تحقيق التوازن بين‬
‫منظمات اإلنتاج وبين جمعيات حماية المستهلك‪.‬‬
‫إن قيام جمعيات حماية المستهلك بهذا الدور من اإلعالن التوعوي يشكل نقيضا ألسلوب‬
‫الدعاية التي يقوم بها المهني على اعتبار أن هذه األخيرة مهما كانت صادقة فإنها ال تتضمن‬
‫إال المزايا والمحاسن دون المساوئ أي تفتقد للموضوعية وال يمكن القول بأن هذه االنتقادات‬
‫تعتبر عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة ألنها ال تصدر من جهة منافسة بل عن جمعية‬
‫ال تستهدف تحقيق الربح‪ ،‬كما أنه يمكن أن تلحق هذه الدعاية بالمشروعات الموجهة إليها‬
‫أضرار جسيمة لذلك فإن من حقها الرد عليها قبل إعالن النتائج أو عقب إعالنها أي الدفاع‬
‫عن مصالحها لكنها ال تلجأ إلى ذلك إال نادرا وتفضل االلتجاء إلى رفع دعوى المسؤولية‬
‫المدنية والجنائية على جمعيات المستهلكين‪ ،2‬كما أن هذه األخيرة خولت لها التشريعات حق‬
‫رفع الدعاوى القضائية للدفاع عن المستهلكين حيث يمكن وفقا للتشريع المغربي لجمعيات‬
‫حماية المستهلكين المعترف لها بصفة المنفعة العامة أن ترفع وحدها الدعاوى القضائية للدفاع‬
‫عن مصالح المستهلكين كما هو منصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫‪ .3‬االمتناع عن الشراء أو المقاطعة‪:‬‬
‫قد تطلب جمعيات حماية المستهلك في بعض األحيان من جمهور المستهلكين المقرضين‬
‫التوقف أو االمتناع عن االستفادة من خدمات المؤسسة المقرضة وذلك من أجل رفع الحيف‬
‫الذي يطال المستهلكين‪.‬‬

