Professional Documents
Culture Documents
تحليل الفجوة
تحليل الفجوة
يعد تحليل الفجوة احد انواع التحليالت التي سادت الفكر الستراتيجي وذلك في نهاية عقد
الستينيات ( )Ansoff , 1968 ; Kami ,1969وعقد السبعينيات (and Schendel
)1978; Taylor , 1979 Ackoff, 1970 Hoferوعقد الثمانينيات( ; Argenti ,1989
)French and Bell , 1989وعقد التسعينيات ( )Joyce and Woods,1996من القرن
الماضي.
استعمل تحليل الفجوة كاسلوب لمساعدة المنظمات في ايجاد الستراتيجيات الالزمة لتجسير
الفجوة بين الوضع (او الموقف) غير القائم على التخطيط والوضع الذي ترغب ان تكون
عليه (.)Hussey,1998
اضف الى ذلك يمكن النظر الى تحليل الفجوة ،الشكل ( ،)11-8من زوايا مختلفة فقد نظر
اليه Argentiعلى انه يمثل الفرق بين االداء المستهدف Targetوبين االداء المتوقع
Forecastsومن ثم انتقاء الستراتيجيات التي تقلل من حجم الفجوة كي نصل الى المستهدف،
فاألداء المستهدف هو كل ما يقع داخل السيطرة غير انه يتجاوز الوضع الراهن Up to you
اما االداء المتوقع فانه يمثل كل ما يقع خارج نطاق السيطرة Out of your controlاي
هو شيء ما نعتقد بإمكانية حدوثه من حولنا .ونظراً لصعوبة التوقع wبدقة فانه قد يتعين ان
يكون هناك توقعان بدالً من واحد وبنفس الوقت قد يأخذ االداء المستهدف مستويين هما الحد
االدنى والمستوى المرضي ( . )Joyce and Woods,1996ونظرا (السيد;( )1999 ،
)Ansoff,1965, Boseman & Phatak,1989الى الفجوة على انها فجوة اهداف
Objectives gapبافتراضهم ان الفجوة تتحدد ابعادها بالفرق بين الموقع الحالي للمنظمة
(النتائج الحالية لتنفيذ الستراتيجية الحالية) واالهداف الستراتيجية التي تم تحديدها مسبقا ً ليأتي
بعد ذلك الدور في تحديد التصرف المناسب الذي يقلص من الفجوة w.وانطلق (Jauch and
)Glueck , 1988من االداء في تشخيص معالم الفجوة الستراتيجية بقوله ان الفجوة
الستراتيجية تنجم عن حالتين االولى هي الفرق بين االستمرار بالستراتيجية wالحالية (الحالة
المتوقعة) وبين اعتماد ستراتيجية جديدة (الحالة المرغوبة) .اما الحالة الثانية فان الفجوة
الستراتيجية فيها تكون بين استعمال ستراتيجية جديدة (الحالة المرغوبة) وبين الحالة
الموجودة (المتحققة فعالً).
يالحظ من الشكل ( )11-8ان المحور العامودي يعبر عن مستوى الربح وان المحور االفقي
يعبر عن الوقت (والذي يمكن ان يستعمل للتعبير عن معدل العائد على االستثمار او
المبيعات) ،وان المنحنى A wيشير الى الهدف الرئيس للمنظمة (الربح) وهو يعبر عن ما
ترغب المنظمة الوصول اليه ،والمنحنى Dيمثل توقع المنظمة لما تريد انجازه مقارنة مع
الوضع الراهن على افتراض عدم حدوث تغيير ستراتيجي ،والمنحنى B wيوضح تأثير
المشاريع المقترحة لتحسين الربح فضالً عن كونه يوضح المدى الذي يمكن ان يقترب به
المنحنى Dمن المنحنى .Aاما المنحنى Cفانه يعبر توقعات عوائد الصناعة التي عادة ما
تكون غير متوافره بسبب عدم توافر قاعدة بيانات عنها.
ولعل السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو كيف يمكن التعامل مع الفجوة الستراتيجية من قبل
االدارة العليا للمنظمة؟ ولإلجابة على ذلك يمكن القول ان امام المخطط الستراتيجي البدائل
االتية-:
ولخص ( )Boseman and Phatak, 1989سبل معالجة الفجوة على مستويين هما
المستوى الستراتيجي والمستوى التشغيلي .فعلى المستوى االول يجري التركيز على تقييم
السترتيجية الحالية للمنظمة وفيما اذا كانت تحتاج الى اجراء تغيير فيها ام ال ،اما المستوى
التشغيلي فانه يهتم بتغيير النظم والطرائق المستخدمة في تنفيذ الستراتيجية.