‫الوقان للجمعيات يف حماية المستهلك من االشهار الكاذب والمضلل بالمغرب”‪ ،‬مقال منشور‬
‫ي‬ ‫العوف‪ ،‬سار الحميدي‪“ ،‬الدور‬
‫ي‬ ‫‪ 1‬هشام‬
‫يف المجلة العربية للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2020‬ص ‪.294‬‬
‫المغرن”‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬ ‫‪ 2‬نور الدين الفالق‪“ ،‬حماية المستهلك ربي حراك المقاطعة وفعالية الجمعيات عىل ضوء ر‬
‫التشي ــع‬
‫ري‬
‫مغرب القانون‪ ،‬تم االطالع عليه بتاري ــخ ‪.2020-05-16‬‬
‫‪36‬‬
‫وتتخذ الدعوى إلى المقاطعة شكل الطلب الصادر من الجمعية إلى المستهلكين بالتوقف عن‬
‫شراء السلع أو المنتجات أو الخدمات الضارة بصحة أو سالمة هؤالء‪ ،‬كما حدث في فرنسا‬
‫في قضية “عجول الهرمونات” وفي دول شرق آسيا في قضية أنفلونزا الطيور‪ ،‬ويمكن القول‬
‫بأن المقاطعة تعد حقا للمستهلك شبيه إلى حد كبير بحق اإلضراب المعترف به للعمال‪ ،‬لكن‬
‫جمعيات حماية المستهلك يجب أال تتعسف في استعمال هذا الحق وذلك تحت طائلة إثارة‬
‫مسؤوليتها‪ ،‬ألنه قد ينتج عنه انعكاسات وخيمة على المنتوج أو المحل التجاري الموجهة ضده‬
‫المقاطعة‪ ،‬فقد ينجم عن هذه األخيرة المساس بسمعة المحل التجارية مما قد يؤدي إلى إقفاله‬
‫نهائيا وتسريح عماله‪ ،‬وما يصاحب ذلك من صعوبات على كافة قطاعات الصناعة‪.1‬‬
‫وفي هذا الصدد نتساءل عن سبب سكوت المشرع المغربي عن اإلشارة للمقاطعة في القانون‬
‫رقم ‪ ،31.08‬فهل هذا السكوت يعني المنع أم اإلباحة؟‬
‫فمن وجهة نظرنا فإن مقاطعة المستهلك ألي منتج أو خدمة بإرادته الحرة أمر ال تترتب عنه‬
‫أية مسؤولية ألنه قرار شخصي‪ ،‬لكن اإلشكال يطرح عندما تتم المقاطعة باتفاق من قبل‬
‫جمهور المستهلكين وبإيعاز من جمعيات حماية المستهلكين لمدة زمنية طويلة قصد الضغط‬
‫على المهني المعلن من أجل االمتناع عن الممارسات غير المشروعة ألن هذا السلوك قد‬
‫يكون له انعكاس كبير على تموقع مجموعة من المهنيين داخل السوق وعلى االقتصاد الوطني‪،‬‬
‫إال أن المقاطعة ستدفع كل مهني إلى التوقف عن الممارسات غير المشروعة حفاظا على‬
‫مصالحه االقتصادية‪ ،‬لذلك نؤكد على أن المقاطعة أسلوب دفاعي ناجع لصالح المستهلكين‪،‬‬
‫ويندرج في صميم أنشطة جمعيات حماية المستهلكين‪ ،‬وسكوت المشرع المغربي عن تنظيم‬
‫المقاطعة في القانون ‪ 31.08‬ال يعني منع جمعيات حماية المستهلكين من القيام بالمقاطعة‪،‬‬
‫وإنما عدم تقنينها فقط‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدور العالجي لجمعيات حماية المستهلك‬
‫تقوم جمعيات حماية المستهلك بدور هام من خالل مجموعة من الوسائل الردعية والدفاعية‬
‫وذلك في حالة وقوع أضرار على المستهلك يصعب تداركها عن طريق وسائل الوقاية‬
‫والتوجيه‪ ،‬وذلك من خالل الضغط على المنتجين للتراجع عن السلوكيات المخالفة للمواصفات‬
‫التي تفرضها القوانين الجاري بها العمل‪ ،‬أو من خالل الدفاع عن مصالح المستهلك لدى‬
‫الجهات والهيئات المعنية‪ ،‬وإذا كان األصل أن يكون رافع الدعوى هو صاحب الحق‪ ،‬فإنه‬
‫وطبقا للمبدأ األصولي لكل قاعدة استثناء‪ ،‬فإن االستثناء هنا هو إمكانية مباشرة الدعوى من‬
‫طرف شخص ال يدعي أنه صاحب الحق وإنما يحل محل هذا األخير لمباشرة حقوقه‪ ،‬وتعد‬

‫ر‬
‫كوبيب‪”،‬محدودية أدوار جمعيات حماية المستهلك”‪ ،‬مقال منشور يف مجلة منازعات األعمال‪ ،‬تم االطالع عليه بتاري ــخ‬ ‫‪ 1‬يوسف‬
‫ي‬
‫‪.2020-05-16‬‬
‫الوقان للجمعيات يف حماية المستهلك من اإلشهار الكاذب والمضلل بالمغرب”‪ ،‬مرجع‬ ‫ي‬ ‫العوف‪ ،‬سارة الحميدي‪“ ،‬الدور‬‫ي‬ ‫‪ 2‬هشام‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪37‬‬
‫جمعيات حماية المستهلك خير مثال لهذا االستثناء‪ .‬لقد خول المشرع لجمعيات حماية المستهلك‬
‫صالحيات هامة للدفاع عن حقوق ومصالح المستهلك وتمثيله أمام القضاء‪ ،‬بل إن المشرع قد‬
‫وسع من حق التقاضي لجمعيات المستهلك من خالل منحها إمكانيات التقاضي سواء أمام‬
‫القضاء المدني أو من خالل االنتصاب كطرف مدني في الدعوى العمومية للمطالبة بالتعويض‬
‫عما لحقها من أضرار‪،‬‬
‫ويمثل االعتراف لجمعيات حماية المستهلك بالحق في رفع الدعوى أهمية خاصة في الدفاع‬
‫عن المصالح الجماعية للمستهلكين‪ ،‬إذ أنه يعجل بتحريك الدعوى العمومية حالة تقاعس أو‬
‫تراخي النيابة العامة عن تحريكها بشأن ما يقع من إخالالت بقانون تحديد تدابير حماية‬
‫المستهلك‪ ،‬كما أن المستهلك المتضرر قد ال يستطيع رفع الدعوى نظرا لما تتطلبه من تكاليف‬
‫ومجهودات‪ ،‬فيل جأ إلى جمعيات حماية المستهلك لترفع الدعوى بدال عنه‪ ،1‬وفضال عن ذلك‬
‫هناك إحساس من طرف المستهلك بأن بعض المؤسسات المقدمة للسلع والخدمات هي مرافق‬
‫عامة تابعة للدولة وأنه يستحيل في نظره مقاضاة هذه المؤسسات‪ ،‬ومن هنا كان المبرر في‬
‫منح جمعيات المستهلك إمكانية التقاضي والدفاع عن مصالح المستهلكين أمام القضاء‪.2‬‬
‫إال أن شرط المنفعة العامة المضمن في المادة ‪ 99‬من قانون حرية األسعار والمنافسة شكل‬
‫عائقا أمام الجمعيات من االستفادة مما أتى به المشرع من حقوق الدفاع عن مصالح الجماعة‪،‬‬
‫وبالتالي أصبحت هذه الجمعيات في حد ذاتها مشلولة‪ ،‬وقد تم تكريس هذا الوضع في القانون‬
‫رقم ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية في المادة ‪ 7‬والتي نصت على‪ ”:‬يرجع الحق في‬
‫إقامة الدعوى المدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة‪ ،‬لكل من‬
‫تعرض شخصيا لضرر جسماني أو مادي أو معنوي تسببت فيه الجريمة مباشرة‪.‬‬
‫يمكن للجمعيات المعلن أنها ذات منفعة عامة أن تنتصب طرفا مدنيا‪ ،‬إذا كانت قد تأسست‬
‫بصفة قانونية منذ أربع سنوات على األقل قبل ارتكاب الفعل الجرمي‪ ،‬وذلك في حالة إقامة‬
‫الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة أو الطرف المدني بشأن جريمة تمس مجال اهتمامها‬
‫المنصوص عليها في قانونها األساسي”‪.‬‬
‫وفي نفس النهج ذهب القانون رقم ‪ 31.08‬في المادتان ‪ 154‬و‪ ،155‬ينظر في االحالة‪ .3‬وما‬
‫يمكن مالحظته هو أن هناك شرطين جديدين –باإلضافة إلى شرط المنفعة العامة‪ -‬وهما‪:‬‬

‫عباس‪ ” ،‬حماية الحقوق االقتصادية للمستهلك ربي القواعد الجنائية والمدنية”‪ ،‬مقال منشور يف “رياض فخري” كتاب‬‫ي‬ ‫‪ 1‬بوعبيد‬
‫مختب البحث قانون‬
‫ر‬ ‫اس حول‪ :‬حماية حقوق المستهلك االقتصادية والتمثيلية واإلنصات إليه‪ ،‬المنظم من قبل‬ ‫أشغال اليوم الدر ي‬
‫األعمال‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪.47‬‬
‫السكتان‪“ ،‬جمعـيــات حمـايـة المستهــلك ‪ :‬المكاسب واإلكراهات”‪ ،‬مقال منشور يف المجلة العربية للدراسات القانونية‬
‫ي‬ ‫‪ 2‬عمر‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2020‬ص ‪.174‬‬
‫الشور الواردة ف النصوص ر‬
‫التشيعية والتنظيمية الجاري بها العمل والمتعلقة بحق تأسيس الجمعيات‪ ،‬يجب‬ ‫المادة ‪“ :154‬يمكن لجمعيات حماية المستهلك أن ر‬
‫يعبف لها بصفة المنفعة العامة إذا استوفت ر‬
‫ي‬
‫تنظيم‪”.‬‬
‫ي‬ ‫موذج يحدد بنص‬
‫ر ي‬ ‫أساس ن‬
‫ي‬ ‫األساس هو حماية مصالح المستهلك حضيا‪ ،‬وأن تكون خاضعة ألنظمة أساسية مطابقة لنظام‬
‫ي‬ ‫أن يكون غرضها المنصوص عليه يف نظامها‬