وحدد (غراب )1995 ،ثالث بدائل لسد الفجوة الستراتيجية وتقويمها هي-:
-تحليل الحساسية -:والمتمثل بتحديد االثر االيجابي او السلبي لبعض العوامل كزيادة
السعر ،زيادة حجم المبيعات ،تغيير مزيج المبيعات ،تغيير خصائص المنتج في كل من
االيرادات ،االرباح ،والعائد (المردود) على االستثمار بالموجودات الثابتة .االمر الذي يساعد
في تحديد الجوانب التي ينبغي تخفيض wالتكاليف فيها او زيادة ايراداتها.
-تحليل العائد الفرضي على االستثمار بالموجودات -:بموجب هذه الطريقة تقارن االدارة
بين العائد على االستثمار الذي حققه نشاط معين بما حققه مثيلة في دراسات اثر ستراتيجية
التسويق في الربح ( )PIMSمع مراعاة تقارب الظروف .اذ ان هذه المقارنة تعطي فكرة
عن التحسين المحتمل في تلك الظروف.
-تحليل خرائط القيمة المضافة -:تستخدم خرائط القيمة المضافة لكل نشاط من انشطة
المنظمة ابتدا ًء بالمواد وانتها ًء بالمنتج النهائي .ويساعد اجراء هذا التحليل في امكانية تحقيق
الوفورات في بعض المراحل التي تقوم بها اطراف اخرى خارج المنظمة او تحديد النواحي
التي يمكن تخفيض التكاليف فيها السيما التي تنجز داخل المنظمة.
وذهب (جواد )2000 ،بدوره للتميز بين نوع الفجوة وبين االجراءات المتخذة بصدد
تقليصها ،فالفجوة الستراتيجية اما ان تكون عكسية Negative gapاو ايجابية Positive
.gap
تنتج الفجوة العكسية عن النقص الحاصل في امتالك المنظمة Dللقدرات واالمكانات ،االمر
الذي يستدعي من فالمنظمة اآلتي-:
-تخفيف طموحات المنظمة الى مستوى تتعادل فيه مع قدراتها الحقيقية.
اما الفجوة االيجابية فانها تظهر عندما تمتلك المنظمة Dالقدرات واالمكانات المتميزة وعندها
يكون امام المنظمة Dاالتي-:
وتجدر االشارة الى ان اسلوب التعامل مع الفجوة الستراتيجية يختلف باختالف المواقف
والظروف التي تواجه المخطط الستراتيجي .وفي هذا الميدان ينبغي مالحظة الجوانب االتية
(( )Jauch and Glueck, 1988السيد.)1999 ،
-ان تكون الفجوة مهمة ،فمثالً عندما تكون الحصة السوقية المرغوبة هي %10في حين ان
الحصة السوقية الحالية هي %9.5عندها يكون ليس من المبرر اجراء التغيير الن الفجوة
من الضآلة بحيث ال تستحق اجراء مثل هذا التغيير.
-ان تتوافر الرغبة والقناعة لدى المخطط الستراتيجي wبتقليص الفجوة ،فمثالً قد تعتقد ادارة
منظمة معينة ان المعدل المقبول لدوران العمل هو %10في حين ان منظمة اخرى قد تعتبره
معدالً غير مقبول وينبغي التعامل معه بطريقة حازمة وجدية.
-النظرة الشمولية في التعامل مع الفجوة ،فمثالً في حالة تعدد االهداف قد يؤدي تقليص
الفجوة الخاصة بهدف معين الى توسيع الفجوة الخاصة بهدف آخر لذلك قد ال يميل المخطط
الستراتيجي الى تقليص تلك الفجوة السيما اذا كان الهدف الثاني اهم من الهدف االول.
وبقدر تعلق االمر بالخيارات الستراتيجية المتاحة امام المخطط الستراتيجي في التعامل مع
الفجوة الستراتيجية فهناك ثالث حاالت هي-:
-اذا كان حجم الفجوة الستراتيجية كبير واظهرت نتائج تحليل البيئة الخارجية والداخلية
وجود العديد من المشكالت الطارئة عندها يكون من المناسب االعتماد على احدى
الستراتيجيات االنكماشية (ستراتيجية المنظمة االسيرة ،ستراتيجية البيع او /والتجريد،
ستراتيجية wاالفالس /التصفية ،وستراتيجية اعادة التاهيل – االلتفاف).
-عندما يكون حجم الفجوة الستراتيجية متوسطا ً فان امام المخطط الستراتيجي االعتماد على
اي من ستراتيجيات النمو الداخلي (تطوير المنتج ،اختراق السوق ،التنويع ،وتطوير السوق)
او ستراتيجيات النمو الخارجي (التكامل العمودي ،التكامل االفقي ،االندماج ،االكتساب ،
والتحالفات الستراتيجية).
-عندما يكون حجم الفجوة الستراتيجية صغيراً عندها يكون من المالئم االعتماد على اي من
ستراتجيات االستقرار (عدم التغيير ،الربح ،التوقف المؤقت و /او المتابعة بحذر).