‫‪38‬‬
‫شرط اقتصار نشاط الجمعية على الدفاع عن مصالح المستهلكين أي إذا كانت للجمعية أنشطة‬
‫متعددة كجمعيات حماية البيئة على سبيل المثال التي من بين أنشطتها حماية المستهلك‪ ،‬فإنها‬
‫ال تستفيد من صفة المنفعة العامة وبالتالي ليس لها الحق في الدفاع أمام القضاء عن مصالح‬
‫الجماعة –وشرط االنخراط في فيدرالية وطنية لحماية المستهلك‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن المشرع المغربي بالرغم من اعترافه الضمني بأهمية الحركة الجمعوية‬
‫في حماية المستهلكين‪ ،‬فإن هذا االعتراف يبقى قاصرا على مستوى منح هذه الجمعيات‬
‫صالحيات إجرائية في االدعاء أمام القضاء‪ ،‬وبناء على ذلك يستحسن أن يتم االستغناء عن‬
‫شرط المنفعة العامة المفروض من قبل المشرع المغربي‪ ،‬واالقتصار فقط على اإلجراءات‬
‫القانونية العادية في منح الجمعيات حق االنتصاب كطرف مدني في الدعوى المدنية التابعة‪،‬‬
‫حتى يتم تحقيق حماية أكثر لمصالح جمهور المستهلكين‪.‬‬

‫ر‬
‫المعبف لها بصفة المنفعة العامة وفقا ألحكام المادة ‪ 154‬أن تتكتل يف إطار‬ ‫المادة ‪“ :155‬يجب عل جمعيات حماية المستهلك‬
‫جامعة وطنية لحماية المستهلك خاضعة ر‬
‫للتشي ــع المتعلق بحق تأسيس الجمعيات وألحكام هذا القانون…”‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫خاتمة‬
‫إجماال لما سبق يتبين لنا الحاجة الماسة للمستهلك في الحصول على القروض االستهالكية‬
‫بمختلف صورها وباختالف مميزاتها‪ ،‬ويظهر قصور القواعد العامة عن مواكبة التطور‬
‫المتسارع للممارسات التجارية التي توضع في قالب عقدي‪ ،‬بل األكثر من ذلك أن المبادئ‬
‫العامة لم تسعف المستهلك المقترض حتى في العمليات المنظمة بطريقة مباشرة خاصة في‬
‫قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫كما أن توسع مفهوم عقد القرض االستهالكي جعل المشرع المغربي يحيط بما كان يعد‬
‫ممارسات خارج إطار قوة القانون وجعل من تخليق العالقة التعاقدية هدفه األساس وهو ما‬
‫نضعه في خانة ما يسمى بتثبيت المبادئ األساسية للعدالة التعاقدية‪ ،‬أمام عدم مسايرة القوانين‬
‫الحالية لسرعة وتطور التقنيات االقتصادية والتجارية‪ ،‬لكن تنظيم المشرع ال يخلو من نقاط‬
‫ضعف يبقى أبرزها الضمان القانوني من خالل اإلحالة على القواعد العامة والتي ال تسعف‬
‫أمام قصر اآلجال وإثقال المستهلك المقترض في ظلها بعبء اإلثبات‪.‬‬
‫وبذلك نخلص إلى أن المشرع المغربي ركز على مقتضيات حمائية تشكل أبرز مظاهر‬
‫استغالل المقترض في القواعد العامة‪ ،‬ومنها حمايته من الشروط التعسفية التي حدد لها‬
‫المشرع حيزا واسعا والحماية من االستدانة المفرطة حيث أقر المشرع التحديد الجزافي‬
‫للتعويضات الذي يبقى على عالته مقتضى حمائي‪.‬‬
‫ونالحظ على أن المشرع المغربي قد انتبه إلى تنظيم الدعاوى ومنح المقترض أنواع جديدة‬
‫من الدعاوى تتماشى والمقتضيات الحمائية التقدمية ونظم الدعاوى الجماعية التي يمكن‬
‫لجمعيات حماية المستهلك القيام بها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫الكتب العامة والخاصة‬
‫✓ نور الدين الفقيهي‪ ،‬المعين في فهم القانون البنكي المغربي‪ ،‬طوب بريس‪ ،‬طبعة‬
‫األولى‪ ،‬الرباط‪.2015 ،‬‬
‫✓ بناصر حاجي‪ ،‬النظرية العامة في قانون التأمين وفقا لمدونة التأمينات الحديدة مطبعة‬
‫الجسور‪ ،‬وجدة‪.2006 ،‬‬
‫✓ المهدي العزوزي‪ ،‬تسوية نزاعات االستهالك في ضوء قانون رقم ‪ 08.31‬القاضي‬
‫بتحديد تدابير لحماية المستهلك‪ .‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪2013‬‬
‫الرسائل واالطاريح‬
‫حسنة الرحموني‪ " ،‬الشروط التعسفية في عقد القرض االستهالكي " أطروحة لنيل‬ ‫✓‬
‫الدكتورا ه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية الرباط – أكدال‪2012\2011 ،‬‬
‫جميلة الشرقي‪ " ،‬ضمانات التعاقد في عقد القرض االستهالكي " رسالة لنيل دبلوم‬ ‫✓‬
‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية فاس‪.2019 – 2018 ،‬‬
‫ياسمين ذويب‪ ،‬ضمانات القروض البنكية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون‬ ‫✓‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة العربي بن مهدي‪-‬أم البواقي‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2019-2018 ،‬‬
‫يوسف مركوم‪ ،‬الضمانات التعاقدية في القروض االستهالكية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫✓‬
‫الماستر‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدة‬
‫السنة الجامعية ‪.2011/2010‬‬
‫غادة نوفي‪ ،‬ضمانات القروض البنكية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة‬ ‫✓‬
‫محمد بوضياف‪-‬المسيلة‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة ‪.2017-2016‬‬
‫فيصل هدهود‪ ،‬دور رئيس المحكمة في تحقيق التوازن العقدي من خالل آلية االمهال‬ ‫✓‬
‫القضائي في ضوء القانون رقم ‪08‬ـ ‪ ،31‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪2019‬ـ‪2020‬‬

‫‪41‬‬
‫بحوث نهاية تدريب القضاء‬
‫✓ هشام الصحراوي‪ ،‬الكفالة البنكية في القانون المغربي دراسة عملية على ضوء‬
‫اإلجتهاد القضائي‪ ،‬بحث نهاية التدريب المعهد العالي للقضاء‪ ،‬السنة ‪-2008‬‬
‫‪.2010‬‬
‫المقاالت والمجالت‬
‫مظاهر الحماية القانونية والقضائية لمستهلك القروض االستهالكية بالمغرب ‪ ،‬مقال‬ ‫✓‬
‫منشور بتاريخ ‪ 9‬فبراير ‪ 2019‬على موقع ‪.https://www.maroclaw.com‬‬
‫مقال منشور على الموقع اإللكتروني التالي‪:‬‬ ‫✓‬
‫‪.https://www.droitetentreprise.com‬‬
‫جواد الدهيبي‪ ،‬موقع الكفالة على خريطة الضمانات البنكية الشخصية‪ ،‬مجلة المحاكم‬ ‫✓‬
‫المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،100‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬أكتوبر ‪.2007‬‬
‫المهدي فتح هللا‪ ،‬خصوصيات اإلمهال القضائي في القانون ‪ ،31.08‬مقال منشور‬ ‫✓‬
‫على مجلة القانون واالعمال الدولية‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ ،2021‬الموقع‬
‫االلكتروني‪./ https://www.droitetentreprise.com/21568:‬‬
‫يوسف كوبيتي‪”،‬محدودية أدوار جمعيات حماية المستهلك”‪ ،‬مقال منشور في مجلة‬ ‫✓‬
‫منازعات األعمال‬
‫هشام العوفي‪ ،‬سار الحميدي‪“ ،‬الدور الوقائي للجمعيات في حماية المستهلك من‬ ‫✓‬
‫االشهار الكاذب والمضلل بالمغرب”‪ ،‬مقال منشور في المجلة العربية للدراسات‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪.2020 ،‬‬
‫بوعبيد عباسي‪ ،‬حماية الحقوق االقتصادية للمستهلك بين القواعد الجنائية والمدنية”‪،‬‬ ‫✓‬
‫مقال منشور في “رياض فخري” كتاب أشغال اليوم الدراسي حول‪ :‬حماية حقوق‬
‫المستهلك االقتصادية والتمثيلية واإلنصات إليه‪ ،‬المنظم من قبل مختبر البحث قانون‬
‫األعمال‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪..2015‬‬
‫عمر السكتاني‪“ ،‬جمعـيــات حمـايـة المستهــلك المكاسب واإلكراهات”‪ ،‬مقال‬ ‫✓‬
‫منشور في المجلة العربية للدراسات القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.2020‬‬
‫عبد هللا الزبيدي ‪ ،‬الضمانات القانونية ‪ ،‬مقال منشور بتاريخ ‪10‬أكتوبر ‪ 2019‬على‬ ‫✓‬
‫الموقع اإللكتروني حماة القانون ‪https://jordan-lawyer.com‬‬
‫حمزة المهيمن ‪ :‬أنواع القروض اإلستهالكية بين القانون رقم ‪ 31.08‬والممارسات‬ ‫✓‬
‫التعاقدية لمؤسسات اإلئتمان حماية المستهلك ‪ ،‬دراسات وأبحاث في ضوء مستجدات‬

‫‪42‬‬
‫القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير لحماية مستهلك ‪ ،‬سلسلة دراسات‬
‫وأبحاث منشورات بمجلة القضاء المدني‬
‫االحكام والقرارات القضائية‬
‫✓ قرار‪ ،‬عدد ‪ ،523‬ملف عدد ‪ ،2020/1101/488‬الصادر بتاريخ‬
‫‪.2020/09/08‬‬
‫✓ قرار عدد ‪ ،17444‬ملف رقم ‪ ،12599/24/12‬غير منشور‬
‫قرار رقم ‪ ،1785‬ملف رقم ‪ 8201/2016/611‬صادر بتاري ــخ ‪ 2018/10/25‬ر‬
‫غب‬ ‫✓‬
‫منشور‬
‫قرار بتاري ــخ ‪ 9‬يونيو ‪ 2020‬عدد ‪ ،384‬ملف تجاري عدد‪.2020/1/3 ،1221‬‬ ‫✓‬

‫القوانين‬
‫ظهير شريف ‪ 1 .11. 03‬صادر في ‪ 14‬من ربيع األول ‪ 18( 1432‬فبراير‬ ‫✓‬
‫‪ ،)2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5932‬عدد ‪ 5932‬بتاريخ ‪ 3‬جمادى األولى ‪1432‬‬
‫(‪ 7‬أبريل ‪ )2011‬رقم ‪.08/31‬‬
‫قانون رقم ‪ 18.21‬المتعلق بالضمانات المنقولة الصادر بتاريخ ‪11‬من شعبان‬ ‫✓‬
‫‪ 17( 1440‬أبريل ‪ )2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6777.16‬شعبان ‪1440‬‬
‫‪22،‬أبريل ‪.2019‬‬
‫من المرسوم رقم ‪ 2.04.969‬الصادر في ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 10( 1425‬يناير‬ ‫✓‬
‫‪ )2005‬لتطبيق الظهير الشريف رقم ‪ 376.969‬الصادر في جمادى األولى‬
‫‪ 15(1378‬نوفمبر ‪ )1958‬بتنظيم حق تأسيس الجمعيات الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 5339‬بتاريخ (فاتح أغسطس ‪)2005‬‬

‫‪43‬‬
‫مقدمة ‪3............................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الضمانات القانونية في قد القرض االستهالكي‪6..............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الضمانات القانونية ألطراف عقد القرض االستهالكي‪6.......................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الضمانات الممنوحة للمقترض بمقتضى القانون ‪ 08/31‬خالل مرحلة ما قبل‬
‫التعاقد وأثنائها‪6....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات المقدمة خالل المرحلة التالية إلبرام العقد وتنفيذه‪11.................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات المقدمة من قبل المقترض‪15........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الضمانات الشخصية‪15...........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات العينية‪20...............................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات القضائية والمؤسساتية في عقد القرض االستهالكي‪23.........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الضمانات القضائية في عقد القرض االستهالكي‪23...........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحقيق التوازن العقدي من خالل منح االمهال القضائي‪23.....................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تحقيق التوازن العقدي من خالل الحد من الشروط التعسفية‪29.................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الضمانات المؤسساتية في عقد القرض االستهالكي‪31........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط االعتراف للجمعيات بالحق في التقاضي‪31.............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬فعاليات جمعيات حماية المستهلك‪31.............................................‬‬
‫خاتمة‪40...........................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪41.................................................................................‬‬
‫الفهرس‪44.......................................................................................‬‬

‫‪44‬‬

You might also like